- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
الفصل الرابع و الأربعون التنبيه من
الغفلة
|
|
( 358 ) العبرة و الاعتبار و العظة و الاتعاظ و الاعتبار بالأمم
السالفة
|
|
قال الامام علي ( ع ) : إنّ من صرّحت له
العبر عمّا بين يديه من المثلات ، حجزته التّقوى عن تقحّم الشّبهات . ( الخطبة 16 ، 55 ) لا تقلع المنيّة اختراما ، و لا يرعوي الباقون اجتراما . ( الخطبة 81 ، 1 ، 138 ) و من خطبته الغراء ( ع ) : عباد مخلوقون اقتدارا ، و
مربوبون اقتسارا ، و مقبوضون احتضارا ، و مضمّنون أجداثا ، و كائنون رفاتا ، و
مبعوثون أفرادا ، و مدينون جزاء ، و مميّزون حسابا . فيا لها أمثالا
صائبة ، و مواعظ شافية ، لو صادفت قلوبا زاكية ، و أسماعا واعية ، و آراء عازمة
، و ألبابا حازمة . فاتّقوا اللّه تقيّة من سمع فخشع .
. . و عبّر فاعتبر ، و حذّر فحذر ، و زجر فازدجر . ( الخطبة 81 ، 1 ، 140 ) و قدّر لكم
أعمارا سترها عنكم ، و خلّف لكم عبرا من آثار الماضين قبلكم ، من مستمتع خلاقهم
، و مستفسح خناقهم . أرهقتهم المنايا دون الآمال ، و شذّ بهم عنها تخرّم الآجال
. لم يمهدوا في سلامة الأبدان ، و لم يعتبروا في أنف الأوان . فهل ينتظر أهل
بضاضة الشّباب إلاّ حواني الهرم ؟ و أهل غضارة الصّحّة إلاّ نوازل السّقم ؟ و
أهل مدّة البقاء إلاّ آونة الفناء ؟ ( الخطبة 81 ، 2 ،
142 ) أولستم أبناء
القوم و الآباء ، و إخوانهم و الأقرباء ؟ تحتذون أمثلتهم ، و تركبون قدّتهم ، و
تطؤون جادّتهم ؟ ( الخطبة 81 ، 2 ، 143 ) عباد اللّه ، أين
الّذين عمروا فنعموا ، و علّموا ففهموا ، و أنظروا فلهوا ، و سلّموا فنسوا
أمهلوا طويلا ، و منحوا جميلا ، و حذّروا أليما ، و وعدوا جسيما احذروا الذّنوب
المورّطة ، و العيوب المسخطة . ( الخطبة 81 ، 3 ، 148 )
فاتّعظوا عباد اللّه بالعبر النّوافع ، و اعتبروا بالآي
السّواطع ، و ازدجروا بالنّذر البوالغ ، و انتفعوا بالذّكر و المواعظ ، فكأن قد
علقتكم مخالب المنيّة . . . ( الخطبة 83 ، 150 ) و السّعيد من وعظ
بغيره ، و الشّقيّ من انخدع لهواه و غروره . ( الخطبة
84 ، 152 ) نظر فأبصر ، و
ذكر فاستكثر . و ارتوى من عذب فرات سهّلت له موارده ، فشرب نهلا ، و سلك سبيلا
جددا . ( الخطبة 85 ، 153 ) أمّا بعد فإنّ اللّه لم يقصم جبّاري دهر قطّ إلاّ بعد
تمهيل و رخاء ، و لم يجبر عظم أحد من الأمم إلاّ بعد أزل و بلاء ، و في دون ما
استقبلتم من عتب و ما استدبرتم من خطب معتبر و ما كلّ ذي قلب بلبيب ، و لا كلّ
ذي سمع بسميع و لا كلّ ناظر ببصير . ( الخطبة 86 ، 156
) فاعتبروا عباد
اللّه ، و اذكروا تيك الّتي آباؤكم و إخوانكم بها مرتهنون ، و عليها محاسبون . و
لعمري ما تقادمت بكم و لا بهم العهود ، و لا خلت فيما بينكم و بينهم الأحقاب و
القرون ، و ما أنتم اليوم من يوم كنتم في أصلابهم ببعيد . الخطبة 87 ، 158 ) و اعلموا أنّه من لم يعن على نفسه حتّى يكون له منها واعظ
و زاجر ، لم يكن له من غيرها لا زاجر و لا واعظ . (
الخطبة 88 ، 160 ) أو ليس لكم في آثار الأوّلين مزدجر ، و في آبائكم الماضين
تبصرة و معتبر ، إن كنتم تعقلون أو لم تروا إلى الماضين منكم لا يرجعون ، و إلى
الخلف الباقين لا يبقون . . . و على أثر الماضي
ما يمضي الباقي . ( الخطبة 97 ، 192 ) رحم اللّه امرءا
تفكّر فاعتبر ، و اعتبر فأبصر . ( الخطبة 101 ، 197 ) ألا إنّ أبصر
الأبصار ما نفذ في الخير طرفه . ألا إنّ أسمع الأسماع ما وعى التّذكير و قبله الخطبة 103 ، 200 ) و قال
( ع ) في صفة المغتر بالدنيا : و لا
ينزجر من اللّه بزاجر ، و لا يتّعظ منه بواعظ ، و هو يرى المأخوذين على الغرّة ،
حيث لا إقالة و لا رجعة . كيف نزل بهم ما كانوا يجهلون ، و جاءهم من فراق
الدّنيا ما كانوا يأمنون ، و قدموا من الآخرة على ما كانوا يوعدون . ( الخطبة 107 ، 210 ) ألستم في مساكن
من كان قبلكم : أطول أعمارا ، و أبقى آثارا ، و أبعد آمالا ، و أعدّ عديدا ، و
أكثف جنودا . ( الخطبة 109 ، 216 ) و اتّعظوا فيها
بالّذين قالوا ( من أشدّ منّا قوّة ) . حملوا إلى قبورهم فلا يدعون ركبانا ، و أنزلوا
الأجداث فلا يدعون ضيفانا . و جعل لهم من الصّفيح أجنان ، و من التّراب أكفان ،
و من الرّفات جيران . ( الخطبة 109 ، 216 ) و من عبرها ( أي الدنيا ) أنّ المرء يشرف على أمله فيقتطعه حضور
أجله . فلا أمل يدرك ، و لا مؤمّل يترك . فسبحان اللّه ما أعزّ سرورها و أظمأ
ريّها و أضحى فيئها . لا جاء يردّ ، و لا ماض يرتدّ . (
الخطبة 112 ، 221 ) فاعتبروا بنزولكم منازل من كان قبلكم ، و انقطاعكم عن
أوصل إخوانكم . ( الخطبة 115 ، 226 ) عباد اللّه إنّ
الدّهر يجري بالباقين كجريه بالماضين . لا يعود ما قد ولّى منه ، و لا يبقى
سرمدا ما فيه . آخر فعاله كأوّله . متشابهة أموره ، متظاهرة أعلامه . فكأنّكم
بالسّاعة تحدوكم حدو الزّاجر بشوله ( أي سائق الابل
التي مضى على حملها سبعة أشهر ) . فمن شغل نفسه بغير نفسه تحيّر في
الظّلمات و ارتبك في الهلكات . فاتّعظوا بالعبر
، و اعتبروا بالغير ، و انتفعوا بالنّذر . ( الخطبة 155
، 278 ) و اعتبروا بما قد
رأيتم من مصارع القرون قبلكم . قد تزايلت أوصالهم ، و زالت أبصارهم و أسماعهم ،
و ذهب شرفهم و عزّهم ، و انقطع سرورهم و نعيمهم . فبدّلوا بقرب الأولاد فقدها ،
و بصحبة الأزواج مفارقتها . لا يتفاخرون و لا يتناسلون ، و لا يتزاورون و لا
يتحاورون . ( الخطبة 159 ، 286 ) فقد جرّبتم الأمور و ضرّستموها و وعظتم بمن كان قبلكم و
ضربت الأمثال لكم ، و دعيتم إلى الأمر الواضح . فلا يصمّ عن ذلك إلاّ أصمّ . و
لا يعمى عن ذلك إلاّ أعمى . و قال ( ع ) عن سليمان بن داود ( ع ) : فلمّا استوفى
طعمته ، و استكمل مدّته ، رمته قسيّ الفناء بنبال الموت . و أصبحت الدّيار منه
خالية ، و المساكن معطّلة ، و ورثها قوم آخرون . و إنّ لكم في القرون السّالفة
لعبرة . . . . فإنّه ( أي الكبر )
ملاقح الشّنآن ، و منافخ الشّيطان ، الّتي خدع بها الأمم الماضية ، و القرون
الخالية . حتّى أعنقوا في حنادس جهالته ، و مهاوي ضلالته ، ذللا عن سياقه ، سلسا
في قياده . أمرا تشابهت القلوب فيه ، و تتابعت القرون عليه . و كبرا تضايقت
الصّدور به . ( الخطبة 190 ، 1 ، 360 ) فاعتبروا بما
أصاب الأمم المستكبرين من قبلكم ، من بأس اللّه و صولاته ، و وقائعه و مثلاته ( عقوباته ) . و اتّعظوا بمثاوي حدودهم ، و مصارع
جنوبهم ، و استعيذوا باللّه من لواقح الكبر ، كما تستعيذونه من طوارق الدّهر . ( الخطبة 190 ، 2 ، 362 ) حتّى إذا رأى
اللّه سبحانه جدّ الصّبر منهم على الأذى في محبّته ، و الاحتمال للمكروه من خوفه
، جعل لهم من مضايق البلاء فرجا . فأبدلهم العزّ مكان الذّلّ ، و الأمن مكان
الخوف ، فصاروا ملوكا حكّاما . و أئمّة أعلاما . و قد بلغت الكرامة من اللّه لهم
، ما لم تذهب الآمال إليه بهم . فانظروا كيف كانوا حيث كانت الأملاء ( جمع ملأ ) مجتمعة ، و الأهواء مؤتلفة ، و القلوب
معتدلة . و الأيدي مترادفة ، و السّيوف متناصرة . و البصائر نافذة ، و العزائم
واحدة . ألم يكونوا أربابا في أقطار الأرضين ، و ملوكا على رقاب العالمين .
فانظروا إلى ما صاروا إليه في آخر أمورهم ، حين وقعت الفرقة ، و تشتّتت الألفة .
و اختلفت الكلمة و الأفئدة . و تشعّبوا مختلفين ، و تفرّقوا متحازبين . قد خلع
اللّه عنهم لباس كرامته ، و سلبهم غضارة نعمته . و بقي قصص أخبارهم فيكم عبرا
للمعتبرين . و يمضون الأحكام فيمن كان يمضيها فيهم . لا تغمز لهم قناة
، و لا تقرع لهم صفاة . و اعلموا أنّكم
صرتم بعد الهجرة أعرابا ، و بعد الموالاة أحزابا . ما تتعلّقون من الإسلام إلاّ
باسمه ، و لا تعرفون من الإيمان إلاّ رسمه . و اعلموا عباد
اللّه أنّكم و ما أنتم فيه من هذه الدّنيا على سبيل من قد مضى قبلكم ، ممّن كان
أطول منكم أعمارا ، و أعمر ديارا ، و أبعد آثارا . أصبحت أصواتهم هامدة . . . « تراجع بقية الكلام في المبحث ( 375 ) القبر و صفة
الموتى » . ( الخطبة 224 ، 428 ) . . . و لا تغرّنّكم الحياة الدّنيا كما غرّت من كان قبلكم من
الأمم الماضية ، و القرون الخالية . الّذين احتلبوا درّتها ( أي لبنها ) و أصابوا غرّتها . و أفنوا عدّتها ، و
أخلقوا جدّتها . و قال
( ع ) في وصيته لابنه الحسن ( ع ) : أحي قلبك بالموعظة ، . . . و بصّره فجائع
الدّنيا ، و حذّره صولة الدّهر ، و فحش تقلّب اللّيالي و الأيّام ، و اعرض عليه
أخبار الماضين ، و ذكّره بما أصاب من كان قبلك من الأوّلين ، و سر في ديارهم و
آثارهم . فانظر فيما فعلوا ، و عمّا انتقلوا ، و أين حلّوا و نزلوا فإنّك تجدهم
قد انتقلوا عن الاحبّة ، و حلّوا ديار الغربة . و كأنّك عن قليل قد صرت كأحدهم .
فأصلح مثواك ، و لا تبع آخرتك بدنياك . و دع القول فيما لا تعرف . . . ( الخطبة 270 ، 1 ، 475
) و يتابع ( ع ) وصيته للحسن ( ع ) فيقول : و من عهده ( ع ) لمالك الاشتر : ثمّ اعلم يا مالك ، أنّي قد وجّهتك إلى بلاد قد جرت
عليها دون قبلك ، من عدل و جور ، و أنّ النّاس ينظرون من أمورك في مثل ما كنت
تنظر فيه من أمور الولاة قبلك ، و يقولون فيك ما كنت تقول فيهم . ( الخطبة 292 ، 1 ، 517 ) و صدّق بما سلف من الحقّ ، و اعتبر بما مضى من الدّنيا ما
بقي منها ، فإنّ بعضها يشبه بعضا ، و آخرها لاحق بأوّلها . و كلّها حائل مفارق .
( الخطبة 308 ، 556 )
و سئل ( ع ) عن الايمان فقال : الإيمان على أربع دعائم : على الصّبر و اليقين و العدل و
الجهاد . و من كان له من
نفسه واعظ ، كان عليه من اللّه حافظ . ( 89 ح ، 580 ) لكلّ امري ء
عاقبة حلوة أو مرّة . ( 151 ح ، 597 ) لم يذهب من مالك
ما وعظك . ( 196 ح ، 602 ) و من اعتبر أبصر
، و من أبصر فهم ، و من فهم علم . ( 208 ح ، 604 ) بينكم و بين
الموعظة حجاب من الغرّة ( أي الغرور بالدنيا ) .
( 282 ح ، 623 ) ما أكثر العبر و
أقلّ الاعتبار . ( 297 ح ، 626 ) و الإعتبار منذر
ناصح . ( 365 ح ، 638 ) و إنّما ينظر
المؤمن إلى الدّنيا بعين الاعتبار ، و يقتات منها ببطن الاضطرار . ( 367 ح ، 639 ) |
|
( 359 ) التنبيه من الغفلة
|
|
قال الامام علي ( ع ) : و من خطبته الغراء ( ع ) : فهل ينتظر أهل بضاضة الشّباب إلاّ خواني الهرم ؟ و أهل
غضارة الصّحّة إلاّ نوازل السّقم ؟ و أهل مدّة البقاء إلاّ آونة الفناء ؟ مع قرب
الزّيال ، و أزوف الانتقال . ( الخطبة 81 ، 2 ، 142 ) فالقلوب قاسية عن
حظّها ، لاهية عن رشدها ، سالكة في غير مضمارها . كأنّ المعنيّ سواها ، و كأنّ
الرّشد في إحراز دنياها . ( الخطبة 81 ، 2 ، 143 ) أولي الأبصار و
الأسماع ، و العافية و المتاع ، هل من مناص أو خلاص ، أو معاذ أو ملاذ ، أو فرار
أو محار أم لا ؟ فأنّى تؤفكون أم أين تصرفون ؟ أم بماذا تغترّون ؟ فاستدركوا بقيّة أيّامكم ، و اصبروا لها أنفسكم ، فإنّها
قليل في كثير الأيّام الّتي تكون منكم فيها الغفلة ، و التّشاغل عن الموعظة ، و
لا ترخّصوا لأنفسكم ، فتذهب بكم الرّخص مذاهب الظّلمة ، و لا تداهنوا ( أي تظهروا خلاف ما في الطوية ) فيهجم بكم الإدهان
على المعصية . ( الخطبة 84 ، 152 ) فأين تذهبون ، و
أنّى تؤفكون و الأعلام قائمة ، و الآيات واضحة ، و المنار منصوبة . فأين يتاه
بكم ، و كيف تعمهون ؟ و بينكم عترة نبيّكم . . ( الخطبة 85 ، 155 ) و ما كلّ ذي قلب بلبيب ، و لا كلّ ذي سمع بسميع ، و لا
كلّ ذي نظر ببصير . ( الخطبة 86 ، 156 ) و اللّه ما
أسمعكم الرّسول شيئا إلاّ و ها أنا ذا مسمعكموه ، و ما أسماعكم اليوم بدون
أسماعكم بالأمس ، و لا شقّت لهم الأبصار ، و لا جعلت لهم الأفئدة في ذلك الزّمان
، إلاّ و قد أعطيتم مثلها في هذا الزّمان . و و اللّه ما بصّرتم بعدهم شيئا
جهلوه ، و لا أصفيتم به و حرموه . و لقد نزلت بكم البليّة جائلا خطامها ، رخوا
بطانها ، فلا يغرّنّكم ما أصبح فيه أهل الغرور . فإنّما هو ظلّ ممدود ، إلى أجل
معدود . ( الخطبة 87 ، 158 ) أين تذهب بكم
المذاهب ، و تتيه بكم الغياهب ، و تخدعكم الكواذب ؟ و من أين تؤتون و أنّى
تؤفكون ؟ فلكلّ أجل كتاب ، و لكلّ غيبة إياب . فاستمعوا من ربّانيّكم ، و أحضروه
قلوبكم ، و استيقظوا إن هتف بكم . و ليصدق رائد أهله ، و ليجمع شمله ، و ليحضر
ذهنه . ( الخطبة 106 ، 206 ) لو تعلمون ما
أعلم ممّا طوي عنكم غيبه ، إذا لخرجتم إلى الصّعدات (
أي الطرقات ) ، تبكون على أعمالكم ، و تلتدمون (
أي تضربون وجوهكم و صدوركم حزنا ) على أنفسكم . و لتركتم أموالكم لا حارس
لها و لا خالف عليها ( الخالف : من تتركه على مالك اذا
خرجت لسفر أو حرب ) ، و لهمّت كلّ امري ء منكم نفسه ، لا يلتفت إلى غيرها
. و لكنّكم نسيتم ما ذكّرتم ، و أمنتم ما حذّرتم ، فتاه عنكم رأيكم ، و تشتّت
عليكم أمركم . و لوددت أنّ اللّه فرّق بيني و بينكم و ألحقني بمن هو أحقّ بي
منكم . ( الخطبة 114 ، 225 ) لقد حملتكم على
الطّريق الواضح الّتي لا يهلك عليها إلاّ هالك . من استقام فإلى الجنّة ، و من
زلّ فإلى النّار . ( الخطبة 117 ، 228 ) و من لا ينفعه
حاضر لبّه ، فعازبه عنه أعجز ، و غائبه أعوز . ( الخطبة
118 ، 228 ) و اعلموا أنّه
ليس من شي ء إلاّ و يكاد صاحبه يشبع منه و يملّه ، إلاّ الحياة ، فإنّه لا يجد
له في الموت راحة ( أي يحب الانسان الحياة لعلمه
بالعقاب الذي ينتظره بعد الموت . و هذه حكمة واعظة كبيرة للانسان تنبهه من
الغفلة و تحثه على العمل ) . و إنّما ذلك بمنزلة الحكمة الّتي هي حياة
للقلب الميّت ، و بصر للعين العمياء ، و سمع للأذن الصّماء ، و ريّ للظمآن ، و
فيها الغنى كلّه و السّلامة . ( الخطبة 131 ، 245 ) أين العقول المستصبحة
بمصابيح الهدى ، و الأبصار اللاّمحة إلى منار التّقوى . أين القلوب الّتي وهبت
للّه ، و عوقدت على طاعة اللّه ؟ . ( الخطبة 142 ، 256
) و قال ( ع ) في صفة الغافلين : حتّى إذا كشف لهم عن جزاء معصيتهم ، و استخرجهم من
جلابيب غفلتهم ، استقبلوا مدبرا ، و استدبروا مقبلا . فلم ينتفعوا بما أدركوا من
طلبتهم ، و لا بما قضوا من وطرهم . إنّي أحذّركم و نفسي ، هذه المنزلة . فلينتفع
امرؤ بنفسه ، فإنّما البصير من سمع فتفكّر ، و نظر فأبصر ، و انتفع بالعبر . ثمّ
سلك جددا واضحا ، يتجنّب فيه الصّرعة في المهاوي ، و الضّلال في المغاوي ( أي الشبهات ) . و لا يعين على نفسه الغواة ، بتعسّف في حقّ ، أو تحريف في
نطق ، أو تخوّف من صدق . و ناظر قلب
اللّبيب ، به يبصر أمده ( أي غايته و منتهاه ) ،
و يعرف غوره و نجده ( أي باطن أمره و ظاهره ) .
داع دعا ، و راع رعى ، فاستجيبوا للدّاعي ، و اتّبعوا الرّاعي . اعلموا عباد اللّه أنّ عليكم رصدا من أنفسكم ( أي النفس اللوامة ) و عيونا من جوارحكم ، و حفّاظ
صدق يحفظون أعمالكم و عدد أنفاسكم . لا تستركم منهم ظلمة ليل داج ، و لا يكنّكم
منهم باب ذو رتاج . و إنّ غدا من اليوم قريب . ( الخطبة
155 ، 278 ) أيّها النّاس غير
المغفول عنهم ، و التّاركون المأخوذ منهم . مالي أراكم عن اللّه ذاهبين ، و إلى
غيره راغبين كأنّكم نعم أراح بها سائم إلى مرعى وبيّ و مشرب دويّ ، و إنّما هي
كالمعلوفة للمدى ( جمع مديه و هي السكين ، أي معلوفة
للذبح ) لا تعرف ماذا يراد بها إذا أحسن إليها تحسب يومها دهرها و شبعها
أمرها ( أي تحسب أن يومها هو كل عمرها فلا تنظر الى ما
بعده فاذا شبعت ظنت أن هذا هو غاية شأنها ) . (
الخطبة 173 ، 310 ) فحاسب نفسك لنفسك
، فإنّ غيرها من الأنفس لها حسيب غيرك . ( الخطبة 220 ،
422 ) و قال ( ع ) عند تلاوته يَا أَيُّهَا الإنْسَانُ مَا غَرَّكَ
بِرَبِّكَ الكَرِيمِ : . . . يا أيّها الإنسان ما جرّأك على ذنبك ، و ما
غرّك بربّك ، و ما أنّسك بهلكة نفسك ؟ أما من دائك بلول ( أي شفاء من الداء ) ، أم ليس من نومتك يقظة ؟ أما ترحم من نفسك ما
ترحم من غيرك ؟ فلربّما ترى الضّاحي من حرّ الشّمس فتظلّه ، أو ترى المبتلى بألم
يمضّ جسده فتبكي رحمة له فما صبّرك على دائك ، و جلّدك على مصابك ، و عزّاك عن
البكاء على نفسك ، و هي أعزّ الأنفس عليك و كيف لا يوقظك خوف بيات نقمة ، و قد
تورّطت بمعاصيه مدارج سطواته فتداو من داء الفترة في قلبك بعزيمة ، و من كرى
الغفلة في ناظرك بيقظة . و كن للّه مطيعا ، و بذكره آنسا . و تمثّل في حال
تولّيك عنه إقباله عليك ، يدعوك إلى عفوه ، و يتغمّدك بفضله ، و أنت متولّ عنه
إلى غيره . فتعالى من قويّ ما أكرمه و تواضعت من ضعيف ما أجرأك على معصيته و أنت
في كنف ستره مقيم ، و في سعة فضله متقلّب فلم يمنعك فضله ، و لم يهتك عنك ستره .
بل لم تخل من لطفه مطرف عين ، في نعمة يحدثها لك ، أو سيّئة يسترها عليك ، أو
بليّة يصرفها عنك فما ظنّك به لو أطعته و ايم اللّه لو أنّ هذه الصّفة كانت في
متّفقين في القوّة ، متوازيين في القدرة ، لكنت أوّل حاكم على نفسك بذميم
الأخلاق و مساوي ء الأعمال . ( الخطبة 221 ، 423 ) إذا رجفت
الرّاجفة ، و حقّت بجلائلها القيامة ، و لحق بكلّ منسك أهله ، و بكلّ معبود
عبدته ، و بكلّ مطاع أهل طاعته . . . فكم حجّة
يوم ذاك داحضة ، و علائق عذر منقطعة . ( الخطبة 221 ،
424 ) و قال ( ع ) في وصيته لابنه الحسن ( ع ) : رويدا يسفر
الظّلام ( أي عند الموت تنكشف الحقيقة ) . كأن
قد وردت الأظعان ( أي وصل المسافرون الى نهاية سفرهم و
هو الآخرة ) . يوشك من أسرع أن يلحق . و اعلم يا بنيّ أنّ من كانت مطيّته
اللّيل و النّهار ، فإنّه يسار به و إن كان واقفا ، و يقطع المسافة و إن كان
مقيما وادعا . طوبى لنفس أدّت
إلى ربّها فرضها ، و عركت بجنبها بؤسها ( أي صبرت على
البؤس ) و هجرت في اللّيل غمضها . حتّى إذا غلب الكرى عليها ، افترشت
أرضها ، و توسّدت كفّها . ( الخطبة 284 ، 509 ) و من
كتاب له ( ع ) الى عماله على الخراج : من عبد اللّه عليّ أمير المؤمنين إلى أصحاب الخراج . أمّا بعد ، فإنّ من لم
يحذر ما هو صائر إليه ، لم يقدّم لنفسه ما يحرزها . و اعلموا أنّ ما كلّفتم به
يسير ، و أنّ ثوابه كثير . و لو لم يكن فيما نهى اللّه عنه من البغي و العدوان
عقاب يخاف ، لكان في ثواب اجتنابه ما لا عذر في ترك طلبه . فأنصفوا النّاس من
أنفسكم ، و اصبروا لحوائجهم . . . « تراجع تتمة الكتاب في المبحث ( 237 ) جباية بيت المال » .
( الخطبة 290 ، 515 ) . . . و احذر منازل الغفلة و الجفاء ، و قلّة الأعوان على طاعة
اللّه . ( الخطبة 308 ، 557 ) من حاسب نفسه ربح ، و من غفل عنها خسر . و من خاف أمن ، و
من اعتبر أبصر . و من أبصر فهم ، و من فهم علم . ( 208
ح ، 604 ) ازهد في الدّنيا يبصّرك اللّه عوراتها ، و لا تغفل فلست
بمغفول عنك . ( 391 ح ، 646 ) اذكروا انقطاع
اللّذّات ، و بقاء التّبعات . ( 433 ح ، 654 ) |
|
الفصل الرابع و الأربعون التنبيه من
الغفلة
|
|
( 358 ) العبرة و الاعتبار و العظة و الاتعاظ و الاعتبار بالأمم
السالفة
|
|
قال الامام علي ( ع ) : إنّ من صرّحت له
العبر عمّا بين يديه من المثلات ، حجزته التّقوى عن تقحّم الشّبهات . ( الخطبة 16 ، 55 ) لا تقلع المنيّة اختراما ، و لا يرعوي الباقون اجتراما . ( الخطبة 81 ، 1 ، 138 ) و من خطبته الغراء ( ع ) : عباد مخلوقون اقتدارا ، و
مربوبون اقتسارا ، و مقبوضون احتضارا ، و مضمّنون أجداثا ، و كائنون رفاتا ، و
مبعوثون أفرادا ، و مدينون جزاء ، و مميّزون حسابا . فيا لها أمثالا
صائبة ، و مواعظ شافية ، لو صادفت قلوبا زاكية ، و أسماعا واعية ، و آراء عازمة
، و ألبابا حازمة . فاتّقوا اللّه تقيّة من سمع فخشع .
. . و عبّر فاعتبر ، و حذّر فحذر ، و زجر فازدجر . ( الخطبة 81 ، 1 ، 140 ) و قدّر لكم
أعمارا سترها عنكم ، و خلّف لكم عبرا من آثار الماضين قبلكم ، من مستمتع خلاقهم
، و مستفسح خناقهم . أرهقتهم المنايا دون الآمال ، و شذّ بهم عنها تخرّم الآجال
. لم يمهدوا في سلامة الأبدان ، و لم يعتبروا في أنف الأوان . فهل ينتظر أهل
بضاضة الشّباب إلاّ حواني الهرم ؟ و أهل غضارة الصّحّة إلاّ نوازل السّقم ؟ و
أهل مدّة البقاء إلاّ آونة الفناء ؟ ( الخطبة 81 ، 2 ،
142 ) أولستم أبناء
القوم و الآباء ، و إخوانهم و الأقرباء ؟ تحتذون أمثلتهم ، و تركبون قدّتهم ، و
تطؤون جادّتهم ؟ ( الخطبة 81 ، 2 ، 143 ) عباد اللّه ، أين
الّذين عمروا فنعموا ، و علّموا ففهموا ، و أنظروا فلهوا ، و سلّموا فنسوا
أمهلوا طويلا ، و منحوا جميلا ، و حذّروا أليما ، و وعدوا جسيما احذروا الذّنوب
المورّطة ، و العيوب المسخطة . ( الخطبة 81 ، 3 ، 148 )
فاتّعظوا عباد اللّه بالعبر النّوافع ، و اعتبروا بالآي
السّواطع ، و ازدجروا بالنّذر البوالغ ، و انتفعوا بالذّكر و المواعظ ، فكأن قد
علقتكم مخالب المنيّة . . . ( الخطبة 83 ، 150 ) و السّعيد من وعظ
بغيره ، و الشّقيّ من انخدع لهواه و غروره . ( الخطبة
84 ، 152 ) نظر فأبصر ، و
ذكر فاستكثر . و ارتوى من عذب فرات سهّلت له موارده ، فشرب نهلا ، و سلك سبيلا
جددا . ( الخطبة 85 ، 153 ) أمّا بعد فإنّ اللّه لم يقصم جبّاري دهر قطّ إلاّ بعد
تمهيل و رخاء ، و لم يجبر عظم أحد من الأمم إلاّ بعد أزل و بلاء ، و في دون ما
استقبلتم من عتب و ما استدبرتم من خطب معتبر و ما كلّ ذي قلب بلبيب ، و لا كلّ
ذي سمع بسميع و لا كلّ ناظر ببصير . ( الخطبة 86 ، 156
) فاعتبروا عباد
اللّه ، و اذكروا تيك الّتي آباؤكم و إخوانكم بها مرتهنون ، و عليها محاسبون . و
لعمري ما تقادمت بكم و لا بهم العهود ، و لا خلت فيما بينكم و بينهم الأحقاب و
القرون ، و ما أنتم اليوم من يوم كنتم في أصلابهم ببعيد . الخطبة 87 ، 158 ) و اعلموا أنّه من لم يعن على نفسه حتّى يكون له منها واعظ
و زاجر ، لم يكن له من غيرها لا زاجر و لا واعظ . (
الخطبة 88 ، 160 ) أو ليس لكم في آثار الأوّلين مزدجر ، و في آبائكم الماضين
تبصرة و معتبر ، إن كنتم تعقلون أو لم تروا إلى الماضين منكم لا يرجعون ، و إلى
الخلف الباقين لا يبقون . . . و على أثر الماضي
ما يمضي الباقي . ( الخطبة 97 ، 192 ) رحم اللّه امرءا
تفكّر فاعتبر ، و اعتبر فأبصر . ( الخطبة 101 ، 197 ) ألا إنّ أبصر
الأبصار ما نفذ في الخير طرفه . ألا إنّ أسمع الأسماع ما وعى التّذكير و قبله الخطبة 103 ، 200 ) و قال
( ع ) في صفة المغتر بالدنيا : و لا
ينزجر من اللّه بزاجر ، و لا يتّعظ منه بواعظ ، و هو يرى المأخوذين على الغرّة ،
حيث لا إقالة و لا رجعة . كيف نزل بهم ما كانوا يجهلون ، و جاءهم من فراق
الدّنيا ما كانوا يأمنون ، و قدموا من الآخرة على ما كانوا يوعدون . ( الخطبة 107 ، 210 ) ألستم في مساكن
من كان قبلكم : أطول أعمارا ، و أبقى آثارا ، و أبعد آمالا ، و أعدّ عديدا ، و
أكثف جنودا . ( الخطبة 109 ، 216 ) و اتّعظوا فيها
بالّذين قالوا ( من أشدّ منّا قوّة ) . حملوا إلى قبورهم فلا يدعون ركبانا ، و أنزلوا
الأجداث فلا يدعون ضيفانا . و جعل لهم من الصّفيح أجنان ، و من التّراب أكفان ،
و من الرّفات جيران . ( الخطبة 109 ، 216 ) و من عبرها ( أي الدنيا ) أنّ المرء يشرف على أمله فيقتطعه حضور
أجله . فلا أمل يدرك ، و لا مؤمّل يترك . فسبحان اللّه ما أعزّ سرورها و أظمأ
ريّها و أضحى فيئها . لا جاء يردّ ، و لا ماض يرتدّ . (
الخطبة 112 ، 221 ) فاعتبروا بنزولكم منازل من كان قبلكم ، و انقطاعكم عن
أوصل إخوانكم . ( الخطبة 115 ، 226 ) عباد اللّه إنّ
الدّهر يجري بالباقين كجريه بالماضين . لا يعود ما قد ولّى منه ، و لا يبقى
سرمدا ما فيه . آخر فعاله كأوّله . متشابهة أموره ، متظاهرة أعلامه . فكأنّكم
بالسّاعة تحدوكم حدو الزّاجر بشوله ( أي سائق الابل
التي مضى على حملها سبعة أشهر ) . فمن شغل نفسه بغير نفسه تحيّر في
الظّلمات و ارتبك في الهلكات . فاتّعظوا بالعبر
، و اعتبروا بالغير ، و انتفعوا بالنّذر . ( الخطبة 155
، 278 ) و اعتبروا بما قد
رأيتم من مصارع القرون قبلكم . قد تزايلت أوصالهم ، و زالت أبصارهم و أسماعهم ،
و ذهب شرفهم و عزّهم ، و انقطع سرورهم و نعيمهم . فبدّلوا بقرب الأولاد فقدها ،
و بصحبة الأزواج مفارقتها . لا يتفاخرون و لا يتناسلون ، و لا يتزاورون و لا
يتحاورون . ( الخطبة 159 ، 286 ) فقد جرّبتم الأمور و ضرّستموها و وعظتم بمن كان قبلكم و
ضربت الأمثال لكم ، و دعيتم إلى الأمر الواضح . فلا يصمّ عن ذلك إلاّ أصمّ . و
لا يعمى عن ذلك إلاّ أعمى . و قال ( ع ) عن سليمان بن داود ( ع ) : فلمّا استوفى
طعمته ، و استكمل مدّته ، رمته قسيّ الفناء بنبال الموت . و أصبحت الدّيار منه
خالية ، و المساكن معطّلة ، و ورثها قوم آخرون . و إنّ لكم في القرون السّالفة
لعبرة . . . . فإنّه ( أي الكبر )
ملاقح الشّنآن ، و منافخ الشّيطان ، الّتي خدع بها الأمم الماضية ، و القرون
الخالية . حتّى أعنقوا في حنادس جهالته ، و مهاوي ضلالته ، ذللا عن سياقه ، سلسا
في قياده . أمرا تشابهت القلوب فيه ، و تتابعت القرون عليه . و كبرا تضايقت
الصّدور به . ( الخطبة 190 ، 1 ، 360 ) فاعتبروا بما
أصاب الأمم المستكبرين من قبلكم ، من بأس اللّه و صولاته ، و وقائعه و مثلاته ( عقوباته ) . و اتّعظوا بمثاوي حدودهم ، و مصارع
جنوبهم ، و استعيذوا باللّه من لواقح الكبر ، كما تستعيذونه من طوارق الدّهر . ( الخطبة 190 ، 2 ، 362 ) حتّى إذا رأى
اللّه سبحانه جدّ الصّبر منهم على الأذى في محبّته ، و الاحتمال للمكروه من خوفه
، جعل لهم من مضايق البلاء فرجا . فأبدلهم العزّ مكان الذّلّ ، و الأمن مكان
الخوف ، فصاروا ملوكا حكّاما . و أئمّة أعلاما . و قد بلغت الكرامة من اللّه لهم
، ما لم تذهب الآمال إليه بهم . فانظروا كيف كانوا حيث كانت الأملاء ( جمع ملأ ) مجتمعة ، و الأهواء مؤتلفة ، و القلوب
معتدلة . و الأيدي مترادفة ، و السّيوف متناصرة . و البصائر نافذة ، و العزائم
واحدة . ألم يكونوا أربابا في أقطار الأرضين ، و ملوكا على رقاب العالمين .
فانظروا إلى ما صاروا إليه في آخر أمورهم ، حين وقعت الفرقة ، و تشتّتت الألفة .
و اختلفت الكلمة و الأفئدة . و تشعّبوا مختلفين ، و تفرّقوا متحازبين . قد خلع
اللّه عنهم لباس كرامته ، و سلبهم غضارة نعمته . و بقي قصص أخبارهم فيكم عبرا
للمعتبرين . و يمضون الأحكام فيمن كان يمضيها فيهم . لا تغمز لهم قناة
، و لا تقرع لهم صفاة . و اعلموا أنّكم
صرتم بعد الهجرة أعرابا ، و بعد الموالاة أحزابا . ما تتعلّقون من الإسلام إلاّ
باسمه ، و لا تعرفون من الإيمان إلاّ رسمه . و اعلموا عباد
اللّه أنّكم و ما أنتم فيه من هذه الدّنيا على سبيل من قد مضى قبلكم ، ممّن كان
أطول منكم أعمارا ، و أعمر ديارا ، و أبعد آثارا . أصبحت أصواتهم هامدة . . . « تراجع بقية الكلام في المبحث ( 375 ) القبر و صفة
الموتى » . ( الخطبة 224 ، 428 ) . . . و لا تغرّنّكم الحياة الدّنيا كما غرّت من كان قبلكم من
الأمم الماضية ، و القرون الخالية . الّذين احتلبوا درّتها ( أي لبنها ) و أصابوا غرّتها . و أفنوا عدّتها ، و
أخلقوا جدّتها . و قال
( ع ) في وصيته لابنه الحسن ( ع ) : أحي قلبك بالموعظة ، . . . و بصّره فجائع
الدّنيا ، و حذّره صولة الدّهر ، و فحش تقلّب اللّيالي و الأيّام ، و اعرض عليه
أخبار الماضين ، و ذكّره بما أصاب من كان قبلك من الأوّلين ، و سر في ديارهم و
آثارهم . فانظر فيما فعلوا ، و عمّا انتقلوا ، و أين حلّوا و نزلوا فإنّك تجدهم
قد انتقلوا عن الاحبّة ، و حلّوا ديار الغربة . و كأنّك عن قليل قد صرت كأحدهم .
فأصلح مثواك ، و لا تبع آخرتك بدنياك . و دع القول فيما لا تعرف . . . ( الخطبة 270 ، 1 ، 475
) و يتابع ( ع ) وصيته للحسن ( ع ) فيقول : و من عهده ( ع ) لمالك الاشتر : ثمّ اعلم يا مالك ، أنّي قد وجّهتك إلى بلاد قد جرت
عليها دون قبلك ، من عدل و جور ، و أنّ النّاس ينظرون من أمورك في مثل ما كنت
تنظر فيه من أمور الولاة قبلك ، و يقولون فيك ما كنت تقول فيهم . ( الخطبة 292 ، 1 ، 517 ) و صدّق بما سلف من الحقّ ، و اعتبر بما مضى من الدّنيا ما
بقي منها ، فإنّ بعضها يشبه بعضا ، و آخرها لاحق بأوّلها . و كلّها حائل مفارق .
( الخطبة 308 ، 556 )
و سئل ( ع ) عن الايمان فقال : الإيمان على أربع دعائم : على الصّبر و اليقين و العدل و
الجهاد . و من كان له من
نفسه واعظ ، كان عليه من اللّه حافظ . ( 89 ح ، 580 ) لكلّ امري ء
عاقبة حلوة أو مرّة . ( 151 ح ، 597 ) لم يذهب من مالك
ما وعظك . ( 196 ح ، 602 ) و من اعتبر أبصر
، و من أبصر فهم ، و من فهم علم . ( 208 ح ، 604 ) بينكم و بين
الموعظة حجاب من الغرّة ( أي الغرور بالدنيا ) .
( 282 ح ، 623 ) ما أكثر العبر و
أقلّ الاعتبار . ( 297 ح ، 626 ) و الإعتبار منذر
ناصح . ( 365 ح ، 638 ) و إنّما ينظر
المؤمن إلى الدّنيا بعين الاعتبار ، و يقتات منها ببطن الاضطرار . ( 367 ح ، 639 ) |
|
( 359 ) التنبيه من الغفلة
|
|
قال الامام علي ( ع ) : و من خطبته الغراء ( ع ) : فهل ينتظر أهل بضاضة الشّباب إلاّ خواني الهرم ؟ و أهل
غضارة الصّحّة إلاّ نوازل السّقم ؟ و أهل مدّة البقاء إلاّ آونة الفناء ؟ مع قرب
الزّيال ، و أزوف الانتقال . ( الخطبة 81 ، 2 ، 142 ) فالقلوب قاسية عن
حظّها ، لاهية عن رشدها ، سالكة في غير مضمارها . كأنّ المعنيّ سواها ، و كأنّ
الرّشد في إحراز دنياها . ( الخطبة 81 ، 2 ، 143 ) أولي الأبصار و
الأسماع ، و العافية و المتاع ، هل من مناص أو خلاص ، أو معاذ أو ملاذ ، أو فرار
أو محار أم لا ؟ فأنّى تؤفكون أم أين تصرفون ؟ أم بماذا تغترّون ؟ فاستدركوا بقيّة أيّامكم ، و اصبروا لها أنفسكم ، فإنّها
قليل في كثير الأيّام الّتي تكون منكم فيها الغفلة ، و التّشاغل عن الموعظة ، و
لا ترخّصوا لأنفسكم ، فتذهب بكم الرّخص مذاهب الظّلمة ، و لا تداهنوا ( أي تظهروا خلاف ما في الطوية ) فيهجم بكم الإدهان
على المعصية . ( الخطبة 84 ، 152 ) فأين تذهبون ، و
أنّى تؤفكون و الأعلام قائمة ، و الآيات واضحة ، و المنار منصوبة . فأين يتاه
بكم ، و كيف تعمهون ؟ و بينكم عترة نبيّكم . . ( الخطبة 85 ، 155 ) و ما كلّ ذي قلب بلبيب ، و لا كلّ ذي سمع بسميع ، و لا
كلّ ذي نظر ببصير . ( الخطبة 86 ، 156 ) و اللّه ما
أسمعكم الرّسول شيئا إلاّ و ها أنا ذا مسمعكموه ، و ما أسماعكم اليوم بدون
أسماعكم بالأمس ، و لا شقّت لهم الأبصار ، و لا جعلت لهم الأفئدة في ذلك الزّمان
، إلاّ و قد أعطيتم مثلها في هذا الزّمان . و و اللّه ما بصّرتم بعدهم شيئا
جهلوه ، و لا أصفيتم به و حرموه . و لقد نزلت بكم البليّة جائلا خطامها ، رخوا
بطانها ، فلا يغرّنّكم ما أصبح فيه أهل الغرور . فإنّما هو ظلّ ممدود ، إلى أجل
معدود . ( الخطبة 87 ، 158 ) أين تذهب بكم
المذاهب ، و تتيه بكم الغياهب ، و تخدعكم الكواذب ؟ و من أين تؤتون و أنّى
تؤفكون ؟ فلكلّ أجل كتاب ، و لكلّ غيبة إياب . فاستمعوا من ربّانيّكم ، و أحضروه
قلوبكم ، و استيقظوا إن هتف بكم . و ليصدق رائد أهله ، و ليجمع شمله ، و ليحضر
ذهنه . ( الخطبة 106 ، 206 ) لو تعلمون ما
أعلم ممّا طوي عنكم غيبه ، إذا لخرجتم إلى الصّعدات (
أي الطرقات ) ، تبكون على أعمالكم ، و تلتدمون (
أي تضربون وجوهكم و صدوركم حزنا ) على أنفسكم . و لتركتم أموالكم لا حارس
لها و لا خالف عليها ( الخالف : من تتركه على مالك اذا
خرجت لسفر أو حرب ) ، و لهمّت كلّ امري ء منكم نفسه ، لا يلتفت إلى غيرها
. و لكنّكم نسيتم ما ذكّرتم ، و أمنتم ما حذّرتم ، فتاه عنكم رأيكم ، و تشتّت
عليكم أمركم . و لوددت أنّ اللّه فرّق بيني و بينكم و ألحقني بمن هو أحقّ بي
منكم . ( الخطبة 114 ، 225 ) لقد حملتكم على
الطّريق الواضح الّتي لا يهلك عليها إلاّ هالك . من استقام فإلى الجنّة ، و من
زلّ فإلى النّار . ( الخطبة 117 ، 228 ) و من لا ينفعه
حاضر لبّه ، فعازبه عنه أعجز ، و غائبه أعوز . ( الخطبة
118 ، 228 ) و اعلموا أنّه
ليس من شي ء إلاّ و يكاد صاحبه يشبع منه و يملّه ، إلاّ الحياة ، فإنّه لا يجد
له في الموت راحة ( أي يحب الانسان الحياة لعلمه
بالعقاب الذي ينتظره بعد الموت . و هذه حكمة واعظة كبيرة للانسان تنبهه من
الغفلة و تحثه على العمل ) . و إنّما ذلك بمنزلة الحكمة الّتي هي حياة
للقلب الميّت ، و بصر للعين العمياء ، و سمع للأذن الصّماء ، و ريّ للظمآن ، و
فيها الغنى كلّه و السّلامة . ( الخطبة 131 ، 245 ) أين العقول المستصبحة
بمصابيح الهدى ، و الأبصار اللاّمحة إلى منار التّقوى . أين القلوب الّتي وهبت
للّه ، و عوقدت على طاعة اللّه ؟ . ( الخطبة 142 ، 256
) و قال ( ع ) في صفة الغافلين : حتّى إذا كشف لهم عن جزاء معصيتهم ، و استخرجهم من
جلابيب غفلتهم ، استقبلوا مدبرا ، و استدبروا مقبلا . فلم ينتفعوا بما أدركوا من
طلبتهم ، و لا بما قضوا من وطرهم . إنّي أحذّركم و نفسي ، هذه المنزلة . فلينتفع
امرؤ بنفسه ، فإنّما البصير من سمع فتفكّر ، و نظر فأبصر ، و انتفع بالعبر . ثمّ
سلك جددا واضحا ، يتجنّب فيه الصّرعة في المهاوي ، و الضّلال في المغاوي ( أي الشبهات ) . و لا يعين على نفسه الغواة ، بتعسّف في حقّ ، أو تحريف في
نطق ، أو تخوّف من صدق . و ناظر قلب
اللّبيب ، به يبصر أمده ( أي غايته و منتهاه ) ،
و يعرف غوره و نجده ( أي باطن أمره و ظاهره ) .
داع دعا ، و راع رعى ، فاستجيبوا للدّاعي ، و اتّبعوا الرّاعي . اعلموا عباد اللّه أنّ عليكم رصدا من أنفسكم ( أي النفس اللوامة ) و عيونا من جوارحكم ، و حفّاظ
صدق يحفظون أعمالكم و عدد أنفاسكم . لا تستركم منهم ظلمة ليل داج ، و لا يكنّكم
منهم باب ذو رتاج . و إنّ غدا من اليوم قريب . ( الخطبة
155 ، 278 ) أيّها النّاس غير
المغفول عنهم ، و التّاركون المأخوذ منهم . مالي أراكم عن اللّه ذاهبين ، و إلى
غيره راغبين كأنّكم نعم أراح بها سائم إلى مرعى وبيّ و مشرب دويّ ، و إنّما هي
كالمعلوفة للمدى ( جمع مديه و هي السكين ، أي معلوفة
للذبح ) لا تعرف ماذا يراد بها إذا أحسن إليها تحسب يومها دهرها و شبعها
أمرها ( أي تحسب أن يومها هو كل عمرها فلا تنظر الى ما
بعده فاذا شبعت ظنت أن هذا هو غاية شأنها ) . (
الخطبة 173 ، 310 ) فحاسب نفسك لنفسك
، فإنّ غيرها من الأنفس لها حسيب غيرك . ( الخطبة 220 ،
422 ) و قال ( ع ) عند تلاوته يَا أَيُّهَا الإنْسَانُ مَا غَرَّكَ
بِرَبِّكَ الكَرِيمِ : . . . يا أيّها الإنسان ما جرّأك على ذنبك ، و ما
غرّك بربّك ، و ما أنّسك بهلكة نفسك ؟ أما من دائك بلول ( أي شفاء من الداء ) ، أم ليس من نومتك يقظة ؟ أما ترحم من نفسك ما
ترحم من غيرك ؟ فلربّما ترى الضّاحي من حرّ الشّمس فتظلّه ، أو ترى المبتلى بألم
يمضّ جسده فتبكي رحمة له فما صبّرك على دائك ، و جلّدك على مصابك ، و عزّاك عن
البكاء على نفسك ، و هي أعزّ الأنفس عليك و كيف لا يوقظك خوف بيات نقمة ، و قد
تورّطت بمعاصيه مدارج سطواته فتداو من داء الفترة في قلبك بعزيمة ، و من كرى
الغفلة في ناظرك بيقظة . و كن للّه مطيعا ، و بذكره آنسا . و تمثّل في حال
تولّيك عنه إقباله عليك ، يدعوك إلى عفوه ، و يتغمّدك بفضله ، و أنت متولّ عنه
إلى غيره . فتعالى من قويّ ما أكرمه و تواضعت من ضعيف ما أجرأك على معصيته و أنت
في كنف ستره مقيم ، و في سعة فضله متقلّب فلم يمنعك فضله ، و لم يهتك عنك ستره .
بل لم تخل من لطفه مطرف عين ، في نعمة يحدثها لك ، أو سيّئة يسترها عليك ، أو
بليّة يصرفها عنك فما ظنّك به لو أطعته و ايم اللّه لو أنّ هذه الصّفة كانت في
متّفقين في القوّة ، متوازيين في القدرة ، لكنت أوّل حاكم على نفسك بذميم
الأخلاق و مساوي ء الأعمال . ( الخطبة 221 ، 423 ) إذا رجفت
الرّاجفة ، و حقّت بجلائلها القيامة ، و لحق بكلّ منسك أهله ، و بكلّ معبود
عبدته ، و بكلّ مطاع أهل طاعته . . . فكم حجّة
يوم ذاك داحضة ، و علائق عذر منقطعة . ( الخطبة 221 ،
424 ) و قال ( ع ) في وصيته لابنه الحسن ( ع ) : رويدا يسفر
الظّلام ( أي عند الموت تنكشف الحقيقة ) . كأن
قد وردت الأظعان ( أي وصل المسافرون الى نهاية سفرهم و
هو الآخرة ) . يوشك من أسرع أن يلحق . و اعلم يا بنيّ أنّ من كانت مطيّته
اللّيل و النّهار ، فإنّه يسار به و إن كان واقفا ، و يقطع المسافة و إن كان
مقيما وادعا . طوبى لنفس أدّت
إلى ربّها فرضها ، و عركت بجنبها بؤسها ( أي صبرت على
البؤس ) و هجرت في اللّيل غمضها . حتّى إذا غلب الكرى عليها ، افترشت
أرضها ، و توسّدت كفّها . ( الخطبة 284 ، 509 ) و من
كتاب له ( ع ) الى عماله على الخراج : من عبد اللّه عليّ أمير المؤمنين إلى أصحاب الخراج . أمّا بعد ، فإنّ من لم
يحذر ما هو صائر إليه ، لم يقدّم لنفسه ما يحرزها . و اعلموا أنّ ما كلّفتم به
يسير ، و أنّ ثوابه كثير . و لو لم يكن فيما نهى اللّه عنه من البغي و العدوان
عقاب يخاف ، لكان في ثواب اجتنابه ما لا عذر في ترك طلبه . فأنصفوا النّاس من
أنفسكم ، و اصبروا لحوائجهم . . . « تراجع تتمة الكتاب في المبحث ( 237 ) جباية بيت المال » .
( الخطبة 290 ، 515 ) . . . و احذر منازل الغفلة و الجفاء ، و قلّة الأعوان على طاعة
اللّه . ( الخطبة 308 ، 557 ) من حاسب نفسه ربح ، و من غفل عنها خسر . و من خاف أمن ، و
من اعتبر أبصر . و من أبصر فهم ، و من فهم علم . ( 208
ح ، 604 ) ازهد في الدّنيا يبصّرك اللّه عوراتها ، و لا تغفل فلست
بمغفول عنك . ( 391 ح ، 646 ) اذكروا انقطاع
اللّذّات ، و بقاء التّبعات . ( 433 ح ، 654 ) |