- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
الفصل الثاني و الثلاثون التكوين
الجسمي و النفسي للانسان
|
|
( 261 ) خلق الانسان
|
|
قال الامام علي ( ع
) : و قال ( ع ) في صفة
خلق الانسان : أم هذا الّذي أنشأه في ظلمات الأرحام ، و شغف الأستار ،
نطفة دهاقا ، و علقة محاقا ، و جنينا و راضعا ، و وليدا و يافعا . ثمّ منحه قلبا
حافظا ، و لسانا لافظا ، و بصرا لاحظا : ليفهم معتبرا .
. . ( الخطبة 81 ، 3 ، 146 ) أيّها المخلوق السّويّ و المنشأ المرعيّ ، في
ظلمات الأرحام و مضاعفات الأستار . بدئت من سلالة من طين ، و وضعت في قرار مكين
، إلى قدر معلوم و أجل مقسوم . تمور في بطن أمّك جنينا ، لا تحير دعاء و لا تسمع
نداء . ثمّ أخرجت من مقرّك إلى دار لم تشهدها و لم تعرف سبل منافعها . فمن هداك
لاجترار الغذاء من ثدي امّك ؟ اعجبوا لهذا الإنسان ، ينظر
بشحم ، و يتكلّم بلحم ، و يسمع بعظم ، و يتنفّس من خرم . ( 7 ح ، 566 ) |
|
( 262 ) فطرة الانسان
|
|
مدخل : |
|
فطرة الانسان هي
الارضية التي تحوي ميول الطفل الطيبة و تصوراته الحقة ، قبل أن يؤثر عليها زيف
المجتمع و أباطيله . فالطفل بفطرته يعتقد بالخالق سبحانه ، و يحب الخير و الصدق
و الخصال الحميدة ، و هذا مؤدى قول النبي ( ص ) : « يولد الإنسان على الفطرة ،
فأبواه يهوّدانه أو يمجّسانه » . |
|
النصوص : |
|
قال الامام علي ( ع
) : و قال الامام ( ع ) عن نفسه : فإنّي ولدت على الفطرة ، و سبقت إلى الإيمان و الهجرة . ( الخطبة 57 ، 113 ) إنّ أفضل ما توسّل به المتوسّلون إلى اللّه
سبحانه و تعالى : الإيمان به و برسوله ، و الجهاد في سبيله فإنّه ذروة الإسلام ،
و كلمة الإخلاص فإنّها الفطرة . . . ( الخطبة 108 ، 213
) و قال ( ع ) في
وصيته لابنه الحسن ( ع ) : و إنّما قلب
الحدث كالأرض الخالية ، ما ألقي فيها من شي ء قبلته . فبادرتك بالأدب ، قبل أن
يقسو قلبك ، و يشتغل لبّك . ( الخطبة 270 ، 1 ، 476 ) و قال ( ع ) عن الولد الصغير : ذو نيّة سليمة ، و نفس صافية .
( الخطبة 270 ، 1 ، 477 ) |
|
( 263 ) طباع الناس و اختلافها
|
|
قال الامام علي ( ع
) : و قال ( ع ) عن اختلاف الناس : إنّما فرّق بينهم مبادي ء طينهم ( يريد تركيبهم ) . و ذلك أنّهم كانوا فلقة من سبخ أرض ( أي قطعة مالحة من الارض ) و عذبها ، و حزن تربة و
سهلها . فهم على حسب قرب أرضهم يتقاربون ، و على قدر اختلافها يتفاوتون . فتامّ
الرّواء ( أي حسن المنظر ) ناقص العقل . و مادّ
القامة قصير الهمّة . و زاكي العمل قبيح المنظر . و قريب القعر ( أي قصير الجسم ) بعيد السّبر ( أي داهية ) . و معروف الضّريبة ( أي الطبيعة ) منكر الجليبة (
أي التصنع على خلاف الطبع ) . و تائه القلب متفرّق اللّبّ . و طليق
اللّسان حديد الجنان . ( الخطبة 232 ، 435 ) عداوة الضّعفاء للأقوياء ، و السّفهاء للحلماء
، و الأشرار للأخيار ، طبع لا يستطاع تغييره . ( حديد 9
) |
|
( 264 ) ضعف الانسان : المادي و المعنوي
|
|
قال الامام علي ( ع ) : ثمّ أداء الأمانة ، فقد خاب من ليس
من أهلها . إنّها عرضت على السّموات المبنيّة ، و الأرضين المدحوّة ، و الجبال
ذات الطّول المنصوبة ، فلا أطول و لا أعرض ، و لا أعلى و لا أعظم منها . و لو
امتنع شي ء بطول أو عرض أو قوّة أو عزّ لامتنعن ، و لكن أشفقن من العقوبة ، و
عقلن ما جهل من هو أضعف منهنّ ، و هو الإنسان إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً . و النّاس منقوصون مدخولون ( أي مغشوشون ) إلاّ من عصم اللّه : سائلهم متعنّت ، و
مجيبهم متكلّف ، يكاد أفضلهم رأيا يردّه عن فضل رأيه الرّضا و السّخط ، و يكاد
أصلبهم عودا تنكؤه اللّحظة ( أي النظرة الى شي ء يشتهيه
) ، و تستحيله الكلمة الواحدة . ( 343 ح ، 634 ) مسكين ابن آدم : مكتوم الأجل ، مكنون العلل ، محفوظ العمل . تؤلمه البقّة
، و تقتله الشّرقة ، و تنتنه العرقة . ( 419 ح ، 651 ) |
|
( 265 ) تأثير الصفات الجسمية على الصفات
النفسية
|
|
قال
الامام علي ( ع ) : لا تجد في أربعين
أصلع رجل سوء ، و لا تجد كوسجا رجلا صالحا ، و أصلع سوء أحبّ إليّ من كوسج صالح ( الكوسج : الناقص الاسنان ) . ( مستدرك 163 ) |
|
( 266 ) الروح
|
|
قال
الامام علي ( ع ) : و قال ( ع ) عن ملك
الموت : بل كيف يتوفّى الجنين في بطن أمّه ؟ أيلج عليه من بعض جوارحها ؟
أم الرّوح أجابته بإذن ربّها ؟ أم هو ساكن معه في أحشائها ؟ ( الخطبة 110 ، 217 ) فقال سبحانه : . . .
إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ طِيْنٍ فَإذَا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيْهِ مِنْ
رُوحِي ، فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ . . . . ( الخطبة
190 ، 1 ، 357 ) و لو لا الأجل الّذي كتب اللّه عليهم ، لم
تستقرّ أرواحهم في أجسادهم طرفة عين ، شوقا إلى الثّواب ، و خوفا من العقاب . ( الخطبة 191 ، 377 ) و قال ( ع ) عن حجج اللّه : و صحبوا الدّنيا بأبدان أرواحها معلّقة بالمحلّ الأعلى .
( 147 ح ، 595 ) الرّوح حياة البدن ، و العقل حياة الرّوح . ( حديد
204 ) |
|
( 267 ) النفس ( أقسامها عناصرها حالاتها )
|
|
مدخل : |
|
أقسام
النفس : |
|
حالات النفس :
|
|
عبّر القرآن
الكريم عن النفس بعدة معان ، تمثل حالات النفس التي تطرأ عليها . و هي ثلاث : 2
النفس التي تدعو الى الشر و تأمر بالسوء ، و هي النفس الامارة . قال تعالى إنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ ،
إلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي . |
|
النصوص : |
|
قال
الامام علي ( ع ) : و قال
( ع ) في صفة المتقي : قد ألزم نفسه
العدل ، فكان أوّل عدله نفي الهوى عن نفسه . ( الخطبة
85 ، 154 ) عباد اللّه ، زنوا أنفسكم من قبل أن توزنوا ، و حاسبوها من
قبل أن تحاسبوا . ( الخطبة 88 ، 160 ) عالم السّرّ . . .
و هماهم كلّ نفس هامّة ( هماهم جمع همهمة ، و هي ترديد
الصوت في الصدر من الهم ) . ( الخطبة 89 ، 4 ،
177 ) قد خرقت الشّهوات عقله ، و أماتت الدّنيا قلبه ، و ولهت عليها نفسه . ( الخطبة 107 ، 210 ) إنّ الزّاهدين في الدّنيا تبكي قلوبهم و إن
ضحكوا ، و يشتدّ حزنهم و إن فرحوا ، و يكثر مقتهم أنفسهم و إن اغتبطوا بما رزقوا
. ( الخطبة 111 ، 218 ) و نستعينه على هذه
النّفوس البطاء عمّا أمرت به ، السّراع إلى ما نهيت عنه . ( الخطبة 112 ، 219 ) و الّذي نفس ابن أبي طالب بيده ، لألف ضربة
بالسّيف أهون عليّ من ميتة على الفراش في غير طاعة اللّه . ( الخطبة 121 ، 232 ) و من
كلام له ( ع ) في أمر البيعة : إنّي
أريدكم للّه ، و أنتم تريدونني لأنفسكم . أيّها النّاس أعينوني على أنفسكم . . . ( الخطبة 134 ، 247 ) و ليصبر نفسه على الحقوق و
النوائب ، ابتغاء الثّواب . ( الخطبة 140 ، 253 ) فأعرض عن الدّنيا بقلبه ، و أمات ذكرها من
نفسه ، و أحبّ أن تغيب زينتها عن عينه . فرحم اللّه رجلا نزع عن شهوته ، و قمع هوى
نفسه . فإنّ هذه النّفس أبعد شي ء منزعا ، و
إنّها لا تزال تنزع إلى معصية في هوى . ( الخطبة 174 ،
312 ) و اعلموا أنّه مَنْ يَتِّقِ اللّهَ يَجْعَلْ
لَهُ مَخْرَجاً من الفتن ، و نورا من الظّلم ، و يخلّده فيما اشتهت نفسه ، و
ينزله منزل الكرامة عنده . ( الخطبة 181 ، 331 ) و يبتليهم بضروب المكاره ، إخراجا للتّكبّر من
قلوبهم ، و إسكانا للتّذلّل في نفوسهم . ( الخطبة 190 ،
3 ، 366 ) من تضاغن القلوب ، و تشاحن الصّدور ، و تدابر النّفوس . ( الخطبة 190 ، 3 ، 369 ) و قال ( ع ) لهمام في صفة المتقين : نزّلت أنفسهم منهم في البلاء كالّتي نزّلت في الرّخاء . ( الخطبة 191 ، 377 ) و حاجاتهم خفيفة
، و أنفسهم عفيفة . ( الخطبة 191 ، 377 ) أمّا اللّيل فصافّون أقدامهم ، تالين لأجزاء القرآن يرتّلونها ترتيلا .
يحزّنون به أنفسهم ، و يستثيرون به دواء دائهم . فإذا مرّوا بآية فيها تشويق
ركنوا إليها طمعا ، و تطلّعت نفوسهم إليها شوقا ، و ظنّوا أنّها نصب أعينهم . ( الخطبة 191 ، 377 ) نفسه منه في عناء ، و النّاس منه في راحة .
أتعب نفسه لآخرته ، و أراح النّاس من نفسه . ( الخطبة
191 ، 379 ) فصعق همّام صعقة كانت نفسه فيها (
أي مات ) . ( الخطبة 191 ، 380 ) الحمد للّه الّذي أظهر من آثار سلطانه ، و
جلال كبريائه ، ما حيّر مقل العيون من عجائب قدرته ، و ردع خطرات هماهم النّفوس
عن عرفان كنه صفته . ( الخطبة 193 ، 382 ) و قال
( ع ) عن احتضار النبي ( ص ) : و لقد
سالت نفسه في كفّي ، فأمررتها على وجهي . ( الخطبة 195
، 386 ) فعبّدوا أنفسكم ( أي ذللوها ) لعبادته ، و اخرجوا إليه من حقّ طاعته .
( الخطبة 196 ، 388 ) و قال ( ع ) عن الصلاة : فكان يأمر أهله ، و يصبر عليها نفسه . ( الخطبة 197 ، 393 ) و إذا غلبت الرّعيّة واليها . . . عطّلت الأحكام ، و كثرت علل النّفوس . ( الخطبة 214 ، 410 ) إنّ من حقّ من
عظم جلال اللّه سبحانه في نفسه ، و جلّ موضعه من قلبه ، أن يصغر عنده لعظم ذلك
كلّ ما سواه . ( الخطبة 214 ، 411 ) و قال ( ع ) في
السالك السبيل الى اللّه : قد أحيا عقله ، و أمات نفسه . ( الخطبة 218 ، 415 ) و قال ( ع ) في عباد
اللّه : و قد نشروا دواوين أعمالهم ، و فرغوا لمحاسبة أنفسهم ، عن كلّ
صغيرة و كبيرة ، أمروا بها فقصّروا عنها ، أو نهوا عنها ففرّطوا فيها . ( الخطبة 220 ، 422 ) فحاسب نفسك لنفسك
فإنّ غيرها من الأنفس لها حسيب غيرك . ( الخطبة 220 ،
422 ) امرؤ ألجم نفسه بلجامها ، و زمّها بزمامها ،
فأمسكها بلجامها عن معاصي اللّه ، و قادها بزمامها إلى طاعة اللّه . ( الخطبة 235 ، 437 ) و لا تهيجوا النّساء بأذى ، و إن شتمن اعراضكم
، و سببن أمراءكم . فإنّهنّ ضعيفات القوى و الأنفس و العقول . ( الخطبة 253 ، 453 ) و من كتاب له ( ع ) الى معاوية : فإنّ نفسك قد أولجتك شرّا ، و أقحمتك غيّا ، و أوردتك
المهالك ، و أوعرت عليك المسالك . ( الخطبة 269 ، 473 )
غير أنّي حيث
تفرّد بي دون هموم النّاس همّ نفسي ، فصدفني رأيي و صرفني عن هواي . . الخطبة 270 ، 1 ، 474 ) دون أن أقضي إليك
بما في نفسي . ( الخطبة 270 ، 1 ، 476 ) و قال ( ع ) عن الولد الصغير : ذو نيّة سليمة ، و نفس صافية . (
الخطبة 270 ، 1 ، 477 ) و إنّما هي نفسي أروضها بالتّقوى ، لتأتي آمنة
يوم الخوف الأكبر ، و تثبت على جوانب المزلق . الخطبة
284 ، 506 ) و أيم اللّه
يمينا أستثني فيها بمشيئة اللّه لأروضنّ نفسي رياضة تهشّ معها إلى القرص ، إذا
قدرت عليه مطعوما ، و تقنع بالملح مأدوما . ( الخطبة
284 ، 509 ) و أمره أن يكسر نفسه من الشّهوات ، و يزعها ( أي يكفها ) عند الجمحات ، فإنّ النّفس أمّارة
بالسّوء ، إلاّ ما رحم اللّه . ( الخطبة 292 ، 1 ، 517
) و توطين نفسه على لزوم الحقّ . ( الخطبة 292 ، 2 ، 524 ) و قال ( ع ) في صفة الراعي الفاضل : و لا تشرف نفسه على طمع . (
الخطبة 292 ، 2 ، 526 ) و من
وصية له ( ع ) وصى بها شريح بن هاني ء ، لما جعله على مقدمته الى الشام : اتّق اللّه في كلّ صباح و مساء ، و خف على نفسك الدّنيا
الغرور ، و لا تأمنها على حال . و اعلم أنّك إن
لم تردع نفسك عن كثير ممّا تحبّ ، مخافة مكروه ، سمت بك الأهواء إلى كثير من
الضّرر . فكن لنفسك مانعا رادعا ، و لنزوتك عند الحفيظة واقما ( أي قاهرا ) قامعا . (
الخطبة 295 ، 542 ) و إنّي . . .
لعلى بصيرة من نفسي ، و يقين من ربّي . ( الخطبة 301 ،
548 ) و خادع نفسك في العبادة
، و ارفق بها و لا تقهرها ، و خذ عفوها و نشاطها . (
الخطبة 308 ، 558 ) و رئي عليه إزار
خلق مرقوع ، فقيل له في ذلك ، فقال ( ع ) : يخشع
له القلب ، و تذلّ به النّفس ، و يقتدي به المؤمنون . (
103 ح ، 583 ) تغلبه نفسه على
ما يظنّ ، و لا يغلبها على ما يستيقن . ( 150 ح ، 596 ) من حاسب نفسه ربح ، و من غفل عنها خسر . ( 208 ح ، 604 ) أفضل الأعمال ما أكرهت نفسك عليه . ( 249 ح ، 610 ) مرّ
الامام ( ع ) بقتلى الخوارج يوم النهروان فقال : بؤسا لكم ، لقد ضرّكم من غرّكم . و قال ( ع ) في صفة المؤمن : أوسع شي ء صدرا ، و أذلّ شي ء نفسا . . . نفسه أصلب من الصّلد ، و هو أذلّ من العبد . ( 333 ح ، 633 ) للمؤمن ثلاث ساعات : . . . و ساعة يخلّي بين
نفسه و بين لذّتها فيما يحلّ و يجمل . ( 390 ح ، 646 ) قال
عليه السلام : يا كميل ، إنّما هي أربع : النّامية النّباتيّة ، و الحسّية الحيوانيّة ، و النّاطقة
القدسيّة ، و الكلّية الإلهيّة . و لكل واحدة
من هذه خمس قوى و
خاصّيّتان . فالنّامية
النّباتيّة لها خمس قوى ، جاذبة و ماسكة و هاضمة
و دافعة و مربّية . و لها خاصّيّتان الزّيادة و
النّقصان ، و انبعاثها من الكبد ، و هي أشبه
الأشياء بنفس الحيوان . و الحسّية الحيوانيّة لها خمس قوى ، سمع و
بصر و شمّ و ذوق و لمس ، و لها خاصّيّتان الشّهوة و
الغضب ، و انبعاثها من القلب ، و هي أشبه
الأشياء بنفس السّباع . و الكلّية
الإلهيّة و لها خمس قوى ، بقاء في فناء و نعيم
في شقاء و عزّ في ذلّ و غنى في فقر و صبر في بلاء ، و لها خاصّيّتان الرّضا و التّسليم ، و هذه هي الّتي مبدؤها من اللّه ،
و إليه تعود ، قال اللّه تعالى وَ نَفَخْتُ
فِيْهِ مِنْ رُوحِي ، و قال تعالى يَا أَيَّتُهَا
النَّفْسُ المُطْمَئنَّةُ ارْجِعِي إلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَةً .
و العقل وسط الكلّ ، لكيلا يقول أحدكم شيئا من
الخير و الشّرّ إلاّ بقياس معقول . ( مستدرك 159 ) العلم صبغ النّفس ، و ليس يفوق ( أي يعظم ) صبغ الشّي ء حتّى ينظف من كلّ دنس . ( حديد 110 ) |
|
( تقسيم الحوادث النفسية )
|
|
مدخل : |
|
تقسم الحوادث
النفسية في الانسان الى ثلاثة أقسام بحسب
الوظائف الاساسية التي تقوم بها النفس ، من : حس و تفكير و ارادة . فالانسان يشعر : |
|
( 268 ) القلب و الحكمة الهيجانات و
العواطف
|
|
يراجع
المبحث ( 1 ) معرفة اللّه تعالى . قال الامام علي ( ع )
: قال الامام ( ع ) عن اللّه تعالى : فهو الّذي تشهد له أعلام الوجود ، على إقرار قلب ذي
الجحود ( أي ان قلب الجاحد يقر بوجود اللّه و ان انكره بلسانه ) . ( الخطبة 49 ، 106 ) اللّهمّ داحي
المدحوّات ، و داعم المسموكات ، و جابل القلوب على فطرتها : شقيّها و سعيدها . الخطبة 70 ، 125 ) و قال ( ع
) عن النبي ( ص ) : حتّى أورى قبس القابس ، و أضاء الطّريق للخابط ، و
هديت به القلوب ، بعد خوضات الفتن و الآثام . ( الخطبة
70 ، 127 ) فيا لها أمثالا صائبة ، و مواعظ شافية ، لو
صادفت قلوبا زاكية ، و أسماعا واعية ، و آراء عازمة ، و ألبابا حازمة . ( الخطبة 81 ، 1 ، 140 ) فالقلوب قاسية عن حظّها ، لاهية عن رشدها ، سالكة في غير مضمارها كأنّ
المعنيّ سواها ، و كأنّ الرّشد في إحراز دنياها . (
الخطبة 81 ، 2 ، 143 ) فاتّقوا اللّه عباد اللّه ، تقيّة ذي لبّ شغل
التّفكّر قلبه . ( الخطبة 81 ، 2 ، 144 ) ثمّ منحه قلبا
حافظا ، و لسانا لافظا ، و بصرا لاحظا ، ليفهم معتبرا .
. . ( 81 ، 3 ، 146 ) عباد اللّه ، إنّ
من أحبّ عباد اللّه إليه ، عبدا أعانه اللّه على نفسه ، فاستشعر الحزن ، و تجلبب
الخوف ، فزهر مصباح الهدى في قلبه . ( الخطبة 85 ، 152
) و قال
(ع) عن صفة الفاسق : فالصّورة صورة
إنسان ، و القلب قلب حيوان . . . و ذلك ميّت
الأحياء . ( الخطبة 85 ، 155 ) و ما كلّ ذي قلب بلبيب ، و لا كلّ ذي سمع
بسميع ، و لا كلّ ناضر ببصير . ( الخطبة 86 ، 156 ) و قال ( ع ) عن آخر
الزمان : و استعملت المودّة باللّسان ، و تشاجر النّاس بالقلوب . ( الخطبة 106 ، 207 ) و من عشق شيئا أعشى بصره ، و أمرض قلبه . فهو
ينظر بعين غير صحيحة ، و يسمع بأذن غير سميعة . قد خرقت الشّهوات عقله ، و أماتت
الدّنيا قلبه ، و ولهت عليها نفسه ، فهو عبد لها . (
الخطبة 107 ، 209 ) و قال
( ع ) عن النبي ( ص ) : فأعرض عن
الدّنيا بقلبه ، و أمات ذكرها عن نفسه . ( الخطبة 107 ،
212 ) و تعلّموا القرآن
فإنّه أحسن الحديث ، و تفقّهوا فيه فإنّه ربيع القلوب . ( الخطبة 108 ، 214 ) إنّ الزّاهدين في
الدّنيا ، تبكي قلوبهم و إن ضحكوا ، و يشتدّ حزنهم و إن فرحوا ، و يكثر مقتهم
أنفسهم و إن اغتبطوا بما رزقوا . قد غاب عن قلوبكم ذكر الآجال ، و حضرتكم كواذب
الآمال . ( الخطبة 111 ، 218 ) أيّتها النّفوس المختلفة ، و القلوب المتشتّتة
. ( الخطبة 129 ، 241 ) فمن أشعر التّقوى
قلبه ، برّز مهله ، و فاز عمله . ( الخطبة 130 ، 244 ) . . . و إنّما ذلك بمنزلة الحكمة ، الّتي هي حياة للقلب الميّت ، و بصر للعين
العمياء ، و سمع للأذن الصّمّاء ، و ريّ للظّمآن . و فيها الغنى كلّه و السّلامة
. ( الخطبة 131 ، 245 ) أين القلوب الّتي وهبت للّه ، و عوقدت على
طاعة اللّه ؟ ( الخطبة 142
، 256 ) و قال
( ع ) عن الصالحين : تجلى بالتّنزيل
أبصارهم ، و يرمى بالتّفسير في مسامعهم ، و يغبقون كأس الحكمة بعد الصّبوح ( أي
يسقون كأس الحكمة بالمساء بعد ما شربوه بالصباح ) . (
الخطبة 148 ، 263 ) فتزيغ قلوب بعد
استقامة . ( الخطبة 149 ، 265 ) و ناضر قلب
اللّبيب به يبصر أمده ، و يعرف غوره و نجده . ( الخطبة
152 ، 270 ) فالنّاظر بالقلب
، العامل بالبصر ، يكون مبتدأ عمله أن يعلم : أعمله عليه أم له ؟ فإن كان له مضى
فيه ، و إن كان عليه وقف عنه . ( الخطبة 152 ، 270 ) و كذلك من عظمت الدّنيا في عينه ، و كبر
موقعها من قلبه ، آثرها على اللّه تعالى ، فانقطع إليها ، و صار عبدا لها . ( الخطبة 158 ، 282 ) و قال ( ع ) عن النبي ( ص ) : فأعرض عن الدّنيا بقلبه ، و أمات ذكرها من نفسه ، و أحبّ
أن تغيب زينتها عن عينه ، لكيلا يتّخذ منها رياشا ، و لا يعتقدها قرارا ، و لا
يرجو فيها مقاما . فأخرجها من النّفس ، و أشخصها عن القلب ، و غيّبها عن البصر .
و كذلك من أبغض شيئا ، أبغض أن ينظر إليه ، و أن يذكر عنده . ( الخطبة 158 ، 284 ) و قال ( ع ) عن الجنة
: فلو رميت ببصر قلبك نحو ما يوصف لك منها ، لعزفت نفسك عن بدائع ما أخرج
إلى الدّنيا ، من شهواتها و لذّاتها ، و زخارف مناظرها . ( الخطبة 163 ، 298 ) فلو شغلت قلبك
أيّها المستمع بالوصول إلى ما يهجم عليك من تلك المناظر المونقة ، لزهقت نفسك
شوقا إليها ، و لتحمّلت من مجلسي هذا إلى مجاورة أهل القبور استعجالا بها .
جعلنا اللّه و إيّاكم ممّن يسعى بقلبه إلى منازل الأبرار برحمته . ( الخطبة 163 ، 298 ) أخذ اللّه بقلوبنا و قلوبكم إلى الحقّ ، و
ألهمنا و إيّاكم الصّبر . ( الخطبة 171 ، 309 و 203 ، 398 ) و إنّ لسان
المؤمن من وراء قلبه ، و إنّ قلب المنافق من وراء لسانه . لأنّ المؤمن إذا أراد
أن يتكلّم بكلام تدبّره في نفسه ، فإن كان خيرا أبداه ، و إن كان شرّا واراه . و
إنّ المنافق يتكلّم بما أتى على لسانه ، لا يدري ماذا له و ماذا عليه . و لقد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله : « لا
يستقيم إيمان عبد حتّى يستقيم قلبه ، و لا يستقيم قلبه حتّى يستقيم لسانه » . ( الخطبة 174 ، 315 ) و قال ( ع ) عن القرآن : و فيه ربيع القلب ، و ينابيع العلم . و ما للقلب جلاء
غيره مع أنّه قد ذهب المتذكّرون ، و بقي النّاسون أو المتناسون . ( الخطبة 174 ، 316 ) و لو أنّ النّاس حين تنزل بهم النّقم ، و تزول عنهم النّعم ، فزعوا إلى
ربّهم بصدق من نيّاتهم ، و وله من قلوبهم ، لردّ عليهم كلّ شارد ، و أصلح لهم
كلّ فاسد . ( الخطبة 176 ، 320 ) تعنو الوجوه لعظمته ، و تجب ( أي تخفق ) القلوب من مخافته . ( الخطبة 177 ، 320 ) و لكن القلوب عليلة ، و البصائر مدخولة . ( الخطبة
183 ، 335 ) فاسمعوا أيّها النّاس وعوا ، و أحضروا آذان
قلوبكم تفهموا . ( الخطبة 185 ، 347 ) فمن الإيمان ما يكون ثابتا مستقرّا في القلوب ، و منه ما يكون عواري ( أي زعما بدون فهم ) بين القلوب و الصّدور ، إلى أجل
معلوم . ( الخطبة 187 ، 349 ) و قال ( ع ) عن الهجرة : و لا يقع اسم الاستضعاف على من بلغته الحجّة ، فسمعتها
أذنه ، و وعاها قلبه . إنّ أمرنا صعب
مستصعب ، لا يحمله إلاّ عبد مؤمن امتحن اللّه قلبه للإيمان . ( الخطبة 187 ، 349 ) قد قادتهم أزمّة الحين ( أي الهلاك ) ، و استغلقت على أفئدتهم أقفال الرّين ( أي حجب الضلال ) . ( الخطبة
189 ، 354 ) و قال
( ع ) عن التقوى : أيقظوا بها
نومكم ، و اقطعوا بها يومكم ، و أشعروها قلوبكم . (
الخطبة 189 ، 354 ) فأطفئوا ما كمن في قلوبكم من نيران العصبيّة و
أحقاد الجاهليّة . ( الخطبة 190 ، 1 ، 360 ) و قال ( ع ) عن قابيل
: و قدحت الحميّة في قلبه من نار الغضب . (
الخطبة 190 ، 1 ، 360 ) و قال ( ع ) عن تواضع الانبياء : و ضعفة فيما ترى الأعين من حالاتهم ، مع قناعة تملأ
القلوب و العيون غنى ، و خصاصة تملأ الأبصار و الأسماع أذى . ( الخطبة 190 ، 2 ، 363 ) و لكنّ اللّه يختبر عباده بأنواع الشّدائد ، و
يتعبّدهم بأنواع المجاهد ، و يبتليهم بضروب المكاره ، إخراجا للتّكبّر من قلوبهم
، و إسكانا للتّذلّل في نفوسهم . و ليجعل ذلك أبوابا فتحا إلى فضله ، و أسبابا
ذللا لعفوه . و اجتنبوا كلّ أمر كسر فقرتهم ، و أوهن منّتهم
، من تضاغن القلوب ، و تشاحن الصّدور ، و تدابر النفوس . ( الخطبة 190 ، 3 ، 368 ) و أخرجوا من الدّنيا قلوبكم ، من قبل أن تخرج
منها أبدانكم . ( الخطبة 201 ، 396 ) فطوبى لذي قلب سليم ، أطاع من يهديه ، و تجنّب من يرديه ، و أصاب سبيل
السّلامة . ( الخطبة 212 ، 408 ) و قال ( ع ) عن صفة
المحتضر : فكم من مهمّ من جوابه ، عرفه فعيّ عن ردّه ، و دعاء مؤلم ،
بقلبه سمعه فتصامّ عنه . ( الخطبة 219 ، 420 ) إنّ اللّه سبحانه
و تعالى جعل الذّكر جلاء للقلوب ، تسمع به بعد الوقرة ، و تبصر به بعد العشوة ،
و تنقاد به بعد المعاندة . ( الخطبة 220 ، 421 )
جرح طول الأسى
قلوبهم ، و طول البكاء عيونهم . ( الخطبة 220 ، 422
) و قد تورّطت بمعاصيه مدارج سطواته فتداو من
داء الفترة في قلبك بعزيمة ، و من كرى الغفلة في ناظرك بيقظة . ( الخطبة 221 ، 423 ) اللّهمّ إنّك آنس
الآنسين لأوليائك ، و أحضرهم بالكفاية للمتوكّلين عليك . تشاهدهم في سرائرهم ، و
تطّلع عليهم في ضمائرهم ، و تعلم مبلغ بصائرهم . فأسرارهم لك مكشوفة ، و قلوبهم
إليك ملهوفة . ( الخطبة 225 ، 429 ) بعد العداوة الواغرة في الصّدور ، و الضّغائن
القادحة في القلوب . ( الخطبة 229 ، 433 ) و من
كتاب له ( ع ) الى معاوية : و قد دعوت إلى
الحرب ، فدع النّاس جانبا و اخرج إليّ ، و أعف الفريقين من القتال ، لتعلم أيّنا
المرين على قلبه ، و المغطّى على بصره . أحي قلبك
بالموعظة ، و أمته بالزّهادة ، و قوّه باليقين ، و نوّره بالحكمة ، و ذلّله بذكر
الموت ، و قرّره بالفناء ، و بصّره فجائع الدّنيا ، و حذّره صولة الدّهر ، و فحش
تقلّب اللّيالي و الأيّام ، و اعرض عليه أخبار الماضين ، و ذكّره بما أصاب من
كان قبلك من الأوّلين . ( الخطبة 270 ، 1 ، 475 ) و إنّما قلب الحدث كالأرض الخالية ، ما ألقي
فيها من شي ء قبلته . فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك ، و يشتغل لبّك . ( الخطبة 270 ، 1 ، 476 ) و قال ( ع ) عن اللّه تعالى : عظم عن أن تثبت ربوبيّته بإحاطة قلب أو بصر . ( الخطبة 270 ، 2 ، 479 ) و من كتاب له ( ع ) الى قثم بن العباس عامله
على مكة : أمّا بعد ، فإنّ عيني بالمغرب
، كتب إليّ يعلمني ، أنّه وجّه إلى الموسم أناس من أهل الشّام ، العمي القلوب ،
الصّمّ الأسماع ، الكمه الأبصار . ( الخطبة 272 ، 491 ) و من عهده ( ع ) الى
مالك الاشتر : و أن ينصر اللّه سبحانه بقلبه و يده و لسانه . ( الخطبة 292 ، 1 ، 517 ) و أشعر قلبك الرّحمة للرّعيّة ، و المحبّة لهم
و اللّطف بهم ، و لا تكوننّ عليهم سبعا ضاريا تغتنم أكلهم . ( الخطبة 292 ، 1 ، 518 ) فإنّ عطفك عليهم ، يعطف قلوبهم عليك . ( الخطبة 292 ، 2 ، 525 ) و من لجّ و تمادى فهو الرّاكس الّذي ران اللّه على قلبه ، و صارت دائرة
السّوء على رأسه . ( الخطبة 297 ، 544 ) لسان العاقل وراء قلبه ، و قلب الأحمق وراء
لسانه . ( و في رواية ) قلب الأحمق في فيه ، و
لسان العاقل في قلبه . ( 40 ح ، 573 ) قلوب الرّجال وحشيّة ، فمن تألّفها أقبلت عليه
. ( 50 ح ، 575 ) خذ الحكمة أنّى كانت ، فإنّ الحكمة تكون في
صدر المنافق ، فتلجلج في صدره ، حتّى تخرج فتسكن إلى صواحبها في صدر المؤمن . ( 79 ح ، 578 ) الحكمة ضالّة المؤمن ، فخذ الحكمة و لو من أهل
النّفاق . ( 80 ح ، 578 ) إنّ هذه القلوب تملّ كما تملّ الأبدان ،
فابتغوا لها طرائف الحكم . و في رواية : طرائف الحكمة . ( 91 ح ، 580 ) و قال ( ع ) عن القلب
و الحالات الانفعالية التي تطرأ عليه : لقد علّق بنياط هذا الإنسان بضعة
هي أعجب ما فيه ، و ذلك القلب . و له موادّ من الحكمة و أضداد من خلافها . يا كميل بن زياد :
إن هذه القلوب أوعية ، فخيرها أوعاها . فاحفظ عنّي ما أقول لك . . . لا بصيرة له في أحنائه ، ينقدح الشّكّ في قلبه لأوّل عارض من شبهة . ( 147 ح ، 595 ) و قال
( ع ) عن الائمة : يحفظ اللّه بهم
حججه و بيّناته ، حتّى يودعوها نظراءهم ، و يزرعوها في قلوب أشباههم . ( الخطبة 147 ح ، 595 ) إنّ للقلوب شهوة و إقبالا و إدبارا ، فأتوها
من قبل شهوتها و إقبالها ، فإنّ القلب إذا أكره عمي . (
193 ح ، 602 ) و سئل ( ع ) عن الايمان فقال : الإيمان معرفة بالقلب ، و إقرار باللّسان ، و عمل
بالأركان . ( 227 ح ، 607 ) و قال ( ع ) لكميل بن زياد : يا كميل ، مر أهلك أن يروحوا في كسب المكارم ، و يدلجوا
في حاجة من هو نائم . فو الّذي وسع سمعه الأصوات ، ما من أحد أودع قلبا سرورا ،
إلاّ و خلق اللّه له من ذلك السّرور لطفا . ( 257 ح ،
612 ) إنّ كلام الحكماء إذا كان صوابا كان دواء و إذا كان خطأ كان داء . ( 265 ح ، 619 ) المؤمن بشره في وجهه ، و حزنه في قلبه . ( 333 ح ، 633 ) و من استشعر الشّغف بها ( أي الدنيا ) ،
ملأت ضميره أشجانا ، لهنّ رقص على سويداء قلبه . 367 ح
، 639 ) القلب مصحف البصر . (
409 ح ، 649 ) العقل في القلب ، و الرّحمة في الكبد ، و
التّنفّس في الرئة . ( حديد 10 ) إذا كان الآباء هم السّبب في الحياة ، فمعلموا
الحكمة و الدين هم السّبب في جودتها . ( حديد 57 ) العقول أئمّة الأفكار ، و الأفكار أئمّة
القلوب ، و القلوب أئمّة الحواسّ ، و الحواسّ أئمّة الأعضاء . ( مستدرك 176 ) الحكمة شجرة تنبت في القلب ، و تثمر على
اللّسان . ( مستدرك 179 ) اجمعوا هذه القلوب و اطلبوا لها طرف الحكمة ،
فإنّها تملّ كما تملّ الأبدان . ( مستدرك 180 ) |
|
( 269 ) الشهوة
|
|
راجع المبحث ( 353
) ذم اتباع الهوى و طول الامل الشهوات . فاحذروا عباد اللّه حذر الغالب لنفسه ، المانع
لشهوته ، النّاظر بعقله . ( الخطبة 159 ، 287 ) فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله كان
يقول : « إنّ الجنّة حفّت بالمكاره ، و إنّ النّار حفّت
بالشّهوات » . و اعلموا أنّه ما من طاعة اللّه شي ء إلاّ يأتي في كره ، و ما من
معصية اللّه شي ء إلاّ يأتي في شهوة . فرحم اللّه رجلا نزع عن شهوته ، و قمع هوى
نفسه . ( الخطبة 174 ،
312 ) و من كلام له ( ع ) لكميل بن زياد : ألا لا ذا و لا ذاك أو منهوما باللّذة ، سلس القياد
للشّهوة ، أو مغرما بالجمع و الإدّخار . ليسا من رعاة الدّين في شي ء ، أقرب شي
ء شبها بهما الأنعام السّائمة . كذلك يموت العلم بموت حامليه . ( 147 ح ، 595 ) إن عرضت له شهوة أسلف المعصية
، و سوّف التّوبة . ( 150 ح ، 596 ) إنّ للقلوب شهوة و إقبالا و إدبارا ، فأتوها
من قبل شهوتها و إقبالها ، فإنّ القلب إذا أكره عمي . (
193 ح ، 602 ) إذا كثرت المقدرة قلّت الشّهوة . ( 245 ح ، 610 ) إنّ اللّه ركّب في الملائكة عقلا بلا شهوة ، و
ركّب في البهائم شهوة بلا عقل ، و ركّب في بني آدم كليهما . فمن غلب عقله شهوته
فهو خير من الملائكة ، و من غلبت شهوته عقله فهو شرّ من البهائم . ( مستدرك 172 ) |
|
( 270 ) حياة القلب و ارتقاء الروح
|
|
مدخل : |
|
حياة القلب ، و
ميّت الاحياء ذكرنا في مبحث ( النفس ) أن للنفس
ثلاث حالات ، هي النفس المطمئنة و الامارة و اللوامة . و هذه الحالات مركزها
القلب . فيقع القلب في نزاع بين قوتين : هما النفس المطمئنة و النفس الأمارة
بالسوء ، إحداهما تدعوه الى الهدى و الاخرى تدعوه الى الهوى . فاذا استولت النفس
المطمئنة على القلب أشاعت فيه معالم الهداية و الدين و الحكمة و اليقين ، فزهر
مصباح الهدى فيه ، و أضاء نور الحق في جنبه ، و تعلق بالمحل الاعلى . تلك هي
حياة القلب . فهو يملك بصرا و سمعا و عقلا ، و لكنه لا
يهتدي بها و لا يستفيد منها ، مصداقا لقوله سبحانه وَ
لَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الجِنِّ وَ الإنْسِ ، لَهُمْ
قُلُوبٌ لاَ يَفْقَهُونَ بِهَا ، وَ لَهُمْ أَعْيُنٌ لاَ يُبْصِرونَ بِهَا ، وَ
لَهُمْ آذَانٌ لاَ يَسْمَعُونَ بِهَا . أُوْلئكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ
أَضَلُّ ، أُوْلئكَ هُمُ الْغَافِلُونَ «
الاعراف 179 » . |
|
النصوص : |
|
قال
الامام علي ( ع ) : قد أحيا عقله ، و أمات نفسه ، حتّى دقّ جليله
، و لطف غليظه ، و برق له لا مع كثير البرق ، فأبان له الطّريق و سلك به السّبيل
، و تدافعته الأبواب إلى باب السّلامة ، و دار الإقامة ، و ثبتت رجلاه بطمأنينة
بدنه في قرار الأمن و الرّاحة ، بما استعمل قلبه ، و أرضى ربّه . ( الخطبة 218 ، 415 ) هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة ، و باشروا
روح اليقين ، و استلانوا ما استوعره المترفون ، و أنسوا بما استوحش منه الجاهلون
. و صحبوا الدّنيا بأبدان أرواحها معلّقة بالمحلّ الأعلى . ( 147 ح ، 595 ) |
|
( 271 ) الانسان البهيمة ميّت الاحياء
|
|
مدخل : |
|
لقد وهب اللّه
الانسان قدرات و مواهب ، جعلته مفضّلا على كثير مما خلق . فمنها الفطرة في نفسه
و الحكمة في قلبه و التمييز في عقله ، فاذا هو لم يستخدم تلك القدرات ، التي
تتجلى في التفكير و الشعور و الارادة ، أصبح كالانعام بل أضل سبيلا . و عند ذلك
يصبح الانسان لا همّ له غير الطعام و الشراب و الشهوات ، فيصير كالبهيمة
المربوطة همّها علفها . و إذا هو أوصد عقله و قلبه عن تلقي الهدى و الحكمة أصبح
« ميّت الاحياء » . |
|
النصوص : |
|
قال الامام علي ( ع
) : لم يستضيئوا بأضواء الحكمة ، و لم يقدحوا
بزناد العلوم الثّاقبة ، فهم في ذلك كالأنعام السّائمة ، و الصّخور القاسية . ( الخطبة 106 ، 205 ) قد خرقت الشّهوات عقله ، و أماتت الدّنيا قلبه
. ( الخطبة 107 ، 209 ) . . . و إنّما
ذلك بمنزلة الحكمة ، الّتي هي حياة للقلب الميّت ، و بصر للعين العمياء ، و سمع
للأذن الصّمّاء ، و ريّ للظمآن . و فيها الغنى كلّه و السّلامة . ( الخطبة 131 ، 245 ) و قال ( ع ) في صفة الزهاد : و يرون أهل الدّنيا يعظّمون موت أجسادهم ، و هم أشدّ
إعظاما لموت قلوب أحيائهم . ( الخطبة 228 ، 433 )
أو منهوما باللّذة ، سلس القياد للشّهوة ، أو مغرما بالجمع و الإدّخار . ليسا من
رعاة الدّين في شي ء ، أقرب شي ء شبها بهما الأنعام السّائمة . كذلك يموت العلم
بموت حامليه . ( 147 ح ، 595 ) و من قلّ ورعه مات قلبه ، و من مات قلبه دخل
النّار . ( 349 ح ، 636 ) و منهم تارك لإنكار المنكر بلسانه و قلبه و
يده ، فذلك ميّت الأحياء . ( 374 ، ح ، 642 ) |
|
( 272 ) مرض القلب و معالجته
|
|
قال
الامام علي ( ع ) : و من عشق شيئا
أعشى بصره ، و أمرض قلبه ، فهو ينظر بعين غير صحيحة ، و يسمع بأذن غير سميعة .
قد خرقت الشّهوات عقله ، و أماتت الدّنيا قلبه ، و ولهت عليها نفسه . ( الخطبة 107 ، 209 ) و قد تورّطت بمعاصيه
مدارج سطواته فتداو من داء الفترة في قلبك بعزيمة ، و من كرى الغفلة في ناظرك
بيقظة . ( الخطبة 221 ، 423 ) ألا و إنّ من البلاء الفاقة ، و أشدّ من الفاقة مرض البدن ، و أشدّ من مرض
البدن مرض القلب . ألا و إنّ من النّعم سعة المال ، و أفضل من سعة المال صحّة
البدن ، و أفضل من صحّة البدن تقوى القلب . ( 388 ح ،
645 ) |
|
( 273 ) العقل الادراك و التفكير
|
|
يراجع
المبحث ( 1 ) معرفة اللّه تعالى . و قال ( ع ) في ذم أهل البصرة : أرضكم قريبة من الماء ، بعيدة من السّماء . خفّت عقولكم
، و سفهت حلومكم . ( الخطبة 14 ، 54 ) و قال
( ع ) يستنهض أصحابه : يا أشباه
الرّجال و لا رجال حلوم الأطفال ، و عقول ربّات الحجال . ( الخطبة 27 ، 77 ) و قال ( ع ) عن اللّه تعالى : لم يطلع العقول على تحديد صفته و لم يحجبها عن واجب
معرفته . الخطبة 49 ، 106 ) معاشر النّاس ،
إنّ النّساء نواقص الإيمان ، نواقص الحظوظ ، نواقص العقول . . . و أمّا نقصان عقولهنّ فشهادة امرأتين كشهادة
الرّجل الواحد . ( الخطبة 78 ، 133 ) و اعلموا أنّ الأمل يسهي العقل ، و ينسي
الذّكر . ( الخطبة 84 ، 152 ) قد خرقت الشّهوات عقله ، و أماتت الدّنيا قلبه
. ( الخطبة 107 ، 210 ) أين العقول المستصبحة بمصابيح الهدى ، و
الأبصار اللاّمحة إلى منار التّقوى . ( الخطبة 142 ،
256 ) الحمد للّه الّذي انحسرت الأوصاف عن كنه
معرفته ، و ردعت عظمته العقول ، فلم تجد مساغا إلى بلوغ غاية ملكوته . ( الخطبة 153 ، 271 ) فاحذروا عباد اللّه ، حذر الغالب لنفسه ،
المانع لشهوته ، النّاظر بعقله . ( الخطبة 159 ، 287 ) و قال ( ع ) عن اللّه تعالى : بل ظهر للعقول بما أرانا من علامات التّدبير المتقن و
القضاء المبرم . ( الخطبة 180 ، 324 ) قد أحيا عقله ، و
أمات نفسه . ( الخطبة 218 ، 415 ) و ما برح للّه
عزّت الاؤه في البرهة بعد البرهة ، و في أزمان الفترات ، عباد ناجاهم في فكرهم ،
و كلّمهم في ذات عقولهم . فاستصبحوا بنور يقظة في الأبصار و الأسماع و الأفئدة .
( الخطبة 220 ، 421 ) نعوذ باللّه من
سبات العقل ، و قبح الزّلل . ( الخطبة 222 ، 427 ) و قال ( ع ) عن اختلاف الناس : إنّما فرّق بينهم مبادي ء طينهم . . . فتامّ الرّواء ( أي حسن المنظر )
ناقص العقل . . . و تائه القلب متفرّق اللّبّ ،
و طليق اللّسان حديد الجنان . ( الخطبة 232 ، 435 ) و لعمري يا معاوية ، لئن نظرت بعقلك دون هواك
، لتجدني أبرأ النّاس من دم عثمان . ( الخطبة 245 ، 446
) و لا تهيجوا
النّساء بأذى ، و إن شتمن أعراضكم ، و سببن أمرأكم . فإنّهنّ ضعيفات القوى و
الأنفس و العقول . ( الخطبة 253 ، 453 ) و العقل حفظ التّجارب ، و خير ما جرّبت ما
وعظك . ( الخطبة 270 ، 3 ، 486 ) فإنّ العاقل يتّعظ بالآداب ، و البهائم لا تتّعظ إلاّ بالضرب . ( الخطبة 270 ، 4 ، 488 ) و قطيعة الجاهل تعدل صلة العاقل . ( الخطبة 270 ، 4 ، 489 ) و قال ( ع ) مخاطبا معاوية : و إنّك و اللّه ما علمت الأغلف القلب ، المقارب العقل ( أي ناقصه ) . ( الخطبة 303
، 551 ) و من كتاب له ( ع ) الى أبي موسى الأشعري يقول
فيه : فإنّ الشّقيّ من حرم نفع ما أوتي من العقل و التّجربة . ( الخطبة 317 ، 564 ) الفكر مرآة صافية . ( 4 ح ، 565 و 365 ح ، 638 ) صدر العاقل صندوق سرّه . ( 5 ح ، 566 ) إنّ أغنى الغنى العقل ، و أكبر الفقر الحمق . ( 38 ح ، 572 ) لسان العاقل وراء قلبه ، و قلب الأحمق وراء
لسانه ( و في رواية اخرى ) قلب الأحمق في فيه ،
و لسان العاقل في قلبه . ( 40 ح ، 573 ) لا غنى كالعقل ،
و لا فقر كالجهل . ( 54 ح ، 575 ) لا ترى الجاهل إلاّ مفرطا أو مفرّطا . ( 70 ح ، 576 ) إذا تمّ العقل نقص الكلام . ( 71 ح ، 576 ) اعقلوا الخبر إذا سمعتموه عقل رعاية لا عقل رواية ، فإنّ رواة العلم كثير و
رعاته قليل . ( 98 ح ، 582 ) التّودّد نصف
العقل . ( 142 ح ، 593 ) عليكم بطاعة من لا تعذرون بجهالته ( يقصد به العاقل
) . ( 156 ح ، 598 ) من استبدّ برأيه هلك ، و من شاور الرّجال
شاركها في عقولها . ( 161 ح ، 598 ) أوّل عوض الحليم من حلمه ، أنّ النّاس أنصاره
على الجاهل . ( 206 ح ، 604 ) كم من عقل أسير تحت هوى أمير . و من التّوفيق
حفظ التّجربة . ( 211 ح ، 605 ) عجب المرء بنفسه أحد حسّاد عقله . ( 212 ح ، 605 ) أكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع . ( 219 ح ، 606 ) و قيل له ( ع ) صف
لنا العاقل . فقال عليه السلام : هو الّذي يضع الشّي ء مواضعه . فقيل : فصف لنا الجاهل ، فقال
( ع ) : قد فعلت . ( 235 ح ، 609 ) و ترك شرب الخمر تحصينا للعقل . ( 252 ح ، 611 ) الحدّة ضرب من الجنون لأنّ صاحبها يندم . فإن
لم يندم فجنونه مستحكم . ( 255 ح ، 612 ) رسولك ترجمان عقلك ، و كتابك أبلغ ما ينطق عنك . (
301 ح ، 627 ) و قال ( ع ) لابنه محمد بن الحنفية : يا بنيّ ، إنّي أخاف عليك الفقر ، فاستعذ باللّه منه ،
فإنّ الفقر منقصة للدّين ، مدهشة للعقل ، داعية للمقت . ( 319 ح ، 630 ) و ليس للعاقل أن يكون شاخصا إلاّ في ثلاث : مرمّة لمعاش ، أو خطوة في معاد ، أو لذّة في غير محرّم .
( 390 ح ، 646 ) ما استودع اللّه امرءا عقلا إلاّ استنقذه به
يوما ما . ( 407 ح ، 649 ) كفاك من عقلك ما أوضح لك سبل غيّك من رشدك . ( 421 ح ، 652 ) الحلم غطاء ساتر ، و العقل حسام قاطع . فاستر
خلل خلقك بحلمك ، و قاتل هواك بعقلك . 424 ح ، 652 ) ما مزح امرؤ مزحة ، إلاّ مجّ من عقله مجّة . ( 450 ح ، 657 ) العقل في القلب ،
و الرحمة في الكبد ، و التّنفّس في الرّئة . ( حديد 10
) الرّوح حياة
البدن ، و العقل حياة الرّوح . ( حديد 204 ) الخطّ لسان اليد
، و اللّسان ترجمان العقل . ( مستدرك 79 ) إنّ اللّه ركّب في الملائكة عقلا بلا شهوة ، و
ركّب في البهائم شهوة بلا عقل ، و ركّب في بني آدم كليهما . فمن غلب عقله شهوته
فهو خير من الملائكة ، و من غلبت شهوته عقله فهو شرّ من البهائم . ( مستدرك 172 ) العقول أئمّة الأفكار ، و الأفكار أئمّة القلوب ، و القلوب أئمّة الحواسّ ،
و الحواسّ أئمّة الأعضاء . ( مستدرك 176 ) |
|
( 274 ) الحواس
|
|
يراجع المبحث ( 13
) عظمة اللّه و قصور الانسان . قال الامام علي ( ع ) : جعل لكم أسماعا لتعي ما عناها ، و أبصارا
لتجلو عن عشاها ، و أشلاء جامعة لأعضائها ، ملائمة لأحنائها ، في تركيب صورها ،
و مدد عمرها . ( الخطبة 81 ، 2 ، 142 ) ثمّ منحه قلبا حافظا ، و لسانا لافظا ، و بصرا
لاحظا . . . ( الخطبة
81 ، 3 ، 146 ) و ما كلّ ذي قلب بلبيب ، و لا كلّ ذي سمع
بسميع ، و لا كلّ ناظر ببصير . ( الخطبة 86 ، 156 ) و قال ( ع ) عن اللّه تعالى : و الرّادع أناسيّ الأبصار عن أن تناله أو تدركه . ( الخطبة 89 ، 1 ، 161 ) . . . و إنّما
ذلك بمنزلة الحكمة ، الّتي هي حياة للقلب الميّت ، و بصر للعين العمياء ، و سمع
للأذن الصّمّاء . ( الخطبة 131 ، 245 ) و قال ( ع ) عن
اللّه تعالى : لم ينته إليك نظر ، و لم
يدركك بصر . أدركت الأبصار ، و أحصيت الأعمال ، و أخذت بالنّواصي و الأقدام . و
ما الّذي نرى من خلقك ، و نعجب له من قدرتك ، و نصفه من عظيم سلطانك ؟ و ما
تغيّب عنّا منه ، و قصرت أبصارنا عنه ، و انتهت عقولنا دونه ، و حالت ستور
الغيوب بيننا و بينه أعظم . فمن فرّغ قلبه ، و أعمل فكره ، ليعلم كيف أقمت عرشك
، و كيف ذرأت خلقك ، و كيف علّقت في الهواء سمواتك ، و كيف مددت على مور الماء
أرضك ، رجع طرفه حسيرا ، و عقله مبهورا ، و سمعه والها ، و فكره حائرا . ( الخطبة 158 ، 280 ) الحمد للّه الّذي أظهر من آثار سلطانه ، و جلال كبريائه ، ما حيّر مقل
العيون من عجائب قدرته ، و ردع خطرات هماهم النّفوس عن عرفان كنه صفته . ( الخطبة 193 ، 382 ) و قال ( ع ) عن اللّه تعالى : عظم عن أن تثبت ربوبيّته بإحاطة قلب أو بصر . ( الخطبة 270 ، 2 ، 479 ) ليست الرّويّة كالمعاينة مع الإبصار . فقد
تكذب العيون أهلها ، و لا يغشّ العقل من استنصحه . 281
ح ، 623 ) لا تقل ما لا تعلم ، بل لا تقل كلّ ما تعلم ،
فإنّ اللّه فرض على جوارحك كلّها فرائض يحتّجّ بها عليك يوم القيامة . ( 382 ح ، 644 ) القلب مصحف البصر . ( 409 ح ، 649 ) العين وكاء السّه (
أي ان العين الباصرة وقاء من العجز ، يومي الامام ( ع ) بذلك الى التبصر في مظنات الغفلة ) . ( 466 ح ، 659 ) ليس في الحواسّ الظّاهرة شي ء أشرف من العين ، فلا تعطوها سؤلها ، فيشغلكم
عن ذكر اللّه . ( حديد 63 ) العقول أئمّة الأفكار ، و الأفكار أئمّة
القلوب ، و القلوب أئمّة الحواسّ ، و الحواسّ أئمّة الأعضاء . ( مستدرك 176 ) |
|
( 275 ) اللسان
|
|
يراجع المبحث
التالي ( 276 ) التكلم و الصمت حفظ اللسان . أيّها النّاس ، إنّه لا يستغني الرّجل و إن كان
ذا مال عن عترته ، و دفاعهم عنه بأيديهم و ألسنتهم ، و هم أعظم النّاس حيطة من
ورائه ، و ألمّهم لشعثه ، و أعطفهم عليه عند نازلة إذا نزلت به . و لسان الصّدق
يجعله اللّه للمرء في النّاس خير له من المال يرثه غيره . ( الخطبة 23 ، 69 ) اللّهمّ اغفر لي ما تقرّبت به إليك بلساني ، ثمّ خالفه قلبي . اللّهمّ اغفر
لي رمزات الألحاظ ، و سقطات الألفاظ ، و شهوات الجنان ، و هفوات اللّسان . ( الخطبة 76 ، 132 ) و قال ( ع ) عن المتقي : و ظلف الزّهد شهواته ( أي منعها
) ، و أوجف الذّكر بلسانه ( أي أسرع ) . ( الخطبة 81 ، 2 ، 144 ) ثمّ منحه قلبا حافظا ، و لسانا لافظا . . . ( الخطبة 81 ، 3 ، 146 ) و كان أهل ذلك الزّمان ذئابا
، و سلاطينه سباعا ، و أوساطه أكّالا ، و فقراؤه أمواتا . و غار الصّدق ، و فاض
الكذب . و استعملت المودّة باللّسان ، و تشاجر النّاس بالقلوب . ( الخطبة 106 ، 207 ) و صار دين أحدكم لعقة على
لسانه . ( الخطبة 111 ، 219 ) و من كلام له ( ع ) في التحكيم : إنّا لم نحكّم الرّجال ، و إنّما حكّمنا القرآن . هذا
القرآن إنّما هو خطّ مستور بين الدّفّتين ، لا ينطق بلسان ، و لا بدّ له من
ترجمان . و إنّما ينطق عنه الرّجال . ( الخطبة 123 ،
234 ) أو يلقى النّاس بوجهين ، أو يمشي فيهم بلسانين
. ( الخطبة 151 ، 269 ) و قال ( ع ) عن
الطاووس : و أقلّ أجزائه قد أعجز الأوهام أن تدركه ، و الألسنة أن تصفه
فسبحان الّذي بهر العقول عن وصف خلق جلاه للعيون ، فأدركته محدودا مكوّنا ، و
مؤلّفا ملوّنا . فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده ،
إلاّ بالحقّ . ( الخطبة 165 ، 301 ) قد كفاكم مؤونة دنياكم ، و حثّكم على الشّكر ،
و افترض من ألسنتكم الذّكر . ( الخطبة 181 ، 331 ) اتّخذهم إبليس مطايا ضلال ، و جندا بهم يصول على النّاس ، و تراجمة ينطق على
ألسنتهم . ( الخطبة 190 ، 2 ، 361 ) فمهلا لا تعد لمثلها ، فإنّما نفث الشّيطان
على لسانك . ( الخطبة 191 ، 380 ) ألا و إنّ اللّه سبحانه قد جعل للخير أهلا ، و
للحقّ دعائم ، و للطّاعة عصما . و إنّ لكم عند كلّ طاعة عونا من اللّه سبحانه ،
يقول على الألسنة ، و يثبّت الأفئدة . فيه كفاء لمكتف ، و شفاء لمشتف . ( الخطبة 212 ، 407 ) و قال ( ع ) يصف حال المحتضر : فبينا هو كذلك على جناح من فراق الدّنيا ، و ترك الأحبّة
، إذ عرض له عارض من غصصه ، فتحيّرت نوافذ فطنته ، و يبست رطوبة لسانه . فكم من مهمّ من جوابه عرفه
فعيّ عن ردّه . ( الخطبة 219 ، 420 ) ألا و إنّ اللّسان بضعة من الإنسان ، فلا
يسعده القول إذا امتنع ، و لا يمهله النّطق إذا اتّسع . ( الخطبة 231 ، 434 ) و اعلموا رحمكم اللّه أنّكم في زمان ، القائل فيه بالحقّ قليل ، و اللّسان
عن الصّدق كليل ، و اللاّزم للحقّ ذليل . ( الخطبة 231
، 434 ) فاربع أبا العبّاس رحمك اللّه ، فيما جرى على
لسانك و يدك من خير و شر . ( الخطبة 257 ، 456 )
و لكنّي أخاف عليكم كلّ منافق
الجنان ، عالم اللّسان . يقول ما تعرفون ، و يفعل ما تنكرون . ( الخطبة 266 ، 467 ) و إنّما يستدلّ على الصّالحين بما يجري اللّه
لهم على ألسن عباده ، فليكن أحبّ الذّخائر إليك ذخيرة العمل الصّالح . ( الخطبة 292 ، 1 ، 517 ) و من كتاب له ( ع ) الى معاوية : فعدوت على الدّنيا بتأويل القرآن ، فطلبتني بما لم تجن
يدي و لا لساني . ( الخطبة 294 ، 541 ) و لا يكن لك إلى النّاس سفير إلاّ لسانك ، و
لا حاجب إلاّ وجهك . ( الخطبة 306 ، 555 ) و هانت عليه نفسه من أمّر عليها لسانه . ( 2 ح ، 565 ) ما أضمر أحد شيئا إلاّ ظهر في فلتات لسانه و صفحات وجهه . ( 25 ح ، 569 ) لسان العاقل وراء قلبه ، و قلب الأحمق وراء
لسانه . ( 40 ح ، 573 ) ( و في رواية ) قلب الأحمق في فيه ، و لسان العاقل في قلبه . و إنّما الأجر في القول
باللّسان ، و العمل بالأيدي و الأقدام . ( 42 ح ، 573 ) اللّسان سبع إن خلّي عنه عقر ( أي قتل ) . ( 60 ح ، 576 ) و ليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه . ( 73 ح ،
577 ) أوضع العلم ما وقف على اللّسان ، و أرفعه ما
ظهر في الجوارح و الأركان . ( 92 ح ، 580 ) طوبى لمن ذلّ في نفسه ، و طاب كسبه ، و صلحت
سريرته ، و حسنت خليقته ، و أنفق الفضل من ماله ، و أمسك الفضل من لسانه . ( 123 ح ، 588 ) المرء مخبوء تحت لسانه . ( 148 ح ، 596 ) الإيمان معرفة بالقلب ، و
إقرار باللّسان ، و عمل بالأركان . ( 227 ح ، 607 ) اتّقوا ظنون المؤمنين ، فإنّ اللّه تعالى جعل
الحقّ على ألسنتهم . ( 309 ح ، 628 ) تكلّموا تعرفوا ، فإنّ المرء مخبؤ تحت لسانه .
( 392 ح ، 646 ) |
|
( 276 ) الصمت و حفظ اللسان
|
|
يراجع المبحث
السابق ( 275 ) اللسان . و تلافيك ما فرط من صمتك أيسر من إدراكك ما
فات من منطقك . و حفظ ما في الوعاء بشدّ الوكاء (
الوكاء : رباط القربة ) . ( الخطبة 270 ، 3 ،
485 ) إيّاك أن تذكر من الكلام ما يكون مضحكا ، و إن
حكيت ذلك عن غيرك . ( الخطبة 270 ، 4 ، 489 ) و لا تجعل عرضك غرضا لنبال القول ، و لا تحدّث
النّاس بكلّ ما سمعت به ، فكفى بذلك كذبا . و لا تردّ على النّاس كلّ ما حدّثوك
به ، فكفى بذلك جهلا . ( الخطبة 308 ، 551 ) تحدّث النّاس بكلّ ما سمعت به ، فكفى بذلك
كذبا . ( الخطبة 308 ، 557 ) و هانت عليه نفسه من أمّر
عليها لسانه . ( 2 ح ، 565 ) اللّسان سبع إن خلّي عنه عقر ( أي قتل ) . ( 60 ح ،
576 ) إذا تمّ العقل نقص الكلام . ( 71 ح ، 576 ) طوبى لمن . . . أنفق الفضل من ماله ، و أمسك
الفضل من لسانه . ( 123 ح ، 588 ) لا خير في الصّمت عن الحكم ، كما أنّه لا خير
في القول بالجهل . ( 182 ح ، 600 و 471 ح ، 661 ) بكثرة الصّمت تكون الهيبة . ( 224 ح ، 606 ) فإنّ الكلام كالشّاردة ينقفها ( أي يصيبها ) هذا و يخطئها هذا . ( 266 ح ، 619 ) رسولك ترجمان عقلك ، و كتابك أبلغ ما ينطق عنك
. ( 301 ح ، 627 ) و من كثر كلامه كثر خطؤه ، و
من كثر خطؤه قلّ حياؤه ، و من قلّ حياؤه قلّ ورعه ، و من قلّ ورعه مات قلبه ، و
من مات قلبه دخل النّار . ( 349 ح ، 636 ) و من علم أنّ كلامه من عمله ، قلّ كلامه إلاّ
فيما يعنيه . ( 349 ح ، 636 ) الكلام في وثاقك ما لم تتكلّم
به ، فإذا تكلّمت به صرت في وثاقه . فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك و ورقك ، فربّ
كلمة سلبت نعمة و جلبت نقمة . ( 381 ح ، 644 ) لا تقل ما لا تعلم ، بل لا تقل كلّ ما تعلم ،
فإنّ اللّه فرض على جوارحك كلّها فرائض يحتجّ بها عليك يوم القيامة . ( 382 ح ، 644 ) تكلّموا تعرفوا ، فإنّ المرء مخبوء تحت لسانه . ( 392
ح ، 646 ) ربّ قول أنفذ من صول (
أي سطوة ) . ( 394 ح ، 647 ) لا تجعلنّ ذرب لسانك (
أي حدته ) على من أنطقك ، و بلاغة قولك على من سدّدك ( و هو اللّه تعالى ) . ( 411
ح ، 649 ) الإيمان أن تؤثر الصّدق حيث يضرّك على الكذب
حيث ينفعك ، و أن لا يكون في حديثك فضل عن عملك ، و أن تتّقي اللّه في حديث غيرك
. ( 458 ح ، 658 ) |
|
الفصل الثاني و الثلاثون التكوين
الجسمي و النفسي للانسان
|
|
( 261 ) خلق الانسان
|
|
قال الامام علي ( ع
) : و قال ( ع ) في صفة
خلق الانسان : أم هذا الّذي أنشأه في ظلمات الأرحام ، و شغف الأستار ،
نطفة دهاقا ، و علقة محاقا ، و جنينا و راضعا ، و وليدا و يافعا . ثمّ منحه قلبا
حافظا ، و لسانا لافظا ، و بصرا لاحظا : ليفهم معتبرا .
. . ( الخطبة 81 ، 3 ، 146 ) أيّها المخلوق السّويّ و المنشأ المرعيّ ، في
ظلمات الأرحام و مضاعفات الأستار . بدئت من سلالة من طين ، و وضعت في قرار مكين
، إلى قدر معلوم و أجل مقسوم . تمور في بطن أمّك جنينا ، لا تحير دعاء و لا تسمع
نداء . ثمّ أخرجت من مقرّك إلى دار لم تشهدها و لم تعرف سبل منافعها . فمن هداك
لاجترار الغذاء من ثدي امّك ؟ اعجبوا لهذا الإنسان ، ينظر
بشحم ، و يتكلّم بلحم ، و يسمع بعظم ، و يتنفّس من خرم . ( 7 ح ، 566 ) |
|
( 262 ) فطرة الانسان
|
|
مدخل : |
|
فطرة الانسان هي
الارضية التي تحوي ميول الطفل الطيبة و تصوراته الحقة ، قبل أن يؤثر عليها زيف
المجتمع و أباطيله . فالطفل بفطرته يعتقد بالخالق سبحانه ، و يحب الخير و الصدق
و الخصال الحميدة ، و هذا مؤدى قول النبي ( ص ) : « يولد الإنسان على الفطرة ،
فأبواه يهوّدانه أو يمجّسانه » . |
|
النصوص : |
|
قال الامام علي ( ع
) : و قال الامام ( ع ) عن نفسه : فإنّي ولدت على الفطرة ، و سبقت إلى الإيمان و الهجرة . ( الخطبة 57 ، 113 ) إنّ أفضل ما توسّل به المتوسّلون إلى اللّه
سبحانه و تعالى : الإيمان به و برسوله ، و الجهاد في سبيله فإنّه ذروة الإسلام ،
و كلمة الإخلاص فإنّها الفطرة . . . ( الخطبة 108 ، 213
) و قال ( ع ) في
وصيته لابنه الحسن ( ع ) : و إنّما قلب
الحدث كالأرض الخالية ، ما ألقي فيها من شي ء قبلته . فبادرتك بالأدب ، قبل أن
يقسو قلبك ، و يشتغل لبّك . ( الخطبة 270 ، 1 ، 476 ) و قال ( ع ) عن الولد الصغير : ذو نيّة سليمة ، و نفس صافية .
( الخطبة 270 ، 1 ، 477 ) |
|
( 263 ) طباع الناس و اختلافها
|
|
قال الامام علي ( ع
) : و قال ( ع ) عن اختلاف الناس : إنّما فرّق بينهم مبادي ء طينهم ( يريد تركيبهم ) . و ذلك أنّهم كانوا فلقة من سبخ أرض ( أي قطعة مالحة من الارض ) و عذبها ، و حزن تربة و
سهلها . فهم على حسب قرب أرضهم يتقاربون ، و على قدر اختلافها يتفاوتون . فتامّ
الرّواء ( أي حسن المنظر ) ناقص العقل . و مادّ
القامة قصير الهمّة . و زاكي العمل قبيح المنظر . و قريب القعر ( أي قصير الجسم ) بعيد السّبر ( أي داهية ) . و معروف الضّريبة ( أي الطبيعة ) منكر الجليبة (
أي التصنع على خلاف الطبع ) . و تائه القلب متفرّق اللّبّ . و طليق
اللّسان حديد الجنان . ( الخطبة 232 ، 435 ) عداوة الضّعفاء للأقوياء ، و السّفهاء للحلماء
، و الأشرار للأخيار ، طبع لا يستطاع تغييره . ( حديد 9
) |
|
( 264 ) ضعف الانسان : المادي و المعنوي
|
|
قال الامام علي ( ع ) : ثمّ أداء الأمانة ، فقد خاب من ليس
من أهلها . إنّها عرضت على السّموات المبنيّة ، و الأرضين المدحوّة ، و الجبال
ذات الطّول المنصوبة ، فلا أطول و لا أعرض ، و لا أعلى و لا أعظم منها . و لو
امتنع شي ء بطول أو عرض أو قوّة أو عزّ لامتنعن ، و لكن أشفقن من العقوبة ، و
عقلن ما جهل من هو أضعف منهنّ ، و هو الإنسان إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً . و النّاس منقوصون مدخولون ( أي مغشوشون ) إلاّ من عصم اللّه : سائلهم متعنّت ، و
مجيبهم متكلّف ، يكاد أفضلهم رأيا يردّه عن فضل رأيه الرّضا و السّخط ، و يكاد
أصلبهم عودا تنكؤه اللّحظة ( أي النظرة الى شي ء يشتهيه
) ، و تستحيله الكلمة الواحدة . ( 343 ح ، 634 ) مسكين ابن آدم : مكتوم الأجل ، مكنون العلل ، محفوظ العمل . تؤلمه البقّة
، و تقتله الشّرقة ، و تنتنه العرقة . ( 419 ح ، 651 ) |
|
( 265 ) تأثير الصفات الجسمية على الصفات
النفسية
|
|
قال
الامام علي ( ع ) : لا تجد في أربعين
أصلع رجل سوء ، و لا تجد كوسجا رجلا صالحا ، و أصلع سوء أحبّ إليّ من كوسج صالح ( الكوسج : الناقص الاسنان ) . ( مستدرك 163 ) |
|
( 266 ) الروح
|
|
قال
الامام علي ( ع ) : و قال ( ع ) عن ملك
الموت : بل كيف يتوفّى الجنين في بطن أمّه ؟ أيلج عليه من بعض جوارحها ؟
أم الرّوح أجابته بإذن ربّها ؟ أم هو ساكن معه في أحشائها ؟ ( الخطبة 110 ، 217 ) فقال سبحانه : . . .
إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ طِيْنٍ فَإذَا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيْهِ مِنْ
رُوحِي ، فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ . . . . ( الخطبة
190 ، 1 ، 357 ) و لو لا الأجل الّذي كتب اللّه عليهم ، لم
تستقرّ أرواحهم في أجسادهم طرفة عين ، شوقا إلى الثّواب ، و خوفا من العقاب . ( الخطبة 191 ، 377 ) و قال ( ع ) عن حجج اللّه : و صحبوا الدّنيا بأبدان أرواحها معلّقة بالمحلّ الأعلى .
( 147 ح ، 595 ) الرّوح حياة البدن ، و العقل حياة الرّوح . ( حديد
204 ) |
|
( 267 ) النفس ( أقسامها عناصرها حالاتها )
|
|
مدخل : |
|
أقسام
النفس : |
|
حالات النفس :
|
|
عبّر القرآن
الكريم عن النفس بعدة معان ، تمثل حالات النفس التي تطرأ عليها . و هي ثلاث : 2
النفس التي تدعو الى الشر و تأمر بالسوء ، و هي النفس الامارة . قال تعالى إنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ ،
إلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي . |
|
النصوص : |
|
قال
الامام علي ( ع ) : و قال
( ع ) في صفة المتقي : قد ألزم نفسه
العدل ، فكان أوّل عدله نفي الهوى عن نفسه . ( الخطبة
85 ، 154 ) عباد اللّه ، زنوا أنفسكم من قبل أن توزنوا ، و حاسبوها من
قبل أن تحاسبوا . ( الخطبة 88 ، 160 ) عالم السّرّ . . .
و هماهم كلّ نفس هامّة ( هماهم جمع همهمة ، و هي ترديد
الصوت في الصدر من الهم ) . ( الخطبة 89 ، 4 ،
177 ) قد خرقت الشّهوات عقله ، و أماتت الدّنيا قلبه ، و ولهت عليها نفسه . ( الخطبة 107 ، 210 ) إنّ الزّاهدين في الدّنيا تبكي قلوبهم و إن
ضحكوا ، و يشتدّ حزنهم و إن فرحوا ، و يكثر مقتهم أنفسهم و إن اغتبطوا بما رزقوا
. ( الخطبة 111 ، 218 ) و نستعينه على هذه
النّفوس البطاء عمّا أمرت به ، السّراع إلى ما نهيت عنه . ( الخطبة 112 ، 219 ) و الّذي نفس ابن أبي طالب بيده ، لألف ضربة
بالسّيف أهون عليّ من ميتة على الفراش في غير طاعة اللّه . ( الخطبة 121 ، 232 ) و من
كلام له ( ع ) في أمر البيعة : إنّي
أريدكم للّه ، و أنتم تريدونني لأنفسكم . أيّها النّاس أعينوني على أنفسكم . . . ( الخطبة 134 ، 247 ) و ليصبر نفسه على الحقوق و
النوائب ، ابتغاء الثّواب . ( الخطبة 140 ، 253 ) فأعرض عن الدّنيا بقلبه ، و أمات ذكرها من
نفسه ، و أحبّ أن تغيب زينتها عن عينه . فرحم اللّه رجلا نزع عن شهوته ، و قمع هوى
نفسه . فإنّ هذه النّفس أبعد شي ء منزعا ، و
إنّها لا تزال تنزع إلى معصية في هوى . ( الخطبة 174 ،
312 ) و اعلموا أنّه مَنْ يَتِّقِ اللّهَ يَجْعَلْ
لَهُ مَخْرَجاً من الفتن ، و نورا من الظّلم ، و يخلّده فيما اشتهت نفسه ، و
ينزله منزل الكرامة عنده . ( الخطبة 181 ، 331 ) و يبتليهم بضروب المكاره ، إخراجا للتّكبّر من
قلوبهم ، و إسكانا للتّذلّل في نفوسهم . ( الخطبة 190 ،
3 ، 366 ) من تضاغن القلوب ، و تشاحن الصّدور ، و تدابر النّفوس . ( الخطبة 190 ، 3 ، 369 ) و قال ( ع ) لهمام في صفة المتقين : نزّلت أنفسهم منهم في البلاء كالّتي نزّلت في الرّخاء . ( الخطبة 191 ، 377 ) و حاجاتهم خفيفة
، و أنفسهم عفيفة . ( الخطبة 191 ، 377 ) أمّا اللّيل فصافّون أقدامهم ، تالين لأجزاء القرآن يرتّلونها ترتيلا .
يحزّنون به أنفسهم ، و يستثيرون به دواء دائهم . فإذا مرّوا بآية فيها تشويق
ركنوا إليها طمعا ، و تطلّعت نفوسهم إليها شوقا ، و ظنّوا أنّها نصب أعينهم . ( الخطبة 191 ، 377 ) نفسه منه في عناء ، و النّاس منه في راحة .
أتعب نفسه لآخرته ، و أراح النّاس من نفسه . ( الخطبة
191 ، 379 ) فصعق همّام صعقة كانت نفسه فيها (
أي مات ) . ( الخطبة 191 ، 380 ) الحمد للّه الّذي أظهر من آثار سلطانه ، و
جلال كبريائه ، ما حيّر مقل العيون من عجائب قدرته ، و ردع خطرات هماهم النّفوس
عن عرفان كنه صفته . ( الخطبة 193 ، 382 ) و قال
( ع ) عن احتضار النبي ( ص ) : و لقد
سالت نفسه في كفّي ، فأمررتها على وجهي . ( الخطبة 195
، 386 ) فعبّدوا أنفسكم ( أي ذللوها ) لعبادته ، و اخرجوا إليه من حقّ طاعته .
( الخطبة 196 ، 388 ) و قال ( ع ) عن الصلاة : فكان يأمر أهله ، و يصبر عليها نفسه . ( الخطبة 197 ، 393 ) و إذا غلبت الرّعيّة واليها . . . عطّلت الأحكام ، و كثرت علل النّفوس . ( الخطبة 214 ، 410 ) إنّ من حقّ من
عظم جلال اللّه سبحانه في نفسه ، و جلّ موضعه من قلبه ، أن يصغر عنده لعظم ذلك
كلّ ما سواه . ( الخطبة 214 ، 411 ) و قال ( ع ) في
السالك السبيل الى اللّه : قد أحيا عقله ، و أمات نفسه . ( الخطبة 218 ، 415 ) و قال ( ع ) في عباد
اللّه : و قد نشروا دواوين أعمالهم ، و فرغوا لمحاسبة أنفسهم ، عن كلّ
صغيرة و كبيرة ، أمروا بها فقصّروا عنها ، أو نهوا عنها ففرّطوا فيها . ( الخطبة 220 ، 422 ) فحاسب نفسك لنفسك
فإنّ غيرها من الأنفس لها حسيب غيرك . ( الخطبة 220 ،
422 ) امرؤ ألجم نفسه بلجامها ، و زمّها بزمامها ،
فأمسكها بلجامها عن معاصي اللّه ، و قادها بزمامها إلى طاعة اللّه . ( الخطبة 235 ، 437 ) و لا تهيجوا النّساء بأذى ، و إن شتمن اعراضكم
، و سببن أمراءكم . فإنّهنّ ضعيفات القوى و الأنفس و العقول . ( الخطبة 253 ، 453 ) و من كتاب له ( ع ) الى معاوية : فإنّ نفسك قد أولجتك شرّا ، و أقحمتك غيّا ، و أوردتك
المهالك ، و أوعرت عليك المسالك . ( الخطبة 269 ، 473 )
غير أنّي حيث
تفرّد بي دون هموم النّاس همّ نفسي ، فصدفني رأيي و صرفني عن هواي . . الخطبة 270 ، 1 ، 474 ) دون أن أقضي إليك
بما في نفسي . ( الخطبة 270 ، 1 ، 476 ) و قال ( ع ) عن الولد الصغير : ذو نيّة سليمة ، و نفس صافية . (
الخطبة 270 ، 1 ، 477 ) و إنّما هي نفسي أروضها بالتّقوى ، لتأتي آمنة
يوم الخوف الأكبر ، و تثبت على جوانب المزلق . الخطبة
284 ، 506 ) و أيم اللّه
يمينا أستثني فيها بمشيئة اللّه لأروضنّ نفسي رياضة تهشّ معها إلى القرص ، إذا
قدرت عليه مطعوما ، و تقنع بالملح مأدوما . ( الخطبة
284 ، 509 ) و أمره أن يكسر نفسه من الشّهوات ، و يزعها ( أي يكفها ) عند الجمحات ، فإنّ النّفس أمّارة
بالسّوء ، إلاّ ما رحم اللّه . ( الخطبة 292 ، 1 ، 517
) و توطين نفسه على لزوم الحقّ . ( الخطبة 292 ، 2 ، 524 ) و قال ( ع ) في صفة الراعي الفاضل : و لا تشرف نفسه على طمع . (
الخطبة 292 ، 2 ، 526 ) و من
وصية له ( ع ) وصى بها شريح بن هاني ء ، لما جعله على مقدمته الى الشام : اتّق اللّه في كلّ صباح و مساء ، و خف على نفسك الدّنيا
الغرور ، و لا تأمنها على حال . و اعلم أنّك إن
لم تردع نفسك عن كثير ممّا تحبّ ، مخافة مكروه ، سمت بك الأهواء إلى كثير من
الضّرر . فكن لنفسك مانعا رادعا ، و لنزوتك عند الحفيظة واقما ( أي قاهرا ) قامعا . (
الخطبة 295 ، 542 ) و إنّي . . .
لعلى بصيرة من نفسي ، و يقين من ربّي . ( الخطبة 301 ،
548 ) و خادع نفسك في العبادة
، و ارفق بها و لا تقهرها ، و خذ عفوها و نشاطها . (
الخطبة 308 ، 558 ) و رئي عليه إزار
خلق مرقوع ، فقيل له في ذلك ، فقال ( ع ) : يخشع
له القلب ، و تذلّ به النّفس ، و يقتدي به المؤمنون . (
103 ح ، 583 ) تغلبه نفسه على
ما يظنّ ، و لا يغلبها على ما يستيقن . ( 150 ح ، 596 ) من حاسب نفسه ربح ، و من غفل عنها خسر . ( 208 ح ، 604 ) أفضل الأعمال ما أكرهت نفسك عليه . ( 249 ح ، 610 ) مرّ
الامام ( ع ) بقتلى الخوارج يوم النهروان فقال : بؤسا لكم ، لقد ضرّكم من غرّكم . و قال ( ع ) في صفة المؤمن : أوسع شي ء صدرا ، و أذلّ شي ء نفسا . . . نفسه أصلب من الصّلد ، و هو أذلّ من العبد . ( 333 ح ، 633 ) للمؤمن ثلاث ساعات : . . . و ساعة يخلّي بين
نفسه و بين لذّتها فيما يحلّ و يجمل . ( 390 ح ، 646 ) قال
عليه السلام : يا كميل ، إنّما هي أربع : النّامية النّباتيّة ، و الحسّية الحيوانيّة ، و النّاطقة
القدسيّة ، و الكلّية الإلهيّة . و لكل واحدة
من هذه خمس قوى و
خاصّيّتان . فالنّامية
النّباتيّة لها خمس قوى ، جاذبة و ماسكة و هاضمة
و دافعة و مربّية . و لها خاصّيّتان الزّيادة و
النّقصان ، و انبعاثها من الكبد ، و هي أشبه
الأشياء بنفس الحيوان . و الحسّية الحيوانيّة لها خمس قوى ، سمع و
بصر و شمّ و ذوق و لمس ، و لها خاصّيّتان الشّهوة و
الغضب ، و انبعاثها من القلب ، و هي أشبه
الأشياء بنفس السّباع . و الكلّية
الإلهيّة و لها خمس قوى ، بقاء في فناء و نعيم
في شقاء و عزّ في ذلّ و غنى في فقر و صبر في بلاء ، و لها خاصّيّتان الرّضا و التّسليم ، و هذه هي الّتي مبدؤها من اللّه ،
و إليه تعود ، قال اللّه تعالى وَ نَفَخْتُ
فِيْهِ مِنْ رُوحِي ، و قال تعالى يَا أَيَّتُهَا
النَّفْسُ المُطْمَئنَّةُ ارْجِعِي إلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَةً .
و العقل وسط الكلّ ، لكيلا يقول أحدكم شيئا من
الخير و الشّرّ إلاّ بقياس معقول . ( مستدرك 159 ) العلم صبغ النّفس ، و ليس يفوق ( أي يعظم ) صبغ الشّي ء حتّى ينظف من كلّ دنس . ( حديد 110 ) |
|
( تقسيم الحوادث النفسية )
|
|
مدخل : |
|
تقسم الحوادث
النفسية في الانسان الى ثلاثة أقسام بحسب
الوظائف الاساسية التي تقوم بها النفس ، من : حس و تفكير و ارادة . فالانسان يشعر : |
|
( 268 ) القلب و الحكمة الهيجانات و
العواطف
|
|
يراجع
المبحث ( 1 ) معرفة اللّه تعالى . قال الامام علي ( ع )
: قال الامام ( ع ) عن اللّه تعالى : فهو الّذي تشهد له أعلام الوجود ، على إقرار قلب ذي
الجحود ( أي ان قلب الجاحد يقر بوجود اللّه و ان انكره بلسانه ) . ( الخطبة 49 ، 106 ) اللّهمّ داحي
المدحوّات ، و داعم المسموكات ، و جابل القلوب على فطرتها : شقيّها و سعيدها . الخطبة 70 ، 125 ) و قال ( ع
) عن النبي ( ص ) : حتّى أورى قبس القابس ، و أضاء الطّريق للخابط ، و
هديت به القلوب ، بعد خوضات الفتن و الآثام . ( الخطبة
70 ، 127 ) فيا لها أمثالا صائبة ، و مواعظ شافية ، لو
صادفت قلوبا زاكية ، و أسماعا واعية ، و آراء عازمة ، و ألبابا حازمة . ( الخطبة 81 ، 1 ، 140 ) فالقلوب قاسية عن حظّها ، لاهية عن رشدها ، سالكة في غير مضمارها كأنّ
المعنيّ سواها ، و كأنّ الرّشد في إحراز دنياها . (
الخطبة 81 ، 2 ، 143 ) فاتّقوا اللّه عباد اللّه ، تقيّة ذي لبّ شغل
التّفكّر قلبه . ( الخطبة 81 ، 2 ، 144 ) ثمّ منحه قلبا
حافظا ، و لسانا لافظا ، و بصرا لاحظا ، ليفهم معتبرا .
. . ( 81 ، 3 ، 146 ) عباد اللّه ، إنّ
من أحبّ عباد اللّه إليه ، عبدا أعانه اللّه على نفسه ، فاستشعر الحزن ، و تجلبب
الخوف ، فزهر مصباح الهدى في قلبه . ( الخطبة 85 ، 152
) و قال
(ع) عن صفة الفاسق : فالصّورة صورة
إنسان ، و القلب قلب حيوان . . . و ذلك ميّت
الأحياء . ( الخطبة 85 ، 155 ) و ما كلّ ذي قلب بلبيب ، و لا كلّ ذي سمع
بسميع ، و لا كلّ ناضر ببصير . ( الخطبة 86 ، 156 ) و قال ( ع ) عن آخر
الزمان : و استعملت المودّة باللّسان ، و تشاجر النّاس بالقلوب . ( الخطبة 106 ، 207 ) و من عشق شيئا أعشى بصره ، و أمرض قلبه . فهو
ينظر بعين غير صحيحة ، و يسمع بأذن غير سميعة . قد خرقت الشّهوات عقله ، و أماتت
الدّنيا قلبه ، و ولهت عليها نفسه ، فهو عبد لها . (
الخطبة 107 ، 209 ) و قال
( ع ) عن النبي ( ص ) : فأعرض عن
الدّنيا بقلبه ، و أمات ذكرها عن نفسه . ( الخطبة 107 ،
212 ) و تعلّموا القرآن
فإنّه أحسن الحديث ، و تفقّهوا فيه فإنّه ربيع القلوب . ( الخطبة 108 ، 214 ) إنّ الزّاهدين في
الدّنيا ، تبكي قلوبهم و إن ضحكوا ، و يشتدّ حزنهم و إن فرحوا ، و يكثر مقتهم
أنفسهم و إن اغتبطوا بما رزقوا . قد غاب عن قلوبكم ذكر الآجال ، و حضرتكم كواذب
الآمال . ( الخطبة 111 ، 218 ) أيّتها النّفوس المختلفة ، و القلوب المتشتّتة
. ( الخطبة 129 ، 241 ) فمن أشعر التّقوى
قلبه ، برّز مهله ، و فاز عمله . ( الخطبة 130 ، 244 ) . . . و إنّما ذلك بمنزلة الحكمة ، الّتي هي حياة للقلب الميّت ، و بصر للعين
العمياء ، و سمع للأذن الصّمّاء ، و ريّ للظّمآن . و فيها الغنى كلّه و السّلامة
. ( الخطبة 131 ، 245 ) أين القلوب الّتي وهبت للّه ، و عوقدت على
طاعة اللّه ؟ ( الخطبة 142
، 256 ) و قال
( ع ) عن الصالحين : تجلى بالتّنزيل
أبصارهم ، و يرمى بالتّفسير في مسامعهم ، و يغبقون كأس الحكمة بعد الصّبوح ( أي
يسقون كأس الحكمة بالمساء بعد ما شربوه بالصباح ) . (
الخطبة 148 ، 263 ) فتزيغ قلوب بعد
استقامة . ( الخطبة 149 ، 265 ) و ناضر قلب
اللّبيب به يبصر أمده ، و يعرف غوره و نجده . ( الخطبة
152 ، 270 ) فالنّاظر بالقلب
، العامل بالبصر ، يكون مبتدأ عمله أن يعلم : أعمله عليه أم له ؟ فإن كان له مضى
فيه ، و إن كان عليه وقف عنه . ( الخطبة 152 ، 270 ) و كذلك من عظمت الدّنيا في عينه ، و كبر
موقعها من قلبه ، آثرها على اللّه تعالى ، فانقطع إليها ، و صار عبدا لها . ( الخطبة 158 ، 282 ) و قال ( ع ) عن النبي ( ص ) : فأعرض عن الدّنيا بقلبه ، و أمات ذكرها من نفسه ، و أحبّ
أن تغيب زينتها عن عينه ، لكيلا يتّخذ منها رياشا ، و لا يعتقدها قرارا ، و لا
يرجو فيها مقاما . فأخرجها من النّفس ، و أشخصها عن القلب ، و غيّبها عن البصر .
و كذلك من أبغض شيئا ، أبغض أن ينظر إليه ، و أن يذكر عنده . ( الخطبة 158 ، 284 ) و قال ( ع ) عن الجنة
: فلو رميت ببصر قلبك نحو ما يوصف لك منها ، لعزفت نفسك عن بدائع ما أخرج
إلى الدّنيا ، من شهواتها و لذّاتها ، و زخارف مناظرها . ( الخطبة 163 ، 298 ) فلو شغلت قلبك
أيّها المستمع بالوصول إلى ما يهجم عليك من تلك المناظر المونقة ، لزهقت نفسك
شوقا إليها ، و لتحمّلت من مجلسي هذا إلى مجاورة أهل القبور استعجالا بها .
جعلنا اللّه و إيّاكم ممّن يسعى بقلبه إلى منازل الأبرار برحمته . ( الخطبة 163 ، 298 ) أخذ اللّه بقلوبنا و قلوبكم إلى الحقّ ، و
ألهمنا و إيّاكم الصّبر . ( الخطبة 171 ، 309 و 203 ، 398 ) و إنّ لسان
المؤمن من وراء قلبه ، و إنّ قلب المنافق من وراء لسانه . لأنّ المؤمن إذا أراد
أن يتكلّم بكلام تدبّره في نفسه ، فإن كان خيرا أبداه ، و إن كان شرّا واراه . و
إنّ المنافق يتكلّم بما أتى على لسانه ، لا يدري ماذا له و ماذا عليه . و لقد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله : « لا
يستقيم إيمان عبد حتّى يستقيم قلبه ، و لا يستقيم قلبه حتّى يستقيم لسانه » . ( الخطبة 174 ، 315 ) و قال ( ع ) عن القرآن : و فيه ربيع القلب ، و ينابيع العلم . و ما للقلب جلاء
غيره مع أنّه قد ذهب المتذكّرون ، و بقي النّاسون أو المتناسون . ( الخطبة 174 ، 316 ) و لو أنّ النّاس حين تنزل بهم النّقم ، و تزول عنهم النّعم ، فزعوا إلى
ربّهم بصدق من نيّاتهم ، و وله من قلوبهم ، لردّ عليهم كلّ شارد ، و أصلح لهم
كلّ فاسد . ( الخطبة 176 ، 320 ) تعنو الوجوه لعظمته ، و تجب ( أي تخفق ) القلوب من مخافته . ( الخطبة 177 ، 320 ) و لكن القلوب عليلة ، و البصائر مدخولة . ( الخطبة
183 ، 335 ) فاسمعوا أيّها النّاس وعوا ، و أحضروا آذان
قلوبكم تفهموا . ( الخطبة 185 ، 347 ) فمن الإيمان ما يكون ثابتا مستقرّا في القلوب ، و منه ما يكون عواري ( أي زعما بدون فهم ) بين القلوب و الصّدور ، إلى أجل
معلوم . ( الخطبة 187 ، 349 ) و قال ( ع ) عن الهجرة : و لا يقع اسم الاستضعاف على من بلغته الحجّة ، فسمعتها
أذنه ، و وعاها قلبه . إنّ أمرنا صعب
مستصعب ، لا يحمله إلاّ عبد مؤمن امتحن اللّه قلبه للإيمان . ( الخطبة 187 ، 349 ) قد قادتهم أزمّة الحين ( أي الهلاك ) ، و استغلقت على أفئدتهم أقفال الرّين ( أي حجب الضلال ) . ( الخطبة
189 ، 354 ) و قال
( ع ) عن التقوى : أيقظوا بها
نومكم ، و اقطعوا بها يومكم ، و أشعروها قلوبكم . (
الخطبة 189 ، 354 ) فأطفئوا ما كمن في قلوبكم من نيران العصبيّة و
أحقاد الجاهليّة . ( الخطبة 190 ، 1 ، 360 ) و قال ( ع ) عن قابيل
: و قدحت الحميّة في قلبه من نار الغضب . (
الخطبة 190 ، 1 ، 360 ) و قال ( ع ) عن تواضع الانبياء : و ضعفة فيما ترى الأعين من حالاتهم ، مع قناعة تملأ
القلوب و العيون غنى ، و خصاصة تملأ الأبصار و الأسماع أذى . ( الخطبة 190 ، 2 ، 363 ) و لكنّ اللّه يختبر عباده بأنواع الشّدائد ، و
يتعبّدهم بأنواع المجاهد ، و يبتليهم بضروب المكاره ، إخراجا للتّكبّر من قلوبهم
، و إسكانا للتّذلّل في نفوسهم . و ليجعل ذلك أبوابا فتحا إلى فضله ، و أسبابا
ذللا لعفوه . و اجتنبوا كلّ أمر كسر فقرتهم ، و أوهن منّتهم
، من تضاغن القلوب ، و تشاحن الصّدور ، و تدابر النفوس . ( الخطبة 190 ، 3 ، 368 ) و أخرجوا من الدّنيا قلوبكم ، من قبل أن تخرج
منها أبدانكم . ( الخطبة 201 ، 396 ) فطوبى لذي قلب سليم ، أطاع من يهديه ، و تجنّب من يرديه ، و أصاب سبيل
السّلامة . ( الخطبة 212 ، 408 ) و قال ( ع ) عن صفة
المحتضر : فكم من مهمّ من جوابه ، عرفه فعيّ عن ردّه ، و دعاء مؤلم ،
بقلبه سمعه فتصامّ عنه . ( الخطبة 219 ، 420 ) إنّ اللّه سبحانه
و تعالى جعل الذّكر جلاء للقلوب ، تسمع به بعد الوقرة ، و تبصر به بعد العشوة ،
و تنقاد به بعد المعاندة . ( الخطبة 220 ، 421 )
جرح طول الأسى
قلوبهم ، و طول البكاء عيونهم . ( الخطبة 220 ، 422
) و قد تورّطت بمعاصيه مدارج سطواته فتداو من
داء الفترة في قلبك بعزيمة ، و من كرى الغفلة في ناظرك بيقظة . ( الخطبة 221 ، 423 ) اللّهمّ إنّك آنس
الآنسين لأوليائك ، و أحضرهم بالكفاية للمتوكّلين عليك . تشاهدهم في سرائرهم ، و
تطّلع عليهم في ضمائرهم ، و تعلم مبلغ بصائرهم . فأسرارهم لك مكشوفة ، و قلوبهم
إليك ملهوفة . ( الخطبة 225 ، 429 ) بعد العداوة الواغرة في الصّدور ، و الضّغائن
القادحة في القلوب . ( الخطبة 229 ، 433 ) و من
كتاب له ( ع ) الى معاوية : و قد دعوت إلى
الحرب ، فدع النّاس جانبا و اخرج إليّ ، و أعف الفريقين من القتال ، لتعلم أيّنا
المرين على قلبه ، و المغطّى على بصره . أحي قلبك
بالموعظة ، و أمته بالزّهادة ، و قوّه باليقين ، و نوّره بالحكمة ، و ذلّله بذكر
الموت ، و قرّره بالفناء ، و بصّره فجائع الدّنيا ، و حذّره صولة الدّهر ، و فحش
تقلّب اللّيالي و الأيّام ، و اعرض عليه أخبار الماضين ، و ذكّره بما أصاب من
كان قبلك من الأوّلين . ( الخطبة 270 ، 1 ، 475 ) و إنّما قلب الحدث كالأرض الخالية ، ما ألقي
فيها من شي ء قبلته . فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك ، و يشتغل لبّك . ( الخطبة 270 ، 1 ، 476 ) و قال ( ع ) عن اللّه تعالى : عظم عن أن تثبت ربوبيّته بإحاطة قلب أو بصر . ( الخطبة 270 ، 2 ، 479 ) و من كتاب له ( ع ) الى قثم بن العباس عامله
على مكة : أمّا بعد ، فإنّ عيني بالمغرب
، كتب إليّ يعلمني ، أنّه وجّه إلى الموسم أناس من أهل الشّام ، العمي القلوب ،
الصّمّ الأسماع ، الكمه الأبصار . ( الخطبة 272 ، 491 ) و من عهده ( ع ) الى
مالك الاشتر : و أن ينصر اللّه سبحانه بقلبه و يده و لسانه . ( الخطبة 292 ، 1 ، 517 ) و أشعر قلبك الرّحمة للرّعيّة ، و المحبّة لهم
و اللّطف بهم ، و لا تكوننّ عليهم سبعا ضاريا تغتنم أكلهم . ( الخطبة 292 ، 1 ، 518 ) فإنّ عطفك عليهم ، يعطف قلوبهم عليك . ( الخطبة 292 ، 2 ، 525 ) و من لجّ و تمادى فهو الرّاكس الّذي ران اللّه على قلبه ، و صارت دائرة
السّوء على رأسه . ( الخطبة 297 ، 544 ) لسان العاقل وراء قلبه ، و قلب الأحمق وراء
لسانه . ( و في رواية ) قلب الأحمق في فيه ، و
لسان العاقل في قلبه . ( 40 ح ، 573 ) قلوب الرّجال وحشيّة ، فمن تألّفها أقبلت عليه
. ( 50 ح ، 575 ) خذ الحكمة أنّى كانت ، فإنّ الحكمة تكون في
صدر المنافق ، فتلجلج في صدره ، حتّى تخرج فتسكن إلى صواحبها في صدر المؤمن . ( 79 ح ، 578 ) الحكمة ضالّة المؤمن ، فخذ الحكمة و لو من أهل
النّفاق . ( 80 ح ، 578 ) إنّ هذه القلوب تملّ كما تملّ الأبدان ،
فابتغوا لها طرائف الحكم . و في رواية : طرائف الحكمة . ( 91 ح ، 580 ) و قال ( ع ) عن القلب
و الحالات الانفعالية التي تطرأ عليه : لقد علّق بنياط هذا الإنسان بضعة
هي أعجب ما فيه ، و ذلك القلب . و له موادّ من الحكمة و أضداد من خلافها . يا كميل بن زياد :
إن هذه القلوب أوعية ، فخيرها أوعاها . فاحفظ عنّي ما أقول لك . . . لا بصيرة له في أحنائه ، ينقدح الشّكّ في قلبه لأوّل عارض من شبهة . ( 147 ح ، 595 ) و قال
( ع ) عن الائمة : يحفظ اللّه بهم
حججه و بيّناته ، حتّى يودعوها نظراءهم ، و يزرعوها في قلوب أشباههم . ( الخطبة 147 ح ، 595 ) إنّ للقلوب شهوة و إقبالا و إدبارا ، فأتوها
من قبل شهوتها و إقبالها ، فإنّ القلب إذا أكره عمي . (
193 ح ، 602 ) و سئل ( ع ) عن الايمان فقال : الإيمان معرفة بالقلب ، و إقرار باللّسان ، و عمل
بالأركان . ( 227 ح ، 607 ) و قال ( ع ) لكميل بن زياد : يا كميل ، مر أهلك أن يروحوا في كسب المكارم ، و يدلجوا
في حاجة من هو نائم . فو الّذي وسع سمعه الأصوات ، ما من أحد أودع قلبا سرورا ،
إلاّ و خلق اللّه له من ذلك السّرور لطفا . ( 257 ح ،
612 ) إنّ كلام الحكماء إذا كان صوابا كان دواء و إذا كان خطأ كان داء . ( 265 ح ، 619 ) المؤمن بشره في وجهه ، و حزنه في قلبه . ( 333 ح ، 633 ) و من استشعر الشّغف بها ( أي الدنيا ) ،
ملأت ضميره أشجانا ، لهنّ رقص على سويداء قلبه . 367 ح
، 639 ) القلب مصحف البصر . (
409 ح ، 649 ) العقل في القلب ، و الرّحمة في الكبد ، و
التّنفّس في الرئة . ( حديد 10 ) إذا كان الآباء هم السّبب في الحياة ، فمعلموا
الحكمة و الدين هم السّبب في جودتها . ( حديد 57 ) العقول أئمّة الأفكار ، و الأفكار أئمّة
القلوب ، و القلوب أئمّة الحواسّ ، و الحواسّ أئمّة الأعضاء . ( مستدرك 176 ) الحكمة شجرة تنبت في القلب ، و تثمر على
اللّسان . ( مستدرك 179 ) اجمعوا هذه القلوب و اطلبوا لها طرف الحكمة ،
فإنّها تملّ كما تملّ الأبدان . ( مستدرك 180 ) |
|
( 269 ) الشهوة
|
|
راجع المبحث ( 353
) ذم اتباع الهوى و طول الامل الشهوات . فاحذروا عباد اللّه حذر الغالب لنفسه ، المانع
لشهوته ، النّاظر بعقله . ( الخطبة 159 ، 287 ) فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله كان
يقول : « إنّ الجنّة حفّت بالمكاره ، و إنّ النّار حفّت
بالشّهوات » . و اعلموا أنّه ما من طاعة اللّه شي ء إلاّ يأتي في كره ، و ما من
معصية اللّه شي ء إلاّ يأتي في شهوة . فرحم اللّه رجلا نزع عن شهوته ، و قمع هوى
نفسه . ( الخطبة 174 ،
312 ) و من كلام له ( ع ) لكميل بن زياد : ألا لا ذا و لا ذاك أو منهوما باللّذة ، سلس القياد
للشّهوة ، أو مغرما بالجمع و الإدّخار . ليسا من رعاة الدّين في شي ء ، أقرب شي
ء شبها بهما الأنعام السّائمة . كذلك يموت العلم بموت حامليه . ( 147 ح ، 595 ) إن عرضت له شهوة أسلف المعصية
، و سوّف التّوبة . ( 150 ح ، 596 ) إنّ للقلوب شهوة و إقبالا و إدبارا ، فأتوها
من قبل شهوتها و إقبالها ، فإنّ القلب إذا أكره عمي . (
193 ح ، 602 ) إذا كثرت المقدرة قلّت الشّهوة . ( 245 ح ، 610 ) إنّ اللّه ركّب في الملائكة عقلا بلا شهوة ، و
ركّب في البهائم شهوة بلا عقل ، و ركّب في بني آدم كليهما . فمن غلب عقله شهوته
فهو خير من الملائكة ، و من غلبت شهوته عقله فهو شرّ من البهائم . ( مستدرك 172 ) |
|
( 270 ) حياة القلب و ارتقاء الروح
|
|
مدخل : |
|
حياة القلب ، و
ميّت الاحياء ذكرنا في مبحث ( النفس ) أن للنفس
ثلاث حالات ، هي النفس المطمئنة و الامارة و اللوامة . و هذه الحالات مركزها
القلب . فيقع القلب في نزاع بين قوتين : هما النفس المطمئنة و النفس الأمارة
بالسوء ، إحداهما تدعوه الى الهدى و الاخرى تدعوه الى الهوى . فاذا استولت النفس
المطمئنة على القلب أشاعت فيه معالم الهداية و الدين و الحكمة و اليقين ، فزهر
مصباح الهدى فيه ، و أضاء نور الحق في جنبه ، و تعلق بالمحل الاعلى . تلك هي
حياة القلب . فهو يملك بصرا و سمعا و عقلا ، و لكنه لا
يهتدي بها و لا يستفيد منها ، مصداقا لقوله سبحانه وَ
لَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الجِنِّ وَ الإنْسِ ، لَهُمْ
قُلُوبٌ لاَ يَفْقَهُونَ بِهَا ، وَ لَهُمْ أَعْيُنٌ لاَ يُبْصِرونَ بِهَا ، وَ
لَهُمْ آذَانٌ لاَ يَسْمَعُونَ بِهَا . أُوْلئكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ
أَضَلُّ ، أُوْلئكَ هُمُ الْغَافِلُونَ «
الاعراف 179 » . |
|
النصوص : |
|
قال
الامام علي ( ع ) : قد أحيا عقله ، و أمات نفسه ، حتّى دقّ جليله
، و لطف غليظه ، و برق له لا مع كثير البرق ، فأبان له الطّريق و سلك به السّبيل
، و تدافعته الأبواب إلى باب السّلامة ، و دار الإقامة ، و ثبتت رجلاه بطمأنينة
بدنه في قرار الأمن و الرّاحة ، بما استعمل قلبه ، و أرضى ربّه . ( الخطبة 218 ، 415 ) هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة ، و باشروا
روح اليقين ، و استلانوا ما استوعره المترفون ، و أنسوا بما استوحش منه الجاهلون
. و صحبوا الدّنيا بأبدان أرواحها معلّقة بالمحلّ الأعلى . ( 147 ح ، 595 ) |
|
( 271 ) الانسان البهيمة ميّت الاحياء
|
|
مدخل : |
|
لقد وهب اللّه
الانسان قدرات و مواهب ، جعلته مفضّلا على كثير مما خلق . فمنها الفطرة في نفسه
و الحكمة في قلبه و التمييز في عقله ، فاذا هو لم يستخدم تلك القدرات ، التي
تتجلى في التفكير و الشعور و الارادة ، أصبح كالانعام بل أضل سبيلا . و عند ذلك
يصبح الانسان لا همّ له غير الطعام و الشراب و الشهوات ، فيصير كالبهيمة
المربوطة همّها علفها . و إذا هو أوصد عقله و قلبه عن تلقي الهدى و الحكمة أصبح
« ميّت الاحياء » . |
|
النصوص : |
|
قال الامام علي ( ع
) : لم يستضيئوا بأضواء الحكمة ، و لم يقدحوا
بزناد العلوم الثّاقبة ، فهم في ذلك كالأنعام السّائمة ، و الصّخور القاسية . ( الخطبة 106 ، 205 ) قد خرقت الشّهوات عقله ، و أماتت الدّنيا قلبه
. ( الخطبة 107 ، 209 ) . . . و إنّما
ذلك بمنزلة الحكمة ، الّتي هي حياة للقلب الميّت ، و بصر للعين العمياء ، و سمع
للأذن الصّمّاء ، و ريّ للظمآن . و فيها الغنى كلّه و السّلامة . ( الخطبة 131 ، 245 ) و قال ( ع ) في صفة الزهاد : و يرون أهل الدّنيا يعظّمون موت أجسادهم ، و هم أشدّ
إعظاما لموت قلوب أحيائهم . ( الخطبة 228 ، 433 )
أو منهوما باللّذة ، سلس القياد للشّهوة ، أو مغرما بالجمع و الإدّخار . ليسا من
رعاة الدّين في شي ء ، أقرب شي ء شبها بهما الأنعام السّائمة . كذلك يموت العلم
بموت حامليه . ( 147 ح ، 595 ) و من قلّ ورعه مات قلبه ، و من مات قلبه دخل
النّار . ( 349 ح ، 636 ) و منهم تارك لإنكار المنكر بلسانه و قلبه و
يده ، فذلك ميّت الأحياء . ( 374 ، ح ، 642 ) |
|
( 272 ) مرض القلب و معالجته
|
|
قال
الامام علي ( ع ) : و من عشق شيئا
أعشى بصره ، و أمرض قلبه ، فهو ينظر بعين غير صحيحة ، و يسمع بأذن غير سميعة .
قد خرقت الشّهوات عقله ، و أماتت الدّنيا قلبه ، و ولهت عليها نفسه . ( الخطبة 107 ، 209 ) و قد تورّطت بمعاصيه
مدارج سطواته فتداو من داء الفترة في قلبك بعزيمة ، و من كرى الغفلة في ناظرك
بيقظة . ( الخطبة 221 ، 423 ) ألا و إنّ من البلاء الفاقة ، و أشدّ من الفاقة مرض البدن ، و أشدّ من مرض
البدن مرض القلب . ألا و إنّ من النّعم سعة المال ، و أفضل من سعة المال صحّة
البدن ، و أفضل من صحّة البدن تقوى القلب . ( 388 ح ،
645 ) |
|
( 273 ) العقل الادراك و التفكير
|
|
يراجع
المبحث ( 1 ) معرفة اللّه تعالى . و قال ( ع ) في ذم أهل البصرة : أرضكم قريبة من الماء ، بعيدة من السّماء . خفّت عقولكم
، و سفهت حلومكم . ( الخطبة 14 ، 54 ) و قال
( ع ) يستنهض أصحابه : يا أشباه
الرّجال و لا رجال حلوم الأطفال ، و عقول ربّات الحجال . ( الخطبة 27 ، 77 ) و قال ( ع ) عن اللّه تعالى : لم يطلع العقول على تحديد صفته و لم يحجبها عن واجب
معرفته . الخطبة 49 ، 106 ) معاشر النّاس ،
إنّ النّساء نواقص الإيمان ، نواقص الحظوظ ، نواقص العقول . . . و أمّا نقصان عقولهنّ فشهادة امرأتين كشهادة
الرّجل الواحد . ( الخطبة 78 ، 133 ) و اعلموا أنّ الأمل يسهي العقل ، و ينسي
الذّكر . ( الخطبة 84 ، 152 ) قد خرقت الشّهوات عقله ، و أماتت الدّنيا قلبه
. ( الخطبة 107 ، 210 ) أين العقول المستصبحة بمصابيح الهدى ، و
الأبصار اللاّمحة إلى منار التّقوى . ( الخطبة 142 ،
256 ) الحمد للّه الّذي انحسرت الأوصاف عن كنه
معرفته ، و ردعت عظمته العقول ، فلم تجد مساغا إلى بلوغ غاية ملكوته . ( الخطبة 153 ، 271 ) فاحذروا عباد اللّه ، حذر الغالب لنفسه ،
المانع لشهوته ، النّاظر بعقله . ( الخطبة 159 ، 287 ) و قال ( ع ) عن اللّه تعالى : بل ظهر للعقول بما أرانا من علامات التّدبير المتقن و
القضاء المبرم . ( الخطبة 180 ، 324 ) قد أحيا عقله ، و
أمات نفسه . ( الخطبة 218 ، 415 ) و ما برح للّه
عزّت الاؤه في البرهة بعد البرهة ، و في أزمان الفترات ، عباد ناجاهم في فكرهم ،
و كلّمهم في ذات عقولهم . فاستصبحوا بنور يقظة في الأبصار و الأسماع و الأفئدة .
( الخطبة 220 ، 421 ) نعوذ باللّه من
سبات العقل ، و قبح الزّلل . ( الخطبة 222 ، 427 ) و قال ( ع ) عن اختلاف الناس : إنّما فرّق بينهم مبادي ء طينهم . . . فتامّ الرّواء ( أي حسن المنظر )
ناقص العقل . . . و تائه القلب متفرّق اللّبّ ،
و طليق اللّسان حديد الجنان . ( الخطبة 232 ، 435 ) و لعمري يا معاوية ، لئن نظرت بعقلك دون هواك
، لتجدني أبرأ النّاس من دم عثمان . ( الخطبة 245 ، 446
) و لا تهيجوا
النّساء بأذى ، و إن شتمن أعراضكم ، و سببن أمرأكم . فإنّهنّ ضعيفات القوى و
الأنفس و العقول . ( الخطبة 253 ، 453 ) و العقل حفظ التّجارب ، و خير ما جرّبت ما
وعظك . ( الخطبة 270 ، 3 ، 486 ) فإنّ العاقل يتّعظ بالآداب ، و البهائم لا تتّعظ إلاّ بالضرب . ( الخطبة 270 ، 4 ، 488 ) و قطيعة الجاهل تعدل صلة العاقل . ( الخطبة 270 ، 4 ، 489 ) و قال ( ع ) مخاطبا معاوية : و إنّك و اللّه ما علمت الأغلف القلب ، المقارب العقل ( أي ناقصه ) . ( الخطبة 303
، 551 ) و من كتاب له ( ع ) الى أبي موسى الأشعري يقول
فيه : فإنّ الشّقيّ من حرم نفع ما أوتي من العقل و التّجربة . ( الخطبة 317 ، 564 ) الفكر مرآة صافية . ( 4 ح ، 565 و 365 ح ، 638 ) صدر العاقل صندوق سرّه . ( 5 ح ، 566 ) إنّ أغنى الغنى العقل ، و أكبر الفقر الحمق . ( 38 ح ، 572 ) لسان العاقل وراء قلبه ، و قلب الأحمق وراء
لسانه ( و في رواية اخرى ) قلب الأحمق في فيه ،
و لسان العاقل في قلبه . ( 40 ح ، 573 ) لا غنى كالعقل ،
و لا فقر كالجهل . ( 54 ح ، 575 ) لا ترى الجاهل إلاّ مفرطا أو مفرّطا . ( 70 ح ، 576 ) إذا تمّ العقل نقص الكلام . ( 71 ح ، 576 ) اعقلوا الخبر إذا سمعتموه عقل رعاية لا عقل رواية ، فإنّ رواة العلم كثير و
رعاته قليل . ( 98 ح ، 582 ) التّودّد نصف
العقل . ( 142 ح ، 593 ) عليكم بطاعة من لا تعذرون بجهالته ( يقصد به العاقل
) . ( 156 ح ، 598 ) من استبدّ برأيه هلك ، و من شاور الرّجال
شاركها في عقولها . ( 161 ح ، 598 ) أوّل عوض الحليم من حلمه ، أنّ النّاس أنصاره
على الجاهل . ( 206 ح ، 604 ) كم من عقل أسير تحت هوى أمير . و من التّوفيق
حفظ التّجربة . ( 211 ح ، 605 ) عجب المرء بنفسه أحد حسّاد عقله . ( 212 ح ، 605 ) أكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع . ( 219 ح ، 606 ) و قيل له ( ع ) صف
لنا العاقل . فقال عليه السلام : هو الّذي يضع الشّي ء مواضعه . فقيل : فصف لنا الجاهل ، فقال
( ع ) : قد فعلت . ( 235 ح ، 609 ) و ترك شرب الخمر تحصينا للعقل . ( 252 ح ، 611 ) الحدّة ضرب من الجنون لأنّ صاحبها يندم . فإن
لم يندم فجنونه مستحكم . ( 255 ح ، 612 ) رسولك ترجمان عقلك ، و كتابك أبلغ ما ينطق عنك . (
301 ح ، 627 ) و قال ( ع ) لابنه محمد بن الحنفية : يا بنيّ ، إنّي أخاف عليك الفقر ، فاستعذ باللّه منه ،
فإنّ الفقر منقصة للدّين ، مدهشة للعقل ، داعية للمقت . ( 319 ح ، 630 ) و ليس للعاقل أن يكون شاخصا إلاّ في ثلاث : مرمّة لمعاش ، أو خطوة في معاد ، أو لذّة في غير محرّم .
( 390 ح ، 646 ) ما استودع اللّه امرءا عقلا إلاّ استنقذه به
يوما ما . ( 407 ح ، 649 ) كفاك من عقلك ما أوضح لك سبل غيّك من رشدك . ( 421 ح ، 652 ) الحلم غطاء ساتر ، و العقل حسام قاطع . فاستر
خلل خلقك بحلمك ، و قاتل هواك بعقلك . 424 ح ، 652 ) ما مزح امرؤ مزحة ، إلاّ مجّ من عقله مجّة . ( 450 ح ، 657 ) العقل في القلب ،
و الرحمة في الكبد ، و التّنفّس في الرّئة . ( حديد 10
) الرّوح حياة
البدن ، و العقل حياة الرّوح . ( حديد 204 ) الخطّ لسان اليد
، و اللّسان ترجمان العقل . ( مستدرك 79 ) إنّ اللّه ركّب في الملائكة عقلا بلا شهوة ، و
ركّب في البهائم شهوة بلا عقل ، و ركّب في بني آدم كليهما . فمن غلب عقله شهوته
فهو خير من الملائكة ، و من غلبت شهوته عقله فهو شرّ من البهائم . ( مستدرك 172 ) العقول أئمّة الأفكار ، و الأفكار أئمّة القلوب ، و القلوب أئمّة الحواسّ ،
و الحواسّ أئمّة الأعضاء . ( مستدرك 176 ) |
|
( 274 ) الحواس
|
|
يراجع المبحث ( 13
) عظمة اللّه و قصور الانسان . قال الامام علي ( ع ) : جعل لكم أسماعا لتعي ما عناها ، و أبصارا
لتجلو عن عشاها ، و أشلاء جامعة لأعضائها ، ملائمة لأحنائها ، في تركيب صورها ،
و مدد عمرها . ( الخطبة 81 ، 2 ، 142 ) ثمّ منحه قلبا حافظا ، و لسانا لافظا ، و بصرا
لاحظا . . . ( الخطبة
81 ، 3 ، 146 ) و ما كلّ ذي قلب بلبيب ، و لا كلّ ذي سمع
بسميع ، و لا كلّ ناظر ببصير . ( الخطبة 86 ، 156 ) و قال ( ع ) عن اللّه تعالى : و الرّادع أناسيّ الأبصار عن أن تناله أو تدركه . ( الخطبة 89 ، 1 ، 161 ) . . . و إنّما
ذلك بمنزلة الحكمة ، الّتي هي حياة للقلب الميّت ، و بصر للعين العمياء ، و سمع
للأذن الصّمّاء . ( الخطبة 131 ، 245 ) و قال ( ع ) عن
اللّه تعالى : لم ينته إليك نظر ، و لم
يدركك بصر . أدركت الأبصار ، و أحصيت الأعمال ، و أخذت بالنّواصي و الأقدام . و
ما الّذي نرى من خلقك ، و نعجب له من قدرتك ، و نصفه من عظيم سلطانك ؟ و ما
تغيّب عنّا منه ، و قصرت أبصارنا عنه ، و انتهت عقولنا دونه ، و حالت ستور
الغيوب بيننا و بينه أعظم . فمن فرّغ قلبه ، و أعمل فكره ، ليعلم كيف أقمت عرشك
، و كيف ذرأت خلقك ، و كيف علّقت في الهواء سمواتك ، و كيف مددت على مور الماء
أرضك ، رجع طرفه حسيرا ، و عقله مبهورا ، و سمعه والها ، و فكره حائرا . ( الخطبة 158 ، 280 ) الحمد للّه الّذي أظهر من آثار سلطانه ، و جلال كبريائه ، ما حيّر مقل
العيون من عجائب قدرته ، و ردع خطرات هماهم النّفوس عن عرفان كنه صفته . ( الخطبة 193 ، 382 ) و قال ( ع ) عن اللّه تعالى : عظم عن أن تثبت ربوبيّته بإحاطة قلب أو بصر . ( الخطبة 270 ، 2 ، 479 ) ليست الرّويّة كالمعاينة مع الإبصار . فقد
تكذب العيون أهلها ، و لا يغشّ العقل من استنصحه . 281
ح ، 623 ) لا تقل ما لا تعلم ، بل لا تقل كلّ ما تعلم ،
فإنّ اللّه فرض على جوارحك كلّها فرائض يحتّجّ بها عليك يوم القيامة . ( 382 ح ، 644 ) القلب مصحف البصر . ( 409 ح ، 649 ) العين وكاء السّه (
أي ان العين الباصرة وقاء من العجز ، يومي الامام ( ع ) بذلك الى التبصر في مظنات الغفلة ) . ( 466 ح ، 659 ) ليس في الحواسّ الظّاهرة شي ء أشرف من العين ، فلا تعطوها سؤلها ، فيشغلكم
عن ذكر اللّه . ( حديد 63 ) العقول أئمّة الأفكار ، و الأفكار أئمّة
القلوب ، و القلوب أئمّة الحواسّ ، و الحواسّ أئمّة الأعضاء . ( مستدرك 176 ) |
|
( 275 ) اللسان
|
|
يراجع المبحث
التالي ( 276 ) التكلم و الصمت حفظ اللسان . أيّها النّاس ، إنّه لا يستغني الرّجل و إن كان
ذا مال عن عترته ، و دفاعهم عنه بأيديهم و ألسنتهم ، و هم أعظم النّاس حيطة من
ورائه ، و ألمّهم لشعثه ، و أعطفهم عليه عند نازلة إذا نزلت به . و لسان الصّدق
يجعله اللّه للمرء في النّاس خير له من المال يرثه غيره . ( الخطبة 23 ، 69 ) اللّهمّ اغفر لي ما تقرّبت به إليك بلساني ، ثمّ خالفه قلبي . اللّهمّ اغفر
لي رمزات الألحاظ ، و سقطات الألفاظ ، و شهوات الجنان ، و هفوات اللّسان . ( الخطبة 76 ، 132 ) و قال ( ع ) عن المتقي : و ظلف الزّهد شهواته ( أي منعها
) ، و أوجف الذّكر بلسانه ( أي أسرع ) . ( الخطبة 81 ، 2 ، 144 ) ثمّ منحه قلبا حافظا ، و لسانا لافظا . . . ( الخطبة 81 ، 3 ، 146 ) و كان أهل ذلك الزّمان ذئابا
، و سلاطينه سباعا ، و أوساطه أكّالا ، و فقراؤه أمواتا . و غار الصّدق ، و فاض
الكذب . و استعملت المودّة باللّسان ، و تشاجر النّاس بالقلوب . ( الخطبة 106 ، 207 ) و صار دين أحدكم لعقة على
لسانه . ( الخطبة 111 ، 219 ) و من كلام له ( ع ) في التحكيم : إنّا لم نحكّم الرّجال ، و إنّما حكّمنا القرآن . هذا
القرآن إنّما هو خطّ مستور بين الدّفّتين ، لا ينطق بلسان ، و لا بدّ له من
ترجمان . و إنّما ينطق عنه الرّجال . ( الخطبة 123 ،
234 ) أو يلقى النّاس بوجهين ، أو يمشي فيهم بلسانين
. ( الخطبة 151 ، 269 ) و قال ( ع ) عن
الطاووس : و أقلّ أجزائه قد أعجز الأوهام أن تدركه ، و الألسنة أن تصفه
فسبحان الّذي بهر العقول عن وصف خلق جلاه للعيون ، فأدركته محدودا مكوّنا ، و
مؤلّفا ملوّنا . فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده ،
إلاّ بالحقّ . ( الخطبة 165 ، 301 ) قد كفاكم مؤونة دنياكم ، و حثّكم على الشّكر ،
و افترض من ألسنتكم الذّكر . ( الخطبة 181 ، 331 ) اتّخذهم إبليس مطايا ضلال ، و جندا بهم يصول على النّاس ، و تراجمة ينطق على
ألسنتهم . ( الخطبة 190 ، 2 ، 361 ) فمهلا لا تعد لمثلها ، فإنّما نفث الشّيطان
على لسانك . ( الخطبة 191 ، 380 ) ألا و إنّ اللّه سبحانه قد جعل للخير أهلا ، و
للحقّ دعائم ، و للطّاعة عصما . و إنّ لكم عند كلّ طاعة عونا من اللّه سبحانه ،
يقول على الألسنة ، و يثبّت الأفئدة . فيه كفاء لمكتف ، و شفاء لمشتف . ( الخطبة 212 ، 407 ) و قال ( ع ) يصف حال المحتضر : فبينا هو كذلك على جناح من فراق الدّنيا ، و ترك الأحبّة
، إذ عرض له عارض من غصصه ، فتحيّرت نوافذ فطنته ، و يبست رطوبة لسانه . فكم من مهمّ من جوابه عرفه
فعيّ عن ردّه . ( الخطبة 219 ، 420 ) ألا و إنّ اللّسان بضعة من الإنسان ، فلا
يسعده القول إذا امتنع ، و لا يمهله النّطق إذا اتّسع . ( الخطبة 231 ، 434 ) و اعلموا رحمكم اللّه أنّكم في زمان ، القائل فيه بالحقّ قليل ، و اللّسان
عن الصّدق كليل ، و اللاّزم للحقّ ذليل . ( الخطبة 231
، 434 ) فاربع أبا العبّاس رحمك اللّه ، فيما جرى على
لسانك و يدك من خير و شر . ( الخطبة 257 ، 456 )
و لكنّي أخاف عليكم كلّ منافق
الجنان ، عالم اللّسان . يقول ما تعرفون ، و يفعل ما تنكرون . ( الخطبة 266 ، 467 ) و إنّما يستدلّ على الصّالحين بما يجري اللّه
لهم على ألسن عباده ، فليكن أحبّ الذّخائر إليك ذخيرة العمل الصّالح . ( الخطبة 292 ، 1 ، 517 ) و من كتاب له ( ع ) الى معاوية : فعدوت على الدّنيا بتأويل القرآن ، فطلبتني بما لم تجن
يدي و لا لساني . ( الخطبة 294 ، 541 ) و لا يكن لك إلى النّاس سفير إلاّ لسانك ، و
لا حاجب إلاّ وجهك . ( الخطبة 306 ، 555 ) و هانت عليه نفسه من أمّر عليها لسانه . ( 2 ح ، 565 ) ما أضمر أحد شيئا إلاّ ظهر في فلتات لسانه و صفحات وجهه . ( 25 ح ، 569 ) لسان العاقل وراء قلبه ، و قلب الأحمق وراء
لسانه . ( 40 ح ، 573 ) ( و في رواية ) قلب الأحمق في فيه ، و لسان العاقل في قلبه . و إنّما الأجر في القول
باللّسان ، و العمل بالأيدي و الأقدام . ( 42 ح ، 573 ) اللّسان سبع إن خلّي عنه عقر ( أي قتل ) . ( 60 ح ، 576 ) و ليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه . ( 73 ح ،
577 ) أوضع العلم ما وقف على اللّسان ، و أرفعه ما
ظهر في الجوارح و الأركان . ( 92 ح ، 580 ) طوبى لمن ذلّ في نفسه ، و طاب كسبه ، و صلحت
سريرته ، و حسنت خليقته ، و أنفق الفضل من ماله ، و أمسك الفضل من لسانه . ( 123 ح ، 588 ) المرء مخبوء تحت لسانه . ( 148 ح ، 596 ) الإيمان معرفة بالقلب ، و
إقرار باللّسان ، و عمل بالأركان . ( 227 ح ، 607 ) اتّقوا ظنون المؤمنين ، فإنّ اللّه تعالى جعل
الحقّ على ألسنتهم . ( 309 ح ، 628 ) تكلّموا تعرفوا ، فإنّ المرء مخبؤ تحت لسانه .
( 392 ح ، 646 ) |
|
( 276 ) الصمت و حفظ اللسان
|
|
يراجع المبحث
السابق ( 275 ) اللسان . و تلافيك ما فرط من صمتك أيسر من إدراكك ما
فات من منطقك . و حفظ ما في الوعاء بشدّ الوكاء (
الوكاء : رباط القربة ) . ( الخطبة 270 ، 3 ،
485 ) إيّاك أن تذكر من الكلام ما يكون مضحكا ، و إن
حكيت ذلك عن غيرك . ( الخطبة 270 ، 4 ، 489 ) و لا تجعل عرضك غرضا لنبال القول ، و لا تحدّث
النّاس بكلّ ما سمعت به ، فكفى بذلك كذبا . و لا تردّ على النّاس كلّ ما حدّثوك
به ، فكفى بذلك جهلا . ( الخطبة 308 ، 551 ) تحدّث النّاس بكلّ ما سمعت به ، فكفى بذلك
كذبا . ( الخطبة 308 ، 557 ) و هانت عليه نفسه من أمّر
عليها لسانه . ( 2 ح ، 565 ) اللّسان سبع إن خلّي عنه عقر ( أي قتل ) . ( 60 ح ،
576 ) إذا تمّ العقل نقص الكلام . ( 71 ح ، 576 ) طوبى لمن . . . أنفق الفضل من ماله ، و أمسك
الفضل من لسانه . ( 123 ح ، 588 ) لا خير في الصّمت عن الحكم ، كما أنّه لا خير
في القول بالجهل . ( 182 ح ، 600 و 471 ح ، 661 ) بكثرة الصّمت تكون الهيبة . ( 224 ح ، 606 ) فإنّ الكلام كالشّاردة ينقفها ( أي يصيبها ) هذا و يخطئها هذا . ( 266 ح ، 619 ) رسولك ترجمان عقلك ، و كتابك أبلغ ما ينطق عنك
. ( 301 ح ، 627 ) و من كثر كلامه كثر خطؤه ، و
من كثر خطؤه قلّ حياؤه ، و من قلّ حياؤه قلّ ورعه ، و من قلّ ورعه مات قلبه ، و
من مات قلبه دخل النّار . ( 349 ح ، 636 ) و من علم أنّ كلامه من عمله ، قلّ كلامه إلاّ
فيما يعنيه . ( 349 ح ، 636 ) الكلام في وثاقك ما لم تتكلّم
به ، فإذا تكلّمت به صرت في وثاقه . فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك و ورقك ، فربّ
كلمة سلبت نعمة و جلبت نقمة . ( 381 ح ، 644 ) لا تقل ما لا تعلم ، بل لا تقل كلّ ما تعلم ،
فإنّ اللّه فرض على جوارحك كلّها فرائض يحتجّ بها عليك يوم القيامة . ( 382 ح ، 644 ) تكلّموا تعرفوا ، فإنّ المرء مخبوء تحت لسانه . ( 392
ح ، 646 ) ربّ قول أنفذ من صول (
أي سطوة ) . ( 394 ح ، 647 ) لا تجعلنّ ذرب لسانك (
أي حدته ) على من أنطقك ، و بلاغة قولك على من سدّدك ( و هو اللّه تعالى ) . ( 411
ح ، 649 ) الإيمان أن تؤثر الصّدق حيث يضرّك على الكذب
حيث ينفعك ، و أن لا يكون في حديثك فضل عن عملك ، و أن تتّقي اللّه في حديث غيرك
. ( 458 ح ، 658 ) |