- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
الفصل السابع عشر الامام علي ( ع ) و
الخلافة
|
|
مدخل : |
|
اجتمع في سقيفة بني ساعدة بعد
وفاة رسول اللّه ( ص ) جمع من المهاجرين و
الانصار . |
|
( 142 ) السقيفة
|
|
لما انتهت الى
أمير المؤمنين ( ع ) انباء سقيفة بني ساعدة ، بعد وفاة رسول اللّه ( ص ) . و هذا المعنى مع
صحته من حيث الاصل ، لأن الخلافة تكون بالجدارة و النص ، و لا تكون بالصحبة و
القرابة ، إلاّ أنه مناف لغرض الامام ( ع ) من كلامه ،
و هو الرد على أبي بكر ، الذي ادعى في السقيفة أن الخلافة تكون بالصحابة ، فعجب
الامام من كلامه و قال له : اذا جاز أن تكون
الخلافة بالصحابة ، فمن الاولى أن تكون بالصحابة
و القرابة ، و هذا القصد هو ما تضمنه البيت الثاني من الشعر ، فيكون كلام الامام ( ع ) متوافقا مع الشعر . |
( 143 ) أحقية
الامام ( ع ) في الخلافة لأهليته و قرابته من النبي ( ص )
|
|
لما انتهت الى
أمير المؤمنين ( ع ) أنباء السقيفة بعد وفاة
رسول اللّه ( ص ) قال ( ع ) : فماذا قالت قريش ؟
قالوا : احتجت بأنها شجرة الرسول ( ص ) . فقال ( ع ) :
احتجّوا بالشّجرة و أضاعوا الثّمرة . ( الخطبة 65 ، 122
) اللّهمّ إنّي
أوّل من أناب و سمع و أجاب ، لم يسبقني إلاّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بالصّلاة . الخطبة
129 ، 242 ) و من كلام له ( ع )
لبعض أصحابه في زمن خلافته و قد سأله : كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام و
أنتم أحق به ؟ فقال ( ع ) : يا أخا بني أسد ،
إنّك لقلق الوضين ، ترسل في غير سدد ( أي تطلق لسانك
بالكلام في غير موضعه ، كحركة الجمل المضطرب في مشيته ) ، و لك بعد ذمامة
الصّهر و حقّ المسألة . و قد استعلمت فاعلم :
أمّا الاستبداد علينا بهذا المقام و نحن الأعلون نسبا ، و الأشدّون برسول اللّه ( ص ) نوطا ، فإنّها كانت أثرة ، شحّت عليها نفوس قوم
، و سخت عنها نفوس آخرين ، و الحكم اللّه ، و المعود إليه القيامة . أنا وضعت في الصّغر بكلاكل العرب ، و كسرت نواجم قرون ربيعة و مضر . و قد
علمتم موضعي من رسول اللّه ( ص ) بالقرابة
القريبة و المنزلة الخصيصة ، وضعني في حجره و أنا ولد ، يضمّني إلى صدره ، و
يكنفني في فراشه ، و يمسّني جسده ، و يشمّني عرفه . و كان يمضغ الشّي ء ثمّ
يلقمنيه . و ما وجد لي كذبة في قول ، و لا خطلة في فعل . و لقد قرن اللّه به صلّى
اللّه عليه و آله من لدن أن كان فطيما أعظم ملك من ملائكته ، يسلك به
طريق المكارم ، و محاسن أخلاق العالم ، ليله و نهاره . و لقد كنت أتّبعه اتّباع
الفصيل ( ولد الناقة ) أثر أمّه . يرفع لي في
كلّ يوم من أخلاقه علما ، و يأمرني بالاقتداء به . و لقد كان يجاور في كلّ سنة
بحراء فأراه ، و لا يراه غيري . و لم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول
اللّه صلّى اللّه عليه و آله و خديجة ، و أنا
ثالثهما . أرى نور الوحي و الرّسالة ، و أشمّ ريح النّبوّة . و من
كتاب له ( ع ) الى معاوية : فإسلامنا قد سمع
، و جاهليّتنا لا تدفع ( أي أن شرفنا في الجاهلية لا
ينكر ) ، و كتاب اللّه يجمع لنا ما شذّ عنّا ، و
هو قوله سبحانه و تعالى : وَ أُولُوا الأرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى
بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ و قوله تعالى إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإبْراهِيمَ
لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَ هذا النَّبِيُّ و الَّذِينَ آمَنُوا ، وَ اللّهُ
وَليُّ المُؤْمِنِينَ . فنحن مرّة أولى بالقرابة
، و تارة أولى بالطّاعة . و لمّا احتجّ
المهاجرون على الأنصار يوم السّقيفة برسول اللّه صلّى
اللّه عليه و آله فلجوا عليهم ( أي فازوا )
، فإن يكن الفلج به ، فالحقّ لنا دونكم ، و إن يكن بغيره فالأنصار على دعواهم .
و زعمت أنّي لكلّ الخلفاء حسدت و على كلّهم بغيت . فإن يكن ذلك كذلك ، فليست
الجناية عليك ، فيكون العذر إليك . و تلك شكاة ظاهر عنك
عارها توضيح حول المثل
السابق : |
|
( 144 ) أحقية
الامام ( ع ) في الولاية و الخلافة بالنص
|
|
|
مدخل : |
|
قد يتوهم أحد أن
الامام ( ع ) في نهج البلاغة كان يرى أن الولاية
و الخلافة من حقه من حيث تفوقه على غيره في العلم و الحكم و الجهاد و الفضل ، و
لكن الواقع أنه كان يذكر اضافة لذلك حقه المفروض بالنص من رسول اللّه ( ص ) ، و هو ما نص عليه سبحانه
بقوله : |
|
النصوص : |
|
لا يقاس بآل
محمّد صلّى اللّه عليه و آله من هذه الأمّة أحد
، و لا يسوّى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا : هم أساس الدّين ، و عماد اليقين .
إليهم يفي ء الغالي ، و بهم يلحق التّالي . و لهم خصائص حقّ الولاية ، و فيهم
الوصيّة و الوراثة . الآن إذ ( بمعنى قد ) رجع
الحقّ إلى أهله ، و نقل إلى منتقله . ( الخطبة 2 ، 38 ) قال ( ع ) في أول
الخطبة الشقشقية : أما و اللّه لقد تقمّصها (
ابن أبي قحافة ) و إنّه ليعلم أنّ محلّي منها محلّ القطب من الرّحى ،
ينحدر عنّي السّيل ، و لا يرقى إليّ الطّير . ( الخطبة
3 ، 39 ) فرأيت أنّ الصّبر
على هاتا أحجى ، فصبرت و في العين قذى و في الحلق شجا ، أرى تراثي نهبا . ( الخطبة 3 ، 40 ) حتّى إذا مضى
لسبيله ( أي عمر ) ، جعلها في جماعة زعم أنّي
أحدهم ( يقصد الستة ) . فيا للّه و للشّورى ،
متى اعترض الرّيب فيّ مع الأوّل منهم ( أي أبو بكر )
حتّى صرت أقرن إلى هذه النّظائر . ( الخطبة 3 ، 41 ) و قال ( ع ) :
عزب رأي امري ء تخلّف عنّي ، ما شككت في الحقّ مذ أريته . ( الخطبة 4 ، 47 ) فو اللّه ما زلت مدفوعا عن حقّي ، مستأثرا
عليّ ، منذ قبض اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه و آله و
سلّم حتّى يوم النّاس هذا . ( الخطبة 6 ، 49 )
و قال
( ع ) عن حقه في الخلافة : فنظرت في أمري ،
فإذا طاعتي ( أي لرسول اللّه ) قد سبقت بيعتي ( للخلفاء الثلاثة ) ، و إذا الميثاق في عنقي لغيري [ يصف في هذا الكلام حال نفسه ( ع ) بعد وفاة النبي ( ص ) .
بيّن فيه أنه مأمور بالرفق في طلب حقه في الخلافة . فبايع الخلفاء الذين قبله
مكرها ، امتثالا لما أمره به النبي من الرفق ، و أيفاء بما أخذ عليه النبي من
الميثاق في ذلك ] . ( الخطبة 37 ، 96 ) و من كلام له ( ع )
لما عزموا على بيعة عثمان : لقد علمتم أنّي أحقّ النّاس بها ( أي الخلافة ) من غيري . و و اللّه لأسلّمنّ ما سلمت
أمور المسلمين . و لم يكن فيها جور إلاّ عليّ خاصّة ، التماسا لأجر ذلك و فضله ،
و زهدا فيما تنافستموه من زخرفه و زبرجه . ( الخطبة 72
، 129 ) ألا و إنّ لكلّ دم ثائرا ، و لكلّ حقّ طالبا ،
و إنّ الثائر في دمائنا ( أي الطالب بالثأر )
كالحاكم في حقّ نفسه ، و هو اللّه الّذي لا يعجزه من طلب ، و لا يفوته من هرب . ( الخطبة 103 ، 200 ) فو اللّه إنّي
لأولى النّاس بالنّاس ( يشير بذلك الى حديث غدير خم ) .
( الخطبة 116 ، 226 ) لم تكن بيعتكم إيّاي فلتة ، و ليس أمري و
أمركم واحدا . إنّي أريدكم للّه ، و أنتم تريدونني لأنفسكم . ( الخطبة 134 ، 247 ) و قال ( ع ) : عن
الانقلاب الذي حدث إثر وفاة النبي ( ص ) : و نقلوا البناء عن رصّ أساسه ،
فبنوه في غير موضعه . ( الخطبة 148 ، 263 ) و قد قال قائل :
إنّك على هذا الأمر يا بن أبي طالب لحريص . فقلت : بل أنتم و اللّه لأحرص و أبعد
، و أنا أخصّ و أقرب . و إنّما طلبت حقّا لي و أنتم تحولون بيني و بينه ، و
تضربون وجهي دونه . فلمّا قرّعته بالحجّة في الملإ الحاضرين هبّ ( أي صاح كالتيس ) كأنّه بهت لا يدري ما يجيبني به
اللّهمّ إنّي أستعديك على قريش و من أعانهم . فإنّهم قطعوا رحمي ، و صغّروا عظيم
منزلتي ، و أجمعوا على منازعتي أمرا هو لي . ثمّ قالوا : ألا إنّ في الحقّ أن
تأخذه ، و في الحقّ أن تتركه . ( أي لقد تناقض حكمهم ،
فقد اعترفوا له بالجدارة و الافضلية ، ثم بايعوا غيره ) . ( الخطبة 170 ، 306 ) فإنّه من مات منكم على فراشه ، و هو على معرفة
حقّ ربّه و حقّ رسوله و أهل بيته ، مات شهيدا . الخطبة
188 ، 353 ) و قال النبي ( ص ) للامام علي ( ع ) و قد سمع
رنة الشيطان حين نزل الوحي : إنّك تسمع ما
أسمع ، و ترى ما أرى ، إلاّ أنّك لست بنبيّ ، و لكنّك لوزير ، و إنّك لعلى خير . ( الخطبة 190 ، 4 ، 374 ) و قال ( ع ) بعد أن ذكر دفنه للنبي ( ص ) : فمن ذا أحقّ به منّي حيّا و ميّتا . ( الخطبة 195 ، 386 ) أمّا بعد ، فقد جعل اللّه سبحانه لي عليكم
حقّا بولاية أمركم . . . ( الخطبة 214 ، 409 ) اللّهمّ إنّي استعديك على قريش و من أعانهم . فإنّهم قد قطعوا رحمي ( يقصد بذلك أنهم قطعوه من رسول اللّه ، حيث غصبوه حقه الذي
عينه له ) ، و أكفؤوا إنائي ، و أجمعوا على منازعتي حقّا كنت أولى به من
غيري . و قالوا : ألا إنّ في الحقّ أن تأخذه ، و في الحقّ أن تمنعه ، فاصبر
مغموما ، أو مت متأسّفا . ( الخطبة 215 ، 413 ) فجزت قريشا عنّي الجوازي ، فقد قطعوا رحمي ، و سلبوني سلطان ابن أمّي ( يريد
به رسول اللّه « ص » ) . ( الخطبة 275 ، 494 ) من كتاب له ( ع ) الى أهل مصر ، مع مالك
الاشتر لما ولاه امارتها يبين فيه أنه لم يسكت عن حقه في الخلافة إلا حين خاف
على ضياع الاسلام : فأمسكت يدي ،
حتّى رأيت راجعة النّاس قد رجعت عن الإسلام ( يقصد بهم
أهل الردة كمسيلمة الكذاب و سجاح و طليحة بن خويلد ) ، يدعون إلى محق دين
محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فخشيت إن لم
أنصر الإسلام و أهله أن أرى فيه ثلما أو هدما ، تكون المصيبة به عليّ أعظم من
فوت ولايتكم ، الّتي إنّما هي متاع أيّام قلائل ، يزول منها ما كان ، كما يزول
السّراب ، أو كما يتقشّع السّحاب . فنهضت في تلك الأحداث ، حتّى زاح الباطل و
زهق ، و اطمأنّ الدّين و تنهنه . ( الخطبة 301 ، 547 ) لنا حقّ ، فإن
أعطيناه ، و إلاّ ركبنا أعجاز الإبل و إن طال السّرى . (
21 ح ، 568 ) |
|
( 145 ) كيف
نازع الناس الامام ( ع ) حقه
|
|
قال
الامام علي ( ع ) : و قد
قال قائل : إنّك على هذا الأمر يا بن
أبي طالب لحريص . فقلت : بل أنتم و اللّه لأحرص
و أبعد ، و أنا أخصّ و أقرب . و إنّما طلبت حقّا لي و أنتم تحولون بيني و بينه ،
و تضربون وجهي دونه . فلمّا قرّعته بالحجّة في الملإ الحاضرين هبّ ( أي صاح كالتيس ) كأنّه بهت لا يدري ما يجيبني به
اللّهمّ إنّي أستعديك على قريش و من أعانهم . فإنّهم قطعوا رحمي ، و صغّروا عظيم
منزلتي ، و أجمعوا على منازعتي أمرا هو لي . ثمّ قالوا : ألا إنّ في الحقّ أن
تأخذه ، و في الحقّ أن تتركه . ( الخطبة 170 ، 306 ) اللّهمّ إنّي أستعديك على قريش و من أعانهم . فإنّهم قد قطعوا رحمي ، و
أكفؤوا إنائي ، و أجمعوا على منازعتي حقّا كنت أولى به من غيري . و قالوا : ألاّ
إنّ في الحقّ أن تأخذه ، و في الحقّ أن تمنعه . فاصبر مغموما ، أو مت متأسّفا . ( الخطبة 215 ، 413 ) فجزت قريشا عنّي
الجوازي فقد قطعوا رحمي ، و سلبوني سلطان ابن أمّي ( يعنى رسول اللّه « ص » ) . ( الخطبة 275 ، 494
) |
|
( 146 )
مظلومية الامام وأهل البيت ( ع )
|
|
قال
الامام علي ( ع ) : و من كلام له ( ع )
في طلحة و الزبير : اللّهمّ إنّهما قطعاني و ظلماني ، و نكثا بيعتي ، و
ألّبا النّاس عليّ . فاحلل ما عقدا ، و لا تحكم لهما ما أبرما ، و أرهما المساءة
فيما أمّلا و عملا . ( الخطبة 135 ، 249 ) حتّى إذا قبض اللّه
رسوله صلّى اللّه عليه و آله رجع قوم على
الأعقاب ، و غالتهم السّبل ، و اتّكلوا على الولائج (
أي طرق المكر و الخديعة ) و وصلوا غير الرّحم ، و هجروا السّبب الّذي
أمروا بموّدته ( يقصد بذلك أهل البيت الذين أمر اللّه المسلمين بمودتهم بقوله :
قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى . (
الخطبة 148 ، 263 ) و عنه ( ع ) و قد قال له قائل : إنّك على هذا الأمر يا بن أبي طالب لحريص . فقلت : و قال ( ع ) عند دفن السيدة فاطمة ( ع ) يخاطب
النبي ( ص ) : و ستنبّئك ابنتك بتضافر
أمّتك على هضمها . ( الخطبة 200 ، 396 ) اللّهمّ إنّي أستعديك على قريش و من أعانهم ،
فإنّهم قد قطعوا رحمي ( يقصد بذلك أنهم قطعوه من رسول
اللّه ، حيث غصبوه حقه الذي عيّنه له ) ، و أكفؤوا إنائي ، و أجمعوا على
منازعتي حقّا كنت أولى به من غيري . و قالوا : ألا إنّ في الحقّ أن تأخذه ، و في
الحقّ أن تمنعه . فاصبر مغموما أو مت متأسّفا . (
الخطبة 215 ، 413 ) و من كتاب له ( ع )
الى معاوية جوابا : و قلت : إنّي كنت أقاد كما يقاد الجمل المخشوش حتّى
أبايع . و لعمر اللّه لقد أردت أن تذمّ فمدحت ، و أن تفضح فافتضحت و ما
على المسلم من غضاضة في أن يكون مظلوما ، ما لم يكن شاكّا في دينه ، و لا مرتابا
بيقينه . ( الخطبة 267 ، 470 ) . |
|
( 147 ) سكوت
الامام ( ع ) عن حقه صبر جميل و لكنه مرّ تقديم الامام ( ع ) المصلحة العامة على
حقه
|
|
مدخل : |
لم يجد الامام علي ( ع ) لأخذ حقه الصريح مناصرا غير أهل بيته و عدة
معدودة من أصحابه ، فضنّ بهم عن الموت ، و آثر السكوت عن حقه ، و لاذ بالصبر . |
|
النصوص :
|
|
قال الامام
علي ( ع ) : الى أن قال ( ع ) عن
خلافة عمر بن الخطاب : فمني النّاس لعمر اللّه بخبط و شماس ، و تلوّن و
اعتراض ، فصبرت على طول المدّة ، و شدّة المحنة . (
الخطبة 3 ، 41 ) فنظرت فإذا ليس لي معين إلاّ أهل بيتي ، فضننت
بهم عن الموت ، و أغضيت على القذى ، و شربت على الشّجا (
ما يعترض في الحلق من عظم و نحوه ) ، و صبرت على أخذ الكظم ( الكظم هو مخرج النفس ، و المراد أنه صبر حتى الاختناق )
، و على أمرّ من طعم العلقم . ( الخطبة 26 ، 74 ) و قال ( ع ) عن حقه في الخلافة : فنظرت في أمري ، فإذا طاعتي (
لرسول اللّه ) قد سبقت بيعتي ( للخلفاء السابقين
) ، و إذا الميثاق في عنقي لغيري ( يصف في هذا
الكلام حال نفسه ( ع ) بعد وفاة النبي ( ص ) . بيّن فيه أنه مأمور بالرفق
في طلب حقه في الخلافة . فبايع الخلفاء الذين قبله مكرها ، امتثالا لما أمره به
النبي ( ص ) من الرفق ، و ايفاء بما أخذ عليه
النبي من الميثاق في ذلك ) . ( الخطبة 37 ، 96 ) و من كلام له ( ع ) لما عزموا على بيعة عثمان
: لقد علمتم أنّي أحقّ النّاس بها ( أي الخلافة ) من غيري . و و اللّه لأسلمنّ ما سلمت أمور المسلمين
. و لم يكن فيها جور إلاّ عليّ خاصّة ، التماسا لأجر ذلك و فضله ، و زهدا فيما
تنافستموه من زخرفه و زبرجه . ( الخطبة 72 ، 129 ) اللّهمّ إنّي أستعديك على قريش و من أعانهم .
فإنّهم قد قطعوا رحمي ، و أكفؤوا إنائي ، و أجمعوا على منازعتي حقّا كنت أولى به
من غيري . و قالوا : ألا إنّ في الحقّ أن تأخذه ، و في الحقّ أن تمنعه . فاصبر
مغموما ، أو مت متأسّفا . فنظرت فإذا ليس لي رافد ، و لا ذابّ و لا مساعد ، إلاّ
أهل بيتي فضننت بهم عن المنيّة . فأغضيت على القذى ، و جرعت ريقي على الشّجى ، و
صبرت من كظم الغيظ على أمرّ من العلقم ، و آلم للقلب من حزّ الشّفار ( أي السيوف ) . ( الخطبة 215
، 413 ) و قال ( ع ) لمعاوية : و قلت : إنّي كنت أقاد كما يقاد الجمل المخشوش ( أي الذي في أنفه خشبة يقاد منها ) حتّى أبايع . و
لعمر اللّه لقد أردت أن تذمّ فمدحت ، و أن تفضح فافتضحت و ما على المسلم من
غضاضة في أن يكون مظلوما ، ما لم يكن شاكّا في دينه ، و لا مرتابا بيقينه . ( الخطبة 267 ، 470 ) و قال ( ع ) في أول عهده لمالك الاشتر : أمّا بعد ، فإنّ اللّه سبحانه بعث محمّدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نذيرا للعالمين ، و
مهيمنا على المرسلين . فلمّا مضى عليه السّلام تنازع المسلمون الأمر من بعده .
فو اللّه ما كان يلقى في روعي ، و لا يخطر ببالي ، أنّ العرب تزعج هذا الأمر من
بعده صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن أهل بيته
، و لا أنّهم منحوه عنّي من بعده . فما راعني إلاّ انثيال النّاس على أبي بكر
يبايعونه . فأمسكت يدي ( أي امتنعت عن بيعته ) ،
حتّى رأيت راجعة النّاس قد رجعت عن الإسلام ، يدعون إلى محق دين محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ( يقصد بالراجعين عن دين محمد ( ص ) أهل الردة كمسيلمة الكذاب و سجاح و
طليحة بن خويلد ) فخشيت إن لم أنصر الإسلام و أهله أن أرى فيه ثلما أو
هدما ، تكون المصيبة به عليّ أعظم من فوت ولايتكم ، الّتي إنّما هي متاع أيّام
قلائل ، يزول منها ما كان ، كما يزول السّراب ، أو كما يتقشّع السّحاب . فنهضت
في تلك الأحداث حتّى زاح الباطل و زهق ، و اطمأنّ الدّين و تنهنه . ( الخطبة 301 ، 547 ) لامت
الامام ( ع ) زوجته فاطمة ( ع ) على قعوده و أطالت تعنيفه ، و هو ساكت حتى أذّن المؤذن ، فلما بلغ الى قوله « أشهد
ان محمدا رسول اللّه » قال لها : أتحبّين أن
تزول هذه الدعوة من الدّنيا ؟ قالت : لا ، قال فهو ما أقول لك . ( حديد 735 ) قال لي رسول اللّه
صلّى اللّه عليه و آله : إن اجتمعوا عليك فاصنع ما أمرتك ، و إلاّ فألصق
كلكلك بالأرض ، فلمّا تفرّقوا عنّي جررت على المكروه ذيلي ، و أغضيت على القذى
جفني ، و ألصقت بالأرض كلكلي . ( حديد 736 ) من كلام له ( ع )
قاله للأشعث بن قيس لما قال له : يا أمير المؤمنين إني سمعتك تقول : ما
زلت مظلوما ، فما منعك من طلب ظلامتك و الضرب دونها بسيفك ؟ فقال ( ع ) : |
|
( 148 ) لا
هدف للامام ( ع ) من الخلافة غير إحقاق الحق
|
|
|
قال الامام علي ( ع
) : قال عبد اللّه بن
عباس ( رض ) : دخلت على أمير المؤمنين عليه السلام بذي قار و هو يخصف
نعله . فقال لي : ما قيمة هذه النعل ؟ فقلت : لا قيمة لها فقال عليه السلام : و اللّه لهي أحبّ إليّ من إمرتكم ،
إلاّ أن أقيم حقّا ، أو أدفع باطلا . ( الخطبة 33 ، 88
) و إنّي إلى لقاء اللّه لمشتاق ، و حسن ثوابه
لمنتظر راج ، و لكنّني آسى أن يلي أمر هذه الأمّة سفهاؤها و فجّارها ، فيتّخذوا
مال اللّه دولا ، و عباده خولا ( أي عبيدا ) ، و
الصّالحين حربا ، و الفاسقين حزبا . فإنّ منهم الّذي قد شرب فيكم الحرام ( أي الخمر ) ، و جلد حدّا في الإسلام ( و هو عتبة بن أبي سفيان )
. و إنّ منهم من لم يسلم حتّى رضخت له على الإسلام الرضائخ ( أي العطايا ، و قيل انه عمرو بن العاص ) . |
|
الفصل السابع عشر الامام علي ( ع ) و
الخلافة
|
|
مدخل : |
|
اجتمع في سقيفة بني ساعدة بعد
وفاة رسول اللّه ( ص ) جمع من المهاجرين و
الانصار . |
|
( 142 ) السقيفة
|
|
لما انتهت الى
أمير المؤمنين ( ع ) انباء سقيفة بني ساعدة ، بعد وفاة رسول اللّه ( ص ) . و هذا المعنى مع
صحته من حيث الاصل ، لأن الخلافة تكون بالجدارة و النص ، و لا تكون بالصحبة و
القرابة ، إلاّ أنه مناف لغرض الامام ( ع ) من كلامه ،
و هو الرد على أبي بكر ، الذي ادعى في السقيفة أن الخلافة تكون بالصحابة ، فعجب
الامام من كلامه و قال له : اذا جاز أن تكون
الخلافة بالصحابة ، فمن الاولى أن تكون بالصحابة
و القرابة ، و هذا القصد هو ما تضمنه البيت الثاني من الشعر ، فيكون كلام الامام ( ع ) متوافقا مع الشعر . |
( 143 ) أحقية
الامام ( ع ) في الخلافة لأهليته و قرابته من النبي ( ص )
|
|
لما انتهت الى
أمير المؤمنين ( ع ) أنباء السقيفة بعد وفاة
رسول اللّه ( ص ) قال ( ع ) : فماذا قالت قريش ؟
قالوا : احتجت بأنها شجرة الرسول ( ص ) . فقال ( ع ) :
احتجّوا بالشّجرة و أضاعوا الثّمرة . ( الخطبة 65 ، 122
) اللّهمّ إنّي
أوّل من أناب و سمع و أجاب ، لم يسبقني إلاّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بالصّلاة . الخطبة
129 ، 242 ) و من كلام له ( ع )
لبعض أصحابه في زمن خلافته و قد سأله : كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام و
أنتم أحق به ؟ فقال ( ع ) : يا أخا بني أسد ،
إنّك لقلق الوضين ، ترسل في غير سدد ( أي تطلق لسانك
بالكلام في غير موضعه ، كحركة الجمل المضطرب في مشيته ) ، و لك بعد ذمامة
الصّهر و حقّ المسألة . و قد استعلمت فاعلم :
أمّا الاستبداد علينا بهذا المقام و نحن الأعلون نسبا ، و الأشدّون برسول اللّه ( ص ) نوطا ، فإنّها كانت أثرة ، شحّت عليها نفوس قوم
، و سخت عنها نفوس آخرين ، و الحكم اللّه ، و المعود إليه القيامة . أنا وضعت في الصّغر بكلاكل العرب ، و كسرت نواجم قرون ربيعة و مضر . و قد
علمتم موضعي من رسول اللّه ( ص ) بالقرابة
القريبة و المنزلة الخصيصة ، وضعني في حجره و أنا ولد ، يضمّني إلى صدره ، و
يكنفني في فراشه ، و يمسّني جسده ، و يشمّني عرفه . و كان يمضغ الشّي ء ثمّ
يلقمنيه . و ما وجد لي كذبة في قول ، و لا خطلة في فعل . و لقد قرن اللّه به صلّى
اللّه عليه و آله من لدن أن كان فطيما أعظم ملك من ملائكته ، يسلك به
طريق المكارم ، و محاسن أخلاق العالم ، ليله و نهاره . و لقد كنت أتّبعه اتّباع
الفصيل ( ولد الناقة ) أثر أمّه . يرفع لي في
كلّ يوم من أخلاقه علما ، و يأمرني بالاقتداء به . و لقد كان يجاور في كلّ سنة
بحراء فأراه ، و لا يراه غيري . و لم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول
اللّه صلّى اللّه عليه و آله و خديجة ، و أنا
ثالثهما . أرى نور الوحي و الرّسالة ، و أشمّ ريح النّبوّة . و من
كتاب له ( ع ) الى معاوية : فإسلامنا قد سمع
، و جاهليّتنا لا تدفع ( أي أن شرفنا في الجاهلية لا
ينكر ) ، و كتاب اللّه يجمع لنا ما شذّ عنّا ، و
هو قوله سبحانه و تعالى : وَ أُولُوا الأرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى
بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ و قوله تعالى إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإبْراهِيمَ
لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَ هذا النَّبِيُّ و الَّذِينَ آمَنُوا ، وَ اللّهُ
وَليُّ المُؤْمِنِينَ . فنحن مرّة أولى بالقرابة
، و تارة أولى بالطّاعة . و لمّا احتجّ
المهاجرون على الأنصار يوم السّقيفة برسول اللّه صلّى
اللّه عليه و آله فلجوا عليهم ( أي فازوا )
، فإن يكن الفلج به ، فالحقّ لنا دونكم ، و إن يكن بغيره فالأنصار على دعواهم .
و زعمت أنّي لكلّ الخلفاء حسدت و على كلّهم بغيت . فإن يكن ذلك كذلك ، فليست
الجناية عليك ، فيكون العذر إليك . و تلك شكاة ظاهر عنك
عارها توضيح حول المثل
السابق : |
|
( 144 ) أحقية
الامام ( ع ) في الولاية و الخلافة بالنص
|
|
|
مدخل : |
|
قد يتوهم أحد أن
الامام ( ع ) في نهج البلاغة كان يرى أن الولاية
و الخلافة من حقه من حيث تفوقه على غيره في العلم و الحكم و الجهاد و الفضل ، و
لكن الواقع أنه كان يذكر اضافة لذلك حقه المفروض بالنص من رسول اللّه ( ص ) ، و هو ما نص عليه سبحانه
بقوله : |
|
النصوص : |
|
لا يقاس بآل
محمّد صلّى اللّه عليه و آله من هذه الأمّة أحد
، و لا يسوّى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا : هم أساس الدّين ، و عماد اليقين .
إليهم يفي ء الغالي ، و بهم يلحق التّالي . و لهم خصائص حقّ الولاية ، و فيهم
الوصيّة و الوراثة . الآن إذ ( بمعنى قد ) رجع
الحقّ إلى أهله ، و نقل إلى منتقله . ( الخطبة 2 ، 38 ) قال ( ع ) في أول
الخطبة الشقشقية : أما و اللّه لقد تقمّصها (
ابن أبي قحافة ) و إنّه ليعلم أنّ محلّي منها محلّ القطب من الرّحى ،
ينحدر عنّي السّيل ، و لا يرقى إليّ الطّير . ( الخطبة
3 ، 39 ) فرأيت أنّ الصّبر
على هاتا أحجى ، فصبرت و في العين قذى و في الحلق شجا ، أرى تراثي نهبا . ( الخطبة 3 ، 40 ) حتّى إذا مضى
لسبيله ( أي عمر ) ، جعلها في جماعة زعم أنّي
أحدهم ( يقصد الستة ) . فيا للّه و للشّورى ،
متى اعترض الرّيب فيّ مع الأوّل منهم ( أي أبو بكر )
حتّى صرت أقرن إلى هذه النّظائر . ( الخطبة 3 ، 41 ) و قال ( ع ) :
عزب رأي امري ء تخلّف عنّي ، ما شككت في الحقّ مذ أريته . ( الخطبة 4 ، 47 ) فو اللّه ما زلت مدفوعا عن حقّي ، مستأثرا
عليّ ، منذ قبض اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه و آله و
سلّم حتّى يوم النّاس هذا . ( الخطبة 6 ، 49 )
و قال
( ع ) عن حقه في الخلافة : فنظرت في أمري ،
فإذا طاعتي ( أي لرسول اللّه ) قد سبقت بيعتي ( للخلفاء الثلاثة ) ، و إذا الميثاق في عنقي لغيري [ يصف في هذا الكلام حال نفسه ( ع ) بعد وفاة النبي ( ص ) .
بيّن فيه أنه مأمور بالرفق في طلب حقه في الخلافة . فبايع الخلفاء الذين قبله
مكرها ، امتثالا لما أمره به النبي من الرفق ، و أيفاء بما أخذ عليه النبي من
الميثاق في ذلك ] . ( الخطبة 37 ، 96 ) و من كلام له ( ع )
لما عزموا على بيعة عثمان : لقد علمتم أنّي أحقّ النّاس بها ( أي الخلافة ) من غيري . و و اللّه لأسلّمنّ ما سلمت
أمور المسلمين . و لم يكن فيها جور إلاّ عليّ خاصّة ، التماسا لأجر ذلك و فضله ،
و زهدا فيما تنافستموه من زخرفه و زبرجه . ( الخطبة 72
، 129 ) ألا و إنّ لكلّ دم ثائرا ، و لكلّ حقّ طالبا ،
و إنّ الثائر في دمائنا ( أي الطالب بالثأر )
كالحاكم في حقّ نفسه ، و هو اللّه الّذي لا يعجزه من طلب ، و لا يفوته من هرب . ( الخطبة 103 ، 200 ) فو اللّه إنّي
لأولى النّاس بالنّاس ( يشير بذلك الى حديث غدير خم ) .
( الخطبة 116 ، 226 ) لم تكن بيعتكم إيّاي فلتة ، و ليس أمري و
أمركم واحدا . إنّي أريدكم للّه ، و أنتم تريدونني لأنفسكم . ( الخطبة 134 ، 247 ) و قال ( ع ) : عن
الانقلاب الذي حدث إثر وفاة النبي ( ص ) : و نقلوا البناء عن رصّ أساسه ،
فبنوه في غير موضعه . ( الخطبة 148 ، 263 ) و قد قال قائل :
إنّك على هذا الأمر يا بن أبي طالب لحريص . فقلت : بل أنتم و اللّه لأحرص و أبعد
، و أنا أخصّ و أقرب . و إنّما طلبت حقّا لي و أنتم تحولون بيني و بينه ، و
تضربون وجهي دونه . فلمّا قرّعته بالحجّة في الملإ الحاضرين هبّ ( أي صاح كالتيس ) كأنّه بهت لا يدري ما يجيبني به
اللّهمّ إنّي أستعديك على قريش و من أعانهم . فإنّهم قطعوا رحمي ، و صغّروا عظيم
منزلتي ، و أجمعوا على منازعتي أمرا هو لي . ثمّ قالوا : ألا إنّ في الحقّ أن
تأخذه ، و في الحقّ أن تتركه . ( أي لقد تناقض حكمهم ،
فقد اعترفوا له بالجدارة و الافضلية ، ثم بايعوا غيره ) . ( الخطبة 170 ، 306 ) فإنّه من مات منكم على فراشه ، و هو على معرفة
حقّ ربّه و حقّ رسوله و أهل بيته ، مات شهيدا . الخطبة
188 ، 353 ) و قال النبي ( ص ) للامام علي ( ع ) و قد سمع
رنة الشيطان حين نزل الوحي : إنّك تسمع ما
أسمع ، و ترى ما أرى ، إلاّ أنّك لست بنبيّ ، و لكنّك لوزير ، و إنّك لعلى خير . ( الخطبة 190 ، 4 ، 374 ) و قال ( ع ) بعد أن ذكر دفنه للنبي ( ص ) : فمن ذا أحقّ به منّي حيّا و ميّتا . ( الخطبة 195 ، 386 ) أمّا بعد ، فقد جعل اللّه سبحانه لي عليكم
حقّا بولاية أمركم . . . ( الخطبة 214 ، 409 ) اللّهمّ إنّي استعديك على قريش و من أعانهم . فإنّهم قد قطعوا رحمي ( يقصد بذلك أنهم قطعوه من رسول اللّه ، حيث غصبوه حقه الذي
عينه له ) ، و أكفؤوا إنائي ، و أجمعوا على منازعتي حقّا كنت أولى به من
غيري . و قالوا : ألا إنّ في الحقّ أن تأخذه ، و في الحقّ أن تمنعه ، فاصبر
مغموما ، أو مت متأسّفا . ( الخطبة 215 ، 413 ) فجزت قريشا عنّي الجوازي ، فقد قطعوا رحمي ، و سلبوني سلطان ابن أمّي ( يريد
به رسول اللّه « ص » ) . ( الخطبة 275 ، 494 ) من كتاب له ( ع ) الى أهل مصر ، مع مالك
الاشتر لما ولاه امارتها يبين فيه أنه لم يسكت عن حقه في الخلافة إلا حين خاف
على ضياع الاسلام : فأمسكت يدي ،
حتّى رأيت راجعة النّاس قد رجعت عن الإسلام ( يقصد بهم
أهل الردة كمسيلمة الكذاب و سجاح و طليحة بن خويلد ) ، يدعون إلى محق دين
محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فخشيت إن لم
أنصر الإسلام و أهله أن أرى فيه ثلما أو هدما ، تكون المصيبة به عليّ أعظم من
فوت ولايتكم ، الّتي إنّما هي متاع أيّام قلائل ، يزول منها ما كان ، كما يزول
السّراب ، أو كما يتقشّع السّحاب . فنهضت في تلك الأحداث ، حتّى زاح الباطل و
زهق ، و اطمأنّ الدّين و تنهنه . ( الخطبة 301 ، 547 ) لنا حقّ ، فإن
أعطيناه ، و إلاّ ركبنا أعجاز الإبل و إن طال السّرى . (
21 ح ، 568 ) |
|
( 145 ) كيف
نازع الناس الامام ( ع ) حقه
|
|
قال
الامام علي ( ع ) : و قد
قال قائل : إنّك على هذا الأمر يا بن
أبي طالب لحريص . فقلت : بل أنتم و اللّه لأحرص
و أبعد ، و أنا أخصّ و أقرب . و إنّما طلبت حقّا لي و أنتم تحولون بيني و بينه ،
و تضربون وجهي دونه . فلمّا قرّعته بالحجّة في الملإ الحاضرين هبّ ( أي صاح كالتيس ) كأنّه بهت لا يدري ما يجيبني به
اللّهمّ إنّي أستعديك على قريش و من أعانهم . فإنّهم قطعوا رحمي ، و صغّروا عظيم
منزلتي ، و أجمعوا على منازعتي أمرا هو لي . ثمّ قالوا : ألا إنّ في الحقّ أن
تأخذه ، و في الحقّ أن تتركه . ( الخطبة 170 ، 306 ) اللّهمّ إنّي أستعديك على قريش و من أعانهم . فإنّهم قد قطعوا رحمي ، و
أكفؤوا إنائي ، و أجمعوا على منازعتي حقّا كنت أولى به من غيري . و قالوا : ألاّ
إنّ في الحقّ أن تأخذه ، و في الحقّ أن تمنعه . فاصبر مغموما ، أو مت متأسّفا . ( الخطبة 215 ، 413 ) فجزت قريشا عنّي
الجوازي فقد قطعوا رحمي ، و سلبوني سلطان ابن أمّي ( يعنى رسول اللّه « ص » ) . ( الخطبة 275 ، 494
) |
|
( 146 )
مظلومية الامام وأهل البيت ( ع )
|
|
قال
الامام علي ( ع ) : و من كلام له ( ع )
في طلحة و الزبير : اللّهمّ إنّهما قطعاني و ظلماني ، و نكثا بيعتي ، و
ألّبا النّاس عليّ . فاحلل ما عقدا ، و لا تحكم لهما ما أبرما ، و أرهما المساءة
فيما أمّلا و عملا . ( الخطبة 135 ، 249 ) حتّى إذا قبض اللّه
رسوله صلّى اللّه عليه و آله رجع قوم على
الأعقاب ، و غالتهم السّبل ، و اتّكلوا على الولائج (
أي طرق المكر و الخديعة ) و وصلوا غير الرّحم ، و هجروا السّبب الّذي
أمروا بموّدته ( يقصد بذلك أهل البيت الذين أمر اللّه المسلمين بمودتهم بقوله :
قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى . (
الخطبة 148 ، 263 ) و عنه ( ع ) و قد قال له قائل : إنّك على هذا الأمر يا بن أبي طالب لحريص . فقلت : و قال ( ع ) عند دفن السيدة فاطمة ( ع ) يخاطب
النبي ( ص ) : و ستنبّئك ابنتك بتضافر
أمّتك على هضمها . ( الخطبة 200 ، 396 ) اللّهمّ إنّي أستعديك على قريش و من أعانهم ،
فإنّهم قد قطعوا رحمي ( يقصد بذلك أنهم قطعوه من رسول
اللّه ، حيث غصبوه حقه الذي عيّنه له ) ، و أكفؤوا إنائي ، و أجمعوا على
منازعتي حقّا كنت أولى به من غيري . و قالوا : ألا إنّ في الحقّ أن تأخذه ، و في
الحقّ أن تمنعه . فاصبر مغموما أو مت متأسّفا . (
الخطبة 215 ، 413 ) و من كتاب له ( ع )
الى معاوية جوابا : و قلت : إنّي كنت أقاد كما يقاد الجمل المخشوش حتّى
أبايع . و لعمر اللّه لقد أردت أن تذمّ فمدحت ، و أن تفضح فافتضحت و ما
على المسلم من غضاضة في أن يكون مظلوما ، ما لم يكن شاكّا في دينه ، و لا مرتابا
بيقينه . ( الخطبة 267 ، 470 ) . |
|
( 147 ) سكوت
الامام ( ع ) عن حقه صبر جميل و لكنه مرّ تقديم الامام ( ع ) المصلحة العامة على
حقه
|
|
مدخل : |
لم يجد الامام علي ( ع ) لأخذ حقه الصريح مناصرا غير أهل بيته و عدة
معدودة من أصحابه ، فضنّ بهم عن الموت ، و آثر السكوت عن حقه ، و لاذ بالصبر . |
|
النصوص :
|
|
قال الامام
علي ( ع ) : الى أن قال ( ع ) عن
خلافة عمر بن الخطاب : فمني النّاس لعمر اللّه بخبط و شماس ، و تلوّن و
اعتراض ، فصبرت على طول المدّة ، و شدّة المحنة . (
الخطبة 3 ، 41 ) فنظرت فإذا ليس لي معين إلاّ أهل بيتي ، فضننت
بهم عن الموت ، و أغضيت على القذى ، و شربت على الشّجا (
ما يعترض في الحلق من عظم و نحوه ) ، و صبرت على أخذ الكظم ( الكظم هو مخرج النفس ، و المراد أنه صبر حتى الاختناق )
، و على أمرّ من طعم العلقم . ( الخطبة 26 ، 74 ) و قال ( ع ) عن حقه في الخلافة : فنظرت في أمري ، فإذا طاعتي (
لرسول اللّه ) قد سبقت بيعتي ( للخلفاء السابقين
) ، و إذا الميثاق في عنقي لغيري ( يصف في هذا
الكلام حال نفسه ( ع ) بعد وفاة النبي ( ص ) . بيّن فيه أنه مأمور بالرفق
في طلب حقه في الخلافة . فبايع الخلفاء الذين قبله مكرها ، امتثالا لما أمره به
النبي ( ص ) من الرفق ، و ايفاء بما أخذ عليه
النبي من الميثاق في ذلك ) . ( الخطبة 37 ، 96 ) و من كلام له ( ع ) لما عزموا على بيعة عثمان
: لقد علمتم أنّي أحقّ النّاس بها ( أي الخلافة ) من غيري . و و اللّه لأسلمنّ ما سلمت أمور المسلمين
. و لم يكن فيها جور إلاّ عليّ خاصّة ، التماسا لأجر ذلك و فضله ، و زهدا فيما
تنافستموه من زخرفه و زبرجه . ( الخطبة 72 ، 129 ) اللّهمّ إنّي أستعديك على قريش و من أعانهم .
فإنّهم قد قطعوا رحمي ، و أكفؤوا إنائي ، و أجمعوا على منازعتي حقّا كنت أولى به
من غيري . و قالوا : ألا إنّ في الحقّ أن تأخذه ، و في الحقّ أن تمنعه . فاصبر
مغموما ، أو مت متأسّفا . فنظرت فإذا ليس لي رافد ، و لا ذابّ و لا مساعد ، إلاّ
أهل بيتي فضننت بهم عن المنيّة . فأغضيت على القذى ، و جرعت ريقي على الشّجى ، و
صبرت من كظم الغيظ على أمرّ من العلقم ، و آلم للقلب من حزّ الشّفار ( أي السيوف ) . ( الخطبة 215
، 413 ) و قال ( ع ) لمعاوية : و قلت : إنّي كنت أقاد كما يقاد الجمل المخشوش ( أي الذي في أنفه خشبة يقاد منها ) حتّى أبايع . و
لعمر اللّه لقد أردت أن تذمّ فمدحت ، و أن تفضح فافتضحت و ما على المسلم من
غضاضة في أن يكون مظلوما ، ما لم يكن شاكّا في دينه ، و لا مرتابا بيقينه . ( الخطبة 267 ، 470 ) و قال ( ع ) في أول عهده لمالك الاشتر : أمّا بعد ، فإنّ اللّه سبحانه بعث محمّدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نذيرا للعالمين ، و
مهيمنا على المرسلين . فلمّا مضى عليه السّلام تنازع المسلمون الأمر من بعده .
فو اللّه ما كان يلقى في روعي ، و لا يخطر ببالي ، أنّ العرب تزعج هذا الأمر من
بعده صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن أهل بيته
، و لا أنّهم منحوه عنّي من بعده . فما راعني إلاّ انثيال النّاس على أبي بكر
يبايعونه . فأمسكت يدي ( أي امتنعت عن بيعته ) ،
حتّى رأيت راجعة النّاس قد رجعت عن الإسلام ، يدعون إلى محق دين محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ( يقصد بالراجعين عن دين محمد ( ص ) أهل الردة كمسيلمة الكذاب و سجاح و
طليحة بن خويلد ) فخشيت إن لم أنصر الإسلام و أهله أن أرى فيه ثلما أو
هدما ، تكون المصيبة به عليّ أعظم من فوت ولايتكم ، الّتي إنّما هي متاع أيّام
قلائل ، يزول منها ما كان ، كما يزول السّراب ، أو كما يتقشّع السّحاب . فنهضت
في تلك الأحداث حتّى زاح الباطل و زهق ، و اطمأنّ الدّين و تنهنه . ( الخطبة 301 ، 547 ) لامت
الامام ( ع ) زوجته فاطمة ( ع ) على قعوده و أطالت تعنيفه ، و هو ساكت حتى أذّن المؤذن ، فلما بلغ الى قوله « أشهد
ان محمدا رسول اللّه » قال لها : أتحبّين أن
تزول هذه الدعوة من الدّنيا ؟ قالت : لا ، قال فهو ما أقول لك . ( حديد 735 ) قال لي رسول اللّه
صلّى اللّه عليه و آله : إن اجتمعوا عليك فاصنع ما أمرتك ، و إلاّ فألصق
كلكلك بالأرض ، فلمّا تفرّقوا عنّي جررت على المكروه ذيلي ، و أغضيت على القذى
جفني ، و ألصقت بالأرض كلكلي . ( حديد 736 ) من كلام له ( ع )
قاله للأشعث بن قيس لما قال له : يا أمير المؤمنين إني سمعتك تقول : ما
زلت مظلوما ، فما منعك من طلب ظلامتك و الضرب دونها بسيفك ؟ فقال ( ع ) : |
|
( 148 ) لا
هدف للامام ( ع ) من الخلافة غير إحقاق الحق
|
|
|
قال الامام علي ( ع
) : قال عبد اللّه بن
عباس ( رض ) : دخلت على أمير المؤمنين عليه السلام بذي قار و هو يخصف
نعله . فقال لي : ما قيمة هذه النعل ؟ فقلت : لا قيمة لها فقال عليه السلام : و اللّه لهي أحبّ إليّ من إمرتكم ،
إلاّ أن أقيم حقّا ، أو أدفع باطلا . ( الخطبة 33 ، 88
) و إنّي إلى لقاء اللّه لمشتاق ، و حسن ثوابه
لمنتظر راج ، و لكنّني آسى أن يلي أمر هذه الأمّة سفهاؤها و فجّارها ، فيتّخذوا
مال اللّه دولا ، و عباده خولا ( أي عبيدا ) ، و
الصّالحين حربا ، و الفاسقين حزبا . فإنّ منهم الّذي قد شرب فيكم الحرام ( أي الخمر ) ، و جلد حدّا في الإسلام ( و هو عتبة بن أبي سفيان )
. و إنّ منهم من لم يسلم حتّى رضخت له على الإسلام الرضائخ ( أي العطايا ، و قيل انه عمرو بن العاص ) . |