- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
حكم
أمير المؤمنين عليهالسلام
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
باب المختار من حكم أمير المؤمنين عليهالسلام |
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
باب المختار من حكم أمير المؤمنين عليهالسلام : 1-60
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
1 - قَالَ عليهالسلام
كُنْ فِي الْفِتْنَةِ كَابْنِ اللَّبُونِ (4428) -
لَا ظَهْرٌ فَيُرْكَبَ ولَا ضَرْعٌ فَيُحْلَبَ. 2 - وقَالَ عليهالسلام
أَزْرَى (4429)
بِنَفْسِه مَنِ اسْتَشْعَرَ (4430)
الطَّمَعَ - ورَضِيَ بِالذُّلِّ مَنْ كَشَفَ عَنْ ضُرِّه - وهَانَتْ عَلَيْه
نَفْسُه مَنْ أَمَّرَ (4431)
عَلَيْهَا لِسَانَه. 3 - وقَالَ عليهالسلام الْبُخْلُ
عَارٌ والْجُبْنُ مَنْقَصَةٌ - والْفَقْرُ يُخْرِسُ الْفَطِنَ عَنْ حُجَّتِه -
والْمُقِلُّ غَرِيبٌ فِي بَلْدَتِه (4432). 4 - وقَالَ عليهالسلام
الْعَجْزُ
آفَةٌ والصَّبْرُ شَجَاعَةٌ - والزُّهْدُ ثَرْوَةٌ والْوَرَعُ جُنَّةٌ (4433) -
ونِعْمَ الْقَرِينُ الرِّضَى. 5 - وقَالَ عليهالسلام الْعِلْمُ
وِرَاثَةٌ كَرِيمَةٌ والآدَابُ حُلَلٌ مُجَدَّدَةٌ - والْفِكْرُ مِرْآةٌ
صَافِيَةٌ. 6 - وقَالَ عليهالسلام
صَدْرُ الْعَاقِلِ صُنْدُوقُ سِرِّه - والْبَشَاشَةُ حِبَالَةُ (4434)
الْمَوَدَّةِ - والِاحْتِمَالُ (4435)
قَبْرُ الْعُيُوبِ. ورُوِيَ
أَنَّه قَالَ فِي الْعِبَارَةِ عَنْ هَذَا الْمَعْنَى أَيْضاً: الْمَسْأَلَةُ خِبَاءُ الْعُيُوبِ
ومَنْ رَضِيَ عَنْ نَفْسِه كَثُرَ السَّاخِطُ عَلَيْه. 7 - والصَّدَقَةُ دَوَاءٌ مُنْجِحٌ -
وأَعْمَالُ الْعِبَادِ فِي عَاجِلِهِمْ نُصْبُ أَعْيُنِهِمْ فِي آجَالِهِمْ. 8 - وقَالَ عليهالسلام اعْجَبُوا لِهَذَا الإِنْسَانِ
يَنْظُرُ بِشَحْمٍ (4436)
ويَتَكَلَّمُ بِلَحْمٍ (4437) -
ويَسْمَعُ بِعَظْمٍ (4438)
ويَتَنَفَّسُ مِنْ خَرْمٍ. 9 - وقَالَ عليهالسلام إِذَا
أَقْبَلَتِ الدُّنْيَا عَلَى أَحَدٍ أَعَارَتْه مَحَاسِنَ غَيْرِه وإِذَا
أَدْبَرَتْ عَنْه سَلَبَتْه مَحَاسِنَ نَفْسِه. 10 - وقَالَ عليهالسلام خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ
مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ - وإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ. -----------------------------
11 - وقَالَ عليهالسلام إِذَا
قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ - فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْه شُكْراً لِلْقُدْرَةِ
عَلَيْه. 12 - وقَالَ عليهالسلام أَعْجَزُ
النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الإِخْوَانِ - وأَعْجَزُ مِنْه مَنْ
ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِه مِنْهُمْ. 13 - وقَالَ عليهالسلام إِذَا
وَصَلَتْ إِلَيْكُمْ أَطْرَافُ النِّعَمِ (4439) -
فَلَا تُنَفِّرُوا أَقْصَاهَا (4440)
بِقِلَّةِ الشُّكْرِ. 14 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ
ضَيَّعَه الأَقْرَبُ أُتِيحَ لَه (4441)
الأَبْعَدُ. 15 - وقَالَ عليهالسلام مَا كُلُّ
مَفْتُونٍ (4442)
يُعَاتَبُ. 16 - وقَالَ عليهالسلام تَذِلُّ
الأُمُورُ لِلْمَقَادِيرِ حَتَّى يَكُونَ الْحَتْفُ (4443)
فِي التَّدْبِيرِ. 17 - وسُئِلَ عليهالسلام عَنْ قَوْلِ
الرَّسُولِ صلىاللهعليهوآله -
غَيِّرُوا الشَّيْبَ (4444)
ولَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ - فَقَالَ
عليهالسلام إِنَّمَا
قَالَ صلىاللهعليهوآله
ذَلِكَ والدِّينُ قُلٌّ (4445) -
فَأَمَّا الآنَ وقَدِ اتَّسَعَ نِطَاقُه (4446)
وضَرَبَ بِجِرَانِه (4447) -
فَامْرُؤٌ ومَا اخْتَارَ. 18 - وقَالَ عليهالسلام فِي
الَّذِينَ اعْتَزَلُوا الْقِتَالَ مَعَه - خَذَلُوا الْحَقَّ ولَمْ يَنْصُرُوا
الْبَاطِلَ. 19 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ جَرَى
فِي عِنَان (4448)
أَمَلِه عَثَرَ بِأَجَلِه (4449). 20 - وقَالَ عليهالسلام أَقِيلُوا
ذَوِي الْمُرُوءَاتِ عَثَرَاتِهِمْ (4450) -
فَمَا يَعْثُرُ مِنْهُمْ عَاثِرٌ إِلَّا ويَدُ اللَّه بِيَدِه يَرْفَعُه. 21 - وقَالَ عليهالسلام قُرِنَتِ
الْهَيْبَةُ بِالْخَيْبَةِ (4451)
والْحَيَاءُ بِالْحِرْمَانِ (4452) -
والْفُرْصَةُ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ فَانْتَهِزُوا فُرَصَ الْخَيْرِ. -----------------------------
22 - وقَالَ عليهالسلام لَنَا حَقٌّ
فَإِنْ أُعْطِينَاه وإِلَّا رَكِبْنَا أَعْجَازَ الإِبِلِ - وإِنْ طَالَ
السُّرَى. قال الرضي وهذا من لطيف
الكلام وفصيحه - ومعناه أنا إن لم نعط حقنا كنا
أذلاء - وذلك أن الرديف يركب عجز البعير - كالعبد والأسير ومن يجري مجراهما. 23 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ
أَبْطَأَ بِه عَمَلُه لَمْ يُسْرِعْ بِه نَسَبُه. 24 - وقَالَ عليهالسلام مِنْ
كَفَّارَاتِ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ إِغَاثَةُ الْمَلْهُوفِ - والتَّنْفِيسُ عَنِ
الْمَكْرُوبِ. 25 - وقَالَ عليهالسلام يَا ابْنَ
آدَمَ إِذَا رَأَيْتَ رَبَّكَ سُبْحَانَه يُتَابِعُ عَلَيْكَ نِعَمَه - وأَنْتَ
تَعْصِيه فَاحْذَرْه. 26 - وقَالَ عليهالسلام مَا أَضْمَرَ
أَحَدٌ شَيْئاً إِلَّا ظَهَرَ فِي فَلَتَاتِ لِسَانِه - وصَفَحَاتِ وَجْهِه. 27 - وقَالَ عليهالسلام امْشِ
بِدَائِكَ مَا مَشَى بِكَ (4453). 28 - وقَالَ عليهالسلام أَفْضَلُ
الزُّهْدِ إِخْفَاءُ الزُّهْدِ. 29 - وقَالَ عليهالسلام إِذَا كُنْتَ
فِي إِدْبَارٍ (4454)
والْمَوْتُ فِي إِقْبَالٍ (4455)
فَمَا أَسْرَعَ الْمُلْتَقَى. 30 - وقَالَ عليهالسلام الْحَذَرَ
الْحَذَرَ فَوَاللَّه لَقَدْ سَتَرَ حَتَّى كَأَنَّه قَدْ غَفَرَ. -----------------------------
31 - وسُئِلَ عليهالسلام عَنِ الإِيمَانِ - فَقَالَ
الإِيمَانُ عَلَى أَرْبَعِ دَعَائِمَ -
عَلَى الصَّبْرِ والْيَقِينِ والْعَدْلِ والْجِهَادِ -
والصَّبْرُ مِنْهَا عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ -
عَلَى
الشَّوْقِ والشَّفَقِ (4456)
والزُّهْدِ والتَّرَقُّبِ - فَمَنِ اشْتَاقَ إِلَى الْجَنَّةِ سَلَا عَنِ
الشَّهَوَاتِ - ومَنْ أَشْفَقَ مِنَ النَّارِ اجْتَنَبَ الْمُحَرَّمَاتِ - ومَنْ
زَهِدَ فِي الدُّنْيَا اسْتَهَانَ بِالْمُصِيبَاتِ - ومَنِ ارْتَقَبَ الْمَوْتَ
سَارَعَ إِلَى الْخَيْرَاتِ - والْيَقِينُ
مِنْهَا عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ - عَلَى تَبْصِرَةِ
الْفِطْنَةِ وتَأَوُّلِ الْحِكْمَةِ (4457) -
ومَوْعِظَةِ الْعِبْرَةِ (4458)
وسُنَّةِ (4459)
الأَوَّلِينَ - فَمَنْ تَبَصَّرَ فِي الْفِطْنَةِ تَبَيَّنَتْ لَه الْحِكْمَةُ -
ومَنْ تَبَيَّنَتْ لَه الْحِكْمَةُ عَرَفَ الْعِبْرَةَ - ومَنْ عَرَفَ الْعِبْرَةَ
فَكَأَنَّمَا كَانَ فِي الأَوَّلِينَ - والْعَدْلُ
مِنْهَا عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ - عَلَى
غَائِصِ الْفَهْمِ وغَوْرِ الْعِلْمِ (4460) -
وزُهْرَةِ الْحُكْمِ (4461)
ورَسَاخَةِ الْحِلْمِ - فَمَنْ فَهِمَ عَلِمَ غَوْرَ الْعِلْمِ - ومَنْ عَلِمَ
غَوْرَ الْعِلْمِ صَدَرَ عَنْ شَرَائِعِ الْحُكْمِ (4462) -
ومَنْ حَلُمَ لَمْ يُفَرِّطْ فِي أَمْرِه وعَاشَ فِي النَّاسِ حَمِيداً - والْجِهَادُ مِنْهَا عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ - عَلَى
الأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ والنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ - والصِّدْقِ فِي
الْمَوَاطِنِ (4463)
وشَنَآنِ (4464)
الْفَاسِقِينَ - فَمَنْ أَمَرَ بِالْمَعْرُوفِ شَدَّ ظُهُورَ الْمُؤْمِنِينَ -
ومَنْ نَهَى عَنِ الْمُنْكَرِ أَرْغَمَ أُنُوفَ الْكَافِرِينَ - ومَنْ صَدَقَ
فِي الْمَوَاطِنِ قَضَى مَا عَلَيْه - ومَنْ شَنِئَ الْفَاسِقِينَ وغَضِبَ
لِلَّه غَضِبَ اللَّه لَه - وأَرْضَاه يَوْمَ الْقِيَامَةِ - والْكُفْرُ عَلَى أَرْبَعِ دَعَائِمَ -
عَلَى التَّعَمُّقِ (4465)،
والتَّنَازُعِ والزَّيْغِ (4466)
والشِّقَاقِ (4467) -
فَمَنْ تَعَمَّقَ لَمْ يُنِبْ (4468)
إِلَى الْحَقِّ - ومَنْ كَثُرَ نِزَاعُه بِالْجَهْلِ دَامَ عَمَاه عَنِ الْحَقِّ
- ومَنْ زَاغَ سَاءَتْ عِنْدَه الْحَسَنَةُ وحَسُنَتْ عِنْدَه السَّيِّئَةُ -
وسَكِرَ سُكْرَ الضَّلَالَةِ - ومَنْ شَاقَّ وَعُرَتْ (4469)
عَلَيْه طُرُقُه وأَعْضَلَ (4470)
عَلَيْه أَمْرُه - وضَاقَ عَلَيْه مَخْرَجُه - والشَّكُّ عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ
- عَلَى التَّمَارِي (4471)
والْهَوْلِ (4472)
والتَّرَدُّدِ (4473)
والِاسْتِسْلَامِ (4474) -
فَمَنْ جَعَلَ الْمِرَاءَ (4475)
دَيْدَناً (4476)
لَمْ يُصْبِحْ لَيْلُه (4477) -
ومَنْ هَالَه مَا بَيْنَ يَدَيْه نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْه (4478) -
ومَنْ تَرَدَّدَ فِي الرَّيْبِ (4479)
وَطِئَتْه سَنَابِكُ الشَّيَاطِينِ (4480) -
ومَنِ اسْتَسْلَمَ لِهَلَكَةِ الدُّنْيَا والآخِرَةِ هَلَكَ فِيهِمَا. قال الرضي وبعد هذا كلام تركنا ذكره خوف الإطالة - والخروج عن الغرض
المقصود في هذا الكتاب. -----------------------------
32 - وقَالَ عليهالسلام فَاعِلُ
الْخَيْرِ خَيْرٌ مِنْه وفَاعِلُ الشَّرِّ شَرٌّ مِنْه. 33 - وقَالَ عليهالسلام كُنْ سَمْحاً
ولَا تَكُنْ مُبَذِّراً - وكُنْ مُقَدِّراً (4481)
ولَا تَكُنْ مُقَتِّراً (4482). 34 - وقَالَ عليهالسلام أَشْرَفُ
الْغِنَى تَرْكُ الْمُنَى (4483). 35 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ
أَسْرَعَ إِلَى النَّاسِ بِمَا يَكْرَهُونَ - قَالُوا فِيه بِمَا لَا
يَعْلَمُونَ. 36 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ أَطَالَ
الأَمَلَ (4484)
أَسَاءَ الْعَمَلَ. 37 - وقَالَ عليهالسلام وقَدْ
لَقِيَه عِنْدَ مَسِيرِه إِلَى الشَّامِ دَهَاقِينُ الأَنْبَارِ (4485) -
فَتَرَجَّلُوا لَه (4486)
واشْتَدُّوا بَيْنَ يَدَيْه (4487) -
فَقَالَ: مَا هَذَا الَّذِي صَنَعْتُمُوه
فَقَالُوا خُلُقٌ مِنَّا نُعَظِّمُ بِه أُمَرَاءَنَا - فَقَالَ واللَّه مَا
يَنْتَفِعُ بِهَذَا أُمَرَاؤُكُمْ - وإِنَّكُمْ لَتَشُقُّونَ (4488)
عَلَى أَنْفُسِكُمْ فِي دُنْيَاكُمْ - وتَشْقَوْنَ (4489)
بِه فِي آخِرَتِكُمْ - ومَا أَخْسَرَ الْمَشَقَّةَ وَرَاءَهَا الْعِقَابُ -
وأَرْبَحَ الدَّعَةَ (4490)
مَعَهَا الأَمَانُ مِنَ النَّارِ! 38 - وقَالَ عليهالسلام لِابْنِه الْحَسَنِ عليهالسلام: يَا بُنَيَّ احْفَظْ عَنِّي أَرْبَعاً
وأَرْبَعاً - لَا يَضُرُّكَ مَا عَمِلْتَ مَعَهُنَّ - إِنَّ أَغْنَى الْغِنَى
الْعَقْلُ وأَكْبَرَ الْفَقْرِ الْحُمْقُ - وأَوْحَشَ الْوَحْشَةِ الْعُجْبُ (4491)
وأَكْرَمَ الْحَسَبِ حُسْنُ الْخُلُقِ. يَا بُنَيَّ إِيَّاكَ ومُصَادَقَةَ
الأَحْمَقِ - فَإِنَّه يُرِيدُ أَنْ يَنْفَعَكَ فَيَضُرَّكَ - وإِيَّاكَ
ومُصَادَقَةَ الْبَخِيلِ - فَإِنَّه يَقْعُدُ عَنْكَ أَحْوَجَ مَا تَكُونُ
إِلَيْه - وإِيَّاكَ ومُصَادَقَةَ الْفَاجِرِ فَإِنَّه يَبِيعُكَ بِالتَّافِه (4492) -
وإِيَّاكَ ومُصَادَقَةَ الْكَذَّابِ - فَإِنَّه كَالسَّرَابِ (4493)
يُقَرِّبُ عَلَيْكَ الْبَعِيدَ ويُبَعِّدُ عَلَيْكَ الْقَرِيبَ. 39 - وقَالَ عليهالسلام لَا قُرْبَةَ
بِالنَّوَافِلِ (4494)
إِذَا أَضَرَّتْ بِالْفَرَائِضِ. 40
- وقَالَ عليهالسلام لِسَانُ الْعَاقِلِ وَرَاءَ قَلْبِه وقَلْبُ
الأَحْمَقِ وَرَاءَ لِسَانِه قال الرضي - وهذا من المعاني العجيبة الشريفة -
والمراد به أن العاقل لا يطلق لسانه. إلا بعد
مشاورة الروية ومؤامرة الفكرة - والأحمق تسبق حذفات لسانه (4495) وفلتات كلامه
- مراجعة فكره (4496)
ومماخضة رأيه (4497) -
فكأن لسان العاقل تابع لقلبه - وكأن قلب الأحمق تابع للسانه. -----------------------------
41 -
وقد روي عنه عليهالسلام
هذا المعنى بلفظ آخر - وهو قوله: قَلْبُ الأَحْمَقِ فِي فِيه - ولِسَانُ
الْعَاقِلِ فِي قَلْبِه. ومعناهما واحد: 42 - وقَالَ عليهالسلام لِبَعْضِ
أَصْحَابِه فِي عِلَّةٍ اعْتَلَّهَا - جَعَلَ اللَّه مَا كَانَ مِنْ شَكْوَاكَ
حَطَّاً لِسَيِّئَاتِكَ - فَإِنَّ الْمَرَضَ لَا أَجْرَ فِيه - ولَكِنَّه
يَحُطُّ السَّيِّئَاتِ ويَحُتُّهَا حَتَّ (4498)
الأَوْرَاقِ - وإِنَّمَا الأَجْرُ فِي الْقَوْلِ بِاللِّسَانِ - والْعَمَلِ
بِالأَيْدِي والأَقْدَامِ - وإِنَّ اللَّه سُبْحَانَه يُدْخِلُ بِصِدْقِ
النِّيَّةِ - والسَّرِيرَةِ الصَّالِحَةِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِه الْجَنَّةَ. قال
الرضي - وأقول صدق عليهالسلام إن المرض لا أجر فيه - لأنه ليس من قبيل ما يستحق عليه العوض -
لأن العوض يستحق على ما كان في مقابلة فعل الله تعالى بالعبد - من الآلام
والأمراض وما يجري مجرى ذلك - والأجر والثواب يستحقان على ما كان في مقابلة فعل
العبد - فبينهما فرق قد بينه عليهالسلام - كما يقتضيه علمه الثاقب ورأيه الصائب. 43 - وقَالَ عليهالسلام فِي ذِكْرِ
خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ - يَرْحَمُ اللَّه خَبَّابَ بْنَ الأَرَتِّ فَلَقَدْ
أَسْلَمَ رَاغِباً وهَاجَرَ طَائِعاً وقَنِعَ بِالْكَفَافِ (4499)
ورَضِيَ عَنِ اللَّه وعَاشَ مُجَاهِداً. 44 - وقَالَ عليهالسلام طُوبَى لِمَنْ
ذَكَرَ الْمَعَادَ وعَمِلَ لِلْحِسَابِ - وقَنِعَ بِالْكَفَافِ ورَضِيَ عَنِ
اللَّه. 45 - وقَالَ عليهالسلام: لَوْ
ضَرَبْتُ خَيْشُومَ (4500)
الْمُؤْمِنِ بِسَيْفِي هَذَا - عَلَى أَنْ يُبْغِضَنِي مَا أَبْغَضَنِي - ولَوْ
صَبَبْتُ الدُّنْيَا بِجَمَّاتِهَا (4501)
عَلَى الْمُنَافِقِ - عَلَى أَنْ يُحِبَّنِي مَا أَحَبَّنِي - وذَلِكَ أَنَّه
قُضِيَ فَانْقَضَى عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ صلىاللهعليهوآله
- أَنَّه قَالَ يَا عَلِيُّ لَا يُبْغِضُكَ مُؤْمِنٌ ولَا يُحِبُّكَ مُنَافِقٌ. 46 - وقَالَ عليهالسلام سَيِّئَةٌ
تَسُوءُكَ خَيْرٌ عِنْدَ اللَّه مِنْ حَسَنَةٍ تُعْجِبُكَ. 47 - وقَالَ عليهالسلام قَدْرُ
الرَّجُلِ عَلَى قَدْرِ هِمَّتِه وصِدْقُه عَلَى قَدْرِ مُرُوءَتِه -
وشَجَاعَتُه عَلَى قَدْرِ أَنَفَتِه وعِفَّتُه عَلَى قَدْرِ غَيْرَتِه. 48 - وقَالَ عليهالسلام الظَّفَرُ
بِالْحَزْمِ والْحَزْمُ بِإِجَالَةِ الرَّأْيِ - والرَّأْيُ بِتَحْصِينِ
الأَسْرَارِ. 49 - وقَالَ عليهالسلام احْذَرُوا
صَوْلَةَ الْكَرِيمِ إِذَا جَاعَ واللَّئِيمِ إِذَا شَبِعَ. 50 - وقَالَ عليهالسلام قُلُوبُ
الرِّجَالِ وَحْشِيَّةٌ فَمَنْ تَأَلَّفَهَا أَقْبَلَتْ عَلَيْه. -----------------------------
51 - وقَالَ عليهالسلام عَيْبُكَ
مَسْتُورٌ مَا أَسْعَدَكَ جَدُّكَ (4502). 52 - وقَالَ عليهالسلام أَوْلَى
النَّاسِ بِالْعَفْوِ أَقْدَرُهُمْ عَلَى الْعُقُوبَةِ. 53 - وقَالَ عليهالسلام السَّخَاءُ
مَا كَانَ ابْتِدَاءً - فَأَمَّا مَا كَانَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَحَيَاءٌ
وتَذَمُّمٌ (4503). 54 - وقَالَ عليهالسلام لَا غِنَى
كَالْعَقْلِ ولَا فَقْرَ كَالْجَهْلِ - ولَا مِيرَاثَ كَالأَدَبِ ولَا ظَهِيرَ
كَالْمُشَاوَرَةِ. 55 - وقَالَ عليهالسلام الصَّبْرُ
صَبْرَانِ صَبْرٌ عَلَى مَا تَكْرَه وصَبْرٌ عَمَّا تُحِبُّ. 56 - وقَالَ عليهالسلام الْغِنَى فِي
الْغُرْبَةِ وَطَنٌ والْفَقْرُ فِي الْوَطَنِ غُرْبَةٌ. 57 - وقَالَ عليهالسلام الْقَنَاعَةُ
مَالٌ لَا يَنْفَدُ. قال الرضي: وقد روي هذا الكلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. 58 - وقَالَ عليهالسلام الْمَالُ
مَادَّةُ الشَّهَوَاتِ. 59 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ
حَذَّرَكَ كَمَنْ بَشَّرَكَ. 60 - وقَالَ عليهالسلام اللِّسَانُ
سَبُعٌ إِنْ خُلِّيَ عَنْه عَقَرَ (4504). |
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
باب المختار من حكم أمير المؤمنين عليهالسلام : 61-120
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
61 - وقَالَ عليهالسلام الْمَرْأَةُ
عَقْرَبٌ حُلْوَةُ اللَّسْبَةِ (4505). 62 - وقَالَ عليهالسلام إِذَا
حُيِّيتَ بِتَحِيَّةٍ فَحَيِّ بِأَحْسَنَ مِنْهَا وإِذَا أُسْدِيَتْ إِلَيْكَ
يَدٌ فَكَافِئْهَا بِمَا يُرْبِي عَلَيْهَا - والْفَضْلُ مَعَ ذَلِكَ
لِلْبَادِئِ. 63 - وقَالَ عليهالسلام الشَّفِيعُ
جَنَاحُ الطَّالِبِ. 64 - وقَالَ عليهالسلام أَهْلُ
الدُّنْيَا كَرَكْبٍ يُسَارُ بِهِمْ وهُمْ نِيَامٌ. 65 - وقَالَ عليهالسلام
فَقْدُ الأَحِبَّةِ غُرْبَةٌ. 66 - وقَالَ عليهالسلام فَوْتُ
الْحَاجَةِ أَهْوَنُ مِنْ طَلَبِهَا إِلَى غَيْرِ أَهْلِهَا. 67 - وقَالَ عليهالسلام لَا تَسْتَحِ
مِنْ إِعْطَاءِ الْقَلِيلِ - فَإِنَّ الْحِرْمَانَ أَقَلُّ مِنْه. 68 - وقَالَ عليهالسلام الْعَفَافُ
زِينَةُ الْفَقْرِ والشُّكْرُ زِينَةُ الْغِنَى. 69 - وقَالَ عليهالسلام إِذَا لَمْ
يَكُنْ مَا تُرِيدُ فَلَا تُبَلْ (4506)
مَا كُنْتَ. 70 - وقَالَ عليهالسلام لَا تَرَى
الْجَاهِلَ إِلَّا مُفْرِطاً أَوْ مُفَرِّطاً. -----------------------------
71 - وقَالَ عليهالسلام إِذَا تَمَّ
الْعَقْلُ نَقَصَ الْكَلَامُ. 72 - وقَالَ عليهالسلام الدَّهْرُ
يُخْلِقُ الأَبْدَانَ - ويُجَدِّدُ الآمَالَ ويُقَرِّبُ الْمَنِيَّةَ -
ويُبَاعِدُ الأُمْنِيَّةَ (4507)
مَنْ ظَفِرَ بِه نَصِبَ (4508)
ومَنْ فَاتَه تَعِبَ. 73 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ نَصَبَ
نَفْسَه لِلنَّاسِ إِمَاماً - فَلْيَبْدَأْ بِتَعْلِيمِ نَفْسِه قَبْلَ
تَعْلِيمِ غَيْرِه - ولْيَكُنْ تَأْدِيبُه بِسِيرَتِه قَبْلَ تَأْدِيبِه
بِلِسَانِه - ومُعَلِّمُ نَفْسِه ومُؤَدِّبُهَا أَحَقُّ بِالإِجْلَالِ - مِنْ
مُعَلِّمِ النَّاسِ ومُؤَدِّبِهِمْ. 74 - وقَالَ عليهالسلام نَفَسُ
الْمَرْءِ خُطَاه إِلَى أَجَلِه (4509). 75 - وقَالَ عليهالسلام كُلُّ
مَعْدُودٍ مُنْقَضٍ وكُلُّ مُتَوَقَّعٍ آتٍ. 76 - وقَالَ عليهالسلام إِنَّ
الأُمُورَ إِذَا اشْتَبَهَتْ اعْتُبِرَ آخِرُهَا بِأَوَّلِهَا (4510). 77 - ومِنْ
خَبَرِ
ضِرَارِ بْنِ حَمْزَةَ الضَّبَائِيِّ -
عِنْدَ دُخُولِه عَلَى مُعَاوِيَةَ - ومَسْأَلَتِه لَه عَنْ أَمِيرِ
الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام
وقَالَ فَأَشْهَدُ لَقَدْ رَأَيْتُه فِي بَعْضِ مَوَاقِفِه - وقَدْ أَرْخَى
اللَّيْلُ سُدُولَه (4511)
وهُوَ قَائِمٌ فِي مِحْرَابِه قَابِضٌ عَلَى لِحْيَتِه يَتَمَلْمَلُ (4512)
تَمَلْمُلَ السَّلِيمِ (4513)
- ويَبْكِي بُكَاءَ الْحَزِينِ ويَقُولُ: يَا دُنْيَا يَا دُنْيَا إِلَيْكِ
عَنِّي أَبِي تَعَرَّضْتِ (4514)
أَمْ إِلَيَّ تَشَوَّقْتِ - لَا حَانَ حِينُكِ (4515)
هَيْهَاتَ غُرِّي غَيْرِي لَا حَاجَةَ لِي فِيكِ - قَدْ طَلَّقْتُكِ ثَلَاثاً
لَا رَجْعَةَ فِيهَا - فَعَيْشُكِ قَصِيرٌ وخَطَرُكِ يَسِيرٌ وأَمَلُكِ حَقِيرٌ
- آه مِنْ قِلَّةِ الزَّادِ وطُولِ الطَّرِيقِ - وبُعْدِ السَّفَرِ وعَظِيمِ
الْمَوْرِدِ (4516). 78 - ومِنْ كَلَامٍ لَه عليهالسلام لِلسَّائِلِ
الشَّامِيِّ لَمَّا سَأَلَه - أَكَانَ مَسِيرُنَا إِلَى الشَّامِ بِقَضَاءٍ مِنَ
اللَّه وقَدَرٍ - بَعْدَ كَلَامٍ طَوِيلٍ هَذَا مُخْتَارُه. وَيْحَكَ لَعَلَّكَ ظَنَنْتَ قَضَاءً (4517)
لَازِماً وقَدَراً (4518)
حَاتِماً (4519) -
لَوْ كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ لَبَطَلَ الثَّوَابُ والْعِقَابُ - وسَقَطَ
الْوَعْدُ والْوَعِيدُ - إِنَّ اللَّه سُبْحَانَه أَمَرَ عِبَادَه تَخْيِيراً
ونَهَاهُمْ تَحْذِيراً - وكَلَّفَ يَسِيراً ولَمْ يُكَلِّفْ عَسِيراً - وأَعْطَى
عَلَى الْقَلِيلِ كَثِيراً ولَمْ يُعْصَ مَغْلُوباً - ولَمْ يُطَعْ مُكْرِهاً
ولَمْ يُرْسِلِ الأَنْبِيَاءَ لَعِباً - ولَمْ يُنْزِلِ الْكُتُبَ لِلْعِبَادِ
عَبَثاً - ولَا خَلَقَ السَّمَاوَاتِ والأَرْضَ ومَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا - (ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا
فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ). 79 - وقَالَ عليهالسلام خُذِ
الْحِكْمَةَ أَنَّى كَانَتْ - فَإِنَّ الْحِكْمَةَ تَكُونُ فِي صَدْرِ
الْمُنَافِقِ فَتَلَجْلَجُ (4520)
فِي صَدْرِه - حَتَّى تَخْرُجَ فَتَسْكُنَ إِلَى صَوَاحِبِهَا فِي صَدْرِ
الْمُؤْمِنِ. 80 - وقَالَ عليهالسلام الْحِكْمَةُ
ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ - فَخُذِ الْحِكْمَةَ ولَوْ مِنْ أَهْلِ النِّفَاقِ. -----------------------------
81 - وقَالَ عليهالسلام قِيمَةُ كُلِّ
امْرِئٍ مَا يُحْسِنُه. قال الرضي - وهي الكلمة التي لا تصاب لها قيمة - ولا توزن بها حكمة ولا تقرن
إليها كلمة. 82 - وقَالَ عليهالسلام أُوصِيكُمْ
بِخَمْسٍ - لَوْ ضَرَبْتُمْ إِلَيْهَا آبَاطَ الإِبِلِ (4521)
لَكَانَتْ لِذَلِكَ أَهْلًا - لَا يَرْجُوَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلَّا رَبَّه
ولَا يَخَافَنَّ إِلَّا ذَنْبَه - ولَا يَسْتَحِيَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِذَا
سُئِلَ عَمَّا لَا يَعْلَمُ - أَنْ يَقُولَ لَا أَعْلَمُ - ولَا يَسْتَحِيَنَّ
أَحَدٌ إِذَا لَمْ يَعْلَمِ الشَّيْءَ أَنْ يَتَعَلَّمَه - وعَلَيْكُمْ
بِالصَّبْرِ فَإِنَّ الصَّبْرَ مِنَ الإِيمَانِ كَالرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ -
ولَا خَيْرَ فِي جَسَدٍ لَا رَأْسَ مَعَه - ولَا فِي إِيمَانٍ لَا صَبْرَ مَعَه. 83 - وقَالَ عليهالسلام لِرَجُلٍ
أَفْرَطَ فِي الثَّنَاءِ عَلَيْه وكَانَ لَه مُتَّهِماً - أَنَا دُونَ مَا
تَقُولُ وفَوْقَ مَا فِي نَفْسِكَ. 84 - وقَالَ عليهالسلام بَقِيَّةُ
السَّيْفِ (4522)
أَبْقَى عَدَداً وأَكْثَرُ وَلَداً. 85 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ تَرَكَ
قَوْلَ لَا أَدْرِي أُصِيبَتْ مَقَاتِلُه (4523). 86 - وقَالَ عليهالسلام رَأْيُ
الشَّيْخِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ جَلَدِ (4524)
الْغُلَامِ - ورُوِيَ مِنْ مَشْهَدِ (4525)
الْغُلَامِ. 87 - وقَالَ عليهالسلام عَجِبْتُ
لِمَنْ يَقْنَطُ ومَعَه الِاسْتِغْفَارُ. 88
- وحَكَى عَنْه أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَاقِرُ عليهالسلام أَنَّه قَالَ: كَانَ فِي الأَرْضِ أَمَانَانِ مِنْ
عَذَابِ اللَّه - وقَدْ رُفِعَ أَحَدُهُمَا فَدُونَكُمُ الآخَرَ فَتَمَسَّكُوا
بِه - أَمَّا الأَمَانُ الَّذِي رُفِعَ فَهُوَ رَسُولُ اللَّه صلىاللهعليهوآله
- وأَمَّا الأَمَانُ الْبَاقِي فَالِاسْتِغْفَارُ قَالَ اللَّه تَعَالَى - (وما كانَ الله لِيُعَذِّبَهُمْ
وأَنْتَ فِيهِمْ - وما كانَ الله مُعَذِّبَهُمْ وهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ). قال الرضي - وهذا من محاسن الاستخراج ولطائف الاستنباط. 89 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ أَصْلَحَ
مَا بَيْنَه وبَيْنَ اللَّه - أَصْلَحَ اللَّه مَا بَيْنَه وبَيْنَ النَّاسِ -
ومَنْ أَصْلَحَ أَمْرَ آخِرَتِه أَصْلَحَ اللَّه لَه أَمْرَ دُنْيَاه - ومَنْ
كَانَ لَه مِنْ نَفْسِه وَاعِظٌ - كَانَ عَلَيْه مِنَ اللَّه حَافِظٌ. 90 - وقَالَ عليهالسلام الْفَقِيه
كُلُّ الْفَقِيه مَنْ لَمْ يُقَنِّطِ النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّه - ولَمْ
يُؤْيِسْهُمْ مِنْ رَوْحِ (4526)
اللَّه ولَمْ يُؤْمِنْهُمْ مِنْ مَكْرِ (4527)
اللَّه. -----------------------------
91 - وقَالَ عليهالسلام إِنَّ هَذِه
الْقُلُوبَ تَمَلُّ كَمَا تَمَلُّ الأَبْدَانُ - فَابْتَغُوا لَهَا طَرَائِفَ
الْحِكَمِ (4528). 92 - وقَالَ عليهالسلام أَوْضَعُ الْعِلْمِ (4529)
مَا وُقِفَ عَلَى اللِّسَانِ (4530) -
وأَرْفَعُه مَا ظَهَرَ فِي الْجَوَارِحِ والأَرْكَانِ (4531). 93 - وقَالَ عليهالسلام لَا
يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفِتْنَةِ -
لأَنَّه لَيْسَ أَحَدٌ إِلَّا وهُوَ مُشْتَمِلٌ عَلَى فِتْنَةٍ - ولَكِنْ مَنِ اسْتَعَاذَ
فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ مُضِلَّاتِ الْفِتَنِ - فَإِنَّ اللَّه سُبْحَانَه يَقُولُ
- (واعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وأَوْلادُكُمْ
فِتْنَةٌ) -
ومَعْنَى ذَلِكَ أَنَّه يَخْتَبِرُهُمْ - بِالأَمْوَالِ والأَوْلَادِ
لِيَتَبَيَّنَ السَّاخِطَ لِرِزْقِه - والرَّاضِيَ بِقِسْمِه - وإِنْ كَانَ
سُبْحَانَه أَعْلَمَ بِهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ - ولَكِنْ لِتَظْهَرَ الأَفْعَالُ
الَّتِي بِهَا يُسْتَحَقُّ الثَّوَابُ والْعِقَابُ - لأَنَّ بَعْضَهُمْ يُحِبُّ
الذُّكُورَ ويَكْرَه الإِنَاثَ - وبَعْضَهُمْ يُحِبُّ تَثْمِيرَ الْمَالِ (4532)
ويَكْرَه انْثِلَامَ الْحَالِ (4533). قال الرضي - وهذا من غريب ما سمع منه في التفسير. 94 - وسُئِلَ
عَنِ الْخَيْرِ مَا هُوَ - فَقَالَ لَيْسَ
الْخَيْرُ أَنْ يَكْثُرَ مَالُكَ ووَلَدُكَ - ولَكِنَّ الْخَيْرَ أَنْ يَكْثُرَ
عِلْمُكَ - وأَنْ يَعْظُمَ حِلْمُكَ وأَنْ تُبَاهِيَ النَّاسَ بِعِبَادَةِ
رَبِّكَ - فَإِنْ أَحْسَنْتَ حَمِدْتَ اللَّه وإِنْ أَسَأْتَ اسْتَغْفَرْتَ
اللَّه - ولَا خَيْرَ فِي الدُّنْيَا إِلَّا لِرَجُلَيْنِ - رَجُلٍ أَذْنَبَ
ذُنُوباً فَهُوَ يَتَدَارَكُهَا بِالتَّوْبَةِ - ورَجُلٍ يُسَارِعُ فِي
الْخَيْرَاتِ. 95 - وقَالَ عليهالسلام لَا يَقِلُّ
عَمَلٌ مَعَ التَّقْوَى وكَيْفَ يَقِلُّ مَا يُتَقَبَّلُ؟ 96 - وقَالَ عليهالسلام إِنَّ
أَوْلَى النَّاسِ بِالأَنْبِيَاءِ أَعْلَمُهُمْ بِمَا جَاءُوا بِه - ثُمَّ تَلَا
(إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ
اتَّبَعُوه - وهذَا النَّبِيُّ والَّذِينَ آمَنُوا) الآيَةَ -
ثُمَّ قَالَ إِنَّ وَلِيَّ مُحَمَّدٍ مَنْ أَطَاعَ اللَّه وإِنْ بَعُدَتْ
لُحْمَتُه (4534) -
وإِنَّ عَدُوَّ مُحَمَّدٍ مَنْ عَصَى اللَّه وإِنْ قَرُبَتْ قَرَابَتُه! 97
- وسَمِعَ عليهالسلام رَجُلًا مِنَ
الْحَرُورِيَّةِ (4535)
يَتَهَجَّدُ (4536)
ويَقْرَأُ - فَقَالَ: نَوْمٌ عَلَى يَقِينٍ خَيْرٌ مِنْ
صَلَاةٍ فِي شَكٍّ. 98 - وقَالَ عليهالسلام اعْقِلُوا
الْخَبَرَ إِذَا سَمِعْتُمُوه عَقْلَ رِعَايَةٍ لَا عَقْلَ رِوَايَةٍ - فَإِنَّ
رُوَاةَ الْعِلْمِ كَثِيرٌ ورُعَاتَه قَلِيلٌ. 99 -وسَمِعَ
رَجُلًا يَقُولُ - (إِنَّا لِلَّه وإِنَّا إِلَيْه
راجِعُونَ) -
فَقَالَ عليه السلام: إِنَّ قَوْلَنَا (إِنَّا لِلَّه) إِقْرَارٌ
عَلَى أَنْفُسِنَا بِالْمُلْكِ (4537) -
وقَوْلَنَا (وإِنَّا إِلَيْه راجِعُونَ) - إِقْرَارٌ
عَلَى أَنْفُسِنَا بِالْهُلْكِ (4538). 100 - وقَالَ عليهالسلام ومَدَحَه
قَوْمٌ فِي وَجْهِه - فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَعْلَمُ بِي مِنْ نَفْسِي -
وأَنَا أَعْلَمُ بِنَفْسِي مِنْهُمْ - اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا خَيْراً مِمَّا
يَظُنُّونَ واغْفِرْ لَنَا مَا لَا يَعْلَمُونَ. -----------------------------
101 - وقَالَ عليهالسلام: لَا
يَسْتَقِيمُ قَضَاءُ الْحَوَائِجِ إِلَّا بِثَلَاثٍ - بِاسْتِصْغَارِهَا (4539)
لِتَعْظُمَ وبِاسْتِكْتَامِهَا (4540)
لِتَظْهَرَ - وبِتَعْجِيلِهَا لِتَهْنُؤَ (4541). 102 - وقَالَ عليهالسلام يَأْتِي
عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يُقَرَّبُ فِيه إِلَّا الْمَاحِلُ (4542) -
ولَا يُظَرَّفُ (4543)
فِيه إِلَّا الْفَاجِرُ - ولَا يُضَعَّفُ (4544)
فِيه إِلَّا الْمُنْصِفُ - يَعُدُّونَ الصَّدَقَةَ فِيه غُرْماً (4545)
وصِلَةَ الرَّحِمِ مَنّاً (4546) -
والْعِبَادَةَ اسْتِطَالَةً (4547)
عَلَى النَّاسِ - فَعِنْدَ ذَلِكَ يَكُونُ السُّلْطَانُ بِمَشُورَةِ النِّسَاءِ
- وإِمَارَةِ الصِّبْيَانِ وتَدْبِيرِ الْخِصْيَانِ. 103 - ورُئِيَ
عَلَيْه إِزَارٌ خَلَقٌ مَرْقُوعٌ فَقِيلَ لَه فِي ذَلِكَ - فَقَالَ: يَخْشَعُ لَه الْقَلْبُ وتَذِلُّ بِه
النَّفْسُ - ويَقْتَدِي بِه الْمُؤْمِنُونَ إِنَّ الدُّنْيَا والآخِرَةَ
عَدُوَّانِ مُتَفَاوِتَانِ - وسَبِيلَانِ مُخْتَلِفَانِ - فَمَنْ أَحَبَّ
الدُّنْيَا وتَوَلَّاهَا أَبْغَضَ الآخِرَةَ وعَادَاهَا - وهُمَا بِمَنْزِلَةِ
الْمَشْرِقِ والْمَغْرِبِ ومَاشٍ بَيْنَهُمَا - كُلَّمَا قَرُبَ مِنْ وَاحِدٍ
بَعُدَ مِنَ الآخَرِ - وهُمَا بَعْدُ ضَرَّتَانِ. 104
- وعَنْ نَوْفٍ الْبَكَالِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام
ذَاتَ لَيْلَةٍ - وقَدْ خَرَجَ مِنْ فِرَاشِه فَنَظَرَ فِي النُّجُومِ - فَقَالَ لِي يَا
نَوْفُ أَرَاقِدٌ أَنْتَ أَمْ رَامِقٌ (4548)
- فَقُلْتُ بَلْ رَامِقٌ قَالَ: -----------------------------
يَا نَوْفُ طُوبَى لِلزَّاهِدِينَ فِي
الدُّنْيَا - الرَّاغِبِينَ فِي الآخِرَةِ - أُولَئِكَ قَوْمٌ اتَّخَذُوا
الأَرْضَ بِسَاطاً - وتُرَابَهَا فِرَاشاً ومَاءَهَا طِيباً - والْقُرْآنَ
شِعَاراً (4549) والدُّعَاءَ
دِثَاراً (4550) -
ثُمَّ قَرَضُوا (4551)
الدُّنْيَا قَرْضاً عَلَى مِنْهَاجِ (4552)
الْمَسِيحِ. يَا نَوْفُ إِنَّ دَاوُدَ عليهالسلام
قَامَ فِي مِثْلِ هَذِه السَّاعَةِ مِنَ اللَّيْلِ - فَقَالَ إِنَّهَا لَسَاعَةٌ
لَا يَدْعُو فِيهَا عَبْدٌ إِلَّا اسْتُجِيبَ لَه - إِلَّا أَنْ يَكُونَ
عَشَّاراً (4553)
أَوْ عَرِيفاً (4554)
أَوْ شُرْطِيّاً (4555) -
أَوْ صَاحِبَ عَرْطَبَةٍ وهِيَ الطُّنْبُورُ أَوْ صَاحِبَ كَوْبَةٍ وهِيَ
الطَّبْلُ - وقَدْ قِيلَ أَيْضاً إِنَّ الْعَرْطَبَةَ الطَّبْلُ - والْكَوْبَةَ
الطُّنْبُورُ. 105 - وقَالَ عليهالسلام إِنَّ اللَّه
افْتَرَضَ عَلَيْكُمْ فَرَائِضَ فَلَا تُضَيِّعُوهَا - وحَدَّ لَكُمْ حُدُوداً
فَلَا تَعْتَدُوهَا - ونَهَاكُمْ عَنْ أَشْيَاءَ فَلَا تَنْتَهِكُوهَا (4556) -
وسَكَتَ لَكُمْ عَنْ أَشْيَاءَ ولَمْ يَدَعْهَا نِسْيَاناً فَلَا
تَتَكَلَّفُوهَا (4557). -----------------------------
106 - وقَالَ عليهالسلام لَا يَتْرُكُ
النَّاسُ شَيْئاً مِنْ أَمْرِ دِينِهِمْ لِاسْتِصْلَاحِ دُنْيَاهُمْ - إِلَّا
فَتَحَ اللَّه عَلَيْهِمْ مَا هُوَ أَضَرُّ مِنْه. 107 - وقَالَ عليهالسلام رُبَّ عَالِمٍ
قَدْ قَتَلَه جَهْلُه وعِلْمُه مَعَه لَا يَنْفَعُه. 108 - وقَالَ عليهالسلام لَقَدْ
عُلِّقَ بِنِيَاطِ (4558)
هَذَا الإِنْسَانِ بَضْعَةٌ (4559) -
هِيَ أَعْجَبُ مَا فِيه وذَلِكَ الْقَلْبُ - وذَلِكَ أَنَّ لَه مَوَادَّ مِنَ
الْحِكْمَةِ وأَضْدَاداً مِنْ خِلَافِهَا - فَإِنْ سَنَحَ (4560)
لَه الرَّجَاءُ أَذَلَّه الطَّمَعُ - وإِنْ هَاجَ بِه الطَّمَعُ أَهْلَكَه
الْحِرْصُ - وإِنْ مَلَكَه الْيَأْسُ قَتَلَه الأَسَفُ - وإِنْ عَرَضَ لَه
الْغَضَبُ اشْتَدَّ بِه الْغَيْظُ - وإِنْ أَسْعَدَه الرِّضَى نَسِيَ
التَّحَفُّظَ (4561) -
وإِنْ غَالَه الْخَوْفُ شَغَلَه الْحَذَرُ - وإِنِ اتَّسَعَ لَه الأَمْرُ
اسْتَلَبَتْه الْغِرَّةُ (4562) -
وإِنْ أَفَادَ (4563)
مَالًا أَطْغَاه الْغِنَى - وإِنْ أَصَابَتْه مُصِيبَةٌ فَضَحَه الْجَزَعُ -
وإِنْ عَضَّتْه الْفَاقَةُ (4564)
شَغَلَه الْبَلَاءُ - وإِنْ جَهَدَه (4565)
الْجُوعُ قَعَدَ بِه الضَّعْفُ - وإِنْ أَفْرَطَ بِه الشِّبَعُ كَظَّتْه (4566)
الْبِطْنَةُ (4567) -
فَكُلُّ تَقْصِيرٍ بِه مُضِرٌّ وكُلُّ إِفْرَاطٍ لَه مُفْسِدٌ. 109 - وقَالَ عليهالسلام نَحْنُ
النُّمْرُقَةُ الْوُسْطَى (4568)
بِهَا يَلْحَقُ التَّالِي - وإِلَيْهَا يَرْجِعُ الْغَالِي (4569). 110 - وقَالَ عليهالسلام لَا يُقِيمُ
أَمْرَ اللَّه سُبْحَانَه إِلَّا مَنْ لَا يُصَانِعُ (4570) -
ولَا يُضَارِعُ (4571)
ولَا يَتَّبِعُ الْمَطَامِعَ (4572). -----------------------------
111 - وقَالَ عليهالسلام: وقَدْ
تُوُفِّيَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ الأَنْصَارِيُّ بِالْكُوفَةِ - بَعْدَ مَرْجِعِه
مَعَه مِنْ صِفِّينَ - وكَانَ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيْه. لَوْ أَحَبَّنِي جَبَلٌ لَتَهَافَتَ (4573). معنى
ذلك أن المحنة تغلظ عليه - فتسرع
المصائب إليه - ولا يفعل ذلك إلا بالأتقياء الأبرار - والمصطفين الأخيار: وهذا مثل قوله عليهالسلام: 112 -
مَنْ أَحَبَّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ فَلْيَسْتَعِدَّ لِلْفَقْرِ جِلْبَاباً. وقد يؤول ذلك
على معنى آخر ليس هذا موضع ذكره. 113 - وقَالَ عليهالسلام لَا مَالَ
أَعْوَدُ مِنَ الْعَقْلِ (4574)
ولَا وَحْدَةَ أَوْحَشُ مِنَ الْعُجْبِ (4575) -
ولَا عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ ولَا كَرَمَ كَالتَّقْوَى - ولَا قَرِينَ كَحُسْنِ
الْخُلُقِ ولَا مِيرَاثَ كَالأَدَبِ - ولَا قَائِدَ كَالتَّوْفِيقِ ولَا
تِجَارَةَ كَالْعَمَلِ الصَّالِحِ - ولَا رِبْحَ كَالثَّوَابِ ولَا وَرَعَ
كَالْوُقُوفِ عِنْدَ الشُّبْهَةِ - ولَا زُهْدَ كَالزُّهْدِ فِي الْحَرَامِ ولَا
عِلْمَ كَالتَّفَكُّرِ - ولَا عِبَادَةَ كَأَدَاءِ الْفَرَائِضِ - ولَا إِيمَانَ
كَالْحَيَاءِ والصَّبْرِ ولَا حَسَبَ كَالتَّوَاضُعِ - ولَا شَرَفَ كَالْعِلْمِ
ولَا عِزَّ كَالْحِلْمِ - ولَا مُظَاهَرَةَ أَوْثَقُ مِنَ الْمُشَاوَرَةِ. 114 - وقَالَ عليهالسلام إِذَا
اسْتَوْلَى الصَّلَاحُ عَلَى الزَّمَانِ وأَهْلِه - ثُمَّ أَسَاءَ رَجُلٌ
الظَّنَّ بِرَجُلٍ لَمْ تَظْهَرْ مِنْه حَوْبَةٌ (4576)
فَقَدْ ظَلَمَ - وإِذَا اسْتَوْلَى الْفَسَادُ عَلَى الزَّمَانِ وأَهْلِه -
فَأَحْسَنَ رَجُلٌ الظَّنَّ بِرَجُلٍ فَقَدْ غَرَّرَ (4577). 115 - وقِيلَ لَه عليهالسلام كَيْفَ
نَجِدُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ - فَقَالَ عليهالسلام
كَيْفَ يَكُونُ حَالُ مَنْ يَفْنَى بِبَقَائِه (4578) -
ويَسْقَمُ بِصِحَّتِه (4579)
ويُؤْتَى مِنْ مَأْمَنِه (4580). 116 - وقَالَ عليهالسلام كَمْ مِنْ
مُسْتَدْرَجٍ (4581)
بِالإِحْسَانِ إِلَيْه - ومَغْرُورٍ بِالسَّتْرِ عَلَيْه ومَفْتُونٍ بِحُسْنِ
الْقَوْلِ فِيه - ومَا ابْتَلَى (4582)
اللَّه أَحَداً بِمِثْلِ الإِمْلَاءِ لَه (4583). 117 - وقَالَ عليهالسلام هَلَكَ فِيَّ
رَجُلَانِ مُحِبٌّ غَالٍ (4584)
ومُبْغِضٌ قَالٍ (4585). 118 - وقَالَ عليهالسلام إِضَاعَةُ
الْفُرْصَةِ غُصَّةٌ. 119 - وقَالَ عليهالسلام مَثَلُ
الدُّنْيَا كَمَثَلِ الْحَيَّةِ لَيِّنٌ مَسُّهَا - والسَّمُّ النَّاقِعُ فِي
جَوْفِهَا - يَهْوِي إِلَيْهَا الْغِرُّ الْجَاهِلُ ويَحْذَرُهَا ذُو اللُّبِّ
الْعَاقِلُ. 120 - وسُئِلَ عليهالسلام عَنْ
قُرَيْشٍ فَقَالَ - أَمَّا بَنُو مَخْزُومٍ فَرَيْحَانَةُ قُرَيْشٍ - نُحِبُّ
حَدِيثَ رِجَالِهِمْ والنِّكَاحَ فِي نِسَائِهِمْ - وأَمَّا بَنُو عَبْدِ شَمْسٍ
فَأَبْعَدُهَا رَأْياً - وأَمْنَعُهَا لِمَا وَرَاءَ ظُهُورِهَا - وأَمَّا
نَحْنُ فَأَبْذَلُ لِمَا فِي أَيْدِينَا - وأَسْمَحُ عِنْدَ الْمَوْتِ
بِنُفُوسِنَا - وهُمْ أَكْثَرُ وأَمْكَرُ وأَنْكَرُ - ونَحْنُ أَفْصَحُ
وأَنْصَحُ وأَصْبَحُ. -----------------------------
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
باب المختار من حكم أمير المؤمنين عليهالسلام : 121-180
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
121 - وقَالَ عليهالسلام شَتَّانَ مَا
بَيْنَ عَمَلَيْنِ - عَمَلٍ تَذْهَبُ لَذَّتُه وتَبْقَى تَبِعَتُه - وعَمَلٍ
تَذْهَبُ مَئُونَتُه ويَبْقَى أَجْرُه. 122 -
وتَبِعَ جِنَازَةً فَسَمِعَ رَجُلًا يَضْحَكُ فَقَالَ
-
كَأَنَّ الْمَوْتَ فِيهَا عَلَى غَيْرِنَا كُتِبَ - وكَأَنَّ الْحَقَّ فِيهَا
عَلَى غَيْرِنَا وَجَبَ - وكَأَنَّ الَّذِي نَرَى مِنَ الأَمْوَاتِ سَفْرٌ (4586)
عَمَّا قَلِيلٍ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ - نُبَوِّئُهُمْ (4587)
أَجْدَاثَهُمْ (4588)
ونَأْكُلُ تُرَاثَهُمْ (4589)
كَأَنَّا مُخَلَّدُونَ بَعْدَهُمْ - ثُمَّ قَدْ نَسِينَا كُلَّ وَاعِظٍ
ووَاعِظَةٍ ورُمِينَا بِكُلِّ فَادِحٍ وجَائِحَةٍ (4590). 123 - وقَالَ عليهالسلام طُوبَى
لِمَنْ ذَلَّ فِي نَفْسِه وطَابَ كَسْبُه - وصَلَحَتْ سَرِيرَتُه وحَسُنَتْ
خَلِيقَتُه (4591) -
وأَنْفَقَ الْفَضْلَ مِنْ مَالِه وأَمْسَكَ الْفَضْلَ مِنْ لِسَانِه - وعَزَلَ
عَنِ النَّاسِ شَرَّه ووَسِعَتْه السُّنَّةُ ولَمْ يُنْسَبْ إلَى الْبِدْعَةِ. قال
الرضي
أقول ومن الناس من ينسب هذا الكلام إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله وكذلك الذي قبله. 124 - وقَالَ عليهالسلام غَيْرَةُ
الْمَرْأَةِ كُفْرٌ (4592)
وغَيْرَةُ الرَّجُلِ إِيمَانٌ. 125 - وقَالَ عليهالسلام لأَنْسُبَنَّ
الإِسْلَامَ نِسْبَةً لَمْ يَنْسُبْهَا أَحَدٌ قَبْلِي - الإِسْلَامُ هُوَ
التَّسْلِيمُ والتَّسْلِيمُ هُوَ الْيَقِينُ - والْيَقِينُ هُوَ التَّصْدِيقُ
والتَّصْدِيقُ هُوَ الإِقْرَارُ - والإِقْرَارُ هُوَ الأَدَاءُ والأَدَاءُ هُوَ
الْعَمَلُ. 126 - وقَالَ عليهالسلام عَجِبْتُ
لِلْبَخِيلِ يَسْتَعْجِلُ الْفَقْرَ (4593)
الَّذِي مِنْه هَرَبَ - ويَفُوتُه الْغِنَى الَّذِي إِيَّاه طَلَبَ - فَيَعِيشُ
فِي الدُّنْيَا عَيْشَ الْفُقَرَاءِ - ويُحَاسَبُ فِي الآخِرَةِ حِسَابَ
الأَغْنِيَاءِ - وعَجِبْتُ لِلْمُتَكَبِّرِ الَّذِي كَانَ بِالأَمْسِ نُطْفَةً -
ويَكُونُ غَداً جِيفَةً - وعَجِبْتُ لِمَنْ شَكَّ فِي اللَّه وهُوَ يَرَى خَلْقَ
اللَّه - وعَجِبْتُ لِمَنْ نَسِيَ الْمَوْتَ وهُوَ يَرَى الْمَوْتَى - وعَجِبْتُ
لِمَنْ أَنْكَرَ النَّشْأَةَ الأُخْرَى - وهُوَ يَرَى النَّشْأَةَ الأُولَى -
وعَجِبْتُ لِعَامِرٍ دَارَ الْفَنَاءِ وتَارِكٍ دَارَ الْبَقَاءِ. 127 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ قَصَّرَ
فِي الْعَمَلِ ابْتُلِيَ بِالْهَمِّ ولَا حَاجَةَ لِلَّه فِيمَنْ لَيْسَ لِلَّه
فِي مَالِه ونَفْسِه نَصِيبٌ. 128 - وقَالَ عليهالسلام تَوَقَّوُا
الْبَرْدَ (4594)
فِي أَوَّلِه وتَلَقَّوْه (4595)
فِي آخِرِه - فَإِنَّه يَفْعَلُ فِي الأَبْدَانِ كَفِعْلِه فِي الأَشْجَارِ -
أَوَّلُه يُحْرِقُ وآخِرُه يُورِقُ (4596). 129 - وقَالَ عليهالسلام عِظَمُ
الْخَالِقِ عِنْدَكَ يُصَغِّرُ الْمَخْلُوقَ فِي عَيْنِكَ. 130 - وقَالَ عليهالسلام: وقَدْ رَجَعَ
مِنْ صِفِّينَ فَأَشْرَفَ عَلَى الْقُبُورِ بِظَاهِرِ الْكُوفَةِ يَا أَهْلَ الدِّيَارِ الْمُوحِشَةِ (4597) -
والْمَحَالِّ الْمُقْفِرَةِ (4598)
والْقُبُورِ الْمُظْلِمَةِ - يَا أَهْلَ التُّرْبَةِ يَا أَهْلَ الْغُرْبَةِ -
يَا أَهْلَ الْوَحْدَةِ يَا أَهْلَ الْوَحْشَةِ - أَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ (4599)
سَابِقٌ ونَحْنُ لَكُمْ تَبَعٌ (4600)
لَاحِقٌ - أَمَّا الدُّورُ فَقَدْ سُكِنَتْ وأَمَّا الأَزْوَاجُ فَقَدْ نُكِحَتْ
- وأَمَّا الأَمْوَالُ فَقَدْ قُسِمَتْ - هَذَا خَبَرُ مَا عِنْدَنَا فَمَا
خَبَرُ مَا عِنْدَكُمْ؟ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَصْحَابِه
فَقَالَ - أَمَا لَوْ أُذِنَ لَهُمْ فِي الْكَلَامِ - لأَخْبَرُوكُمْ أَنَّ
خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى. -----------------------------
131 - وقَالَ عليهالسلام وقَدْ سَمِعَ
رَجُلًا يَذُمُّ الدُّنْيَا - أَيُّهَا الذَّامُّ لِلدُّنْيَا الْمُغْتَرُّ
بِغُرُورِهَا - الْمَخْدُوعُ بِأَبَاطِيلِهَا أَتَغْتَرُّ بِالدُّنْيَا ثُمَّ
تَذُمُّهَا - أَنْتَ الْمُتَجَرِّمُ (4601)
عَلَيْهَا أَمْ هِيَ الْمُتَجَرِّمَةُ عَلَيْكَ - مَتَى اسْتَهْوَتْكَ (4602)
أَمْ مَتَى غَرَّتْكَ - أَبِمَصَارِعِ (4603)
آبَائِكَ مِنَ الْبِلَى (4604) -
أَمْ بِمَضَاجِعِ أُمَّهَاتِكَ تَحْتَ الثَّرَى (4605) -
كَمْ عَلَّلْتَ (4606)
بِكَفَّيْكَ وكَمْ مَرَّضْتَ بِيَدَيْكَ - تَبْتَغِي لَهُمُ الشِّفَاءَ
وتَسْتَوْصِفُ (4607)
لَهُمُ الأَطِبَّاءَ - غَدَاةَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ دَوَاؤُكَ ولَا يُجْدِي
عَلَيْهِمْ بُكَاؤُكَ - لَمْ يَنْفَعْ أَحَدَهُمْ إِشْفَاقُكَ (4608)
ولَمْ تُسْعَفْ فِيه بِطَلِبَتِكَ (4609) -
ولَمْ تَدْفَعْ عَنْه بِقُوَّتِكَ - وقَدْ مَثَّلَتْ لَكَ بِه الدُّنْيَا
نَفْسَكَ (4610)
وبِمَصْرَعِه مَصْرَعَكَ - إِنَّ الدُّنْيَا دَارُ صِدْقٍ لِمَنْ صَدَقَهَا -
ودَارُ عَافِيَةٍ لِمَنْ فَهِمَ عَنْهَا - ودَارُ غِنًى لِمَنْ تَزَوَّدَ
مِنْهَا (4611) -
ودَارُ مَوْعِظَةٍ لِمَنِ اتَّعَظَ بِهَا - مَسْجِدُ أَحِبَّاءِ اللَّه
ومُصَلَّى مَلَائِكَةِ اللَّه - ومَهْبِطُ وَحْيِ اللَّه ومَتْجَرُ أَوْلِيَاءِ
اللَّه - اكْتَسَبُوا فِيهَا الرَّحْمَةَ ورَبِحُوا فِيهَا الْجَنَّةَ - فَمَنْ
ذَا يَذُمُّهَا وقَدْ آذَنَتْ (4612)
بِبَيْنِهَا (4613)
ونَادَتْ بِفِرَاقِهَا - ونَعَتْ نَفْسَهَا (4614)
وأَهْلَهَا فَمَثَّلَتْ لَهُمْ بِبَلَائِهَا الْبَلَاءَ - وشَوَّقَتْهُمْ
بِسُرُورِهَا إِلَى السُّرُورِ - رَاحَتْ (4615)
بِعَافِيَةٍ وابْتَكَرَتْ (4616)
بِفَجِيعَةٍ (4617) -
تَرْغِيباً وتَرْهِيباً وتَخْوِيفاً وتَحْذِيراً - فَذَمَّهَا رِجَالٌ غَدَاةَ
النَّدَامَةِ - وحَمِدَهَا آخَرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ - ذَكَّرَتْهُمُ
الدُّنْيَا فَتَذَكَّرُوا وحَدَّثَتْهُمْ فَصَدَّقُوا - ووَعَظَتْهُمْ
فَاتَّعَظُوا. 132 - وقَالَ عليهالسلام إِنَّ لِلَّه
مَلَكاً يُنَادِي فِي كُلِّ يَوْمٍ - لِدُوا (4618)
لِلْمَوْتِ واجْمَعُوا لِلْفَنَاءِ وابْنُوا لِلْخَرَابِ. 133 - وقَالَ عليهالسلام الدُّنْيَا
دَارُ مَمَرٍّ لَا دَارُ مَقَرٍّ والنَّاسُ فِيهَا رَجُلَانِ - رَجُلٌ بَاعَ
فِيهَا نَفْسَه فَأَوْبَقَهَا (4619)
ورَجُلٌ ابْتَاعَ (4620)
نَفْسَه فَأَعْتَقَهَا. 134 - وقَالَ عليهالسلام لَا يَكُونُ
الصَّدِيقُ صَدِيقاً حَتَّى يَحْفَظَ أَخَاه فِي ثَلَاثٍ - فِي نَكْبَتِه
وغَيْبَتِه ووَفَاتِه. 135 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ أُعْطِيَ
أَرْبَعاً لَمْ يُحْرَمْ أَرْبَعاً - مَنْ أُعْطِيَ الدُّعَاءَ لَمْ يُحْرَمِ
الإِجَابَةَ - ومَنْ أُعْطِيَ التَّوْبَةَ لَمْ يُحْرَمِ الْقَبُولَ - ومَنْ
أُعْطِيَ الِاسْتِغْفَارَ لَمْ يُحْرَمِ الْمَغْفِرَةَ - ومَنْ أُعْطِيَ
الشُّكْرَ لَمْ يُحْرَمِ الزِّيَادَةَ. قال
الرضي - وتصديق
ذلك كتاب الله - قال
الله في الدعاء (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) - وقال في الاستغفار (ومَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَه -
ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ الله يَجِدِ الله غَفُوراً رَحِيماً) -
وقال في الشكر (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ) -
وقال في التوبة -
(إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى
الله لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ - ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ
قَرِيبٍ فَأُولئِكَ يَتُوبُ الله عَلَيْهِمْ - وكانَ الله عَلِيماً حَكِيماً). 136 - وقَالَ عليهالسلام الصَّلَاةُ قُرْبَانُ
كُلِّ تَقِيٍّ - والْحَجُّ جِهَادُ كُلِّ ضَعِيفٍ - ولِكُلِّ شَيْءٍ زَكَاةٌ
وزَكَاةُ الْبَدَنِ الصِّيَامُ - وجِهَادُ الْمَرْأَةِ حُسْنُ التَّبَعُّلِ (4621). 137 - وقَالَ عليهالسلام اسْتَنْزِلُوا
الرِّزْقَ بِالصَّدَقَةِ. 138 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ أَيْقَنَ
بِالْخَلَفِ جَادَ بِالْعَطِيَّةِ. 139 - وقَالَ عليهالسلام تَنْزِلُ
الْمَعُونَةُ عَلَى قَدْرِ الْمَئُونَةِ. 140 - وقَالَ عليهالسلام مَا عَالَ (4622)
مَنِ اقْتَصَدَ. -----------------------------
141 - وقَالَ عليهالسلام قِلَّةُ
الْعِيَالِ أَحَدُ الْيَسَارَيْنِ. 142 - وقَالَ عليهالسلام التَّوَدُّدُ
نِصْفُ الْعَقْلِ. 143 - وقَالَ عليهالسلام الْهَمُّ
نِصْفُ الْهَرَمِ. 144 - وقَالَ عليهالسلام يَنْزِلُ
الصَّبْرُ عَلَى قَدْرِ الْمُصِيبَةِ - ومَنْ ضَرَبَ يَدَه عَلَى فَخِذِه عِنْدَ
مُصِيبَتِه حَبِطَ (4623)
عَمَلُه. 145 - وقَالَ عليهالسلام كَمْ مِنْ
صَائِمٍ لَيْسَ لَه مِنْ صِيَامِه إِلَّا الْجُوعُ والظَّمَأُ - وكَمْ مِنْ
قَائِمٍ لَيْسَ لَه مِنْ قِيَامِه إِلَّا السَّهَرُ والْعَنَاءُ - حَبَّذَا
نَوْمُ الأَكْيَاسِ (4624)
وإِفْطَارُهُمْ. 146 - وقَالَ عليهالسلام سُوسُوا (4625)
إِيمَانَكُمْ بِالصَّدَقَةِ وحَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ - وادْفَعُوا
أَمْوَاجَ الْبَلَاءِ بِالدُّعَاءِ. -----------------------------
147 - ومِنْ كَلَامٍ لَه عليهالسلام لِكُمَيْلِ
بْنِ زِيَادٍ النَّخَعِيِّ قَالَ
كُمَيْلُ بْنُ زِيَادٍ - أَخَذَ بِيَدِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ
أَبِي طَالِبٍ عليهالسلام
- فَأَخْرَجَنِي إِلَى الْجَبَّانِ (4626)
فَلَمَّا أَصْحَرَ (4627)
تَنَفَّسَ الصُّعَدَاءَ (4628)
- ثُمَّ قَالَ: يَا كُمَيْلَ بْنَ زِيَادٍ - إِنَّ
هَذِه الْقُلُوبَ أَوْعِيَةٌ (4629)
فَخَيْرُهَا أَوْعَاهَا (4630) -
فَاحْفَظْ عَنِّي مَا أَقُولُ لَكَ: النَّاسُ ثَلَاثَةٌ - فَعَالِمٌ
رَبَّانِيٌّ (4631)
ومُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ - وهَمَجٌ (4632)
رَعَاعٌ (4633)
أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ (4634)
يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ - لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ الْعِلْمِ ولَمْ
يَلْجَئُوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ. يَا كُمَيْلُ الْعِلْمُ خَيْرٌ مِنَ
الْمَالِ - الْعِلْمُ يَحْرُسُكَ وأَنْتَ تَحْرُسُ الْمَالَ - والْمَالُ
تَنْقُصُه النَّفَقَةُ والْعِلْمُ يَزْكُوا (4635)
عَلَى الإِنْفَاقِ - وصَنِيعُ الْمَالِ يَزُولُ بِزَوَالِه. يَا كُمَيْلَ بْنَ زِيَادٍ مَعْرِفَةُ
الْعِلْمِ دِينٌ يُدَانُ بِه - بِه يَكْسِبُ الإِنْسَانُ الطَّاعَةَ فِي
حَيَاتِه - وجَمِيلَ الأُحْدُوثَةِ بَعْدَ وَفَاتِه - والْعِلْمُ حَاكِمٌ
والْمَالُ مَحْكُومٌ عَلَيْه. يَا كُمَيْلُ هَلَكَ خُزَّانُ
الأَمْوَالِ وهُمْ أَحْيَاءٌ - والْعُلَمَاءُ بَاقُونَ مَا بَقِيَ الدَّهْرُ -
أَعْيَانُهُمْ مَفْقُودَةٌ وأَمْثَالُهُمْ فِي الْقُلُوبِ مَوْجُودَةٌ - هَا
إِنَّ هَاهُنَا لَعِلْماً جَمّاً وأَشَارَ بِيَدِه إِلَى صَدْرِه لَوْ أَصَبْتُ
لَه حَمَلَةً (4636) -
بَلَى أَصَبْتُ لَقِناً (4637)
غَيْرَ مَأْمُونٍ عَلَيْه - مُسْتَعْمِلًا آلَةَ الدِّينِ لِلدُّنْيَا -
ومُسْتَظْهِراً بِنِعَمِ اللَّه عَلَى عِبَادِه وبِحُجَجِه عَلَى أَوْلِيَائِه -
أَوْ مُنْقَاداً لِحَمَلَةِ الْحَقِّ (4638)
لَا بَصِيرَةَ لَه فِي أَحْنَائِه (4639) -
يَنْقَدِحُ الشَّكُّ فِي قَلْبِه لأَوَّلِ عَارِضٍ مِنْ شُبْهَةٍ - أَلَا لَا
ذَا ولَا ذَاكَ - أَوْ مَنْهُوماً (4640)
بِاللَّذَّةِ سَلِسَ الْقِيَادِ (4641)
لِلشَّهْوَةِ - أَوْ مُغْرَماً (4642)
بِالْجَمْعِ والِادِّخَارِ (4643)، - لَيْسَا مِنْ رُعَاةِ الدِّينِ فِي
شَيْءٍ - أَقْرَبُ شَيْءٍ شَبَهاً بِهِمَا الأَنْعَامُ (4644)
السَّائِمَةُ (4645) -
كَذَلِكَ يَمُوتُ الْعِلْمُ بِمَوْتِ حَامِلِيه. اللَّهُمَّ بَلَى لَا تَخْلُو الأَرْضُ
مِنْ قَائِمٍ لِلَّه بِحُجَّةٍ - إِمَّا ظَاهِراً مَشْهُوراً وإِمَّا خَائِفاً
مَغْمُوراً (4646) -
لِئَلَّا تَبْطُلَ حُجَجُ اللَّه وبَيِّنَاتُه - وكَمْ ذَا وأَيْنَ أُولَئِكَ
أُولَئِكَ واللَّه الأَقَلُّونَ عَدَداً - والأَعْظَمُونَ عِنْدَ اللَّه قَدْراً
- يَحْفَظُ اللَّه بِهِمْ حُجَجَه وبَيِّنَاتِه حَتَّى يُودِعُوهَا
نُظَرَاءَهُمْ - ويَزْرَعُوهَا فِي قُلُوبِ أَشْبَاهِهِمْ - هَجَمَ بِهِمُ
الْعِلْمُ عَلَى حَقِيقَةِ الْبَصِيرَةِ - وبَاشَرُوا رُوحَ الْيَقِينِ
واسْتَلَانُوا (4647)
مَا اسْتَوْعَرَه (4648)
الْمُتْرَفُونَ (4649) -
وأَنِسُوا بِمَا اسْتَوْحَشَ مِنْه الْجَاهِلُونَ - وصَحِبُوا الدُّنْيَا
بِأَبْدَانٍ أَرْوَاحُهَا مُعَلَّقَةٌ بِالْمَحَلِّ الأَعْلَى - أُولَئِكَ
خُلَفَاءُ اللَّه فِي أَرْضِه والدُّعَاةُ إِلَى دِينِه - آه آه شَوْقاً إِلَى
رُؤْيَتِهِمْ - انْصَرِفْ يَا كُمَيْلُ إِذَا شِئْتَ. 148 - وقَالَ عليهالسلام الْمَرْءُ
مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِه. 149 - وقَالَ عليهالسلام هَلَكَ
امْرُؤٌ لَمْ يَعْرِفْ قَدْرَه. 150 - وقَالَ عليهالسلام لِرَجُلٍ سَأَلَه أَنْ يَعِظَه: لَا تَكُنْ مِمَّنْ يَرْجُو الآخِرَةَ
بِغَيْرِ عَمَلٍ - ويُرَجِّي التَّوْبَةَ (4650)
بِطُولِ الأَمَلِ - يَقُولُ فِي الدُّنْيَا بِقَوْلِ الزَّاهِدِينَ - ويَعْمَلُ
فِيهَا بِعَمَلِ الرَّاغِبِينَ، إِنْ أُعْطِيَ مِنْهَا لَمْ يَشْبَعْ وإِنْ
مُنِعَ مِنْهَا لَمْ يَقْنَعْ - يَعْجِزُ عَنْ شُكْرِ مَا أُوتِيَ ويَبْتَغِي الزِّيَادَةَ
فِيمَا بَقِيَ - يَنْهَى ولَا يَنْتَهِي ويَأْمُرُ بِمَا لَا يَأْتِي - يُحِبُّ
الصَّالِحِينَ ولَا يَعْمَلُ عَمَلَهُمْ - ويُبْغِضُ الْمُذْنِبِينَ وهُوَ
أَحَدُهُمْ - يَكْرَه الْمَوْتَ لِكَثْرَةِ ذُنُوبِه - ويُقِيمُ (4651)
عَلَى مَا يَكْرَه الْمَوْتَ مِنْ أَجْلِه - إِنْ سَقِمَ (4652)
ظَلَّ نَادِماً وإِنْ صَحَّ أَمِنَ لَاهِياً - يُعْجَبُ بِنَفْسِه إِذَا عُوفِيَ
ويَقْنَطُ إِذَا ابْتُلِيَ - إِنْ أَصَابَه بَلَاءٌ دَعَا مُضْطَرّاً وإِنْ
نَالَه رَخَاءٌ أَعْرَضَ مُغْتَرّاً - تَغْلِبُه نَفْسُه عَلَى مَا يَظُنُّ ولَا
يَغْلِبُهَا عَلَى مَا يَسْتَيْقِنُ (4653) -
يَخَافُ عَلَى غَيْرِه بِأَدْنَى مِنْ ذَنْبِه - ويَرْجُو لِنَفْسِه بِأَكْثَرَ
مِنْ عَمَلِه - إِنِ اسْتَغْنَى بَطِرَ (4654)
وفُتِنَ وإِنِ افْتَقَرَ قَنِطَ (4655)
ووَهَنَ (4656) -
يُقَصِّرُ إِذَا عَمِلَ ويُبَالِغُ إِذَا سَأَلَ - إِنْ عَرَضَتْ لَه شَهْوَةٌ
أَسْلَفَ (4657)
الْمَعْصِيَةَ وسَوَّفَ (4658)
التَّوْبَةَ - وإِنْ عَرَتْه مِحْنَةٌ (4659)
انْفَرَجَ (4660)
عَنْ شَرَائِطِ الْمِلَّةِ (4661) -
يَصِفُ الْعِبْرَةَ (4662)
ولَا يَعْتَبِرُ - ويُبَالِغُ فِي الْمَوْعِظَةِ ولَا يَتَّعِظُ - فَهُوَ
بِالْقَوْلِ مُدِلٌّ (4663)
ومِنَ الْعَمَلِ مُقِلٌّ - يُنَافِسُ فِيمَا يَفْنَى ويُسَامِحُ فِيمَا يَبْقَى
- يَرَى الْغُنْمَ (4664)
مَغْرَماً (4665)
والْغُرْمَ مَغْنَماً - يَخْشَى الْمَوْتَ ولَا يُبَادِرُ (4666)
الْفَوْتَ (4667) -
يَسْتَعْظِمُ مِنْ مَعْصِيَةِ غَيْرِه مَا يَسْتَقِلُّ أَكْثَرَ مِنْه مِنْ
نَفْسِه - ويَسْتَكْثِرُ مِنْ طَاعَتِه مَا يَحْقِرُه مِنْ طَاعَةِ غَيْرِه -
فَهُوَ عَلَى النَّاسِ طَاعِنٌ ولِنَفْسِه مُدَاهِنٌ - اللَّهْوُ مَعَ
الأَغْنِيَاءِ أَحَبُّ إِلَيْه مِنَ الذِّكْرِ مَعَ الْفُقَرَاءِ - يَحْكُمُ
عَلَى غَيْرِه لِنَفْسِه، ولَا يَحْكُمُ عَلَيْهَا لِغَيْرِه - يُرْشِدُ غَيْرَه
ويُغْوِي نَفْسَه - فَهُوَ يُطَاعُ ويَعْصِي ويَسْتَوْفِي ولَا يُوفِي -
ويَخْشَى الْخَلْقَ. فِي غَيْرِ رَبِّه ولَا يَخْشَى رَبَّه فِي خَلْقِه. قال
الرضي - ولو
لم يكن في هذا الكتاب إلا هذا الكلام - لكفى به موعظة ناجعة وحكمة بالغة -
وبصيرة لمبصر وعبرة لناظر مفكر. -----------------------------
151 - وقَالَ عليهالسلام لِكُلِّ
امْرِئٍ عَاقِبَةٌ حُلْوَةٌ أَوْ مُرَّةٌ. 152 - وقَالَ عليهالسلام لِكُلِّ
مُقْبِلٍ إِدْبَارٌ ومَا أَدْبَرَ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ. 153 - وقَالَ عليهالسلام لَا يَعْدَمُ
الصَّبُورُ الظَّفَرَ وإِنْ طَالَ بِه الزَّمَانُ. 154 - وقَالَ عليهالسلام الرَّاضِي
بِفِعْلِ قَوْمٍ كَالدَّاخِلِ فِيه مَعَهُمْ - وعَلَى كُلِّ دَاخِلٍ فِي بَاطِلٍ
إِثْمَانِ - إِثْمُ الْعَمَلِ بِه وإِثْمُ الرِّضَى بِه. 155 - وقَالَ عليهالسلام اعْتَصِمُوا (4668)
بِالذِّمَمِ (4669)
فِي أَوْتَادِهَا (4670). 156 - وقَالَ عليهالسلام عَلَيْكُمْ
بِطَاعَةِ مَنْ لَا تُعْذَرُونَ بِجَهَالَتِه (4671). 157 - وقَالَ عليهالسلام قَدْ بُصِّرْتُمْ
إِنْ أَبْصَرْتُمْ (4672)
وقَدْ هُدِيتُمْ إِنِ اهْتَدَيْتُمْ وأُسْمِعْتُمْ إِنِ اسْتَمَعْتُمْ. 158 - وقَالَ عليهالسلام عَاتِبْ
أَخَاكَ بِالإِحْسَانِ إِلَيْه وارْدُدْ شَرَّه بِالإِنْعَامِ عَلَيْه. 159 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ وَضَعَ
نَفْسَه مَوَاضِعَ التُّهَمَةِ - فَلَا يَلُومَنَّ مَنْ أَسَاءَ بِه الظَّنَّ. 160 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ مَلَكَ
اسْتَأْثَرَ (4673). 161 - وقَالَ عليهالسلام مَنِ
اسْتَبَدَّ بِرَأْيِه هَلَكَ - ومَنْ شَاوَرَ الرِّجَالَ شَارَكَهَا فِي
عُقُولِهَا. 162 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ كَتَمَ
سِرَّه كَانَتِ الْخِيَرَةُ (4674)
بِيَدِه. 163 - وقَالَ عليهالسلام الْفَقْرُ
الْمَوْتُ الأَكْبَرُ. 164 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ قَضَى
حَقَّ مَنْ لَا يَقْضِي حَقَّه فَقَدْ عَبَدَه. 165 - وقَالَ عليهالسلام
لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ. 166 - وقَالَ عليهالسلام لَا يُعَابُ
الْمَرْءُ بِتَأْخِيرِ حَقِّه إِنَّمَا يُعَابُ مَنْ أَخَذَ مَا لَيْسَ لَه. 167 - وقَالَ عليهالسلام الإِعْجَابُ
يَمْنَعُ الِازْدِيَادَ (4675). 168 - وقَالَ عليهالسلام الأَمْرُ
قَرِيبٌ والِاصْطِحَابُ قَلِيلٌ (4676). 169 - وقَالَ عليهالسلام قَدْ أَضَاءَ
الصُّبْحُ لِذِي عَيْنَيْنِ. 170 - وقَالَ عليهالسلام تَرْكُ
الذَّنْبِ أَهْوَنُ مِنْ طَلَبِ الْمَعُونَةِ. 171 - وقَالَ عليهالسلام كَمْ مِنْ
أَكْلَةٍ مَنَعَتْ أَكَلَاتٍ. 172 - وقَالَ عليهالسلام النَّاسُ
أَعْدَاءُ مَا جَهِلُوا. 173 - وقَالَ عليهالسلام
مَنِ اسْتَقْبَلَ وُجُوه الآرَاءِ عَرَفَ مَوَاقِعَ الْخَطَإِ. 174 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ أَحَدَّ (4677)
سِنَانَ (4678)
الْغَضَبِ لِلَّه قَوِيَ عَلَى قَتْلِ أَشِدَّاءِ الْبَاطِلِ. 175 - وقَالَ عليهالسلام إِذَا هِبْتَ
أَمْراً (4679) فَقَعْ
فِيه - فَإِنَّ شِدَّةَ تَوَقِّيه (4680)
أَعْظَمُ مِمَّا تَخَافُ مِنْه. 176 - وقَالَ عليهالسلام آلَةُ
الرِّيَاسَةِ سَعَةُ الصَّدْرِ. 177 - وقَالَ عليهالسلام ازْجُرِ
الْمُسِيءَ بِثَوَابِ الْمُحْسِنِ (4681). 178 - وقَالَ عليهالسلام احْصُدِ
الشَّرَّ مِنْ صَدْرِ غَيْرِكَ بِقَلْعِه مِنْ صَدْرِكَ. 179 - وقَالَ عليهالسلام اللَّجَاجَةُ
تَسُلُّ الرَّأْيَ (4682). 180 - وقَالَ عليهالسلام الطَّمَعُ
رِقٌّ مُؤَبَّدٌ. -----------------------------
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
باب المختار من حكم أمير المؤمنين عليهالسلام : 181-260
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
181 - وقَالَ عليهالسلام ثَمَرَةُ
التَّفْرِيطِ النَّدَامَةُ وثَمَرَةُ الْحَزْمِ السَّلَامَةُ. 182 - وقَالَ عليهالسلام لَا خَيْرَ
فِي الصَّمْتِ عَنِ الْحُكْمِ - كَمَا أَنَّه لَا خَيْرَ فِي الْقَوْلِ
بِالْجَهْلِ. 183 - وقَالَ عليهالسلام مَا اخْتَلَفَتْ
دَعْوَتَانِ إِلَّا كَانَتْ إِحْدَاهُمَا ضَلَالَةً. 184 - وقَالَ عليهالسلام مَا شَكَكْتُ
فِي الْحَقِّ مُذْ أُرِيتُه. 185 - وقَالَ عليهالسلام مَا كَذَبْتُ
ولَا كُذِّبْتُ ولَا ضَلَلْتُ ولَا ضُلَّ بِي. 186 - وقَالَ عليهالسلام لِلظَّالِمِ
الْبَادِي غَداً بِكَفِّه عَضَّةٌ (4683). 187 - وقَالَ عليهالسلام الرَّحِيلُ
وَشِيكٌ (4684). 188 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ أَبْدَى
صَفْحَتَه لِلْحَقِّ هَلَكَ (4685). 189 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ لَمْ
يُنْجِه الصَّبْرُ أَهْلَكَه الْجَزَعُ. 190 - وقَالَ عليهالسلام وَا عَجَبَاه
أَتَكُونُ الْخِلَافَةُ بِالصَّحَابَةِ والْقَرَابَةِ؟ قال الرضي - وروي له شعر في هذا المعنى:
191 - وقَالَ عليهالسلام إِنَّمَا
الْمَرْءُ فِي الدُّنْيَا غَرَضٌ (4688)
تَنْتَضِلُ (4689) فِيه
الْمَنَايَا (4690) -
ونَهْبٌ (4691)
تُبَادِرُه الْمَصَائِبُ - ومَعَ كُلِّ جُرْعَةٍ شَرَقٌ (4692) -
وفِي كُلِّ أَكْلَةٍ غَصَصٌ - ولَا يَنَالُ الْعَبْدُ نِعْمَةً إِلَّا بِفِرَاقِ
أُخْرَى - ولَا يَسْتَقْبِلُ يَوْماً مِنْ عُمُرِه إِلَّا بِفِرَاقِ آخَرَ مِنْ
أَجَلِه - فَنَحْنُ أَعْوَانُ الْمَنُونِ (4693)
وأَنْفُسُنَا نَصْبُ الْحُتُوفِ (4694) -
فَمِنْ أَيْنَ نَرْجُو الْبَقَاءَ - وهَذَا اللَّيْلُ والنَّهَارُ لَمْ
يَرْفَعَا مِنْ شَيْءٍ شَرَفاً (4695) -
إِلَّا أَسْرَعَا الْكَرَّةَ فِي هَدْمِ مَا بَنَيَا وتَفْرِيقِ مَا جَمَعَا. -----------------------------
192 - وقَالَ عليهالسلام يَا ابْنَ
آدَمَ مَا كَسَبْتَ فَوْقَ قُوتِكَ - فَأَنْتَ فِيه خَازِنٌ لِغَيْرِكَ. 193 - وقَالَ عليهالسلام إِنَّ
لِلْقُلُوبِ شَهْوَةً وإِقْبَالًا وإِدْبَاراً - فَأْتُوهَا مِنْ قِبَلِ
شَهْوَتِهَا وإِقْبَالِهَا - فَإِنَّ الْقَلْبَ إِذَا أُكْرِه عَمِيَ. 194 - وكَانَ عليهالسلام يَقُولُ:
مَتَى أَشْفِي غَيْظِي إِذَا غَضِبْتُ؟ أَحِينَ أَعْجِزُ عَنِ الِانْتِقَامِ
فَيُقَالُ لِي لَوْ صَبَرْتَ - أَمْ حِينَ أَقْدِرُ عَلَيْه فَيُقَالُ لِي لَوْ
عَفَوْتَ. 195 - وقَالَ عليهالسلام وقَدْ مَرَّ
بِقَذَرٍ عَلَى مَزْبَلَةٍ - هَذَا مَا بَخِلَ بِه الْبَاخِلُونَ. ورُوِيَ فِي خَبَرٍ آخَرَ أَنَّه قَالَ
- هَذَا مَا كُنْتُمْ تَتَنَافَسُونَ فِيه بِالأَمْسِ. 196 - وقَالَ عليهالسلام لَمْ
يَذْهَبْ مِنْ مَالِكَ مَا وَعَظَكَ. 197 - وقَالَ عليهالسلام إِنَّ هَذِه
الْقُلُوبَ تَمَلُّ كَمَا تَمَلُّ الأَبْدَانُ - فَابْتَغُوا لَهَا طَرَائِفَ الْحِكْمَةِ. 198 - وقَالَ عليهالسلام لَمَّا سَمِعَ
قَوْلَ الْخَوَارِجِ لَا حُكْمَ إِلَّا لِلَّه - كَلِمَةُ حَقٍّ يُرَادُ بِهَا
بَاطِلٌ. 199 - وقَالَ عليهالسلام فِي صِفَةِ
الْغَوْغَاءِ (4696) -
هُمُ الَّذِينَ إِذَا اجْتَمَعُوا غَلَبُوا وإِذَا تَفَرَّقُوا لَمْ يُعْرَفُوا
- وقِيلَ بَلْ
قَالَ عليهالسلام
-
هُمُ الَّذِينَ إِذَا اجْتَمَعُوا ضَرُّوا وإِذَا تَفَرَّقُوا نَفَعُوا -
فَقِيلَ قَدْ عَرَفْنَا مَضَرَّةَ اجْتِمَاعِهِمْ فَمَا مَنْفَعَةُ
افْتِرَاقِهِمْ - فَقَالَ يَرْجِعُ أَصْحَابُ الْمِهَنِ إِلَى مِهْنَتِهِمْ -
فَيَنْتَفِعُ النَّاسُ بِهِمْ كَرُجُوعِ الْبَنَّاءِ إِلَى بِنَائِه -
والنَّسَّاجِ إِلَى مَنْسَجِه والْخَبَّازِ إِلَى مَخْبَزِه. 200 - وقَالَ عليهالسلام وأُتِيَ
بِجَانٍ ومَعَه غَوْغَاءُ فَقَالَ - لَا مَرْحَباً بِوُجُوه لَا تُرَى إِلَّا
عِنْدَ كُلِّ سَوْأَةٍ. 201 - وقَالَ عليهالسلام إِنَّ مَعَ
كُلِّ إِنْسَانٍ مَلَكَيْنِ يَحْفَظَانِه - فَإِذَا جَاءَ الْقَدَرُ خَلَّيَا
بَيْنَه وبَيْنَه - وإِنَّ الأَجَلَ (4697)
جُنَّةٌ حَصِينَةٌ (4698). 202 - وقَالَ عليهالسلام وقَدْ قَالَ
لَه طَلْحَةُ والزُّبَيْرُ - نُبَايِعُكَ عَلَى أَنَّا شُرَكَاؤُكَ فِي هَذَا
الأَمْرِ - لَا ولَكِنَّكُمَا شَرِيكَانِ فِي الْقُوَّةِ والِاسْتِعَانَةِ -
وعَوْنَانِ عَلَى الْعَجْزِ والأَوَدِ (4699). 203 - وقَالَ عليهالسلام أَيُّهَا
النَّاسُ اتَّقُوا اللَّه الَّذِي إِنْ قُلْتُمْ سَمِعَ - وإِنْ أَضْمَرْتُمْ
عَلِمَ - وبَادِرُوا الْمَوْتَ الَّذِي إِنْ هَرَبْتُمْ مِنْه أَدْرَكَكُمْ -
وإِنْ أَقَمْتُمْ أَخَذَكُمْ - وإِنْ نَسِيتُمُوه ذَكَرَكُمْ. 204 - وقَالَ عليهالسلام لَا
يُزَهِّدَنَّكَ فِي الْمَعْرُوفِ مَنْ لَا يَشْكُرُه لَكَ - فَقَدْ يَشْكُرُكَ
عَلَيْه مَنْ لَا يَسْتَمْتِعُ بِشَيْءٍ مِنْه - وقَدْ تُدْرِكُ مِنْ شُكْرِ
الشَّاكِرِ - أَكْثَرَ مِمَّا أَضَاعَ الْكَافِرُ - (والله يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ). 205 - وقَالَ عليهالسلام كُلُّ وِعَاءٍ
يَضِيقُ بِمَا جُعِلَ فِيه - إِلَّا وِعَاءَ الْعِلْمِ فَإِنَّه يَتَّسِعُ بِه. 206 - وقَالَ عليهالسلام أَوَّلُ
عِوَضِ الْحَلِيمِ مِنْ حِلْمِه - أَنَّ النَّاسَ أَنْصَارُه عَلَى الْجَاهِلِ. 207 - وقَالَ عليهالسلام إِنْ لَمْ
تَكُنْ حَلِيماً فَتَحَلَّمْ - فَإِنَّه قَلَّ مَنْ تَشَبَّه
بِقَوْمٍ - إِلَّا أَوْشَكَ أَنْ يَكُونَ مِنْهُمْ. 208 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ حَاسَبَ
نَفْسَه رَبِحَ ومَنْ غَفَلَ عَنْهَا خَسِرَ - ومَنْ خَافَ أَمِنَ ومَنِ
اعْتَبَرَ أَبْصَرَ - ومَنْ أَبْصَرَ فَهِمَ ومَنْ فَهِمَ عَلِمَ. 209 - وقَالَ عليهالسلام: لَتَعْطِفَنَّ
الدُّنْيَا عَلَيْنَا بَعْدَ شِمَاسِهَا (4700) -
عَطْفَ الضَّرُوسِ (4701)
عَلَى وَلَدِهَا - وتَلَا عَقِيبَ ذَلِكَ - (ونُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى
الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ - ونَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً ونَجْعَلَهُمُ
الْوارِثِينَ). 210 - وقَالَ عليهالسلام اتَّقُوا
اللَّه تَقِيَّةَ مَنْ شَمَّرَ تَجْرِيداً وجَدَّ تَشْمِيراً - وكَمَّشَ (4702)
فِي مَهَلٍ وبَادَرَ عَنْ وَجَلٍ (4703) -
ونَظَرَ فِي كَرَّةِ الْمَوْئِلِ (4704) -
وعَاقِبَةِ الْمَصْدَرِ ومَغَبَّةِ الْمَرْجِعِ (4705). -----------------------------
211 - وقَالَ عليهالسلام الْجُودُ
حَارِسُ الأَعْرَاضِ - والْحِلْمُ فِدَامُ (4706)
السَّفِيه - والْعَفْوُ زَكَاةُ الظَّفَرِ - والسُّلُوُّ (4707)
عِوَضُكَ مِمَّنْ غَدَرَ - والِاسْتِشَارَةُ عَيْنُ الْهِدَايَةِ - وقَدْ
خَاطَرَ مَنِ اسْتَغْنَى بِرَأْيِه - والصَّبْرُ يُنَاضِلُ الْحِدْثَانَ (4708) -
والْجَزَعُ (4709)
مِنْ أَعْوَانِ الزَّمَانِ - وأَشْرَفُ الْغِنَى تَرْكُ الْمُنَى (4710) -
وكَمْ مِنْ عَقْلٍ أَسِيرٍ تَحْتَ هَوَى أَمِيرٍ - ومِنَ التَّوْفِيقِ حِفْظُ
التَّجْرِبَةِ - والْمَوَدَّةُ قَرَابَةٌ مُسْتَفَادَةٌ ولَا تَأْمَنَنَّ
مَلُولًا (4711). 212 - وقَالَ عليهالسلام عُجْبُ (4712)
الْمَرْءِ بِنَفْسِه أَحَدُ حُسَّادِ عَقْلِه. 213 - وقَالَ عليهالسلام أَغْضِ (4713)
عَلَى الْقَذَى (4714)
والأَلَمِ تَرْضَ أَبَداً. 214 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ لَانَ
عُودُه كَثُفَتْ أَغْصَانُه (4715). 215 - وقَالَ عليهالسلام الْخِلَافُ
يَهْدِمُ الرَّأْيَ. 216 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ نَالَ (4716)
اسْتَطَالَ (4717). 217 - وقَالَ عليهالسلام فِي تَقَلُّبِ
الأَحْوَالِ عِلْمُ جَوَاهِرِ الرِّجَالِ. 218 - وقَالَ عليهالسلام حَسَدُ
الصَّدِيقِ مِنْ سُقْمِ الْمَوَدَّةِ (4718). 219 - وقَالَ عليهالسلام أَكْثَرُ
مَصَارِعِ الْعُقُولِ تَحْتَ بُرُوقِ الْمَطَامِعِ. 220 - وقَالَ عليهالسلام لَيْسَ مِنَ
الْعَدْلِ الْقَضَاءُ عَلَى الثِّقَةِ بِالظَّنِّ. 221 - وقَالَ عليهالسلام بِئْسَ
الزَّادُ إِلَى الْمَعَادِ الْعُدْوَانُ عَلَى الْعِبَادِ. 222 - وقَالَ عليهالسلام مِنْ
أَشْرَفِ أَعْمَالِ الْكَرِيمِ غَفْلَتُه عَمَّا يَعْلَمُ. 223 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ كَسَاه
الْحَيَاءُ ثَوْبَه لَمْ يَرَ النَّاسُ عَيْبَه. 224 - وقَالَ عليهالسلام بِكَثْرَةِ
الصَّمْتِ تَكُونُ الْهَيْبَةُ (4719) -
وبِالنَّصَفَةِ يَكْثُرُ الْمُوَاصِلُونَ (4720) -
وبِالإِفْضَالِ تَعْظُمُ الأَقْدَارُ - وبِالتَّوَاضُعِ تَتِمُّ النِّعْمَةُ -
وبِاحْتِمَالِ الْمُؤَنِ (4721)
يَجِبُ السُّؤْدُدُ (4722) -
وبِالسِّيرَةِ الْعَادِلَةِ يُقْهَرُ الْمُنَاوِئُ (4723) -
وبِالْحِلْمِ عَنِ السَّفِيه تَكْثُرُ الأَنْصَارُ عَلَيْه. 225 - وقَالَ عليهالسلام الْعَجَبُ
لِغَفْلَةِ الْحُسَّادِ عَنْ سَلَامَةِ الأَجْسَادِ. -----------------------------
226 - وقَالَ عليهالسلام الطَّامِعُ
فِي وِثَاقِ الذُّلِّ. 227 -
وسُئِلَ عَنِ الإِيمَانِ - فَقَالَ الإِيمَانُ
مَعْرِفَةٌ بِالْقَلْبِ - وإِقْرَارٌ بِاللِّسَانِ وعَمَلٌ بِالأَرْكَانِ. 228 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ أَصْبَحَ
عَلَى الدُّنْيَا حَزِيناً - فَقَدْ أَصْبَحَ لِقَضَاءِ اللَّه سَاخِطاً - ومَنْ
أَصْبَحَ يَشْكُو مُصِيبَةً نَزَلَتْ بِه - فَقَدْ أَصْبَحَ يَشْكُو رَبَّه -
ومَنْ أَتَى غَنِيّاً فَتَوَاضَعَ لَه لِغِنَاه ذَهَبَ ثُلُثَا دِينِه - ومَنْ
قَرَأَ الْقُرْآنَ فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ - فَهُوَ مِمَّنْ كَانَ يَتَّخِذُ
آيَاتِ اللَّه هُزُواً - ومَنْ لَهِجَ قَلْبُه بِحُبِّ الدُّنْيَا الْتَاطَ (4724)
قَلْبُه مِنْهَا بِثَلَاثٍ - هَمٍّ لَا يُغِبُّه وحِرْصٍ لَا يَتْرُكُه وأَمَلٍ
لَا يُدْرِكُه. 229 - وقَالَ عليهالسلام كَفَى
بِالْقَنَاعَةِ مُلْكاً وبِحُسْنِ الْخُلُقِ نَعِيماً وسُئِلَ عليهالسلام
عَنْ قَوْلِه تَعَالَى - (فَلَنُحْيِيَنَّه حَياةً
طَيِّبَةً)
فَقَالَ هِيَ الْقَنَاعَةُ. 230 - وقَالَ عليهالسلام شَارِكُوا
الَّذِي قَدْ أَقْبَلَ عَلَيْه الرِّزْقُ - فَإِنَّه أَخْلَقُ لِلْغِنَى
وأَجْدَرُ بِإِقْبَالِ الْحَظِّ عَلَيْه. 231 - وقَالَ عليهالسلام: فِي قَوْلِه
تَعَالَى (إِنَّ الله يَأْمُرُ
بِالْعَدْلِ والإِحْسانِ) -
الْعَدْلُ الإِنْصَافُ والإِحْسَانُ التَّفَضُّلُ. 232 - وقَالَ عليهالسلام: مَنْ يُعْطِ
بِالْيَدِ الْقَصِيرَةِ يُعْطَ بِالْيَدِ الطَّوِيلَةِ. قال
الرضي - ومعنى ذلك أن ما ينفقه المرء من ماله - في سبيل الخير والبر وإن
كان يسيرا - فإن الله تعالى يجعل الجزاء عليه عظيما كثيرا - واليدان هاهنا عبارة
عن النعمتين - ففرق عليهالسلام بين نعمة العبد - ونعمة الرب تعالى ذكره بالقصيرة والطويلة -
فجعل تلك قصيرة وهذه طويلة - لأن نعم الله أبدا - تضعف (4725) على
نعم المخلوق أضعافا كثيرة - إذ كانت نعم الله أصل النعم كلها - فكل نعمة إليها
ترجع ومنها تنزع. 233 - وقَالَ عليهالسلام لِابْنِه الْحَسَنِ - عليهالسلام لَا
تَدْعُوَنَّ إِلَى مُبَارَزَةٍ (4726)
وإِنْ دُعِيتَ إِلَيْهَا فَأَجِبْ - فَإِنَّ الدَّاعِيَ إِلَيْهَا بَاغٍ
والْبَاغِيَ مَصْرُوعٌ (4727). 234 - وقَالَ عليهالسلام خِيَارُ
خِصَالِ النِّسَاءِ شِرَارُ خِصَالِ الرِّجَالِ - الزَّهْوُ (4728)
والْجُبْنُ والْبُخْلُ - فَإِذَا كَانَتِ الْمَرْأَةُ مَزْهُوَّةً (4729). لَمْ تُمَكِّنْ مِنْ نَفْسِهَا -
وإِذَا كَانَتْ بَخِيلَةً حَفِظَتْ مَالَهَا ومَالَ بَعْلِهَا - وإِذَا كَانَتْ
جَبَانَةً فَرِقَتْ (4730)
مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يَعْرِضُ لَهَا. 235 - وقِيلَ
لَه صِفْ لَنَا الْعَاقِلَ - فَقَالَ عليهالسلام هُوَ الَّذِي
يَضَعُ الشَّيْءَ مَوَاضِعَه - فَقِيلَ فَصِفْ لَنَا الْجَاهِلَ فَقَالَ قَدْ
فَعَلْتُ. قال
الرضي - يعني
أن الجاهل هو الذي لا يضع الشيء مواضعه - فكأن ترك صفته صفة له - إذ كان بخلاف
وصف العاقل. -----------------------------
236 - وقَالَ عليهالسلام واللَّه
لَدُنْيَاكُمْ هَذِه - أَهْوَنُ فِي عَيْنِي مِنْ عِرَاقِ (4731)
خِنْزِيرٍ فِي يَدِ مَجْذُومٍ (4732). 237 - وقَالَ عليهالسلام إِنَّ
قَوْماً عَبَدُوا اللَّه رَغْبَةً فَتِلْكَ عِبَادَةُ التُّجَّارِ - وإِنَّ قَوْماً
عَبَدُوا اللَّه رَهْبَةً فَتِلْكَ عِبَادَةُ الْعَبِيدِ - وإِنَّ قَوْماً
عَبَدُوا اللَّه شُكْراً فَتِلْكَ عِبَادَةُ الأَحْرَارِ. 238 - وقَالَ عليهالسلام الْمَرْأَةُ
شَرٌّ كُلُّهَا وشَرُّ مَا فِيهَا أَنَّه لَا بُدَّ مِنْهَا. 239 - وقَالَ عليهالسلام
مَنْ أَطَاعَ التَّوَانِيَ ضَيَّعَ الْحُقُوقَ - ومَنْ أَطَاعَ الْوَاشِيَ
ضَيَّعَ الصَّدِيقَ. 240 - وقَالَ عليهالسلام الْحَجَرُ
الْغَصِيبُ (4733)
فِي الدَّارِ رَهْنٌ عَلَى خَرَابِهَا. قال
الرضي -
ويروى هذا الكلام عن النبي صلىاللهعليهوآله - ولا عجب أن يشتبه الكلامان - لأن مستقاهما من قليب (4734) ومفرغهما من ذنوب (4735). 241 - وقَالَ عليهالسلام يَوْمُ
الْمَظْلُومِ عَلَى الظَّالِمِ - أَشَدُّ مِنْ يَوْمِ الظَّالِمِ عَلَى
الْمَظْلُومِ. 242 - وقَالَ عليهالسلام اتَّقِ
اللَّه بَعْضَ التُّقَى وإِنْ قَلَّ - واجْعَلْ بَيْنَكَ وبَيْنَ اللَّه سِتْراً
وإِنْ رَقَّ. 243 - وقَالَ عليهالسلام إِذَا
ازْدَحَمَ الْجَوَابُ (4736)
خَفِيَ الصَّوَابُ. 244 - وقَالَ عليهالسلام إِنَّ لِلَّه فِي كُلِّ نِعْمَةٍ
حَقّاً - فَمَنْ أَدَّاه زَادَه مِنْهَا - ومَنْ قَصَّرَ فِيه خَاطَرَ بِزَوَالِ
نِعْمَتِه. 245 - وقَالَ عليهالسلام إِذَا
كَثُرَتِ الْمَقْدِرَةُ قَلَّتِ الشَّهْوَةُ. 246 - وقَالَ عليهالسلام احْذَرُوا
نِفَارَ النِّعَمِ (4737)
فَمَا كُلُّ شَارِدٍ بِمَرْدُودٍ. 247 - وقَالَ عليهالسلام الْكَرَمُ
أَعْطَفُ مِنَ الرَّحِمِ (4738). 248 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ ظَنَّ
بِكَ خَيْراً فَصَدِّقْ ظَنَّه. 249 - وقَالَ عليهالسلام أَفْضَلُ
الأَعْمَالِ مَا أَكْرَهْتَ نَفْسَكَ عَلَيْه. 250 - وقَالَ عليهالسلام عَرَفْتُ
اللَّه سُبْحَانَه بِفَسْخِ الْعَزَائِمِ (4739) -
وحَلِّ الْعُقُودِ (4740)
ونَقْضِ الْهِمَمِ. -----------------------------
251 - وقَالَ عليهالسلام مَرَارَةُ
الدُّنْيَا حَلَاوَةُ الآخِرَةِ - وحَلَاوَةُ الدُّنْيَا مَرَارَةُ الآخِرَةِ. 252 - وقَالَ عليهالسلام فَرَضَ اللَّه
الإِيمَانَ تَطْهِيراً مِنَ الشِّرْكِ - والصَّلَاةَ تَنْزِيهاً عَنِ الْكِبْرِ
- والزَّكَاةَ تَسْبِيباً لِلرِّزْقِ - والصِّيَامَ ابْتِلَاءً لإِخْلَاصِ
الْخَلْقِ - والْحَجَّ تَقْرِبَةً لِلدِّينِ (4741) -
والْجِهَادَ عِزّاً لِلإِسْلَامِ - والأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ مَصْلَحَةً
لِلْعَوَامِّ - والنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ رَدْعاً لِلسُّفَهَاءِ - وصِلَةَ
الرَّحِمِ مَنْمَاةً (4742)
لِلْعَدَدِ - والْقِصَاصَ حَقْناً لِلدِّمَاءِ - وإِقَامَةَ الْحُدُودِ
إِعْظَاماً لِلْمَحَارِمِ - وتَرْكَ شُرْبِ الْخَمْرِ تَحْصِيناً لِلْعَقْلِ -
ومُجَانَبَةَ السَّرِقَةِ إِيجَاباً لِلْعِفَّةِ - وتَرْكَ الزِّنَى تَحْصِيناً
لِلنَّسَبِ - وتَرْكَ اللِّوَاطِ تَكْثِيراً لِلنَّسْلِ - والشَّهَادَاتِ (4743)
اسْتِظْهَاراً (4744)
عَلَى الْمُجَاحَدَاتِ (4745) -
وتَرْكَ الْكَذِبِ تَشْرِيفاً لِلصِّدْقِ - والسَّلَامَ أَمَاناً مِنَ
الْمَخَاوِفِ - والأَمَانَةَ نِظَاماً لِلأُمَّةِ - والطَّاعَةَ تَعْظِيماً
لِلإِمَامَةِ. 253 - وكَانَ عليهالسلام يَقُولُ:
أَحْلِفُوا الظَّالِمَ إِذَا أَرَدْتُمْ يَمِينَه - بِأَنَّه بَرِيءٌ مِنْ
حَوْلِ اللَّه وقُوَّتِه فَإِنَّه إِذَا حَلَفَ بِهَا كَاذِباً عُوجِلَ -
الْعُقُوبَةَ وإِذَا حَلَفَ بِاللَّه الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ لَمْ
يُعَاجَلْ - لأَنَّه قَدْ وَحَّدَ اللَّه تَعَالَى. 254 - وقَالَ عليهالسلام يَا ابْنَ
آدَمَ كُنْ وَصِيَّ نَفْسِكَ - فِي مَالِكَ واعْمَلْ فِيه مَا تُؤْثِرُ (4746)
أَنْ يُعْمَلَ فِيه مِنْ بَعْدِكَ. 255 - وقَالَ عليهالسلام الْحِدَّةُ
ضَرْبٌ مِنَ الْجُنُونِ - لأَنَّ صَاحِبَهَا يَنْدَمُ - فَإِنْ لَمْ يَنْدَمْ
فَجُنُونُه مُسْتَحْكِمٌ. 256 - وقَالَ عليهالسلام صِحَّةُ
الْجَسَدِ مِنْ قِلَّةِ الْحَسَدِ. 257 - وقَالَ عليهالسلام لِكُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ النَّخَعِيِّ
-
يَا كُمَيْلُ مُرْ أَهْلَكَ أَنْ يَرُوحُوا (4747)
فِي كَسْبِ الْمَكَارِمِ - ويُدْلِجُوا (4748)
فِي حَاجَةِ مَنْ هُوَ نَائِمٌ - فَوَالَّذِي وَسِعَ سَمْعُه الأَصْوَاتَ - مَا
مِنْ أَحَدٍ أَوْدَعَ قَلْباً سُرُوراً - إِلَّا وخَلَقَ اللَّه لَه مِنْ ذَلِكَ
السُّرُورِ لُطْفاً - فَإِذَا نَزَلَتْ بِه نَائِبَةٌ (4749)
جَرَى إِلَيْهَا كَالْمَاءِ فِي انْحِدَارِه - حَتَّى يَطْرُدَهَا عَنْه كَمَا
تُطْرَدُ غَرِيبَةُ الإِبِلِ. 258 - وقَالَ عليهالسلام إِذَا
أَمْلَقْتُمْ (4750)
فَتَاجِرُوا اللَّه بِالصَّدَقَةِ. 259 - وقَالَ عليهالسلام الْوَفَاءُ
لأَهْلِ الْغَدْرِ غَدْرٌ عِنْدَ اللَّه - والْغَدْرُ بِأَهْلِ الْغَدْرِ
وَفَاءٌ عِنْدَ اللَّه. 260 - وقَالَ عليهالسلام كَمْ مِنْ مُسْتَدْرَجٍ
بِالإِحْسَانِ إِلَيْه - ومَغْرُورٍ بِالسَّتْرِ عَلَيْه - ومَفْتُونٍ بِحُسْنِ
الْقَوْلِ فِيه - ومَا ابْتَلَى اللَّه سُبْحَانَه أَحَداً بِمِثْلِ الإِمْلَاءِ
لَه. قال الرضي - وقد مضى هذا
الكلام فيما تقدم - إلا أن فيه هاهنا زيادة جيدة مفيدة. -----------------------------
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
فصل نذكر فيه شيئا من
غريب كلامه المحتاج إلى التفسير
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
1 - وفي حديثه عليهالسلام فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ ضَرَبَ يَعْسُوبُ
الدِّينِ بِذَنَبِه - فَيَجْتَمِعُونَ إِلَيْه كَمَا يَجْتَمِعُ قَزَعُ
الْخَرِيفِ. قال الرضي - يعسوب الدين اليعسوب - السيد العظيم المالك لأمور الناس يومئذ - والقزع قطع
الغيم التي لا ماء فيها. 2 - وفي حديثه عليهالسلام هَذَا الْخَطِيبُ الشَّحْشَحُ. يريد الماهر بالخطبة
الماضي فيها - وكل ماض في كلام أو سير فهو شحشح - والشحشح في غير هذا الموضع
البخيل الممسك 3 - وفي حديثه عليهالسلام إِنَّ لِلْخُصُومَةِ قُحَماً. يريد بالقحم
المهالك - لأنها تقحم أصحابها في المهالك والمتالف في الأكثر - فمن ذلك قحمة
الأعراب - وهو أن تصيبهم السنة فتتعرق أموالهم (4751)
- فذلك تقحمها فيهم - وقيل فيه وجه آخر وهو أنها تقحمهم بلاد الريف - أي تحوجهم
إلى دخول الحضر عند محول البدو. ----------------------------- (4751) تَتَعَرّق أموالهم: من قولهم «تعرّق فلان العظم» أي أكل جميع ما عليه من اللحم. 4 - وفي حديثه عليهالسلام إِذَا بَلَغَ النِّسَاءُ نَصَّ
الْحِقَاقِ فَالْعَصَبَةُ أَوْلَى. والنص منتهى الأشياء ومبلغ أقصاها - كالنص في السير لأنه أقصى ما تقدر عليه
الدابة - وتقول نصصت الرجل عن الأمر - إذا استقصيت مسألته عنه لتستخرج ما عنده
فيه - فنص الحقاق يريد به الإدراك لأنه منتهى الصغر -
والوقت الذي يخرج منه الصغير إلى حد الكبير - وهو من أفصح
الكنايات عن هذا الأمر وأغربها - يقول فإذا بلغ النساء ذلك - فالعصبة أولى بالمرأة من أمها - إذا كانوا
محرما مثل الإخوة والأعمام - وبتزويجها إن أرادوا
ذلك -.
والحقاق محاقة الأم للعصبة في المرأة - وهو الجدال
والخصومة -
وقول كل واحد منهما للآخر أنا أحق منك بهذا -
يقال منه حاققته حقاقا مثل جادلته جدالا - وقد قيل إن نص
الحقاق بلوغ العقل وهو الإدراك - لأنه عليهالسلام
إنما أراد منتهى الأمر - الذي تجب فيه الحقوق
والأحكام -. ومن
رواه نص الحقائق - فإنما أراد جمع حقيقة. هذا معنى ما ذكره أبو
عبيد القاسم بن سلام -. والذي عندي أن المراد بنص الحقاق هاهنا -
بلوغ المرأة إلى الحد الذي يجوز فيه تزويجها -
وتصرفها في حقوقها - تشبيها بالحقاق من الإبل وهي جمع حقة وحق - وهو الذي استكمل ثلاث سنين ودخل في الرابعة - وعند
ذلك يبلغ إلى الحد الذي يتمكن فيه - من ركوب ظهره ونصه في السير - والحقائق أيضا جمع حقة - فالروايتان
جميعا ترجعان إلى معنى واحد - وهذا أشبه بطريقة العرب من المعنى المذكور أولا. 5 - وفي حديثه عليهالسلام إِنَّ الإِيمَانَ يَبْدُو لُمْظَةً فِي
الْقَلْبِ - كُلَّمَا ازْدَادَ الإِيمَانُ ازْدَادَتِ اللُّمْظَةُ. واللمظة مثل النكتة أو نحوها من البياض
- ومنه قيل فرس ألمظ - إذا كان بجحفلته (4752)
شيء من البياض. ----------------------------- (4752) الجَحْفَلَة:
- بتقديم الجيم المفتوحة على الحاء الساكنة - للخيل والبغال والحمير بمنزلة
الشفة للإنسان. 6 - وفي حديثه عليهالسلام إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا كَانَ لَه
الدَّيْنُ الظَّنُونُ - يَجِبُ عَلَيْه أَنْ يُزَكِّيَه لِمَا مَضَى إِذَا قَبَضَه. فالظنون الذي لا يعلم صاحبه - أيقبضه
من الذي هو عليه أم لا - فكأنه الذي يظن به - فمرة يرجوه ومرة لا يرجوه - وهذا من أفصح الكلام - وكذلك كل أمر
تطلبه - ولا تدري على أي شيء أنت منه فهو ظنون - وعلى
ذلك قول الأعشى:
والجد البئر العادية في الصحراء -
والظنون التي لا يعلم هل فيها ماء أم لا. 7 - وفي حديثه عليهالسلام أنَّه شَيَّعَ جَيْشاً بِغَزْيَةٍ
فَقَالَ - اعْذِبُوا (4753)
عَنِ النِّسَاءِ مَا اسْتَطَعْتُمْ. ومعناه
اصدفوا عن ذكر النساء وشغل
القلب بهن - وامتنعوا من المقاربة لهن - لأن ذلك يفت (4754)
في عضد الحمية - ويقدح في معاقد العزيمة (4755)
ويكسر عن (4756)
العدو (4757)
- ويلفت عن الإبعاد في الغزو - فكل من امتنع من شيء فقد عذب عنه - والعاذب والعذوب
الممتنع من الأكل والشرب. -----------------------------
8 - وفي حديثه عليهالسلام كَالْيَاسِرِ الْفَالِجِ يَنْتَظِرُ
أَوَّلَ فَوْزَةٍ مِنْ قِدَاحِه. الياسرون (4758) -
هم الذين يتضاربون (4759)
بالقداح على الجزور (4760) -
والفالج القاهر والغالب - يقال فلج (4761)
عليهم وفلجهم - وقال الراجز. لما رأيت فالجا قد فلجا -----------------------------
9 - وفي حديثه عليهالسلام كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ
اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللَّه - صلىاللهعليهوآله
فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَّا أَقْرَبَ إِلَى الْعَدُوِّ مِنْه. ومعنى ذلك أنه
إذا عظم الخوف من العدو - واشتد عضاض الحرب (4762) - فزع
المسلمون (4763)
إلى قتال رسول الله صلىاللهعليهوآله
بنفسه - فينزل الله عليهم النصر به - ويأمنون مما كانوا يخافونه بمكانه. وقوله إذا
احمر البأس - كناية عن اشتداد الأمر - وقد قيل في
ذلك أقوال - أحسنها
أنه شبه حمي (4764)
الحرب - بالنار التي تجمع الحرارة والحمرة بفعلها ولونها - ومما يقوي ذلك - قول
رسول الله صلىاللهعليهوآله وقد
رأى مجتلد (4765)
الناس - يوم حنين وهي حرب هوازن - الآن حمي الوطيس - فالوطيس
مستوقد
النار - فشبه رسول الله صلىاللهعليهوآله
ما استحر (4766)
من جلاد القوم - باحتدام النار وشدة التهابها. -----------------------------
انقضى هذا الفصل ورجعنا إلى سنن الغرض الأول في هذا الباب. |
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
باب المختار من حكم أمير المؤمنين عليهالسلام : 261- 340
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
261 - وقَالَ عليهالسلام لَمَّا
بَلَغَه إِغَارَةُ أَصْحَابِ مُعَاوِيَةَ عَلَى الأَنْبَارِ - فَخَرَجَ
بِنَفْسِه مَاشِياً حَتَّى أَتَى النُّخَيْلَةَ (4767) - وأَدْرَكَه
النَّاسُ وقَالُوا - يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَحْنُ نَكْفِيكَهُمْ - فَقَالَ: مَا تَكْفُونَنِي أَنْفُسَكُمْ -
فَكَيْفَ تَكْفُونَنِي غَيْرَكُمْ - إِنْ كَانَتِ الرَّعَايَا قَبْلِي لَتَشْكُو
حَيْفَ رُعَاتِهَا - وإِنَّنِي الْيَوْمَ لأَشْكُو حَيْفَ رَعِيَّتِي -
كَأَنَّنِي الْمَقُودُ (4768)
وهُمُ الْقَادَةُ - أَوِ الْمَوْزُوعُ وهُمُ الْوَزَعَةُ (4769)! فلما
قال عليهالسلام هذا القول في
كلام طويل
- قد ذكرنا مختاره في جملة الخطب -
تقدم إليه رجلان من أصحابه - فقال أحدهما إني لا أملك إلا نفسي وأخي - فمر بأمرك
يا أمير المؤمنين ننقد له - فقال عليهالسلام. وأَيْنَ تَقَعَانِ مِمَّا أُرِيدُ (4770). 262
- وقِيلَ إِنَّ الْحَارِثَ بْنَ
حَوْطٍ أَتَاه فَقَالَ - أَتَرَانِي أَظُنُّ أَصْحَابَ الْجَمَلِ كَانُوا عَلَى
ضَلَالَةٍ (4771)؟ فَقَالَ عليهالسلام يَا حَارِثُ
إِنَّكَ نَظَرْتَ تَحْتَكَ ولَمْ تَنْظُرْ فَوْقَكَ فَحِرْتَ (4772) -
إِنَّكَ لَمْ تَعْرِفِ الْحَقَّ فَتَعْرِفَ مَنْ أَتَاه (4773).
ولَمْ تَعْرِفِ الْبَاطِلَ فَتَعْرِفَ مَنْ أَتَاه. فَقَالَ
الْحَارِثُ فَإِنِّي أَعْتَزِلُ مَعَ سَعِيدِ بْنِ مَالِكٍ وعَبْدِ اللَّه بْنِ
عُمَرَ - فَقَالَ عليهالسلام. إِنَّ سَعِيداً وعَبْدَ اللَّه بْنَ
عُمَرَ لَمْ يَنْصُرَا الْحَقَّ - ولَمْ يَخْذُلَا الْبَاطِلَ. 263 - وقَالَ عليهالسلام صَاحِبُ
السُّلْطَانِ كَرَاكِبِ الأَسَدِ - يُغْبَطُ (4774)
بِمَوْقِعِه وهُوَ أَعْلَمُ بِمَوْضِعِه. 264 - وقَالَ عليهالسلام أَحْسِنُوا
فِي عَقِبِ غَيْرِكُمْ تُحْفَظُوا فِي عَقِبِكُمْ (4775). 265 - وقَالَ عليهالسلام إِنَّ
كَلَامَ الْحُكَمَاءِ إِذَا كَانَ صَوَاباً كَانَ دَوَاءً - وإِذَا كَانَ خَطَأً
كَانَ دَاءً. 266 -
وسَأَلَه رَجُلٌ أَنْ يُعَرِّفَه الإِيمَانَ - فَقَالَ
عليهالسلام إِذَا
كَانَ الْغَدُ - فَأْتِنِي حَتَّى أُخْبِرَكَ عَلَى أَسْمَاعِ النَّاسِ - فَإِنْ
نَسِيتَ مَقَالَتِي حَفِظَهَا عَلَيْكَ غَيْرُكَ - فَإِنَّ الْكَلَامَ
كَالشَّارِدَةِ يَنْقُفُهَا (4776)
هَذَا ويُخْطِئُهَا هَذَا. وقد ذكرنا ما أجابه به - فيما تقدم من
هذا الباب وهو قوله - الإيمان على أربع شعب. 267 - وقَالَ عليهالسلام يَا ابْنَ
آدَمَ لَا تَحْمِلْ هَمَّ يَوْمِكَ الَّذِي لَمْ يَأْتِكَ - عَلَى يَوْمِكَ
الَّذِي قَدْ أَتَاكَ - فَإِنَّه إِنْ يَكُ مِنْ عُمُرِكَ يَأْتِ اللَّه فِيه
بِرِزْقِكَ. 268 - وقَالَ عليهالسلام أَحْبِبْ
حَبِيبَكَ هَوْناً مَا - عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْماً مَا - وأَبْغِضْ
بَغِيضَكَ هَوْناً (4777)
مَا - عَسَى أَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْماً مَا. 269 - وقَالَ عليهالسلام النَّاسُ فِي
الدُّنْيَا عَامِلَانِ - عَامِلٌ عَمِلَ فِي الدُّنْيَا لِلدُّنْيَا - قَدْ
شَغَلَتْه دُنْيَاه عَنْ آخِرَتِه - يَخْشَى عَلَى مَنْ يَخْلُفُه الْفَقْرَ
ويَأْمَنُه عَلَى نَفْسِه - فَيُفْنِي عُمُرَه فِي مَنْفَعَةِ غَيْرِه -
وعَامِلٌ عَمِلَ فِي الدُّنْيَا لِمَا بَعْدَهَا - فَجَاءَه الَّذِي لَه مِنَ
الدُّنْيَا بِغَيْرِ عَمَلٍ - فَأَحْرَزَ الْحَظَّيْنِ مَعاً ومَلَكَ
الدَّارَيْنِ جَمِيعاً - فَأَصْبَحَ وَجِيهاً (4778)
عِنْدَ اللَّه - لَا يَسْأَلُ اللَّه حَاجَةً فَيَمْنَعُه. -----------------------------
270 -
ورُوِيَ أَنَّه ذُكِرَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي أَيَّامِه - حَلْيُ
الْكَعْبَةِ وكَثْرَتُه فَقَالَ قَوْمٌ: لَوْ أَخَذْتَه
فَجَهَّزْتَ بِه جُيُوشَ الْمُسْلِمِينَ - كَانَ أَعْظَمَ لِلأَجْرِ ومَا
تَصْنَعُ الْكَعْبَةُ بِالْحَلْيِ - فَهَمَّ عُمَرُ بِذَلِكَ وسَأَلَ عَنْه
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام
- فَقَالَ عليهالسلام: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى
النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله -
والأَمْوَالُ أَرْبَعَةٌ أَمْوَالُ الْمُسْلِمِينَ - فَقَسَّمَهَا بَيْنَ
الْوَرَثَةِ فِي الْفَرَائِضِ - والْفَيْءُ فَقَسَّمَه عَلَى مُسْتَحِقِّيه -
والْخُمُسُ فَوَضَعَه اللَّه حَيْثُ وَضَعَه - والصَّدَقَاتُ فَجَعَلَهَا اللَّه
حَيْثُ جَعَلَهَا - وكَانَ حَلْيُ الْكَعْبَةِ فِيهَا يَوْمَئِذٍ - فَتَرَكَه
اللَّه عَلَى حَالِه - ولَمْ يَتْرُكْه نِسْيَاناً ولَمْ يَخْفَ عَلَيْه (4779)
مَكَاناً - فَأَقِرَّه حَيْثُ أَقَرَّه اللَّه ورَسُولُه - فَقَالَ لَه عُمَرُ
لَوْلَاكَ لَافْتَضَحْنَا - وتَرَكَ الْحَلْيَ بِحَالِه. 271
- رُوِيَ أَنَّه عليهالسلام
رُفِعَ إِلَيْه رَجُلَانِ سَرَقَا مِنْ مَالِ اللَّه - أَحَدُهُمَا عَبْدٌ مِنْ
مَالِ اللَّه - والآخَرُ مِنْ عُرُوضِ (4780)
النَّاسِ. فَقَالَ عليهالسلام أَمَّا هَذَا
فَهُوَ مِنْ مَالِ اللَّه ولَا حَدَّ عَلَيْه - مَالُ اللَّه أَكَلَ بَعْضُه
بَعْضاً - وأَمَّا الآخَرُ فَعَلَيْه الْحَدُّ الشَّدِيدُ فَقَطَعَ يَدَه. 272 - وقَالَ عليهالسلام لَوْ قَدِ
اسْتَوَتْ قَدَمَايَ مِنْ هَذِه الْمَدَاحِضِ (4781)
لَغَيَّرْتُ أَشْيَاءَ. 273 - وقَالَ عليهالسلام اعْلَمُوا
عِلْماً يَقِيناً أَنَّ اللَّه لَمْ يَجْعَلْ لِلْعَبْدِ - وإِنْ عَظُمَتْ
حِيلَتُه واشْتَدَّتْ طَلِبَتُه - وقَوِيَتْ مَكِيدَتُه - أَكْثَرَ مِمَّا سُمِّيَ لَه فِي الذِّكْرِ
الْحَكِيمِ (4782) -
ولَمْ يَحُلْ بَيْنَ الْعَبْدِ فِي ضَعْفِه وقِلَّةِ حِيلَتِه - وبَيْنَ أَنْ يَبْلُغَ
مَا سُمِّيَ لَه فِي الذِّكْرِ الْحَكِيمِ - والْعَارِفُ لِهَذَا الْعَامِلُ بِه
- أَعْظَمُ النَّاسِ رَاحَةً فِي مَنْفَعَةٍ - والتَّارِكُ لَه الشَّاكُّ فِيه -
أَعْظَمُ النَّاسِ شُغُلًا فِي مَضَرَّةٍ - ورُبَّ مُنْعَمٍ عَلَيْه
مُسْتَدْرَجٌ (4783)
بِالنُّعْمَى - ورُبَّ مُبْتَلًى (4784)
مَصْنُوعٌ لَه بِالْبَلْوَى - فَزِدْ أَيُّهَا الْمُسْتَنْفِعُ فِي شُكْرِكَ -
وقَصِّرْ مِنْ عَجَلَتِكَ - وقِفْ عِنْدَ مُنْتَهَى رِزْقِكَ. 274 - وقَالَ عليهالسلام لَا
تَجْعَلُوا عِلْمَكُمْ جَهْلًا ويَقِينَكُمْ شَكَّاً - إِذَا عَلِمْتُمْ
فَاعْمَلُوا وإِذَا تَيَقَّنْتُمْ فَأَقْدِمُوا. 275 - وقَالَ عليهالسلام إِنَّ
الطَّمَعَ مُورِدٌ غَيْرُ مُصْدِرٍ (4785)
وضَامِنٌ غَيْرُ وَفِيٍّ - ورُبَّمَا شَرِقَ (4786)
شَارِبُ الْمَاءِ قَبْلَ رِيِّه - وكُلَّمَا عَظُمَ قَدْرُ الشَّيْءِ الْمُتَنَافَسِ
فِيه - عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ لِفَقْدِه - والأَمَانِيُّ تُعْمِي أَعْيُنَ
الْبَصَائِرِ - والْحَظُّ يَأْتِي مَنْ لَا يَأْتِيه. 276 - وقَالَ عليهالسلام اللَّهُمَّ
إِنِّي أَعُوذُ بِكَ - مِنْ أَنْ تُحَسِّنَ فِي لَامِعَةِ الْعُيُونِ
عَلَانِيَتِي - وتُقَبِّحَ فِيمَا أُبْطِنُ لَكَ سَرِيرَتِي - مُحَافِظاً عَلَى
رِثَاءِ النَّاسِ مِنْ نَفْسِي - بِجَمِيعِ مَا أَنْتَ مُطَّلِعٌ عَلَيْه مِنِّي
- فَأُبْدِيَ لِلنَّاسِ حُسْنَ ظَاهِرِي - وأُفْضِيَ إِلَيْكَ بِسُوءِ عَمَلِي -
تَقَرُّباً إِلَى عِبَادِكَ وتَبَاعُداً مِنْ مَرْضَاتِكَ. 277 - وقَالَ عليهالسلام: لَا والَّذِي
أَمْسَيْنَا مِنْه فِي غُبْرِ (4787)
لَيْلَةٍ دَهْمَاءَ (4788) -
تَكْشِرُ (4789)
عَنْ يَوْمٍ أَغَرَّ (4790)
مَا كَانَ كَذَا وكَذَا. 278 - وقَالَ عليهالسلام قَلِيلٌ
تَدُومُ عَلَيْه أَرْجَى مِنْ كَثِيرٍ مَمْلُولٍ (4791)
مِنْه. 279 - وقَالَ عليهالسلام إِذَا
أَضَرَّتِ النَّوَافِلُ بِالْفَرَائِضِ فَارْفُضُوهَا. 280 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ
تَذَكَّرَ بُعْدَ السَّفَرِ اسْتَعَدَّ. -----------------------------
281 - وقَالَ عليهالسلام لَيْسَتِ
الرَّوِيَّةُ (4792)
كَالْمُعَايَنَةِ مَعَ الإِبْصَارِ - فَقَدْ تَكْذِبُ الْعُيُونُ أَهْلَهَا -
ولَا يَغُشُّ الْعَقْلُ مَنِ اسْتَنْصَحَه. 282 - وقَالَ عليهالسلام بَيْنَكُمْ
وبَيْنَ الْمَوْعِظَةِ حِجَابٌ مِنَ الْغِرَّةِ (4793). 283 - وقَالَ عليهالسلام جَاهِلُكُمْ
مُزْدَادٌ (4794)
وعَالِمُكُمْ مُسَوِّفٌ (4795). 284 - وقَالَ عليهالسلام قَطَعَ
الْعِلْمُ عُذْرَ الْمُتَعَلِّلِينَ. 285 - وقَالَ عليهالسلام كُلُّ
مُعَاجَلٍ يَسْأَلُ الإِنْظَارَ (4796) -
وكُلُّ مُؤَجَّلٍ (4797)
يَتَعَلَّلُ بِالتَّسْوِيفِ (4798). 286 - وقَالَ عليهالسلام مَا قَالَ
النَّاسُ لِشَيْءٍ طُوبَى لَه - إِلَّا وقَدْ خَبَأَ لَه الدَّهْرُ يَوْمَ
سَوْءٍ. 287 - وسُئِلَ عَنِ
الْقَدَرِ - فَقَالَ طَرِيقٌ مُظْلِمٌ فَلَا تَسْلُكُوه -
وبَحْرٌ عَمِيقٌ فَلَا تَلِجُوه - وسِرُّ اللَّه فَلَا تَتَكَلَّفُوه. 288 - وقَالَ عليهالسلام: إِذَا
أَرْذَلَ (4799)
اللَّه عَبْداً حَظَرَ (4800)
عَلَيْه الْعِلْمَ. 289 - وقَالَ عليهالسلام: كَانَ لِي
فِيمَا مَضَى أَخٌ فِي اللَّه - وكَانَ يُعْظِمُه فِي عَيْنِي صِغَرُ الدُّنْيَا
فِي عَيْنِه - وكَانَ خَارِجاً مِنْ سُلْطَانِ بَطْنِه - فَلَا يَشْتَهِي مَا
لَا يَجِدُ ولَا يُكْثِرُ إِذَا وَجَدَ - وكَانَ أَكْثَرَ دَهْرِه صَامِتاً -
فَإِنْ قَالَ بَذَّ (4801)
الْقَائِلِينَ ونَقَعَ غَلِيلَ (4802)
السَّائِلِينَ - وكَانَ ضَعِيفاً مُسْتَضْعَفاً - فَإِنْ جَاءَ الْجِدُّ فَهُوَ
لَيْثُ غَابٍ (4803)
وصِلُّ (4804)
وَادٍ - لَا يُدْلِي (4805)
بِحُجَّةٍ حَتَّى يَأْتِيَ قَاضِياً - وكَانَ لَا يَلُومُ أَحَداً - عَلَى مَا
يَجِدُ الْعُذْرَ فِي مِثْلِه حَتَّى يَسْمَعَ اعْتِذَارَه - وكَانَ لَا يَشْكُو
وَجَعاً إِلَّا عِنْدَ بُرْئِه - وكَانَ يَقُولُ مَا يَفْعَلُ ولَا يَقُولُ مَا
لَا يَفْعَلُ - وكَانَ إِذَا غُلِبَ عَلَى الْكَلَامِ لَمْ يُغْلَبْ عَلَى
السُّكُوتِ - وكَانَ عَلَى مَا يَسْمَعُ أَحْرَصَ مِنْه عَلَى أَنْ يَتَكَلَّمَ
- وكَانَ إِذَا بَدَهَه (4806)
أَمْرَانِ - يَنْظُرُ أَيُّهُمَا أَقْرَبُ إِلَى الْهَوَى - فَيُخَالِفُه
فَعَلَيْكُمْ بِهَذِه الْخَلَائِقِ فَالْزَمُوهَا وتَنَافَسُوا فِيهَا - فَإِنْ
لَمْ تَسْتَطِيعُوهَا - فَاعْلَمُوا أَنَّ أَخْذَ الْقَلِيلِ خَيْرٌ مِنْ تَرْكِ
الْكَثِير. 290 - وقَالَ عليهالسلام لَوْ لَمْ
يَتَوَعَّدِ (4807)
اللَّه عَلَى مَعْصِيَتِه - لَكَانَ يَجِبُ أَلَّا يُعْصَى شُكْراً لِنِعَمِه. -----------------------------
291
- وقَالَ عليهالسلام وقَدْ عَزَّى
الأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ عَنِ ابْنٍ لَه. يَا أَشْعَثُ إِنْ تَحْزَنْ عَلَى
ابْنِكَ - فَقَدِ اسْتَحَقَّتْ مِنْكَ ذَلِكَ الرَّحِمُ - وإِنْ تَصْبِرْ فَفِي
اللَّه مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ خَلَفٌ - يَا أَشْعَثُ إِنْ صَبَرْتَ - جَرَى
عَلَيْكَ الْقَدَرُ وأَنْتَ مَأْجُورٌ - وإِنْ جَزِعْتَ جَرَى عَلَيْكَ
الْقَدَرُ وأَنْتَ مَأْزُورٌ (4808) -
يَا أَشْعَثُ ابْنُكَ سَرَّكَ وهُوَ بَلَاءٌ وفِتْنَةٌ - وحَزَنَكَ (4809)
وهُوَ ثَوَابٌ ورَحْمَةٌ. 292
- وقَالَ عليهالسلام عَلَى قَبْرِ
رَسُولِ اللَّه صلىاللهعليهوآله
- سَاعَةَ دَفْنِه. إِنَّ الصَّبْرَ لَجَمِيلٌ إِلَّا
عَنْكَ - وإِنَّ الْجَزَعَ لَقَبِيحٌ إِلَّا عَلَيْكَ - وإِنَّ الْمُصَابَ بِكَ
لَجَلِيلٌ وإِنَّه قَبْلَكَ وبَعْدَكَ لَجَلَلٌ (4810). 293 - وقَالَ عليهالسلام لَا تَصْحَبِ
الْمَائِقَ (4811) -
فَإِنَّه يُزَيِّنُ لَكَ فِعْلَه ويَوَدُّ أَنْ تَكُونَ مِثْلَه. 294 - وقَدْ
سُئِلَ عَنْ مَسَافَةِ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ والْمَغْرِبِ - فَقَالَ عليهالسلام
مَسِيرَةُ
يَوْمٍ لِلشَّمْسِ. 295 - وقَالَ عليهالسلام
أَصْدِقَاؤُكَ ثَلَاثَةٌ وأَعْدَاؤُكَ ثَلَاثَةٌ. فَأَصْدِقَاؤُكَ صَدِيقُكَ - وصَدِيقُ
صَدِيقِكَ وعَدُوُّ عَدُوِّكَ - وأَعْدَاؤُكَ عَدُوُّكَ - وعَدُوُّ صَدِيقِكَ
وصَدِيقُ عَدُوِّكَ. 296 - وقَالَ عليهالسلام لِرَجُلٍ
رَآه يَسْعَى عَلَى عَدُوٍّ لَه - بِمَا فِيه إِضْرَارٌ بِنَفْسِه - إِنَّمَا
أَنْتَ كَالطَّاعِنِ نَفْسَه لِيَقْتُلَ رِدْفَه (4812). 297 - وقَالَ عليهالسلام مَا أَكْثَرَ
الْعِبَرَ وأَقَلَّ الِاعْتِبَارَ. 298 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ بَالَغَ
فِي الْخُصُومَةِ أَثِمَ - ومَنْ قَصَّرَ فِيهَا ظُلِمَ - ولَا يَسْتَطِيعُ أَنْ
يَتَّقِيَ اللَّه مَنْ خَاصَمَ. 299 - وقَالَ عليهالسلام مَا
أَهَمَّنِي ذَنْبٌ أُمْهِلْتُ بَعْدَه - حَتَّى أُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ
وأَسْأَلَ اللَّه الْعَافِيَةَ. 300 - وسُئِلَ عليهالسلام كَيْفَ
يُحَاسِبُ اللَّه الْخَلْقَ عَلَى كَثْرَتِهِمْ - فَقَالَ عليهالسلام
كَمَا يَرْزُقُهُمْ عَلَى كَثْرَتِهِمْ - فَقِيلَ كَيْفَ يُحَاسِبُهُمْ ولَا
يَرَوْنَه - فَقَالَ عليهالسلام
كَمَا يَرْزُقُهُمْ ولَا يَرَوْنَه. -----------------------------
301 - وقَالَ عليهالسلام رَسُولُكَ
تَرْجُمَانُ عَقْلِكَ - وكِتَابُكَ أَبْلَغُ مَا يَنْطِقُ عَنْكَ. 302 - وقَالَ عليهالسلام مَا
الْمُبْتَلَى الَّذِي قَدِ اشْتَدَّ بِه الْبَلَاءُ - بِأَحْوَجَ إِلَى
الدُّعَاءِ - الَّذِي لَا يَأْمَنُ الْبَلَاءَ. 303 - وقَالَ عليهالسلام النَّاسُ
أَبْنَاءُ الدُّنْيَا - ولَا يُلَامُ الرَّجُلُ عَلَى حُبِّ أُمِّه. 304 - وقَالَ عليهالسلام إِنَّ
الْمِسْكِينَ رَسُولُ اللَّه - فَمَنْ مَنَعَه فَقَدْ مَنَعَ
اللَّه - ومَنْ أَعْطَاه فَقَدْ أَعْطَى اللَّه. 305 - وقَالَ عليهالسلام مَا زَنَى
غَيُورٌ قَطُّ. 306 - وقَالَ عليهالسلام كَفَى
بِالأَجَلِ حَارِساً. 307 - وقَالَ عليهالسلام يَنَامُ
الرَّجُلُ عَلَى الثُّكْلِ (4813)
ولَا يَنَامُ عَلَى الْحَرَبِ (4814). قال الرضي - ومعنى ذلك أنه يصبر على قتل الأولاد - ولا يصبر على سلب الأموال. 308 - وقَالَ عليهالسلام مَوَدَّةُ
الآبَاءِ قَرَابَةٌ بَيْنَ الأَبْنَاءِ - والْقَرَابَةُ إِلَى الْمَوَدَّةِ
أَحْوَجُ مِنَ الْمَوَدَّةِ إِلَى الْقَرَابَةِ. 309 - وقَالَ عليهالسلام اتَّقُوا
ظُنُونَ الْمُؤْمِنِينَ - فَإِنَّ اللَّه تَعَالَى جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى
أَلْسِنَتِهِمْ. 310 - وقَالَ عليهالسلام لَا يَصْدُقُ
إِيمَانُ عَبْدٍ - حَتَّى يَكُونَ بِمَا فِي يَدِ اللَّه - أَوْثَقَ مِنْه بِمَا
فِي يَدِه. 311
- وقَالَ عليهالسلام لأَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ - وقَدْ كَانَ بَعَثَه إِلَى طَلْحَةَ والزُّبَيْرِ لَمَّا جَاءَ إِلَى
الْبَصْرَةِ - يُذَكِّرُهُمَا شَيْئاً مِمَّا سَمِعَه مِنْ رَسُولِ اللَّه صلىاللهعليهوآله
فِي مَعْنَاهُمَا - فَلَوَى عَنْ ذَلِكَ فَرَجَعَ إِلَيْه - فَقَالَ:
إِنِّي أُنْسِيتُ ذَلِكَ الأَمْرَ - فَقَالَ عليهالسلام
إِنْ كُنْتَ كَاذِباً - فَضَرَبَكَ اللَّه بِهَا بَيْضَاءَ لَامِعَةً لَا
تُوَارِيهَا الْعِمَامَةُ. قال الرضي يعني البرص - فأصاب أنسا هذا الداء فيما بعد في وجهه - فكان لا يرى إلا
مبرقعا. 312 - وقَالَ عليهالسلام إِنَّ
لِلْقُلُوبِ إِقْبَالًا وإِدْبَاراً (4815) -
فَإِذَا أَقْبَلَتْ فَاحْمِلُوهَا عَلَى النَّوَافِلِ - وإِذَا أَدْبَرَتْ
فَاقْتَصِرُوا بِهَا عَلَى الْفَرَائِضِ. 313 - وقَالَ عليهالسلام وفِي
الْقُرْآنِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ - وخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ وحُكْمُ مَا
بَيْنَكُمْ (4816). 314 - وقَالَ عليهالسلام رُدُّوا
الْحَجَرَ (4817)
مِنْ حَيْثُ جَاءَ - فَإِنَّ الشَّرَّ لَا يَدْفَعُه إِلَّا الشَّرُّ. 315 - وقَالَ عليهالسلام لِكَاتِبِه
عُبَيْدِ اللَّه بْنِ أَبِي رَافِعٍ - أَلِقْ (4818)
دَوَاتَكَ وأَطِلْ جِلْفَةَ (4819)
قَلَمِكَ - وفَرِّجْ بَيْنَ السُّطُورِ وقَرْمِطْ (4820)
بَيْنَ الْحُرُوفِ - فَإِنَّ ذَلِكَ أَجْدَرُ بِصَبَاحَةِ الْخَطِّ. 316 - وقَالَ عليهالسلام أَنَا
يَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِينَ والْمَالُ يَعْسُوبُ الْفُجَّارِ. قال
الرضي ومعنى ذلك أن
المؤمنين يتبعونني - والفجار يتبعون المال - كما تتبع النحل يعسوبها وهو رئيسها. -----------------------------
317 - وقَالَ
لَه بَعْضُ الْيَهُودِ - مَا دَفَنْتُمْ نَبِيَّكُمْ حَتَّى اخْتَلَفْتُمْ فِيه
- فَقَالَ عليهالسلام
لَه إِنَّمَا اخْتَلَفْنَا عَنْه لَا فِيه - ولَكِنَّكُمْ مَا جَفَّتْ
أَرْجُلُكُمْ مِنَ الْبَحْرِ - حَتَّى قُلْتُمْ لِنَبِيِّكُمْ - (اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ
آلِهَةٌ - قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ). 318 - وقِيلَ
لَه بِأَيِّ شَيْءٍ غَلَبْتَ الأَقْرَانَ - فَقَالَ
عليهالسلام مَا
لَقِيتُ رَجُلًا إِلَّا أَعَانَنِي عَلَى نَفْسِه. قال الرضي - يومئ بذلك إلى تمكن هيبته في القلوب. 319 - وقَالَ عليهالسلام لِابْنِه
مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ الْفَقْرَ
- فَاسْتَعِذْ بِاللَّه مِنْه - فَإِنَّ الْفَقْرَ مَنْقَصَةٌ (4821)
لِلدِّينِ - مَدْهَشَةٌ لِلْعَقْلِ دَاعِيَةٌ لِلْمَقْتِ. 320 - وقَالَ عليهالسلام لِسَائِلٍ
سَأَلَه عَنْ مُعْضِلَةٍ (4822) -
سَلْ تَفَقُّهاً ولَا تَسْأَلْ تَعَنُّتاً - فَإِنَّ الْجَاهِلَ الْمُتَعَلِّمَ
شَبِيه بِالْعَالِمِ - وإِنَّ الْعَالِمَ الْمُتَعَسِّفَ شَبِيه بِالْجَاهِلِ
الْمُتَعَنِّتِ. 321
- وقَالَ عليهالسلام لِعَبْدِ
اللَّه بْنِ الْعَبَّاسِ - وقَدْ أَشَارَ إِلَيْه فِي شَيْءٍ لَمْ يُوَافِقْ
رَأْيَه: لَكَ أَنْ تُشِيرَ عَلَيَّ وأَرَى
فَإِنْ عَصَيْتُكَ فَأَطِعْنِي. 322 - ورُوِيَ: أَنَّه عليهالسلام لَمَّا وَرَدَ
الْكُوفَةَ - قَادِماً مِنْ صِفِّينَ مَرَّ بِالشِّبَامِيِّينَ (4823) -
فَسَمِعَ بُكَاءَ النِّسَاءِ عَلَى قَتْلَى صِفِّينَ - وخَرَجَ إِلَيْه حَرْبُ
بْنُ شُرَحْبِيلَ الشِّبَامِيِّ - وكَانَ مِنْ وُجُوه قَوْمِه فَقَالَ عليهالسلام لَه. أَتَغْلِبُكُمْ نِسَاؤُكُمْ عَلَى مَا
أَسْمَعُ - أَلَا تَنْهَوْنَهُنَّ عَنْ هَذَا الرَّنِينِ (4824)؟ وأَقْبَلَ
حَرْبٌ يَمْشِي مَعَه وهُوَ عليهالسلام
رَاكِبٌ - فَقَالَ
عليهالسلام: ارْجِعْ فَإِنَّ مَشْيَ مِثْلِكَ مَعَ
مِثْلِي - فِتْنَةٌ لِلْوَالِي ومَذَلَّةٌ (4825)
لِلْمُؤْمِنِ. 323 - وقَالَ عليهالسلام وقَدْ مَرَّ
بِقَتْلَى الْخَوَارِجِ يَوْمَ النَّهْرَوَانِ - بُؤْساً لَكُمْ لَقَدْ
ضَرَّكُمْ مَنْ غَرَّكُمْ - فَقِيلَ لَه مَنْ غَرَّهُمْ يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ - فَقَالَ الشَّيْطَانُ الْمُضِلُّ والأَنْفُسُ الأَمَّارَةُ
بِالسُّوءِ - غَرَّتْهُمْ بِالأَمَانِيِّ وفَسَحَتْ لَهُمْ بِالْمَعَاصِي -
ووَعَدَتْهُمُ الإِظْهَارَ فَاقْتَحَمَتْ بِهِمُ النَّارَ. 324 - وقَالَ عليهالسلام اتَّقُوا
مَعَاصِيَ اللَّه فِي الْخَلَوَاتِ - فَإِنَّ الشَّاهِدَ هُوَ الْحَاكِمُ. 325
- وقَالَ عليهالسلام لَمَّا
بَلَغَه قَتْلُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ: إِنَّ حُزْنَنَا عَلَيْه عَلَى قَدْرِ
سُرُورِهِمْ بِه - إِلَّا أَنَّهُمْ نَقَصُوا بَغِيضاً ونَقَصْنَا حَبِيباً. 326 - وقَالَ عليهالسلام: الْعُمُرُ
الَّذِي أَعْذَرَ اللَّه فِيه إِلَى ابْنِ آدَمَ سِتُّونَ سَنَةً. 327 - وقَالَ عليهالسلام مَا ظَفِرَ
مَنْ ظَفِرَ الإِثْمُ بِه - والْغَالِبُ بِالشَّرِّ مَغْلُوبٌ. 328 - وقَالَ عليهالسلام إِنَّ اللَّه
سُبْحَانَه - فَرَضَ فِي أَمْوَالِ الأَغْنِيَاءِ أَقْوَاتَ الْفُقَرَاءِ -
فَمَا جَاعَ فَقِيرٌ إِلَّا بِمَا مُتِّعَ بِه غَنِيٌّ - واللَّه تَعَالَى
سَائِلُهُمْ عَنْ ذَلِكَ. 329 - وقَالَ عليهالسلام الِاسْتِغْنَاءُ
عَنِ الْعُذْرِ أَعَزُّ مِنَ الصِّدْقِ بِه. 330 - وقَالَ عليهالسلام أَقَلُّ مَا
يَلْزَمُكُمْ لِلَّه - أَلَّا تَسْتَعِينُوا بِنِعَمِه عَلَى مَعَاصِيه. -----------------------------
331 - وقَالَ عليهالسلام إِنَّ اللَّه
سُبْحَانَه جَعَلَ الطَّاعَةَ غَنِيمَةَ الأَكْيَاسِ (4826) -
عِنْدَ تَفْرِيطِ الْعَجَزَةِ (4827). 332 - وقَالَ عليهالسلام السُّلْطَانُ
وَزَعَةُ (4828)
اللَّه فِي أَرْضِه. 333 - وقَالَ عليهالسلام فِي صِفَةِ
الْمُؤْمِنِ - الْمُؤْمِنُ بِشْرُه (4829)
فِي وَجْهِه وحُزْنُه فِي قَلْبِه - أَوْسَعُ شَيْءٍ صَدْراً وأَذَلُّ شَيْءٍ
نَفْساً - يَكْرَه الرِّفْعَةَ ويَشْنَأُ السُّمْعَةَ - طَوِيلٌ غَمُّه بَعِيدٌ
هَمُّه - كَثِيرٌ صَمْتُه مَشْغُولٌ وَقْتُه - شَكُورٌ صَبُورٌ - مَغْمُورٌ (4830)
بِفِكْرَتِه ضَنِينٌ (4831)
بِخَلَّتِه (4832) -
سَهْلُ الْخَلِيقَةِ (4833)
لَيِّنُ الْعَرِيكَةِ (4834) -
نَفْسُه أَصْلَبُ مِنَ الصَّلْدِ (4835) -
وهُوَ أَذَلُّ مِنَ الْعَبْدِ. 334 - وقَالَ عليهالسلام لَوْ رَأَى
الْعَبْدُ الأَجَلَ ومَصِيرَه - لأَبْغَضَ الأَمَلَ وغُرُورَه. 335 - وقَالَ عليهالسلام لِكُلِّ
امْرِئٍ فِي مَالِه شَرِيكَانِ - الْوَارِثُ والْحَوَادِثُ. 336 - وقَالَ عليهالسلام الْمَسْئُولُ
حُرٌّ حَتَّى يَعِدَ. 337 - وقَالَ عليهالسلام الدَّاعِي
بِلَا عَمَلٍ كَالرَّامِي بِلَا وَتَرٍ. 338 - وقَالَ عليهالسلام الْعِلْمُ
عِلْمَانِ مَطْبُوعٌ ومَسْمُوعٌ (4836) -
ولَا يَنْفَعُ الْمَسْمُوعُ إِذَا لَمْ يَكُنِ الْمَطْبُوعُ. 339 - وقَالَ عليهالسلام صَوَابُ
الرَّأْيِ بِالدُّوَلِ - يُقْبِلُ بِإِقْبَالِهَا (4837)
ويَذْهَبُ بِذَهَابِهَا. 340 - وقَالَ عليهالسلام الْعَفَافُ
زِينَةُ الْفَقْرِ والشُّكْرُ زِينَةُ الْغِنَى. |
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
باب المختار من حكم أمير المؤمنين عليهالسلام : 341- 420
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
341 - وقَالَ عليهالسلام يَوْمُ
الْعَدْلِ عَلَى الظَّالِمِ - أَشَدُّ مِنْ يَوْمِ الْجَوْرِ عَلَى الْمَظْلُومِ. 342 - وقَالَ عليهالسلام الْغِنَى
الأَكْبَرُ الْيَأْسُ عَمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ. 343 - وقَالَ عليهالسلام الأَقَاوِيلُ
مَحْفُوظَةٌ والسَّرَائِرُ مَبْلُوَّةٌ (4838) -
و (كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) - والنَّاسُ
مَنْقُوصُونَ (4839)
مَدْخُولُونَ (4840)
إِلَّا مَنْ عَصَمَ اللَّه - سَائِلُهُمْ مُتَعَنِّتٌ ومُجِيبُهُمْ مُتَكَلِّفٌ
- يَكَادُ أَفْضَلُهُمْ رَأْياً - يَرُدُّه عَنْ فَضْلِ رَأْيِه الرِّضَى
والسُّخْطُ - ويَكَادُ أَصْلَبُهُمْ عُوداً (4841)
تَنْكَؤُه (4842)
اللَّحْظَةُ (4843) -
وتَسْتَحِيلُه (4844)
الْكَلِمَةُ الْوَاحِدَةُ. 344 - وقَالَ عليهالسلام: مَعَاشِرَ
النَّاسِ اتَّقُوا اللَّه - فَكَمْ مِنْ مُؤَمِّلٍ مَا لَا يَبْلُغُه وبَانٍ مَا
لَا يَسْكُنُه - وجَامِعٍ مَا سَوْفَ يَتْرُكُه - ولَعَلَّه مِنْ بَاطِلٍ
جَمَعَه ومِنْ حَقٍّ مَنَعَه - أَصَابَه حَرَاماً واحْتَمَلَ بِه آثَاماً -
فَبَاءَ بِوِزْرِه وقَدِمَ عَلَى رَبِّه آسِفاً لَاهِفاً - قَدْ «خَسِرَ الدُّنْيا والآخِرَةَ
ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ». -----------------------------
345 - وقَالَ عليهالسلام مِنَ
الْعِصْمَةِ تَعَذُّرُ الْمَعَاصِي. 346 - وقَالَ عليهالسلام مَاءُ
وَجْهِكَ جَامِدٌ يُقْطِرُه السُّؤَالُ - فَانْظُرْ عِنْدَ مَنْ تُقْطِرُه. 347 - وقَالَ عليهالسلام الثَّنَاءُ
بِأَكْثَرَ مِنَ الِاسْتِحْقَاقِ مَلَقٌ (4845) -
والتَّقْصِيرُ عَنِ الِاسْتِحْقَاقِ عِيٌّ أَوْ حَسَدٌ. 348 - وقَالَ عليهالسلام أَشَدُّ
الذُّنُوبِ مَا اسْتَهَانَ بِه صَاحِبُه. 349 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ نَظَرَ
فِي عَيْبِ نَفْسِه اشْتَغَلَ عَنْ عَيْبِ غَيْرِه - ومَنْ رَضِيَ بِرِزْقِ
اللَّه لَمْ يَحْزَنْ عَلَى مَا فَاتَه - ومَنْ سَلَّ سَيْفَ الْبَغْيِ قُتِلَ
بِه - ومَنْ كَابَدَ الأُمُورَ (4846)
عَطِبَ (4847) -
ومَنِ اقْتَحَمَ اللُّجَجَ غَرِقَ - ومَنْ دَخَلَ مَدَاخِلَ السُّوءِ اتُّهِمَ -
ومَنْ كَثُرَ كَلَامُه كَثُرَ خَطَؤُه - ومَنْ كَثُرَ خَطَؤُه قَلَّ حَيَاؤُه -
ومَنْ قَلَّ حَيَاؤُه قَلَّ وَرَعُه - ومَنْ قَلَّ وَرَعُه مَاتَ قَلْبُه -
ومَنْ مَاتَ قَلْبُه دَخَلَ النَّارَ - ومَنْ نَظَرَ فِي عُيُوبِ النَّاسِ
فَأَنْكَرَهَا - ثُمَّ رَضِيَهَا لِنَفْسِه فَذَلِكَ الأَحْمَقُ بِعَيْنِه -
والْقَنَاعَةُ مَالٌ لَا يَنْفَدُ - ومَنْ أَكْثَرَ مِنْ ذِكْرِ الْمَوْتِ -
رَضِيَ مِنَ الدُّنْيَا بِالْيَسِيرِ - ومَنْ عَلِمَ أَنَّ كَلَامَه مِنْ
عَمَلِه - قَلَّ كَلَامُه إِلَّا فِيمَا يَعْنِيه. 350 - وقَالَ عليهالسلام لِلظَّالِمِ
مِنَ الرِّجَالِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ - يَظْلِمُ مَنْ فَوْقَه بِالْمَعْصِيَةِ -
ومَنْ دُونَه بِالْغَلَبَةِ (4848)
ويُظَاهِرُ (4849)
الْقَوْمَ الظَّلَمَةَ (4850). 351 - وقَالَ عليهالسلام عِنْدَ
تَنَاهِي الشِّدَّةِ تَكُونُ الْفَرْجَةُ - وعِنْدَ تَضَايُقِ حَلَقِ الْبَلَاءِ
يَكُونُ الرَّخَاءُ. 352 - وقَالَ عليهالسلام لِبَعْضِ
أَصْحَابِه - لَا تَجْعَلَنَّ أَكْثَرَ شُغُلِكَ بِأَهْلِكَ ووَلَدِكَ - فَإِنْ
يَكُنْ أَهْلُكَ ووَلَدُكَ أَوْلِيَاءَ اللَّه - فَإِنَّ اللَّه لَا يُضِيعُ
أَوْلِيَاءَه - وإِنْ يَكُونُوا أَعْدَاءَ اللَّه فَمَا هَمُّكَ وشُغُلُكَ
بِأَعْدَاءِ اللَّه. 353 - وقَالَ عليهالسلام أَكْبَرُ
الْعَيْبِ أَنْ تَعِيبَ مَا فِيكَ مِثْلُه 354 - وهَنَّأَ
بِحَضْرَتِه رَجُلٌ رَجُلًا بِغُلَامٍ وُلِدَ لَه - فَقَالَ لَه لِيَهْنِئْكَ
الْفَارِسُ - فَقَالَ عليهالسلام لَا تَقُلْ
ذَلِكَ - ولَكِنْ قُلْ شَكَرْتَ الْوَاهِبَ - وبُورِكَ لَكَ فِي الْمَوْهُوبِ -
وبَلَغَ أَشُدَّه ورُزِقْتَ بِرَّه. 355 -
وبَنَى رَجُلٌ مِنْ عُمَّالِه بِنَاءً فَخْماً (4851) -
فَقَالَ عليهالسلام
أَطْلَعَتِ الْوَرِقُ (4852)
رُءُوسَهَا - إِنَّ الْبِنَاءَ يَصِفُ لَكَ الْغِنَى. 356 -
وقِيلَ لَه عليهالسلام لَوْ سُدَّ
عَلَى رَجُلٍ بَابُ بَيْتِه وتُرِكَ فِيه - مِنْ أَيْنَ كَانَ يَأْتِيه رِزْقُه
- فَقَالَ عليهالسلام
مِنْ
حَيْثُ يَأْتِيه أَجَلُه. 357 - وعَزَّى
قَوْماً عَنْ مَيِّتٍ مَاتَ لَهُمْ فَقَالَ
عليهالسلام -
إِنَّ هَذَا الأَمْرَ (4853)
لَيْسَ لَكُمْ بَدَأَ - ولَا إِلَيْكُمُ انْتَهَى - وقَدْ كَانَ صَاحِبُكُمْ
هَذَا يُسَافِرُ فَعُدُّوه فِي بَعْضِ أَسْفَارِه - فَإِنْ قَدِمَ عَلَيْكُمْ
وإِلَّا قَدِمْتُمْ عَلَيْه. 358 - وقَالَ عليهالسلام أَيُّهَا
النَّاسُ لِيَرَكُمُ اللَّه مِنَ النِّعْمَةِ وَجِلِينَ (4854) -
كَمَا يَرَاكُمْ مِنَ النِّقْمَةِ فَرِقِينَ (4855) -
إِنَّه مَنْ وُسِّعَ عَلَيْه فِي ذَاتِ يَدِه - فَلَمْ يَرَ ذَلِكَ
اسْتِدْرَاجاً فَقَدْ أَمِنَ مَخُوفاً - ومَنْ ضُيِّقَ عَلَيْه فِي ذَاتِ يَدِه
- فَلَمْ يَرَ ذَلِكَ اخْتِبَاراً (4856)
فَقَدْ ضَيَّعَ مَأْمُولًا (4857). 359 - وقَالَ عليهالسلام
يَا أَسْرَى الرَّغْبَةِ (4858)
أَقْصِرُوا (4859)، فَإِنَّ الْمُعَرِّجَ (4860)
عَلَى الدُّنْيَا لَا يَرُوعُه (4861)
مِنْهَا - إِلَّا صَرِيفُ (4862)
أَنْيَابِ الْحِدْثَانِ (4863) -
أَيُّهَا النَّاسُ تَوَلَّوْا (4864)
مِنْ أَنْفُسِكُمْ تَأْدِيبَهَا - واعْدِلُوا بِهَا عَنْ ضَرَاوَةِ (4865)
عَادَاتِهَا. 360 - وقَالَ عليهالسلام لَا
تَظُنَّنَّ بِكَلِمَةٍ خَرَجَتْ مِنْ أَحَدٍ سُوءاً - وأَنْتَ تَجِدُ لَهَا فِي
الْخَيْرِ مُحْتَمَلًا. -----------------------------
361 - وقَالَ عليهالسلام إِذَا كَانَتْ
لَكَ إِلَى اللَّه سُبْحَانَه حَاجَةٌ - فَابْدَأْ بِمَسْأَلَةِ الصَّلَاةِ
عَلَى رَسُولِه صلىاللهعليهوآله -
ثُمَّ سَلْ حَاجَتَكَ - فَإِنَّ اللَّه أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُسْأَلَ حَاجَتَيْنِ
(4866) -
فَيَقْضِيَ إِحْدَاهُمَا ويَمْنَعَ الأُخْرَى. 362 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ ضَنَّ (4867)
بِعِرْضِه فَلْيَدَعِ الْمِرَاءَ (4868). 363 - وقَالَ عليهالسلام مِنَ الْخُرْقِ
(4869)
الْمُعَاجَلَةُ قَبْلَ الإِمْكَانِ - والأَنَاةُ (4870)
بَعْدَ الْفُرْصَةِ (4871). -----------------------------
364 - وقَالَ عليهالسلام لَا تَسْأَلْ
عَمَّا لَا يَكُونُ - فَفِي الَّذِي قَدْ كَانَ لَكَ شُغُلٌ (4872). 365 - وقَالَ عليهالسلام الْفِكْرُ
مِرْآةٌ صَافِيَةٌ والِاعْتِبَارُ (4873)
مُنْذِرٌ (4874)
نَاصِحٌ - وكَفَى أَدَباً لِنَفْسِكَ تَجَنُّبُكَ (4875)
مَا كَرِهْتَه لِغَيْرِكَ. 366 - وقَالَ عليهالسلام الْعِلْمُ
مَقْرُونٌ بِالْعَمَلِ فَمَنْ عَلِمَ عَمِلَ - والْعِلْمُ يَهْتِفُ بِالْعَمَلِ (4876) -
فَإِنْ أَجَابَه وإِلَّا ارْتَحَلَ عَنْه. -----------------------------
367 - وقَالَ عليهالسلام يَا أَيُّهَا
النَّاسُ مَتَاعُ الدُّنْيَا حُطَامٌ (4877)
مُوبِئٌ (4878) -
فَتَجَنَّبُوا مَرْعَاه (4879)
قُلْعَتُهَا (4880)
أَحْظَى (4881)
مِنْ طُمَأْنِينَتِهَا (4882) -
وبُلْغَتُهَا (4883)
أَزْكَى (4884)
مِنْ ثَرْوَتِهَا - حُكِمَ عَلَى مُكْثِرٍ مِنْهَا بِالْفَاقَةِ (4885) -
وأُعِينَ مَنْ غَنِيَ عَنْهَا (4886)
بِالرَّاحَةِ - مَنْ رَاقَه (4887)
زِبْرِجُهَا (4888)
أَعْقَبَتْ (4889)
نَاظِرَيْه كَمَهاً (4890) -
ومَنِ اسْتَشْعَرَ الشَّغَفَ (4891)
بِهَا مَلأَتْ ضَمِيرَه أَشْجَاناً (4892) -
لَهُنَّ رَقْصٌ (4893)
عَلَى سُوَيْدَاءِ قَلْبِه (4894) -
هَمٌّ يَشْغَلُه وغَمٌّ يَحْزُنُه - كَذَلِكَ حَتَّى يُؤْخَذَ بِكَظَمِه (4895)
فَيُلْقَى (4896)
بِالْفَضَاءِ مُنْقَطِعاً أَبْهَرَاه (4897) -
هَيِّناً عَلَى اللَّه فَنَاؤُه وعَلَى الإِخْوَانِ إِلْقَاؤُه (4898) -
وإِنَّمَا يَنْظُرُ الْمُؤْمِنُ إِلَى الدُّنْيَا بِعَيْنِ الِاعْتِبَارِ (4899) -
ويَقْتَاتُ مِنْهَا (4900)
بِبَطْنِ الِاضْطِرَارِ (4901) -
ويَسْمَعُ فِيهَا بِأُذُنِ الْمَقْتِ (4902)
والإِبْغَاضِ - إِنْ قِيلَ أَثْرَى (4903)
قِيلَ أَكْدَى (4904) -
وإِنْ فُرِحَ لَه بِالْبَقَاءِ حُزِنَ لَه بِالْفَنَاءِ - هَذَا ولَمْ
يَأْتِهِمْ يَوْمٌ فِيه يُبْلِسُونَ (4905). -----------------------------
368 - وقَالَ عليهالسلام إِنَّ اللَّه
سُبْحَانَه وَضَعَ الثَّوَابَ عَلَى طَاعَتِه - والْعِقَابَ عَلَى مَعْصِيَتِه
ذِيَادَةً (4906)
لِعِبَادِه عَنْ نِقْمَتِه - وحِيَاشَةً (4907)
لَهُمْ إِلَى جَنَّتِه. 369 - وقَالَ عليهالسلام يَأْتِي عَلَى
النَّاسِ زَمَانٌ - لَا يَبْقَى فِيهِمْ مِنَ الْقُرْآنِ إِلَّا رَسْمُه - ومِنَ
الإِسْلَامِ إِلَّا اسْمُه - ومَسَاجِدُهُمْ يَوْمَئِذٍ عَامِرَةٌ مِنَ
الْبِنَاءِ - خَرَابٌ مِنَ الْهُدَى - سُكَّانُهَا وعُمَّارُهَا شَرُّ أَهْلِ
الأَرْضِ - مِنْهُمْ تَخْرُجُ الْفِتْنَةُ وإِلَيْهِمْ تَأْوِي الْخَطِيئَةُ -
يَرُدُّونَ مَنْ شَذَّ عَنْهَا فِيهَا - ويَسُوقُونَ مَنْ تَأَخَّرَ عَنْهَا
إِلَيْهَا - يَقُولُ اللَّه سُبْحَانَه فَبِي حَلَفْتُ - لأَبْعَثَنَّ عَلَى
أُولَئِكَ فِتْنَةً تَتْرُكُ الْحَلِيمَ فِيهَا حَيْرَانَ - وقَدْ فَعَلَ
ونَحْنُ نَسْتَقِيلُ اللَّه عَثْرَةَ الْغَفْلَةِ. 370 - ورُوِيَ أَنَّه عليهالسلام قَلَّمَا
اعْتَدَلَ بِه الْمِنْبَرُ - إِلَّا قَالَ أَمَامَ الْخُطْبَةِ - أَيُّهَا
النَّاسُ اتَّقُوا اللَّه - فَمَا خُلِقَ امْرُؤٌ عَبَثاً فَيَلْهُوَ (4908) -
ولَا تُرِكَ سُدًى فَيَلْغُوَ (4909) -
ومَا دُنْيَاه الَّتِي تَحَسَّنَتْ لَه بِخَلَفٍ (4910) -
مِنَ الآخِرَةِ الَّتِي قَبَّحَهَا سُوءُ النَّظَرِ عِنْدَه - ومَا الْمَغْرُورُ
الَّذِي ظَفِرَ مِنَ الدُّنْيَا بِأَعْلَى هِمَّتِه - كَالآخَرِ الَّذِي ظَفِرَ
مِنَ الآخِرَةِ بِأَدْنَى سُهْمَتِه (4911). -----------------------------
371 - وقَالَ عليهالسلام لَا شَرَفَ
أَعْلَى مِنَ الإِسْلَامِ - ولَا عِزَّ أَعَزُّ مِنَ التَّقْوَى - ولَا مَعْقِلَ
أَحْسَنُ مِنَ الْوَرَعِ - ولَا شَفِيعَ أَنْجَحُ مِنَ التَّوْبَةِ - ولَا
كَنْزَ أَغْنَى مِنَ الْقَنَاعَةِ - ولَا مَالَ أَذْهَبُ لِلْفَاقَةِ مِنَ
الرِّضَى بِالْقُوتِ - ومَنِ اقْتَصَرَ عَلَى بُلْغَةِ الْكَفَافِ - فَقَدِ
انْتَظَمَ (4912)
الرَّاحَةَ وتَبَوَّأَ (4913)
خَفْضَ الدَّعَةِ (4914) -
والرَّغْبَةُ (4915)
مِفْتَاحُ النَّصَبِ (4916). ومَطِيَّةُ (4917)
التَّعَبِ - والْحِرْصُ والْكِبْرُ والْحَسَدُ - دَوَاعٍ إِلَى التَّقَحُّمِ فِي
الذُّنُوبِ - والشَّرُّ جَامِعُ مَسَاوِئِ الْعُيُوبِ. 372 - وقَالَ عليهالسلام لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّه
الأَنْصَارِيِّ - يَا جَابِرُ قِوَامُ الدِّينِ
والدُّنْيَا بِأَرْبَعَةٍ - عَالِمٍ مُسْتَعْمِلٍ عِلْمَه - وجَاهِلٍ لَا
يَسْتَنْكِفُ أَنْ يَتَعَلَّمَ - وجَوَادٍ لَا يَبْخَلُ بِمَعْرُوفِه - وفَقِيرٍ
لَا يَبِيعُ آخِرَتَه بِدُنْيَاه - فَإِذَا ضَيَّعَ الْعَالِمُ عِلْمَه -
اسْتَنْكَفَ (4918)
الْجَاهِلُ أَنْ يَتَعَلَّمَ - وإِذَا بَخِلَ الْغَنِيُّ بِمَعْرُوفِه - بَاعَ
الْفَقِيرُ آخِرَتَه بِدُنْيَاه. يَا جَابِرُ مَنْ كَثُرَتْ نِعَمُ
اللَّه عَلَيْه - كَثُرَتْ حَوَائِجُ النَّاسِ إِلَيْه - فَمَنْ قَامَ لِلَّه
فِيهَا بِمَا يَجِبُ فِيهَا عَرَّضَهَا (4919)
لِلدَّوَامِ والْبَقَاءِ ومَنْ لَمْ يَقُمْ فِيهَا بِمَا يَجِبُ عَرَّضَهَا
لِلزَّوَالِ والْفَنَاءِ. 373 -
ورَوَى ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ فِي تَارِيخِه:
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى الْفَقِيه - وكَانَ مِمَّنْ خَرَجَ
لِقِتَالِ الْحَجَّاجِ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ - أَنَّه قَالَ فِيمَا كَانَ
يَحُضُّ بِه النَّاسَ عَلَى الْجِهَادِ - إِنِّي سَمِعْتُ عَلِيّاً رَفَعَ
اللَّه دَرَجَتَه فِي الصَّالِحِينَ - وأَثَابَه ثَوَابَ الشُّهَدَاءِ
والصِّدِّيقِينَ - يَقُولُ يَوْمَ لَقِينَا أَهْلَ
الشَّامِ. أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ - إِنَّه مَنْ
رَأَى عُدْوَاناً يُعْمَلُ بِه - ومُنْكَراً يُدْعَى إِلَيْه - فَأَنْكَرَه
بِقَلْبِه فَقَدْ سَلِمَ وبَرِئَ (4920) -
ومَنْ أَنْكَرَه بِلِسَانِه فَقَدْ أُجِرَ - وهُوَ أَفْضَلُ مِنْ صَاحِبِه -
ومَنْ أَنْكَرَه بِالسَّيْفِ - لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّه هِيَ الْعُلْيَا
وكَلِمَةُ الظَّالِمِينَ هِيَ السُّفْلَى - فَذَلِكَ الَّذِي أَصَابَ سَبِيلَ
الْهُدَى - وقَامَ عَلَى الطَّرِيقِ ونَوَّرَ فِي قَلْبِه الْيَقِينُ. 374 - وفِي كَلَامٍ
آخَرَ لَه يَجْرِي هَذَا الْمَجْرَى: فَمِنْهُمُ
الْمُنْكِرُ لِلْمُنْكَرِ بِيَدِه ولِسَانِه وقَلْبِه - فَذَلِكَ
الْمُسْتَكْمِلُ لِخِصَالِ الْخَيْرِ - ومِنْهُمُ الْمُنْكِرُ بِلِسَانِه
وقَلْبِه والتَّارِكُ بِيَدِه - فَذَلِكَ مُتَمَسِّكٌ بِخَصْلَتَيْنِ مِنْ
خِصَالِ الْخَيْرِ - ومُضَيِّعٌ خَصْلَةً - ومِنْهُمُ الْمُنْكِرُ بِقَلْبِه
والتَّارِكُ بِيَدِه ولِسَانِه - فَذَلِكَ الَّذِي ضَيَّعَ أَشْرَفَ
الْخَصْلَتَيْنِ (4921)
مِنَ الثَّلَاثِ - وتَمَسَّكَ بِوَاحِدَةٍ - ومِنْهُمْ تَارِكٌ لإِنْكَارِ
الْمُنْكَرِ بِلِسَانِه وقَلْبِه ويَدِه - فَذَلِكَ مَيِّتُ الأَحْيَاءِ - ومَا
أَعْمَالُ الْبِرِّ كُلُّهَا والْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّه - عِنْدَ الأَمْرِ
بِالْمَعْرُوفِ والنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ - إِلَّا كَنَفْثَةٍ (4922)
فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ (4923) -
وإِنَّ الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ والنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ - لَا يُقَرِّبَانِ
مِنْ أَجَلٍ ولَا يَنْقُصَانِ مِنْ رِزْقٍ - وأَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّه
كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ إِمَامٍ جَائِرٍ. -----------------------------
375 - وعَنْ أَبِي
جُحَيْفَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام
يَقُولُ: أَوَّلُ مَا تُغْلَبُونَ (4924)
عَلَيْه مِنَ الْجِهَادِ - الْجِهَادُ بِأَيْدِيكُمْ ثُمَّ بِأَلْسِنَتِكُمْ
ثُمَّ بِقُلُوبِكُمْ - فَمَنْ لَمْ يَعْرِفْ بِقَلْبِه مَعْرُوفاً ولَمْ
يُنْكِرْ مُنْكَراً - قُلِبَ فَجُعِلَ أَعْلَاه أَسْفَلَه وأَسْفَلُه أَعْلَاه. 376 - وقَالَ عليهالسلام إِنَّ
الْحَقَّ ثَقِيلٌ مَرِيءٌ (4925)
وإِنَّ الْبَاطِلَ خَفِيفٌ وَبِيءٌ (4926). 377 - وقَالَ عليهالسلام لَا
تَأْمَنَنَّ عَلَى خَيْرِ هَذِه الأُمَّةِ عَذَابَ اللَّه، لِقَوْلِه تَعَالَى - (فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ الله
إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ) -
ولَا تَيْأَسَنَّ لِشَرِّ هَذِه الأُمَّةِ مِنْ رَوْحِ اللَّه (4927)
لِقَوْلِه تَعَالَى - (إِنَّه لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ
الله إِلَّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ). 378 - وقَالَ عليهالسلام الْبُخْلُ
جَامِعٌ لِمَسَاوِئِ الْعُيُوبِ - وهُوَ زِمَامٌ يُقَادُ بِه إِلَى كُلِّ سُوءٍ. 379 - وقَالَ عليهالسلام يَا ابْنَ
آدَمَ الرِّزْقُ رِزْقَانِ رِزْقٌ تَطْلُبُه - ورِزْقٌ يَطْلُبُكَ فَإِنْ لَمْ
تَأْتِه أَتَاكَ - فَلَا تَحْمِلْ هَمَّ سَنَتِكَ عَلَى هَمِّ يَوْمِكَ -
كَفَاكَ كُلُّ يَوْمٍ عَلَى مَا فِيه - فَإِنْ تَكُنِ السَّنَةُ مِنْ عُمُرِكَ -
فَإِنَّ اللَّه تَعَالَى سَيُؤْتِيكَ فِي كُلِّ غَدٍ جَدِيدٍ مَا قَسَمَ لَكَ -
وإِنْ لَمْ تَكُنِ السَّنَةُ مِنْ عُمُرِكَ - فَمَا تَصْنَعُ بِالْهَمِّ فِيمَا
لَيْسَ لَكَ - ولَنْ يَسْبِقَكَ إِلَى رِزْقِكَ طَالِبٌ - ولَنْ يَغْلِبَكَ
عَلَيْه غَالِبٌ - ولَنْ يُبْطِئَ عَنْكَ مَا قَدْ قُدِّرَ لَكَ. قال
الرضي وقد مضى هذا الكلام - فيما تقدم من هذا الباب - إلا أنه هاهنا أوضح وأشرح فلذلك كررناه - على القاعدة المقررة
في أول الكتاب. 380 - وقَالَ عليهالسلام رُبَّ
مُسْتَقْبِلٍ يَوْماً لَيْسَ بِمُسْتَدْبِرِه (4928) -
ومَغْبُوطٍ (4929) فِي
أَوَّلِ لَيْلِه قَامَتْ بَوَاكِيه فِي آخِرِه. 381 - وقَالَ عليهالسلام الْكَلَامُ
فِي وَثَاقِكَ (4930)
مَا لَمْ تَتَكَلَّمْ بِه - فَإِذَا تَكَلَّمْتَ بِه صِرْتَ فِي وَثَاقِه -
فَاخْزُنْ (4931)
لِسَانَكَ كَمَا تَخْزُنُ ذَهَبَكَ ووَرِقَكَ (4932) -
فَرُبَّ كَلِمَةٍ سَلَبَتْ نِعْمَةً وجَلَبَتْ نِقْمَةً. 382 - وقَالَ عليهالسلام لَا تَقُلْ
مَا لَا تَعْلَمُ بَلْ لَا تَقُلْ كُلَّ مَا تَعْلَمُ - فَإِنَّ اللَّه فَرَضَ
عَلَى جَوَارِحِكَ كُلِّهَا - فَرَائِضَ يَحْتَجُّ بِهَا عَلَيْكَ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ. 383 - وقَالَ عليهالسلام احْذَرْ أَنْ
يَرَاكَ اللَّه عِنْدَ مَعْصِيَتِه - ويَفْقِدَكَ عِنْدَ طَاعَتِه - فَتَكُونَ
مِنَ الْخَاسِرِينَ - وإِذَا قَوِيتَ فَاقْوَ عَلَى طَاعَةِ اللَّه - وإِذَا
ضَعُفْتَ فَاضْعُفْ عَنْ مَعْصِيَةِ اللَّه. 384 - وقَالَ عليهالسلام الرُّكُونُ
إِلَى الدُّنْيَا مَعَ مَا تُعَايِنُ (4933)
مِنْهَا جَهْلٌ - والتَّقْصِيرُ فِي حُسْنِ الْعَمَلِ - إِذَا وَثِقْتَ
بِالثَّوَابِ عَلَيْه غَبْنٌ (4934) -
والطُّمَأْنِينَةُ إِلَى كُلِّ أَحَدٍ قَبْلَ الِاخْتِبَارِ لَه عَجْزٌ. 385 - وقَالَ عليهالسلام مِنْ هَوَانِ
الدُّنْيَا عَلَى اللَّه أَنَّه لَا يُعْصَى إِلَّا فِيهَا - ولَا يُنَالُ مَا
عِنْدَه إِلَّا بِتَرْكِهَا. 386 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ طَلَبَ
شَيْئاً نَالَه أَوْ بَعْضَه. 387 - وقَالَ عليهالسلام مَا خَيْرٌ
بِخَيْرٍ بَعْدَه النَّارُ - ومَا شَرٌّ بِشَرٍّ بَعْدَه الْجَنَّةُ - وكُلُّ
نَعِيمٍ دُونَ الْجَنَّةِ فَهُوَ مَحْقُورٌ (4935) -
وكُلُّ بَلَاءٍ دُونَ النَّارِ عَافِيَةٌ. 388 - وقَالَ عليهالسلام أَلَا وإِنَّ
مِنَ الْبَلَاءِ الْفَاقَةَ (4936) –
وأَشَدُّ مِنَ الْفَاقَةِ مَرَضُ الْبَدَنِ - وأَشَدُّ مِنْ مَرَضِ الْبَدَنِ
مَرَضُ الْقَلْبِ - أَلَا وإِنَّ مِنْ صِحَّةِ الْبَدَنِ تَقْوَى الْقَلْبِ. 389 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ أَبْطَأَ
بِه عَمَلُه لَمْ يُسْرِعْ بِه نَسَبُه: وفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: مَنْ فَاتَه
حَسَبُ نَفْسِه لَمْ يَنْفَعْه حَسَبُ آبَائِه. 390 - وقَالَ عليهالسلام لِلْمُؤْمِنِ
ثَلَاثُ سَاعَاتٍ فَسَاعَةٌ يُنَاجِي فِيهَا رَبَّه - وسَاعَةٌ يَرُمُّ (4937)
مَعَاشَه - وسَاعَةٌ يُخَلِّي بَيْنَ نَفْسِه - وبَيْنَ لَذَّتِهَا فِيمَا
يَحِلُّ ويَجْمُلُ - ولَيْسَ لِلْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ شَاخِصاً إِلَّا فِي
ثَلَاثٍ - مَرَمَّةٍ (4938)
لِمَعَاشٍ أَوْ خُطْوَةٍ فِي مَعَادٍ (4939) -
أَوْ لَذَّةٍ فِي غَيْرِ مُحَرَّمٍ. -----------------------------
391 - وقَالَ عليهالسلام ازْهَدْ فِي
الدُّنْيَا يُبَصِّرْكَ اللَّه عَوْرَاتِهَا - ولَا تَغْفُلْ فَلَسْتَ
بِمَغْفُولٍ عَنْكَ. 392 - وقَالَ عليهالسلام تَكَلَّمُوا
تُعْرَفُوا فَإِنَّ الْمَرْءَ مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِه. 393 - وقَالَ عليهالسلام خُذْ مِنَ
الدُّنْيَا مَا أَتَاكَ - وتَوَلَّ عَمَّا تَوَلَّى عَنْكَ - فَإِنْ أَنْتَ لَمْ
تَفْعَلْ فَأَجْمِلْ فِي الطَّلَبِ (4940). 394 - وقَالَ عليهالسلام رُبَّ قَوْلٍ
أَنْفَذُ مِنْ صَوْلٍ (4941). 395 - وقَالَ عليهالسلام كُلُّ
مُقْتَصَرٍ (4942)
عَلَيْه كَافٍ. 396 - وقَالَ عليهالسلام الْمَنِيَّةُ (4943)
ولَا الدَّنِيَّةُ (4944)
والتَّقَلُّلُ (4945)
ولَا التَّوَسُّلُ (4946)
ومَنْ لَمْ يُعْطَ قَاعِداً لَمْ يُعْطَ قَائِماً (4947)
والدَّهْرُ يَوْمَانِ يَوْمٌ لَكَ ويَوْمٌ عَلَيْكَ - فَإِذَا كَانَ لَكَ فَلَا
تَبْطَرْ - وإِذَا كَانَ عَلَيْكَ فَاصْبِرْ. 397 - وقَالَ عليهالسلام نِعْمَ
الطِّيبُ الْمِسْكُ خَفِيفٌ مَحْمِلُه عَطِرٌ رِيحُه. 398 - وقَالَ عليهالسلام ضَعْ
فَخْرَكَ واحْطُطْ كِبْرَكَ واذْكُرْ قَبْرَكَ. 399 - وقَالَ عليهالسلام إِنَّ
لِلْوَلَدِ عَلَى الْوَالِدِ حَقّاً - وإِنَّ لِلْوَالِدِ عَلَى الْوَلَدِ
حَقّاً - فَحَقُّ الْوَالِدِ عَلَى الْوَلَدِ - أَنْ يُطِيعَه فِي كُلِّ شَيْءٍ
إِلَّا فِي مَعْصِيَةِ اللَّه سُبْحَانَه - وحَقُّ الْوَلَدِ عَلَى الْوَالِدِ -
أَنْ يُحَسِّنَ اسْمَه ويُحَسِّنَ أَدَبَه ويُعَلِّمَه الْقُرْآنَ. 400 - وقَالَ عليهالسلام الْعَيْنُ
حَقٌّ والرُّقَى حَقٌّ والسِّحْرُ حَقٌّ - والْفَأْلُ (4948)
حَقٌّ والطِّيَرَةُ (4949) لَيْسَتْ
بِحَقٍّ - والْعَدْوَى لَيْسَتْ بِحَقٍّ - والطِّيبُ نُشْرَةٌ (4950)
والْعَسَلُ نُشْرَةٌ - والرُّكُوبُ نُشْرَةٌ والنَّظَرُ إِلَى الْخُضْرَةِ
نُشْرَةٌ. -----------------------------
401 - وقَالَ عليهالسلام: مُقَارَبَةُ
النَّاسِ فِي أَخْلَاقِهِمْ أَمْنٌ مِنْ غَوَائِلِهِمْ (4951). 402
- وقَالَ عليهالسلام لِبَعْضِ
مُخَاطِبِيه - وقَدْ تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ يُسْتَصْغَرُ مِثْلُه عَنْ قَوْلِ
مِثْلِهَا: لَقَدْ طِرْتَ شَكِيراً وهَدَرْتَ
سَقْباً. قال الرضي والشكير هاهنا أول ما ينبت من ريش الطائر - قبل أن يقوى ويستحصف
- والسقب الصغير من الإبل - ولا يهدر إلا بعد أن يستفحل. 403 - وقَالَ عليهالسلام: مَنْ
أَوْمَأَ (4952)
إِلَى مُتَفَاوِتٍ (4953)
خَذَلَتْه الْحِيَلُ (4954). 404 - وقَالَ عليهالسلام وقَدْ سُئِلَ
عَنْ مَعْنَى قَوْلِهِمْ - لَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ
إِلَّا بِاللَّه - إِنَّا لَا نَمْلِكُ مَعَ اللَّه
شَيْئاً ولَا نَمْلِكُ إِلَّا مَا مَلَّكَنَا - فَمَتَى مَلَّكَنَا مَا هُوَ
أَمْلَكُ بِه مِنَّا كَلَّفَنَا - ومَتَى أَخَذَه مِنَّا (4955)
وَضَعَ تَكْلِيفَه عَنَّا. 405 - وقَالَ عليهالسلام لِعَمَّارِ
بْنِ يَاسِرٍ - وقَدْ سَمِعَه يُرَاجِعُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ كَلَاماً -
دَعْه يَا عَمَّارُ - فَإِنَّه لَمْ يَأْخُذْ مِنَ الدِّينِ إِلَّا مَا قَارَبَه
مِنَ الدُّنْيَا - وعَلَى عَمْدٍ لَبَسَ عَلَى نَفْسِه (4956) -
لِيَجْعَلَ الشُّبُهَاتِ عَاذِراً لِسَقَطَاتِه. 406 - وقَالَ عليهالسلام: مَا
أَحْسَنَ تَوَاضُعَ الأَغْنِيَاءِ لِلْفُقَرَاءِ طَلَباً لِمَا عِنْدَ اللَّه -
وأَحْسَنُ مِنْه تِيه الْفُقَرَاءِ عَلَى الأَغْنِيَاءِ - اتِّكَالًا عَلَى
اللَّه. 407 - وقَالَ عليهالسلام: مَا
اسْتَوْدَعَ اللَّه امْرَأً عَقْلًا إِلَّا اسْتَنْقَذَه (4957)
بِه يَوْماً مَا. 408 - وقَالَ عليهالسلام: مَنْ
صَارَعَ الْحَقَّ صَرَعَه. 409 - وقَالَ عليهالسلام: الْقَلْبُ
مُصْحَفُ الْبَصَرِ (4958). 410 - وقَالَ عليهالسلام: التُّقَى
رَئِيسُ الأَخْلَاقِ. -----------------------------
411 - وقَالَ عليهالسلام: لَا تَجْعَلَنَّ ذَرَبَ (4959)
لِسَانِكَ عَلَى مَنْ أَنْطَقَكَ - وبَلَاغَةَ قَوْلِكَ عَلَى مَنْ سَدَّدَكَ (4960). 412 - وقَالَ عليهالسلام: كَفَاكَ
أَدَباً لِنَفْسِكَ اجْتِنَابُ مَا تَكْرَهُه مِنْ غَيْرِكَ. 413 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ صَبَرَ
صَبْرَ الأَحْرَارِ وإِلَّا سَلَا (4961)
سُلُوَّ الأَغْمَارِ (4962). 414
- وفِي خَبَرٍ آخَرَ أَنَّه عليهالسلام - قَالَ
لِلأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ مُعَزِّياً عَنِ ابْنٍ لَه. إِنْ صَبَرْتَ صَبْرَ الأَكَارِمِ -
وإِلَّا سَلَوْتَ سُلُوَّ الْبَهَائِمِ. 415 - وقَالَ عليهالسلام فِي صِفَةِ الدُّنْيَا: تَغُرُّ
وتَضُرُّ وتَمُرُّ - إِنَّ اللَّه تَعَالَى لَمْ يَرْضَهَا ثَوَاباً
لأَوْلِيَائِه ولَا عِقَاباً لأَعْدَائِه وإِنَّ أَهْلَ الدُّنْيَا كَرَكْبٍ -
بَيْنَا هُمْ حَلُّوا إِذْ صَاحَ بِهِمْ سَائِقُهُمْ فَارْتَحَلُوا (4963). 416 - وقَالَ لِابْنِه
الْحَسَنِ عليهالسلام
لَا
تُخَلِّفَنَّ وَرَاءَكَ شَيْئاً مِنَ الدُّنْيَا - فَإِنَّكَ تَخَلِّفُه لأَحَدِ
رَجُلَيْنِ - إِمَّا رَجُلٌ عَمِلَ فِيه بِطَاعَةِ اللَّه - فَسَعِدَ بِمَا
شَقِيتَ بِه - وإِمَّا رَجُلٌ عَمِلَ فِيه بِمَعْصِيَةِ اللَّه - فَشَقِيَ بِمَا
جَمَعْتَ لَه - فَكُنْتَ عَوْناً لَه عَلَى مَعْصِيَتِه - ولَيْسَ أَحَدُ
هَذَيْنِ حَقِيقاً أَنْ تُؤْثِرَه عَلَى نَفْسِكَ. قَالَ الرَّضِيُّ ويُرْوَى
هَذَا الْكَلَامُ عَلَى وَجْه آخَرَ وهُوَ. أَمَّا بَعْدُ - فَإِنَّ
الَّذِي فِي يَدِكَ مِنَ الدُّنْيَا - قَدْ كَانَ لَه أَهْلٌ قَبْلَكَ - وهُوَ
صَائِرٌ إِلَى أَهْلٍ بَعْدَكَ - وإِنَّمَا أَنْتَ جَامِعٌ لأَحَدِ رَجُلَيْنِ -
رَجُلٍ عَمِلَ فِيمَا جَمَعْتَه بِطَاعَةِ اللَّه - فَسَعِدَ بِمَا شَقِيتَ بِه
- أَوْ رَجُلٍ عَمِلَ فِيه بِمَعْصِيَةِ اللَّه - فَشَقِيتَ بِمَا جَمَعْتَ لَه
- ولَيْسَ أَحَدُ هَذَيْنِ أَهْلًا أَنْ تُؤْثِرَه عَلَى نَفْسِكَ - ولَا أَنْ
تَحْمِلَ لَه عَلَى ظَهْرِكَ - فَارْجُ لِمَنْ مَضَى رَحْمَةَ اللَّه - ولِمَنْ
بَقِيَ رِزْقَ اللَّه. 417 - وقَالَ عليهالسلام لِقَائِلٍ
قَالَ بِحَضْرَتِه أَسْتَغْفِرُ اللَّه - ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ أَتَدْرِي مَا
الِاسْتِغْفَارُ - الِاسْتِغْفَارُ دَرَجَةُ الْعِلِّيِّينَ - وهُوَ اسْمٌ وَاقِعٌ عَلَى سِتَّةِ مَعَانٍ -
أَوَّلُهَا النَّدَمُ عَلَى مَا مَضَى - والثَّانِي الْعَزْمُ عَلَى تَرْكِ
الْعَوْدِ إِلَيْه أَبَداً - والثَّالِثُ أَنْ
تُؤَدِّيَ إِلَى الْمَخْلُوقِينَ حُقُوقَهُمْ - حَتَّى تَلْقَى اللَّه أَمْلَسَ
لَيْسَ عَلَيْكَ تَبِعَةٌ - والرَّابِعُ
أَنْ تَعْمِدَ إِلَى كُلِّ فَرِيضَةٍ عَلَيْكَ - ضَيَّعْتَهَا فَتُؤَدِّيَ
حَقَّهَا - والْخَامِسُ أَنْ
تَعْمِدَ إِلَى اللَّحْمِ الَّذِي نَبَتَ عَلَى السُّحْتِ (4964) -
فَتُذِيبَه بِالأَحْزَانِ حَتَّى تُلْصِقَ الْجِلْدَ بِالْعَظْمِ - ويَنْشَأَ
بَيْنَهُمَا لَحْمٌ جَدِيدٌ - والسَّادِسُ أَنْ
تُذِيقَ الْجِسْمَ أَلَمَ الطَّاعَةِ - كَمَا أَذَقْتَه حَلَاوَةَ الْمَعْصِيَةِ
- فَعِنْدَ ذَلِكَ تَقُولُ أَسْتَغْفِرُ اللَّه. 418 - وقَالَ عليهالسلام الْحِلْمُ
عَشِيرَةٌ (4965). 419 - وقَالَ عليهالسلام: مِسْكِينٌ
ابْنُ آدَمَ - مَكْتُومُ الأَجَلِ مَكْنُونُ (4966)
الْعِلَلِ - مَحْفُوظُ الْعَمَلِ تُؤْلِمُه الْبَقَّةُ - وتَقْتُلُه الشَّرْقَةُ
(4967) وتُنْتِنُه
(4968)
الْعَرْقَةُ (4969). 420
- ورُوِيَ أَنَّه عليهالسلام كَانَ
جَالِساً فِي أَصْحَابِه - فَمَرَّتْ بِهِمُ امْرَأَةٌ جَمِيلَةٌ فَرَمَقَهَا
الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ - فَقَالَ عليهالسلام: إِنَّ أَبْصَارَ هَذِه الْفُحُولِ
طَوَامِحُ (4970)
وإِنَّ ذَلِكَ سَبَبُ هِبَابِهَا (4971) -
فَإِذَا نَظَرَ أَحَدُكُمْ إِلَى امْرَأَةٍ تُعْجِبُه فَلْيُلَامِسْ أَهْلَه -
فَإِنَّمَا هِيَ امْرَأَةٌ كَامْرَأَتِه. فَقَالَ
رَجُلٌ مِنَ الْخَوَارِجِ - قَاتَلَه اللَّه كَافِراً مَا أَفْقَهَه - فَوَثَبَ
الْقَوْمُ لِيَقْتُلُوه - فَقَالَ عليهالسلام: رُوَيْداً (4972)
إِنَّمَا هُوَ سَبٌّ بِسَبٍّ أَوْ عَفْوٌ عَنْ ذَنْبٍ. -----------------------------
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
باب المختار من حكم أمير
المؤمنين عليهالسلام : 421 -480
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
421 - وقَالَ عليهالسلام: كَفَاكَ مِنْ
عَقْلِكَ مَا أَوْضَحَ لَكَ سُبُلَ غَيِّكَ مِنْ رُشْدِكَ. 422 - وقَالَ عليهالسلام: افْعَلُوا
الْخَيْرَ ولَا تَحْقِرُوا مِنْه شَيْئاً، فَإِنَّ صَغِيرَه كَبِيرٌ وقَلِيلَه
كَثِيرٌ - ولَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ إِنَّ أَحَداً أَوْلَى بِفِعْلِ الْخَيْرِ
مِنِّي - فَيَكُونَ واللَّه كَذَلِكَ إِنَّ لِلْخَيْرِ والشَّرِّ أَهْلًا
فَمَهْمَا تَرَكْتُمُوه مِنْهُمَا كَفَاكُمُوه أَهْلُه (4973). 423 - وقَالَ عليهالسلام: مَنْ
أَصْلَحَ سَرِيرَتَه أَصْلَحَ اللَّه عَلَانِيَتَه - ومَنْ عَمِلَ لِدِينِه
كَفَاه اللَّه أَمْرَ دُنْيَاه - ومَنْ أَحْسَنَ فِيمَا بَيْنَه وبَيْنَ اللَّه
- أَحْسَنَ اللَّه مَا بَيْنَه وبَيْنَ النَّاسِ. 424 - وقَالَ عليهالسلام: الْحِلْمُ
غِطَاءٌ سَاتِرٌ والْعَقْلُ حُسَامٌ قَاطِعٌ - فَاسْتُرْ خَلَلَ خُلُقِكَ
بِحِلْمِكَ وقَاتِلْ هَوَاكَ بِعَقْلِكَ. 425 - وقَالَ عليهالسلام: إِنَّ لِلَّه
عِبَاداً يَخْتَصُّهُمُ اللَّه بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ -
فَيُقِرُّهَا (4974)
فِي أَيْدِيهِمْ مَا بَذَلُوهَا - فَإِذَا مَنَعُوهَا نَزَعَهَا مِنْهُمْ ثُمَّ
حَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ. 426 - وقَالَ عليهالسلام: لَا
يَنْبَغِي لِلْعَبْدِ أَنْ يَثِقَ بِخَصْلَتَيْنِ الْعَافِيَةِ والْغِنَى -
بَيْنَا تَرَاه مُعَافًى إِذْ سَقِمَ وبَيْنَا تَرَاه غَنِيّاً إِذِ افْتَقَرَ. 427 - وقَالَ عليهالسلام: مَنْ شَكَا
الْحَاجَةَ إِلَى مُؤْمِنٍ فَكَأَنَّه شَكَاهَا إِلَى اللَّه - ومَنْ شَكَاهَا
إِلَى كَافِرٍ فَكَأَنَّمَا شَكَا اللَّه. 428 - وقَالَ عليهالسلام فِي بَعْضِ
الأَعْيَادِ - إِنَّمَا هُوَ عِيدٌ لِمَنْ قَبِلَ اللَّه صِيَامَه وشَكَرَ
قِيَامَه - وكُلُّ يَوْمٍ لَا يُعْصَى اللَّه فِيه فَهُوَ عِيدٌ. 429 - وقَالَ عليهالسلام: إِنَّ
أَعْظَمَ الْحَسَرَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ - حَسْرَةُ رَجُلٍ كَسَبَ مَالًا فِي
غَيْرِ طَاعَةِ اللَّه - فَوَرِثَه رَجُلٌ فَأَنْفَقَه فِي طَاعَةِ اللَّه
سُبْحَانَه - فَدَخَلَ بِه الْجَنَّةَ ودَخَلَ الأَوَّلُ بِه النَّارَ. 430 - وقَالَ عليهالسلام: إِنَّ
أَخْسَرَ النَّاسِ صَفْقَةً (4975)
وأَخْيَبَهُمْ سَعْياً - رَجُلٌ أَخْلَقَ (4976)
بَدَنَه فِي طَلَبِ مَالِه - ولَمْ تُسَاعِدْه الْمَقَادِيرُ عَلَى إِرَادَتِه -
فَخَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا بِحَسْرَتِه وقَدِمَ عَلَى الآخِرَةِ بِتَبِعَتِه (4977). 431 - وقَالَ عليهالسلام: الرِّزْقُ
رِزْقَانِ طَالِبٌ ومَطْلُوبٌ - فَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا طَلَبَه الْمَوْتُ
حَتَّى يُخْرِجَه عَنْهَا - ومَنْ طَلَبَ الآخِرَةَ طَلَبَتْه الدُّنْيَا حَتَّى
يَسْتَوْفِيَ رِزْقَه مِنْهَا. 432 - وقَالَ عليهالسلام: إِنَّ
أَوْلِيَاءَ اللَّه هُمُ الَّذِينَ نَظَرُوا إِلَى بَاطِنِ الدُّنْيَا - إِذَا
نَظَرَ النَّاسُ إِلَى ظَاهِرِهَا - واشْتَغَلُوا بِآجِلِهَا (4978)
إِذَا اشْتَغَلَ النَّاسُ بِعَاجِلِهَا - فَأَمَاتُوا مِنْهَا مَا خَشُوا أَنْ
يُمِيتَهُمْ (4979) -
وتَرَكُوا مِنْهَا مَا عَلِمُوا أَنَّه سَيَتْرُكُهُمْ - ورَأَوُا اسْتِكْثَارَ
غَيْرِهِمْ مِنْهَا اسْتِقْلَالًا - ودَرَكَهُمْ لَهَا فَوْتاً - أَعْدَاءُ مَا
سَالَمَ النَّاسُ وسَلْمُ (4980)
مَا عَادَى النَّاسُ - بِهِمْ عُلِمَ الْكِتَابُ وبِه عَلِمُوا - وبِهِمْ قَامَ
الْكِتَابُ وبِه قَامُوا - لَا يَرَوْنَ مَرْجُوّاً فَوْقَ مَا يَرْجُونَ - ولَا
مَخُوفاً فَوْقَ مَا يَخَافُونَ. 433 - وقَالَ عليهالسلام: اذْكُرُوا
انْقِطَاعَ اللَّذَّاتِ وبَقَاءَ التَّبِعَاتِ. 434 - وقَالَ عليهالسلام: اخْبُرْ
تَقْلِه (4981). قال
الرضي - ومن
الناس من يروي هذا للرسول صلىاللهعليهوآله - ومما يقوي أنه من كلام أمير المؤمنين عليهالسلام ما حكاه ثعلب عن ابن الأعرابي قال المأمون - لولا أن عليا عليهالسلام قال اخبر تقله - لقلت أقله تخبر.
----------------------------- 435 - وقَالَ عليهالسلام: مَا كَانَ
اللَّه لِيَفْتَحَ عَلَى عَبْدٍ بَابَ الشُّكْرِ - ويُغْلِقَ عَنْه بَابَ
الزِّيَادَةِ - ولَا لِيَفْتَحَ عَلَى عَبْدٍ بَابَ الدُّعَاءِ ويُغْلِقَ عَنْه
بَابَ الإِجَابَةِ - ولَا لِيَفْتَحَ لِعَبْدٍ بَابَ التَّوْبَةِ ويُغْلِقَ
عَنْه بَابَ الْمَغْفِرَةِ. 436 - وقَالَ عليهالسلام: أَوْلَى
النَّاسِ بِالْكَرَمِ مَنْ عُرِفَتْ بِه الْكِرَامُ. 437 - وسُئِلَ عليهالسلام أَيُّهُمَا
أَفْضَلُ الْعَدْلُ أَوِ الْجُودُ فَقَالَ عليهالسلام
- الْعَدْلُ يَضَعُ الأُمُورَ مَوَاضِعَهَا والْجُودُ يُخْرِجُهَا مِنْ
جِهَتِهَا - والْعَدْلُ سَائِسٌ عَامٌّ والْجُودُ عَارِضٌ خَاصٌّ - فَالْعَدْلُ
أَشْرَفُهُمَا وأَفْضَلُهُمَا. 438 - وقَالَ عليهالسلام: النَّاسُ
أَعْدَاءُ مَا جَهِلُوا. 439 - وقَالَ عليهالسلام: الزُّهْدُ
كُلُّه بَيْنَ كَلِمَتَيْنِ مِنَ الْقُرْآنِ قَالَ اللَّه سُبْحَانَه - (لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما
فاتَكُمْ ولا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ). ومَنْ لَمْ
يَأْسَ (4982)
عَلَى الْمَاضِي ولَمْ يَفْرَحْ بِالآتِي - فَقَدْ أَخَذَ الزُّهْدَ بِطَرَفَيْه. 440 - وقَالَ عليهالسلام: مَا أَنْقَضَ
النَّوْمَ لِعَزَائِمِ الْيَوْمِ (4983). 441 - وقَالَ عليهالسلام:
الْوِلَايَاتُ مَضَامِيرُ الرِّجَالِ (4984). 442 - وقَالَ عليهالسلام: لَيْسَ
بَلَدٌ بِأَحَقَّ بِكَ مِنْ بَلَدٍ خَيْرُ الْبِلَادِ مَا حَمَلَكَ. 443
- وقَالَ عليهالسلام
وقَدْ جَاءَه نَعْيُ الأَشْتَرِ رحمهالله: مَالِكٌ (4985)
ومَا مَالِكٌ واللَّه لَوْ كَانَ جَبَلًا لَكَانَ فِنْداً - ولَوْ كَانَ حَجَراً
لَكَانَ صَلْداً - لَا يَرْتَقِيه الْحَافِرُ ولَا يُوفِي عَلَيْه (4986)
الطَّائِرُ. قال الرضي - والفند المنفرد من الجبال. 444 - وقَالَ عليهالسلام: قَلِيلٌ
مَدُومٌ عَلَيْه خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ مَمْلُولٍ مِنْه. 445 - وقَالَ عليهالسلام: إِذَا كَانَ
فِي رَجُلٍ خَلَّةٌ (4987)
رَائِقَةٌ فَانْتَظِرُوا أَخَوَاتِهَا. 446
- وقَالَ عليهالسلام
لِغَالِبِ بْنِ صَعْصَعَةَ أَبِي الْفَرَزْدَقِ فِي كَلَامٍ دَارَ بَيْنَهُمَا. مَا فَعَلَتْ إِبِلُكَ الْكَثِيرَةُ - قَالَ
دَغْدَغَتْهَا الْحُقُوقُ (4988) يَا
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ - فَقَالَ عليهالسلام ذَلِكَ
أَحْمَدُ سُبُلِهَا. 447 - وقَالَ عليهالسلام: مَنِ
اتَّجَرَ بِغَيْرِ فِقْه فَقَدِ ارْتَطَمَ (4989)
فِي الرِّبَا. 448 - وقَالَ عليهالسلام: مَنْ عَظَّمَ
صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلَاه اللَّه بِكِبَارِهَا. 449 - وقَالَ عليهالسلام: مَنْ
كَرُمَتْ عَلَيْه نَفْسُه هَانَتْ عَلَيْه شَهَوَاتُه. 450 - وقَالَ عليهالسلام: مَا مَزَحَ (4990)
امْرُؤٌ مَزْحَةً إِلَّا مَجَّ (4991)
مِنْ عَقْلِه مَجَّةً. -----------------------------
451 - وقَالَ عليهالسلام: زُهْدُكَ فِي
رَاغِبٍ فِيكَ نُقْصَانُ حَظٌّ - ورَغْبَتُكَ فِي زَاهِدٍ فِيكَ ذُلُّ نَفْسٍ. 452 - وقال عليهالسلام الْغِنَى
والْفَقْرُ بَعْدَ الْعَرْضِ (4992)
عَلَى اللَّه. 453 - وقَالَ عليهالسلام: مَا زَالَ
الزُّبَيْرُ رَجُلًا مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ - حَتَّى نَشَأَ ابْنُه
الْمَشْئُومُ عَبْدُ اللَّه. 454 - وقَالَ عليهالسلام: مَا لِابْنِ
آدَمَ والْفَخْرِ - أَوَّلُه نُطْفَةٌ وآخِرُه جِيفَةٌ - ولَا يَرْزُقُ نَفْسَه ولَا
يَدْفَعُ حَتْفَه. 455
- وسُئِلَ مَنْ أَشْعَرُ
الشُّعَرَاءِ فَقَالَ
عليهالسلام: إِنَّ الْقَوْمَ لَمْ يَجْرُوا فِي
حَلْبَةٍ (4993) -
تُعْرَفُ الْغَايَةُ عِنْدَ قَصَبَتِهَا - فَإِنْ كَانَ ولَا بُدَّ فَالْمَلِكُ
الضِّلِّيلُ (4994). يريد إمرأ القيس 456 - وقَالَ عليهالسلام: أَلَا حُرٌّ
يَدَعُ هَذِه اللُّمَاظَةَ (4995)
لأَهْلِهَا - إِنَّه لَيْسَ لأَنْفُسِكُمْ ثَمَنٌ إِلَّا الْجَنَّةَ فَلَا
تَبِيعُوهَا إِلَّا بِهَا. 457 - وقَالَ عليهالسلام: مَنْهُومَانِ
(4996)
لَا يَشْبَعَانِ طَالِبُ عِلْمٍ وطَالِبُ دُنْيَا. 458 - وقَالَ عليهالسلام: الإِيمَانُ
أَنْ تُؤْثِرَ الصِّدْقَ حَيْثُ يَضُرُّكَ - عَلَى الْكَذِبِ حَيْثُ يَنْفَعُكَ
- وأَلَّا يَكُونَ فِي حَدِيثِكَ فَضْلٌ عَنْ عَمَلِكَ (4997) -
وأَنْ تَتَّقِيَ اللَّه فِي حَدِيثِ غَيْرِكَ (4998). 459 - وقَالَ عليهالسلام: يَغْلِبُ
الْمِقْدَارُ (4999)
عَلَى التَّقْدِيرِ (5000)
حَتَّى تَكُونَ الآفَةُ فِي التَّدْبِير. قال
الرضي وقد مضى هذا المعنى فيما تقدم - برواية تخالف هذه الألفاظ. 460 - وقَالَ عليهالسلام: الْحِلْمُ (5001)
والأَنَاةُ (5002)
تَوْأَمَانِ (5003)
يُنْتِجُهُمَا عُلُوُّ الْهِمَّةِ. 461 - وقَالَ عليهالسلام: الْغِيبَةُ (5004)
جُهْدُ (5005)
الْعَاجِزِ. -----------------------------
462 - وقَالَ عليهالسلام: رُبَّ
مَفْتُونٍ بِحُسْنِ الْقَوْلِ فِيه. 463 - وقَالَ عليهالسلام: الدُّنْيَا
خُلِقَتْ لِغَيْرِهَا ولَمْ تُخْلَقْ لِنَفْسِهَا. 464 - وقَالَ عليهالسلام: إِنَّ لِبَنِي
أُمَيَّةَ مِرْوَداً يَجْرُونَ فِيه - ولَوْ قَدِ اخْتَلَفُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ
- ثُمَّ كَادَتْهُمُ (5006)
الضِّبَاعُ لَغَلَبَتْهُمْ. قال
الرضي - والمرود
هنا مفعل من الإرواد وهو الإمهال والإظهار وهذا من أفصح الكلام وأغربه - فكأنه عليهالسلام شبه المهلة التي هم فيها بالمضمار - الذي يجرون فيه إلى الغاية
- فإذا بلغوا منقطعها انتقض نظامهم بعدها. 465 - وقَالَ عليهالسلام فِي مَدْحِ
الأَنْصَارِ - هُمْ واللَّه رَبَّوُا (5007)
الإِسْلَامَ كَمَا يُرَبَّى الْفِلْوُ (5008) -
مَعَ غَنَائِهِمْ (5009)
بِأَيْدِيهِمُ السِّبَاطِ (5010)
وأَلْسِنَتِهِمُ السِّلَاطِ (5011). 466 - وقَالَ عليهالسلام: الْعَيْنُ
وِكَاءُ السَّه. قال الرضي - وهذه من الاستعارات العجيبة - كأنه يشبه السه بالوعاء والعين
بالوكاء - فإذا أطلق الوكاء لم ينضبط الوعاء - وهذا القول في الأشهر الأظهر من
كلام النبي صلىاللهعليهوآله
- وقد رواه قوم لأمير المؤمنين عليهالسلام - وذكر ذلك المبرد في كتاب المقتضب -
في باب اللفظ بالحروف - وقد تكلمنا على هذه الاستعارة - في كتابنا الموسوم
بمجازات الآثار النبوية. 467 - وقَالَ عليهالسلام فِي كَلَامٍ لَه:
ووَلِيَهُمْ وَالٍ فَأَقَامَ واسْتَقَامَ حَتَّى ضَرَبَ الدِّينُ بِجِرَانِه (5012). 468 - وقَالَ عليهالسلام: يَأْتِي
عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ عَضُوضٌ (5013) -
يَعَضُّ الْمُوسِرُ (5014)
فِيه عَلَى مَا فِي يَدَيْه - ولَمْ يُؤْمَرْ بِذَلِكَ قَالَ اللَّه سُبْحَانَه
- (ولا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ) - تَنْهَدُ
فِيه (5015)
الأَشْرَارُ وتُسْتَذَلُّ الأَخْيَارُ - ويُبَايِعُ الْمُضْطَرُّونَ - وقَدْ
نَهَى رَسُولُ اللَّه صلىاللهعليهوآله
عَنْ بَيْعِ الْمُضْطَرِّينَ (5016). 469 - وقَالَ عليهالسلام: يَهْلِكُ
فِيَّ رَجُلَانِ مُحِبٌّ مُفْرِطٌ وبَاهِتٌ (5017)
مُفْتَرٍ (5018). قال الرضي: وهذا مثل قوله عليهالسلام هَلَكَ فِيَّ رَجُلَانِ مُحِبٌّ غَالٍ
ومُبْغِضٌ قَالٍ. -----------------------------
470 -
وسُئِلَ عَنِ التَّوْحِيدِ والْعَدْلِ فَقَالَ
عليهالسلام: التَّوْحِيدُ أَلَّا تَتَوَهَّمَه (5019)
والْعَدْلُ أَلَّا تَتَّهِمَه (5020). 471 - وقال عليهالسلام: لَا خَيْرَ
فِي الصَّمْتِ عَنِ الْحُكْمِ كَمَا أَنَّه لَا خَيْرَ فِي الْقَوْلِ
بِالْجَهْلِ. 472
- وقَالَ عليهالسلام: فِي
دُعَاءٍ اسْتَسْقَى بِه: اللَّهُمَّ اسْقِنَا ذُلُلَ السَّحَابِ
دُونَ صِعَابِهَا. قال الرضي - وهذا من الكلام العجيب الفصاحة -
وذلك أنه عليهالسلام شبه السحاب ذوات
الرعود والبوارق - والرياح والصواعق - بالإبل الصعاب التي تقمص (5021) برحالها (5022) وتقص (5023) بركبانها - وشبه السحاب خالية من تلك
الروائع (5024) - بالإبل الذلل التي تحتلب (5025) طيعة (5026) وتقتعد (5027) مسمحة (5028). 473 - وقِيلَ لَه عليهالسلام لَوْ
غَيَّرْتَ شَيْبَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ
عليهالسلام: الْخِضَابُ زِينَةٌ ونَحْنُ قَوْمٌ فِي
مُصِيبَةٍ! (يُرِيدُ وَفَاةَ رَسُولِ اللَّه صلى
الله عليه وآله وسلم). 474 - وقَالَ عليهالسلام: مَا
الْمُجَاهِدُ الشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّه بِأَعْظَمَ أَجْراً - مِمَّنْ
قَدَرَ فَعَفَّ - لَكَادَ الْعَفِيفُ أَنْ يَكُونَ مَلَكاً مِنَ الْمَلَائِكَةِ. 475 - وقَالَ عليهالسلام: الْقَنَاعَةُ
مَالٌ لَا يَنْفَدُ. قال الرضي وقد روى بعضهم هذا الكلام لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. 476 - وقَالَ عليهالسلام لِزِيَادِ
ابْنِ أَبِيه - وقَدِ اسْتَخْلَفَه لِعَبْدِ اللَّه بْنِ الْعَبَّاسِ عَلَى
فَارِسَ وأَعْمَالِهَا - فِي كَلَامٍ طَوِيلٍ كَانَ بَيْنَهُمَا نَهَاه فِيه
عَنْ تَقَدُّمِ الْخَرَاجِ (5029)
-. اسْتَعْمِلِ الْعَدْلَ واحْذَرِ الْعَسْفَ (5030)
والْحَيْفَ (5031) -
فَإِنَّ الْعَسْفَ يَعُودُ بِالْجَلَاءِ والْحَيْفَ يَدْعُو إِلَى السَّيْفِ. 477 - وقَالَ عليهالسلام: أَشَدُّ
الذُّنُوبِ مَا اسْتَخَفَّ بِهَا صَاحِبُه. 478 - وقَالَ عليهالسلام: مَا أَخَذَ
اللَّه عَلَى أَهْلِ الْجَهْلِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا - حَتَّى أَخَذَ عَلَى أَهْلِ
الْعِلْمِ أَنْ يُعَلِّمُوا. 479 - وقَالَ عليهالسلام: شَرُّ
الإِخْوَانِ مَنْ تُكُلِّفَ لَه. قال
الرضي لأن
التكليف مستلزم للمشقة وهو شر لازم عن الأخ المتكلف له فهو شر الإخوان. 480 - وقَالَ عليهالسلام: إِذَا احْتَشَمَ
الْمُؤْمِنُ أَخَاه فَقَدْ فَارَقَه. قال الرضي يقال حشمه وأحشمه إذا أغضبه وقيل أخجله أو احتشمه طلب ذلك له وهو
مظنة مفارقته. وهذا حين انتهاء الغاية
بنا إلى قطع المختار من كلام أمير المؤمنين عليهالسلام، حامدين للَّه سبحانه على ما منّ به من توفيقنا لضم ما انتشر من
أطرافه، وتقريب ما بعد من أقطاره. وتقرر العزم كما شرطنا أولا على تفضيل أوراق
من البياض في آخر كل باب من الأبواب، ليكون لاقتناص الشارد، واستلحاق الوارد،
وما عسى أن يظهر لنا بعد الغموض، ويقع إلينا بعد الشذوذ، وما توفيقنا إلا
باللَّه: عليه توكلنا، وهو حسبنا ونعم الوكيل. وذلك في
رجب سنة أربع مائة من الهجرة، وصلى اللَّه على سيدنا محمد خاتم
الرسل، والهادي إلى خير السبل، وآله الطاهرين، وأصحابه نجوم اليقين.
تم - والحمد لله -نهج
البلاغة من كلام أمير المؤمنين عليهالسلام |
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
الفهرس باب
المختار من حكم أمير المؤمنين عليهالسلام
: 1-60 باب
المختار من حكم أمير المؤمنين عليهالسلام
: 61-120 باب
المختار من حكم أمير المؤمنين عليهالسلام
: 121-180 باب
المختار من حكم أمير المؤمنين عليهالسلام
: 181-260 فصل
نذكر فيه شيئا من غريب كلامه المحتاج إلى التفسير. باب
المختار من حكم أمير المؤمنين عليهالسلام
: 261-340 باب
المختار من حكم أمير المؤمنين عليهالسلام
: 341-420 باب
المختار من حكم أمير المؤمنين عليهالسلام
: 421 -480 |
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|
حكم
أمير المؤمنين عليهالسلام
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
باب المختار من حكم أمير المؤمنين عليهالسلام |
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
باب المختار من حكم أمير المؤمنين عليهالسلام : 1-60
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
1 - قَالَ عليهالسلام
كُنْ فِي الْفِتْنَةِ كَابْنِ اللَّبُونِ (4428) -
لَا ظَهْرٌ فَيُرْكَبَ ولَا ضَرْعٌ فَيُحْلَبَ. 2 - وقَالَ عليهالسلام
أَزْرَى (4429)
بِنَفْسِه مَنِ اسْتَشْعَرَ (4430)
الطَّمَعَ - ورَضِيَ بِالذُّلِّ مَنْ كَشَفَ عَنْ ضُرِّه - وهَانَتْ عَلَيْه
نَفْسُه مَنْ أَمَّرَ (4431)
عَلَيْهَا لِسَانَه. 3 - وقَالَ عليهالسلام الْبُخْلُ
عَارٌ والْجُبْنُ مَنْقَصَةٌ - والْفَقْرُ يُخْرِسُ الْفَطِنَ عَنْ حُجَّتِه -
والْمُقِلُّ غَرِيبٌ فِي بَلْدَتِه (4432). 4 - وقَالَ عليهالسلام
الْعَجْزُ
آفَةٌ والصَّبْرُ شَجَاعَةٌ - والزُّهْدُ ثَرْوَةٌ والْوَرَعُ جُنَّةٌ (4433) -
ونِعْمَ الْقَرِينُ الرِّضَى. 5 - وقَالَ عليهالسلام الْعِلْمُ
وِرَاثَةٌ كَرِيمَةٌ والآدَابُ حُلَلٌ مُجَدَّدَةٌ - والْفِكْرُ مِرْآةٌ
صَافِيَةٌ. 6 - وقَالَ عليهالسلام
صَدْرُ الْعَاقِلِ صُنْدُوقُ سِرِّه - والْبَشَاشَةُ حِبَالَةُ (4434)
الْمَوَدَّةِ - والِاحْتِمَالُ (4435)
قَبْرُ الْعُيُوبِ. ورُوِيَ
أَنَّه قَالَ فِي الْعِبَارَةِ عَنْ هَذَا الْمَعْنَى أَيْضاً: الْمَسْأَلَةُ خِبَاءُ الْعُيُوبِ
ومَنْ رَضِيَ عَنْ نَفْسِه كَثُرَ السَّاخِطُ عَلَيْه. 7 - والصَّدَقَةُ دَوَاءٌ مُنْجِحٌ -
وأَعْمَالُ الْعِبَادِ فِي عَاجِلِهِمْ نُصْبُ أَعْيُنِهِمْ فِي آجَالِهِمْ. 8 - وقَالَ عليهالسلام اعْجَبُوا لِهَذَا الإِنْسَانِ
يَنْظُرُ بِشَحْمٍ (4436)
ويَتَكَلَّمُ بِلَحْمٍ (4437) -
ويَسْمَعُ بِعَظْمٍ (4438)
ويَتَنَفَّسُ مِنْ خَرْمٍ. 9 - وقَالَ عليهالسلام إِذَا
أَقْبَلَتِ الدُّنْيَا عَلَى أَحَدٍ أَعَارَتْه مَحَاسِنَ غَيْرِه وإِذَا
أَدْبَرَتْ عَنْه سَلَبَتْه مَحَاسِنَ نَفْسِه. 10 - وقَالَ عليهالسلام خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ
مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ - وإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ. -----------------------------
11 - وقَالَ عليهالسلام إِذَا
قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ - فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْه شُكْراً لِلْقُدْرَةِ
عَلَيْه. 12 - وقَالَ عليهالسلام أَعْجَزُ
النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الإِخْوَانِ - وأَعْجَزُ مِنْه مَنْ
ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِه مِنْهُمْ. 13 - وقَالَ عليهالسلام إِذَا
وَصَلَتْ إِلَيْكُمْ أَطْرَافُ النِّعَمِ (4439) -
فَلَا تُنَفِّرُوا أَقْصَاهَا (4440)
بِقِلَّةِ الشُّكْرِ. 14 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ
ضَيَّعَه الأَقْرَبُ أُتِيحَ لَه (4441)
الأَبْعَدُ. 15 - وقَالَ عليهالسلام مَا كُلُّ
مَفْتُونٍ (4442)
يُعَاتَبُ. 16 - وقَالَ عليهالسلام تَذِلُّ
الأُمُورُ لِلْمَقَادِيرِ حَتَّى يَكُونَ الْحَتْفُ (4443)
فِي التَّدْبِيرِ. 17 - وسُئِلَ عليهالسلام عَنْ قَوْلِ
الرَّسُولِ صلىاللهعليهوآله -
غَيِّرُوا الشَّيْبَ (4444)
ولَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ - فَقَالَ
عليهالسلام إِنَّمَا
قَالَ صلىاللهعليهوآله
ذَلِكَ والدِّينُ قُلٌّ (4445) -
فَأَمَّا الآنَ وقَدِ اتَّسَعَ نِطَاقُه (4446)
وضَرَبَ بِجِرَانِه (4447) -
فَامْرُؤٌ ومَا اخْتَارَ. 18 - وقَالَ عليهالسلام فِي
الَّذِينَ اعْتَزَلُوا الْقِتَالَ مَعَه - خَذَلُوا الْحَقَّ ولَمْ يَنْصُرُوا
الْبَاطِلَ. 19 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ جَرَى
فِي عِنَان (4448)
أَمَلِه عَثَرَ بِأَجَلِه (4449). 20 - وقَالَ عليهالسلام أَقِيلُوا
ذَوِي الْمُرُوءَاتِ عَثَرَاتِهِمْ (4450) -
فَمَا يَعْثُرُ مِنْهُمْ عَاثِرٌ إِلَّا ويَدُ اللَّه بِيَدِه يَرْفَعُه. 21 - وقَالَ عليهالسلام قُرِنَتِ
الْهَيْبَةُ بِالْخَيْبَةِ (4451)
والْحَيَاءُ بِالْحِرْمَانِ (4452) -
والْفُرْصَةُ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ فَانْتَهِزُوا فُرَصَ الْخَيْرِ. -----------------------------
22 - وقَالَ عليهالسلام لَنَا حَقٌّ
فَإِنْ أُعْطِينَاه وإِلَّا رَكِبْنَا أَعْجَازَ الإِبِلِ - وإِنْ طَالَ
السُّرَى. قال الرضي وهذا من لطيف
الكلام وفصيحه - ومعناه أنا إن لم نعط حقنا كنا
أذلاء - وذلك أن الرديف يركب عجز البعير - كالعبد والأسير ومن يجري مجراهما. 23 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ
أَبْطَأَ بِه عَمَلُه لَمْ يُسْرِعْ بِه نَسَبُه. 24 - وقَالَ عليهالسلام مِنْ
كَفَّارَاتِ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ إِغَاثَةُ الْمَلْهُوفِ - والتَّنْفِيسُ عَنِ
الْمَكْرُوبِ. 25 - وقَالَ عليهالسلام يَا ابْنَ
آدَمَ إِذَا رَأَيْتَ رَبَّكَ سُبْحَانَه يُتَابِعُ عَلَيْكَ نِعَمَه - وأَنْتَ
تَعْصِيه فَاحْذَرْه. 26 - وقَالَ عليهالسلام مَا أَضْمَرَ
أَحَدٌ شَيْئاً إِلَّا ظَهَرَ فِي فَلَتَاتِ لِسَانِه - وصَفَحَاتِ وَجْهِه. 27 - وقَالَ عليهالسلام امْشِ
بِدَائِكَ مَا مَشَى بِكَ (4453). 28 - وقَالَ عليهالسلام أَفْضَلُ
الزُّهْدِ إِخْفَاءُ الزُّهْدِ. 29 - وقَالَ عليهالسلام إِذَا كُنْتَ
فِي إِدْبَارٍ (4454)
والْمَوْتُ فِي إِقْبَالٍ (4455)
فَمَا أَسْرَعَ الْمُلْتَقَى. 30 - وقَالَ عليهالسلام الْحَذَرَ
الْحَذَرَ فَوَاللَّه لَقَدْ سَتَرَ حَتَّى كَأَنَّه قَدْ غَفَرَ. -----------------------------
31 - وسُئِلَ عليهالسلام عَنِ الإِيمَانِ - فَقَالَ
الإِيمَانُ عَلَى أَرْبَعِ دَعَائِمَ -
عَلَى الصَّبْرِ والْيَقِينِ والْعَدْلِ والْجِهَادِ -
والصَّبْرُ مِنْهَا عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ -
عَلَى
الشَّوْقِ والشَّفَقِ (4456)
والزُّهْدِ والتَّرَقُّبِ - فَمَنِ اشْتَاقَ إِلَى الْجَنَّةِ سَلَا عَنِ
الشَّهَوَاتِ - ومَنْ أَشْفَقَ مِنَ النَّارِ اجْتَنَبَ الْمُحَرَّمَاتِ - ومَنْ
زَهِدَ فِي الدُّنْيَا اسْتَهَانَ بِالْمُصِيبَاتِ - ومَنِ ارْتَقَبَ الْمَوْتَ
سَارَعَ إِلَى الْخَيْرَاتِ - والْيَقِينُ
مِنْهَا عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ - عَلَى تَبْصِرَةِ
الْفِطْنَةِ وتَأَوُّلِ الْحِكْمَةِ (4457) -
ومَوْعِظَةِ الْعِبْرَةِ (4458)
وسُنَّةِ (4459)
الأَوَّلِينَ - فَمَنْ تَبَصَّرَ فِي الْفِطْنَةِ تَبَيَّنَتْ لَه الْحِكْمَةُ -
ومَنْ تَبَيَّنَتْ لَه الْحِكْمَةُ عَرَفَ الْعِبْرَةَ - ومَنْ عَرَفَ الْعِبْرَةَ
فَكَأَنَّمَا كَانَ فِي الأَوَّلِينَ - والْعَدْلُ
مِنْهَا عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ - عَلَى
غَائِصِ الْفَهْمِ وغَوْرِ الْعِلْمِ (4460) -
وزُهْرَةِ الْحُكْمِ (4461)
ورَسَاخَةِ الْحِلْمِ - فَمَنْ فَهِمَ عَلِمَ غَوْرَ الْعِلْمِ - ومَنْ عَلِمَ
غَوْرَ الْعِلْمِ صَدَرَ عَنْ شَرَائِعِ الْحُكْمِ (4462) -
ومَنْ حَلُمَ لَمْ يُفَرِّطْ فِي أَمْرِه وعَاشَ فِي النَّاسِ حَمِيداً - والْجِهَادُ مِنْهَا عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ - عَلَى
الأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ والنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ - والصِّدْقِ فِي
الْمَوَاطِنِ (4463)
وشَنَآنِ (4464)
الْفَاسِقِينَ - فَمَنْ أَمَرَ بِالْمَعْرُوفِ شَدَّ ظُهُورَ الْمُؤْمِنِينَ -
ومَنْ نَهَى عَنِ الْمُنْكَرِ أَرْغَمَ أُنُوفَ الْكَافِرِينَ - ومَنْ صَدَقَ
فِي الْمَوَاطِنِ قَضَى مَا عَلَيْه - ومَنْ شَنِئَ الْفَاسِقِينَ وغَضِبَ
لِلَّه غَضِبَ اللَّه لَه - وأَرْضَاه يَوْمَ الْقِيَامَةِ - والْكُفْرُ عَلَى أَرْبَعِ دَعَائِمَ -
عَلَى التَّعَمُّقِ (4465)،
والتَّنَازُعِ والزَّيْغِ (4466)
والشِّقَاقِ (4467) -
فَمَنْ تَعَمَّقَ لَمْ يُنِبْ (4468)
إِلَى الْحَقِّ - ومَنْ كَثُرَ نِزَاعُه بِالْجَهْلِ دَامَ عَمَاه عَنِ الْحَقِّ
- ومَنْ زَاغَ سَاءَتْ عِنْدَه الْحَسَنَةُ وحَسُنَتْ عِنْدَه السَّيِّئَةُ -
وسَكِرَ سُكْرَ الضَّلَالَةِ - ومَنْ شَاقَّ وَعُرَتْ (4469)
عَلَيْه طُرُقُه وأَعْضَلَ (4470)
عَلَيْه أَمْرُه - وضَاقَ عَلَيْه مَخْرَجُه - والشَّكُّ عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ
- عَلَى التَّمَارِي (4471)
والْهَوْلِ (4472)
والتَّرَدُّدِ (4473)
والِاسْتِسْلَامِ (4474) -
فَمَنْ جَعَلَ الْمِرَاءَ (4475)
دَيْدَناً (4476)
لَمْ يُصْبِحْ لَيْلُه (4477) -
ومَنْ هَالَه مَا بَيْنَ يَدَيْه نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْه (4478) -
ومَنْ تَرَدَّدَ فِي الرَّيْبِ (4479)
وَطِئَتْه سَنَابِكُ الشَّيَاطِينِ (4480) -
ومَنِ اسْتَسْلَمَ لِهَلَكَةِ الدُّنْيَا والآخِرَةِ هَلَكَ فِيهِمَا. قال الرضي وبعد هذا كلام تركنا ذكره خوف الإطالة - والخروج عن الغرض
المقصود في هذا الكتاب. -----------------------------
32 - وقَالَ عليهالسلام فَاعِلُ
الْخَيْرِ خَيْرٌ مِنْه وفَاعِلُ الشَّرِّ شَرٌّ مِنْه. 33 - وقَالَ عليهالسلام كُنْ سَمْحاً
ولَا تَكُنْ مُبَذِّراً - وكُنْ مُقَدِّراً (4481)
ولَا تَكُنْ مُقَتِّراً (4482). 34 - وقَالَ عليهالسلام أَشْرَفُ
الْغِنَى تَرْكُ الْمُنَى (4483). 35 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ
أَسْرَعَ إِلَى النَّاسِ بِمَا يَكْرَهُونَ - قَالُوا فِيه بِمَا لَا
يَعْلَمُونَ. 36 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ أَطَالَ
الأَمَلَ (4484)
أَسَاءَ الْعَمَلَ. 37 - وقَالَ عليهالسلام وقَدْ
لَقِيَه عِنْدَ مَسِيرِه إِلَى الشَّامِ دَهَاقِينُ الأَنْبَارِ (4485) -
فَتَرَجَّلُوا لَه (4486)
واشْتَدُّوا بَيْنَ يَدَيْه (4487) -
فَقَالَ: مَا هَذَا الَّذِي صَنَعْتُمُوه
فَقَالُوا خُلُقٌ مِنَّا نُعَظِّمُ بِه أُمَرَاءَنَا - فَقَالَ واللَّه مَا
يَنْتَفِعُ بِهَذَا أُمَرَاؤُكُمْ - وإِنَّكُمْ لَتَشُقُّونَ (4488)
عَلَى أَنْفُسِكُمْ فِي دُنْيَاكُمْ - وتَشْقَوْنَ (4489)
بِه فِي آخِرَتِكُمْ - ومَا أَخْسَرَ الْمَشَقَّةَ وَرَاءَهَا الْعِقَابُ -
وأَرْبَحَ الدَّعَةَ (4490)
مَعَهَا الأَمَانُ مِنَ النَّارِ! 38 - وقَالَ عليهالسلام لِابْنِه الْحَسَنِ عليهالسلام: يَا بُنَيَّ احْفَظْ عَنِّي أَرْبَعاً
وأَرْبَعاً - لَا يَضُرُّكَ مَا عَمِلْتَ مَعَهُنَّ - إِنَّ أَغْنَى الْغِنَى
الْعَقْلُ وأَكْبَرَ الْفَقْرِ الْحُمْقُ - وأَوْحَشَ الْوَحْشَةِ الْعُجْبُ (4491)
وأَكْرَمَ الْحَسَبِ حُسْنُ الْخُلُقِ. يَا بُنَيَّ إِيَّاكَ ومُصَادَقَةَ
الأَحْمَقِ - فَإِنَّه يُرِيدُ أَنْ يَنْفَعَكَ فَيَضُرَّكَ - وإِيَّاكَ
ومُصَادَقَةَ الْبَخِيلِ - فَإِنَّه يَقْعُدُ عَنْكَ أَحْوَجَ مَا تَكُونُ
إِلَيْه - وإِيَّاكَ ومُصَادَقَةَ الْفَاجِرِ فَإِنَّه يَبِيعُكَ بِالتَّافِه (4492) -
وإِيَّاكَ ومُصَادَقَةَ الْكَذَّابِ - فَإِنَّه كَالسَّرَابِ (4493)
يُقَرِّبُ عَلَيْكَ الْبَعِيدَ ويُبَعِّدُ عَلَيْكَ الْقَرِيبَ. 39 - وقَالَ عليهالسلام لَا قُرْبَةَ
بِالنَّوَافِلِ (4494)
إِذَا أَضَرَّتْ بِالْفَرَائِضِ. 40
- وقَالَ عليهالسلام لِسَانُ الْعَاقِلِ وَرَاءَ قَلْبِه وقَلْبُ
الأَحْمَقِ وَرَاءَ لِسَانِه قال الرضي - وهذا من المعاني العجيبة الشريفة -
والمراد به أن العاقل لا يطلق لسانه. إلا بعد
مشاورة الروية ومؤامرة الفكرة - والأحمق تسبق حذفات لسانه (4495) وفلتات كلامه
- مراجعة فكره (4496)
ومماخضة رأيه (4497) -
فكأن لسان العاقل تابع لقلبه - وكأن قلب الأحمق تابع للسانه. -----------------------------
41 -
وقد روي عنه عليهالسلام
هذا المعنى بلفظ آخر - وهو قوله: قَلْبُ الأَحْمَقِ فِي فِيه - ولِسَانُ
الْعَاقِلِ فِي قَلْبِه. ومعناهما واحد: 42 - وقَالَ عليهالسلام لِبَعْضِ
أَصْحَابِه فِي عِلَّةٍ اعْتَلَّهَا - جَعَلَ اللَّه مَا كَانَ مِنْ شَكْوَاكَ
حَطَّاً لِسَيِّئَاتِكَ - فَإِنَّ الْمَرَضَ لَا أَجْرَ فِيه - ولَكِنَّه
يَحُطُّ السَّيِّئَاتِ ويَحُتُّهَا حَتَّ (4498)
الأَوْرَاقِ - وإِنَّمَا الأَجْرُ فِي الْقَوْلِ بِاللِّسَانِ - والْعَمَلِ
بِالأَيْدِي والأَقْدَامِ - وإِنَّ اللَّه سُبْحَانَه يُدْخِلُ بِصِدْقِ
النِّيَّةِ - والسَّرِيرَةِ الصَّالِحَةِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِه الْجَنَّةَ. قال
الرضي - وأقول صدق عليهالسلام إن المرض لا أجر فيه - لأنه ليس من قبيل ما يستحق عليه العوض -
لأن العوض يستحق على ما كان في مقابلة فعل الله تعالى بالعبد - من الآلام
والأمراض وما يجري مجرى ذلك - والأجر والثواب يستحقان على ما كان في مقابلة فعل
العبد - فبينهما فرق قد بينه عليهالسلام - كما يقتضيه علمه الثاقب ورأيه الصائب. 43 - وقَالَ عليهالسلام فِي ذِكْرِ
خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ - يَرْحَمُ اللَّه خَبَّابَ بْنَ الأَرَتِّ فَلَقَدْ
أَسْلَمَ رَاغِباً وهَاجَرَ طَائِعاً وقَنِعَ بِالْكَفَافِ (4499)
ورَضِيَ عَنِ اللَّه وعَاشَ مُجَاهِداً. 44 - وقَالَ عليهالسلام طُوبَى لِمَنْ
ذَكَرَ الْمَعَادَ وعَمِلَ لِلْحِسَابِ - وقَنِعَ بِالْكَفَافِ ورَضِيَ عَنِ
اللَّه. 45 - وقَالَ عليهالسلام: لَوْ
ضَرَبْتُ خَيْشُومَ (4500)
الْمُؤْمِنِ بِسَيْفِي هَذَا - عَلَى أَنْ يُبْغِضَنِي مَا أَبْغَضَنِي - ولَوْ
صَبَبْتُ الدُّنْيَا بِجَمَّاتِهَا (4501)
عَلَى الْمُنَافِقِ - عَلَى أَنْ يُحِبَّنِي مَا أَحَبَّنِي - وذَلِكَ أَنَّه
قُضِيَ فَانْقَضَى عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ صلىاللهعليهوآله
- أَنَّه قَالَ يَا عَلِيُّ لَا يُبْغِضُكَ مُؤْمِنٌ ولَا يُحِبُّكَ مُنَافِقٌ. 46 - وقَالَ عليهالسلام سَيِّئَةٌ
تَسُوءُكَ خَيْرٌ عِنْدَ اللَّه مِنْ حَسَنَةٍ تُعْجِبُكَ. 47 - وقَالَ عليهالسلام قَدْرُ
الرَّجُلِ عَلَى قَدْرِ هِمَّتِه وصِدْقُه عَلَى قَدْرِ مُرُوءَتِه -
وشَجَاعَتُه عَلَى قَدْرِ أَنَفَتِه وعِفَّتُه عَلَى قَدْرِ غَيْرَتِه. 48 - وقَالَ عليهالسلام الظَّفَرُ
بِالْحَزْمِ والْحَزْمُ بِإِجَالَةِ الرَّأْيِ - والرَّأْيُ بِتَحْصِينِ
الأَسْرَارِ. 49 - وقَالَ عليهالسلام احْذَرُوا
صَوْلَةَ الْكَرِيمِ إِذَا جَاعَ واللَّئِيمِ إِذَا شَبِعَ. 50 - وقَالَ عليهالسلام قُلُوبُ
الرِّجَالِ وَحْشِيَّةٌ فَمَنْ تَأَلَّفَهَا أَقْبَلَتْ عَلَيْه. -----------------------------
51 - وقَالَ عليهالسلام عَيْبُكَ
مَسْتُورٌ مَا أَسْعَدَكَ جَدُّكَ (4502). 52 - وقَالَ عليهالسلام أَوْلَى
النَّاسِ بِالْعَفْوِ أَقْدَرُهُمْ عَلَى الْعُقُوبَةِ. 53 - وقَالَ عليهالسلام السَّخَاءُ
مَا كَانَ ابْتِدَاءً - فَأَمَّا مَا كَانَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَحَيَاءٌ
وتَذَمُّمٌ (4503). 54 - وقَالَ عليهالسلام لَا غِنَى
كَالْعَقْلِ ولَا فَقْرَ كَالْجَهْلِ - ولَا مِيرَاثَ كَالأَدَبِ ولَا ظَهِيرَ
كَالْمُشَاوَرَةِ. 55 - وقَالَ عليهالسلام الصَّبْرُ
صَبْرَانِ صَبْرٌ عَلَى مَا تَكْرَه وصَبْرٌ عَمَّا تُحِبُّ. 56 - وقَالَ عليهالسلام الْغِنَى فِي
الْغُرْبَةِ وَطَنٌ والْفَقْرُ فِي الْوَطَنِ غُرْبَةٌ. 57 - وقَالَ عليهالسلام الْقَنَاعَةُ
مَالٌ لَا يَنْفَدُ. قال الرضي: وقد روي هذا الكلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. 58 - وقَالَ عليهالسلام الْمَالُ
مَادَّةُ الشَّهَوَاتِ. 59 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ
حَذَّرَكَ كَمَنْ بَشَّرَكَ. 60 - وقَالَ عليهالسلام اللِّسَانُ
سَبُعٌ إِنْ خُلِّيَ عَنْه عَقَرَ (4504). |
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
باب المختار من حكم أمير المؤمنين عليهالسلام : 61-120
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
61 - وقَالَ عليهالسلام الْمَرْأَةُ
عَقْرَبٌ حُلْوَةُ اللَّسْبَةِ (4505). 62 - وقَالَ عليهالسلام إِذَا
حُيِّيتَ بِتَحِيَّةٍ فَحَيِّ بِأَحْسَنَ مِنْهَا وإِذَا أُسْدِيَتْ إِلَيْكَ
يَدٌ فَكَافِئْهَا بِمَا يُرْبِي عَلَيْهَا - والْفَضْلُ مَعَ ذَلِكَ
لِلْبَادِئِ. 63 - وقَالَ عليهالسلام الشَّفِيعُ
جَنَاحُ الطَّالِبِ. 64 - وقَالَ عليهالسلام أَهْلُ
الدُّنْيَا كَرَكْبٍ يُسَارُ بِهِمْ وهُمْ نِيَامٌ. 65 - وقَالَ عليهالسلام
فَقْدُ الأَحِبَّةِ غُرْبَةٌ. 66 - وقَالَ عليهالسلام فَوْتُ
الْحَاجَةِ أَهْوَنُ مِنْ طَلَبِهَا إِلَى غَيْرِ أَهْلِهَا. 67 - وقَالَ عليهالسلام لَا تَسْتَحِ
مِنْ إِعْطَاءِ الْقَلِيلِ - فَإِنَّ الْحِرْمَانَ أَقَلُّ مِنْه. 68 - وقَالَ عليهالسلام الْعَفَافُ
زِينَةُ الْفَقْرِ والشُّكْرُ زِينَةُ الْغِنَى. 69 - وقَالَ عليهالسلام إِذَا لَمْ
يَكُنْ مَا تُرِيدُ فَلَا تُبَلْ (4506)
مَا كُنْتَ. 70 - وقَالَ عليهالسلام لَا تَرَى
الْجَاهِلَ إِلَّا مُفْرِطاً أَوْ مُفَرِّطاً. -----------------------------
71 - وقَالَ عليهالسلام إِذَا تَمَّ
الْعَقْلُ نَقَصَ الْكَلَامُ. 72 - وقَالَ عليهالسلام الدَّهْرُ
يُخْلِقُ الأَبْدَانَ - ويُجَدِّدُ الآمَالَ ويُقَرِّبُ الْمَنِيَّةَ -
ويُبَاعِدُ الأُمْنِيَّةَ (4507)
مَنْ ظَفِرَ بِه نَصِبَ (4508)
ومَنْ فَاتَه تَعِبَ. 73 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ نَصَبَ
نَفْسَه لِلنَّاسِ إِمَاماً - فَلْيَبْدَأْ بِتَعْلِيمِ نَفْسِه قَبْلَ
تَعْلِيمِ غَيْرِه - ولْيَكُنْ تَأْدِيبُه بِسِيرَتِه قَبْلَ تَأْدِيبِه
بِلِسَانِه - ومُعَلِّمُ نَفْسِه ومُؤَدِّبُهَا أَحَقُّ بِالإِجْلَالِ - مِنْ
مُعَلِّمِ النَّاسِ ومُؤَدِّبِهِمْ. 74 - وقَالَ عليهالسلام نَفَسُ
الْمَرْءِ خُطَاه إِلَى أَجَلِه (4509). 75 - وقَالَ عليهالسلام كُلُّ
مَعْدُودٍ مُنْقَضٍ وكُلُّ مُتَوَقَّعٍ آتٍ. 76 - وقَالَ عليهالسلام إِنَّ
الأُمُورَ إِذَا اشْتَبَهَتْ اعْتُبِرَ آخِرُهَا بِأَوَّلِهَا (4510). 77 - ومِنْ
خَبَرِ
ضِرَارِ بْنِ حَمْزَةَ الضَّبَائِيِّ -
عِنْدَ دُخُولِه عَلَى مُعَاوِيَةَ - ومَسْأَلَتِه لَه عَنْ أَمِيرِ
الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام
وقَالَ فَأَشْهَدُ لَقَدْ رَأَيْتُه فِي بَعْضِ مَوَاقِفِه - وقَدْ أَرْخَى
اللَّيْلُ سُدُولَه (4511)
وهُوَ قَائِمٌ فِي مِحْرَابِه قَابِضٌ عَلَى لِحْيَتِه يَتَمَلْمَلُ (4512)
تَمَلْمُلَ السَّلِيمِ (4513)
- ويَبْكِي بُكَاءَ الْحَزِينِ ويَقُولُ: يَا دُنْيَا يَا دُنْيَا إِلَيْكِ
عَنِّي أَبِي تَعَرَّضْتِ (4514)
أَمْ إِلَيَّ تَشَوَّقْتِ - لَا حَانَ حِينُكِ (4515)
هَيْهَاتَ غُرِّي غَيْرِي لَا حَاجَةَ لِي فِيكِ - قَدْ طَلَّقْتُكِ ثَلَاثاً
لَا رَجْعَةَ فِيهَا - فَعَيْشُكِ قَصِيرٌ وخَطَرُكِ يَسِيرٌ وأَمَلُكِ حَقِيرٌ
- آه مِنْ قِلَّةِ الزَّادِ وطُولِ الطَّرِيقِ - وبُعْدِ السَّفَرِ وعَظِيمِ
الْمَوْرِدِ (4516). 78 - ومِنْ كَلَامٍ لَه عليهالسلام لِلسَّائِلِ
الشَّامِيِّ لَمَّا سَأَلَه - أَكَانَ مَسِيرُنَا إِلَى الشَّامِ بِقَضَاءٍ مِنَ
اللَّه وقَدَرٍ - بَعْدَ كَلَامٍ طَوِيلٍ هَذَا مُخْتَارُه. وَيْحَكَ لَعَلَّكَ ظَنَنْتَ قَضَاءً (4517)
لَازِماً وقَدَراً (4518)
حَاتِماً (4519) -
لَوْ كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ لَبَطَلَ الثَّوَابُ والْعِقَابُ - وسَقَطَ
الْوَعْدُ والْوَعِيدُ - إِنَّ اللَّه سُبْحَانَه أَمَرَ عِبَادَه تَخْيِيراً
ونَهَاهُمْ تَحْذِيراً - وكَلَّفَ يَسِيراً ولَمْ يُكَلِّفْ عَسِيراً - وأَعْطَى
عَلَى الْقَلِيلِ كَثِيراً ولَمْ يُعْصَ مَغْلُوباً - ولَمْ يُطَعْ مُكْرِهاً
ولَمْ يُرْسِلِ الأَنْبِيَاءَ لَعِباً - ولَمْ يُنْزِلِ الْكُتُبَ لِلْعِبَادِ
عَبَثاً - ولَا خَلَقَ السَّمَاوَاتِ والأَرْضَ ومَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا - (ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا
فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ). 79 - وقَالَ عليهالسلام خُذِ
الْحِكْمَةَ أَنَّى كَانَتْ - فَإِنَّ الْحِكْمَةَ تَكُونُ فِي صَدْرِ
الْمُنَافِقِ فَتَلَجْلَجُ (4520)
فِي صَدْرِه - حَتَّى تَخْرُجَ فَتَسْكُنَ إِلَى صَوَاحِبِهَا فِي صَدْرِ
الْمُؤْمِنِ. 80 - وقَالَ عليهالسلام الْحِكْمَةُ
ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ - فَخُذِ الْحِكْمَةَ ولَوْ مِنْ أَهْلِ النِّفَاقِ. -----------------------------
81 - وقَالَ عليهالسلام قِيمَةُ كُلِّ
امْرِئٍ مَا يُحْسِنُه. قال الرضي - وهي الكلمة التي لا تصاب لها قيمة - ولا توزن بها حكمة ولا تقرن
إليها كلمة. 82 - وقَالَ عليهالسلام أُوصِيكُمْ
بِخَمْسٍ - لَوْ ضَرَبْتُمْ إِلَيْهَا آبَاطَ الإِبِلِ (4521)
لَكَانَتْ لِذَلِكَ أَهْلًا - لَا يَرْجُوَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلَّا رَبَّه
ولَا يَخَافَنَّ إِلَّا ذَنْبَه - ولَا يَسْتَحِيَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِذَا
سُئِلَ عَمَّا لَا يَعْلَمُ - أَنْ يَقُولَ لَا أَعْلَمُ - ولَا يَسْتَحِيَنَّ
أَحَدٌ إِذَا لَمْ يَعْلَمِ الشَّيْءَ أَنْ يَتَعَلَّمَه - وعَلَيْكُمْ
بِالصَّبْرِ فَإِنَّ الصَّبْرَ مِنَ الإِيمَانِ كَالرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ -
ولَا خَيْرَ فِي جَسَدٍ لَا رَأْسَ مَعَه - ولَا فِي إِيمَانٍ لَا صَبْرَ مَعَه. 83 - وقَالَ عليهالسلام لِرَجُلٍ
أَفْرَطَ فِي الثَّنَاءِ عَلَيْه وكَانَ لَه مُتَّهِماً - أَنَا دُونَ مَا
تَقُولُ وفَوْقَ مَا فِي نَفْسِكَ. 84 - وقَالَ عليهالسلام بَقِيَّةُ
السَّيْفِ (4522)
أَبْقَى عَدَداً وأَكْثَرُ وَلَداً. 85 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ تَرَكَ
قَوْلَ لَا أَدْرِي أُصِيبَتْ مَقَاتِلُه (4523). 86 - وقَالَ عليهالسلام رَأْيُ
الشَّيْخِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ جَلَدِ (4524)
الْغُلَامِ - ورُوِيَ مِنْ مَشْهَدِ (4525)
الْغُلَامِ. 87 - وقَالَ عليهالسلام عَجِبْتُ
لِمَنْ يَقْنَطُ ومَعَه الِاسْتِغْفَارُ. 88
- وحَكَى عَنْه أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَاقِرُ عليهالسلام أَنَّه قَالَ: كَانَ فِي الأَرْضِ أَمَانَانِ مِنْ
عَذَابِ اللَّه - وقَدْ رُفِعَ أَحَدُهُمَا فَدُونَكُمُ الآخَرَ فَتَمَسَّكُوا
بِه - أَمَّا الأَمَانُ الَّذِي رُفِعَ فَهُوَ رَسُولُ اللَّه صلىاللهعليهوآله
- وأَمَّا الأَمَانُ الْبَاقِي فَالِاسْتِغْفَارُ قَالَ اللَّه تَعَالَى - (وما كانَ الله لِيُعَذِّبَهُمْ
وأَنْتَ فِيهِمْ - وما كانَ الله مُعَذِّبَهُمْ وهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ). قال الرضي - وهذا من محاسن الاستخراج ولطائف الاستنباط. 89 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ أَصْلَحَ
مَا بَيْنَه وبَيْنَ اللَّه - أَصْلَحَ اللَّه مَا بَيْنَه وبَيْنَ النَّاسِ -
ومَنْ أَصْلَحَ أَمْرَ آخِرَتِه أَصْلَحَ اللَّه لَه أَمْرَ دُنْيَاه - ومَنْ
كَانَ لَه مِنْ نَفْسِه وَاعِظٌ - كَانَ عَلَيْه مِنَ اللَّه حَافِظٌ. 90 - وقَالَ عليهالسلام الْفَقِيه
كُلُّ الْفَقِيه مَنْ لَمْ يُقَنِّطِ النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّه - ولَمْ
يُؤْيِسْهُمْ مِنْ رَوْحِ (4526)
اللَّه ولَمْ يُؤْمِنْهُمْ مِنْ مَكْرِ (4527)
اللَّه. -----------------------------
91 - وقَالَ عليهالسلام إِنَّ هَذِه
الْقُلُوبَ تَمَلُّ كَمَا تَمَلُّ الأَبْدَانُ - فَابْتَغُوا لَهَا طَرَائِفَ
الْحِكَمِ (4528). 92 - وقَالَ عليهالسلام أَوْضَعُ الْعِلْمِ (4529)
مَا وُقِفَ عَلَى اللِّسَانِ (4530) -
وأَرْفَعُه مَا ظَهَرَ فِي الْجَوَارِحِ والأَرْكَانِ (4531). 93 - وقَالَ عليهالسلام لَا
يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفِتْنَةِ -
لأَنَّه لَيْسَ أَحَدٌ إِلَّا وهُوَ مُشْتَمِلٌ عَلَى فِتْنَةٍ - ولَكِنْ مَنِ اسْتَعَاذَ
فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ مُضِلَّاتِ الْفِتَنِ - فَإِنَّ اللَّه سُبْحَانَه يَقُولُ
- (واعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وأَوْلادُكُمْ
فِتْنَةٌ) -
ومَعْنَى ذَلِكَ أَنَّه يَخْتَبِرُهُمْ - بِالأَمْوَالِ والأَوْلَادِ
لِيَتَبَيَّنَ السَّاخِطَ لِرِزْقِه - والرَّاضِيَ بِقِسْمِه - وإِنْ كَانَ
سُبْحَانَه أَعْلَمَ بِهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ - ولَكِنْ لِتَظْهَرَ الأَفْعَالُ
الَّتِي بِهَا يُسْتَحَقُّ الثَّوَابُ والْعِقَابُ - لأَنَّ بَعْضَهُمْ يُحِبُّ
الذُّكُورَ ويَكْرَه الإِنَاثَ - وبَعْضَهُمْ يُحِبُّ تَثْمِيرَ الْمَالِ (4532)
ويَكْرَه انْثِلَامَ الْحَالِ (4533). قال الرضي - وهذا من غريب ما سمع منه في التفسير. 94 - وسُئِلَ
عَنِ الْخَيْرِ مَا هُوَ - فَقَالَ لَيْسَ
الْخَيْرُ أَنْ يَكْثُرَ مَالُكَ ووَلَدُكَ - ولَكِنَّ الْخَيْرَ أَنْ يَكْثُرَ
عِلْمُكَ - وأَنْ يَعْظُمَ حِلْمُكَ وأَنْ تُبَاهِيَ النَّاسَ بِعِبَادَةِ
رَبِّكَ - فَإِنْ أَحْسَنْتَ حَمِدْتَ اللَّه وإِنْ أَسَأْتَ اسْتَغْفَرْتَ
اللَّه - ولَا خَيْرَ فِي الدُّنْيَا إِلَّا لِرَجُلَيْنِ - رَجُلٍ أَذْنَبَ
ذُنُوباً فَهُوَ يَتَدَارَكُهَا بِالتَّوْبَةِ - ورَجُلٍ يُسَارِعُ فِي
الْخَيْرَاتِ. 95 - وقَالَ عليهالسلام لَا يَقِلُّ
عَمَلٌ مَعَ التَّقْوَى وكَيْفَ يَقِلُّ مَا يُتَقَبَّلُ؟ 96 - وقَالَ عليهالسلام إِنَّ
أَوْلَى النَّاسِ بِالأَنْبِيَاءِ أَعْلَمُهُمْ بِمَا جَاءُوا بِه - ثُمَّ تَلَا
(إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ
اتَّبَعُوه - وهذَا النَّبِيُّ والَّذِينَ آمَنُوا) الآيَةَ -
ثُمَّ قَالَ إِنَّ وَلِيَّ مُحَمَّدٍ مَنْ أَطَاعَ اللَّه وإِنْ بَعُدَتْ
لُحْمَتُه (4534) -
وإِنَّ عَدُوَّ مُحَمَّدٍ مَنْ عَصَى اللَّه وإِنْ قَرُبَتْ قَرَابَتُه! 97
- وسَمِعَ عليهالسلام رَجُلًا مِنَ
الْحَرُورِيَّةِ (4535)
يَتَهَجَّدُ (4536)
ويَقْرَأُ - فَقَالَ: نَوْمٌ عَلَى يَقِينٍ خَيْرٌ مِنْ
صَلَاةٍ فِي شَكٍّ. 98 - وقَالَ عليهالسلام اعْقِلُوا
الْخَبَرَ إِذَا سَمِعْتُمُوه عَقْلَ رِعَايَةٍ لَا عَقْلَ رِوَايَةٍ - فَإِنَّ
رُوَاةَ الْعِلْمِ كَثِيرٌ ورُعَاتَه قَلِيلٌ. 99 -وسَمِعَ
رَجُلًا يَقُولُ - (إِنَّا لِلَّه وإِنَّا إِلَيْه
راجِعُونَ) -
فَقَالَ عليه السلام: إِنَّ قَوْلَنَا (إِنَّا لِلَّه) إِقْرَارٌ
عَلَى أَنْفُسِنَا بِالْمُلْكِ (4537) -
وقَوْلَنَا (وإِنَّا إِلَيْه راجِعُونَ) - إِقْرَارٌ
عَلَى أَنْفُسِنَا بِالْهُلْكِ (4538). 100 - وقَالَ عليهالسلام ومَدَحَه
قَوْمٌ فِي وَجْهِه - فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَعْلَمُ بِي مِنْ نَفْسِي -
وأَنَا أَعْلَمُ بِنَفْسِي مِنْهُمْ - اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا خَيْراً مِمَّا
يَظُنُّونَ واغْفِرْ لَنَا مَا لَا يَعْلَمُونَ. -----------------------------
101 - وقَالَ عليهالسلام: لَا
يَسْتَقِيمُ قَضَاءُ الْحَوَائِجِ إِلَّا بِثَلَاثٍ - بِاسْتِصْغَارِهَا (4539)
لِتَعْظُمَ وبِاسْتِكْتَامِهَا (4540)
لِتَظْهَرَ - وبِتَعْجِيلِهَا لِتَهْنُؤَ (4541). 102 - وقَالَ عليهالسلام يَأْتِي
عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يُقَرَّبُ فِيه إِلَّا الْمَاحِلُ (4542) -
ولَا يُظَرَّفُ (4543)
فِيه إِلَّا الْفَاجِرُ - ولَا يُضَعَّفُ (4544)
فِيه إِلَّا الْمُنْصِفُ - يَعُدُّونَ الصَّدَقَةَ فِيه غُرْماً (4545)
وصِلَةَ الرَّحِمِ مَنّاً (4546) -
والْعِبَادَةَ اسْتِطَالَةً (4547)
عَلَى النَّاسِ - فَعِنْدَ ذَلِكَ يَكُونُ السُّلْطَانُ بِمَشُورَةِ النِّسَاءِ
- وإِمَارَةِ الصِّبْيَانِ وتَدْبِيرِ الْخِصْيَانِ. 103 - ورُئِيَ
عَلَيْه إِزَارٌ خَلَقٌ مَرْقُوعٌ فَقِيلَ لَه فِي ذَلِكَ - فَقَالَ: يَخْشَعُ لَه الْقَلْبُ وتَذِلُّ بِه
النَّفْسُ - ويَقْتَدِي بِه الْمُؤْمِنُونَ إِنَّ الدُّنْيَا والآخِرَةَ
عَدُوَّانِ مُتَفَاوِتَانِ - وسَبِيلَانِ مُخْتَلِفَانِ - فَمَنْ أَحَبَّ
الدُّنْيَا وتَوَلَّاهَا أَبْغَضَ الآخِرَةَ وعَادَاهَا - وهُمَا بِمَنْزِلَةِ
الْمَشْرِقِ والْمَغْرِبِ ومَاشٍ بَيْنَهُمَا - كُلَّمَا قَرُبَ مِنْ وَاحِدٍ
بَعُدَ مِنَ الآخَرِ - وهُمَا بَعْدُ ضَرَّتَانِ. 104
- وعَنْ نَوْفٍ الْبَكَالِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام
ذَاتَ لَيْلَةٍ - وقَدْ خَرَجَ مِنْ فِرَاشِه فَنَظَرَ فِي النُّجُومِ - فَقَالَ لِي يَا
نَوْفُ أَرَاقِدٌ أَنْتَ أَمْ رَامِقٌ (4548)
- فَقُلْتُ بَلْ رَامِقٌ قَالَ: -----------------------------
يَا نَوْفُ طُوبَى لِلزَّاهِدِينَ فِي
الدُّنْيَا - الرَّاغِبِينَ فِي الآخِرَةِ - أُولَئِكَ قَوْمٌ اتَّخَذُوا
الأَرْضَ بِسَاطاً - وتُرَابَهَا فِرَاشاً ومَاءَهَا طِيباً - والْقُرْآنَ
شِعَاراً (4549) والدُّعَاءَ
دِثَاراً (4550) -
ثُمَّ قَرَضُوا (4551)
الدُّنْيَا قَرْضاً عَلَى مِنْهَاجِ (4552)
الْمَسِيحِ. يَا نَوْفُ إِنَّ دَاوُدَ عليهالسلام
قَامَ فِي مِثْلِ هَذِه السَّاعَةِ مِنَ اللَّيْلِ - فَقَالَ إِنَّهَا لَسَاعَةٌ
لَا يَدْعُو فِيهَا عَبْدٌ إِلَّا اسْتُجِيبَ لَه - إِلَّا أَنْ يَكُونَ
عَشَّاراً (4553)
أَوْ عَرِيفاً (4554)
أَوْ شُرْطِيّاً (4555) -
أَوْ صَاحِبَ عَرْطَبَةٍ وهِيَ الطُّنْبُورُ أَوْ صَاحِبَ كَوْبَةٍ وهِيَ
الطَّبْلُ - وقَدْ قِيلَ أَيْضاً إِنَّ الْعَرْطَبَةَ الطَّبْلُ - والْكَوْبَةَ
الطُّنْبُورُ. 105 - وقَالَ عليهالسلام إِنَّ اللَّه
افْتَرَضَ عَلَيْكُمْ فَرَائِضَ فَلَا تُضَيِّعُوهَا - وحَدَّ لَكُمْ حُدُوداً
فَلَا تَعْتَدُوهَا - ونَهَاكُمْ عَنْ أَشْيَاءَ فَلَا تَنْتَهِكُوهَا (4556) -
وسَكَتَ لَكُمْ عَنْ أَشْيَاءَ ولَمْ يَدَعْهَا نِسْيَاناً فَلَا
تَتَكَلَّفُوهَا (4557). -----------------------------
106 - وقَالَ عليهالسلام لَا يَتْرُكُ
النَّاسُ شَيْئاً مِنْ أَمْرِ دِينِهِمْ لِاسْتِصْلَاحِ دُنْيَاهُمْ - إِلَّا
فَتَحَ اللَّه عَلَيْهِمْ مَا هُوَ أَضَرُّ مِنْه. 107 - وقَالَ عليهالسلام رُبَّ عَالِمٍ
قَدْ قَتَلَه جَهْلُه وعِلْمُه مَعَه لَا يَنْفَعُه. 108 - وقَالَ عليهالسلام لَقَدْ
عُلِّقَ بِنِيَاطِ (4558)
هَذَا الإِنْسَانِ بَضْعَةٌ (4559) -
هِيَ أَعْجَبُ مَا فِيه وذَلِكَ الْقَلْبُ - وذَلِكَ أَنَّ لَه مَوَادَّ مِنَ
الْحِكْمَةِ وأَضْدَاداً مِنْ خِلَافِهَا - فَإِنْ سَنَحَ (4560)
لَه الرَّجَاءُ أَذَلَّه الطَّمَعُ - وإِنْ هَاجَ بِه الطَّمَعُ أَهْلَكَه
الْحِرْصُ - وإِنْ مَلَكَه الْيَأْسُ قَتَلَه الأَسَفُ - وإِنْ عَرَضَ لَه
الْغَضَبُ اشْتَدَّ بِه الْغَيْظُ - وإِنْ أَسْعَدَه الرِّضَى نَسِيَ
التَّحَفُّظَ (4561) -
وإِنْ غَالَه الْخَوْفُ شَغَلَه الْحَذَرُ - وإِنِ اتَّسَعَ لَه الأَمْرُ
اسْتَلَبَتْه الْغِرَّةُ (4562) -
وإِنْ أَفَادَ (4563)
مَالًا أَطْغَاه الْغِنَى - وإِنْ أَصَابَتْه مُصِيبَةٌ فَضَحَه الْجَزَعُ -
وإِنْ عَضَّتْه الْفَاقَةُ (4564)
شَغَلَه الْبَلَاءُ - وإِنْ جَهَدَه (4565)
الْجُوعُ قَعَدَ بِه الضَّعْفُ - وإِنْ أَفْرَطَ بِه الشِّبَعُ كَظَّتْه (4566)
الْبِطْنَةُ (4567) -
فَكُلُّ تَقْصِيرٍ بِه مُضِرٌّ وكُلُّ إِفْرَاطٍ لَه مُفْسِدٌ. 109 - وقَالَ عليهالسلام نَحْنُ
النُّمْرُقَةُ الْوُسْطَى (4568)
بِهَا يَلْحَقُ التَّالِي - وإِلَيْهَا يَرْجِعُ الْغَالِي (4569). 110 - وقَالَ عليهالسلام لَا يُقِيمُ
أَمْرَ اللَّه سُبْحَانَه إِلَّا مَنْ لَا يُصَانِعُ (4570) -
ولَا يُضَارِعُ (4571)
ولَا يَتَّبِعُ الْمَطَامِعَ (4572). -----------------------------
111 - وقَالَ عليهالسلام: وقَدْ
تُوُفِّيَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ الأَنْصَارِيُّ بِالْكُوفَةِ - بَعْدَ مَرْجِعِه
مَعَه مِنْ صِفِّينَ - وكَانَ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيْه. لَوْ أَحَبَّنِي جَبَلٌ لَتَهَافَتَ (4573). معنى
ذلك أن المحنة تغلظ عليه - فتسرع
المصائب إليه - ولا يفعل ذلك إلا بالأتقياء الأبرار - والمصطفين الأخيار: وهذا مثل قوله عليهالسلام: 112 -
مَنْ أَحَبَّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ فَلْيَسْتَعِدَّ لِلْفَقْرِ جِلْبَاباً. وقد يؤول ذلك
على معنى آخر ليس هذا موضع ذكره. 113 - وقَالَ عليهالسلام لَا مَالَ
أَعْوَدُ مِنَ الْعَقْلِ (4574)
ولَا وَحْدَةَ أَوْحَشُ مِنَ الْعُجْبِ (4575) -
ولَا عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ ولَا كَرَمَ كَالتَّقْوَى - ولَا قَرِينَ كَحُسْنِ
الْخُلُقِ ولَا مِيرَاثَ كَالأَدَبِ - ولَا قَائِدَ كَالتَّوْفِيقِ ولَا
تِجَارَةَ كَالْعَمَلِ الصَّالِحِ - ولَا رِبْحَ كَالثَّوَابِ ولَا وَرَعَ
كَالْوُقُوفِ عِنْدَ الشُّبْهَةِ - ولَا زُهْدَ كَالزُّهْدِ فِي الْحَرَامِ ولَا
عِلْمَ كَالتَّفَكُّرِ - ولَا عِبَادَةَ كَأَدَاءِ الْفَرَائِضِ - ولَا إِيمَانَ
كَالْحَيَاءِ والصَّبْرِ ولَا حَسَبَ كَالتَّوَاضُعِ - ولَا شَرَفَ كَالْعِلْمِ
ولَا عِزَّ كَالْحِلْمِ - ولَا مُظَاهَرَةَ أَوْثَقُ مِنَ الْمُشَاوَرَةِ. 114 - وقَالَ عليهالسلام إِذَا
اسْتَوْلَى الصَّلَاحُ عَلَى الزَّمَانِ وأَهْلِه - ثُمَّ أَسَاءَ رَجُلٌ
الظَّنَّ بِرَجُلٍ لَمْ تَظْهَرْ مِنْه حَوْبَةٌ (4576)
فَقَدْ ظَلَمَ - وإِذَا اسْتَوْلَى الْفَسَادُ عَلَى الزَّمَانِ وأَهْلِه -
فَأَحْسَنَ رَجُلٌ الظَّنَّ بِرَجُلٍ فَقَدْ غَرَّرَ (4577). 115 - وقِيلَ لَه عليهالسلام كَيْفَ
نَجِدُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ - فَقَالَ عليهالسلام
كَيْفَ يَكُونُ حَالُ مَنْ يَفْنَى بِبَقَائِه (4578) -
ويَسْقَمُ بِصِحَّتِه (4579)
ويُؤْتَى مِنْ مَأْمَنِه (4580). 116 - وقَالَ عليهالسلام كَمْ مِنْ
مُسْتَدْرَجٍ (4581)
بِالإِحْسَانِ إِلَيْه - ومَغْرُورٍ بِالسَّتْرِ عَلَيْه ومَفْتُونٍ بِحُسْنِ
الْقَوْلِ فِيه - ومَا ابْتَلَى (4582)
اللَّه أَحَداً بِمِثْلِ الإِمْلَاءِ لَه (4583). 117 - وقَالَ عليهالسلام هَلَكَ فِيَّ
رَجُلَانِ مُحِبٌّ غَالٍ (4584)
ومُبْغِضٌ قَالٍ (4585). 118 - وقَالَ عليهالسلام إِضَاعَةُ
الْفُرْصَةِ غُصَّةٌ. 119 - وقَالَ عليهالسلام مَثَلُ
الدُّنْيَا كَمَثَلِ الْحَيَّةِ لَيِّنٌ مَسُّهَا - والسَّمُّ النَّاقِعُ فِي
جَوْفِهَا - يَهْوِي إِلَيْهَا الْغِرُّ الْجَاهِلُ ويَحْذَرُهَا ذُو اللُّبِّ
الْعَاقِلُ. 120 - وسُئِلَ عليهالسلام عَنْ
قُرَيْشٍ فَقَالَ - أَمَّا بَنُو مَخْزُومٍ فَرَيْحَانَةُ قُرَيْشٍ - نُحِبُّ
حَدِيثَ رِجَالِهِمْ والنِّكَاحَ فِي نِسَائِهِمْ - وأَمَّا بَنُو عَبْدِ شَمْسٍ
فَأَبْعَدُهَا رَأْياً - وأَمْنَعُهَا لِمَا وَرَاءَ ظُهُورِهَا - وأَمَّا
نَحْنُ فَأَبْذَلُ لِمَا فِي أَيْدِينَا - وأَسْمَحُ عِنْدَ الْمَوْتِ
بِنُفُوسِنَا - وهُمْ أَكْثَرُ وأَمْكَرُ وأَنْكَرُ - ونَحْنُ أَفْصَحُ
وأَنْصَحُ وأَصْبَحُ. -----------------------------
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
باب المختار من حكم أمير المؤمنين عليهالسلام : 121-180
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
121 - وقَالَ عليهالسلام شَتَّانَ مَا
بَيْنَ عَمَلَيْنِ - عَمَلٍ تَذْهَبُ لَذَّتُه وتَبْقَى تَبِعَتُه - وعَمَلٍ
تَذْهَبُ مَئُونَتُه ويَبْقَى أَجْرُه. 122 -
وتَبِعَ جِنَازَةً فَسَمِعَ رَجُلًا يَضْحَكُ فَقَالَ
-
كَأَنَّ الْمَوْتَ فِيهَا عَلَى غَيْرِنَا كُتِبَ - وكَأَنَّ الْحَقَّ فِيهَا
عَلَى غَيْرِنَا وَجَبَ - وكَأَنَّ الَّذِي نَرَى مِنَ الأَمْوَاتِ سَفْرٌ (4586)
عَمَّا قَلِيلٍ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ - نُبَوِّئُهُمْ (4587)
أَجْدَاثَهُمْ (4588)
ونَأْكُلُ تُرَاثَهُمْ (4589)
كَأَنَّا مُخَلَّدُونَ بَعْدَهُمْ - ثُمَّ قَدْ نَسِينَا كُلَّ وَاعِظٍ
ووَاعِظَةٍ ورُمِينَا بِكُلِّ فَادِحٍ وجَائِحَةٍ (4590). 123 - وقَالَ عليهالسلام طُوبَى
لِمَنْ ذَلَّ فِي نَفْسِه وطَابَ كَسْبُه - وصَلَحَتْ سَرِيرَتُه وحَسُنَتْ
خَلِيقَتُه (4591) -
وأَنْفَقَ الْفَضْلَ مِنْ مَالِه وأَمْسَكَ الْفَضْلَ مِنْ لِسَانِه - وعَزَلَ
عَنِ النَّاسِ شَرَّه ووَسِعَتْه السُّنَّةُ ولَمْ يُنْسَبْ إلَى الْبِدْعَةِ. قال
الرضي
أقول ومن الناس من ينسب هذا الكلام إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله وكذلك الذي قبله. 124 - وقَالَ عليهالسلام غَيْرَةُ
الْمَرْأَةِ كُفْرٌ (4592)
وغَيْرَةُ الرَّجُلِ إِيمَانٌ. 125 - وقَالَ عليهالسلام لأَنْسُبَنَّ
الإِسْلَامَ نِسْبَةً لَمْ يَنْسُبْهَا أَحَدٌ قَبْلِي - الإِسْلَامُ هُوَ
التَّسْلِيمُ والتَّسْلِيمُ هُوَ الْيَقِينُ - والْيَقِينُ هُوَ التَّصْدِيقُ
والتَّصْدِيقُ هُوَ الإِقْرَارُ - والإِقْرَارُ هُوَ الأَدَاءُ والأَدَاءُ هُوَ
الْعَمَلُ. 126 - وقَالَ عليهالسلام عَجِبْتُ
لِلْبَخِيلِ يَسْتَعْجِلُ الْفَقْرَ (4593)
الَّذِي مِنْه هَرَبَ - ويَفُوتُه الْغِنَى الَّذِي إِيَّاه طَلَبَ - فَيَعِيشُ
فِي الدُّنْيَا عَيْشَ الْفُقَرَاءِ - ويُحَاسَبُ فِي الآخِرَةِ حِسَابَ
الأَغْنِيَاءِ - وعَجِبْتُ لِلْمُتَكَبِّرِ الَّذِي كَانَ بِالأَمْسِ نُطْفَةً -
ويَكُونُ غَداً جِيفَةً - وعَجِبْتُ لِمَنْ شَكَّ فِي اللَّه وهُوَ يَرَى خَلْقَ
اللَّه - وعَجِبْتُ لِمَنْ نَسِيَ الْمَوْتَ وهُوَ يَرَى الْمَوْتَى - وعَجِبْتُ
لِمَنْ أَنْكَرَ النَّشْأَةَ الأُخْرَى - وهُوَ يَرَى النَّشْأَةَ الأُولَى -
وعَجِبْتُ لِعَامِرٍ دَارَ الْفَنَاءِ وتَارِكٍ دَارَ الْبَقَاءِ. 127 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ قَصَّرَ
فِي الْعَمَلِ ابْتُلِيَ بِالْهَمِّ ولَا حَاجَةَ لِلَّه فِيمَنْ لَيْسَ لِلَّه
فِي مَالِه ونَفْسِه نَصِيبٌ. 128 - وقَالَ عليهالسلام تَوَقَّوُا
الْبَرْدَ (4594)
فِي أَوَّلِه وتَلَقَّوْه (4595)
فِي آخِرِه - فَإِنَّه يَفْعَلُ فِي الأَبْدَانِ كَفِعْلِه فِي الأَشْجَارِ -
أَوَّلُه يُحْرِقُ وآخِرُه يُورِقُ (4596). 129 - وقَالَ عليهالسلام عِظَمُ
الْخَالِقِ عِنْدَكَ يُصَغِّرُ الْمَخْلُوقَ فِي عَيْنِكَ. 130 - وقَالَ عليهالسلام: وقَدْ رَجَعَ
مِنْ صِفِّينَ فَأَشْرَفَ عَلَى الْقُبُورِ بِظَاهِرِ الْكُوفَةِ يَا أَهْلَ الدِّيَارِ الْمُوحِشَةِ (4597) -
والْمَحَالِّ الْمُقْفِرَةِ (4598)
والْقُبُورِ الْمُظْلِمَةِ - يَا أَهْلَ التُّرْبَةِ يَا أَهْلَ الْغُرْبَةِ -
يَا أَهْلَ الْوَحْدَةِ يَا أَهْلَ الْوَحْشَةِ - أَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ (4599)
سَابِقٌ ونَحْنُ لَكُمْ تَبَعٌ (4600)
لَاحِقٌ - أَمَّا الدُّورُ فَقَدْ سُكِنَتْ وأَمَّا الأَزْوَاجُ فَقَدْ نُكِحَتْ
- وأَمَّا الأَمْوَالُ فَقَدْ قُسِمَتْ - هَذَا خَبَرُ مَا عِنْدَنَا فَمَا
خَبَرُ مَا عِنْدَكُمْ؟ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَصْحَابِه
فَقَالَ - أَمَا لَوْ أُذِنَ لَهُمْ فِي الْكَلَامِ - لأَخْبَرُوكُمْ أَنَّ
خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى. -----------------------------
131 - وقَالَ عليهالسلام وقَدْ سَمِعَ
رَجُلًا يَذُمُّ الدُّنْيَا - أَيُّهَا الذَّامُّ لِلدُّنْيَا الْمُغْتَرُّ
بِغُرُورِهَا - الْمَخْدُوعُ بِأَبَاطِيلِهَا أَتَغْتَرُّ بِالدُّنْيَا ثُمَّ
تَذُمُّهَا - أَنْتَ الْمُتَجَرِّمُ (4601)
عَلَيْهَا أَمْ هِيَ الْمُتَجَرِّمَةُ عَلَيْكَ - مَتَى اسْتَهْوَتْكَ (4602)
أَمْ مَتَى غَرَّتْكَ - أَبِمَصَارِعِ (4603)
آبَائِكَ مِنَ الْبِلَى (4604) -
أَمْ بِمَضَاجِعِ أُمَّهَاتِكَ تَحْتَ الثَّرَى (4605) -
كَمْ عَلَّلْتَ (4606)
بِكَفَّيْكَ وكَمْ مَرَّضْتَ بِيَدَيْكَ - تَبْتَغِي لَهُمُ الشِّفَاءَ
وتَسْتَوْصِفُ (4607)
لَهُمُ الأَطِبَّاءَ - غَدَاةَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ دَوَاؤُكَ ولَا يُجْدِي
عَلَيْهِمْ بُكَاؤُكَ - لَمْ يَنْفَعْ أَحَدَهُمْ إِشْفَاقُكَ (4608)
ولَمْ تُسْعَفْ فِيه بِطَلِبَتِكَ (4609) -
ولَمْ تَدْفَعْ عَنْه بِقُوَّتِكَ - وقَدْ مَثَّلَتْ لَكَ بِه الدُّنْيَا
نَفْسَكَ (4610)
وبِمَصْرَعِه مَصْرَعَكَ - إِنَّ الدُّنْيَا دَارُ صِدْقٍ لِمَنْ صَدَقَهَا -
ودَارُ عَافِيَةٍ لِمَنْ فَهِمَ عَنْهَا - ودَارُ غِنًى لِمَنْ تَزَوَّدَ
مِنْهَا (4611) -
ودَارُ مَوْعِظَةٍ لِمَنِ اتَّعَظَ بِهَا - مَسْجِدُ أَحِبَّاءِ اللَّه
ومُصَلَّى مَلَائِكَةِ اللَّه - ومَهْبِطُ وَحْيِ اللَّه ومَتْجَرُ أَوْلِيَاءِ
اللَّه - اكْتَسَبُوا فِيهَا الرَّحْمَةَ ورَبِحُوا فِيهَا الْجَنَّةَ - فَمَنْ
ذَا يَذُمُّهَا وقَدْ آذَنَتْ (4612)
بِبَيْنِهَا (4613)
ونَادَتْ بِفِرَاقِهَا - ونَعَتْ نَفْسَهَا (4614)
وأَهْلَهَا فَمَثَّلَتْ لَهُمْ بِبَلَائِهَا الْبَلَاءَ - وشَوَّقَتْهُمْ
بِسُرُورِهَا إِلَى السُّرُورِ - رَاحَتْ (4615)
بِعَافِيَةٍ وابْتَكَرَتْ (4616)
بِفَجِيعَةٍ (4617) -
تَرْغِيباً وتَرْهِيباً وتَخْوِيفاً وتَحْذِيراً - فَذَمَّهَا رِجَالٌ غَدَاةَ
النَّدَامَةِ - وحَمِدَهَا آخَرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ - ذَكَّرَتْهُمُ
الدُّنْيَا فَتَذَكَّرُوا وحَدَّثَتْهُمْ فَصَدَّقُوا - ووَعَظَتْهُمْ
فَاتَّعَظُوا. 132 - وقَالَ عليهالسلام إِنَّ لِلَّه
مَلَكاً يُنَادِي فِي كُلِّ يَوْمٍ - لِدُوا (4618)
لِلْمَوْتِ واجْمَعُوا لِلْفَنَاءِ وابْنُوا لِلْخَرَابِ. 133 - وقَالَ عليهالسلام الدُّنْيَا
دَارُ مَمَرٍّ لَا دَارُ مَقَرٍّ والنَّاسُ فِيهَا رَجُلَانِ - رَجُلٌ بَاعَ
فِيهَا نَفْسَه فَأَوْبَقَهَا (4619)
ورَجُلٌ ابْتَاعَ (4620)
نَفْسَه فَأَعْتَقَهَا. 134 - وقَالَ عليهالسلام لَا يَكُونُ
الصَّدِيقُ صَدِيقاً حَتَّى يَحْفَظَ أَخَاه فِي ثَلَاثٍ - فِي نَكْبَتِه
وغَيْبَتِه ووَفَاتِه. 135 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ أُعْطِيَ
أَرْبَعاً لَمْ يُحْرَمْ أَرْبَعاً - مَنْ أُعْطِيَ الدُّعَاءَ لَمْ يُحْرَمِ
الإِجَابَةَ - ومَنْ أُعْطِيَ التَّوْبَةَ لَمْ يُحْرَمِ الْقَبُولَ - ومَنْ
أُعْطِيَ الِاسْتِغْفَارَ لَمْ يُحْرَمِ الْمَغْفِرَةَ - ومَنْ أُعْطِيَ
الشُّكْرَ لَمْ يُحْرَمِ الزِّيَادَةَ. قال
الرضي - وتصديق
ذلك كتاب الله - قال
الله في الدعاء (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) - وقال في الاستغفار (ومَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَه -
ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ الله يَجِدِ الله غَفُوراً رَحِيماً) -
وقال في الشكر (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ) -
وقال في التوبة -
(إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى
الله لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ - ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ
قَرِيبٍ فَأُولئِكَ يَتُوبُ الله عَلَيْهِمْ - وكانَ الله عَلِيماً حَكِيماً). 136 - وقَالَ عليهالسلام الصَّلَاةُ قُرْبَانُ
كُلِّ تَقِيٍّ - والْحَجُّ جِهَادُ كُلِّ ضَعِيفٍ - ولِكُلِّ شَيْءٍ زَكَاةٌ
وزَكَاةُ الْبَدَنِ الصِّيَامُ - وجِهَادُ الْمَرْأَةِ حُسْنُ التَّبَعُّلِ (4621). 137 - وقَالَ عليهالسلام اسْتَنْزِلُوا
الرِّزْقَ بِالصَّدَقَةِ. 138 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ أَيْقَنَ
بِالْخَلَفِ جَادَ بِالْعَطِيَّةِ. 139 - وقَالَ عليهالسلام تَنْزِلُ
الْمَعُونَةُ عَلَى قَدْرِ الْمَئُونَةِ. 140 - وقَالَ عليهالسلام مَا عَالَ (4622)
مَنِ اقْتَصَدَ. -----------------------------
141 - وقَالَ عليهالسلام قِلَّةُ
الْعِيَالِ أَحَدُ الْيَسَارَيْنِ. 142 - وقَالَ عليهالسلام التَّوَدُّدُ
نِصْفُ الْعَقْلِ. 143 - وقَالَ عليهالسلام الْهَمُّ
نِصْفُ الْهَرَمِ. 144 - وقَالَ عليهالسلام يَنْزِلُ
الصَّبْرُ عَلَى قَدْرِ الْمُصِيبَةِ - ومَنْ ضَرَبَ يَدَه عَلَى فَخِذِه عِنْدَ
مُصِيبَتِه حَبِطَ (4623)
عَمَلُه. 145 - وقَالَ عليهالسلام كَمْ مِنْ
صَائِمٍ لَيْسَ لَه مِنْ صِيَامِه إِلَّا الْجُوعُ والظَّمَأُ - وكَمْ مِنْ
قَائِمٍ لَيْسَ لَه مِنْ قِيَامِه إِلَّا السَّهَرُ والْعَنَاءُ - حَبَّذَا
نَوْمُ الأَكْيَاسِ (4624)
وإِفْطَارُهُمْ. 146 - وقَالَ عليهالسلام سُوسُوا (4625)
إِيمَانَكُمْ بِالصَّدَقَةِ وحَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ - وادْفَعُوا
أَمْوَاجَ الْبَلَاءِ بِالدُّعَاءِ. -----------------------------
147 - ومِنْ كَلَامٍ لَه عليهالسلام لِكُمَيْلِ
بْنِ زِيَادٍ النَّخَعِيِّ قَالَ
كُمَيْلُ بْنُ زِيَادٍ - أَخَذَ بِيَدِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ
أَبِي طَالِبٍ عليهالسلام
- فَأَخْرَجَنِي إِلَى الْجَبَّانِ (4626)
فَلَمَّا أَصْحَرَ (4627)
تَنَفَّسَ الصُّعَدَاءَ (4628)
- ثُمَّ قَالَ: يَا كُمَيْلَ بْنَ زِيَادٍ - إِنَّ
هَذِه الْقُلُوبَ أَوْعِيَةٌ (4629)
فَخَيْرُهَا أَوْعَاهَا (4630) -
فَاحْفَظْ عَنِّي مَا أَقُولُ لَكَ: النَّاسُ ثَلَاثَةٌ - فَعَالِمٌ
رَبَّانِيٌّ (4631)
ومُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ - وهَمَجٌ (4632)
رَعَاعٌ (4633)
أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ (4634)
يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ - لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ الْعِلْمِ ولَمْ
يَلْجَئُوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ. يَا كُمَيْلُ الْعِلْمُ خَيْرٌ مِنَ
الْمَالِ - الْعِلْمُ يَحْرُسُكَ وأَنْتَ تَحْرُسُ الْمَالَ - والْمَالُ
تَنْقُصُه النَّفَقَةُ والْعِلْمُ يَزْكُوا (4635)
عَلَى الإِنْفَاقِ - وصَنِيعُ الْمَالِ يَزُولُ بِزَوَالِه. يَا كُمَيْلَ بْنَ زِيَادٍ مَعْرِفَةُ
الْعِلْمِ دِينٌ يُدَانُ بِه - بِه يَكْسِبُ الإِنْسَانُ الطَّاعَةَ فِي
حَيَاتِه - وجَمِيلَ الأُحْدُوثَةِ بَعْدَ وَفَاتِه - والْعِلْمُ حَاكِمٌ
والْمَالُ مَحْكُومٌ عَلَيْه. يَا كُمَيْلُ هَلَكَ خُزَّانُ
الأَمْوَالِ وهُمْ أَحْيَاءٌ - والْعُلَمَاءُ بَاقُونَ مَا بَقِيَ الدَّهْرُ -
أَعْيَانُهُمْ مَفْقُودَةٌ وأَمْثَالُهُمْ فِي الْقُلُوبِ مَوْجُودَةٌ - هَا
إِنَّ هَاهُنَا لَعِلْماً جَمّاً وأَشَارَ بِيَدِه إِلَى صَدْرِه لَوْ أَصَبْتُ
لَه حَمَلَةً (4636) -
بَلَى أَصَبْتُ لَقِناً (4637)
غَيْرَ مَأْمُونٍ عَلَيْه - مُسْتَعْمِلًا آلَةَ الدِّينِ لِلدُّنْيَا -
ومُسْتَظْهِراً بِنِعَمِ اللَّه عَلَى عِبَادِه وبِحُجَجِه عَلَى أَوْلِيَائِه -
أَوْ مُنْقَاداً لِحَمَلَةِ الْحَقِّ (4638)
لَا بَصِيرَةَ لَه فِي أَحْنَائِه (4639) -
يَنْقَدِحُ الشَّكُّ فِي قَلْبِه لأَوَّلِ عَارِضٍ مِنْ شُبْهَةٍ - أَلَا لَا
ذَا ولَا ذَاكَ - أَوْ مَنْهُوماً (4640)
بِاللَّذَّةِ سَلِسَ الْقِيَادِ (4641)
لِلشَّهْوَةِ - أَوْ مُغْرَماً (4642)
بِالْجَمْعِ والِادِّخَارِ (4643)، - لَيْسَا مِنْ رُعَاةِ الدِّينِ فِي
شَيْءٍ - أَقْرَبُ شَيْءٍ شَبَهاً بِهِمَا الأَنْعَامُ (4644)
السَّائِمَةُ (4645) -
كَذَلِكَ يَمُوتُ الْعِلْمُ بِمَوْتِ حَامِلِيه. اللَّهُمَّ بَلَى لَا تَخْلُو الأَرْضُ
مِنْ قَائِمٍ لِلَّه بِحُجَّةٍ - إِمَّا ظَاهِراً مَشْهُوراً وإِمَّا خَائِفاً
مَغْمُوراً (4646) -
لِئَلَّا تَبْطُلَ حُجَجُ اللَّه وبَيِّنَاتُه - وكَمْ ذَا وأَيْنَ أُولَئِكَ
أُولَئِكَ واللَّه الأَقَلُّونَ عَدَداً - والأَعْظَمُونَ عِنْدَ اللَّه قَدْراً
- يَحْفَظُ اللَّه بِهِمْ حُجَجَه وبَيِّنَاتِه حَتَّى يُودِعُوهَا
نُظَرَاءَهُمْ - ويَزْرَعُوهَا فِي قُلُوبِ أَشْبَاهِهِمْ - هَجَمَ بِهِمُ
الْعِلْمُ عَلَى حَقِيقَةِ الْبَصِيرَةِ - وبَاشَرُوا رُوحَ الْيَقِينِ
واسْتَلَانُوا (4647)
مَا اسْتَوْعَرَه (4648)
الْمُتْرَفُونَ (4649) -
وأَنِسُوا بِمَا اسْتَوْحَشَ مِنْه الْجَاهِلُونَ - وصَحِبُوا الدُّنْيَا
بِأَبْدَانٍ أَرْوَاحُهَا مُعَلَّقَةٌ بِالْمَحَلِّ الأَعْلَى - أُولَئِكَ
خُلَفَاءُ اللَّه فِي أَرْضِه والدُّعَاةُ إِلَى دِينِه - آه آه شَوْقاً إِلَى
رُؤْيَتِهِمْ - انْصَرِفْ يَا كُمَيْلُ إِذَا شِئْتَ. 148 - وقَالَ عليهالسلام الْمَرْءُ
مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِه. 149 - وقَالَ عليهالسلام هَلَكَ
امْرُؤٌ لَمْ يَعْرِفْ قَدْرَه. 150 - وقَالَ عليهالسلام لِرَجُلٍ سَأَلَه أَنْ يَعِظَه: لَا تَكُنْ مِمَّنْ يَرْجُو الآخِرَةَ
بِغَيْرِ عَمَلٍ - ويُرَجِّي التَّوْبَةَ (4650)
بِطُولِ الأَمَلِ - يَقُولُ فِي الدُّنْيَا بِقَوْلِ الزَّاهِدِينَ - ويَعْمَلُ
فِيهَا بِعَمَلِ الرَّاغِبِينَ، إِنْ أُعْطِيَ مِنْهَا لَمْ يَشْبَعْ وإِنْ
مُنِعَ مِنْهَا لَمْ يَقْنَعْ - يَعْجِزُ عَنْ شُكْرِ مَا أُوتِيَ ويَبْتَغِي الزِّيَادَةَ
فِيمَا بَقِيَ - يَنْهَى ولَا يَنْتَهِي ويَأْمُرُ بِمَا لَا يَأْتِي - يُحِبُّ
الصَّالِحِينَ ولَا يَعْمَلُ عَمَلَهُمْ - ويُبْغِضُ الْمُذْنِبِينَ وهُوَ
أَحَدُهُمْ - يَكْرَه الْمَوْتَ لِكَثْرَةِ ذُنُوبِه - ويُقِيمُ (4651)
عَلَى مَا يَكْرَه الْمَوْتَ مِنْ أَجْلِه - إِنْ سَقِمَ (4652)
ظَلَّ نَادِماً وإِنْ صَحَّ أَمِنَ لَاهِياً - يُعْجَبُ بِنَفْسِه إِذَا عُوفِيَ
ويَقْنَطُ إِذَا ابْتُلِيَ - إِنْ أَصَابَه بَلَاءٌ دَعَا مُضْطَرّاً وإِنْ
نَالَه رَخَاءٌ أَعْرَضَ مُغْتَرّاً - تَغْلِبُه نَفْسُه عَلَى مَا يَظُنُّ ولَا
يَغْلِبُهَا عَلَى مَا يَسْتَيْقِنُ (4653) -
يَخَافُ عَلَى غَيْرِه بِأَدْنَى مِنْ ذَنْبِه - ويَرْجُو لِنَفْسِه بِأَكْثَرَ
مِنْ عَمَلِه - إِنِ اسْتَغْنَى بَطِرَ (4654)
وفُتِنَ وإِنِ افْتَقَرَ قَنِطَ (4655)
ووَهَنَ (4656) -
يُقَصِّرُ إِذَا عَمِلَ ويُبَالِغُ إِذَا سَأَلَ - إِنْ عَرَضَتْ لَه شَهْوَةٌ
أَسْلَفَ (4657)
الْمَعْصِيَةَ وسَوَّفَ (4658)
التَّوْبَةَ - وإِنْ عَرَتْه مِحْنَةٌ (4659)
انْفَرَجَ (4660)
عَنْ شَرَائِطِ الْمِلَّةِ (4661) -
يَصِفُ الْعِبْرَةَ (4662)
ولَا يَعْتَبِرُ - ويُبَالِغُ فِي الْمَوْعِظَةِ ولَا يَتَّعِظُ - فَهُوَ
بِالْقَوْلِ مُدِلٌّ (4663)
ومِنَ الْعَمَلِ مُقِلٌّ - يُنَافِسُ فِيمَا يَفْنَى ويُسَامِحُ فِيمَا يَبْقَى
- يَرَى الْغُنْمَ (4664)
مَغْرَماً (4665)
والْغُرْمَ مَغْنَماً - يَخْشَى الْمَوْتَ ولَا يُبَادِرُ (4666)
الْفَوْتَ (4667) -
يَسْتَعْظِمُ مِنْ مَعْصِيَةِ غَيْرِه مَا يَسْتَقِلُّ أَكْثَرَ مِنْه مِنْ
نَفْسِه - ويَسْتَكْثِرُ مِنْ طَاعَتِه مَا يَحْقِرُه مِنْ طَاعَةِ غَيْرِه -
فَهُوَ عَلَى النَّاسِ طَاعِنٌ ولِنَفْسِه مُدَاهِنٌ - اللَّهْوُ مَعَ
الأَغْنِيَاءِ أَحَبُّ إِلَيْه مِنَ الذِّكْرِ مَعَ الْفُقَرَاءِ - يَحْكُمُ
عَلَى غَيْرِه لِنَفْسِه، ولَا يَحْكُمُ عَلَيْهَا لِغَيْرِه - يُرْشِدُ غَيْرَه
ويُغْوِي نَفْسَه - فَهُوَ يُطَاعُ ويَعْصِي ويَسْتَوْفِي ولَا يُوفِي -
ويَخْشَى الْخَلْقَ. فِي غَيْرِ رَبِّه ولَا يَخْشَى رَبَّه فِي خَلْقِه. قال
الرضي - ولو
لم يكن في هذا الكتاب إلا هذا الكلام - لكفى به موعظة ناجعة وحكمة بالغة -
وبصيرة لمبصر وعبرة لناظر مفكر. -----------------------------
151 - وقَالَ عليهالسلام لِكُلِّ
امْرِئٍ عَاقِبَةٌ حُلْوَةٌ أَوْ مُرَّةٌ. 152 - وقَالَ عليهالسلام لِكُلِّ
مُقْبِلٍ إِدْبَارٌ ومَا أَدْبَرَ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ. 153 - وقَالَ عليهالسلام لَا يَعْدَمُ
الصَّبُورُ الظَّفَرَ وإِنْ طَالَ بِه الزَّمَانُ. 154 - وقَالَ عليهالسلام الرَّاضِي
بِفِعْلِ قَوْمٍ كَالدَّاخِلِ فِيه مَعَهُمْ - وعَلَى كُلِّ دَاخِلٍ فِي بَاطِلٍ
إِثْمَانِ - إِثْمُ الْعَمَلِ بِه وإِثْمُ الرِّضَى بِه. 155 - وقَالَ عليهالسلام اعْتَصِمُوا (4668)
بِالذِّمَمِ (4669)
فِي أَوْتَادِهَا (4670). 156 - وقَالَ عليهالسلام عَلَيْكُمْ
بِطَاعَةِ مَنْ لَا تُعْذَرُونَ بِجَهَالَتِه (4671). 157 - وقَالَ عليهالسلام قَدْ بُصِّرْتُمْ
إِنْ أَبْصَرْتُمْ (4672)
وقَدْ هُدِيتُمْ إِنِ اهْتَدَيْتُمْ وأُسْمِعْتُمْ إِنِ اسْتَمَعْتُمْ. 158 - وقَالَ عليهالسلام عَاتِبْ
أَخَاكَ بِالإِحْسَانِ إِلَيْه وارْدُدْ شَرَّه بِالإِنْعَامِ عَلَيْه. 159 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ وَضَعَ
نَفْسَه مَوَاضِعَ التُّهَمَةِ - فَلَا يَلُومَنَّ مَنْ أَسَاءَ بِه الظَّنَّ. 160 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ مَلَكَ
اسْتَأْثَرَ (4673). 161 - وقَالَ عليهالسلام مَنِ
اسْتَبَدَّ بِرَأْيِه هَلَكَ - ومَنْ شَاوَرَ الرِّجَالَ شَارَكَهَا فِي
عُقُولِهَا. 162 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ كَتَمَ
سِرَّه كَانَتِ الْخِيَرَةُ (4674)
بِيَدِه. 163 - وقَالَ عليهالسلام الْفَقْرُ
الْمَوْتُ الأَكْبَرُ. 164 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ قَضَى
حَقَّ مَنْ لَا يَقْضِي حَقَّه فَقَدْ عَبَدَه. 165 - وقَالَ عليهالسلام
لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ. 166 - وقَالَ عليهالسلام لَا يُعَابُ
الْمَرْءُ بِتَأْخِيرِ حَقِّه إِنَّمَا يُعَابُ مَنْ أَخَذَ مَا لَيْسَ لَه. 167 - وقَالَ عليهالسلام الإِعْجَابُ
يَمْنَعُ الِازْدِيَادَ (4675). 168 - وقَالَ عليهالسلام الأَمْرُ
قَرِيبٌ والِاصْطِحَابُ قَلِيلٌ (4676). 169 - وقَالَ عليهالسلام قَدْ أَضَاءَ
الصُّبْحُ لِذِي عَيْنَيْنِ. 170 - وقَالَ عليهالسلام تَرْكُ
الذَّنْبِ أَهْوَنُ مِنْ طَلَبِ الْمَعُونَةِ. 171 - وقَالَ عليهالسلام كَمْ مِنْ
أَكْلَةٍ مَنَعَتْ أَكَلَاتٍ. 172 - وقَالَ عليهالسلام النَّاسُ
أَعْدَاءُ مَا جَهِلُوا. 173 - وقَالَ عليهالسلام
مَنِ اسْتَقْبَلَ وُجُوه الآرَاءِ عَرَفَ مَوَاقِعَ الْخَطَإِ. 174 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ أَحَدَّ (4677)
سِنَانَ (4678)
الْغَضَبِ لِلَّه قَوِيَ عَلَى قَتْلِ أَشِدَّاءِ الْبَاطِلِ. 175 - وقَالَ عليهالسلام إِذَا هِبْتَ
أَمْراً (4679) فَقَعْ
فِيه - فَإِنَّ شِدَّةَ تَوَقِّيه (4680)
أَعْظَمُ مِمَّا تَخَافُ مِنْه. 176 - وقَالَ عليهالسلام آلَةُ
الرِّيَاسَةِ سَعَةُ الصَّدْرِ. 177 - وقَالَ عليهالسلام ازْجُرِ
الْمُسِيءَ بِثَوَابِ الْمُحْسِنِ (4681). 178 - وقَالَ عليهالسلام احْصُدِ
الشَّرَّ مِنْ صَدْرِ غَيْرِكَ بِقَلْعِه مِنْ صَدْرِكَ. 179 - وقَالَ عليهالسلام اللَّجَاجَةُ
تَسُلُّ الرَّأْيَ (4682). 180 - وقَالَ عليهالسلام الطَّمَعُ
رِقٌّ مُؤَبَّدٌ. -----------------------------
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
باب المختار من حكم أمير المؤمنين عليهالسلام : 181-260
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
181 - وقَالَ عليهالسلام ثَمَرَةُ
التَّفْرِيطِ النَّدَامَةُ وثَمَرَةُ الْحَزْمِ السَّلَامَةُ. 182 - وقَالَ عليهالسلام لَا خَيْرَ
فِي الصَّمْتِ عَنِ الْحُكْمِ - كَمَا أَنَّه لَا خَيْرَ فِي الْقَوْلِ
بِالْجَهْلِ. 183 - وقَالَ عليهالسلام مَا اخْتَلَفَتْ
دَعْوَتَانِ إِلَّا كَانَتْ إِحْدَاهُمَا ضَلَالَةً. 184 - وقَالَ عليهالسلام مَا شَكَكْتُ
فِي الْحَقِّ مُذْ أُرِيتُه. 185 - وقَالَ عليهالسلام مَا كَذَبْتُ
ولَا كُذِّبْتُ ولَا ضَلَلْتُ ولَا ضُلَّ بِي. 186 - وقَالَ عليهالسلام لِلظَّالِمِ
الْبَادِي غَداً بِكَفِّه عَضَّةٌ (4683). 187 - وقَالَ عليهالسلام الرَّحِيلُ
وَشِيكٌ (4684). 188 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ أَبْدَى
صَفْحَتَه لِلْحَقِّ هَلَكَ (4685). 189 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ لَمْ
يُنْجِه الصَّبْرُ أَهْلَكَه الْجَزَعُ. 190 - وقَالَ عليهالسلام وَا عَجَبَاه
أَتَكُونُ الْخِلَافَةُ بِالصَّحَابَةِ والْقَرَابَةِ؟ قال الرضي - وروي له شعر في هذا المعنى:
191 - وقَالَ عليهالسلام إِنَّمَا
الْمَرْءُ فِي الدُّنْيَا غَرَضٌ (4688)
تَنْتَضِلُ (4689) فِيه
الْمَنَايَا (4690) -
ونَهْبٌ (4691)
تُبَادِرُه الْمَصَائِبُ - ومَعَ كُلِّ جُرْعَةٍ شَرَقٌ (4692) -
وفِي كُلِّ أَكْلَةٍ غَصَصٌ - ولَا يَنَالُ الْعَبْدُ نِعْمَةً إِلَّا بِفِرَاقِ
أُخْرَى - ولَا يَسْتَقْبِلُ يَوْماً مِنْ عُمُرِه إِلَّا بِفِرَاقِ آخَرَ مِنْ
أَجَلِه - فَنَحْنُ أَعْوَانُ الْمَنُونِ (4693)
وأَنْفُسُنَا نَصْبُ الْحُتُوفِ (4694) -
فَمِنْ أَيْنَ نَرْجُو الْبَقَاءَ - وهَذَا اللَّيْلُ والنَّهَارُ لَمْ
يَرْفَعَا مِنْ شَيْءٍ شَرَفاً (4695) -
إِلَّا أَسْرَعَا الْكَرَّةَ فِي هَدْمِ مَا بَنَيَا وتَفْرِيقِ مَا جَمَعَا. -----------------------------
192 - وقَالَ عليهالسلام يَا ابْنَ
آدَمَ مَا كَسَبْتَ فَوْقَ قُوتِكَ - فَأَنْتَ فِيه خَازِنٌ لِغَيْرِكَ. 193 - وقَالَ عليهالسلام إِنَّ
لِلْقُلُوبِ شَهْوَةً وإِقْبَالًا وإِدْبَاراً - فَأْتُوهَا مِنْ قِبَلِ
شَهْوَتِهَا وإِقْبَالِهَا - فَإِنَّ الْقَلْبَ إِذَا أُكْرِه عَمِيَ. 194 - وكَانَ عليهالسلام يَقُولُ:
مَتَى أَشْفِي غَيْظِي إِذَا غَضِبْتُ؟ أَحِينَ أَعْجِزُ عَنِ الِانْتِقَامِ
فَيُقَالُ لِي لَوْ صَبَرْتَ - أَمْ حِينَ أَقْدِرُ عَلَيْه فَيُقَالُ لِي لَوْ
عَفَوْتَ. 195 - وقَالَ عليهالسلام وقَدْ مَرَّ
بِقَذَرٍ عَلَى مَزْبَلَةٍ - هَذَا مَا بَخِلَ بِه الْبَاخِلُونَ. ورُوِيَ فِي خَبَرٍ آخَرَ أَنَّه قَالَ
- هَذَا مَا كُنْتُمْ تَتَنَافَسُونَ فِيه بِالأَمْسِ. 196 - وقَالَ عليهالسلام لَمْ
يَذْهَبْ مِنْ مَالِكَ مَا وَعَظَكَ. 197 - وقَالَ عليهالسلام إِنَّ هَذِه
الْقُلُوبَ تَمَلُّ كَمَا تَمَلُّ الأَبْدَانُ - فَابْتَغُوا لَهَا طَرَائِفَ الْحِكْمَةِ. 198 - وقَالَ عليهالسلام لَمَّا سَمِعَ
قَوْلَ الْخَوَارِجِ لَا حُكْمَ إِلَّا لِلَّه - كَلِمَةُ حَقٍّ يُرَادُ بِهَا
بَاطِلٌ. 199 - وقَالَ عليهالسلام فِي صِفَةِ
الْغَوْغَاءِ (4696) -
هُمُ الَّذِينَ إِذَا اجْتَمَعُوا غَلَبُوا وإِذَا تَفَرَّقُوا لَمْ يُعْرَفُوا
- وقِيلَ بَلْ
قَالَ عليهالسلام
-
هُمُ الَّذِينَ إِذَا اجْتَمَعُوا ضَرُّوا وإِذَا تَفَرَّقُوا نَفَعُوا -
فَقِيلَ قَدْ عَرَفْنَا مَضَرَّةَ اجْتِمَاعِهِمْ فَمَا مَنْفَعَةُ
افْتِرَاقِهِمْ - فَقَالَ يَرْجِعُ أَصْحَابُ الْمِهَنِ إِلَى مِهْنَتِهِمْ -
فَيَنْتَفِعُ النَّاسُ بِهِمْ كَرُجُوعِ الْبَنَّاءِ إِلَى بِنَائِه -
والنَّسَّاجِ إِلَى مَنْسَجِه والْخَبَّازِ إِلَى مَخْبَزِه. 200 - وقَالَ عليهالسلام وأُتِيَ
بِجَانٍ ومَعَه غَوْغَاءُ فَقَالَ - لَا مَرْحَباً بِوُجُوه لَا تُرَى إِلَّا
عِنْدَ كُلِّ سَوْأَةٍ. 201 - وقَالَ عليهالسلام إِنَّ مَعَ
كُلِّ إِنْسَانٍ مَلَكَيْنِ يَحْفَظَانِه - فَإِذَا جَاءَ الْقَدَرُ خَلَّيَا
بَيْنَه وبَيْنَه - وإِنَّ الأَجَلَ (4697)
جُنَّةٌ حَصِينَةٌ (4698). 202 - وقَالَ عليهالسلام وقَدْ قَالَ
لَه طَلْحَةُ والزُّبَيْرُ - نُبَايِعُكَ عَلَى أَنَّا شُرَكَاؤُكَ فِي هَذَا
الأَمْرِ - لَا ولَكِنَّكُمَا شَرِيكَانِ فِي الْقُوَّةِ والِاسْتِعَانَةِ -
وعَوْنَانِ عَلَى الْعَجْزِ والأَوَدِ (4699). 203 - وقَالَ عليهالسلام أَيُّهَا
النَّاسُ اتَّقُوا اللَّه الَّذِي إِنْ قُلْتُمْ سَمِعَ - وإِنْ أَضْمَرْتُمْ
عَلِمَ - وبَادِرُوا الْمَوْتَ الَّذِي إِنْ هَرَبْتُمْ مِنْه أَدْرَكَكُمْ -
وإِنْ أَقَمْتُمْ أَخَذَكُمْ - وإِنْ نَسِيتُمُوه ذَكَرَكُمْ. 204 - وقَالَ عليهالسلام لَا
يُزَهِّدَنَّكَ فِي الْمَعْرُوفِ مَنْ لَا يَشْكُرُه لَكَ - فَقَدْ يَشْكُرُكَ
عَلَيْه مَنْ لَا يَسْتَمْتِعُ بِشَيْءٍ مِنْه - وقَدْ تُدْرِكُ مِنْ شُكْرِ
الشَّاكِرِ - أَكْثَرَ مِمَّا أَضَاعَ الْكَافِرُ - (والله يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ). 205 - وقَالَ عليهالسلام كُلُّ وِعَاءٍ
يَضِيقُ بِمَا جُعِلَ فِيه - إِلَّا وِعَاءَ الْعِلْمِ فَإِنَّه يَتَّسِعُ بِه. 206 - وقَالَ عليهالسلام أَوَّلُ
عِوَضِ الْحَلِيمِ مِنْ حِلْمِه - أَنَّ النَّاسَ أَنْصَارُه عَلَى الْجَاهِلِ. 207 - وقَالَ عليهالسلام إِنْ لَمْ
تَكُنْ حَلِيماً فَتَحَلَّمْ - فَإِنَّه قَلَّ مَنْ تَشَبَّه
بِقَوْمٍ - إِلَّا أَوْشَكَ أَنْ يَكُونَ مِنْهُمْ. 208 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ حَاسَبَ
نَفْسَه رَبِحَ ومَنْ غَفَلَ عَنْهَا خَسِرَ - ومَنْ خَافَ أَمِنَ ومَنِ
اعْتَبَرَ أَبْصَرَ - ومَنْ أَبْصَرَ فَهِمَ ومَنْ فَهِمَ عَلِمَ. 209 - وقَالَ عليهالسلام: لَتَعْطِفَنَّ
الدُّنْيَا عَلَيْنَا بَعْدَ شِمَاسِهَا (4700) -
عَطْفَ الضَّرُوسِ (4701)
عَلَى وَلَدِهَا - وتَلَا عَقِيبَ ذَلِكَ - (ونُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى
الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ - ونَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً ونَجْعَلَهُمُ
الْوارِثِينَ). 210 - وقَالَ عليهالسلام اتَّقُوا
اللَّه تَقِيَّةَ مَنْ شَمَّرَ تَجْرِيداً وجَدَّ تَشْمِيراً - وكَمَّشَ (4702)
فِي مَهَلٍ وبَادَرَ عَنْ وَجَلٍ (4703) -
ونَظَرَ فِي كَرَّةِ الْمَوْئِلِ (4704) -
وعَاقِبَةِ الْمَصْدَرِ ومَغَبَّةِ الْمَرْجِعِ (4705). -----------------------------
211 - وقَالَ عليهالسلام الْجُودُ
حَارِسُ الأَعْرَاضِ - والْحِلْمُ فِدَامُ (4706)
السَّفِيه - والْعَفْوُ زَكَاةُ الظَّفَرِ - والسُّلُوُّ (4707)
عِوَضُكَ مِمَّنْ غَدَرَ - والِاسْتِشَارَةُ عَيْنُ الْهِدَايَةِ - وقَدْ
خَاطَرَ مَنِ اسْتَغْنَى بِرَأْيِه - والصَّبْرُ يُنَاضِلُ الْحِدْثَانَ (4708) -
والْجَزَعُ (4709)
مِنْ أَعْوَانِ الزَّمَانِ - وأَشْرَفُ الْغِنَى تَرْكُ الْمُنَى (4710) -
وكَمْ مِنْ عَقْلٍ أَسِيرٍ تَحْتَ هَوَى أَمِيرٍ - ومِنَ التَّوْفِيقِ حِفْظُ
التَّجْرِبَةِ - والْمَوَدَّةُ قَرَابَةٌ مُسْتَفَادَةٌ ولَا تَأْمَنَنَّ
مَلُولًا (4711). 212 - وقَالَ عليهالسلام عُجْبُ (4712)
الْمَرْءِ بِنَفْسِه أَحَدُ حُسَّادِ عَقْلِه. 213 - وقَالَ عليهالسلام أَغْضِ (4713)
عَلَى الْقَذَى (4714)
والأَلَمِ تَرْضَ أَبَداً. 214 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ لَانَ
عُودُه كَثُفَتْ أَغْصَانُه (4715). 215 - وقَالَ عليهالسلام الْخِلَافُ
يَهْدِمُ الرَّأْيَ. 216 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ نَالَ (4716)
اسْتَطَالَ (4717). 217 - وقَالَ عليهالسلام فِي تَقَلُّبِ
الأَحْوَالِ عِلْمُ جَوَاهِرِ الرِّجَالِ. 218 - وقَالَ عليهالسلام حَسَدُ
الصَّدِيقِ مِنْ سُقْمِ الْمَوَدَّةِ (4718). 219 - وقَالَ عليهالسلام أَكْثَرُ
مَصَارِعِ الْعُقُولِ تَحْتَ بُرُوقِ الْمَطَامِعِ. 220 - وقَالَ عليهالسلام لَيْسَ مِنَ
الْعَدْلِ الْقَضَاءُ عَلَى الثِّقَةِ بِالظَّنِّ. 221 - وقَالَ عليهالسلام بِئْسَ
الزَّادُ إِلَى الْمَعَادِ الْعُدْوَانُ عَلَى الْعِبَادِ. 222 - وقَالَ عليهالسلام مِنْ
أَشْرَفِ أَعْمَالِ الْكَرِيمِ غَفْلَتُه عَمَّا يَعْلَمُ. 223 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ كَسَاه
الْحَيَاءُ ثَوْبَه لَمْ يَرَ النَّاسُ عَيْبَه. 224 - وقَالَ عليهالسلام بِكَثْرَةِ
الصَّمْتِ تَكُونُ الْهَيْبَةُ (4719) -
وبِالنَّصَفَةِ يَكْثُرُ الْمُوَاصِلُونَ (4720) -
وبِالإِفْضَالِ تَعْظُمُ الأَقْدَارُ - وبِالتَّوَاضُعِ تَتِمُّ النِّعْمَةُ -
وبِاحْتِمَالِ الْمُؤَنِ (4721)
يَجِبُ السُّؤْدُدُ (4722) -
وبِالسِّيرَةِ الْعَادِلَةِ يُقْهَرُ الْمُنَاوِئُ (4723) -
وبِالْحِلْمِ عَنِ السَّفِيه تَكْثُرُ الأَنْصَارُ عَلَيْه. 225 - وقَالَ عليهالسلام الْعَجَبُ
لِغَفْلَةِ الْحُسَّادِ عَنْ سَلَامَةِ الأَجْسَادِ. -----------------------------
226 - وقَالَ عليهالسلام الطَّامِعُ
فِي وِثَاقِ الذُّلِّ. 227 -
وسُئِلَ عَنِ الإِيمَانِ - فَقَالَ الإِيمَانُ
مَعْرِفَةٌ بِالْقَلْبِ - وإِقْرَارٌ بِاللِّسَانِ وعَمَلٌ بِالأَرْكَانِ. 228 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ أَصْبَحَ
عَلَى الدُّنْيَا حَزِيناً - فَقَدْ أَصْبَحَ لِقَضَاءِ اللَّه سَاخِطاً - ومَنْ
أَصْبَحَ يَشْكُو مُصِيبَةً نَزَلَتْ بِه - فَقَدْ أَصْبَحَ يَشْكُو رَبَّه -
ومَنْ أَتَى غَنِيّاً فَتَوَاضَعَ لَه لِغِنَاه ذَهَبَ ثُلُثَا دِينِه - ومَنْ
قَرَأَ الْقُرْآنَ فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ - فَهُوَ مِمَّنْ كَانَ يَتَّخِذُ
آيَاتِ اللَّه هُزُواً - ومَنْ لَهِجَ قَلْبُه بِحُبِّ الدُّنْيَا الْتَاطَ (4724)
قَلْبُه مِنْهَا بِثَلَاثٍ - هَمٍّ لَا يُغِبُّه وحِرْصٍ لَا يَتْرُكُه وأَمَلٍ
لَا يُدْرِكُه. 229 - وقَالَ عليهالسلام كَفَى
بِالْقَنَاعَةِ مُلْكاً وبِحُسْنِ الْخُلُقِ نَعِيماً وسُئِلَ عليهالسلام
عَنْ قَوْلِه تَعَالَى - (فَلَنُحْيِيَنَّه حَياةً
طَيِّبَةً)
فَقَالَ هِيَ الْقَنَاعَةُ. 230 - وقَالَ عليهالسلام شَارِكُوا
الَّذِي قَدْ أَقْبَلَ عَلَيْه الرِّزْقُ - فَإِنَّه أَخْلَقُ لِلْغِنَى
وأَجْدَرُ بِإِقْبَالِ الْحَظِّ عَلَيْه. 231 - وقَالَ عليهالسلام: فِي قَوْلِه
تَعَالَى (إِنَّ الله يَأْمُرُ
بِالْعَدْلِ والإِحْسانِ) -
الْعَدْلُ الإِنْصَافُ والإِحْسَانُ التَّفَضُّلُ. 232 - وقَالَ عليهالسلام: مَنْ يُعْطِ
بِالْيَدِ الْقَصِيرَةِ يُعْطَ بِالْيَدِ الطَّوِيلَةِ. قال
الرضي - ومعنى ذلك أن ما ينفقه المرء من ماله - في سبيل الخير والبر وإن
كان يسيرا - فإن الله تعالى يجعل الجزاء عليه عظيما كثيرا - واليدان هاهنا عبارة
عن النعمتين - ففرق عليهالسلام بين نعمة العبد - ونعمة الرب تعالى ذكره بالقصيرة والطويلة -
فجعل تلك قصيرة وهذه طويلة - لأن نعم الله أبدا - تضعف (4725) على
نعم المخلوق أضعافا كثيرة - إذ كانت نعم الله أصل النعم كلها - فكل نعمة إليها
ترجع ومنها تنزع. 233 - وقَالَ عليهالسلام لِابْنِه الْحَسَنِ - عليهالسلام لَا
تَدْعُوَنَّ إِلَى مُبَارَزَةٍ (4726)
وإِنْ دُعِيتَ إِلَيْهَا فَأَجِبْ - فَإِنَّ الدَّاعِيَ إِلَيْهَا بَاغٍ
والْبَاغِيَ مَصْرُوعٌ (4727). 234 - وقَالَ عليهالسلام خِيَارُ
خِصَالِ النِّسَاءِ شِرَارُ خِصَالِ الرِّجَالِ - الزَّهْوُ (4728)
والْجُبْنُ والْبُخْلُ - فَإِذَا كَانَتِ الْمَرْأَةُ مَزْهُوَّةً (4729). لَمْ تُمَكِّنْ مِنْ نَفْسِهَا -
وإِذَا كَانَتْ بَخِيلَةً حَفِظَتْ مَالَهَا ومَالَ بَعْلِهَا - وإِذَا كَانَتْ
جَبَانَةً فَرِقَتْ (4730)
مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يَعْرِضُ لَهَا. 235 - وقِيلَ
لَه صِفْ لَنَا الْعَاقِلَ - فَقَالَ عليهالسلام هُوَ الَّذِي
يَضَعُ الشَّيْءَ مَوَاضِعَه - فَقِيلَ فَصِفْ لَنَا الْجَاهِلَ فَقَالَ قَدْ
فَعَلْتُ. قال
الرضي - يعني
أن الجاهل هو الذي لا يضع الشيء مواضعه - فكأن ترك صفته صفة له - إذ كان بخلاف
وصف العاقل. -----------------------------
236 - وقَالَ عليهالسلام واللَّه
لَدُنْيَاكُمْ هَذِه - أَهْوَنُ فِي عَيْنِي مِنْ عِرَاقِ (4731)
خِنْزِيرٍ فِي يَدِ مَجْذُومٍ (4732). 237 - وقَالَ عليهالسلام إِنَّ
قَوْماً عَبَدُوا اللَّه رَغْبَةً فَتِلْكَ عِبَادَةُ التُّجَّارِ - وإِنَّ قَوْماً
عَبَدُوا اللَّه رَهْبَةً فَتِلْكَ عِبَادَةُ الْعَبِيدِ - وإِنَّ قَوْماً
عَبَدُوا اللَّه شُكْراً فَتِلْكَ عِبَادَةُ الأَحْرَارِ. 238 - وقَالَ عليهالسلام الْمَرْأَةُ
شَرٌّ كُلُّهَا وشَرُّ مَا فِيهَا أَنَّه لَا بُدَّ مِنْهَا. 239 - وقَالَ عليهالسلام
مَنْ أَطَاعَ التَّوَانِيَ ضَيَّعَ الْحُقُوقَ - ومَنْ أَطَاعَ الْوَاشِيَ
ضَيَّعَ الصَّدِيقَ. 240 - وقَالَ عليهالسلام الْحَجَرُ
الْغَصِيبُ (4733)
فِي الدَّارِ رَهْنٌ عَلَى خَرَابِهَا. قال
الرضي -
ويروى هذا الكلام عن النبي صلىاللهعليهوآله - ولا عجب أن يشتبه الكلامان - لأن مستقاهما من قليب (4734) ومفرغهما من ذنوب (4735). 241 - وقَالَ عليهالسلام يَوْمُ
الْمَظْلُومِ عَلَى الظَّالِمِ - أَشَدُّ مِنْ يَوْمِ الظَّالِمِ عَلَى
الْمَظْلُومِ. 242 - وقَالَ عليهالسلام اتَّقِ
اللَّه بَعْضَ التُّقَى وإِنْ قَلَّ - واجْعَلْ بَيْنَكَ وبَيْنَ اللَّه سِتْراً
وإِنْ رَقَّ. 243 - وقَالَ عليهالسلام إِذَا
ازْدَحَمَ الْجَوَابُ (4736)
خَفِيَ الصَّوَابُ. 244 - وقَالَ عليهالسلام إِنَّ لِلَّه فِي كُلِّ نِعْمَةٍ
حَقّاً - فَمَنْ أَدَّاه زَادَه مِنْهَا - ومَنْ قَصَّرَ فِيه خَاطَرَ بِزَوَالِ
نِعْمَتِه. 245 - وقَالَ عليهالسلام إِذَا
كَثُرَتِ الْمَقْدِرَةُ قَلَّتِ الشَّهْوَةُ. 246 - وقَالَ عليهالسلام احْذَرُوا
نِفَارَ النِّعَمِ (4737)
فَمَا كُلُّ شَارِدٍ بِمَرْدُودٍ. 247 - وقَالَ عليهالسلام الْكَرَمُ
أَعْطَفُ مِنَ الرَّحِمِ (4738). 248 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ ظَنَّ
بِكَ خَيْراً فَصَدِّقْ ظَنَّه. 249 - وقَالَ عليهالسلام أَفْضَلُ
الأَعْمَالِ مَا أَكْرَهْتَ نَفْسَكَ عَلَيْه. 250 - وقَالَ عليهالسلام عَرَفْتُ
اللَّه سُبْحَانَه بِفَسْخِ الْعَزَائِمِ (4739) -
وحَلِّ الْعُقُودِ (4740)
ونَقْضِ الْهِمَمِ. -----------------------------
251 - وقَالَ عليهالسلام مَرَارَةُ
الدُّنْيَا حَلَاوَةُ الآخِرَةِ - وحَلَاوَةُ الدُّنْيَا مَرَارَةُ الآخِرَةِ. 252 - وقَالَ عليهالسلام فَرَضَ اللَّه
الإِيمَانَ تَطْهِيراً مِنَ الشِّرْكِ - والصَّلَاةَ تَنْزِيهاً عَنِ الْكِبْرِ
- والزَّكَاةَ تَسْبِيباً لِلرِّزْقِ - والصِّيَامَ ابْتِلَاءً لإِخْلَاصِ
الْخَلْقِ - والْحَجَّ تَقْرِبَةً لِلدِّينِ (4741) -
والْجِهَادَ عِزّاً لِلإِسْلَامِ - والأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ مَصْلَحَةً
لِلْعَوَامِّ - والنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ رَدْعاً لِلسُّفَهَاءِ - وصِلَةَ
الرَّحِمِ مَنْمَاةً (4742)
لِلْعَدَدِ - والْقِصَاصَ حَقْناً لِلدِّمَاءِ - وإِقَامَةَ الْحُدُودِ
إِعْظَاماً لِلْمَحَارِمِ - وتَرْكَ شُرْبِ الْخَمْرِ تَحْصِيناً لِلْعَقْلِ -
ومُجَانَبَةَ السَّرِقَةِ إِيجَاباً لِلْعِفَّةِ - وتَرْكَ الزِّنَى تَحْصِيناً
لِلنَّسَبِ - وتَرْكَ اللِّوَاطِ تَكْثِيراً لِلنَّسْلِ - والشَّهَادَاتِ (4743)
اسْتِظْهَاراً (4744)
عَلَى الْمُجَاحَدَاتِ (4745) -
وتَرْكَ الْكَذِبِ تَشْرِيفاً لِلصِّدْقِ - والسَّلَامَ أَمَاناً مِنَ
الْمَخَاوِفِ - والأَمَانَةَ نِظَاماً لِلأُمَّةِ - والطَّاعَةَ تَعْظِيماً
لِلإِمَامَةِ. 253 - وكَانَ عليهالسلام يَقُولُ:
أَحْلِفُوا الظَّالِمَ إِذَا أَرَدْتُمْ يَمِينَه - بِأَنَّه بَرِيءٌ مِنْ
حَوْلِ اللَّه وقُوَّتِه فَإِنَّه إِذَا حَلَفَ بِهَا كَاذِباً عُوجِلَ -
الْعُقُوبَةَ وإِذَا حَلَفَ بِاللَّه الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ لَمْ
يُعَاجَلْ - لأَنَّه قَدْ وَحَّدَ اللَّه تَعَالَى. 254 - وقَالَ عليهالسلام يَا ابْنَ
آدَمَ كُنْ وَصِيَّ نَفْسِكَ - فِي مَالِكَ واعْمَلْ فِيه مَا تُؤْثِرُ (4746)
أَنْ يُعْمَلَ فِيه مِنْ بَعْدِكَ. 255 - وقَالَ عليهالسلام الْحِدَّةُ
ضَرْبٌ مِنَ الْجُنُونِ - لأَنَّ صَاحِبَهَا يَنْدَمُ - فَإِنْ لَمْ يَنْدَمْ
فَجُنُونُه مُسْتَحْكِمٌ. 256 - وقَالَ عليهالسلام صِحَّةُ
الْجَسَدِ مِنْ قِلَّةِ الْحَسَدِ. 257 - وقَالَ عليهالسلام لِكُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ النَّخَعِيِّ
-
يَا كُمَيْلُ مُرْ أَهْلَكَ أَنْ يَرُوحُوا (4747)
فِي كَسْبِ الْمَكَارِمِ - ويُدْلِجُوا (4748)
فِي حَاجَةِ مَنْ هُوَ نَائِمٌ - فَوَالَّذِي وَسِعَ سَمْعُه الأَصْوَاتَ - مَا
مِنْ أَحَدٍ أَوْدَعَ قَلْباً سُرُوراً - إِلَّا وخَلَقَ اللَّه لَه مِنْ ذَلِكَ
السُّرُورِ لُطْفاً - فَإِذَا نَزَلَتْ بِه نَائِبَةٌ (4749)
جَرَى إِلَيْهَا كَالْمَاءِ فِي انْحِدَارِه - حَتَّى يَطْرُدَهَا عَنْه كَمَا
تُطْرَدُ غَرِيبَةُ الإِبِلِ. 258 - وقَالَ عليهالسلام إِذَا
أَمْلَقْتُمْ (4750)
فَتَاجِرُوا اللَّه بِالصَّدَقَةِ. 259 - وقَالَ عليهالسلام الْوَفَاءُ
لأَهْلِ الْغَدْرِ غَدْرٌ عِنْدَ اللَّه - والْغَدْرُ بِأَهْلِ الْغَدْرِ
وَفَاءٌ عِنْدَ اللَّه. 260 - وقَالَ عليهالسلام كَمْ مِنْ مُسْتَدْرَجٍ
بِالإِحْسَانِ إِلَيْه - ومَغْرُورٍ بِالسَّتْرِ عَلَيْه - ومَفْتُونٍ بِحُسْنِ
الْقَوْلِ فِيه - ومَا ابْتَلَى اللَّه سُبْحَانَه أَحَداً بِمِثْلِ الإِمْلَاءِ
لَه. قال الرضي - وقد مضى هذا
الكلام فيما تقدم - إلا أن فيه هاهنا زيادة جيدة مفيدة. -----------------------------
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
فصل نذكر فيه شيئا من
غريب كلامه المحتاج إلى التفسير
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
1 - وفي حديثه عليهالسلام فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ ضَرَبَ يَعْسُوبُ
الدِّينِ بِذَنَبِه - فَيَجْتَمِعُونَ إِلَيْه كَمَا يَجْتَمِعُ قَزَعُ
الْخَرِيفِ. قال الرضي - يعسوب الدين اليعسوب - السيد العظيم المالك لأمور الناس يومئذ - والقزع قطع
الغيم التي لا ماء فيها. 2 - وفي حديثه عليهالسلام هَذَا الْخَطِيبُ الشَّحْشَحُ. يريد الماهر بالخطبة
الماضي فيها - وكل ماض في كلام أو سير فهو شحشح - والشحشح في غير هذا الموضع
البخيل الممسك 3 - وفي حديثه عليهالسلام إِنَّ لِلْخُصُومَةِ قُحَماً. يريد بالقحم
المهالك - لأنها تقحم أصحابها في المهالك والمتالف في الأكثر - فمن ذلك قحمة
الأعراب - وهو أن تصيبهم السنة فتتعرق أموالهم (4751)
- فذلك تقحمها فيهم - وقيل فيه وجه آخر وهو أنها تقحمهم بلاد الريف - أي تحوجهم
إلى دخول الحضر عند محول البدو. ----------------------------- (4751) تَتَعَرّق أموالهم: من قولهم «تعرّق فلان العظم» أي أكل جميع ما عليه من اللحم. 4 - وفي حديثه عليهالسلام إِذَا بَلَغَ النِّسَاءُ نَصَّ
الْحِقَاقِ فَالْعَصَبَةُ أَوْلَى. والنص منتهى الأشياء ومبلغ أقصاها - كالنص في السير لأنه أقصى ما تقدر عليه
الدابة - وتقول نصصت الرجل عن الأمر - إذا استقصيت مسألته عنه لتستخرج ما عنده
فيه - فنص الحقاق يريد به الإدراك لأنه منتهى الصغر -
والوقت الذي يخرج منه الصغير إلى حد الكبير - وهو من أفصح
الكنايات عن هذا الأمر وأغربها - يقول فإذا بلغ النساء ذلك - فالعصبة أولى بالمرأة من أمها - إذا كانوا
محرما مثل الإخوة والأعمام - وبتزويجها إن أرادوا
ذلك -.
والحقاق محاقة الأم للعصبة في المرأة - وهو الجدال
والخصومة -
وقول كل واحد منهما للآخر أنا أحق منك بهذا -
يقال منه حاققته حقاقا مثل جادلته جدالا - وقد قيل إن نص
الحقاق بلوغ العقل وهو الإدراك - لأنه عليهالسلام
إنما أراد منتهى الأمر - الذي تجب فيه الحقوق
والأحكام -. ومن
رواه نص الحقائق - فإنما أراد جمع حقيقة. هذا معنى ما ذكره أبو
عبيد القاسم بن سلام -. والذي عندي أن المراد بنص الحقاق هاهنا -
بلوغ المرأة إلى الحد الذي يجوز فيه تزويجها -
وتصرفها في حقوقها - تشبيها بالحقاق من الإبل وهي جمع حقة وحق - وهو الذي استكمل ثلاث سنين ودخل في الرابعة - وعند
ذلك يبلغ إلى الحد الذي يتمكن فيه - من ركوب ظهره ونصه في السير - والحقائق أيضا جمع حقة - فالروايتان
جميعا ترجعان إلى معنى واحد - وهذا أشبه بطريقة العرب من المعنى المذكور أولا. 5 - وفي حديثه عليهالسلام إِنَّ الإِيمَانَ يَبْدُو لُمْظَةً فِي
الْقَلْبِ - كُلَّمَا ازْدَادَ الإِيمَانُ ازْدَادَتِ اللُّمْظَةُ. واللمظة مثل النكتة أو نحوها من البياض
- ومنه قيل فرس ألمظ - إذا كان بجحفلته (4752)
شيء من البياض. ----------------------------- (4752) الجَحْفَلَة:
- بتقديم الجيم المفتوحة على الحاء الساكنة - للخيل والبغال والحمير بمنزلة
الشفة للإنسان. 6 - وفي حديثه عليهالسلام إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا كَانَ لَه
الدَّيْنُ الظَّنُونُ - يَجِبُ عَلَيْه أَنْ يُزَكِّيَه لِمَا مَضَى إِذَا قَبَضَه. فالظنون الذي لا يعلم صاحبه - أيقبضه
من الذي هو عليه أم لا - فكأنه الذي يظن به - فمرة يرجوه ومرة لا يرجوه - وهذا من أفصح الكلام - وكذلك كل أمر
تطلبه - ولا تدري على أي شيء أنت منه فهو ظنون - وعلى
ذلك قول الأعشى:
والجد البئر العادية في الصحراء -
والظنون التي لا يعلم هل فيها ماء أم لا. 7 - وفي حديثه عليهالسلام أنَّه شَيَّعَ جَيْشاً بِغَزْيَةٍ
فَقَالَ - اعْذِبُوا (4753)
عَنِ النِّسَاءِ مَا اسْتَطَعْتُمْ. ومعناه
اصدفوا عن ذكر النساء وشغل
القلب بهن - وامتنعوا من المقاربة لهن - لأن ذلك يفت (4754)
في عضد الحمية - ويقدح في معاقد العزيمة (4755)
ويكسر عن (4756)
العدو (4757)
- ويلفت عن الإبعاد في الغزو - فكل من امتنع من شيء فقد عذب عنه - والعاذب والعذوب
الممتنع من الأكل والشرب. -----------------------------
8 - وفي حديثه عليهالسلام كَالْيَاسِرِ الْفَالِجِ يَنْتَظِرُ
أَوَّلَ فَوْزَةٍ مِنْ قِدَاحِه. الياسرون (4758) -
هم الذين يتضاربون (4759)
بالقداح على الجزور (4760) -
والفالج القاهر والغالب - يقال فلج (4761)
عليهم وفلجهم - وقال الراجز. لما رأيت فالجا قد فلجا -----------------------------
9 - وفي حديثه عليهالسلام كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ
اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللَّه - صلىاللهعليهوآله
فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَّا أَقْرَبَ إِلَى الْعَدُوِّ مِنْه. ومعنى ذلك أنه
إذا عظم الخوف من العدو - واشتد عضاض الحرب (4762) - فزع
المسلمون (4763)
إلى قتال رسول الله صلىاللهعليهوآله
بنفسه - فينزل الله عليهم النصر به - ويأمنون مما كانوا يخافونه بمكانه. وقوله إذا
احمر البأس - كناية عن اشتداد الأمر - وقد قيل في
ذلك أقوال - أحسنها
أنه شبه حمي (4764)
الحرب - بالنار التي تجمع الحرارة والحمرة بفعلها ولونها - ومما يقوي ذلك - قول
رسول الله صلىاللهعليهوآله وقد
رأى مجتلد (4765)
الناس - يوم حنين وهي حرب هوازن - الآن حمي الوطيس - فالوطيس
مستوقد
النار - فشبه رسول الله صلىاللهعليهوآله
ما استحر (4766)
من جلاد القوم - باحتدام النار وشدة التهابها. -----------------------------
انقضى هذا الفصل ورجعنا إلى سنن الغرض الأول في هذا الباب. |
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
باب المختار من حكم أمير المؤمنين عليهالسلام : 261- 340
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
261 - وقَالَ عليهالسلام لَمَّا
بَلَغَه إِغَارَةُ أَصْحَابِ مُعَاوِيَةَ عَلَى الأَنْبَارِ - فَخَرَجَ
بِنَفْسِه مَاشِياً حَتَّى أَتَى النُّخَيْلَةَ (4767) - وأَدْرَكَه
النَّاسُ وقَالُوا - يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَحْنُ نَكْفِيكَهُمْ - فَقَالَ: مَا تَكْفُونَنِي أَنْفُسَكُمْ -
فَكَيْفَ تَكْفُونَنِي غَيْرَكُمْ - إِنْ كَانَتِ الرَّعَايَا قَبْلِي لَتَشْكُو
حَيْفَ رُعَاتِهَا - وإِنَّنِي الْيَوْمَ لأَشْكُو حَيْفَ رَعِيَّتِي -
كَأَنَّنِي الْمَقُودُ (4768)
وهُمُ الْقَادَةُ - أَوِ الْمَوْزُوعُ وهُمُ الْوَزَعَةُ (4769)! فلما
قال عليهالسلام هذا القول في
كلام طويل
- قد ذكرنا مختاره في جملة الخطب -
تقدم إليه رجلان من أصحابه - فقال أحدهما إني لا أملك إلا نفسي وأخي - فمر بأمرك
يا أمير المؤمنين ننقد له - فقال عليهالسلام. وأَيْنَ تَقَعَانِ مِمَّا أُرِيدُ (4770). 262
- وقِيلَ إِنَّ الْحَارِثَ بْنَ
حَوْطٍ أَتَاه فَقَالَ - أَتَرَانِي أَظُنُّ أَصْحَابَ الْجَمَلِ كَانُوا عَلَى
ضَلَالَةٍ (4771)؟ فَقَالَ عليهالسلام يَا حَارِثُ
إِنَّكَ نَظَرْتَ تَحْتَكَ ولَمْ تَنْظُرْ فَوْقَكَ فَحِرْتَ (4772) -
إِنَّكَ لَمْ تَعْرِفِ الْحَقَّ فَتَعْرِفَ مَنْ أَتَاه (4773).
ولَمْ تَعْرِفِ الْبَاطِلَ فَتَعْرِفَ مَنْ أَتَاه. فَقَالَ
الْحَارِثُ فَإِنِّي أَعْتَزِلُ مَعَ سَعِيدِ بْنِ مَالِكٍ وعَبْدِ اللَّه بْنِ
عُمَرَ - فَقَالَ عليهالسلام. إِنَّ سَعِيداً وعَبْدَ اللَّه بْنَ
عُمَرَ لَمْ يَنْصُرَا الْحَقَّ - ولَمْ يَخْذُلَا الْبَاطِلَ. 263 - وقَالَ عليهالسلام صَاحِبُ
السُّلْطَانِ كَرَاكِبِ الأَسَدِ - يُغْبَطُ (4774)
بِمَوْقِعِه وهُوَ أَعْلَمُ بِمَوْضِعِه. 264 - وقَالَ عليهالسلام أَحْسِنُوا
فِي عَقِبِ غَيْرِكُمْ تُحْفَظُوا فِي عَقِبِكُمْ (4775). 265 - وقَالَ عليهالسلام إِنَّ
كَلَامَ الْحُكَمَاءِ إِذَا كَانَ صَوَاباً كَانَ دَوَاءً - وإِذَا كَانَ خَطَأً
كَانَ دَاءً. 266 -
وسَأَلَه رَجُلٌ أَنْ يُعَرِّفَه الإِيمَانَ - فَقَالَ
عليهالسلام إِذَا
كَانَ الْغَدُ - فَأْتِنِي حَتَّى أُخْبِرَكَ عَلَى أَسْمَاعِ النَّاسِ - فَإِنْ
نَسِيتَ مَقَالَتِي حَفِظَهَا عَلَيْكَ غَيْرُكَ - فَإِنَّ الْكَلَامَ
كَالشَّارِدَةِ يَنْقُفُهَا (4776)
هَذَا ويُخْطِئُهَا هَذَا. وقد ذكرنا ما أجابه به - فيما تقدم من
هذا الباب وهو قوله - الإيمان على أربع شعب. 267 - وقَالَ عليهالسلام يَا ابْنَ
آدَمَ لَا تَحْمِلْ هَمَّ يَوْمِكَ الَّذِي لَمْ يَأْتِكَ - عَلَى يَوْمِكَ
الَّذِي قَدْ أَتَاكَ - فَإِنَّه إِنْ يَكُ مِنْ عُمُرِكَ يَأْتِ اللَّه فِيه
بِرِزْقِكَ. 268 - وقَالَ عليهالسلام أَحْبِبْ
حَبِيبَكَ هَوْناً مَا - عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْماً مَا - وأَبْغِضْ
بَغِيضَكَ هَوْناً (4777)
مَا - عَسَى أَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْماً مَا. 269 - وقَالَ عليهالسلام النَّاسُ فِي
الدُّنْيَا عَامِلَانِ - عَامِلٌ عَمِلَ فِي الدُّنْيَا لِلدُّنْيَا - قَدْ
شَغَلَتْه دُنْيَاه عَنْ آخِرَتِه - يَخْشَى عَلَى مَنْ يَخْلُفُه الْفَقْرَ
ويَأْمَنُه عَلَى نَفْسِه - فَيُفْنِي عُمُرَه فِي مَنْفَعَةِ غَيْرِه -
وعَامِلٌ عَمِلَ فِي الدُّنْيَا لِمَا بَعْدَهَا - فَجَاءَه الَّذِي لَه مِنَ
الدُّنْيَا بِغَيْرِ عَمَلٍ - فَأَحْرَزَ الْحَظَّيْنِ مَعاً ومَلَكَ
الدَّارَيْنِ جَمِيعاً - فَأَصْبَحَ وَجِيهاً (4778)
عِنْدَ اللَّه - لَا يَسْأَلُ اللَّه حَاجَةً فَيَمْنَعُه. -----------------------------
270 -
ورُوِيَ أَنَّه ذُكِرَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي أَيَّامِه - حَلْيُ
الْكَعْبَةِ وكَثْرَتُه فَقَالَ قَوْمٌ: لَوْ أَخَذْتَه
فَجَهَّزْتَ بِه جُيُوشَ الْمُسْلِمِينَ - كَانَ أَعْظَمَ لِلأَجْرِ ومَا
تَصْنَعُ الْكَعْبَةُ بِالْحَلْيِ - فَهَمَّ عُمَرُ بِذَلِكَ وسَأَلَ عَنْه
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام
- فَقَالَ عليهالسلام: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى
النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله -
والأَمْوَالُ أَرْبَعَةٌ أَمْوَالُ الْمُسْلِمِينَ - فَقَسَّمَهَا بَيْنَ
الْوَرَثَةِ فِي الْفَرَائِضِ - والْفَيْءُ فَقَسَّمَه عَلَى مُسْتَحِقِّيه -
والْخُمُسُ فَوَضَعَه اللَّه حَيْثُ وَضَعَه - والصَّدَقَاتُ فَجَعَلَهَا اللَّه
حَيْثُ جَعَلَهَا - وكَانَ حَلْيُ الْكَعْبَةِ فِيهَا يَوْمَئِذٍ - فَتَرَكَه
اللَّه عَلَى حَالِه - ولَمْ يَتْرُكْه نِسْيَاناً ولَمْ يَخْفَ عَلَيْه (4779)
مَكَاناً - فَأَقِرَّه حَيْثُ أَقَرَّه اللَّه ورَسُولُه - فَقَالَ لَه عُمَرُ
لَوْلَاكَ لَافْتَضَحْنَا - وتَرَكَ الْحَلْيَ بِحَالِه. 271
- رُوِيَ أَنَّه عليهالسلام
رُفِعَ إِلَيْه رَجُلَانِ سَرَقَا مِنْ مَالِ اللَّه - أَحَدُهُمَا عَبْدٌ مِنْ
مَالِ اللَّه - والآخَرُ مِنْ عُرُوضِ (4780)
النَّاسِ. فَقَالَ عليهالسلام أَمَّا هَذَا
فَهُوَ مِنْ مَالِ اللَّه ولَا حَدَّ عَلَيْه - مَالُ اللَّه أَكَلَ بَعْضُه
بَعْضاً - وأَمَّا الآخَرُ فَعَلَيْه الْحَدُّ الشَّدِيدُ فَقَطَعَ يَدَه. 272 - وقَالَ عليهالسلام لَوْ قَدِ
اسْتَوَتْ قَدَمَايَ مِنْ هَذِه الْمَدَاحِضِ (4781)
لَغَيَّرْتُ أَشْيَاءَ. 273 - وقَالَ عليهالسلام اعْلَمُوا
عِلْماً يَقِيناً أَنَّ اللَّه لَمْ يَجْعَلْ لِلْعَبْدِ - وإِنْ عَظُمَتْ
حِيلَتُه واشْتَدَّتْ طَلِبَتُه - وقَوِيَتْ مَكِيدَتُه - أَكْثَرَ مِمَّا سُمِّيَ لَه فِي الذِّكْرِ
الْحَكِيمِ (4782) -
ولَمْ يَحُلْ بَيْنَ الْعَبْدِ فِي ضَعْفِه وقِلَّةِ حِيلَتِه - وبَيْنَ أَنْ يَبْلُغَ
مَا سُمِّيَ لَه فِي الذِّكْرِ الْحَكِيمِ - والْعَارِفُ لِهَذَا الْعَامِلُ بِه
- أَعْظَمُ النَّاسِ رَاحَةً فِي مَنْفَعَةٍ - والتَّارِكُ لَه الشَّاكُّ فِيه -
أَعْظَمُ النَّاسِ شُغُلًا فِي مَضَرَّةٍ - ورُبَّ مُنْعَمٍ عَلَيْه
مُسْتَدْرَجٌ (4783)
بِالنُّعْمَى - ورُبَّ مُبْتَلًى (4784)
مَصْنُوعٌ لَه بِالْبَلْوَى - فَزِدْ أَيُّهَا الْمُسْتَنْفِعُ فِي شُكْرِكَ -
وقَصِّرْ مِنْ عَجَلَتِكَ - وقِفْ عِنْدَ مُنْتَهَى رِزْقِكَ. 274 - وقَالَ عليهالسلام لَا
تَجْعَلُوا عِلْمَكُمْ جَهْلًا ويَقِينَكُمْ شَكَّاً - إِذَا عَلِمْتُمْ
فَاعْمَلُوا وإِذَا تَيَقَّنْتُمْ فَأَقْدِمُوا. 275 - وقَالَ عليهالسلام إِنَّ
الطَّمَعَ مُورِدٌ غَيْرُ مُصْدِرٍ (4785)
وضَامِنٌ غَيْرُ وَفِيٍّ - ورُبَّمَا شَرِقَ (4786)
شَارِبُ الْمَاءِ قَبْلَ رِيِّه - وكُلَّمَا عَظُمَ قَدْرُ الشَّيْءِ الْمُتَنَافَسِ
فِيه - عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ لِفَقْدِه - والأَمَانِيُّ تُعْمِي أَعْيُنَ
الْبَصَائِرِ - والْحَظُّ يَأْتِي مَنْ لَا يَأْتِيه. 276 - وقَالَ عليهالسلام اللَّهُمَّ
إِنِّي أَعُوذُ بِكَ - مِنْ أَنْ تُحَسِّنَ فِي لَامِعَةِ الْعُيُونِ
عَلَانِيَتِي - وتُقَبِّحَ فِيمَا أُبْطِنُ لَكَ سَرِيرَتِي - مُحَافِظاً عَلَى
رِثَاءِ النَّاسِ مِنْ نَفْسِي - بِجَمِيعِ مَا أَنْتَ مُطَّلِعٌ عَلَيْه مِنِّي
- فَأُبْدِيَ لِلنَّاسِ حُسْنَ ظَاهِرِي - وأُفْضِيَ إِلَيْكَ بِسُوءِ عَمَلِي -
تَقَرُّباً إِلَى عِبَادِكَ وتَبَاعُداً مِنْ مَرْضَاتِكَ. 277 - وقَالَ عليهالسلام: لَا والَّذِي
أَمْسَيْنَا مِنْه فِي غُبْرِ (4787)
لَيْلَةٍ دَهْمَاءَ (4788) -
تَكْشِرُ (4789)
عَنْ يَوْمٍ أَغَرَّ (4790)
مَا كَانَ كَذَا وكَذَا. 278 - وقَالَ عليهالسلام قَلِيلٌ
تَدُومُ عَلَيْه أَرْجَى مِنْ كَثِيرٍ مَمْلُولٍ (4791)
مِنْه. 279 - وقَالَ عليهالسلام إِذَا
أَضَرَّتِ النَّوَافِلُ بِالْفَرَائِضِ فَارْفُضُوهَا. 280 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ
تَذَكَّرَ بُعْدَ السَّفَرِ اسْتَعَدَّ. -----------------------------
281 - وقَالَ عليهالسلام لَيْسَتِ
الرَّوِيَّةُ (4792)
كَالْمُعَايَنَةِ مَعَ الإِبْصَارِ - فَقَدْ تَكْذِبُ الْعُيُونُ أَهْلَهَا -
ولَا يَغُشُّ الْعَقْلُ مَنِ اسْتَنْصَحَه. 282 - وقَالَ عليهالسلام بَيْنَكُمْ
وبَيْنَ الْمَوْعِظَةِ حِجَابٌ مِنَ الْغِرَّةِ (4793). 283 - وقَالَ عليهالسلام جَاهِلُكُمْ
مُزْدَادٌ (4794)
وعَالِمُكُمْ مُسَوِّفٌ (4795). 284 - وقَالَ عليهالسلام قَطَعَ
الْعِلْمُ عُذْرَ الْمُتَعَلِّلِينَ. 285 - وقَالَ عليهالسلام كُلُّ
مُعَاجَلٍ يَسْأَلُ الإِنْظَارَ (4796) -
وكُلُّ مُؤَجَّلٍ (4797)
يَتَعَلَّلُ بِالتَّسْوِيفِ (4798). 286 - وقَالَ عليهالسلام مَا قَالَ
النَّاسُ لِشَيْءٍ طُوبَى لَه - إِلَّا وقَدْ خَبَأَ لَه الدَّهْرُ يَوْمَ
سَوْءٍ. 287 - وسُئِلَ عَنِ
الْقَدَرِ - فَقَالَ طَرِيقٌ مُظْلِمٌ فَلَا تَسْلُكُوه -
وبَحْرٌ عَمِيقٌ فَلَا تَلِجُوه - وسِرُّ اللَّه فَلَا تَتَكَلَّفُوه. 288 - وقَالَ عليهالسلام: إِذَا
أَرْذَلَ (4799)
اللَّه عَبْداً حَظَرَ (4800)
عَلَيْه الْعِلْمَ. 289 - وقَالَ عليهالسلام: كَانَ لِي
فِيمَا مَضَى أَخٌ فِي اللَّه - وكَانَ يُعْظِمُه فِي عَيْنِي صِغَرُ الدُّنْيَا
فِي عَيْنِه - وكَانَ خَارِجاً مِنْ سُلْطَانِ بَطْنِه - فَلَا يَشْتَهِي مَا
لَا يَجِدُ ولَا يُكْثِرُ إِذَا وَجَدَ - وكَانَ أَكْثَرَ دَهْرِه صَامِتاً -
فَإِنْ قَالَ بَذَّ (4801)
الْقَائِلِينَ ونَقَعَ غَلِيلَ (4802)
السَّائِلِينَ - وكَانَ ضَعِيفاً مُسْتَضْعَفاً - فَإِنْ جَاءَ الْجِدُّ فَهُوَ
لَيْثُ غَابٍ (4803)
وصِلُّ (4804)
وَادٍ - لَا يُدْلِي (4805)
بِحُجَّةٍ حَتَّى يَأْتِيَ قَاضِياً - وكَانَ لَا يَلُومُ أَحَداً - عَلَى مَا
يَجِدُ الْعُذْرَ فِي مِثْلِه حَتَّى يَسْمَعَ اعْتِذَارَه - وكَانَ لَا يَشْكُو
وَجَعاً إِلَّا عِنْدَ بُرْئِه - وكَانَ يَقُولُ مَا يَفْعَلُ ولَا يَقُولُ مَا
لَا يَفْعَلُ - وكَانَ إِذَا غُلِبَ عَلَى الْكَلَامِ لَمْ يُغْلَبْ عَلَى
السُّكُوتِ - وكَانَ عَلَى مَا يَسْمَعُ أَحْرَصَ مِنْه عَلَى أَنْ يَتَكَلَّمَ
- وكَانَ إِذَا بَدَهَه (4806)
أَمْرَانِ - يَنْظُرُ أَيُّهُمَا أَقْرَبُ إِلَى الْهَوَى - فَيُخَالِفُه
فَعَلَيْكُمْ بِهَذِه الْخَلَائِقِ فَالْزَمُوهَا وتَنَافَسُوا فِيهَا - فَإِنْ
لَمْ تَسْتَطِيعُوهَا - فَاعْلَمُوا أَنَّ أَخْذَ الْقَلِيلِ خَيْرٌ مِنْ تَرْكِ
الْكَثِير. 290 - وقَالَ عليهالسلام لَوْ لَمْ
يَتَوَعَّدِ (4807)
اللَّه عَلَى مَعْصِيَتِه - لَكَانَ يَجِبُ أَلَّا يُعْصَى شُكْراً لِنِعَمِه. -----------------------------
291
- وقَالَ عليهالسلام وقَدْ عَزَّى
الأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ عَنِ ابْنٍ لَه. يَا أَشْعَثُ إِنْ تَحْزَنْ عَلَى
ابْنِكَ - فَقَدِ اسْتَحَقَّتْ مِنْكَ ذَلِكَ الرَّحِمُ - وإِنْ تَصْبِرْ فَفِي
اللَّه مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ خَلَفٌ - يَا أَشْعَثُ إِنْ صَبَرْتَ - جَرَى
عَلَيْكَ الْقَدَرُ وأَنْتَ مَأْجُورٌ - وإِنْ جَزِعْتَ جَرَى عَلَيْكَ
الْقَدَرُ وأَنْتَ مَأْزُورٌ (4808) -
يَا أَشْعَثُ ابْنُكَ سَرَّكَ وهُوَ بَلَاءٌ وفِتْنَةٌ - وحَزَنَكَ (4809)
وهُوَ ثَوَابٌ ورَحْمَةٌ. 292
- وقَالَ عليهالسلام عَلَى قَبْرِ
رَسُولِ اللَّه صلىاللهعليهوآله
- سَاعَةَ دَفْنِه. إِنَّ الصَّبْرَ لَجَمِيلٌ إِلَّا
عَنْكَ - وإِنَّ الْجَزَعَ لَقَبِيحٌ إِلَّا عَلَيْكَ - وإِنَّ الْمُصَابَ بِكَ
لَجَلِيلٌ وإِنَّه قَبْلَكَ وبَعْدَكَ لَجَلَلٌ (4810). 293 - وقَالَ عليهالسلام لَا تَصْحَبِ
الْمَائِقَ (4811) -
فَإِنَّه يُزَيِّنُ لَكَ فِعْلَه ويَوَدُّ أَنْ تَكُونَ مِثْلَه. 294 - وقَدْ
سُئِلَ عَنْ مَسَافَةِ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ والْمَغْرِبِ - فَقَالَ عليهالسلام
مَسِيرَةُ
يَوْمٍ لِلشَّمْسِ. 295 - وقَالَ عليهالسلام
أَصْدِقَاؤُكَ ثَلَاثَةٌ وأَعْدَاؤُكَ ثَلَاثَةٌ. فَأَصْدِقَاؤُكَ صَدِيقُكَ - وصَدِيقُ
صَدِيقِكَ وعَدُوُّ عَدُوِّكَ - وأَعْدَاؤُكَ عَدُوُّكَ - وعَدُوُّ صَدِيقِكَ
وصَدِيقُ عَدُوِّكَ. 296 - وقَالَ عليهالسلام لِرَجُلٍ
رَآه يَسْعَى عَلَى عَدُوٍّ لَه - بِمَا فِيه إِضْرَارٌ بِنَفْسِه - إِنَّمَا
أَنْتَ كَالطَّاعِنِ نَفْسَه لِيَقْتُلَ رِدْفَه (4812). 297 - وقَالَ عليهالسلام مَا أَكْثَرَ
الْعِبَرَ وأَقَلَّ الِاعْتِبَارَ. 298 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ بَالَغَ
فِي الْخُصُومَةِ أَثِمَ - ومَنْ قَصَّرَ فِيهَا ظُلِمَ - ولَا يَسْتَطِيعُ أَنْ
يَتَّقِيَ اللَّه مَنْ خَاصَمَ. 299 - وقَالَ عليهالسلام مَا
أَهَمَّنِي ذَنْبٌ أُمْهِلْتُ بَعْدَه - حَتَّى أُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ
وأَسْأَلَ اللَّه الْعَافِيَةَ. 300 - وسُئِلَ عليهالسلام كَيْفَ
يُحَاسِبُ اللَّه الْخَلْقَ عَلَى كَثْرَتِهِمْ - فَقَالَ عليهالسلام
كَمَا يَرْزُقُهُمْ عَلَى كَثْرَتِهِمْ - فَقِيلَ كَيْفَ يُحَاسِبُهُمْ ولَا
يَرَوْنَه - فَقَالَ عليهالسلام
كَمَا يَرْزُقُهُمْ ولَا يَرَوْنَه. -----------------------------
301 - وقَالَ عليهالسلام رَسُولُكَ
تَرْجُمَانُ عَقْلِكَ - وكِتَابُكَ أَبْلَغُ مَا يَنْطِقُ عَنْكَ. 302 - وقَالَ عليهالسلام مَا
الْمُبْتَلَى الَّذِي قَدِ اشْتَدَّ بِه الْبَلَاءُ - بِأَحْوَجَ إِلَى
الدُّعَاءِ - الَّذِي لَا يَأْمَنُ الْبَلَاءَ. 303 - وقَالَ عليهالسلام النَّاسُ
أَبْنَاءُ الدُّنْيَا - ولَا يُلَامُ الرَّجُلُ عَلَى حُبِّ أُمِّه. 304 - وقَالَ عليهالسلام إِنَّ
الْمِسْكِينَ رَسُولُ اللَّه - فَمَنْ مَنَعَه فَقَدْ مَنَعَ
اللَّه - ومَنْ أَعْطَاه فَقَدْ أَعْطَى اللَّه. 305 - وقَالَ عليهالسلام مَا زَنَى
غَيُورٌ قَطُّ. 306 - وقَالَ عليهالسلام كَفَى
بِالأَجَلِ حَارِساً. 307 - وقَالَ عليهالسلام يَنَامُ
الرَّجُلُ عَلَى الثُّكْلِ (4813)
ولَا يَنَامُ عَلَى الْحَرَبِ (4814). قال الرضي - ومعنى ذلك أنه يصبر على قتل الأولاد - ولا يصبر على سلب الأموال. 308 - وقَالَ عليهالسلام مَوَدَّةُ
الآبَاءِ قَرَابَةٌ بَيْنَ الأَبْنَاءِ - والْقَرَابَةُ إِلَى الْمَوَدَّةِ
أَحْوَجُ مِنَ الْمَوَدَّةِ إِلَى الْقَرَابَةِ. 309 - وقَالَ عليهالسلام اتَّقُوا
ظُنُونَ الْمُؤْمِنِينَ - فَإِنَّ اللَّه تَعَالَى جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى
أَلْسِنَتِهِمْ. 310 - وقَالَ عليهالسلام لَا يَصْدُقُ
إِيمَانُ عَبْدٍ - حَتَّى يَكُونَ بِمَا فِي يَدِ اللَّه - أَوْثَقَ مِنْه بِمَا
فِي يَدِه. 311
- وقَالَ عليهالسلام لأَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ - وقَدْ كَانَ بَعَثَه إِلَى طَلْحَةَ والزُّبَيْرِ لَمَّا جَاءَ إِلَى
الْبَصْرَةِ - يُذَكِّرُهُمَا شَيْئاً مِمَّا سَمِعَه مِنْ رَسُولِ اللَّه صلىاللهعليهوآله
فِي مَعْنَاهُمَا - فَلَوَى عَنْ ذَلِكَ فَرَجَعَ إِلَيْه - فَقَالَ:
إِنِّي أُنْسِيتُ ذَلِكَ الأَمْرَ - فَقَالَ عليهالسلام
إِنْ كُنْتَ كَاذِباً - فَضَرَبَكَ اللَّه بِهَا بَيْضَاءَ لَامِعَةً لَا
تُوَارِيهَا الْعِمَامَةُ. قال الرضي يعني البرص - فأصاب أنسا هذا الداء فيما بعد في وجهه - فكان لا يرى إلا
مبرقعا. 312 - وقَالَ عليهالسلام إِنَّ
لِلْقُلُوبِ إِقْبَالًا وإِدْبَاراً (4815) -
فَإِذَا أَقْبَلَتْ فَاحْمِلُوهَا عَلَى النَّوَافِلِ - وإِذَا أَدْبَرَتْ
فَاقْتَصِرُوا بِهَا عَلَى الْفَرَائِضِ. 313 - وقَالَ عليهالسلام وفِي
الْقُرْآنِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ - وخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ وحُكْمُ مَا
بَيْنَكُمْ (4816). 314 - وقَالَ عليهالسلام رُدُّوا
الْحَجَرَ (4817)
مِنْ حَيْثُ جَاءَ - فَإِنَّ الشَّرَّ لَا يَدْفَعُه إِلَّا الشَّرُّ. 315 - وقَالَ عليهالسلام لِكَاتِبِه
عُبَيْدِ اللَّه بْنِ أَبِي رَافِعٍ - أَلِقْ (4818)
دَوَاتَكَ وأَطِلْ جِلْفَةَ (4819)
قَلَمِكَ - وفَرِّجْ بَيْنَ السُّطُورِ وقَرْمِطْ (4820)
بَيْنَ الْحُرُوفِ - فَإِنَّ ذَلِكَ أَجْدَرُ بِصَبَاحَةِ الْخَطِّ. 316 - وقَالَ عليهالسلام أَنَا
يَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِينَ والْمَالُ يَعْسُوبُ الْفُجَّارِ. قال
الرضي ومعنى ذلك أن
المؤمنين يتبعونني - والفجار يتبعون المال - كما تتبع النحل يعسوبها وهو رئيسها. -----------------------------
317 - وقَالَ
لَه بَعْضُ الْيَهُودِ - مَا دَفَنْتُمْ نَبِيَّكُمْ حَتَّى اخْتَلَفْتُمْ فِيه
- فَقَالَ عليهالسلام
لَه إِنَّمَا اخْتَلَفْنَا عَنْه لَا فِيه - ولَكِنَّكُمْ مَا جَفَّتْ
أَرْجُلُكُمْ مِنَ الْبَحْرِ - حَتَّى قُلْتُمْ لِنَبِيِّكُمْ - (اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ
آلِهَةٌ - قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ). 318 - وقِيلَ
لَه بِأَيِّ شَيْءٍ غَلَبْتَ الأَقْرَانَ - فَقَالَ
عليهالسلام مَا
لَقِيتُ رَجُلًا إِلَّا أَعَانَنِي عَلَى نَفْسِه. قال الرضي - يومئ بذلك إلى تمكن هيبته في القلوب. 319 - وقَالَ عليهالسلام لِابْنِه
مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ الْفَقْرَ
- فَاسْتَعِذْ بِاللَّه مِنْه - فَإِنَّ الْفَقْرَ مَنْقَصَةٌ (4821)
لِلدِّينِ - مَدْهَشَةٌ لِلْعَقْلِ دَاعِيَةٌ لِلْمَقْتِ. 320 - وقَالَ عليهالسلام لِسَائِلٍ
سَأَلَه عَنْ مُعْضِلَةٍ (4822) -
سَلْ تَفَقُّهاً ولَا تَسْأَلْ تَعَنُّتاً - فَإِنَّ الْجَاهِلَ الْمُتَعَلِّمَ
شَبِيه بِالْعَالِمِ - وإِنَّ الْعَالِمَ الْمُتَعَسِّفَ شَبِيه بِالْجَاهِلِ
الْمُتَعَنِّتِ. 321
- وقَالَ عليهالسلام لِعَبْدِ
اللَّه بْنِ الْعَبَّاسِ - وقَدْ أَشَارَ إِلَيْه فِي شَيْءٍ لَمْ يُوَافِقْ
رَأْيَه: لَكَ أَنْ تُشِيرَ عَلَيَّ وأَرَى
فَإِنْ عَصَيْتُكَ فَأَطِعْنِي. 322 - ورُوِيَ: أَنَّه عليهالسلام لَمَّا وَرَدَ
الْكُوفَةَ - قَادِماً مِنْ صِفِّينَ مَرَّ بِالشِّبَامِيِّينَ (4823) -
فَسَمِعَ بُكَاءَ النِّسَاءِ عَلَى قَتْلَى صِفِّينَ - وخَرَجَ إِلَيْه حَرْبُ
بْنُ شُرَحْبِيلَ الشِّبَامِيِّ - وكَانَ مِنْ وُجُوه قَوْمِه فَقَالَ عليهالسلام لَه. أَتَغْلِبُكُمْ نِسَاؤُكُمْ عَلَى مَا
أَسْمَعُ - أَلَا تَنْهَوْنَهُنَّ عَنْ هَذَا الرَّنِينِ (4824)؟ وأَقْبَلَ
حَرْبٌ يَمْشِي مَعَه وهُوَ عليهالسلام
رَاكِبٌ - فَقَالَ
عليهالسلام: ارْجِعْ فَإِنَّ مَشْيَ مِثْلِكَ مَعَ
مِثْلِي - فِتْنَةٌ لِلْوَالِي ومَذَلَّةٌ (4825)
لِلْمُؤْمِنِ. 323 - وقَالَ عليهالسلام وقَدْ مَرَّ
بِقَتْلَى الْخَوَارِجِ يَوْمَ النَّهْرَوَانِ - بُؤْساً لَكُمْ لَقَدْ
ضَرَّكُمْ مَنْ غَرَّكُمْ - فَقِيلَ لَه مَنْ غَرَّهُمْ يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ - فَقَالَ الشَّيْطَانُ الْمُضِلُّ والأَنْفُسُ الأَمَّارَةُ
بِالسُّوءِ - غَرَّتْهُمْ بِالأَمَانِيِّ وفَسَحَتْ لَهُمْ بِالْمَعَاصِي -
ووَعَدَتْهُمُ الإِظْهَارَ فَاقْتَحَمَتْ بِهِمُ النَّارَ. 324 - وقَالَ عليهالسلام اتَّقُوا
مَعَاصِيَ اللَّه فِي الْخَلَوَاتِ - فَإِنَّ الشَّاهِدَ هُوَ الْحَاكِمُ. 325
- وقَالَ عليهالسلام لَمَّا
بَلَغَه قَتْلُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ: إِنَّ حُزْنَنَا عَلَيْه عَلَى قَدْرِ
سُرُورِهِمْ بِه - إِلَّا أَنَّهُمْ نَقَصُوا بَغِيضاً ونَقَصْنَا حَبِيباً. 326 - وقَالَ عليهالسلام: الْعُمُرُ
الَّذِي أَعْذَرَ اللَّه فِيه إِلَى ابْنِ آدَمَ سِتُّونَ سَنَةً. 327 - وقَالَ عليهالسلام مَا ظَفِرَ
مَنْ ظَفِرَ الإِثْمُ بِه - والْغَالِبُ بِالشَّرِّ مَغْلُوبٌ. 328 - وقَالَ عليهالسلام إِنَّ اللَّه
سُبْحَانَه - فَرَضَ فِي أَمْوَالِ الأَغْنِيَاءِ أَقْوَاتَ الْفُقَرَاءِ -
فَمَا جَاعَ فَقِيرٌ إِلَّا بِمَا مُتِّعَ بِه غَنِيٌّ - واللَّه تَعَالَى
سَائِلُهُمْ عَنْ ذَلِكَ. 329 - وقَالَ عليهالسلام الِاسْتِغْنَاءُ
عَنِ الْعُذْرِ أَعَزُّ مِنَ الصِّدْقِ بِه. 330 - وقَالَ عليهالسلام أَقَلُّ مَا
يَلْزَمُكُمْ لِلَّه - أَلَّا تَسْتَعِينُوا بِنِعَمِه عَلَى مَعَاصِيه. -----------------------------
331 - وقَالَ عليهالسلام إِنَّ اللَّه
سُبْحَانَه جَعَلَ الطَّاعَةَ غَنِيمَةَ الأَكْيَاسِ (4826) -
عِنْدَ تَفْرِيطِ الْعَجَزَةِ (4827). 332 - وقَالَ عليهالسلام السُّلْطَانُ
وَزَعَةُ (4828)
اللَّه فِي أَرْضِه. 333 - وقَالَ عليهالسلام فِي صِفَةِ
الْمُؤْمِنِ - الْمُؤْمِنُ بِشْرُه (4829)
فِي وَجْهِه وحُزْنُه فِي قَلْبِه - أَوْسَعُ شَيْءٍ صَدْراً وأَذَلُّ شَيْءٍ
نَفْساً - يَكْرَه الرِّفْعَةَ ويَشْنَأُ السُّمْعَةَ - طَوِيلٌ غَمُّه بَعِيدٌ
هَمُّه - كَثِيرٌ صَمْتُه مَشْغُولٌ وَقْتُه - شَكُورٌ صَبُورٌ - مَغْمُورٌ (4830)
بِفِكْرَتِه ضَنِينٌ (4831)
بِخَلَّتِه (4832) -
سَهْلُ الْخَلِيقَةِ (4833)
لَيِّنُ الْعَرِيكَةِ (4834) -
نَفْسُه أَصْلَبُ مِنَ الصَّلْدِ (4835) -
وهُوَ أَذَلُّ مِنَ الْعَبْدِ. 334 - وقَالَ عليهالسلام لَوْ رَأَى
الْعَبْدُ الأَجَلَ ومَصِيرَه - لأَبْغَضَ الأَمَلَ وغُرُورَه. 335 - وقَالَ عليهالسلام لِكُلِّ
امْرِئٍ فِي مَالِه شَرِيكَانِ - الْوَارِثُ والْحَوَادِثُ. 336 - وقَالَ عليهالسلام الْمَسْئُولُ
حُرٌّ حَتَّى يَعِدَ. 337 - وقَالَ عليهالسلام الدَّاعِي
بِلَا عَمَلٍ كَالرَّامِي بِلَا وَتَرٍ. 338 - وقَالَ عليهالسلام الْعِلْمُ
عِلْمَانِ مَطْبُوعٌ ومَسْمُوعٌ (4836) -
ولَا يَنْفَعُ الْمَسْمُوعُ إِذَا لَمْ يَكُنِ الْمَطْبُوعُ. 339 - وقَالَ عليهالسلام صَوَابُ
الرَّأْيِ بِالدُّوَلِ - يُقْبِلُ بِإِقْبَالِهَا (4837)
ويَذْهَبُ بِذَهَابِهَا. 340 - وقَالَ عليهالسلام الْعَفَافُ
زِينَةُ الْفَقْرِ والشُّكْرُ زِينَةُ الْغِنَى. |
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
باب المختار من حكم أمير المؤمنين عليهالسلام : 341- 420
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
341 - وقَالَ عليهالسلام يَوْمُ
الْعَدْلِ عَلَى الظَّالِمِ - أَشَدُّ مِنْ يَوْمِ الْجَوْرِ عَلَى الْمَظْلُومِ. 342 - وقَالَ عليهالسلام الْغِنَى
الأَكْبَرُ الْيَأْسُ عَمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ. 343 - وقَالَ عليهالسلام الأَقَاوِيلُ
مَحْفُوظَةٌ والسَّرَائِرُ مَبْلُوَّةٌ (4838) -
و (كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) - والنَّاسُ
مَنْقُوصُونَ (4839)
مَدْخُولُونَ (4840)
إِلَّا مَنْ عَصَمَ اللَّه - سَائِلُهُمْ مُتَعَنِّتٌ ومُجِيبُهُمْ مُتَكَلِّفٌ
- يَكَادُ أَفْضَلُهُمْ رَأْياً - يَرُدُّه عَنْ فَضْلِ رَأْيِه الرِّضَى
والسُّخْطُ - ويَكَادُ أَصْلَبُهُمْ عُوداً (4841)
تَنْكَؤُه (4842)
اللَّحْظَةُ (4843) -
وتَسْتَحِيلُه (4844)
الْكَلِمَةُ الْوَاحِدَةُ. 344 - وقَالَ عليهالسلام: مَعَاشِرَ
النَّاسِ اتَّقُوا اللَّه - فَكَمْ مِنْ مُؤَمِّلٍ مَا لَا يَبْلُغُه وبَانٍ مَا
لَا يَسْكُنُه - وجَامِعٍ مَا سَوْفَ يَتْرُكُه - ولَعَلَّه مِنْ بَاطِلٍ
جَمَعَه ومِنْ حَقٍّ مَنَعَه - أَصَابَه حَرَاماً واحْتَمَلَ بِه آثَاماً -
فَبَاءَ بِوِزْرِه وقَدِمَ عَلَى رَبِّه آسِفاً لَاهِفاً - قَدْ «خَسِرَ الدُّنْيا والآخِرَةَ
ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ». -----------------------------
345 - وقَالَ عليهالسلام مِنَ
الْعِصْمَةِ تَعَذُّرُ الْمَعَاصِي. 346 - وقَالَ عليهالسلام مَاءُ
وَجْهِكَ جَامِدٌ يُقْطِرُه السُّؤَالُ - فَانْظُرْ عِنْدَ مَنْ تُقْطِرُه. 347 - وقَالَ عليهالسلام الثَّنَاءُ
بِأَكْثَرَ مِنَ الِاسْتِحْقَاقِ مَلَقٌ (4845) -
والتَّقْصِيرُ عَنِ الِاسْتِحْقَاقِ عِيٌّ أَوْ حَسَدٌ. 348 - وقَالَ عليهالسلام أَشَدُّ
الذُّنُوبِ مَا اسْتَهَانَ بِه صَاحِبُه. 349 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ نَظَرَ
فِي عَيْبِ نَفْسِه اشْتَغَلَ عَنْ عَيْبِ غَيْرِه - ومَنْ رَضِيَ بِرِزْقِ
اللَّه لَمْ يَحْزَنْ عَلَى مَا فَاتَه - ومَنْ سَلَّ سَيْفَ الْبَغْيِ قُتِلَ
بِه - ومَنْ كَابَدَ الأُمُورَ (4846)
عَطِبَ (4847) -
ومَنِ اقْتَحَمَ اللُّجَجَ غَرِقَ - ومَنْ دَخَلَ مَدَاخِلَ السُّوءِ اتُّهِمَ -
ومَنْ كَثُرَ كَلَامُه كَثُرَ خَطَؤُه - ومَنْ كَثُرَ خَطَؤُه قَلَّ حَيَاؤُه -
ومَنْ قَلَّ حَيَاؤُه قَلَّ وَرَعُه - ومَنْ قَلَّ وَرَعُه مَاتَ قَلْبُه -
ومَنْ مَاتَ قَلْبُه دَخَلَ النَّارَ - ومَنْ نَظَرَ فِي عُيُوبِ النَّاسِ
فَأَنْكَرَهَا - ثُمَّ رَضِيَهَا لِنَفْسِه فَذَلِكَ الأَحْمَقُ بِعَيْنِه -
والْقَنَاعَةُ مَالٌ لَا يَنْفَدُ - ومَنْ أَكْثَرَ مِنْ ذِكْرِ الْمَوْتِ -
رَضِيَ مِنَ الدُّنْيَا بِالْيَسِيرِ - ومَنْ عَلِمَ أَنَّ كَلَامَه مِنْ
عَمَلِه - قَلَّ كَلَامُه إِلَّا فِيمَا يَعْنِيه. 350 - وقَالَ عليهالسلام لِلظَّالِمِ
مِنَ الرِّجَالِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ - يَظْلِمُ مَنْ فَوْقَه بِالْمَعْصِيَةِ -
ومَنْ دُونَه بِالْغَلَبَةِ (4848)
ويُظَاهِرُ (4849)
الْقَوْمَ الظَّلَمَةَ (4850). 351 - وقَالَ عليهالسلام عِنْدَ
تَنَاهِي الشِّدَّةِ تَكُونُ الْفَرْجَةُ - وعِنْدَ تَضَايُقِ حَلَقِ الْبَلَاءِ
يَكُونُ الرَّخَاءُ. 352 - وقَالَ عليهالسلام لِبَعْضِ
أَصْحَابِه - لَا تَجْعَلَنَّ أَكْثَرَ شُغُلِكَ بِأَهْلِكَ ووَلَدِكَ - فَإِنْ
يَكُنْ أَهْلُكَ ووَلَدُكَ أَوْلِيَاءَ اللَّه - فَإِنَّ اللَّه لَا يُضِيعُ
أَوْلِيَاءَه - وإِنْ يَكُونُوا أَعْدَاءَ اللَّه فَمَا هَمُّكَ وشُغُلُكَ
بِأَعْدَاءِ اللَّه. 353 - وقَالَ عليهالسلام أَكْبَرُ
الْعَيْبِ أَنْ تَعِيبَ مَا فِيكَ مِثْلُه 354 - وهَنَّأَ
بِحَضْرَتِه رَجُلٌ رَجُلًا بِغُلَامٍ وُلِدَ لَه - فَقَالَ لَه لِيَهْنِئْكَ
الْفَارِسُ - فَقَالَ عليهالسلام لَا تَقُلْ
ذَلِكَ - ولَكِنْ قُلْ شَكَرْتَ الْوَاهِبَ - وبُورِكَ لَكَ فِي الْمَوْهُوبِ -
وبَلَغَ أَشُدَّه ورُزِقْتَ بِرَّه. 355 -
وبَنَى رَجُلٌ مِنْ عُمَّالِه بِنَاءً فَخْماً (4851) -
فَقَالَ عليهالسلام
أَطْلَعَتِ الْوَرِقُ (4852)
رُءُوسَهَا - إِنَّ الْبِنَاءَ يَصِفُ لَكَ الْغِنَى. 356 -
وقِيلَ لَه عليهالسلام لَوْ سُدَّ
عَلَى رَجُلٍ بَابُ بَيْتِه وتُرِكَ فِيه - مِنْ أَيْنَ كَانَ يَأْتِيه رِزْقُه
- فَقَالَ عليهالسلام
مِنْ
حَيْثُ يَأْتِيه أَجَلُه. 357 - وعَزَّى
قَوْماً عَنْ مَيِّتٍ مَاتَ لَهُمْ فَقَالَ
عليهالسلام -
إِنَّ هَذَا الأَمْرَ (4853)
لَيْسَ لَكُمْ بَدَأَ - ولَا إِلَيْكُمُ انْتَهَى - وقَدْ كَانَ صَاحِبُكُمْ
هَذَا يُسَافِرُ فَعُدُّوه فِي بَعْضِ أَسْفَارِه - فَإِنْ قَدِمَ عَلَيْكُمْ
وإِلَّا قَدِمْتُمْ عَلَيْه. 358 - وقَالَ عليهالسلام أَيُّهَا
النَّاسُ لِيَرَكُمُ اللَّه مِنَ النِّعْمَةِ وَجِلِينَ (4854) -
كَمَا يَرَاكُمْ مِنَ النِّقْمَةِ فَرِقِينَ (4855) -
إِنَّه مَنْ وُسِّعَ عَلَيْه فِي ذَاتِ يَدِه - فَلَمْ يَرَ ذَلِكَ
اسْتِدْرَاجاً فَقَدْ أَمِنَ مَخُوفاً - ومَنْ ضُيِّقَ عَلَيْه فِي ذَاتِ يَدِه
- فَلَمْ يَرَ ذَلِكَ اخْتِبَاراً (4856)
فَقَدْ ضَيَّعَ مَأْمُولًا (4857). 359 - وقَالَ عليهالسلام
يَا أَسْرَى الرَّغْبَةِ (4858)
أَقْصِرُوا (4859)، فَإِنَّ الْمُعَرِّجَ (4860)
عَلَى الدُّنْيَا لَا يَرُوعُه (4861)
مِنْهَا - إِلَّا صَرِيفُ (4862)
أَنْيَابِ الْحِدْثَانِ (4863) -
أَيُّهَا النَّاسُ تَوَلَّوْا (4864)
مِنْ أَنْفُسِكُمْ تَأْدِيبَهَا - واعْدِلُوا بِهَا عَنْ ضَرَاوَةِ (4865)
عَادَاتِهَا. 360 - وقَالَ عليهالسلام لَا
تَظُنَّنَّ بِكَلِمَةٍ خَرَجَتْ مِنْ أَحَدٍ سُوءاً - وأَنْتَ تَجِدُ لَهَا فِي
الْخَيْرِ مُحْتَمَلًا. -----------------------------
361 - وقَالَ عليهالسلام إِذَا كَانَتْ
لَكَ إِلَى اللَّه سُبْحَانَه حَاجَةٌ - فَابْدَأْ بِمَسْأَلَةِ الصَّلَاةِ
عَلَى رَسُولِه صلىاللهعليهوآله -
ثُمَّ سَلْ حَاجَتَكَ - فَإِنَّ اللَّه أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُسْأَلَ حَاجَتَيْنِ
(4866) -
فَيَقْضِيَ إِحْدَاهُمَا ويَمْنَعَ الأُخْرَى. 362 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ ضَنَّ (4867)
بِعِرْضِه فَلْيَدَعِ الْمِرَاءَ (4868). 363 - وقَالَ عليهالسلام مِنَ الْخُرْقِ
(4869)
الْمُعَاجَلَةُ قَبْلَ الإِمْكَانِ - والأَنَاةُ (4870)
بَعْدَ الْفُرْصَةِ (4871). -----------------------------
364 - وقَالَ عليهالسلام لَا تَسْأَلْ
عَمَّا لَا يَكُونُ - فَفِي الَّذِي قَدْ كَانَ لَكَ شُغُلٌ (4872). 365 - وقَالَ عليهالسلام الْفِكْرُ
مِرْآةٌ صَافِيَةٌ والِاعْتِبَارُ (4873)
مُنْذِرٌ (4874)
نَاصِحٌ - وكَفَى أَدَباً لِنَفْسِكَ تَجَنُّبُكَ (4875)
مَا كَرِهْتَه لِغَيْرِكَ. 366 - وقَالَ عليهالسلام الْعِلْمُ
مَقْرُونٌ بِالْعَمَلِ فَمَنْ عَلِمَ عَمِلَ - والْعِلْمُ يَهْتِفُ بِالْعَمَلِ (4876) -
فَإِنْ أَجَابَه وإِلَّا ارْتَحَلَ عَنْه. -----------------------------
367 - وقَالَ عليهالسلام يَا أَيُّهَا
النَّاسُ مَتَاعُ الدُّنْيَا حُطَامٌ (4877)
مُوبِئٌ (4878) -
فَتَجَنَّبُوا مَرْعَاه (4879)
قُلْعَتُهَا (4880)
أَحْظَى (4881)
مِنْ طُمَأْنِينَتِهَا (4882) -
وبُلْغَتُهَا (4883)
أَزْكَى (4884)
مِنْ ثَرْوَتِهَا - حُكِمَ عَلَى مُكْثِرٍ مِنْهَا بِالْفَاقَةِ (4885) -
وأُعِينَ مَنْ غَنِيَ عَنْهَا (4886)
بِالرَّاحَةِ - مَنْ رَاقَه (4887)
زِبْرِجُهَا (4888)
أَعْقَبَتْ (4889)
نَاظِرَيْه كَمَهاً (4890) -
ومَنِ اسْتَشْعَرَ الشَّغَفَ (4891)
بِهَا مَلأَتْ ضَمِيرَه أَشْجَاناً (4892) -
لَهُنَّ رَقْصٌ (4893)
عَلَى سُوَيْدَاءِ قَلْبِه (4894) -
هَمٌّ يَشْغَلُه وغَمٌّ يَحْزُنُه - كَذَلِكَ حَتَّى يُؤْخَذَ بِكَظَمِه (4895)
فَيُلْقَى (4896)
بِالْفَضَاءِ مُنْقَطِعاً أَبْهَرَاه (4897) -
هَيِّناً عَلَى اللَّه فَنَاؤُه وعَلَى الإِخْوَانِ إِلْقَاؤُه (4898) -
وإِنَّمَا يَنْظُرُ الْمُؤْمِنُ إِلَى الدُّنْيَا بِعَيْنِ الِاعْتِبَارِ (4899) -
ويَقْتَاتُ مِنْهَا (4900)
بِبَطْنِ الِاضْطِرَارِ (4901) -
ويَسْمَعُ فِيهَا بِأُذُنِ الْمَقْتِ (4902)
والإِبْغَاضِ - إِنْ قِيلَ أَثْرَى (4903)
قِيلَ أَكْدَى (4904) -
وإِنْ فُرِحَ لَه بِالْبَقَاءِ حُزِنَ لَه بِالْفَنَاءِ - هَذَا ولَمْ
يَأْتِهِمْ يَوْمٌ فِيه يُبْلِسُونَ (4905). -----------------------------
368 - وقَالَ عليهالسلام إِنَّ اللَّه
سُبْحَانَه وَضَعَ الثَّوَابَ عَلَى طَاعَتِه - والْعِقَابَ عَلَى مَعْصِيَتِه
ذِيَادَةً (4906)
لِعِبَادِه عَنْ نِقْمَتِه - وحِيَاشَةً (4907)
لَهُمْ إِلَى جَنَّتِه. 369 - وقَالَ عليهالسلام يَأْتِي عَلَى
النَّاسِ زَمَانٌ - لَا يَبْقَى فِيهِمْ مِنَ الْقُرْآنِ إِلَّا رَسْمُه - ومِنَ
الإِسْلَامِ إِلَّا اسْمُه - ومَسَاجِدُهُمْ يَوْمَئِذٍ عَامِرَةٌ مِنَ
الْبِنَاءِ - خَرَابٌ مِنَ الْهُدَى - سُكَّانُهَا وعُمَّارُهَا شَرُّ أَهْلِ
الأَرْضِ - مِنْهُمْ تَخْرُجُ الْفِتْنَةُ وإِلَيْهِمْ تَأْوِي الْخَطِيئَةُ -
يَرُدُّونَ مَنْ شَذَّ عَنْهَا فِيهَا - ويَسُوقُونَ مَنْ تَأَخَّرَ عَنْهَا
إِلَيْهَا - يَقُولُ اللَّه سُبْحَانَه فَبِي حَلَفْتُ - لأَبْعَثَنَّ عَلَى
أُولَئِكَ فِتْنَةً تَتْرُكُ الْحَلِيمَ فِيهَا حَيْرَانَ - وقَدْ فَعَلَ
ونَحْنُ نَسْتَقِيلُ اللَّه عَثْرَةَ الْغَفْلَةِ. 370 - ورُوِيَ أَنَّه عليهالسلام قَلَّمَا
اعْتَدَلَ بِه الْمِنْبَرُ - إِلَّا قَالَ أَمَامَ الْخُطْبَةِ - أَيُّهَا
النَّاسُ اتَّقُوا اللَّه - فَمَا خُلِقَ امْرُؤٌ عَبَثاً فَيَلْهُوَ (4908) -
ولَا تُرِكَ سُدًى فَيَلْغُوَ (4909) -
ومَا دُنْيَاه الَّتِي تَحَسَّنَتْ لَه بِخَلَفٍ (4910) -
مِنَ الآخِرَةِ الَّتِي قَبَّحَهَا سُوءُ النَّظَرِ عِنْدَه - ومَا الْمَغْرُورُ
الَّذِي ظَفِرَ مِنَ الدُّنْيَا بِأَعْلَى هِمَّتِه - كَالآخَرِ الَّذِي ظَفِرَ
مِنَ الآخِرَةِ بِأَدْنَى سُهْمَتِه (4911). -----------------------------
371 - وقَالَ عليهالسلام لَا شَرَفَ
أَعْلَى مِنَ الإِسْلَامِ - ولَا عِزَّ أَعَزُّ مِنَ التَّقْوَى - ولَا مَعْقِلَ
أَحْسَنُ مِنَ الْوَرَعِ - ولَا شَفِيعَ أَنْجَحُ مِنَ التَّوْبَةِ - ولَا
كَنْزَ أَغْنَى مِنَ الْقَنَاعَةِ - ولَا مَالَ أَذْهَبُ لِلْفَاقَةِ مِنَ
الرِّضَى بِالْقُوتِ - ومَنِ اقْتَصَرَ عَلَى بُلْغَةِ الْكَفَافِ - فَقَدِ
انْتَظَمَ (4912)
الرَّاحَةَ وتَبَوَّأَ (4913)
خَفْضَ الدَّعَةِ (4914) -
والرَّغْبَةُ (4915)
مِفْتَاحُ النَّصَبِ (4916). ومَطِيَّةُ (4917)
التَّعَبِ - والْحِرْصُ والْكِبْرُ والْحَسَدُ - دَوَاعٍ إِلَى التَّقَحُّمِ فِي
الذُّنُوبِ - والشَّرُّ جَامِعُ مَسَاوِئِ الْعُيُوبِ. 372 - وقَالَ عليهالسلام لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّه
الأَنْصَارِيِّ - يَا جَابِرُ قِوَامُ الدِّينِ
والدُّنْيَا بِأَرْبَعَةٍ - عَالِمٍ مُسْتَعْمِلٍ عِلْمَه - وجَاهِلٍ لَا
يَسْتَنْكِفُ أَنْ يَتَعَلَّمَ - وجَوَادٍ لَا يَبْخَلُ بِمَعْرُوفِه - وفَقِيرٍ
لَا يَبِيعُ آخِرَتَه بِدُنْيَاه - فَإِذَا ضَيَّعَ الْعَالِمُ عِلْمَه -
اسْتَنْكَفَ (4918)
الْجَاهِلُ أَنْ يَتَعَلَّمَ - وإِذَا بَخِلَ الْغَنِيُّ بِمَعْرُوفِه - بَاعَ
الْفَقِيرُ آخِرَتَه بِدُنْيَاه. يَا جَابِرُ مَنْ كَثُرَتْ نِعَمُ
اللَّه عَلَيْه - كَثُرَتْ حَوَائِجُ النَّاسِ إِلَيْه - فَمَنْ قَامَ لِلَّه
فِيهَا بِمَا يَجِبُ فِيهَا عَرَّضَهَا (4919)
لِلدَّوَامِ والْبَقَاءِ ومَنْ لَمْ يَقُمْ فِيهَا بِمَا يَجِبُ عَرَّضَهَا
لِلزَّوَالِ والْفَنَاءِ. 373 -
ورَوَى ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ فِي تَارِيخِه:
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى الْفَقِيه - وكَانَ مِمَّنْ خَرَجَ
لِقِتَالِ الْحَجَّاجِ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ - أَنَّه قَالَ فِيمَا كَانَ
يَحُضُّ بِه النَّاسَ عَلَى الْجِهَادِ - إِنِّي سَمِعْتُ عَلِيّاً رَفَعَ
اللَّه دَرَجَتَه فِي الصَّالِحِينَ - وأَثَابَه ثَوَابَ الشُّهَدَاءِ
والصِّدِّيقِينَ - يَقُولُ يَوْمَ لَقِينَا أَهْلَ
الشَّامِ. أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ - إِنَّه مَنْ
رَأَى عُدْوَاناً يُعْمَلُ بِه - ومُنْكَراً يُدْعَى إِلَيْه - فَأَنْكَرَه
بِقَلْبِه فَقَدْ سَلِمَ وبَرِئَ (4920) -
ومَنْ أَنْكَرَه بِلِسَانِه فَقَدْ أُجِرَ - وهُوَ أَفْضَلُ مِنْ صَاحِبِه -
ومَنْ أَنْكَرَه بِالسَّيْفِ - لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّه هِيَ الْعُلْيَا
وكَلِمَةُ الظَّالِمِينَ هِيَ السُّفْلَى - فَذَلِكَ الَّذِي أَصَابَ سَبِيلَ
الْهُدَى - وقَامَ عَلَى الطَّرِيقِ ونَوَّرَ فِي قَلْبِه الْيَقِينُ. 374 - وفِي كَلَامٍ
آخَرَ لَه يَجْرِي هَذَا الْمَجْرَى: فَمِنْهُمُ
الْمُنْكِرُ لِلْمُنْكَرِ بِيَدِه ولِسَانِه وقَلْبِه - فَذَلِكَ
الْمُسْتَكْمِلُ لِخِصَالِ الْخَيْرِ - ومِنْهُمُ الْمُنْكِرُ بِلِسَانِه
وقَلْبِه والتَّارِكُ بِيَدِه - فَذَلِكَ مُتَمَسِّكٌ بِخَصْلَتَيْنِ مِنْ
خِصَالِ الْخَيْرِ - ومُضَيِّعٌ خَصْلَةً - ومِنْهُمُ الْمُنْكِرُ بِقَلْبِه
والتَّارِكُ بِيَدِه ولِسَانِه - فَذَلِكَ الَّذِي ضَيَّعَ أَشْرَفَ
الْخَصْلَتَيْنِ (4921)
مِنَ الثَّلَاثِ - وتَمَسَّكَ بِوَاحِدَةٍ - ومِنْهُمْ تَارِكٌ لإِنْكَارِ
الْمُنْكَرِ بِلِسَانِه وقَلْبِه ويَدِه - فَذَلِكَ مَيِّتُ الأَحْيَاءِ - ومَا
أَعْمَالُ الْبِرِّ كُلُّهَا والْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّه - عِنْدَ الأَمْرِ
بِالْمَعْرُوفِ والنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ - إِلَّا كَنَفْثَةٍ (4922)
فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ (4923) -
وإِنَّ الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ والنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ - لَا يُقَرِّبَانِ
مِنْ أَجَلٍ ولَا يَنْقُصَانِ مِنْ رِزْقٍ - وأَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّه
كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ إِمَامٍ جَائِرٍ. -----------------------------
375 - وعَنْ أَبِي
جُحَيْفَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام
يَقُولُ: أَوَّلُ مَا تُغْلَبُونَ (4924)
عَلَيْه مِنَ الْجِهَادِ - الْجِهَادُ بِأَيْدِيكُمْ ثُمَّ بِأَلْسِنَتِكُمْ
ثُمَّ بِقُلُوبِكُمْ - فَمَنْ لَمْ يَعْرِفْ بِقَلْبِه مَعْرُوفاً ولَمْ
يُنْكِرْ مُنْكَراً - قُلِبَ فَجُعِلَ أَعْلَاه أَسْفَلَه وأَسْفَلُه أَعْلَاه. 376 - وقَالَ عليهالسلام إِنَّ
الْحَقَّ ثَقِيلٌ مَرِيءٌ (4925)
وإِنَّ الْبَاطِلَ خَفِيفٌ وَبِيءٌ (4926). 377 - وقَالَ عليهالسلام لَا
تَأْمَنَنَّ عَلَى خَيْرِ هَذِه الأُمَّةِ عَذَابَ اللَّه، لِقَوْلِه تَعَالَى - (فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ الله
إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ) -
ولَا تَيْأَسَنَّ لِشَرِّ هَذِه الأُمَّةِ مِنْ رَوْحِ اللَّه (4927)
لِقَوْلِه تَعَالَى - (إِنَّه لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ
الله إِلَّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ). 378 - وقَالَ عليهالسلام الْبُخْلُ
جَامِعٌ لِمَسَاوِئِ الْعُيُوبِ - وهُوَ زِمَامٌ يُقَادُ بِه إِلَى كُلِّ سُوءٍ. 379 - وقَالَ عليهالسلام يَا ابْنَ
آدَمَ الرِّزْقُ رِزْقَانِ رِزْقٌ تَطْلُبُه - ورِزْقٌ يَطْلُبُكَ فَإِنْ لَمْ
تَأْتِه أَتَاكَ - فَلَا تَحْمِلْ هَمَّ سَنَتِكَ عَلَى هَمِّ يَوْمِكَ -
كَفَاكَ كُلُّ يَوْمٍ عَلَى مَا فِيه - فَإِنْ تَكُنِ السَّنَةُ مِنْ عُمُرِكَ -
فَإِنَّ اللَّه تَعَالَى سَيُؤْتِيكَ فِي كُلِّ غَدٍ جَدِيدٍ مَا قَسَمَ لَكَ -
وإِنْ لَمْ تَكُنِ السَّنَةُ مِنْ عُمُرِكَ - فَمَا تَصْنَعُ بِالْهَمِّ فِيمَا
لَيْسَ لَكَ - ولَنْ يَسْبِقَكَ إِلَى رِزْقِكَ طَالِبٌ - ولَنْ يَغْلِبَكَ
عَلَيْه غَالِبٌ - ولَنْ يُبْطِئَ عَنْكَ مَا قَدْ قُدِّرَ لَكَ. قال
الرضي وقد مضى هذا الكلام - فيما تقدم من هذا الباب - إلا أنه هاهنا أوضح وأشرح فلذلك كررناه - على القاعدة المقررة
في أول الكتاب. 380 - وقَالَ عليهالسلام رُبَّ
مُسْتَقْبِلٍ يَوْماً لَيْسَ بِمُسْتَدْبِرِه (4928) -
ومَغْبُوطٍ (4929) فِي
أَوَّلِ لَيْلِه قَامَتْ بَوَاكِيه فِي آخِرِه. 381 - وقَالَ عليهالسلام الْكَلَامُ
فِي وَثَاقِكَ (4930)
مَا لَمْ تَتَكَلَّمْ بِه - فَإِذَا تَكَلَّمْتَ بِه صِرْتَ فِي وَثَاقِه -
فَاخْزُنْ (4931)
لِسَانَكَ كَمَا تَخْزُنُ ذَهَبَكَ ووَرِقَكَ (4932) -
فَرُبَّ كَلِمَةٍ سَلَبَتْ نِعْمَةً وجَلَبَتْ نِقْمَةً. 382 - وقَالَ عليهالسلام لَا تَقُلْ
مَا لَا تَعْلَمُ بَلْ لَا تَقُلْ كُلَّ مَا تَعْلَمُ - فَإِنَّ اللَّه فَرَضَ
عَلَى جَوَارِحِكَ كُلِّهَا - فَرَائِضَ يَحْتَجُّ بِهَا عَلَيْكَ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ. 383 - وقَالَ عليهالسلام احْذَرْ أَنْ
يَرَاكَ اللَّه عِنْدَ مَعْصِيَتِه - ويَفْقِدَكَ عِنْدَ طَاعَتِه - فَتَكُونَ
مِنَ الْخَاسِرِينَ - وإِذَا قَوِيتَ فَاقْوَ عَلَى طَاعَةِ اللَّه - وإِذَا
ضَعُفْتَ فَاضْعُفْ عَنْ مَعْصِيَةِ اللَّه. 384 - وقَالَ عليهالسلام الرُّكُونُ
إِلَى الدُّنْيَا مَعَ مَا تُعَايِنُ (4933)
مِنْهَا جَهْلٌ - والتَّقْصِيرُ فِي حُسْنِ الْعَمَلِ - إِذَا وَثِقْتَ
بِالثَّوَابِ عَلَيْه غَبْنٌ (4934) -
والطُّمَأْنِينَةُ إِلَى كُلِّ أَحَدٍ قَبْلَ الِاخْتِبَارِ لَه عَجْزٌ. 385 - وقَالَ عليهالسلام مِنْ هَوَانِ
الدُّنْيَا عَلَى اللَّه أَنَّه لَا يُعْصَى إِلَّا فِيهَا - ولَا يُنَالُ مَا
عِنْدَه إِلَّا بِتَرْكِهَا. 386 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ طَلَبَ
شَيْئاً نَالَه أَوْ بَعْضَه. 387 - وقَالَ عليهالسلام مَا خَيْرٌ
بِخَيْرٍ بَعْدَه النَّارُ - ومَا شَرٌّ بِشَرٍّ بَعْدَه الْجَنَّةُ - وكُلُّ
نَعِيمٍ دُونَ الْجَنَّةِ فَهُوَ مَحْقُورٌ (4935) -
وكُلُّ بَلَاءٍ دُونَ النَّارِ عَافِيَةٌ. 388 - وقَالَ عليهالسلام أَلَا وإِنَّ
مِنَ الْبَلَاءِ الْفَاقَةَ (4936) –
وأَشَدُّ مِنَ الْفَاقَةِ مَرَضُ الْبَدَنِ - وأَشَدُّ مِنْ مَرَضِ الْبَدَنِ
مَرَضُ الْقَلْبِ - أَلَا وإِنَّ مِنْ صِحَّةِ الْبَدَنِ تَقْوَى الْقَلْبِ. 389 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ أَبْطَأَ
بِه عَمَلُه لَمْ يُسْرِعْ بِه نَسَبُه: وفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: مَنْ فَاتَه
حَسَبُ نَفْسِه لَمْ يَنْفَعْه حَسَبُ آبَائِه. 390 - وقَالَ عليهالسلام لِلْمُؤْمِنِ
ثَلَاثُ سَاعَاتٍ فَسَاعَةٌ يُنَاجِي فِيهَا رَبَّه - وسَاعَةٌ يَرُمُّ (4937)
مَعَاشَه - وسَاعَةٌ يُخَلِّي بَيْنَ نَفْسِه - وبَيْنَ لَذَّتِهَا فِيمَا
يَحِلُّ ويَجْمُلُ - ولَيْسَ لِلْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ شَاخِصاً إِلَّا فِي
ثَلَاثٍ - مَرَمَّةٍ (4938)
لِمَعَاشٍ أَوْ خُطْوَةٍ فِي مَعَادٍ (4939) -
أَوْ لَذَّةٍ فِي غَيْرِ مُحَرَّمٍ. -----------------------------
391 - وقَالَ عليهالسلام ازْهَدْ فِي
الدُّنْيَا يُبَصِّرْكَ اللَّه عَوْرَاتِهَا - ولَا تَغْفُلْ فَلَسْتَ
بِمَغْفُولٍ عَنْكَ. 392 - وقَالَ عليهالسلام تَكَلَّمُوا
تُعْرَفُوا فَإِنَّ الْمَرْءَ مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِه. 393 - وقَالَ عليهالسلام خُذْ مِنَ
الدُّنْيَا مَا أَتَاكَ - وتَوَلَّ عَمَّا تَوَلَّى عَنْكَ - فَإِنْ أَنْتَ لَمْ
تَفْعَلْ فَأَجْمِلْ فِي الطَّلَبِ (4940). 394 - وقَالَ عليهالسلام رُبَّ قَوْلٍ
أَنْفَذُ مِنْ صَوْلٍ (4941). 395 - وقَالَ عليهالسلام كُلُّ
مُقْتَصَرٍ (4942)
عَلَيْه كَافٍ. 396 - وقَالَ عليهالسلام الْمَنِيَّةُ (4943)
ولَا الدَّنِيَّةُ (4944)
والتَّقَلُّلُ (4945)
ولَا التَّوَسُّلُ (4946)
ومَنْ لَمْ يُعْطَ قَاعِداً لَمْ يُعْطَ قَائِماً (4947)
والدَّهْرُ يَوْمَانِ يَوْمٌ لَكَ ويَوْمٌ عَلَيْكَ - فَإِذَا كَانَ لَكَ فَلَا
تَبْطَرْ - وإِذَا كَانَ عَلَيْكَ فَاصْبِرْ. 397 - وقَالَ عليهالسلام نِعْمَ
الطِّيبُ الْمِسْكُ خَفِيفٌ مَحْمِلُه عَطِرٌ رِيحُه. 398 - وقَالَ عليهالسلام ضَعْ
فَخْرَكَ واحْطُطْ كِبْرَكَ واذْكُرْ قَبْرَكَ. 399 - وقَالَ عليهالسلام إِنَّ
لِلْوَلَدِ عَلَى الْوَالِدِ حَقّاً - وإِنَّ لِلْوَالِدِ عَلَى الْوَلَدِ
حَقّاً - فَحَقُّ الْوَالِدِ عَلَى الْوَلَدِ - أَنْ يُطِيعَه فِي كُلِّ شَيْءٍ
إِلَّا فِي مَعْصِيَةِ اللَّه سُبْحَانَه - وحَقُّ الْوَلَدِ عَلَى الْوَالِدِ -
أَنْ يُحَسِّنَ اسْمَه ويُحَسِّنَ أَدَبَه ويُعَلِّمَه الْقُرْآنَ. 400 - وقَالَ عليهالسلام الْعَيْنُ
حَقٌّ والرُّقَى حَقٌّ والسِّحْرُ حَقٌّ - والْفَأْلُ (4948)
حَقٌّ والطِّيَرَةُ (4949) لَيْسَتْ
بِحَقٍّ - والْعَدْوَى لَيْسَتْ بِحَقٍّ - والطِّيبُ نُشْرَةٌ (4950)
والْعَسَلُ نُشْرَةٌ - والرُّكُوبُ نُشْرَةٌ والنَّظَرُ إِلَى الْخُضْرَةِ
نُشْرَةٌ. -----------------------------
401 - وقَالَ عليهالسلام: مُقَارَبَةُ
النَّاسِ فِي أَخْلَاقِهِمْ أَمْنٌ مِنْ غَوَائِلِهِمْ (4951). 402
- وقَالَ عليهالسلام لِبَعْضِ
مُخَاطِبِيه - وقَدْ تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ يُسْتَصْغَرُ مِثْلُه عَنْ قَوْلِ
مِثْلِهَا: لَقَدْ طِرْتَ شَكِيراً وهَدَرْتَ
سَقْباً. قال الرضي والشكير هاهنا أول ما ينبت من ريش الطائر - قبل أن يقوى ويستحصف
- والسقب الصغير من الإبل - ولا يهدر إلا بعد أن يستفحل. 403 - وقَالَ عليهالسلام: مَنْ
أَوْمَأَ (4952)
إِلَى مُتَفَاوِتٍ (4953)
خَذَلَتْه الْحِيَلُ (4954). 404 - وقَالَ عليهالسلام وقَدْ سُئِلَ
عَنْ مَعْنَى قَوْلِهِمْ - لَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ
إِلَّا بِاللَّه - إِنَّا لَا نَمْلِكُ مَعَ اللَّه
شَيْئاً ولَا نَمْلِكُ إِلَّا مَا مَلَّكَنَا - فَمَتَى مَلَّكَنَا مَا هُوَ
أَمْلَكُ بِه مِنَّا كَلَّفَنَا - ومَتَى أَخَذَه مِنَّا (4955)
وَضَعَ تَكْلِيفَه عَنَّا. 405 - وقَالَ عليهالسلام لِعَمَّارِ
بْنِ يَاسِرٍ - وقَدْ سَمِعَه يُرَاجِعُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ كَلَاماً -
دَعْه يَا عَمَّارُ - فَإِنَّه لَمْ يَأْخُذْ مِنَ الدِّينِ إِلَّا مَا قَارَبَه
مِنَ الدُّنْيَا - وعَلَى عَمْدٍ لَبَسَ عَلَى نَفْسِه (4956) -
لِيَجْعَلَ الشُّبُهَاتِ عَاذِراً لِسَقَطَاتِه. 406 - وقَالَ عليهالسلام: مَا
أَحْسَنَ تَوَاضُعَ الأَغْنِيَاءِ لِلْفُقَرَاءِ طَلَباً لِمَا عِنْدَ اللَّه -
وأَحْسَنُ مِنْه تِيه الْفُقَرَاءِ عَلَى الأَغْنِيَاءِ - اتِّكَالًا عَلَى
اللَّه. 407 - وقَالَ عليهالسلام: مَا
اسْتَوْدَعَ اللَّه امْرَأً عَقْلًا إِلَّا اسْتَنْقَذَه (4957)
بِه يَوْماً مَا. 408 - وقَالَ عليهالسلام: مَنْ
صَارَعَ الْحَقَّ صَرَعَه. 409 - وقَالَ عليهالسلام: الْقَلْبُ
مُصْحَفُ الْبَصَرِ (4958). 410 - وقَالَ عليهالسلام: التُّقَى
رَئِيسُ الأَخْلَاقِ. -----------------------------
411 - وقَالَ عليهالسلام: لَا تَجْعَلَنَّ ذَرَبَ (4959)
لِسَانِكَ عَلَى مَنْ أَنْطَقَكَ - وبَلَاغَةَ قَوْلِكَ عَلَى مَنْ سَدَّدَكَ (4960). 412 - وقَالَ عليهالسلام: كَفَاكَ
أَدَباً لِنَفْسِكَ اجْتِنَابُ مَا تَكْرَهُه مِنْ غَيْرِكَ. 413 - وقَالَ عليهالسلام مَنْ صَبَرَ
صَبْرَ الأَحْرَارِ وإِلَّا سَلَا (4961)
سُلُوَّ الأَغْمَارِ (4962). 414
- وفِي خَبَرٍ آخَرَ أَنَّه عليهالسلام - قَالَ
لِلأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ مُعَزِّياً عَنِ ابْنٍ لَه. إِنْ صَبَرْتَ صَبْرَ الأَكَارِمِ -
وإِلَّا سَلَوْتَ سُلُوَّ الْبَهَائِمِ. 415 - وقَالَ عليهالسلام فِي صِفَةِ الدُّنْيَا: تَغُرُّ
وتَضُرُّ وتَمُرُّ - إِنَّ اللَّه تَعَالَى لَمْ يَرْضَهَا ثَوَاباً
لأَوْلِيَائِه ولَا عِقَاباً لأَعْدَائِه وإِنَّ أَهْلَ الدُّنْيَا كَرَكْبٍ -
بَيْنَا هُمْ حَلُّوا إِذْ صَاحَ بِهِمْ سَائِقُهُمْ فَارْتَحَلُوا (4963). 416 - وقَالَ لِابْنِه
الْحَسَنِ عليهالسلام
لَا
تُخَلِّفَنَّ وَرَاءَكَ شَيْئاً مِنَ الدُّنْيَا - فَإِنَّكَ تَخَلِّفُه لأَحَدِ
رَجُلَيْنِ - إِمَّا رَجُلٌ عَمِلَ فِيه بِطَاعَةِ اللَّه - فَسَعِدَ بِمَا
شَقِيتَ بِه - وإِمَّا رَجُلٌ عَمِلَ فِيه بِمَعْصِيَةِ اللَّه - فَشَقِيَ بِمَا
جَمَعْتَ لَه - فَكُنْتَ عَوْناً لَه عَلَى مَعْصِيَتِه - ولَيْسَ أَحَدُ
هَذَيْنِ حَقِيقاً أَنْ تُؤْثِرَه عَلَى نَفْسِكَ. قَالَ الرَّضِيُّ ويُرْوَى
هَذَا الْكَلَامُ عَلَى وَجْه آخَرَ وهُوَ. أَمَّا بَعْدُ - فَإِنَّ
الَّذِي فِي يَدِكَ مِنَ الدُّنْيَا - قَدْ كَانَ لَه أَهْلٌ قَبْلَكَ - وهُوَ
صَائِرٌ إِلَى أَهْلٍ بَعْدَكَ - وإِنَّمَا أَنْتَ جَامِعٌ لأَحَدِ رَجُلَيْنِ -
رَجُلٍ عَمِلَ فِيمَا جَمَعْتَه بِطَاعَةِ اللَّه - فَسَعِدَ بِمَا شَقِيتَ بِه
- أَوْ رَجُلٍ عَمِلَ فِيه بِمَعْصِيَةِ اللَّه - فَشَقِيتَ بِمَا جَمَعْتَ لَه
- ولَيْسَ أَحَدُ هَذَيْنِ أَهْلًا أَنْ تُؤْثِرَه عَلَى نَفْسِكَ - ولَا أَنْ
تَحْمِلَ لَه عَلَى ظَهْرِكَ - فَارْجُ لِمَنْ مَضَى رَحْمَةَ اللَّه - ولِمَنْ
بَقِيَ رِزْقَ اللَّه. 417 - وقَالَ عليهالسلام لِقَائِلٍ
قَالَ بِحَضْرَتِه أَسْتَغْفِرُ اللَّه - ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ أَتَدْرِي مَا
الِاسْتِغْفَارُ - الِاسْتِغْفَارُ دَرَجَةُ الْعِلِّيِّينَ - وهُوَ اسْمٌ وَاقِعٌ عَلَى سِتَّةِ مَعَانٍ -
أَوَّلُهَا النَّدَمُ عَلَى مَا مَضَى - والثَّانِي الْعَزْمُ عَلَى تَرْكِ
الْعَوْدِ إِلَيْه أَبَداً - والثَّالِثُ أَنْ
تُؤَدِّيَ إِلَى الْمَخْلُوقِينَ حُقُوقَهُمْ - حَتَّى تَلْقَى اللَّه أَمْلَسَ
لَيْسَ عَلَيْكَ تَبِعَةٌ - والرَّابِعُ
أَنْ تَعْمِدَ إِلَى كُلِّ فَرِيضَةٍ عَلَيْكَ - ضَيَّعْتَهَا فَتُؤَدِّيَ
حَقَّهَا - والْخَامِسُ أَنْ
تَعْمِدَ إِلَى اللَّحْمِ الَّذِي نَبَتَ عَلَى السُّحْتِ (4964) -
فَتُذِيبَه بِالأَحْزَانِ حَتَّى تُلْصِقَ الْجِلْدَ بِالْعَظْمِ - ويَنْشَأَ
بَيْنَهُمَا لَحْمٌ جَدِيدٌ - والسَّادِسُ أَنْ
تُذِيقَ الْجِسْمَ أَلَمَ الطَّاعَةِ - كَمَا أَذَقْتَه حَلَاوَةَ الْمَعْصِيَةِ
- فَعِنْدَ ذَلِكَ تَقُولُ أَسْتَغْفِرُ اللَّه. 418 - وقَالَ عليهالسلام الْحِلْمُ
عَشِيرَةٌ (4965). 419 - وقَالَ عليهالسلام: مِسْكِينٌ
ابْنُ آدَمَ - مَكْتُومُ الأَجَلِ مَكْنُونُ (4966)
الْعِلَلِ - مَحْفُوظُ الْعَمَلِ تُؤْلِمُه الْبَقَّةُ - وتَقْتُلُه الشَّرْقَةُ
(4967) وتُنْتِنُه
(4968)
الْعَرْقَةُ (4969). 420
- ورُوِيَ أَنَّه عليهالسلام كَانَ
جَالِساً فِي أَصْحَابِه - فَمَرَّتْ بِهِمُ امْرَأَةٌ جَمِيلَةٌ فَرَمَقَهَا
الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ - فَقَالَ عليهالسلام: إِنَّ أَبْصَارَ هَذِه الْفُحُولِ
طَوَامِحُ (4970)
وإِنَّ ذَلِكَ سَبَبُ هِبَابِهَا (4971) -
فَإِذَا نَظَرَ أَحَدُكُمْ إِلَى امْرَأَةٍ تُعْجِبُه فَلْيُلَامِسْ أَهْلَه -
فَإِنَّمَا هِيَ امْرَأَةٌ كَامْرَأَتِه. فَقَالَ
رَجُلٌ مِنَ الْخَوَارِجِ - قَاتَلَه اللَّه كَافِراً مَا أَفْقَهَه - فَوَثَبَ
الْقَوْمُ لِيَقْتُلُوه - فَقَالَ عليهالسلام: رُوَيْداً (4972)
إِنَّمَا هُوَ سَبٌّ بِسَبٍّ أَوْ عَفْوٌ عَنْ ذَنْبٍ. -----------------------------
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
باب المختار من حكم أمير
المؤمنين عليهالسلام : 421 -480
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
421 - وقَالَ عليهالسلام: كَفَاكَ مِنْ
عَقْلِكَ مَا أَوْضَحَ لَكَ سُبُلَ غَيِّكَ مِنْ رُشْدِكَ. 422 - وقَالَ عليهالسلام: افْعَلُوا
الْخَيْرَ ولَا تَحْقِرُوا مِنْه شَيْئاً، فَإِنَّ صَغِيرَه كَبِيرٌ وقَلِيلَه
كَثِيرٌ - ولَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ إِنَّ أَحَداً أَوْلَى بِفِعْلِ الْخَيْرِ
مِنِّي - فَيَكُونَ واللَّه كَذَلِكَ إِنَّ لِلْخَيْرِ والشَّرِّ أَهْلًا
فَمَهْمَا تَرَكْتُمُوه مِنْهُمَا كَفَاكُمُوه أَهْلُه (4973). 423 - وقَالَ عليهالسلام: مَنْ
أَصْلَحَ سَرِيرَتَه أَصْلَحَ اللَّه عَلَانِيَتَه - ومَنْ عَمِلَ لِدِينِه
كَفَاه اللَّه أَمْرَ دُنْيَاه - ومَنْ أَحْسَنَ فِيمَا بَيْنَه وبَيْنَ اللَّه
- أَحْسَنَ اللَّه مَا بَيْنَه وبَيْنَ النَّاسِ. 424 - وقَالَ عليهالسلام: الْحِلْمُ
غِطَاءٌ سَاتِرٌ والْعَقْلُ حُسَامٌ قَاطِعٌ - فَاسْتُرْ خَلَلَ خُلُقِكَ
بِحِلْمِكَ وقَاتِلْ هَوَاكَ بِعَقْلِكَ. 425 - وقَالَ عليهالسلام: إِنَّ لِلَّه
عِبَاداً يَخْتَصُّهُمُ اللَّه بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ -
فَيُقِرُّهَا (4974)
فِي أَيْدِيهِمْ مَا بَذَلُوهَا - فَإِذَا مَنَعُوهَا نَزَعَهَا مِنْهُمْ ثُمَّ
حَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ. 426 - وقَالَ عليهالسلام: لَا
يَنْبَغِي لِلْعَبْدِ أَنْ يَثِقَ بِخَصْلَتَيْنِ الْعَافِيَةِ والْغِنَى -
بَيْنَا تَرَاه مُعَافًى إِذْ سَقِمَ وبَيْنَا تَرَاه غَنِيّاً إِذِ افْتَقَرَ. 427 - وقَالَ عليهالسلام: مَنْ شَكَا
الْحَاجَةَ إِلَى مُؤْمِنٍ فَكَأَنَّه شَكَاهَا إِلَى اللَّه - ومَنْ شَكَاهَا
إِلَى كَافِرٍ فَكَأَنَّمَا شَكَا اللَّه. 428 - وقَالَ عليهالسلام فِي بَعْضِ
الأَعْيَادِ - إِنَّمَا هُوَ عِيدٌ لِمَنْ قَبِلَ اللَّه صِيَامَه وشَكَرَ
قِيَامَه - وكُلُّ يَوْمٍ لَا يُعْصَى اللَّه فِيه فَهُوَ عِيدٌ. 429 - وقَالَ عليهالسلام: إِنَّ
أَعْظَمَ الْحَسَرَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ - حَسْرَةُ رَجُلٍ كَسَبَ مَالًا فِي
غَيْرِ طَاعَةِ اللَّه - فَوَرِثَه رَجُلٌ فَأَنْفَقَه فِي طَاعَةِ اللَّه
سُبْحَانَه - فَدَخَلَ بِه الْجَنَّةَ ودَخَلَ الأَوَّلُ بِه النَّارَ. 430 - وقَالَ عليهالسلام: إِنَّ
أَخْسَرَ النَّاسِ صَفْقَةً (4975)
وأَخْيَبَهُمْ سَعْياً - رَجُلٌ أَخْلَقَ (4976)
بَدَنَه فِي طَلَبِ مَالِه - ولَمْ تُسَاعِدْه الْمَقَادِيرُ عَلَى إِرَادَتِه -
فَخَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا بِحَسْرَتِه وقَدِمَ عَلَى الآخِرَةِ بِتَبِعَتِه (4977). 431 - وقَالَ عليهالسلام: الرِّزْقُ
رِزْقَانِ طَالِبٌ ومَطْلُوبٌ - فَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا طَلَبَه الْمَوْتُ
حَتَّى يُخْرِجَه عَنْهَا - ومَنْ طَلَبَ الآخِرَةَ طَلَبَتْه الدُّنْيَا حَتَّى
يَسْتَوْفِيَ رِزْقَه مِنْهَا. 432 - وقَالَ عليهالسلام: إِنَّ
أَوْلِيَاءَ اللَّه هُمُ الَّذِينَ نَظَرُوا إِلَى بَاطِنِ الدُّنْيَا - إِذَا
نَظَرَ النَّاسُ إِلَى ظَاهِرِهَا - واشْتَغَلُوا بِآجِلِهَا (4978)
إِذَا اشْتَغَلَ النَّاسُ بِعَاجِلِهَا - فَأَمَاتُوا مِنْهَا مَا خَشُوا أَنْ
يُمِيتَهُمْ (4979) -
وتَرَكُوا مِنْهَا مَا عَلِمُوا أَنَّه سَيَتْرُكُهُمْ - ورَأَوُا اسْتِكْثَارَ
غَيْرِهِمْ مِنْهَا اسْتِقْلَالًا - ودَرَكَهُمْ لَهَا فَوْتاً - أَعْدَاءُ مَا
سَالَمَ النَّاسُ وسَلْمُ (4980)
مَا عَادَى النَّاسُ - بِهِمْ عُلِمَ الْكِتَابُ وبِه عَلِمُوا - وبِهِمْ قَامَ
الْكِتَابُ وبِه قَامُوا - لَا يَرَوْنَ مَرْجُوّاً فَوْقَ مَا يَرْجُونَ - ولَا
مَخُوفاً فَوْقَ مَا يَخَافُونَ. 433 - وقَالَ عليهالسلام: اذْكُرُوا
انْقِطَاعَ اللَّذَّاتِ وبَقَاءَ التَّبِعَاتِ. 434 - وقَالَ عليهالسلام: اخْبُرْ
تَقْلِه (4981). قال
الرضي - ومن
الناس من يروي هذا للرسول صلىاللهعليهوآله - ومما يقوي أنه من كلام أمير المؤمنين عليهالسلام ما حكاه ثعلب عن ابن الأعرابي قال المأمون - لولا أن عليا عليهالسلام قال اخبر تقله - لقلت أقله تخبر.
----------------------------- 435 - وقَالَ عليهالسلام: مَا كَانَ
اللَّه لِيَفْتَحَ عَلَى عَبْدٍ بَابَ الشُّكْرِ - ويُغْلِقَ عَنْه بَابَ
الزِّيَادَةِ - ولَا لِيَفْتَحَ عَلَى عَبْدٍ بَابَ الدُّعَاءِ ويُغْلِقَ عَنْه
بَابَ الإِجَابَةِ - ولَا لِيَفْتَحَ لِعَبْدٍ بَابَ التَّوْبَةِ ويُغْلِقَ
عَنْه بَابَ الْمَغْفِرَةِ. 436 - وقَالَ عليهالسلام: أَوْلَى
النَّاسِ بِالْكَرَمِ مَنْ عُرِفَتْ بِه الْكِرَامُ. 437 - وسُئِلَ عليهالسلام أَيُّهُمَا
أَفْضَلُ الْعَدْلُ أَوِ الْجُودُ فَقَالَ عليهالسلام
- الْعَدْلُ يَضَعُ الأُمُورَ مَوَاضِعَهَا والْجُودُ يُخْرِجُهَا مِنْ
جِهَتِهَا - والْعَدْلُ سَائِسٌ عَامٌّ والْجُودُ عَارِضٌ خَاصٌّ - فَالْعَدْلُ
أَشْرَفُهُمَا وأَفْضَلُهُمَا. 438 - وقَالَ عليهالسلام: النَّاسُ
أَعْدَاءُ مَا جَهِلُوا. 439 - وقَالَ عليهالسلام: الزُّهْدُ
كُلُّه بَيْنَ كَلِمَتَيْنِ مِنَ الْقُرْآنِ قَالَ اللَّه سُبْحَانَه - (لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما
فاتَكُمْ ولا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ). ومَنْ لَمْ
يَأْسَ (4982)
عَلَى الْمَاضِي ولَمْ يَفْرَحْ بِالآتِي - فَقَدْ أَخَذَ الزُّهْدَ بِطَرَفَيْه. 440 - وقَالَ عليهالسلام: مَا أَنْقَضَ
النَّوْمَ لِعَزَائِمِ الْيَوْمِ (4983). 441 - وقَالَ عليهالسلام:
الْوِلَايَاتُ مَضَامِيرُ الرِّجَالِ (4984). 442 - وقَالَ عليهالسلام: لَيْسَ
بَلَدٌ بِأَحَقَّ بِكَ مِنْ بَلَدٍ خَيْرُ الْبِلَادِ مَا حَمَلَكَ. 443
- وقَالَ عليهالسلام
وقَدْ جَاءَه نَعْيُ الأَشْتَرِ رحمهالله: مَالِكٌ (4985)
ومَا مَالِكٌ واللَّه لَوْ كَانَ جَبَلًا لَكَانَ فِنْداً - ولَوْ كَانَ حَجَراً
لَكَانَ صَلْداً - لَا يَرْتَقِيه الْحَافِرُ ولَا يُوفِي عَلَيْه (4986)
الطَّائِرُ. قال الرضي - والفند المنفرد من الجبال. 444 - وقَالَ عليهالسلام: قَلِيلٌ
مَدُومٌ عَلَيْه خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ مَمْلُولٍ مِنْه. 445 - وقَالَ عليهالسلام: إِذَا كَانَ
فِي رَجُلٍ خَلَّةٌ (4987)
رَائِقَةٌ فَانْتَظِرُوا أَخَوَاتِهَا. 446
- وقَالَ عليهالسلام
لِغَالِبِ بْنِ صَعْصَعَةَ أَبِي الْفَرَزْدَقِ فِي كَلَامٍ دَارَ بَيْنَهُمَا. مَا فَعَلَتْ إِبِلُكَ الْكَثِيرَةُ - قَالَ
دَغْدَغَتْهَا الْحُقُوقُ (4988) يَا
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ - فَقَالَ عليهالسلام ذَلِكَ
أَحْمَدُ سُبُلِهَا. 447 - وقَالَ عليهالسلام: مَنِ
اتَّجَرَ بِغَيْرِ فِقْه فَقَدِ ارْتَطَمَ (4989)
فِي الرِّبَا. 448 - وقَالَ عليهالسلام: مَنْ عَظَّمَ
صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلَاه اللَّه بِكِبَارِهَا. 449 - وقَالَ عليهالسلام: مَنْ
كَرُمَتْ عَلَيْه نَفْسُه هَانَتْ عَلَيْه شَهَوَاتُه. 450 - وقَالَ عليهالسلام: مَا مَزَحَ (4990)
امْرُؤٌ مَزْحَةً إِلَّا مَجَّ (4991)
مِنْ عَقْلِه مَجَّةً. -----------------------------
451 - وقَالَ عليهالسلام: زُهْدُكَ فِي
رَاغِبٍ فِيكَ نُقْصَانُ حَظٌّ - ورَغْبَتُكَ فِي زَاهِدٍ فِيكَ ذُلُّ نَفْسٍ. 452 - وقال عليهالسلام الْغِنَى
والْفَقْرُ بَعْدَ الْعَرْضِ (4992)
عَلَى اللَّه. 453 - وقَالَ عليهالسلام: مَا زَالَ
الزُّبَيْرُ رَجُلًا مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ - حَتَّى نَشَأَ ابْنُه
الْمَشْئُومُ عَبْدُ اللَّه. 454 - وقَالَ عليهالسلام: مَا لِابْنِ
آدَمَ والْفَخْرِ - أَوَّلُه نُطْفَةٌ وآخِرُه جِيفَةٌ - ولَا يَرْزُقُ نَفْسَه ولَا
يَدْفَعُ حَتْفَه. 455
- وسُئِلَ مَنْ أَشْعَرُ
الشُّعَرَاءِ فَقَالَ
عليهالسلام: إِنَّ الْقَوْمَ لَمْ يَجْرُوا فِي
حَلْبَةٍ (4993) -
تُعْرَفُ الْغَايَةُ عِنْدَ قَصَبَتِهَا - فَإِنْ كَانَ ولَا بُدَّ فَالْمَلِكُ
الضِّلِّيلُ (4994). يريد إمرأ القيس 456 - وقَالَ عليهالسلام: أَلَا حُرٌّ
يَدَعُ هَذِه اللُّمَاظَةَ (4995)
لأَهْلِهَا - إِنَّه لَيْسَ لأَنْفُسِكُمْ ثَمَنٌ إِلَّا الْجَنَّةَ فَلَا
تَبِيعُوهَا إِلَّا بِهَا. 457 - وقَالَ عليهالسلام: مَنْهُومَانِ
(4996)
لَا يَشْبَعَانِ طَالِبُ عِلْمٍ وطَالِبُ دُنْيَا. 458 - وقَالَ عليهالسلام: الإِيمَانُ
أَنْ تُؤْثِرَ الصِّدْقَ حَيْثُ يَضُرُّكَ - عَلَى الْكَذِبِ حَيْثُ يَنْفَعُكَ
- وأَلَّا يَكُونَ فِي حَدِيثِكَ فَضْلٌ عَنْ عَمَلِكَ (4997) -
وأَنْ تَتَّقِيَ اللَّه فِي حَدِيثِ غَيْرِكَ (4998). 459 - وقَالَ عليهالسلام: يَغْلِبُ
الْمِقْدَارُ (4999)
عَلَى التَّقْدِيرِ (5000)
حَتَّى تَكُونَ الآفَةُ فِي التَّدْبِير. قال
الرضي وقد مضى هذا المعنى فيما تقدم - برواية تخالف هذه الألفاظ. 460 - وقَالَ عليهالسلام: الْحِلْمُ (5001)
والأَنَاةُ (5002)
تَوْأَمَانِ (5003)
يُنْتِجُهُمَا عُلُوُّ الْهِمَّةِ. 461 - وقَالَ عليهالسلام: الْغِيبَةُ (5004)
جُهْدُ (5005)
الْعَاجِزِ. -----------------------------
462 - وقَالَ عليهالسلام: رُبَّ
مَفْتُونٍ بِحُسْنِ الْقَوْلِ فِيه. 463 - وقَالَ عليهالسلام: الدُّنْيَا
خُلِقَتْ لِغَيْرِهَا ولَمْ تُخْلَقْ لِنَفْسِهَا. 464 - وقَالَ عليهالسلام: إِنَّ لِبَنِي
أُمَيَّةَ مِرْوَداً يَجْرُونَ فِيه - ولَوْ قَدِ اخْتَلَفُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ
- ثُمَّ كَادَتْهُمُ (5006)
الضِّبَاعُ لَغَلَبَتْهُمْ. قال
الرضي - والمرود
هنا مفعل من الإرواد وهو الإمهال والإظهار وهذا من أفصح الكلام وأغربه - فكأنه عليهالسلام شبه المهلة التي هم فيها بالمضمار - الذي يجرون فيه إلى الغاية
- فإذا بلغوا منقطعها انتقض نظامهم بعدها. 465 - وقَالَ عليهالسلام فِي مَدْحِ
الأَنْصَارِ - هُمْ واللَّه رَبَّوُا (5007)
الإِسْلَامَ كَمَا يُرَبَّى الْفِلْوُ (5008) -
مَعَ غَنَائِهِمْ (5009)
بِأَيْدِيهِمُ السِّبَاطِ (5010)
وأَلْسِنَتِهِمُ السِّلَاطِ (5011). 466 - وقَالَ عليهالسلام: الْعَيْنُ
وِكَاءُ السَّه. قال الرضي - وهذه من الاستعارات العجيبة - كأنه يشبه السه بالوعاء والعين
بالوكاء - فإذا أطلق الوكاء لم ينضبط الوعاء - وهذا القول في الأشهر الأظهر من
كلام النبي صلىاللهعليهوآله
- وقد رواه قوم لأمير المؤمنين عليهالسلام - وذكر ذلك المبرد في كتاب المقتضب -
في باب اللفظ بالحروف - وقد تكلمنا على هذه الاستعارة - في كتابنا الموسوم
بمجازات الآثار النبوية. 467 - وقَالَ عليهالسلام فِي كَلَامٍ لَه:
ووَلِيَهُمْ وَالٍ فَأَقَامَ واسْتَقَامَ حَتَّى ضَرَبَ الدِّينُ بِجِرَانِه (5012). 468 - وقَالَ عليهالسلام: يَأْتِي
عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ عَضُوضٌ (5013) -
يَعَضُّ الْمُوسِرُ (5014)
فِيه عَلَى مَا فِي يَدَيْه - ولَمْ يُؤْمَرْ بِذَلِكَ قَالَ اللَّه سُبْحَانَه
- (ولا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ) - تَنْهَدُ
فِيه (5015)
الأَشْرَارُ وتُسْتَذَلُّ الأَخْيَارُ - ويُبَايِعُ الْمُضْطَرُّونَ - وقَدْ
نَهَى رَسُولُ اللَّه صلىاللهعليهوآله
عَنْ بَيْعِ الْمُضْطَرِّينَ (5016). 469 - وقَالَ عليهالسلام: يَهْلِكُ
فِيَّ رَجُلَانِ مُحِبٌّ مُفْرِطٌ وبَاهِتٌ (5017)
مُفْتَرٍ (5018). قال الرضي: وهذا مثل قوله عليهالسلام هَلَكَ فِيَّ رَجُلَانِ مُحِبٌّ غَالٍ
ومُبْغِضٌ قَالٍ. -----------------------------
470 -
وسُئِلَ عَنِ التَّوْحِيدِ والْعَدْلِ فَقَالَ
عليهالسلام: التَّوْحِيدُ أَلَّا تَتَوَهَّمَه (5019)
والْعَدْلُ أَلَّا تَتَّهِمَه (5020). 471 - وقال عليهالسلام: لَا خَيْرَ
فِي الصَّمْتِ عَنِ الْحُكْمِ كَمَا أَنَّه لَا خَيْرَ فِي الْقَوْلِ
بِالْجَهْلِ. 472
- وقَالَ عليهالسلام: فِي
دُعَاءٍ اسْتَسْقَى بِه: اللَّهُمَّ اسْقِنَا ذُلُلَ السَّحَابِ
دُونَ صِعَابِهَا. قال الرضي - وهذا من الكلام العجيب الفصاحة -
وذلك أنه عليهالسلام شبه السحاب ذوات
الرعود والبوارق - والرياح والصواعق - بالإبل الصعاب التي تقمص (5021) برحالها (5022) وتقص (5023) بركبانها - وشبه السحاب خالية من تلك
الروائع (5024) - بالإبل الذلل التي تحتلب (5025) طيعة (5026) وتقتعد (5027) مسمحة (5028). 473 - وقِيلَ لَه عليهالسلام لَوْ
غَيَّرْتَ شَيْبَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ
عليهالسلام: الْخِضَابُ زِينَةٌ ونَحْنُ قَوْمٌ فِي
مُصِيبَةٍ! (يُرِيدُ وَفَاةَ رَسُولِ اللَّه صلى
الله عليه وآله وسلم). 474 - وقَالَ عليهالسلام: مَا
الْمُجَاهِدُ الشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّه بِأَعْظَمَ أَجْراً - مِمَّنْ
قَدَرَ فَعَفَّ - لَكَادَ الْعَفِيفُ أَنْ يَكُونَ مَلَكاً مِنَ الْمَلَائِكَةِ. 475 - وقَالَ عليهالسلام: الْقَنَاعَةُ
مَالٌ لَا يَنْفَدُ. قال الرضي وقد روى بعضهم هذا الكلام لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. 476 - وقَالَ عليهالسلام لِزِيَادِ
ابْنِ أَبِيه - وقَدِ اسْتَخْلَفَه لِعَبْدِ اللَّه بْنِ الْعَبَّاسِ عَلَى
فَارِسَ وأَعْمَالِهَا - فِي كَلَامٍ طَوِيلٍ كَانَ بَيْنَهُمَا نَهَاه فِيه
عَنْ تَقَدُّمِ الْخَرَاجِ (5029)
-. اسْتَعْمِلِ الْعَدْلَ واحْذَرِ الْعَسْفَ (5030)
والْحَيْفَ (5031) -
فَإِنَّ الْعَسْفَ يَعُودُ بِالْجَلَاءِ والْحَيْفَ يَدْعُو إِلَى السَّيْفِ. 477 - وقَالَ عليهالسلام: أَشَدُّ
الذُّنُوبِ مَا اسْتَخَفَّ بِهَا صَاحِبُه. 478 - وقَالَ عليهالسلام: مَا أَخَذَ
اللَّه عَلَى أَهْلِ الْجَهْلِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا - حَتَّى أَخَذَ عَلَى أَهْلِ
الْعِلْمِ أَنْ يُعَلِّمُوا. 479 - وقَالَ عليهالسلام: شَرُّ
الإِخْوَانِ مَنْ تُكُلِّفَ لَه. قال
الرضي لأن
التكليف مستلزم للمشقة وهو شر لازم عن الأخ المتكلف له فهو شر الإخوان. 480 - وقَالَ عليهالسلام: إِذَا احْتَشَمَ
الْمُؤْمِنُ أَخَاه فَقَدْ فَارَقَه. قال الرضي يقال حشمه وأحشمه إذا أغضبه وقيل أخجله أو احتشمه طلب ذلك له وهو
مظنة مفارقته. وهذا حين انتهاء الغاية
بنا إلى قطع المختار من كلام أمير المؤمنين عليهالسلام، حامدين للَّه سبحانه على ما منّ به من توفيقنا لضم ما انتشر من
أطرافه، وتقريب ما بعد من أقطاره. وتقرر العزم كما شرطنا أولا على تفضيل أوراق
من البياض في آخر كل باب من الأبواب، ليكون لاقتناص الشارد، واستلحاق الوارد،
وما عسى أن يظهر لنا بعد الغموض، ويقع إلينا بعد الشذوذ، وما توفيقنا إلا
باللَّه: عليه توكلنا، وهو حسبنا ونعم الوكيل. وذلك في
رجب سنة أربع مائة من الهجرة، وصلى اللَّه على سيدنا محمد خاتم
الرسل، والهادي إلى خير السبل، وآله الطاهرين، وأصحابه نجوم اليقين.
تم - والحمد لله -نهج
البلاغة من كلام أمير المؤمنين عليهالسلام |
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
الفهرس باب
المختار من حكم أمير المؤمنين عليهالسلام
: 1-60 باب
المختار من حكم أمير المؤمنين عليهالسلام
: 61-120 باب
المختار من حكم أمير المؤمنين عليهالسلام
: 121-180 باب
المختار من حكم أمير المؤمنين عليهالسلام
: 181-260 فصل
نذكر فيه شيئا من غريب كلامه المحتاج إلى التفسير. باب
المختار من حكم أمير المؤمنين عليهالسلام
: 261-340 باب
المختار من حكم أمير المؤمنين عليهالسلام
: 341-420 باب
المختار من حكم أمير المؤمنين عليهالسلام
: 421 -480 |
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|