- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
رسائل أمير المؤمنين عليه السلام
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رسائل أمير المؤمنين عليهالسلام باب المختار من كتب
مولانا أمير المؤمنين علي عليهالسلام ورسائله إلى أعدائه
وأمراء بلاده، ويدخل في ذلك ما اختير من عهوده إلى عماله ووصاياه لأهله
وأصحابه. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
1- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى أهل الكوفة
عند مسيره من المدينة إلى البصرة :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
1 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى أهل الكوفة - عند
مسيره من المدينة إلى البصرة مِنْ عَبْدِ اللَّه عَلِيٍّ أَمِيرِ
الْمُؤْمِنِينَ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ - جَبْهَةِ (3300)
الأَنْصَارِ وسَنَامِ (3301)
الْعَرَبِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أُخْبِرُكُمْ
عَنْ أَمْرِ عُثْمَانَ - حَتَّى يَكُونَ سَمْعُه كَعِيَانِه (3302) -
إِنَّ النَّاسَ طَعَنُوا عَلَيْه - فَكُنْتُ رَجُلًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ
أُكْثِرُ اسْتِعْتَابَه (3303) -
وأُقِلُّ عِتَابَه - وكَانَ طَلْحَةُ والزُّبَيْرُ أَهْوَنُ سَيْرِهِمَا فِيه
الْوَجِيفُ (3304) -
وأَرْفَقُ حِدَائِهِمَا (3305)
الْعَنِيفُ - وكَانَ مِنْ عَائِشَةَ فِيه فَلْتَةُ غَضَبٍ - فَأُتِيحَ لَه
قَوْمٌ فَقَتَلُوه - وبَايَعَنِي النَّاسُ غَيْرَ مُسْتَكْرَهِينَ - ولَا
مُجْبَرِينَ بَلْ طَائِعِينَ مُخَيَّرِينَ. واعْلَمُوا أَنَّ دَارَ الْهِجْرَةِ (3306)
قَدْ قَلَعَتْ بِأَهْلِهَا وقَلَعُوا بِهَا (3307) -
وجَاشَتْ (3308)
جَيْشَ الْمِرْجَلِ (3309) -
وقَامَتِ الْفِتْنَةُ عَلَى الْقُطْبِ - فَأَسْرِعُوا إِلَى أَمِيرِكُمْ -
وبَادِرُوا جِهَادَ عَدُوِّكُمْ إِنْ شَاءَ اللَّه عَزَّ وجَلَّ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
2- و من كتاب له ( عليه السلام ) إليهم بعد فتح
البصرة :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
2 - ومن كتاب له عليهالسلام إليهم بعد فتح البصرة وجَزَاكُمُ اللَّه مِنْ أَهْلِ مِصْرٍ
عَنْ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكُمْ - أَحْسَنَ مَا يَجْزِي الْعَامِلِينَ
بِطَاعَتِه - والشَّاكِرِينَ لِنِعْمَتِه - فَقَدْ سَمِعْتُمْ وأَطَعْتُمْ
ودُعِيتُمْ فَأَجَبْتُمْ. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
3- و من كتاب له ( عليه السلام ) لشريح بن
الحارث قاضيه :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
3 - ومن كتاب له عليهالسلام لشريح بن الحارث قاضيه ورُوِيَ
أَنَّ شُرَيْحَ بْنَ الْحَارِثِ قَاضِيَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام - اشْتَرَى عَلَى عَهْدِه
دَاراً بِثَمَانِينَ دِينَاراً - فَبَلَغَه ذَلِكَ فَاسْتَدْعَى شُرَيْحاً -
وقَالَ لَه: بَلَغَنِي أَنَّكَ ابْتَعْتَ دَاراً
بِثَمَانِينَ دِينَاراً - وكَتَبْتَ لَهَا كِتَاباً وأَشْهَدْتَ فِيه شُهُوداً. فَقَالَ لَه شُرَيْحٌ قَدْ كَانَ
ذَلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ - قَالَ فَنَظَرَ إِلَيْه نَظَرَ الْمُغْضَبِ
ثُمَّ قَالَ لَه يَا شُرَيْحُ أَمَا إِنَّه سَيَأْتِيكَ
مَنْ لَا يَنْظُرُ فِي كِتَابِكَ - ولَا يَسْأَلُكَ عَنْ بَيِّنَتِكَ - حَتَّى
يُخْرِجَكَ مِنْهَا شَاخِصاً (3310)
ويُسْلِمَكَ إِلَى قَبْرِكَ خَالِصاً - فَانْظُرْ يَا شُرَيْحُ لَا تَكُونُ
ابْتَعْتَ هَذِه الدَّارَ مِنْ غَيْرِ مَالِكَ - أَوْ نَقَدْتَ الثَّمَنَ مِنْ
غَيْرِ حَلَالِكَ - فَإِذَا أَنْتَ قَدْ خَسِرْتَ دَارَ الدُّنْيَا ودَارَ
الآخِرَةِ -. أَمَا إِنَّكَ لَوْ كُنْتَ أَتَيْتَنِي عِنْدَ شِرَائِكَ مَا
اشْتَرَيْتَ - لَكَتَبْتُ لَكَ كِتَاباً عَلَى هَذِه النُّسْخَةِ - فَلَمْ
تَرْغَبْ فِي شِرَاءِ هَذِه الدَّارِ بِدِرْهَمٍ فَمَا فَوْقُ. والنُّسْخَةُ
هَذِه - هَذَا مَا اشْتَرَى عَبْدٌ ذَلِيلٌ مِنْ مَيِّتٍ
قَدْ أُزْعِجَ لِلرَّحِيلِ - اشْتَرَى مِنْه دَاراً مِنْ دَارِ الْغُرُورِ -
مِنْ جَانِبِ الْفَانِينَ وخِطَّةِ (3311)
الْهَالِكِينَ - وتَجْمَعُ هَذِه الدَّارَ حُدُودٌ أَرْبَعَةٌ - الْحَدُّ
الأَوَّلُ يَنْتَهِي إِلَى دَوَاعِي الآفَاتِ - والْحَدُّ الثَّانِي يَنْتَهِي
إِلَى دَوَاعِي الْمُصِيبَاتِ - والْحَدُّ الثَّالِثُ يَنْتَهِي إِلَى الْهَوَى
الْمُرْدِي - والْحَدُّ الرَّابِعُ يَنْتَهِي إِلَى الشَّيْطَانِ الْمُغْوِي -
وفِيه يُشْرَعُ (3312)
بَابُ هَذِه الدَّارِ - اشْتَرَى هَذَا الْمُغْتَرُّ بِالأَمَلِ مِنْ هَذَا
الْمُزْعَجِ بِالأَجَلِ - هَذِه الدَّارَ بِالْخُرُوجِ مِنْ عِزِّ الْقَنَاعَةِ
- والدُّخُولِ فِي ذُلِّ الطَّلَبِ والضَّرَاعَةِ (3313) -
فَمَا أَدْرَكَ هَذَا الْمُشْتَرِي فِيمَا اشْتَرَى مِنْه مِنْ دَرَكٍ - فَعَلَى
مُبَلْبِلِ أَجْسَامِ (3314)
الْمُلُوكِ وسَالِبِ نُفُوسِ الْجَبَابِرَةِ - ومُزِيلِ مُلْكِ الْفَرَاعِنَةِ -
مِثْلِ كِسْرَى وقَيْصَرَ وتُبَّعٍ وحِمْيَرَ - ومَنْ جَمَعَ الْمَالَ عَلَى
الْمَالِ فَأَكْثَرَ - ومَنْ بَنَى وشَيَّدَ (3315)
وزَخْرَفَ ونَجَّدَ (3316) -
وادَّخَرَ واعْتَقَدَ (3317)
ونَظَرَ بِزَعْمِه لِلْوَلَدِ - إِشْخَاصُهُمْ (3318)
جَمِيعاً إِلَى مَوْقِفِ الْعَرْضِ والْحِسَابِ - ومَوْضِعِ الثَّوَابِ
والْعِقَابِ - إِذَا وَقَعَ الأَمْرُ بِفَصْلِ الْقَضَاءِ (وخَسِرَ هُنالِكَ
الْمُبْطِلُونَ) -
شَهِدَ عَلَى ذَلِكَ الْعَقْلُ إِذَا خَرَجَ مِنْ أَسْرِ الْهَوَى - وسَلِمَ مِنْ
عَلَائِقِ الدُّنْيَا.» -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
4- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى بعض أمراء
جيشه :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
4 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى بعض أمراء جيشه فَإِنْ عَادُوا إِلَى ظِلِّ الطَّاعَةِ
فَذَاكَ الَّذِي نُحِبُّ - وإِنْ تَوَافَتِ (3319)
الأُمُورُ بِالْقَوْمِ إِلَى الشِّقَاقِ والْعِصْيَانِ - فَانْهَدْ بِمَنْ
أَطَاعَكَ إِلَى مَنْ عَصَاكَ - واسْتَغْنِ بِمَنِ انْقَادَ مَعَكَ عَمَّنْ
تَقَاعَسَ عَنْكَ - فَإِنَّ الْمُتَكَارِه (3320)
مَغِيبُه خَيْرٌ مِنْ مَشْهَدِه - وقُعُودُه أَغْنَى مِنْ نُهُوضِه. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
5- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى أشعث بن
قيس عامل أذربيجان :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
5 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى أشعث بن قيس - عامل
أذربيجان وإِنَّ عَمَلَكَ لَيْسَ لَكَ
بِطُعْمَةٍ (3321)
ولَكِنَّه فِي عُنُقِكَ أَمَانَةٌ - وأَنْتَ مُسْتَرْعًى لِمَنْ فَوْقَكَ -
لَيْسَ لَكَ أَنْ تَفْتَاتَ (3322)
فِي رَعِيَّةٍ - ولَا تُخَاطِرَ إِلَّا بِوَثِيقَةٍ - وفِي يَدَيْكَ مَالٌ مِنْ
مَالِ اللَّه - عَزَّ وجَلَّ وأَنْتَ مِنْ خُزَّانِه (3323)
حَتَّى تُسَلِّمَه إِلَيَّ - ولَعَلِّي أَلَّا أَكُونَ شَرَّ وُلَاتِكَ (3324)
لَكَ والسَّلَامُ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
6- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
6 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى معاوية إِنَّه بَايَعَنِي الْقَوْمُ الَّذِينَ
بَايَعُوا أَبَا بَكْرٍ وعُمَرَ وعُثْمَانَ - عَلَى مَا بَايَعُوهُمْ عَلَيْه - فَلَمْ يَكُنْ لِلشَّاهِدِ أَنْ
يَخْتَارَ - ولَا لِلْغَائِبِ أَنْ يَرُدَّ - وإِنَّمَا الشُّورَى
لِلْمُهَاجِرِينَ والأَنْصَارِ - فَإِنِ اجْتَمَعُوا عَلَى رَجُلٍ وسَمَّوْه
إِمَاماً كَانَ ذَلِكَ لِلَّه رِضًا - فَإِنْ خَرَجَ عَنْ أَمْرِهِمْ خَارِجٌ -
بِطَعْنٍ أَوْ بِدْعَةٍ رَدُّوه إِلَى مَا خَرَجَ مِنْه - فَإِنْ أَبَى
قَاتَلُوه عَلَى اتِّبَاعِه غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ - ووَلَّاه اللَّه
مَا تَوَلَّى. ولَعَمْرِي يَا مُعَاوِيَةُ لَئِنْ
نَظَرْتَ بِعَقْلِكَ دُونَ هَوَاكَ - لَتَجِدَنِّي أَبْرَأَ النَّاسِ مِنْ دَمِ
عُثْمَانَ - ولَتَعْلَمَنَّ أَنِّي كُنْتُ فِي عُزْلَةٍ عَنْه - إِلَّا أَنْ
تَتَجَنَّى (3325)
فَتَجَنَّ مَا بَدَا لَكَ والسَّلَامُ. ----------------------------- (3325) تجنى: كتولَّى - ادعى الجناية على من لم يفعلها. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
7- و من كتاب منه ( عليه السلام ) إليه أيضا :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
7 - ومن كتاب منه عليهالسلام إليه أيضا أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ أَتَتْنِي مِنْكَ
مَوْعِظَةٌ مُوَصَّلَةٌ (3326)
ورِسَالَةٌ مُحَبَّرَةٌ (3327) -
نَمَّقْتَهَا (3328)
بِضَلَالِكَ وأَمْضَيْتَهَا بِسُوءِ رَأْيِكَ - وكِتَابُ امْرِئٍ لَيْسَ لَه
بَصَرٌ يَهْدِيه - ولَا قَائِدٌ يُرْشِدُه قَدْ دَعَاه الْهَوَى فَأَجَابَه -
وقَادَه الضَّلَالُ فَاتَّبَعَه - فَهَجَرَ (3329)
لَاغِطاً (3330)
وضَلَّ خَابِطاً. ومِنْه لأَنَّهَا بَيْعَةٌ وَاحِدَةٌ
لَا يُثَنَّى فِيهَا النَّظَرُ (3331) -
ولَا يُسْتَأْنَفُ فِيهَا الْخِيَارُ - الْخَارِجُ مِنْهَا طَاعِنٌ والْمُرَوِّي
(3332)
فِيهَا مُدَاهِنٌ (3333). -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
8- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى جرير بن
عبد الله البجلي لما أرسله إلى معاوية :
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
8 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى جرير بن عبد الله
البجلي - لما أرسله إلى معاوية أَمَّا بَعْدُ فَإِذَا أَتَاكَ
كِتَابِي فَاحْمِلْ مُعَاوِيَةَ عَلَى الْفَصْلِ (3334) -
وخُذْه بِالأَمْرِ الْجَزْمِ - ثُمَّ خَيِّرْه بَيْنَ حَرْبٍ مُجْلِيَةٍ (3335)
أَوْ سِلْمٍ مُخْزِيَةٍ (3336) -
فَإِنِ اخْتَارَ الْحَرْبَ فَانْبِذْ إِلَيْه (3337) -
وإِنِ اخْتَارَ السِّلْمَ فَخُذْ بَيْعَتَه والسَّلَامُ. -----------------------------
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
9- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية :
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
9 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى معاوية فَأَرَادَ قَوْمُنَا قَتْلَ نَبِيِّنَا
واجْتِيَاحَ أَصْلِنَا (3338) -
وهَمُّوا بِنَا الْهُمُومَ (3339)
وفَعَلُوا بِنَا الأَفَاعِيلَ (3340) -
ومَنَعُونَا الْعَذْبَ (3341)
وأَحْلَسُونَا (3342)
الْخَوْفَ - واضْطَرُّونَا (3343)
إِلَى جَبَلٍ وَعْرٍ (3344) -
وأَوْقَدُوا لَنَا نَارَ الْحَرْبِ - فَعَزَمَ اللَّه لَنَا (3345)
عَلَى الذَّبِّ عَنْ حَوْزَتِه (3346) -
والرَّمْيِ مِنْ وَرَاءِ حُرْمَتِه (3347) -
مُؤْمِنُنَا يَبْغِي بِذَلِكَ الأَجْرَ وكَافِرُنَا يُحَامِي عَنِ الأَصْلِ -
ومَنْ أَسْلَمَ مِنْ قُرَيْشٍ خِلْوٌ مِمَّا نَحْنُ فِيه بِحِلْفٍ يَمْنَعُه -
أَوْ عَشِيرَةٍ تَقُومُ دُونَه فَهُوَ مِنَ الْقَتْلِ بِمَكَانِ أَمْنٍ وكَانَ رَسُولُ اللَّه صلىاللهعليهوآله
إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ (3348)، وأَحْجَمَ النَّاسُ - قَدَّمَ أَهْلَ بَيْتِه
- فَوَقَى بِهِمْ أَصْحَابَه حَرَّ السُّيُوفِ (3349)
والأَسِنَّةِ - فَقُتِلَ عُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ يَوْمَ بَدْرٍ - وقُتِلَ
حَمْزَةُ يَوْمَ أُحُدٍ - وقُتِلَ جَعْفَرٌ يَوْمَ مُؤْتَةَ (3350) -
وأَرَادَ مَنْ لَوْ شِئْتُ ذَكَرْتُ اسْمَه - مِثْلَ الَّذِي أَرَادُوا مِنَ
الشَّهَادَةِ - ولَكِنَّ آجَالَهُمْ عُجِّلَتْ ومَنِيَّتَه أُجِّلَتْ - فَيَا
عَجَباً لِلدَّهْرِ - إِذْ صِرْتُ يُقْرَنُ بِي مَنْ لَمْ يَسْعَ بِقَدَمِي (3351) -
ولَمْ تَكُنْ لَه كَسَابِقَتِي (3352) -
الَّتِي لَا يُدْلِي أَحَدٌ (3353)
بِمِثْلِهَا - إِلَّا أَنْ يَدَّعِيَ مُدَّعٍ مَا لَا أَعْرِفُه ولَا أَظُنُّ
اللَّه يَعْرِفُه - والْحَمْدُ لِلَّه عَلَى كُلِّ حَالٍ. وأَمَّا مَا سَأَلْتَ مِنْ دَفْعِ
قَتَلَةِ عُثْمَانَ إِلَيْكَ - فَإِنِّي نَظَرْتُ فِي هَذَا الأَمْرِ - فَلَمْ
أَرَه يَسَعُنِي دَفْعُهُمْ إِلَيْكَ ولَا إِلَى غَيْرِكَ - ولَعَمْرِي لَئِنْ
لَمْ تَنْزِعْ (3354)
عَنْ غَيِّكَ وشِقَاقِكَ (3355) -
لَتَعْرِفَنَّهُمْ عَنْ قَلِيلٍ يَطْلُبُونَكَ - لَا يُكَلِّفُونَكَ طَلَبَهُمْ
فِي بَرٍّ ولَا بَحْرٍ - ولَا جَبَلٍ ولَا سَهْلٍ - إِلَّا أَنَّه طَلَبٌ
يَسُوءُكَ وِجْدَانُه - وزَوْرٌ (3356)
لَا يَسُرُّكَ لُقْيَانُه والسَّلَامُ لأَهْلِه. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
10- و من كتاب له ( عليه السلام ) إليه أيضا :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
10 - ومن كتاب له عليهالسلام إليه أيضا وكَيْفَ أَنْتَ صَانِعٌ - إِذَا تَكَشَّفَتْ
عَنْكَ جَلَابِيبُ (3357)
مَا أَنْتَ فِيه - مِنْ دُنْيَا قَدْ تَبَهَّجَتْ بِزِينَتِهَا (3358)
وخَدَعَتْ بِلَذَّتِهَا - دَعَتْكَ فَأَجَبْتَهَا، وقَادَتْكَ فَاتَّبَعْتَهَا -
وأَمَرَتْكَ فَأَطَعْتَهَا - وإِنَّه يُوشِكُ أَنْ يَقِفَكَ وَاقِفٌ عَلَى مَا
لَا يُنْجِيكَ مِنْه مِجَنٌّ (3359) -
فَاقْعَسْ (3360)
عَنْ هَذَا الأَمْرِ - وخُذْ أُهْبَةَ (3361)
الْحِسَابِ وشَمِّرْ لِمَا قَدْ نَزَلَ بِكَ - ولَا تُمَكِّنِ الْغُوَاةَ (3362)
مِنْ سَمْعِكَ - وإِلَّا تَفْعَلْ أُعْلِمْكَ مَا أَغْفَلْتَ مِنْ نَفْسِكَ - فَإِنَّكَ
مُتْرَفٌ (3363)
قَدْ أَخَذَ الشَّيْطَانُ مِنْكَ مَأْخَذَه - وبَلَغَ فِيكَ أَمَلَه وجَرَى
مِنْكَ مَجْرَى الرُّوحِ والدَّمِ. ومَتَى كُنْتُمْ يَا مُعَاوِيَةُ
سَاسَةَ الرَّعِيَّةِ (3364) -
ووُلَاةَ أَمْرِ الأُمَّةِ - بِغَيْرِ قَدَمٍ سَابِقٍ ولَا شَرَفٍ بَاسِقٍ (3365) -
ونَعُوذُ بِاللَّه مِنْ لُزُومِ سَوَابِقِ الشَّقَاءِ - وأُحَذِّرُكَ أَنْ
تَكُونَ مُتَمَادِياً فِي غِرَّةِ (3366)
الأُمْنِيِّةِ (3367) -
مُخْتَلِفَ الْعَلَانِيَةِ والسَّرِيرَةِ. وقَدْ دَعَوْتَ إِلَى الْحَرْبِ فَدَعِ
النَّاسَ جَانِباً - واخْرُجْ إِلَيَّ وأَعْفِ الْفَرِيقَيْنِ مِنَ الْقِتَالِ -
لِتَعْلَمَ أَيُّنَا الْمَرِينُ (3368)
عَلَى قَلْبِه والْمُغَطَّى عَلَى بَصَرِه - فَأَنَا أَبُو حَسَنٍ - قَاتِلُ
جَدِّكَ وأَخِيكَ وخَالِكَ شَدْخاً (3369)
يَوْمَ بَدْرٍ - وذَلِكَ السَّيْفُ مَعِي - وبِذَلِكَ الْقَلْبِ أَلْقَى
عَدُوِّي - مَا اسْتَبْدَلْتُ دِيناً ولَا اسْتَحْدَثْتُ نَبِيّاً - وإِنِّي
لَعَلَى الْمِنْهَاجِ (3370)
الَّذِي تَرَكْتُمُوه طَائِعِينَ - ودَخَلْتُمْ فِيه مُكْرَهِينَ. وزَعَمْتَ أَنَّكَ جِئْتَ ثَائِراً (3371)
بِدَمِ عُثْمَانَ - ولَقَدْ عَلِمْتَ حَيْثُ
وَقَعَ دَمُ عُثْمَانَ - فَاطْلُبْه مِنْ هُنَاكَ إِنْ كُنْتَ طَالِباً -
فَكَأَنِّي قَدْ رَأَيْتُكَ تَضِجُّ مِنَ الْحَرْبِ - إِذَا عَضَّتْكَ ضَجِيجَ
الْجِمَالِ بِالأَثْقَالِ - وكَأَنِّي بِجَمَاعَتِكَ تَدْعُونِي جَزَعاً مِنَ
الضَّرْبِ الْمُتَتَابِعِ - والْقَضَاءِ الْوَاقِعِ ومَصَارِعَ بَعْدَ مَصَارِعَ
إِلَى كِتَابِ اللَّه - وهِيَ كَافِرَةٌ جَاحِدَةٌ أَوْ مُبَايِعَةٌ حَائِدَةٌ (3372). -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
11- و من وصية له ( عليه السلام ) وصى بها جيشا
بعثه إلى العدو :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
11 - ومن وصية له عليهالسلام وصى بها جيشا بعثه إلى
العدو فَإِذَا نَزَلْتُمْ بِعَدُوٍّ أَوْ
نَزَلَ بِكُمْ - فَلْيَكُنْ مُعَسْكَرُكُمْ فِي قُبُلِ (3373)
الأَشْرَافِ (3374) -
أَوْ سِفَاحِ (3375)
الْجِبَالِ أَوْ أَثْنَاءِ (3376)
الأَنْهَارِ - كَيْمَا يَكُونَ لَكُمْ رِدْءاً (3377)
ودُونَكُمْ مَرَدّاً (3378) -
ولْتَكُنْ مُقَاتَلَتُكُمْ مِنْ وَجْه وَاحِدٍ أَوِ اثْنَيْنِ - واجْعَلُوا
لَكُمْ رُقَبَاءَ فِي صَيَاصِي الْجِبَالِ (3379) -
ومَنَاكِبِ (3380)
الْهِضَابِ (3381) -
لِئَلَّا يَأْتِيَكُمُ الْعَدُوُّ مِنْ مَكَانِ مَخَافَةٍ أَوْ أَمْنٍ -
واعْلَمُوا أَنَّ مُقَدِّمَةَ الْقَوْمِ عُيُونُهُمْ - وعُيُونَ الْمُقَدِّمَةِ
طَلَائِعُهُمْ وإِيَّاكُمْ والتَّفَرُّقَ - فَإِذَا نَزَلْتُمْ فَانْزِلُوا
جَمِيعاً - وإِذَا ارْتَحَلْتُمْ فَارْتَحِلُوا جَمِيعاً - وإِذَا غَشِيَكُمُ
اللَّيْلُ فَاجْعَلُوا الرِّمَاحَ كِفَّةً (3382) -
ولَا تَذُوقُوا النَّوْمَ إِلَّا غِرَاراً (3383)
أَوْ مَضْمَضَةً (3384). -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
12- و من وصية له وصى بها معقل بن قيس الرياحي
حين أنفذه إلى الشام في ثلاثة آلاف مقدمة له :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
12 - ومن وصية له عليهالسلام وصى بها معقل بن قيس
الرياحي - حين أنفذه إلى الشام في ثلاثة آلاف مقدمة له اتَّقِ اللَّه الَّذِي لَا بُدَّ لَكَ
مِنْ لِقَائِه - ولَا مُنْتَهَى لَكَ دُونَه - ولَا تُقَاتِلَنَّ إِلَّا مَنْ
قَاتَلَكَ - وسِرِ الْبَرْدَيْنِ (3385)
وغَوِّرْ (3386)
بِالنَّاسِ - ورَفِّه (3387)
فِي السَّيْرِ ولَا تَسِرْ أَوَّلَ اللَّيْلِ - فَإِنَّ اللَّه جَعَلَه سَكَناً
وقَدَّرَه مُقَاماً لَا ظَعْناً (3388) -
فَأَرِحْ فِيه بَدَنَكَ ورَوِّحْ ظَهْرَكَ - فَإِذَا وَقَفْتَ حِينَ يَنْبَطِحُ
السَّحَرُ (3389) -
أَوْ حِينَ يَنْفَجِرُ الْفَجْرُ فَسِرْ عَلَى بَرَكَةِ اللَّه - فَإِذَا
لَقِيتَ الْعَدُوَّ فَقِفْ مِنْ أَصْحَابِكَ وَسَطاً - ولَا تَدْنُ مِنَ
الْقَوْمِ دُنُوَّ مَنْ يُرِيدُ أَنْ يُنْشِبَ الْحَرْبَ - ولَا تَبَاعَدْ
عَنْهُمْ تَبَاعُدَ مَنْ يَهَابُ الْبَأْسَ - حَتَّى يَأْتِيَكَ أَمْرِي - ولَا
يَحْمِلَنَّكُمُ شَنَآنُهُمْ (3390)
عَلَى قِتَالِهِمْ - قَبْلَ دُعَائِهِمْ والإِعْذَارِ (3391)
إِلَيْهِمْ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
13- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى أميرين من
أمراء جيشه :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
13 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى أميرين من أمراء
جيشه وقَدْ أَمَّرْتُ عَلَيْكُمَا - وعَلَى
مَنْ فِي حَيِّزِكُمَا (3392)
مَالِكَ بْنَ الْحَارِثِ الأَشْتَرَ - فَاسْمَعَا لَه وأَطِيعَا واجْعَلَاه
دِرْعاً (3393)
ومِجَنّاً (3394) –
فَإِنَّه مِمَّنْ لَا يُخَافُ وَهْنُه (3395)
ولَا سَقْطَتُه (3396) -
ولَا بُطْؤُه عَمَّا الإِسْرَاعُ إِلَيْه أَحْزَمُ (3397) -
ولَا إِسْرَاعُه إِلَى مَا الْبُطْءُ عَنْه أَمْثَلُ (3398). -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
14- و من وصية له ( عليه السلام ) لعسكره قبل
لقاء العدو بصفين :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
14 - ومن وصية له عليهالسلام لعسكره قبل لقاء العدو
بصفين لَا تُقَاتِلُوهُمْ حَتَّى
يَبْدَءُوكُمْ - فَإِنَّكُمْ بِحَمْدِ اللَّه عَلَى حُجَّةٍ - وتَرْكُكُمْ
إِيَّاهُمْ حَتَّى يَبْدَءُوكُمْ حُجَّةٌ أُخْرَى لَكُمْ عَلَيْهِمْ - فَإِذَا
كَانَتِ الْهَزِيمَةُ بِإِذْنِ اللَّه - فَلَا تَقْتُلُوا مُدْبِراً ولَا
تُصِيبُوا مُعْوِراً (3399) -
ولَا تُجْهِزُوا (3400)
عَلَى جَرِيحٍ - ولَا تَهِيجُوا النِّسَاءَ بِأَذًى - وإِنْ شَتَمْنَ
أَعْرَاضَكُمْ وسَبَبْنَ أُمَرَاءَكُمْ - فَإِنَّهُنَّ ضَعِيفَاتُ الْقُوَى
والأَنْفُسِ والْعُقُولِ - إِنْ كُنَّا لَنُؤْمَرُ بِالْكَفِّ عَنْهُنَّ
وإِنَّهُنَّ لَمُشْرِكَاتٌ - وإِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَتَنَاوَلُ الْمَرْأَةَ
فِي الْجَاهِلِيَّةِ - بِالْفَهْرِ (3401)
أَوِ الْهِرَاوَةِ (3402) -
فَيُعَيَّرُ بِهَا وعَقِبُه مِنْ بَعْدِه. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
15- و من دعاء له ( عليه السلام ) كان ( عليه
السلام ) يقول إذا لقي العدو محاربا :
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
15 - ومن دعاء له عليهالسلام كان عليهالسلام يقول إذا لقي العدو محاربا اللَّهُمَّ إِلَيْكَ أَفْضَتِ (3403)
الْقُلُوبُ ومُدَّتِ الأَعْنَاقُ - وشَخَصَتِ الأَبْصَارُ ونُقِلَتِ الأَقْدَامُ
وأُنْضِيَتِ (3404)
الأَبْدَانُ - اللَّهُمَّ قَدْ صَرَّحَ مَكْنُونُ
الشَّنَآنِ (3405) -
وجَاشَتْ (3406)
مَرَاجِلُ (3407)
الأَضْغَانِ (3408) -
اللَّهُمَّ إِنَّا نَشْكُو إِلَيْكَ غَيْبَةَ نَبِيِّنَا - وكَثْرَةَ عَدُوِّنَا
وتَشَتُّتَ أَهْوَائِنَا - (رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا
وبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ - وأَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ). -----------------------------
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
16- و كان يقول ( عليه السلام ) لأصحابه عند
الحرب :
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
16 - وكان يقول عليهالسلام لأصحابه عند الحربك لَا تَشْتَدَّنَّ عَلَيْكُمْ فَرَّةٌ
بَعْدَهَا كَرَّةٌ (3409) -
ولَا جَوْلَةٌ بَعْدَهَا حَمْلَةٌ - وأَعْطُوا السُّيُوفَ حُقُوقَهَا - ووَطِّئُوا
لِلْجُنُوبِ مَصَارِعَهَا (3410) -
واذْمُرُوا (3411)
أَنْفُسَكُمْ عَلَى الطَّعْنِ الدَّعْسِيِّ (3412)
والضَّرْبِ الطِّلَحْفِيِّ (3413) -
وأَمِيتُوا الأَصْوَاتَ (3414)
فَإِنَّه أَطْرَدُ لِلْفَشَلِ - فَوَ الَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وبَرَأَ
النَّسَمَةَ - مَا أَسْلَمُوا ولَكِنِ اسْتَسْلَمُوا وأَسَرُّوا الْكُفْرَ -
فَلَمَّا وَجَدُوا أَعْوَاناً عَلَيْه أَظْهَرُوه. -----------------------------
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
17- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية
جوابا عن كتاب منه إليه:
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
17 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى معاوية - جوابا عن
كتاب منه إليه وأَمَّا طَلَبُكَ إِلَيَّ الشَّامَ -
فَإِنِّي لَمْ أَكُنْ لأُعْطِيَكَ الْيَوْمَ مَا مَنَعْتُكَ أَمْسِ - وأَمَّا
قَوْلُكَ - إِنَّ الْحَرْبَ قَدْ أَكَلَتِ الْعَرَبَ إِلَّا حُشَاشَاتِ أَنْفُسٍ
بَقِيَتْ - أَلَا ومَنْ أَكَلَه الْحَقُّ فَإِلَى الْجَنَّةِ - ومَنْ أَكَلَه
الْبَاطِلُ فَإِلَى النَّارِ –
وأَمَّا اسْتِوَاؤُنَا فِي الْحَرْبِ والرِّجَالِ - فَلَسْتَ بِأَمْضَى عَلَى
الشَّكِّ مِنِّي عَلَى الْيَقِينِ - ولَيْسَ أَهْلُ الشَّامِ بِأَحْرَصَ عَلَى
الدُّنْيَا - مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ عَلَى الآخِرَةِ - وأَمَّا قَوْلُكَ إِنَّا
بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ - فَكَذَلِكَ نَحْنُ ولَكِنْ لَيْسَ أُمَيَّةُ كَهَاشِمٍ -
ولَا حَرْبٌ كَعَبْدِ الْمُطَّلِبِ ولَا أَبُو سُفْيَانَ كَأَبِي طَالِبٍ - ولَا
الْمُهَاجِرُ (3415)
كَالطَّلِيقِ (3416)
ولَا الصَّرِيحُ (3417)
كَاللَّصِيقِ (3418) -
ولَا الْمُحِقُّ كَالْمُبْطِلِ ولَا الْمُؤْمِنُ كَالْمُدْغِلِ (3419) -
ولَبِئْسَ الْخَلْفُ خَلْفٌ يَتْبَعُ سَلَفاً هَوَى فِي نَارِ جَهَنَّمَ. وفِي أَيْدِينَا بَعْدُ فَضْلُ
النُّبُوَّةِ الَّتِي أَذْلَلْنَا بِهَا الْعَزِيزَ - ونَعَشْنَا (3420)
بِهَا الذَّلِيلَ - ولَمَّا أَدْخَلَ اللَّه الْعَرَبَ فِي دِينِه أَفْوَاجاً -
وأَسْلَمَتْ لَه هَذِه الأُمَّةُ طَوْعاً وكَرْهاً - كُنْتُمْ مِمَّنْ دَخَلَ
فِي الدِّينِ إِمَّا رَغْبَةً وإِمَّا رَهْبَةً - عَلَى حِينَ فَازَ أَهْلُ
السَّبْقِ بِسَبْقِهِمْ - وذَهَبَ الْمُهَاجِرُونَ الأَوَّلُونَ بِفَضْلِهِمْ -
فَلَا تَجْعَلَنَّ لِلشَّيْطَانِ فِيكَ نَصِيباً - ولَا عَلَى نَفْسِكَ سَبِيلًا
والسَّلَامُ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
18- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى عبد الله
بن عباس و هو عامله على البصرة :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
18 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى عبد الله بن عباس -
وهو عامله على البصرة واعْلَمْ أَنَّ الْبَصْرَةَ مَهْبِطُ
إِبْلِيسَ ومَغْرِسُ الْفِتَنِ - فَحَادِثْ أَهْلَهَا بِالإِحْسَانِ إِلَيْهِمْ
- واحْلُلْ عُقْدَةَ الْخَوْفِ عَنْ قُلُوبِهِمْ. وقَدْ بَلَغَنِي تَنَمُّرُكَ (3421)
لِبَنِي تَمِيمٍ وغِلْظَتُك عَلَيْهِمْ - وإِنَّ بَنِي تَمِيمٍ لَمْ يَغِبْ
لَهُمْ نَجْمٌ (3422) -
إِلَّا طَلَعَ لَهُمْ آخَرُ (3423) -
وإِنَّهُمْ لَمْ يُسْبَقُوا بِوَغْمٍ (3424)
فِي جَاهِلِيَّةٍ ولَا إِسْلَامٍ - وإِنَّ لَهُمْ بِنَا رَحِماً مَاسَّةً
وقَرَابَةً خَاصَّةً - نَحْنُ مَأْجُورُونَ عَلَى صِلَتِهَا - ومَأْزُورُونَ
عَلَى قَطِيعَتِهَا - فَارْبَعْ (3425)
أَبَا الْعَبَّاسِ رَحِمَكَ اللَّه - فِيمَا جَرَى عَلَى لِسَانِكَ ويَدِكَ مِنْ
خَيْرٍ وشَرٍّ - فَإِنَّا شَرِيكَانِ فِي ذَلِكَ - وكُنْ عِنْدَ صَالِحِ ظَنِّي
بِكَ - ولَا يَفِيلَنَّ (3426)
رَأْيِي فِيكَ والسَّلَامُ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
19- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى بعض عماله
:
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
19 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى بعض عماله أَمَّا بَعْدُ - فَإِنَّ دَهَاقِينَ (3427)
أَهْلِ بَلَدِكَ شَكَوْا مِنْكَ غِلْظَةً وقَسْوَةً - واحْتِقَاراً وجَفْوَةً -
ونَظَرْتُ فَلَمْ أَرَهُمْ أَهْلًا لأَنْ يُدْنَوْا (3428)
لِشِرْكِهِمْ - ولَا أَنْ يُقْصَوْا (3429)
ويُجْفَوْا (3430)
لِعَهْدِهِمْ - فَالْبَسْ لَهُمْ جِلْبَاباً مِنَ اللِّينِ تَشُوبُه (3431)
بِطَرَفٍ مِنَ الشِّدَّةِ - ودَاوِلْ (3432)
لَهُمْ بَيْنَ الْقَسْوَةِ والرَّأْفَةِ - وامْزُجْ لَهُمْ بَيْنَ التَّقْرِيبِ
والإِدْنَاءِ - والإِبْعَادِ والإِقْصَاءِ إِنْ شَاءَ اللَّه. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
20- و من كتاب له إلى زياد ابن أبيه و هو خليفة عامله عبد الله
بن عباس على البصرة
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
20 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى زياد ابن أبيه - وهو
خليفة عامله عبد الله بن عباس على البصرة وعبد الله عامل أمير
المؤمنين عليهالسلام
يومئذ عليها - وعلى كور الأهواز وفارس وكرمان وغيرها: وإِنِّي أُقْسِمُ بِاللَّه قَسَماً
صَادِقاً - لَئِنْ بَلَغَنِي أَنَّكَ خُنْتَ مِنْ فَيْءِ (3434)
الْمُسْلِمِينَ شَيْئاً صَغِيراً أَوْ كَبِيراً - لأَشُدَّنَّ عَلَيْكَ شَدَّةً
تَدَعُكَ قَلِيلَ الْوَفْرِ (3435) -
ثَقِيلَ الظَّهْرِ (3436)
ضَئِيلَ الأَمْرِ (3437)
والسَّلَامُ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
21- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى زياد أيضا
:
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
21 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى زياد أيضا فَدَعِ الإِسْرَافَ مُقْتَصِداً -
واذْكُرْ فِي الْيَوْمِ غَداً - وأَمْسِكْ مِنَ الْمَالِ بِقَدْرِ ضَرُورَتِكَ -
وقَدِّمِ الْفَضْلَ (3438)
لِيَوْمِ حَاجَتِكَ. أَتَرْجُو أَنْ يُعْطِيَكَ اللَّه
أَجْرَ الْمُتَوَاضِعِينَ - وأَنْتَ عِنْدَه مِنَ الْمُتَكَبِّرِينَ - وتَطْمَعُ
وأَنْتَ مُتَمَرِّغٌ فِي النَّعِيمِ (3439)
تَمْنَعُه الضَّعِيفَ والأَرْمَلَةَ - أَنْ يُوجِبَ لَكَ ثَوَابَ الْمُتَصَدِّقِينَ
- وإِنَّمَا الْمَرْءُ مَجْزِيٌّ بِمَا أَسْلَفَ (3440)
وقَادِمٌ عَلَى مَا قَدَّمَ والسَّلَامُ. ----------------------------- (3438) الفضل: ما يفضل من المال. (3439) المتمرّغ في النعم: المتقلب في الترف. (3440) أسلف: قدم في سالف أيامه. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
22- و من كتاب له إلى عبد الله بن العباس رحمه الله تعالى و كان
عبد اللّه يقول "ما انتفعت بكلام
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
22 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى
عبد الله بن العباس رحمه الله تعالى وكان عبد اللَّه يقول: «ما انتفعت بكلام بعد
كلام رسول الله صلىاللهعليهوآله، كانتفاعي بهذا الكلام!» أَمَّا بَعْدُ - فَإِنَّ الْمَرْءَ
قَدْ يَسُرُّه دَرْكُ مَا لَمْ يَكُنْ لِيَفُوتَه (3441) -
ويَسُوؤُه فَوْتُ مَا لَمْ يَكُنْ لِيُدْرِكَه (3442) -
فَلْيَكُنْ سُرُورُكَ بِمَا نِلْتَ مِنْ آخِرَتِكَ - ولْيَكُنْ أَسَفُكَ عَلَى
مَا فَاتَكَ مِنْهَا - ومَا نِلْتَ مِنْ دُنْيَاكَ فَلَا تُكْثِرْ بِه فَرَحاً -
ومَا فَاتَكَ مِنْهَا فَلَا تَأْسَ عَلَيْه جَزَعاً - ولْيَكُنْ هَمُّكَ فِيمَا
بَعْدَ الْمَوْتِ. ----------------------------- (3441) يفوته الشيء: يذهب عنه إلى غير رجعة. (3442) يدركه: يناله ويصيبه. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
23- و من كلام له ( عليه السلام ) قاله قبل موته
على سبيل الوصية لما ضربه ابن ملجم لعنه الله :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
23 - ومن كلام له عليهالسلام قاله قبل موته على سبيل
الوصية - لما ضربه ابن ملجم لعنه الله: وَصِيَّتِي لَكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا
بِاللَّه شَيْئاً - ومُحَمَّدٌ صلىاللهعليهوآله
فَلَا تُضَيِّعُوا سُنَّتَه - أَقِيمُوا هَذَيْنِ الْعَمُودَيْنِ - وأَوْقِدُوا
هَذَيْنِ الْمِصْبَاحَيْنِ وخَلَاكُمْ ذَمٌّ (3443)! أَنَا بِالأَمْسِ صَاحِبُكُمْ -
والْيَوْمَ عِبْرَةٌ لَكُمْ وغَداً مُفَارِقُكُمْ - إِنْ أَبْقَ فَأَنَا وَلِيُّ
دَمِي - وإِنْ أَفْنَ فَالْفَنَاءُ مِيعَادِي - وإِنْ أَعْفُ فَالْعَفْوُ لِي
قُرْبَةٌ وهُوَ لَكُمْ حَسَنَةٌ - فَاعْفُوا: (أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ
الله لَكُمْ). واللَّه مَا فَجَأَنِي مِنَ الْمَوْتِ
وَارِدٌ كَرِهْتُه - ولَا طَالِعٌ أَنْكَرْتُه –
ومَا كُنْتُ إِلَّا كَقَارِبٍ (3444)
وَرَدَ وطَالِبٍ وَجَدَ - (وما عِنْدَ الله خَيْرٌ
لِلأَبْرارِ). قال
السيد الشريف رضياللهعنه -
أقول وقد مضى بعض هذا الكلام - فيما تقدم من الخطب - إلا أن فيه هاهنا زيادة
أوجبت تكريره». ----------------------------- (3443) «خلاكم ذمّ»: عداكم وجاوزكم اللوم بعد قيامكم بالوصية. (3444) القارِبُ: طالب الماء ليلا، ولا يقال لطالبه نهارا. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
24- و من وصية له ( عليه السلام ) بما يعمل في
أمواله كتبها بعد منصرفه من صفين :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
24 - ومن وصية له عليهالسلام بما يعمل في أمواله -
كتبها بعد منصرفه من صفين: هَذَا مَا أَمَرَ بِه عَبْدُ اللَّه
عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ - فِي مَالِه ابْتِغَاءَ
وَجْه اللَّه - لِيُولِجَه (3445)
بِه الْجَنَّةَ ويُعْطِيَه بِه الأَمَنَةَ (3446). مِنْهَا فَإِنَّه يَقُومُ بِذَلِكَ
الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ - يَأْكُلُ مِنْه بِالْمَعْرُوفِ - ويُنْفِقُ مِنْه
بِالْمَعْرُوفِ - فَإِنْ حَدَثَ بِحَسَنٍ حَدَثٌ (3447)
وحُسَيْنٌ حَيٌّ - قَامَ بِالأَمْرِ بَعْدَه وأَصْدَرَه (3448)
مَصْدَرَه. وإِنَّ لِابْنَيْ فَاطِمَةَ مِنْ
صَدَقَةِ عَلِيٍّ مِثْلَ الَّذِي لِبَنِي عَلِيٍّ - وإِنِّي إِنَّمَا جَعَلْتُ
الْقِيَامَ بِذَلِكَ - إِلَى ابْنَيْ فَاطِمَةَ ابْتِغَاءَ وَجْه اللَّه -
وقُرْبَةً إِلَى رَسُولِ اللَّه صلىاللهعليهوآله
- وتَكْرِيماً لِحُرْمَتِه وتَشْرِيفاً لِوُصْلَتِه (3449). ويَشْتَرِطُ عَلَى الَّذِي يَجْعَلُه
إِلَيْه - أَنْ يَتْرُكَ الْمَالَ عَلَى أُصُولِه (3450) -
ويُنْفِقَ مِنْ ثَمَرِه حَيْثُ أُمِرَ بِه وهُدِيَ لَه - وأَلَّا يَبِيعَ مِنْ
أَوْلَادِ نَخِيلِ هَذِه الْقُرَى وَدِيَّةً (3451) -
حَتَّى تُشْكِلَ أَرْضُهَا غِرَاساً. ومَنْ كَانَ مِنْ إِمَائِي اللَّاتِي
أَطُوفُ عَلَيْهِنَّ (3452) -
لَهَا وَلَدٌ أَوْ هِيَ حَامِلٌ - فَتُمْسَكُ عَلَى وَلَدِهَا وهِيَ مِنْ حَظِّه
- فَإِنْ مَاتَ وَلَدُهَا وهِيَ حَيَّةٌ فَهِيَ عَتِيقَةٌ - قَدْ أَفْرَجَ
عَنْهَا الرِّقُّ وحَرَّرَهَا الْعِتْقُ. قال
الشريف - قوله
عليهالسلام في هذه الوصية - وألا يبيع من نخلها ودية الودية الفسيلة وجمعها
ودي. وقوله عليهالسلام حتى تشكل أرضها غراسا - هو من أفصح الكلام - والمراد به أن
الأرض يكثر فيها غراس النخل - حتى يراها الناظر على غير تلك الصفة التي عرفها
بها - فيشكل عليه أمرها ويحسبها غيرها. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
25- و من وصية له ( عليه السلام ) كان يكتبها لمن
يستعمله على الصدقات :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
25 - ومن وصية له عليهالسلام كان يكتبها لمن يستعمله
على الصدقات قال
الشريف: وإنما ذكرنا هنا جملا ليعلم بها أنه عليهالسلام كان يقيم عماد الحق، ويشرع
أمثلة العدل، في صغير الأمور وكبيرها ودقيقها وجليلها. انْطَلِقْ عَلَى تَقْوَى اللَّه
وَحْدَه لَا شَرِيكَ لَه - ولَا تُرَوِّعَنَّ (3453)
مُسْلِماً ولَا تَجْتَازَنَّ (3454) عَلَيْه
كَارِهاً - ولَا تَأْخُذَنَّ مِنْه أَكْثَرَ مِنْ حَقِّ اللَّه فِي مَالِه -
فَإِذَا قَدِمْتَ عَلَى الْحَيِّ فَانْزِلْ بِمَائِهِمْ - مِنْ غَيْرِ أَنْ
تُخَالِطَ أَبْيَاتَهُمْ - ثُمَّ امْضِ إِلَيْهِمْ بِالسَّكِينَةِ والْوَقَارِ -
حَتَّى تَقُومَ بَيْنَهُمْ فَتُسَلِّمَ عَلَيْهِمْ - ولَا تُخْدِجْ
بِالتَّحِيَّةِ لَهُمْ (3455)
ثُمَّ تَقُولَ عِبَادَ اللَّه - أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ وَلِيُّ اللَّه
وخَلِيفَتُه - لِآخُذَ مِنْكُمْ حَقَّ اللَّه فِي أَمْوَالِكُمْ - فَهَلْ لِلَّه
فِي أَمْوَالِكُمْ مِنْ حَقٍّ فَتُؤَدُّوه إِلَى وَلِيِّه - فَإِنْ قَالَ
قَائِلٌ لَا فَلَا تُرَاجِعْه - وإِنْ أَنْعَمَ (3456)
لَكَ مُنْعِمٌ فَانْطَلِقْ مَعَه - مِنْ غَيْرِ أَنْ تُخِيفَه أَوْ تُوعِدَه –
أَوْ تَعْسِفَه (3457)
أَوْ تُرْهِقَه (3458)
فَخُذْ مَا أَعْطَاكَ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ - فَإِنْ كَانَ لَه مَاشِيَةٌ
أَوْ إِبِلٌ فَلَا تَدْخُلْهَا إِلَّا بِإِذْنِه - فَإِنَّ أَكْثَرَهَا لَه -
فَإِذَا أَتَيْتَهَا فَلَا تَدْخُلْ عَلَيْهَا دُخُولَ مُتَسَلِّطٍ عَلَيْه -
ولَا عَنِيفٍ بِه - ولَا تُنَفِّرَنَّ بَهِيمَةً ولَا تُفْزِعَنَّهَا - ولَا
تَسُوأَنَّ صَاحِبَهَا فِيهَا - واصْدَعِ (3459)
الْمَالَ صَدْعَيْنِ ثُمَّ خَيِّرْه (3460) -
فَإِذَا اخْتَارَ فَلَا تَعْرِضَنَّ لِمَا اخْتَارَه - ثُمَّ اصْدَعِ الْبَاقِيَ
صَدْعَيْنِ ثُمَّ خَيِّرْه - فَإِذَا اخْتَارَ فَلَا تَعْرِضَنَّ لِمَا
اخْتَارَه - فَلَا تَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَبْقَى مَا فِيه - وَفَاءٌ لِحَقِّ
اللَّه فِي مَالِه - فَاقْبِضْ حَقَّ اللَّه مِنْه - فَإِنِ اسْتَقَالَكَ
فَأَقِلْه (3461) -
ثُمَّ اخْلِطْهُمَا ثُمَّ اصْنَعْ مِثْلَ الَّذِي صَنَعْتَ أَوَّلًا - حَتَّى
تَأْخُذَ حَقَّ اللَّه فِي مَالِه - ولَا تَأْخُذَنَّ عَوْداً (3462)
ولَا هَرِمَةً (3463)
ولَا مَكْسُورَةً ولَا مَهْلُوسَةً (3464)
ولَا ذَاتَ عَوَارٍ (3465) -
ولَا تَأْمَنَنَّ عَلَيْهَا إِلَّا مَنْ تَثِقُ بِدِينِه - رَافِقاً بِمَالِ
الْمُسْلِمِينَ - حَتَّى يُوَصِّلَه إِلَى وَلِيِّهِمْ فَيَقْسِمَه بَيْنَهُمْ -
ولَا تُوَكِّلْ بِهَا إِلَّا نَاصِحاً شَفِيقاً وأَمِيناً حَفِيظاً - غَيْرَ
مُعْنِفٍ ولَا مُجْحِفٍ (3466)
ولَا مُلْغِبٍ (3467)
ولَا مُتْعِبٍ - ثُمَّ احْدُرْ (3468)
إِلَيْنَا مَا اجْتَمَعَ عِنْدَكَ - نُصَيِّرْه حَيْثُ أَمَرَ اللَّه - بِه
فَإِذَا أَخَذَهَا أَمِينُكَ - فَأَوْعِزْ إِلَيْه أَلَّا يَحُولَ بَيْنَ
نَاقَةٍ وبَيْنَ فَصِيلِهَا (3469) -
ولَا يَمْصُرَ (3470)
لَبَنَهَا فَيَضُرَّ [فَيُضِرَّ] ذَلِكَ بِوَلَدِهَا - ولَا يَجْهَدَنَّهَا
رُكُوباً - ولْيَعْدِلْ بَيْنَ صَوَاحِبَاتِهَا فِي ذَلِكَ وبَيْنَهَا -
ولْيُرَفِّه عَلَى اللَّاغِبِ (3471) -
ولْيَسْتَأْنِ (3472)
بِالنَّقِبِ (3473)
والظَّالِعِ (3474) -
ولْيُورِدْهَا مَا تَمُرُّ بِه مِنَ الْغُدُرِ (3475) -
ولَا يَعْدِلْ بِهَا عَنْ نَبْتِ الأَرْضِ إِلَى جَوَادِّ الطُّرُقِ (3476) -
ولْيُرَوِّحْهَا فِي السَّاعَاتِ - ولْيُمْهِلْهَا عِنْدَ النِّطَافِ (3477)
والأَعْشَابِ - حَتَّى تَأْتِيَنَا بِإِذْنِ اللَّه بُدَّناً (3478)
مُنْقِيَاتٍ (3479) -
غَيْرَ مُتْعَبَاتٍ ولَا مَجْهُودَاتٍ (3480) -
لِنَقْسِمَهَا عَلَى كِتَابِ اللَّه وسُنَّةِ نَبِيِّه صلىاللهعليهوآله
- فَإِنَّ ذَلِكَ أَعْظَمُ لأَجْرِكَ - وأَقْرَبُ لِرُشْدِكَ إِنْ شَاءَ اللَّه. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
26- و من عهد له ( عليه السلام ) إلى بعض عماله و
قد بعثه على الصدقة :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
26 - ومن عهد له عليهالسلام إلى بعض عماله - وقد
بعثه على الصدقة أَمَرَه بِتَقْوَى اللَّه فِي
سَرَائِرِ أَمْرِه وخَفِيَّاتِ عَمَلِه - حَيْثُ لَا شَهِيدَ غَيْرُه ولَا
وَكِيلَ دُونَه - وأَمَرَه أَلَّا يَعْمَلَ بِشَيْءٍ مِنْ طَاعَةِ اللَّه فِيمَا
ظَهَرَ - فَيُخَالِفَ إِلَى غَيْرِه فِيمَا أَسَرَّ - ومَنْ لَمْ يَخْتَلِفْ
سِرُّه وعَلَانِيَتُه وفِعْلُه ومَقَالَتُه - فَقَدْ أَدَّى الأَمَانَةَ وأَخْلَصَ
الْعِبَادَةَ. وأَمَرَه أَلَّا يَجْبَهَهُمْ (3481)
ولَا يَعْضَهَهُمْ (3482) -
ولَا يَرْغَبَ عَنْهُمْ (3483)
تَفَضُّلًا بِالإِمَارَةِ عَلَيْهِمْ - فَإِنَّهُمُ الإِخْوَانُ فِي الدِّينِ -
والأَعْوَانُ عَلَى اسْتِخْرَاجِ الْحُقُوقِ. وإِنَّ لَكَ فِي هَذِه الصَّدَقَةِ
نَصِيباً مَفْرُوضاً وحَقّاً مَعْلُوماً - وشُرَكَاءَ أَهْلَ مَسْكَنَةٍ
وضُعَفَاءَ ذَوِي فَاقَةٍ - وإِنَّا مُوَفُّوكَ حَقَّكَ فَوَفِّهِمْ حُقُوقَهُمْ
- وإِلَّا تَفْعَلْ فَإِنَّكَ مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ خُصُوماً يَوْمَ
الْقِيَامَةِ، وبُؤْسَى (3484)
لِمَنْ خَصْمُه عِنْدَ اللَّه الْفُقَرَاءُ والْمَسَاكِينُ - والسَّائِلُونَ
والْمَدْفُوعُونَ والْغَارِمُونَ وابْنُ السَّبِيلِ - ومَنِ اسْتَهَانَ
بِالأَمَانَةِ ورَتَعَ فِي الْخِيَانَةِ - ولَمْ يُنَزِّه نَفْسَه ودِينَه
عَنْهَا - فَقَدْ أَحَلَّ بِنَفْسِه الذُّلَّ والْخِزْيَ (3485)
فِي الدُّنْيَا - وهُوَ فِي الآخِرَةِ أَذَلُّ وأَخْزَى - وإِنَّ أَعْظَمَ
الْخِيَانَةِ خِيَانَةُ الأُمَّةِ - وأَفْظَعَ الْغِشِّ غِشُّ الأَئِمَّةِ
والسَّلَامُ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
27- و من عهد له ( عليه السلام ) إلى محمد بن أبي
بكر رضي الله عنه حين قلده مصر :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
27 - ومن عهد له عليهالسلام إلى محمد بن أبي بكر رضياللهعنه - حين قلده مصر فَاخْفِضْ لَهُمْ جَنَاحَكَ وأَلِنْ
لَهُمْ جَانِبَكَ - وابْسُطْ لَهُمْ وَجْهَكَ وآسِ (3486)
بَيْنَهُمْ فِي اللَّحْظَةِ والنَّظْرَةِ - حَتَّى لَا يَطْمَعَ الْعُظَمَاءُ
فِي حَيْفِكَ لَهُمْ (3487) -
ولَا يَيْأَسَ الضُّعَفَاءُ مِنْ عَدْلِكَ عَلَيْهِمْ - فَإِنَّ اللَّه تَعَالَى
يُسَائِلُكُمْ مَعْشَرَ عِبَادِه - عَنِ الصَّغِيرَةِ مِنْ أَعْمَالِكُمْ
والْكَبِيرَةِ والظَّاهِرَةِ والْمَسْتُورَةِ - فَإِنْ يُعَذِّبْ فَأَنْتُمْ
أَظْلَمُ وإِنْ يَعْفُ فَهُوَ أَكْرَمُ. واعْلَمُوا عِبَادَ اللَّه - أَنَّ
الْمُتَّقِينَ ذَهَبُوا بِعَاجِلِ الدُّنْيَا وآجِلِ الآخِرَةِ - فَشَارَكُوا
أَهْلَ الدُّنْيَا فِي دُنْيَاهُمْ - ولَمْ يُشَارِكُوا أَهْلَ الدُّنْيَا فِي
آخِرَتِهِمْ - سَكَنُوا الدُّنْيَا بِأَفْضَلِ مَا سُكِنَتْ وأَكَلُوهَا
بِأَفْضَلِ مَا أُكِلَتْ - فَحَظُوا مِنَ الدُّنْيَا بِمَا حَظِيَ بِه
الْمُتْرَفُونَ (3488) -
وأَخَذُوا مِنْهَا مَا أَخَذَه الْجَبَابِرَةُ الْمُتَكَبِّرُونَ - ثُمَّ
انْقَلَبُوا عَنْهَا بِالزَّادِ الْمُبَلِّغِ والْمَتْجَرِ الرَّابِحِ -
أَصَابُوا لَذَّةَ زُهْدِ الدُّنْيَا فِي دُنْيَاهُمْ - وتَيَقَّنُوا أَنَّهُمْ جِيرَانُ
اللَّه غَداً فِي آخِرَتِهِمْ - لَا تُرَدُّ لَهُمْ دَعْوَةٌ ولَا يَنْقُصُ
لَهُمْ نَصِيبٌ مِنْ لَذَّةٍ - فَاحْذَرُوا عِبَادَ اللَّه الْمَوْتَ وقُرْبَه -
وأَعِدُّوا لَه عُدَّتَه - فَإِنَّه يَأْتِي بِأَمْرٍ عَظِيمٍ وخَطْبٍ جَلِيلٍ -
بِخَيْرٍ لَا يَكُونُ مَعَه شَرٌّ أَبَداً - أَوْ شَرٍّ لَا يَكُونُ مَعَه
خَيْرٌ أَبَداً - فَمَنْ أَقْرَبُ إِلَى الْجَنَّةِ مِنْ عَامِلِهَا - ومَنْ
أَقْرَبُ إِلَى النَّارِ مِنْ عَامِلِهَا - وأَنْتُمْ طُرَدَاءُ الْمَوْتِ -
إِنْ أَقَمْتُمْ لَه أَخَذَكُمْ وإِنْ فَرَرْتُمْ مِنْه أَدْرَكَكُمْ - وهُوَ
أَلْزَمُ لَكُمْ مِنْ ظِلِّكُمْ - الْمَوْتُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِيكُمْ (3489)
والدُّنْيَا تُطْوَى مِنْ خَلْفِكُمْ - فَاحْذَرُوا نَاراً قَعْرُهَا بَعِيدٌ
وحَرُّهَا شَدِيدٌ وعَذَابُهَا جَدِيدٌ - دَارٌ لَيْسَ فِيهَا رَحْمَةٌ - ولَا
تُسْمَعُ فِيهَا دَعْوَةٌ ولَا تُفَرَّجُ فِيهَا كُرْبَةٌ - وإِنِ اسْتَطَعْتُمْ
أَنْ يَشْتَدَّ خَوْفُكُمْ مِنَ اللَّه - وأَنْ يَحْسُنَ ظَنُّكُمْ بِه
فَاجْمَعُوا بَيْنَهُمَا - فَإِنَّ الْعَبْدَ إِنَّمَا يَكُونُ حُسْنُ ظَنِّه
بِرَبِّه - عَلَى قَدْرِ خَوْفِه مِنْ رَبِّه - وإِنَّ أَحْسَنَ النَّاسِ ظَنّاً
بِاللَّه أَشَدُّهُمْ خَوْفاً لِلَّه. واعْلَمْ يَا مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي
بَكْرٍ - أَنِّي قَدْ وَلَّيْتُكَ أَعْظَمَ أَجْنَادِي فِي نَفْسِي أَهْلَ
مِصْرَ - فَأَنْتَ مَحْقُوقٌ أَنْ تُخَالِفَ عَلَى نَفْسِكَ (3490) -
وأَنْ تُنَافِحَ (3491)
عَنْ دِينِكَ - ولَوْ لَمْ يَكُنْ لَكَ إِلَّا سَاعَةٌ مِنَ الدَّهْرِ - ولَا
تُسْخِطِ اللَّه بِرِضَا أَحَدٍ مِنْ خَلْقِه - فَإِنَّ فِي اللَّه خَلَفاً مِنْ
غَيْرِه (3492) -
ولَيْسَ مِنَ اللَّه خَلَفٌ فِي غَيْرِه. صَلِّ الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا
الْمُؤَقَّتِ لَهَا - ولَا تُعَجِّلْ وَقْتَهَا لِفَرَاغٍ –
ولَا تُؤَخِّرْهَا عَنْ وَقْتِهَا لِاشْتِغَالٍ - واعْلَمْ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ
مِنْ عَمَلِكَ تَبَعٌ لِصَلَاتِكَ. ومِنْه - فَإِنَّه لَا سَوَاءَ إِمَامُ
الْهُدَى وإِمَامُ الرَّدَى - ووَلِيُّ النَّبِيِّ وعَدُوُّ النَّبِيِّ -
ولَقَدْ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّه صلىاللهعليهوآله
- إِنِّي لَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي مُؤْمِناً ولَا مُشْرِكاً - أَمَّا
الْمُؤْمِنُ فَيَمْنَعُه (3493)
اللَّه بِإِيمَانِه - وأَمَّا الْمُشْرِكُ فَيَقْمَعُه اللَّه بِشِرْكِه -
ولَكِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ كُلَّ مُنَافِقِ الْجَنَانِ (3494) -
عَالِمِ اللِّسَانِ (3495) -
يَقُولُ مَا تَعْرِفُونَ ويَفْعَلُ مَا تُنْكِرُونَ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
28- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية
جوابا :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
28 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى معاوية جوابا قال الشريف: وهو من محاسن الكتب أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ أَتَانِي
كِتَابُكَ - تَذْكُرُ فِيه اصْطِفَاءَ اللَّه مُحَمَّداً صلىاللهعليهوآله
لِدِينِه - وتَأْيِيدَه إِيَّاه لِمَنْ أَيَّدَه مِنْ أَصْحَابِه - فَلَقَدْ
خَبَّأَ لَنَا الدَّهْرُ مِنْكَ عَجَباً (3496) -
إِذْ طَفِقْتَ (3497)
تُخْبِرُنَا بِبَلَاءِ اللَّه (3498)
تَعَالَى عِنْدَنَا - ونِعْمَتِه عَلَيْنَا فِي نَبِيِّنَا - فَكُنْتَ فِي
ذَلِكَ كَنَاقِلِ التَّمْرِ إِلَى هَجَرَ (3499) -
أَوْ دَاعِي مُسَدِّدِه (3500)
إِلَى النِّضَالِ (3501) -
وزَعَمْتَ أَنَّ أَفْضَلَ النَّاسِ فِي الإِسْلَامِ فُلَانٌ وفُلَانٌ -
فَذَكَرْتَ أَمْراً إِنْ تَمَّ اعْتَزَلَكَ (3502)
كُلُّه - وإِنْ نَقَصَ لَمْ يَلْحَقْكَ ثَلْمُه (3503) -
ومَا أَنْتَ والْفَاضِلَ والْمَفْضُولَ والسَّائِسَ والْمَسُوسَ - ومَا
لِلطُّلَقَاءِ (3504)
وأَبْنَاءِ الطُّلَقَاءِ - والتَّمْيِيزَ بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ -
وتَرْتِيبَ دَرَجَاتِهِمْ وتَعْرِيفَ طَبَقَاتِهِمْ - هَيْهَاتَ لَقَدْ حَنَّ (3505)
قِدْحٌ لَيْسَ مِنْهَا - وطَفِقَ يَحْكُمُ فِيهَا مَنْ عَلَيْه الْحُكْمُ لَهَا
- أَلَا تَرْبَعُ أَيُّهَا الإِنْسَانُ عَلَى ظَلْعِكَ (3506) -
وتَعْرِفُ قُصُورَ ذَرْعِكَ (3507) -
وتَتَأَخَّرُ حَيْثُ أَخَّرَكَ الْقَدَرُ - فَمَا عَلَيْكَ غَلَبَةُ
الْمَغْلُوبِ ولَا ظَفَرُ الظَّافِرِ. وإِنَّكَ لَذَهَّابٌ (3508)
فِي التِّيه (3509)
رَوَّاغٌ (3510)
عَنِ الْقَصْدِ (3511) -
أَلَا تَرَى غَيْرَ مُخْبِرٍ لَكَ - ولَكِنْ بِنِعْمَةِ اللَّه أُحَدِّثُ -
أَنَّ قَوْماً اسْتُشْهِدُوا فِي سَبِيلِ اللَّه تَعَالَى مِنَ الْمُهَاجِرِينَ
والأَنْصَارِ - ولِكُلٍّ فَضْلٌ - حَتَّى إِذَا اسْتُشْهِدَ شَهِيدُنَا (3512)
قِيلَ سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ - وخَصَّه رَسُولُ اللَّه صلىاللهعليهوآله
بِسَبْعِينَ تَكْبِيرَةً عِنْدَ صَلَاتِه عَلَيْه - أَولَا تَرَى أَنَّ قَوْماً
قُطِّعَتْ أَيْدِيهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّه - ولِكُلٍّ فَضْلٌ - حَتَّى إِذَا
فُعِلَ بِوَاحِدِنَا (3513)
مَا فُعِلَ بِوَاحِدِهِمْ - قِيلَ الطَّيَّارُ فِي الْجَنَّةِ وذُو
الْجَنَاحَيْنِ - ولَوْ لَا مَا نَهَى اللَّه عَنْه مِنْ تَزْكِيَةِ الْمَرْءِ
نَفْسَه - لَذَكَرَ ذَاكِرٌ فَضَائِلَ جَمَّةً (3514)
تَعْرِفُهَا قُلُوبُ الْمُؤْمِنِينَ - ولَا تَمُجُّهَا (3515)
آذَانُ السَّامِعِينَ - فَدَعْ عَنْكَ مَنْ مَالَتْ بِه الرَّمِيَّةُ (3516) -
فَإِنَّا صَنَائِعُ رَبِّنَا (3517)
والنَّاسُ بَعْدُ صَنَائِعُ لَنَا - لَمْ يَمْنَعْنَا قَدِيمُ عِزِّنَا - ولَا
عَادِيُّ طَوْلِنَا (3518)
عَلَى قَوْمِكَ أَنْ خَلَطْنَاكُمْ بِأَنْفُسِنَا - فَنَكَحْنَا وأَنْكَحْنَا -
فِعْلَ الأَكْفَاءِ (3519)
ولَسْتُمْ هُنَاكَ - وأَنَّى يَكُونُ ذَلِكَ ومِنَّا النَّبِيُّ ومِنْكُمُ
الْمُكَذِّبُ (3520) -
ومِنَّا أَسَدُ اللَّه (3521)
ومِنْكُمْ أَسَدُ الأَحْلَافِ (3522) -
ومِنَّا سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ (3523)
ومِنْكُمْ صِبْيَةُ النَّارِ (3524) -
ومِنَّا خَيْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (3525)
ومِنْكُمْ حَمَّالَةُ الْحَطَبِ (3526) -
فِي كَثِيرٍ مِمَّا لَنَا وعَلَيْكُمْ. -----------------------------
فَإِسْلَامُنَا قَدْ سُمِعَ
وجَاهِلِيَّتُنَا لَا تُدْفَعُ (3527) -
وكِتَابُ اللَّه يَجْمَعُ لَنَا مَا شَذَّ عَنَّا - وهُوَ قَوْلُه سُبْحَانَه
وتَعَالَى - (وأُولُوا الأَرْحامِ بَعْضُهُمْ
أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ الله) -
وقَوْلُه تَعَالَى: (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ
بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوه - وهذَا النَّبِيُّ والَّذِينَ آمَنُوا -
والله وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) -
فَنَحْنُ مَرَّةً أَوْلَى بِالْقَرَابَةِ وتَارَةً أَوْلَى بِالطَّاعَةِ -
ولَمَّا احْتَجَّ الْمُهَاجِرُونَ عَلَى الأَنْصَارِ - يَوْمَ السَّقِيفَةِ (3528)
بِرَسُولِ اللَّه صلىاللهعليهوآله
فَلَجُوا (3529)
عَلَيْهِمْ - فَإِنْ يَكُنِ الْفَلَجُ بِه فَالْحَقُّ لَنَا دُونَكُمْ - وإِنْ
يَكُنْ بِغَيْرِه فَالأَنْصَارُ عَلَى دَعْوَاهُمْ. وزَعَمْتَ أَنِّي لِكُلِّ الْخُلَفَاءِ
حَسَدْتُ وعَلَى كُلِّهِمْ بَغَيْتُ - فَإِنْ يَكُنْ ذَلِكَ كَذَلِكَ فَلَيْسَتِ
الْجِنَايَةُ عَلَيْكَ - فَيَكُونَ الْعُذْرُ إِلَيْكَ. وتِلْكَ شَكَاةٌ (3530)
ظَاهِرٌ عَنْكَ عَارُهَا (3531) وقُلْتَ إِنِّي كُنْتُ أُقَادُ - كَمَا
يُقَادُ الْجَمَلُ الْمَخْشُوشُ (3532)
حَتَّى أُبَايِعَ؛ ولَعَمْرُ اللَّه
لَقَدْ أَرَدْتَ أَنْ تَذُمَّ فَمَدَحْتَ - وأَنْ تَفْضَحَ فَافْتَضَحْتَ - ومَا
عَلَى الْمُسْلِمِ مِنْ غَضَاضَةٍ (3533)
فِي أَنْ يَكُونَ مَظْلُوماً - مَا لَمْ يَكُنْ شَاكَّاً فِي دِينِه ولَا
مُرْتَاباً بِيَقِينِه - وهَذِه حُجَّتِي إِلَى غَيْرِكَ قَصْدُهَا - ولَكِنِّي
أَطْلَقْتُ لَكَ مِنْهَا بِقَدْرِ مَا سَنَحَ (3534)
مِنْ ذِكْرِهَا. ثُمَّ ذَكَرْتَ مَا كَانَ مِنْ أَمْرِي
وأَمْرِ عُثْمَانَ - فَلَكَ أَنْ تُجَابَ عَنْ هَذِه لِرَحِمِكَ مِنْه (3535) -
فَأَيُّنَا كَانَ أَعْدَى لَه (3536)
وأَهْدَى إِلَى مَقَاتِلِه (3537)
أَمَنْ بَذَلَ لَه نُصْرَتَه فَاسْتَقْعَدَه (3538)
واسْتَكَفَّه (3539) -
أَمْ مَنِ اسْتَنْصَرَه فَتَرَاخَى عَنْه وبَثَّ الْمَنُونَ إِلَيْه (3540) -
حَتَّى أَتَى قَدَرُه عَلَيْه - كَلَّا واللَّه لَاَّه (قَدْ يَعْلَمُ الله
الْمُعَوِّقِينَ (3541) مِنْكُمْ - والْقائِلِينَ
لإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا - ولا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا) -. -----------------------------
ومَا كُنْتُ لأَعْتَذِرَ مِنْ أَنِّي
كُنْتُ أَنْقِمُ (3542)
عَلَيْه أَحْدَاثاً (3543) -
فَإِنْ كَانَ الذَّنْبُ إِلَيْه إِرْشَادِي وهِدَايَتِي لَه - فَرُبَّ مَلُومٍ
لَا ذَنْبَ لَه - وقَدْ يَسْتَفِيدُ الظِّنَّةَ (3544)
الْمُتَنَصِّحُ (3545) ومَا أَرَدْتُ (إِلَّا الإِصْلاحَ مَا
اسْتَطَعْتُ - وما تَوْفِيقِي إِلَّا بِالله عَلَيْه تَوَكَّلْتُ وإِلَيْه
أُنِيبُ) وذَكَرْتَ أَنَّه لَيْسَ لِي
ولأَصْحَابِي عِنْدَكَ إِلَّا السَّيْفُ - فَلَقَدْ أَضْحَكْتَ بَعْدَ اسْتِعْبَارٍ (3546) -
مَتَى أَلْفَيْتَ (3547)
بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَنِ الأَعْدَاءِ نَاكِلِينَ (3548) -
وبِالسَّيْفِ مُخَوَّفِينَ؟! فَلَبِّثْ (3549)
قَلِيلًا يَلْحَقِ الْهَيْجَا (3550)
حَمَلْ (3551) فَسَيَطْلُبُكَ مَنْ تَطْلُبُ -
ويَقْرُبُ مِنْكَ مَا تَسْتَبْعِدُ - وأَنَا مُرْقِلٌ (3552)
نَحْوَكَ فِي جَحْفَلٍ (3553)
مِنَ الْمُهَاجِرِينَ والأَنْصَارِ - والتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ -
شَدِيدٍ زِحَامُهُمْ سَاطِعٍ (3554)
قَتَامُهُمْ (3555) -
مُتَسَرْبِلِينَ (3556)
سَرَابِيلَ الْمَوْتِ - أَحَبُّ اللِّقَاءِ إِلَيْهِمْ لِقَاءُ رَبِّهِمْ -
وقَدْ صَحِبَتْهُمْ ذُرِّيَّةٌ بَدْرِيَّةٌ (3557)
وسُيُوفٌ هَاشِمِيَّةٌ - قَدْ عَرَفْتَ مَوَاقِعَ نِصَالِهَا - فِي أَخِيكَ
وخَالِكَ وجَدِّكَ وأَهْلِكَ (3558) -
(وما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ). -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
29- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى أهل البصرة
:
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
29 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى أهل البصرة وقَدْ كَانَ مِنِ انْتِشَارِ
حَبْلِكُمْ (3559)
وشِقَاقِكُمْ - مَا لَمْ تَغْبَوْا عَنْه (3560) -
فَعَفَوْتُ عَنْ مُجْرِمِكُمْ ورَفَعْتُ السَّيْفَ عَنْ مُدْبِرِكُمْ -
وقَبِلْتُ مِنْ مُقْبِلِكُمْ - فَإِنْ خَطَتْ (3561)
بِكُمُ الأُمُورُ الْمُرْدِيَةُ (3562) -
وسَفَه (3563)
الآرَاءِ الْجَائِرَةِ (3564)
إِلَى مُنَابَذَتِي (3565)
وخِلَافِي - فَهَا أَنَا ذَا قَدْ قَرَّبْتُ جِيَادِي (3566)
ورَحَلْتُ (3567)
رِكَابِي (3568) -
ولَئِنْ أَلْجَأْتُمُونِي إِلَى الْمَسِيرِ إِلَيْكُمْ - لأُوقِعَنَّ بِكُمْ
وَقْعَةً - لَا يَكُونُ يَوْمُ الْجَمَلِ إِلَيْهَا إِلَّا كَلَعْقَةِ (3569)
لَاعِقٍ - مَعَ أَنِّي عَارِفٌ لِذِي الطَّاعَةِ مِنْكُمْ فَضْلَه - ولِذِي
النَّصِيحَةِ حَقَّه - غَيْرُ مُتَجَاوِزٍ مُتَّهَماً إِلَى بَرِيٍّ ولَا
نَاكِثاً (3570)
إِلَى وَفِيٍّ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
30- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
30 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى معاوية فَاتَّقِ اللَّه فِيمَا لَدَيْكَ -
وانْظُرْ فِي حَقِّه عَلَيْكَ - وارْجِعْ إِلَى مَعْرِفَةِ مَا لَا تُعْذَرُ
بِجَهَالَتِه - فَإِنَّ لِلطَّاعَةِ أَعْلَاماً وَاضِحَةً - وسُبُلًا نَيِّرَةً
ومَحَجَّةً (3571)
نَهْجَةً (3572)
وغَايَةً مُطَّلَبَةً (3573) -
يَرِدُهَا الأَكْيَاسُ (3574)
ويُخَالِفُهَا الأَنْكَاسُ (3575) -
مَنْ نَكَبَ (3576)
عَنْهَا جَارَ (3577)
عَنِ الْحَقِّ وخَبَطَ (3578)
فِي التِّيه (3579) -
وغَيَّرَ اللَّه نِعْمَتَه وأَحَلَّ بِه نِقْمَتَه - فَنَفْسَكَ نَفْسَكَ فَقَدْ
بَيَّنَ اللَّه لَكَ سَبِيلَكَ - وحَيْثُ تَنَاهَتْ بِكَ أُمُورُكَ - فَقَدْ
أَجْرَيْتَ إِلَى غَايَةِ خُسْرٍ (3580)
ومَحَلَّةِ كُفْرٍ - فَإِنَّ نَفْسَكَ قَدْ أَوْلَجَتْكَ (3581)
شَرّاً وأَقْحَمَتْكَ (3582)
غَيّاً (3583) -
وأَوْرَدَتْكَ الْمَهَالِكَ وأَوْعَرَتْ (3584)
عَلَيْكَ الْمَسَالِكَ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
31- و من وصية له (
عليه السلام ) للحسن بن علي كتبها إليه بحاضرين عند انصرافه من صفين :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
31 - ومن وصية له عليهالسلام للحسن بن علي عليهالسلام - كتبها إليه بحاضرين (3585)
عند انصرافه من صفين: مِنَ الْوَالِدِ الْفَانِ الْمُقِرِّ
لِلزَّمَانِ (3586)
الْمُدْبِرِ الْعُمُرِ - الْمُسْتَسْلِمِ لِلدُّنْيَا - السَّاكِنِ مَسَاكِنَ
الْمَوْتَى والظَّاعِنِ عَنْهَا غَداً - إِلَى الْمَوْلُودِ الْمُؤَمِّلِ مَا
لَا يُدْرِكُ - السَّالِكِ سَبِيلَ مَنْ قَدْ هَلَكَ - غَرَضِ (3587)
الأَسْقَامِ ورَهِينَةِ (3588)
الأَيَّامِ - ورَمِيَّةِ (3589)
الْمَصَائِبِ وعَبْدِ الدُّنْيَا وتَاجِرِ الْغُرُورِ - وغَرِيمِ الْمَنَايَا
وأَسِيرِ الْمَوْتِ - وحَلِيفِ الْهُمُومِ وقَرِينِ الأَحْزَانِ - ونُصُبِ
الآفَاتِ (3590)
وصَرِيعِ (3591)
الشَّهَوَاتِ وخَلِيفَةِ الأَمْوَاتِ. أَمَّا بَعْدُ - فَإِنَّ فِيمَا
تَبَيَّنْتُ مِنْ إِدْبَارِ الدُّنْيَا عَنِّي - وجُمُوحِ الدَّهْرِ (3592)
عَلَيَّ وإِقْبَالِ الآخِرَةِ إِلَيَّ - مَا يَزَعُنِي (3593)
عَنْ ذِكْرِ مَنْ سِوَايَ - والِاهْتِمَامِ بِمَا وَرَائِي (3594) -
غَيْرَ أَنِّي حَيْثُ تَفَرَّدَ بِي دُونَ هُمُومِ النَّاسِ هَمُّ نَفْسِي -
فَصَدَفَنِي (3595)
رَأْيِي وصَرَفَنِي عَنْ هَوَايَ - وصَرَّحَ لِي مَحْضُ أَمْرِي (3596) -
فَأَفْضَى بِي إِلَى جِدٍّ لَا يَكُونُ فِيه لَعِبٌ - وصِدْقٍ لَا يَشُوبُه
كَذِبٌ ووَجَدْتُكَ بَعْضِي - بَلْ وَجَدْتُكَ كُلِّي - حَتَّى كَأَنَّ شَيْئاً
لَوْ أَصَابَكَ أَصَابَنِي - وكَأَنَّ الْمَوْتَ لَوْ أَتَاكَ أَتَانِي –
فَعَنَانِي مِنْ أَمْرِكَ مَا
يَعْنِينِي مِنْ أَمْرِ نَفْسِي - فَكَتَبْتُ إِلَيْكَ كِتَابِي - مُسْتَظْهِراً
بِه (3597)
إِنْ أَنَا بَقِيتُ لَكَ أَوْ فَنِيتُ. -----------------------------
فَإِنِّي أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّه
أَيْ بُنَيَّ ولُزُومِ أَمْرِه - وعِمَارَةِ قَلْبِكَ بِذِكْرِه والِاعْتِصَامِ
بِحَبْلِه - وأَيُّ سَبَبٍ أَوْثَقُ مِنْ سَبَبٍ بَيْنَكَ وبَيْنَ اللَّه - إِنْ
أَنْتَ أَخَذْتَ بِه. أَحْيِ قَلْبَكَ بِالْمَوْعِظَةِ
وأَمِتْه بِالزَّهَادَةِ - وقَوِّه بِالْيَقِينِ ونَوِّرْه بِالْحِكْمَةِ -
وذَلِّلْه بِذِكْرِ الْمَوْتِ وقَرِّرْه بِالْفَنَاءِ (3598) -
وبَصِّرْه (3599)
فَجَائِعَ (3600)
الدُّنْيَا - وحَذِّرْه صَوْلَةَ الدَّهْرِ وفُحْشَ تَقَلُّبِ اللَّيَالِي
والأَيَّامِ - واعْرِضْ عَلَيْه أَخْبَارَ الْمَاضِينَ - وذَكِّرْه بِمَا
أَصَابَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ مِنَ الأَوَّلِينَ - وسِرْ فِي دِيَارِهِمْ
وآثَارِهِمْ - فَانْظُرْ فِيمَا فَعَلُوا وعَمَّا انْتَقَلُوا وأَيْنَ حَلُّوا
ونَزَلُوا - فَإِنَّكَ تَجِدُهُمْ قَدِ انْتَقَلُوا عَنِ الأَحِبَّةِ - وحَلُّوا
دِيَارَ الْغُرْبَةِ - وكَأَنَّكَ عَنْ قَلِيلٍ قَدْ صِرْتَ كَأَحَدِهِمْ -
فَأَصْلِحْ مَثْوَاكَ ولَا تَبِعْ آخِرَتَكَ بِدُنْيَاكَ - ودَعِ الْقَوْلَ
فِيمَا لَا تَعْرِفُ والْخِطَابَ فِيمَا لَمْ تُكَلَّفْ - وأَمْسِكْ عَنْ
طَرِيقٍ إِذَا خِفْتَ ضَلَالَتَه - فَإِنَّ الْكَفَّ عِنْدَ حَيْرَةِ الضَّلَالِ
خَيْرٌ مِنْ رُكُوبِ الأَهْوَالِ وأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ تَكُنْ مِنْ أَهْلِه -
وأَنْكِرِ الْمُنْكَرَ بِيَدِكَ ولِسَانِكَ - وبَايِنْ (3601)
مَنْ فَعَلَه بِجُهْدِكَ - وجَاهِدْ فِي اللَّه حَقَّ جِهَادِه - ولَا
تَأْخُذْكَ فِي اللَّه لَوْمَةُ لَائِمٍ
- وخُضِ الْغَمَرَاتِ (3602)
لِلْحَقِّ حَيْثُ كَانَ وتَفَقَّه فِي الدِّينِ - وعَوِّدْ نَفْسَكَ
التَّصَبُّرَ عَلَى الْمَكْرُوه - ونِعْمَ الْخُلُقُ التَّصَبُرُ فِي الْحَقِّ -
وأَلْجِئْ نَفْسَكَ فِي أُمُورِكَ كُلِّهَا إِلَى إِلَهِكَ - فَإِنَّكَ
تُلْجِئُهَا إِلَى كَهْفٍ (3603)
حَرِيزٍ (3604)
ومَانِعٍ عَزِيزٍ - وأَخْلِصْ فِي الْمَسْأَلَةِ لِرَبِّكَ - فَإِنَّ بِيَدِه
الْعَطَاءَ والْحِرْمَانَ - وأَكْثِرِ الِاسْتِخَارَةَ (3605)
وتَفَهَّمْ وَصِيَّتِي - ولَا تَذْهَبَنَّ عَنْكَ صَفْحاً (3606) -
فَإِنَّ خَيْرَ الْقَوْلِ مَا نَفَعَ - واعْلَمْ أَنَّه لَا خَيْرَ فِي عِلْمٍ
لَا يَنْفَعُ - ولَا يُنْتَفَعُ بِعِلْمٍ لَا يَحِقُّ (3607)
تَعَلُّمُه. -----------------------------
أَيْ بُنَيَّ إِنِّي لَمَّا
رَأَيْتُنِي قَدْ بَلَغْتُ سِنّاً (3608) -
ورَأَيْتُنِي أَزْدَادُ وَهْناً (3609) -
بَادَرْتُ بِوَصِيَّتِي إِلَيْكَ - وأَوْرَدْتُ خِصَالًا مِنْهَا قَبْلَ أَنْ
يَعْجَلَ بِي أَجَلِي - دُونَ أَنْ أُفْضِيَ (3610)
إِلَيْكَ بِمَا فِي نَفْسِي - أَوْ أَنْ أُنْقَصَ فِي رَأْيِي كَمَا نُقِصْتُ
فِي جِسْمِي - أَوْ يَسْبِقَنِي إِلَيْكَ بَعْضُ غَلَبَاتِ الْهَوَى وفِتَنِ
الدُّنْيَا - فَتَكُونَ كَالصَّعْبِ (3611)
النَّفُورِ (3612) -
وإِنَّمَا قَلْبُ الْحَدَثِ كَالأَرْضِ الْخَالِيَةِ - مَا أُلْقِيَ فِيهَا مِنْ
شَيْءٍ قَبِلَتْه - فَبَادَرْتُكَ بِالأَدَبِ قَبْلَ أَنْ يَقْسُوَ قَلْبُكَ -
ويَشْتَغِلَ لُبُّكَ لِتَسْتَقْبِلَ بِجِدِّ رَأْيِكَ (3613)
مِنَ الأَمْرِ - مَا قَدْ كَفَاكَ أَهْلُ التَّجَارِبِ بُغْيَتَه (3614)
وتَجْرِبَتَه - فَتَكُونَ قَدْ كُفِيتَ مَئُونَةَ الطَّلَبِ - وعُوفِيتَ مِنْ
عِلَاجِ التَّجْرِبَةِ - فَأَتَاكَ مِنْ ذَلِكَ مَا قَدْ كُنَّا نَأْتِيه -
واسْتَبَانَ (3615)
لَكَ مَا رُبَّمَا أَظْلَمَ عَلَيْنَا مِنْه أَيْ بُنَيَّ إِنِّي وإِنْ لَمْ
أَكُنْ عُمِّرْتُ عُمُرَ مَنْ كَانَ قَبْلِي - فَقَدْ نَظَرْتُ فِي
أَعْمَالِهِمْ وفَكَّرْتُ فِي أَخْبَارِهِمْ - وسِرْتُ فِي آثَارِهِمْ حَتَّى
عُدْتُ كَأَحَدِهِمْ - بَلْ كَأَنِّي بِمَا انْتَهَى إِلَيَّ مِنْ أُمُورِهِمْ -
قَدْ عُمِّرْتُ مَعَ أَوَّلِهِمْ إِلَى آخِرِهِمْ - فَعَرَفْتُ صَفْوَ ذَلِكَ
مِنْ كَدَرِه ونَفْعَه مِنْ ضَرَرِه - فَاسْتَخْلَصْتُ لَكَ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ
نَخِيلَه (3616) -
وتَوَخَّيْتُ (3617) لَكَ
جَمِيلَه وصَرَفْتُ عَنْكَ مَجْهُولَه - ورَأَيْتُ حَيْثُ عَنَانِي مِنْ
أَمْرِكَ مَا يَعْنِي الْوَالِدَ الشَّفِيقَ - وأَجْمَعْتُ عَلَيْه (3618)
مِنْ أَدَبِكَ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ - وأَنْتَ مُقْبِلُ الْعُمُرِ ومُقْتَبَلُ (3619)
الدَّهْرِ - ذُو نِيَّةٍ سَلِيمَةٍ ونَفْسٍ صَافِيَةٍ - وأَنْ أَبْتَدِئَكَ
بِتَعْلِيمِ كِتَابِ اللَّه عَزَّ وجَلَّ - وتَأْوِيلِه وشَرَائِعِ الإِسْلَامِ
وأَحْكَامِه وحَلَالِه وحَرَامِه - لَا أُجَاوِزُ (3620)
ذَلِكَ بِكَ إِلَى غَيْرِه - ثُمَّ أَشْفَقْتُ (3621)
أَنْ يَلْتَبِسَ عَلَيْكَ - مَا اخْتَلَفَ النَّاسُ فِيه مِنْ أَهْوَائِهِمْ
وآرَائِهِمْ - مِثْلَ الَّذِي الْتَبَسَ (3622)
عَلَيْهِمْ - فَكَانَ إِحْكَامُ ذَلِكَ عَلَى مَا كَرِهْتُ مِنْ تَنْبِيهِكَ لَه
أَحَبَّ إِلَيَّ - مِنْ إِسْلَامِكَ إِلَى أَمْرٍ لَا آمَنُ عَلَيْكَ بِه
الْهَلَكَةَ (3623) -
ورَجَوْتُ أَنْ يُوَفِّقَكَ اللَّه فِيه لِرُشْدِكَ - وأَنْ يَهْدِيَكَ
لِقَصْدِكَ فَعَهِدْتُ إِلَيْكَ وَصِيَّتِي هَذِه. -----------------------------
واعْلَمْ يَا بُنَيَّ - أَنَّ أَحَبَّ
مَا أَنْتَ آخِذٌ بِه إِلَيَّ مِنْ وَصِيَّتِي تَقْوَى اللَّه - والِاقْتِصَارُ
عَلَى مَا فَرَضَه اللَّه عَلَيْكَ - والأَخْذُ بِمَا مَضَى عَلَيْه
الأَوَّلُونَ مِنْ آبَائِكَ - والصَّالِحُونَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ -
فَإِنَّهُمْ لَمْ يَدَعُوا (3624)
أَنْ نَظَرُوا لأَنْفُسِهِمْ كَمَا أَنْتَ نَاظِرٌ - وفَكَّرُوا كَمَا أَنْتَ
مُفَكِّرٌ - ثُمَّ رَدَّهُمْ آخِرُ
ذَلِكَ إِلَى الأَخْذِ بِمَا عَرَفُوا - والإِمْسَاكِ عَمَّا لَمْ يُكَلَّفُوا -
فَإِنْ أَبَتْ نَفْسُكَ أَنْ تَقْبَلَ ذَلِكَ دُونَ أَنْ تَعْلَمَ كَمَا
عَلِمُوا - فَلْيَكُنْ طَلَبُكَ ذَلِكَ بِتَفَهُّمٍ وتَعَلُّمٍ - لَا
بِتَوَرُّطِ الشُّبُهَاتِ وعُلَقِ الْخُصُومَاتِ - وابْدَأْ قَبْلَ نَظَرِكَ فِي
ذَلِكَ بِالِاسْتِعَانَةِ بِإِلَهِكَ - والرَّغْبَةِ إِلَيْه فِي تَوْفِيقِكَ -
وتَرْكِ كُلِّ شَائِبَةٍ (3625)
أَوْلَجَتْكَ (3626)
فِي شُبْهَةٍ أَوْ أَسْلَمَتْكَ إِلَى ضَلَالَةٍ - فَإِنْ أَيْقَنْتَ أَنْ قَدْ
صَفَا قَلْبُكَ فَخَشَعَ - وتَمَّ رَأْيُكَ فَاجْتَمَعَ - وكَانَ هَمُّكَ فِي
ذَلِكَ هَمّاً وَاحِداً - فَانْظُرْ فِيمَا فَسَّرْتُ لَكَ - وإِنْ لَمْ
يَجْتَمِعْ لَكَ مَا تُحِبُّ مِنْ نَفْسِكَ - وفَرَاغِ نَظَرِكَ وفِكْرِكَ -
فَاعْلَمْ أَنَّكَ إِنَّمَا تَخْبِطُ الْعَشْوَاءَ (3627)
وتَتَوَرَّطُ (3628)
الظَّلْمَاءَ - ولَيْسَ طَالِبُ الدِّينِ مَنْ خَبَطَ أَوْ خَلَطَ -
والإِمْسَاكُ (36229)
عَنْ ذَلِكَ أَمْثَلُ (3630). فَتَفَهَّمْ يَا بُنَيَّ وَصِيَّتِي -
واعْلَمْ أَنَّ مَالِكَ الْمَوْتِ هُوَ مَالِكُ الْحَيَاةِ - وأَنَّ الْخَالِقَ
هُوَ الْمُمِيتُ - وأَنَّ الْمُفْنِيَ هُوَ الْمُعِيدُ وأَنَّ الْمُبْتَلِيَ
هُوَ الْمُعَافِي - وأَنَّ الدُّنْيَا لَمْ تَكُنْ لِتَسْتَقِرَّ - إِلَّا عَلَى
مَا جَعَلَهَا اللَّه عَلَيْه مِنَ النَّعْمَاءِ والِابْتِلَاءِ - والْجَزَاءِ
فِي الْمَعَادِ - أَوْ مَا شَاءَ مِمَّا لَا تَعْلَمُ - فَإِنْ أَشْكَلَ
عَلَيْكَ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ فَاحْمِلْه عَلَى جَهَالَتِكَ - فَإِنَّكَ أَوَّلُ
مَا خُلِقْتَ بِه جَاهِلًا ثُمَّ عُلِّمْتَ - ومَا أَكْثَرَ مَا تَجْهَلُ مِنَ
الأَمْرِ ويَتَحَيَّرُ فِيه رَأْيُكَ - ويَضِلُّ فِيه بَصَرُكَ ثُمَّ تُبْصِرُه
بَعْدَ ذَلِكَ فَاعْتَصِمْ بِالَّذِي خَلَقَكَ ورَزَقَكَ وسَوَّاكَ - ولْيَكُنْ
لَه تَعَبُّدُكَ - وإِلَيْه رَغْبَتُكَ ومِنْه شَفَقَتُكَ (3631). واعْلَمْ يَا بُنَيَّ أَنَّ أَحَداً
لَمْ يُنْبِئْ عَنِ اللَّه سُبْحَانَه - كَمَا أَنْبَأَ عَنْه الرَّسُولُ صلىاللهعليهوآله
- فَارْضَ بِه رَائِداً (3632)
وإِلَى النَّجَاةِ قَائِداً - فَإِنِّي لَمْ آلُكَ (3633)
نَصِيحَةً - وإِنَّكَ لَنْ تَبْلُغَ فِي النَّظَرِ لِنَفْسِكَ - وإِنِ
اجْتَهَدْتَ مَبْلَغَ نَظَرِي لَكَ. -----------------------------
واعْلَمْ يَا بُنَيَّ - أَنَّه لَوْ
كَانَ لِرَبِّكَ شَرِيكٌ لأَتَتْكَ رُسُلُه - ولَرَأَيْتَ آثَارَ مُلْكِه
وسُلْطَانِه - ولَعَرَفْتَ أَفْعَالَه وصِفَاتِه - ولَكِنَّه إِلَه وَاحِدٌ
كَمَا وَصَفَ نَفْسَه - لَا يُضَادُّه فِي مُلْكِه أَحَدٌ ولَا يَزُولُ أَبَداً
ولَمْ يَزَلْ - أَوَّلٌ قَبْلَ الأَشْيَاءِ بِلَا أَوَّلِيَّةٍ - وآخِرٌ بَعْدَ
الأَشْيَاءِ بِلَا نِهَايَةٍ - عَظُمَ عَنْ أَنْ تَثْبُتَ رُبُوبِيَّتُه
بِإِحَاطَةِ قَلْبٍ أَوْ بَصَرٍ - فَإِذَا عَرَفْتَ ذَلِكَ فَافْعَلْ - كَمَا
يَنْبَغِي لِمِثْلِكَ أَنْ يَفْعَلَه فِي صِغَرِ خَطَرِه (3634) -
وقِلَّةِ مَقْدِرَتِه وكَثْرَةِ عَجْزِه - وعَظِيمِ حَاجَتِه إِلَى رَبِّه فِي
طَلَبِ طَاعَتِه - والْخَشْيَةِ مِنْ عُقُوبَتِه - والشَّفَقَةِ مِنْ سُخْطِه
فَإِنَّه لَمْ يَأْمُرْكَ إِلَّا بِحَسَنٍ - ولَمْ يَنْهَكَ إِلَّا عَنْ
قَبِيحٍ. يَا بُنَيَّ إِنِّي قَدْ أَنْبَأْتُكَ
عَنِ الدُّنْيَا وحَالِهَا - وزَوَالِهَا وانْتِقَالِهَا - وأَنْبَأْتُكَ عَنِ
الآخِرَةِ ومَا أُعِدَّ لأَهْلِهَا فِيهَا - وضَرَبْتُ لَكَ فِيهِمَا الأَمْثَالَ - لِتَعْتَبِرَ بِهَا وتَحْذُوَ
عَلَيْهَا - إِنَّمَا مَثَلُ مَنْ خَبَرَ (3635)
الدُّنْيَا كَمَثَلِ قَوْمٍ سَفْرٍ (3636) -
نَبَا (3637)
بِهِمْ مَنْزِلٌ جَدِيبٌ (3638) -
فَأَمُّوا (3639)
مَنْزِلًا خَصِيباً وجَنَاباً (3640)
مَرِيعاً (3641) -
فَاحْتَمَلُوا وَعْثَاءَ (3642)
الطَّرِيقِ وفِرَاقَ الصَّدِيقِ - وخُشُونَةَ السَّفَرِ وجُشُوبَةَ (3643)
المَطْعَمِ - لِيَأْتُوا سَعَةَ دَارِهِمْ ومَنْزِلَ قَرَارِهِمْ - فَلَيْسَ
يَجِدُونَ لِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ أَلَماً - ولَا يَرَوْنَ نَفَقَةً فِيه
مَغْرَماً - ولَا شَيْءَ أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِمَّا قَرَّبَهُمْ مِنْ
مَنْزِلِهِمْ - وأَدْنَاهُمْ مِنْ مَحَلَّتِهِمْ. ومَثَلُ مَنِ اغْتَرَّ بِهَا كَمَثَلِ
قَوْمٍ كَانُوا بِمَنْزِلٍ خَصِيبٍ - فَنَبَا بِهِمْ إِلَى مَنْزِلٍ جَدِيبٍ -
فَلَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَه إِلَيْهِمْ ولَا أَفْظَعَ عِنْدَهُمْ - مِنْ مُفَارَقَةِ
مَا كَانُوا فِيه - إِلَى مَا يَهْجُمُونَ عَلَيْه (3644)
ويَصِيرُونَ إِلَيْه. يَا بُنَيَّ اجْعَلْ نَفْسَكَ
مِيزَاناً فِيمَا بَيْنَكَ وبَيْنَ غَيْرِكَ - فَأَحْبِبْ لِغَيْرِكَ مَا
تُحِبُّ لِنَفْسِكَ - واكْرَه لَه مَا تَكْرَه لَهَا - ولَا تَظْلِمْ كَمَا لَا
تُحِبُّ أَنْ تُظْلَمَ - وأَحْسِنْ كَمَا تُحِبُّ أَنْ يُحْسَنَ إِلَيْكَ -
واسْتَقْبِحْ مِنْ نَفْسِكَ مَا تَسْتَقْبِحُه مِنْ غَيْرِكَ - وارْضَ مِنَ
النَّاسِ بِمَا تَرْضَاه لَهُمْ مِنْ نَفْسِكَ - ولَا تَقُلْ مَا لَا تَعْلَمُ
وإِنْ قَلَّ مَا تَعْلَمُ - ولَا تَقُلْ مَا لَا تُحِبُّ أَنْ يُقَالَ لَكَ. -----------------------------
واعْلَمْ أَنَّ الإِعْجَابَ (3645) ضِدُّ
الصَّوَابِ وآفَةُ الأَلْبَابِ (3646) –
فَاسْعَ فِي كَدْحِكَ (3647)
ولَا تَكُنْ خَازِناً لِغَيْرِكَ (3648) -
وإِذَا أَنْتَ هُدِيتَ لِقَصْدِكَ فَكُنْ أَخْشَعَ مَا تَكُونُ لِرَبِّكَ. واعْلَمْ أَنَّ أَمَامَكَ طَرِيقاً ذَا
مَسَافَةٍ بَعِيدَةٍ - ومَشَقَّةٍ شَدِيدَةٍ - وأَنَّه لَا غِنَى بِكَ فِيه عَنْ
حُسْنِ الِارْتِيَادِ (3649) -
وقَدْرِ بَلَاغِكَ (3650)
مِنَ الزَّادِ مَعَ خِفَّةِ الظَّهْرِ - فَلَا تَحْمِلَنَّ عَلَى ظَهْرِكَ
فَوْقَ طَاقَتِكَ - فَيَكُونَ ثِقْلُ ذَلِكَ وَبَالًا عَلَيْكَ - وإِذَا
وَجَدْتَ مِنْ أَهْلِ الْفَاقَةِ (3651)
مَنْ يَحْمِلُ لَكَ زَادَكَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ - فَيُوَافِيكَ بِه غَداً
حَيْثُ تَحْتَاجُ إِلَيْه - فَاغْتَنِمْه وحَمِّلْه إِيَّاه - وأَكْثِرْ مِنْ
تَزْوِيدِه وأَنْتَ قَادِرٌ عَلَيْه - فَلَعَلَّكَ تَطْلُبُه فَلَا تَجِدُه - واغْتَنِمْ
مَنِ اسْتَقْرَضَكَ فِي حَالِ غِنَاكَ - لِيَجْعَلَ قَضَاءَه لَكَ فِي يَوْمِ
عُسْرَتِكَ. واعْلَمْ أَنَّ أَمَامَكَ عَقَبَةً
كَئُوداً (3652) -
الْمُخِفُّ (3653)
فِيهَا أَحْسَنُ حَالًا مِنَ (3654) -
والْمُبْطِئُ عَلَيْهَا أَقْبَحُ حَالًا مِنَ الْمُسْرِعِ - وأَنَّ مَهْبِطَكَ
بِهَا لَا مَحَالَةَ - إِمَّا عَلَى جَنَّةٍ أَوْ عَلَى نَارٍ - فَارْتَدْ (3655)
لِنَفْسِكَ قَبْلَ نُزُولِكَ ووَطِّئِ الْمَنْزِلَ قَبْلَ حُلُولِكَ - فَلَيْسَ
بَعْدَ الْمَوْتِ مُسْتَعْتَبٌ (3656)
ولَا إِلَى الدُّنْيَا مُنْصَرَفٌ (3657). -----------------------------
واعْلَمْ أَنَّ الَّذِي بِيَدِه
خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ والأَرْضِ - قَدْ أَذِنَ لَكَ فِي الدُّعَاءِ -
وتَكَفَّلَ لَكَ بِالإِجَابَةِ وأَمَرَكَ أَنْ تَسْأَلَه لِيُعْطِيَكَ -
وتَسْتَرْحِمَه لِيَرْحَمَكَ، ولَمْ
يَجْعَلْ بَيْنَكَ وبَيْنَه مَنْ يَحْجُبُكَ عَنْه - ولَمْ يُلْجِئْكَ إِلَى
مَنْ يَشْفَعُ لَكَ إِلَيْه - ولَمْ يَمْنَعْكَ إِنْ أَسَأْتَ مِنَ التَّوْبَةِ
- ولَمْ يُعَاجِلْكَ بِالنِّقْمَةِ - ولَمْ يُعَيِّرْكَ بِالإِنَابَةِ (3658)
ولَمْ يَفْضَحْكَ حَيْثُ الْفَضِيحَةُ بِكَ أَوْلَى - ولَمْ يُشَدِّدْ عَلَيْكَ
فِي قَبُولِ الإِنَابَةِ - ولَمْ يُنَاقِشْكَ بِالْجَرِيمَةِ - ولَمْ يُؤْيِسْكَ
مِنَ الرَّحْمَةِ - بَلْ جَعَلَ نُزُوعَكَ (3659)
عَنِ الذَّنْبِ حَسَنَةً - وحَسَبَ سَيِّئَتَكَ وَاحِدَةً - وحَسَبَ حَسَنَتَكَ
عَشْراً - وفَتَحَ لَكَ بَابَ الْمَتَابِ وبَابَ الِاسْتِعْتَابِ - فَإِذَا
نَادَيْتَه سَمِعَ نِدَاكَ - وإِذَا نَاجَيْتَه عَلِمَ نَجْوَاكَ (3660) -
فَأَفْضَيْتَ (3661)
إِلَيْه بِحَاجَتِكَ - وأَبْثَثْتَه (3662)
ذَاتَ نَفْسِكَ (3663)
وشَكَوْتَ إِلَيْه هُمُومَكَ - واسْتَكْشَفْتَه كُرُوبَكَ (3664)
واسْتَعَنْتَه عَلَى أُمُورِكَ - وسَأَلْتَه مِنْ خَزَائِنِ رَحْمَتِه مَا لَا
يَقْدِرُ عَلَى إِعْطَائِه غَيْرُه - مِنْ زِيَادَةِ الأَعْمَارِ وصِحَّةِ
الأَبْدَانِ - وسَعَةِ الأَرْزَاقِ - ثُمَّ جَعَلَ فِي يَدَيْكَ مَفَاتِيحَ
خَزَائِنِه - بِمَا أَذِنَ لَكَ فِيه مِنْ مَسْأَلَتِه - فَمَتَى شِئْتَ
اسْتَفْتَحْتَ بِالدُّعَاءِ أَبْوَابَ نِعْمَتِه - واسْتَمْطَرْتَ شَآبِيبَ (3665)
رَحْمَتِه - فَلَا يُقَنِّطَنَّكَ (3666)
إِبْطَاءُ إِجَابَتِه - فَإِنَّ الْعَطِيَّةَ عَلَى قَدْرِ النِّيَّةِ -
ورُبَّمَا أُخِّرَتْ عَنْكَ الإِجَابَةُ لِيَكُونَ ذَلِكَ أَعْظَمَ لأَجْرِ
السَّائِلِ - وأَجْزَلَ لِعَطَاءِ الآمِلِ - ورُبَّمَا سَأَلْتَ الشَّيْءَ فَلَا
تُؤْتَاه - وأُوتِيتَ خَيْراً مِنْه عَاجِلًا أَوْ آجِلًا - أَوْ صُرِفَ عَنْكَ
لِمَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ - فَلَرُبَّ أَمْرٍ قَدْ طَلَبْتَه فِيه هَلَاكُ دِينِكَ
لَوْ أُوتِيتَه - فَلْتَكُنْ مَسْأَلَتُكَ فِيمَا يَبْقَى لَكَ جَمَالُه - ويُنْفَى عَنْكَ وَبَالُه -
فَالْمَالُ لَا يَبْقَى لَكَ ولَا تَبْقَى لَه. واعْلَمْ يَا بُنَيَّ أَنَّكَ إِنَّمَا
خُلِقْتَ لِلآخِرَةِ لَا لِلدُّنْيَا - ولِلْفَنَاءِ لَا لِلْبَقَاءِ
ولِلْمَوْتِ لَا لِلْحَيَاةِ - وأَنَّكَ فِي قُلْعَةٍ (3667)
ودَارِ بُلْغَةٍ (3668) -
وطَرِيقٍ إِلَى الآخِرَةِ - وأَنَّكَ طَرِيدُ الْمَوْتِ الَّذِي لَا يَنْجُو
مِنْه هَارِبُه - ولَا يَفُوتُه طَالِبُه ولَا بُدَّ أَنَّه مُدْرِكُه فَكُنْ
مِنْه عَلَى حَذَرِ أَنْ يُدْرِكَكَ وأَنْتَ عَلَى حَالٍ سَيِّئَةٍ - قَدْ
كُنْتَ تُحَدِّثُ نَفْسَكَ مِنْهَا بِالتَّوْبَةِ - فَيَحُولَ بَيْنَكَ وبَيْنَ
ذَلِكَ - فَإِذَا أَنْتَ قَدْ أَهْلَكْتَ نَفْسَكَ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
ذكر
الموت
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
ذكر الموت يَا بُنَيَّ أَكْثِرْ مِنْ ذِكْرِ
الْمَوْتِ وذِكْرِ مَا تَهْجُمُ عَلَيْه - وتُفْضِي بَعْدَ الْمَوْتِ إِلَيْه -
حَتَّى يَأْتِيَكَ وقَدْ أَخَذْتَ مِنْه حِذْرَكَ (3669) -
وشَدَدْتَ لَه أَزْرَكَ (3670) -
ولَا يَأْتِيَكَ بَغْتَةً فَيَبْهَرَكَ (3671) -
وإِيَّاكَ أَنْ تَغْتَرَّ بِمَا تَرَى مِنْ إِخْلَادِ (3672)
أَهْلِ الدُّنْيَا إِلَيْهَا - وتَكَالُبِهِمْ (3673)
عَلَيْهَا فَقَدْ نَبَّأَكَ اللَّه عَنْهَا - ونَعَتْ (3674)
هِيَ لَكَ عَنْ نَفْسِهَا وتَكَشَّفَتْ لَكَ عَنْ مَسَاوِيهَا - فَإِنَّمَا
أَهْلُهَا كِلَابٌ عَاوِيَةٌ وسِبَاعٌ ضَارِيَةٌ (3675) -
يَهِرُّ (3676)
بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ ويَأْكُلُ عَزِيزُهَا ذَلِيلَهَا - ويَقْهَرُ كَبِيرُهَا
صَغِيرَهَا - نَعَمٌ (3677)
مُعَقَّلَةٌ (3678)
وأُخْرَى مُهْمَلَةٌ - قَدْ أَضَلَّتْ (3679)
عُقُولَهَا ورَكِبَتْ مَجْهُولَهَا (3680) -
سُرُوحُ (3681)
عَاهَةٍ (3682)
بِوَادٍ وَعْثٍ (3683)، لَيْسَ لَهَا رَاعٍ يُقِيمُهَا ولَا مُسِيمٌ (3684)
يُسِيمُهَا - سَلَكَتْ بِهِمُ الدُّنْيَا طَرِيقَ الْعَمَى - وأَخَذَتْ
بِأَبْصَارِهِمْ عَنْ مَنَارِ الْهُدَى - فَتَاهُوا فِي حَيْرَتِهَا وغَرِقُوا
فِي نِعْمَتِهَا - واتَّخَذُوهَا رَبّاً فَلَعِبَتْ بِهِمْ ولَعِبُوا بِهَا -
ونَسُوا مَا وَرَاءَهَا. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
الترفق
في الطلب
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
الترفق في الطلب رُوَيْداً يُسْفِرُ (3685)
الظَّلَامُ - كَأَنْ قَدْ وَرَدَتِ الأَظْعَانُ (3686) -
يُوشِكُ مَنْ أَسْرَعَ أَنْ يَلْحَقَ واعْلَمْ يَا بُنَيَّ - أَنَّ مَنْ كَانَتْ
مَطِيَّتُه اللَّيْلَ والنَّهَارَ - فَإِنَّه يُسَارُ بِه وإِنْ كَانَ وَاقِفاً
- ويَقْطَعُ الْمَسَافَةَ وإِنْ كَانَ مُقِيماً وَادِعاً (3687). واعْلَمْ يَقِيناً أَنَّكَ لَنْ
تَبْلُغَ أَمَلَكَ ولَنْ تَعْدُوَ أَجَلَكَ - وأَنَّكَ فِي سَبِيلِ مَنْ كَانَ
قَبْلَكَ - فَخَفِّضْ (3688)
فِي الطَّلَبِ وأَجْمِلْ (3689)
فِي الْمُكْتَسَبِ - فَإِنَّه رُبَّ طَلَبٍ قَدْ جَرَّ إِلَى حَرَبٍ (3690) -
ولَيْسَ كُلُّ طَالِبٍ بِمَرْزُوقٍ - ولَا كُلُّ مُجْمِلٍ بِمَحْرُومٍ -
وأَكْرِمْ نَفْسَكَ عَنْ كُلِّ دَنِيَّةٍ (3691) -
وإِنْ سَاقَتْكَ إِلَى الرَّغَائِبِ (3692) -
فَإِنَّكَ لَنْ تَعْتَاضَ بِمَا تَبْذُلُ مِنْ نَفْسِكَ عِوَضاً (3693) -
ولَا تَكُنْ عَبْدَ غَيْرِكَ وقَدْ جَعَلَكَ اللَّه حُرّاً - ومَا خَيْرُ خَيْرٍ
لَا يُنَالُ إِلَّا بِشَرٍّ - ويُسْرٍ (3694)
لَا يُنَالُ إِلَّا بِعُسْرٍ (3695). وإِيَّاكَ أَنْ تُوجِفَ (3696)
بِكَ مَطَايَا (3697)
الطَّمَعِ - فَتُورِدَكَ مَنَاهِلَ (3698) الْهَلَكَةِ
(3699) -
وإِنِ اسْتَطَعْتَ أَلَّا يَكُونَ بَيْنَكَ وبَيْنَ اللَّه ذُو نِعْمَةٍ
فَافْعَلْ - فَإِنَّكَ مُدْرِكٌ قَسْمَكَ وآخِذٌ سَهْمَكَ - وإِنَّ الْيَسِيرَ
مِنَ اللَّه سُبْحَانَه أَعْظَمُ وأَكْرَمُ مِنَ الْكَثِيرِ مِنْ خَلْقِه -
وإِنْ كَانَ كُلٌّ مِنْه. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
وصايا
شتى
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
وصايا شتى وتَلَافِيكَ (3700)
مَا فَرَطَ (3701)
مِنْ صَمْتِكَ - أَيْسَرُ مِنْ إِدْرَاكِكَ مَا فَاتَ (3702) مِنْ
مَنْطِقِكَ - وحِفْظُ مَا فِي الْوِعَاءِ بِشَدِّ الْوِكَاءِ (3703) -
وحِفْظُ مَا فِي يَدَيْكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ طَلَبِ مَا فِي يَدَيْ غَيْرِكَ
- ومَرَارَةُ الْيَأْسِ خَيْرٌ مِنَ الطَّلَبِ إِلَى النَّاسِ - والْحِرْفَةُ
مَعَ الْعِفَّةِ خَيْرٌ مِنَ الْغِنَى مَعَ الْفُجُورِ - والْمَرْءُ أَحْفَظُ
لِسِرِّه (3704)
ورُبَّ سَاعٍ فِيمَا يَضُرُّه - مَنْ أَكْثَرَ أَهْجَرَ (3705)
ومَنْ تَفَكَّرَ أَبْصَرَ - قَارِنْ أَهْلَ الْخَيْرِ تَكُنْ مِنْهُمْ -
وبَايِنْ أَهْلَ الشَّرِّ تَبِنْ عَنْهُمْ - بِئْسَ الطَّعَامُ الْحَرَامُ -
وظُلْمُ الضَّعِيفِ أَفْحَشُ الظُّلْمِ - إِذَا كَانَ الرِّفْقُ خُرْقاً (3706) كَانَ
الْخُرْقُ رِفْقاً - رُبَّمَا كَانَ الدَّوَاءُ دَاءً والدَّاءُ دَوَاءً -
ورُبَّمَا نَصَحَ غَيْرُ النَّاصِحِ وغَشَّ الْمُسْتَنْصَحُ (3707) -
وإِيَّاكَ والِاتِّكَالَ عَلَى الْمُنَى (3708)
فَإِنَّهَا بَضَائِعُ النَّوْكَى (3709) -
والْعَقْلُ حِفْظُ التَّجَارِبِ - وخَيْرُ مَا جَرَّبْتَ مَا وَعَظَكَ - بَادِرِ
الْفُرْصَةَ قَبْلَ أَنْ تَكُونَ غُصَّةً - لَيْسَ كُلُّ طَالِبٍ يُصِيبُ ولَا
كُلُّ غَائِبٍ يَئُوبُ - ومِنَ الْفَسَادِ إِضَاعَةُ الزَّادِ ومَفْسَدَةُ
الْمَعَادِ - ولِكُلِّ أَمْرٍ عَاقِبَةٌ سَوْفَ يَأْتِيكَ مَا قُدِّرَ لَكَ -
التَّاجِرُ مُخَاطِرٌ ورُبَّ يَسِيرٍ أَنْمَى مِنْ كَثِيرٍ لَا خَيْرَ فِي مُعِينٍ مَهِينٍ (3710)
ولَا فِي صَدِيقٍ ظَنِينٍ (3711) -
سَاهِلِ الدَّهْرَ (3712)
مَا ذَلَّ لَكَ قَعُودُه (3713) -
ولَا تُخَاطِرْ بِشَيْءٍ رَجَاءَ أَكْثَرَ مِنْه - وإِيَّاكَ أَنْ تَجْمَحَ بِكَ
مَطِيَّةُ اللَّجَاجِ (3714). -----------------------------
احْمِلْ نَفْسَكَ مِنْ أَخِيكَ عِنْدَ
صَرْمِه (37115)
عَلَى الصِّلَةِ (3716) -
وعِنْدَ صُدُودِه (3717)
عَلَى اللَّطَفِ (3718)
والْمُقَارَبَةِ - وعِنْدَ جُمُودِه (3719)
عَلَى الْبَذْلِ (3720) -
وعِنْدَ تَبَاعُدِه عَلَى الدُّنُوِّ - وعِنْدَ شِدَّتِه عَلَى اللِّينِ -
وعِنْدَ جُرْمِه عَلَى الْعُذْرِ - حَتَّى كَأَنَّكَ لَه عَبْدٌ وكَأَنَّه ذُو
نِعْمَةٍ عَلَيْكَ - وإِيَّاكَ أَنْ تَضَعَ ذَلِكَ فِي غَيْرِ مَوْضِعِه - أَوْ
أَنْ تَفْعَلَه بِغَيْرِ أَهْلِه - لَا تَتَّخِذَنَّ عَدُوَّ صَدِيقِكَ صَدِيقاً
فَتُعَادِيَ صَدِيقَكَ - وامْحَضْ أَخَاكَ النَّصِيحَةَ - حَسَنَةً كَانَتْ أَوْ
قَبِيحَةً - وتَجَرَّعِ الْغَيْظَ (3721)
فَإِنِّي لَمْ أَرَ جُرْعَةً أَحْلَى مِنْهَا عَاقِبَةً - ولَا أَلَذَّ
مَغَبَّةً (3722) -
ولِنْ (3723)
لِمَنْ غَالَظَكَ (3724)
فَإِنَّه يُوشِكُ أَنْ يَلِينَ لَكَ - وخُذْ عَلَى عَدُوِّكَ بِالْفَضْلِ
فَإِنَّه أَحْلَى الظَّفَرَيْنِ - وإِنْ أَرَدْتَ قَطِيعَةَ أَخِيكَ فَاسْتَبْقِ
لَه مِنْ نَفْسِكَ - بَقِيَّةً يَرْجِعُ إِلَيْهَا إِنْ بَدَا لَه ذَلِكَ
يَوْماً مَا - ومَنْ ظَنَّ بِكَ خَيْراً فَصَدِّقْ ظَنَّه - ولَا تُضِيعَنَّ
حَقَّ أَخِيكَ اتِّكَالًا عَلَى مَا بَيْنَكَ وبَيْنَه - فَإِنَّه لَيْسَ لَكَ
بِأَخٍ مَنْ أَضَعْتَ حَقَّه - ولَا يَكُنْ أَهْلُكَ أَشْقَى الْخَلْقِ بِكَ -
ولَا تَرْغَبَنَّ فِيمَنْ زَهِدَ عَنْكَ - ولَا يَكُونَنَّ أَخُوكَ أَقْوَى
عَلَى قَطِيعَتِكَ مِنْكَ عَلَى صِلَتِه - ولَا تَكُونَنَّ عَلَى الإِسَاءَةِ
أَقْوَى مِنْكَ عَلَى الإِحْسَانِ - ولَا يَكْبُرَنَّ عَلَيْكَ ظُلْمُ مَنْ ظَلَمَكَ - فَإِنَّه يَسْعَى فِي
مَضَرَّتِه ونَفْعِكَ - ولَيْسَ جَزَاءُ مَنْ سَرَّكَ أَنْ تَسُوءَه. واعْلَمْ يَا بُنَيَّ أَنَّ الرِّزْقَ
رِزْقَانِ - رِزْقٌ تَطْلُبُه ورِزْقٌ يَطْلُبُكَ - فَإِنْ أَنْتَ لَمْ تَأْتِه
أَتَاكَ - مَا أَقْبَحَ الْخُضُوعَ عِنْدَ الْحَاجَةِ - والْجَفَاءَ عِنْدَ
الْغِنَى - إِنَّمَا لَكَ مِنْ دُنْيَاكَ مَا أَصْلَحْتَ بِه مَثْوَاكَ (3725) -
وإِنْ كُنْتَ جَازِعاً عَلَى مَا تَفَلَّتَ (3726)
مِنْ يَدَيْكَ - فَاجْزَعْ عَلَى كُلِّ مَا لَمْ يَصِلْ إِلَيْكَ - اسْتَدِلَّ
عَلَى مَا لَمْ يَكُنْ بِمَا قَدْ كَانَ - فَإِنَّ الأُمُورَ أَشْبَاه - ولَا
تَكُونَنَّ مِمَّنْ لَا تَنْفَعُه الْعِظَةُ إِلَّا إِذَا بَالَغْتَ فِي
إِيلَامِه - فَإِنَّ الْعَاقِلَ يَتَّعِظُ بِالآدَابِ - والْبَهَائِمَ لَا
تَتَّعِظُ إِلَّا بِالضَّرْبِ -. اطْرَحْ عَنْكَ وَارِدَاتِ الْهُمُومِ
بِعَزَائِمِ الصَّبْرِ - وحُسْنِ الْيَقِينِ - مَنْ تَرَكَ الْقَصْدَ (3727)
جَارَ (3728) -
والصَّاحِبُ مُنَاسِبٌ (3729) -
والصَّدِيقُ مَنْ صَدَقَ غَيْبُه (3730) -
والْهَوَى (3731)
شَرِيكُ الْعَمَى - ورُبَّ بَعِيدٍ أَقْرَبُ مِنْ قَرِيبٍ - وقَرِيبٍ أَبْعَدُ
مِنْ بَعِيدٍ - والْغَرِيبُ مَنْ لَمْ يَكُنْ لَه حَبِيبٌ - مَنْ تَعَدَّى الْحَقَّ
ضَاقَ مَذْهَبُه - ومَنِ اقْتَصَرَ عَلَى قَدْرِه كَانَ أَبْقَى لَه - وأَوْثَقُ
سَبَبٍ أَخَذْتَ بِه - سَبَبٌ بَيْنَكَ وبَيْنَ اللَّه سُبْحَانَه - ومَنْ لَمْ
يُبَالِكَ (3732)
فَهُوَ عَدُوُّكَ - قَدْ يَكُونُ الْيَأْسُ إِدْرَاكاً إِذَا كَانَ الطَّمَعُ هَلَاكاً
- لَيْسَ كُلُّ عَوْرَةٍ تَظْهَرُ ولَا كُلُّ فُرْصَةٍ تُصَابُ - ورُبَّمَا
أَخْطَأَ الْبَصِيرُ قَصْدَه وأَصَابَ الأَعْمَى رُشْدَه - أَخِّرِ الشَّرَّ
فَإِنَّكَ إِذَا شِئْتَ تَعَجَّلْتَه (3733) -
وقَطِيعَةُ الْجَاهِلِ تَعْدِلُ صِلَةَ الْعَاقِلِ - مَنْ أَمِنَ الزَّمَانَ
خَانَه ومَنْ أَعْظَمَه (3734)
أَهَانَه - لَيْسَ كُلُّ مَنْ رَمَى أَصَابَ - إِذَا تَغَيَّرَ السُّلْطَانُ
تَغَيَّرَ الزَّمَانُ - سَلْ عَنِ الرَّفِيقِ قَبْلَ الطَّرِيقِ - وعَنِ
الْجَارِ قَبْلَ الدَّارِ إِيَّاكَ أَنْ تَذْكُرَ مِنَ الْكَلَامِ مَا يَكُونُ
مُضْحِكاً - وإِنْ حَكَيْتَ ذَلِكَ عَنْ غَيْرِكَ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
الرأي
في المرأة
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
الرأي في المرأة وإِيَّاكَ ومُشَاوَرَةَ النِّسَاءِ -
فَإِنَّ رَأْيَهُنَّ إِلَى أَفْنٍ (3735)
وعَزْمَهُنَّ إِلَى وَهْنٍ (3736) -
واكْفُفْ عَلَيْهِنَّ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ بِحِجَابِكَ إِيَّاهُنَّ - فَإِنَّ
شِدَّةَ الْحِجَابِ أَبْقَى عَلَيْهِنَّ - ولَيْسَ خُرُوجُهُنَّ بِأَشَدَّ -
مِنْ إِدْخَالِكَ مَنْ لَا يُوثَقُ بِه عَلَيْهِنَّ - وإِنِ اسْتَطَعْتَ أَلَّا
يَعْرِفْنَ غَيْرَكَ فَافْعَلْ - ولَا تُمَلِّكِ الْمَرْأَةَ مِنْ أَمْرِهَا مَا
جَاوَزَ نَفْسَهَا - فَإِنَّ الْمَرْأَةَ رَيْحَانَةٌ ولَيْسَتْ بِقَهْرَمَانَةٍ
(3737) -
ولَا تَعْدُ (3738)
بِكَرَامَتِهَا نَفْسَهَا ولَا تُطْمِعْهَا فِي أَنْ تَشْفَعَ لِغَيْرِهَا -
وإِيَّاكَ والتَّغَايُرَ (3739)
فِي غَيْرِ مَوْضِعِ غَيْرَةٍ - فَإِنَّ ذَلِكَ يَدْعُو الصَّحِيحَةَ إِلَى
السَّقَمِ - والْبَرِيئَةَ إِلَى الرِّيَبِ - واجْعَلْ لِكُلِّ إِنْسَانٍ مِنْ
خَدَمِكَ عَمَلًا تَأْخُذُه بِه - فَإِنَّه أَحْرَى أَلَّا يَتَوَاكَلُوا فِي
خِدْمَتِكَ (3740) -
وأَكْرِمْ عَشِيرَتَكَ - فَإِنَّهُمْ جَنَاحُكَ الَّذِي بِه تَطِيرُ - وأَصْلُكَ
الَّذِي إِلَيْه تَصِيرُ ويَدُكَ الَّتِي بِهَا تَصُولُ. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
دعاء
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
دعاء اسْتَوْدِعِ اللَّه دِينَكَ ودُنْيَاكَ
- واسْأَلْه خَيْرَ الْقَضَاءِ لَكَ فِي الْعَاجِلَةِ والآجِلَةِ - والدُّنْيَا
والآخِرَةِ والسَّلَامُ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
32- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
32 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى معاوية وأَرْدَيْتَ (3741)
جِيلًا مِنَ النَّاسِ كَثِيراً - خَدَعْتَهُمْ بِغَيِّكَ (3742)
وأَلْقَيْتَهُمْ فِي مَوْجِ بَحْرِكَ - تَغْشَاهُمُ الظُّلُمَاتُ وتَتَلَاطَمُ
بِهِمُ الشُّبُهَاتُ - فَجَازُوا (3743)
عَنْ وِجْهَتِهِمْ (3744)
ونَكَصُوا (3745)
عَلَى أَعْقَابِهِمْ - وتَوَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ وعَوَّلُوا (3746)
عَلَى أَحْسَابِهِمْ - إِلَّا مَنْ فَاءَ (3747)
مِنْ أَهْلِ الْبَصَائِرِ - فَإِنَّهُمْ فَارَقُوكَ بَعْدَ مَعْرِفَتِكَ -
وهَرَبُوا إِلَى اللَّه مِنْ مُوَازَرَتِكَ (3748) -
إِذْ حَمَلْتَهُمْ عَلَى الصَّعْبِ وعَدَلْتَ بِهِمْ عَنِ الْقَصْدِ - فَاتَّقِ
اللَّه يَا مُعَاوِيَةُ فِي نَفْسِكَ - وجَاذِبِ (3749)
الشَّيْطَانَ قِيَادَكَ (3750) -
فَإِنَّ الدُّنْيَا مُنْقَطِعَةٌ عَنْكَ والآخِرَةَ قَرِيبَةٌ مِنْكَ -
والسَّلَامُ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
33- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى قثم بن
العباس و هو عامله على مكة :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
33 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى قثم بن العباس - وهو
عامله على مكة أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ عَيْنِي (3751)
بِالْمَغْرِبِ (3752)
كَتَبَ إِلَيَّ يُعْلِمُنِي –
أَنَّه وُجِّه إِلَى الْمَوْسِمِ (3753)
أُنَاسٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ - الْعُمْيِ الْقُلُوبِ الصُّمِّ الأَسْمَاعِ
الْكُمْه (3754)
الأَبْصَارِ - الَّذِينَ يَلْبِسُونَ (3755)
الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ - ويُطِيعُونَ الْمَخْلُوقَ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ -
ويَحْتَلِبُونَ (3756)
الدُّنْيَا دَرَّهَا (3757)
بِالدِّينِ - ويَشْتَرُونَ عَاجِلَهَا بِآجِلِ الأَبْرَارِ الْمُتَّقِينَ -
ولَنْ يَفُوزَ بِالْخَيْرِ إِلَّا عَامِلُه - ولَا يُجْزَى جَزَاءَ الشَّرِّ
إِلَّا فَاعِلُه - فَأَقِمْ عَلَى مَا فِي يَدَيْكَ قِيَامَ الْحَازِمِ
الصَّلِيبِ (3758) -
والنَّاصِحِ اللَّبِيبِ - التَّابِعِ لِسُلْطَانِه الْمُطِيعِ لإِمَامِه -
وإِيَّاكَ ومَا يُعْتَذَرُ مِنْه - ولَا تَكُنْ عِنْدَ النَّعْمَاءِ (3759)
بَطِراً (3760) -
ولَا عِنْدَ الْبَأْسَاءِ (3761)
فَشِلًا (3762) -
والسَّلَامُ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
34- و من كتاب له إلى محمد بن أبي بكر لما بلغه توجده من عزله
بالأشتر عن مصر،
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
34 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى محمد بن أبي بكر لما
بلغه توجده (3763) من عزله بالأشتر عن مصر، ثم توفي الأشتر في توجهه
إلى هناك قبل وصوله إليها أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ بَلَغَنِي
مَوْجِدَتُكَ (3764)
مِنْ تَسْرِيحِ (3765)
الأَشْتَرِ إِلَى عَمَلِكَ (3766) -
وإِنِّي لَمْ أَفْعَلْ ذَلِكَ اسْتِبْطَاءً لَكَ فِي الْجَهْدَ - ولَا
ازْدِيَاداً لَكَ فِي الْجِدِّ - ولَوْ نَزَعْتُ مَا تَحْتَ يَدِكَ مِنْ
سُلْطَانِكَ - لَوَلَّيْتُكَ مَا هُوَ أَيْسَرُ عَلَيْكَ مَئُونَةً - وأَعْجَبُ
إِلَيْكَ وِلَايَةً. إِنَّ الرَّجُلَ الَّذِي كُنْتُ
وَلَّيْتُه أَمْرَ مِصْرَ - كَانَ رَجُلًا لَنَا نَاصِحاً وعَلَى عَدُوِّنَا
شَدِيداً نَاقِماً (3767) -
فَرَحِمَه اللَّه فَلَقَدِ اسْتَكْمَلَ أَيَّامَه –
ولَاقَى حِمَامَه (3768)
ونَحْنُ عَنْه رَاضُونَ - أَوْلَاه اللَّه رِضْوَانَه وضَاعَفَ الثَّوَابَ لَه -
فَأَصْحِرْ (3769)
لِعَدُوِّكَ وامْضِ عَلَى بَصِيرَتِكَ - وشَمِّرْ لِحَرْبِ مَنْ حَارَبَكَ و (ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ) - وأَكْثِرِ
الِاسْتِعَانَةَ بِاللَّه يَكْفِكَ مَا أَهَمَّكَ - ويُعِنْكَ عَلَى مَا
يُنْزِلُ بِكَ إِنْ شَاءَ اللَّه. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
35- و من كتاب له إلى عبد الله بن العباس بعد مقتل محمد بن أبي
بكر :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
35 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى عبد الله بن العباس
بعد مقتل محمد بن أبي بكر أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ مِصْرَ قَدِ
افْتُتِحَتْ - ومُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ رحمهالله
قَدِ اسْتُشْهِدَ - فَعِنْدَ اللَّه نَحْتَسِبُه (3770)
وَلَداً نَاصِحاً وعَامِلًا كَادِحاً (3771) -
وسَيْفاً قَاطِعاً ورُكْناً دَافِعاً - وقَدْ كُنْتُ حَثَثْتُ النَّاسَ عَلَى
لَحَاقِه - وأَمَرْتُهُمْ بِغِيَاثِه قَبْلَ الْوَقْعَةِ - ودَعَوْتُهُمْ سِرّاً
وجَهْراً وعَوْداً وبَدْءاً - فَمِنْهُمُ الآتِي كَارِهاً ومِنْهُمُ
الْمُعْتَلُّ كَاذِباً - ومِنْهُمُ الْقَاعِدُ خَاذِلًا - أَسْأَلُ اللَّه
تَعَالَى أَنْ يَجْعَلَ لِي مِنْهُمْ فَرَجاً عَاجِلًا - فَوَاللَّه لَوْ لَا
طَمَعِي عِنْدَ لِقَائِي عَدُوِّي فِي الشَّهَادَةِ - وتَوْطِينِي نَفْسِي عَلَى
الْمَنِيَّةِ - لأَحْبَبْتُ أَلَّا أَلْقَى مَعَ هَؤُلَاءِ يَوْماً وَاحِداً -
ولَا أَلْتَقِيَ بِهِمْ أَبَداً. ----------------------------- (3770) احتسبه عند الله: أسأل الأجر على الرزية فيه. (3771) الكادح: المبالغ في سعيه. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
36- و من كتاب له إلى أخيه عقيل بن أبي طالب في ذكر جيش أنفذه
إلى بعض الأعداء:
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
36 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى أخيه عقيل بن أبي
طالب - في ذكر جيش أنفذه إلى بعض الأعداء وهو جواب كتاب كتبه إليه
عقيل فَسَرَّحْتُ إِلَيْه جَيْشاً كَثِيفاً
مِنَ الْمُسْلِمِينَ - فَلَمَّا بَلَغَه ذَلِكَ شَمَّرَ هَارِباً ونَكَصَ
نَادِماً - فَلَحِقُوه بِبَعْضِ الطَّرِيقِ - وقَدْ طَفَّلَتِ (3772)
الشَّمْسُ لِلإِيَابِ (3773) -
فَاقْتَتَلُوا شَيْئاً كَلَا ولَا (3774) -
فَمَا كَانَ إِلَّا كَمَوْقِفِ سَاعَةٍ حَتَّى نَجَا جَرِيضاً (3775) -
بَعْدَ مَا أُخِذَ مِنْه بِالْمُخَنَّقِ (3776) -
ولَمْ يَبْقَ مِنْه غَيْرُ الرَّمَقِ (3777) -
فَلأْياً بِلأْيٍ (3778)
مَا نَجَا - فَدَعْ عَنْكَ قُرَيْشاً وتَرْكَاضَهُمْ (3779)
فِي الضَّلَالِ - وتَجْوَالَهُمْ (3780)
فِي الشِّقَاقِ (3781)
وجِمَاحَهُمْ (3782)
فِي التِّيه (3783) -
فَإِنَّهُمْ قَدْ أَجْمَعُوا عَلَى حَرْبِي - كَإِجْمَاعِهِمْ عَلَى حَرْبِ
رَسُولِ اللَّه صلىاللهعليهوآله
قَبْلِي - فَجَزَتْ قُرَيْشاً عَنِّي الْجَوَازِي (3784) -
فَقَدْ قَطَعُوا رَحِمِي وسَلَبُونِي سُلْطَانَ ابْنِ أُمِّي (3785). وأَمَّا مَا سَأَلْتَ عَنْه مِنْ
رَأْيِي فِي الْقِتَالِ - فَإِنَّ رَأْيِي قِتَالُ الْمُحِلِّينَ (3786)
حَتَّى أَلْقَى اللَّه - لَا يَزِيدُنِي كَثْرَةُ النَّاسِ حَوْلِي عِزَّةً -
ولَا تَفَرُّقُهُمْ عَنِّي وَحْشَةً - ولَا تَحْسَبَنَّ ابْنَ أَبِيكَ - ولَوْ
أَسْلَمَه النَّاسُ مُتَضَرِّعاً مُتَخَشِّعاً - ولَا مُقِرّاً لِلضَّيْمِ (3787)
وَاهِناً (3788) -
ولَا سَلِسَ (3789)
الزِّمَامِ (3790) لِلْقَائِدِ - ولَا وَطِيءَ (3791)
الظَّهْرِ لِلرَّاكِبِ الْمُتَقَعِّدِ (3792) -
ولَكِنَّه كَمَا قَالَ أَخُو بَنِي سَلِيمٍ:
-----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
37- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
37- ومن كتاب له عليهالسلام إلى معاوية فَسُبْحَانَ اللَّه - مَا أَشَدَّ
لُزُومَكَ لِلأَهْوَاءَ الْمُبْتَدَعَةِ والْحَيْرَةِ الْمُتَّبَعَةِ (3797) -
مَعَ تَضْيِيعِ الْحَقَائِقِ واطِّرَاحِ الْوَثَائِقِ - الَّتِي هِيَ لِلَّه
طِلْبَةٌ (3798)
وعَلَى عِبَادِه حُجَّةٌ - فَأَمَّا إِكْثَارُكَ الْحِجَاجَ (3799)
عَلَى عُثْمَانَ وقَتَلَتِه - فَإِنَّكَ إِنَّمَا نَصَرْتَ عُثْمَانَ حَيْثُ
كَانَ النَّصْرُ لَكَ - وخَذَلْتَه حَيْثُ كَانَ النَّصْرُ لَه والسَّلَامُ. ----------------------------- (3797) «الحَيْرَة المُتّبَعة»: اسم مفعول من «اتّبعه»، والحيرة هنا بمعنى الهوى الذي يتردد
الإنسان في قبوله. (3798) طِلْبَة: - بالكسر وبفتح فكسر - مطلوبة. (3799) الحجاج: - بالكسر - الجدال. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
38- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى أهل مصر
لما ولى عليهم الأشتر:
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
38 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى أهل مصر لما ولى
عليهم الأشتر مِنْ عَبْدِ اللَّه عَلِيٍّ أَمِيرِ
الْمُؤْمِنِينَ - إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ غَضِبُوا لِلَّه –
حِينَ عُصِيَ فِي أَرْضِه وذُهِبَ بِحَقِّه - فَضَرَبَ الْجَوْرُ (3800)
سُرَادِقَه (3801)
عَلَى الْبَرِّ (3802)
والْفَاجِرِ - والْمُقِيمِ والظَّاعِنِ (3803) -
فَلَا مَعْرُوفٌ يُسْتَرَاحُ إِلَيْه (3804) -
ولَا مُنْكَرٌ يُتَنَاهَى عَنْه. أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ بَعَثْتُ
إِلَيْكُمْ عَبْداً مِنْ عِبَادِ اللَّه - لَا يَنَامُ أَيَّامَ الْخَوْفِ -
ولَا يَنْكُلُ (3805)
عَنِ الأَعْدَاءِ سَاعَاتِ الرَّوْعِ (3806) -
أَشَدَّ عَلَى الْفُجَّارِ مِنْ حَرِيقِ النَّارِ - وهُوَ مَالِكُ بْنُ
الْحَارِثِ أَخُو مَذْحِجٍ (3807) -
فَاسْمَعُوا لَه وأَطِيعُوا أَمْرَه فِيمَا طَابَقَ الْحَقَّ - فَإِنَّه سَيْفٌ
مِنْ سُيُوفِ اللَّه - لَا كَلِيلُ (3808)
الظُّبَةِ (3809)
ولَا نَابِي (3810)
الضَّرِيبَةِ (3811) -
فَإِنْ أَمَرَكُمْ أَنْ تَنْفِرُوا فَانْفِرُوا - وإِنْ أَمَرَكُمْ أَنْ
تُقِيمُوا فَأَقِيمُوا - فَإِنَّه لَا يُقْدِمُ ولَا يُحْجِمُ - ولَا يُؤَخِّرُ
ولَا يُقَدِّمُ إِلَّا عَنْ أَمْرِي - وقَدْ آثَرْتُكُمْ بِه (3812)
عَلَى نَفْسِي لِنَصِيحَتِه لَكُمْ - وشِدَّةِ شَكِيمَتِه (3813)
عَلَى عَدُوِّكُمْ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
39- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى عمرو بن
العاص :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
39 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى عمرو بن العاص فَإِنَّكَ قَدْ جَعَلْتَ دِينَكَ
تَبَعاً لِدُنْيَا امْرِئٍ - ظَاهِرٍ غَيُّه مَهْتُوكٍ سِتْرُه - يَشِينُ
الْكَرِيمَ بِمَجْلِسِه ويُسَفِّه الْحَلِيمَ بِخِلْطَتِه - فَاتَّبَعْتَ
أَثَرَه وطَلَبْتَ فَضْلَه - اتِّبَاعَ الْكَلْبِ لِلضِّرْغَامِ (3814)
يَلُوذُ بِمَخَالِبِه - ويَنْتَظِرُ مَا يُلْقَى إِلَيْه مِنْ فَضْلِ فَرِيسَتِه
- فَأَذْهَبْتَ دُنْيَاكَ وآخِرَتَكَ –
ولَوْ بِالْحَقِّ أَخَذْتَ أَدْرَكْتَ مَا طَلَبْتَ - فَإِنْ يُمَكِّنِّي اللَّه
مِنْكَ ومِنِ ابْنِ أَبِي سُفْيَانَ - أَجْزِكُمَا بِمَا قَدَّمْتُمَا - وإِنْ
تُعْجِزَا (3815)
وتَبْقَيَا فَمَا أَمَامَكُمَا شَرٌّ لَكُمَا - والسَّلَامُ. ----------------------------- (3814) الضِرْغام: الأسد. (3815) إن تُعْجزا: توقعاني في العجز، من أعجز يعجز إعجازا. والمراد: أن تعجزاني عن
الإيقاع بكما فأمامكما حساب الله. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
40- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى بعض عماله
:
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
40 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى بعض عماله أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ بَلَغَنِي عَنْكَ
أَمْرٌ - إِنْ كُنْتَ فَعَلْتَه فَقَدْ أَسْخَطْتَ رَبَّكَ - وعَصَيْتَ
إِمَامَكَ وأَخْزَيْتَ أَمَانَتَكَ (3816). بَلَغَنِي أَنَّكَ جَرَّدْتَ (3817)
الأَرْضَ فَأَخَذْتَ مَا تَحْتَ قَدَمَيْكَ - وأَكَلْتَ مَا تَحْتَ يَدَيْكَ
فَارْفَعْ إِلَيَّ حِسَابَكَ - واعْلَمْ أَنَّ حِسَابَ اللَّه أَعْظَمُ مِنْ
حِسَابِ النَّاسِ والسَّلَامُ. ----------------------------- (3816) أخْزَيْت أمانتك: ألصقت بأمانتك خزية - بالفتح - أي رزية أفسدتها وأهانتها. (3817) جرّدت الأرض: قشّرتها، والمعنى أنه نسبه إلى الخيانة في المال، وإلى إخراب
الضياع. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
41- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى بعض عماله :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
41 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى بعض عماله أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي كُنْتُ
أَشْرَكْتُكَ فِي أَمَانَتِي (3818) -
وجَعَلْتُكَ شِعَارِي وبِطَانَتِي - ولَمْ يَكُنْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِي أَوْثَقَ
مِنْكَ فِي نَفْسِي - لِمُوَاسَاتِي (3819)
ومُوَازَرَتِي (3820)
وأَدَاءِ الأَمَانَةِ إِلَيَّ - فَلَمَّا رَأَيْتَ الزَّمَانَ عَلَى ابْنِ
عَمِّكَ قَدْ كَلِبَ (3821) -
والْعَدُوَّ قَدْ حَرِبَ (3822)
وأَمَانَةَ النَّاسِ قَدْ خَزِيَتْ (3823) -
وهَذِه الأُمَّةَ قَدْ فَنَكَتْ (3824) وشَغَرَتْ
(3825) -
قَلَبْتَ لِابْنِ عَمِّكَ ظَهْرَ الْمِجَنِّ (3826) -
فَفَارَقْتَه مَعَ الْمُفَارِقِينَ وخَذَلْتَه مَعَ الْخَاذِلِينَ - وخُنْتَه
مَعَ الْخَائِنِينَ - فَلَا ابْنَ عَمِّكَ آسَيْتَ (3827)
ولَا الأَمَانَةَ أَدَّيْتَ - وكَأَنَّكَ لَمْ تَكُنِ اللَّه تُرِيدُ
بِجِهَادِكَ - وكَأَنَّكَ لَمْ تَكُنْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ -
وكَأَنَّكَ إِنَّمَا كُنْتَ تَكِيدُ (3828)
هَذِه الأُمَّةَ عَنْ دُنْيَاهُمْ - وتَنْوِي غِرَّتَهُمْ (3829)
عَنْ فَيْئِهِمْ (3830) -
فَلَمَّا أَمْكَنَتْكَ الشِّدَّةُ فِي خِيَانَةِ الأُمَّةِ أَسْرَعْتَ
الْكَرَّةَ - وعَاجَلْتَ الْوَثْبَةَ واخْتَطَفْتَ مَا قَدَرْتَ عَلَيْه مِنْ
أَمْوَالِهِمُ - الْمَصُونَةِ لأَرَامِلِهِمْ وأَيْتَامِهِمُ - اخْتِطَافَ
الذِّئْبِ الأَزَلِّ (3831)
دَامِيَةَ (3832)
الْمِعْزَى (3833)
الْكَسِيرَةَ (3834) -
فَحَمَلْتَه إِلَى الْحِجَازِ رَحِيبَ الصَّدْرِ بِحَمْلِه - غَيْرَ مُتَأَثِّمٍ
(3835)
مِنْ أَخْذِه - كَأَنَّكَ لَا أَبَا لِغَيْرِكَ (3836) -
حَدَرْتَ (3837)
إِلَى أَهْلِكَ تُرَاثَكَ (3838)
مِنْ أَبِيكَ وأُمِّكَ - فَسُبْحَانَ اللَّه أَمَا تُؤْمِنُ بِالْمَعَادِ -
أَومَا تَخَافُ نِقَاشَ (3839)
الْحِسَابِ - أَيُّهَا الْمَعْدُودُ كَانَ عِنْدَنَا مِنْ أُولِي الأَلْبَابِ -
كَيْفَ تُسِيغُ (3840)
شَرَاباً وطَعَاماً - وأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّكَ تَأْكُلُ حَرَاماً وتَشْرَبُ
حَرَاماً - وتَبْتَاعُ الإِمَاءَ وتَنْكِحُ النِّسَاءَ - مِنْ أَمْوَالِ
الْيَتَامَى والْمَسَاكِينِ والْمُؤْمِنِينَ والْمُجَاهِدِينَ - الَّذِينَ
أَفَاءَ اللَّه عَلَيْهِمْ هَذِه الأَمْوَالَ - وأَحْرَزَ بِهِمْ هَذِه
الْبِلَادَ - فَاتَّقِ اللَّه وارْدُدْ إِلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ أَمْوَالَهُمْ
- فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ ثُمَّ أَمْكَنَنِي اللَّه مِنْكَ - لأُعْذِرَنَّ
إِلَى اللَّه فِيكَ (3841) -
ولأَضْرِبَنَّكَ بِسَيْفِي الَّذِي مَا ضَرَبْتُ بِه أَحَداً - إِلَّا دَخَلَ النَّارَ
- ووَ اللَّه لَوْ أَنَّ الْحَسَنَ والْحُسَيْنَ فَعَلَا مِثْلَ الَّذِي
فَعَلْتَ - مَا كَانَتْ لَهُمَا عِنْدِي هَوَادَةٌ (3842)
ولَا ظَفِرَا مِنِّي بِإِرَادَةٍ - حَتَّى آخُذَ الْحَقَّ مِنْهُمَا وأُزِيحَ
الْبَاطِلَ عَنْ مَظْلَمَتِهِمَا - وأُقْسِمُ بِاللَّه رَبِّ الْعَالَمِينَ -
مَا يَسُرُّنِي أَنَّ مَا أَخَذْتَه مِنْ أَمْوَالِهِمْ حَلَالٌ لِي - أَتْرُكُه
مِيرَاثاً لِمَنْ بَعْدِي فَضَحِّ رُوَيْداً (3843) -
فَكَأَنَّكَ قَدْ بَلَغْتَ الْمَدَى (3844)
ودُفِنْتَ تَحْتَ الثَّرَى (3845) -
وعُرِضَتْ عَلَيْكَ أَعْمَالُكَ بِالْمَحَلِّ - الَّذِي يُنَادِي الظَّالِمُ
فِيه بِالْحَسْرَةِ - ويَتَمَنَّى الْمُضَيِّعُ فِيه الرَّجْعَةَ (ولاتَ حِينَ مَناصٍ) (3846). -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
42- و من كتاب له إلى عمر بن أبي سلمة المخزومي و كان عامله
على البحرين، فعزله،
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
42 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى عمر بن أبي سلمة
المخزومي وكان عامله على البحرين، فعزله، واستعمل نعمان بن
عجلان الزّرقي مكانه أَمَّا بَعْدُ - فَإِنِّي قَدْ
وَلَّيْتُ النُّعْمَانَ بْنِ عَجْلَانَ الزُّرَقِيَّ عَلَى الْبَحْرَيْنِ -
ونَزَعْتُ يَدَكَ بِلَا ذَمٍّ لَكَ ولَا تَثْرِيبٍ (3847)
عَلَيْكَ - فَلَقَدْ أَحْسَنْتَ الْوِلَايَةَ وأَدَّيْتَ الأَمَانَةَ -
فَأَقْبِلْ غَيْرَ ظَنِينٍ (3848)
ولَا مَلُومٍ - ولَا مُتَّهَمٍ ولَا مَأْثُومٍ - فَلَقَدْ أَرَدْتُ الْمَسِيرَ
إِلَى ظَلَمَةِ (3849)
أَهْلِ الشَّامِ - وأَحْبَبْتُ أَنْ تَشْهَدَ مَعِي - فَإِنَّكَ مِمَّنْ
أَسْتَظْهِرُ بِه (3850)
عَلَى جِهَادِ الْعَدُوِّ - وإِقَامَةِ عَمُودِ الدِّينِ إِنْ شَاءَ اللَّه. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
43- و من كتاب له إلى مصقلة بن هبيرة الشيباني و هو عامله على
أردشير خُرة :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
43 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى مصقلة بن هبيرة الشيباني - وهو
عامله على أردشيرخرة (3851) بَلَغَنِي عَنْكَ أَمْرٌ إِنْ كُنْتَ
فَعَلْتَه فَقَدْ أَسْخَطْتَ إِلَهَكَ - وعَصَيْتَ إِمَامَكَ - أَنَّكَ تَقْسِمُ
فَيْءَ (3852)
الْمُسْلِمِينَ - الَّذِي حَازَتْه رِمَاحُهُمْ وخُيُولُهُمْ وأُرِيقَتْ عَلَيْه
دِمَاؤُهُمْ - فِيمَنِ اعْتَامَكَ (3853)
مِنْ أَعْرَابِ قَوْمِكَ - فَوَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وبَرَأَ النَّسَمَةَ (3854) -
لَئِنْ كَانَ ذَلِكَ حَقّاً - لَتَجِدَنَّ لَكَ عَلَيَّ هَوَاناً ولَتَخِفَّنَّ
عِنْدِي مِيزَاناً - فَلَا تَسْتَهِنْ بِحَقِّ رَبِّكَ - ولَا تُصْلِحْ
دُنْيَاكَ بِمَحْقِ دِينِكَ - فَتَكُونَ مِنَ الأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا. أَلَا وإِنَّ حَقَّ مَنْ قِبَلَكَ (3855)
وقِبَلَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ - فِي قِسْمَةِ هَذَا الْفَيْءِ سَوَاءٌ -
يَرِدُونَ عِنْدِي عَلَيْه ويَصْدُرُونَ عَنْه. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
44- و من كتاب له
إلى زياد ابن أبيه و قد بلغه أن معاوية كتب إليه يريد خديعته باستلحاقه :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
44 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى زياد ابن أبيه وقد
بلغه أن معاوية كتب إليه يريد خديعته باستلحاقه وقَدْ عَرَفْتُ أَنَّ مُعَاوِيَةَ
كَتَبَ إِلَيْكَ - يَسْتَزِلُّ (3856) لُبَّكَ
(3857)
ويَسْتَفِلُّ (3858)
غَرْبَكَ (3859) -
فَاحْذَرْه فَإِنَّمَا هُوَ الشَّيْطَانُ - يَأْتِي الْمَرْءَ مِنْ بَيْنِ
يَدَيْه ومِنْ خَلْفِه - وعَنْ يَمِينِه وعَنْ شِمَالِه - لِيَقْتَحِمَ
غَفْلَتَه (3860)
ويَسْتَلِبَ غِرَّتَه (3861). وقَدْ كَانَ مِنْ أَبِي سُفْيَانَ فِي
زَمَنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَلْتَةٌ (3862) -
مِنْ حَدِيثِ النَّفْسِ - ونَزْغَةٌ مِنْ نَزَغَاتِ الشَّيْطَانِ - لَا يَثْبُتُ
بِهَا نَسَبٌ ولَا يُسْتَحَقُّ بِهَا إِرْثٌ - والْمُتَعَلِّقُ بِهَا
كَالْوَاغِلِ الْمُدَفَّعِ والنَّوْطِ الْمُذَبْذَبِ. فَلَمَّا قَرَأَ زِيَادٌ الْكِتَابَ
قَالَ - شَهِدَ بِهَا ورَبِّ الْكَعْبَةِ - ولَمْ تَزَلْ فِي نَفْسِه حَتَّى
ادَّعَاه مُعَاوِيَةُ. قال الرضي - قوله عليهالسلام الواغل - هو الذي يهجم على الشرب - ليشرب
معهم وليس منهم - فلا يزال مدفعا محاجزا - والنوط المذبذب هو ما يناط برحل
الراكب - من قعب أو قدح أو ما أشبه ذلك - فهو أبدا يتقلقل إذا حث ظهره واستعجل
سيره. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
45- و من كتاب له إلى عثمان بن حنيف الأنصاري و
كان عامله على البصرة و قد بلغه أنه دعي إلى وليمة
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
45 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى عثمان بن حنيف
الأنصاري - وكان عامله على البصرة وقد بلغه أنه دعي إلى
وليمة قوم من أهلها، فمضى إليها - قوله: أَمَّا بَعْدُ يَا ابْنَ حُنَيْفٍ -
فَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ رَجُلًا مِنْ فِتْيَةِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ - دَعَاكَ
إِلَى مَأْدُبَةٍ (3863)
فَأَسْرَعْتَ إِلَيْهَا - تُسْتَطَابُ (3864)
لَكَ الأَلْوَانُ (3865)
وتُنْقَلُ إِلَيْكَ الْجِفَانُ (3866) -
ومَا ظَنَنْتُ أَنَّكَ تُجِيبُ إِلَى طَعَامِ قَوْمٍ - عَائِلُهُمْ (3867)
مَجْفُوٌّ (3868)
وغَنِيُّهُمْ مَدْعُوٌّ - فَانْظُرْ إِلَى مَا تَقْضَمُه (3869)
مِنْ هَذَا الْمَقْضَمِ - فَمَا اشْتَبَه عَلَيْكَ عِلْمُه فَالْفِظْه (3870) -
ومَا أَيْقَنْتَ بِطِيبِ وُجُوهِه فَنَلْ مِنْه. أَلَا وإِنَّ لِكُلِّ مَأْمُومٍ
إِمَاماً يَقْتَدِي بِه - ويَسْتَضِيءُ بِنُورِ عِلْمِه - أَلَا وإِنَّ
إِمَامَكُمْ قَدِ اكْتَفَى مِنْ دُنْيَاه بِطِمْرَيْه (3871) -
ومِنْ طُعْمِه (3872)
بِقُرْصَيْه (3873) -
أَلَا وإِنَّكُمْ لَا تَقْدِرُونَ عَلَى ذَلِكَ - ولَكِنْ أَعِينُونِي بِوَرَعٍ
واجْتِهَادٍ وعِفَّةٍ وسَدَادٍ (3874) -
فَوَاللَّه مَا كَنَزْتُ مِنْ دُنْيَاكُمْ تِبْراً (3875) -
ولَا ادَّخَرْتُ مِنْ غَنَائِمِهَا وَفْراً (3876) -
ولَا أَعْدَدْتُ لِبَالِي ثَوْبِي طِمْراً (3877) -
ولَا حُزْتُ مِنْ أَرْضِهَا شِبْراً - ولَا أَخَذْتُ مِنْه إِلَّا كَقُوتِ
أَتَانٍ دَبِرَةٍ (3878) -
ولَهِيَ فِي عَيْنِي أَوْهَى وأَوْهَنُ مِنْ عَفْصَةٍ مَقِرَةٍ (3879)
بَلَى كَانَتْ فِي أَيْدِينَا فَدَكٌ مِنْ كُلِّ مَا أَظَلَّتْه السَّمَاءُ -
فَشَحَّتْ عَلَيْهَا نُفُوسُ قَوْمٍ - وسَخَتْ عَنْهَا نُفُوسُ قَوْمٍ آخَرِينَ
- ونِعْمَ الْحَكَمُ اللَّه - ومَا أَصْنَعُ بِفَدَكٍ (3880)
وغَيْرِ فَدَكٍ - والنَّفْسُ مَظَانُّهَا (3881)
فِي غَدٍ جَدَثٌ (3882)
تَنْقَطِعُ فِي ظُلْمَتِه آثَارُهَا - وتَغِيبُ أَخْبَارُهَا - وحُفْرَةٌ لَوْ
زِيدَ فِي فُسْحَتِهَا وأَوْسَعَتْ يَدَا حَافِرِهَا - لأَضْغَطَهَا (3883)
الْحَجَرُ والْمَدَرُ (3884) -
وسَدَّ فُرَجَهَا (3885)
التُّرَابُ الْمُتَرَاكِمُ - وإِنَّمَا هِيَ نَفْسِي أَرُوضُهَا (3886)
بِالتَّقْوَى - لِتَأْتِيَ آمِنَةً يَوْمَ الْخَوْفِ الأَكْبَرِ - وتَثْبُتَ
عَلَى جَوَانِبِ الْمَزْلَقِ (3887)
ولَوْ شِئْتُ لَاهْتَدَيْتُ الطَّرِيقَ إِلَى مُصَفَّى هَذَا الْعَسَلِ -
ولُبَابِ هَذَا الْقَمْحِ ونَسَائِجِ هَذَا الْقَزِّ (3888) -
ولَكِنْ هَيْهَاتَ أَنْ يَغْلِبَنِي هَوَايَ - ويَقُودَنِي جَشَعِي (3889)
إِلَى تَخَيُّرِ الأَطْعِمَةِ - ولَعَلَّ بِالْحِجَازِ أَوْ الْيَمَامَةِ مَنْ
لَا طَمَعَ لَه فِي الْقُرْصِ (3890) -
ولَا عَهْدَ لَه بِالشِّبَعِ - أَوْ أَبِيتَ مِبْطَاناً وحَوْلِي بُطُونٌ
غَرْثَى (3891) -
وأَكْبَادٌ حَرَّى (3892)
أَوْ أَكُونَ كَمَا قَالَ الْقَائِلُ:
أَأَقْنَعُ مِنْ نَفْسِي بِأَنْ
يُقَالَ - هَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ - ولَا أُشَارِكُهُمْ فِي مَكَارِه
الدَّهْرِ - أَوْ أَكُونَ أُسْوَةً لَهُمْ فِي جُشُوبَةِ (3895)
الْعَيْشِ - فَمَا خُلِقْتُ لِيَشْغَلَنِي أَكْلُ الطَّيِّبَاتِ -
كَالْبَهِيمَةِ الْمَرْبُوطَةِ هَمُّهَا عَلَفُهَا - أَوِ الْمُرْسَلَةِ
شُغُلُهَا تَقَمُّمُهَا (3896) -
تَكْتَرِشُ (3897)
مِنْ أَعْلَافِهَا (3898)
وتَلْهُو عَمَّا يُرَادُ بِهَا - أَوْ أُتْرَكَ سُدًى أَوْ أُهْمَلَ عَابِثاً -
أَوْ أَجُرَّ حَبْلَ الضَّلَالَةِ أَوْ أَعْتَسِفَ (3899)
طَرِيقَ الْمَتَاهَةِ (3900)
وكَأَنِّي بِقَائِلِكُمْ يَقُولُ - إِذَا كَانَ هَذَا قُوتُ ابْنِ أَبِي طَالِبٍ
- فَقَدْ قَعَدَ بِه الضَّعْفُ عَنْ قِتَالِ الأَقْرَانِ - ومُنَازَلَةِ
الشُّجْعَانِ - أَلَا وإِنَّ الشَّجَرَةَ الْبَرِّيَّةَ (3901)
أَصْلَبُ عُوداً - والرَّوَاتِعَ الْخَضِرَةَ (3902)
أَرَقُّ جُلُوداً - والنَّابِتَاتِ الْعِذْيَةَ (3903)
أَقْوَى وَقُوداً (3904)
وأَبْطَأُ خُمُوداً -. وأَنَا مِنْ رَسُولِ اللَّه كَالضَّوْءِ مِنَ الضَّوْءِ (3905) -
والذِّرَاعِ مِنَ الْعَضُدِ (3906) -
واللَّه لَوْ تَظَاهَرَتِ الْعَرَبُ عَلَى قِتَالِي لَمَا وَلَّيْتُ عَنْهَا -
ولَوْ أَمْكَنَتِ الْفُرَصُ مِنْ رِقَابِهَا لَسَارَعْتُ إِلَيْهَا -
وسَأَجْهَدُ (3907) فِي أَنْ أُطَهِّرَ الأَرْضَ مِنْ
هَذَا الشَّخْصِ الْمَعْكُوسِ - والْجِسْمِ الْمَرْكُوسِ (3908) -
حَتَّى تَخْرُجَ الْمَدَرَةُ (3909)
مِنْ بَيْنِ حَبِّ الْحَصِيدِ (3910). -----------------------------
ومِنْ هَذَا الْكِتَابِ
وهُوَ آخِرُه: إِلَيْكِ عَنِّي (3911)
يَا دُنْيَا فَحَبْلُكِ عَلَى غَارِبِكِ (3912) -
قَدِ انْسَلَلْتُ مِنْ مَخَالِبِكِ (3913) -
وأَفْلَتُّ مِنْ حَبَائِلِكِ (3914) -
واجْتَنَبْتُ الذَّهَابَ فِي مَدَاحِضِكِ (3915) -
أَيْنَ الْقُرُونُ الَّذِينَ غَرَرْتِهِمْ بِمَدَاعِبِكِ (3916) -
أَيْنَ الأُمَمُ الَّذِينَ فَتَنْتِهِمْ بِزَخَارِفِكِ - فَهَا هُمْ رَهَائِنُ
الْقُبُورِ ومَضَامِينُ اللُّحُودِ (3917) -
واللَّه لَوْ كُنْتِ شَخْصاً مَرْئِيّاً وقَالَباً حِسِّيّاً - لأَقَمْتُ
عَلَيْكِ حُدُودَ اللَّه فِي عِبَادٍ غَرَرْتِهِمْ بِالأَمَانِيِّ - وأُمَمٍ
أَلْقَيْتِهِمْ فِي الْمَهَاوِي (3918) -
ومُلُوكٍ أَسْلَمْتِهِمْ إِلَى التَّلَفِ - وأَوْرَدْتِهِمْ مَوَارِدَ
الْبَلَاءِ إِذْ لَا وِرْدَ (3919)
ولَا صَدَرَ (3920) -
هَيْهَاتَ مَنْ وَطِئَ دَحْضَكِ (3921)
زَلِقَ (3922) -
ومَنْ رَكِبَ لُجَجَكِ غَرِقَ - ومَنِ ازْوَرَّ (3923)
عَنْ حَبَائِلِكِ وُفِّقَ - والسَّالِمُ مِنْكِ لَا يُبَالِي إِنْ ضَاقَ بِه
مُنَاخُه (3924) -
والدُّنْيَا عِنْدَه كَيَوْمٍ حَانَ (3925)
انْسِلَاخُه (3926). اعْزُبِي (3927)
عَنِّي فَوَاللَّه لَا أَذِلُّ لَكِ فَتَسْتَذِلِّينِي - ولَا أَسْلَسُ (3928)
لَكِ فَتَقُودِينِي - وايْمُ اللَّه يَمِيناً أَسْتَثْنِي فِيهَا بِمَشِيئَةِ
اللَّه - لأَرُوضَنَّ نَفْسِي رِيَاضَةً تَهِشُّ (3929)
مَعَهَا إِلَى الْقُرْصِ - إِذَا قَدَرْتُ عَلَيْه مَطْعُوماً - وتَقْنَعُ
بِالْمِلْحِ مَأْدُوماً (3930) -
ولأَدَعَنَّ (3931)
مُقْلَتِي (3932)
كَعَيْنِ مَاءٍ، نَضَبَ (3933)
مَعِينُهَا (3934) -
مُسْتَفْرِغَةً دُمُوعَهَا - أَتَمْتَلِئُ السَّائِمَةُ (3935) مِنْ
رِعْيِهَا (3936)
فَتَبْرُكَ - وتَشْبَعُ الرَّبِيضَةُ (3937)
مِنْ عُشْبِهَا فَتَرْبِضَ (3938) -
ويَأْكُلُ عَلِيٌّ مِنْ زَادِه فَيَهْجَعَ (3939) -
قَرَّتْ إِذاً عَيْنُه (3940)
إِذَا اقْتَدَى بَعْدَ السِّنِينَ الْمُتَطَاوِلَةِ - بِالْبَهِيمَةِ
الْهَامِلَةِ (3941)
والسَّائِمَةِ الْمَرْعِيَّةِ طُوبَى لِنَفْسٍ أَدَّتْ إِلَى
رَبِّهَا فَرْضَهَا - وعَرَكَتْ بِجَنْبِهَا بُؤْسَهَا (3942)
وهَجَرَتْ فِي اللَّيْلِ غُمْضَهَا (3943) -
حَتَّى إِذَا غَلَبَ الْكَرَى (3944)
عَلَيْهَا افْتَرَشَتْ أَرْضَهَا (3945) -
وتَوَسَّدَتْ كَفَّهَا (3946) -
فِي مَعْشَرٍ أَسْهَرَ عُيُونَهُمْ خَوْفُ مَعَادِهِمْ - وتَجَافَتْ (3947)
عَنْ مَضَاجِعِهِمْ (3948)
جُنُوبُهُمْ - وهَمْهَمَتْ (3949)
بِذِكْرِ رَبِّهِمْ شِفَاهُهُمْ - وتَقَشَّعَتْ (3950)
بِطُولِ اسْتِغْفَارِهِمْ ذُنُوبُهُمْ - (أُولئِكَ حِزْبُ الله أَلا
إِنَّ حِزْبَ الله هُمُ الْمُفْلِحُونَ). فَاتَّقِ اللَّه يَا ابْنَ حُنَيْفٍ
ولْتَكْفُفْ أَقْرَاصُكَ (3951) -
لِيَكُونَ مِنَ النَّارِ خَلَاصُكَ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
46- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى بعض عماله
:
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
46 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى بعض عماله أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّكَ مِمَّنْ
أَسْتَظْهِرُ (3952)
بِه عَلَى إِقَامَةِ الدِّينِ - وأَقْمَعُ (3953)
بِه نَخْوَةَ (3954)
الأَثِيمِ (3955) -
وأَسُدُّ بِه لَهَاةَ (3956)
الثَّغْرِ (3957)
الْمَخُوفِ (3958) -
فَاسْتَعِنْ بِاللَّه عَلَى مَا أَهَمَّكَ - واخْلِطِ الشِّدَّةَ بِضِغْثٍ (3959)
مِنَ اللِّينِ، وارْفُقْ مَا كَانَ الرِّفْقُ أَرْفَقَ
- واعْتَزِمْ بِالشِّدَّةِ حِينَ لَا تُغْنِي عَنْكَ إِلَّا الشِّدَّةُ -
واخْفِضْ لِلرَّعِيَّةِ جَنَاحَكَ وابْسُطْ لَهُمْ وَجْهَكَ - وأَلِنْ لَهُمْ
جَانِبَكَ - وآسِ (3960)
بَيْنَهُمْ فِي اللَّحْظَةِ والنَّظْرَةِ والإِشَارَةِ والتَّحِيَّةِ - حَتَّى
لَا يَطْمَعَ الْعُظَمَاءُ فِي حَيْفِكَ (3961) -
ولَا يَيْأَسَ الضُّعَفَاءُ مِنْ عَدْلِكَ والسَّلَامُ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
47- و من وصية له للحسن و الحسين لما ضربه ابن ملجم لعنه الله :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
47 - ومن وصية له عليهالسلام للحسن والحسين عليهالسلام - لما ضربه ابن ملجم لعنه الله أُوصِيكُمَا بِتَقْوَى اللَّه وأَلَّا
تَبْغِيَا الدُّنْيَا وإِنْ بَغَتْكُمَا (3962) -
ولَا تَأْسَفَا عَلَى شَيْءٍ مِنْهَا زُوِيَ (3963)
عَنْكُمَا - وقُولَا بِالْحَقِّ واعْمَلَا لِلأَجْرِ - وكُونَا لِلظَّالِمِ
خَصْماً ولِلْمَظْلُومِ عَوْناً. أُوصِيكُمَا وجَمِيعَ وَلَدِي وأَهْلِي
ومَنْ بَلَغَه كِتَابِي - بِتَقْوَى اللَّه ونَظْمِ أَمْرِكُمْ وصَلَاحِ ذَاتِ
بَيْنِكُمْ - فَإِنِّي سَمِعْتُ جَدَّكُمَا صلىاللهعليهوآله
يَقُولُ - صَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ أَفْضَلُ مِنْ عَامَّةِ الصَّلَاةِ
والصِّيَامِ. اللَّه اللَّه فِي الأَيْتَامِ فَلَا
تُغِبُّوا (3964)
أَفْوَاهَهُمْ - ولَا يَضِيعُوا بِحَضْرَتِكُمْ. واللَّه اللَّه فِي جِيرَانِكُمْ
فَإِنَّهُمْ وَصِيَّةُ نَبِيِّكُمْ - مَا زَالَ يُوصِي بِهِمْ حَتَّى ظَنَنَّا
أَنَّه سَيُوَرِّثُهُمْ (3965). واللَّه اللَّه فِي الْقُرْآنِ - لَا
يَسْبِقُكُمْ بِالْعَمَلِ بِه غَيْرُكُمْ. واللَّه اللَّه فِي الصَّلَاةِ
فَإِنَّهَا عَمُودُ دِينِكُمْ. واللَّه اللَّه فِي بَيْتِ رَبِّكُمْ
لَا تُخَلُّوه مَا بَقِيتُمْ - فَإِنَّه إِنْ تُرِكَ لَمْ تُنَاظَرُوا (3966). واللَّه اللَّه فِي الْجِهَادِ
بِأَمْوَالِكُمْ وأَنْفُسِكُمْ - وأَلْسِنَتِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّه. وعَلَيْكُمْ بِالتَّوَاصُلِ
والتَّبَاذُلِ (3967) -
وإِيَّاكُمْ والتَّدَابُرَ والتَّقَاطُعَ - لَا تَتْرُكُوا الأَمْرَ
بِالْمَعْرُوفِ والنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ - فَيُوَلَّى عَلَيْكُمْ
شِرَارُكُمْ ثُمَّ تَدْعُونَ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ. ثُمَّ قَالَ: يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ - لَا
أُلْفِيَنَّكُمْ (3968)
تَخُوضُونَ (3969)
دِمَاءَ الْمُسْلِمِينَ خَوْضاً - تَقُولُونَ قُتِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ -
أَلَا لَا تَقْتُلُنَّ بِي إِلَّا قَاتِلِي. انْظُرُوا إِذَا أَنَا مِتُّ مِنْ
ضَرْبَتِه هَذِه - فَاضْرِبُوه ضَرْبَةً بِضَرْبَةٍ - ولَا تُمَثِّلُوا (3970)
بِالرَّجُلِ - فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّه صلىاللهعليهوآله
يَقُولُ - إِيَّاكُمْ والْمُثْلَةَ (3971)
ولَوْ بِالْكَلْبِ الْعَقُورِ». -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
48- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
48 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى معاوية فَإِنَّ الْبَغْيَ والزُّورَ
يُوتِغَانِ (3972)
الْمَرْءَ فِي دِينِه ودُنْيَاه - ويُبْدِيَانِ خَلَلَه عِنْدَ مَنْ يَعِيبُه -
وقَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ غَيْرُ مُدْرِكٍ مَا قُضِيَ فَوَاتُه (3973) -
وقَدْ رَامَ أَقْوَامٌ أَمْراً بِغَيْرِ الْحَقِّ - فَتَأَلَّوْا (3974)
عَلَى اللَّه فَأَكْذَبَهُمْ (3975) -
فَاحْذَرْ يَوْماً يَغْتَبِطُ (3976)
فِيه مَنْ أَحْمَدَ (3977)
عَاقِبَةَ عَمَلِه - ويَنْدَمُ مَنْ أَمْكَنَ (3978) الشَّيْطَانَ
مِنْ قِيَادِه فَلَمْ يُجَاذِبْه. وقَدْ دَعَوْتَنَا إِلَى حُكْمِ
الْقُرْآنِ ولَسْتَ مِنْ أَهْلِه - ولَسْنَا
إِيَّاكَ أَجَبْنَا ولَكِنَّا أَجَبْنَا الْقُرْآنَ فِي حُكْمِه -
والسَّلَامُ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
49- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية
أيضا :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
49 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى معاوية أيضا أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ الدُّنْيَا
مَشْغَلَةٌ عَنْ غَيْرِهَا - ولَمْ يُصِبْ صَاحِبُهَا مِنْهَا شَيْئاً - إِلَّا
فَتَحَتْ لَه حِرْصاً عَلَيْهَا ولَهَجاً بِهَا (3979) -
ولَنْ يَسْتَغْنِيَ صَاحِبُهَا بِمَا نَالَ فِيهَا عَمَّا لَمْ يَبْلُغْه
مِنْهَا - ومِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ فِرَاقُ مَا جَمَعَ ونَقْضُ مَا أَبْرَمَ -
ولَوِ اعْتَبَرْتَ بِمَا مَضَى حَفِظْتَ مَا بَقِيَ والسَّلَامُ. ----------------------------- (3979) «لَهَجاً»: أي ولوعا وشدة حرص.تقول: قد لهج بالشي - من باب طرب - إذا أغري
به فثابر عليه. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
50-
و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى أمرائه على الجيش :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
50 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى أمرائه على الجيش مِنْ عَبْدِ اللَّه عَلِيِّ بْنِ أَبِي
طَالِبٍ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى أَصْحَابِ الْمَسَالِحِ (3980). أَمَّا بَعْدُ - فَإِنَّ حَقّاً عَلَى
الْوَالِي أَلَّا يُغَيِّرَه عَلَى رَعِيَّتِه فَضْلٌ نَالَه - ولَا طَوْلٌ (3981)
خُصَّ بِه - وأَنْ يَزِيدَه مَا قَسَمَ اللَّه لَه مِنْ نِعَمِه دُنُوّاً مِنْ
عِبَادِه - وعَطْفاً عَلَى إِخْوَانِه. أَلَا وإِنَّ لَكُمْ عِنْدِي أَلَّا
أَحْتَجِزَ (3982)
دُونَكُمْ سِرّاً إِلَّا فِي حَرْبٍ - ولَا أَطْوِيَ (3983)
دُونَكُمْ أَمْراً إِلَّا فِي حُكْمٍ - ولَا أُؤَخِّرَ لَكُمْ حَقّاً عَنْ
مَحَلِّه - ولَا أَقِفَ بِه دُونَ مَقْطَعِه (3984) -
وأَنْ تَكُونُوا عِنْدِي فِي الْحَقِّ سَوَاءً - فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ
وَجَبَتْ لِلَّه عَلَيْكُمُ النِّعْمَةُ - ولِي عَلَيْكُمُ الطَّاعَةُ - وأَلَّا
تَنْكُصُوا (3985)
عَنْ دَعْوَةٍ ولَا تُفَرِّطُوا فِي صَلَاحٍ - وأَنْ تَخُوضُوا الْغَمَرَاتِ (3986)
إِلَى الْحَقِّ - فَإِنْ أَنْتُمْ لَمْ تَسْتَقِيمُوا لِي عَلَى ذَلِكَ - لَمْ
يَكُنْ أَحَدٌ أَهْوَنَ عَلَيَّ مِمَّنِ اعْوَجَّ مِنْكُمْ - ثُمَّ أُعْظِمُ لَه
الْعُقُوبَةَ ولَا يَجِدُ عِنْدِي فِيهَا رُخْصَةً - فَخُذُوا هَذَا مِنْ
أُمَرَائِكُمْ - وأَعْطُوهُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ مَا يُصْلِحُ اللَّه بِه
أَمْرَكُمْ والسَّلَامُ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
51- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى عماله على
الخراج :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
51 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى عماله على الخراج مِنْ عَبْدِ اللَّه
عَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى أَصْحَابِ الْخَرَاجِ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ مَنْ لَمْ
يَحْذَرْ مَا هُوَ صَائِرٌ إِلَيْه - لَمْ يُقَدِّمْ لِنَفْسِه مَا يُحْرِزُهَا
- واعْلَمُوا أَنَّ مَا كُلِّفْتُمْ بِه يَسِيرٌ وأَنَّ ثَوَابَه كَثِيرٌ -
ولَوْ لَمْ يَكُنْ فِيمَا نَهَى اللَّه عَنْه - مِنَ الْبَغْيِ والْعُدْوَانِ
عِقَابٌ يُخَافُ - لَكَانَ فِي ثَوَابِ اجْتِنَابِه مَا لَا عُذْرَ فِي تَرْكِ
طَلَبِه - فَأَنْصِفُوا النَّاسَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ واصْبِرُوا لِحَوَائِجِهِمْ
- فَإِنَّكُمْ خُزَّانُ (3987)
الرَّعِيَّةِ - ووُكَلَاءُ الأُمَّةِ وسُفَرَاءُ الأَئِمَّةِ - ولَا تُحْشِمُوا (3988)
أَحَداً عَنْ حَاجَتِه ولَا تَحْبِسُوه عَنْ طَلِبَتِه (3989) -
ولَا تَبِيعُنَّ لِلنَّاسِ فِي الْخَرَاجِ كِسْوَةَ شِتَاءٍ ولَا صَيْفٍ - ولَا
دَابَّةً يَعْتَمِلُونَ عَلَيْهَا (3990)
ولَا عَبْداً - ولَا تَضْرِبُنَّ أَحَداً سَوْطاً لِمَكَانِ دِرْهَمٍ (3991) -
ولَا تَمَسُّنَّ مَالَ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ مُصَلٍّ ولَا مُعَاهَدٍ (3992) -
إِلَّا أَنْ تَجِدُوا فَرَساً أَوْ سِلَاحاً - يُعْدَى بِه عَلَى أَهْلِ
الإِسْلَامِ - فَإِنَّه لَا يَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَدَعَ ذَلِكَ فِي
أَيْدِي أَعْدَاءِ الإِسْلَامِ - فَيَكُونَ شَوْكَةً عَلَيْه - ولَا تَدَّخِرُوا
(3993)
أَنْفُسَكُمْ نَصِيحَةً ولَا الْجُنْدَ حُسْنَ سِيرَةٍ - ولَا الرَّعِيَّةَ
مَعُونَةً ولَا دِينَ اللَّه قُوَّةً - وأَبْلُوا (3994)
فِي سَبِيلِ اللَّه مَا اسْتَوْجَبَ عَلَيْكُمْ - فَإِنَّ اللَّه سُبْحَانَه
قَدِ اصْطَنَعَ (3995)
عِنْدَنَا وعِنْدَكُمْ - أَنْ نَشْكُرَه بِجُهْدِنَا - وأَنْ نَنْصُرَه بِمَا
بَلَغَتْ قُوَّتُنَا - ولَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّه الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
52- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى أمراء
البلاد في معنى الصلاة :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
52 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى أمراء البلاد في
معنى الصلاة أَمَّا بَعْدُ فَصَلُّوا بِالنَّاسِ
الظُّهْرَ - حَتَّى تَفِيءَ (3996) الشَّمْسُ
مِنْ مَرْبِضِ الْعَنْزِ (3997) -
وصَلُّوا بِهِمُ الْعَصْرَ والشَّمْسُ بَيْضَاءُ حَيَّةٌ فِي عُضْوٍ مِنَ
النَّهَارِ - حِينَ يُسَارُ فِيهَا فَرْسَخَانِ - وصَلُّوا بِهِمُ الْمَغْرِبَ
حِينَ يُفْطِرُ الصَّائِمُ - ويَدْفَعُ (3998)
الْحَاجُّ إِلَى مِنًى - وصَلُّوا بِهِمُ الْعِشَاءَ حِينَ يَتَوَارَى الشَّفَقُ
إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ - وصَلُّوا بِهِمُ الْغَدَاةَ والرَّجُلُ يَعْرِفُ وَجْه
صَاحِبِه - وصَلُّوا بِهِمْ صَلَاةَ أَضْعَفِهِمْ (3999)
ولَا تَكُونُوا فَتَّانِينَ (4000). -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
53- و من كتاب له كتبه للأشتر النخعي لما ولاه على مصر و
أعمالها حين اضطرب أمر أميرها محمد بن أبي بكر،
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
53 - ومن كتاب له عليهالسلام كتبه للأشتر النخعي - لما ولاه على مصر وأعمالها حين اضطرب أمر أميرها محمد بن أبي
بكر، وهو أطول عهد كتبه وأجمعه للمحاسن. بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا مَا أَمَرَ بِه عَبْدُ اللَّه
عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ - مَالِكَ بْنَ الْحَارِثِ الأَشْتَرَ فِي
عَهْدِه إِلَيْه - حِينَ وَلَّاه مِصْرَ جِبَايَةَ خَرَاجِهَا وجِهَادَ
عَدُوِّهَا - واسْتِصْلَاحَ أَهْلِهَا وعِمَارَةَ بِلَادِهَا. أَمَرَه بِتَقْوَى اللَّه وإِيْثَارِ
طَاعَتِه - واتِّبَاعِ مَا أَمَرَ بِه فِي كِتَابِه مِنْ فَرَائِضِه وسُنَنِه -
الَّتِي لَا يَسْعَدُ أَحَدٌ إِلَّا بِاتِّبَاعِهَا - ولَا يَشْقَى إِلَّا مَعَ
جُحُودِهَا وإِضَاعَتِهَا - وأَنْ يَنْصُرَ اللَّه سُبْحَانَه بِقَلْبِه ويَدِه
ولِسَانِه - فَإِنَّه جَلَّ اسْمُه قَدْ تَكَفَّلَ بِنَصْرِ مَنْ نَصَرَه
وإِعْزَازِ مَنْ أَعَزَّه. وأَمَرَه أَنْ يَكْسِرَ نَفْسَه مِنَ
الشَّهَوَاتِ - ويَزَعَهَا (4001)
عِنْدَ الْجَمَحَاتِ (4002) -
فَإِنَّ النَّفْسَ أَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ اللَّه. ثُمَّ اعْلَمْ يَا مَالِكُ - أَنِّي
قَدْ وَجَّهْتُكَ إِلَى بِلَادٍ قَدْ جَرَتْ عَلَيْهَا دُوَلٌ قَبْلَكَ - مِنْ
عَدْلٍ وجَوْرٍ - وأَنَّ النَّاسَ يَنْظُرُونَ مِنْ أُمُورِكَ - فِي مِثْلِ مَا
كُنْتَ تَنْظُرُ فِيه مِنْ أُمُورِ الْوُلَاةِ قَبْلَكَ - ويَقُولُونَ فِيكَ مَا
كُنْتَ تَقُولُ فِيهِمْ - وإِنَّمَا يُسْتَدَلُّ عَلَى الصَّالِحِينَ - بِمَا
يُجْرِي اللَّه لَهُمْ عَلَى أَلْسُنِ عِبَادِه - فَلْيَكُنْ أَحَبَّ
الذَّخَائِرِ إِلَيْكَ ذَخِيرَةُ الْعَمَلِ الصَّالِحِ - فَامْلِكْ هَوَاكَ
وشُحَّ (4003)
بِنَفْسِكَ عَمَّا لَا يَحِلُّ لَكَ - فَإِنَّ الشُّحَّ بِالنَّفْسِ الإِنْصَافُ
مِنْهَا فِيمَا أَحَبَّتْ أَوْ كَرِهَتْ وأَشْعِرْ قَلْبَكَ الرَّحْمَةَ لِلرَّعِيَّةِ
- والْمَحَبَّةَ لَهُمْ واللُّطْفَ بِهِمْ - ولَا تَكُونَنَّ عَلَيْهِمْ سَبُعاً
ضَارِياً تَغْتَنِمُ أَكْلَهُمْ - فَإِنَّهُمْ صِنْفَانِ إِمَّا أَخٌ لَكَ فِي
الدِّينِ - وإِمَّا نَظِيرٌ لَكَ فِي الْخَلْقِ - يَفْرُطُ (4004)
مِنْهُمُ الزَّلَلُ (4005)
وتَعْرِضُ لَهُمُ الْعِلَلُ - ويُؤْتَى عَلَى أَيْدِيهِمْ فِي الْعَمْدِ
والْخَطَإِ - فَأَعْطِهِمْ مِنْ عَفْوِكَ وصَفْحِكَ - مِثْلِ الَّذِي تُحِبُّ
وتَرْضَى أَنْ يُعْطِيَكَ اللَّه مِنْ عَفْوِه وصَفْحِه - فَإِنَّكَ فَوْقَهُمْ
ووَالِي الأَمْرِ عَلَيْكَ فَوْقَكَ - واللَّه فَوْقَ مَنْ وَلَّاكَ - وقَدِ
اسْتَكْفَاكَ أَمْرَهُمْ (4006)
وابْتَلَاكَ بِهِمْ - ولَا تَنْصِبَنَّ نَفْسَكَ لِحَرْبِ اللَّه (4007) -
فَإِنَّه لَا يَدَ لَكَ بِنِقْمَتِه (4008) -
ولَا غِنَى بِكَ عَنْ عَفْوِه ورَحْمَتِه - ولَا تَنْدَمَنَّ عَلَى عَفْوٍ ولَا
تَبْجَحَنَّ (4009)
بِعُقُوبَةٍ - ولَا تُسْرِعَنَّ إِلَى بَادِرَةٍ (4010)
وَجَدْتَ مِنْهَا مَنْدُوحَةً (4011) -
ولَا تَقُولَنَّ إِنِّي مُؤَمَّرٌ (4012)
آمُرُ فَأُطَاعُ - فَإِنَّ ذَلِكَ إِدْغَالٌ (4013)
فِي الْقَلْبِ - ومَنْهَكَةٌ (4014)
لِلدِّينِ وتَقَرُّبٌ مِنَ الْغِيَرِ (4015) -
وإِذَا أَحْدَثَ لَكَ مَا أَنْتَ فِيه مِنْ سُلْطَانِكَ أُبَّهَةً (4016)
أَوْ مَخِيلَةً (4017) -
فَانْظُرْ إِلَى عِظَمِ مُلْكِ اللَّه فَوْقَكَ - وقُدْرَتِه مِنْكَ عَلَى مَا
لَا تَقْدِرُ عَلَيْه مِنْ نَفْسِكَ - فَإِنَّ ذَلِكَ يُطَامِنُ (4018)
إِلَيْكَ مِنْ طِمَاحِكَ (4019) -
ويَكُفُّ عَنْكَ مِنْ غَرْبِكَ (4020) -
ويَفِيءُ (4021)
إِلَيْكَ بِمَا عَزَبَ (4022)
عَنْكَ مِنْ عَقْلِكَ! -----------------------------
إِيَّاكَ ومُسَامَاةَ (4023)
اللَّه فِي عَظَمَتِه والتَّشَبُّه بِه فِي جَبَرُوتِه - فَإِنَّ اللَّه يُذِلُّ
كُلَّ جَبَّارٍ ويُهِينُ كُلَّ مُخْتَالٍ. أَنْصِفِ اللَّه وأَنْصِفِ النَّاسَ
مِنْ نَفْسِكَ - ومِنْ خَاصَّةِ أَهْلِكَ - ومَنْ لَكَ فِيه هَوًى (4024)
مِنْ رَعِيَّتِكَ - فَإِنَّكَ إِلَّا تَفْعَلْ تَظْلِمْ - ومَنْ ظَلَمَ عِبَادَ
اللَّه كَانَ اللَّه خَصْمَه دُونَ عِبَادِه - ومَنْ خَاصَمَه اللَّه أَدْحَضَ (4025)
حُجَّتَه، وكَانَ لِلَّه حَرْباً (4026)
حَتَّى يَنْزِعَ (4027)
أَوْ يَتُوبَ - ولَيْسَ شَيْءٌ أَدْعَى إِلَى تَغْيِيرِ نِعْمَةِ اللَّه
وتَعْجِيلِ نِقْمَتِه - مِنْ إِقَامَةٍ عَلَى ظُلْمٍ - فَإِنَّ اللَّه سَمِيعٌ
دَعْوَةَ الْمُضْطَهَدِينَ - وهُوَ لِلظَّالِمِينَ بِالْمِرْصَادِ. ولْيَكُنْ أَحَبَّ الأُمُورِ إِلَيْكَ
أَوْسَطُهَا فِي الْحَقِّ - وأَعَمُّهَا فِي الْعَدْلِ وأَجْمَعُهَا لِرِضَى
الرَّعِيَّةِ - فَإِنَّ سُخْطَ الْعَامَّةِ يُجْحِفُ (4028)
بِرِضَى الْخَاصَّةِ - وإِنَّ سُخْطَ الْخَاصَّةِ يُغْتَفَرُ مَعَ رِضَى
الْعَامَّةِ - ولَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الرَّعِيَّةِ أَثْقَلَ عَلَى الْوَالِي
مَئُونَةً فِي الرَّخَاءِ - وأَقَلَّ مَعُونَةً لَه فِي الْبَلَاءِ - وأَكْرَه
لِلإِنْصَافِ وأَسْأَلَ بِالإِلْحَافِ (4029) -
وأَقَلَّ شُكْراً عِنْدَ الإِعْطَاءِ وأَبْطَأَ عُذْراً عِنْدَ الْمَنْعِ -
وأَضْعَفَ صَبْراً عِنْدَ مُلِمَّاتِ الدَّهْرِ - مِنْ أَهْلِ الْخَاصَّةِ -
وإِنَّمَا عِمَادُ الدِّينِ وجِمَاعُ (4030)
الْمُسْلِمِينَ - والْعُدَّةُ لِلأَعْدَاءِ الْعَامَّةُ مِنَ الأُمَّةِ -
فَلْيَكُنْ صِغْوُكَ (4031)
لَهُمْ ومَيْلُكَ مَعَهُمْ. ولْيَكُنْ أَبْعَدَ رَعِيَّتِكَ مِنْكَ
وأَشْنَأَهُمْ (4032)
عِنْدَكَ - أَطْلَبُهُمْ (4033)
لِمَعَايِبِ النَّاسِ - فَإِنَّ فِي النَّاسِ عُيُوباً الْوَالِي أَحَقُّ مَنْ
سَتَرَهَا - فَلَا تَكْشِفَنَّ عَمَّا غَابَ عَنْكَ مِنْهَا - فَإِنَّمَا
عَلَيْكَ تَطْهِيرُ مَا ظَهَرَ لَكَ - واللَّه يَحْكُمُ عَلَى مَا غَابَ عَنْكَ
- فَاسْتُرِ الْعَوْرَةَ مَا اسْتَطَعْتَ - يَسْتُرِ اللَّه مِنْكَ مَا تُحِبُّ
سَتْرَه مِنْ رَعِيَّتِكَ - أَطْلِقْ (4034)
عَنِ النَّاسِ عُقْدَةَ كُلِّ حِقْدٍ - واقْطَعْ عَنْكَ سَبَبَ كُلِّ وِتْرٍ (4035) -
وتَغَابَ (4036)
عَنْ كُلِّ مَا لَا يَضِحُ (4037)
لَكَ - ولَا تَعْجَلَنَّ إِلَى تَصْدِيقِ سَاعٍ -
فَإِنَّ السَّاعِيَ (4038)
غَاشٌّ وإِنْ تَشَبَّه بِالنَّاصِحِينَ. -----------------------------
ولَا تُدْخِلَنَّ فِي مَشُورَتِكَ
بَخِيلًا يَعْدِلُ بِكَ عَنِ الْفَضْلِ (4039) -
ويَعِدُكَ الْفَقْرَ (4040) -
ولَا جَبَاناً يُضْعِفُكَ عَنِ الأُمُورِ - ولَا حَرِيصاً يُزَيِّنُ لَكَ
الشَّرَه (4041)
بِالْجَوْرِ - فَإِنَّ الْبُخْلَ والْجُبْنَ والْحِرْصَ غَرَائِزُ شَتَّى (4042) -
يَجْمَعُهَا سُوءُ الظَّنِّ بِاللَّه. إِنَّ شَرَّ وُزَرَائِكَ مَنْ كَانَ
لِلأَشْرَارِ قَبْلَكَ وَزِيراً - ومَنْ شَرِكَهُمْ فِي الآثَامِ فَلَا
يَكُونَنَّ لَكَ بِطَانَةً (4043) -
فَإِنَّهُمْ أَعْوَانُ الأَثَمَةِ (4044)
وإِخْوَانُ الظَّلَمَةِ (4045) -
وأَنْتَ وَاجِدٌ مِنْهُمْ خَيْرَ الْخَلَفِ - مِمَّنْ لَه مِثْلُ آرَائِهِمْ
ونَفَاذِهِمْ - ولَيْسَ عَلَيْه مِثْلُ آصَارِهِمْ (4046)
وأَوْزَارِهِمْ (4047)
وآثَامِهِمْ - مِمَّنْ لَمْ يُعَاوِنْ ظَالِماً عَلَى ظُلْمِه ولَا آثِماً عَلَى
إِثْمِه - أُولَئِكَ أَخَفُّ عَلَيْكَ مَئُونَةً وأَحْسَنُ لَكَ مَعُونَةً -
وأَحْنَى عَلَيْكَ عَطْفاً وأَقَلُّ لِغَيْرِكَ إِلْفاً (4048) -
فَاتَّخِذْ أُولَئِكَ خَاصَّةً لِخَلَوَاتِكَ وحَفَلَاتِكَ - ثُمَّ لْيَكُنْ
آثَرُهُمْ عِنْدَكَ أَقْوَلَهُمْ بِمُرِّ الْحَقِّ لَكَ - وأَقَلَّهُمْ
مُسَاعَدَةً فِيمَا يَكُونُ مِنْكَ مِمَّا كَرِه اللَّه لأَوْلِيَائِه -
وَاقِعاً ذَلِكَ مِنْ هَوَاكَ حَيْثُ وَقَعَ والْصَقْ بِأَهْلِ الْوَرَعِ
والصِّدْقِ - ثُمَّ رُضْهُمْ (4049)
عَلَى أَلَّا يُطْرُوكَ - ولَا يَبْجَحُوكَ (4050)
بِبَاطِلٍ لَمْ تَفْعَلْه - فَإِنَّ كَثْرَةَ الإِطْرَاءِ تُحْدِثُ الزَّهْوَ (4051)
وتُدْنِي (4052)
مِنَ الْعِزَّةِ. ولَا يَكُونَنَّ الْمُحْسِنُ
والْمُسِيءُ عِنْدَكَ بِمَنْزِلَةٍ سَوَاءٍ - فَإِنَّ فِي ذَلِكَ تَزْهِيداً
لأَهْلِ الإِحْسَانِ فِي الإِحْسَانِ - وتَدْرِيباً لأَهْلِ الإِسَاءَةِ عَلَى
الإِسَاءَةِ - وأَلْزِمْ كُلاًّ مِنْهُمْ مَا أَلْزَمَ نَفْسَه واعْلَمْ أَنَّه
لَيْسَ شَيْءٌ بِأَدْعَى - إِلَى حُسْنِ ظَنِّ رَاعٍ بِرَعِيَّتِه - مِنْ
إِحْسَانِه إِلَيْهِمْ وتَخْفِيفِه الْمَئُونَاتِ عَلَيْهِمْ - وتَرْكِ
اسْتِكْرَاهِه إِيَّاهُمْ عَلَى مَا لَيْسَ لَه قِبَلَهُمْ (4053) -
فَلْيَكُنْ مِنْكَ فِي ذَلِكَ أَمْرٌ - يَجْتَمِعُ لَكَ بِه حُسْنُ الظَّنِّ
بِرَعِيَّتِكَ - فَإِنَّ حُسْنَ الظَّنِّ يَقْطَعُ عَنْكَ نَصَباً (4054)
طَوِيلًا - وإِنَّ أَحَقَّ مَنْ حَسُنَ ظَنُّكَ بِه لَمَنْ حَسُنَ بَلَاؤُكَ
عِنْدَه (4055). وإِنَّ أَحَقَّ مَنْ سَاءَ ظَنُّكَ بِه
لَمَنْ سَاءَ بَلَاؤُكَ عِنْدَه - ولَا تَنْقُضْ سُنَّةً صَالِحَةً عَمِلَ بِهَا
صُدُورُ هَذِه الأُمَّةِ - واجْتَمَعَتْ بِهَا الأُلْفَةُ وصَلَحَتْ عَلَيْهَا
الرَّعِيَّةُ - ولَا تُحْدِثَنَّ سُنَّةً تَضُرُّ بِشَيْءٍ مِنْ مَاضِي تِلْكَ
السُّنَنِ - فَيَكُونَ الأَجْرُ لِمَنْ سَنَّهَا - والْوِزْرُ عَلَيْكَ بِمَا
نَقَضْتَ مِنْهَا. وأَكْثِرْ مُدَارَسَةَ الْعُلَمَاءِ
ومُنَاقَشَةَ الْحُكَمَاءِ - فِي تَثْبِيتِ مَا صَلَحَ عَلَيْه أَمْرُ بِلَادِكَ
- وإِقَامَةِ مَا اسْتَقَامَ بِه النَّاسُ قَبْلَكَ. -----------------------------
واعْلَمْ أَنَّ الرَّعِيَّةَ طَبَقَاتٌ
- لَا يَصْلُحُ بَعْضُهَا إِلَّا بِبَعْضٍ - ولَا غِنَى بِبَعْضِهَا عَنْ بَعْضٍ
- فَمِنْهَا جُنُودُ اللَّه ومِنْهَا كُتَّابُ الْعَامَّةِ والْخَاصَّةِ -
ومِنْهَا قُضَاةُ الْعَدْلِ ومِنْهَا عُمَّالُ الإِنْصَافِ والرِّفْقِ -
ومِنْهَا أَهْلُ الْجِزْيَةِ والْخَرَاجِ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ ومُسْلِمَةِ
النَّاسِ - ومِنْهَا التُّجَّارُ وأَهْلُ الصِّنَاعَاتِ ومِنْهَا الطَّبَقَةُ
السُّفْلَى مِنْ ذَوِي الْحَاجَةِ والْمَسْكَنَةِ - وكُلٌّ قَدْ سَمَّى اللَّه
لَه سَهْمَه (4056) -
ووَضَعَ عَلَى حَدِّه فَرِيضَةً فِي كِتَابِه أَوْ سُنَّةِ نَبِيِّه صلىاللهعليهوآله
عَهْداً - مِنْه عِنْدَنَا مَحْفُوظاً. فَالْجُنُودُ بِإِذْنِ اللَّه حُصُونُ
الرَّعِيَّةِ وزَيْنُ الْوُلَاةِ - وعِزُّ الدِّينِ وسُبُلُ الأَمْنِ - ولَيْسَ
تَقُومُ الرَّعِيَّةُ إِلَّا بِهِمْ - ثُمَّ لَا قِوَامَ لِلْجُنُودِ - إِلَّا
بِمَا يُخْرِجُ اللَّه لَهُمْ مِنَ الْخَرَاجِ - الَّذِي يَقْوَوْنَ بِه عَلَى
جِهَادِ عَدُوِّهِمْ - ويَعْتَمِدُونَ عَلَيْه فِيمَا يُصْلِحُهُمْ - ويَكُونُ
مِنْ وَرَاءِ حَاجَتِهِمْ (4057) -
ثُمَّ لَا قِوَامَ لِهَذَيْنِ الصِّنْفَيْنِ إِلَّا بِالصِّنْفِ الثَّالِثِ -
مِنَ الْقُضَاةِ والْعُمَّالِ والْكُتَّابِ - لِمَا يُحْكِمُونَ مِنَ
الْمَعَاقِدِ (4058)
ويَجْمَعُونَ مِنَ الْمَنَافِعِ - ويُؤْتَمَنُونَ عَلَيْه مِنْ خَوَاصِّ
الأُمُورِ وعَوَامِّهَا - ولَا قِوَامَ لَهُمْ جَمِيعاً إِلَّا بِالتُّجَّارِ
وذَوِي الصِّنَاعَاتِ - فِيمَا يَجْتَمِعُونَ عَلَيْه مِنْ مَرَافِقِهِمْ (4059) -
ويُقِيمُونَه مِنْ أَسْوَاقِهِمْ - ويَكْفُونَهُمْ مِنَ التَّرَفُّقِ (4060)
بِأَيْدِيهِمْ - مَا لَا يَبْلُغُه رِفْقُ غَيْرِهِمْ - ثُمَّ الطَّبَقَةُ
السُّفْلَى مِنْ أَهْلِ الْحَاجَةِ والْمَسْكَنَةِ - الَّذِينَ يَحِقُّ
رِفْدُهُمْ (4061)
ومَعُونَتُهُمْ - وفِي اللَّه لِكُلٍّ سَعَةٌ - ولِكُلٍّ عَلَى الْوَالِي حَقٌّ
بِقَدْرِ مَا يُصْلِحُه - ولَيْسَ يَخْرُجُ الْوَالِي - مِنْ حَقِيقَةِ مَا
أَلْزَمَه اللَّه مِنْ ذَلِكَ - إِلَّا بِالِاهْتِمَامِ والِاسْتِعَانَةِ
بِاللَّه - وتَوْطِينِ نَفْسِه عَلَى لُزُومِ الْحَقِّ - والصَّبْرِ عَلَيْه
فِيمَا خَفَّ عَلَيْه أَوْ ثَقُلَ: فَوَلِّ مِنْ جُنُودِكَ - أَنْصَحَهُمْ فِي
نَفْسِكَ لِلَّه ولِرَسُولِه ولإِمَامِكَ - وأَنْقَاهُمْ جَيْباً (4062) وأَفْضَلَهُمْ
حِلْماً (4063)، مِمَّنْ يُبْطِئُ عَنِ الْغَضَبِ ويَسْتَرِيحُ
إِلَى الْعُذْرِ - ويَرْأَفُ بِالضُّعَفَاءِ ويَنْبُو عَلَى الأَقْوِيَاءِ (4064) -
ومِمَّنْ لَا يُثِيرُه الْعُنْفُ ولَا يَقْعُدُ بِه الضَّعْفُ. -----------------------------
ثُمَّ الْصَقْ بِذَوِي الْمُرُوءَاتِ
والأَحْسَابِ - وأَهْلِ الْبُيُوتَاتِ الصَّالِحَةِ والسَّوَابِقِ الْحَسَنَةِ -
ثُمَّ أَهْلِ النَّجْدَةِ والشَّجَاعَةِ والسَّخَاءِ والسَّمَاحَةِ -
فَإِنَّهُمْ جِمَاعٌ (4065)
مِنَ الْكَرَمِ وشُعَبٌ (4066)
مِنَ الْعُرْفِ (4067) -
ثُمَّ تَفَقَّدْ مِنْ أُمُورِهِمْ مَا يَتَفَقَّدُ الْوَالِدَانِ مِنْ
وَلَدِهِمَا - ولَا يَتَفَاقَمَنَّ (4068)
فِي نَفْسِكَ شَيْءٌ قَوَّيْتَهُمْ بِه - ولَا تَحْقِرَنَّ لُطْفاً (4069)
تَعَاهَدْتَهُمْ بِه وإِنْ قَلَّ - فَإِنَّه دَاعِيَةٌ لَهُمْ إِلَى بَذْلِ
النَّصِيحَةِ لَكَ وحُسْنِ الظَّنِّ بِكَ - ولَا تَدَعْ تَفَقُّدَ لَطِيفِ
أُمُورِهِمُ اتِّكَالًا عَلَى جَسِيمِهَا - فَإِنَّ لِلْيَسِيرِ مِنْ لُطْفِكَ
مَوْضِعاً يَنْتَفِعُونَ بِه - ولِلْجَسِيمِ مَوْقِعاً لَا يَسْتَغْنُونَ عَنْه. ولْيَكُنْ آثَرُ (4070)
رُءُوسِ جُنْدِكَ عِنْدَكَ مَنْ وَاسَاهُمْ (4071)
فِي مَعُونَتِه - وأَفْضَلَ (4072)
عَلَيْهِمْ مِنْ جِدَتِه (4073) -
بِمَا يَسَعُهُمْ ويَسَعُ مَنْ وَرَاءَهُمْ مِنْ خُلُوفِ (4074)
أَهْلِيهِمْ - حَتَّى يَكُونَ هَمُّهُمْ هَمّاً وَاحِداً فِي جِهَادِ الْعَدُوِّ
- فَإِنَّ عَطْفَكَ عَلَيْهِمْ يَعْطِفُ قُلُوبَهُمْ عَلَيْكَ - وإِنَّ أَفْضَلَ
قُرَّةِ عَيْنِ الْوُلَاةِ اسْتِقَامَةُ الْعَدْلِ فِي الْبِلَادِ وظُهُورُ
مَوَدَّةِ الرَّعِيَّةِ وإِنَّه لَا تَظْهَرُ مَوَدَّتُهُمْ إِلَّا بِسَلَامَةِ
صُدُورِهِمْ ولَا تَصِحُّ نَصِيحَتُهُمْ إِلَّا بِحِيطَتِهِمْ (4075)
عَلَى وُلَاةِ الأُمُورِ - وقِلَّةِ اسْتِثْقَالِ دُوَلِهِمْ –
وتَرْكِ اسْتِبْطَاءِ انْقِطَاعِ مُدَّتِهِمْ - فَافْسَحْ فِي آمَالِهِمْ
ووَاصِلْ فِي حُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِمْ - وتَعْدِيدِ مَا أَبْلَى ذَوُو
الْبَلَاءِ (4076)
مِنْهُمْ - فَإِنَّ كَثْرَةَ الذِّكْرِ لِحُسْنِ أَفْعَالِهِمْ تَهُزُّ
الشُّجَاعَ - وتُحَرِّضُ النَّاكِلَ (4077)
إِنْ شَاءَ اللَّه. -----------------------------
ثُمَّ اعْرِفْ لِكُلِّ امْرِئٍ
مِنْهُمْ مَا أَبْلَى - ولَا تَضُمَّنَّ بَلَاءَ امْرِئٍ إِلَى غَيْرِه - ولَا
تُقَصِّرَنَّ بِه دُونَ غَايَةِ بَلَائِه (4078) -
ولَا يَدْعُوَنَّكَ شَرَفُ امْرِئٍ - إِلَى أَنْ تُعْظِمَ مِنْ بَلَائِه مَا
كَانَ صَغِيراً - ولَا ضَعَةُ امْرِئٍ إِلَى أَنْ تَسْتَصْغِرَ مِنْ بَلَائِه
مَا كَانَ عَظِيماً. وارْدُدْ إِلَى اللَّه ورَسُولِه مَا
يُضْلِعُكَ (4079)
مِنَ الْخُطُوبِ - ويَشْتَبِه عَلَيْكَ مِنَ الأُمُورِ - فَقَدْ قَالَ اللَّه
تَعَالَى لِقَوْمٍ أَحَبَّ إِرْشَادَهُمْ - (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
أَطِيعُوا الله وأَطِيعُوا الرَّسُولَ - وأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ - فَإِنْ
تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوه إِلَى الله والرَّسُولِ) - فَالرَّدُّ
إِلَى اللَّه الأَخْذُ بِمُحْكَمِ كِتَابِه (4080) -
والرَّدُّ إِلَى الرَّسُولِ الأَخْذُ بِسُنَّتِه الْجَامِعَةِ غَيْرِ
الْمُفَرِّقَةِ. ثُمَّ اخْتَرْ لِلْحُكْمِ بَيْنَ
النَّاسِ أَفْضَلَ رَعِيَّتِكَ فِي نَفْسِكَ - مِمَّنْ لَا تَضِيقُ بِه
الأُمُورُ ولَا تُمَحِّكُه (4081)
الْخُصُومُ - ولَا يَتَمَادَى (4082)
فِي الزَّلَّةِ (4083) -
ولَا يَحْصَرُ (4084)
مِنَ الْفَيْءِ (4085)
إِلَى الْحَقِّ إِذَا عَرَفَه - ولَا تُشْرِفُ (4086)
نَفْسُه عَلَى طَمَعٍ - ولَا يَكْتَفِي بِأَدْنَى فَهْمٍ دُونَ أَقْصَاه (4087) -
وأَوْقَفَهُمْ فِي الشُّبُهَاتِ (4088) وآخَذَهُمْ
بِالْحُجَجِ - وأَقَلَّهُمْ تَبَرُّماً (4089)
بِمُرَاجَعَةِ الْخَصْمِ - وأَصْبَرَهُمْ عَلَى تَكَشُّفِ الأُمُورِ -
وأَصْرَمَهُمْ (4090)
عِنْدَ اتِّضَاحِ الْحُكْمِ - مِمَّنْ لَا يَزْدَهِيه إِطْرَاءٌ (4091)
ولَا يَسْتَمِيلُه إِغْرَاءٌ - وأُولَئِكَ قَلِيلٌ - ثُمَّ أَكْثِرْ تَعَاهُدَ (4092)
قَضَائِه - وافْسَحْ لَه فِي الْبَذْلِ (4093)
مَا يُزِيلُ عِلَّتَه - وتَقِلُّ مَعَه حَاجَتُه إِلَى النَّاسِ - وأَعْطِه مِنَ
الْمَنْزِلَةِ لَدَيْكَ مَا لَا يَطْمَعُ فِيه غَيْرُه مِنْ خَاصَّتِكَ -
لِيَأْمَنَ بِذَلِكَ اغْتِيَالَ الرِّجَالِ لَه عِنْدَكَ - فَانْظُرْ فِي ذَلِكَ
نَظَراً بَلِيغاً - فَإِنَّ هَذَا الدِّينَ قَدْ كَانَ أَسِيراً فِي أَيْدِي
الأَشْرَارِ - يُعْمَلُ فِيه بِالْهَوَى وتُطْلَبُ بِه الدُّنْيَا. -----------------------------
ثُمَّ انْظُرْ فِي أُمُورِ عُمَّالِكَ
فَاسْتَعْمِلْهُمُ اخْتِبَاراً (4094) -
ولَا تُوَلِّهِمْ مُحَابَاةً (4095)
وأَثَرَةً (4096) -
فَإِنَّهُمَا جِمَاعٌ مِنْ شُعَبِ (4097)
الْجَوْرِ والْخِيَانَةِ - وتَوَخَّ (4098)
مِنْهُمْ أَهْلَ التَّجْرِبَةِ والْحَيَاءِ - مِنْ أَهْلِ الْبُيُوتَاتِ
الصَّالِحَةِ والْقَدَمِ (4099)
فِي الإِسْلَامِ الْمُتَقَدِّمَةِ - فَإِنَّهُمْ أَكْرَمُ أَخْلَاقاً وأَصَحُّ
أَعْرَاضاً - وأَقَلُّ فِي الْمَطَامِعِ إِشْرَاقاً - وأَبْلَغُ فِي عَوَاقِبِ
الأُمُورِ نَظَراً - ثُمَّ أَسْبِغْ (4100)
عَلَيْهِمُ الأَرْزَاقَ - فَإِنَّ ذَلِكَ قُوَّةٌ لَهُمْ عَلَى اسْتِصْلَاحِ
أَنْفُسِهِمْ - وغِنًى لَهُمْ عَنْ تَنَاوُلِ مَا تَحْتَ أَيْدِيهِمْ - وحُجَّةٌ
عَلَيْهِمْ إِنْ خَالَفُوا أَمْرَكَ أَوْ ثَلَمُوا أَمَانَتَكَ (4101) -
ثُمَّ تَفَقَّدْ أَعْمَالَهُمْ - وابْعَثِ الْعُيُونَ (4102)
مِنْ أَهْلِ الصِّدْقِ والْوَفَاءِ عَلَيْهِمْ - فَإِنَّ تَعَاهُدَكَ فِي
السِّرِّ لأُمُورِهِمْ - حَدْوَةٌ لَهُمْ (4103)
عَلَى اسْتِعْمَالِ الأَمَانَةِ والرِّفْقِ بِالرَّعِيَّةِ - وتَحَفَّظْ مِنَ
الأَعْوَانِ - فَإِنْ أَحَدٌ مِنْهُمْ بَسَطَ يَدَه إِلَى خِيَانَةٍ -
اجْتَمَعَتْ بِهَا عَلَيْه عِنْدَكَ أَخْبَارُ عُيُونِكَ - اكْتَفَيْتَ بِذَلِكَ
شَاهِداً - فَبَسَطْتَ عَلَيْه الْعُقُوبَةَ فِي بَدَنِه - وأَخَذْتَه بِمَا
أَصَابَ مِنْ عَمَلِه - ثُمَّ نَصَبْتَه بِمَقَامِ الْمَذَلَّةِ ووَسَمْتَه
بِالْخِيَانَةِ - وقَلَّدْتَه عَارَ التُّهَمَةِ. وتَفَقَّدْ أَمْرَ الْخَرَاجِ بِمَا
يُصْلِحُ أَهْلَه - فَإِنَّ فِي صَلَاحِه وصَلَاحِهِمْ صَلَاحاً لِمَنْ
سِوَاهُمْ - ولَا صَلَاحَ لِمَنْ سِوَاهُمْ إِلَّا بِهِمْ - لأَنَّ النَّاسَ
كُلَّهُمْ عِيَالٌ عَلَى الْخَرَاجِ وأَهْلِه - ولْيَكُنْ نَظَرُكَ فِي
عِمَارَةِ الأَرْضِ - أَبْلَغَ مِنْ نَظَرِكَ فِي اسْتِجْلَابِ الْخَرَاجِ -
لأَنَّ ذَلِكَ لَا يُدْرَكُ إِلَّا بِالْعِمَارَةِ - ومَنْ طَلَبَ الْخَرَاجَ
بِغَيْرِ عِمَارَةٍ أَخْرَبَ الْبِلَادَ - وأَهْلَكَ الْعِبَادَ ولَمْ
يَسْتَقِمْ أَمْرُه إِلَّا قَلِيلًا - فَإِنْ شَكَوْا ثِقَلًا أَوْ عِلَّةً (4104)
أَوِ انْقِطَاعَ شِرْبٍ (4105)
أَوْ بَالَّةٍ (4106) -
أَوْ إِحَالَةَ أَرْضٍ (4107)
اغْتَمَرَهَا (4108)
غَرَقٌ - أَوْ أَجْحَفَ (4109)
بِهَا عَطَشٌ - خَفَّفْتَ عَنْهُمْ بِمَا تَرْجُو أَنْ يَصْلُحَ بِه أَمْرُهُمْ
- ولَا يَثْقُلَنَّ عَلَيْكَ شَيْءٌ خَفَّفْتَ بِه الْمَئُونَةَ عَنْهُمْ -
فَإِنَّه ذُخْرٌ يَعُودُونَ بِه عَلَيْكَ فِي عِمَارَةِ بِلَادِكَ - وتَزْيِينِ
وِلَايَتِكَ مَعَ اسْتِجْلَابِكَ حُسْنَ ثَنَائِهِمْ - وتَبَجُّحِكَ (4110)
بِاسْتِفَاضَةِ (4111)
الْعَدْلِ فِيهِمْ - مُعْتَمِداً فَضْلَ قُوَّتِهِمْ (4112) -
بِمَا ذَخَرْتَ (4113)
عِنْدَهُمْ مِنْ إِجْمَامِكَ (4114)
لَهُمْ - والثِّقَةَ مِنْهُمْ بِمَا عَوَّدْتَهُمْ مِنْ عَدْلِكَ عَلَيْهِمْ
ورِفْقِكَ بِهِمْ - فَرُبَّمَا حَدَثَ مِنَ الأُمُورِ - مَا إِذَا عَوَّلْتَ
فِيه عَلَيْهِمْ مِنْ بَعْدُ احْتَمَلُوه - طَيِّبَةً أَنْفُسُهُمْ بِه -
فَإِنَّ الْعُمْرَانَ مُحْتَمِلٌ مَا حَمَّلْتَه - وإِنَّمَا يُؤْتَى خَرَابُ
الأَرْضِ مِنْ إِعْوَازِ (4115) أَهْلِهَا - وإِنَّمَا يُعْوِزُ أَهْلُهَا
لإِشْرَافِ أَنْفُسِ الْوُلَاةِ عَلَى الْجَمْعِ (4116) -
وسُوءِ ظَنِّهِمْ بِالْبَقَاءِ وقِلَّةِ انْتِفَاعِهِمْ بِالْعِبَرِ. -----------------------------
ثُمَّ انْظُرْ فِي حَالِ كُتَّابِكَ -
فَوَلِّ عَلَى أُمُورِكَ خَيْرَهُمْ - واخْصُصْ رَسَائِلَكَ الَّتِي تُدْخِلُ
فِيهَا مَكَايِدَكَ وأَسْرَارَكَ - بِأَجْمَعِهِمْ لِوُجُوه صَالِحِ الأَخْلَاقِ
مِمَّنْ لَا تُبْطِرُه (4117)
الْكَرَامَةُ - فَيَجْتَرِئَ بِهَا عَلَيْكَ فِي خِلَافٍ لَكَ بِحَضْرَةِ مَلإٍ (4118) -
ولَا تَقْصُرُ بِه الْغَفْلَةُ (4119)
عَنْ إِيرَادِ مُكَاتَبَاتِ عُمِّالِكَ عَلَيْكَ - وإِصْدَارِ جَوَابَاتِهَا
عَلَى الصَّوَابِ عَنْكَ - فِيمَا يَأْخُذُ لَكَ ويُعْطِي مِنْكَ - ولَا
يُضْعِفُ عَقْداً اعْتَقَدَه لَكَ (4120) -
ولَا يَعْجِزُ عَنْ إِطْلَاقِ مَا عُقِدَ عَلَيْكَ (4121) -
ولَا يَجْهَلُ مَبْلَغَ قَدْرِ نَفْسِه فِي الأُمُورِ - فَإِنَّ الْجَاهِلَ
بِقَدْرِ نَفْسِه يَكُونُ بِقَدْرِ غَيْرِه أَجْهَلَ - ثُمَّ لَا يَكُنِ
اخْتِيَارُكَ إِيَّاهُمْ عَلَى فِرَاسَتِكَ (4122) -
واسْتِنَامَتِكَ (4123)
وحُسْنِ الظَّنِّ مِنْكَ - فَإِنَّ الرِّجَالَ يَتَعَرَّضُونَ لِفِرَاسَاتِ (4124)
الْوُلَاةِ - بِتَصَنُّعِهِمْ (4125)
وحُسْنِ خِدْمَتِهِمْ - ولَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ النَّصِيحَةِ والأَمَانَةِ
شَيْءٌ - ولَكِنِ اخْتَبِرْهُمْ بِمَا وُلُّوا لِلصَّالِحِينَ قَبْلَكَ -
فَاعْمِدْ لأَحْسَنِهِمْ كَانَ فِي الْعَامَّةِ أَثَراً - وأَعْرَفِهِمْ
بِالأَمَانَةِ وَجْهاً - فَإِنَّ ذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى نَصِيحَتِكَ لِلَّه
ولِمَنْ وُلِّيتَ أَمْرَه - واجْعَلْ لِرَأْسِ كُلِّ أَمْرٍ مِنْ أُمُورِكَ
رَأْساً مِنْهُمْ - لَا يَقْهَرُه كَبِيرُهَا ولَا يَتَشَتَّتُ عَلَيْه
كَثِيرُهَا - ومَهْمَا كَانَ فِي كُتَّابِكَ مِنْ عَيْبٍ فَتَغَابَيْتَ (4126)
عَنْه أُلْزِمْتَه. -----------------------------
ثُمَّ اسْتَوْصِ بِالتُّجَّارِ وذَوِي
الصِّنَاعَاتِ وأَوْصِ بِهِمْ خَيْراً - الْمُقِيمِ مِنْهُمْ والْمُضْطَرِبِ
بِمَالِه (4127)
والْمُتَرَفِّقِ (4128)
بِبَدَنِه - فَإِنَّهُمْ مَوَادُّ الْمَنَافِعِ وأَسْبَابُ الْمَرَافِقِ (4129) -
وجُلَّابُهَا مِنَ الْمَبَاعِدِ والْمَطَارِحِ (4130) -
فِي بَرِّكَ وبَحْرِكَ وسَهْلِكَ وجَبَلِكَ - وحَيْثُ لَا يَلْتَئِمُ النَّاسُ
لِمَوَاضِعِهَا (4131) -
ولَا يَجْتَرِءُونَ عَلَيْهَا - فَإِنَّهُمْ سِلْمٌ (4132)
لَا تُخَافُ بَائِقَتُه (4133) -
وصُلْحٌ لَا تُخْشَى غَائِلَتُه - وتَفَقَّدْ أُمُورَهُمْ بِحَضْرَتِكَ وفِي
حَوَاشِي بِلَادِكَ - واعْلَمْ مَعَ ذَلِكَ أَنَّ فِي كَثِيرٍ مِنْهُمْ ضِيقاً (4134)
فَاحِشاً - وشُحّاً (4135)
قَبِيحاً - واحْتِكَاراً (4136)
لِلْمَنَافِعِ وتَحَكُّماً فِي الْبِيَاعَاتِ - وذَلِكَ بَابُ مَضَرَّةٍ
لِلْعَامَّةِ - وعَيْبٌ عَلَى الْوُلَاةِ فَامْنَعْ مِنَ الِاحْتِكَارِ -
فَإِنَّ رَسُولَ اللَّه صلىاللهعليهوآله
مَنَعَ مِنْه - ولْيَكُنِ الْبَيْعُ بَيْعاً سَمْحاً بِمَوَازِينِ عَدْلٍ -
وأَسْعَارٍ لَا تُجْحِفُ بِالْفَرِيقَيْنِ مِنَ الْبَائِعِ والْمُبْتَاعِ (4137) -
فَمَنْ قَارَفَ (4138)
حُكْرَةً (4139)
بَعْدَ نَهْيِكَ إِيَّاه فَنَكِّلْ بِه (4140) -
وعَاقِبْه فِي غَيْرِ إِسْرَافٍ (4141). -----------------------------
ثُمَّ اللَّه اللَّه فِي الطَّبَقَةِ
السُّفْلَى مِنَ الَّذِينَ لَا حِيلَةَ لَهُمْ - مِنَ الْمَسَاكِينِ
والْمُحْتَاجِينَ وأَهْلِ الْبُؤْسَى (4142)
والزَّمْنَى (4143) -
فَإِنَّ فِي هَذِه الطَّبَقَةِ قَانِعاً (4144)
ومُعْتَرّاً (4145) -
واحْفَظِ لِلَّه مَا اسْتَحْفَظَكَ (4146)
مِنْ حَقِّه فِيهِمْ - واجْعَلْ لَهُمْ قِسْماً مِنْ بَيْتِ مَالِكِ - وقِسْماً
مِنْ غَلَّاتِ (4147)
صَوَافِي (4148)
الإِسْلَامِ فِي كُلِّ بَلَدٍ - فَإِنَّ لِلأَقْصَى مِنْهُمْ مِثْلَ الَّذِي
لِلأَدْنَى – وكُلٌّ قَدِ اسْتُرْعِيتَ حَقَّه -
ولَا يَشْغَلَنَّكَ عَنْهُمْ بَطَرٌ (4149) -
فَإِنَّكَ لَا تُعْذَرُ بِتَضْيِيعِكَ التَّافِه (4150)
لإِحْكَامِكَ الْكَثِيرَ الْمُهِمَّ - فَلَا تُشْخِصْ هَمَّكَ (4151)
عَنْهُمْ ولَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لَهُمْ (4152) -
وتَفَقَّدْ أُمُورَ مَنْ لَا يَصِلُ إِلَيْكَ مِنْهُمْ - مِمَّنْ تَقْتَحِمُه
الْعُيُونُ (4153)
وتَحْقِرُه الرِّجَالُ - فَفَرِّغْ لأُولَئِكَ ثِقَتَكَ (4154)
مِنْ أَهْلِ الْخَشْيَةِ والتَّوَاضُعِ - فَلْيَرْفَعْ إِلَيْكَ أُمُورَهُمْ -
ثُمَّ اعْمَلْ فِيهِمْ بِالإِعْذَارِ إِلَى اللَّه (4155)
يَوْمَ تَلْقَاه - فَإِنَّ هَؤُلَاءِ مِنْ بَيْنِ الرَّعِيَّةِ أَحْوَجُ إِلَى
الإِنْصَافِ مِنْ غَيْرِهِمْ - وكُلٌّ فَأَعْذِرْ إِلَى اللَّه فِي تَأْدِيَةِ
حَقِّه إِلَيْه - وتَعَهَّدْ أَهْلَ الْيُتْمِ وذَوِي الرِّقَّةِ فِي السِّنِّ (4156) -
مِمَّنْ لَا حِيلَةَ لَه ولَا يَنْصِبُ لِلْمَسْأَلَةِ نَفْسَه - وذَلِكَ عَلَى
الْوُلَاةِ ثَقِيلٌ - والْحَقُّ كُلُّه ثَقِيلٌ وقَدْ يُخَفِّفُه اللَّه عَلَى
أَقْوَامٍ - طَلَبُوا الْعَاقِبَةَ فَصَبَّرُوا أَنْفُسَهُمْ - ووَثِقُوا
بِصِدْقِ مَوْعُودِ اللَّه لَهُمْ. -----------------------------
واجْعَلْ لِذَوِي الْحَاجَاتِ (4157)
مِنْكَ قِسْماً تُفَرِّغُ لَهُمْ فِيه شَخْصَكَ - وتَجْلِسُ لَهُمْ مَجْلِساً
عَامّاً - فَتَتَوَاضَعُ فِيه لِلَّه الَّذِي خَلَقَكَ - وتُقْعِدُ عَنْهُمْ
جُنْدَكَ وأَعْوَانَكَ (4158)
مِنْ أَحْرَاسِكَ (4159)
وشُرَطِكَ (4160) -
حَتَّى يُكَلِّمَكَ مُتَكَلِّمُهُمْ غَيْرَ مُتَتَعْتِعٍ (4161) -
فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّه صلىاللهعليهوآله
يَقُولُ فِي غَيْرِ مَوْطِنٍ (4162) -
لَنْ تُقَدَّسَ (4163)
أُمَّةٌ لَا يُؤْخَذُ لِلضَّعِيفِ فِيهَا حَقُّه مِنَ الْقَوِيِّ - غَيْرَ
مُتَتَعْتِعٍ - ثُمَّ احْتَمِلِ الْخُرْقَ (4164)
مِنْهُمْ والْعِيَّ (4165) -
ونَحِّ (4166)
عَنْهُمُ الضِّيقَ (4167) والأَنَفَ (4168) -
يَبْسُطِ اللَّه عَلَيْكَ بِذَلِكَ أَكْنَافَ رَحْمَتِه (4169) -
ويُوجِبْ لَكَ ثَوَابَ طَاعَتِه - وأَعْطِ مَا أَعْطَيْتَ هَنِيئاً (4170) وامْنَعْ
فِي إِجْمَالٍ وإِعْذَارٍ (4171)! ثُمَّ أُمُورٌ مِنْ أُمُورِكَ لَا
بُدَّ لَكَ مِنْ مُبَاشَرَتِهَا - مِنْهَا إِجَابَةُ عُمَّالِكَ بِمَا يَعْيَا (4172)
عَنْه كُتَّابُكَ - ومِنْهَا إِصْدَارُ حَاجَاتِ النَّاسِ يَوْمَ وُرُودِهَا
عَلَيْكَ - بِمَا تَحْرَجُ (4173)
بِه صُدُورُ أَعْوَانِكَ - وأَمْضِ لِكُلِّ يَوْمٍ عَمَلَه فَإِنَّ لِكُلِّ
يَوْمٍ مَا فِيه: واجْعَلْ لِنَفْسِكَ فِيمَا بَيْنَكَ وبَيْنَ اللَّه -
أَفْضَلَ تِلْكَ الْمَوَاقِيتِ وأَجْزَلَ (4174)
تِلْكَ الأَقْسَامِ - وإِنْ كَانَتْ كُلُّهَا لِلَّه إِذَا صَلَحَتْ فِيهَا
النِّيَّةُ - وسَلِمَتْ مِنْهَا الرَّعِيَّةُ. ولْيَكُنْ فِي خَاصَّةِ مَا تُخْلِصُ
بِه لِلَّه دِينَكَ إِقَامَةُ فَرَائِضِه - الَّتِي هِيَ لَه خَاصَّةً -
فَأَعْطِ اللَّه مِنْ بَدَنِكَ فِي لَيْلِكَ ونَهَارِكَ - ووَفِّ مَا
تَقَرَّبْتَ بِه إِلَى اللَّه - مِنْ ذَلِكَ كَامِلًا غَيْرَ مَثْلُومٍ (4175)
ولَا مَنْقُوصٍ - بَالِغاً مِنْ بَدَنِكَ مَا بَلَغَ - وإِذَا قُمْتَ فِي
صَلَاتِكَ لِلنَّاسِ - فَلَا تَكُونَنَّ مُنَفِّراً ولَا مُضَيِّعاً (4176) -
فَإِنَّ فِي النَّاسِ مَنْ بِه الْعِلَّةُ ولَه الْحَاجَةُ - وقَدْ سَأَلْتُ
رَسُولَ اللَّه صلىاللهعليهوآله
حِينَ وَجَّهَنِي إِلَى الْيَمَنِ - كَيْفَ أُصَلِّي بِهِمْ - فَقَالَ صَلِّ
بِهِمْ كَصَلَاةِ أَضْعَفِهِمْ - وكُنْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً». -----------------------------
وأَمَّا بَعْدُ فَلَا تُطَوِّلَنَّ
احْتِجَابَكَ عَنْ رَعِيَّتِكَ - فَإِنَّ احْتِجَابَ الْوُلَاةِ عَنِ
الرَّعِيَّةِ شُعْبَةٌ مِنَ الضِّيقِ - وقِلَّةُ عِلْمٍ بِالأُمُورِ -
والِاحْتِجَابُ مِنْهُمْ يَقْطَعُ عَنْهُمْ عِلْمَ مَا احْتَجَبُوا دُونَه -
فَيَصْغُرُ عِنْدَهُمُ الْكَبِيرُ ويَعْظُمُ الصَّغِيرُ - ويَقْبُحُ الْحَسَنُ
ويَحْسُنُ الْقَبِيحُ - ويُشَابُ الْحَقُّ بِالْبَاطِلِ - وإِنَّمَا الْوَالِي
بَشَرٌ - لَا يَعْرِفُ مَا تَوَارَى عَنْه النَّاسُ بِه مِنَ الأُمُورِ -
ولَيْسَتْ عَلَى الْحَقِّ سِمَاتٌ (4177) -
تُعْرَفُ بِهَا ضُرُوبُ الصِّدْقِ مِنَ الْكَذِبِ - وإِنَّمَا أَنْتَ أَحَدُ
رَجُلَيْنِ - إِمَّا امْرُؤٌ سَخَتْ نَفْسُكَ بِالْبَذْلِ (4178)
فِي الْحَقِّ - فَفِيمَ احْتِجَابُكَ مِنْ وَاجِبِ حَقٍّ تُعْطِيه - أَوْ فِعْلٍ
كَرِيمٍ تُسْدِيه أَوْ مُبْتَلًى بِالْمَنْعِ - فَمَا أَسْرَعَ كَفَّ النَّاسِ
عَنْ مَسْأَلَتِكَ - إِذَا أَيِسُوا (4179)
مِنْ بَذْلِكَ - مَعَ أَنَّ أَكْثَرَ حَاجَاتِ النَّاسِ إِلَيْكَ - مِمَّا لَا
مَئُونَةَ فِيه عَلَيْكَ - مِنْ شَكَاةِ (4180)
مَظْلِمَةٍ أَوْ طَلَبِ إِنْصَافٍ فِي مُعَامَلَةٍ. ثُمَّ إِنَّ لِلْوَالِي خَاصَّةً
وبِطَانَةً - فِيهِمُ اسْتِئْثَارٌ وتَطَاوُلٌ وقِلَّةُ إِنْصَافٍ فِي مُعَامَلَةٍ
فَاحْسِمْ (4181)
مَادَّةَ أُولَئِكَ بِقَطْعِ أَسْبَابِ تِلْكَ الأَحْوَالِ - ولَا تُقْطِعَنَّ (4182)
لأَحَدٍ مِنْ حَاشِيَتِكَ وحَامَّتِكَ (4183)
قَطِيعَةً - ولَا يَطْمَعَنَّ مِنْكَ فِي اعْتِقَادِ (4184)
عُقْدَةٍ - تَضُرُّ بِمَنْ يَلِيهَا مِنَ النَّاسِ - فِي شِرْبٍ (4185)
أَوْ عَمَلٍ مُشْتَرَكٍ - يَحْمِلُونَ مَئُونَتَه عَلَى غَيْرِهِمْ - فَيَكُونَ
مَهْنَأُ (4186)
ذَلِكَ لَهُمْ دُونَكَ - وعَيْبُه عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا والآخِرَةِ. -----------------------------
وأَلْزِمِ الْحَقَّ مَنْ لَزِمَه مِنَ
الْقَرِيبِ والْبَعِيدِ - وكُنْ فِي ذَلِكَ صَابِراً مُحْتَسِباً - وَاقِعاً
ذَلِكَ مِنْ قَرَابَتِكَ وخَاصَّتِكَ حَيْثُ وَقَعَ - وابْتَغِ عَاقِبَتَه بِمَا
يَثْقُلُ عَلَيْكَ مِنْه - فَإِنَّ مَغَبَّةَ (4187)
ذَلِكَ مَحْمُودَةٌ. وإِنْ ظَنَّتِ الرَّعِيَّةُ بِكَ
حَيْفاً (4188)
فَأَصْحِرْ (4189)
لَهُمْ بِعُذْرِكَ - واعْدِلْ (4190)
عَنْكَ ظُنُونَهُمْ بِإِصْحَارِكَ - فَإِنَّ فِي ذَلِكَ رِيَاضَةً (4191)
مِنْكَ لِنَفْسِكَ ورِفْقاً بِرَعِيَّتِكَ وإِعْذَاراً (4192) -
تَبْلُغُ بِه حَاجَتَكَ مِنْ تَقْوِيمِهِمْ عَلَى الْحَقِّ. ولَا تَدْفَعَنَّ صُلْحاً دَعَاكَ
إِلَيْه عَدُوُّكَ ولِلَّه فِيه رِضًا - فَإِنَّ فِي الصُّلْحِ دَعَةً (4193)
لِجُنُودِكَ - ورَاحَةً مِنْ هُمُومِكَ وأَمْناً لِبِلَادِكَ - ولَكِنِ
الْحَذَرَ كُلَّ الْحَذَرِ مِنْ عَدُوِّكَ بَعْدَ صُلْحِه - فَإِنَّ الْعَدُوَّ
رُبَّمَا قَارَبَ لِيَتَغَفَّلَ (4194) -
فَخُذْ بِالْحَزْمِ واتَّهِمْ فِي ذَلِكَ حُسْنَ الظَّنِّ - وإِنْ عَقَدْتَ
بَيْنَكَ وبَيْنَ عَدُوِّكَ عُقْدَةً - أَوْ أَلْبَسْتَه مِنْكَ ذِمَّةً (4195) -
فَحُطْ (4196)
عَهْدَكَ بِالْوَفَاءِ وارْعَ ذِمَّتَكَ بِالأَمَانَةِ - واجْعَلْ نَفْسَكَ
جُنَّةً (4197)
دُونَ مَا أَعْطَيْتَ - فَإِنَّه لَيْسَ مِنْ فَرَائِضِ اللَّه شَيْءٌ -
النَّاسُ أَشَدُّ عَلَيْه اجْتِمَاعاً مَعَ تَفَرُّقِ أَهْوَائِهِمْ -
وتَشَتُّتِ آرَائِهِمْ - مِنْ تَعْظِيمِ الْوَفَاءِ بِالْعُهُودِ - وقَدْ لَزِمَ
ذَلِكَ الْمُشْرِكُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ دُونَ الْمُسْلِمِينَ - لِمَا
اسْتَوْبَلُوا (4198)
مِنْ عَوَاقِبِ الْغَدْرِ - فَلَا تَغْدِرَنَّ بِذِمَّتِكَ ولَا تَخِيسَنَّ
بِعَهْدِكَ (4199) -
ولَا تَخْتِلَنَّ (4200)
عَدُوَّكَ - فَإِنَّه لَا يَجْتَرِئُ عَلَى اللَّه إِلَّا جَاهِلٌ شَقِيٌّ -
وقَدْ جَعَلَ اللَّه عَهْدَه وذِمَّتَه أَمْناً أَفْضَاه (4201)
بَيْنَ الْعِبَادِ بِرَحْمَتِه - وحَرِيماً (4202)
يَسْكُنُونَ إِلَى مَنَعَتِه (4203)
ويَسْتَفِيضُونَ إِلَى جِوَارِه (4204) -
فَلَا إِدْغَالَ (4205)
ولَا مُدَالَسَةَ (4206)
ولَا خِدَاعَ فِيه - ولَا تَعْقِدْ عَقْداً تُجَوِّزُ فِيه الْعِلَلَ (4207) -
ولَا تُعَوِّلَنَّ عَلَى لَحْنِ قَوْلٍ (4208)
بَعْدَ التَّأْكِيدِ والتَّوْثِقَةِ - ولَا يَدْعُوَنَّكَ ضِيقُ أَمْرٍ -
لَزِمَكَ فِيه عَهْدُ اللَّه إِلَى طَلَبِ انْفِسَاخِه بِغَيْرِ الْحَقِّ -
فَإِنَّ صَبْرَكَ عَلَى ضِيقِ أَمْرٍ تَرْجُو انْفِرَاجَه وفَضْلَ عَاقِبَتِه -
خَيْرٌ مِنْ غَدْرٍ تَخَافُ تَبِعَتَه - وأَنْ تُحِيطَ بِكَ مِنَ اللَّه فِيه
طِلْبَةٌ (4209) -
لَا تَسْتَقْبِلُ فِيهَا دُنْيَاكَ ولَا آخِرَتَكَ. -----------------------------
إِيَّاكَ والدِّمَاءَ وسَفْكَهَا
بِغَيْرِ حِلِّهَا - فَإِنَّه لَيْسَ شَيْءٌ أَدْعَى لِنِقْمَةٍ ولَا أَعْظَمَ
لِتَبِعَةٍ - ولَا أَحْرَى بِزَوَالِ نِعْمَةٍ وانْقِطَاعِ مُدَّةٍ - مِنْ
سَفْكِ الدِّمَاءِ بِغَيْرِ حَقِّهَا - واللَّه سُبْحَانَه مُبْتَدِئٌ
بِالْحُكْمِ بَيْنَ الْعِبَادِ - فِيمَا تَسَافَكُوا مِنَ الدِّمَاءِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ - فَلَا تُقَوِّيَنَّ سُلْطَانَكَ بِسَفْكِ دَمٍ حَرَامٍ - فَإِنَّ
ذَلِكَ مِمَّا يُضْعِفُه ويُوهِنُه بَلْ يُزِيلُه ويَنْقُلُه - ولَا عُذْرَ لَكَ
عِنْدَ اللَّه ولَا عِنْدِي فِي قَتْلِ الْعَمْدِ - لأَنَّ فِيه قَوَدَ (4210)
الْبَدَنِ - وإِنِ ابْتُلِيتَ بِخَطَإٍ - وأَفْرَطَ عَلَيْكَ (4211)
سَوْطُكَ أَوْ سَيْفُكَ أَوْ يَدُكَ بِالْعُقُوبَةِ - فَإِنَّ فِي الْوَكْزَةِ (4212)
فَمَا فَوْقَهَا مَقْتَلَةً - فَلَا تَطْمَحَنَّ (4213)
بِكَ نَخْوَةُ سُلْطَانِكَ - عَنْ أَنْ تُؤَدِّيَ إِلَى أَوْلِيَاءِ
الْمَقْتُولِ حَقَّهُمْ. وإِيَّاكَ والإِعْجَابَ بِنَفْسِكَ -
والثِّقَةَ بِمَا يُعْجِبُكَ مِنْهَا وحُبَّ الإِطْرَاءِ (4214) -
فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ أَوْثَقِ فُرَصِ الشَّيْطَانِ فِي نَفْسِه - لِيَمْحَقَ مَا
يَكُونُ مِنْ إِحْسَانِ الْمُحْسِنِينَ. وإِيَّاكَ والْمَنَّ عَلَى رَعِيَّتِكَ
بِإِحْسَانِكَ - أَوِ التَّزَيُّدَ (4215)
فِيمَا كَانَ مِنْ فِعْلِكَ - أَوْ أَنْ تَعِدَهُمْ فَتُتْبِعَ مَوْعِدَكَ
بِخُلْفِكَ - فَإِنَّ الْمَنَّ يُبْطِلُ الإِحْسَانَ والتَّزَيُّدَ يَذْهَبُ
بِنُورِ الْحَقِّ - والْخُلْفَ يُوجِبُ الْمَقْتَ (4216)
عِنْدَ اللَّه والنَّاسِ - قَالَ اللَّه تَعَالَى - (كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ الله
أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ). وإِيَّاكَ والْعَجَلَةَ بِالأُمُورِ
قَبْلَ أَوَانِهَا - أَوِ التَّسَقُّطَ (4217)
فِيهَا عِنْدَ إِمْكَانِهَا - أَوِ اللَّجَاجَةَ فِيهَا إِذَا تَنَكَّرَتْ (4218) -
أَوِ الْوَهْنَ (4219) عَنْهَا
إِذَا اسْتَوْضَحَتْ - فَضَعْ كُلَّ أَمْرٍ مَوْضِعَه وأَوْقِعْ كُلَّ أَمْرٍ
مَوْقِعَه. وإِيَّاكَ والِاسْتِئْثَارَ (4220)
بِمَا النَّاسُ فِيه أُسْوَةٌ (4221) -
والتَّغَابِيَ (4222)
عَمَّا تُعْنَى بِه مِمَّا قَدْ وَضَحَ لِلْعُيُونِ - فَإِنَّه مَأْخُوذٌ مِنْكَ
لِغَيْرِكَ - وعَمَّا قَلِيلٍ تَنْكَشِفُ عَنْكَ أَغْطِيَةُ الأُمُورِ -
ويُنْتَصَفُ مِنْكَ لِلْمَظْلُومِ - امْلِكْ حَمِيَّةَ أَنْفِكَ (4223)
وسَوْرَةَ (4224)
حَدِّكَ (4225) -
وسَطْوَةَ يَدِكَ وغَرْبَ (4226)
لِسَانِكَ - واحْتَرِسْ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ بِكَفِّ الْبَادِرَةِ (4227)
وتَأْخِيرِ السَّطْوَةِ - حَتَّى يَسْكُنَ غَضَبُكَ فَتَمْلِكَ الِاخْتِيَارَ -
ولَنْ تَحْكُمَ ذَلِكَ مِنْ نَفْسِكَ - حَتَّى تُكْثِرَ هُمُومَكَ بِذِكْرِ
الْمَعَادِ إِلَى رَبِّكَ. والْوَاجِبُ عَلَيْكَ أَنْ تَتَذَكَّرَ
مَا مَضَى لِمَنْ تَقَدَّمَكَ - مِنْ حُكُومَةٍ عَادِلَةٍ أَوْ سُنَّةٍ
فَاضِلَةٍ - أَوْ أَثَرٍ عَنْ نَبِيِّنَا صلىاللهعليهوآله
أَوْ فَرِيضَةٍ فِي كِتَابِ اللَّه - فَتَقْتَدِيَ بِمَا شَاهَدْتَ مِمَّا
عَمِلْنَا بِه فِيهَا - وتَجْتَهِدَ لِنَفْسِكَ فِي اتِّبَاعِ مَا عَهِدْتُ
إِلَيْكَ فِي عَهْدِي هَذَا - واسْتَوْثَقْتُ بِه مِنَ الْحُجَّةِ لِنَفْسِي
عَلَيْكَ - لِكَيْلَا تَكُونَ لَكَ عِلَّةٌ عِنْدَ تَسَرُّعِ نَفْسِكَ إِلَى
هَوَاهَا: وأَنَا أَسْأَلُ اللَّه بِسَعَةِ رَحْمَتِه - وعَظِيمِ قُدْرَتِه
عَلَى إِعْطَاءِ كُلِّ رَغْبَةٍ - أَنْ يُوَفِّقَنِي وإِيَّاكَ لِمَا فِيه
رِضَاه - مِنَ الإِقَامَةِ عَلَى الْعُذْرِ الْوَاضِحِ إِلَيْه وإِلَى خَلْقِه -
مَعَ حُسْنِ الثَّنَاءِ فِي الْعِبَادِ وجَمِيلِ الأَثَرِ فِي الْبِلَادِ -
وتَمَامِ النِّعْمَةِ وتَضْعِيفِ الْكَرَامَةِ (4228) -
وأَنْ يَخْتِمَ لِي ولَكَ بِالسَّعَادَةِ والشَّهَادَةِ - (إِنَّا إِلَيْه راجِعُونَ) -
والسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّه - صلىاللهعليهوآلهوسلم
الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً والسَّلَامُ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
54- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى طلحة و الزبير
(مع عمران بن الحصين الخزاعي
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
54 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى طلحة والزبير (مع عمران بن الحصين الخزاعي) ذكره أبو جعفر
الإسكافي في كتاب المقامات في مناقب أمير المؤمنين عليهالسلام. أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ عَلِمْتُمَا
وإِنْ كَتَمْتُمَا - أَنِّي لَمْ أُرِدِ النَّاسَ حَتَّى أَرَادُونِي - ولَمْ
أُبَايِعْهُمْ حَتَّى بَايَعُونِي - وإِنَّكُمَا مِمَّنْ أَرَادَنِي وبَايَعَنِي
- وإِنَّ الْعَامَّةَ لَمْ تُبَايِعْنِي لِسُلْطَانٍ غَالِبٍ ولَا لِعَرَضٍ (4229)
حَاضِرٍ – فَإِنْ كُنْتُمَا بَايَعْتُمَانِي
طَائِعَيْنِ - فَارْجِعَا وتُوبَا إِلَى اللَّه مِنْ قَرِيبٍ - وإِنْ كُنْتُمَا
بَايَعْتُمَانِي كَارِهَيْنِ - فَقَدْ جَعَلْتُمَا لِي عَلَيْكُمَا السَّبِيلَ (4230)
بِإِظْهَارِكُمَا الطَّاعَةَ - وإِسْرَارِكُمَا الْمَعْصِيَةَ - ولَعَمْرِي مَا
كُنْتُمَا بِأَحَقِّ الْمُهَاجِرِينَ - بِالتَّقِيَّةِ والْكِتْمَانِ - وإِنَّ
دَفْعَكُمَا هَذَا الأَمْرَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَدْخُلَا فِيه - كَانَ أَوْسَعَ
عَلَيْكُمَا مِنْ خُرُوجِكُمَا مِنْه - بَعْدَ إِقْرَارِكُمَا بِه. وقَدْ زَعَمْتُمَا أَنِّي قَتَلْتُ
عُثْمَانَ - فَبَيْنِي وبَيْنَكُمَا مَنْ تَخَلَّفَ عَنِّي وعَنْكُمَا مِنْ
أَهْلِ الْمَدِينَةِ - ثُمَّ يُلْزَمُ كُلُّ امْرِئٍ بِقَدْرِ مَا احْتَمَلَ -
فَارْجِعَا أَيُّهَا الشَّيْخَانِ عَنْ رَأْيِكُمَا - فَإِنَّ الآنَ أَعْظَمَ
أَمْرِكُمَا الْعَارُ - مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَجَمَّعَ الْعَارُ والنَّارُ -
والسَّلَامُ. ----------------------------- (4229) العَرَض: - بالتحريك - هو المتاع وما سوى النقدين من المال. (4230) جعلتما لي عليكما
السبيل: أي الحجّة. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
55- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
55 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى معاوية أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللَّه
سُبْحَانَه قَدْ جَعَلَ الدُّنْيَا لِمَا بَعْدَهَا - وابْتَلَى فِيهَا
أَهْلَهَا لِيَعْلَمَ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا - ولَسْنَا لِلدُّنْيَا
خُلِقْنَا ولَا بِالسَّعْيِ فِيهَا أُمِرْنَا - وإِنَّمَا وُضِعْنَا فِيهَا
لِنُبْتَلَي بِهَا - وقَدِ ابْتَلَانِي اللَّه بِكَ وابْتَلَاكَ بِي - فَجَعَلَ
أَحَدَنَا حُجَّةً عَلَى الآخَرِ - فَعَدَوْتَ (4231)
عَلَى الدُّنْيَا بِتَأْوِيلِ الْقُرْآنِ - فَطَلَبْتَنِي بِمَا لَمْ تَجْنِ
يَدِي ولَا لِسَانِي - وعَصَيْتَه أَنْتَ وأَهْلُ الشَّامِ بِي - وأَلَّبَ (4232)
عَالِمُكُمْ جَاهِلَكُمْ وقَائِمُكُمْ قَاعِدَكُمْ؛ فَاتَّقِ اللَّه فِي
نَفْسِكَ ونَازِعِ الشَّيْطَانَ قِيَادَكَ (4233) -
واصْرِفْ إِلَى الآخِرَةِ وَجْهَكَ - فَهِيَ طَرِيقُنَا وطَرِيقُكَ - واحْذَرْ
أَنْ يُصِيبَكَ اللَّه مِنْه بِعَاجِلِ قَارِعَةٍ (4234) -
تَمَسُّ الأَصْلَ (4235)
وتَقْطَعُ الدَّابِرَ (4236) -
فَإِنِّي أُولِي لَكَ بِاللَّه أَلِيَّةً (4237)
غَيْرَ فَاجِرَةٍ - لَئِنْ جَمَعَتْنِي وإِيَّاكَ جَوَامِعُ الأَقْدَارِ لَا
أَزَالُ بِبَاحَتِكَ (4238) -
(حَتَّى يَحْكُمَ الله بَيْنَنا وهُوَ خَيْرُ
الْحاكِمِينَ). -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
56- و من وصية له ( عليه السلام ) وصى بها شريح
بن هانئ لما جعله على مقدمته إلى الشام :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
56 - ومن وصية له عليهالسلام وصى بها شريح بن هانئ -
لما جعله على مقدمته إلى الشام اتَّقِ اللَّه فِي كُلِّ صَبَاحٍ
ومَسَاءٍ - وخَفْ عَلَى نَفْسِكَ الدُّنْيَا الْغَرُورَ - ولَا تَأْمَنْهَا
عَلَى حَالٍ - واعْلَمْ أَنَّكَ إِنْ لَمْ تَرْدَعْ نَفْسَكَ عَنْ كَثِيرٍ
مِمَّا تُحِبُّ - مَخَافَةَ مَكْرُوه - سَمَتْ (4239)
بِكَ الأَهْوَاءُ (4240)
إِلَى كَثِيرٍ مِنَ الضَّرَرِ - فَكُنْ لِنَفْسِكَ مَانِعاً رَادِعاً -
ولِنَزْوَتِكَ (4241)
عِنْدَ الْحَفِيظَةِ (4242)
وَاقِماً (4243)
قَامِعاً (4244). -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
57- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى أهل الكوفة
عند مسيره من المدينة إلى البصرة :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
57 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى أهل الكوفة - عند
مسيره من المدينة إلى البصرة أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي خَرَجْتُ مِنْ
حَيِّي (4245)
هَذَا - إِمَّا ظَالِماً وإِمَّا مَظْلُوماً وإِمَّا بَاغِياً وإِمَّا مَبْغِيّاً
عَلَيْه - وإِنِّي أُذَكِّرُ اللَّه مَنْ بَلَغَه كِتَابِي هَذَا لَمَّا (4246)
نَفَرَ إِلَيَّ - فَإِنْ كُنْتُ مُحْسِناً أَعَانَنِي - وإِنْ كُنْتُ مُسِيئاً
اسْتَعْتَبَنِي (4247). -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
58- و من كتاب له ( عليه السلام ) كتبه إلى أهل
الأمصار يقص فيه ما جرى بينه و بين أهل صفين :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
58 - ومن كتاب له عليهالسلام كتبه إلى أهل الأمصار -
يقص فيه ما جرى بينه وبين أهل صفين وكَانَ بَدْءُ أَمْرِنَا أَنَّا
الْتَقَيْنَا والْقَوْمُ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ - والظَّاهِرُ أَنَّ رَبَّنَا
وَاحِدٌ ونَبِيَّنَا وَاحِدٌ (4248) -
ودَعْوَتَنَا فِي الإِسْلَامِ وَاحِدَةٌ - ولَا نَسْتَزِيدُهُمْ (4249)
فِي الإِيمَانِ بِاللَّه والتَّصْدِيقِ بِرَسُولِه - ولَا يَسْتَزِيدُونَنَا -
الأَمْرُ وَاحِدٌ إِلَّا مَا اخْتَلَفْنَا فِيه مِنْ دَمِ عُثْمَانَ - ونَحْنُ
مِنْه بَرَاءٌ - فَقُلْنَا تَعَالَوْا نُدَاوِ مَا لَا يُدْرَكُ الْيَوْمَ -
بِإِطْفَاءِ النَّائِرَةِ (4250)
وتَسْكِينِ الْعَامَّةِ - حَتَّى يَشْتَدَّ الأَمْرُ ويَسْتَجْمِعَ - فَنَقْوَى
عَلَى وَضْعِ الْحَقِّ مَوَاضِعَه - فَقَالُوا بَلْ نُدَاوِيه بِالْمُكَابَرَةِ (4251) -
فَأَبَوْا حَتَّى جَنَحَتِ (4252)
الْحَرْبُ ورَكَدَتْ (4253) -
ووَقَدَتْ (4254)
نِيرَانُهَا وحَمِشَتْ (4255) -
فَلَمَّا ضَرَّسَتْنَا (4256)
وإِيَّاهُمْ - ووَضَعَتْ مَخَالِبَهَا فِينَا وفِيهِمْ - أَجَابُوا عِنْدَ
ذَلِكَ إِلَى الَّذِي دَعَوْنَاهُمْ إِلَيْه - فَأَجَبْنَاهُمْ إِلَى مَا
دَعَوْا وسَارَعْنَاهُمْ (4257)
إِلَى مَا طَلَبُوا - حَتَّى اسْتَبَانَتْ عَلَيْهِمُ الْحُجَّةُ - وانْقَطَعَتْ
مِنْهُمُ الْمَعْذِرَةُ - فَمَنْ تَمَّ عَلَى ذَلِكَ مِنْهُمْ - فَهُوَ الَّذِي
أَنْقَذَه اللَّه مِنَ الْهَلَكَةِ - ومَنْ لَجَّ وتَمَادَى فَهُوَ الرَّاكِسُ (4258) -
الَّذِي رَانَ (4259)
اللَّه عَلَى قَلْبِه - وصَارَتْ دَائِرَةُ السَّوْءِ عَلَى رَأْسِه. -----------------------------
. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
59- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى الأسود بن
قطبة صاحب جند حلوان :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
59 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى الأسود بن قطبة صاحب
جند حلوان (4260) أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ الْوَالِيَ
إِذَا اخْتَلَفَ هَوَاه (4261) -
مَنَعَه ذَلِكَ كَثِيراً مِنَ الْعَدْلِ - فَلْيَكُنْ أَمْرُ النَّاسِ عِنْدَكَ
فِي الْحَقِّ سَوَاءً - فَإِنَّه لَيْسَ فِي الْجَوْرِ عِوَضٌ مِنَ الْعَدْلِ -
فَاجْتَنِبْ مَا تُنْكِرُ أَمْثَالَه - وابْتَذِلْ نَفْسَكَ فِيمَا افْتَرَضَ
اللَّه عَلَيْكَ - رَاجِياً ثَوَابَه ومُتَخَوِّفاً عِقَابَه. واعْلَمْ أَنَّ الدُّنْيَا دَارُ
بَلِيَّةٍ - لَمْ يَفْرُغْ صَاحِبُهَا فِيهَا قَطُّ سَاعَةً - إِلَّا كَانَتْ
فَرْغَتُه (4262)
عَلَيْه حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ - وأَنَّه لَنْ يُغْنِيَكَ عَنِ الْحَقِّ
شَيْءٌ أَبَداً - ومِنَ الْحَقِّ عَلَيْكَ حِفْظُ نَفْسِكَ - والِاحْتِسَابُ (4263)
عَلَى الرَّعِيَّةِ بِجُهْدِكَ - فَإِنَّ الَّذِي يَصِلُ إِلَيْكَ مِنْ ذَلِكَ -
أَفْضَلُ مِنَ الَّذِي يَصِلُ بِكَ والسَّلَامُ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
60- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى العمال
الذين يطأ الجيش عملهم :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
60 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى العمال الذين يطأ
الجيش عملهم (4264) مِنْ عَبْدِ اللَّه عَلِيٍّ أَمِيرِ
الْمُؤْمِنِينَ إِلَى مَنْ مَرَّ بِه الْجَيْشُ - مِنْ جُبَاةِ الْخَرَاجِ
وعُمَّالِ الْبِلَادِ. أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي قَدْ سَيَّرْتُ
جُنُوداً - هِيَ مَارَّةٌ بِكُمْ إِنْ شَاءَ اللَّه - وقَدْ أَوْصَيْتُهُمْ
بِمَا يَجِبُ لِلَّه عَلَيْهِمْ - مِنْ كَفِّ الأَذَى وصَرْفِ الشَّذَا (4265) -
وأَنَا أَبْرَأُ إِلَيْكُمْ وإِلَى ذِمَّتِكُمْ مِنْ مَعَرَّةِ (4266)
الْجَيْشِ - إِلَّا مِنْ جَوْعَةِ الْمُضْطَرِّ (4267)
لَا يَجِدُ عَنْهَا مَذْهَباً إِلَى شِبَعِه - فَنَكِّلُوا (4268)
مَنْ تَنَاوَلَ مِنْهُمْ شَيْئاً ظُلْماً عَنْ ظُلْمِهِمْ - وكُفُّوا أَيْدِيَ
سُفَهَائِكُمْ عَنْ مُضَارَّتِهِمْ - والتَّعَرُّضِ لَهُمْ فِيمَا
اسْتَثْنَيْنَاه مِنْهُمْ - وأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِ الْجَيْشِ - فَارْفَعُوا
إِلَيَّ مَظَالِمَكُمْ - ومَا عَرَاكُمْ مِمَّا يَغْلِبُكُمْ مِنْ أَمْرِهِمْ -
ومَا لَا تُطِيقُونَ دَفْعَه إِلَّا بِاللَّه وبِي فَأَنَا أُغَيِّرُه
بِمَعُونَةِ اللَّه إِنْ شَاءَ اللَّه. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
61- و من كتاب له إلى كميل بن زياد النخعي و هو عامله على هيت
، ينكر عليه تركه دفع
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
61 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى كميل بن زياد النخعي وهو عامله على
هيت، ينكر عليه تركه دفع من يجتاز به من جيش العدو طالبا الغارة. أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ تَضْيِيعَ
الْمَرْءِ مَا وُلِّيَ وتَكَلُّفَه مَا كُفِيَ - لَعَجْزٌ حَاضِرٌ ورَأْيٌ
مُتَبَّرٌ (4269) -
وإِنَّ تَعَاطِيَكَ الْغَارَةَ عَلَى أَهْلِ قِرْقِيسِيَا (4270) -
وتَعْطِيلَكَ مَسَالِحَكَ (4271)
الَّتِي وَلَّيْنَاكَ - لَيْسَ بِهَا مَنْ يَمْنَعُهَا ولَا يَرُدُّ الْجَيْشَ
عَنْهَا - لَرَأْيٌ شَعَاعٌ (4272) -
فَقَدْ صِرْتَ جِسْراً لِمَنْ أَرَادَ الْغَارَةَ - مِنْ أَعْدَائِكَ عَلَى
أَوْلِيَائِكَ - غَيْرَ شَدِيدِ الْمَنْكِبِ (4273)
ولَا مَهِيبِ الْجَانِبِ، ولَا سَادٍّ ثُغْرَةً (4274)
ولَا كَاسِرٍ لِعَدُوٍّ شَوْكَةً - ولَا مُغْنٍ عَنْ (4275)
أَهْلِ مِصْرِه ولَا مُجْزٍ عَنْ أَمِيرِه. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
62- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى أهل مصر مع
مالك الأشتر لما ولاه إمارتها :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
62 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى أهل مصر مع مالك
الأشتر - لما ولاه إمارتها أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللَّه
سُبْحَانَه بَعَثَ مُحَمَّداً صلىاللهعليهوآله
- نَذِيراً لِلْعَالَمِينَ ومُهَيْمِناً (4276)
عَلَى الْمُرْسَلِينَ - فَلَمَّا مَضَى عليهالسلام
تَنَازَعَ الْمُسْلِمُونَ الأَمْرَ مِنْ بَعْدِه - فَوَاللَّه مَا كَانَ يُلْقَى
فِي رُوعِي (4277) -
ولَا يَخْطُرُ بِبَالِي أَنَّ الْعَرَبَ تُزْعِجُ هَذَا الأَمْرَ - مِنْ بَعْدِه
صلىاللهعليهوآله عَنْ أَهْلِ
بَيْتِه - ولَا أَنَّهُمْ مُنَحُّوه عَنِّي مِنْ بَعْدِه - فَمَا رَاعَنِي (4278)
إِلَّا انْثِيَالُ (4279)
النَّاسِ عَلَى فُلَانٍ يُبَايِعُونَه - فَأَمْسَكْتُ يَدِي (4280)
حَتَّى رَأَيْتُ رَاجِعَةَ (4281)
النَّاسِ - قَدْ رَجَعَتْ عَنِ الإِسْلَامِ - يَدْعُونَ إِلَى مَحْقِ دَيْنِ
مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآله -
فَخَشِيتُ إِنْ لَمْ أَنْصُرِ الإِسْلَامَ وأَهْلَه - أَنْ أَرَى فِيه ثَلْماً (4282)
أَوْ هَدْماً - تَكُونُ الْمُصِيبَةُ بِه عَلَيَّ أَعْظَمَ مِنْ فَوْتِ
وِلَايَتِكُمُ - الَّتِي إِنَّمَا هِيَ مَتَاعُ أَيَّامٍ قَلَائِلَ - يَزُولُ
مِنْهَا مَا كَانَ كَمَا يَزُولُ السَّرَابُ - أَوْ كَمَا يَتَقَشَّعُ
السَّحَابُ - فَنَهَضْتُ فِي تِلْكَ الأَحْدَاثِ حَتَّى زَاحَ (4283)
الْبَاطِلُ وزَهَقَ (4284) -
واطْمَأَنَّ الدِّينُ وتَنَهْنَه (4285). -----------------------------
ومِنْه:
إِنِّي واللَّه لَوْ لَقِيتُهُمْ وَاحِداً وهُمْ طِلَاعُ (4286)
الأَرْضِ كُلِّهَا - مَا بَالَيْتُ ولَا اسْتَوْحَشْتُ - وإِنِّي مِنْ
ضَلَالِهِمُ الَّذِي هُمْ فِيه - والْهُدَى الَّذِي أَنَا عَلَيْه - لَعَلَى
بَصِيرَةٍ مِنْ نَفْسِي ويَقِينٍ مِنْ رَبِّي - وإِنِّي إِلَى لِقَاءِ اللَّه
لَمُشْتَاقٌ - وحُسْنِ ثَوَابِه لَمُنْتَظِرٌ رَاجٍ - ولَكِنَّنِي آسَى (4287)
أَنْ يَلِيَ (4288)
أَمْرَ هَذِه الأُمَّةِ سُفَهَاؤُهَا وفُجَّارُهَا - فَيَتَّخِذُوا مَالَ اللَّه
دُوَلًا (4289)
وعِبَادَه خَوَلًا (4290) -
والصَّالِحِينَ حَرْباً (4291)
والْفَاسِقِينَ حِزْباً - فَإِنَّ مِنْهُمُ الَّذِي قَدْ شَرِبَ فِيكُمُ
الْحَرَامَ (4292) -
وجُلِدَ حَدّاً فِي الإِسْلَامِ - وإِنَّ مِنْهُمْ مَنْ لَمْ يُسْلِمْ حَتَّى
رُضِخَتْ لَه عَلَى الإِسْلَامِ الرَّضَائِخُ (4293) -
فَلَوْ لَا ذَلِكَ مَا أَكْثَرْتُ تَأْلِيبَكُمْ (4294)
وتَأْنِيبَكُمْ - وجَمْعَكُمْ وتَحْرِيضَكُمْ - ولَتَرَكْتُكُمْ إِذْ أَبَيْتُمْ
ووَنَيْتُمْ (4295). أَلَا تَرَوْنَ إِلَى أَطْرَافِكُمْ (4296)
قَدِ انْتَقَصَتْ (4297) -
وإِلَى أَمْصَارِكُمْ قَدِ افْتُتِحَتْ - وإِلَى مَمَالِكِكُمْ تُزْوَى (4298)
وإِلَى بِلَادِكُمْ تُغْزَى - انْفِرُوا رَحِمَكُمُ اللَّه إِلَى قِتَالِ
عَدُوِّكُمْ - ولَا تَثَّاقَلُوا إِلَى الأَرْضِ فَتُقِرُّوا (4299)
بِالْخَسْفِ (4300) -
وتَبُوءُوا (4301)
بِالذُّلِّ ويَكُونَ نَصِيبُكُمُ الأَخَسَّ - وإِنَّ أَخَا الْحَرْبِ الأَرِقُ (4302)
ومَنْ نَامَ لَمْ يُنَمْ عَنْه والسَّلَامُ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
63- و من كتاب له إلى أبي موسى الأشعري و هو عامله على الكوفة،
و قد بلغه عنه تثبيطه الناس عن الخروج إليه
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
63 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى أبي موسى الأشعري وهو عامله على الكوفة، وقد بلغه عنه تثبيطه
(4303) الناس عن الخروج
إليه لما ندبهم لحرب أصحاب الجمل. مِنْ عَبْدِ اللَّه عَلِيٍّ أَمِيرِ
الْمُؤْمِنِينَ إِلَى عَبْدِ اللَّه بْنِ قَيْسٍ. أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ بَلَغَنِي عَنْكَ
قَوْلٌ هُوَ لَكَ وعَلَيْكَ - فَإِذَا قَدِمَ رَسُولِي عَلَيْكَ فَارْفَعْ
ذَيْلَكَ - واشْدُدْ مِئْزَرَكَ (4304)
واخْرُجْ مِنْ جُحْرِكَ (4305)
وانْدُبْ (4306)
مَنْ مَعَكَ - فَإِنْ حَقَّقْتَ فَانْفُذْ (4307)
وإِنْ تَفَشَّلْتَ (4308)
فَابْعُدْ - وايْمُ اللَّه لَتُؤْتَيَنَّ مِنْ حَيْثُ أَنْتَ - ولَا تُتْرَكُ
حَتَّى يُخْلَطَ زُبْدُكَ بِخَاثِرِكَ (4309) -
وذَائِبُكَ بِجَامِدِكَ - وحَتَّى تُعْجَلُ عَنْ قِعْدَتِكَ (4310) -
وتَحْذَرَ مِنْ أَمَامِكَ كَحَذَرِكَ مِنْ خَلْفِكَ - ومَا هِيَ بِالْهُوَيْنَى (4311)
الَّتِي تَرْجُو - ولَكِنَّهَا الدَّاهِيَةُ الْكُبْرَى - يُرْكَبُ جَمَلُهَا
ويُذَلَّلُّ صَعْبُهَا ويُسَهَّلُ جَبَلُهَا - فَاعْقِلْ عَقْلَكَ (4312)
وامْلِكْ أَمْرَكَ وخُذْ نَصِيبَكَ وحَظَّكَ - فَإِنْ كَرِهْتَ فَتَنَحَّ إِلَى
غَيْرِ رَحْبٍ ولَا فِي نَجَاةٍ - فَبِالْحَرِيِّ (4313)
لَتُكْفَيَنَّ (4314)
وأَنْتَ نَائِمٌ حَتَّى لَا يُقَالَ أَيْنَ فُلَانٌ - واللَّه إِنَّه لَحَقٌّ
مَعَ مُحِقٍّ ومَا أُبَالِي مَا صَنَعَ الْمُلْحِدُونَ - والسَّلَامُ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
64- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية
جواباً :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
64 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى معاوية جوابا أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّا كُنَّا نَحْنُ
وأَنْتُمْ عَلَى مَا ذَكَرْتَ - مِنَ الأُلْفَةِ والْجَمَاعَةِ - فَفَرَّقَ
بَيْنَنَا وبَيْنَكُمْ أَمْسِ أَنَّا آمَنَّا وكَفَرْتُمْ - والْيَوْمَ أَنَّا
اسْتَقَمْنَا وفُتِنْتُمْ - ومَا أَسْلَمَ مُسْلِمُكُمْ إِلَّا كَرْهاً (4315) -
وبَعْدَ أَنْ كَانَ أَنْفُ الإِسْلَامِ (4316)
كُلُّه لِرَسُولِ اللَّه صلىاللهعليهوآله
حِزْباً. وذَكَرْتَ أَنِّي قَتَلْتُ طَلْحَةَ
والزُّبَيْرَ - وشَرَّدْتُ بِعَائِشَةَ (4317)
ونَزَلْتُ بَيْنَ الْمِصْرَيْنِ (4318) -
وذَلِكَ أَمْرٌ غِبْتَ عَنْه فَلَا عَلَيْكَ ولَا الْعُذْرُ فِيه إِلَيْكَ. وذَكَرْتَ أَنَّكَ زَائِرِي فِي
الْمُهَاجِرِينَ والأَنْصَارِ - وقَدِ انْقَطَعَتِ الْهِجْرَةُ يَوْمَ أُسِرَ
أَخُوكَ - فَإِنْ كَانَ فِيه عَجَلٌ فَاسْتَرْفِه (4319) -
فَإِنِّي إِنْ أَزُرْكَ فَذَلِكَ جَدِيرٌ - أَنْ يَكُونَ اللَّه إِنَّمَا
بَعَثَنِي إِلَيْكَ لِلنِّقْمَةِ مِنْكَ - وإِنْ تَزُرْنِي فَكَمَا قَالَ أَخُو
بَنِي أَسَدٍ:
- وعِنْدِي السَّيْفُ الَّذِي أَعْضَضْتُه (4323)
بِجَدِّكَ - وخَالِكَ وأَخِيكَ فِي مَقَامٍ وَاحِدٍ - وإِنَّكَ واللَّه مَا
عَلِمْتُ الأَغْلَفُ الْقَلْبِ (4324)
الْمُقَارِبُ الْعَقْلِ (4325) -
والأَوْلَى أَنْ يُقَالَ لَكَ - إِنَّكَ رَقِيتَ سُلَّماً أَطْلَعَكَ مَطْلَعَ
سُوءٍ عَلَيْكَ لَا لَكَ - لأَنَّكَ نَشَدْتَ غَيْرَ ضَالَّتِكَ (4326)
ورَعَيْتَ غَيْرَ سَائِمَتِكَ (4327) -
وطَلَبْتَ أَمْراً لَسْتَ مِنْ أَهْلِه ولَا فِي مَعْدِنِه - فَمَا أَبْعَدَ
قَوْلَكَ مِنْ فِعْلِكَ - وقَرِيبٌ مَا أَشْبَهْتَ مِنْ أَعْمَامٍ وأَخْوَالٍ -
حَمَلَتْهُمُ الشَّقَاوَةُ وتَمَنِّي الْبَاطِلِ عَلَى الْجُحُودِ بِمُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآله
- فَصُرِعُوا مَصَارِعَهُمْ (4328)
حَيْثُ عَلِمْتَ - لَمْ يَدْفَعُوا عَظِيماً ولَمْ يَمْنَعُوا حَرِيماً -
بِوَقْعِ سُيُوفٍ مَا خَلَا مِنْهَا الْوَغَى (4329) -
ولَمْ تُمَاشِهَا الْهُوَيْنَى (4330). وقَدْ أَكْثَرْتَ فِي قَتَلَةِ
عُثْمَانَ - فَادْخُلْ فِيمَا دَخَلَ فِيه النَّاسُ ثُمَّ حَاكِمِ الْقَوْمَ
إِلَيَّ - أَحْمِلْكَ وإِيَّاهُمْ عَلَى كِتَابِ اللَّه تَعَالَى - وأَمَّا
تِلْكَ الَّتِي تُرِيدُ - فَإِنَّهَا خُدْعَةُ (4331)
الصَّبِيِّ عَنِ اللَّبَنِ فِي أَوَّلِ الْفِصَالِ (4332) -
والسَّلَامُ لأَهْلِه. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
65- و من كتاب له ( عليه السلام ) إليه أيضا :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
65 - ومن كتاب له عليهالسلام إليه أيضا أَمَّا بَعْدُ - فَقَدْ آنَ لَكَ أَنْ
تَنْتَفِعَ بِاللَّمْحِ الْبَاصِرِ (4333)
مِنْ عِيَانِ الأُمُورِ (4334) -
فَقَدْ سَلَكْتَ مَدَارِجَ أَسْلَافِكَ بِادِّعَائِكَ الأَبَاطِيلَ، واقْتِحَامِكَ
(4335)
غُرُورَ الْمَيْنِ (4336)
والأَكَاذِيبِ وبِانْتِحَالِكَ (4337)
مَا قَدْ عَلَا عَنْكَ (4338) -
وابْتِزَازِكَ (4339)
لِمَا قَدِ اخْتُزِنَ (4340)
دُونَكَ - فِرَاراً مِنَ الْحَقِّ - وجُحُوداً لِمَا هُوَ أَلْزَمُ لَكَ مِنْ
لَحْمِكَ ودَمِكَ (4341) -
مِمَّا قَدْ وَعَاه سَمْعُكَ - ومُلِئَ بِه صَدْرُكَ - فَمَا ذَا بَعْدَ
الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ الْمُبِينُ - وبَعْدَ الْبَيَانِ إِلَّا اللَّبْسُ (4342) -
فَاحْذَرِ الشُّبْهَةَ واشْتِمَالَهَا عَلَى لُبْسَتِهَا (4343) -
فَإِنَّ الْفِتْنَةَ طَالَمَا أَغْدَفَتْ جَلَابِيبَهَا (4344) -
وأَغْشَتِ (4345)
الأَبْصَارَ ظُلْمَتُهَا. وقَدْ أَتَانِي كِتَابٌ مِنْكَ ذُو
أَفَانِينَ (4346)
مِنَ الْقَوْلِ - ضَعُفَتْ قُوَاهَا عَنِ السِّلْمِ (4347) -
وأَسَاطِيرَ (4348)
لَمْ يَحُكْهَا (4349)
مِنْكَ عِلْمٌ ولَا حِلْمٌ (4350) -
أَصْبَحْتَ مِنْهَا كَالْخَائِضِ فِي الدَّهَاسِ (4351) -
والْخَابِطِ (4352)
فِي الدِّيمَاسِ (4353) -
وتَرَقَّيْتَ إِلَى مَرْقَبَةٍ (4354)
بَعِيدَةِ الْمَرَامِ - نَازِحَةِ الأَعْلَامِ (4355) -
تَقْصُرُ دُونَهَا الأَنُوقُ (4356) -
ويُحَاذَى بِهَا الْعَيُّوقُ (4357). وحَاشَ لِلَّه أَنْ تَلِيَ
لِلْمُسْلِمِينَ بَعْدِي صَدْراً أَوْ وِرْداً (4358) -
أَوْ أُجْرِيَ لَكَ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ عَقْداً أَوْ عَهْداً - فَمِنَ الآنَ
فَتَدَارَكْ نَفْسَكَ وانْظُرْ لَهَا - فَإِنَّكَ إِنْ فَرَّطْتَ حَتَّى
يَنْهَدَ (4359)
إِلَيْكَ عِبَادُ اللَّه - أُرْتِجَتْ (4360)
عَلَيْكَ الأُمُورُ - ومُنِعْتَ أَمْراً هُوَ مِنْكَ الْيَوْمَ مَقْبُولٌ
والسَّلَامُ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
66- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى عبد الله
بن العباس و قد تقدم ذكره بخلاف هذه الرواية :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
66 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى عبد الله بن العباس
وقد تقدم ذكره بخلاف هذه الرواية أَمَّا بَعْدُ - فَإِنَّ الْمَرْءَ
لَيَفْرَحُ بِالشَّيْءِ الَّذِي لَمْ يَكُنْ لِيَفُوتَه - ويَحْزَنُ عَلَى
الشَّيْءِ الَّذِي لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَه - فَلَا يَكُنْ أَفْضَلَ مَا نِلْتَ
فِي نَفْسِكَ - مِنْ دُنْيَاكَ بُلُوغُ لَذَّةٍ - أَوْ شِفَاءُ غَيْظٍ - ولَكِنْ
إِطْفَاءُ بَاطِلٍ أَوْ إِحْيَاءُ حَقٍّ - ولْيَكُنْ سُرُورُكَ بِمَا قَدَّمْتَ
- وأَسَفُكَ عَلَى مَا خَلَّفْتَ (4361) -
وهَمُّكَ فِيمَا بَعْدَ الْمَوْتِ. ----------------------------- (4361) خَلَّفَت: تركت. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
67- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى قثم بن
العباس و هو عامله على مكة :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
67 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى قثم بن العباس - وهو
عامله على مكة أَمَّا بَعْدُ فَأَقِمْ لِلنَّاسِ
الْحَجَّ - (وذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ الله) (4362) -
واجْلِسْ لَهُمُ الْعَصْرَيْنِ (4363) -
فَأَفْتِ الْمُسْتَفْتِيَ - وعَلِّمِ الْجَاهِلَ وذَاكِرِ الْعَالِمَ - ولَا
يَكُنْ لَكَ إِلَى النَّاسِ سَفِيرٌ إِلَّا لِسَانُكَ - ولَا حَاجِبٌ إِلَّا
وَجْهُكَ - ولَا تَحْجُبَنَّ ذَا حَاجَةٍ عَنْ لِقَائِكَ بِهَا - فَإِنَّهَا
إِنْ ذِيدَتْ (4364)
عَنْ أَبْوَابِكَ فِي أَوَّلِ وِرْدِهَا (4365) -
لَمْ تُحْمَدْ فِيمَا بَعْدُ عَلَى قَضَائِهَا. وانْظُرْ إِلَى مَا اجْتَمَعَ عِنْدَكَ
مِنْ مَالِ اللَّه - فَاصْرِفْه إِلَى مَنْ قِبَلَكَ (4366) مِنْ ذَوِي الْعِيَالِ والْمَجَاعَةِ -
مُصِيباً بِه مَوَاضِعَ الْفَاقَةِ (4367)
والْخَلَّاتِ (4368) -
ومَا فَضَلَ عَنْ ذَلِكَ فَاحْمِلْه إِلَيْنَا لِنَقْسِمَه فِيمَنْ قِبَلَنَا. ومُرْ أَهْلَ مَكَّةَ أَلَّا
يَأْخُذُوا مِنْ سَاكِنٍ أَجْراً - فَإِنَّ اللَّه سُبْحَانَه يَقُولُ - (سَواءً الْعاكِفُ فِيه والْبادِ) -
فَالْعَاكِفُ الْمُقِيمُ بِه - والْبَادِي الَّذِي يَحُجُّ إِلَيْه مِنْ غَيْرِ
أَهْلِه - وَفَّقَنَا اللَّه وإِيَّاكُمْ لِمَحَابِّه (4369)
والسَّلَامُ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
68- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى سلمان
الفارسي رحمه الله قبل أيام خلافته :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
68 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى سلمان الفارسي رحمهالله - قبل أيام خلافته أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّمَا مَثَلُ
الدُّنْيَا مَثَلُ الْحَيَّةِ - لَيِّنٌ مَسُّهَا قَاتِلٌ سَمُّهَا - فَأَعْرِضْ
عَمَّا يُعْجِبُكَ فِيهَا - لِقِلَّةِ مَا يَصْحَبُكَ مِنْهَا - وضَعْ عَنْكَ
هُمُومَهَا - لِمَا أَيْقَنْتَ بِه مِنْ فِرَاقِهَا - وتَصَرُّفِ حَالَاتِهَا -
وكُنْ آنَسَ مَا تَكُونُ بِهَا (4370)
أَحْذَرَ مَا تَكُونُ مِنْهَا - فَإِنَّ صَاحِبَهَا كُلَّمَا اطْمَأَنَّ فِيهَا
إِلَى سُرُورٍ - أَشْخَصَتْه (4371)
عَنْه إِلَى مَحْذُورٍ - أَوْ إِلَى إِينَاسٍ أَزَالَتْه عَنْه إِلَى إِيحَاشٍ
والسَّلَامُ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
69- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى الحارث
الهمذاني :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
69 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى الحارث الهمذاني وتَمَسَّكْ بِحَبْلِ الْقُرْآنِ
واسْتَنْصِحْه - وأَحِلَّ حَلَالَه وحَرِّمْ حَرَامَه - وصَدِّقْ بِمَا سَلَفَ
مِنَ الْحَقِّ - واعْتَبِرْ (4372)
بِمَا مَضَى مِنَ الدُّنْيَا لِمَا بَقِيَ مِنْهَا - فَإِنَّ بَعْضَهَا يُشْبِه
بَعْضاً - وآخِرَهَا لَاحِقٌ بِأَوَّلِهَا - وكُلُّهَا حَائِلٌ (4373)
مُفَارِقٌ - وعَظِّمِ اسْمَ اللَّه أَنْ تَذْكُرَه إِلَّا عَلَى حَقٍّ -
وأَكْثِرْ ذِكْرَ الْمَوْتِ ومَا بَعْدَ الْمَوْتِ - ولَا تَتَمَنَّ الْمَوْتَ
إِلَّا بِشَرْطٍ وَثِيقٍ (4374) -
واحْذَرْ كُلَّ عَمَلٍ يَرْضَاه صَاحِبُه لِنَفْسِه - ويُكْرَه لِعَامَّةِ
الْمُسْلِمِينَ - واحْذَرْ كُلَّ عَمَلٍ يُعْمَلُ بِه فِي السِّرِّ - ويُسْتَحَى
مِنْه فِي الْعَلَانِيَةِ - واحْذَرْ كُلَّ عَمَلٍ إِذَا سُئِلَ عَنْه صَاحِبُه
أَنْكَرَه أَوْ اعْتَذَرَ مِنْه - ولَا تَجْعَلْ عِرْضَكَ غَرَضاً لِنِبَالِ
الْقَوْلِ - ولَا تُحَدِّثِ النَّاسَ بِكُلِّ مَا سَمِعْتَ بِه - فَكَفَى
بِذَلِكَ كَذِباً - ولَا تَرُدَّ عَلَى النَّاسِ كُلَّ مَا حَدَّثُوكَ بِه -
فَكَفَى بِذَلِكَ جَهْلًا - واكْظِمِ الْغَيْظَ وتَجَاوَزْ عِنْدَ الْمَقْدَرَةِ
واحْلُمْ عِنْدَ الْغَضَبِ - واصْفَحْ مَعَ الدَّوْلَةِ (4375)
تَكُنْ لَكَ الْعَاقِبَةُ - واسْتَصْلِحْ كُلَّ نِعْمَةٍ أَنْعَمَهَا اللَّه
عَلَيْكَ. ولَا تُضَيِّعَنَّ نِعْمَةً مِنْ نِعَمِ اللَّه عِنْدَكَ - ولْيُرَ
عَلَيْكَ أَثَرُ مَا أَنْعَمَ اللَّه بِه عَلَيْكَ. واعْلَمْ أَنَّ أَفْضَلَ
الْمُؤْمِنِينَ - أَفْضَلُهُمْ تَقْدِمَةً (4376)
مِنْ نَفْسِه وأَهْلِه ومَالِه - فَإِنَّكَ مَا تُقَدِّمْ مِنْ خَيْرٍ يَبْقَ
لَكَ ذُخْرُه - ومَا تُؤَخِّرْه يَكُنْ لِغَيْرِكَ خَيْرُه - واحْذَرْ صَحَابَةَ
مَنْ يَفِيلُ (4377)
رَأْيُه - ويُنْكَرُ عَمَلُه فَإِنَّ الصَّاحِبَ مُعْتَبَرٌ بِصَاحِبِه -
واسْكُنِ الأَمْصَارَ الْعِظَامَ فَإِنَّهَا جِمَاعُ الْمُسْلِمِينَ - واحْذَرْ
مَنَازِلَ الْغَفْلَةِ والْجَفَاءِ - وقِلَّةَ الأَعْوَانِ عَلَى طَاعَةِ اللَّه
- واقْصُرْ رَأْيَكَ عَلَى مَا يَعْنِيكَ - وإِيَّاكَ ومَقَاعِدَ الأَسْوَاقِ -
فَإِنَّهَا مَحَاضِرُ الشَّيْطَانِ ومَعَارِيضُ (4378)
الْفِتَنِ - وأَكْثِرْ أَنْ تَنْظُرَ إِلَى مَنْ فُضِّلْتَ عَلَيْه (4379) -
فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ أَبْوَابِ الشُّكْرِ - ولَا تُسَافِرْ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ
حَتَّى تَشْهَدَ الصَّلَاةَ - إِلَّا فَاصِلًا (4380)
فِي سَبِيلِ اللَّه أَوْ فِي أَمْرٍ تُعْذَرُ بِه - وأَطِعِ اللَّه فِي جَمِيعِ
أُمُورِكَ - فَإِنَّ طَاعَةَ اللَّه فَاضِلَةٌ عَلَى مَا سِوَاهَا - وخَادِعْ
نَفْسَكَ فِي الْعِبَادَةِ وارْفُقْ بِهَا ولَا تَقْهَرْهَا - وخُذْ عَفْوَهَا (4381)
ونَشَاطَهَا - إِلَّا مَا كَانَ مَكْتُوباً عَلَيْكَ مِنَ الْفَرِيضَةِ -
فَإِنَّه لَا بُدَّ مِنْ قَضَائِهَا وتَعَاهُدِهَا عِنْدَ مَحَلِّهَا -
وإِيَّاكَ أَنْ يَنْزِلَ بِكَ الْمَوْتُ - وأَنْتَ آبِقٌ (4382)
مِنْ رَبِّكَ فِي طَلَبِ الدُّنْيَا - وإِيَّاكَ ومُصَاحَبَةَ الْفُسَّاقِ -
فَإِنَّ الشَّرَّ بِالشَّرِّ مُلْحَقٌ - ووَقِّرِ اللَّه وأَحْبِبْ أَحِبَّاءَه
- واحْذَرِ الْغَضَبَ فَإِنَّه جُنْدٌ عَظِيمٌ مِنْ جُنُودِ إِبْلِيسَ -
والسَّلَامُ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
70- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى سهل بن
حنيف الأنصاري و هو عامله على المدينة
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
70 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى سهل بن حنيف
الأنصاري - وهو عامله على المدينة - في معنى قوم من أهلها لحقوا بمعاوية أَمَّا بَعْدُ - فَقَدْ بَلَغَنِي
أَنَّ رِجَالًا مِمَّنْ قِبَلَكَ (4383)
يَتَسَلَّلُونَ (4384)
إِلَى مُعَاوِيَةَ - فَلَا تَأْسَفْ عَلَى مَا يَفُوتُكَ مِنْ عَدَدِهِمْ -
ويَذْهَبُ عَنْكَ مِنْ مَدَدِهِمْ - فَكَفَى لَهُمْ غَيّاً (4385) -
ولَكَ مِنْهُمْ شَافِياً فِرَارُهُمْ مِنَ الْهُدَى والْحَقِّ - وإِيضَاعُهُمْ (4386)
إِلَى الْعَمَى والْجَهْلِ - فَإِنَّمَا هُمْ أَهْلُ دُنْيَا مُقْبِلُونَ
عَلَيْهَا ومُهْطِعُونَ إِلَيْهَا (4387) -
وقَدْ عَرَفُوا الْعَدْلَ ورَأَوْه وسَمِعُوه ووَعَوْه - وعَلِمُوا أَنَّ
النَّاسَ عِنْدَنَا فِي الْحَقِّ أُسْوَةٌ - فَهَرَبُوا إِلَى الأَثَرَةِ (4388) -
فَبُعْداً لَهُمْ وسُحْقاً (4389). إِنَّهُمْ واللَّه لَمْ يَنْفِرُوا
مِنْ جَوْرٍ - ولَمْ يَلْحَقُوا بِعَدْلٍ - وإِنَّا لَنَطْمَعُ فِي هَذَا
الأَمْرِ أَنْ يُذَلِّلَ اللَّه لَنَا صَعْبَه - ويُسَهِّلَ لَنَا حَزْنَه (4390)
إِنْ شَاءَ اللَّه - والسَّلَامُ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
71- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى المنذر بن
الجارود العبدي ، و خان في بعض ما ولاه من أعماله :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
71 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى المنذر بن الجارود
العبدي، وخان في بعض ما ولاه من أعماله أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ صَلَاحَ أَبِيكَ
غَرَّنِي مِنْكَ - وظَنَنْتُ أَنَّكَ تَتَّبِعُ هَدْيَه (4391) -
وتَسْلُكُ سَبِيلَه - فَإِذَا أَنْتَ فِيمَا رُقِّيَ (4392)
إِلَيَّ عَنْكَ لَا تَدَعُ لِهَوَاكَ انْقِيَاداً - ولَا تُبْقِي لِآخِرَتِكَ
عَتَاداً (4393) -
تَعْمُرُ دُنْيَاكَ بِخَرَابِ آخِرَتِكَ - وتَصِلُ عَشِيرَتَكَ بِقَطِيعَةِ
دِينِكَ - ولَئِنْ كَانَ مَا بَلَغَنِي عَنْكَ حَقّاً - لَجَمَلُ أَهْلِكَ
وشِسْعُ (4394)
نَعْلِكَ خَيْرٌ مِنْكَ - ومَنْ كَانَ بِصِفَتِكَ فَلَيْسَ بِأَهْلٍ أَنْ
يُسَدَّ بِه ثَغْرٌ - أَوْ يُنْفَذَ بِه أَمْرٌ أَوْ يُعْلَى لَه قَدْرٌ - أَوْ
يُشْرَكَ فِي أَمَانَةٍ أَوْ يُؤْمَنَ عَلَى جِبَايَةٍ (4395) -
فَأَقْبِلْ إِلَيَّ حِينَ يَصِلُ إِلَيْكَ كِتَابِي هَذَا إِنْ شَاءَ اللَّه. قال الرضي والمنذر بن الجارود - هذا هو
الذي قال فيه أمير المؤمنين عليهالسلام -
إنه لنظار في عطفيه (4396)
مختال في برديه (4397) -
تفال في شراكيه (4398). -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
72- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى عبد الله
بن العباس :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
72 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى عبد الله بن العباس أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّكَ لَسْتَ
بِسَابِقٍ أَجَلَكَ - ولَا مَرْزُوقٍ مَا لَيْسَ لَكَ - واعْلَمْ بِأَنَّ
الدَّهْرَ يَوْمَانِ - يَوْمٌ لَكَ ويَوْمٌ عَلَيْكَ - وأَنَّ الدُّنْيَا دَارُ
دُوَلٍ (4399) -
فَمَا كَانَ مِنْهَا لَكَ أَتَاكَ عَلَى ضَعْفِكَ - ومَا كَانَ مِنْهَا عَلَيْكَ
لَمْ تَدْفَعْه بِقُوَّتِكَ. ----------------------------- (4399) دُوَل: - جمع دولة بالضم - ما يتداول من السعادة في الدنيا. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
73- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
73 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى معاوية أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي عَلَى
التَّرَدُّدِ فِي جَوَابِكَ - والِاسْتِمَاعِ إِلَى كِتَابِكَ - لَمُوَهِّنٌ (4400)
رَأْيِي ومُخَطِّئٌ فِرَاسَتِي (4401) -
وإِنَّكَ إِذْ تُحَاوِلُنِي الأُمُورَ (4402) -
وتُرَاجِعُنِي السُّطُورَ (4403) -
كَالْمُسْتَثْقِلِ النَّائِمِ تَكْذِبُه أَحْلَامُه (4404) -
والْمُتَحَيِّرِ الْقَائِمِ يَبْهَظُه (4405)
مَقَامُه - لَا يَدْرِي أَلَه مَا يَأْتِي أَمْ عَلَيْه - ولَسْتَ بِه غَيْرَ
أَنَّه بِكَ شَبِيه - وأُقْسِمُ بِاللَّه إِنَّه لَوْ لَا بَعْضُ
الِاسْتِبْقَاءِ (4406) -
لَوَصَلَتْ إِلَيْكَ مِنِّي قَوَارِعُ (4407)
تَقْرَعُ (4408)
الْعَظْمَ - وتَهْلِسُ (4409)
اللَّحْمَ - واعْلَمْ أَنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ ثَبَّطَكَ (4410) -
عَنْ أَنْ تُرَاجِعَ أَحْسَنَ أُمُورِكَ - وتَأْذَنَ (4411)
لِمَقَالِ نَصِيحَتِكَ والسَّلَامُ لأَهْلِه. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
74- و من حلف له ( عليه السلام ) كتبه بين ربيعة
و اليمن و نقل من خط هشام بن الكلبي :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
74 - ومن حلف له عليهالسلام كتبه بين ربيعة واليمن
ونقل من خط هشام بن الكلبي هَذَا مَا اجْتَمَعَ عَلَيْه أَهْلُ
الْيَمَنِ - حَاضِرُهَا وبَادِيهَا - ورَبِيعَةُ حَاضِرُهَا (4412)
وبَادِيهَا (4413) -
أَنَّهُمْ عَلَى كِتَابِ اللَّه يَدْعُونَ إِلَيْه - ويَأْمُرُونَ بِه
ويُجِيبُونَ مَنْ دَعَا إِلَيْه وأَمَرَ بِه - لَا يَشْتَرُونَ بِه ثَمَناً -
ولَا يَرْضَوْنَ بِه بَدَلًا - وأَنَّهُمْ يَدٌ وَاحِدَةٌ عَلَى مَنْ خَالَفَ
ذَلِكَ وتَرَكَه - أَنْصَارٌ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ - دَعْوَتُهُمْ وَاحِدَةٌ -
لَا يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ لِمَعْتَبَةِ (4414)
عَاتِبٍ - ولَا لِغَضَبِ غَاضِبٍ - ولَا لِاسْتِذْلَالِ قَوْمٍ قَوْماً - ولَا
لِمَسَبَّةِ قَوْمٍ قَوْماً - عَلَى ذَلِكَ شَاهِدُهُمْ وغَائِبُهُمْ -
وسَفِيهُهُمْ وعَالِمُهُمْ وحَلِيمُهُمْ وجَاهِلُهُمْ - ثُمَّ إِنَّ عَلَيْهِمْ
بِذَلِكَ عَهْدَ اللَّه ومِيثَاقَه - إِنَّ عَهْدَ اللَّه كَانَ مَسْئُولًا. وكَتَبَ عَلِيُّ بْنُ
أَبِي طَالِبٍ. ----------------------------- (4412) الحاضر: ساكن المدينة. (4413) البادِي: المتردّد في البادية. (4414) المِعْتَبَة: - كالمصطبة - الغيظ. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
75- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية في
أول ما بويع له ذكره الواقدي في كتاب "الجمل" :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
75 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى معاوية في أول ما
بويع له ذكره الواقدي في كتاب «الجمل» مِنْ عَبْدِ اللَّه عَلِيٍّ أَمِيرِ
الْمُؤْمِنِينَ - إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ: أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ عَلِمْتَ
إِعْذَارِي (4415)
فِيكُمْ - وإِعْرَاضِي عَنْكُمْ - حَتَّى كَانَ مَا لَا بُدَّ مِنْه ولَا دَفْعَ
لَه - والْحَدِيثُ طَوِيلٌ والْكَلَامُ كَثِيرٌ - وقَدْ أَدْبَرَ مَا أَدْبَرَ -
وأَقْبَلَ مَا أَقْبَلَ - فَبَايِعْ مَنْ قِبَلَكَ (4416) -
وأَقْبِلْ إِلَيَّ فِي وَفْدٍ (4417)
مِنْ أَصْحَابِكَ والسَّلَامُ. ----------------------------- (4415) «إعْذَارِي»: أي إقامتي على العذر. (4416) قِبَلَك: أي عندك. (4417) الوَفْد: - بفتح فسكون - الجماعة الوافدون، أي القادمون. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
76- و من وصية له ( عليه السلام ) لعبد الله بن
العباس عند استخلافه إياه على البصرة :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
76 - ومن وصية له عليهالسلام لعبد الله بن العباس عند
استخلافه إياه على البصرة سَعِ النَّاسَ بِوَجْهِكَ ومَجْلِسِكَ
وحُكْمِكَ - وإِيَّاكَ والْغَضَبَ فَإِنَّه طَيْرَةٌ (4418)
مِنَ الشَّيْطَانِ - واعْلَمْ أَنَّ مَا قَرَّبَكَ مِنَ اللَّه يُبَاعِدُكَ مِنَ
النَّارِ - ومَا بَاعَدَكَ مِنَ اللَّه يُقَرِّبُكَ مِنَ النَّارِ. ----------------------------- (4418) طَيْرة من الشيطان: - بفتح الطاء وسكون الياء - أي خفّة وطيش. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
77- و من وصية له ( عليه السلام ) لعبد الله بن
العباس لما بعثه للاحتجاج على الخوارج :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
77 - ومن وصية له عليهالسلام لعبد الله بن العباس لما
بعثه للاحتجاج على الخوارج لَا تُخَاصِمْهُمْ بِالْقُرْآنِ -
فَإِنَّ الْقُرْآنَ حَمَّالٌ (4419)
ذُو وُجُوه - تَقُولُ ويَقُولُونَ... ولَكِنْ حَاجِجْهُمْ بِالسُّنَّةِ -
فَإِنَّهُمْ لَنْ يَجِدُوا عَنْهَا مَحِيصاً (4420). ----------------------------- (4419) «القرآن حَمّال»: أي يحمل معاني كثيرة. (4420) «مَحِيصاً»: أي مهربا. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
78- و من كتاب له إلى أبي موسى الأشعري جوابا في أمر الحكمين،
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
78 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى أبي موسى الأشعري
جوابا في أمر الحكمين ذكره سعيد بن يحيى
الأموي في كتاب «المغازي». فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ تَغَيَّرَ كَثِيرٌ
مِنْهُمْ عَنْ كَثِيرٍ مِنْ حَظِّهِمْ - فَمَالُوا مَعَ الدُّنْيَا ونَطَقُوا
بِالْهَوَى - وإِنِّي نَزَلْتُ مِنْ هَذَا الأَمْرِ مَنْزِلًا مُعْجِباً (4421)، اجْتَمَعَ بِه أَقْوَامٌ أَعْجَبَتْهُمْ
أَنْفُسُهُمْ - وأَنَا أُدَاوِي مِنْهُمْ قَرْحاً (4422)
أَخَافُ أَنْ يَكُونَ عَلَقاً (4423) -
ولَيْسَ رَجُلٌ فَاعْلَمْ أَحْرَصَ عَلَى جَمَاعَةِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآله
- وأُلْفَتِهَا مِنِّي - أَبْتَغِي بِذَلِكَ حُسْنَ الثَّوَابِ وكَرَمَ الْمَآبِ
(4424) -
وسَأَفِي بِالَّذِي وَأَيْتُ (4425)
عَلَى نَفْسِي - وإِنْ تَغَيَّرْتَ عَنْ صَالِحِ مَا فَارَقْتَنِي عَلَيْه -
فَإِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ حُرِمَ نَفْعَ مَا أُوتِيَ مِنَ الْعَقْلِ
والتَّجْرِبَةِ - وإِنِّي لأَعْبَدُ (4426)
أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ بِبَاطِلٍ - وأَنْ أُفْسِدَ أَمْراً قَدْ أَصْلَحَه اللَّه
- فَدَعْ مَا لَا تَعْرِفُ - فَإِنَّ شِرَارَ النَّاسِ طَائِرُونَ إِلَيْكَ
بِأَقَاوِيلِ السُّوءِ - والسَّلَامُ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
79- و من كتاب كتبه ( عليه السلام ) لما استخلف
إلى أمراء الأجناد :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
79 - ومن كتاب كتبه عليهالسلام لما استخلف إلى أمراء
الأجناد أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّمَا أَهْلَكَ
مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ - أَنَّهُمْ مَنَعُوا النَّاسَ الْحَقَّ فَاشْتَرَوْه -
وأَخَذُوهُمْ بِالْبَاطِلِ فَاقْتَدَوْه (4427). ----------------------------- (4427) «أخَذُوهم
بالباطِل فاقْتَدَوْنه»: كلَّفوهم بإتيان
الباطل فأتوه، وصار قدوة يتبعها الأبناء بعد الآباء. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
الفهرس رسائل أمير المؤمنين عليه السلام 3 رسائل
أمير المؤمنين عليهالسلام. 3 1- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى أهل الكوفة
عند مسيره من المدينة إلى البصرة : 3 2- و من كتاب له ( عليه السلام ) إليهم بعد فتح البصرة
: 3 3- و من كتاب له ( عليه السلام ) لشريح بن الحارث
قاضيه : 4 4- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى بعض أمراء جيشه
: 5 5- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى أشعث بن قيس
عامل أذربيجان : 5 6- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية : 5 7- و من كتاب منه ( عليه السلام ) إليه أيضا : 6 8- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى جرير بن عبد
الله البجلي لما أرسله إلى معاوية : 6 9- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية : 7 10- و من كتاب له ( عليه السلام ) إليه أيضا : 8 11- و من وصية له ( عليه السلام ) وصى بها جيشا بعثه
إلى العدو : 9 12- و من وصية له وصى بها معقل بن قيس الرياحي حين
أنفذه إلى الشام في ثلاثة آلاف مقدمة له : 9 13- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى أميرين من أمراء
جيشه : 10 14- و من وصية له ( عليه السلام ) لعسكره قبل لقاء
العدو بصفين : 10 15- و من دعاء له ( عليه السلام ) كان ( عليه السلام
) يقول إذا لقي العدو محاربا : 11 16- و كان يقول ( عليه السلام ) لأصحابه عند الحرب
: 11 17- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية جوابا
عن كتاب منه إليه: 12 18- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى عبد الله بن
عباس و هو عامله على البصرة : 13 19- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى بعض عماله
: 13 20- و من كتاب له إلى زياد ابن أبيه و هو خليفة عامله عبد الله
بن عباس على البصرة 14 21- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى زياد أيضا
: 14 22- و من كتاب له إلى عبد الله بن العباس رحمه الله تعالى و كان
عبد اللّه يقول "ما انتفعت بكلام. 14 23- و من كلام له ( عليه السلام ) قاله قبل موته على
سبيل الوصية لما ضربه ابن ملجم لعنه الله : 15 24- و من وصية له ( عليه السلام ) بما يعمل في أمواله
كتبها بعد منصرفه من صفين : 15 25- و من وصية له ( عليه السلام ) كان يكتبها لمن
يستعمله على الصدقات : 16 26- و من عهد له ( عليه السلام ) إلى بعض عماله و
قد بعثه على الصدقة : 18 27- و من عهد له ( عليه السلام ) إلى محمد بن أبي
بكر رضي الله عنه حين قلده مصر : 18 28- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية جوابا
: 20 29- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى أهل البصرة
: 23 30- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية : 23 31- و من وصية له ( عليه السلام ) للحسن بن علي كتبها
إليه بحاضرين عند انصرافه من صفين : 24 32- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية : 34 33- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى قثم بن العباس
و هو عامله على مكة : 35 34- و من كتاب له إلى محمد بن أبي بكر لما بلغه توجده من عزله بالأشتر
عن مصر، 35 35- و من كتاب له إلى عبد الله بن العباس بعد مقتل محمد بن أبي
بكر : 36 36- و من كتاب له إلى أخيه عقيل بن أبي طالب في ذكر جيش أنفذه إلى
بعض الأعداء: 36 37- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية : 38 38- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى أهل مصر لما
ولى عليهم الأشتر: 38 39- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى عمرو بن العاص
: 39 40- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى بعض عماله
: 39 41- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى بعض عماله
: 40 42- و من كتاب له إلى عمر بن أبي سلمة المخزومي و كان عامله على
البحرين، فعزله، 41 43- و من كتاب له إلى مصقلة بن هبيرة الشيباني و هو عامله على أردشير
خُرة : 42 44- و من كتاب له إلى زياد ابن أبيه و قد بلغه أن معاوية كتب إليه
يريد خديعته باستلحاقه : 42 45- و من كتاب له إلى عثمان بن حنيف الأنصاري و كان
عامله على البصرة و قد بلغه أنه دعي إلى وليمة. 43 46- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى بعض عماله
: 47 47- و من وصية له للحسن و الحسين لما ضربه ابن ملجم لعنه الله : 47 48- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية : 48 49- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية أيضا
: 49 50- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى أمرائه على
الجيش : 49 51- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى عماله على الخراج
: 50 52- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى أمراء البلاد
في معنى الصلاة : 51 54- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى طلحة و الزبير
(مع عمران بن الحصين الخزاعي... 65 55- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية : 65 56- و من وصية له ( عليه السلام ) وصى بها شريح بن
هانئ لما جعله على مقدمته إلى الشام : 66 57- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى أهل الكوفة
عند مسيره من المدينة إلى البصرة : 66 58- و من كتاب له ( عليه السلام ) كتبه إلى أهل الأمصار
يقص فيه ما جرى بينه و بين أهل صفين : 67 59- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى الأسود بن قطبة
صاحب جند حلوان : 67 60- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى العمال الذين
يطأ الجيش عملهم : 68 61- و من كتاب له إلى كميل بن زياد النخعي و هو عامله على هيت ،
ينكر عليه تركه دفع. 69 62- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى أهل مصر مع
مالك الأشتر لما ولاه إمارتها : 69 64- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية جواباً
: 71 65- و من كتاب له ( عليه السلام ) إليه أيضا : 73 66- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى عبد الله بن
العباس و قد تقدم ذكره بخلاف هذه الرواية : 74 67- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى قثم بن العباس
و هو عامله على مكة : 74 68- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى سلمان الفارسي
رحمه الله قبل أيام خلافته : 75 69- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى الحارث الهمذاني
: 75 70- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى سهل بن حنيف
الأنصاري و هو عامله على المدينة. 76 71- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى المنذر بن الجارود
العبدي ، و خان في بعض ما ولاه من أعماله : 77 72- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى عبد الله بن
العباس : 78 73- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية : 78 74- و من حلف له ( عليه السلام ) كتبه بين ربيعة و
اليمن و نقل من خط هشام بن الكلبي : 79 75- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية في أول
ما بويع له ذكره الواقدي في كتاب "الجمل" : 79 76- و من وصية له ( عليه السلام ) لعبد الله بن العباس
عند استخلافه إياه على البصرة : 80 77- و من وصية له ( عليه السلام ) لعبد الله بن العباس
لما بعثه للاحتجاج على الخوارج : 80 78- و من كتاب له إلى أبي موسى الأشعري جوابا في أمر الحكمين، 80 79- و من كتاب كتبه ( عليه السلام ) لما استخلف إلى
أمراء الأجناد : 81 |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
رسائل أمير المؤمنين عليه السلام
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رسائل أمير المؤمنين عليهالسلام باب المختار من كتب
مولانا أمير المؤمنين علي عليهالسلام ورسائله إلى أعدائه
وأمراء بلاده، ويدخل في ذلك ما اختير من عهوده إلى عماله ووصاياه لأهله
وأصحابه. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
1- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى أهل الكوفة
عند مسيره من المدينة إلى البصرة :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
1 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى أهل الكوفة - عند
مسيره من المدينة إلى البصرة مِنْ عَبْدِ اللَّه عَلِيٍّ أَمِيرِ
الْمُؤْمِنِينَ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ - جَبْهَةِ (3300)
الأَنْصَارِ وسَنَامِ (3301)
الْعَرَبِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أُخْبِرُكُمْ
عَنْ أَمْرِ عُثْمَانَ - حَتَّى يَكُونَ سَمْعُه كَعِيَانِه (3302) -
إِنَّ النَّاسَ طَعَنُوا عَلَيْه - فَكُنْتُ رَجُلًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ
أُكْثِرُ اسْتِعْتَابَه (3303) -
وأُقِلُّ عِتَابَه - وكَانَ طَلْحَةُ والزُّبَيْرُ أَهْوَنُ سَيْرِهِمَا فِيه
الْوَجِيفُ (3304) -
وأَرْفَقُ حِدَائِهِمَا (3305)
الْعَنِيفُ - وكَانَ مِنْ عَائِشَةَ فِيه فَلْتَةُ غَضَبٍ - فَأُتِيحَ لَه
قَوْمٌ فَقَتَلُوه - وبَايَعَنِي النَّاسُ غَيْرَ مُسْتَكْرَهِينَ - ولَا
مُجْبَرِينَ بَلْ طَائِعِينَ مُخَيَّرِينَ. واعْلَمُوا أَنَّ دَارَ الْهِجْرَةِ (3306)
قَدْ قَلَعَتْ بِأَهْلِهَا وقَلَعُوا بِهَا (3307) -
وجَاشَتْ (3308)
جَيْشَ الْمِرْجَلِ (3309) -
وقَامَتِ الْفِتْنَةُ عَلَى الْقُطْبِ - فَأَسْرِعُوا إِلَى أَمِيرِكُمْ -
وبَادِرُوا جِهَادَ عَدُوِّكُمْ إِنْ شَاءَ اللَّه عَزَّ وجَلَّ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
2- و من كتاب له ( عليه السلام ) إليهم بعد فتح
البصرة :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
2 - ومن كتاب له عليهالسلام إليهم بعد فتح البصرة وجَزَاكُمُ اللَّه مِنْ أَهْلِ مِصْرٍ
عَنْ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكُمْ - أَحْسَنَ مَا يَجْزِي الْعَامِلِينَ
بِطَاعَتِه - والشَّاكِرِينَ لِنِعْمَتِه - فَقَدْ سَمِعْتُمْ وأَطَعْتُمْ
ودُعِيتُمْ فَأَجَبْتُمْ. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
3- و من كتاب له ( عليه السلام ) لشريح بن
الحارث قاضيه :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
3 - ومن كتاب له عليهالسلام لشريح بن الحارث قاضيه ورُوِيَ
أَنَّ شُرَيْحَ بْنَ الْحَارِثِ قَاضِيَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام - اشْتَرَى عَلَى عَهْدِه
دَاراً بِثَمَانِينَ دِينَاراً - فَبَلَغَه ذَلِكَ فَاسْتَدْعَى شُرَيْحاً -
وقَالَ لَه: بَلَغَنِي أَنَّكَ ابْتَعْتَ دَاراً
بِثَمَانِينَ دِينَاراً - وكَتَبْتَ لَهَا كِتَاباً وأَشْهَدْتَ فِيه شُهُوداً. فَقَالَ لَه شُرَيْحٌ قَدْ كَانَ
ذَلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ - قَالَ فَنَظَرَ إِلَيْه نَظَرَ الْمُغْضَبِ
ثُمَّ قَالَ لَه يَا شُرَيْحُ أَمَا إِنَّه سَيَأْتِيكَ
مَنْ لَا يَنْظُرُ فِي كِتَابِكَ - ولَا يَسْأَلُكَ عَنْ بَيِّنَتِكَ - حَتَّى
يُخْرِجَكَ مِنْهَا شَاخِصاً (3310)
ويُسْلِمَكَ إِلَى قَبْرِكَ خَالِصاً - فَانْظُرْ يَا شُرَيْحُ لَا تَكُونُ
ابْتَعْتَ هَذِه الدَّارَ مِنْ غَيْرِ مَالِكَ - أَوْ نَقَدْتَ الثَّمَنَ مِنْ
غَيْرِ حَلَالِكَ - فَإِذَا أَنْتَ قَدْ خَسِرْتَ دَارَ الدُّنْيَا ودَارَ
الآخِرَةِ -. أَمَا إِنَّكَ لَوْ كُنْتَ أَتَيْتَنِي عِنْدَ شِرَائِكَ مَا
اشْتَرَيْتَ - لَكَتَبْتُ لَكَ كِتَاباً عَلَى هَذِه النُّسْخَةِ - فَلَمْ
تَرْغَبْ فِي شِرَاءِ هَذِه الدَّارِ بِدِرْهَمٍ فَمَا فَوْقُ. والنُّسْخَةُ
هَذِه - هَذَا مَا اشْتَرَى عَبْدٌ ذَلِيلٌ مِنْ مَيِّتٍ
قَدْ أُزْعِجَ لِلرَّحِيلِ - اشْتَرَى مِنْه دَاراً مِنْ دَارِ الْغُرُورِ -
مِنْ جَانِبِ الْفَانِينَ وخِطَّةِ (3311)
الْهَالِكِينَ - وتَجْمَعُ هَذِه الدَّارَ حُدُودٌ أَرْبَعَةٌ - الْحَدُّ
الأَوَّلُ يَنْتَهِي إِلَى دَوَاعِي الآفَاتِ - والْحَدُّ الثَّانِي يَنْتَهِي
إِلَى دَوَاعِي الْمُصِيبَاتِ - والْحَدُّ الثَّالِثُ يَنْتَهِي إِلَى الْهَوَى
الْمُرْدِي - والْحَدُّ الرَّابِعُ يَنْتَهِي إِلَى الشَّيْطَانِ الْمُغْوِي -
وفِيه يُشْرَعُ (3312)
بَابُ هَذِه الدَّارِ - اشْتَرَى هَذَا الْمُغْتَرُّ بِالأَمَلِ مِنْ هَذَا
الْمُزْعَجِ بِالأَجَلِ - هَذِه الدَّارَ بِالْخُرُوجِ مِنْ عِزِّ الْقَنَاعَةِ
- والدُّخُولِ فِي ذُلِّ الطَّلَبِ والضَّرَاعَةِ (3313) -
فَمَا أَدْرَكَ هَذَا الْمُشْتَرِي فِيمَا اشْتَرَى مِنْه مِنْ دَرَكٍ - فَعَلَى
مُبَلْبِلِ أَجْسَامِ (3314)
الْمُلُوكِ وسَالِبِ نُفُوسِ الْجَبَابِرَةِ - ومُزِيلِ مُلْكِ الْفَرَاعِنَةِ -
مِثْلِ كِسْرَى وقَيْصَرَ وتُبَّعٍ وحِمْيَرَ - ومَنْ جَمَعَ الْمَالَ عَلَى
الْمَالِ فَأَكْثَرَ - ومَنْ بَنَى وشَيَّدَ (3315)
وزَخْرَفَ ونَجَّدَ (3316) -
وادَّخَرَ واعْتَقَدَ (3317)
ونَظَرَ بِزَعْمِه لِلْوَلَدِ - إِشْخَاصُهُمْ (3318)
جَمِيعاً إِلَى مَوْقِفِ الْعَرْضِ والْحِسَابِ - ومَوْضِعِ الثَّوَابِ
والْعِقَابِ - إِذَا وَقَعَ الأَمْرُ بِفَصْلِ الْقَضَاءِ (وخَسِرَ هُنالِكَ
الْمُبْطِلُونَ) -
شَهِدَ عَلَى ذَلِكَ الْعَقْلُ إِذَا خَرَجَ مِنْ أَسْرِ الْهَوَى - وسَلِمَ مِنْ
عَلَائِقِ الدُّنْيَا.» -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
4- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى بعض أمراء
جيشه :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
4 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى بعض أمراء جيشه فَإِنْ عَادُوا إِلَى ظِلِّ الطَّاعَةِ
فَذَاكَ الَّذِي نُحِبُّ - وإِنْ تَوَافَتِ (3319)
الأُمُورُ بِالْقَوْمِ إِلَى الشِّقَاقِ والْعِصْيَانِ - فَانْهَدْ بِمَنْ
أَطَاعَكَ إِلَى مَنْ عَصَاكَ - واسْتَغْنِ بِمَنِ انْقَادَ مَعَكَ عَمَّنْ
تَقَاعَسَ عَنْكَ - فَإِنَّ الْمُتَكَارِه (3320)
مَغِيبُه خَيْرٌ مِنْ مَشْهَدِه - وقُعُودُه أَغْنَى مِنْ نُهُوضِه. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
5- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى أشعث بن
قيس عامل أذربيجان :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
5 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى أشعث بن قيس - عامل
أذربيجان وإِنَّ عَمَلَكَ لَيْسَ لَكَ
بِطُعْمَةٍ (3321)
ولَكِنَّه فِي عُنُقِكَ أَمَانَةٌ - وأَنْتَ مُسْتَرْعًى لِمَنْ فَوْقَكَ -
لَيْسَ لَكَ أَنْ تَفْتَاتَ (3322)
فِي رَعِيَّةٍ - ولَا تُخَاطِرَ إِلَّا بِوَثِيقَةٍ - وفِي يَدَيْكَ مَالٌ مِنْ
مَالِ اللَّه - عَزَّ وجَلَّ وأَنْتَ مِنْ خُزَّانِه (3323)
حَتَّى تُسَلِّمَه إِلَيَّ - ولَعَلِّي أَلَّا أَكُونَ شَرَّ وُلَاتِكَ (3324)
لَكَ والسَّلَامُ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
6- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
6 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى معاوية إِنَّه بَايَعَنِي الْقَوْمُ الَّذِينَ
بَايَعُوا أَبَا بَكْرٍ وعُمَرَ وعُثْمَانَ - عَلَى مَا بَايَعُوهُمْ عَلَيْه - فَلَمْ يَكُنْ لِلشَّاهِدِ أَنْ
يَخْتَارَ - ولَا لِلْغَائِبِ أَنْ يَرُدَّ - وإِنَّمَا الشُّورَى
لِلْمُهَاجِرِينَ والأَنْصَارِ - فَإِنِ اجْتَمَعُوا عَلَى رَجُلٍ وسَمَّوْه
إِمَاماً كَانَ ذَلِكَ لِلَّه رِضًا - فَإِنْ خَرَجَ عَنْ أَمْرِهِمْ خَارِجٌ -
بِطَعْنٍ أَوْ بِدْعَةٍ رَدُّوه إِلَى مَا خَرَجَ مِنْه - فَإِنْ أَبَى
قَاتَلُوه عَلَى اتِّبَاعِه غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ - ووَلَّاه اللَّه
مَا تَوَلَّى. ولَعَمْرِي يَا مُعَاوِيَةُ لَئِنْ
نَظَرْتَ بِعَقْلِكَ دُونَ هَوَاكَ - لَتَجِدَنِّي أَبْرَأَ النَّاسِ مِنْ دَمِ
عُثْمَانَ - ولَتَعْلَمَنَّ أَنِّي كُنْتُ فِي عُزْلَةٍ عَنْه - إِلَّا أَنْ
تَتَجَنَّى (3325)
فَتَجَنَّ مَا بَدَا لَكَ والسَّلَامُ. ----------------------------- (3325) تجنى: كتولَّى - ادعى الجناية على من لم يفعلها. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
7- و من كتاب منه ( عليه السلام ) إليه أيضا :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
7 - ومن كتاب منه عليهالسلام إليه أيضا أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ أَتَتْنِي مِنْكَ
مَوْعِظَةٌ مُوَصَّلَةٌ (3326)
ورِسَالَةٌ مُحَبَّرَةٌ (3327) -
نَمَّقْتَهَا (3328)
بِضَلَالِكَ وأَمْضَيْتَهَا بِسُوءِ رَأْيِكَ - وكِتَابُ امْرِئٍ لَيْسَ لَه
بَصَرٌ يَهْدِيه - ولَا قَائِدٌ يُرْشِدُه قَدْ دَعَاه الْهَوَى فَأَجَابَه -
وقَادَه الضَّلَالُ فَاتَّبَعَه - فَهَجَرَ (3329)
لَاغِطاً (3330)
وضَلَّ خَابِطاً. ومِنْه لأَنَّهَا بَيْعَةٌ وَاحِدَةٌ
لَا يُثَنَّى فِيهَا النَّظَرُ (3331) -
ولَا يُسْتَأْنَفُ فِيهَا الْخِيَارُ - الْخَارِجُ مِنْهَا طَاعِنٌ والْمُرَوِّي
(3332)
فِيهَا مُدَاهِنٌ (3333). -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
8- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى جرير بن
عبد الله البجلي لما أرسله إلى معاوية :
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
8 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى جرير بن عبد الله
البجلي - لما أرسله إلى معاوية أَمَّا بَعْدُ فَإِذَا أَتَاكَ
كِتَابِي فَاحْمِلْ مُعَاوِيَةَ عَلَى الْفَصْلِ (3334) -
وخُذْه بِالأَمْرِ الْجَزْمِ - ثُمَّ خَيِّرْه بَيْنَ حَرْبٍ مُجْلِيَةٍ (3335)
أَوْ سِلْمٍ مُخْزِيَةٍ (3336) -
فَإِنِ اخْتَارَ الْحَرْبَ فَانْبِذْ إِلَيْه (3337) -
وإِنِ اخْتَارَ السِّلْمَ فَخُذْ بَيْعَتَه والسَّلَامُ. -----------------------------
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
9- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية :
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
9 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى معاوية فَأَرَادَ قَوْمُنَا قَتْلَ نَبِيِّنَا
واجْتِيَاحَ أَصْلِنَا (3338) -
وهَمُّوا بِنَا الْهُمُومَ (3339)
وفَعَلُوا بِنَا الأَفَاعِيلَ (3340) -
ومَنَعُونَا الْعَذْبَ (3341)
وأَحْلَسُونَا (3342)
الْخَوْفَ - واضْطَرُّونَا (3343)
إِلَى جَبَلٍ وَعْرٍ (3344) -
وأَوْقَدُوا لَنَا نَارَ الْحَرْبِ - فَعَزَمَ اللَّه لَنَا (3345)
عَلَى الذَّبِّ عَنْ حَوْزَتِه (3346) -
والرَّمْيِ مِنْ وَرَاءِ حُرْمَتِه (3347) -
مُؤْمِنُنَا يَبْغِي بِذَلِكَ الأَجْرَ وكَافِرُنَا يُحَامِي عَنِ الأَصْلِ -
ومَنْ أَسْلَمَ مِنْ قُرَيْشٍ خِلْوٌ مِمَّا نَحْنُ فِيه بِحِلْفٍ يَمْنَعُه -
أَوْ عَشِيرَةٍ تَقُومُ دُونَه فَهُوَ مِنَ الْقَتْلِ بِمَكَانِ أَمْنٍ وكَانَ رَسُولُ اللَّه صلىاللهعليهوآله
إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ (3348)، وأَحْجَمَ النَّاسُ - قَدَّمَ أَهْلَ بَيْتِه
- فَوَقَى بِهِمْ أَصْحَابَه حَرَّ السُّيُوفِ (3349)
والأَسِنَّةِ - فَقُتِلَ عُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ يَوْمَ بَدْرٍ - وقُتِلَ
حَمْزَةُ يَوْمَ أُحُدٍ - وقُتِلَ جَعْفَرٌ يَوْمَ مُؤْتَةَ (3350) -
وأَرَادَ مَنْ لَوْ شِئْتُ ذَكَرْتُ اسْمَه - مِثْلَ الَّذِي أَرَادُوا مِنَ
الشَّهَادَةِ - ولَكِنَّ آجَالَهُمْ عُجِّلَتْ ومَنِيَّتَه أُجِّلَتْ - فَيَا
عَجَباً لِلدَّهْرِ - إِذْ صِرْتُ يُقْرَنُ بِي مَنْ لَمْ يَسْعَ بِقَدَمِي (3351) -
ولَمْ تَكُنْ لَه كَسَابِقَتِي (3352) -
الَّتِي لَا يُدْلِي أَحَدٌ (3353)
بِمِثْلِهَا - إِلَّا أَنْ يَدَّعِيَ مُدَّعٍ مَا لَا أَعْرِفُه ولَا أَظُنُّ
اللَّه يَعْرِفُه - والْحَمْدُ لِلَّه عَلَى كُلِّ حَالٍ. وأَمَّا مَا سَأَلْتَ مِنْ دَفْعِ
قَتَلَةِ عُثْمَانَ إِلَيْكَ - فَإِنِّي نَظَرْتُ فِي هَذَا الأَمْرِ - فَلَمْ
أَرَه يَسَعُنِي دَفْعُهُمْ إِلَيْكَ ولَا إِلَى غَيْرِكَ - ولَعَمْرِي لَئِنْ
لَمْ تَنْزِعْ (3354)
عَنْ غَيِّكَ وشِقَاقِكَ (3355) -
لَتَعْرِفَنَّهُمْ عَنْ قَلِيلٍ يَطْلُبُونَكَ - لَا يُكَلِّفُونَكَ طَلَبَهُمْ
فِي بَرٍّ ولَا بَحْرٍ - ولَا جَبَلٍ ولَا سَهْلٍ - إِلَّا أَنَّه طَلَبٌ
يَسُوءُكَ وِجْدَانُه - وزَوْرٌ (3356)
لَا يَسُرُّكَ لُقْيَانُه والسَّلَامُ لأَهْلِه. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
10- و من كتاب له ( عليه السلام ) إليه أيضا :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
10 - ومن كتاب له عليهالسلام إليه أيضا وكَيْفَ أَنْتَ صَانِعٌ - إِذَا تَكَشَّفَتْ
عَنْكَ جَلَابِيبُ (3357)
مَا أَنْتَ فِيه - مِنْ دُنْيَا قَدْ تَبَهَّجَتْ بِزِينَتِهَا (3358)
وخَدَعَتْ بِلَذَّتِهَا - دَعَتْكَ فَأَجَبْتَهَا، وقَادَتْكَ فَاتَّبَعْتَهَا -
وأَمَرَتْكَ فَأَطَعْتَهَا - وإِنَّه يُوشِكُ أَنْ يَقِفَكَ وَاقِفٌ عَلَى مَا
لَا يُنْجِيكَ مِنْه مِجَنٌّ (3359) -
فَاقْعَسْ (3360)
عَنْ هَذَا الأَمْرِ - وخُذْ أُهْبَةَ (3361)
الْحِسَابِ وشَمِّرْ لِمَا قَدْ نَزَلَ بِكَ - ولَا تُمَكِّنِ الْغُوَاةَ (3362)
مِنْ سَمْعِكَ - وإِلَّا تَفْعَلْ أُعْلِمْكَ مَا أَغْفَلْتَ مِنْ نَفْسِكَ - فَإِنَّكَ
مُتْرَفٌ (3363)
قَدْ أَخَذَ الشَّيْطَانُ مِنْكَ مَأْخَذَه - وبَلَغَ فِيكَ أَمَلَه وجَرَى
مِنْكَ مَجْرَى الرُّوحِ والدَّمِ. ومَتَى كُنْتُمْ يَا مُعَاوِيَةُ
سَاسَةَ الرَّعِيَّةِ (3364) -
ووُلَاةَ أَمْرِ الأُمَّةِ - بِغَيْرِ قَدَمٍ سَابِقٍ ولَا شَرَفٍ بَاسِقٍ (3365) -
ونَعُوذُ بِاللَّه مِنْ لُزُومِ سَوَابِقِ الشَّقَاءِ - وأُحَذِّرُكَ أَنْ
تَكُونَ مُتَمَادِياً فِي غِرَّةِ (3366)
الأُمْنِيِّةِ (3367) -
مُخْتَلِفَ الْعَلَانِيَةِ والسَّرِيرَةِ. وقَدْ دَعَوْتَ إِلَى الْحَرْبِ فَدَعِ
النَّاسَ جَانِباً - واخْرُجْ إِلَيَّ وأَعْفِ الْفَرِيقَيْنِ مِنَ الْقِتَالِ -
لِتَعْلَمَ أَيُّنَا الْمَرِينُ (3368)
عَلَى قَلْبِه والْمُغَطَّى عَلَى بَصَرِه - فَأَنَا أَبُو حَسَنٍ - قَاتِلُ
جَدِّكَ وأَخِيكَ وخَالِكَ شَدْخاً (3369)
يَوْمَ بَدْرٍ - وذَلِكَ السَّيْفُ مَعِي - وبِذَلِكَ الْقَلْبِ أَلْقَى
عَدُوِّي - مَا اسْتَبْدَلْتُ دِيناً ولَا اسْتَحْدَثْتُ نَبِيّاً - وإِنِّي
لَعَلَى الْمِنْهَاجِ (3370)
الَّذِي تَرَكْتُمُوه طَائِعِينَ - ودَخَلْتُمْ فِيه مُكْرَهِينَ. وزَعَمْتَ أَنَّكَ جِئْتَ ثَائِراً (3371)
بِدَمِ عُثْمَانَ - ولَقَدْ عَلِمْتَ حَيْثُ
وَقَعَ دَمُ عُثْمَانَ - فَاطْلُبْه مِنْ هُنَاكَ إِنْ كُنْتَ طَالِباً -
فَكَأَنِّي قَدْ رَأَيْتُكَ تَضِجُّ مِنَ الْحَرْبِ - إِذَا عَضَّتْكَ ضَجِيجَ
الْجِمَالِ بِالأَثْقَالِ - وكَأَنِّي بِجَمَاعَتِكَ تَدْعُونِي جَزَعاً مِنَ
الضَّرْبِ الْمُتَتَابِعِ - والْقَضَاءِ الْوَاقِعِ ومَصَارِعَ بَعْدَ مَصَارِعَ
إِلَى كِتَابِ اللَّه - وهِيَ كَافِرَةٌ جَاحِدَةٌ أَوْ مُبَايِعَةٌ حَائِدَةٌ (3372). -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
11- و من وصية له ( عليه السلام ) وصى بها جيشا
بعثه إلى العدو :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
11 - ومن وصية له عليهالسلام وصى بها جيشا بعثه إلى
العدو فَإِذَا نَزَلْتُمْ بِعَدُوٍّ أَوْ
نَزَلَ بِكُمْ - فَلْيَكُنْ مُعَسْكَرُكُمْ فِي قُبُلِ (3373)
الأَشْرَافِ (3374) -
أَوْ سِفَاحِ (3375)
الْجِبَالِ أَوْ أَثْنَاءِ (3376)
الأَنْهَارِ - كَيْمَا يَكُونَ لَكُمْ رِدْءاً (3377)
ودُونَكُمْ مَرَدّاً (3378) -
ولْتَكُنْ مُقَاتَلَتُكُمْ مِنْ وَجْه وَاحِدٍ أَوِ اثْنَيْنِ - واجْعَلُوا
لَكُمْ رُقَبَاءَ فِي صَيَاصِي الْجِبَالِ (3379) -
ومَنَاكِبِ (3380)
الْهِضَابِ (3381) -
لِئَلَّا يَأْتِيَكُمُ الْعَدُوُّ مِنْ مَكَانِ مَخَافَةٍ أَوْ أَمْنٍ -
واعْلَمُوا أَنَّ مُقَدِّمَةَ الْقَوْمِ عُيُونُهُمْ - وعُيُونَ الْمُقَدِّمَةِ
طَلَائِعُهُمْ وإِيَّاكُمْ والتَّفَرُّقَ - فَإِذَا نَزَلْتُمْ فَانْزِلُوا
جَمِيعاً - وإِذَا ارْتَحَلْتُمْ فَارْتَحِلُوا جَمِيعاً - وإِذَا غَشِيَكُمُ
اللَّيْلُ فَاجْعَلُوا الرِّمَاحَ كِفَّةً (3382) -
ولَا تَذُوقُوا النَّوْمَ إِلَّا غِرَاراً (3383)
أَوْ مَضْمَضَةً (3384). -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
12- و من وصية له وصى بها معقل بن قيس الرياحي
حين أنفذه إلى الشام في ثلاثة آلاف مقدمة له :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
12 - ومن وصية له عليهالسلام وصى بها معقل بن قيس
الرياحي - حين أنفذه إلى الشام في ثلاثة آلاف مقدمة له اتَّقِ اللَّه الَّذِي لَا بُدَّ لَكَ
مِنْ لِقَائِه - ولَا مُنْتَهَى لَكَ دُونَه - ولَا تُقَاتِلَنَّ إِلَّا مَنْ
قَاتَلَكَ - وسِرِ الْبَرْدَيْنِ (3385)
وغَوِّرْ (3386)
بِالنَّاسِ - ورَفِّه (3387)
فِي السَّيْرِ ولَا تَسِرْ أَوَّلَ اللَّيْلِ - فَإِنَّ اللَّه جَعَلَه سَكَناً
وقَدَّرَه مُقَاماً لَا ظَعْناً (3388) -
فَأَرِحْ فِيه بَدَنَكَ ورَوِّحْ ظَهْرَكَ - فَإِذَا وَقَفْتَ حِينَ يَنْبَطِحُ
السَّحَرُ (3389) -
أَوْ حِينَ يَنْفَجِرُ الْفَجْرُ فَسِرْ عَلَى بَرَكَةِ اللَّه - فَإِذَا
لَقِيتَ الْعَدُوَّ فَقِفْ مِنْ أَصْحَابِكَ وَسَطاً - ولَا تَدْنُ مِنَ
الْقَوْمِ دُنُوَّ مَنْ يُرِيدُ أَنْ يُنْشِبَ الْحَرْبَ - ولَا تَبَاعَدْ
عَنْهُمْ تَبَاعُدَ مَنْ يَهَابُ الْبَأْسَ - حَتَّى يَأْتِيَكَ أَمْرِي - ولَا
يَحْمِلَنَّكُمُ شَنَآنُهُمْ (3390)
عَلَى قِتَالِهِمْ - قَبْلَ دُعَائِهِمْ والإِعْذَارِ (3391)
إِلَيْهِمْ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
13- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى أميرين من
أمراء جيشه :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
13 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى أميرين من أمراء
جيشه وقَدْ أَمَّرْتُ عَلَيْكُمَا - وعَلَى
مَنْ فِي حَيِّزِكُمَا (3392)
مَالِكَ بْنَ الْحَارِثِ الأَشْتَرَ - فَاسْمَعَا لَه وأَطِيعَا واجْعَلَاه
دِرْعاً (3393)
ومِجَنّاً (3394) –
فَإِنَّه مِمَّنْ لَا يُخَافُ وَهْنُه (3395)
ولَا سَقْطَتُه (3396) -
ولَا بُطْؤُه عَمَّا الإِسْرَاعُ إِلَيْه أَحْزَمُ (3397) -
ولَا إِسْرَاعُه إِلَى مَا الْبُطْءُ عَنْه أَمْثَلُ (3398). -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
14- و من وصية له ( عليه السلام ) لعسكره قبل
لقاء العدو بصفين :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
14 - ومن وصية له عليهالسلام لعسكره قبل لقاء العدو
بصفين لَا تُقَاتِلُوهُمْ حَتَّى
يَبْدَءُوكُمْ - فَإِنَّكُمْ بِحَمْدِ اللَّه عَلَى حُجَّةٍ - وتَرْكُكُمْ
إِيَّاهُمْ حَتَّى يَبْدَءُوكُمْ حُجَّةٌ أُخْرَى لَكُمْ عَلَيْهِمْ - فَإِذَا
كَانَتِ الْهَزِيمَةُ بِإِذْنِ اللَّه - فَلَا تَقْتُلُوا مُدْبِراً ولَا
تُصِيبُوا مُعْوِراً (3399) -
ولَا تُجْهِزُوا (3400)
عَلَى جَرِيحٍ - ولَا تَهِيجُوا النِّسَاءَ بِأَذًى - وإِنْ شَتَمْنَ
أَعْرَاضَكُمْ وسَبَبْنَ أُمَرَاءَكُمْ - فَإِنَّهُنَّ ضَعِيفَاتُ الْقُوَى
والأَنْفُسِ والْعُقُولِ - إِنْ كُنَّا لَنُؤْمَرُ بِالْكَفِّ عَنْهُنَّ
وإِنَّهُنَّ لَمُشْرِكَاتٌ - وإِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَتَنَاوَلُ الْمَرْأَةَ
فِي الْجَاهِلِيَّةِ - بِالْفَهْرِ (3401)
أَوِ الْهِرَاوَةِ (3402) -
فَيُعَيَّرُ بِهَا وعَقِبُه مِنْ بَعْدِه. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
15- و من دعاء له ( عليه السلام ) كان ( عليه
السلام ) يقول إذا لقي العدو محاربا :
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
15 - ومن دعاء له عليهالسلام كان عليهالسلام يقول إذا لقي العدو محاربا اللَّهُمَّ إِلَيْكَ أَفْضَتِ (3403)
الْقُلُوبُ ومُدَّتِ الأَعْنَاقُ - وشَخَصَتِ الأَبْصَارُ ونُقِلَتِ الأَقْدَامُ
وأُنْضِيَتِ (3404)
الأَبْدَانُ - اللَّهُمَّ قَدْ صَرَّحَ مَكْنُونُ
الشَّنَآنِ (3405) -
وجَاشَتْ (3406)
مَرَاجِلُ (3407)
الأَضْغَانِ (3408) -
اللَّهُمَّ إِنَّا نَشْكُو إِلَيْكَ غَيْبَةَ نَبِيِّنَا - وكَثْرَةَ عَدُوِّنَا
وتَشَتُّتَ أَهْوَائِنَا - (رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا
وبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ - وأَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ). -----------------------------
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
16- و كان يقول ( عليه السلام ) لأصحابه عند
الحرب :
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
16 - وكان يقول عليهالسلام لأصحابه عند الحربك لَا تَشْتَدَّنَّ عَلَيْكُمْ فَرَّةٌ
بَعْدَهَا كَرَّةٌ (3409) -
ولَا جَوْلَةٌ بَعْدَهَا حَمْلَةٌ - وأَعْطُوا السُّيُوفَ حُقُوقَهَا - ووَطِّئُوا
لِلْجُنُوبِ مَصَارِعَهَا (3410) -
واذْمُرُوا (3411)
أَنْفُسَكُمْ عَلَى الطَّعْنِ الدَّعْسِيِّ (3412)
والضَّرْبِ الطِّلَحْفِيِّ (3413) -
وأَمِيتُوا الأَصْوَاتَ (3414)
فَإِنَّه أَطْرَدُ لِلْفَشَلِ - فَوَ الَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وبَرَأَ
النَّسَمَةَ - مَا أَسْلَمُوا ولَكِنِ اسْتَسْلَمُوا وأَسَرُّوا الْكُفْرَ -
فَلَمَّا وَجَدُوا أَعْوَاناً عَلَيْه أَظْهَرُوه. -----------------------------
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
17- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية
جوابا عن كتاب منه إليه:
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
17 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى معاوية - جوابا عن
كتاب منه إليه وأَمَّا طَلَبُكَ إِلَيَّ الشَّامَ -
فَإِنِّي لَمْ أَكُنْ لأُعْطِيَكَ الْيَوْمَ مَا مَنَعْتُكَ أَمْسِ - وأَمَّا
قَوْلُكَ - إِنَّ الْحَرْبَ قَدْ أَكَلَتِ الْعَرَبَ إِلَّا حُشَاشَاتِ أَنْفُسٍ
بَقِيَتْ - أَلَا ومَنْ أَكَلَه الْحَقُّ فَإِلَى الْجَنَّةِ - ومَنْ أَكَلَه
الْبَاطِلُ فَإِلَى النَّارِ –
وأَمَّا اسْتِوَاؤُنَا فِي الْحَرْبِ والرِّجَالِ - فَلَسْتَ بِأَمْضَى عَلَى
الشَّكِّ مِنِّي عَلَى الْيَقِينِ - ولَيْسَ أَهْلُ الشَّامِ بِأَحْرَصَ عَلَى
الدُّنْيَا - مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ عَلَى الآخِرَةِ - وأَمَّا قَوْلُكَ إِنَّا
بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ - فَكَذَلِكَ نَحْنُ ولَكِنْ لَيْسَ أُمَيَّةُ كَهَاشِمٍ -
ولَا حَرْبٌ كَعَبْدِ الْمُطَّلِبِ ولَا أَبُو سُفْيَانَ كَأَبِي طَالِبٍ - ولَا
الْمُهَاجِرُ (3415)
كَالطَّلِيقِ (3416)
ولَا الصَّرِيحُ (3417)
كَاللَّصِيقِ (3418) -
ولَا الْمُحِقُّ كَالْمُبْطِلِ ولَا الْمُؤْمِنُ كَالْمُدْغِلِ (3419) -
ولَبِئْسَ الْخَلْفُ خَلْفٌ يَتْبَعُ سَلَفاً هَوَى فِي نَارِ جَهَنَّمَ. وفِي أَيْدِينَا بَعْدُ فَضْلُ
النُّبُوَّةِ الَّتِي أَذْلَلْنَا بِهَا الْعَزِيزَ - ونَعَشْنَا (3420)
بِهَا الذَّلِيلَ - ولَمَّا أَدْخَلَ اللَّه الْعَرَبَ فِي دِينِه أَفْوَاجاً -
وأَسْلَمَتْ لَه هَذِه الأُمَّةُ طَوْعاً وكَرْهاً - كُنْتُمْ مِمَّنْ دَخَلَ
فِي الدِّينِ إِمَّا رَغْبَةً وإِمَّا رَهْبَةً - عَلَى حِينَ فَازَ أَهْلُ
السَّبْقِ بِسَبْقِهِمْ - وذَهَبَ الْمُهَاجِرُونَ الأَوَّلُونَ بِفَضْلِهِمْ -
فَلَا تَجْعَلَنَّ لِلشَّيْطَانِ فِيكَ نَصِيباً - ولَا عَلَى نَفْسِكَ سَبِيلًا
والسَّلَامُ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
18- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى عبد الله
بن عباس و هو عامله على البصرة :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
18 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى عبد الله بن عباس -
وهو عامله على البصرة واعْلَمْ أَنَّ الْبَصْرَةَ مَهْبِطُ
إِبْلِيسَ ومَغْرِسُ الْفِتَنِ - فَحَادِثْ أَهْلَهَا بِالإِحْسَانِ إِلَيْهِمْ
- واحْلُلْ عُقْدَةَ الْخَوْفِ عَنْ قُلُوبِهِمْ. وقَدْ بَلَغَنِي تَنَمُّرُكَ (3421)
لِبَنِي تَمِيمٍ وغِلْظَتُك عَلَيْهِمْ - وإِنَّ بَنِي تَمِيمٍ لَمْ يَغِبْ
لَهُمْ نَجْمٌ (3422) -
إِلَّا طَلَعَ لَهُمْ آخَرُ (3423) -
وإِنَّهُمْ لَمْ يُسْبَقُوا بِوَغْمٍ (3424)
فِي جَاهِلِيَّةٍ ولَا إِسْلَامٍ - وإِنَّ لَهُمْ بِنَا رَحِماً مَاسَّةً
وقَرَابَةً خَاصَّةً - نَحْنُ مَأْجُورُونَ عَلَى صِلَتِهَا - ومَأْزُورُونَ
عَلَى قَطِيعَتِهَا - فَارْبَعْ (3425)
أَبَا الْعَبَّاسِ رَحِمَكَ اللَّه - فِيمَا جَرَى عَلَى لِسَانِكَ ويَدِكَ مِنْ
خَيْرٍ وشَرٍّ - فَإِنَّا شَرِيكَانِ فِي ذَلِكَ - وكُنْ عِنْدَ صَالِحِ ظَنِّي
بِكَ - ولَا يَفِيلَنَّ (3426)
رَأْيِي فِيكَ والسَّلَامُ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
19- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى بعض عماله
:
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
19 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى بعض عماله أَمَّا بَعْدُ - فَإِنَّ دَهَاقِينَ (3427)
أَهْلِ بَلَدِكَ شَكَوْا مِنْكَ غِلْظَةً وقَسْوَةً - واحْتِقَاراً وجَفْوَةً -
ونَظَرْتُ فَلَمْ أَرَهُمْ أَهْلًا لأَنْ يُدْنَوْا (3428)
لِشِرْكِهِمْ - ولَا أَنْ يُقْصَوْا (3429)
ويُجْفَوْا (3430)
لِعَهْدِهِمْ - فَالْبَسْ لَهُمْ جِلْبَاباً مِنَ اللِّينِ تَشُوبُه (3431)
بِطَرَفٍ مِنَ الشِّدَّةِ - ودَاوِلْ (3432)
لَهُمْ بَيْنَ الْقَسْوَةِ والرَّأْفَةِ - وامْزُجْ لَهُمْ بَيْنَ التَّقْرِيبِ
والإِدْنَاءِ - والإِبْعَادِ والإِقْصَاءِ إِنْ شَاءَ اللَّه. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
20- و من كتاب له إلى زياد ابن أبيه و هو خليفة عامله عبد الله
بن عباس على البصرة
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
20 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى زياد ابن أبيه - وهو
خليفة عامله عبد الله بن عباس على البصرة وعبد الله عامل أمير
المؤمنين عليهالسلام
يومئذ عليها - وعلى كور الأهواز وفارس وكرمان وغيرها: وإِنِّي أُقْسِمُ بِاللَّه قَسَماً
صَادِقاً - لَئِنْ بَلَغَنِي أَنَّكَ خُنْتَ مِنْ فَيْءِ (3434)
الْمُسْلِمِينَ شَيْئاً صَغِيراً أَوْ كَبِيراً - لأَشُدَّنَّ عَلَيْكَ شَدَّةً
تَدَعُكَ قَلِيلَ الْوَفْرِ (3435) -
ثَقِيلَ الظَّهْرِ (3436)
ضَئِيلَ الأَمْرِ (3437)
والسَّلَامُ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
21- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى زياد أيضا
:
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
21 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى زياد أيضا فَدَعِ الإِسْرَافَ مُقْتَصِداً -
واذْكُرْ فِي الْيَوْمِ غَداً - وأَمْسِكْ مِنَ الْمَالِ بِقَدْرِ ضَرُورَتِكَ -
وقَدِّمِ الْفَضْلَ (3438)
لِيَوْمِ حَاجَتِكَ. أَتَرْجُو أَنْ يُعْطِيَكَ اللَّه
أَجْرَ الْمُتَوَاضِعِينَ - وأَنْتَ عِنْدَه مِنَ الْمُتَكَبِّرِينَ - وتَطْمَعُ
وأَنْتَ مُتَمَرِّغٌ فِي النَّعِيمِ (3439)
تَمْنَعُه الضَّعِيفَ والأَرْمَلَةَ - أَنْ يُوجِبَ لَكَ ثَوَابَ الْمُتَصَدِّقِينَ
- وإِنَّمَا الْمَرْءُ مَجْزِيٌّ بِمَا أَسْلَفَ (3440)
وقَادِمٌ عَلَى مَا قَدَّمَ والسَّلَامُ. ----------------------------- (3438) الفضل: ما يفضل من المال. (3439) المتمرّغ في النعم: المتقلب في الترف. (3440) أسلف: قدم في سالف أيامه. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
22- و من كتاب له إلى عبد الله بن العباس رحمه الله تعالى و كان
عبد اللّه يقول "ما انتفعت بكلام
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
22 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى
عبد الله بن العباس رحمه الله تعالى وكان عبد اللَّه يقول: «ما انتفعت بكلام بعد
كلام رسول الله صلىاللهعليهوآله، كانتفاعي بهذا الكلام!» أَمَّا بَعْدُ - فَإِنَّ الْمَرْءَ
قَدْ يَسُرُّه دَرْكُ مَا لَمْ يَكُنْ لِيَفُوتَه (3441) -
ويَسُوؤُه فَوْتُ مَا لَمْ يَكُنْ لِيُدْرِكَه (3442) -
فَلْيَكُنْ سُرُورُكَ بِمَا نِلْتَ مِنْ آخِرَتِكَ - ولْيَكُنْ أَسَفُكَ عَلَى
مَا فَاتَكَ مِنْهَا - ومَا نِلْتَ مِنْ دُنْيَاكَ فَلَا تُكْثِرْ بِه فَرَحاً -
ومَا فَاتَكَ مِنْهَا فَلَا تَأْسَ عَلَيْه جَزَعاً - ولْيَكُنْ هَمُّكَ فِيمَا
بَعْدَ الْمَوْتِ. ----------------------------- (3441) يفوته الشيء: يذهب عنه إلى غير رجعة. (3442) يدركه: يناله ويصيبه. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
23- و من كلام له ( عليه السلام ) قاله قبل موته
على سبيل الوصية لما ضربه ابن ملجم لعنه الله :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
23 - ومن كلام له عليهالسلام قاله قبل موته على سبيل
الوصية - لما ضربه ابن ملجم لعنه الله: وَصِيَّتِي لَكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا
بِاللَّه شَيْئاً - ومُحَمَّدٌ صلىاللهعليهوآله
فَلَا تُضَيِّعُوا سُنَّتَه - أَقِيمُوا هَذَيْنِ الْعَمُودَيْنِ - وأَوْقِدُوا
هَذَيْنِ الْمِصْبَاحَيْنِ وخَلَاكُمْ ذَمٌّ (3443)! أَنَا بِالأَمْسِ صَاحِبُكُمْ -
والْيَوْمَ عِبْرَةٌ لَكُمْ وغَداً مُفَارِقُكُمْ - إِنْ أَبْقَ فَأَنَا وَلِيُّ
دَمِي - وإِنْ أَفْنَ فَالْفَنَاءُ مِيعَادِي - وإِنْ أَعْفُ فَالْعَفْوُ لِي
قُرْبَةٌ وهُوَ لَكُمْ حَسَنَةٌ - فَاعْفُوا: (أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ
الله لَكُمْ). واللَّه مَا فَجَأَنِي مِنَ الْمَوْتِ
وَارِدٌ كَرِهْتُه - ولَا طَالِعٌ أَنْكَرْتُه –
ومَا كُنْتُ إِلَّا كَقَارِبٍ (3444)
وَرَدَ وطَالِبٍ وَجَدَ - (وما عِنْدَ الله خَيْرٌ
لِلأَبْرارِ). قال
السيد الشريف رضياللهعنه -
أقول وقد مضى بعض هذا الكلام - فيما تقدم من الخطب - إلا أن فيه هاهنا زيادة
أوجبت تكريره». ----------------------------- (3443) «خلاكم ذمّ»: عداكم وجاوزكم اللوم بعد قيامكم بالوصية. (3444) القارِبُ: طالب الماء ليلا، ولا يقال لطالبه نهارا. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
24- و من وصية له ( عليه السلام ) بما يعمل في
أمواله كتبها بعد منصرفه من صفين :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
24 - ومن وصية له عليهالسلام بما يعمل في أمواله -
كتبها بعد منصرفه من صفين: هَذَا مَا أَمَرَ بِه عَبْدُ اللَّه
عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ - فِي مَالِه ابْتِغَاءَ
وَجْه اللَّه - لِيُولِجَه (3445)
بِه الْجَنَّةَ ويُعْطِيَه بِه الأَمَنَةَ (3446). مِنْهَا فَإِنَّه يَقُومُ بِذَلِكَ
الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ - يَأْكُلُ مِنْه بِالْمَعْرُوفِ - ويُنْفِقُ مِنْه
بِالْمَعْرُوفِ - فَإِنْ حَدَثَ بِحَسَنٍ حَدَثٌ (3447)
وحُسَيْنٌ حَيٌّ - قَامَ بِالأَمْرِ بَعْدَه وأَصْدَرَه (3448)
مَصْدَرَه. وإِنَّ لِابْنَيْ فَاطِمَةَ مِنْ
صَدَقَةِ عَلِيٍّ مِثْلَ الَّذِي لِبَنِي عَلِيٍّ - وإِنِّي إِنَّمَا جَعَلْتُ
الْقِيَامَ بِذَلِكَ - إِلَى ابْنَيْ فَاطِمَةَ ابْتِغَاءَ وَجْه اللَّه -
وقُرْبَةً إِلَى رَسُولِ اللَّه صلىاللهعليهوآله
- وتَكْرِيماً لِحُرْمَتِه وتَشْرِيفاً لِوُصْلَتِه (3449). ويَشْتَرِطُ عَلَى الَّذِي يَجْعَلُه
إِلَيْه - أَنْ يَتْرُكَ الْمَالَ عَلَى أُصُولِه (3450) -
ويُنْفِقَ مِنْ ثَمَرِه حَيْثُ أُمِرَ بِه وهُدِيَ لَه - وأَلَّا يَبِيعَ مِنْ
أَوْلَادِ نَخِيلِ هَذِه الْقُرَى وَدِيَّةً (3451) -
حَتَّى تُشْكِلَ أَرْضُهَا غِرَاساً. ومَنْ كَانَ مِنْ إِمَائِي اللَّاتِي
أَطُوفُ عَلَيْهِنَّ (3452) -
لَهَا وَلَدٌ أَوْ هِيَ حَامِلٌ - فَتُمْسَكُ عَلَى وَلَدِهَا وهِيَ مِنْ حَظِّه
- فَإِنْ مَاتَ وَلَدُهَا وهِيَ حَيَّةٌ فَهِيَ عَتِيقَةٌ - قَدْ أَفْرَجَ
عَنْهَا الرِّقُّ وحَرَّرَهَا الْعِتْقُ. قال
الشريف - قوله
عليهالسلام في هذه الوصية - وألا يبيع من نخلها ودية الودية الفسيلة وجمعها
ودي. وقوله عليهالسلام حتى تشكل أرضها غراسا - هو من أفصح الكلام - والمراد به أن
الأرض يكثر فيها غراس النخل - حتى يراها الناظر على غير تلك الصفة التي عرفها
بها - فيشكل عليه أمرها ويحسبها غيرها. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
25- و من وصية له ( عليه السلام ) كان يكتبها لمن
يستعمله على الصدقات :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
25 - ومن وصية له عليهالسلام كان يكتبها لمن يستعمله
على الصدقات قال
الشريف: وإنما ذكرنا هنا جملا ليعلم بها أنه عليهالسلام كان يقيم عماد الحق، ويشرع
أمثلة العدل، في صغير الأمور وكبيرها ودقيقها وجليلها. انْطَلِقْ عَلَى تَقْوَى اللَّه
وَحْدَه لَا شَرِيكَ لَه - ولَا تُرَوِّعَنَّ (3453)
مُسْلِماً ولَا تَجْتَازَنَّ (3454) عَلَيْه
كَارِهاً - ولَا تَأْخُذَنَّ مِنْه أَكْثَرَ مِنْ حَقِّ اللَّه فِي مَالِه -
فَإِذَا قَدِمْتَ عَلَى الْحَيِّ فَانْزِلْ بِمَائِهِمْ - مِنْ غَيْرِ أَنْ
تُخَالِطَ أَبْيَاتَهُمْ - ثُمَّ امْضِ إِلَيْهِمْ بِالسَّكِينَةِ والْوَقَارِ -
حَتَّى تَقُومَ بَيْنَهُمْ فَتُسَلِّمَ عَلَيْهِمْ - ولَا تُخْدِجْ
بِالتَّحِيَّةِ لَهُمْ (3455)
ثُمَّ تَقُولَ عِبَادَ اللَّه - أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ وَلِيُّ اللَّه
وخَلِيفَتُه - لِآخُذَ مِنْكُمْ حَقَّ اللَّه فِي أَمْوَالِكُمْ - فَهَلْ لِلَّه
فِي أَمْوَالِكُمْ مِنْ حَقٍّ فَتُؤَدُّوه إِلَى وَلِيِّه - فَإِنْ قَالَ
قَائِلٌ لَا فَلَا تُرَاجِعْه - وإِنْ أَنْعَمَ (3456)
لَكَ مُنْعِمٌ فَانْطَلِقْ مَعَه - مِنْ غَيْرِ أَنْ تُخِيفَه أَوْ تُوعِدَه –
أَوْ تَعْسِفَه (3457)
أَوْ تُرْهِقَه (3458)
فَخُذْ مَا أَعْطَاكَ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ - فَإِنْ كَانَ لَه مَاشِيَةٌ
أَوْ إِبِلٌ فَلَا تَدْخُلْهَا إِلَّا بِإِذْنِه - فَإِنَّ أَكْثَرَهَا لَه -
فَإِذَا أَتَيْتَهَا فَلَا تَدْخُلْ عَلَيْهَا دُخُولَ مُتَسَلِّطٍ عَلَيْه -
ولَا عَنِيفٍ بِه - ولَا تُنَفِّرَنَّ بَهِيمَةً ولَا تُفْزِعَنَّهَا - ولَا
تَسُوأَنَّ صَاحِبَهَا فِيهَا - واصْدَعِ (3459)
الْمَالَ صَدْعَيْنِ ثُمَّ خَيِّرْه (3460) -
فَإِذَا اخْتَارَ فَلَا تَعْرِضَنَّ لِمَا اخْتَارَه - ثُمَّ اصْدَعِ الْبَاقِيَ
صَدْعَيْنِ ثُمَّ خَيِّرْه - فَإِذَا اخْتَارَ فَلَا تَعْرِضَنَّ لِمَا
اخْتَارَه - فَلَا تَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَبْقَى مَا فِيه - وَفَاءٌ لِحَقِّ
اللَّه فِي مَالِه - فَاقْبِضْ حَقَّ اللَّه مِنْه - فَإِنِ اسْتَقَالَكَ
فَأَقِلْه (3461) -
ثُمَّ اخْلِطْهُمَا ثُمَّ اصْنَعْ مِثْلَ الَّذِي صَنَعْتَ أَوَّلًا - حَتَّى
تَأْخُذَ حَقَّ اللَّه فِي مَالِه - ولَا تَأْخُذَنَّ عَوْداً (3462)
ولَا هَرِمَةً (3463)
ولَا مَكْسُورَةً ولَا مَهْلُوسَةً (3464)
ولَا ذَاتَ عَوَارٍ (3465) -
ولَا تَأْمَنَنَّ عَلَيْهَا إِلَّا مَنْ تَثِقُ بِدِينِه - رَافِقاً بِمَالِ
الْمُسْلِمِينَ - حَتَّى يُوَصِّلَه إِلَى وَلِيِّهِمْ فَيَقْسِمَه بَيْنَهُمْ -
ولَا تُوَكِّلْ بِهَا إِلَّا نَاصِحاً شَفِيقاً وأَمِيناً حَفِيظاً - غَيْرَ
مُعْنِفٍ ولَا مُجْحِفٍ (3466)
ولَا مُلْغِبٍ (3467)
ولَا مُتْعِبٍ - ثُمَّ احْدُرْ (3468)
إِلَيْنَا مَا اجْتَمَعَ عِنْدَكَ - نُصَيِّرْه حَيْثُ أَمَرَ اللَّه - بِه
فَإِذَا أَخَذَهَا أَمِينُكَ - فَأَوْعِزْ إِلَيْه أَلَّا يَحُولَ بَيْنَ
نَاقَةٍ وبَيْنَ فَصِيلِهَا (3469) -
ولَا يَمْصُرَ (3470)
لَبَنَهَا فَيَضُرَّ [فَيُضِرَّ] ذَلِكَ بِوَلَدِهَا - ولَا يَجْهَدَنَّهَا
رُكُوباً - ولْيَعْدِلْ بَيْنَ صَوَاحِبَاتِهَا فِي ذَلِكَ وبَيْنَهَا -
ولْيُرَفِّه عَلَى اللَّاغِبِ (3471) -
ولْيَسْتَأْنِ (3472)
بِالنَّقِبِ (3473)
والظَّالِعِ (3474) -
ولْيُورِدْهَا مَا تَمُرُّ بِه مِنَ الْغُدُرِ (3475) -
ولَا يَعْدِلْ بِهَا عَنْ نَبْتِ الأَرْضِ إِلَى جَوَادِّ الطُّرُقِ (3476) -
ولْيُرَوِّحْهَا فِي السَّاعَاتِ - ولْيُمْهِلْهَا عِنْدَ النِّطَافِ (3477)
والأَعْشَابِ - حَتَّى تَأْتِيَنَا بِإِذْنِ اللَّه بُدَّناً (3478)
مُنْقِيَاتٍ (3479) -
غَيْرَ مُتْعَبَاتٍ ولَا مَجْهُودَاتٍ (3480) -
لِنَقْسِمَهَا عَلَى كِتَابِ اللَّه وسُنَّةِ نَبِيِّه صلىاللهعليهوآله
- فَإِنَّ ذَلِكَ أَعْظَمُ لأَجْرِكَ - وأَقْرَبُ لِرُشْدِكَ إِنْ شَاءَ اللَّه. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
26- و من عهد له ( عليه السلام ) إلى بعض عماله و
قد بعثه على الصدقة :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
26 - ومن عهد له عليهالسلام إلى بعض عماله - وقد
بعثه على الصدقة أَمَرَه بِتَقْوَى اللَّه فِي
سَرَائِرِ أَمْرِه وخَفِيَّاتِ عَمَلِه - حَيْثُ لَا شَهِيدَ غَيْرُه ولَا
وَكِيلَ دُونَه - وأَمَرَه أَلَّا يَعْمَلَ بِشَيْءٍ مِنْ طَاعَةِ اللَّه فِيمَا
ظَهَرَ - فَيُخَالِفَ إِلَى غَيْرِه فِيمَا أَسَرَّ - ومَنْ لَمْ يَخْتَلِفْ
سِرُّه وعَلَانِيَتُه وفِعْلُه ومَقَالَتُه - فَقَدْ أَدَّى الأَمَانَةَ وأَخْلَصَ
الْعِبَادَةَ. وأَمَرَه أَلَّا يَجْبَهَهُمْ (3481)
ولَا يَعْضَهَهُمْ (3482) -
ولَا يَرْغَبَ عَنْهُمْ (3483)
تَفَضُّلًا بِالإِمَارَةِ عَلَيْهِمْ - فَإِنَّهُمُ الإِخْوَانُ فِي الدِّينِ -
والأَعْوَانُ عَلَى اسْتِخْرَاجِ الْحُقُوقِ. وإِنَّ لَكَ فِي هَذِه الصَّدَقَةِ
نَصِيباً مَفْرُوضاً وحَقّاً مَعْلُوماً - وشُرَكَاءَ أَهْلَ مَسْكَنَةٍ
وضُعَفَاءَ ذَوِي فَاقَةٍ - وإِنَّا مُوَفُّوكَ حَقَّكَ فَوَفِّهِمْ حُقُوقَهُمْ
- وإِلَّا تَفْعَلْ فَإِنَّكَ مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ خُصُوماً يَوْمَ
الْقِيَامَةِ، وبُؤْسَى (3484)
لِمَنْ خَصْمُه عِنْدَ اللَّه الْفُقَرَاءُ والْمَسَاكِينُ - والسَّائِلُونَ
والْمَدْفُوعُونَ والْغَارِمُونَ وابْنُ السَّبِيلِ - ومَنِ اسْتَهَانَ
بِالأَمَانَةِ ورَتَعَ فِي الْخِيَانَةِ - ولَمْ يُنَزِّه نَفْسَه ودِينَه
عَنْهَا - فَقَدْ أَحَلَّ بِنَفْسِه الذُّلَّ والْخِزْيَ (3485)
فِي الدُّنْيَا - وهُوَ فِي الآخِرَةِ أَذَلُّ وأَخْزَى - وإِنَّ أَعْظَمَ
الْخِيَانَةِ خِيَانَةُ الأُمَّةِ - وأَفْظَعَ الْغِشِّ غِشُّ الأَئِمَّةِ
والسَّلَامُ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
27- و من عهد له ( عليه السلام ) إلى محمد بن أبي
بكر رضي الله عنه حين قلده مصر :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
27 - ومن عهد له عليهالسلام إلى محمد بن أبي بكر رضياللهعنه - حين قلده مصر فَاخْفِضْ لَهُمْ جَنَاحَكَ وأَلِنْ
لَهُمْ جَانِبَكَ - وابْسُطْ لَهُمْ وَجْهَكَ وآسِ (3486)
بَيْنَهُمْ فِي اللَّحْظَةِ والنَّظْرَةِ - حَتَّى لَا يَطْمَعَ الْعُظَمَاءُ
فِي حَيْفِكَ لَهُمْ (3487) -
ولَا يَيْأَسَ الضُّعَفَاءُ مِنْ عَدْلِكَ عَلَيْهِمْ - فَإِنَّ اللَّه تَعَالَى
يُسَائِلُكُمْ مَعْشَرَ عِبَادِه - عَنِ الصَّغِيرَةِ مِنْ أَعْمَالِكُمْ
والْكَبِيرَةِ والظَّاهِرَةِ والْمَسْتُورَةِ - فَإِنْ يُعَذِّبْ فَأَنْتُمْ
أَظْلَمُ وإِنْ يَعْفُ فَهُوَ أَكْرَمُ. واعْلَمُوا عِبَادَ اللَّه - أَنَّ
الْمُتَّقِينَ ذَهَبُوا بِعَاجِلِ الدُّنْيَا وآجِلِ الآخِرَةِ - فَشَارَكُوا
أَهْلَ الدُّنْيَا فِي دُنْيَاهُمْ - ولَمْ يُشَارِكُوا أَهْلَ الدُّنْيَا فِي
آخِرَتِهِمْ - سَكَنُوا الدُّنْيَا بِأَفْضَلِ مَا سُكِنَتْ وأَكَلُوهَا
بِأَفْضَلِ مَا أُكِلَتْ - فَحَظُوا مِنَ الدُّنْيَا بِمَا حَظِيَ بِه
الْمُتْرَفُونَ (3488) -
وأَخَذُوا مِنْهَا مَا أَخَذَه الْجَبَابِرَةُ الْمُتَكَبِّرُونَ - ثُمَّ
انْقَلَبُوا عَنْهَا بِالزَّادِ الْمُبَلِّغِ والْمَتْجَرِ الرَّابِحِ -
أَصَابُوا لَذَّةَ زُهْدِ الدُّنْيَا فِي دُنْيَاهُمْ - وتَيَقَّنُوا أَنَّهُمْ جِيرَانُ
اللَّه غَداً فِي آخِرَتِهِمْ - لَا تُرَدُّ لَهُمْ دَعْوَةٌ ولَا يَنْقُصُ
لَهُمْ نَصِيبٌ مِنْ لَذَّةٍ - فَاحْذَرُوا عِبَادَ اللَّه الْمَوْتَ وقُرْبَه -
وأَعِدُّوا لَه عُدَّتَه - فَإِنَّه يَأْتِي بِأَمْرٍ عَظِيمٍ وخَطْبٍ جَلِيلٍ -
بِخَيْرٍ لَا يَكُونُ مَعَه شَرٌّ أَبَداً - أَوْ شَرٍّ لَا يَكُونُ مَعَه
خَيْرٌ أَبَداً - فَمَنْ أَقْرَبُ إِلَى الْجَنَّةِ مِنْ عَامِلِهَا - ومَنْ
أَقْرَبُ إِلَى النَّارِ مِنْ عَامِلِهَا - وأَنْتُمْ طُرَدَاءُ الْمَوْتِ -
إِنْ أَقَمْتُمْ لَه أَخَذَكُمْ وإِنْ فَرَرْتُمْ مِنْه أَدْرَكَكُمْ - وهُوَ
أَلْزَمُ لَكُمْ مِنْ ظِلِّكُمْ - الْمَوْتُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِيكُمْ (3489)
والدُّنْيَا تُطْوَى مِنْ خَلْفِكُمْ - فَاحْذَرُوا نَاراً قَعْرُهَا بَعِيدٌ
وحَرُّهَا شَدِيدٌ وعَذَابُهَا جَدِيدٌ - دَارٌ لَيْسَ فِيهَا رَحْمَةٌ - ولَا
تُسْمَعُ فِيهَا دَعْوَةٌ ولَا تُفَرَّجُ فِيهَا كُرْبَةٌ - وإِنِ اسْتَطَعْتُمْ
أَنْ يَشْتَدَّ خَوْفُكُمْ مِنَ اللَّه - وأَنْ يَحْسُنَ ظَنُّكُمْ بِه
فَاجْمَعُوا بَيْنَهُمَا - فَإِنَّ الْعَبْدَ إِنَّمَا يَكُونُ حُسْنُ ظَنِّه
بِرَبِّه - عَلَى قَدْرِ خَوْفِه مِنْ رَبِّه - وإِنَّ أَحْسَنَ النَّاسِ ظَنّاً
بِاللَّه أَشَدُّهُمْ خَوْفاً لِلَّه. واعْلَمْ يَا مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي
بَكْرٍ - أَنِّي قَدْ وَلَّيْتُكَ أَعْظَمَ أَجْنَادِي فِي نَفْسِي أَهْلَ
مِصْرَ - فَأَنْتَ مَحْقُوقٌ أَنْ تُخَالِفَ عَلَى نَفْسِكَ (3490) -
وأَنْ تُنَافِحَ (3491)
عَنْ دِينِكَ - ولَوْ لَمْ يَكُنْ لَكَ إِلَّا سَاعَةٌ مِنَ الدَّهْرِ - ولَا
تُسْخِطِ اللَّه بِرِضَا أَحَدٍ مِنْ خَلْقِه - فَإِنَّ فِي اللَّه خَلَفاً مِنْ
غَيْرِه (3492) -
ولَيْسَ مِنَ اللَّه خَلَفٌ فِي غَيْرِه. صَلِّ الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا
الْمُؤَقَّتِ لَهَا - ولَا تُعَجِّلْ وَقْتَهَا لِفَرَاغٍ –
ولَا تُؤَخِّرْهَا عَنْ وَقْتِهَا لِاشْتِغَالٍ - واعْلَمْ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ
مِنْ عَمَلِكَ تَبَعٌ لِصَلَاتِكَ. ومِنْه - فَإِنَّه لَا سَوَاءَ إِمَامُ
الْهُدَى وإِمَامُ الرَّدَى - ووَلِيُّ النَّبِيِّ وعَدُوُّ النَّبِيِّ -
ولَقَدْ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّه صلىاللهعليهوآله
- إِنِّي لَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي مُؤْمِناً ولَا مُشْرِكاً - أَمَّا
الْمُؤْمِنُ فَيَمْنَعُه (3493)
اللَّه بِإِيمَانِه - وأَمَّا الْمُشْرِكُ فَيَقْمَعُه اللَّه بِشِرْكِه -
ولَكِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ كُلَّ مُنَافِقِ الْجَنَانِ (3494) -
عَالِمِ اللِّسَانِ (3495) -
يَقُولُ مَا تَعْرِفُونَ ويَفْعَلُ مَا تُنْكِرُونَ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
28- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية
جوابا :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
28 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى معاوية جوابا قال الشريف: وهو من محاسن الكتب أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ أَتَانِي
كِتَابُكَ - تَذْكُرُ فِيه اصْطِفَاءَ اللَّه مُحَمَّداً صلىاللهعليهوآله
لِدِينِه - وتَأْيِيدَه إِيَّاه لِمَنْ أَيَّدَه مِنْ أَصْحَابِه - فَلَقَدْ
خَبَّأَ لَنَا الدَّهْرُ مِنْكَ عَجَباً (3496) -
إِذْ طَفِقْتَ (3497)
تُخْبِرُنَا بِبَلَاءِ اللَّه (3498)
تَعَالَى عِنْدَنَا - ونِعْمَتِه عَلَيْنَا فِي نَبِيِّنَا - فَكُنْتَ فِي
ذَلِكَ كَنَاقِلِ التَّمْرِ إِلَى هَجَرَ (3499) -
أَوْ دَاعِي مُسَدِّدِه (3500)
إِلَى النِّضَالِ (3501) -
وزَعَمْتَ أَنَّ أَفْضَلَ النَّاسِ فِي الإِسْلَامِ فُلَانٌ وفُلَانٌ -
فَذَكَرْتَ أَمْراً إِنْ تَمَّ اعْتَزَلَكَ (3502)
كُلُّه - وإِنْ نَقَصَ لَمْ يَلْحَقْكَ ثَلْمُه (3503) -
ومَا أَنْتَ والْفَاضِلَ والْمَفْضُولَ والسَّائِسَ والْمَسُوسَ - ومَا
لِلطُّلَقَاءِ (3504)
وأَبْنَاءِ الطُّلَقَاءِ - والتَّمْيِيزَ بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ -
وتَرْتِيبَ دَرَجَاتِهِمْ وتَعْرِيفَ طَبَقَاتِهِمْ - هَيْهَاتَ لَقَدْ حَنَّ (3505)
قِدْحٌ لَيْسَ مِنْهَا - وطَفِقَ يَحْكُمُ فِيهَا مَنْ عَلَيْه الْحُكْمُ لَهَا
- أَلَا تَرْبَعُ أَيُّهَا الإِنْسَانُ عَلَى ظَلْعِكَ (3506) -
وتَعْرِفُ قُصُورَ ذَرْعِكَ (3507) -
وتَتَأَخَّرُ حَيْثُ أَخَّرَكَ الْقَدَرُ - فَمَا عَلَيْكَ غَلَبَةُ
الْمَغْلُوبِ ولَا ظَفَرُ الظَّافِرِ. وإِنَّكَ لَذَهَّابٌ (3508)
فِي التِّيه (3509)
رَوَّاغٌ (3510)
عَنِ الْقَصْدِ (3511) -
أَلَا تَرَى غَيْرَ مُخْبِرٍ لَكَ - ولَكِنْ بِنِعْمَةِ اللَّه أُحَدِّثُ -
أَنَّ قَوْماً اسْتُشْهِدُوا فِي سَبِيلِ اللَّه تَعَالَى مِنَ الْمُهَاجِرِينَ
والأَنْصَارِ - ولِكُلٍّ فَضْلٌ - حَتَّى إِذَا اسْتُشْهِدَ شَهِيدُنَا (3512)
قِيلَ سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ - وخَصَّه رَسُولُ اللَّه صلىاللهعليهوآله
بِسَبْعِينَ تَكْبِيرَةً عِنْدَ صَلَاتِه عَلَيْه - أَولَا تَرَى أَنَّ قَوْماً
قُطِّعَتْ أَيْدِيهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّه - ولِكُلٍّ فَضْلٌ - حَتَّى إِذَا
فُعِلَ بِوَاحِدِنَا (3513)
مَا فُعِلَ بِوَاحِدِهِمْ - قِيلَ الطَّيَّارُ فِي الْجَنَّةِ وذُو
الْجَنَاحَيْنِ - ولَوْ لَا مَا نَهَى اللَّه عَنْه مِنْ تَزْكِيَةِ الْمَرْءِ
نَفْسَه - لَذَكَرَ ذَاكِرٌ فَضَائِلَ جَمَّةً (3514)
تَعْرِفُهَا قُلُوبُ الْمُؤْمِنِينَ - ولَا تَمُجُّهَا (3515)
آذَانُ السَّامِعِينَ - فَدَعْ عَنْكَ مَنْ مَالَتْ بِه الرَّمِيَّةُ (3516) -
فَإِنَّا صَنَائِعُ رَبِّنَا (3517)
والنَّاسُ بَعْدُ صَنَائِعُ لَنَا - لَمْ يَمْنَعْنَا قَدِيمُ عِزِّنَا - ولَا
عَادِيُّ طَوْلِنَا (3518)
عَلَى قَوْمِكَ أَنْ خَلَطْنَاكُمْ بِأَنْفُسِنَا - فَنَكَحْنَا وأَنْكَحْنَا -
فِعْلَ الأَكْفَاءِ (3519)
ولَسْتُمْ هُنَاكَ - وأَنَّى يَكُونُ ذَلِكَ ومِنَّا النَّبِيُّ ومِنْكُمُ
الْمُكَذِّبُ (3520) -
ومِنَّا أَسَدُ اللَّه (3521)
ومِنْكُمْ أَسَدُ الأَحْلَافِ (3522) -
ومِنَّا سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ (3523)
ومِنْكُمْ صِبْيَةُ النَّارِ (3524) -
ومِنَّا خَيْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (3525)
ومِنْكُمْ حَمَّالَةُ الْحَطَبِ (3526) -
فِي كَثِيرٍ مِمَّا لَنَا وعَلَيْكُمْ. -----------------------------
فَإِسْلَامُنَا قَدْ سُمِعَ
وجَاهِلِيَّتُنَا لَا تُدْفَعُ (3527) -
وكِتَابُ اللَّه يَجْمَعُ لَنَا مَا شَذَّ عَنَّا - وهُوَ قَوْلُه سُبْحَانَه
وتَعَالَى - (وأُولُوا الأَرْحامِ بَعْضُهُمْ
أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ الله) -
وقَوْلُه تَعَالَى: (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ
بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوه - وهذَا النَّبِيُّ والَّذِينَ آمَنُوا -
والله وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) -
فَنَحْنُ مَرَّةً أَوْلَى بِالْقَرَابَةِ وتَارَةً أَوْلَى بِالطَّاعَةِ -
ولَمَّا احْتَجَّ الْمُهَاجِرُونَ عَلَى الأَنْصَارِ - يَوْمَ السَّقِيفَةِ (3528)
بِرَسُولِ اللَّه صلىاللهعليهوآله
فَلَجُوا (3529)
عَلَيْهِمْ - فَإِنْ يَكُنِ الْفَلَجُ بِه فَالْحَقُّ لَنَا دُونَكُمْ - وإِنْ
يَكُنْ بِغَيْرِه فَالأَنْصَارُ عَلَى دَعْوَاهُمْ. وزَعَمْتَ أَنِّي لِكُلِّ الْخُلَفَاءِ
حَسَدْتُ وعَلَى كُلِّهِمْ بَغَيْتُ - فَإِنْ يَكُنْ ذَلِكَ كَذَلِكَ فَلَيْسَتِ
الْجِنَايَةُ عَلَيْكَ - فَيَكُونَ الْعُذْرُ إِلَيْكَ. وتِلْكَ شَكَاةٌ (3530)
ظَاهِرٌ عَنْكَ عَارُهَا (3531) وقُلْتَ إِنِّي كُنْتُ أُقَادُ - كَمَا
يُقَادُ الْجَمَلُ الْمَخْشُوشُ (3532)
حَتَّى أُبَايِعَ؛ ولَعَمْرُ اللَّه
لَقَدْ أَرَدْتَ أَنْ تَذُمَّ فَمَدَحْتَ - وأَنْ تَفْضَحَ فَافْتَضَحْتَ - ومَا
عَلَى الْمُسْلِمِ مِنْ غَضَاضَةٍ (3533)
فِي أَنْ يَكُونَ مَظْلُوماً - مَا لَمْ يَكُنْ شَاكَّاً فِي دِينِه ولَا
مُرْتَاباً بِيَقِينِه - وهَذِه حُجَّتِي إِلَى غَيْرِكَ قَصْدُهَا - ولَكِنِّي
أَطْلَقْتُ لَكَ مِنْهَا بِقَدْرِ مَا سَنَحَ (3534)
مِنْ ذِكْرِهَا. ثُمَّ ذَكَرْتَ مَا كَانَ مِنْ أَمْرِي
وأَمْرِ عُثْمَانَ - فَلَكَ أَنْ تُجَابَ عَنْ هَذِه لِرَحِمِكَ مِنْه (3535) -
فَأَيُّنَا كَانَ أَعْدَى لَه (3536)
وأَهْدَى إِلَى مَقَاتِلِه (3537)
أَمَنْ بَذَلَ لَه نُصْرَتَه فَاسْتَقْعَدَه (3538)
واسْتَكَفَّه (3539) -
أَمْ مَنِ اسْتَنْصَرَه فَتَرَاخَى عَنْه وبَثَّ الْمَنُونَ إِلَيْه (3540) -
حَتَّى أَتَى قَدَرُه عَلَيْه - كَلَّا واللَّه لَاَّه (قَدْ يَعْلَمُ الله
الْمُعَوِّقِينَ (3541) مِنْكُمْ - والْقائِلِينَ
لإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا - ولا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا) -. -----------------------------
ومَا كُنْتُ لأَعْتَذِرَ مِنْ أَنِّي
كُنْتُ أَنْقِمُ (3542)
عَلَيْه أَحْدَاثاً (3543) -
فَإِنْ كَانَ الذَّنْبُ إِلَيْه إِرْشَادِي وهِدَايَتِي لَه - فَرُبَّ مَلُومٍ
لَا ذَنْبَ لَه - وقَدْ يَسْتَفِيدُ الظِّنَّةَ (3544)
الْمُتَنَصِّحُ (3545) ومَا أَرَدْتُ (إِلَّا الإِصْلاحَ مَا
اسْتَطَعْتُ - وما تَوْفِيقِي إِلَّا بِالله عَلَيْه تَوَكَّلْتُ وإِلَيْه
أُنِيبُ) وذَكَرْتَ أَنَّه لَيْسَ لِي
ولأَصْحَابِي عِنْدَكَ إِلَّا السَّيْفُ - فَلَقَدْ أَضْحَكْتَ بَعْدَ اسْتِعْبَارٍ (3546) -
مَتَى أَلْفَيْتَ (3547)
بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَنِ الأَعْدَاءِ نَاكِلِينَ (3548) -
وبِالسَّيْفِ مُخَوَّفِينَ؟! فَلَبِّثْ (3549)
قَلِيلًا يَلْحَقِ الْهَيْجَا (3550)
حَمَلْ (3551) فَسَيَطْلُبُكَ مَنْ تَطْلُبُ -
ويَقْرُبُ مِنْكَ مَا تَسْتَبْعِدُ - وأَنَا مُرْقِلٌ (3552)
نَحْوَكَ فِي جَحْفَلٍ (3553)
مِنَ الْمُهَاجِرِينَ والأَنْصَارِ - والتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ -
شَدِيدٍ زِحَامُهُمْ سَاطِعٍ (3554)
قَتَامُهُمْ (3555) -
مُتَسَرْبِلِينَ (3556)
سَرَابِيلَ الْمَوْتِ - أَحَبُّ اللِّقَاءِ إِلَيْهِمْ لِقَاءُ رَبِّهِمْ -
وقَدْ صَحِبَتْهُمْ ذُرِّيَّةٌ بَدْرِيَّةٌ (3557)
وسُيُوفٌ هَاشِمِيَّةٌ - قَدْ عَرَفْتَ مَوَاقِعَ نِصَالِهَا - فِي أَخِيكَ
وخَالِكَ وجَدِّكَ وأَهْلِكَ (3558) -
(وما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ). -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
29- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى أهل البصرة
:
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
29 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى أهل البصرة وقَدْ كَانَ مِنِ انْتِشَارِ
حَبْلِكُمْ (3559)
وشِقَاقِكُمْ - مَا لَمْ تَغْبَوْا عَنْه (3560) -
فَعَفَوْتُ عَنْ مُجْرِمِكُمْ ورَفَعْتُ السَّيْفَ عَنْ مُدْبِرِكُمْ -
وقَبِلْتُ مِنْ مُقْبِلِكُمْ - فَإِنْ خَطَتْ (3561)
بِكُمُ الأُمُورُ الْمُرْدِيَةُ (3562) -
وسَفَه (3563)
الآرَاءِ الْجَائِرَةِ (3564)
إِلَى مُنَابَذَتِي (3565)
وخِلَافِي - فَهَا أَنَا ذَا قَدْ قَرَّبْتُ جِيَادِي (3566)
ورَحَلْتُ (3567)
رِكَابِي (3568) -
ولَئِنْ أَلْجَأْتُمُونِي إِلَى الْمَسِيرِ إِلَيْكُمْ - لأُوقِعَنَّ بِكُمْ
وَقْعَةً - لَا يَكُونُ يَوْمُ الْجَمَلِ إِلَيْهَا إِلَّا كَلَعْقَةِ (3569)
لَاعِقٍ - مَعَ أَنِّي عَارِفٌ لِذِي الطَّاعَةِ مِنْكُمْ فَضْلَه - ولِذِي
النَّصِيحَةِ حَقَّه - غَيْرُ مُتَجَاوِزٍ مُتَّهَماً إِلَى بَرِيٍّ ولَا
نَاكِثاً (3570)
إِلَى وَفِيٍّ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
30- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
30 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى معاوية فَاتَّقِ اللَّه فِيمَا لَدَيْكَ -
وانْظُرْ فِي حَقِّه عَلَيْكَ - وارْجِعْ إِلَى مَعْرِفَةِ مَا لَا تُعْذَرُ
بِجَهَالَتِه - فَإِنَّ لِلطَّاعَةِ أَعْلَاماً وَاضِحَةً - وسُبُلًا نَيِّرَةً
ومَحَجَّةً (3571)
نَهْجَةً (3572)
وغَايَةً مُطَّلَبَةً (3573) -
يَرِدُهَا الأَكْيَاسُ (3574)
ويُخَالِفُهَا الأَنْكَاسُ (3575) -
مَنْ نَكَبَ (3576)
عَنْهَا جَارَ (3577)
عَنِ الْحَقِّ وخَبَطَ (3578)
فِي التِّيه (3579) -
وغَيَّرَ اللَّه نِعْمَتَه وأَحَلَّ بِه نِقْمَتَه - فَنَفْسَكَ نَفْسَكَ فَقَدْ
بَيَّنَ اللَّه لَكَ سَبِيلَكَ - وحَيْثُ تَنَاهَتْ بِكَ أُمُورُكَ - فَقَدْ
أَجْرَيْتَ إِلَى غَايَةِ خُسْرٍ (3580)
ومَحَلَّةِ كُفْرٍ - فَإِنَّ نَفْسَكَ قَدْ أَوْلَجَتْكَ (3581)
شَرّاً وأَقْحَمَتْكَ (3582)
غَيّاً (3583) -
وأَوْرَدَتْكَ الْمَهَالِكَ وأَوْعَرَتْ (3584)
عَلَيْكَ الْمَسَالِكَ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
31- و من وصية له (
عليه السلام ) للحسن بن علي كتبها إليه بحاضرين عند انصرافه من صفين :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
31 - ومن وصية له عليهالسلام للحسن بن علي عليهالسلام - كتبها إليه بحاضرين (3585)
عند انصرافه من صفين: مِنَ الْوَالِدِ الْفَانِ الْمُقِرِّ
لِلزَّمَانِ (3586)
الْمُدْبِرِ الْعُمُرِ - الْمُسْتَسْلِمِ لِلدُّنْيَا - السَّاكِنِ مَسَاكِنَ
الْمَوْتَى والظَّاعِنِ عَنْهَا غَداً - إِلَى الْمَوْلُودِ الْمُؤَمِّلِ مَا
لَا يُدْرِكُ - السَّالِكِ سَبِيلَ مَنْ قَدْ هَلَكَ - غَرَضِ (3587)
الأَسْقَامِ ورَهِينَةِ (3588)
الأَيَّامِ - ورَمِيَّةِ (3589)
الْمَصَائِبِ وعَبْدِ الدُّنْيَا وتَاجِرِ الْغُرُورِ - وغَرِيمِ الْمَنَايَا
وأَسِيرِ الْمَوْتِ - وحَلِيفِ الْهُمُومِ وقَرِينِ الأَحْزَانِ - ونُصُبِ
الآفَاتِ (3590)
وصَرِيعِ (3591)
الشَّهَوَاتِ وخَلِيفَةِ الأَمْوَاتِ. أَمَّا بَعْدُ - فَإِنَّ فِيمَا
تَبَيَّنْتُ مِنْ إِدْبَارِ الدُّنْيَا عَنِّي - وجُمُوحِ الدَّهْرِ (3592)
عَلَيَّ وإِقْبَالِ الآخِرَةِ إِلَيَّ - مَا يَزَعُنِي (3593)
عَنْ ذِكْرِ مَنْ سِوَايَ - والِاهْتِمَامِ بِمَا وَرَائِي (3594) -
غَيْرَ أَنِّي حَيْثُ تَفَرَّدَ بِي دُونَ هُمُومِ النَّاسِ هَمُّ نَفْسِي -
فَصَدَفَنِي (3595)
رَأْيِي وصَرَفَنِي عَنْ هَوَايَ - وصَرَّحَ لِي مَحْضُ أَمْرِي (3596) -
فَأَفْضَى بِي إِلَى جِدٍّ لَا يَكُونُ فِيه لَعِبٌ - وصِدْقٍ لَا يَشُوبُه
كَذِبٌ ووَجَدْتُكَ بَعْضِي - بَلْ وَجَدْتُكَ كُلِّي - حَتَّى كَأَنَّ شَيْئاً
لَوْ أَصَابَكَ أَصَابَنِي - وكَأَنَّ الْمَوْتَ لَوْ أَتَاكَ أَتَانِي –
فَعَنَانِي مِنْ أَمْرِكَ مَا
يَعْنِينِي مِنْ أَمْرِ نَفْسِي - فَكَتَبْتُ إِلَيْكَ كِتَابِي - مُسْتَظْهِراً
بِه (3597)
إِنْ أَنَا بَقِيتُ لَكَ أَوْ فَنِيتُ. -----------------------------
فَإِنِّي أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّه
أَيْ بُنَيَّ ولُزُومِ أَمْرِه - وعِمَارَةِ قَلْبِكَ بِذِكْرِه والِاعْتِصَامِ
بِحَبْلِه - وأَيُّ سَبَبٍ أَوْثَقُ مِنْ سَبَبٍ بَيْنَكَ وبَيْنَ اللَّه - إِنْ
أَنْتَ أَخَذْتَ بِه. أَحْيِ قَلْبَكَ بِالْمَوْعِظَةِ
وأَمِتْه بِالزَّهَادَةِ - وقَوِّه بِالْيَقِينِ ونَوِّرْه بِالْحِكْمَةِ -
وذَلِّلْه بِذِكْرِ الْمَوْتِ وقَرِّرْه بِالْفَنَاءِ (3598) -
وبَصِّرْه (3599)
فَجَائِعَ (3600)
الدُّنْيَا - وحَذِّرْه صَوْلَةَ الدَّهْرِ وفُحْشَ تَقَلُّبِ اللَّيَالِي
والأَيَّامِ - واعْرِضْ عَلَيْه أَخْبَارَ الْمَاضِينَ - وذَكِّرْه بِمَا
أَصَابَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ مِنَ الأَوَّلِينَ - وسِرْ فِي دِيَارِهِمْ
وآثَارِهِمْ - فَانْظُرْ فِيمَا فَعَلُوا وعَمَّا انْتَقَلُوا وأَيْنَ حَلُّوا
ونَزَلُوا - فَإِنَّكَ تَجِدُهُمْ قَدِ انْتَقَلُوا عَنِ الأَحِبَّةِ - وحَلُّوا
دِيَارَ الْغُرْبَةِ - وكَأَنَّكَ عَنْ قَلِيلٍ قَدْ صِرْتَ كَأَحَدِهِمْ -
فَأَصْلِحْ مَثْوَاكَ ولَا تَبِعْ آخِرَتَكَ بِدُنْيَاكَ - ودَعِ الْقَوْلَ
فِيمَا لَا تَعْرِفُ والْخِطَابَ فِيمَا لَمْ تُكَلَّفْ - وأَمْسِكْ عَنْ
طَرِيقٍ إِذَا خِفْتَ ضَلَالَتَه - فَإِنَّ الْكَفَّ عِنْدَ حَيْرَةِ الضَّلَالِ
خَيْرٌ مِنْ رُكُوبِ الأَهْوَالِ وأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ تَكُنْ مِنْ أَهْلِه -
وأَنْكِرِ الْمُنْكَرَ بِيَدِكَ ولِسَانِكَ - وبَايِنْ (3601)
مَنْ فَعَلَه بِجُهْدِكَ - وجَاهِدْ فِي اللَّه حَقَّ جِهَادِه - ولَا
تَأْخُذْكَ فِي اللَّه لَوْمَةُ لَائِمٍ
- وخُضِ الْغَمَرَاتِ (3602)
لِلْحَقِّ حَيْثُ كَانَ وتَفَقَّه فِي الدِّينِ - وعَوِّدْ نَفْسَكَ
التَّصَبُّرَ عَلَى الْمَكْرُوه - ونِعْمَ الْخُلُقُ التَّصَبُرُ فِي الْحَقِّ -
وأَلْجِئْ نَفْسَكَ فِي أُمُورِكَ كُلِّهَا إِلَى إِلَهِكَ - فَإِنَّكَ
تُلْجِئُهَا إِلَى كَهْفٍ (3603)
حَرِيزٍ (3604)
ومَانِعٍ عَزِيزٍ - وأَخْلِصْ فِي الْمَسْأَلَةِ لِرَبِّكَ - فَإِنَّ بِيَدِه
الْعَطَاءَ والْحِرْمَانَ - وأَكْثِرِ الِاسْتِخَارَةَ (3605)
وتَفَهَّمْ وَصِيَّتِي - ولَا تَذْهَبَنَّ عَنْكَ صَفْحاً (3606) -
فَإِنَّ خَيْرَ الْقَوْلِ مَا نَفَعَ - واعْلَمْ أَنَّه لَا خَيْرَ فِي عِلْمٍ
لَا يَنْفَعُ - ولَا يُنْتَفَعُ بِعِلْمٍ لَا يَحِقُّ (3607)
تَعَلُّمُه. -----------------------------
أَيْ بُنَيَّ إِنِّي لَمَّا
رَأَيْتُنِي قَدْ بَلَغْتُ سِنّاً (3608) -
ورَأَيْتُنِي أَزْدَادُ وَهْناً (3609) -
بَادَرْتُ بِوَصِيَّتِي إِلَيْكَ - وأَوْرَدْتُ خِصَالًا مِنْهَا قَبْلَ أَنْ
يَعْجَلَ بِي أَجَلِي - دُونَ أَنْ أُفْضِيَ (3610)
إِلَيْكَ بِمَا فِي نَفْسِي - أَوْ أَنْ أُنْقَصَ فِي رَأْيِي كَمَا نُقِصْتُ
فِي جِسْمِي - أَوْ يَسْبِقَنِي إِلَيْكَ بَعْضُ غَلَبَاتِ الْهَوَى وفِتَنِ
الدُّنْيَا - فَتَكُونَ كَالصَّعْبِ (3611)
النَّفُورِ (3612) -
وإِنَّمَا قَلْبُ الْحَدَثِ كَالأَرْضِ الْخَالِيَةِ - مَا أُلْقِيَ فِيهَا مِنْ
شَيْءٍ قَبِلَتْه - فَبَادَرْتُكَ بِالأَدَبِ قَبْلَ أَنْ يَقْسُوَ قَلْبُكَ -
ويَشْتَغِلَ لُبُّكَ لِتَسْتَقْبِلَ بِجِدِّ رَأْيِكَ (3613)
مِنَ الأَمْرِ - مَا قَدْ كَفَاكَ أَهْلُ التَّجَارِبِ بُغْيَتَه (3614)
وتَجْرِبَتَه - فَتَكُونَ قَدْ كُفِيتَ مَئُونَةَ الطَّلَبِ - وعُوفِيتَ مِنْ
عِلَاجِ التَّجْرِبَةِ - فَأَتَاكَ مِنْ ذَلِكَ مَا قَدْ كُنَّا نَأْتِيه -
واسْتَبَانَ (3615)
لَكَ مَا رُبَّمَا أَظْلَمَ عَلَيْنَا مِنْه أَيْ بُنَيَّ إِنِّي وإِنْ لَمْ
أَكُنْ عُمِّرْتُ عُمُرَ مَنْ كَانَ قَبْلِي - فَقَدْ نَظَرْتُ فِي
أَعْمَالِهِمْ وفَكَّرْتُ فِي أَخْبَارِهِمْ - وسِرْتُ فِي آثَارِهِمْ حَتَّى
عُدْتُ كَأَحَدِهِمْ - بَلْ كَأَنِّي بِمَا انْتَهَى إِلَيَّ مِنْ أُمُورِهِمْ -
قَدْ عُمِّرْتُ مَعَ أَوَّلِهِمْ إِلَى آخِرِهِمْ - فَعَرَفْتُ صَفْوَ ذَلِكَ
مِنْ كَدَرِه ونَفْعَه مِنْ ضَرَرِه - فَاسْتَخْلَصْتُ لَكَ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ
نَخِيلَه (3616) -
وتَوَخَّيْتُ (3617) لَكَ
جَمِيلَه وصَرَفْتُ عَنْكَ مَجْهُولَه - ورَأَيْتُ حَيْثُ عَنَانِي مِنْ
أَمْرِكَ مَا يَعْنِي الْوَالِدَ الشَّفِيقَ - وأَجْمَعْتُ عَلَيْه (3618)
مِنْ أَدَبِكَ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ - وأَنْتَ مُقْبِلُ الْعُمُرِ ومُقْتَبَلُ (3619)
الدَّهْرِ - ذُو نِيَّةٍ سَلِيمَةٍ ونَفْسٍ صَافِيَةٍ - وأَنْ أَبْتَدِئَكَ
بِتَعْلِيمِ كِتَابِ اللَّه عَزَّ وجَلَّ - وتَأْوِيلِه وشَرَائِعِ الإِسْلَامِ
وأَحْكَامِه وحَلَالِه وحَرَامِه - لَا أُجَاوِزُ (3620)
ذَلِكَ بِكَ إِلَى غَيْرِه - ثُمَّ أَشْفَقْتُ (3621)
أَنْ يَلْتَبِسَ عَلَيْكَ - مَا اخْتَلَفَ النَّاسُ فِيه مِنْ أَهْوَائِهِمْ
وآرَائِهِمْ - مِثْلَ الَّذِي الْتَبَسَ (3622)
عَلَيْهِمْ - فَكَانَ إِحْكَامُ ذَلِكَ عَلَى مَا كَرِهْتُ مِنْ تَنْبِيهِكَ لَه
أَحَبَّ إِلَيَّ - مِنْ إِسْلَامِكَ إِلَى أَمْرٍ لَا آمَنُ عَلَيْكَ بِه
الْهَلَكَةَ (3623) -
ورَجَوْتُ أَنْ يُوَفِّقَكَ اللَّه فِيه لِرُشْدِكَ - وأَنْ يَهْدِيَكَ
لِقَصْدِكَ فَعَهِدْتُ إِلَيْكَ وَصِيَّتِي هَذِه. -----------------------------
واعْلَمْ يَا بُنَيَّ - أَنَّ أَحَبَّ
مَا أَنْتَ آخِذٌ بِه إِلَيَّ مِنْ وَصِيَّتِي تَقْوَى اللَّه - والِاقْتِصَارُ
عَلَى مَا فَرَضَه اللَّه عَلَيْكَ - والأَخْذُ بِمَا مَضَى عَلَيْه
الأَوَّلُونَ مِنْ آبَائِكَ - والصَّالِحُونَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ -
فَإِنَّهُمْ لَمْ يَدَعُوا (3624)
أَنْ نَظَرُوا لأَنْفُسِهِمْ كَمَا أَنْتَ نَاظِرٌ - وفَكَّرُوا كَمَا أَنْتَ
مُفَكِّرٌ - ثُمَّ رَدَّهُمْ آخِرُ
ذَلِكَ إِلَى الأَخْذِ بِمَا عَرَفُوا - والإِمْسَاكِ عَمَّا لَمْ يُكَلَّفُوا -
فَإِنْ أَبَتْ نَفْسُكَ أَنْ تَقْبَلَ ذَلِكَ دُونَ أَنْ تَعْلَمَ كَمَا
عَلِمُوا - فَلْيَكُنْ طَلَبُكَ ذَلِكَ بِتَفَهُّمٍ وتَعَلُّمٍ - لَا
بِتَوَرُّطِ الشُّبُهَاتِ وعُلَقِ الْخُصُومَاتِ - وابْدَأْ قَبْلَ نَظَرِكَ فِي
ذَلِكَ بِالِاسْتِعَانَةِ بِإِلَهِكَ - والرَّغْبَةِ إِلَيْه فِي تَوْفِيقِكَ -
وتَرْكِ كُلِّ شَائِبَةٍ (3625)
أَوْلَجَتْكَ (3626)
فِي شُبْهَةٍ أَوْ أَسْلَمَتْكَ إِلَى ضَلَالَةٍ - فَإِنْ أَيْقَنْتَ أَنْ قَدْ
صَفَا قَلْبُكَ فَخَشَعَ - وتَمَّ رَأْيُكَ فَاجْتَمَعَ - وكَانَ هَمُّكَ فِي
ذَلِكَ هَمّاً وَاحِداً - فَانْظُرْ فِيمَا فَسَّرْتُ لَكَ - وإِنْ لَمْ
يَجْتَمِعْ لَكَ مَا تُحِبُّ مِنْ نَفْسِكَ - وفَرَاغِ نَظَرِكَ وفِكْرِكَ -
فَاعْلَمْ أَنَّكَ إِنَّمَا تَخْبِطُ الْعَشْوَاءَ (3627)
وتَتَوَرَّطُ (3628)
الظَّلْمَاءَ - ولَيْسَ طَالِبُ الدِّينِ مَنْ خَبَطَ أَوْ خَلَطَ -
والإِمْسَاكُ (36229)
عَنْ ذَلِكَ أَمْثَلُ (3630). فَتَفَهَّمْ يَا بُنَيَّ وَصِيَّتِي -
واعْلَمْ أَنَّ مَالِكَ الْمَوْتِ هُوَ مَالِكُ الْحَيَاةِ - وأَنَّ الْخَالِقَ
هُوَ الْمُمِيتُ - وأَنَّ الْمُفْنِيَ هُوَ الْمُعِيدُ وأَنَّ الْمُبْتَلِيَ
هُوَ الْمُعَافِي - وأَنَّ الدُّنْيَا لَمْ تَكُنْ لِتَسْتَقِرَّ - إِلَّا عَلَى
مَا جَعَلَهَا اللَّه عَلَيْه مِنَ النَّعْمَاءِ والِابْتِلَاءِ - والْجَزَاءِ
فِي الْمَعَادِ - أَوْ مَا شَاءَ مِمَّا لَا تَعْلَمُ - فَإِنْ أَشْكَلَ
عَلَيْكَ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ فَاحْمِلْه عَلَى جَهَالَتِكَ - فَإِنَّكَ أَوَّلُ
مَا خُلِقْتَ بِه جَاهِلًا ثُمَّ عُلِّمْتَ - ومَا أَكْثَرَ مَا تَجْهَلُ مِنَ
الأَمْرِ ويَتَحَيَّرُ فِيه رَأْيُكَ - ويَضِلُّ فِيه بَصَرُكَ ثُمَّ تُبْصِرُه
بَعْدَ ذَلِكَ فَاعْتَصِمْ بِالَّذِي خَلَقَكَ ورَزَقَكَ وسَوَّاكَ - ولْيَكُنْ
لَه تَعَبُّدُكَ - وإِلَيْه رَغْبَتُكَ ومِنْه شَفَقَتُكَ (3631). واعْلَمْ يَا بُنَيَّ أَنَّ أَحَداً
لَمْ يُنْبِئْ عَنِ اللَّه سُبْحَانَه - كَمَا أَنْبَأَ عَنْه الرَّسُولُ صلىاللهعليهوآله
- فَارْضَ بِه رَائِداً (3632)
وإِلَى النَّجَاةِ قَائِداً - فَإِنِّي لَمْ آلُكَ (3633)
نَصِيحَةً - وإِنَّكَ لَنْ تَبْلُغَ فِي النَّظَرِ لِنَفْسِكَ - وإِنِ
اجْتَهَدْتَ مَبْلَغَ نَظَرِي لَكَ. -----------------------------
واعْلَمْ يَا بُنَيَّ - أَنَّه لَوْ
كَانَ لِرَبِّكَ شَرِيكٌ لأَتَتْكَ رُسُلُه - ولَرَأَيْتَ آثَارَ مُلْكِه
وسُلْطَانِه - ولَعَرَفْتَ أَفْعَالَه وصِفَاتِه - ولَكِنَّه إِلَه وَاحِدٌ
كَمَا وَصَفَ نَفْسَه - لَا يُضَادُّه فِي مُلْكِه أَحَدٌ ولَا يَزُولُ أَبَداً
ولَمْ يَزَلْ - أَوَّلٌ قَبْلَ الأَشْيَاءِ بِلَا أَوَّلِيَّةٍ - وآخِرٌ بَعْدَ
الأَشْيَاءِ بِلَا نِهَايَةٍ - عَظُمَ عَنْ أَنْ تَثْبُتَ رُبُوبِيَّتُه
بِإِحَاطَةِ قَلْبٍ أَوْ بَصَرٍ - فَإِذَا عَرَفْتَ ذَلِكَ فَافْعَلْ - كَمَا
يَنْبَغِي لِمِثْلِكَ أَنْ يَفْعَلَه فِي صِغَرِ خَطَرِه (3634) -
وقِلَّةِ مَقْدِرَتِه وكَثْرَةِ عَجْزِه - وعَظِيمِ حَاجَتِه إِلَى رَبِّه فِي
طَلَبِ طَاعَتِه - والْخَشْيَةِ مِنْ عُقُوبَتِه - والشَّفَقَةِ مِنْ سُخْطِه
فَإِنَّه لَمْ يَأْمُرْكَ إِلَّا بِحَسَنٍ - ولَمْ يَنْهَكَ إِلَّا عَنْ
قَبِيحٍ. يَا بُنَيَّ إِنِّي قَدْ أَنْبَأْتُكَ
عَنِ الدُّنْيَا وحَالِهَا - وزَوَالِهَا وانْتِقَالِهَا - وأَنْبَأْتُكَ عَنِ
الآخِرَةِ ومَا أُعِدَّ لأَهْلِهَا فِيهَا - وضَرَبْتُ لَكَ فِيهِمَا الأَمْثَالَ - لِتَعْتَبِرَ بِهَا وتَحْذُوَ
عَلَيْهَا - إِنَّمَا مَثَلُ مَنْ خَبَرَ (3635)
الدُّنْيَا كَمَثَلِ قَوْمٍ سَفْرٍ (3636) -
نَبَا (3637)
بِهِمْ مَنْزِلٌ جَدِيبٌ (3638) -
فَأَمُّوا (3639)
مَنْزِلًا خَصِيباً وجَنَاباً (3640)
مَرِيعاً (3641) -
فَاحْتَمَلُوا وَعْثَاءَ (3642)
الطَّرِيقِ وفِرَاقَ الصَّدِيقِ - وخُشُونَةَ السَّفَرِ وجُشُوبَةَ (3643)
المَطْعَمِ - لِيَأْتُوا سَعَةَ دَارِهِمْ ومَنْزِلَ قَرَارِهِمْ - فَلَيْسَ
يَجِدُونَ لِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ أَلَماً - ولَا يَرَوْنَ نَفَقَةً فِيه
مَغْرَماً - ولَا شَيْءَ أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِمَّا قَرَّبَهُمْ مِنْ
مَنْزِلِهِمْ - وأَدْنَاهُمْ مِنْ مَحَلَّتِهِمْ. ومَثَلُ مَنِ اغْتَرَّ بِهَا كَمَثَلِ
قَوْمٍ كَانُوا بِمَنْزِلٍ خَصِيبٍ - فَنَبَا بِهِمْ إِلَى مَنْزِلٍ جَدِيبٍ -
فَلَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَه إِلَيْهِمْ ولَا أَفْظَعَ عِنْدَهُمْ - مِنْ مُفَارَقَةِ
مَا كَانُوا فِيه - إِلَى مَا يَهْجُمُونَ عَلَيْه (3644)
ويَصِيرُونَ إِلَيْه. يَا بُنَيَّ اجْعَلْ نَفْسَكَ
مِيزَاناً فِيمَا بَيْنَكَ وبَيْنَ غَيْرِكَ - فَأَحْبِبْ لِغَيْرِكَ مَا
تُحِبُّ لِنَفْسِكَ - واكْرَه لَه مَا تَكْرَه لَهَا - ولَا تَظْلِمْ كَمَا لَا
تُحِبُّ أَنْ تُظْلَمَ - وأَحْسِنْ كَمَا تُحِبُّ أَنْ يُحْسَنَ إِلَيْكَ -
واسْتَقْبِحْ مِنْ نَفْسِكَ مَا تَسْتَقْبِحُه مِنْ غَيْرِكَ - وارْضَ مِنَ
النَّاسِ بِمَا تَرْضَاه لَهُمْ مِنْ نَفْسِكَ - ولَا تَقُلْ مَا لَا تَعْلَمُ
وإِنْ قَلَّ مَا تَعْلَمُ - ولَا تَقُلْ مَا لَا تُحِبُّ أَنْ يُقَالَ لَكَ. -----------------------------
واعْلَمْ أَنَّ الإِعْجَابَ (3645) ضِدُّ
الصَّوَابِ وآفَةُ الأَلْبَابِ (3646) –
فَاسْعَ فِي كَدْحِكَ (3647)
ولَا تَكُنْ خَازِناً لِغَيْرِكَ (3648) -
وإِذَا أَنْتَ هُدِيتَ لِقَصْدِكَ فَكُنْ أَخْشَعَ مَا تَكُونُ لِرَبِّكَ. واعْلَمْ أَنَّ أَمَامَكَ طَرِيقاً ذَا
مَسَافَةٍ بَعِيدَةٍ - ومَشَقَّةٍ شَدِيدَةٍ - وأَنَّه لَا غِنَى بِكَ فِيه عَنْ
حُسْنِ الِارْتِيَادِ (3649) -
وقَدْرِ بَلَاغِكَ (3650)
مِنَ الزَّادِ مَعَ خِفَّةِ الظَّهْرِ - فَلَا تَحْمِلَنَّ عَلَى ظَهْرِكَ
فَوْقَ طَاقَتِكَ - فَيَكُونَ ثِقْلُ ذَلِكَ وَبَالًا عَلَيْكَ - وإِذَا
وَجَدْتَ مِنْ أَهْلِ الْفَاقَةِ (3651)
مَنْ يَحْمِلُ لَكَ زَادَكَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ - فَيُوَافِيكَ بِه غَداً
حَيْثُ تَحْتَاجُ إِلَيْه - فَاغْتَنِمْه وحَمِّلْه إِيَّاه - وأَكْثِرْ مِنْ
تَزْوِيدِه وأَنْتَ قَادِرٌ عَلَيْه - فَلَعَلَّكَ تَطْلُبُه فَلَا تَجِدُه - واغْتَنِمْ
مَنِ اسْتَقْرَضَكَ فِي حَالِ غِنَاكَ - لِيَجْعَلَ قَضَاءَه لَكَ فِي يَوْمِ
عُسْرَتِكَ. واعْلَمْ أَنَّ أَمَامَكَ عَقَبَةً
كَئُوداً (3652) -
الْمُخِفُّ (3653)
فِيهَا أَحْسَنُ حَالًا مِنَ (3654) -
والْمُبْطِئُ عَلَيْهَا أَقْبَحُ حَالًا مِنَ الْمُسْرِعِ - وأَنَّ مَهْبِطَكَ
بِهَا لَا مَحَالَةَ - إِمَّا عَلَى جَنَّةٍ أَوْ عَلَى نَارٍ - فَارْتَدْ (3655)
لِنَفْسِكَ قَبْلَ نُزُولِكَ ووَطِّئِ الْمَنْزِلَ قَبْلَ حُلُولِكَ - فَلَيْسَ
بَعْدَ الْمَوْتِ مُسْتَعْتَبٌ (3656)
ولَا إِلَى الدُّنْيَا مُنْصَرَفٌ (3657). -----------------------------
واعْلَمْ أَنَّ الَّذِي بِيَدِه
خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ والأَرْضِ - قَدْ أَذِنَ لَكَ فِي الدُّعَاءِ -
وتَكَفَّلَ لَكَ بِالإِجَابَةِ وأَمَرَكَ أَنْ تَسْأَلَه لِيُعْطِيَكَ -
وتَسْتَرْحِمَه لِيَرْحَمَكَ، ولَمْ
يَجْعَلْ بَيْنَكَ وبَيْنَه مَنْ يَحْجُبُكَ عَنْه - ولَمْ يُلْجِئْكَ إِلَى
مَنْ يَشْفَعُ لَكَ إِلَيْه - ولَمْ يَمْنَعْكَ إِنْ أَسَأْتَ مِنَ التَّوْبَةِ
- ولَمْ يُعَاجِلْكَ بِالنِّقْمَةِ - ولَمْ يُعَيِّرْكَ بِالإِنَابَةِ (3658)
ولَمْ يَفْضَحْكَ حَيْثُ الْفَضِيحَةُ بِكَ أَوْلَى - ولَمْ يُشَدِّدْ عَلَيْكَ
فِي قَبُولِ الإِنَابَةِ - ولَمْ يُنَاقِشْكَ بِالْجَرِيمَةِ - ولَمْ يُؤْيِسْكَ
مِنَ الرَّحْمَةِ - بَلْ جَعَلَ نُزُوعَكَ (3659)
عَنِ الذَّنْبِ حَسَنَةً - وحَسَبَ سَيِّئَتَكَ وَاحِدَةً - وحَسَبَ حَسَنَتَكَ
عَشْراً - وفَتَحَ لَكَ بَابَ الْمَتَابِ وبَابَ الِاسْتِعْتَابِ - فَإِذَا
نَادَيْتَه سَمِعَ نِدَاكَ - وإِذَا نَاجَيْتَه عَلِمَ نَجْوَاكَ (3660) -
فَأَفْضَيْتَ (3661)
إِلَيْه بِحَاجَتِكَ - وأَبْثَثْتَه (3662)
ذَاتَ نَفْسِكَ (3663)
وشَكَوْتَ إِلَيْه هُمُومَكَ - واسْتَكْشَفْتَه كُرُوبَكَ (3664)
واسْتَعَنْتَه عَلَى أُمُورِكَ - وسَأَلْتَه مِنْ خَزَائِنِ رَحْمَتِه مَا لَا
يَقْدِرُ عَلَى إِعْطَائِه غَيْرُه - مِنْ زِيَادَةِ الأَعْمَارِ وصِحَّةِ
الأَبْدَانِ - وسَعَةِ الأَرْزَاقِ - ثُمَّ جَعَلَ فِي يَدَيْكَ مَفَاتِيحَ
خَزَائِنِه - بِمَا أَذِنَ لَكَ فِيه مِنْ مَسْأَلَتِه - فَمَتَى شِئْتَ
اسْتَفْتَحْتَ بِالدُّعَاءِ أَبْوَابَ نِعْمَتِه - واسْتَمْطَرْتَ شَآبِيبَ (3665)
رَحْمَتِه - فَلَا يُقَنِّطَنَّكَ (3666)
إِبْطَاءُ إِجَابَتِه - فَإِنَّ الْعَطِيَّةَ عَلَى قَدْرِ النِّيَّةِ -
ورُبَّمَا أُخِّرَتْ عَنْكَ الإِجَابَةُ لِيَكُونَ ذَلِكَ أَعْظَمَ لأَجْرِ
السَّائِلِ - وأَجْزَلَ لِعَطَاءِ الآمِلِ - ورُبَّمَا سَأَلْتَ الشَّيْءَ فَلَا
تُؤْتَاه - وأُوتِيتَ خَيْراً مِنْه عَاجِلًا أَوْ آجِلًا - أَوْ صُرِفَ عَنْكَ
لِمَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ - فَلَرُبَّ أَمْرٍ قَدْ طَلَبْتَه فِيه هَلَاكُ دِينِكَ
لَوْ أُوتِيتَه - فَلْتَكُنْ مَسْأَلَتُكَ فِيمَا يَبْقَى لَكَ جَمَالُه - ويُنْفَى عَنْكَ وَبَالُه -
فَالْمَالُ لَا يَبْقَى لَكَ ولَا تَبْقَى لَه. واعْلَمْ يَا بُنَيَّ أَنَّكَ إِنَّمَا
خُلِقْتَ لِلآخِرَةِ لَا لِلدُّنْيَا - ولِلْفَنَاءِ لَا لِلْبَقَاءِ
ولِلْمَوْتِ لَا لِلْحَيَاةِ - وأَنَّكَ فِي قُلْعَةٍ (3667)
ودَارِ بُلْغَةٍ (3668) -
وطَرِيقٍ إِلَى الآخِرَةِ - وأَنَّكَ طَرِيدُ الْمَوْتِ الَّذِي لَا يَنْجُو
مِنْه هَارِبُه - ولَا يَفُوتُه طَالِبُه ولَا بُدَّ أَنَّه مُدْرِكُه فَكُنْ
مِنْه عَلَى حَذَرِ أَنْ يُدْرِكَكَ وأَنْتَ عَلَى حَالٍ سَيِّئَةٍ - قَدْ
كُنْتَ تُحَدِّثُ نَفْسَكَ مِنْهَا بِالتَّوْبَةِ - فَيَحُولَ بَيْنَكَ وبَيْنَ
ذَلِكَ - فَإِذَا أَنْتَ قَدْ أَهْلَكْتَ نَفْسَكَ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
ذكر
الموت
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
ذكر الموت يَا بُنَيَّ أَكْثِرْ مِنْ ذِكْرِ
الْمَوْتِ وذِكْرِ مَا تَهْجُمُ عَلَيْه - وتُفْضِي بَعْدَ الْمَوْتِ إِلَيْه -
حَتَّى يَأْتِيَكَ وقَدْ أَخَذْتَ مِنْه حِذْرَكَ (3669) -
وشَدَدْتَ لَه أَزْرَكَ (3670) -
ولَا يَأْتِيَكَ بَغْتَةً فَيَبْهَرَكَ (3671) -
وإِيَّاكَ أَنْ تَغْتَرَّ بِمَا تَرَى مِنْ إِخْلَادِ (3672)
أَهْلِ الدُّنْيَا إِلَيْهَا - وتَكَالُبِهِمْ (3673)
عَلَيْهَا فَقَدْ نَبَّأَكَ اللَّه عَنْهَا - ونَعَتْ (3674)
هِيَ لَكَ عَنْ نَفْسِهَا وتَكَشَّفَتْ لَكَ عَنْ مَسَاوِيهَا - فَإِنَّمَا
أَهْلُهَا كِلَابٌ عَاوِيَةٌ وسِبَاعٌ ضَارِيَةٌ (3675) -
يَهِرُّ (3676)
بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ ويَأْكُلُ عَزِيزُهَا ذَلِيلَهَا - ويَقْهَرُ كَبِيرُهَا
صَغِيرَهَا - نَعَمٌ (3677)
مُعَقَّلَةٌ (3678)
وأُخْرَى مُهْمَلَةٌ - قَدْ أَضَلَّتْ (3679)
عُقُولَهَا ورَكِبَتْ مَجْهُولَهَا (3680) -
سُرُوحُ (3681)
عَاهَةٍ (3682)
بِوَادٍ وَعْثٍ (3683)، لَيْسَ لَهَا رَاعٍ يُقِيمُهَا ولَا مُسِيمٌ (3684)
يُسِيمُهَا - سَلَكَتْ بِهِمُ الدُّنْيَا طَرِيقَ الْعَمَى - وأَخَذَتْ
بِأَبْصَارِهِمْ عَنْ مَنَارِ الْهُدَى - فَتَاهُوا فِي حَيْرَتِهَا وغَرِقُوا
فِي نِعْمَتِهَا - واتَّخَذُوهَا رَبّاً فَلَعِبَتْ بِهِمْ ولَعِبُوا بِهَا -
ونَسُوا مَا وَرَاءَهَا. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
الترفق
في الطلب
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
الترفق في الطلب رُوَيْداً يُسْفِرُ (3685)
الظَّلَامُ - كَأَنْ قَدْ وَرَدَتِ الأَظْعَانُ (3686) -
يُوشِكُ مَنْ أَسْرَعَ أَنْ يَلْحَقَ واعْلَمْ يَا بُنَيَّ - أَنَّ مَنْ كَانَتْ
مَطِيَّتُه اللَّيْلَ والنَّهَارَ - فَإِنَّه يُسَارُ بِه وإِنْ كَانَ وَاقِفاً
- ويَقْطَعُ الْمَسَافَةَ وإِنْ كَانَ مُقِيماً وَادِعاً (3687). واعْلَمْ يَقِيناً أَنَّكَ لَنْ
تَبْلُغَ أَمَلَكَ ولَنْ تَعْدُوَ أَجَلَكَ - وأَنَّكَ فِي سَبِيلِ مَنْ كَانَ
قَبْلَكَ - فَخَفِّضْ (3688)
فِي الطَّلَبِ وأَجْمِلْ (3689)
فِي الْمُكْتَسَبِ - فَإِنَّه رُبَّ طَلَبٍ قَدْ جَرَّ إِلَى حَرَبٍ (3690) -
ولَيْسَ كُلُّ طَالِبٍ بِمَرْزُوقٍ - ولَا كُلُّ مُجْمِلٍ بِمَحْرُومٍ -
وأَكْرِمْ نَفْسَكَ عَنْ كُلِّ دَنِيَّةٍ (3691) -
وإِنْ سَاقَتْكَ إِلَى الرَّغَائِبِ (3692) -
فَإِنَّكَ لَنْ تَعْتَاضَ بِمَا تَبْذُلُ مِنْ نَفْسِكَ عِوَضاً (3693) -
ولَا تَكُنْ عَبْدَ غَيْرِكَ وقَدْ جَعَلَكَ اللَّه حُرّاً - ومَا خَيْرُ خَيْرٍ
لَا يُنَالُ إِلَّا بِشَرٍّ - ويُسْرٍ (3694)
لَا يُنَالُ إِلَّا بِعُسْرٍ (3695). وإِيَّاكَ أَنْ تُوجِفَ (3696)
بِكَ مَطَايَا (3697)
الطَّمَعِ - فَتُورِدَكَ مَنَاهِلَ (3698) الْهَلَكَةِ
(3699) -
وإِنِ اسْتَطَعْتَ أَلَّا يَكُونَ بَيْنَكَ وبَيْنَ اللَّه ذُو نِعْمَةٍ
فَافْعَلْ - فَإِنَّكَ مُدْرِكٌ قَسْمَكَ وآخِذٌ سَهْمَكَ - وإِنَّ الْيَسِيرَ
مِنَ اللَّه سُبْحَانَه أَعْظَمُ وأَكْرَمُ مِنَ الْكَثِيرِ مِنْ خَلْقِه -
وإِنْ كَانَ كُلٌّ مِنْه. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
وصايا
شتى
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
وصايا شتى وتَلَافِيكَ (3700)
مَا فَرَطَ (3701)
مِنْ صَمْتِكَ - أَيْسَرُ مِنْ إِدْرَاكِكَ مَا فَاتَ (3702) مِنْ
مَنْطِقِكَ - وحِفْظُ مَا فِي الْوِعَاءِ بِشَدِّ الْوِكَاءِ (3703) -
وحِفْظُ مَا فِي يَدَيْكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ طَلَبِ مَا فِي يَدَيْ غَيْرِكَ
- ومَرَارَةُ الْيَأْسِ خَيْرٌ مِنَ الطَّلَبِ إِلَى النَّاسِ - والْحِرْفَةُ
مَعَ الْعِفَّةِ خَيْرٌ مِنَ الْغِنَى مَعَ الْفُجُورِ - والْمَرْءُ أَحْفَظُ
لِسِرِّه (3704)
ورُبَّ سَاعٍ فِيمَا يَضُرُّه - مَنْ أَكْثَرَ أَهْجَرَ (3705)
ومَنْ تَفَكَّرَ أَبْصَرَ - قَارِنْ أَهْلَ الْخَيْرِ تَكُنْ مِنْهُمْ -
وبَايِنْ أَهْلَ الشَّرِّ تَبِنْ عَنْهُمْ - بِئْسَ الطَّعَامُ الْحَرَامُ -
وظُلْمُ الضَّعِيفِ أَفْحَشُ الظُّلْمِ - إِذَا كَانَ الرِّفْقُ خُرْقاً (3706) كَانَ
الْخُرْقُ رِفْقاً - رُبَّمَا كَانَ الدَّوَاءُ دَاءً والدَّاءُ دَوَاءً -
ورُبَّمَا نَصَحَ غَيْرُ النَّاصِحِ وغَشَّ الْمُسْتَنْصَحُ (3707) -
وإِيَّاكَ والِاتِّكَالَ عَلَى الْمُنَى (3708)
فَإِنَّهَا بَضَائِعُ النَّوْكَى (3709) -
والْعَقْلُ حِفْظُ التَّجَارِبِ - وخَيْرُ مَا جَرَّبْتَ مَا وَعَظَكَ - بَادِرِ
الْفُرْصَةَ قَبْلَ أَنْ تَكُونَ غُصَّةً - لَيْسَ كُلُّ طَالِبٍ يُصِيبُ ولَا
كُلُّ غَائِبٍ يَئُوبُ - ومِنَ الْفَسَادِ إِضَاعَةُ الزَّادِ ومَفْسَدَةُ
الْمَعَادِ - ولِكُلِّ أَمْرٍ عَاقِبَةٌ سَوْفَ يَأْتِيكَ مَا قُدِّرَ لَكَ -
التَّاجِرُ مُخَاطِرٌ ورُبَّ يَسِيرٍ أَنْمَى مِنْ كَثِيرٍ لَا خَيْرَ فِي مُعِينٍ مَهِينٍ (3710)
ولَا فِي صَدِيقٍ ظَنِينٍ (3711) -
سَاهِلِ الدَّهْرَ (3712)
مَا ذَلَّ لَكَ قَعُودُه (3713) -
ولَا تُخَاطِرْ بِشَيْءٍ رَجَاءَ أَكْثَرَ مِنْه - وإِيَّاكَ أَنْ تَجْمَحَ بِكَ
مَطِيَّةُ اللَّجَاجِ (3714). -----------------------------
احْمِلْ نَفْسَكَ مِنْ أَخِيكَ عِنْدَ
صَرْمِه (37115)
عَلَى الصِّلَةِ (3716) -
وعِنْدَ صُدُودِه (3717)
عَلَى اللَّطَفِ (3718)
والْمُقَارَبَةِ - وعِنْدَ جُمُودِه (3719)
عَلَى الْبَذْلِ (3720) -
وعِنْدَ تَبَاعُدِه عَلَى الدُّنُوِّ - وعِنْدَ شِدَّتِه عَلَى اللِّينِ -
وعِنْدَ جُرْمِه عَلَى الْعُذْرِ - حَتَّى كَأَنَّكَ لَه عَبْدٌ وكَأَنَّه ذُو
نِعْمَةٍ عَلَيْكَ - وإِيَّاكَ أَنْ تَضَعَ ذَلِكَ فِي غَيْرِ مَوْضِعِه - أَوْ
أَنْ تَفْعَلَه بِغَيْرِ أَهْلِه - لَا تَتَّخِذَنَّ عَدُوَّ صَدِيقِكَ صَدِيقاً
فَتُعَادِيَ صَدِيقَكَ - وامْحَضْ أَخَاكَ النَّصِيحَةَ - حَسَنَةً كَانَتْ أَوْ
قَبِيحَةً - وتَجَرَّعِ الْغَيْظَ (3721)
فَإِنِّي لَمْ أَرَ جُرْعَةً أَحْلَى مِنْهَا عَاقِبَةً - ولَا أَلَذَّ
مَغَبَّةً (3722) -
ولِنْ (3723)
لِمَنْ غَالَظَكَ (3724)
فَإِنَّه يُوشِكُ أَنْ يَلِينَ لَكَ - وخُذْ عَلَى عَدُوِّكَ بِالْفَضْلِ
فَإِنَّه أَحْلَى الظَّفَرَيْنِ - وإِنْ أَرَدْتَ قَطِيعَةَ أَخِيكَ فَاسْتَبْقِ
لَه مِنْ نَفْسِكَ - بَقِيَّةً يَرْجِعُ إِلَيْهَا إِنْ بَدَا لَه ذَلِكَ
يَوْماً مَا - ومَنْ ظَنَّ بِكَ خَيْراً فَصَدِّقْ ظَنَّه - ولَا تُضِيعَنَّ
حَقَّ أَخِيكَ اتِّكَالًا عَلَى مَا بَيْنَكَ وبَيْنَه - فَإِنَّه لَيْسَ لَكَ
بِأَخٍ مَنْ أَضَعْتَ حَقَّه - ولَا يَكُنْ أَهْلُكَ أَشْقَى الْخَلْقِ بِكَ -
ولَا تَرْغَبَنَّ فِيمَنْ زَهِدَ عَنْكَ - ولَا يَكُونَنَّ أَخُوكَ أَقْوَى
عَلَى قَطِيعَتِكَ مِنْكَ عَلَى صِلَتِه - ولَا تَكُونَنَّ عَلَى الإِسَاءَةِ
أَقْوَى مِنْكَ عَلَى الإِحْسَانِ - ولَا يَكْبُرَنَّ عَلَيْكَ ظُلْمُ مَنْ ظَلَمَكَ - فَإِنَّه يَسْعَى فِي
مَضَرَّتِه ونَفْعِكَ - ولَيْسَ جَزَاءُ مَنْ سَرَّكَ أَنْ تَسُوءَه. واعْلَمْ يَا بُنَيَّ أَنَّ الرِّزْقَ
رِزْقَانِ - رِزْقٌ تَطْلُبُه ورِزْقٌ يَطْلُبُكَ - فَإِنْ أَنْتَ لَمْ تَأْتِه
أَتَاكَ - مَا أَقْبَحَ الْخُضُوعَ عِنْدَ الْحَاجَةِ - والْجَفَاءَ عِنْدَ
الْغِنَى - إِنَّمَا لَكَ مِنْ دُنْيَاكَ مَا أَصْلَحْتَ بِه مَثْوَاكَ (3725) -
وإِنْ كُنْتَ جَازِعاً عَلَى مَا تَفَلَّتَ (3726)
مِنْ يَدَيْكَ - فَاجْزَعْ عَلَى كُلِّ مَا لَمْ يَصِلْ إِلَيْكَ - اسْتَدِلَّ
عَلَى مَا لَمْ يَكُنْ بِمَا قَدْ كَانَ - فَإِنَّ الأُمُورَ أَشْبَاه - ولَا
تَكُونَنَّ مِمَّنْ لَا تَنْفَعُه الْعِظَةُ إِلَّا إِذَا بَالَغْتَ فِي
إِيلَامِه - فَإِنَّ الْعَاقِلَ يَتَّعِظُ بِالآدَابِ - والْبَهَائِمَ لَا
تَتَّعِظُ إِلَّا بِالضَّرْبِ -. اطْرَحْ عَنْكَ وَارِدَاتِ الْهُمُومِ
بِعَزَائِمِ الصَّبْرِ - وحُسْنِ الْيَقِينِ - مَنْ تَرَكَ الْقَصْدَ (3727)
جَارَ (3728) -
والصَّاحِبُ مُنَاسِبٌ (3729) -
والصَّدِيقُ مَنْ صَدَقَ غَيْبُه (3730) -
والْهَوَى (3731)
شَرِيكُ الْعَمَى - ورُبَّ بَعِيدٍ أَقْرَبُ مِنْ قَرِيبٍ - وقَرِيبٍ أَبْعَدُ
مِنْ بَعِيدٍ - والْغَرِيبُ مَنْ لَمْ يَكُنْ لَه حَبِيبٌ - مَنْ تَعَدَّى الْحَقَّ
ضَاقَ مَذْهَبُه - ومَنِ اقْتَصَرَ عَلَى قَدْرِه كَانَ أَبْقَى لَه - وأَوْثَقُ
سَبَبٍ أَخَذْتَ بِه - سَبَبٌ بَيْنَكَ وبَيْنَ اللَّه سُبْحَانَه - ومَنْ لَمْ
يُبَالِكَ (3732)
فَهُوَ عَدُوُّكَ - قَدْ يَكُونُ الْيَأْسُ إِدْرَاكاً إِذَا كَانَ الطَّمَعُ هَلَاكاً
- لَيْسَ كُلُّ عَوْرَةٍ تَظْهَرُ ولَا كُلُّ فُرْصَةٍ تُصَابُ - ورُبَّمَا
أَخْطَأَ الْبَصِيرُ قَصْدَه وأَصَابَ الأَعْمَى رُشْدَه - أَخِّرِ الشَّرَّ
فَإِنَّكَ إِذَا شِئْتَ تَعَجَّلْتَه (3733) -
وقَطِيعَةُ الْجَاهِلِ تَعْدِلُ صِلَةَ الْعَاقِلِ - مَنْ أَمِنَ الزَّمَانَ
خَانَه ومَنْ أَعْظَمَه (3734)
أَهَانَه - لَيْسَ كُلُّ مَنْ رَمَى أَصَابَ - إِذَا تَغَيَّرَ السُّلْطَانُ
تَغَيَّرَ الزَّمَانُ - سَلْ عَنِ الرَّفِيقِ قَبْلَ الطَّرِيقِ - وعَنِ
الْجَارِ قَبْلَ الدَّارِ إِيَّاكَ أَنْ تَذْكُرَ مِنَ الْكَلَامِ مَا يَكُونُ
مُضْحِكاً - وإِنْ حَكَيْتَ ذَلِكَ عَنْ غَيْرِكَ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
الرأي
في المرأة
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
الرأي في المرأة وإِيَّاكَ ومُشَاوَرَةَ النِّسَاءِ -
فَإِنَّ رَأْيَهُنَّ إِلَى أَفْنٍ (3735)
وعَزْمَهُنَّ إِلَى وَهْنٍ (3736) -
واكْفُفْ عَلَيْهِنَّ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ بِحِجَابِكَ إِيَّاهُنَّ - فَإِنَّ
شِدَّةَ الْحِجَابِ أَبْقَى عَلَيْهِنَّ - ولَيْسَ خُرُوجُهُنَّ بِأَشَدَّ -
مِنْ إِدْخَالِكَ مَنْ لَا يُوثَقُ بِه عَلَيْهِنَّ - وإِنِ اسْتَطَعْتَ أَلَّا
يَعْرِفْنَ غَيْرَكَ فَافْعَلْ - ولَا تُمَلِّكِ الْمَرْأَةَ مِنْ أَمْرِهَا مَا
جَاوَزَ نَفْسَهَا - فَإِنَّ الْمَرْأَةَ رَيْحَانَةٌ ولَيْسَتْ بِقَهْرَمَانَةٍ
(3737) -
ولَا تَعْدُ (3738)
بِكَرَامَتِهَا نَفْسَهَا ولَا تُطْمِعْهَا فِي أَنْ تَشْفَعَ لِغَيْرِهَا -
وإِيَّاكَ والتَّغَايُرَ (3739)
فِي غَيْرِ مَوْضِعِ غَيْرَةٍ - فَإِنَّ ذَلِكَ يَدْعُو الصَّحِيحَةَ إِلَى
السَّقَمِ - والْبَرِيئَةَ إِلَى الرِّيَبِ - واجْعَلْ لِكُلِّ إِنْسَانٍ مِنْ
خَدَمِكَ عَمَلًا تَأْخُذُه بِه - فَإِنَّه أَحْرَى أَلَّا يَتَوَاكَلُوا فِي
خِدْمَتِكَ (3740) -
وأَكْرِمْ عَشِيرَتَكَ - فَإِنَّهُمْ جَنَاحُكَ الَّذِي بِه تَطِيرُ - وأَصْلُكَ
الَّذِي إِلَيْه تَصِيرُ ويَدُكَ الَّتِي بِهَا تَصُولُ. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
دعاء
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
دعاء اسْتَوْدِعِ اللَّه دِينَكَ ودُنْيَاكَ
- واسْأَلْه خَيْرَ الْقَضَاءِ لَكَ فِي الْعَاجِلَةِ والآجِلَةِ - والدُّنْيَا
والآخِرَةِ والسَّلَامُ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
32- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
32 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى معاوية وأَرْدَيْتَ (3741)
جِيلًا مِنَ النَّاسِ كَثِيراً - خَدَعْتَهُمْ بِغَيِّكَ (3742)
وأَلْقَيْتَهُمْ فِي مَوْجِ بَحْرِكَ - تَغْشَاهُمُ الظُّلُمَاتُ وتَتَلَاطَمُ
بِهِمُ الشُّبُهَاتُ - فَجَازُوا (3743)
عَنْ وِجْهَتِهِمْ (3744)
ونَكَصُوا (3745)
عَلَى أَعْقَابِهِمْ - وتَوَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ وعَوَّلُوا (3746)
عَلَى أَحْسَابِهِمْ - إِلَّا مَنْ فَاءَ (3747)
مِنْ أَهْلِ الْبَصَائِرِ - فَإِنَّهُمْ فَارَقُوكَ بَعْدَ مَعْرِفَتِكَ -
وهَرَبُوا إِلَى اللَّه مِنْ مُوَازَرَتِكَ (3748) -
إِذْ حَمَلْتَهُمْ عَلَى الصَّعْبِ وعَدَلْتَ بِهِمْ عَنِ الْقَصْدِ - فَاتَّقِ
اللَّه يَا مُعَاوِيَةُ فِي نَفْسِكَ - وجَاذِبِ (3749)
الشَّيْطَانَ قِيَادَكَ (3750) -
فَإِنَّ الدُّنْيَا مُنْقَطِعَةٌ عَنْكَ والآخِرَةَ قَرِيبَةٌ مِنْكَ -
والسَّلَامُ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
33- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى قثم بن
العباس و هو عامله على مكة :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
33 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى قثم بن العباس - وهو
عامله على مكة أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ عَيْنِي (3751)
بِالْمَغْرِبِ (3752)
كَتَبَ إِلَيَّ يُعْلِمُنِي –
أَنَّه وُجِّه إِلَى الْمَوْسِمِ (3753)
أُنَاسٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ - الْعُمْيِ الْقُلُوبِ الصُّمِّ الأَسْمَاعِ
الْكُمْه (3754)
الأَبْصَارِ - الَّذِينَ يَلْبِسُونَ (3755)
الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ - ويُطِيعُونَ الْمَخْلُوقَ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ -
ويَحْتَلِبُونَ (3756)
الدُّنْيَا دَرَّهَا (3757)
بِالدِّينِ - ويَشْتَرُونَ عَاجِلَهَا بِآجِلِ الأَبْرَارِ الْمُتَّقِينَ -
ولَنْ يَفُوزَ بِالْخَيْرِ إِلَّا عَامِلُه - ولَا يُجْزَى جَزَاءَ الشَّرِّ
إِلَّا فَاعِلُه - فَأَقِمْ عَلَى مَا فِي يَدَيْكَ قِيَامَ الْحَازِمِ
الصَّلِيبِ (3758) -
والنَّاصِحِ اللَّبِيبِ - التَّابِعِ لِسُلْطَانِه الْمُطِيعِ لإِمَامِه -
وإِيَّاكَ ومَا يُعْتَذَرُ مِنْه - ولَا تَكُنْ عِنْدَ النَّعْمَاءِ (3759)
بَطِراً (3760) -
ولَا عِنْدَ الْبَأْسَاءِ (3761)
فَشِلًا (3762) -
والسَّلَامُ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
34- و من كتاب له إلى محمد بن أبي بكر لما بلغه توجده من عزله
بالأشتر عن مصر،
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
34 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى محمد بن أبي بكر لما
بلغه توجده (3763) من عزله بالأشتر عن مصر، ثم توفي الأشتر في توجهه
إلى هناك قبل وصوله إليها أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ بَلَغَنِي
مَوْجِدَتُكَ (3764)
مِنْ تَسْرِيحِ (3765)
الأَشْتَرِ إِلَى عَمَلِكَ (3766) -
وإِنِّي لَمْ أَفْعَلْ ذَلِكَ اسْتِبْطَاءً لَكَ فِي الْجَهْدَ - ولَا
ازْدِيَاداً لَكَ فِي الْجِدِّ - ولَوْ نَزَعْتُ مَا تَحْتَ يَدِكَ مِنْ
سُلْطَانِكَ - لَوَلَّيْتُكَ مَا هُوَ أَيْسَرُ عَلَيْكَ مَئُونَةً - وأَعْجَبُ
إِلَيْكَ وِلَايَةً. إِنَّ الرَّجُلَ الَّذِي كُنْتُ
وَلَّيْتُه أَمْرَ مِصْرَ - كَانَ رَجُلًا لَنَا نَاصِحاً وعَلَى عَدُوِّنَا
شَدِيداً نَاقِماً (3767) -
فَرَحِمَه اللَّه فَلَقَدِ اسْتَكْمَلَ أَيَّامَه –
ولَاقَى حِمَامَه (3768)
ونَحْنُ عَنْه رَاضُونَ - أَوْلَاه اللَّه رِضْوَانَه وضَاعَفَ الثَّوَابَ لَه -
فَأَصْحِرْ (3769)
لِعَدُوِّكَ وامْضِ عَلَى بَصِيرَتِكَ - وشَمِّرْ لِحَرْبِ مَنْ حَارَبَكَ و (ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ) - وأَكْثِرِ
الِاسْتِعَانَةَ بِاللَّه يَكْفِكَ مَا أَهَمَّكَ - ويُعِنْكَ عَلَى مَا
يُنْزِلُ بِكَ إِنْ شَاءَ اللَّه. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
35- و من كتاب له إلى عبد الله بن العباس بعد مقتل محمد بن أبي
بكر :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
35 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى عبد الله بن العباس
بعد مقتل محمد بن أبي بكر أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ مِصْرَ قَدِ
افْتُتِحَتْ - ومُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ رحمهالله
قَدِ اسْتُشْهِدَ - فَعِنْدَ اللَّه نَحْتَسِبُه (3770)
وَلَداً نَاصِحاً وعَامِلًا كَادِحاً (3771) -
وسَيْفاً قَاطِعاً ورُكْناً دَافِعاً - وقَدْ كُنْتُ حَثَثْتُ النَّاسَ عَلَى
لَحَاقِه - وأَمَرْتُهُمْ بِغِيَاثِه قَبْلَ الْوَقْعَةِ - ودَعَوْتُهُمْ سِرّاً
وجَهْراً وعَوْداً وبَدْءاً - فَمِنْهُمُ الآتِي كَارِهاً ومِنْهُمُ
الْمُعْتَلُّ كَاذِباً - ومِنْهُمُ الْقَاعِدُ خَاذِلًا - أَسْأَلُ اللَّه
تَعَالَى أَنْ يَجْعَلَ لِي مِنْهُمْ فَرَجاً عَاجِلًا - فَوَاللَّه لَوْ لَا
طَمَعِي عِنْدَ لِقَائِي عَدُوِّي فِي الشَّهَادَةِ - وتَوْطِينِي نَفْسِي عَلَى
الْمَنِيَّةِ - لأَحْبَبْتُ أَلَّا أَلْقَى مَعَ هَؤُلَاءِ يَوْماً وَاحِداً -
ولَا أَلْتَقِيَ بِهِمْ أَبَداً. ----------------------------- (3770) احتسبه عند الله: أسأل الأجر على الرزية فيه. (3771) الكادح: المبالغ في سعيه. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
36- و من كتاب له إلى أخيه عقيل بن أبي طالب في ذكر جيش أنفذه
إلى بعض الأعداء:
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
36 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى أخيه عقيل بن أبي
طالب - في ذكر جيش أنفذه إلى بعض الأعداء وهو جواب كتاب كتبه إليه
عقيل فَسَرَّحْتُ إِلَيْه جَيْشاً كَثِيفاً
مِنَ الْمُسْلِمِينَ - فَلَمَّا بَلَغَه ذَلِكَ شَمَّرَ هَارِباً ونَكَصَ
نَادِماً - فَلَحِقُوه بِبَعْضِ الطَّرِيقِ - وقَدْ طَفَّلَتِ (3772)
الشَّمْسُ لِلإِيَابِ (3773) -
فَاقْتَتَلُوا شَيْئاً كَلَا ولَا (3774) -
فَمَا كَانَ إِلَّا كَمَوْقِفِ سَاعَةٍ حَتَّى نَجَا جَرِيضاً (3775) -
بَعْدَ مَا أُخِذَ مِنْه بِالْمُخَنَّقِ (3776) -
ولَمْ يَبْقَ مِنْه غَيْرُ الرَّمَقِ (3777) -
فَلأْياً بِلأْيٍ (3778)
مَا نَجَا - فَدَعْ عَنْكَ قُرَيْشاً وتَرْكَاضَهُمْ (3779)
فِي الضَّلَالِ - وتَجْوَالَهُمْ (3780)
فِي الشِّقَاقِ (3781)
وجِمَاحَهُمْ (3782)
فِي التِّيه (3783) -
فَإِنَّهُمْ قَدْ أَجْمَعُوا عَلَى حَرْبِي - كَإِجْمَاعِهِمْ عَلَى حَرْبِ
رَسُولِ اللَّه صلىاللهعليهوآله
قَبْلِي - فَجَزَتْ قُرَيْشاً عَنِّي الْجَوَازِي (3784) -
فَقَدْ قَطَعُوا رَحِمِي وسَلَبُونِي سُلْطَانَ ابْنِ أُمِّي (3785). وأَمَّا مَا سَأَلْتَ عَنْه مِنْ
رَأْيِي فِي الْقِتَالِ - فَإِنَّ رَأْيِي قِتَالُ الْمُحِلِّينَ (3786)
حَتَّى أَلْقَى اللَّه - لَا يَزِيدُنِي كَثْرَةُ النَّاسِ حَوْلِي عِزَّةً -
ولَا تَفَرُّقُهُمْ عَنِّي وَحْشَةً - ولَا تَحْسَبَنَّ ابْنَ أَبِيكَ - ولَوْ
أَسْلَمَه النَّاسُ مُتَضَرِّعاً مُتَخَشِّعاً - ولَا مُقِرّاً لِلضَّيْمِ (3787)
وَاهِناً (3788) -
ولَا سَلِسَ (3789)
الزِّمَامِ (3790) لِلْقَائِدِ - ولَا وَطِيءَ (3791)
الظَّهْرِ لِلرَّاكِبِ الْمُتَقَعِّدِ (3792) -
ولَكِنَّه كَمَا قَالَ أَخُو بَنِي سَلِيمٍ:
-----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
37- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
37- ومن كتاب له عليهالسلام إلى معاوية فَسُبْحَانَ اللَّه - مَا أَشَدَّ
لُزُومَكَ لِلأَهْوَاءَ الْمُبْتَدَعَةِ والْحَيْرَةِ الْمُتَّبَعَةِ (3797) -
مَعَ تَضْيِيعِ الْحَقَائِقِ واطِّرَاحِ الْوَثَائِقِ - الَّتِي هِيَ لِلَّه
طِلْبَةٌ (3798)
وعَلَى عِبَادِه حُجَّةٌ - فَأَمَّا إِكْثَارُكَ الْحِجَاجَ (3799)
عَلَى عُثْمَانَ وقَتَلَتِه - فَإِنَّكَ إِنَّمَا نَصَرْتَ عُثْمَانَ حَيْثُ
كَانَ النَّصْرُ لَكَ - وخَذَلْتَه حَيْثُ كَانَ النَّصْرُ لَه والسَّلَامُ. ----------------------------- (3797) «الحَيْرَة المُتّبَعة»: اسم مفعول من «اتّبعه»، والحيرة هنا بمعنى الهوى الذي يتردد
الإنسان في قبوله. (3798) طِلْبَة: - بالكسر وبفتح فكسر - مطلوبة. (3799) الحجاج: - بالكسر - الجدال. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
38- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى أهل مصر
لما ولى عليهم الأشتر:
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
38 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى أهل مصر لما ولى
عليهم الأشتر مِنْ عَبْدِ اللَّه عَلِيٍّ أَمِيرِ
الْمُؤْمِنِينَ - إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ غَضِبُوا لِلَّه –
حِينَ عُصِيَ فِي أَرْضِه وذُهِبَ بِحَقِّه - فَضَرَبَ الْجَوْرُ (3800)
سُرَادِقَه (3801)
عَلَى الْبَرِّ (3802)
والْفَاجِرِ - والْمُقِيمِ والظَّاعِنِ (3803) -
فَلَا مَعْرُوفٌ يُسْتَرَاحُ إِلَيْه (3804) -
ولَا مُنْكَرٌ يُتَنَاهَى عَنْه. أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ بَعَثْتُ
إِلَيْكُمْ عَبْداً مِنْ عِبَادِ اللَّه - لَا يَنَامُ أَيَّامَ الْخَوْفِ -
ولَا يَنْكُلُ (3805)
عَنِ الأَعْدَاءِ سَاعَاتِ الرَّوْعِ (3806) -
أَشَدَّ عَلَى الْفُجَّارِ مِنْ حَرِيقِ النَّارِ - وهُوَ مَالِكُ بْنُ
الْحَارِثِ أَخُو مَذْحِجٍ (3807) -
فَاسْمَعُوا لَه وأَطِيعُوا أَمْرَه فِيمَا طَابَقَ الْحَقَّ - فَإِنَّه سَيْفٌ
مِنْ سُيُوفِ اللَّه - لَا كَلِيلُ (3808)
الظُّبَةِ (3809)
ولَا نَابِي (3810)
الضَّرِيبَةِ (3811) -
فَإِنْ أَمَرَكُمْ أَنْ تَنْفِرُوا فَانْفِرُوا - وإِنْ أَمَرَكُمْ أَنْ
تُقِيمُوا فَأَقِيمُوا - فَإِنَّه لَا يُقْدِمُ ولَا يُحْجِمُ - ولَا يُؤَخِّرُ
ولَا يُقَدِّمُ إِلَّا عَنْ أَمْرِي - وقَدْ آثَرْتُكُمْ بِه (3812)
عَلَى نَفْسِي لِنَصِيحَتِه لَكُمْ - وشِدَّةِ شَكِيمَتِه (3813)
عَلَى عَدُوِّكُمْ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
39- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى عمرو بن
العاص :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
39 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى عمرو بن العاص فَإِنَّكَ قَدْ جَعَلْتَ دِينَكَ
تَبَعاً لِدُنْيَا امْرِئٍ - ظَاهِرٍ غَيُّه مَهْتُوكٍ سِتْرُه - يَشِينُ
الْكَرِيمَ بِمَجْلِسِه ويُسَفِّه الْحَلِيمَ بِخِلْطَتِه - فَاتَّبَعْتَ
أَثَرَه وطَلَبْتَ فَضْلَه - اتِّبَاعَ الْكَلْبِ لِلضِّرْغَامِ (3814)
يَلُوذُ بِمَخَالِبِه - ويَنْتَظِرُ مَا يُلْقَى إِلَيْه مِنْ فَضْلِ فَرِيسَتِه
- فَأَذْهَبْتَ دُنْيَاكَ وآخِرَتَكَ –
ولَوْ بِالْحَقِّ أَخَذْتَ أَدْرَكْتَ مَا طَلَبْتَ - فَإِنْ يُمَكِّنِّي اللَّه
مِنْكَ ومِنِ ابْنِ أَبِي سُفْيَانَ - أَجْزِكُمَا بِمَا قَدَّمْتُمَا - وإِنْ
تُعْجِزَا (3815)
وتَبْقَيَا فَمَا أَمَامَكُمَا شَرٌّ لَكُمَا - والسَّلَامُ. ----------------------------- (3814) الضِرْغام: الأسد. (3815) إن تُعْجزا: توقعاني في العجز، من أعجز يعجز إعجازا. والمراد: أن تعجزاني عن
الإيقاع بكما فأمامكما حساب الله. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
40- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى بعض عماله
:
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
40 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى بعض عماله أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ بَلَغَنِي عَنْكَ
أَمْرٌ - إِنْ كُنْتَ فَعَلْتَه فَقَدْ أَسْخَطْتَ رَبَّكَ - وعَصَيْتَ
إِمَامَكَ وأَخْزَيْتَ أَمَانَتَكَ (3816). بَلَغَنِي أَنَّكَ جَرَّدْتَ (3817)
الأَرْضَ فَأَخَذْتَ مَا تَحْتَ قَدَمَيْكَ - وأَكَلْتَ مَا تَحْتَ يَدَيْكَ
فَارْفَعْ إِلَيَّ حِسَابَكَ - واعْلَمْ أَنَّ حِسَابَ اللَّه أَعْظَمُ مِنْ
حِسَابِ النَّاسِ والسَّلَامُ. ----------------------------- (3816) أخْزَيْت أمانتك: ألصقت بأمانتك خزية - بالفتح - أي رزية أفسدتها وأهانتها. (3817) جرّدت الأرض: قشّرتها، والمعنى أنه نسبه إلى الخيانة في المال، وإلى إخراب
الضياع. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
41- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى بعض عماله :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
41 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى بعض عماله أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي كُنْتُ
أَشْرَكْتُكَ فِي أَمَانَتِي (3818) -
وجَعَلْتُكَ شِعَارِي وبِطَانَتِي - ولَمْ يَكُنْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِي أَوْثَقَ
مِنْكَ فِي نَفْسِي - لِمُوَاسَاتِي (3819)
ومُوَازَرَتِي (3820)
وأَدَاءِ الأَمَانَةِ إِلَيَّ - فَلَمَّا رَأَيْتَ الزَّمَانَ عَلَى ابْنِ
عَمِّكَ قَدْ كَلِبَ (3821) -
والْعَدُوَّ قَدْ حَرِبَ (3822)
وأَمَانَةَ النَّاسِ قَدْ خَزِيَتْ (3823) -
وهَذِه الأُمَّةَ قَدْ فَنَكَتْ (3824) وشَغَرَتْ
(3825) -
قَلَبْتَ لِابْنِ عَمِّكَ ظَهْرَ الْمِجَنِّ (3826) -
فَفَارَقْتَه مَعَ الْمُفَارِقِينَ وخَذَلْتَه مَعَ الْخَاذِلِينَ - وخُنْتَه
مَعَ الْخَائِنِينَ - فَلَا ابْنَ عَمِّكَ آسَيْتَ (3827)
ولَا الأَمَانَةَ أَدَّيْتَ - وكَأَنَّكَ لَمْ تَكُنِ اللَّه تُرِيدُ
بِجِهَادِكَ - وكَأَنَّكَ لَمْ تَكُنْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ -
وكَأَنَّكَ إِنَّمَا كُنْتَ تَكِيدُ (3828)
هَذِه الأُمَّةَ عَنْ دُنْيَاهُمْ - وتَنْوِي غِرَّتَهُمْ (3829)
عَنْ فَيْئِهِمْ (3830) -
فَلَمَّا أَمْكَنَتْكَ الشِّدَّةُ فِي خِيَانَةِ الأُمَّةِ أَسْرَعْتَ
الْكَرَّةَ - وعَاجَلْتَ الْوَثْبَةَ واخْتَطَفْتَ مَا قَدَرْتَ عَلَيْه مِنْ
أَمْوَالِهِمُ - الْمَصُونَةِ لأَرَامِلِهِمْ وأَيْتَامِهِمُ - اخْتِطَافَ
الذِّئْبِ الأَزَلِّ (3831)
دَامِيَةَ (3832)
الْمِعْزَى (3833)
الْكَسِيرَةَ (3834) -
فَحَمَلْتَه إِلَى الْحِجَازِ رَحِيبَ الصَّدْرِ بِحَمْلِه - غَيْرَ مُتَأَثِّمٍ
(3835)
مِنْ أَخْذِه - كَأَنَّكَ لَا أَبَا لِغَيْرِكَ (3836) -
حَدَرْتَ (3837)
إِلَى أَهْلِكَ تُرَاثَكَ (3838)
مِنْ أَبِيكَ وأُمِّكَ - فَسُبْحَانَ اللَّه أَمَا تُؤْمِنُ بِالْمَعَادِ -
أَومَا تَخَافُ نِقَاشَ (3839)
الْحِسَابِ - أَيُّهَا الْمَعْدُودُ كَانَ عِنْدَنَا مِنْ أُولِي الأَلْبَابِ -
كَيْفَ تُسِيغُ (3840)
شَرَاباً وطَعَاماً - وأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّكَ تَأْكُلُ حَرَاماً وتَشْرَبُ
حَرَاماً - وتَبْتَاعُ الإِمَاءَ وتَنْكِحُ النِّسَاءَ - مِنْ أَمْوَالِ
الْيَتَامَى والْمَسَاكِينِ والْمُؤْمِنِينَ والْمُجَاهِدِينَ - الَّذِينَ
أَفَاءَ اللَّه عَلَيْهِمْ هَذِه الأَمْوَالَ - وأَحْرَزَ بِهِمْ هَذِه
الْبِلَادَ - فَاتَّقِ اللَّه وارْدُدْ إِلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ أَمْوَالَهُمْ
- فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ ثُمَّ أَمْكَنَنِي اللَّه مِنْكَ - لأُعْذِرَنَّ
إِلَى اللَّه فِيكَ (3841) -
ولأَضْرِبَنَّكَ بِسَيْفِي الَّذِي مَا ضَرَبْتُ بِه أَحَداً - إِلَّا دَخَلَ النَّارَ
- ووَ اللَّه لَوْ أَنَّ الْحَسَنَ والْحُسَيْنَ فَعَلَا مِثْلَ الَّذِي
فَعَلْتَ - مَا كَانَتْ لَهُمَا عِنْدِي هَوَادَةٌ (3842)
ولَا ظَفِرَا مِنِّي بِإِرَادَةٍ - حَتَّى آخُذَ الْحَقَّ مِنْهُمَا وأُزِيحَ
الْبَاطِلَ عَنْ مَظْلَمَتِهِمَا - وأُقْسِمُ بِاللَّه رَبِّ الْعَالَمِينَ -
مَا يَسُرُّنِي أَنَّ مَا أَخَذْتَه مِنْ أَمْوَالِهِمْ حَلَالٌ لِي - أَتْرُكُه
مِيرَاثاً لِمَنْ بَعْدِي فَضَحِّ رُوَيْداً (3843) -
فَكَأَنَّكَ قَدْ بَلَغْتَ الْمَدَى (3844)
ودُفِنْتَ تَحْتَ الثَّرَى (3845) -
وعُرِضَتْ عَلَيْكَ أَعْمَالُكَ بِالْمَحَلِّ - الَّذِي يُنَادِي الظَّالِمُ
فِيه بِالْحَسْرَةِ - ويَتَمَنَّى الْمُضَيِّعُ فِيه الرَّجْعَةَ (ولاتَ حِينَ مَناصٍ) (3846). -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
42- و من كتاب له إلى عمر بن أبي سلمة المخزومي و كان عامله
على البحرين، فعزله،
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
42 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى عمر بن أبي سلمة
المخزومي وكان عامله على البحرين، فعزله، واستعمل نعمان بن
عجلان الزّرقي مكانه أَمَّا بَعْدُ - فَإِنِّي قَدْ
وَلَّيْتُ النُّعْمَانَ بْنِ عَجْلَانَ الزُّرَقِيَّ عَلَى الْبَحْرَيْنِ -
ونَزَعْتُ يَدَكَ بِلَا ذَمٍّ لَكَ ولَا تَثْرِيبٍ (3847)
عَلَيْكَ - فَلَقَدْ أَحْسَنْتَ الْوِلَايَةَ وأَدَّيْتَ الأَمَانَةَ -
فَأَقْبِلْ غَيْرَ ظَنِينٍ (3848)
ولَا مَلُومٍ - ولَا مُتَّهَمٍ ولَا مَأْثُومٍ - فَلَقَدْ أَرَدْتُ الْمَسِيرَ
إِلَى ظَلَمَةِ (3849)
أَهْلِ الشَّامِ - وأَحْبَبْتُ أَنْ تَشْهَدَ مَعِي - فَإِنَّكَ مِمَّنْ
أَسْتَظْهِرُ بِه (3850)
عَلَى جِهَادِ الْعَدُوِّ - وإِقَامَةِ عَمُودِ الدِّينِ إِنْ شَاءَ اللَّه. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
43- و من كتاب له إلى مصقلة بن هبيرة الشيباني و هو عامله على
أردشير خُرة :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
43 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى مصقلة بن هبيرة الشيباني - وهو
عامله على أردشيرخرة (3851) بَلَغَنِي عَنْكَ أَمْرٌ إِنْ كُنْتَ
فَعَلْتَه فَقَدْ أَسْخَطْتَ إِلَهَكَ - وعَصَيْتَ إِمَامَكَ - أَنَّكَ تَقْسِمُ
فَيْءَ (3852)
الْمُسْلِمِينَ - الَّذِي حَازَتْه رِمَاحُهُمْ وخُيُولُهُمْ وأُرِيقَتْ عَلَيْه
دِمَاؤُهُمْ - فِيمَنِ اعْتَامَكَ (3853)
مِنْ أَعْرَابِ قَوْمِكَ - فَوَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وبَرَأَ النَّسَمَةَ (3854) -
لَئِنْ كَانَ ذَلِكَ حَقّاً - لَتَجِدَنَّ لَكَ عَلَيَّ هَوَاناً ولَتَخِفَّنَّ
عِنْدِي مِيزَاناً - فَلَا تَسْتَهِنْ بِحَقِّ رَبِّكَ - ولَا تُصْلِحْ
دُنْيَاكَ بِمَحْقِ دِينِكَ - فَتَكُونَ مِنَ الأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا. أَلَا وإِنَّ حَقَّ مَنْ قِبَلَكَ (3855)
وقِبَلَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ - فِي قِسْمَةِ هَذَا الْفَيْءِ سَوَاءٌ -
يَرِدُونَ عِنْدِي عَلَيْه ويَصْدُرُونَ عَنْه. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
44- و من كتاب له
إلى زياد ابن أبيه و قد بلغه أن معاوية كتب إليه يريد خديعته باستلحاقه :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
44 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى زياد ابن أبيه وقد
بلغه أن معاوية كتب إليه يريد خديعته باستلحاقه وقَدْ عَرَفْتُ أَنَّ مُعَاوِيَةَ
كَتَبَ إِلَيْكَ - يَسْتَزِلُّ (3856) لُبَّكَ
(3857)
ويَسْتَفِلُّ (3858)
غَرْبَكَ (3859) -
فَاحْذَرْه فَإِنَّمَا هُوَ الشَّيْطَانُ - يَأْتِي الْمَرْءَ مِنْ بَيْنِ
يَدَيْه ومِنْ خَلْفِه - وعَنْ يَمِينِه وعَنْ شِمَالِه - لِيَقْتَحِمَ
غَفْلَتَه (3860)
ويَسْتَلِبَ غِرَّتَه (3861). وقَدْ كَانَ مِنْ أَبِي سُفْيَانَ فِي
زَمَنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَلْتَةٌ (3862) -
مِنْ حَدِيثِ النَّفْسِ - ونَزْغَةٌ مِنْ نَزَغَاتِ الشَّيْطَانِ - لَا يَثْبُتُ
بِهَا نَسَبٌ ولَا يُسْتَحَقُّ بِهَا إِرْثٌ - والْمُتَعَلِّقُ بِهَا
كَالْوَاغِلِ الْمُدَفَّعِ والنَّوْطِ الْمُذَبْذَبِ. فَلَمَّا قَرَأَ زِيَادٌ الْكِتَابَ
قَالَ - شَهِدَ بِهَا ورَبِّ الْكَعْبَةِ - ولَمْ تَزَلْ فِي نَفْسِه حَتَّى
ادَّعَاه مُعَاوِيَةُ. قال الرضي - قوله عليهالسلام الواغل - هو الذي يهجم على الشرب - ليشرب
معهم وليس منهم - فلا يزال مدفعا محاجزا - والنوط المذبذب هو ما يناط برحل
الراكب - من قعب أو قدح أو ما أشبه ذلك - فهو أبدا يتقلقل إذا حث ظهره واستعجل
سيره. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
45- و من كتاب له إلى عثمان بن حنيف الأنصاري و
كان عامله على البصرة و قد بلغه أنه دعي إلى وليمة
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
45 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى عثمان بن حنيف
الأنصاري - وكان عامله على البصرة وقد بلغه أنه دعي إلى
وليمة قوم من أهلها، فمضى إليها - قوله: أَمَّا بَعْدُ يَا ابْنَ حُنَيْفٍ -
فَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ رَجُلًا مِنْ فِتْيَةِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ - دَعَاكَ
إِلَى مَأْدُبَةٍ (3863)
فَأَسْرَعْتَ إِلَيْهَا - تُسْتَطَابُ (3864)
لَكَ الأَلْوَانُ (3865)
وتُنْقَلُ إِلَيْكَ الْجِفَانُ (3866) -
ومَا ظَنَنْتُ أَنَّكَ تُجِيبُ إِلَى طَعَامِ قَوْمٍ - عَائِلُهُمْ (3867)
مَجْفُوٌّ (3868)
وغَنِيُّهُمْ مَدْعُوٌّ - فَانْظُرْ إِلَى مَا تَقْضَمُه (3869)
مِنْ هَذَا الْمَقْضَمِ - فَمَا اشْتَبَه عَلَيْكَ عِلْمُه فَالْفِظْه (3870) -
ومَا أَيْقَنْتَ بِطِيبِ وُجُوهِه فَنَلْ مِنْه. أَلَا وإِنَّ لِكُلِّ مَأْمُومٍ
إِمَاماً يَقْتَدِي بِه - ويَسْتَضِيءُ بِنُورِ عِلْمِه - أَلَا وإِنَّ
إِمَامَكُمْ قَدِ اكْتَفَى مِنْ دُنْيَاه بِطِمْرَيْه (3871) -
ومِنْ طُعْمِه (3872)
بِقُرْصَيْه (3873) -
أَلَا وإِنَّكُمْ لَا تَقْدِرُونَ عَلَى ذَلِكَ - ولَكِنْ أَعِينُونِي بِوَرَعٍ
واجْتِهَادٍ وعِفَّةٍ وسَدَادٍ (3874) -
فَوَاللَّه مَا كَنَزْتُ مِنْ دُنْيَاكُمْ تِبْراً (3875) -
ولَا ادَّخَرْتُ مِنْ غَنَائِمِهَا وَفْراً (3876) -
ولَا أَعْدَدْتُ لِبَالِي ثَوْبِي طِمْراً (3877) -
ولَا حُزْتُ مِنْ أَرْضِهَا شِبْراً - ولَا أَخَذْتُ مِنْه إِلَّا كَقُوتِ
أَتَانٍ دَبِرَةٍ (3878) -
ولَهِيَ فِي عَيْنِي أَوْهَى وأَوْهَنُ مِنْ عَفْصَةٍ مَقِرَةٍ (3879)
بَلَى كَانَتْ فِي أَيْدِينَا فَدَكٌ مِنْ كُلِّ مَا أَظَلَّتْه السَّمَاءُ -
فَشَحَّتْ عَلَيْهَا نُفُوسُ قَوْمٍ - وسَخَتْ عَنْهَا نُفُوسُ قَوْمٍ آخَرِينَ
- ونِعْمَ الْحَكَمُ اللَّه - ومَا أَصْنَعُ بِفَدَكٍ (3880)
وغَيْرِ فَدَكٍ - والنَّفْسُ مَظَانُّهَا (3881)
فِي غَدٍ جَدَثٌ (3882)
تَنْقَطِعُ فِي ظُلْمَتِه آثَارُهَا - وتَغِيبُ أَخْبَارُهَا - وحُفْرَةٌ لَوْ
زِيدَ فِي فُسْحَتِهَا وأَوْسَعَتْ يَدَا حَافِرِهَا - لأَضْغَطَهَا (3883)
الْحَجَرُ والْمَدَرُ (3884) -
وسَدَّ فُرَجَهَا (3885)
التُّرَابُ الْمُتَرَاكِمُ - وإِنَّمَا هِيَ نَفْسِي أَرُوضُهَا (3886)
بِالتَّقْوَى - لِتَأْتِيَ آمِنَةً يَوْمَ الْخَوْفِ الأَكْبَرِ - وتَثْبُتَ
عَلَى جَوَانِبِ الْمَزْلَقِ (3887)
ولَوْ شِئْتُ لَاهْتَدَيْتُ الطَّرِيقَ إِلَى مُصَفَّى هَذَا الْعَسَلِ -
ولُبَابِ هَذَا الْقَمْحِ ونَسَائِجِ هَذَا الْقَزِّ (3888) -
ولَكِنْ هَيْهَاتَ أَنْ يَغْلِبَنِي هَوَايَ - ويَقُودَنِي جَشَعِي (3889)
إِلَى تَخَيُّرِ الأَطْعِمَةِ - ولَعَلَّ بِالْحِجَازِ أَوْ الْيَمَامَةِ مَنْ
لَا طَمَعَ لَه فِي الْقُرْصِ (3890) -
ولَا عَهْدَ لَه بِالشِّبَعِ - أَوْ أَبِيتَ مِبْطَاناً وحَوْلِي بُطُونٌ
غَرْثَى (3891) -
وأَكْبَادٌ حَرَّى (3892)
أَوْ أَكُونَ كَمَا قَالَ الْقَائِلُ:
أَأَقْنَعُ مِنْ نَفْسِي بِأَنْ
يُقَالَ - هَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ - ولَا أُشَارِكُهُمْ فِي مَكَارِه
الدَّهْرِ - أَوْ أَكُونَ أُسْوَةً لَهُمْ فِي جُشُوبَةِ (3895)
الْعَيْشِ - فَمَا خُلِقْتُ لِيَشْغَلَنِي أَكْلُ الطَّيِّبَاتِ -
كَالْبَهِيمَةِ الْمَرْبُوطَةِ هَمُّهَا عَلَفُهَا - أَوِ الْمُرْسَلَةِ
شُغُلُهَا تَقَمُّمُهَا (3896) -
تَكْتَرِشُ (3897)
مِنْ أَعْلَافِهَا (3898)
وتَلْهُو عَمَّا يُرَادُ بِهَا - أَوْ أُتْرَكَ سُدًى أَوْ أُهْمَلَ عَابِثاً -
أَوْ أَجُرَّ حَبْلَ الضَّلَالَةِ أَوْ أَعْتَسِفَ (3899)
طَرِيقَ الْمَتَاهَةِ (3900)
وكَأَنِّي بِقَائِلِكُمْ يَقُولُ - إِذَا كَانَ هَذَا قُوتُ ابْنِ أَبِي طَالِبٍ
- فَقَدْ قَعَدَ بِه الضَّعْفُ عَنْ قِتَالِ الأَقْرَانِ - ومُنَازَلَةِ
الشُّجْعَانِ - أَلَا وإِنَّ الشَّجَرَةَ الْبَرِّيَّةَ (3901)
أَصْلَبُ عُوداً - والرَّوَاتِعَ الْخَضِرَةَ (3902)
أَرَقُّ جُلُوداً - والنَّابِتَاتِ الْعِذْيَةَ (3903)
أَقْوَى وَقُوداً (3904)
وأَبْطَأُ خُمُوداً -. وأَنَا مِنْ رَسُولِ اللَّه كَالضَّوْءِ مِنَ الضَّوْءِ (3905) -
والذِّرَاعِ مِنَ الْعَضُدِ (3906) -
واللَّه لَوْ تَظَاهَرَتِ الْعَرَبُ عَلَى قِتَالِي لَمَا وَلَّيْتُ عَنْهَا -
ولَوْ أَمْكَنَتِ الْفُرَصُ مِنْ رِقَابِهَا لَسَارَعْتُ إِلَيْهَا -
وسَأَجْهَدُ (3907) فِي أَنْ أُطَهِّرَ الأَرْضَ مِنْ
هَذَا الشَّخْصِ الْمَعْكُوسِ - والْجِسْمِ الْمَرْكُوسِ (3908) -
حَتَّى تَخْرُجَ الْمَدَرَةُ (3909)
مِنْ بَيْنِ حَبِّ الْحَصِيدِ (3910). -----------------------------
ومِنْ هَذَا الْكِتَابِ
وهُوَ آخِرُه: إِلَيْكِ عَنِّي (3911)
يَا دُنْيَا فَحَبْلُكِ عَلَى غَارِبِكِ (3912) -
قَدِ انْسَلَلْتُ مِنْ مَخَالِبِكِ (3913) -
وأَفْلَتُّ مِنْ حَبَائِلِكِ (3914) -
واجْتَنَبْتُ الذَّهَابَ فِي مَدَاحِضِكِ (3915) -
أَيْنَ الْقُرُونُ الَّذِينَ غَرَرْتِهِمْ بِمَدَاعِبِكِ (3916) -
أَيْنَ الأُمَمُ الَّذِينَ فَتَنْتِهِمْ بِزَخَارِفِكِ - فَهَا هُمْ رَهَائِنُ
الْقُبُورِ ومَضَامِينُ اللُّحُودِ (3917) -
واللَّه لَوْ كُنْتِ شَخْصاً مَرْئِيّاً وقَالَباً حِسِّيّاً - لأَقَمْتُ
عَلَيْكِ حُدُودَ اللَّه فِي عِبَادٍ غَرَرْتِهِمْ بِالأَمَانِيِّ - وأُمَمٍ
أَلْقَيْتِهِمْ فِي الْمَهَاوِي (3918) -
ومُلُوكٍ أَسْلَمْتِهِمْ إِلَى التَّلَفِ - وأَوْرَدْتِهِمْ مَوَارِدَ
الْبَلَاءِ إِذْ لَا وِرْدَ (3919)
ولَا صَدَرَ (3920) -
هَيْهَاتَ مَنْ وَطِئَ دَحْضَكِ (3921)
زَلِقَ (3922) -
ومَنْ رَكِبَ لُجَجَكِ غَرِقَ - ومَنِ ازْوَرَّ (3923)
عَنْ حَبَائِلِكِ وُفِّقَ - والسَّالِمُ مِنْكِ لَا يُبَالِي إِنْ ضَاقَ بِه
مُنَاخُه (3924) -
والدُّنْيَا عِنْدَه كَيَوْمٍ حَانَ (3925)
انْسِلَاخُه (3926). اعْزُبِي (3927)
عَنِّي فَوَاللَّه لَا أَذِلُّ لَكِ فَتَسْتَذِلِّينِي - ولَا أَسْلَسُ (3928)
لَكِ فَتَقُودِينِي - وايْمُ اللَّه يَمِيناً أَسْتَثْنِي فِيهَا بِمَشِيئَةِ
اللَّه - لأَرُوضَنَّ نَفْسِي رِيَاضَةً تَهِشُّ (3929)
مَعَهَا إِلَى الْقُرْصِ - إِذَا قَدَرْتُ عَلَيْه مَطْعُوماً - وتَقْنَعُ
بِالْمِلْحِ مَأْدُوماً (3930) -
ولأَدَعَنَّ (3931)
مُقْلَتِي (3932)
كَعَيْنِ مَاءٍ، نَضَبَ (3933)
مَعِينُهَا (3934) -
مُسْتَفْرِغَةً دُمُوعَهَا - أَتَمْتَلِئُ السَّائِمَةُ (3935) مِنْ
رِعْيِهَا (3936)
فَتَبْرُكَ - وتَشْبَعُ الرَّبِيضَةُ (3937)
مِنْ عُشْبِهَا فَتَرْبِضَ (3938) -
ويَأْكُلُ عَلِيٌّ مِنْ زَادِه فَيَهْجَعَ (3939) -
قَرَّتْ إِذاً عَيْنُه (3940)
إِذَا اقْتَدَى بَعْدَ السِّنِينَ الْمُتَطَاوِلَةِ - بِالْبَهِيمَةِ
الْهَامِلَةِ (3941)
والسَّائِمَةِ الْمَرْعِيَّةِ طُوبَى لِنَفْسٍ أَدَّتْ إِلَى
رَبِّهَا فَرْضَهَا - وعَرَكَتْ بِجَنْبِهَا بُؤْسَهَا (3942)
وهَجَرَتْ فِي اللَّيْلِ غُمْضَهَا (3943) -
حَتَّى إِذَا غَلَبَ الْكَرَى (3944)
عَلَيْهَا افْتَرَشَتْ أَرْضَهَا (3945) -
وتَوَسَّدَتْ كَفَّهَا (3946) -
فِي مَعْشَرٍ أَسْهَرَ عُيُونَهُمْ خَوْفُ مَعَادِهِمْ - وتَجَافَتْ (3947)
عَنْ مَضَاجِعِهِمْ (3948)
جُنُوبُهُمْ - وهَمْهَمَتْ (3949)
بِذِكْرِ رَبِّهِمْ شِفَاهُهُمْ - وتَقَشَّعَتْ (3950)
بِطُولِ اسْتِغْفَارِهِمْ ذُنُوبُهُمْ - (أُولئِكَ حِزْبُ الله أَلا
إِنَّ حِزْبَ الله هُمُ الْمُفْلِحُونَ). فَاتَّقِ اللَّه يَا ابْنَ حُنَيْفٍ
ولْتَكْفُفْ أَقْرَاصُكَ (3951) -
لِيَكُونَ مِنَ النَّارِ خَلَاصُكَ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
46- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى بعض عماله
:
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
46 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى بعض عماله أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّكَ مِمَّنْ
أَسْتَظْهِرُ (3952)
بِه عَلَى إِقَامَةِ الدِّينِ - وأَقْمَعُ (3953)
بِه نَخْوَةَ (3954)
الأَثِيمِ (3955) -
وأَسُدُّ بِه لَهَاةَ (3956)
الثَّغْرِ (3957)
الْمَخُوفِ (3958) -
فَاسْتَعِنْ بِاللَّه عَلَى مَا أَهَمَّكَ - واخْلِطِ الشِّدَّةَ بِضِغْثٍ (3959)
مِنَ اللِّينِ، وارْفُقْ مَا كَانَ الرِّفْقُ أَرْفَقَ
- واعْتَزِمْ بِالشِّدَّةِ حِينَ لَا تُغْنِي عَنْكَ إِلَّا الشِّدَّةُ -
واخْفِضْ لِلرَّعِيَّةِ جَنَاحَكَ وابْسُطْ لَهُمْ وَجْهَكَ - وأَلِنْ لَهُمْ
جَانِبَكَ - وآسِ (3960)
بَيْنَهُمْ فِي اللَّحْظَةِ والنَّظْرَةِ والإِشَارَةِ والتَّحِيَّةِ - حَتَّى
لَا يَطْمَعَ الْعُظَمَاءُ فِي حَيْفِكَ (3961) -
ولَا يَيْأَسَ الضُّعَفَاءُ مِنْ عَدْلِكَ والسَّلَامُ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
47- و من وصية له للحسن و الحسين لما ضربه ابن ملجم لعنه الله :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
47 - ومن وصية له عليهالسلام للحسن والحسين عليهالسلام - لما ضربه ابن ملجم لعنه الله أُوصِيكُمَا بِتَقْوَى اللَّه وأَلَّا
تَبْغِيَا الدُّنْيَا وإِنْ بَغَتْكُمَا (3962) -
ولَا تَأْسَفَا عَلَى شَيْءٍ مِنْهَا زُوِيَ (3963)
عَنْكُمَا - وقُولَا بِالْحَقِّ واعْمَلَا لِلأَجْرِ - وكُونَا لِلظَّالِمِ
خَصْماً ولِلْمَظْلُومِ عَوْناً. أُوصِيكُمَا وجَمِيعَ وَلَدِي وأَهْلِي
ومَنْ بَلَغَه كِتَابِي - بِتَقْوَى اللَّه ونَظْمِ أَمْرِكُمْ وصَلَاحِ ذَاتِ
بَيْنِكُمْ - فَإِنِّي سَمِعْتُ جَدَّكُمَا صلىاللهعليهوآله
يَقُولُ - صَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ أَفْضَلُ مِنْ عَامَّةِ الصَّلَاةِ
والصِّيَامِ. اللَّه اللَّه فِي الأَيْتَامِ فَلَا
تُغِبُّوا (3964)
أَفْوَاهَهُمْ - ولَا يَضِيعُوا بِحَضْرَتِكُمْ. واللَّه اللَّه فِي جِيرَانِكُمْ
فَإِنَّهُمْ وَصِيَّةُ نَبِيِّكُمْ - مَا زَالَ يُوصِي بِهِمْ حَتَّى ظَنَنَّا
أَنَّه سَيُوَرِّثُهُمْ (3965). واللَّه اللَّه فِي الْقُرْآنِ - لَا
يَسْبِقُكُمْ بِالْعَمَلِ بِه غَيْرُكُمْ. واللَّه اللَّه فِي الصَّلَاةِ
فَإِنَّهَا عَمُودُ دِينِكُمْ. واللَّه اللَّه فِي بَيْتِ رَبِّكُمْ
لَا تُخَلُّوه مَا بَقِيتُمْ - فَإِنَّه إِنْ تُرِكَ لَمْ تُنَاظَرُوا (3966). واللَّه اللَّه فِي الْجِهَادِ
بِأَمْوَالِكُمْ وأَنْفُسِكُمْ - وأَلْسِنَتِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّه. وعَلَيْكُمْ بِالتَّوَاصُلِ
والتَّبَاذُلِ (3967) -
وإِيَّاكُمْ والتَّدَابُرَ والتَّقَاطُعَ - لَا تَتْرُكُوا الأَمْرَ
بِالْمَعْرُوفِ والنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ - فَيُوَلَّى عَلَيْكُمْ
شِرَارُكُمْ ثُمَّ تَدْعُونَ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ. ثُمَّ قَالَ: يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ - لَا
أُلْفِيَنَّكُمْ (3968)
تَخُوضُونَ (3969)
دِمَاءَ الْمُسْلِمِينَ خَوْضاً - تَقُولُونَ قُتِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ -
أَلَا لَا تَقْتُلُنَّ بِي إِلَّا قَاتِلِي. انْظُرُوا إِذَا أَنَا مِتُّ مِنْ
ضَرْبَتِه هَذِه - فَاضْرِبُوه ضَرْبَةً بِضَرْبَةٍ - ولَا تُمَثِّلُوا (3970)
بِالرَّجُلِ - فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّه صلىاللهعليهوآله
يَقُولُ - إِيَّاكُمْ والْمُثْلَةَ (3971)
ولَوْ بِالْكَلْبِ الْعَقُورِ». -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
48- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
48 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى معاوية فَإِنَّ الْبَغْيَ والزُّورَ
يُوتِغَانِ (3972)
الْمَرْءَ فِي دِينِه ودُنْيَاه - ويُبْدِيَانِ خَلَلَه عِنْدَ مَنْ يَعِيبُه -
وقَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ غَيْرُ مُدْرِكٍ مَا قُضِيَ فَوَاتُه (3973) -
وقَدْ رَامَ أَقْوَامٌ أَمْراً بِغَيْرِ الْحَقِّ - فَتَأَلَّوْا (3974)
عَلَى اللَّه فَأَكْذَبَهُمْ (3975) -
فَاحْذَرْ يَوْماً يَغْتَبِطُ (3976)
فِيه مَنْ أَحْمَدَ (3977)
عَاقِبَةَ عَمَلِه - ويَنْدَمُ مَنْ أَمْكَنَ (3978) الشَّيْطَانَ
مِنْ قِيَادِه فَلَمْ يُجَاذِبْه. وقَدْ دَعَوْتَنَا إِلَى حُكْمِ
الْقُرْآنِ ولَسْتَ مِنْ أَهْلِه - ولَسْنَا
إِيَّاكَ أَجَبْنَا ولَكِنَّا أَجَبْنَا الْقُرْآنَ فِي حُكْمِه -
والسَّلَامُ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
49- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية
أيضا :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
49 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى معاوية أيضا أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ الدُّنْيَا
مَشْغَلَةٌ عَنْ غَيْرِهَا - ولَمْ يُصِبْ صَاحِبُهَا مِنْهَا شَيْئاً - إِلَّا
فَتَحَتْ لَه حِرْصاً عَلَيْهَا ولَهَجاً بِهَا (3979) -
ولَنْ يَسْتَغْنِيَ صَاحِبُهَا بِمَا نَالَ فِيهَا عَمَّا لَمْ يَبْلُغْه
مِنْهَا - ومِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ فِرَاقُ مَا جَمَعَ ونَقْضُ مَا أَبْرَمَ -
ولَوِ اعْتَبَرْتَ بِمَا مَضَى حَفِظْتَ مَا بَقِيَ والسَّلَامُ. ----------------------------- (3979) «لَهَجاً»: أي ولوعا وشدة حرص.تقول: قد لهج بالشي - من باب طرب - إذا أغري
به فثابر عليه. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
50-
و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى أمرائه على الجيش :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
50 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى أمرائه على الجيش مِنْ عَبْدِ اللَّه عَلِيِّ بْنِ أَبِي
طَالِبٍ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى أَصْحَابِ الْمَسَالِحِ (3980). أَمَّا بَعْدُ - فَإِنَّ حَقّاً عَلَى
الْوَالِي أَلَّا يُغَيِّرَه عَلَى رَعِيَّتِه فَضْلٌ نَالَه - ولَا طَوْلٌ (3981)
خُصَّ بِه - وأَنْ يَزِيدَه مَا قَسَمَ اللَّه لَه مِنْ نِعَمِه دُنُوّاً مِنْ
عِبَادِه - وعَطْفاً عَلَى إِخْوَانِه. أَلَا وإِنَّ لَكُمْ عِنْدِي أَلَّا
أَحْتَجِزَ (3982)
دُونَكُمْ سِرّاً إِلَّا فِي حَرْبٍ - ولَا أَطْوِيَ (3983)
دُونَكُمْ أَمْراً إِلَّا فِي حُكْمٍ - ولَا أُؤَخِّرَ لَكُمْ حَقّاً عَنْ
مَحَلِّه - ولَا أَقِفَ بِه دُونَ مَقْطَعِه (3984) -
وأَنْ تَكُونُوا عِنْدِي فِي الْحَقِّ سَوَاءً - فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ
وَجَبَتْ لِلَّه عَلَيْكُمُ النِّعْمَةُ - ولِي عَلَيْكُمُ الطَّاعَةُ - وأَلَّا
تَنْكُصُوا (3985)
عَنْ دَعْوَةٍ ولَا تُفَرِّطُوا فِي صَلَاحٍ - وأَنْ تَخُوضُوا الْغَمَرَاتِ (3986)
إِلَى الْحَقِّ - فَإِنْ أَنْتُمْ لَمْ تَسْتَقِيمُوا لِي عَلَى ذَلِكَ - لَمْ
يَكُنْ أَحَدٌ أَهْوَنَ عَلَيَّ مِمَّنِ اعْوَجَّ مِنْكُمْ - ثُمَّ أُعْظِمُ لَه
الْعُقُوبَةَ ولَا يَجِدُ عِنْدِي فِيهَا رُخْصَةً - فَخُذُوا هَذَا مِنْ
أُمَرَائِكُمْ - وأَعْطُوهُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ مَا يُصْلِحُ اللَّه بِه
أَمْرَكُمْ والسَّلَامُ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
51- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى عماله على
الخراج :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
51 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى عماله على الخراج مِنْ عَبْدِ اللَّه
عَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى أَصْحَابِ الْخَرَاجِ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ مَنْ لَمْ
يَحْذَرْ مَا هُوَ صَائِرٌ إِلَيْه - لَمْ يُقَدِّمْ لِنَفْسِه مَا يُحْرِزُهَا
- واعْلَمُوا أَنَّ مَا كُلِّفْتُمْ بِه يَسِيرٌ وأَنَّ ثَوَابَه كَثِيرٌ -
ولَوْ لَمْ يَكُنْ فِيمَا نَهَى اللَّه عَنْه - مِنَ الْبَغْيِ والْعُدْوَانِ
عِقَابٌ يُخَافُ - لَكَانَ فِي ثَوَابِ اجْتِنَابِه مَا لَا عُذْرَ فِي تَرْكِ
طَلَبِه - فَأَنْصِفُوا النَّاسَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ واصْبِرُوا لِحَوَائِجِهِمْ
- فَإِنَّكُمْ خُزَّانُ (3987)
الرَّعِيَّةِ - ووُكَلَاءُ الأُمَّةِ وسُفَرَاءُ الأَئِمَّةِ - ولَا تُحْشِمُوا (3988)
أَحَداً عَنْ حَاجَتِه ولَا تَحْبِسُوه عَنْ طَلِبَتِه (3989) -
ولَا تَبِيعُنَّ لِلنَّاسِ فِي الْخَرَاجِ كِسْوَةَ شِتَاءٍ ولَا صَيْفٍ - ولَا
دَابَّةً يَعْتَمِلُونَ عَلَيْهَا (3990)
ولَا عَبْداً - ولَا تَضْرِبُنَّ أَحَداً سَوْطاً لِمَكَانِ دِرْهَمٍ (3991) -
ولَا تَمَسُّنَّ مَالَ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ مُصَلٍّ ولَا مُعَاهَدٍ (3992) -
إِلَّا أَنْ تَجِدُوا فَرَساً أَوْ سِلَاحاً - يُعْدَى بِه عَلَى أَهْلِ
الإِسْلَامِ - فَإِنَّه لَا يَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَدَعَ ذَلِكَ فِي
أَيْدِي أَعْدَاءِ الإِسْلَامِ - فَيَكُونَ شَوْكَةً عَلَيْه - ولَا تَدَّخِرُوا
(3993)
أَنْفُسَكُمْ نَصِيحَةً ولَا الْجُنْدَ حُسْنَ سِيرَةٍ - ولَا الرَّعِيَّةَ
مَعُونَةً ولَا دِينَ اللَّه قُوَّةً - وأَبْلُوا (3994)
فِي سَبِيلِ اللَّه مَا اسْتَوْجَبَ عَلَيْكُمْ - فَإِنَّ اللَّه سُبْحَانَه
قَدِ اصْطَنَعَ (3995)
عِنْدَنَا وعِنْدَكُمْ - أَنْ نَشْكُرَه بِجُهْدِنَا - وأَنْ نَنْصُرَه بِمَا
بَلَغَتْ قُوَّتُنَا - ولَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّه الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
52- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى أمراء
البلاد في معنى الصلاة :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
52 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى أمراء البلاد في
معنى الصلاة أَمَّا بَعْدُ فَصَلُّوا بِالنَّاسِ
الظُّهْرَ - حَتَّى تَفِيءَ (3996) الشَّمْسُ
مِنْ مَرْبِضِ الْعَنْزِ (3997) -
وصَلُّوا بِهِمُ الْعَصْرَ والشَّمْسُ بَيْضَاءُ حَيَّةٌ فِي عُضْوٍ مِنَ
النَّهَارِ - حِينَ يُسَارُ فِيهَا فَرْسَخَانِ - وصَلُّوا بِهِمُ الْمَغْرِبَ
حِينَ يُفْطِرُ الصَّائِمُ - ويَدْفَعُ (3998)
الْحَاجُّ إِلَى مِنًى - وصَلُّوا بِهِمُ الْعِشَاءَ حِينَ يَتَوَارَى الشَّفَقُ
إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ - وصَلُّوا بِهِمُ الْغَدَاةَ والرَّجُلُ يَعْرِفُ وَجْه
صَاحِبِه - وصَلُّوا بِهِمْ صَلَاةَ أَضْعَفِهِمْ (3999)
ولَا تَكُونُوا فَتَّانِينَ (4000). -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
53- و من كتاب له كتبه للأشتر النخعي لما ولاه على مصر و
أعمالها حين اضطرب أمر أميرها محمد بن أبي بكر،
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
53 - ومن كتاب له عليهالسلام كتبه للأشتر النخعي - لما ولاه على مصر وأعمالها حين اضطرب أمر أميرها محمد بن أبي
بكر، وهو أطول عهد كتبه وأجمعه للمحاسن. بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا مَا أَمَرَ بِه عَبْدُ اللَّه
عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ - مَالِكَ بْنَ الْحَارِثِ الأَشْتَرَ فِي
عَهْدِه إِلَيْه - حِينَ وَلَّاه مِصْرَ جِبَايَةَ خَرَاجِهَا وجِهَادَ
عَدُوِّهَا - واسْتِصْلَاحَ أَهْلِهَا وعِمَارَةَ بِلَادِهَا. أَمَرَه بِتَقْوَى اللَّه وإِيْثَارِ
طَاعَتِه - واتِّبَاعِ مَا أَمَرَ بِه فِي كِتَابِه مِنْ فَرَائِضِه وسُنَنِه -
الَّتِي لَا يَسْعَدُ أَحَدٌ إِلَّا بِاتِّبَاعِهَا - ولَا يَشْقَى إِلَّا مَعَ
جُحُودِهَا وإِضَاعَتِهَا - وأَنْ يَنْصُرَ اللَّه سُبْحَانَه بِقَلْبِه ويَدِه
ولِسَانِه - فَإِنَّه جَلَّ اسْمُه قَدْ تَكَفَّلَ بِنَصْرِ مَنْ نَصَرَه
وإِعْزَازِ مَنْ أَعَزَّه. وأَمَرَه أَنْ يَكْسِرَ نَفْسَه مِنَ
الشَّهَوَاتِ - ويَزَعَهَا (4001)
عِنْدَ الْجَمَحَاتِ (4002) -
فَإِنَّ النَّفْسَ أَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ اللَّه. ثُمَّ اعْلَمْ يَا مَالِكُ - أَنِّي
قَدْ وَجَّهْتُكَ إِلَى بِلَادٍ قَدْ جَرَتْ عَلَيْهَا دُوَلٌ قَبْلَكَ - مِنْ
عَدْلٍ وجَوْرٍ - وأَنَّ النَّاسَ يَنْظُرُونَ مِنْ أُمُورِكَ - فِي مِثْلِ مَا
كُنْتَ تَنْظُرُ فِيه مِنْ أُمُورِ الْوُلَاةِ قَبْلَكَ - ويَقُولُونَ فِيكَ مَا
كُنْتَ تَقُولُ فِيهِمْ - وإِنَّمَا يُسْتَدَلُّ عَلَى الصَّالِحِينَ - بِمَا
يُجْرِي اللَّه لَهُمْ عَلَى أَلْسُنِ عِبَادِه - فَلْيَكُنْ أَحَبَّ
الذَّخَائِرِ إِلَيْكَ ذَخِيرَةُ الْعَمَلِ الصَّالِحِ - فَامْلِكْ هَوَاكَ
وشُحَّ (4003)
بِنَفْسِكَ عَمَّا لَا يَحِلُّ لَكَ - فَإِنَّ الشُّحَّ بِالنَّفْسِ الإِنْصَافُ
مِنْهَا فِيمَا أَحَبَّتْ أَوْ كَرِهَتْ وأَشْعِرْ قَلْبَكَ الرَّحْمَةَ لِلرَّعِيَّةِ
- والْمَحَبَّةَ لَهُمْ واللُّطْفَ بِهِمْ - ولَا تَكُونَنَّ عَلَيْهِمْ سَبُعاً
ضَارِياً تَغْتَنِمُ أَكْلَهُمْ - فَإِنَّهُمْ صِنْفَانِ إِمَّا أَخٌ لَكَ فِي
الدِّينِ - وإِمَّا نَظِيرٌ لَكَ فِي الْخَلْقِ - يَفْرُطُ (4004)
مِنْهُمُ الزَّلَلُ (4005)
وتَعْرِضُ لَهُمُ الْعِلَلُ - ويُؤْتَى عَلَى أَيْدِيهِمْ فِي الْعَمْدِ
والْخَطَإِ - فَأَعْطِهِمْ مِنْ عَفْوِكَ وصَفْحِكَ - مِثْلِ الَّذِي تُحِبُّ
وتَرْضَى أَنْ يُعْطِيَكَ اللَّه مِنْ عَفْوِه وصَفْحِه - فَإِنَّكَ فَوْقَهُمْ
ووَالِي الأَمْرِ عَلَيْكَ فَوْقَكَ - واللَّه فَوْقَ مَنْ وَلَّاكَ - وقَدِ
اسْتَكْفَاكَ أَمْرَهُمْ (4006)
وابْتَلَاكَ بِهِمْ - ولَا تَنْصِبَنَّ نَفْسَكَ لِحَرْبِ اللَّه (4007) -
فَإِنَّه لَا يَدَ لَكَ بِنِقْمَتِه (4008) -
ولَا غِنَى بِكَ عَنْ عَفْوِه ورَحْمَتِه - ولَا تَنْدَمَنَّ عَلَى عَفْوٍ ولَا
تَبْجَحَنَّ (4009)
بِعُقُوبَةٍ - ولَا تُسْرِعَنَّ إِلَى بَادِرَةٍ (4010)
وَجَدْتَ مِنْهَا مَنْدُوحَةً (4011) -
ولَا تَقُولَنَّ إِنِّي مُؤَمَّرٌ (4012)
آمُرُ فَأُطَاعُ - فَإِنَّ ذَلِكَ إِدْغَالٌ (4013)
فِي الْقَلْبِ - ومَنْهَكَةٌ (4014)
لِلدِّينِ وتَقَرُّبٌ مِنَ الْغِيَرِ (4015) -
وإِذَا أَحْدَثَ لَكَ مَا أَنْتَ فِيه مِنْ سُلْطَانِكَ أُبَّهَةً (4016)
أَوْ مَخِيلَةً (4017) -
فَانْظُرْ إِلَى عِظَمِ مُلْكِ اللَّه فَوْقَكَ - وقُدْرَتِه مِنْكَ عَلَى مَا
لَا تَقْدِرُ عَلَيْه مِنْ نَفْسِكَ - فَإِنَّ ذَلِكَ يُطَامِنُ (4018)
إِلَيْكَ مِنْ طِمَاحِكَ (4019) -
ويَكُفُّ عَنْكَ مِنْ غَرْبِكَ (4020) -
ويَفِيءُ (4021)
إِلَيْكَ بِمَا عَزَبَ (4022)
عَنْكَ مِنْ عَقْلِكَ! -----------------------------
إِيَّاكَ ومُسَامَاةَ (4023)
اللَّه فِي عَظَمَتِه والتَّشَبُّه بِه فِي جَبَرُوتِه - فَإِنَّ اللَّه يُذِلُّ
كُلَّ جَبَّارٍ ويُهِينُ كُلَّ مُخْتَالٍ. أَنْصِفِ اللَّه وأَنْصِفِ النَّاسَ
مِنْ نَفْسِكَ - ومِنْ خَاصَّةِ أَهْلِكَ - ومَنْ لَكَ فِيه هَوًى (4024)
مِنْ رَعِيَّتِكَ - فَإِنَّكَ إِلَّا تَفْعَلْ تَظْلِمْ - ومَنْ ظَلَمَ عِبَادَ
اللَّه كَانَ اللَّه خَصْمَه دُونَ عِبَادِه - ومَنْ خَاصَمَه اللَّه أَدْحَضَ (4025)
حُجَّتَه، وكَانَ لِلَّه حَرْباً (4026)
حَتَّى يَنْزِعَ (4027)
أَوْ يَتُوبَ - ولَيْسَ شَيْءٌ أَدْعَى إِلَى تَغْيِيرِ نِعْمَةِ اللَّه
وتَعْجِيلِ نِقْمَتِه - مِنْ إِقَامَةٍ عَلَى ظُلْمٍ - فَإِنَّ اللَّه سَمِيعٌ
دَعْوَةَ الْمُضْطَهَدِينَ - وهُوَ لِلظَّالِمِينَ بِالْمِرْصَادِ. ولْيَكُنْ أَحَبَّ الأُمُورِ إِلَيْكَ
أَوْسَطُهَا فِي الْحَقِّ - وأَعَمُّهَا فِي الْعَدْلِ وأَجْمَعُهَا لِرِضَى
الرَّعِيَّةِ - فَإِنَّ سُخْطَ الْعَامَّةِ يُجْحِفُ (4028)
بِرِضَى الْخَاصَّةِ - وإِنَّ سُخْطَ الْخَاصَّةِ يُغْتَفَرُ مَعَ رِضَى
الْعَامَّةِ - ولَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الرَّعِيَّةِ أَثْقَلَ عَلَى الْوَالِي
مَئُونَةً فِي الرَّخَاءِ - وأَقَلَّ مَعُونَةً لَه فِي الْبَلَاءِ - وأَكْرَه
لِلإِنْصَافِ وأَسْأَلَ بِالإِلْحَافِ (4029) -
وأَقَلَّ شُكْراً عِنْدَ الإِعْطَاءِ وأَبْطَأَ عُذْراً عِنْدَ الْمَنْعِ -
وأَضْعَفَ صَبْراً عِنْدَ مُلِمَّاتِ الدَّهْرِ - مِنْ أَهْلِ الْخَاصَّةِ -
وإِنَّمَا عِمَادُ الدِّينِ وجِمَاعُ (4030)
الْمُسْلِمِينَ - والْعُدَّةُ لِلأَعْدَاءِ الْعَامَّةُ مِنَ الأُمَّةِ -
فَلْيَكُنْ صِغْوُكَ (4031)
لَهُمْ ومَيْلُكَ مَعَهُمْ. ولْيَكُنْ أَبْعَدَ رَعِيَّتِكَ مِنْكَ
وأَشْنَأَهُمْ (4032)
عِنْدَكَ - أَطْلَبُهُمْ (4033)
لِمَعَايِبِ النَّاسِ - فَإِنَّ فِي النَّاسِ عُيُوباً الْوَالِي أَحَقُّ مَنْ
سَتَرَهَا - فَلَا تَكْشِفَنَّ عَمَّا غَابَ عَنْكَ مِنْهَا - فَإِنَّمَا
عَلَيْكَ تَطْهِيرُ مَا ظَهَرَ لَكَ - واللَّه يَحْكُمُ عَلَى مَا غَابَ عَنْكَ
- فَاسْتُرِ الْعَوْرَةَ مَا اسْتَطَعْتَ - يَسْتُرِ اللَّه مِنْكَ مَا تُحِبُّ
سَتْرَه مِنْ رَعِيَّتِكَ - أَطْلِقْ (4034)
عَنِ النَّاسِ عُقْدَةَ كُلِّ حِقْدٍ - واقْطَعْ عَنْكَ سَبَبَ كُلِّ وِتْرٍ (4035) -
وتَغَابَ (4036)
عَنْ كُلِّ مَا لَا يَضِحُ (4037)
لَكَ - ولَا تَعْجَلَنَّ إِلَى تَصْدِيقِ سَاعٍ -
فَإِنَّ السَّاعِيَ (4038)
غَاشٌّ وإِنْ تَشَبَّه بِالنَّاصِحِينَ. -----------------------------
ولَا تُدْخِلَنَّ فِي مَشُورَتِكَ
بَخِيلًا يَعْدِلُ بِكَ عَنِ الْفَضْلِ (4039) -
ويَعِدُكَ الْفَقْرَ (4040) -
ولَا جَبَاناً يُضْعِفُكَ عَنِ الأُمُورِ - ولَا حَرِيصاً يُزَيِّنُ لَكَ
الشَّرَه (4041)
بِالْجَوْرِ - فَإِنَّ الْبُخْلَ والْجُبْنَ والْحِرْصَ غَرَائِزُ شَتَّى (4042) -
يَجْمَعُهَا سُوءُ الظَّنِّ بِاللَّه. إِنَّ شَرَّ وُزَرَائِكَ مَنْ كَانَ
لِلأَشْرَارِ قَبْلَكَ وَزِيراً - ومَنْ شَرِكَهُمْ فِي الآثَامِ فَلَا
يَكُونَنَّ لَكَ بِطَانَةً (4043) -
فَإِنَّهُمْ أَعْوَانُ الأَثَمَةِ (4044)
وإِخْوَانُ الظَّلَمَةِ (4045) -
وأَنْتَ وَاجِدٌ مِنْهُمْ خَيْرَ الْخَلَفِ - مِمَّنْ لَه مِثْلُ آرَائِهِمْ
ونَفَاذِهِمْ - ولَيْسَ عَلَيْه مِثْلُ آصَارِهِمْ (4046)
وأَوْزَارِهِمْ (4047)
وآثَامِهِمْ - مِمَّنْ لَمْ يُعَاوِنْ ظَالِماً عَلَى ظُلْمِه ولَا آثِماً عَلَى
إِثْمِه - أُولَئِكَ أَخَفُّ عَلَيْكَ مَئُونَةً وأَحْسَنُ لَكَ مَعُونَةً -
وأَحْنَى عَلَيْكَ عَطْفاً وأَقَلُّ لِغَيْرِكَ إِلْفاً (4048) -
فَاتَّخِذْ أُولَئِكَ خَاصَّةً لِخَلَوَاتِكَ وحَفَلَاتِكَ - ثُمَّ لْيَكُنْ
آثَرُهُمْ عِنْدَكَ أَقْوَلَهُمْ بِمُرِّ الْحَقِّ لَكَ - وأَقَلَّهُمْ
مُسَاعَدَةً فِيمَا يَكُونُ مِنْكَ مِمَّا كَرِه اللَّه لأَوْلِيَائِه -
وَاقِعاً ذَلِكَ مِنْ هَوَاكَ حَيْثُ وَقَعَ والْصَقْ بِأَهْلِ الْوَرَعِ
والصِّدْقِ - ثُمَّ رُضْهُمْ (4049)
عَلَى أَلَّا يُطْرُوكَ - ولَا يَبْجَحُوكَ (4050)
بِبَاطِلٍ لَمْ تَفْعَلْه - فَإِنَّ كَثْرَةَ الإِطْرَاءِ تُحْدِثُ الزَّهْوَ (4051)
وتُدْنِي (4052)
مِنَ الْعِزَّةِ. ولَا يَكُونَنَّ الْمُحْسِنُ
والْمُسِيءُ عِنْدَكَ بِمَنْزِلَةٍ سَوَاءٍ - فَإِنَّ فِي ذَلِكَ تَزْهِيداً
لأَهْلِ الإِحْسَانِ فِي الإِحْسَانِ - وتَدْرِيباً لأَهْلِ الإِسَاءَةِ عَلَى
الإِسَاءَةِ - وأَلْزِمْ كُلاًّ مِنْهُمْ مَا أَلْزَمَ نَفْسَه واعْلَمْ أَنَّه
لَيْسَ شَيْءٌ بِأَدْعَى - إِلَى حُسْنِ ظَنِّ رَاعٍ بِرَعِيَّتِه - مِنْ
إِحْسَانِه إِلَيْهِمْ وتَخْفِيفِه الْمَئُونَاتِ عَلَيْهِمْ - وتَرْكِ
اسْتِكْرَاهِه إِيَّاهُمْ عَلَى مَا لَيْسَ لَه قِبَلَهُمْ (4053) -
فَلْيَكُنْ مِنْكَ فِي ذَلِكَ أَمْرٌ - يَجْتَمِعُ لَكَ بِه حُسْنُ الظَّنِّ
بِرَعِيَّتِكَ - فَإِنَّ حُسْنَ الظَّنِّ يَقْطَعُ عَنْكَ نَصَباً (4054)
طَوِيلًا - وإِنَّ أَحَقَّ مَنْ حَسُنَ ظَنُّكَ بِه لَمَنْ حَسُنَ بَلَاؤُكَ
عِنْدَه (4055). وإِنَّ أَحَقَّ مَنْ سَاءَ ظَنُّكَ بِه
لَمَنْ سَاءَ بَلَاؤُكَ عِنْدَه - ولَا تَنْقُضْ سُنَّةً صَالِحَةً عَمِلَ بِهَا
صُدُورُ هَذِه الأُمَّةِ - واجْتَمَعَتْ بِهَا الأُلْفَةُ وصَلَحَتْ عَلَيْهَا
الرَّعِيَّةُ - ولَا تُحْدِثَنَّ سُنَّةً تَضُرُّ بِشَيْءٍ مِنْ مَاضِي تِلْكَ
السُّنَنِ - فَيَكُونَ الأَجْرُ لِمَنْ سَنَّهَا - والْوِزْرُ عَلَيْكَ بِمَا
نَقَضْتَ مِنْهَا. وأَكْثِرْ مُدَارَسَةَ الْعُلَمَاءِ
ومُنَاقَشَةَ الْحُكَمَاءِ - فِي تَثْبِيتِ مَا صَلَحَ عَلَيْه أَمْرُ بِلَادِكَ
- وإِقَامَةِ مَا اسْتَقَامَ بِه النَّاسُ قَبْلَكَ. -----------------------------
واعْلَمْ أَنَّ الرَّعِيَّةَ طَبَقَاتٌ
- لَا يَصْلُحُ بَعْضُهَا إِلَّا بِبَعْضٍ - ولَا غِنَى بِبَعْضِهَا عَنْ بَعْضٍ
- فَمِنْهَا جُنُودُ اللَّه ومِنْهَا كُتَّابُ الْعَامَّةِ والْخَاصَّةِ -
ومِنْهَا قُضَاةُ الْعَدْلِ ومِنْهَا عُمَّالُ الإِنْصَافِ والرِّفْقِ -
ومِنْهَا أَهْلُ الْجِزْيَةِ والْخَرَاجِ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ ومُسْلِمَةِ
النَّاسِ - ومِنْهَا التُّجَّارُ وأَهْلُ الصِّنَاعَاتِ ومِنْهَا الطَّبَقَةُ
السُّفْلَى مِنْ ذَوِي الْحَاجَةِ والْمَسْكَنَةِ - وكُلٌّ قَدْ سَمَّى اللَّه
لَه سَهْمَه (4056) -
ووَضَعَ عَلَى حَدِّه فَرِيضَةً فِي كِتَابِه أَوْ سُنَّةِ نَبِيِّه صلىاللهعليهوآله
عَهْداً - مِنْه عِنْدَنَا مَحْفُوظاً. فَالْجُنُودُ بِإِذْنِ اللَّه حُصُونُ
الرَّعِيَّةِ وزَيْنُ الْوُلَاةِ - وعِزُّ الدِّينِ وسُبُلُ الأَمْنِ - ولَيْسَ
تَقُومُ الرَّعِيَّةُ إِلَّا بِهِمْ - ثُمَّ لَا قِوَامَ لِلْجُنُودِ - إِلَّا
بِمَا يُخْرِجُ اللَّه لَهُمْ مِنَ الْخَرَاجِ - الَّذِي يَقْوَوْنَ بِه عَلَى
جِهَادِ عَدُوِّهِمْ - ويَعْتَمِدُونَ عَلَيْه فِيمَا يُصْلِحُهُمْ - ويَكُونُ
مِنْ وَرَاءِ حَاجَتِهِمْ (4057) -
ثُمَّ لَا قِوَامَ لِهَذَيْنِ الصِّنْفَيْنِ إِلَّا بِالصِّنْفِ الثَّالِثِ -
مِنَ الْقُضَاةِ والْعُمَّالِ والْكُتَّابِ - لِمَا يُحْكِمُونَ مِنَ
الْمَعَاقِدِ (4058)
ويَجْمَعُونَ مِنَ الْمَنَافِعِ - ويُؤْتَمَنُونَ عَلَيْه مِنْ خَوَاصِّ
الأُمُورِ وعَوَامِّهَا - ولَا قِوَامَ لَهُمْ جَمِيعاً إِلَّا بِالتُّجَّارِ
وذَوِي الصِّنَاعَاتِ - فِيمَا يَجْتَمِعُونَ عَلَيْه مِنْ مَرَافِقِهِمْ (4059) -
ويُقِيمُونَه مِنْ أَسْوَاقِهِمْ - ويَكْفُونَهُمْ مِنَ التَّرَفُّقِ (4060)
بِأَيْدِيهِمْ - مَا لَا يَبْلُغُه رِفْقُ غَيْرِهِمْ - ثُمَّ الطَّبَقَةُ
السُّفْلَى مِنْ أَهْلِ الْحَاجَةِ والْمَسْكَنَةِ - الَّذِينَ يَحِقُّ
رِفْدُهُمْ (4061)
ومَعُونَتُهُمْ - وفِي اللَّه لِكُلٍّ سَعَةٌ - ولِكُلٍّ عَلَى الْوَالِي حَقٌّ
بِقَدْرِ مَا يُصْلِحُه - ولَيْسَ يَخْرُجُ الْوَالِي - مِنْ حَقِيقَةِ مَا
أَلْزَمَه اللَّه مِنْ ذَلِكَ - إِلَّا بِالِاهْتِمَامِ والِاسْتِعَانَةِ
بِاللَّه - وتَوْطِينِ نَفْسِه عَلَى لُزُومِ الْحَقِّ - والصَّبْرِ عَلَيْه
فِيمَا خَفَّ عَلَيْه أَوْ ثَقُلَ: فَوَلِّ مِنْ جُنُودِكَ - أَنْصَحَهُمْ فِي
نَفْسِكَ لِلَّه ولِرَسُولِه ولإِمَامِكَ - وأَنْقَاهُمْ جَيْباً (4062) وأَفْضَلَهُمْ
حِلْماً (4063)، مِمَّنْ يُبْطِئُ عَنِ الْغَضَبِ ويَسْتَرِيحُ
إِلَى الْعُذْرِ - ويَرْأَفُ بِالضُّعَفَاءِ ويَنْبُو عَلَى الأَقْوِيَاءِ (4064) -
ومِمَّنْ لَا يُثِيرُه الْعُنْفُ ولَا يَقْعُدُ بِه الضَّعْفُ. -----------------------------
ثُمَّ الْصَقْ بِذَوِي الْمُرُوءَاتِ
والأَحْسَابِ - وأَهْلِ الْبُيُوتَاتِ الصَّالِحَةِ والسَّوَابِقِ الْحَسَنَةِ -
ثُمَّ أَهْلِ النَّجْدَةِ والشَّجَاعَةِ والسَّخَاءِ والسَّمَاحَةِ -
فَإِنَّهُمْ جِمَاعٌ (4065)
مِنَ الْكَرَمِ وشُعَبٌ (4066)
مِنَ الْعُرْفِ (4067) -
ثُمَّ تَفَقَّدْ مِنْ أُمُورِهِمْ مَا يَتَفَقَّدُ الْوَالِدَانِ مِنْ
وَلَدِهِمَا - ولَا يَتَفَاقَمَنَّ (4068)
فِي نَفْسِكَ شَيْءٌ قَوَّيْتَهُمْ بِه - ولَا تَحْقِرَنَّ لُطْفاً (4069)
تَعَاهَدْتَهُمْ بِه وإِنْ قَلَّ - فَإِنَّه دَاعِيَةٌ لَهُمْ إِلَى بَذْلِ
النَّصِيحَةِ لَكَ وحُسْنِ الظَّنِّ بِكَ - ولَا تَدَعْ تَفَقُّدَ لَطِيفِ
أُمُورِهِمُ اتِّكَالًا عَلَى جَسِيمِهَا - فَإِنَّ لِلْيَسِيرِ مِنْ لُطْفِكَ
مَوْضِعاً يَنْتَفِعُونَ بِه - ولِلْجَسِيمِ مَوْقِعاً لَا يَسْتَغْنُونَ عَنْه. ولْيَكُنْ آثَرُ (4070)
رُءُوسِ جُنْدِكَ عِنْدَكَ مَنْ وَاسَاهُمْ (4071)
فِي مَعُونَتِه - وأَفْضَلَ (4072)
عَلَيْهِمْ مِنْ جِدَتِه (4073) -
بِمَا يَسَعُهُمْ ويَسَعُ مَنْ وَرَاءَهُمْ مِنْ خُلُوفِ (4074)
أَهْلِيهِمْ - حَتَّى يَكُونَ هَمُّهُمْ هَمّاً وَاحِداً فِي جِهَادِ الْعَدُوِّ
- فَإِنَّ عَطْفَكَ عَلَيْهِمْ يَعْطِفُ قُلُوبَهُمْ عَلَيْكَ - وإِنَّ أَفْضَلَ
قُرَّةِ عَيْنِ الْوُلَاةِ اسْتِقَامَةُ الْعَدْلِ فِي الْبِلَادِ وظُهُورُ
مَوَدَّةِ الرَّعِيَّةِ وإِنَّه لَا تَظْهَرُ مَوَدَّتُهُمْ إِلَّا بِسَلَامَةِ
صُدُورِهِمْ ولَا تَصِحُّ نَصِيحَتُهُمْ إِلَّا بِحِيطَتِهِمْ (4075)
عَلَى وُلَاةِ الأُمُورِ - وقِلَّةِ اسْتِثْقَالِ دُوَلِهِمْ –
وتَرْكِ اسْتِبْطَاءِ انْقِطَاعِ مُدَّتِهِمْ - فَافْسَحْ فِي آمَالِهِمْ
ووَاصِلْ فِي حُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِمْ - وتَعْدِيدِ مَا أَبْلَى ذَوُو
الْبَلَاءِ (4076)
مِنْهُمْ - فَإِنَّ كَثْرَةَ الذِّكْرِ لِحُسْنِ أَفْعَالِهِمْ تَهُزُّ
الشُّجَاعَ - وتُحَرِّضُ النَّاكِلَ (4077)
إِنْ شَاءَ اللَّه. -----------------------------
ثُمَّ اعْرِفْ لِكُلِّ امْرِئٍ
مِنْهُمْ مَا أَبْلَى - ولَا تَضُمَّنَّ بَلَاءَ امْرِئٍ إِلَى غَيْرِه - ولَا
تُقَصِّرَنَّ بِه دُونَ غَايَةِ بَلَائِه (4078) -
ولَا يَدْعُوَنَّكَ شَرَفُ امْرِئٍ - إِلَى أَنْ تُعْظِمَ مِنْ بَلَائِه مَا
كَانَ صَغِيراً - ولَا ضَعَةُ امْرِئٍ إِلَى أَنْ تَسْتَصْغِرَ مِنْ بَلَائِه
مَا كَانَ عَظِيماً. وارْدُدْ إِلَى اللَّه ورَسُولِه مَا
يُضْلِعُكَ (4079)
مِنَ الْخُطُوبِ - ويَشْتَبِه عَلَيْكَ مِنَ الأُمُورِ - فَقَدْ قَالَ اللَّه
تَعَالَى لِقَوْمٍ أَحَبَّ إِرْشَادَهُمْ - (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
أَطِيعُوا الله وأَطِيعُوا الرَّسُولَ - وأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ - فَإِنْ
تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوه إِلَى الله والرَّسُولِ) - فَالرَّدُّ
إِلَى اللَّه الأَخْذُ بِمُحْكَمِ كِتَابِه (4080) -
والرَّدُّ إِلَى الرَّسُولِ الأَخْذُ بِسُنَّتِه الْجَامِعَةِ غَيْرِ
الْمُفَرِّقَةِ. ثُمَّ اخْتَرْ لِلْحُكْمِ بَيْنَ
النَّاسِ أَفْضَلَ رَعِيَّتِكَ فِي نَفْسِكَ - مِمَّنْ لَا تَضِيقُ بِه
الأُمُورُ ولَا تُمَحِّكُه (4081)
الْخُصُومُ - ولَا يَتَمَادَى (4082)
فِي الزَّلَّةِ (4083) -
ولَا يَحْصَرُ (4084)
مِنَ الْفَيْءِ (4085)
إِلَى الْحَقِّ إِذَا عَرَفَه - ولَا تُشْرِفُ (4086)
نَفْسُه عَلَى طَمَعٍ - ولَا يَكْتَفِي بِأَدْنَى فَهْمٍ دُونَ أَقْصَاه (4087) -
وأَوْقَفَهُمْ فِي الشُّبُهَاتِ (4088) وآخَذَهُمْ
بِالْحُجَجِ - وأَقَلَّهُمْ تَبَرُّماً (4089)
بِمُرَاجَعَةِ الْخَصْمِ - وأَصْبَرَهُمْ عَلَى تَكَشُّفِ الأُمُورِ -
وأَصْرَمَهُمْ (4090)
عِنْدَ اتِّضَاحِ الْحُكْمِ - مِمَّنْ لَا يَزْدَهِيه إِطْرَاءٌ (4091)
ولَا يَسْتَمِيلُه إِغْرَاءٌ - وأُولَئِكَ قَلِيلٌ - ثُمَّ أَكْثِرْ تَعَاهُدَ (4092)
قَضَائِه - وافْسَحْ لَه فِي الْبَذْلِ (4093)
مَا يُزِيلُ عِلَّتَه - وتَقِلُّ مَعَه حَاجَتُه إِلَى النَّاسِ - وأَعْطِه مِنَ
الْمَنْزِلَةِ لَدَيْكَ مَا لَا يَطْمَعُ فِيه غَيْرُه مِنْ خَاصَّتِكَ -
لِيَأْمَنَ بِذَلِكَ اغْتِيَالَ الرِّجَالِ لَه عِنْدَكَ - فَانْظُرْ فِي ذَلِكَ
نَظَراً بَلِيغاً - فَإِنَّ هَذَا الدِّينَ قَدْ كَانَ أَسِيراً فِي أَيْدِي
الأَشْرَارِ - يُعْمَلُ فِيه بِالْهَوَى وتُطْلَبُ بِه الدُّنْيَا. -----------------------------
ثُمَّ انْظُرْ فِي أُمُورِ عُمَّالِكَ
فَاسْتَعْمِلْهُمُ اخْتِبَاراً (4094) -
ولَا تُوَلِّهِمْ مُحَابَاةً (4095)
وأَثَرَةً (4096) -
فَإِنَّهُمَا جِمَاعٌ مِنْ شُعَبِ (4097)
الْجَوْرِ والْخِيَانَةِ - وتَوَخَّ (4098)
مِنْهُمْ أَهْلَ التَّجْرِبَةِ والْحَيَاءِ - مِنْ أَهْلِ الْبُيُوتَاتِ
الصَّالِحَةِ والْقَدَمِ (4099)
فِي الإِسْلَامِ الْمُتَقَدِّمَةِ - فَإِنَّهُمْ أَكْرَمُ أَخْلَاقاً وأَصَحُّ
أَعْرَاضاً - وأَقَلُّ فِي الْمَطَامِعِ إِشْرَاقاً - وأَبْلَغُ فِي عَوَاقِبِ
الأُمُورِ نَظَراً - ثُمَّ أَسْبِغْ (4100)
عَلَيْهِمُ الأَرْزَاقَ - فَإِنَّ ذَلِكَ قُوَّةٌ لَهُمْ عَلَى اسْتِصْلَاحِ
أَنْفُسِهِمْ - وغِنًى لَهُمْ عَنْ تَنَاوُلِ مَا تَحْتَ أَيْدِيهِمْ - وحُجَّةٌ
عَلَيْهِمْ إِنْ خَالَفُوا أَمْرَكَ أَوْ ثَلَمُوا أَمَانَتَكَ (4101) -
ثُمَّ تَفَقَّدْ أَعْمَالَهُمْ - وابْعَثِ الْعُيُونَ (4102)
مِنْ أَهْلِ الصِّدْقِ والْوَفَاءِ عَلَيْهِمْ - فَإِنَّ تَعَاهُدَكَ فِي
السِّرِّ لأُمُورِهِمْ - حَدْوَةٌ لَهُمْ (4103)
عَلَى اسْتِعْمَالِ الأَمَانَةِ والرِّفْقِ بِالرَّعِيَّةِ - وتَحَفَّظْ مِنَ
الأَعْوَانِ - فَإِنْ أَحَدٌ مِنْهُمْ بَسَطَ يَدَه إِلَى خِيَانَةٍ -
اجْتَمَعَتْ بِهَا عَلَيْه عِنْدَكَ أَخْبَارُ عُيُونِكَ - اكْتَفَيْتَ بِذَلِكَ
شَاهِداً - فَبَسَطْتَ عَلَيْه الْعُقُوبَةَ فِي بَدَنِه - وأَخَذْتَه بِمَا
أَصَابَ مِنْ عَمَلِه - ثُمَّ نَصَبْتَه بِمَقَامِ الْمَذَلَّةِ ووَسَمْتَه
بِالْخِيَانَةِ - وقَلَّدْتَه عَارَ التُّهَمَةِ. وتَفَقَّدْ أَمْرَ الْخَرَاجِ بِمَا
يُصْلِحُ أَهْلَه - فَإِنَّ فِي صَلَاحِه وصَلَاحِهِمْ صَلَاحاً لِمَنْ
سِوَاهُمْ - ولَا صَلَاحَ لِمَنْ سِوَاهُمْ إِلَّا بِهِمْ - لأَنَّ النَّاسَ
كُلَّهُمْ عِيَالٌ عَلَى الْخَرَاجِ وأَهْلِه - ولْيَكُنْ نَظَرُكَ فِي
عِمَارَةِ الأَرْضِ - أَبْلَغَ مِنْ نَظَرِكَ فِي اسْتِجْلَابِ الْخَرَاجِ -
لأَنَّ ذَلِكَ لَا يُدْرَكُ إِلَّا بِالْعِمَارَةِ - ومَنْ طَلَبَ الْخَرَاجَ
بِغَيْرِ عِمَارَةٍ أَخْرَبَ الْبِلَادَ - وأَهْلَكَ الْعِبَادَ ولَمْ
يَسْتَقِمْ أَمْرُه إِلَّا قَلِيلًا - فَإِنْ شَكَوْا ثِقَلًا أَوْ عِلَّةً (4104)
أَوِ انْقِطَاعَ شِرْبٍ (4105)
أَوْ بَالَّةٍ (4106) -
أَوْ إِحَالَةَ أَرْضٍ (4107)
اغْتَمَرَهَا (4108)
غَرَقٌ - أَوْ أَجْحَفَ (4109)
بِهَا عَطَشٌ - خَفَّفْتَ عَنْهُمْ بِمَا تَرْجُو أَنْ يَصْلُحَ بِه أَمْرُهُمْ
- ولَا يَثْقُلَنَّ عَلَيْكَ شَيْءٌ خَفَّفْتَ بِه الْمَئُونَةَ عَنْهُمْ -
فَإِنَّه ذُخْرٌ يَعُودُونَ بِه عَلَيْكَ فِي عِمَارَةِ بِلَادِكَ - وتَزْيِينِ
وِلَايَتِكَ مَعَ اسْتِجْلَابِكَ حُسْنَ ثَنَائِهِمْ - وتَبَجُّحِكَ (4110)
بِاسْتِفَاضَةِ (4111)
الْعَدْلِ فِيهِمْ - مُعْتَمِداً فَضْلَ قُوَّتِهِمْ (4112) -
بِمَا ذَخَرْتَ (4113)
عِنْدَهُمْ مِنْ إِجْمَامِكَ (4114)
لَهُمْ - والثِّقَةَ مِنْهُمْ بِمَا عَوَّدْتَهُمْ مِنْ عَدْلِكَ عَلَيْهِمْ
ورِفْقِكَ بِهِمْ - فَرُبَّمَا حَدَثَ مِنَ الأُمُورِ - مَا إِذَا عَوَّلْتَ
فِيه عَلَيْهِمْ مِنْ بَعْدُ احْتَمَلُوه - طَيِّبَةً أَنْفُسُهُمْ بِه -
فَإِنَّ الْعُمْرَانَ مُحْتَمِلٌ مَا حَمَّلْتَه - وإِنَّمَا يُؤْتَى خَرَابُ
الأَرْضِ مِنْ إِعْوَازِ (4115) أَهْلِهَا - وإِنَّمَا يُعْوِزُ أَهْلُهَا
لإِشْرَافِ أَنْفُسِ الْوُلَاةِ عَلَى الْجَمْعِ (4116) -
وسُوءِ ظَنِّهِمْ بِالْبَقَاءِ وقِلَّةِ انْتِفَاعِهِمْ بِالْعِبَرِ. -----------------------------
ثُمَّ انْظُرْ فِي حَالِ كُتَّابِكَ -
فَوَلِّ عَلَى أُمُورِكَ خَيْرَهُمْ - واخْصُصْ رَسَائِلَكَ الَّتِي تُدْخِلُ
فِيهَا مَكَايِدَكَ وأَسْرَارَكَ - بِأَجْمَعِهِمْ لِوُجُوه صَالِحِ الأَخْلَاقِ
مِمَّنْ لَا تُبْطِرُه (4117)
الْكَرَامَةُ - فَيَجْتَرِئَ بِهَا عَلَيْكَ فِي خِلَافٍ لَكَ بِحَضْرَةِ مَلإٍ (4118) -
ولَا تَقْصُرُ بِه الْغَفْلَةُ (4119)
عَنْ إِيرَادِ مُكَاتَبَاتِ عُمِّالِكَ عَلَيْكَ - وإِصْدَارِ جَوَابَاتِهَا
عَلَى الصَّوَابِ عَنْكَ - فِيمَا يَأْخُذُ لَكَ ويُعْطِي مِنْكَ - ولَا
يُضْعِفُ عَقْداً اعْتَقَدَه لَكَ (4120) -
ولَا يَعْجِزُ عَنْ إِطْلَاقِ مَا عُقِدَ عَلَيْكَ (4121) -
ولَا يَجْهَلُ مَبْلَغَ قَدْرِ نَفْسِه فِي الأُمُورِ - فَإِنَّ الْجَاهِلَ
بِقَدْرِ نَفْسِه يَكُونُ بِقَدْرِ غَيْرِه أَجْهَلَ - ثُمَّ لَا يَكُنِ
اخْتِيَارُكَ إِيَّاهُمْ عَلَى فِرَاسَتِكَ (4122) -
واسْتِنَامَتِكَ (4123)
وحُسْنِ الظَّنِّ مِنْكَ - فَإِنَّ الرِّجَالَ يَتَعَرَّضُونَ لِفِرَاسَاتِ (4124)
الْوُلَاةِ - بِتَصَنُّعِهِمْ (4125)
وحُسْنِ خِدْمَتِهِمْ - ولَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ النَّصِيحَةِ والأَمَانَةِ
شَيْءٌ - ولَكِنِ اخْتَبِرْهُمْ بِمَا وُلُّوا لِلصَّالِحِينَ قَبْلَكَ -
فَاعْمِدْ لأَحْسَنِهِمْ كَانَ فِي الْعَامَّةِ أَثَراً - وأَعْرَفِهِمْ
بِالأَمَانَةِ وَجْهاً - فَإِنَّ ذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى نَصِيحَتِكَ لِلَّه
ولِمَنْ وُلِّيتَ أَمْرَه - واجْعَلْ لِرَأْسِ كُلِّ أَمْرٍ مِنْ أُمُورِكَ
رَأْساً مِنْهُمْ - لَا يَقْهَرُه كَبِيرُهَا ولَا يَتَشَتَّتُ عَلَيْه
كَثِيرُهَا - ومَهْمَا كَانَ فِي كُتَّابِكَ مِنْ عَيْبٍ فَتَغَابَيْتَ (4126)
عَنْه أُلْزِمْتَه. -----------------------------
ثُمَّ اسْتَوْصِ بِالتُّجَّارِ وذَوِي
الصِّنَاعَاتِ وأَوْصِ بِهِمْ خَيْراً - الْمُقِيمِ مِنْهُمْ والْمُضْطَرِبِ
بِمَالِه (4127)
والْمُتَرَفِّقِ (4128)
بِبَدَنِه - فَإِنَّهُمْ مَوَادُّ الْمَنَافِعِ وأَسْبَابُ الْمَرَافِقِ (4129) -
وجُلَّابُهَا مِنَ الْمَبَاعِدِ والْمَطَارِحِ (4130) -
فِي بَرِّكَ وبَحْرِكَ وسَهْلِكَ وجَبَلِكَ - وحَيْثُ لَا يَلْتَئِمُ النَّاسُ
لِمَوَاضِعِهَا (4131) -
ولَا يَجْتَرِءُونَ عَلَيْهَا - فَإِنَّهُمْ سِلْمٌ (4132)
لَا تُخَافُ بَائِقَتُه (4133) -
وصُلْحٌ لَا تُخْشَى غَائِلَتُه - وتَفَقَّدْ أُمُورَهُمْ بِحَضْرَتِكَ وفِي
حَوَاشِي بِلَادِكَ - واعْلَمْ مَعَ ذَلِكَ أَنَّ فِي كَثِيرٍ مِنْهُمْ ضِيقاً (4134)
فَاحِشاً - وشُحّاً (4135)
قَبِيحاً - واحْتِكَاراً (4136)
لِلْمَنَافِعِ وتَحَكُّماً فِي الْبِيَاعَاتِ - وذَلِكَ بَابُ مَضَرَّةٍ
لِلْعَامَّةِ - وعَيْبٌ عَلَى الْوُلَاةِ فَامْنَعْ مِنَ الِاحْتِكَارِ -
فَإِنَّ رَسُولَ اللَّه صلىاللهعليهوآله
مَنَعَ مِنْه - ولْيَكُنِ الْبَيْعُ بَيْعاً سَمْحاً بِمَوَازِينِ عَدْلٍ -
وأَسْعَارٍ لَا تُجْحِفُ بِالْفَرِيقَيْنِ مِنَ الْبَائِعِ والْمُبْتَاعِ (4137) -
فَمَنْ قَارَفَ (4138)
حُكْرَةً (4139)
بَعْدَ نَهْيِكَ إِيَّاه فَنَكِّلْ بِه (4140) -
وعَاقِبْه فِي غَيْرِ إِسْرَافٍ (4141). -----------------------------
ثُمَّ اللَّه اللَّه فِي الطَّبَقَةِ
السُّفْلَى مِنَ الَّذِينَ لَا حِيلَةَ لَهُمْ - مِنَ الْمَسَاكِينِ
والْمُحْتَاجِينَ وأَهْلِ الْبُؤْسَى (4142)
والزَّمْنَى (4143) -
فَإِنَّ فِي هَذِه الطَّبَقَةِ قَانِعاً (4144)
ومُعْتَرّاً (4145) -
واحْفَظِ لِلَّه مَا اسْتَحْفَظَكَ (4146)
مِنْ حَقِّه فِيهِمْ - واجْعَلْ لَهُمْ قِسْماً مِنْ بَيْتِ مَالِكِ - وقِسْماً
مِنْ غَلَّاتِ (4147)
صَوَافِي (4148)
الإِسْلَامِ فِي كُلِّ بَلَدٍ - فَإِنَّ لِلأَقْصَى مِنْهُمْ مِثْلَ الَّذِي
لِلأَدْنَى – وكُلٌّ قَدِ اسْتُرْعِيتَ حَقَّه -
ولَا يَشْغَلَنَّكَ عَنْهُمْ بَطَرٌ (4149) -
فَإِنَّكَ لَا تُعْذَرُ بِتَضْيِيعِكَ التَّافِه (4150)
لإِحْكَامِكَ الْكَثِيرَ الْمُهِمَّ - فَلَا تُشْخِصْ هَمَّكَ (4151)
عَنْهُمْ ولَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لَهُمْ (4152) -
وتَفَقَّدْ أُمُورَ مَنْ لَا يَصِلُ إِلَيْكَ مِنْهُمْ - مِمَّنْ تَقْتَحِمُه
الْعُيُونُ (4153)
وتَحْقِرُه الرِّجَالُ - فَفَرِّغْ لأُولَئِكَ ثِقَتَكَ (4154)
مِنْ أَهْلِ الْخَشْيَةِ والتَّوَاضُعِ - فَلْيَرْفَعْ إِلَيْكَ أُمُورَهُمْ -
ثُمَّ اعْمَلْ فِيهِمْ بِالإِعْذَارِ إِلَى اللَّه (4155)
يَوْمَ تَلْقَاه - فَإِنَّ هَؤُلَاءِ مِنْ بَيْنِ الرَّعِيَّةِ أَحْوَجُ إِلَى
الإِنْصَافِ مِنْ غَيْرِهِمْ - وكُلٌّ فَأَعْذِرْ إِلَى اللَّه فِي تَأْدِيَةِ
حَقِّه إِلَيْه - وتَعَهَّدْ أَهْلَ الْيُتْمِ وذَوِي الرِّقَّةِ فِي السِّنِّ (4156) -
مِمَّنْ لَا حِيلَةَ لَه ولَا يَنْصِبُ لِلْمَسْأَلَةِ نَفْسَه - وذَلِكَ عَلَى
الْوُلَاةِ ثَقِيلٌ - والْحَقُّ كُلُّه ثَقِيلٌ وقَدْ يُخَفِّفُه اللَّه عَلَى
أَقْوَامٍ - طَلَبُوا الْعَاقِبَةَ فَصَبَّرُوا أَنْفُسَهُمْ - ووَثِقُوا
بِصِدْقِ مَوْعُودِ اللَّه لَهُمْ. -----------------------------
واجْعَلْ لِذَوِي الْحَاجَاتِ (4157)
مِنْكَ قِسْماً تُفَرِّغُ لَهُمْ فِيه شَخْصَكَ - وتَجْلِسُ لَهُمْ مَجْلِساً
عَامّاً - فَتَتَوَاضَعُ فِيه لِلَّه الَّذِي خَلَقَكَ - وتُقْعِدُ عَنْهُمْ
جُنْدَكَ وأَعْوَانَكَ (4158)
مِنْ أَحْرَاسِكَ (4159)
وشُرَطِكَ (4160) -
حَتَّى يُكَلِّمَكَ مُتَكَلِّمُهُمْ غَيْرَ مُتَتَعْتِعٍ (4161) -
فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّه صلىاللهعليهوآله
يَقُولُ فِي غَيْرِ مَوْطِنٍ (4162) -
لَنْ تُقَدَّسَ (4163)
أُمَّةٌ لَا يُؤْخَذُ لِلضَّعِيفِ فِيهَا حَقُّه مِنَ الْقَوِيِّ - غَيْرَ
مُتَتَعْتِعٍ - ثُمَّ احْتَمِلِ الْخُرْقَ (4164)
مِنْهُمْ والْعِيَّ (4165) -
ونَحِّ (4166)
عَنْهُمُ الضِّيقَ (4167) والأَنَفَ (4168) -
يَبْسُطِ اللَّه عَلَيْكَ بِذَلِكَ أَكْنَافَ رَحْمَتِه (4169) -
ويُوجِبْ لَكَ ثَوَابَ طَاعَتِه - وأَعْطِ مَا أَعْطَيْتَ هَنِيئاً (4170) وامْنَعْ
فِي إِجْمَالٍ وإِعْذَارٍ (4171)! ثُمَّ أُمُورٌ مِنْ أُمُورِكَ لَا
بُدَّ لَكَ مِنْ مُبَاشَرَتِهَا - مِنْهَا إِجَابَةُ عُمَّالِكَ بِمَا يَعْيَا (4172)
عَنْه كُتَّابُكَ - ومِنْهَا إِصْدَارُ حَاجَاتِ النَّاسِ يَوْمَ وُرُودِهَا
عَلَيْكَ - بِمَا تَحْرَجُ (4173)
بِه صُدُورُ أَعْوَانِكَ - وأَمْضِ لِكُلِّ يَوْمٍ عَمَلَه فَإِنَّ لِكُلِّ
يَوْمٍ مَا فِيه: واجْعَلْ لِنَفْسِكَ فِيمَا بَيْنَكَ وبَيْنَ اللَّه -
أَفْضَلَ تِلْكَ الْمَوَاقِيتِ وأَجْزَلَ (4174)
تِلْكَ الأَقْسَامِ - وإِنْ كَانَتْ كُلُّهَا لِلَّه إِذَا صَلَحَتْ فِيهَا
النِّيَّةُ - وسَلِمَتْ مِنْهَا الرَّعِيَّةُ. ولْيَكُنْ فِي خَاصَّةِ مَا تُخْلِصُ
بِه لِلَّه دِينَكَ إِقَامَةُ فَرَائِضِه - الَّتِي هِيَ لَه خَاصَّةً -
فَأَعْطِ اللَّه مِنْ بَدَنِكَ فِي لَيْلِكَ ونَهَارِكَ - ووَفِّ مَا
تَقَرَّبْتَ بِه إِلَى اللَّه - مِنْ ذَلِكَ كَامِلًا غَيْرَ مَثْلُومٍ (4175)
ولَا مَنْقُوصٍ - بَالِغاً مِنْ بَدَنِكَ مَا بَلَغَ - وإِذَا قُمْتَ فِي
صَلَاتِكَ لِلنَّاسِ - فَلَا تَكُونَنَّ مُنَفِّراً ولَا مُضَيِّعاً (4176) -
فَإِنَّ فِي النَّاسِ مَنْ بِه الْعِلَّةُ ولَه الْحَاجَةُ - وقَدْ سَأَلْتُ
رَسُولَ اللَّه صلىاللهعليهوآله
حِينَ وَجَّهَنِي إِلَى الْيَمَنِ - كَيْفَ أُصَلِّي بِهِمْ - فَقَالَ صَلِّ
بِهِمْ كَصَلَاةِ أَضْعَفِهِمْ - وكُنْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً». -----------------------------
وأَمَّا بَعْدُ فَلَا تُطَوِّلَنَّ
احْتِجَابَكَ عَنْ رَعِيَّتِكَ - فَإِنَّ احْتِجَابَ الْوُلَاةِ عَنِ
الرَّعِيَّةِ شُعْبَةٌ مِنَ الضِّيقِ - وقِلَّةُ عِلْمٍ بِالأُمُورِ -
والِاحْتِجَابُ مِنْهُمْ يَقْطَعُ عَنْهُمْ عِلْمَ مَا احْتَجَبُوا دُونَه -
فَيَصْغُرُ عِنْدَهُمُ الْكَبِيرُ ويَعْظُمُ الصَّغِيرُ - ويَقْبُحُ الْحَسَنُ
ويَحْسُنُ الْقَبِيحُ - ويُشَابُ الْحَقُّ بِالْبَاطِلِ - وإِنَّمَا الْوَالِي
بَشَرٌ - لَا يَعْرِفُ مَا تَوَارَى عَنْه النَّاسُ بِه مِنَ الأُمُورِ -
ولَيْسَتْ عَلَى الْحَقِّ سِمَاتٌ (4177) -
تُعْرَفُ بِهَا ضُرُوبُ الصِّدْقِ مِنَ الْكَذِبِ - وإِنَّمَا أَنْتَ أَحَدُ
رَجُلَيْنِ - إِمَّا امْرُؤٌ سَخَتْ نَفْسُكَ بِالْبَذْلِ (4178)
فِي الْحَقِّ - فَفِيمَ احْتِجَابُكَ مِنْ وَاجِبِ حَقٍّ تُعْطِيه - أَوْ فِعْلٍ
كَرِيمٍ تُسْدِيه أَوْ مُبْتَلًى بِالْمَنْعِ - فَمَا أَسْرَعَ كَفَّ النَّاسِ
عَنْ مَسْأَلَتِكَ - إِذَا أَيِسُوا (4179)
مِنْ بَذْلِكَ - مَعَ أَنَّ أَكْثَرَ حَاجَاتِ النَّاسِ إِلَيْكَ - مِمَّا لَا
مَئُونَةَ فِيه عَلَيْكَ - مِنْ شَكَاةِ (4180)
مَظْلِمَةٍ أَوْ طَلَبِ إِنْصَافٍ فِي مُعَامَلَةٍ. ثُمَّ إِنَّ لِلْوَالِي خَاصَّةً
وبِطَانَةً - فِيهِمُ اسْتِئْثَارٌ وتَطَاوُلٌ وقِلَّةُ إِنْصَافٍ فِي مُعَامَلَةٍ
فَاحْسِمْ (4181)
مَادَّةَ أُولَئِكَ بِقَطْعِ أَسْبَابِ تِلْكَ الأَحْوَالِ - ولَا تُقْطِعَنَّ (4182)
لأَحَدٍ مِنْ حَاشِيَتِكَ وحَامَّتِكَ (4183)
قَطِيعَةً - ولَا يَطْمَعَنَّ مِنْكَ فِي اعْتِقَادِ (4184)
عُقْدَةٍ - تَضُرُّ بِمَنْ يَلِيهَا مِنَ النَّاسِ - فِي شِرْبٍ (4185)
أَوْ عَمَلٍ مُشْتَرَكٍ - يَحْمِلُونَ مَئُونَتَه عَلَى غَيْرِهِمْ - فَيَكُونَ
مَهْنَأُ (4186)
ذَلِكَ لَهُمْ دُونَكَ - وعَيْبُه عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا والآخِرَةِ. -----------------------------
وأَلْزِمِ الْحَقَّ مَنْ لَزِمَه مِنَ
الْقَرِيبِ والْبَعِيدِ - وكُنْ فِي ذَلِكَ صَابِراً مُحْتَسِباً - وَاقِعاً
ذَلِكَ مِنْ قَرَابَتِكَ وخَاصَّتِكَ حَيْثُ وَقَعَ - وابْتَغِ عَاقِبَتَه بِمَا
يَثْقُلُ عَلَيْكَ مِنْه - فَإِنَّ مَغَبَّةَ (4187)
ذَلِكَ مَحْمُودَةٌ. وإِنْ ظَنَّتِ الرَّعِيَّةُ بِكَ
حَيْفاً (4188)
فَأَصْحِرْ (4189)
لَهُمْ بِعُذْرِكَ - واعْدِلْ (4190)
عَنْكَ ظُنُونَهُمْ بِإِصْحَارِكَ - فَإِنَّ فِي ذَلِكَ رِيَاضَةً (4191)
مِنْكَ لِنَفْسِكَ ورِفْقاً بِرَعِيَّتِكَ وإِعْذَاراً (4192) -
تَبْلُغُ بِه حَاجَتَكَ مِنْ تَقْوِيمِهِمْ عَلَى الْحَقِّ. ولَا تَدْفَعَنَّ صُلْحاً دَعَاكَ
إِلَيْه عَدُوُّكَ ولِلَّه فِيه رِضًا - فَإِنَّ فِي الصُّلْحِ دَعَةً (4193)
لِجُنُودِكَ - ورَاحَةً مِنْ هُمُومِكَ وأَمْناً لِبِلَادِكَ - ولَكِنِ
الْحَذَرَ كُلَّ الْحَذَرِ مِنْ عَدُوِّكَ بَعْدَ صُلْحِه - فَإِنَّ الْعَدُوَّ
رُبَّمَا قَارَبَ لِيَتَغَفَّلَ (4194) -
فَخُذْ بِالْحَزْمِ واتَّهِمْ فِي ذَلِكَ حُسْنَ الظَّنِّ - وإِنْ عَقَدْتَ
بَيْنَكَ وبَيْنَ عَدُوِّكَ عُقْدَةً - أَوْ أَلْبَسْتَه مِنْكَ ذِمَّةً (4195) -
فَحُطْ (4196)
عَهْدَكَ بِالْوَفَاءِ وارْعَ ذِمَّتَكَ بِالأَمَانَةِ - واجْعَلْ نَفْسَكَ
جُنَّةً (4197)
دُونَ مَا أَعْطَيْتَ - فَإِنَّه لَيْسَ مِنْ فَرَائِضِ اللَّه شَيْءٌ -
النَّاسُ أَشَدُّ عَلَيْه اجْتِمَاعاً مَعَ تَفَرُّقِ أَهْوَائِهِمْ -
وتَشَتُّتِ آرَائِهِمْ - مِنْ تَعْظِيمِ الْوَفَاءِ بِالْعُهُودِ - وقَدْ لَزِمَ
ذَلِكَ الْمُشْرِكُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ دُونَ الْمُسْلِمِينَ - لِمَا
اسْتَوْبَلُوا (4198)
مِنْ عَوَاقِبِ الْغَدْرِ - فَلَا تَغْدِرَنَّ بِذِمَّتِكَ ولَا تَخِيسَنَّ
بِعَهْدِكَ (4199) -
ولَا تَخْتِلَنَّ (4200)
عَدُوَّكَ - فَإِنَّه لَا يَجْتَرِئُ عَلَى اللَّه إِلَّا جَاهِلٌ شَقِيٌّ -
وقَدْ جَعَلَ اللَّه عَهْدَه وذِمَّتَه أَمْناً أَفْضَاه (4201)
بَيْنَ الْعِبَادِ بِرَحْمَتِه - وحَرِيماً (4202)
يَسْكُنُونَ إِلَى مَنَعَتِه (4203)
ويَسْتَفِيضُونَ إِلَى جِوَارِه (4204) -
فَلَا إِدْغَالَ (4205)
ولَا مُدَالَسَةَ (4206)
ولَا خِدَاعَ فِيه - ولَا تَعْقِدْ عَقْداً تُجَوِّزُ فِيه الْعِلَلَ (4207) -
ولَا تُعَوِّلَنَّ عَلَى لَحْنِ قَوْلٍ (4208)
بَعْدَ التَّأْكِيدِ والتَّوْثِقَةِ - ولَا يَدْعُوَنَّكَ ضِيقُ أَمْرٍ -
لَزِمَكَ فِيه عَهْدُ اللَّه إِلَى طَلَبِ انْفِسَاخِه بِغَيْرِ الْحَقِّ -
فَإِنَّ صَبْرَكَ عَلَى ضِيقِ أَمْرٍ تَرْجُو انْفِرَاجَه وفَضْلَ عَاقِبَتِه -
خَيْرٌ مِنْ غَدْرٍ تَخَافُ تَبِعَتَه - وأَنْ تُحِيطَ بِكَ مِنَ اللَّه فِيه
طِلْبَةٌ (4209) -
لَا تَسْتَقْبِلُ فِيهَا دُنْيَاكَ ولَا آخِرَتَكَ. -----------------------------
إِيَّاكَ والدِّمَاءَ وسَفْكَهَا
بِغَيْرِ حِلِّهَا - فَإِنَّه لَيْسَ شَيْءٌ أَدْعَى لِنِقْمَةٍ ولَا أَعْظَمَ
لِتَبِعَةٍ - ولَا أَحْرَى بِزَوَالِ نِعْمَةٍ وانْقِطَاعِ مُدَّةٍ - مِنْ
سَفْكِ الدِّمَاءِ بِغَيْرِ حَقِّهَا - واللَّه سُبْحَانَه مُبْتَدِئٌ
بِالْحُكْمِ بَيْنَ الْعِبَادِ - فِيمَا تَسَافَكُوا مِنَ الدِّمَاءِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ - فَلَا تُقَوِّيَنَّ سُلْطَانَكَ بِسَفْكِ دَمٍ حَرَامٍ - فَإِنَّ
ذَلِكَ مِمَّا يُضْعِفُه ويُوهِنُه بَلْ يُزِيلُه ويَنْقُلُه - ولَا عُذْرَ لَكَ
عِنْدَ اللَّه ولَا عِنْدِي فِي قَتْلِ الْعَمْدِ - لأَنَّ فِيه قَوَدَ (4210)
الْبَدَنِ - وإِنِ ابْتُلِيتَ بِخَطَإٍ - وأَفْرَطَ عَلَيْكَ (4211)
سَوْطُكَ أَوْ سَيْفُكَ أَوْ يَدُكَ بِالْعُقُوبَةِ - فَإِنَّ فِي الْوَكْزَةِ (4212)
فَمَا فَوْقَهَا مَقْتَلَةً - فَلَا تَطْمَحَنَّ (4213)
بِكَ نَخْوَةُ سُلْطَانِكَ - عَنْ أَنْ تُؤَدِّيَ إِلَى أَوْلِيَاءِ
الْمَقْتُولِ حَقَّهُمْ. وإِيَّاكَ والإِعْجَابَ بِنَفْسِكَ -
والثِّقَةَ بِمَا يُعْجِبُكَ مِنْهَا وحُبَّ الإِطْرَاءِ (4214) -
فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ أَوْثَقِ فُرَصِ الشَّيْطَانِ فِي نَفْسِه - لِيَمْحَقَ مَا
يَكُونُ مِنْ إِحْسَانِ الْمُحْسِنِينَ. وإِيَّاكَ والْمَنَّ عَلَى رَعِيَّتِكَ
بِإِحْسَانِكَ - أَوِ التَّزَيُّدَ (4215)
فِيمَا كَانَ مِنْ فِعْلِكَ - أَوْ أَنْ تَعِدَهُمْ فَتُتْبِعَ مَوْعِدَكَ
بِخُلْفِكَ - فَإِنَّ الْمَنَّ يُبْطِلُ الإِحْسَانَ والتَّزَيُّدَ يَذْهَبُ
بِنُورِ الْحَقِّ - والْخُلْفَ يُوجِبُ الْمَقْتَ (4216)
عِنْدَ اللَّه والنَّاسِ - قَالَ اللَّه تَعَالَى - (كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ الله
أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ). وإِيَّاكَ والْعَجَلَةَ بِالأُمُورِ
قَبْلَ أَوَانِهَا - أَوِ التَّسَقُّطَ (4217)
فِيهَا عِنْدَ إِمْكَانِهَا - أَوِ اللَّجَاجَةَ فِيهَا إِذَا تَنَكَّرَتْ (4218) -
أَوِ الْوَهْنَ (4219) عَنْهَا
إِذَا اسْتَوْضَحَتْ - فَضَعْ كُلَّ أَمْرٍ مَوْضِعَه وأَوْقِعْ كُلَّ أَمْرٍ
مَوْقِعَه. وإِيَّاكَ والِاسْتِئْثَارَ (4220)
بِمَا النَّاسُ فِيه أُسْوَةٌ (4221) -
والتَّغَابِيَ (4222)
عَمَّا تُعْنَى بِه مِمَّا قَدْ وَضَحَ لِلْعُيُونِ - فَإِنَّه مَأْخُوذٌ مِنْكَ
لِغَيْرِكَ - وعَمَّا قَلِيلٍ تَنْكَشِفُ عَنْكَ أَغْطِيَةُ الأُمُورِ -
ويُنْتَصَفُ مِنْكَ لِلْمَظْلُومِ - امْلِكْ حَمِيَّةَ أَنْفِكَ (4223)
وسَوْرَةَ (4224)
حَدِّكَ (4225) -
وسَطْوَةَ يَدِكَ وغَرْبَ (4226)
لِسَانِكَ - واحْتَرِسْ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ بِكَفِّ الْبَادِرَةِ (4227)
وتَأْخِيرِ السَّطْوَةِ - حَتَّى يَسْكُنَ غَضَبُكَ فَتَمْلِكَ الِاخْتِيَارَ -
ولَنْ تَحْكُمَ ذَلِكَ مِنْ نَفْسِكَ - حَتَّى تُكْثِرَ هُمُومَكَ بِذِكْرِ
الْمَعَادِ إِلَى رَبِّكَ. والْوَاجِبُ عَلَيْكَ أَنْ تَتَذَكَّرَ
مَا مَضَى لِمَنْ تَقَدَّمَكَ - مِنْ حُكُومَةٍ عَادِلَةٍ أَوْ سُنَّةٍ
فَاضِلَةٍ - أَوْ أَثَرٍ عَنْ نَبِيِّنَا صلىاللهعليهوآله
أَوْ فَرِيضَةٍ فِي كِتَابِ اللَّه - فَتَقْتَدِيَ بِمَا شَاهَدْتَ مِمَّا
عَمِلْنَا بِه فِيهَا - وتَجْتَهِدَ لِنَفْسِكَ فِي اتِّبَاعِ مَا عَهِدْتُ
إِلَيْكَ فِي عَهْدِي هَذَا - واسْتَوْثَقْتُ بِه مِنَ الْحُجَّةِ لِنَفْسِي
عَلَيْكَ - لِكَيْلَا تَكُونَ لَكَ عِلَّةٌ عِنْدَ تَسَرُّعِ نَفْسِكَ إِلَى
هَوَاهَا: وأَنَا أَسْأَلُ اللَّه بِسَعَةِ رَحْمَتِه - وعَظِيمِ قُدْرَتِه
عَلَى إِعْطَاءِ كُلِّ رَغْبَةٍ - أَنْ يُوَفِّقَنِي وإِيَّاكَ لِمَا فِيه
رِضَاه - مِنَ الإِقَامَةِ عَلَى الْعُذْرِ الْوَاضِحِ إِلَيْه وإِلَى خَلْقِه -
مَعَ حُسْنِ الثَّنَاءِ فِي الْعِبَادِ وجَمِيلِ الأَثَرِ فِي الْبِلَادِ -
وتَمَامِ النِّعْمَةِ وتَضْعِيفِ الْكَرَامَةِ (4228) -
وأَنْ يَخْتِمَ لِي ولَكَ بِالسَّعَادَةِ والشَّهَادَةِ - (إِنَّا إِلَيْه راجِعُونَ) -
والسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّه - صلىاللهعليهوآلهوسلم
الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً والسَّلَامُ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
54- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى طلحة و الزبير
(مع عمران بن الحصين الخزاعي
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
54 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى طلحة والزبير (مع عمران بن الحصين الخزاعي) ذكره أبو جعفر
الإسكافي في كتاب المقامات في مناقب أمير المؤمنين عليهالسلام. أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ عَلِمْتُمَا
وإِنْ كَتَمْتُمَا - أَنِّي لَمْ أُرِدِ النَّاسَ حَتَّى أَرَادُونِي - ولَمْ
أُبَايِعْهُمْ حَتَّى بَايَعُونِي - وإِنَّكُمَا مِمَّنْ أَرَادَنِي وبَايَعَنِي
- وإِنَّ الْعَامَّةَ لَمْ تُبَايِعْنِي لِسُلْطَانٍ غَالِبٍ ولَا لِعَرَضٍ (4229)
حَاضِرٍ – فَإِنْ كُنْتُمَا بَايَعْتُمَانِي
طَائِعَيْنِ - فَارْجِعَا وتُوبَا إِلَى اللَّه مِنْ قَرِيبٍ - وإِنْ كُنْتُمَا
بَايَعْتُمَانِي كَارِهَيْنِ - فَقَدْ جَعَلْتُمَا لِي عَلَيْكُمَا السَّبِيلَ (4230)
بِإِظْهَارِكُمَا الطَّاعَةَ - وإِسْرَارِكُمَا الْمَعْصِيَةَ - ولَعَمْرِي مَا
كُنْتُمَا بِأَحَقِّ الْمُهَاجِرِينَ - بِالتَّقِيَّةِ والْكِتْمَانِ - وإِنَّ
دَفْعَكُمَا هَذَا الأَمْرَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَدْخُلَا فِيه - كَانَ أَوْسَعَ
عَلَيْكُمَا مِنْ خُرُوجِكُمَا مِنْه - بَعْدَ إِقْرَارِكُمَا بِه. وقَدْ زَعَمْتُمَا أَنِّي قَتَلْتُ
عُثْمَانَ - فَبَيْنِي وبَيْنَكُمَا مَنْ تَخَلَّفَ عَنِّي وعَنْكُمَا مِنْ
أَهْلِ الْمَدِينَةِ - ثُمَّ يُلْزَمُ كُلُّ امْرِئٍ بِقَدْرِ مَا احْتَمَلَ -
فَارْجِعَا أَيُّهَا الشَّيْخَانِ عَنْ رَأْيِكُمَا - فَإِنَّ الآنَ أَعْظَمَ
أَمْرِكُمَا الْعَارُ - مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَجَمَّعَ الْعَارُ والنَّارُ -
والسَّلَامُ. ----------------------------- (4229) العَرَض: - بالتحريك - هو المتاع وما سوى النقدين من المال. (4230) جعلتما لي عليكما
السبيل: أي الحجّة. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
55- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
55 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى معاوية أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللَّه
سُبْحَانَه قَدْ جَعَلَ الدُّنْيَا لِمَا بَعْدَهَا - وابْتَلَى فِيهَا
أَهْلَهَا لِيَعْلَمَ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا - ولَسْنَا لِلدُّنْيَا
خُلِقْنَا ولَا بِالسَّعْيِ فِيهَا أُمِرْنَا - وإِنَّمَا وُضِعْنَا فِيهَا
لِنُبْتَلَي بِهَا - وقَدِ ابْتَلَانِي اللَّه بِكَ وابْتَلَاكَ بِي - فَجَعَلَ
أَحَدَنَا حُجَّةً عَلَى الآخَرِ - فَعَدَوْتَ (4231)
عَلَى الدُّنْيَا بِتَأْوِيلِ الْقُرْآنِ - فَطَلَبْتَنِي بِمَا لَمْ تَجْنِ
يَدِي ولَا لِسَانِي - وعَصَيْتَه أَنْتَ وأَهْلُ الشَّامِ بِي - وأَلَّبَ (4232)
عَالِمُكُمْ جَاهِلَكُمْ وقَائِمُكُمْ قَاعِدَكُمْ؛ فَاتَّقِ اللَّه فِي
نَفْسِكَ ونَازِعِ الشَّيْطَانَ قِيَادَكَ (4233) -
واصْرِفْ إِلَى الآخِرَةِ وَجْهَكَ - فَهِيَ طَرِيقُنَا وطَرِيقُكَ - واحْذَرْ
أَنْ يُصِيبَكَ اللَّه مِنْه بِعَاجِلِ قَارِعَةٍ (4234) -
تَمَسُّ الأَصْلَ (4235)
وتَقْطَعُ الدَّابِرَ (4236) -
فَإِنِّي أُولِي لَكَ بِاللَّه أَلِيَّةً (4237)
غَيْرَ فَاجِرَةٍ - لَئِنْ جَمَعَتْنِي وإِيَّاكَ جَوَامِعُ الأَقْدَارِ لَا
أَزَالُ بِبَاحَتِكَ (4238) -
(حَتَّى يَحْكُمَ الله بَيْنَنا وهُوَ خَيْرُ
الْحاكِمِينَ). -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
56- و من وصية له ( عليه السلام ) وصى بها شريح
بن هانئ لما جعله على مقدمته إلى الشام :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
56 - ومن وصية له عليهالسلام وصى بها شريح بن هانئ -
لما جعله على مقدمته إلى الشام اتَّقِ اللَّه فِي كُلِّ صَبَاحٍ
ومَسَاءٍ - وخَفْ عَلَى نَفْسِكَ الدُّنْيَا الْغَرُورَ - ولَا تَأْمَنْهَا
عَلَى حَالٍ - واعْلَمْ أَنَّكَ إِنْ لَمْ تَرْدَعْ نَفْسَكَ عَنْ كَثِيرٍ
مِمَّا تُحِبُّ - مَخَافَةَ مَكْرُوه - سَمَتْ (4239)
بِكَ الأَهْوَاءُ (4240)
إِلَى كَثِيرٍ مِنَ الضَّرَرِ - فَكُنْ لِنَفْسِكَ مَانِعاً رَادِعاً -
ولِنَزْوَتِكَ (4241)
عِنْدَ الْحَفِيظَةِ (4242)
وَاقِماً (4243)
قَامِعاً (4244). -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
57- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى أهل الكوفة
عند مسيره من المدينة إلى البصرة :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
57 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى أهل الكوفة - عند
مسيره من المدينة إلى البصرة أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي خَرَجْتُ مِنْ
حَيِّي (4245)
هَذَا - إِمَّا ظَالِماً وإِمَّا مَظْلُوماً وإِمَّا بَاغِياً وإِمَّا مَبْغِيّاً
عَلَيْه - وإِنِّي أُذَكِّرُ اللَّه مَنْ بَلَغَه كِتَابِي هَذَا لَمَّا (4246)
نَفَرَ إِلَيَّ - فَإِنْ كُنْتُ مُحْسِناً أَعَانَنِي - وإِنْ كُنْتُ مُسِيئاً
اسْتَعْتَبَنِي (4247). -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
58- و من كتاب له ( عليه السلام ) كتبه إلى أهل
الأمصار يقص فيه ما جرى بينه و بين أهل صفين :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
58 - ومن كتاب له عليهالسلام كتبه إلى أهل الأمصار -
يقص فيه ما جرى بينه وبين أهل صفين وكَانَ بَدْءُ أَمْرِنَا أَنَّا
الْتَقَيْنَا والْقَوْمُ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ - والظَّاهِرُ أَنَّ رَبَّنَا
وَاحِدٌ ونَبِيَّنَا وَاحِدٌ (4248) -
ودَعْوَتَنَا فِي الإِسْلَامِ وَاحِدَةٌ - ولَا نَسْتَزِيدُهُمْ (4249)
فِي الإِيمَانِ بِاللَّه والتَّصْدِيقِ بِرَسُولِه - ولَا يَسْتَزِيدُونَنَا -
الأَمْرُ وَاحِدٌ إِلَّا مَا اخْتَلَفْنَا فِيه مِنْ دَمِ عُثْمَانَ - ونَحْنُ
مِنْه بَرَاءٌ - فَقُلْنَا تَعَالَوْا نُدَاوِ مَا لَا يُدْرَكُ الْيَوْمَ -
بِإِطْفَاءِ النَّائِرَةِ (4250)
وتَسْكِينِ الْعَامَّةِ - حَتَّى يَشْتَدَّ الأَمْرُ ويَسْتَجْمِعَ - فَنَقْوَى
عَلَى وَضْعِ الْحَقِّ مَوَاضِعَه - فَقَالُوا بَلْ نُدَاوِيه بِالْمُكَابَرَةِ (4251) -
فَأَبَوْا حَتَّى جَنَحَتِ (4252)
الْحَرْبُ ورَكَدَتْ (4253) -
ووَقَدَتْ (4254)
نِيرَانُهَا وحَمِشَتْ (4255) -
فَلَمَّا ضَرَّسَتْنَا (4256)
وإِيَّاهُمْ - ووَضَعَتْ مَخَالِبَهَا فِينَا وفِيهِمْ - أَجَابُوا عِنْدَ
ذَلِكَ إِلَى الَّذِي دَعَوْنَاهُمْ إِلَيْه - فَأَجَبْنَاهُمْ إِلَى مَا
دَعَوْا وسَارَعْنَاهُمْ (4257)
إِلَى مَا طَلَبُوا - حَتَّى اسْتَبَانَتْ عَلَيْهِمُ الْحُجَّةُ - وانْقَطَعَتْ
مِنْهُمُ الْمَعْذِرَةُ - فَمَنْ تَمَّ عَلَى ذَلِكَ مِنْهُمْ - فَهُوَ الَّذِي
أَنْقَذَه اللَّه مِنَ الْهَلَكَةِ - ومَنْ لَجَّ وتَمَادَى فَهُوَ الرَّاكِسُ (4258) -
الَّذِي رَانَ (4259)
اللَّه عَلَى قَلْبِه - وصَارَتْ دَائِرَةُ السَّوْءِ عَلَى رَأْسِه. -----------------------------
. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
59- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى الأسود بن
قطبة صاحب جند حلوان :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
59 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى الأسود بن قطبة صاحب
جند حلوان (4260) أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ الْوَالِيَ
إِذَا اخْتَلَفَ هَوَاه (4261) -
مَنَعَه ذَلِكَ كَثِيراً مِنَ الْعَدْلِ - فَلْيَكُنْ أَمْرُ النَّاسِ عِنْدَكَ
فِي الْحَقِّ سَوَاءً - فَإِنَّه لَيْسَ فِي الْجَوْرِ عِوَضٌ مِنَ الْعَدْلِ -
فَاجْتَنِبْ مَا تُنْكِرُ أَمْثَالَه - وابْتَذِلْ نَفْسَكَ فِيمَا افْتَرَضَ
اللَّه عَلَيْكَ - رَاجِياً ثَوَابَه ومُتَخَوِّفاً عِقَابَه. واعْلَمْ أَنَّ الدُّنْيَا دَارُ
بَلِيَّةٍ - لَمْ يَفْرُغْ صَاحِبُهَا فِيهَا قَطُّ سَاعَةً - إِلَّا كَانَتْ
فَرْغَتُه (4262)
عَلَيْه حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ - وأَنَّه لَنْ يُغْنِيَكَ عَنِ الْحَقِّ
شَيْءٌ أَبَداً - ومِنَ الْحَقِّ عَلَيْكَ حِفْظُ نَفْسِكَ - والِاحْتِسَابُ (4263)
عَلَى الرَّعِيَّةِ بِجُهْدِكَ - فَإِنَّ الَّذِي يَصِلُ إِلَيْكَ مِنْ ذَلِكَ -
أَفْضَلُ مِنَ الَّذِي يَصِلُ بِكَ والسَّلَامُ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
60- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى العمال
الذين يطأ الجيش عملهم :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
60 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى العمال الذين يطأ
الجيش عملهم (4264) مِنْ عَبْدِ اللَّه عَلِيٍّ أَمِيرِ
الْمُؤْمِنِينَ إِلَى مَنْ مَرَّ بِه الْجَيْشُ - مِنْ جُبَاةِ الْخَرَاجِ
وعُمَّالِ الْبِلَادِ. أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي قَدْ سَيَّرْتُ
جُنُوداً - هِيَ مَارَّةٌ بِكُمْ إِنْ شَاءَ اللَّه - وقَدْ أَوْصَيْتُهُمْ
بِمَا يَجِبُ لِلَّه عَلَيْهِمْ - مِنْ كَفِّ الأَذَى وصَرْفِ الشَّذَا (4265) -
وأَنَا أَبْرَأُ إِلَيْكُمْ وإِلَى ذِمَّتِكُمْ مِنْ مَعَرَّةِ (4266)
الْجَيْشِ - إِلَّا مِنْ جَوْعَةِ الْمُضْطَرِّ (4267)
لَا يَجِدُ عَنْهَا مَذْهَباً إِلَى شِبَعِه - فَنَكِّلُوا (4268)
مَنْ تَنَاوَلَ مِنْهُمْ شَيْئاً ظُلْماً عَنْ ظُلْمِهِمْ - وكُفُّوا أَيْدِيَ
سُفَهَائِكُمْ عَنْ مُضَارَّتِهِمْ - والتَّعَرُّضِ لَهُمْ فِيمَا
اسْتَثْنَيْنَاه مِنْهُمْ - وأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِ الْجَيْشِ - فَارْفَعُوا
إِلَيَّ مَظَالِمَكُمْ - ومَا عَرَاكُمْ مِمَّا يَغْلِبُكُمْ مِنْ أَمْرِهِمْ -
ومَا لَا تُطِيقُونَ دَفْعَه إِلَّا بِاللَّه وبِي فَأَنَا أُغَيِّرُه
بِمَعُونَةِ اللَّه إِنْ شَاءَ اللَّه. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
61- و من كتاب له إلى كميل بن زياد النخعي و هو عامله على هيت
، ينكر عليه تركه دفع
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
61 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى كميل بن زياد النخعي وهو عامله على
هيت، ينكر عليه تركه دفع من يجتاز به من جيش العدو طالبا الغارة. أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ تَضْيِيعَ
الْمَرْءِ مَا وُلِّيَ وتَكَلُّفَه مَا كُفِيَ - لَعَجْزٌ حَاضِرٌ ورَأْيٌ
مُتَبَّرٌ (4269) -
وإِنَّ تَعَاطِيَكَ الْغَارَةَ عَلَى أَهْلِ قِرْقِيسِيَا (4270) -
وتَعْطِيلَكَ مَسَالِحَكَ (4271)
الَّتِي وَلَّيْنَاكَ - لَيْسَ بِهَا مَنْ يَمْنَعُهَا ولَا يَرُدُّ الْجَيْشَ
عَنْهَا - لَرَأْيٌ شَعَاعٌ (4272) -
فَقَدْ صِرْتَ جِسْراً لِمَنْ أَرَادَ الْغَارَةَ - مِنْ أَعْدَائِكَ عَلَى
أَوْلِيَائِكَ - غَيْرَ شَدِيدِ الْمَنْكِبِ (4273)
ولَا مَهِيبِ الْجَانِبِ، ولَا سَادٍّ ثُغْرَةً (4274)
ولَا كَاسِرٍ لِعَدُوٍّ شَوْكَةً - ولَا مُغْنٍ عَنْ (4275)
أَهْلِ مِصْرِه ولَا مُجْزٍ عَنْ أَمِيرِه. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
62- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى أهل مصر مع
مالك الأشتر لما ولاه إمارتها :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
62 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى أهل مصر مع مالك
الأشتر - لما ولاه إمارتها أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللَّه
سُبْحَانَه بَعَثَ مُحَمَّداً صلىاللهعليهوآله
- نَذِيراً لِلْعَالَمِينَ ومُهَيْمِناً (4276)
عَلَى الْمُرْسَلِينَ - فَلَمَّا مَضَى عليهالسلام
تَنَازَعَ الْمُسْلِمُونَ الأَمْرَ مِنْ بَعْدِه - فَوَاللَّه مَا كَانَ يُلْقَى
فِي رُوعِي (4277) -
ولَا يَخْطُرُ بِبَالِي أَنَّ الْعَرَبَ تُزْعِجُ هَذَا الأَمْرَ - مِنْ بَعْدِه
صلىاللهعليهوآله عَنْ أَهْلِ
بَيْتِه - ولَا أَنَّهُمْ مُنَحُّوه عَنِّي مِنْ بَعْدِه - فَمَا رَاعَنِي (4278)
إِلَّا انْثِيَالُ (4279)
النَّاسِ عَلَى فُلَانٍ يُبَايِعُونَه - فَأَمْسَكْتُ يَدِي (4280)
حَتَّى رَأَيْتُ رَاجِعَةَ (4281)
النَّاسِ - قَدْ رَجَعَتْ عَنِ الإِسْلَامِ - يَدْعُونَ إِلَى مَحْقِ دَيْنِ
مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآله -
فَخَشِيتُ إِنْ لَمْ أَنْصُرِ الإِسْلَامَ وأَهْلَه - أَنْ أَرَى فِيه ثَلْماً (4282)
أَوْ هَدْماً - تَكُونُ الْمُصِيبَةُ بِه عَلَيَّ أَعْظَمَ مِنْ فَوْتِ
وِلَايَتِكُمُ - الَّتِي إِنَّمَا هِيَ مَتَاعُ أَيَّامٍ قَلَائِلَ - يَزُولُ
مِنْهَا مَا كَانَ كَمَا يَزُولُ السَّرَابُ - أَوْ كَمَا يَتَقَشَّعُ
السَّحَابُ - فَنَهَضْتُ فِي تِلْكَ الأَحْدَاثِ حَتَّى زَاحَ (4283)
الْبَاطِلُ وزَهَقَ (4284) -
واطْمَأَنَّ الدِّينُ وتَنَهْنَه (4285). -----------------------------
ومِنْه:
إِنِّي واللَّه لَوْ لَقِيتُهُمْ وَاحِداً وهُمْ طِلَاعُ (4286)
الأَرْضِ كُلِّهَا - مَا بَالَيْتُ ولَا اسْتَوْحَشْتُ - وإِنِّي مِنْ
ضَلَالِهِمُ الَّذِي هُمْ فِيه - والْهُدَى الَّذِي أَنَا عَلَيْه - لَعَلَى
بَصِيرَةٍ مِنْ نَفْسِي ويَقِينٍ مِنْ رَبِّي - وإِنِّي إِلَى لِقَاءِ اللَّه
لَمُشْتَاقٌ - وحُسْنِ ثَوَابِه لَمُنْتَظِرٌ رَاجٍ - ولَكِنَّنِي آسَى (4287)
أَنْ يَلِيَ (4288)
أَمْرَ هَذِه الأُمَّةِ سُفَهَاؤُهَا وفُجَّارُهَا - فَيَتَّخِذُوا مَالَ اللَّه
دُوَلًا (4289)
وعِبَادَه خَوَلًا (4290) -
والصَّالِحِينَ حَرْباً (4291)
والْفَاسِقِينَ حِزْباً - فَإِنَّ مِنْهُمُ الَّذِي قَدْ شَرِبَ فِيكُمُ
الْحَرَامَ (4292) -
وجُلِدَ حَدّاً فِي الإِسْلَامِ - وإِنَّ مِنْهُمْ مَنْ لَمْ يُسْلِمْ حَتَّى
رُضِخَتْ لَه عَلَى الإِسْلَامِ الرَّضَائِخُ (4293) -
فَلَوْ لَا ذَلِكَ مَا أَكْثَرْتُ تَأْلِيبَكُمْ (4294)
وتَأْنِيبَكُمْ - وجَمْعَكُمْ وتَحْرِيضَكُمْ - ولَتَرَكْتُكُمْ إِذْ أَبَيْتُمْ
ووَنَيْتُمْ (4295). أَلَا تَرَوْنَ إِلَى أَطْرَافِكُمْ (4296)
قَدِ انْتَقَصَتْ (4297) -
وإِلَى أَمْصَارِكُمْ قَدِ افْتُتِحَتْ - وإِلَى مَمَالِكِكُمْ تُزْوَى (4298)
وإِلَى بِلَادِكُمْ تُغْزَى - انْفِرُوا رَحِمَكُمُ اللَّه إِلَى قِتَالِ
عَدُوِّكُمْ - ولَا تَثَّاقَلُوا إِلَى الأَرْضِ فَتُقِرُّوا (4299)
بِالْخَسْفِ (4300) -
وتَبُوءُوا (4301)
بِالذُّلِّ ويَكُونَ نَصِيبُكُمُ الأَخَسَّ - وإِنَّ أَخَا الْحَرْبِ الأَرِقُ (4302)
ومَنْ نَامَ لَمْ يُنَمْ عَنْه والسَّلَامُ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
63- و من كتاب له إلى أبي موسى الأشعري و هو عامله على الكوفة،
و قد بلغه عنه تثبيطه الناس عن الخروج إليه
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
63 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى أبي موسى الأشعري وهو عامله على الكوفة، وقد بلغه عنه تثبيطه
(4303) الناس عن الخروج
إليه لما ندبهم لحرب أصحاب الجمل. مِنْ عَبْدِ اللَّه عَلِيٍّ أَمِيرِ
الْمُؤْمِنِينَ إِلَى عَبْدِ اللَّه بْنِ قَيْسٍ. أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ بَلَغَنِي عَنْكَ
قَوْلٌ هُوَ لَكَ وعَلَيْكَ - فَإِذَا قَدِمَ رَسُولِي عَلَيْكَ فَارْفَعْ
ذَيْلَكَ - واشْدُدْ مِئْزَرَكَ (4304)
واخْرُجْ مِنْ جُحْرِكَ (4305)
وانْدُبْ (4306)
مَنْ مَعَكَ - فَإِنْ حَقَّقْتَ فَانْفُذْ (4307)
وإِنْ تَفَشَّلْتَ (4308)
فَابْعُدْ - وايْمُ اللَّه لَتُؤْتَيَنَّ مِنْ حَيْثُ أَنْتَ - ولَا تُتْرَكُ
حَتَّى يُخْلَطَ زُبْدُكَ بِخَاثِرِكَ (4309) -
وذَائِبُكَ بِجَامِدِكَ - وحَتَّى تُعْجَلُ عَنْ قِعْدَتِكَ (4310) -
وتَحْذَرَ مِنْ أَمَامِكَ كَحَذَرِكَ مِنْ خَلْفِكَ - ومَا هِيَ بِالْهُوَيْنَى (4311)
الَّتِي تَرْجُو - ولَكِنَّهَا الدَّاهِيَةُ الْكُبْرَى - يُرْكَبُ جَمَلُهَا
ويُذَلَّلُّ صَعْبُهَا ويُسَهَّلُ جَبَلُهَا - فَاعْقِلْ عَقْلَكَ (4312)
وامْلِكْ أَمْرَكَ وخُذْ نَصِيبَكَ وحَظَّكَ - فَإِنْ كَرِهْتَ فَتَنَحَّ إِلَى
غَيْرِ رَحْبٍ ولَا فِي نَجَاةٍ - فَبِالْحَرِيِّ (4313)
لَتُكْفَيَنَّ (4314)
وأَنْتَ نَائِمٌ حَتَّى لَا يُقَالَ أَيْنَ فُلَانٌ - واللَّه إِنَّه لَحَقٌّ
مَعَ مُحِقٍّ ومَا أُبَالِي مَا صَنَعَ الْمُلْحِدُونَ - والسَّلَامُ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
64- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية
جواباً :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
64 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى معاوية جوابا أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّا كُنَّا نَحْنُ
وأَنْتُمْ عَلَى مَا ذَكَرْتَ - مِنَ الأُلْفَةِ والْجَمَاعَةِ - فَفَرَّقَ
بَيْنَنَا وبَيْنَكُمْ أَمْسِ أَنَّا آمَنَّا وكَفَرْتُمْ - والْيَوْمَ أَنَّا
اسْتَقَمْنَا وفُتِنْتُمْ - ومَا أَسْلَمَ مُسْلِمُكُمْ إِلَّا كَرْهاً (4315) -
وبَعْدَ أَنْ كَانَ أَنْفُ الإِسْلَامِ (4316)
كُلُّه لِرَسُولِ اللَّه صلىاللهعليهوآله
حِزْباً. وذَكَرْتَ أَنِّي قَتَلْتُ طَلْحَةَ
والزُّبَيْرَ - وشَرَّدْتُ بِعَائِشَةَ (4317)
ونَزَلْتُ بَيْنَ الْمِصْرَيْنِ (4318) -
وذَلِكَ أَمْرٌ غِبْتَ عَنْه فَلَا عَلَيْكَ ولَا الْعُذْرُ فِيه إِلَيْكَ. وذَكَرْتَ أَنَّكَ زَائِرِي فِي
الْمُهَاجِرِينَ والأَنْصَارِ - وقَدِ انْقَطَعَتِ الْهِجْرَةُ يَوْمَ أُسِرَ
أَخُوكَ - فَإِنْ كَانَ فِيه عَجَلٌ فَاسْتَرْفِه (4319) -
فَإِنِّي إِنْ أَزُرْكَ فَذَلِكَ جَدِيرٌ - أَنْ يَكُونَ اللَّه إِنَّمَا
بَعَثَنِي إِلَيْكَ لِلنِّقْمَةِ مِنْكَ - وإِنْ تَزُرْنِي فَكَمَا قَالَ أَخُو
بَنِي أَسَدٍ:
- وعِنْدِي السَّيْفُ الَّذِي أَعْضَضْتُه (4323)
بِجَدِّكَ - وخَالِكَ وأَخِيكَ فِي مَقَامٍ وَاحِدٍ - وإِنَّكَ واللَّه مَا
عَلِمْتُ الأَغْلَفُ الْقَلْبِ (4324)
الْمُقَارِبُ الْعَقْلِ (4325) -
والأَوْلَى أَنْ يُقَالَ لَكَ - إِنَّكَ رَقِيتَ سُلَّماً أَطْلَعَكَ مَطْلَعَ
سُوءٍ عَلَيْكَ لَا لَكَ - لأَنَّكَ نَشَدْتَ غَيْرَ ضَالَّتِكَ (4326)
ورَعَيْتَ غَيْرَ سَائِمَتِكَ (4327) -
وطَلَبْتَ أَمْراً لَسْتَ مِنْ أَهْلِه ولَا فِي مَعْدِنِه - فَمَا أَبْعَدَ
قَوْلَكَ مِنْ فِعْلِكَ - وقَرِيبٌ مَا أَشْبَهْتَ مِنْ أَعْمَامٍ وأَخْوَالٍ -
حَمَلَتْهُمُ الشَّقَاوَةُ وتَمَنِّي الْبَاطِلِ عَلَى الْجُحُودِ بِمُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآله
- فَصُرِعُوا مَصَارِعَهُمْ (4328)
حَيْثُ عَلِمْتَ - لَمْ يَدْفَعُوا عَظِيماً ولَمْ يَمْنَعُوا حَرِيماً -
بِوَقْعِ سُيُوفٍ مَا خَلَا مِنْهَا الْوَغَى (4329) -
ولَمْ تُمَاشِهَا الْهُوَيْنَى (4330). وقَدْ أَكْثَرْتَ فِي قَتَلَةِ
عُثْمَانَ - فَادْخُلْ فِيمَا دَخَلَ فِيه النَّاسُ ثُمَّ حَاكِمِ الْقَوْمَ
إِلَيَّ - أَحْمِلْكَ وإِيَّاهُمْ عَلَى كِتَابِ اللَّه تَعَالَى - وأَمَّا
تِلْكَ الَّتِي تُرِيدُ - فَإِنَّهَا خُدْعَةُ (4331)
الصَّبِيِّ عَنِ اللَّبَنِ فِي أَوَّلِ الْفِصَالِ (4332) -
والسَّلَامُ لأَهْلِه. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
65- و من كتاب له ( عليه السلام ) إليه أيضا :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
65 - ومن كتاب له عليهالسلام إليه أيضا أَمَّا بَعْدُ - فَقَدْ آنَ لَكَ أَنْ
تَنْتَفِعَ بِاللَّمْحِ الْبَاصِرِ (4333)
مِنْ عِيَانِ الأُمُورِ (4334) -
فَقَدْ سَلَكْتَ مَدَارِجَ أَسْلَافِكَ بِادِّعَائِكَ الأَبَاطِيلَ، واقْتِحَامِكَ
(4335)
غُرُورَ الْمَيْنِ (4336)
والأَكَاذِيبِ وبِانْتِحَالِكَ (4337)
مَا قَدْ عَلَا عَنْكَ (4338) -
وابْتِزَازِكَ (4339)
لِمَا قَدِ اخْتُزِنَ (4340)
دُونَكَ - فِرَاراً مِنَ الْحَقِّ - وجُحُوداً لِمَا هُوَ أَلْزَمُ لَكَ مِنْ
لَحْمِكَ ودَمِكَ (4341) -
مِمَّا قَدْ وَعَاه سَمْعُكَ - ومُلِئَ بِه صَدْرُكَ - فَمَا ذَا بَعْدَ
الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ الْمُبِينُ - وبَعْدَ الْبَيَانِ إِلَّا اللَّبْسُ (4342) -
فَاحْذَرِ الشُّبْهَةَ واشْتِمَالَهَا عَلَى لُبْسَتِهَا (4343) -
فَإِنَّ الْفِتْنَةَ طَالَمَا أَغْدَفَتْ جَلَابِيبَهَا (4344) -
وأَغْشَتِ (4345)
الأَبْصَارَ ظُلْمَتُهَا. وقَدْ أَتَانِي كِتَابٌ مِنْكَ ذُو
أَفَانِينَ (4346)
مِنَ الْقَوْلِ - ضَعُفَتْ قُوَاهَا عَنِ السِّلْمِ (4347) -
وأَسَاطِيرَ (4348)
لَمْ يَحُكْهَا (4349)
مِنْكَ عِلْمٌ ولَا حِلْمٌ (4350) -
أَصْبَحْتَ مِنْهَا كَالْخَائِضِ فِي الدَّهَاسِ (4351) -
والْخَابِطِ (4352)
فِي الدِّيمَاسِ (4353) -
وتَرَقَّيْتَ إِلَى مَرْقَبَةٍ (4354)
بَعِيدَةِ الْمَرَامِ - نَازِحَةِ الأَعْلَامِ (4355) -
تَقْصُرُ دُونَهَا الأَنُوقُ (4356) -
ويُحَاذَى بِهَا الْعَيُّوقُ (4357). وحَاشَ لِلَّه أَنْ تَلِيَ
لِلْمُسْلِمِينَ بَعْدِي صَدْراً أَوْ وِرْداً (4358) -
أَوْ أُجْرِيَ لَكَ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ عَقْداً أَوْ عَهْداً - فَمِنَ الآنَ
فَتَدَارَكْ نَفْسَكَ وانْظُرْ لَهَا - فَإِنَّكَ إِنْ فَرَّطْتَ حَتَّى
يَنْهَدَ (4359)
إِلَيْكَ عِبَادُ اللَّه - أُرْتِجَتْ (4360)
عَلَيْكَ الأُمُورُ - ومُنِعْتَ أَمْراً هُوَ مِنْكَ الْيَوْمَ مَقْبُولٌ
والسَّلَامُ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
66- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى عبد الله
بن العباس و قد تقدم ذكره بخلاف هذه الرواية :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
66 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى عبد الله بن العباس
وقد تقدم ذكره بخلاف هذه الرواية أَمَّا بَعْدُ - فَإِنَّ الْمَرْءَ
لَيَفْرَحُ بِالشَّيْءِ الَّذِي لَمْ يَكُنْ لِيَفُوتَه - ويَحْزَنُ عَلَى
الشَّيْءِ الَّذِي لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَه - فَلَا يَكُنْ أَفْضَلَ مَا نِلْتَ
فِي نَفْسِكَ - مِنْ دُنْيَاكَ بُلُوغُ لَذَّةٍ - أَوْ شِفَاءُ غَيْظٍ - ولَكِنْ
إِطْفَاءُ بَاطِلٍ أَوْ إِحْيَاءُ حَقٍّ - ولْيَكُنْ سُرُورُكَ بِمَا قَدَّمْتَ
- وأَسَفُكَ عَلَى مَا خَلَّفْتَ (4361) -
وهَمُّكَ فِيمَا بَعْدَ الْمَوْتِ. ----------------------------- (4361) خَلَّفَت: تركت. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
67- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى قثم بن
العباس و هو عامله على مكة :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
67 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى قثم بن العباس - وهو
عامله على مكة أَمَّا بَعْدُ فَأَقِمْ لِلنَّاسِ
الْحَجَّ - (وذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ الله) (4362) -
واجْلِسْ لَهُمُ الْعَصْرَيْنِ (4363) -
فَأَفْتِ الْمُسْتَفْتِيَ - وعَلِّمِ الْجَاهِلَ وذَاكِرِ الْعَالِمَ - ولَا
يَكُنْ لَكَ إِلَى النَّاسِ سَفِيرٌ إِلَّا لِسَانُكَ - ولَا حَاجِبٌ إِلَّا
وَجْهُكَ - ولَا تَحْجُبَنَّ ذَا حَاجَةٍ عَنْ لِقَائِكَ بِهَا - فَإِنَّهَا
إِنْ ذِيدَتْ (4364)
عَنْ أَبْوَابِكَ فِي أَوَّلِ وِرْدِهَا (4365) -
لَمْ تُحْمَدْ فِيمَا بَعْدُ عَلَى قَضَائِهَا. وانْظُرْ إِلَى مَا اجْتَمَعَ عِنْدَكَ
مِنْ مَالِ اللَّه - فَاصْرِفْه إِلَى مَنْ قِبَلَكَ (4366) مِنْ ذَوِي الْعِيَالِ والْمَجَاعَةِ -
مُصِيباً بِه مَوَاضِعَ الْفَاقَةِ (4367)
والْخَلَّاتِ (4368) -
ومَا فَضَلَ عَنْ ذَلِكَ فَاحْمِلْه إِلَيْنَا لِنَقْسِمَه فِيمَنْ قِبَلَنَا. ومُرْ أَهْلَ مَكَّةَ أَلَّا
يَأْخُذُوا مِنْ سَاكِنٍ أَجْراً - فَإِنَّ اللَّه سُبْحَانَه يَقُولُ - (سَواءً الْعاكِفُ فِيه والْبادِ) -
فَالْعَاكِفُ الْمُقِيمُ بِه - والْبَادِي الَّذِي يَحُجُّ إِلَيْه مِنْ غَيْرِ
أَهْلِه - وَفَّقَنَا اللَّه وإِيَّاكُمْ لِمَحَابِّه (4369)
والسَّلَامُ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
68- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى سلمان
الفارسي رحمه الله قبل أيام خلافته :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
68 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى سلمان الفارسي رحمهالله - قبل أيام خلافته أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّمَا مَثَلُ
الدُّنْيَا مَثَلُ الْحَيَّةِ - لَيِّنٌ مَسُّهَا قَاتِلٌ سَمُّهَا - فَأَعْرِضْ
عَمَّا يُعْجِبُكَ فِيهَا - لِقِلَّةِ مَا يَصْحَبُكَ مِنْهَا - وضَعْ عَنْكَ
هُمُومَهَا - لِمَا أَيْقَنْتَ بِه مِنْ فِرَاقِهَا - وتَصَرُّفِ حَالَاتِهَا -
وكُنْ آنَسَ مَا تَكُونُ بِهَا (4370)
أَحْذَرَ مَا تَكُونُ مِنْهَا - فَإِنَّ صَاحِبَهَا كُلَّمَا اطْمَأَنَّ فِيهَا
إِلَى سُرُورٍ - أَشْخَصَتْه (4371)
عَنْه إِلَى مَحْذُورٍ - أَوْ إِلَى إِينَاسٍ أَزَالَتْه عَنْه إِلَى إِيحَاشٍ
والسَّلَامُ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
69- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى الحارث
الهمذاني :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
69 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى الحارث الهمذاني وتَمَسَّكْ بِحَبْلِ الْقُرْآنِ
واسْتَنْصِحْه - وأَحِلَّ حَلَالَه وحَرِّمْ حَرَامَه - وصَدِّقْ بِمَا سَلَفَ
مِنَ الْحَقِّ - واعْتَبِرْ (4372)
بِمَا مَضَى مِنَ الدُّنْيَا لِمَا بَقِيَ مِنْهَا - فَإِنَّ بَعْضَهَا يُشْبِه
بَعْضاً - وآخِرَهَا لَاحِقٌ بِأَوَّلِهَا - وكُلُّهَا حَائِلٌ (4373)
مُفَارِقٌ - وعَظِّمِ اسْمَ اللَّه أَنْ تَذْكُرَه إِلَّا عَلَى حَقٍّ -
وأَكْثِرْ ذِكْرَ الْمَوْتِ ومَا بَعْدَ الْمَوْتِ - ولَا تَتَمَنَّ الْمَوْتَ
إِلَّا بِشَرْطٍ وَثِيقٍ (4374) -
واحْذَرْ كُلَّ عَمَلٍ يَرْضَاه صَاحِبُه لِنَفْسِه - ويُكْرَه لِعَامَّةِ
الْمُسْلِمِينَ - واحْذَرْ كُلَّ عَمَلٍ يُعْمَلُ بِه فِي السِّرِّ - ويُسْتَحَى
مِنْه فِي الْعَلَانِيَةِ - واحْذَرْ كُلَّ عَمَلٍ إِذَا سُئِلَ عَنْه صَاحِبُه
أَنْكَرَه أَوْ اعْتَذَرَ مِنْه - ولَا تَجْعَلْ عِرْضَكَ غَرَضاً لِنِبَالِ
الْقَوْلِ - ولَا تُحَدِّثِ النَّاسَ بِكُلِّ مَا سَمِعْتَ بِه - فَكَفَى
بِذَلِكَ كَذِباً - ولَا تَرُدَّ عَلَى النَّاسِ كُلَّ مَا حَدَّثُوكَ بِه -
فَكَفَى بِذَلِكَ جَهْلًا - واكْظِمِ الْغَيْظَ وتَجَاوَزْ عِنْدَ الْمَقْدَرَةِ
واحْلُمْ عِنْدَ الْغَضَبِ - واصْفَحْ مَعَ الدَّوْلَةِ (4375)
تَكُنْ لَكَ الْعَاقِبَةُ - واسْتَصْلِحْ كُلَّ نِعْمَةٍ أَنْعَمَهَا اللَّه
عَلَيْكَ. ولَا تُضَيِّعَنَّ نِعْمَةً مِنْ نِعَمِ اللَّه عِنْدَكَ - ولْيُرَ
عَلَيْكَ أَثَرُ مَا أَنْعَمَ اللَّه بِه عَلَيْكَ. واعْلَمْ أَنَّ أَفْضَلَ
الْمُؤْمِنِينَ - أَفْضَلُهُمْ تَقْدِمَةً (4376)
مِنْ نَفْسِه وأَهْلِه ومَالِه - فَإِنَّكَ مَا تُقَدِّمْ مِنْ خَيْرٍ يَبْقَ
لَكَ ذُخْرُه - ومَا تُؤَخِّرْه يَكُنْ لِغَيْرِكَ خَيْرُه - واحْذَرْ صَحَابَةَ
مَنْ يَفِيلُ (4377)
رَأْيُه - ويُنْكَرُ عَمَلُه فَإِنَّ الصَّاحِبَ مُعْتَبَرٌ بِصَاحِبِه -
واسْكُنِ الأَمْصَارَ الْعِظَامَ فَإِنَّهَا جِمَاعُ الْمُسْلِمِينَ - واحْذَرْ
مَنَازِلَ الْغَفْلَةِ والْجَفَاءِ - وقِلَّةَ الأَعْوَانِ عَلَى طَاعَةِ اللَّه
- واقْصُرْ رَأْيَكَ عَلَى مَا يَعْنِيكَ - وإِيَّاكَ ومَقَاعِدَ الأَسْوَاقِ -
فَإِنَّهَا مَحَاضِرُ الشَّيْطَانِ ومَعَارِيضُ (4378)
الْفِتَنِ - وأَكْثِرْ أَنْ تَنْظُرَ إِلَى مَنْ فُضِّلْتَ عَلَيْه (4379) -
فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ أَبْوَابِ الشُّكْرِ - ولَا تُسَافِرْ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ
حَتَّى تَشْهَدَ الصَّلَاةَ - إِلَّا فَاصِلًا (4380)
فِي سَبِيلِ اللَّه أَوْ فِي أَمْرٍ تُعْذَرُ بِه - وأَطِعِ اللَّه فِي جَمِيعِ
أُمُورِكَ - فَإِنَّ طَاعَةَ اللَّه فَاضِلَةٌ عَلَى مَا سِوَاهَا - وخَادِعْ
نَفْسَكَ فِي الْعِبَادَةِ وارْفُقْ بِهَا ولَا تَقْهَرْهَا - وخُذْ عَفْوَهَا (4381)
ونَشَاطَهَا - إِلَّا مَا كَانَ مَكْتُوباً عَلَيْكَ مِنَ الْفَرِيضَةِ -
فَإِنَّه لَا بُدَّ مِنْ قَضَائِهَا وتَعَاهُدِهَا عِنْدَ مَحَلِّهَا -
وإِيَّاكَ أَنْ يَنْزِلَ بِكَ الْمَوْتُ - وأَنْتَ آبِقٌ (4382)
مِنْ رَبِّكَ فِي طَلَبِ الدُّنْيَا - وإِيَّاكَ ومُصَاحَبَةَ الْفُسَّاقِ -
فَإِنَّ الشَّرَّ بِالشَّرِّ مُلْحَقٌ - ووَقِّرِ اللَّه وأَحْبِبْ أَحِبَّاءَه
- واحْذَرِ الْغَضَبَ فَإِنَّه جُنْدٌ عَظِيمٌ مِنْ جُنُودِ إِبْلِيسَ -
والسَّلَامُ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
70- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى سهل بن
حنيف الأنصاري و هو عامله على المدينة
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
70 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى سهل بن حنيف
الأنصاري - وهو عامله على المدينة - في معنى قوم من أهلها لحقوا بمعاوية أَمَّا بَعْدُ - فَقَدْ بَلَغَنِي
أَنَّ رِجَالًا مِمَّنْ قِبَلَكَ (4383)
يَتَسَلَّلُونَ (4384)
إِلَى مُعَاوِيَةَ - فَلَا تَأْسَفْ عَلَى مَا يَفُوتُكَ مِنْ عَدَدِهِمْ -
ويَذْهَبُ عَنْكَ مِنْ مَدَدِهِمْ - فَكَفَى لَهُمْ غَيّاً (4385) -
ولَكَ مِنْهُمْ شَافِياً فِرَارُهُمْ مِنَ الْهُدَى والْحَقِّ - وإِيضَاعُهُمْ (4386)
إِلَى الْعَمَى والْجَهْلِ - فَإِنَّمَا هُمْ أَهْلُ دُنْيَا مُقْبِلُونَ
عَلَيْهَا ومُهْطِعُونَ إِلَيْهَا (4387) -
وقَدْ عَرَفُوا الْعَدْلَ ورَأَوْه وسَمِعُوه ووَعَوْه - وعَلِمُوا أَنَّ
النَّاسَ عِنْدَنَا فِي الْحَقِّ أُسْوَةٌ - فَهَرَبُوا إِلَى الأَثَرَةِ (4388) -
فَبُعْداً لَهُمْ وسُحْقاً (4389). إِنَّهُمْ واللَّه لَمْ يَنْفِرُوا
مِنْ جَوْرٍ - ولَمْ يَلْحَقُوا بِعَدْلٍ - وإِنَّا لَنَطْمَعُ فِي هَذَا
الأَمْرِ أَنْ يُذَلِّلَ اللَّه لَنَا صَعْبَه - ويُسَهِّلَ لَنَا حَزْنَه (4390)
إِنْ شَاءَ اللَّه - والسَّلَامُ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
71- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى المنذر بن
الجارود العبدي ، و خان في بعض ما ولاه من أعماله :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
71 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى المنذر بن الجارود
العبدي، وخان في بعض ما ولاه من أعماله أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ صَلَاحَ أَبِيكَ
غَرَّنِي مِنْكَ - وظَنَنْتُ أَنَّكَ تَتَّبِعُ هَدْيَه (4391) -
وتَسْلُكُ سَبِيلَه - فَإِذَا أَنْتَ فِيمَا رُقِّيَ (4392)
إِلَيَّ عَنْكَ لَا تَدَعُ لِهَوَاكَ انْقِيَاداً - ولَا تُبْقِي لِآخِرَتِكَ
عَتَاداً (4393) -
تَعْمُرُ دُنْيَاكَ بِخَرَابِ آخِرَتِكَ - وتَصِلُ عَشِيرَتَكَ بِقَطِيعَةِ
دِينِكَ - ولَئِنْ كَانَ مَا بَلَغَنِي عَنْكَ حَقّاً - لَجَمَلُ أَهْلِكَ
وشِسْعُ (4394)
نَعْلِكَ خَيْرٌ مِنْكَ - ومَنْ كَانَ بِصِفَتِكَ فَلَيْسَ بِأَهْلٍ أَنْ
يُسَدَّ بِه ثَغْرٌ - أَوْ يُنْفَذَ بِه أَمْرٌ أَوْ يُعْلَى لَه قَدْرٌ - أَوْ
يُشْرَكَ فِي أَمَانَةٍ أَوْ يُؤْمَنَ عَلَى جِبَايَةٍ (4395) -
فَأَقْبِلْ إِلَيَّ حِينَ يَصِلُ إِلَيْكَ كِتَابِي هَذَا إِنْ شَاءَ اللَّه. قال الرضي والمنذر بن الجارود - هذا هو
الذي قال فيه أمير المؤمنين عليهالسلام -
إنه لنظار في عطفيه (4396)
مختال في برديه (4397) -
تفال في شراكيه (4398). -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
72- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى عبد الله
بن العباس :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
72 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى عبد الله بن العباس أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّكَ لَسْتَ
بِسَابِقٍ أَجَلَكَ - ولَا مَرْزُوقٍ مَا لَيْسَ لَكَ - واعْلَمْ بِأَنَّ
الدَّهْرَ يَوْمَانِ - يَوْمٌ لَكَ ويَوْمٌ عَلَيْكَ - وأَنَّ الدُّنْيَا دَارُ
دُوَلٍ (4399) -
فَمَا كَانَ مِنْهَا لَكَ أَتَاكَ عَلَى ضَعْفِكَ - ومَا كَانَ مِنْهَا عَلَيْكَ
لَمْ تَدْفَعْه بِقُوَّتِكَ. ----------------------------- (4399) دُوَل: - جمع دولة بالضم - ما يتداول من السعادة في الدنيا. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
73- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
73 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى معاوية أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي عَلَى
التَّرَدُّدِ فِي جَوَابِكَ - والِاسْتِمَاعِ إِلَى كِتَابِكَ - لَمُوَهِّنٌ (4400)
رَأْيِي ومُخَطِّئٌ فِرَاسَتِي (4401) -
وإِنَّكَ إِذْ تُحَاوِلُنِي الأُمُورَ (4402) -
وتُرَاجِعُنِي السُّطُورَ (4403) -
كَالْمُسْتَثْقِلِ النَّائِمِ تَكْذِبُه أَحْلَامُه (4404) -
والْمُتَحَيِّرِ الْقَائِمِ يَبْهَظُه (4405)
مَقَامُه - لَا يَدْرِي أَلَه مَا يَأْتِي أَمْ عَلَيْه - ولَسْتَ بِه غَيْرَ
أَنَّه بِكَ شَبِيه - وأُقْسِمُ بِاللَّه إِنَّه لَوْ لَا بَعْضُ
الِاسْتِبْقَاءِ (4406) -
لَوَصَلَتْ إِلَيْكَ مِنِّي قَوَارِعُ (4407)
تَقْرَعُ (4408)
الْعَظْمَ - وتَهْلِسُ (4409)
اللَّحْمَ - واعْلَمْ أَنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ ثَبَّطَكَ (4410) -
عَنْ أَنْ تُرَاجِعَ أَحْسَنَ أُمُورِكَ - وتَأْذَنَ (4411)
لِمَقَالِ نَصِيحَتِكَ والسَّلَامُ لأَهْلِه. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
74- و من حلف له ( عليه السلام ) كتبه بين ربيعة
و اليمن و نقل من خط هشام بن الكلبي :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
74 - ومن حلف له عليهالسلام كتبه بين ربيعة واليمن
ونقل من خط هشام بن الكلبي هَذَا مَا اجْتَمَعَ عَلَيْه أَهْلُ
الْيَمَنِ - حَاضِرُهَا وبَادِيهَا - ورَبِيعَةُ حَاضِرُهَا (4412)
وبَادِيهَا (4413) -
أَنَّهُمْ عَلَى كِتَابِ اللَّه يَدْعُونَ إِلَيْه - ويَأْمُرُونَ بِه
ويُجِيبُونَ مَنْ دَعَا إِلَيْه وأَمَرَ بِه - لَا يَشْتَرُونَ بِه ثَمَناً -
ولَا يَرْضَوْنَ بِه بَدَلًا - وأَنَّهُمْ يَدٌ وَاحِدَةٌ عَلَى مَنْ خَالَفَ
ذَلِكَ وتَرَكَه - أَنْصَارٌ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ - دَعْوَتُهُمْ وَاحِدَةٌ -
لَا يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ لِمَعْتَبَةِ (4414)
عَاتِبٍ - ولَا لِغَضَبِ غَاضِبٍ - ولَا لِاسْتِذْلَالِ قَوْمٍ قَوْماً - ولَا
لِمَسَبَّةِ قَوْمٍ قَوْماً - عَلَى ذَلِكَ شَاهِدُهُمْ وغَائِبُهُمْ -
وسَفِيهُهُمْ وعَالِمُهُمْ وحَلِيمُهُمْ وجَاهِلُهُمْ - ثُمَّ إِنَّ عَلَيْهِمْ
بِذَلِكَ عَهْدَ اللَّه ومِيثَاقَه - إِنَّ عَهْدَ اللَّه كَانَ مَسْئُولًا. وكَتَبَ عَلِيُّ بْنُ
أَبِي طَالِبٍ. ----------------------------- (4412) الحاضر: ساكن المدينة. (4413) البادِي: المتردّد في البادية. (4414) المِعْتَبَة: - كالمصطبة - الغيظ. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
75- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية في
أول ما بويع له ذكره الواقدي في كتاب "الجمل" :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
75 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى معاوية في أول ما
بويع له ذكره الواقدي في كتاب «الجمل» مِنْ عَبْدِ اللَّه عَلِيٍّ أَمِيرِ
الْمُؤْمِنِينَ - إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ: أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ عَلِمْتَ
إِعْذَارِي (4415)
فِيكُمْ - وإِعْرَاضِي عَنْكُمْ - حَتَّى كَانَ مَا لَا بُدَّ مِنْه ولَا دَفْعَ
لَه - والْحَدِيثُ طَوِيلٌ والْكَلَامُ كَثِيرٌ - وقَدْ أَدْبَرَ مَا أَدْبَرَ -
وأَقْبَلَ مَا أَقْبَلَ - فَبَايِعْ مَنْ قِبَلَكَ (4416) -
وأَقْبِلْ إِلَيَّ فِي وَفْدٍ (4417)
مِنْ أَصْحَابِكَ والسَّلَامُ. ----------------------------- (4415) «إعْذَارِي»: أي إقامتي على العذر. (4416) قِبَلَك: أي عندك. (4417) الوَفْد: - بفتح فسكون - الجماعة الوافدون، أي القادمون. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
76- و من وصية له ( عليه السلام ) لعبد الله بن
العباس عند استخلافه إياه على البصرة :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
76 - ومن وصية له عليهالسلام لعبد الله بن العباس عند
استخلافه إياه على البصرة سَعِ النَّاسَ بِوَجْهِكَ ومَجْلِسِكَ
وحُكْمِكَ - وإِيَّاكَ والْغَضَبَ فَإِنَّه طَيْرَةٌ (4418)
مِنَ الشَّيْطَانِ - واعْلَمْ أَنَّ مَا قَرَّبَكَ مِنَ اللَّه يُبَاعِدُكَ مِنَ
النَّارِ - ومَا بَاعَدَكَ مِنَ اللَّه يُقَرِّبُكَ مِنَ النَّارِ. ----------------------------- (4418) طَيْرة من الشيطان: - بفتح الطاء وسكون الياء - أي خفّة وطيش. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
77- و من وصية له ( عليه السلام ) لعبد الله بن
العباس لما بعثه للاحتجاج على الخوارج :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
77 - ومن وصية له عليهالسلام لعبد الله بن العباس لما
بعثه للاحتجاج على الخوارج لَا تُخَاصِمْهُمْ بِالْقُرْآنِ -
فَإِنَّ الْقُرْآنَ حَمَّالٌ (4419)
ذُو وُجُوه - تَقُولُ ويَقُولُونَ... ولَكِنْ حَاجِجْهُمْ بِالسُّنَّةِ -
فَإِنَّهُمْ لَنْ يَجِدُوا عَنْهَا مَحِيصاً (4420). ----------------------------- (4419) «القرآن حَمّال»: أي يحمل معاني كثيرة. (4420) «مَحِيصاً»: أي مهربا. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
78- و من كتاب له إلى أبي موسى الأشعري جوابا في أمر الحكمين،
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
78 - ومن كتاب له عليهالسلام إلى أبي موسى الأشعري
جوابا في أمر الحكمين ذكره سعيد بن يحيى
الأموي في كتاب «المغازي». فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ تَغَيَّرَ كَثِيرٌ
مِنْهُمْ عَنْ كَثِيرٍ مِنْ حَظِّهِمْ - فَمَالُوا مَعَ الدُّنْيَا ونَطَقُوا
بِالْهَوَى - وإِنِّي نَزَلْتُ مِنْ هَذَا الأَمْرِ مَنْزِلًا مُعْجِباً (4421)، اجْتَمَعَ بِه أَقْوَامٌ أَعْجَبَتْهُمْ
أَنْفُسُهُمْ - وأَنَا أُدَاوِي مِنْهُمْ قَرْحاً (4422)
أَخَافُ أَنْ يَكُونَ عَلَقاً (4423) -
ولَيْسَ رَجُلٌ فَاعْلَمْ أَحْرَصَ عَلَى جَمَاعَةِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآله
- وأُلْفَتِهَا مِنِّي - أَبْتَغِي بِذَلِكَ حُسْنَ الثَّوَابِ وكَرَمَ الْمَآبِ
(4424) -
وسَأَفِي بِالَّذِي وَأَيْتُ (4425)
عَلَى نَفْسِي - وإِنْ تَغَيَّرْتَ عَنْ صَالِحِ مَا فَارَقْتَنِي عَلَيْه -
فَإِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ حُرِمَ نَفْعَ مَا أُوتِيَ مِنَ الْعَقْلِ
والتَّجْرِبَةِ - وإِنِّي لأَعْبَدُ (4426)
أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ بِبَاطِلٍ - وأَنْ أُفْسِدَ أَمْراً قَدْ أَصْلَحَه اللَّه
- فَدَعْ مَا لَا تَعْرِفُ - فَإِنَّ شِرَارَ النَّاسِ طَائِرُونَ إِلَيْكَ
بِأَقَاوِيلِ السُّوءِ - والسَّلَامُ. -----------------------------
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
79- و من كتاب كتبه ( عليه السلام ) لما استخلف
إلى أمراء الأجناد :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
79 - ومن كتاب كتبه عليهالسلام لما استخلف إلى أمراء
الأجناد أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّمَا أَهْلَكَ
مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ - أَنَّهُمْ مَنَعُوا النَّاسَ الْحَقَّ فَاشْتَرَوْه -
وأَخَذُوهُمْ بِالْبَاطِلِ فَاقْتَدَوْه (4427). ----------------------------- (4427) «أخَذُوهم
بالباطِل فاقْتَدَوْنه»: كلَّفوهم بإتيان
الباطل فأتوه، وصار قدوة يتبعها الأبناء بعد الآباء. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
الفهرس رسائل أمير المؤمنين عليه السلام 3 رسائل
أمير المؤمنين عليهالسلام. 3 1- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى أهل الكوفة
عند مسيره من المدينة إلى البصرة : 3 2- و من كتاب له ( عليه السلام ) إليهم بعد فتح البصرة
: 3 3- و من كتاب له ( عليه السلام ) لشريح بن الحارث
قاضيه : 4 4- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى بعض أمراء جيشه
: 5 5- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى أشعث بن قيس
عامل أذربيجان : 5 6- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية : 5 7- و من كتاب منه ( عليه السلام ) إليه أيضا : 6 8- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى جرير بن عبد
الله البجلي لما أرسله إلى معاوية : 6 9- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية : 7 10- و من كتاب له ( عليه السلام ) إليه أيضا : 8 11- و من وصية له ( عليه السلام ) وصى بها جيشا بعثه
إلى العدو : 9 12- و من وصية له وصى بها معقل بن قيس الرياحي حين
أنفذه إلى الشام في ثلاثة آلاف مقدمة له : 9 13- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى أميرين من أمراء
جيشه : 10 14- و من وصية له ( عليه السلام ) لعسكره قبل لقاء
العدو بصفين : 10 15- و من دعاء له ( عليه السلام ) كان ( عليه السلام
) يقول إذا لقي العدو محاربا : 11 16- و كان يقول ( عليه السلام ) لأصحابه عند الحرب
: 11 17- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية جوابا
عن كتاب منه إليه: 12 18- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى عبد الله بن
عباس و هو عامله على البصرة : 13 19- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى بعض عماله
: 13 20- و من كتاب له إلى زياد ابن أبيه و هو خليفة عامله عبد الله
بن عباس على البصرة 14 21- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى زياد أيضا
: 14 22- و من كتاب له إلى عبد الله بن العباس رحمه الله تعالى و كان
عبد اللّه يقول "ما انتفعت بكلام. 14 23- و من كلام له ( عليه السلام ) قاله قبل موته على
سبيل الوصية لما ضربه ابن ملجم لعنه الله : 15 24- و من وصية له ( عليه السلام ) بما يعمل في أمواله
كتبها بعد منصرفه من صفين : 15 25- و من وصية له ( عليه السلام ) كان يكتبها لمن
يستعمله على الصدقات : 16 26- و من عهد له ( عليه السلام ) إلى بعض عماله و
قد بعثه على الصدقة : 18 27- و من عهد له ( عليه السلام ) إلى محمد بن أبي
بكر رضي الله عنه حين قلده مصر : 18 28- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية جوابا
: 20 29- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى أهل البصرة
: 23 30- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية : 23 31- و من وصية له ( عليه السلام ) للحسن بن علي كتبها
إليه بحاضرين عند انصرافه من صفين : 24 32- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية : 34 33- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى قثم بن العباس
و هو عامله على مكة : 35 34- و من كتاب له إلى محمد بن أبي بكر لما بلغه توجده من عزله بالأشتر
عن مصر، 35 35- و من كتاب له إلى عبد الله بن العباس بعد مقتل محمد بن أبي
بكر : 36 36- و من كتاب له إلى أخيه عقيل بن أبي طالب في ذكر جيش أنفذه إلى
بعض الأعداء: 36 37- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية : 38 38- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى أهل مصر لما
ولى عليهم الأشتر: 38 39- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى عمرو بن العاص
: 39 40- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى بعض عماله
: 39 41- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى بعض عماله
: 40 42- و من كتاب له إلى عمر بن أبي سلمة المخزومي و كان عامله على
البحرين، فعزله، 41 43- و من كتاب له إلى مصقلة بن هبيرة الشيباني و هو عامله على أردشير
خُرة : 42 44- و من كتاب له إلى زياد ابن أبيه و قد بلغه أن معاوية كتب إليه
يريد خديعته باستلحاقه : 42 45- و من كتاب له إلى عثمان بن حنيف الأنصاري و كان
عامله على البصرة و قد بلغه أنه دعي إلى وليمة. 43 46- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى بعض عماله
: 47 47- و من وصية له للحسن و الحسين لما ضربه ابن ملجم لعنه الله : 47 48- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية : 48 49- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية أيضا
: 49 50- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى أمرائه على
الجيش : 49 51- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى عماله على الخراج
: 50 52- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى أمراء البلاد
في معنى الصلاة : 51 54- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى طلحة و الزبير
(مع عمران بن الحصين الخزاعي... 65 55- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية : 65 56- و من وصية له ( عليه السلام ) وصى بها شريح بن
هانئ لما جعله على مقدمته إلى الشام : 66 57- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى أهل الكوفة
عند مسيره من المدينة إلى البصرة : 66 58- و من كتاب له ( عليه السلام ) كتبه إلى أهل الأمصار
يقص فيه ما جرى بينه و بين أهل صفين : 67 59- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى الأسود بن قطبة
صاحب جند حلوان : 67 60- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى العمال الذين
يطأ الجيش عملهم : 68 61- و من كتاب له إلى كميل بن زياد النخعي و هو عامله على هيت ،
ينكر عليه تركه دفع. 69 62- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى أهل مصر مع
مالك الأشتر لما ولاه إمارتها : 69 64- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية جواباً
: 71 65- و من كتاب له ( عليه السلام ) إليه أيضا : 73 66- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى عبد الله بن
العباس و قد تقدم ذكره بخلاف هذه الرواية : 74 67- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى قثم بن العباس
و هو عامله على مكة : 74 68- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى سلمان الفارسي
رحمه الله قبل أيام خلافته : 75 69- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى الحارث الهمذاني
: 75 70- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى سهل بن حنيف
الأنصاري و هو عامله على المدينة. 76 71- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى المنذر بن الجارود
العبدي ، و خان في بعض ما ولاه من أعماله : 77 72- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى عبد الله بن
العباس : 78 73- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية : 78 74- و من حلف له ( عليه السلام ) كتبه بين ربيعة و
اليمن و نقل من خط هشام بن الكلبي : 79 75- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى معاوية في أول
ما بويع له ذكره الواقدي في كتاب "الجمل" : 79 76- و من وصية له ( عليه السلام ) لعبد الله بن العباس
عند استخلافه إياه على البصرة : 80 77- و من وصية له ( عليه السلام ) لعبد الله بن العباس
لما بعثه للاحتجاج على الخوارج : 80 78- و من كتاب له إلى أبي موسى الأشعري جوابا في أمر الحكمين، 80 79- و من كتاب كتبه ( عليه السلام ) لما استخلف إلى
أمراء الأجناد : 81 |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|