- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
سُورَة الإنسان
(الدهر) مَدنيَّة وَعَدَدُ آيَآتِهَا وَاحد وَثلاثوُن آية
|
|
محتوى السورة:
|
|
هذه السورة رغم
قصرها، فانَّ لها محتويات عميقة ومتنوعة وجامعة، ويمكن بنظرة واحدة تقسيمها إلى خمسة أقسام: |
|
هل
أنَّ هذه السورة مدنية؟
|
|
هناك أقوال في أوساط المفسّرين حول مدنية
هذه السورة أو مكيَّتها، فالمفسّرون ومنهم علماء
الشيعة أجمعوا على أنَّ السورة بتمامها أو على
الأقل ما جاء في صدرها والتي تتحدث عن الأبرار
والأعمال الصالحة هي مدنية، وسيأتي فيما بعد شرح
القصة التي كانت سبباً لنزول السورة، والقصة تحكي عمّا
نذرهُ أمير المؤمنين والزهراء الحسنان (عليهم السلام) وخادمتهم وفضة. (
المصدر السابق.) |
|
فضيلة
السورة:
|
|
في حديث عن النّبي(ص) قال:
«من قرأ سورة (هل أتى) كان جزاؤه على الله جنّة
وحريراً»( مجمع البيان، ج 10، ص 402.). |
|
الآيات(1) (4) هَلْ
أَتَى عَلَى الإِنسَنِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَذْكُوراً(1)
إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَنَ مِن نُّطْفَة أَمْشَاج نَبْتَلِيهِ
|
|
هَلْ أَتَى عَلَى
الإِنسَنِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَذْكُوراً(1) إِنَّا
خَلَقْنَا الإِنسَنَ مِن نُّطْفَة أَمْشَاج نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَهُ سَمِيعَاً
بَصِيراً(2) إِنَّا هَدَيْنَهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً(3)
إِنَّآ أَعْتَدْنَا لِلْكَفِرِينَ سَلَسِلاَْ وَأَغْلَلاً وَسَعِيراً(4) |
|
التّفسير |
|
الانسان
مخلوق من النطفة التافهة:
|
|
تتحدث الآيات الأُولى عن خلق
الإنسان، بالرغم من أنَّ أكثر بحوث هذه السورة هي حول القيامة ونِعَمِ الجنان،
فتحدثت في البدء عن خلق الإنسان، لأنَّ التوجه والإلتفات إلى هذا الخلق يهيء
الأرضية للتوجه إلى القيامة والبعث كما شرحنا ذلك سابقاً في تفسير سورة القيامة. |
|
توضيح:
|
|
إنّ الله قد خلق الإنسان لهدف الإبتلاء والإختبار والتكامل، فأوجد فيه المقدمات لكي يصل بها إلى هذا الهدف، ووهبه
القوى اللازمة لذلك، وهذه هي (الهداية التكوينية)،
ثمّ جعل في أعماق فطرته عشقاً لطي هذا الطريق، وأوضح له السبيل عن طريق الإلهام الفطري، فسمي ذلك بـ (الهداية الفطرية)، ومن جهة أُخرى بعث القادة السماويين
والأنبياء العظام لإراءة الطريق بالتعليمات والقوانين النيّرة السماوية، وذلك هو «الهداية التشريعية»، وجميع شعب الهداية الثلاث هذه لها صبغة
عامّة، وتشمل جميع البشر. |
|
ملاحظة:
عالم الجنين الصاخب:
|
|
من الواضح أنَّ نطفة الإنسان
مركّبة من ماء الرجل والمرأة، ويسمى الأوّل (الحيمن) والثّاني (البويضة) فالأصل وجود
(النطفة) ثمّ تركيبها، وبعد ذلك تتمّ المراحل المختلفة للجنين، وهذا هو من العجائب
العظيمة لعالم الخلق، وتطور العلم (علم الأجنَّة) قد كشف الكثير من أسراره وإن
كانت هناك أسرار كثيرة لم يتمّ كشفها لحدّ الآن، ونذكر
هنا قسماً من العجائب والتي تعدّ زاوية صغيرة من عالم الجنين: |
الآيات(5) (11) إِنَّ
الاَْبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْس كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً(5) عَيْناً
يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللهِ يُفَجِّرُونَهَا
|
|
إِنَّ الاَْبْرَارَ
يَشْرَبُونَ مِن كَأْس كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً(5) عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا
عِبَادُ اللهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً(6) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ
يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً(7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ
مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً(8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لاَ
نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَآءً وَلاَ شُكُوراً(9) إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا
يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً(10) فَوَقَهُمُ اللهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ
وَلَقَّهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً(11) |
|
سبب
النزول
|
|
|
البرهان
العظيم على فضيلة أهل بيت النّبي:
|
|
قال ابن عباس: إنَّ الحسن والحسين مرضا فعادهما الرسول(ص) في ناس معه،
فقالوا: يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك، فنذر علي وفاطمة وفضة جارية لهما إنْ
برئا مّما بهما أن يصوموا ثلاثة أيّام (طبقاً لبعض الرّوايات أنَّ الحسن والحسين
أيضاً قالا نحن كذلك ننذر أن نصوم) فشفيا وما كان معهم شيء، فاستقرض علي(عليه السلام)
ثلاث أصواع من شعير فطحنت فاطمة صاعاً واختبزته، فوضعوا الأرغفة بين
أيديهم ليفطروا فوقف عليهم سائل، وقال: السلام عليكم، أهل بيت محمّد، مسكين من
مساكين المسلمين، أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنّة، فآثزوه وباتوا لم يذوقوا
إلاّ الماء وأصبحوا صياماً. |
|
التّفسير |
|
جزاء
الأبرار العظيم
|
|
أشارت الآيات السابقة الى
العقوبات التي تنتظر الكافرين بعد تقسيمهم إلى جماعتين وهي «الشكور» و«الكفور»،
والآيات في هذا المقطع تتحدث المكافآت التي أنعم الله بها على الأبرار وتذكّر بأُمور ظريفة في هذا الباب. فيقول تعالى: (إنّ الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافوراً). |
|
إشباع
الجياع من أفضل الحسنات:
|
|
ليست هذه الآيات مورد البحث
هي الآيات الوحيدة التي عدّت إطعام الطعام من الأعمال الصالحة للأبرار وعباد
الله، بل إنّ كثيراً من آيات القرآن اعتمدت هذا المعنى وأكّدت عليه، وأشارت إلى أنّ لهذا
العمل محبوبية خاصّة عند الله، وإذا ألقينا نظرة على عالم اليوم والذي يموت فيه
بسبب الجوع حسب الأخبار المنتشرة ملايين الأشخاص في كل عام، والحال أنّ بقية
المناطق تلقي بالغذاء الكثير في القمامة تتّضح أهمية هذا الأمر الإِسلامي من جهة، وابتعاد عالم اليوم عن الموازين الأخلاقية من جهة أُخرى. |
|
الآيات(12) (22)
وَجَزَهُم بِمَا صَبَرُواْ جَنَّةً وَحَرِيراً(12) مُّتَّكِئِيِنَ فِيهَا عَلَى
الاَْرَآئِكِ لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلاَ زَمْهَرِيراً(13)
|
|
وَجَزَهُم بِمَا
صَبَرُواْ جَنَّةً وَحَرِيراً(12) مُّتَّكِئِيِنَ فِيهَا عَلَى الاَْرَآئِكِ لاَ
يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلاَ زَمْهَرِيراً(13) وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ
ظِلَلُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً(14) وَيُطَافُ عَلَيْهِم بَِانِيَة
مِّن فِضَّة وَأَكْوَاب كَانَتْ قَوَارِيرَاً(15) قَوَارِيرَ مِن فِضَّة
قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً(16) وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا
زَنجَبِيلاً(17) عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً(18) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ
وِلْدَنٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً
مَّنثُوراً(19) وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً
كَبِيراً(20) عَلِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُس خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّواْ
أَسَاوِرَ مِن فِضَّة وَسَقَهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً(21) إِنَّ هَذَا
كَانَ لَكُمْ جَزَآءً وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُوراً(22) |
|
التّفسير |
|
مكافئات
الجنان العظيمة
|
|
بعد الإشارة الإجمالية في
الآيات السابقة إلى نجاة الأبرار من العذاب الأليم يوم
القيامة، ووصولهم إلى لقاء المحبوب والغرق بالسرور والبهجة، تتناول هذه الآيات
شرح هذه المواهب الإلهية في الجنان، وعددها في هذه على الأقل خمسة عشرة نعمة،
فتتحدث في البدء عن المسكن والملبس فتقول: (وجزاهم بما
صبروا جنّة وحريراً). |
|
الآيات(23) (26)
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْءَانَ تَنزِيلاً(23) فَاصْبِرْ
لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ ءَاثِماً أَوْكَفُوراً
|
إِنَّا نَحْنُ
نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْءَانَ تَنزِيلاً(23) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ
وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ ءَاثِماً أَوْكَفُوراً(24) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ
بُكْرَةً وَأَصِيلاً(25) وَمِنَ الَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً
طَوِيلاً(26) |
|
التّفسير |
|
خمسة
مباديء مهمّة في تنفيذ حكم الله:
|
|
شرعت السورة منذ البداية وحتى
هذه الآية في تبيان خلق الإنسان ثّم المعاد والبعث، وفي هذه الآيات مورد البحث
يتوجه الخطاب إلى الرسول(ص)باصدار أوامر مؤكّدة لهداية الناس والصبر والثبات في
هذا الطريق، وفي الواقع إنّ هذه الآيات تشير إلى أنّ نيل كل تلك النعم والمواهب
الأُخروية لا يتمّ إلاّ بالتمسك بالقرآن وإتباع النّبي(ص) واطاعة أوامره. |
|
|
الآيات(27) (31) إِنَّ
هَؤُلاَءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَآءَهُمْ يَوْماً
ثَقِيلاً(27) نَّحْنُ خَلَقْنَهُمْ وَشَدَدْنَآ أَسْرَهُمْ
|
|
إِنَّ هَؤُلاَءِ
يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَآءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً(27) نَّحْنُ
خَلَقْنَهُمْ وَشَدَدْنَآ أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَآ أَمْثَلَهُمْ
تَبْدِيلاً(28) إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَآءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ
سَبِيلاً(29) وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ اللهُ إِنَّ اللهَ كَانَ
عَلِيماً حَكِيماً(30) يُدْخِلُ مَن يَشَآءُ فِى رَحْمَتِهِ وَالظَّلِمِينَ
أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً(31) |
|
التّفسير |
|
تحذير
مع بيان السبيل!!
|
|
رأينا في الآيات السابقة
تحذيراً للنبي(ص) لكي لا يقع تحت تأثير كل آثم أو كفور من المجرمين، والتاريخ
يشهد أنّهم كانوا يستعينون لسذاجتهم بالمال والجاه والنساء للنفوذ في إرادة النبي(ص)
وعزمه على ادامة الدعوة. والعجيب أنّهم قاسوا روح النّبي(ص) العظيمة بهذا المقياس! ولم ينتبه هؤلاء الغافلين إلى اليوم الثقيل الذي
ينتظرهم، ثقيل من حيث العقوبات، ثقيل من حيث المحاسبة، وثقيل من حيث طول الزمان
وشدّة الفضيحة. آمين
يا ربّ العالمين نهاية
سورة الدهر |
|
|
|
|
سُورَة الإنسان
(الدهر) مَدنيَّة وَعَدَدُ آيَآتِهَا وَاحد وَثلاثوُن آية
|
|
محتوى السورة:
|
|
هذه السورة رغم
قصرها، فانَّ لها محتويات عميقة ومتنوعة وجامعة، ويمكن بنظرة واحدة تقسيمها إلى خمسة أقسام: |
|
هل
أنَّ هذه السورة مدنية؟
|
|
هناك أقوال في أوساط المفسّرين حول مدنية
هذه السورة أو مكيَّتها، فالمفسّرون ومنهم علماء
الشيعة أجمعوا على أنَّ السورة بتمامها أو على
الأقل ما جاء في صدرها والتي تتحدث عن الأبرار
والأعمال الصالحة هي مدنية، وسيأتي فيما بعد شرح
القصة التي كانت سبباً لنزول السورة، والقصة تحكي عمّا
نذرهُ أمير المؤمنين والزهراء الحسنان (عليهم السلام) وخادمتهم وفضة. (
المصدر السابق.) |
|
فضيلة
السورة:
|
|
في حديث عن النّبي(ص) قال:
«من قرأ سورة (هل أتى) كان جزاؤه على الله جنّة
وحريراً»( مجمع البيان، ج 10، ص 402.). |
|
الآيات(1) (4) هَلْ
أَتَى عَلَى الإِنسَنِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَذْكُوراً(1)
إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَنَ مِن نُّطْفَة أَمْشَاج نَبْتَلِيهِ
|
|
هَلْ أَتَى عَلَى
الإِنسَنِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَذْكُوراً(1) إِنَّا
خَلَقْنَا الإِنسَنَ مِن نُّطْفَة أَمْشَاج نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَهُ سَمِيعَاً
بَصِيراً(2) إِنَّا هَدَيْنَهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً(3)
إِنَّآ أَعْتَدْنَا لِلْكَفِرِينَ سَلَسِلاَْ وَأَغْلَلاً وَسَعِيراً(4) |
|
التّفسير |
|
الانسان
مخلوق من النطفة التافهة:
|
|
تتحدث الآيات الأُولى عن خلق
الإنسان، بالرغم من أنَّ أكثر بحوث هذه السورة هي حول القيامة ونِعَمِ الجنان،
فتحدثت في البدء عن خلق الإنسان، لأنَّ التوجه والإلتفات إلى هذا الخلق يهيء
الأرضية للتوجه إلى القيامة والبعث كما شرحنا ذلك سابقاً في تفسير سورة القيامة. |
|
توضيح:
|
|
إنّ الله قد خلق الإنسان لهدف الإبتلاء والإختبار والتكامل، فأوجد فيه المقدمات لكي يصل بها إلى هذا الهدف، ووهبه
القوى اللازمة لذلك، وهذه هي (الهداية التكوينية)،
ثمّ جعل في أعماق فطرته عشقاً لطي هذا الطريق، وأوضح له السبيل عن طريق الإلهام الفطري، فسمي ذلك بـ (الهداية الفطرية)، ومن جهة أُخرى بعث القادة السماويين
والأنبياء العظام لإراءة الطريق بالتعليمات والقوانين النيّرة السماوية، وذلك هو «الهداية التشريعية»، وجميع شعب الهداية الثلاث هذه لها صبغة
عامّة، وتشمل جميع البشر. |
|
ملاحظة:
عالم الجنين الصاخب:
|
|
من الواضح أنَّ نطفة الإنسان
مركّبة من ماء الرجل والمرأة، ويسمى الأوّل (الحيمن) والثّاني (البويضة) فالأصل وجود
(النطفة) ثمّ تركيبها، وبعد ذلك تتمّ المراحل المختلفة للجنين، وهذا هو من العجائب
العظيمة لعالم الخلق، وتطور العلم (علم الأجنَّة) قد كشف الكثير من أسراره وإن
كانت هناك أسرار كثيرة لم يتمّ كشفها لحدّ الآن، ونذكر
هنا قسماً من العجائب والتي تعدّ زاوية صغيرة من عالم الجنين: |
الآيات(5) (11) إِنَّ
الاَْبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْس كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً(5) عَيْناً
يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللهِ يُفَجِّرُونَهَا
|
|
إِنَّ الاَْبْرَارَ
يَشْرَبُونَ مِن كَأْس كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً(5) عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا
عِبَادُ اللهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً(6) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ
يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً(7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ
مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً(8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لاَ
نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَآءً وَلاَ شُكُوراً(9) إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا
يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً(10) فَوَقَهُمُ اللهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ
وَلَقَّهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً(11) |
|
سبب
النزول
|
|
|
البرهان
العظيم على فضيلة أهل بيت النّبي:
|
|
قال ابن عباس: إنَّ الحسن والحسين مرضا فعادهما الرسول(ص) في ناس معه،
فقالوا: يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك، فنذر علي وفاطمة وفضة جارية لهما إنْ
برئا مّما بهما أن يصوموا ثلاثة أيّام (طبقاً لبعض الرّوايات أنَّ الحسن والحسين
أيضاً قالا نحن كذلك ننذر أن نصوم) فشفيا وما كان معهم شيء، فاستقرض علي(عليه السلام)
ثلاث أصواع من شعير فطحنت فاطمة صاعاً واختبزته، فوضعوا الأرغفة بين
أيديهم ليفطروا فوقف عليهم سائل، وقال: السلام عليكم، أهل بيت محمّد، مسكين من
مساكين المسلمين، أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنّة، فآثزوه وباتوا لم يذوقوا
إلاّ الماء وأصبحوا صياماً. |
|
التّفسير |
|
جزاء
الأبرار العظيم
|
|
أشارت الآيات السابقة الى
العقوبات التي تنتظر الكافرين بعد تقسيمهم إلى جماعتين وهي «الشكور» و«الكفور»،
والآيات في هذا المقطع تتحدث المكافآت التي أنعم الله بها على الأبرار وتذكّر بأُمور ظريفة في هذا الباب. فيقول تعالى: (إنّ الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافوراً). |
|
إشباع
الجياع من أفضل الحسنات:
|
|
ليست هذه الآيات مورد البحث
هي الآيات الوحيدة التي عدّت إطعام الطعام من الأعمال الصالحة للأبرار وعباد
الله، بل إنّ كثيراً من آيات القرآن اعتمدت هذا المعنى وأكّدت عليه، وأشارت إلى أنّ لهذا
العمل محبوبية خاصّة عند الله، وإذا ألقينا نظرة على عالم اليوم والذي يموت فيه
بسبب الجوع حسب الأخبار المنتشرة ملايين الأشخاص في كل عام، والحال أنّ بقية
المناطق تلقي بالغذاء الكثير في القمامة تتّضح أهمية هذا الأمر الإِسلامي من جهة، وابتعاد عالم اليوم عن الموازين الأخلاقية من جهة أُخرى. |
|
الآيات(12) (22)
وَجَزَهُم بِمَا صَبَرُواْ جَنَّةً وَحَرِيراً(12) مُّتَّكِئِيِنَ فِيهَا عَلَى
الاَْرَآئِكِ لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلاَ زَمْهَرِيراً(13)
|
|
وَجَزَهُم بِمَا
صَبَرُواْ جَنَّةً وَحَرِيراً(12) مُّتَّكِئِيِنَ فِيهَا عَلَى الاَْرَآئِكِ لاَ
يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلاَ زَمْهَرِيراً(13) وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ
ظِلَلُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً(14) وَيُطَافُ عَلَيْهِم بَِانِيَة
مِّن فِضَّة وَأَكْوَاب كَانَتْ قَوَارِيرَاً(15) قَوَارِيرَ مِن فِضَّة
قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً(16) وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا
زَنجَبِيلاً(17) عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً(18) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ
وِلْدَنٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً
مَّنثُوراً(19) وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً
كَبِيراً(20) عَلِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُس خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّواْ
أَسَاوِرَ مِن فِضَّة وَسَقَهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً(21) إِنَّ هَذَا
كَانَ لَكُمْ جَزَآءً وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُوراً(22) |
|
التّفسير |
|
مكافئات
الجنان العظيمة
|
|
بعد الإشارة الإجمالية في
الآيات السابقة إلى نجاة الأبرار من العذاب الأليم يوم
القيامة، ووصولهم إلى لقاء المحبوب والغرق بالسرور والبهجة، تتناول هذه الآيات
شرح هذه المواهب الإلهية في الجنان، وعددها في هذه على الأقل خمسة عشرة نعمة،
فتتحدث في البدء عن المسكن والملبس فتقول: (وجزاهم بما
صبروا جنّة وحريراً). |
|
الآيات(23) (26)
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْءَانَ تَنزِيلاً(23) فَاصْبِرْ
لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ ءَاثِماً أَوْكَفُوراً
|
إِنَّا نَحْنُ
نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْءَانَ تَنزِيلاً(23) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ
وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ ءَاثِماً أَوْكَفُوراً(24) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ
بُكْرَةً وَأَصِيلاً(25) وَمِنَ الَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً
طَوِيلاً(26) |
|
التّفسير |
|
خمسة
مباديء مهمّة في تنفيذ حكم الله:
|
|
شرعت السورة منذ البداية وحتى
هذه الآية في تبيان خلق الإنسان ثّم المعاد والبعث، وفي هذه الآيات مورد البحث
يتوجه الخطاب إلى الرسول(ص)باصدار أوامر مؤكّدة لهداية الناس والصبر والثبات في
هذا الطريق، وفي الواقع إنّ هذه الآيات تشير إلى أنّ نيل كل تلك النعم والمواهب
الأُخروية لا يتمّ إلاّ بالتمسك بالقرآن وإتباع النّبي(ص) واطاعة أوامره. |
|
|
الآيات(27) (31) إِنَّ
هَؤُلاَءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَآءَهُمْ يَوْماً
ثَقِيلاً(27) نَّحْنُ خَلَقْنَهُمْ وَشَدَدْنَآ أَسْرَهُمْ
|
|
إِنَّ هَؤُلاَءِ
يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَآءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً(27) نَّحْنُ
خَلَقْنَهُمْ وَشَدَدْنَآ أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَآ أَمْثَلَهُمْ
تَبْدِيلاً(28) إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَآءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ
سَبِيلاً(29) وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ اللهُ إِنَّ اللهَ كَانَ
عَلِيماً حَكِيماً(30) يُدْخِلُ مَن يَشَآءُ فِى رَحْمَتِهِ وَالظَّلِمِينَ
أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً(31) |
|
التّفسير |
|
تحذير
مع بيان السبيل!!
|
|
رأينا في الآيات السابقة
تحذيراً للنبي(ص) لكي لا يقع تحت تأثير كل آثم أو كفور من المجرمين، والتاريخ
يشهد أنّهم كانوا يستعينون لسذاجتهم بالمال والجاه والنساء للنفوذ في إرادة النبي(ص)
وعزمه على ادامة الدعوة. والعجيب أنّهم قاسوا روح النّبي(ص) العظيمة بهذا المقياس! ولم ينتبه هؤلاء الغافلين إلى اليوم الثقيل الذي
ينتظرهم، ثقيل من حيث العقوبات، ثقيل من حيث المحاسبة، وثقيل من حيث طول الزمان
وشدّة الفضيحة. آمين
يا ربّ العالمين نهاية
سورة الدهر |
|
|
|