- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
سُورَة المُزَّمِّل مَكيَّة
وَعَدَدُ آيَآتِهَا عشرون آية
|
|
محتوى السورة:
|
|
يدل سياق السورة على وجود
تشابه بينها وبين المكية الأُخرى، ولهذا يستبعد ما قاله
البعض من أنّها مدنية، واختلاف سياق الآيات الأُولى والأخيرة منها يشير
إلى نزوله في فترات متعددة وطويلة، فقد ذكر البعض:
إنّه نزلت في ثمانية أشهر وقيل: سنة، وقيل: عشر سنوات.(
راجع تفسير الدر المنثور، ج6، ص276، ومجمع البيان، ج10، ص377.) . القسم الخامس: هو
القسم الأخير من السورة يعود ليدعو إلى تلاوة القرآن وإقامة الصلاة وإيتاء
الزّكاة، والإنفاق في سبيل اللّه والإستغفار. |
|
فضيلة
السّورة:
|
|
ورد في حديث عن النّبي
الأكرم(ص): «من قرأ سورة المزمل رفع عنه العسر في الدنيا والأخرة»( مجمع البيان، ج10، ص375). |
|
الآيات(1) (5)
يَأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ(1) قُمِ الَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً(2) نِّصْفَهُ أَوِ
انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً(3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرءَانَ
تَرْتِيلاً
|
|
يَأَيُّهَا
الْمُزَّمِّلُ(1) قُمِ الَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً(2) نِّصْفَهُ أَوِ انْقُصْ
مِنْهُ قَلِيلاً(3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرءَانَ تَرْتِيلاً(4)
إِنَّا سَنُلْقِى عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً(5) |
|
التّفسير |
|
يشير سياق الآيات كما بيّنا
إلى دعوة الرّسول الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) للإستقامة والإستعداد لقبول
مهمّة كبيرة وثقيلة، وهذا لا يتمّ إلاّ بالبناء المسبق للذات، فيقول: (يا أيّها المزّمل قم الليل إلاّ قليلاً، نصفه أو انقص منه
قليلاً، أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلاً).
(«مزّمل»: أصلها متزمل، وهي من التزمل، وتعني لف الثوب على نفسه، ولهذا جاء لفظ
الزميل، أي المصاحب والرفيق.،) . |
|
بحوث
|
|
1 ـ قيام الليل
بتلاوة القرآن والدعاء
|
|
قلنا إنّ الرّسول(ص) وإن كان
هو المخاطب في هذه الآيات، ولكن آخر السورة يشير إلى وجود مؤمنين كانوا معه في
هذا العمل، والسؤال هو هل أنّ إحياء الليل كان واجباً
على الجميع في أوائل دعوته أم لا؟ قال البعض: إنّ هذا الأمر كان واجباً
في البدء ثمّ نسخ بالآية الأخيرة للسورة ومدّة
ذلك حوالي السنة، حتى وأنّ البعض ذهب إلى أنّ هذا الحكم كان قبل تشريع الصلوات
الخمس، ثمّ نسخ هذا الحكم بعد تشريعها، ولكن المرحوم
الطبرسي (رحمه الله) كما ذكر في تفسيره «مجمع البيان» أنّ ظاهر آيات هذه
السورة لا يشير إلى النسخ، الأفضل هو القول بأنّ
هذه العبادة مستحبة وسنّة مؤكّدة، ولم يكن لها طابع الوجوب إلاّ لشخص النّبي(ص)
كما في بعض الآيات الأُخرى للقرآن، ولا مانع ذلك من وجوبها على
النّبي(ص)واستحبابها على المؤمنين، ومضافاً إلى أنّ
الآيات المذكورة لا تنحصر بصلاة الليل، لأنّها لم تشغل نصف ممن الليل أو
ثلثي الليل بل وحتى ثلثه، وما ذكر في الآية هو النهوض لترتيل القرآن. |
|
2 ـ معنى
التّرتيل
|
|
إنّ ما أكّدت على الآيات
المذكورة هو الترتيل وليس قراءة القرآن، ووردت روايات عن الأئمّة المعصومين(ع)
في معنى الترتيل كلّ منها يشير إلى بعد من أبعاد هذه الكلمة الواسعة. |
|
3 ـ فضيلة صلاة
الليل
|
|
هذه الآيات تبيّن أهمّية
إحياء الليل بالعبادة وقراءة القرآن عندما يكون الغافلون نياماً، وكما أشرنا من قبل فإنّ العبادة في الليل وبالخصوص عند السحر
لها الأثر البالغ في تصفية الروح وتهذيب النفوس والتربية المعنوية للإنسان
وطهارة القلب وإيقاظه، وكذا في تقوية الإيمان والإرادة، وتوكيد اركان التقوى في
الروح والقلب، ويمكن لمس ذلك بمجرّد الإختيار مرّة واحدة، وقد أكّدت
الرّوايات على ذلك بالإضافة إلى ما ذكرته الآيات القرآنية. |
|
الآيات(6) (10) إنَّ
نَاشِئَةَ الَّيْلِ هِىَ أَشَدُّ وَطْأً وَأَقْوَمُ قِيلاً(6) إِنَّ لَكَ فِى
النَّهَارِ سَبْحاً طَوِيلاً(7) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ
|
إنَّ نَاشِئَةَ
الَّيْلِ هِىَ أَشَدُّ وَطْأً وَأَقْوَمُ قِيلاً(6) إِنَّ لَكَ فِى النَّهَارِ
سَبْحاً طَوِيلاً(7) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً
(8)رَّبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَاتَّخِذْهُ
وَكِيلاً (9)وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً(10) |
|
التّفسير |
|
تأثير
الدعاء والمناجاة في أعماق الليل:
|
|
|
تستمر هذه الآيات في البحث
حول عبادة الليل والتعاليم المعنوية الموجودة قراءة القرآن في الليل، وهي بمنزلة
بيان الدليل على ما جاء في الآيات السالفة، فيقول تعالى: (إنّ ناشئة الليل هي
أشدُّ وطأً وأقوم قيلاً)( «الناشئة»: اسم فاعل واحتمل
كونها مصدراً كالعاقبة.) . ويضيف في الآية
الأُخرى: (إنّ لك في النهار سبحاً
طويلاً). وممّا روي عن أئمّة
أهل البيت (عليهم السلام) «التبتل رفع
اليد إلى اللّه حال الصّلاة»( نور الثقلين، ج5، ص450،
ح27).والواضح أنّ هذا هو مظهر من مظاهر الإخلاص والإنقطاع إلى اللّه. التعبير بـ «ربّ
المشرق والمغرب» إشارة إلى
الحاكمية والرّبوبية على العالم المشهور كلّه. |
|
الآيات(11) (19)
وَذَرْنِى وَالمُكَذِّبِينَ أُوْلِى النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً(11)
إِنَّ لَدَيْنَآ أَنْكَالاً وَجَحِيماً(12) وَطَعَاماً ذَا غُصَّة
|
|
وَذَرْنِى
وَالمُكَذِّبِينَ أُوْلِى النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً(11) إِنَّ
لَدَيْنَآ أَنْكَالاً وَجَحِيماً(12) وَطَعَاماً ذَا غُصَّة وَعَذَاباً أَلِيماً
(13) يَوْمَ تَرْجُفُ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبَاً
مَّهِيلاً(14) إِنَّآ أَرْسَلْنَآ إِلَيْكُمْ رَسُولاً شهِداً عَلَيْكُمْ كَمَآ
أَرْسَلْنَآ إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً(15) فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُوْلَ
فَأَخَذْنَهُ أَخْذَاً وَبِيلاً (16)فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْماً
يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً(17) الْسَّمَآءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ
مَفْعُولاً(18) إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَآءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ
سَبِيلاً (19) |
|
التّفسير |
|
ذرني
والمكذبين المستكبرين:
|
|
أشارت في الآية
الأخيرة من الآيات السابقة إلى أقوال المشركين البذيئة، وعدائهم وإيذائهم
للنّبي(ص)، أمّا في هذه الآيات فإنّ
اللّه تعالى يهددهم بالعذاب الأليم، ويدعوهم إلى ترك ما هم عليه، ويواسي
المؤمنين الأوائل، فيقول تعالى شأنه: (وذرني والمكذبين
أولي النعمة ومهلهم قليلاً). لم يكن جيش فرعون مانعاً من
العذاب الإلهي، ولم تكن سعة مملكتهم وأموالهم وثراؤهم سبباً لرفع هذا العذاب، ففي النهاية أُغرقوا في أمواج النيل المتلاطمة إذ أنّهم كانوا
يتباهون بالنيل، فبماذا تفكرون لأنفسكم وأنتم
أقل عدّة وعدداً من فرعون وأتباعه وأضعف؟! وكيف تغترون بأموالكم وأعدادكم
القليلة؟! |
|
ملاحظة:
|
|
المراحل
الأربع للعذاب الإلهي
|
|
الآيات السابقة تهدد المكذبين
المغرورين بأربعة أنواع من العذاب الأليم: النكال، الجحيم، الطعام ذوالغصّة،
والعذاب الأليم، هذه العقوبات في الحقيقة هي تقع في
مقابل أحوالهم في هذه الحياة الدنيا. |
|
الآية(20) إِنَّ
رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَىِ الَّيْلِ وَنِصْفَهُ
وَثُلُثَهُ وَطَآئِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ الَّيْلَ
وَالنَّهَارَ
|
|
إِنَّ رَبَّكَ
يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَىِ الَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ
وَطَآئِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ الَّيْلَ وَالنَّهَارَ
عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنَ
الْقُرْءانِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنْكُم مَّرْضَى وَءَاخَرُونَ يَضْرِبُونَ
فِى الاَْرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَءاخَرُونَ يُقَتِلُونَ فِى
سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلوةَ
وَءاتُواْ الزَّكَوةَ وَأَقْرِضُواْ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا
لاَِنْفُسِكُم مِّنْ خَيْر تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ
أَجْراً وَاسْتَغفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ(20) |
التّفسير |
|
فاقرؤوا
ما تيسر من القرآن:
|
|
هذه الآية هي من
أطول آيات هذه السورة وتشتمل على مسائل كثيرة، وهي مكملة لمحتوى الآيات السابقة، وهناك أقوال كثيرة للمفسّرين حول ما إذا
كانت هذه الآية ناسخة لحكم صدر السورة أم لا، وكذلك في مكّيتها أو مدنيتها،
ويتّضح لنا جواب هذه الأسئلة بعد تفسير الآية. والملاحظ في الآية
ذكر ثلاثة نماذج من الأعذار، أحدها يتعلق بالجسم (المرض)، والآخر بالمال
(السفر)، والثالث بالدين (الجهاد في سبيل
اللّه)، ولذا قال البعض: إنّ المستفاد من الآية
هو السعي للعيش بمثابة الجهاد في سبيل اللّه! وقالوا: إنّ هذه الآية مدنيّة
بدليل سياقها في وجوب الجهاد، إلاّ أنّ الجهاد لم يكن في مكّة، ولكن بالإلتفات
إلى قوله: (سيكون) يمكن أن تكون الآية مخبرة على تشريع الجهاد في المستقبل، أي
بسبب ما لديكم من الأعذار وما سيكون من الأعذار، لم يكن هذا الحكم دائمياً،
وبهذا الصورة يمكن أن تكون الآية مكّية ولا منافاة في ذلك. |
|
ملاحظات
|
|
|
1 ـ ضرورة
الإستعداد العقائدي والثقافي
|
|
لغرض إيجاد ثورة واسعة في
جميع الشؤون الحياتية أو إنجاز عمل إجتماعي ذي أهمية لابدّ من وجود قوّة عزم
بشرية قبل كل شيء، وذلك مع الإعتقاد الراسخ، والمعرفة الكاملة، والتوجيه والفكري
والثقافي الضروري والتربوي، والتربية الأخلاقية، وهذا ما قام به النّبي(ص) في
مكّة في السنوات الاُولى للبعثة، بل في مدّة حياته(ص)، ولوجود هذا الأساس المتين
للبناء أخذ الإسلام بالنمو السريع والرشد الواسع من جميع الجهات. |
|
2 ـ قراءة القرآن
والتفكر
|
|
يستفاد من
الرّوايات الإسلامية أنّ فضائل قراءة
القرآن ليس بكثرة القراءة، بل في حسن القراءة والتدبر والتفكر فيها، ومن الطريف
أنّ هناك رواية وردت عن الإمام الرضا(عليه السلام) في تفسير ذيل الآية: (فاقرؤوا ما تيسر منه) رواها عن جدّه(ص): «ما تيسّر
منه لكم فيه خشوع القلب وصفاء السر»( مجمع البيان، ج10،
ص382.،) لم لا يكون كذلك والهدف الأساس للقراءة هو التعليم والتربية. |
|
3 ـ السعي للعيش
كالجهاد في سبيل اللّه
|
|
كما عرفنا من الآية السابقة
فإنّ السعي لطلب الرزق جعل مرادفاً للجهاد في سبيل اللّه، وهذا يشير إلى أنّ
الإسلام يُعير أهمية بالغه لهذا الأمر، ولم لا يكون كذلك فلأُمّة الفقيرة
والجائعة المحتاجة للأجنبي لا يمكن لها أن تحصل على الإستقلال والرفاه، والمعروف
أنّ الجهاد الإقتصادي هو قسم من الجهاد مع الأعداء، وقد نقل في هذا الصدد قول عن
الصحابي المشهور عبد اللّه بن مسعود: «أيما رجل جلب شيئاً إلى مدينة من مدائن
المسلمين صابراً محتسباً فباعه بسعر يومه كان عند اللّه بمنزلة الشهداء» ثمّ
قرأ: (وآخرون يضربون في الأرض)( مجمع البيان، وتفسير
أبي الفتوح، وتفسير القرطبي، ذيل الآية مورد البحث وقد نقل القرطبي حديثاً عن
الرّسول (ص)يشابه هذه الحديث ، فيستفاد من ذلك أنّ عبد اللّه بن مسعود قد ذكر
الحديث عن النّبي(ص) وليس هو من قوله.) . آمين ربّ العالمين نهاية سورة المزّمل |
|
|
|
|
سُورَة المُزَّمِّل مَكيَّة
وَعَدَدُ آيَآتِهَا عشرون آية
|
|
محتوى السورة:
|
|
يدل سياق السورة على وجود
تشابه بينها وبين المكية الأُخرى، ولهذا يستبعد ما قاله
البعض من أنّها مدنية، واختلاف سياق الآيات الأُولى والأخيرة منها يشير
إلى نزوله في فترات متعددة وطويلة، فقد ذكر البعض:
إنّه نزلت في ثمانية أشهر وقيل: سنة، وقيل: عشر سنوات.(
راجع تفسير الدر المنثور، ج6، ص276، ومجمع البيان، ج10، ص377.) . القسم الخامس: هو
القسم الأخير من السورة يعود ليدعو إلى تلاوة القرآن وإقامة الصلاة وإيتاء
الزّكاة، والإنفاق في سبيل اللّه والإستغفار. |
|
فضيلة
السّورة:
|
|
ورد في حديث عن النّبي
الأكرم(ص): «من قرأ سورة المزمل رفع عنه العسر في الدنيا والأخرة»( مجمع البيان، ج10، ص375). |
|
الآيات(1) (5)
يَأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ(1) قُمِ الَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً(2) نِّصْفَهُ أَوِ
انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً(3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرءَانَ
تَرْتِيلاً
|
|
يَأَيُّهَا
الْمُزَّمِّلُ(1) قُمِ الَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً(2) نِّصْفَهُ أَوِ انْقُصْ
مِنْهُ قَلِيلاً(3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرءَانَ تَرْتِيلاً(4)
إِنَّا سَنُلْقِى عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً(5) |
|
التّفسير |
|
يشير سياق الآيات كما بيّنا
إلى دعوة الرّسول الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) للإستقامة والإستعداد لقبول
مهمّة كبيرة وثقيلة، وهذا لا يتمّ إلاّ بالبناء المسبق للذات، فيقول: (يا أيّها المزّمل قم الليل إلاّ قليلاً، نصفه أو انقص منه
قليلاً، أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلاً).
(«مزّمل»: أصلها متزمل، وهي من التزمل، وتعني لف الثوب على نفسه، ولهذا جاء لفظ
الزميل، أي المصاحب والرفيق.،) . |
|
بحوث
|
|
1 ـ قيام الليل
بتلاوة القرآن والدعاء
|
|
قلنا إنّ الرّسول(ص) وإن كان
هو المخاطب في هذه الآيات، ولكن آخر السورة يشير إلى وجود مؤمنين كانوا معه في
هذا العمل، والسؤال هو هل أنّ إحياء الليل كان واجباً
على الجميع في أوائل دعوته أم لا؟ قال البعض: إنّ هذا الأمر كان واجباً
في البدء ثمّ نسخ بالآية الأخيرة للسورة ومدّة
ذلك حوالي السنة، حتى وأنّ البعض ذهب إلى أنّ هذا الحكم كان قبل تشريع الصلوات
الخمس، ثمّ نسخ هذا الحكم بعد تشريعها، ولكن المرحوم
الطبرسي (رحمه الله) كما ذكر في تفسيره «مجمع البيان» أنّ ظاهر آيات هذه
السورة لا يشير إلى النسخ، الأفضل هو القول بأنّ
هذه العبادة مستحبة وسنّة مؤكّدة، ولم يكن لها طابع الوجوب إلاّ لشخص النّبي(ص)
كما في بعض الآيات الأُخرى للقرآن، ولا مانع ذلك من وجوبها على
النّبي(ص)واستحبابها على المؤمنين، ومضافاً إلى أنّ
الآيات المذكورة لا تنحصر بصلاة الليل، لأنّها لم تشغل نصف ممن الليل أو
ثلثي الليل بل وحتى ثلثه، وما ذكر في الآية هو النهوض لترتيل القرآن. |
|
2 ـ معنى
التّرتيل
|
|
إنّ ما أكّدت على الآيات
المذكورة هو الترتيل وليس قراءة القرآن، ووردت روايات عن الأئمّة المعصومين(ع)
في معنى الترتيل كلّ منها يشير إلى بعد من أبعاد هذه الكلمة الواسعة. |
|
3 ـ فضيلة صلاة
الليل
|
|
هذه الآيات تبيّن أهمّية
إحياء الليل بالعبادة وقراءة القرآن عندما يكون الغافلون نياماً، وكما أشرنا من قبل فإنّ العبادة في الليل وبالخصوص عند السحر
لها الأثر البالغ في تصفية الروح وتهذيب النفوس والتربية المعنوية للإنسان
وطهارة القلب وإيقاظه، وكذا في تقوية الإيمان والإرادة، وتوكيد اركان التقوى في
الروح والقلب، ويمكن لمس ذلك بمجرّد الإختيار مرّة واحدة، وقد أكّدت
الرّوايات على ذلك بالإضافة إلى ما ذكرته الآيات القرآنية. |
|
الآيات(6) (10) إنَّ
نَاشِئَةَ الَّيْلِ هِىَ أَشَدُّ وَطْأً وَأَقْوَمُ قِيلاً(6) إِنَّ لَكَ فِى
النَّهَارِ سَبْحاً طَوِيلاً(7) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ
|
إنَّ نَاشِئَةَ
الَّيْلِ هِىَ أَشَدُّ وَطْأً وَأَقْوَمُ قِيلاً(6) إِنَّ لَكَ فِى النَّهَارِ
سَبْحاً طَوِيلاً(7) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً
(8)رَّبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَاتَّخِذْهُ
وَكِيلاً (9)وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً(10) |
|
التّفسير |
|
تأثير
الدعاء والمناجاة في أعماق الليل:
|
|
|
تستمر هذه الآيات في البحث
حول عبادة الليل والتعاليم المعنوية الموجودة قراءة القرآن في الليل، وهي بمنزلة
بيان الدليل على ما جاء في الآيات السالفة، فيقول تعالى: (إنّ ناشئة الليل هي
أشدُّ وطأً وأقوم قيلاً)( «الناشئة»: اسم فاعل واحتمل
كونها مصدراً كالعاقبة.) . ويضيف في الآية
الأُخرى: (إنّ لك في النهار سبحاً
طويلاً). وممّا روي عن أئمّة
أهل البيت (عليهم السلام) «التبتل رفع
اليد إلى اللّه حال الصّلاة»( نور الثقلين، ج5، ص450،
ح27).والواضح أنّ هذا هو مظهر من مظاهر الإخلاص والإنقطاع إلى اللّه. التعبير بـ «ربّ
المشرق والمغرب» إشارة إلى
الحاكمية والرّبوبية على العالم المشهور كلّه. |
|
الآيات(11) (19)
وَذَرْنِى وَالمُكَذِّبِينَ أُوْلِى النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً(11)
إِنَّ لَدَيْنَآ أَنْكَالاً وَجَحِيماً(12) وَطَعَاماً ذَا غُصَّة
|
|
وَذَرْنِى
وَالمُكَذِّبِينَ أُوْلِى النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً(11) إِنَّ
لَدَيْنَآ أَنْكَالاً وَجَحِيماً(12) وَطَعَاماً ذَا غُصَّة وَعَذَاباً أَلِيماً
(13) يَوْمَ تَرْجُفُ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبَاً
مَّهِيلاً(14) إِنَّآ أَرْسَلْنَآ إِلَيْكُمْ رَسُولاً شهِداً عَلَيْكُمْ كَمَآ
أَرْسَلْنَآ إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً(15) فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُوْلَ
فَأَخَذْنَهُ أَخْذَاً وَبِيلاً (16)فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْماً
يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً(17) الْسَّمَآءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ
مَفْعُولاً(18) إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَآءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ
سَبِيلاً (19) |
|
التّفسير |
|
ذرني
والمكذبين المستكبرين:
|
|
أشارت في الآية
الأخيرة من الآيات السابقة إلى أقوال المشركين البذيئة، وعدائهم وإيذائهم
للنّبي(ص)، أمّا في هذه الآيات فإنّ
اللّه تعالى يهددهم بالعذاب الأليم، ويدعوهم إلى ترك ما هم عليه، ويواسي
المؤمنين الأوائل، فيقول تعالى شأنه: (وذرني والمكذبين
أولي النعمة ومهلهم قليلاً). لم يكن جيش فرعون مانعاً من
العذاب الإلهي، ولم تكن سعة مملكتهم وأموالهم وثراؤهم سبباً لرفع هذا العذاب، ففي النهاية أُغرقوا في أمواج النيل المتلاطمة إذ أنّهم كانوا
يتباهون بالنيل، فبماذا تفكرون لأنفسكم وأنتم
أقل عدّة وعدداً من فرعون وأتباعه وأضعف؟! وكيف تغترون بأموالكم وأعدادكم
القليلة؟! |
|
ملاحظة:
|
|
المراحل
الأربع للعذاب الإلهي
|
|
الآيات السابقة تهدد المكذبين
المغرورين بأربعة أنواع من العذاب الأليم: النكال، الجحيم، الطعام ذوالغصّة،
والعذاب الأليم، هذه العقوبات في الحقيقة هي تقع في
مقابل أحوالهم في هذه الحياة الدنيا. |
|
الآية(20) إِنَّ
رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَىِ الَّيْلِ وَنِصْفَهُ
وَثُلُثَهُ وَطَآئِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ الَّيْلَ
وَالنَّهَارَ
|
|
إِنَّ رَبَّكَ
يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَىِ الَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ
وَطَآئِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ الَّيْلَ وَالنَّهَارَ
عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنَ
الْقُرْءانِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنْكُم مَّرْضَى وَءَاخَرُونَ يَضْرِبُونَ
فِى الاَْرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَءاخَرُونَ يُقَتِلُونَ فِى
سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلوةَ
وَءاتُواْ الزَّكَوةَ وَأَقْرِضُواْ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا
لاَِنْفُسِكُم مِّنْ خَيْر تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ
أَجْراً وَاسْتَغفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ(20) |
التّفسير |
|
فاقرؤوا
ما تيسر من القرآن:
|
|
هذه الآية هي من
أطول آيات هذه السورة وتشتمل على مسائل كثيرة، وهي مكملة لمحتوى الآيات السابقة، وهناك أقوال كثيرة للمفسّرين حول ما إذا
كانت هذه الآية ناسخة لحكم صدر السورة أم لا، وكذلك في مكّيتها أو مدنيتها،
ويتّضح لنا جواب هذه الأسئلة بعد تفسير الآية. والملاحظ في الآية
ذكر ثلاثة نماذج من الأعذار، أحدها يتعلق بالجسم (المرض)، والآخر بالمال
(السفر)، والثالث بالدين (الجهاد في سبيل
اللّه)، ولذا قال البعض: إنّ المستفاد من الآية
هو السعي للعيش بمثابة الجهاد في سبيل اللّه! وقالوا: إنّ هذه الآية مدنيّة
بدليل سياقها في وجوب الجهاد، إلاّ أنّ الجهاد لم يكن في مكّة، ولكن بالإلتفات
إلى قوله: (سيكون) يمكن أن تكون الآية مخبرة على تشريع الجهاد في المستقبل، أي
بسبب ما لديكم من الأعذار وما سيكون من الأعذار، لم يكن هذا الحكم دائمياً،
وبهذا الصورة يمكن أن تكون الآية مكّية ولا منافاة في ذلك. |
|
ملاحظات
|
|
|
1 ـ ضرورة
الإستعداد العقائدي والثقافي
|
|
لغرض إيجاد ثورة واسعة في
جميع الشؤون الحياتية أو إنجاز عمل إجتماعي ذي أهمية لابدّ من وجود قوّة عزم
بشرية قبل كل شيء، وذلك مع الإعتقاد الراسخ، والمعرفة الكاملة، والتوجيه والفكري
والثقافي الضروري والتربوي، والتربية الأخلاقية، وهذا ما قام به النّبي(ص) في
مكّة في السنوات الاُولى للبعثة، بل في مدّة حياته(ص)، ولوجود هذا الأساس المتين
للبناء أخذ الإسلام بالنمو السريع والرشد الواسع من جميع الجهات. |
|
2 ـ قراءة القرآن
والتفكر
|
|
يستفاد من
الرّوايات الإسلامية أنّ فضائل قراءة
القرآن ليس بكثرة القراءة، بل في حسن القراءة والتدبر والتفكر فيها، ومن الطريف
أنّ هناك رواية وردت عن الإمام الرضا(عليه السلام) في تفسير ذيل الآية: (فاقرؤوا ما تيسر منه) رواها عن جدّه(ص): «ما تيسّر
منه لكم فيه خشوع القلب وصفاء السر»( مجمع البيان، ج10،
ص382.،) لم لا يكون كذلك والهدف الأساس للقراءة هو التعليم والتربية. |
|
3 ـ السعي للعيش
كالجهاد في سبيل اللّه
|
|
كما عرفنا من الآية السابقة
فإنّ السعي لطلب الرزق جعل مرادفاً للجهاد في سبيل اللّه، وهذا يشير إلى أنّ
الإسلام يُعير أهمية بالغه لهذا الأمر، ولم لا يكون كذلك فلأُمّة الفقيرة
والجائعة المحتاجة للأجنبي لا يمكن لها أن تحصل على الإستقلال والرفاه، والمعروف
أنّ الجهاد الإقتصادي هو قسم من الجهاد مع الأعداء، وقد نقل في هذا الصدد قول عن
الصحابي المشهور عبد اللّه بن مسعود: «أيما رجل جلب شيئاً إلى مدينة من مدائن
المسلمين صابراً محتسباً فباعه بسعر يومه كان عند اللّه بمنزلة الشهداء» ثمّ
قرأ: (وآخرون يضربون في الأرض)( مجمع البيان، وتفسير
أبي الفتوح، وتفسير القرطبي، ذيل الآية مورد البحث وقد نقل القرطبي حديثاً عن
الرّسول (ص)يشابه هذه الحديث ، فيستفاد من ذلك أنّ عبد اللّه بن مسعود قد ذكر
الحديث عن النّبي(ص) وليس هو من قوله.) . آمين ربّ العالمين نهاية سورة المزّمل |
|
|
|