- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
سورة
الجِنّ مَكيَّة وَعَدَدُ آيَآتِهَا ثَمان وَعشرُون آية
|
|
محتوى السورة:
|
|
تتحدث هذه السورة حول نوع من
الخلائق المستورين عن حواسنا، وهم الجن، كما سمّيت السورة باسمهم، وأنّهم يؤمنون
بنبيّنا الأكرم(ص)، وعن خضوعهم للقرآن وإيمانهم بالمعاد، وأنّ فيهم المؤمن
والكافر وغير ذلك، وفي هذا القسم من السورة (19) آية من
(28) آية تصحح ما حُرّف من معتقدات حول الجن،
وهناك قسم آخر من السورة يشير إلى التوحيد والمعاد، والقسم
الأخير يتحدث عن علم الذي لا يعلمه إلاّ
ما شاء للّه. |
|
فضيلة
سورة الجن:
|
|
ورد في حديث عن
الرّسول الأكرم: «من قرأ سورة
الجن اُعطي بعدد كلّ جني وشيطان صدق بمحمّد(ص) وكذّب به عتق رقبة».( مجمع البيان، ج10، ص365.) . |
|
الآيات(1) (6) قُلْ
أُوحِىَ إِلَىَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُواْ إِنَّا
سَمِعْنَا قُرْءانَاً عَجَباً(1) يَهْدِى إِلَى الْرُّشْدِ
|
|
قُلْ أُوحِىَ
إِلَىَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُواْ إِنَّا سَمِعْنَا
قُرْءانَاً عَجَباً(1) يَهْدِى إِلَى الْرُّشْدِ فَأمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ
بِرَبِّنَا أَحَدَاً(2) وَأَنَّهُ تَعَلَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَحِبَةً
وَلاَ وَلَداً (3)وأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً(4)
وَأَنَّا ظَنَنَّآ أَن لَّن تَقُولَ الإِنْسُ والْجِنُّ عَلَى اللَّهِ
كَذِباً(5) وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَال مِّنَ
الْجِنَّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً(6) |
|
سبب
النّزول
|
|
ما جاء في سبب نزول سورة الأحقاف في تفسير الآيات (29 ـ 32) مطابق لسبب نزول هذه السورة، ويدل على أنّ السورتين يتعلقان
بحادثة واحدة، وتوضح سبب النّزول باختصار كما يلي: |
|
التّفسير |
|
القرآن
العجيب!!
|
|
نرجع إلى تفسير
الآيات بعد ذكر ما قيل في سبب النّزول يقول اللّه تعالى: (قل أوحي إليّ أنّه استمع نفرٌ
من الجن فقالوا إنّا سمعنا قرآناً عجباً)( نفر: على قول أصحاب اللغة والتّفسير:
الجماعة من 3 الى 9.) . فيقول أوّلاً: بأنّهم قالوا: (يهدي إلى الرّشد
فآمنا به ولن نشرك بربّنا أحداً)التعبير بـ «الرّشد»
تعبير واسع وجامع، ويمكن أن يستوعب كل امتياز، فهو الطريق المستقيم من دون
اعوجاج، وهو الضياء والوضوح الذي يوصل المتعلقين به إلى محل السعادة والكمال. |
|
الآيات(7) (10)
وَأَنَّهُمْ ظَنُّواْ كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَداً(7)
وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً
وَشُهُباً
|
|
وَأَنَّهُمْ
ظَنُّواْ كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَداً(7) وَأَنَّا
لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً (8)
وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَعِدَ لِلَّسْمِعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الأَنَ
يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً(9) وَأَنَّا لاَ نَدْرِى أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن
فِى الأَرْضِ أِمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً(10) |
|
التّفسير |
|
كنّا
من قبل نسترق السمع ولكن...
|
|
يشير سياق الآية إلى استمرار
حديث المؤمنين من الجن، وتبيان الدعوة لقومهم، ودعوتهم إلى الإسلام بالطرق
المختلفة، وفيقولون: (وأنّهم ظنّوا كما ظننتم أن لن
يبعث اللّه أحداً). |
|
الآيات(11) (15)
وَأَنَّا مِنَّا الصَّلِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَآئِقَ قِدَداً
(11)وَأَنَّا ظَنَنَّآ أَن لَّن نُّعْجِزَ اللَّهَ فِى الأَرْضِ
|
وَأَنَّا مِنَّا
الصَّلِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَآئِقَ قِدَداً (11)وَأَنَّا ظَنَنَّآ
أَن لَّن نُّعْجِزَ اللَّهَ فِى الأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَباً
(12)وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى ءَامَنَّا بِهِ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ
فَلاَ يَخَافُ بَخْساً وَلاَ رَهَقَاً(13) وَأَنَّا مِنَّآ المُسْلِمُونَ
وَمِنّآ القِسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً(14)
وَأَمَّا القَسِطُونَ فَكَانُواْ لِجَهَنَّمَ حَطَباً(15) |
|
التّفسير |
|
إنّ
سمعنا الحقّ فأطعناه:
|
|
|
في هذه الآيات يستمر مؤمنو
الجن في حديثهم وهم يبلغون قومهم الضالّين فيقولون: (وأنّا
منّا الصّالحون ومنّا دون ذلك كنّا طرائق قدداً). ولكن مؤمني الجن يوضحون في قولهم هذا أنّهم يملكون الإختيار والحرية،
وفيهم الصالح والطالح، وهذا يوفرّ لهم الأرضية للهداية، وأساساً فإنّ أحد
العوامل المؤثرة في التبليغ هو إعطاء الشخصية للطرف المقابل، وتوجيهه إلى وجود
عوامل الهداية والكمال في نفسه. |
|
الآيات(16) (19)
وَأَلَّوِ اسْتَقَمُواْ عَلَى الطَّرِيقَةِ لاََسْقَيْنَهُم مَّآءً غَدَقاً (16)لِنَفْتِنَهُمْ
فِيْهِ وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ
|
|
وَأَلَّوِ
اسْتَقَمُواْ عَلَى الطَّرِيقَةِ لاََسْقَيْنَهُم مَّآءً غَدَقاً
(16)لِنَفْتِنَهُمْ فِيْهِ وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ
عَذَاباً صَعَداً (17) وَأَنَّ الْمَسَجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُواْ مَعَ
اللَّهِ أحَداً (18)وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُواْ
يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً(19) |
|
التّفسير |
|
الفتنة
باغدق النعمة:
|
|
هذه الآيات تشير ظاهراً إلى
استمرار الجن في حديثهم مع قومهم: (وإن كان بعض
المفسّرين يعتبرون هذه الآية معترضة بين كلام الجن) ولكن اعتراضها خلاف
الظاهر، وسياق هذه الآيات يشابه السابقة والذي كان من كلام الجن، ولذا يستبعد أن
يكون هذا الكلام هو لغير الجن.( من الملاحظ أنّ السبب
الوحيد الذي دعا المفسّرين إلى أن يعتبروا هذا الكلام من كلام اللّه تعالى
وأنّها جملة اعتراضية هو ضمائر (المتكلم مع الغير) ففي موضع يقول: لأسقيناهم
ماءً غدقاً، وفي موضع آخر يقول: لنفتنهم فيه، ولكن لا ضمير عندما نعتبر هذه
التعابير من باب النقل، كما لو تحدث شخص عن صاحبه فيقول: إنّ فلاناً يعتقد بأنّي
شخص حسن، (بالطبع هو لم يستعمل كلمة (أنا) وإنّما استعمل كلمة (هو) ولكن القائل
يختار مثل هذا التعبير).) . على كل حال فإنّ سياق الآيات السابقة يشير إلى ثواب المؤمنين في يوم
القيامة، وفي هذه الآيات يتحدث عن ثوابهم الدّنيوي فيقول: (وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقاً) أوّلاً: قيل هي المواطن التي يُسجد فيها للّه تعالى كالمسجد
الحرام وبقية المساجد، وبشكل أعم هي الأرض التي يصلّي فيها ويسجد عليها، وهو
مصداق القول الرّسول الأكرم(ص): «جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً».( وسائل الشيعة، ج2، ص970، الحديث 3.) . الأوّل: أنّهم ـ أي الجن ـ يبيّنون حال أصحاب الرّسول(ص)
والمجتمعين عليه المقتدين به في صلاته إذا صلّى والمنصتين لما يتلوه كلام اللّه،
والمراد من ذلك هو الإقتداء الجنّ بهم والإيمان في ذلك. |
|
ملاحظة::
التّحريف في تفسير الآية: ( وأنّ المساجد للّه )
|
|
إنّ مسألة التوسل النّبي(ص)
وبأولياء دين اللّه تعني اتّخاذهم وسيلة وذريعة الى اللّه تعالى، وهذا ممّا لا
يتنافى مع حقيقة التوحيد ولا مع آيات القرآن، بل هي تأكيد على التوحيد وعلى أنّ
كلّ شيء هو من عند اللّه، وأُشير إلى الشفاعة وطلب النّبي(ص) المغفرة للمؤمنين
في كثير من آيات القرآن(بحثنا مسألة (الشفاعة في نظر
القرآن والحديث) بحثاً مفصلاً في ذيل الآية (48) من سورة البقرة وحول حقيقة
(التوسل) في ذيل الآية (35) من سورة المائدة.) . وبهذا يصرّ بعض
المبتعدين عن التعاليم الإسلامية والقرآن الكريم على إنكار شيء من قبيل التوسل
والشفاعة. |
|
الآيات(20) (24) قُلْ
إِنَّمَا أَدْعُواْ رَبِّى وَلاَ أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً(20) قُلْ إِنَّى لاَ
أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرَّاً وَلاَ رَشَداً(21)
|
|
قُلْ إِنَّمَا
أَدْعُواْ رَبِّى وَلاَ أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً(20) قُلْ إِنَّى لاَ أَمْلِكُ
لَكُمْ ضَرَّاً وَلاَ رَشَداً(21) قُلْ إِنِّى لَنْ يُجِيرَنِى مِنَ اللَّهِ
أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً(22) إِلاَّ بَلَغاً مِّنَ اللَّهِ
وَرِسَلَتِهِ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ
خَلِدِينَ فِيهَا أَبَداً (23)حَتَّى إِذا رَأَوْاْ مَا يُوعَدونَ
فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً(24) |
|
التّفسير |
الأُمور
كلّها بيد اللّه لا بيدي:
|
|
في هذا الآيات يأمر اللّه
تعالى نبيّه(ص) أن يقول: (قل إنّما أدعوا ربّي ولا
اُشرك به أحداً) وذلك لتقوية قواعد التوحيد، ونفي كلّ أنواع الشرك، كما
مرّ في الآيات السابقة، ثمّ يأمره أن : (قل إنّي لا
أملك لكم ضرّاً ولا رشداً). |
|
ملاحظتان
|
|
1 ـ صفاء القادة
الإلهيين
|
|
|
إحدى خصوصيات القادة الإلهيين
هي أنّهم بعكس العادة الشيطانيين، ليسوا بمغرورين ولا متكبرين ولا ممن يدّعون ما
ليس فيهم. |
|
2 ـ ليس المهم
الكم بل الكيف!
|
|
أُخذ هذا الموضوع بنظر
الإعتبار في كثير من آيات القرآن، وهو أنّ طاغوت كل زمان يتظاهر بكثرة أعوانه،
كما في شأن فرعون عندما كان يستهين بمن مع موسى(ع) فقال: (إنّ هؤلاء لشرّ ذمّة قليلون)(
الشعراء، 54.)، وقال مشركو العرب: (نحن
أكثر أموالاً وأولاداً وما نحن بمعذبين) وكان المعاند يتظاهر بأمواله وأعوانه،
ويفتخر بذلك ليغيظ به المؤمنين، ويقول: (أنا أكثر منك
مالاً وأعزّ نفراً).( الكهف، 34.) |
|
الآيات(25) (28) قُلْ
إِنْ أدْرِى أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّى أَمَداً(25)
عَلِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً
|
|
قُلْ إِنْ أدْرِى
أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّى أَمَداً(25) عَلِمُ
الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً(26) إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن
رَّسُول فَاِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ومِنْ خَلْفِهِ رَصَداً(27)
لَيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُواْ رِسِلَتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ
وَأَحْصَى كُلَّ شَيء عَدَداً(28) |
|
التّفسير |
|
اللّه
عالم الغيب:
|
|
لقد تبيّن في الآيات السابقة
حقيقة أنّ العصاة يبقون على عنادهم واستهزائهم حتى يأتي وعد اللّه بالعذاب، وهنا يطرح السؤال، وهو: متى يتحقق وعد اللّه؟ وقد بيّن
المفسّرون سبب نزول الآية، وذكروا أنّ بعض المشركين
كالنضر بن الحارث سألوا عن وعد اللّه بعد نزول هذه الآيات أيضاً، وقد
أجاب القرآن على ذلك فقال: (قل إن أدري أقريب ما توعدون
أم يجعل له ربّي أمداً). «رصد»: في الأصل مصدر، ويراد به الإستعداد للمراقبة من شيء،
ويطلق على الإسم الفاعل والمفعول، ويستعمل في المفرد والجمع، أي يطلق على
المراقب والحارس أو على المراقبين والحرّس. |
|
بحوث
|
|
1 ـ تحقيق موسّع
حول علم الغيب
|
|
من خلال التمعن في الآيات
المختلفة للقرآن الكريم يتّضح لنا أنّ الآيات المتعلقة
بعلم الغيب قسمان: ووردت في روايات
أُخرى عن طريق الخاصّة والعامّة أخبار
متعددة عنه(ع)وهي سابقة لأوانها، كقوله لحجر بن قيس: «إنّك
من بعدي تجبر على لعني»( مستدرك الصحيحين، ج2، ص358.) . |
|
2 ـ الطريق الآخر
لإثبات علم الغيب للأئمّة (عليهم السلام)
|
|
يوجد هنا طريقان لإثبات حقيقة
أنّ النّبي(ص) والأئمّة(ع) المعصومين يعلمون الغيب
بصورة إجمالية: ومن جهة ثالثة: نقرأ في الآية (89) من سورة
النحل: (ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكلّ شيء) فمن الواضح أنّ من يعلم
بأسرار مثل هذا الكتاب، لابدّ أن يكون مطّلعاً على أسرار الغيب، وهذا دليل واضح
على إمكان الإطلاع والمعرفة على أسرار الغيب بأمر من اللّه لإنسان هو من أولياء
اللّه. |
|
3 ـ تحقيق حول
خلق الجن
|
|
الجن كما جاء في المفهوم اللغوي هو نوع من الخلق المستور، وقد ذكرت له مواصفات كثيرة في القرآن منها: آمين ربّ العالمين انتهاء سورة الجن |
|
|
|
|
سورة
الجِنّ مَكيَّة وَعَدَدُ آيَآتِهَا ثَمان وَعشرُون آية
|
|
محتوى السورة:
|
|
تتحدث هذه السورة حول نوع من
الخلائق المستورين عن حواسنا، وهم الجن، كما سمّيت السورة باسمهم، وأنّهم يؤمنون
بنبيّنا الأكرم(ص)، وعن خضوعهم للقرآن وإيمانهم بالمعاد، وأنّ فيهم المؤمن
والكافر وغير ذلك، وفي هذا القسم من السورة (19) آية من
(28) آية تصحح ما حُرّف من معتقدات حول الجن،
وهناك قسم آخر من السورة يشير إلى التوحيد والمعاد، والقسم
الأخير يتحدث عن علم الذي لا يعلمه إلاّ
ما شاء للّه. |
|
فضيلة
سورة الجن:
|
|
ورد في حديث عن
الرّسول الأكرم: «من قرأ سورة
الجن اُعطي بعدد كلّ جني وشيطان صدق بمحمّد(ص) وكذّب به عتق رقبة».( مجمع البيان، ج10، ص365.) . |
|
الآيات(1) (6) قُلْ
أُوحِىَ إِلَىَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُواْ إِنَّا
سَمِعْنَا قُرْءانَاً عَجَباً(1) يَهْدِى إِلَى الْرُّشْدِ
|
|
قُلْ أُوحِىَ
إِلَىَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُواْ إِنَّا سَمِعْنَا
قُرْءانَاً عَجَباً(1) يَهْدِى إِلَى الْرُّشْدِ فَأمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ
بِرَبِّنَا أَحَدَاً(2) وَأَنَّهُ تَعَلَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَحِبَةً
وَلاَ وَلَداً (3)وأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً(4)
وَأَنَّا ظَنَنَّآ أَن لَّن تَقُولَ الإِنْسُ والْجِنُّ عَلَى اللَّهِ
كَذِباً(5) وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَال مِّنَ
الْجِنَّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً(6) |
|
سبب
النّزول
|
|
ما جاء في سبب نزول سورة الأحقاف في تفسير الآيات (29 ـ 32) مطابق لسبب نزول هذه السورة، ويدل على أنّ السورتين يتعلقان
بحادثة واحدة، وتوضح سبب النّزول باختصار كما يلي: |
|
التّفسير |
|
القرآن
العجيب!!
|
|
نرجع إلى تفسير
الآيات بعد ذكر ما قيل في سبب النّزول يقول اللّه تعالى: (قل أوحي إليّ أنّه استمع نفرٌ
من الجن فقالوا إنّا سمعنا قرآناً عجباً)( نفر: على قول أصحاب اللغة والتّفسير:
الجماعة من 3 الى 9.) . فيقول أوّلاً: بأنّهم قالوا: (يهدي إلى الرّشد
فآمنا به ولن نشرك بربّنا أحداً)التعبير بـ «الرّشد»
تعبير واسع وجامع، ويمكن أن يستوعب كل امتياز، فهو الطريق المستقيم من دون
اعوجاج، وهو الضياء والوضوح الذي يوصل المتعلقين به إلى محل السعادة والكمال. |
|
الآيات(7) (10)
وَأَنَّهُمْ ظَنُّواْ كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَداً(7)
وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً
وَشُهُباً
|
|
وَأَنَّهُمْ
ظَنُّواْ كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَداً(7) وَأَنَّا
لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً (8)
وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَعِدَ لِلَّسْمِعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الأَنَ
يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً(9) وَأَنَّا لاَ نَدْرِى أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن
فِى الأَرْضِ أِمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً(10) |
|
التّفسير |
|
كنّا
من قبل نسترق السمع ولكن...
|
|
يشير سياق الآية إلى استمرار
حديث المؤمنين من الجن، وتبيان الدعوة لقومهم، ودعوتهم إلى الإسلام بالطرق
المختلفة، وفيقولون: (وأنّهم ظنّوا كما ظننتم أن لن
يبعث اللّه أحداً). |
|
الآيات(11) (15)
وَأَنَّا مِنَّا الصَّلِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَآئِقَ قِدَداً
(11)وَأَنَّا ظَنَنَّآ أَن لَّن نُّعْجِزَ اللَّهَ فِى الأَرْضِ
|
وَأَنَّا مِنَّا
الصَّلِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَآئِقَ قِدَداً (11)وَأَنَّا ظَنَنَّآ
أَن لَّن نُّعْجِزَ اللَّهَ فِى الأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَباً
(12)وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى ءَامَنَّا بِهِ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ
فَلاَ يَخَافُ بَخْساً وَلاَ رَهَقَاً(13) وَأَنَّا مِنَّآ المُسْلِمُونَ
وَمِنّآ القِسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً(14)
وَأَمَّا القَسِطُونَ فَكَانُواْ لِجَهَنَّمَ حَطَباً(15) |
|
التّفسير |
|
إنّ
سمعنا الحقّ فأطعناه:
|
|
|
في هذه الآيات يستمر مؤمنو
الجن في حديثهم وهم يبلغون قومهم الضالّين فيقولون: (وأنّا
منّا الصّالحون ومنّا دون ذلك كنّا طرائق قدداً). ولكن مؤمني الجن يوضحون في قولهم هذا أنّهم يملكون الإختيار والحرية،
وفيهم الصالح والطالح، وهذا يوفرّ لهم الأرضية للهداية، وأساساً فإنّ أحد
العوامل المؤثرة في التبليغ هو إعطاء الشخصية للطرف المقابل، وتوجيهه إلى وجود
عوامل الهداية والكمال في نفسه. |
|
الآيات(16) (19)
وَأَلَّوِ اسْتَقَمُواْ عَلَى الطَّرِيقَةِ لاََسْقَيْنَهُم مَّآءً غَدَقاً (16)لِنَفْتِنَهُمْ
فِيْهِ وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ
|
|
وَأَلَّوِ
اسْتَقَمُواْ عَلَى الطَّرِيقَةِ لاََسْقَيْنَهُم مَّآءً غَدَقاً
(16)لِنَفْتِنَهُمْ فِيْهِ وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ
عَذَاباً صَعَداً (17) وَأَنَّ الْمَسَجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُواْ مَعَ
اللَّهِ أحَداً (18)وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُواْ
يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً(19) |
|
التّفسير |
|
الفتنة
باغدق النعمة:
|
|
هذه الآيات تشير ظاهراً إلى
استمرار الجن في حديثهم مع قومهم: (وإن كان بعض
المفسّرين يعتبرون هذه الآية معترضة بين كلام الجن) ولكن اعتراضها خلاف
الظاهر، وسياق هذه الآيات يشابه السابقة والذي كان من كلام الجن، ولذا يستبعد أن
يكون هذا الكلام هو لغير الجن.( من الملاحظ أنّ السبب
الوحيد الذي دعا المفسّرين إلى أن يعتبروا هذا الكلام من كلام اللّه تعالى
وأنّها جملة اعتراضية هو ضمائر (المتكلم مع الغير) ففي موضع يقول: لأسقيناهم
ماءً غدقاً، وفي موضع آخر يقول: لنفتنهم فيه، ولكن لا ضمير عندما نعتبر هذه
التعابير من باب النقل، كما لو تحدث شخص عن صاحبه فيقول: إنّ فلاناً يعتقد بأنّي
شخص حسن، (بالطبع هو لم يستعمل كلمة (أنا) وإنّما استعمل كلمة (هو) ولكن القائل
يختار مثل هذا التعبير).) . على كل حال فإنّ سياق الآيات السابقة يشير إلى ثواب المؤمنين في يوم
القيامة، وفي هذه الآيات يتحدث عن ثوابهم الدّنيوي فيقول: (وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقاً) أوّلاً: قيل هي المواطن التي يُسجد فيها للّه تعالى كالمسجد
الحرام وبقية المساجد، وبشكل أعم هي الأرض التي يصلّي فيها ويسجد عليها، وهو
مصداق القول الرّسول الأكرم(ص): «جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً».( وسائل الشيعة، ج2، ص970، الحديث 3.) . الأوّل: أنّهم ـ أي الجن ـ يبيّنون حال أصحاب الرّسول(ص)
والمجتمعين عليه المقتدين به في صلاته إذا صلّى والمنصتين لما يتلوه كلام اللّه،
والمراد من ذلك هو الإقتداء الجنّ بهم والإيمان في ذلك. |
|
ملاحظة::
التّحريف في تفسير الآية: ( وأنّ المساجد للّه )
|
|
إنّ مسألة التوسل النّبي(ص)
وبأولياء دين اللّه تعني اتّخاذهم وسيلة وذريعة الى اللّه تعالى، وهذا ممّا لا
يتنافى مع حقيقة التوحيد ولا مع آيات القرآن، بل هي تأكيد على التوحيد وعلى أنّ
كلّ شيء هو من عند اللّه، وأُشير إلى الشفاعة وطلب النّبي(ص) المغفرة للمؤمنين
في كثير من آيات القرآن(بحثنا مسألة (الشفاعة في نظر
القرآن والحديث) بحثاً مفصلاً في ذيل الآية (48) من سورة البقرة وحول حقيقة
(التوسل) في ذيل الآية (35) من سورة المائدة.) . وبهذا يصرّ بعض
المبتعدين عن التعاليم الإسلامية والقرآن الكريم على إنكار شيء من قبيل التوسل
والشفاعة. |
|
الآيات(20) (24) قُلْ
إِنَّمَا أَدْعُواْ رَبِّى وَلاَ أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً(20) قُلْ إِنَّى لاَ
أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرَّاً وَلاَ رَشَداً(21)
|
|
قُلْ إِنَّمَا
أَدْعُواْ رَبِّى وَلاَ أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً(20) قُلْ إِنَّى لاَ أَمْلِكُ
لَكُمْ ضَرَّاً وَلاَ رَشَداً(21) قُلْ إِنِّى لَنْ يُجِيرَنِى مِنَ اللَّهِ
أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً(22) إِلاَّ بَلَغاً مِّنَ اللَّهِ
وَرِسَلَتِهِ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ
خَلِدِينَ فِيهَا أَبَداً (23)حَتَّى إِذا رَأَوْاْ مَا يُوعَدونَ
فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً(24) |
|
التّفسير |
الأُمور
كلّها بيد اللّه لا بيدي:
|
|
في هذا الآيات يأمر اللّه
تعالى نبيّه(ص) أن يقول: (قل إنّما أدعوا ربّي ولا
اُشرك به أحداً) وذلك لتقوية قواعد التوحيد، ونفي كلّ أنواع الشرك، كما
مرّ في الآيات السابقة، ثمّ يأمره أن : (قل إنّي لا
أملك لكم ضرّاً ولا رشداً). |
|
ملاحظتان
|
|
1 ـ صفاء القادة
الإلهيين
|
|
|
إحدى خصوصيات القادة الإلهيين
هي أنّهم بعكس العادة الشيطانيين، ليسوا بمغرورين ولا متكبرين ولا ممن يدّعون ما
ليس فيهم. |
|
2 ـ ليس المهم
الكم بل الكيف!
|
|
أُخذ هذا الموضوع بنظر
الإعتبار في كثير من آيات القرآن، وهو أنّ طاغوت كل زمان يتظاهر بكثرة أعوانه،
كما في شأن فرعون عندما كان يستهين بمن مع موسى(ع) فقال: (إنّ هؤلاء لشرّ ذمّة قليلون)(
الشعراء، 54.)، وقال مشركو العرب: (نحن
أكثر أموالاً وأولاداً وما نحن بمعذبين) وكان المعاند يتظاهر بأمواله وأعوانه،
ويفتخر بذلك ليغيظ به المؤمنين، ويقول: (أنا أكثر منك
مالاً وأعزّ نفراً).( الكهف، 34.) |
|
الآيات(25) (28) قُلْ
إِنْ أدْرِى أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّى أَمَداً(25)
عَلِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً
|
|
قُلْ إِنْ أدْرِى
أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّى أَمَداً(25) عَلِمُ
الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً(26) إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن
رَّسُول فَاِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ومِنْ خَلْفِهِ رَصَداً(27)
لَيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُواْ رِسِلَتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ
وَأَحْصَى كُلَّ شَيء عَدَداً(28) |
|
التّفسير |
|
اللّه
عالم الغيب:
|
|
لقد تبيّن في الآيات السابقة
حقيقة أنّ العصاة يبقون على عنادهم واستهزائهم حتى يأتي وعد اللّه بالعذاب، وهنا يطرح السؤال، وهو: متى يتحقق وعد اللّه؟ وقد بيّن
المفسّرون سبب نزول الآية، وذكروا أنّ بعض المشركين
كالنضر بن الحارث سألوا عن وعد اللّه بعد نزول هذه الآيات أيضاً، وقد
أجاب القرآن على ذلك فقال: (قل إن أدري أقريب ما توعدون
أم يجعل له ربّي أمداً). «رصد»: في الأصل مصدر، ويراد به الإستعداد للمراقبة من شيء،
ويطلق على الإسم الفاعل والمفعول، ويستعمل في المفرد والجمع، أي يطلق على
المراقب والحارس أو على المراقبين والحرّس. |
|
بحوث
|
|
1 ـ تحقيق موسّع
حول علم الغيب
|
|
من خلال التمعن في الآيات
المختلفة للقرآن الكريم يتّضح لنا أنّ الآيات المتعلقة
بعلم الغيب قسمان: ووردت في روايات
أُخرى عن طريق الخاصّة والعامّة أخبار
متعددة عنه(ع)وهي سابقة لأوانها، كقوله لحجر بن قيس: «إنّك
من بعدي تجبر على لعني»( مستدرك الصحيحين، ج2، ص358.) . |
|
2 ـ الطريق الآخر
لإثبات علم الغيب للأئمّة (عليهم السلام)
|
|
يوجد هنا طريقان لإثبات حقيقة
أنّ النّبي(ص) والأئمّة(ع) المعصومين يعلمون الغيب
بصورة إجمالية: ومن جهة ثالثة: نقرأ في الآية (89) من سورة
النحل: (ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكلّ شيء) فمن الواضح أنّ من يعلم
بأسرار مثل هذا الكتاب، لابدّ أن يكون مطّلعاً على أسرار الغيب، وهذا دليل واضح
على إمكان الإطلاع والمعرفة على أسرار الغيب بأمر من اللّه لإنسان هو من أولياء
اللّه. |
|
3 ـ تحقيق حول
خلق الجن
|
|
الجن كما جاء في المفهوم اللغوي هو نوع من الخلق المستور، وقد ذكرت له مواصفات كثيرة في القرآن منها: آمين ربّ العالمين انتهاء سورة الجن |
|
|
|