- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
سُورَة نُوح مَكيَّة
وَعَدَدُ آيَآتِهَا ثمان وعشرون آية
|
|
محتوى سورة:
|
|
هذه السورة، كما هو واضح من اسمها، تشير إلى قصّة نوح(عليه
السلام)، واُسير إلى قصّة هذا النّبي العظيم كذلك في
سور متعددة في القرآن المجيد، منها: سورة الشعراء، والمؤمنون، والأعراف،
والأنبياء، وبشكل أوسع في سورة هود، وتحدثت (25) آية حول هذا النّبي العظيم الذي يعتبر من اُولي العزم (من الآية 25 إلى 49). |
|
فضيلة
هذه السورة
|
|
ورد في حديث عن النّبي(ص)
أنّه قال: «من قرأ سورة نوح كان من المؤمنين الذين تدركهم دعوة نوح».( مجمع البيان، ج10، ص359.) . |
|
الآيات(1) (4) إِنَّآ
أَرْسَلْنَا نُوحَاً إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَن
يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(1) قَالَ يَقَوْمِ إِنِّى لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ
|
|
إِنَّآ أَرْسَلْنَا
نُوحَاً إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ
عَذَابٌ أَلِيمٌ(1) قَالَ يَقَوْمِ إِنِّى لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ(2) أَنِ
اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ(3) يَغْفِرْ لَكُمْ مِّن
ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَل مُّسَمّىً إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذا
جَآءَ لاَ يُؤخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ(4) |
|
التّفسير |
|
رسالة
نوح الأُولى:
|
|
قلنا: إنّ هذه السورة تبيّن
من أحوال نوح(ع) وما يرتبط بأمر دعوته، وتعلم السائرين في طريق اللّه تعالى
أُموراً مهمّة في إطار الدعوة إلى الحق وبالخصوص في قابل الأُمم المعاندة، وتبدأ
أوّلاً بذكر في بعثته(ع) فيقول تعالى: (إنّا ارسلنا
نوحاً الى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم). |
|
ملاحظة:
العوامل المعنوية لزيادة ونقصان العمر:
|
|
النقطة الأُخرى التي يمكن إستفادتها من هذه الآية هو تأثير الذنوب في تقصير العمر، لأنّه يقول: «إنّ كنتم تؤمنون باللّه وتتقوه يهب لكم عمراً طويلاً ويؤخر
موتكم» وهذا يعني أنّ الذنوب توجّه ضربات مهولة للجسم والروح بحيث تساعد
في القضاء عليه. |
|
الآيات(5) (9) قَالَ
رَبِّ إِنِّى دَعَوْتُ قَوْمِى لَيلاًَ وَنَهَارَاً(5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ
دُعَآءِى إِلاَّ فِرَاراً(6) وَإِنِّى كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ
|
|
قَالَ رَبِّ إِنِّى
دَعَوْتُ قَوْمِى لَيلاًَ وَنَهَارَاً(5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَآءِى إِلاَّ
فِرَاراً(6) وَإِنِّى كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُواْ
أَصَبِعَهُمْ فِى ءَاذَانِهِمْ وَاستَغْشَوْاْ ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّواْ
وَاسْتَكْبَرُواْ اسْتِكْبَاراً(7) ثُمَّ إِنِّى دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً(8) ثُمَّ
إِنِّى أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُم إِسْرَاراً(9) |
|
التّفسير |
|
استخدام
مختلف الوسائل لهدايتهم، ولكن!!!
|
تتحدث هذا الآيات عن استمرار
مهمّة نوح في دعوته قومه ولكن هذه المرّة جاء الحديث على لسانه مخاطباً ربّه
وشاكياً إليه أمره معهم بعبارة مأثرة بليغة. |
|
ملاحظتان
|
|
|
1 ـ أُسلوب
الإبلاغ ومنهجه
|
|
ما جاء في هذا
الآيات حول دعوة نوح يمثل برنامج عام لجميع المبلغين في طريق اللّه، وفي نفس الوقت تسلية النّبي(ص) وأصحابه
المؤمنين القلائل الذين كانوا قد التفوا حوله في مكّة. |
|
2 ـ لماذا الفرا
من الحقيقة؟
|
|
يتعجب الإنسان أحياناً
ويتساءل هل يمكن أن يكون هناك أُناس يعيشون تحت هذه السماء ليس لديهم الإستعداد
لسماع كلمة الحق بل يفرون منه؟ |
|
الآيات(10) (14)
فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً(10) يُرْسِلِ
السَّمَآءَ عَلَيْكُمْ مِّدْرَاراً(11)
|
|
فَقُلْتُ
اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً(10) يُرْسِلِ السَّمَآءَ
عَلَيْكُمْ مِّدْرَاراً(11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَل وَبَنِينَ وَيَجْعَل
لَّكُمْ جَنَّت وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَراً(12) مَّا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ
لِلَّهِ وَقَاراً(13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً(14) |
|
التّفسير |
|
ثمرة
الإيمان في الدينا:
|
|
يستمر نوح(ع) في
تبليغه المؤثر لقومه المعاندين العصاة، ويعتمد هذه المرّة على عامل الترغيب والتشجيع، ويوعدهم بانفتاح أبواب
الرحمة الإلهية من كل جهة إذا ما تابوا من الشرك والخطايا، فيقول: (فقلت استغفروا ربّكم إنّه كان غفّاراً). |
|
ملاحظة:
الرّابطة بين التقوى والعمران:
|
نستفيد من الآيات
المختلفة في القرآن، ومنها الآيات
التي هي محل بحثنا، أنّ الإيمان والعدالة سبب لعمران المجتمعات، والكفر والظلم
والخطايا سبب للدمار، نقرأ في الآية (96) من
سورة الأعراف: (ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتّقوا لفتحنا
عليهم بركات من السماء والأرض). وفي الآية (41) من سورة الروم نقرأ: (ظهر الفساد في البر
والبحر بما كسبت أيدي الناس) وفي الآية (30) من سورة الشورى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم) وفي الآية
(66) من سورة المائدة:
(ولو أنّهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من
ربّهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم). |
|
الآيات(15) (20)
أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَت طِبَاقاً(15) وَجَعَلَ
القَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً(16)
|
|
أَلَمْ تَرَوْا
كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَت طِبَاقاً(15) وَجَعَلَ القَمَرَ فِيهِنَّ
نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً(16) وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِّنَ الأَرْضِ
نَبَاتاً(17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً(18) وَاللَّهُ
جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ بِسَاطاً(19) لِّتَسلُكُواْ مِنْهَا سُبُلاً
فِجَاجاً(20) |
|
التّفسير |
|
|
خلقكم
اللّه من الأرض كالنبات:
|
|
كان نوح(ع) يبيّن للمشركين
المعندين حقائق عميقة ومستدلة، إذ كان يأخذ بهم إلى أعماق وجودهم ليرون حقائق
هذه الآيات (كما مرّ في الآيات السابقة) ودعاهم
إلى ما خلق اللّه من علامات في هذا العالم الكبير، فكان يسير بهم إلى تلك الآفاق(هذا الخطاب تابع لكلام نوح(ع)، أو أنّها جمل ميتقلة ومعترضة
من اللّه تعالى إلى المسلمين، وهو محل بحث بين المفسّرين، والكثير منهم يرجح أن
يكون ذلك تابعاً لكلام نوح(ع)، وسياق الآيات يشير أيضاً إلى ذلك، وإذا ما وردت
جملة: (وقال نوح) بعد هذه الآيات فإنّها تشير إلى أنّ نوح(ع) قد انتهى من كلامه
مع الناس وتوجه بعد ذلك إلى اللّه تعالى ليشكو من قومه.). يبدأ أوّلاً
بالسماء فيقول: (ألم تروا كيف خلق اللّه سبع سموات
طباقاً)( «طباقاً»: يحتمل أن يكون مفعول مطلق أو
حال.) . |
|
الآيات(21) (25)
قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَونِى وَاتَّبَعُوا مَنْ لِّمْ يَزِدْهُ
مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاَّ خَسَاراً(21) وَمَكَرُواْ مَكْراً
|
|
قَالَ نُوحٌ رَّبِّ
إِنَّهُمْ عَصَونِى وَاتَّبَعُوا مَنْ لِّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاَّ
خَسَاراً(21) وَمَكَرُواْ مَكْراً كُبَّاراً(22) وَقَالُواْ لا َتَذَرُنَّ
ءَالِهَتَكُمْ وَلاَ تَذَرُنَّ وَدَّاً ولاَ سُوَاعاً وَلاَ يَغُوثَ وَيَعُوقَ
وَنَسْراً(23) وَقَدْ أَضَلَّواْ كَثِيراً وَلاَ تَزِدِ الظَّلِمِينَ إِلاَّ
ضَلَلاً (24) مِّمَّا خَطِئتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَاراً فَلَمْ
يَجِدُواْ لَهُمْ مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَاراً(25) |
|
التّفسير |
|
لطف
اللّه معك:
|
|
عندما رأى نوح(عليه
السلام) عناد قومه وقد بذل في سبيل
هدايتهم منتهى مساعيه التي طالت مئات السنين، وما كانوا يزدادون فيها إلاّ
فساداً وضلالاً، يئس منهم وتوجّه إلى ربّه ليناجيه ويطلب منه أن يعاقب قومه، كما
نقرأ في هذه الآيات محل البحث، (قال نوح ربّ إنّهم
عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلاّ خساراً). تشير هذه الآية إلى
أنّ رؤساء هؤلاء القوم يمتازون بكثرة
الأموال والأولاد، ولكنّها لا تستخدم لخدمة الناس بل للفساد والعدوان، ولا
يخضعون للّه تعالى، وهذه الإمتيازات الكثيرة سببت في طغيانهم وغيهم. |
|
الآيات(26) (28)
وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لاَتَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الكَفِرِينَ دَيَّاراً(26)
إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّواْ عِبَادَكَ
|
|
وَقَالَ نُوحٌ
رَّبِّ لاَتَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الكَفِرِينَ دَيَّاراً(26) إِنَّكَ إِن
تَذَرْهُمْ يُضِلُّواْ عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُواْ إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً(27)
رَّبِّ اغْفِرْ لِى وَلِولِدَىَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِىَ مُؤْمِناً
وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلاَ تَزِدِ الظَّلِمِينَ إلاَّ
تَبَاراً(28) |
|
التّفسير |
|
على
الفاسدين والمفسدين أن يرحلوا:
|
|
هذه الآيات تشير إلى استمرار
نوح(ع) في حديثه ودعائه عليهم فيقول تبارك وتعالى: (وقال
نوح ربّ لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً). دعا نوح(عليه السلام)
بهذا الدعاء عندما يئس من هدايتهم بعد المشقّة والنعاء في دعوته إيّاهمه، فلم
يؤمن إلاّ قليل منهم. ثمّ يستدل نوح(ع) للعنه القوم فيقول: (إنّك إن
تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلاّ فاجر كفّاراً)، وهذا يشير إلى أنّ دعاء
الأنبياء ومن بينهم نوح(ع ) لم يكن ناتجاً عن الغضب والإنتقام والحقد، بل إنّه
على أساس منطقي، وأنّ نوحاً(ع )ليس ممن يتضجر ويضيق صدره لأوهن الاُمور فيفتح
فمه بالدعاء عليهم. بل إنّ دعا عليهم بعد تسعمائة وخمسين عاماً من الصبر والتألم
والدعوة والعمل المضني. والإختلاف بين هذين
اللفظين هو أن أحدهما يتعلق بالجوانب العملية، والآخر بالجوانب
العقائدية. الأوّل: لنفسه، لئلا يكون قد مرّ على بعض الأُمور المهمّة مروراً
سريعاً، ولم يعتن بها. |
|
بحث:
نوح (عليه السلام) أوّل أنبياء اُولي العزم
|
|
ذكر نوح(ع) في كثير
من الآيات القرآنية، ومجموع السور
التي ذكر فيها(ع)(29) سورة، وأمّا اسمه(ع) فقد ورد 43 مرّة. وورد عن الإمام الصّادق أنّه قال: «من دخل في الولاية دخل في بيت الأنبياء».( تفسير نور الثقلين، ج5، ص429.) . نهاية سورة نوح (عليه السلام) |
|
|
|
|
سُورَة نُوح مَكيَّة
وَعَدَدُ آيَآتِهَا ثمان وعشرون آية
|
|
محتوى سورة:
|
|
هذه السورة، كما هو واضح من اسمها، تشير إلى قصّة نوح(عليه
السلام)، واُسير إلى قصّة هذا النّبي العظيم كذلك في
سور متعددة في القرآن المجيد، منها: سورة الشعراء، والمؤمنون، والأعراف،
والأنبياء، وبشكل أوسع في سورة هود، وتحدثت (25) آية حول هذا النّبي العظيم الذي يعتبر من اُولي العزم (من الآية 25 إلى 49). |
|
فضيلة
هذه السورة
|
|
ورد في حديث عن النّبي(ص)
أنّه قال: «من قرأ سورة نوح كان من المؤمنين الذين تدركهم دعوة نوح».( مجمع البيان، ج10، ص359.) . |
|
الآيات(1) (4) إِنَّآ
أَرْسَلْنَا نُوحَاً إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَن
يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(1) قَالَ يَقَوْمِ إِنِّى لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ
|
|
إِنَّآ أَرْسَلْنَا
نُوحَاً إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ
عَذَابٌ أَلِيمٌ(1) قَالَ يَقَوْمِ إِنِّى لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ(2) أَنِ
اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ(3) يَغْفِرْ لَكُمْ مِّن
ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَل مُّسَمّىً إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذا
جَآءَ لاَ يُؤخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ(4) |
|
التّفسير |
|
رسالة
نوح الأُولى:
|
|
قلنا: إنّ هذه السورة تبيّن
من أحوال نوح(ع) وما يرتبط بأمر دعوته، وتعلم السائرين في طريق اللّه تعالى
أُموراً مهمّة في إطار الدعوة إلى الحق وبالخصوص في قابل الأُمم المعاندة، وتبدأ
أوّلاً بذكر في بعثته(ع) فيقول تعالى: (إنّا ارسلنا
نوحاً الى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم). |
|
ملاحظة:
العوامل المعنوية لزيادة ونقصان العمر:
|
|
النقطة الأُخرى التي يمكن إستفادتها من هذه الآية هو تأثير الذنوب في تقصير العمر، لأنّه يقول: «إنّ كنتم تؤمنون باللّه وتتقوه يهب لكم عمراً طويلاً ويؤخر
موتكم» وهذا يعني أنّ الذنوب توجّه ضربات مهولة للجسم والروح بحيث تساعد
في القضاء عليه. |
|
الآيات(5) (9) قَالَ
رَبِّ إِنِّى دَعَوْتُ قَوْمِى لَيلاًَ وَنَهَارَاً(5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ
دُعَآءِى إِلاَّ فِرَاراً(6) وَإِنِّى كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ
|
|
قَالَ رَبِّ إِنِّى
دَعَوْتُ قَوْمِى لَيلاًَ وَنَهَارَاً(5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَآءِى إِلاَّ
فِرَاراً(6) وَإِنِّى كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُواْ
أَصَبِعَهُمْ فِى ءَاذَانِهِمْ وَاستَغْشَوْاْ ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّواْ
وَاسْتَكْبَرُواْ اسْتِكْبَاراً(7) ثُمَّ إِنِّى دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً(8) ثُمَّ
إِنِّى أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُم إِسْرَاراً(9) |
|
التّفسير |
|
استخدام
مختلف الوسائل لهدايتهم، ولكن!!!
|
تتحدث هذا الآيات عن استمرار
مهمّة نوح في دعوته قومه ولكن هذه المرّة جاء الحديث على لسانه مخاطباً ربّه
وشاكياً إليه أمره معهم بعبارة مأثرة بليغة. |
|
ملاحظتان
|
|
|
1 ـ أُسلوب
الإبلاغ ومنهجه
|
|
ما جاء في هذا
الآيات حول دعوة نوح يمثل برنامج عام لجميع المبلغين في طريق اللّه، وفي نفس الوقت تسلية النّبي(ص) وأصحابه
المؤمنين القلائل الذين كانوا قد التفوا حوله في مكّة. |
|
2 ـ لماذا الفرا
من الحقيقة؟
|
|
يتعجب الإنسان أحياناً
ويتساءل هل يمكن أن يكون هناك أُناس يعيشون تحت هذه السماء ليس لديهم الإستعداد
لسماع كلمة الحق بل يفرون منه؟ |
|
الآيات(10) (14)
فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً(10) يُرْسِلِ
السَّمَآءَ عَلَيْكُمْ مِّدْرَاراً(11)
|
|
فَقُلْتُ
اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً(10) يُرْسِلِ السَّمَآءَ
عَلَيْكُمْ مِّدْرَاراً(11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَل وَبَنِينَ وَيَجْعَل
لَّكُمْ جَنَّت وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَراً(12) مَّا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ
لِلَّهِ وَقَاراً(13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً(14) |
|
التّفسير |
|
ثمرة
الإيمان في الدينا:
|
|
يستمر نوح(ع) في
تبليغه المؤثر لقومه المعاندين العصاة، ويعتمد هذه المرّة على عامل الترغيب والتشجيع، ويوعدهم بانفتاح أبواب
الرحمة الإلهية من كل جهة إذا ما تابوا من الشرك والخطايا، فيقول: (فقلت استغفروا ربّكم إنّه كان غفّاراً). |
|
ملاحظة:
الرّابطة بين التقوى والعمران:
|
نستفيد من الآيات
المختلفة في القرآن، ومنها الآيات
التي هي محل بحثنا، أنّ الإيمان والعدالة سبب لعمران المجتمعات، والكفر والظلم
والخطايا سبب للدمار، نقرأ في الآية (96) من
سورة الأعراف: (ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتّقوا لفتحنا
عليهم بركات من السماء والأرض). وفي الآية (41) من سورة الروم نقرأ: (ظهر الفساد في البر
والبحر بما كسبت أيدي الناس) وفي الآية (30) من سورة الشورى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم) وفي الآية
(66) من سورة المائدة:
(ولو أنّهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من
ربّهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم). |
|
الآيات(15) (20)
أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَت طِبَاقاً(15) وَجَعَلَ
القَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً(16)
|
|
أَلَمْ تَرَوْا
كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَت طِبَاقاً(15) وَجَعَلَ القَمَرَ فِيهِنَّ
نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً(16) وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِّنَ الأَرْضِ
نَبَاتاً(17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً(18) وَاللَّهُ
جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ بِسَاطاً(19) لِّتَسلُكُواْ مِنْهَا سُبُلاً
فِجَاجاً(20) |
|
التّفسير |
|
|
خلقكم
اللّه من الأرض كالنبات:
|
|
كان نوح(ع) يبيّن للمشركين
المعندين حقائق عميقة ومستدلة، إذ كان يأخذ بهم إلى أعماق وجودهم ليرون حقائق
هذه الآيات (كما مرّ في الآيات السابقة) ودعاهم
إلى ما خلق اللّه من علامات في هذا العالم الكبير، فكان يسير بهم إلى تلك الآفاق(هذا الخطاب تابع لكلام نوح(ع)، أو أنّها جمل ميتقلة ومعترضة
من اللّه تعالى إلى المسلمين، وهو محل بحث بين المفسّرين، والكثير منهم يرجح أن
يكون ذلك تابعاً لكلام نوح(ع)، وسياق الآيات يشير أيضاً إلى ذلك، وإذا ما وردت
جملة: (وقال نوح) بعد هذه الآيات فإنّها تشير إلى أنّ نوح(ع) قد انتهى من كلامه
مع الناس وتوجه بعد ذلك إلى اللّه تعالى ليشكو من قومه.). يبدأ أوّلاً
بالسماء فيقول: (ألم تروا كيف خلق اللّه سبع سموات
طباقاً)( «طباقاً»: يحتمل أن يكون مفعول مطلق أو
حال.) . |
|
الآيات(21) (25)
قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَونِى وَاتَّبَعُوا مَنْ لِّمْ يَزِدْهُ
مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاَّ خَسَاراً(21) وَمَكَرُواْ مَكْراً
|
|
قَالَ نُوحٌ رَّبِّ
إِنَّهُمْ عَصَونِى وَاتَّبَعُوا مَنْ لِّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاَّ
خَسَاراً(21) وَمَكَرُواْ مَكْراً كُبَّاراً(22) وَقَالُواْ لا َتَذَرُنَّ
ءَالِهَتَكُمْ وَلاَ تَذَرُنَّ وَدَّاً ولاَ سُوَاعاً وَلاَ يَغُوثَ وَيَعُوقَ
وَنَسْراً(23) وَقَدْ أَضَلَّواْ كَثِيراً وَلاَ تَزِدِ الظَّلِمِينَ إِلاَّ
ضَلَلاً (24) مِّمَّا خَطِئتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَاراً فَلَمْ
يَجِدُواْ لَهُمْ مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَاراً(25) |
|
التّفسير |
|
لطف
اللّه معك:
|
|
عندما رأى نوح(عليه
السلام) عناد قومه وقد بذل في سبيل
هدايتهم منتهى مساعيه التي طالت مئات السنين، وما كانوا يزدادون فيها إلاّ
فساداً وضلالاً، يئس منهم وتوجّه إلى ربّه ليناجيه ويطلب منه أن يعاقب قومه، كما
نقرأ في هذه الآيات محل البحث، (قال نوح ربّ إنّهم
عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلاّ خساراً). تشير هذه الآية إلى
أنّ رؤساء هؤلاء القوم يمتازون بكثرة
الأموال والأولاد، ولكنّها لا تستخدم لخدمة الناس بل للفساد والعدوان، ولا
يخضعون للّه تعالى، وهذه الإمتيازات الكثيرة سببت في طغيانهم وغيهم. |
|
الآيات(26) (28)
وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لاَتَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الكَفِرِينَ دَيَّاراً(26)
إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّواْ عِبَادَكَ
|
|
وَقَالَ نُوحٌ
رَّبِّ لاَتَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الكَفِرِينَ دَيَّاراً(26) إِنَّكَ إِن
تَذَرْهُمْ يُضِلُّواْ عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُواْ إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً(27)
رَّبِّ اغْفِرْ لِى وَلِولِدَىَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِىَ مُؤْمِناً
وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلاَ تَزِدِ الظَّلِمِينَ إلاَّ
تَبَاراً(28) |
|
التّفسير |
|
على
الفاسدين والمفسدين أن يرحلوا:
|
|
هذه الآيات تشير إلى استمرار
نوح(ع) في حديثه ودعائه عليهم فيقول تبارك وتعالى: (وقال
نوح ربّ لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً). دعا نوح(عليه السلام)
بهذا الدعاء عندما يئس من هدايتهم بعد المشقّة والنعاء في دعوته إيّاهمه، فلم
يؤمن إلاّ قليل منهم. ثمّ يستدل نوح(ع) للعنه القوم فيقول: (إنّك إن
تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلاّ فاجر كفّاراً)، وهذا يشير إلى أنّ دعاء
الأنبياء ومن بينهم نوح(ع ) لم يكن ناتجاً عن الغضب والإنتقام والحقد، بل إنّه
على أساس منطقي، وأنّ نوحاً(ع )ليس ممن يتضجر ويضيق صدره لأوهن الاُمور فيفتح
فمه بالدعاء عليهم. بل إنّ دعا عليهم بعد تسعمائة وخمسين عاماً من الصبر والتألم
والدعوة والعمل المضني. والإختلاف بين هذين
اللفظين هو أن أحدهما يتعلق بالجوانب العملية، والآخر بالجوانب
العقائدية. الأوّل: لنفسه، لئلا يكون قد مرّ على بعض الأُمور المهمّة مروراً
سريعاً، ولم يعتن بها. |
|
بحث:
نوح (عليه السلام) أوّل أنبياء اُولي العزم
|
|
ذكر نوح(ع) في كثير
من الآيات القرآنية، ومجموع السور
التي ذكر فيها(ع)(29) سورة، وأمّا اسمه(ع) فقد ورد 43 مرّة. وورد عن الإمام الصّادق أنّه قال: «من دخل في الولاية دخل في بيت الأنبياء».( تفسير نور الثقلين، ج5، ص429.) . نهاية سورة نوح (عليه السلام) |
|
|
|