- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
كلام علماء أهل السنة
في كتاب نهج البلاغة
|
|
الشيخ عبدالله زقيل :كتاب (نهج البلاغة) المنسوب لعلي - رضي
الله عنه -
|
|
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول
الله: كما هو معروف شهرة كتاب " نهج
البلاغة " عند أهل السنة والشيعة، ولكن لأهل السنة رأي في نسبة الكتاب إلى علي رضي الله عنه، وفي المقابل يستميت الرافضة في إثبات نسبة الكتاب إليه رضي الله
عنه. وفي هذا المقال نُورد رأي أهل السنة من خلال كلام العلماء
في صحة نسبة الكتاب لكي لا يغتر السني بما يزخرفه الشيعة من كثرة النقول عنه. |
|
من
هو مؤلفُ كتاب " نهج البلاغة " ؟!
|
|
-
ذكر الإمام الذهبي في السير (١٧/٥٨٩) الاختلاف في مؤلف الكتاب فقال: المُرْتَضى، عَلِيُّ بنُ حُسَيْنِ
بنِ مُوْسَى القُرَشِيُّ العَلاَّمَةُ، الشَّرِيْف ُ، المُرْتَضَى، نَقِيْبُ
العَلَوِيَّة، أَبُو طَالِبٍ عَلِيُّ بنُ حُسَيْنِ بن مُوْسَى القُرَشِي ُّ،
العَلَوِيُّ، الحُسَيْنِيُّ، المُوْسَوِيُّ، البَغْدَادِيُّ، مِنْ وَلد مُوْسَى
الكَاظِم. وُلِد َ: سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة ٍ. وَحَدَّثَ
عَن ْ: سَهْلِ بنِ أَحْمَدَ الدِّيباجِي، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ المَرْزُبَانِي
ّ، وَغيرهمَا. قَالَ الخَطِيْب ُ: كَتَبْتُ عَنْهُ. قُلْت ُ: هُوَ جَامعُ كِتَابِ (نَهْجِ البلاغَة)، المنسوبَة أَلفَاظُه إِلَى الإِمَامِ
عَلِيّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -، وَلاَ أَسَانيدَ لِذَلِك َ، وَبَعْضُهَا بَاطِل
ٌ، وَفِيْهِ حق ٌّ، وَلَكِن فِيْهِ مَوْضُوْعَاتٌ حَاشَا الإِمَامَ مِنَ
النُّطْقِ بِهَا، وَلَكِنْ أَيْنَ المُنْصِف ُ؟! وَقِيْل َ: بَلْ جَمْعُ أَخِيْهِ الشَّرِيْف الرَّضي.ا.هـ. - وقال أيضا في الميزان (٣/١٢٤): وهو المتهم بوضع كتاب نهج البلاغة. وانظر لسان الميزان (٤/٢٥٦ – ٢٥٨) في ترجمته. - وقال ابن كثير في البداية والنهاية
(١٢/٥٦ – ٥٧) في سنة ست وثلاثين وأربع مئة عند ترجمة الشريف المرتضى: قال: ويقال: إنه هو الذي وضع كتاب " نهج
البلاغة ".ا.هـ. فـائـدةٌ: - ذكر الحافظ ابن كثير في ترجمة الشريف المرتضى أمورا
عجيبة ومن ذلك: علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن
إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، الشريف
الموسوي، الملقب بالمرتضى ذي المجدين - كان أكبر من أخيه الرضي - ذي الحسبين،
نقيب الطالبين، وكان جيد الشعر على مذهب الإمامية والاعتزال يناظر على ذلك، وكان يناظر عنده في كل المذاهب، وله تصانيف في التشيع ؛ أصولا وفروعا، وقد نقل ابن الجوزي في ترجمته أشياء من تفرداته في التشيع، فمن ذلك أنه لا يصح السجود إلا على الأرض أو ما كان من جنسها، وأن الاستجمار إنما يجزئ في الغائط لا
في البول، وأن الكتابيات حرام، وذبائح أهل الكتاب حرام، وكذا ما ولوه هم وسائر الكفار من الأطعمة، وأن الطلاق لا يقع إلا بحضرة شاهدين، والمعلق منه لا يقع وإن وجد شرطه، ومن
نام عن صلاة العشاء حتى انتصف الليل وجب قضاؤها، ويجب عليه أن يصبح صائما كفارة لما وقع منه. ومن ذلك أن المرأة إذا جزت شعرها يجب
عليها كفارة قتل الخطأ، ومن شق ثوبه في مصيبة وجب عليه كفارة يمين، ومن تزوج
امرأة لها زوج لا يعلمه وجب عليه أن يتصدق بخمسة دراهم، وأن قطع السارق من أصول
الأصابع. قال ابن الجوزي: نقلتها من خط أبي
الوفاء بن عقيل. قال: وهذه مذاهب عجيبة تخرق الإجماع، وأعجب منها ذم الصحابة، رضي الله عنهم. ثم سرد من كلامه شيئا قبيحا في تكفير
عمر وعثمان وعائشة وحفصة، رضي الله عنهم، وقبحه وأمثاله إن لم يكن تاب، فقد روى ابن الجوزي قال:
أنبأنا ابن ناصر، عن أبي الحسن بن الطيوري قال: سمعت أبا القاسم بن برهان يقول: دخلت على الشريف المرتضى أبي القاسم العلوي في مرضه، وإذا قد
حول وجهه إلى الجدار، فسمعته يقول: أبو بكر وعمر وليا فعدلا، واسترحما فرحما، فأنا أقول: ارتدا بعد ما أسلما ؟! قال: فقمت فما بلغت عتبة الباب حتى سمعت
الزعقة عليه.ا.هـ. - وقال ابن خلكان في وفيات الأعيان في
ترجمة المرتضى: وقد اختلف الناس في كتاب " نهج البلاغة " المجموع من
كلام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، هل هو من جمعه أم جمع أخيه الرضي ؟.وقد قيل:
إنه ليس من كلام علي رضي الله عنه، وإنما الذي جمعه ونسبه إليه هو الذي
وضعه.ا.هـ. وقال القنوجي في أبجد العلوم (٣/٦٧) عند
ترجمة الشريف المرتضي: وقد اختلف الناس في كتاب نهج البلاغة،
المجموع من كلام الإمام علي بن أبي طالب، هل هو جَمَعَه، أم جَمْعُ أخيه الرضي ؟
وقد قيل: إنه ليس من كلام علي، وإنما الذي جمعه ونسبه إليه هو الذي وضعه.ا.هـ. - وقال محب الدين الخطيب في تعليقه على
" المنتقى من منهاج السنة " (ص ٢٠): وهذان الأخوان تطوعا للزيادة على خطب أمير سيدنا علي بكل ما هو
طارئ عليها وغريب منها ؛ من التعريض بإخوانه الصحابة، وهو بريء عند الله عز وجل من كل ذلك، وسيبرأ إليه من مقترفي هذا
الإثم.ا.هـ. - وقال أيضا (ص
٥٠٨):ومن المقطوع به أن أخاه علي بن الحسين المرتضى المتوفي
سنة (٤٢٦ هـ) شاركه في الزيادات التي دُسَّت في النهج، ولا سيما الجُمل التي لها مساس بأحباب علي وأولياء النبي صلى الله عليه وسلم كقول الأخوين أو أحدهما: لقد تقمصها فلان، وما خرج من هذه الحمأة.ا.هـ. - وقد رجح الشيخ صالح الفوزان في " البيان لأخطاء بعض الكتاب
" (ص ٧٢) أن الكتاب من وضع الاثنين فقال: والذي يظهر لي أنه من وضع الاثنين... ومما يدل على أن كتاب " نهج البلاغة " إما من وضع
المرتضى أو له فيه مشاركة قوية ما فيه من الاعتزاليات في الصفات، والمرتضى كما ذُكر في ترجمته من كبار المعتزلة.ا.هـ. |
|
آراءُ
علماءِ أهلِ السنةِ في كتابِ " نهج البلاغة ":
|
|
تكلم علماء أهل السنة على كتاب "
نهج البلاغة " بأدلة
ظاهرة واضحة ساطعة بما لا يدع مجالا للشك أن الكتاب يستحيل أن ينسب إلى علي بن
أبي طالب رضي الله عنه، وإليك بعضا من أقوالهم. - قال الخطيب البغدادي في الجامع
(٢/١٦١):ونظير ما ذكرناه
آنفا أحاديث الملاحم، وما يكون من الحوادث، فإن أكثرها موضوع، وجُلها مصنوع،
كالكتاب المنسوب إلى دانيال، والخُطب المروية عن علي بن أبي الخطاب.ا.هـ. - وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج
السنة (٨/٥٥ – ٥٦): وأيضا ؛ فأكثر الخطب التي ينقلها صاحب
"نهج البلاغة "كذب على علي، وعليٌّ رضي الله عنه أجلُّ وأعلى قدرا من أن
يتكلم بذلك الكلام، ولكن هؤلاء وضعوا أكاذيب وظنوا أنها مدح، فلا هي صدق ولا هي
مدح، ومن قال إن كلام علي وغيره من البشر
فوق كلام المخلوق فقد أخطأ، وكلام النبي صلى الله عليه وسلم فوق كلامه، وكلاهما مخلوق... وأيضا
؛ فالمعاني الصحيحة التي توجد في كلام علي موجودة في كلام غيره، لكن
صاحب نهج البلاغة وأمثاله أخذوا كثيرا من كلام
الناس فجعلوه من كلام علي، ومنه ما يحكى عن
علي أنه تكلم به، ومنه ما هو كلام حق يليق به أن يتكلم به ولكن هو في نفس الأمر
من كلام غيره. ولهذا يوجد في كلام البيان والتبيين
للجاحظ وغيره من الكتب كلام منقول عن غير علي وصاحب نهج البلاغة يجعله عن علي، وهذه الخطب المنقولة في كتاب نهج
البلاغة لو كانت كلها عن علي من كلامه لكانت موجودة قبل هذا المصنف منقولة عن
علي بالأسانيد وبغيرها، فإذا عرف من له خبرة بالمنقولات أن كثيرا منها بل أكثرها لا يعرف قبل هذا علم أن هذا
كذب، وإلا فليبيِّن الناقل لها في أي كتاب
ذكر ذلك، ومن الذي نقله عن علي، وما إسناده، وإلا فالدعوى المجردة لا يعجز عنها أحد، ومن كان له خبرة بمعرفة طريقة أهل
الحديث ومعرفة الآثار والمنقول بالأسانيد وتبين صدقها من كذبها ؛ علم أن هؤلاء الذين ينقلون مثل هذا عن
علي من أبعد الناس عن المنقولات والتمييز
بين صدقها وكذبها.ا.هـ. - وقال الإمام الذهبي في الميزان
(٣/١٢٤):ومن طالع كتابه
" نهج البلاغة " ؛ جزم بأنه مكذوب على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، ففيه السب الصراح والحطُّ على السيدين
أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وفيه من التناقض والأشياء الركيكة والعبارات التي من له معرفة
بنفس القرشيين الصحابة، وبنفس غيرهم ممن بعدهم من المتأخرين، جزم بأن الكتاب أكثره باطل.ا.هـ. - وجاء في كتاب مختصر التحفة الإثنى
عشرية (ص ٣٦): ومن مكائدهم – أي الرافضة – أنهم ينسبون إلى الأمير من الروايات
ما هو بريء منه ويحرفون عنه، فمن ذلك " نهج البلاغة " الذي ألفه الرضي وقيل أخوه المرتضى، فقد وقع فيه تحريف كثير وأسقط كثيرا من العبارات حتى لا يكون به مستمسك لأهل السنة، مع
أن ذلك أمر ظاهر، بل مثل الشمس زاهر.ا.هـ. - وقال الشيخ الفوزان في " البيان
" (ص٧٢):ثم نقل ابن حجر في لسان الميزان كلام الذهبي مقررا له. فهؤلاء الأئمة: شيخ الإسلام، والإمام
الذهبي، والحافظ ابن حجر ؛ كلهم يجزمون بكذب نسبة ما في هذا الكتاب أو أكثره إلى علي بن أبي
طالب رضي الله عنه، وأنه من وضع مؤلفه.ا.هـ. - وقال الدكتور زيد العيص في كتاب " الخميني والوجه الآخر في ضوء
الكتاب والسنة " (ص ١٦٤) بعد أن نقل كلام العلماء في تكذيب نسبة الكتاب إلى
علي رضي الله عنه: ونعم ما قاله هؤلاء العلماء رحمهم الله، فإن الناظر في محتويات هذا الكتاب،
وفي مضمون خُطبه يجزم بأنه مكذوب على علي إلا كلمات يسيرة وردت عنه، ويتأكد هذا الحكم بالأمور التالية:... وذكر ثلاثة أمور.ا.هـ. - وقال الشيخ الدكتور ناصر القفاري في
" أصول الشيعة " (١/٣٨٩): فتراهم مثلا يحكمون بصحة كتاب نهج
البلاغة، حتى قال أحد شيوخهم المعاصرين – وهو الهادي كاشف الغطاء في مدارك نهج البلاغة -: إن الشيعة على كثرة فرقهم واختلافها
متفقون متسالمون على أن ما في نهج البلاغة هو من كلام أمير المؤمنين رضي الله
عنه اعتمادا على رواية الشريف ودرايته
ووثاقته.. حتى كاد أن يكون
إنكار نسبته ليه رضي الله عنه عندهم من إنكار الضروريات وجحد البديهيات اللهم إلا شاذا منهم. وأن جميع ما فيه من الخطب والكتب
والوصايا والحكم والآداب حاله كحال ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم. مع أن كتاب النهج مطعون في سنده
ومتنه، فقد جُمع بعد أمير
المؤمنين بثلاثة قرون ونصف بلا سند، وقد نسبت الشيعة تأليف نهج البلاغة إلى الشريف الرضي، وهو غير مقبول عند المحدثين لو أسند خصوصا فيما يوافق بدعته فكيف إذا لم يسند كما فعل في النهج، وأما المتهم – عند المحدثين – بوضع النهج فهو أخوه علي.ا.هـ. |
|
بعض
أهل السنة ينسب الكتاب إلى علي رضي الله عنه:
|
|
وبالرغم من تكذيب هؤلاء الأعلام من
علماء أهل السنة نسبة الكتاب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وُجد من أهل السنة من يجزم أن الكتاب من
كلام علي رضي الله عنه. - قال الشيخ مشهور حسن في " كتب حذر منها العلماء
" (٢/٢٥١):وقد قال محمد محيى الدين عبد الحميد في مقدمة تعليقه عليه إنه من كلام علي رضي الله عنه، وقال: إنه يعتقد أن محمد عبده كان مقتنعا بأن الكتاب كله للإمام
علي رضي الله عنه وإن لم يصرح بذلك، وحتى إنه ليجعل ما فيه حجة على معاجم اللغة. وذهب محمد الخضري بك إلى أنه من وضع
حيدرة.ا.هـ. ثم نقل الشيخ مشهور رد محمد العربي التباني على محمد الخضري بك بطلان نسبة الكتاب إلى علي رضي الله
عنه من عشرة أوجه، فليرجع إليها. ولولا خشية الإطالة لنقلتها بنصها. وقد استهجن الدكتور زيد العيص في كتاب " الخميني والوجه الآخر
" (ص ١٦٦) موقف محمد عبده من الكتاب حيث قام محمد عبده بشرح ألفاظ الكتاب. قال الدكتور: وليس بمستغرب أن يصدر هذا الافتراء عن الشريف المرتضى، إنما المستهجن موقف الشيخ محمد عبد الذي قام بشرح ألفاظ هذا الكتاب،
وكان يمر بالعبارات التي تذم الشيخين، والصحابة، والنصوص التي توحي بأن عليا
يعلم الغيب، وغيرها من النصوص المستنكرة، دون أن يعلق بكلمة واحدة، وكأنها
مسلمات عنده. ولم يكن هم الشيخ سوى شرح الألفاظ، وتقريب المعاني إلى القاريء بأسلوب
ميسر ليحببه إلى النفوس، ويشجع على قراءته، والغريب أيضا أنه عبر في بعض المواضع عن أهل السنة بقوله: " عندهم ". ولا أدري أين كان يضع الإمام نفسه
وقتئذ ؟!.ا.هـ. وقد رد الشيخ صالح الفوزان في كتاب " البيان لأخطاء بعض
الكُتاب " (ص ٦٩ – ٨٥) على الدكتور عبد الفتاح محمد الحلو الذي كتب بحثا بعنوان: " نهج البلاغة بين الإمام علي والشريف
الرضي " في مجلة كلية اللغة العربية والعلوم الاجتماعية " بجامعة
الإمام محمد بن سعود الإسلامية في (العدد الخامس – عام ١٣٩٥ هـ). |
|
كلام علماء أهل السنة
في كتاب نهج البلاغة
|
|
الشيخ عبدالله زقيل :كتاب (نهج البلاغة) المنسوب لعلي - رضي
الله عنه -
|
|
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول
الله: كما هو معروف شهرة كتاب " نهج
البلاغة " عند أهل السنة والشيعة، ولكن لأهل السنة رأي في نسبة الكتاب إلى علي رضي الله عنه، وفي المقابل يستميت الرافضة في إثبات نسبة الكتاب إليه رضي الله
عنه. وفي هذا المقال نُورد رأي أهل السنة من خلال كلام العلماء
في صحة نسبة الكتاب لكي لا يغتر السني بما يزخرفه الشيعة من كثرة النقول عنه. |
|
من
هو مؤلفُ كتاب " نهج البلاغة " ؟!
|
|
-
ذكر الإمام الذهبي في السير (١٧/٥٨٩) الاختلاف في مؤلف الكتاب فقال: المُرْتَضى، عَلِيُّ بنُ حُسَيْنِ
بنِ مُوْسَى القُرَشِيُّ العَلاَّمَةُ، الشَّرِيْف ُ، المُرْتَضَى، نَقِيْبُ
العَلَوِيَّة، أَبُو طَالِبٍ عَلِيُّ بنُ حُسَيْنِ بن مُوْسَى القُرَشِي ُّ،
العَلَوِيُّ، الحُسَيْنِيُّ، المُوْسَوِيُّ، البَغْدَادِيُّ، مِنْ وَلد مُوْسَى
الكَاظِم. وُلِد َ: سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة ٍ. وَحَدَّثَ
عَن ْ: سَهْلِ بنِ أَحْمَدَ الدِّيباجِي، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ المَرْزُبَانِي
ّ، وَغيرهمَا. قَالَ الخَطِيْب ُ: كَتَبْتُ عَنْهُ. قُلْت ُ: هُوَ جَامعُ كِتَابِ (نَهْجِ البلاغَة)، المنسوبَة أَلفَاظُه إِلَى الإِمَامِ
عَلِيّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -، وَلاَ أَسَانيدَ لِذَلِك َ، وَبَعْضُهَا بَاطِل
ٌ، وَفِيْهِ حق ٌّ، وَلَكِن فِيْهِ مَوْضُوْعَاتٌ حَاشَا الإِمَامَ مِنَ
النُّطْقِ بِهَا، وَلَكِنْ أَيْنَ المُنْصِف ُ؟! وَقِيْل َ: بَلْ جَمْعُ أَخِيْهِ الشَّرِيْف الرَّضي.ا.هـ. - وقال أيضا في الميزان (٣/١٢٤): وهو المتهم بوضع كتاب نهج البلاغة. وانظر لسان الميزان (٤/٢٥٦ – ٢٥٨) في ترجمته. - وقال ابن كثير في البداية والنهاية
(١٢/٥٦ – ٥٧) في سنة ست وثلاثين وأربع مئة عند ترجمة الشريف المرتضى: قال: ويقال: إنه هو الذي وضع كتاب " نهج
البلاغة ".ا.هـ. فـائـدةٌ: - ذكر الحافظ ابن كثير في ترجمة الشريف المرتضى أمورا
عجيبة ومن ذلك: علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن
إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، الشريف
الموسوي، الملقب بالمرتضى ذي المجدين - كان أكبر من أخيه الرضي - ذي الحسبين،
نقيب الطالبين، وكان جيد الشعر على مذهب الإمامية والاعتزال يناظر على ذلك، وكان يناظر عنده في كل المذاهب، وله تصانيف في التشيع ؛ أصولا وفروعا، وقد نقل ابن الجوزي في ترجمته أشياء من تفرداته في التشيع، فمن ذلك أنه لا يصح السجود إلا على الأرض أو ما كان من جنسها، وأن الاستجمار إنما يجزئ في الغائط لا
في البول، وأن الكتابيات حرام، وذبائح أهل الكتاب حرام، وكذا ما ولوه هم وسائر الكفار من الأطعمة، وأن الطلاق لا يقع إلا بحضرة شاهدين، والمعلق منه لا يقع وإن وجد شرطه، ومن
نام عن صلاة العشاء حتى انتصف الليل وجب قضاؤها، ويجب عليه أن يصبح صائما كفارة لما وقع منه. ومن ذلك أن المرأة إذا جزت شعرها يجب
عليها كفارة قتل الخطأ، ومن شق ثوبه في مصيبة وجب عليه كفارة يمين، ومن تزوج
امرأة لها زوج لا يعلمه وجب عليه أن يتصدق بخمسة دراهم، وأن قطع السارق من أصول
الأصابع. قال ابن الجوزي: نقلتها من خط أبي
الوفاء بن عقيل. قال: وهذه مذاهب عجيبة تخرق الإجماع، وأعجب منها ذم الصحابة، رضي الله عنهم. ثم سرد من كلامه شيئا قبيحا في تكفير
عمر وعثمان وعائشة وحفصة، رضي الله عنهم، وقبحه وأمثاله إن لم يكن تاب، فقد روى ابن الجوزي قال:
أنبأنا ابن ناصر، عن أبي الحسن بن الطيوري قال: سمعت أبا القاسم بن برهان يقول: دخلت على الشريف المرتضى أبي القاسم العلوي في مرضه، وإذا قد
حول وجهه إلى الجدار، فسمعته يقول: أبو بكر وعمر وليا فعدلا، واسترحما فرحما، فأنا أقول: ارتدا بعد ما أسلما ؟! قال: فقمت فما بلغت عتبة الباب حتى سمعت
الزعقة عليه.ا.هـ. - وقال ابن خلكان في وفيات الأعيان في
ترجمة المرتضى: وقد اختلف الناس في كتاب " نهج البلاغة " المجموع من
كلام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، هل هو من جمعه أم جمع أخيه الرضي ؟.وقد قيل:
إنه ليس من كلام علي رضي الله عنه، وإنما الذي جمعه ونسبه إليه هو الذي
وضعه.ا.هـ. وقال القنوجي في أبجد العلوم (٣/٦٧) عند
ترجمة الشريف المرتضي: وقد اختلف الناس في كتاب نهج البلاغة،
المجموع من كلام الإمام علي بن أبي طالب، هل هو جَمَعَه، أم جَمْعُ أخيه الرضي ؟
وقد قيل: إنه ليس من كلام علي، وإنما الذي جمعه ونسبه إليه هو الذي وضعه.ا.هـ. - وقال محب الدين الخطيب في تعليقه على
" المنتقى من منهاج السنة " (ص ٢٠): وهذان الأخوان تطوعا للزيادة على خطب أمير سيدنا علي بكل ما هو
طارئ عليها وغريب منها ؛ من التعريض بإخوانه الصحابة، وهو بريء عند الله عز وجل من كل ذلك، وسيبرأ إليه من مقترفي هذا
الإثم.ا.هـ. - وقال أيضا (ص
٥٠٨):ومن المقطوع به أن أخاه علي بن الحسين المرتضى المتوفي
سنة (٤٢٦ هـ) شاركه في الزيادات التي دُسَّت في النهج، ولا سيما الجُمل التي لها مساس بأحباب علي وأولياء النبي صلى الله عليه وسلم كقول الأخوين أو أحدهما: لقد تقمصها فلان، وما خرج من هذه الحمأة.ا.هـ. - وقد رجح الشيخ صالح الفوزان في " البيان لأخطاء بعض الكتاب
" (ص ٧٢) أن الكتاب من وضع الاثنين فقال: والذي يظهر لي أنه من وضع الاثنين... ومما يدل على أن كتاب " نهج البلاغة " إما من وضع
المرتضى أو له فيه مشاركة قوية ما فيه من الاعتزاليات في الصفات، والمرتضى كما ذُكر في ترجمته من كبار المعتزلة.ا.هـ. |
|
آراءُ
علماءِ أهلِ السنةِ في كتابِ " نهج البلاغة ":
|
|
تكلم علماء أهل السنة على كتاب "
نهج البلاغة " بأدلة
ظاهرة واضحة ساطعة بما لا يدع مجالا للشك أن الكتاب يستحيل أن ينسب إلى علي بن
أبي طالب رضي الله عنه، وإليك بعضا من أقوالهم. - قال الخطيب البغدادي في الجامع
(٢/١٦١):ونظير ما ذكرناه
آنفا أحاديث الملاحم، وما يكون من الحوادث، فإن أكثرها موضوع، وجُلها مصنوع،
كالكتاب المنسوب إلى دانيال، والخُطب المروية عن علي بن أبي الخطاب.ا.هـ. - وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج
السنة (٨/٥٥ – ٥٦): وأيضا ؛ فأكثر الخطب التي ينقلها صاحب
"نهج البلاغة "كذب على علي، وعليٌّ رضي الله عنه أجلُّ وأعلى قدرا من أن
يتكلم بذلك الكلام، ولكن هؤلاء وضعوا أكاذيب وظنوا أنها مدح، فلا هي صدق ولا هي
مدح، ومن قال إن كلام علي وغيره من البشر
فوق كلام المخلوق فقد أخطأ، وكلام النبي صلى الله عليه وسلم فوق كلامه، وكلاهما مخلوق... وأيضا
؛ فالمعاني الصحيحة التي توجد في كلام علي موجودة في كلام غيره، لكن
صاحب نهج البلاغة وأمثاله أخذوا كثيرا من كلام
الناس فجعلوه من كلام علي، ومنه ما يحكى عن
علي أنه تكلم به، ومنه ما هو كلام حق يليق به أن يتكلم به ولكن هو في نفس الأمر
من كلام غيره. ولهذا يوجد في كلام البيان والتبيين
للجاحظ وغيره من الكتب كلام منقول عن غير علي وصاحب نهج البلاغة يجعله عن علي، وهذه الخطب المنقولة في كتاب نهج
البلاغة لو كانت كلها عن علي من كلامه لكانت موجودة قبل هذا المصنف منقولة عن
علي بالأسانيد وبغيرها، فإذا عرف من له خبرة بالمنقولات أن كثيرا منها بل أكثرها لا يعرف قبل هذا علم أن هذا
كذب، وإلا فليبيِّن الناقل لها في أي كتاب
ذكر ذلك، ومن الذي نقله عن علي، وما إسناده، وإلا فالدعوى المجردة لا يعجز عنها أحد، ومن كان له خبرة بمعرفة طريقة أهل
الحديث ومعرفة الآثار والمنقول بالأسانيد وتبين صدقها من كذبها ؛ علم أن هؤلاء الذين ينقلون مثل هذا عن
علي من أبعد الناس عن المنقولات والتمييز
بين صدقها وكذبها.ا.هـ. - وقال الإمام الذهبي في الميزان
(٣/١٢٤):ومن طالع كتابه
" نهج البلاغة " ؛ جزم بأنه مكذوب على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، ففيه السب الصراح والحطُّ على السيدين
أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وفيه من التناقض والأشياء الركيكة والعبارات التي من له معرفة
بنفس القرشيين الصحابة، وبنفس غيرهم ممن بعدهم من المتأخرين، جزم بأن الكتاب أكثره باطل.ا.هـ. - وجاء في كتاب مختصر التحفة الإثنى
عشرية (ص ٣٦): ومن مكائدهم – أي الرافضة – أنهم ينسبون إلى الأمير من الروايات
ما هو بريء منه ويحرفون عنه، فمن ذلك " نهج البلاغة " الذي ألفه الرضي وقيل أخوه المرتضى، فقد وقع فيه تحريف كثير وأسقط كثيرا من العبارات حتى لا يكون به مستمسك لأهل السنة، مع
أن ذلك أمر ظاهر، بل مثل الشمس زاهر.ا.هـ. - وقال الشيخ الفوزان في " البيان
" (ص٧٢):ثم نقل ابن حجر في لسان الميزان كلام الذهبي مقررا له. فهؤلاء الأئمة: شيخ الإسلام، والإمام
الذهبي، والحافظ ابن حجر ؛ كلهم يجزمون بكذب نسبة ما في هذا الكتاب أو أكثره إلى علي بن أبي
طالب رضي الله عنه، وأنه من وضع مؤلفه.ا.هـ. - وقال الدكتور زيد العيص في كتاب " الخميني والوجه الآخر في ضوء
الكتاب والسنة " (ص ١٦٤) بعد أن نقل كلام العلماء في تكذيب نسبة الكتاب إلى
علي رضي الله عنه: ونعم ما قاله هؤلاء العلماء رحمهم الله، فإن الناظر في محتويات هذا الكتاب،
وفي مضمون خُطبه يجزم بأنه مكذوب على علي إلا كلمات يسيرة وردت عنه، ويتأكد هذا الحكم بالأمور التالية:... وذكر ثلاثة أمور.ا.هـ. - وقال الشيخ الدكتور ناصر القفاري في
" أصول الشيعة " (١/٣٨٩): فتراهم مثلا يحكمون بصحة كتاب نهج
البلاغة، حتى قال أحد شيوخهم المعاصرين – وهو الهادي كاشف الغطاء في مدارك نهج البلاغة -: إن الشيعة على كثرة فرقهم واختلافها
متفقون متسالمون على أن ما في نهج البلاغة هو من كلام أمير المؤمنين رضي الله
عنه اعتمادا على رواية الشريف ودرايته
ووثاقته.. حتى كاد أن يكون
إنكار نسبته ليه رضي الله عنه عندهم من إنكار الضروريات وجحد البديهيات اللهم إلا شاذا منهم. وأن جميع ما فيه من الخطب والكتب
والوصايا والحكم والآداب حاله كحال ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم. مع أن كتاب النهج مطعون في سنده
ومتنه، فقد جُمع بعد أمير
المؤمنين بثلاثة قرون ونصف بلا سند، وقد نسبت الشيعة تأليف نهج البلاغة إلى الشريف الرضي، وهو غير مقبول عند المحدثين لو أسند خصوصا فيما يوافق بدعته فكيف إذا لم يسند كما فعل في النهج، وأما المتهم – عند المحدثين – بوضع النهج فهو أخوه علي.ا.هـ. |
|
بعض
أهل السنة ينسب الكتاب إلى علي رضي الله عنه:
|
|
وبالرغم من تكذيب هؤلاء الأعلام من
علماء أهل السنة نسبة الكتاب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وُجد من أهل السنة من يجزم أن الكتاب من
كلام علي رضي الله عنه. - قال الشيخ مشهور حسن في " كتب حذر منها العلماء
" (٢/٢٥١):وقد قال محمد محيى الدين عبد الحميد في مقدمة تعليقه عليه إنه من كلام علي رضي الله عنه، وقال: إنه يعتقد أن محمد عبده كان مقتنعا بأن الكتاب كله للإمام
علي رضي الله عنه وإن لم يصرح بذلك، وحتى إنه ليجعل ما فيه حجة على معاجم اللغة. وذهب محمد الخضري بك إلى أنه من وضع
حيدرة.ا.هـ. ثم نقل الشيخ مشهور رد محمد العربي التباني على محمد الخضري بك بطلان نسبة الكتاب إلى علي رضي الله
عنه من عشرة أوجه، فليرجع إليها. ولولا خشية الإطالة لنقلتها بنصها. وقد استهجن الدكتور زيد العيص في كتاب " الخميني والوجه الآخر
" (ص ١٦٦) موقف محمد عبده من الكتاب حيث قام محمد عبده بشرح ألفاظ الكتاب. قال الدكتور: وليس بمستغرب أن يصدر هذا الافتراء عن الشريف المرتضى، إنما المستهجن موقف الشيخ محمد عبد الذي قام بشرح ألفاظ هذا الكتاب،
وكان يمر بالعبارات التي تذم الشيخين، والصحابة، والنصوص التي توحي بأن عليا
يعلم الغيب، وغيرها من النصوص المستنكرة، دون أن يعلق بكلمة واحدة، وكأنها
مسلمات عنده. ولم يكن هم الشيخ سوى شرح الألفاظ، وتقريب المعاني إلى القاريء بأسلوب
ميسر ليحببه إلى النفوس، ويشجع على قراءته، والغريب أيضا أنه عبر في بعض المواضع عن أهل السنة بقوله: " عندهم ". ولا أدري أين كان يضع الإمام نفسه
وقتئذ ؟!.ا.هـ. وقد رد الشيخ صالح الفوزان في كتاب " البيان لأخطاء بعض
الكُتاب " (ص ٦٩ – ٨٥) على الدكتور عبد الفتاح محمد الحلو الذي كتب بحثا بعنوان: " نهج البلاغة بين الإمام علي والشريف
الرضي " في مجلة كلية اللغة العربية والعلوم الاجتماعية " بجامعة
الإمام محمد بن سعود الإسلامية في (العدد الخامس – عام ١٣٩٥ هـ). |