- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
الدرس
الخامس (منهج الإصلاح والعدالة في نهج البلاغة)
|
|
ألاهداف المعرفية:
|
|
١-
أنْ يتعرّف الطالب إلى وجود الانحراف عن العدالة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. |
|
العدل
في الإسلام
|
|
من المبادئ
الإنسانيّة الّتي قام عليها الإسلام من خلال رسالته وتعاليمه هي تحقيق العدل بين الناس، والقضاء
على الظلم والجور، لهذا نجد أنّ جميع نواحي التشريع الإسلاميّ قد ارتبطت بشكلٍ
مباشر بالعدالة والمساواة. |
|
الانحراف
عن سياسية النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم
|
|
دلّت الأحداث التاريخيّة بعد عصر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم على مدى الاستغلال الواضح لشريعته
السمحاء، فما لبثت الأمّة الإسلاميّة بعد وفاة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أن تحوّلت عن مسارها الصحيح لتُصبح
وسيلة لتحقيق المصالح الشخصيّة، والانتقام من صاحب الرسالة الّذي دمّر عروش
الظالمين والمستبدّين. وتجلّى ذلك في وصول بني أميّة إلى المواقع الأساسيّة في
الحكم فأمعنوا في الانحراف، والتحكّم بمقدّرات الأمّة وإمكاناتها، وكلّ همّهم
الملذّات والشهوات. وفي وصفه لهذه المرحلة التاريخيّة، والحالة الّتي وصل إليها
الأمويّون في سياستهم يقول الإمام عليّ عليه السلام: |
|
عوامل
الانحراف في الأمّة الإسلاميّة
|
|
حدّد الإمام عليّ عليه السلام في نهج البلاغة الأسباب الرئيسة
لانحراف الأمّة عن خطّ النبوّة والرسالة، وأرجع جميع الأسباب إلى أصلٍ واحد وهو انحراف الحاكم، يقول عليه السلام: "وقد علمتم أنّه لا ينبغي أنْ
يكون الوالي على الفروج والدِّماء والمغانم والأحكام وإمامة المسلمين البخيل،
فتكون في أموالهم نهمتهُ [النهمة، بفتح النون وسكون الهاء، إفراط الشهوة والمبالغة في الحرص.]،
ولا الجاهل فيضلّهُم بجهله، ولا الجافي فيقطعهم بجفائه، ولا الحائف [الحائف، من الحَيْف، أي الظلم والجور. ]للِدُّولِ [الدُوَل، جمع دُولة بالضم، وهي المال،
لأنّه يُتدَاول أي يُنقل من يدٍ ليد، والمراد من يحيف في تقسيم الأموال فيفضِّل
قوماً في العطاء على قومٍ بلا موجب للتفضيل. ]فيتّخذ قوماً دون قوم، ولا المُرتشي في الحكم فيذهب بالحقوق، ويقف
بها دون المقاطع [المقاطع، الحدود التي عيّنها الله لها. ]، ولا المُعطِّل
للِسُّنّة فيُهلِكَ الأمَّة" [نهج البلاغة، الكتاب ١٣١..] |
|
١- العطاء غير العادل
|
|
خلافاً لسيرة رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم وسياسته في التسوية بين الناس في العطاء، وعدم
تفضيل أحدٍ منهم على أحد، فقد جرى الخليفة الثاني على خلاف ذلك، وفضّل السابقين
على غيرهم، وفضّل المهاجرين على الأنصار، والعرب على العجم... [شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد، ج٨،
ص١١. ] ولم
يكن ذلك على أساس التقوى والعمل الصالح، ما أعاد الروح القبليّة والجاهليّة من
جديد. |
|
٢ - توزيع المال على الأقرباء
|
|
فقد خصّص عثمان آله وذويه وغيرهم من أعيان قريش بالهبات الضخمة، ما أثار اعتراض
الناس، وفي ذلك يقول عليه
السلام: "إلى أنْ
قام ثالث القوم... وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضمة الإبل نبتة
الربيع" [نهج البلاغة، الخطبة ٣..] |
|
٣ - نشوء أصحاب الأموال
|
|
وذلك بسبب ترك
الأغنياء دفع الزكاة (بغطاء من الخليفة الثالث)، وتدفّق الثروات على المدينة ومكّة واستئثار الخواصّ بها، فانتشر
في المدينة أنواع اللهو وأوجد الخليفة الثالث طبقتين من الشعب: |
|
٤- الولاة المعادون للإسلام
|
|
ففي عهد عثمان وصل إلى الحُكم مجموعة من الناس
عُرِفت بعدائها للإسلام. ومن الطبيعيّ أنْ ينعكس ذلك على كلّ مظاهر العدالة، فقد ولّى عثمان - كما قال ابن أبي الحديد - أمور المسلمين من لا يصلح لذلك ولا
يؤتمن عليه، ومن ظهر منه الفسق والفساد، ومن لا علم له عنده، مراعاةً منه لحرمةِ
القرابة... [شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد، ج ٣، ص ١١.] |
|
نتائج
السياسة الحاكمة
|
|
تمخّضت السياسة العثمانيّة في المال والإدارة عن نقمةٍ شعبيّة عارمةٍ. وكان موقف الإمام عليه
السلام من هذه السياسة واضحاً حيث استنكرها واعتبرها مخالفة للشريعة الإسلاميّة
وعدالتها. |
|
الإمام
عليّ عليه السلام رائد الإصلاح في مواجهة الانحراف
|
|
سعى الإمام عليه
السلام من اللحظات الأولى لوصوله إلى الحكم نحو ترسيخ أُسس العدالة، وإصلاح ما
فسد في الأمّة الإسلاميّة، فساوى في العطاء، وأمر أصحاب الثروات بدفع ما عليهم
من حقوق، وعَزَل الولاة، وحاسب بعضهم، وطبّق مبادئ عظيمة من قبيل "من أين
لك هذا". |
|
وحدّد
الأهداف الأساس الّتي جعلته يقبل بالتصدّي للخلافة بقوله:
|
|
"اللّهمّ
إنّك تعلم أنّه لم يكن الّذي كان مِنّا منافسةً في سلطان، ولا التماس شيءٍ من
فضول الحُطام، ولكنْ لِنرِدَّ المعالم من دينك ونُظهر الإصلاح في بلادك، فيأمن
المظلومون من عِبادك وتُقام المُعطّلةُ من حُدودِك" [نهج البلاغة، الخطبة ١٢٩..] |
|
١ - ظاهرة الانحراف عن كتاب الله وسنّة نبيّه:
|
|
فتوجّه عليه السلام إلى رأس السلطة الّذي أمات
السُنَنَ، وأحيا البدع، وانحرف عن الكتاب بقوله: "فاعلم أنّ أفضل عباد الله إمامٌ عادل، هُديَ وهدى، فأقام
سُنّة معلومة، وأمات بدعةً مجهولة، وإنّ البِدَع لظاهرة، لها أعلام، وإنّ شرّ
الناس عند الله إمامٌ جائر ضلّ وضُلّ به، فأمات سُنّةً مأخوذة، وأحيا بدعةً
متروكة.." [نهج البلاغة، الخطبة ١٦٤..] |
|
٢ - ظاهرة تعظيم الخليفة
|
|
اعتاد بعض أصحاب
المصالح أنْ يُعظِّموا موقعيّة الحاكم وخلافته بين الناس، ولكنّ الإمام عليه السلام أراد أنْ يكون الخليفة كواحدٍ من
الناس، لا أنْ يكون كالملوك والسلاطين، يقول عليه السلام: |
|
٣- ظاهرة اهتمام الخليفة بحياته الخاصّة
|
|
رسم الإمام عليه السلام أجمل وأعظم قانون للنظام الاجتماعيّ
في الإسلام، حيث حدّد مبادئ التكافل والتساوي الاجتماعيّ بين الحاكم والرعيّة،
وكيف يجب أنْ يتأسّى الحاكم بأضعف رعيّته، ويشعر بآلامهم ومشاكلهم، وأنْ لا
يستغلّ الخلافة لإشباع شهواته ورغباته، يقول عليه السلام: |
|
٤- ظاهرة تفضيل القربى
|
|
وهي من الظواهر
الّتي تغلغلت في جسم الخلافة لدى وصول عثمان إلى الحُكم، فقد وصل معه التغلغل الأمويّ في جسم الخلافة إلى أبعد الحدود،
وسيطروا على مقاليد وزمام الأمور وذلك بسبب قرابتهم من الخليفة الثالث. |
|
مبادئ
تحقيق العدالة
|
|
بعد جهاد الإمام
عليه السلام ومحاربته لكلّ أنواع الظلم والفساد، وقضائه على كلّ أشكال ومظاهر
الانحراف من خلال منهجه الإصلاحيّ الرائد، اتبع ذلك بخطوات عملية تمثّلت بتطبيق
بعض المبادئ الّتي تكفل تحقيق العدل والمساواة وهي: |
|
أوّلاً:
في المجال الإداريّ
|
|
أ-
تبديل الولاة والحكّام:
|
|
نشأ الفساد في
الأجهزة الإداريّة بسبب فساد معظم الولاة، فقام عليه السلام بعزل الولاة
السابقين، وولّى رجالاً من أهل الدين والعِفّة، فولّى على البصرة عثمان بن حنيف،
وعلى الشام سهل بن حنيف، وعلى مصر قيس بن سعد.. وفي هذا المجال يقول عليه
السلام: |
|
ب
- تنظيم جهاز المحاسبة والرقابة:
|
|
لم يكتفِ الإمام
عليه السلام بعزل الولاة السابقين، بل إنّه عمل على الحفاظ والسهر على شؤون
الأمّة من خلال مراقبة الولاة الجدد، وإرسال الكتب إليهم الّتي يذكر لهم فيها
مبادئه، ومثالاً على ذلك
رسالته إلى عثمان بن حنيف عامله على البصرة. |
|
ج
- السؤال عن مصدر الثروة:
|
|
من جملة الأمور
الّتي كان الإمام عليّ عليه السلام يُتابع من خلالها مراقبة الولاة وأعمالهم، هو
سؤالهم عن مصادر أموالهم وثرواتهم. ففي كتاب له إلى بعض عمّاله يقول عليه السلام: |
|
ثانياً:
في المجال الاقتصاديّ
|
|
أ-
المساواة في توزيع المال:
|
|
فقد افتتح عليه السلام عهده بإعلان شعاره: المساواة في العطاء: |
|
ب
- مصادرة أموال الطبقة الارستقراطيّة التي أخذوها ظلماً:
|
|
فقد أعلن في بداية
عهده حكمه بمصادرة جميع ما أقطعه الخلفاء من القطائع، وما وهبوه من الأموال
العظيمة للطبقة الأرستقراطيّة، وفي هذا يقول عليه السلام: |
|
ج
- التكافل الاجتماعي ومواساة الآخرين:
|
|
من الأمور الواضحة في سياسته عليه السلام أنّه لم يكن بعيداً عن تطبيق مبادئه
على نفسه، حيث كان عليه السلام يعيش كما يعيش أضعف رعيّته فيواسيهم في فقرهم
وحرمانهم، ويأبى إلّا أنْ يكون كواحدٍ منهم، انطلاقاً من رفضه لكلِّ أشكال
التمايز الطبقيّ. ففي وصيّةٍ له لأحد ولاته يقول عليه السلام: |
|
الدرس
الخامس (منهج الإصلاح والعدالة في نهج البلاغة)
|
|
ألاهداف المعرفية:
|
|
١-
أنْ يتعرّف الطالب إلى وجود الانحراف عن العدالة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. |
|
العدل
في الإسلام
|
|
من المبادئ
الإنسانيّة الّتي قام عليها الإسلام من خلال رسالته وتعاليمه هي تحقيق العدل بين الناس، والقضاء
على الظلم والجور، لهذا نجد أنّ جميع نواحي التشريع الإسلاميّ قد ارتبطت بشكلٍ
مباشر بالعدالة والمساواة. |
|
الانحراف
عن سياسية النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم
|
|
دلّت الأحداث التاريخيّة بعد عصر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم على مدى الاستغلال الواضح لشريعته
السمحاء، فما لبثت الأمّة الإسلاميّة بعد وفاة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أن تحوّلت عن مسارها الصحيح لتُصبح
وسيلة لتحقيق المصالح الشخصيّة، والانتقام من صاحب الرسالة الّذي دمّر عروش
الظالمين والمستبدّين. وتجلّى ذلك في وصول بني أميّة إلى المواقع الأساسيّة في
الحكم فأمعنوا في الانحراف، والتحكّم بمقدّرات الأمّة وإمكاناتها، وكلّ همّهم
الملذّات والشهوات. وفي وصفه لهذه المرحلة التاريخيّة، والحالة الّتي وصل إليها
الأمويّون في سياستهم يقول الإمام عليّ عليه السلام: |
|
عوامل
الانحراف في الأمّة الإسلاميّة
|
|
حدّد الإمام عليّ عليه السلام في نهج البلاغة الأسباب الرئيسة
لانحراف الأمّة عن خطّ النبوّة والرسالة، وأرجع جميع الأسباب إلى أصلٍ واحد وهو انحراف الحاكم، يقول عليه السلام: "وقد علمتم أنّه لا ينبغي أنْ
يكون الوالي على الفروج والدِّماء والمغانم والأحكام وإمامة المسلمين البخيل،
فتكون في أموالهم نهمتهُ [النهمة، بفتح النون وسكون الهاء، إفراط الشهوة والمبالغة في الحرص.]،
ولا الجاهل فيضلّهُم بجهله، ولا الجافي فيقطعهم بجفائه، ولا الحائف [الحائف، من الحَيْف، أي الظلم والجور. ]للِدُّولِ [الدُوَل، جمع دُولة بالضم، وهي المال،
لأنّه يُتدَاول أي يُنقل من يدٍ ليد، والمراد من يحيف في تقسيم الأموال فيفضِّل
قوماً في العطاء على قومٍ بلا موجب للتفضيل. ]فيتّخذ قوماً دون قوم، ولا المُرتشي في الحكم فيذهب بالحقوق، ويقف
بها دون المقاطع [المقاطع، الحدود التي عيّنها الله لها. ]، ولا المُعطِّل
للِسُّنّة فيُهلِكَ الأمَّة" [نهج البلاغة، الكتاب ١٣١..] |
|
١- العطاء غير العادل
|
|
خلافاً لسيرة رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم وسياسته في التسوية بين الناس في العطاء، وعدم
تفضيل أحدٍ منهم على أحد، فقد جرى الخليفة الثاني على خلاف ذلك، وفضّل السابقين
على غيرهم، وفضّل المهاجرين على الأنصار، والعرب على العجم... [شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد، ج٨،
ص١١. ] ولم
يكن ذلك على أساس التقوى والعمل الصالح، ما أعاد الروح القبليّة والجاهليّة من
جديد. |
|
٢ - توزيع المال على الأقرباء
|
|
فقد خصّص عثمان آله وذويه وغيرهم من أعيان قريش بالهبات الضخمة، ما أثار اعتراض
الناس، وفي ذلك يقول عليه
السلام: "إلى أنْ
قام ثالث القوم... وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضمة الإبل نبتة
الربيع" [نهج البلاغة، الخطبة ٣..] |
|
٣ - نشوء أصحاب الأموال
|
|
وذلك بسبب ترك
الأغنياء دفع الزكاة (بغطاء من الخليفة الثالث)، وتدفّق الثروات على المدينة ومكّة واستئثار الخواصّ بها، فانتشر
في المدينة أنواع اللهو وأوجد الخليفة الثالث طبقتين من الشعب: |
|
٤- الولاة المعادون للإسلام
|
|
ففي عهد عثمان وصل إلى الحُكم مجموعة من الناس
عُرِفت بعدائها للإسلام. ومن الطبيعيّ أنْ ينعكس ذلك على كلّ مظاهر العدالة، فقد ولّى عثمان - كما قال ابن أبي الحديد - أمور المسلمين من لا يصلح لذلك ولا
يؤتمن عليه، ومن ظهر منه الفسق والفساد، ومن لا علم له عنده، مراعاةً منه لحرمةِ
القرابة... [شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد، ج ٣، ص ١١.] |
|
نتائج
السياسة الحاكمة
|
|
تمخّضت السياسة العثمانيّة في المال والإدارة عن نقمةٍ شعبيّة عارمةٍ. وكان موقف الإمام عليه
السلام من هذه السياسة واضحاً حيث استنكرها واعتبرها مخالفة للشريعة الإسلاميّة
وعدالتها. |
|
الإمام
عليّ عليه السلام رائد الإصلاح في مواجهة الانحراف
|
|
سعى الإمام عليه
السلام من اللحظات الأولى لوصوله إلى الحكم نحو ترسيخ أُسس العدالة، وإصلاح ما
فسد في الأمّة الإسلاميّة، فساوى في العطاء، وأمر أصحاب الثروات بدفع ما عليهم
من حقوق، وعَزَل الولاة، وحاسب بعضهم، وطبّق مبادئ عظيمة من قبيل "من أين
لك هذا". |
|
وحدّد
الأهداف الأساس الّتي جعلته يقبل بالتصدّي للخلافة بقوله:
|
|
"اللّهمّ
إنّك تعلم أنّه لم يكن الّذي كان مِنّا منافسةً في سلطان، ولا التماس شيءٍ من
فضول الحُطام، ولكنْ لِنرِدَّ المعالم من دينك ونُظهر الإصلاح في بلادك، فيأمن
المظلومون من عِبادك وتُقام المُعطّلةُ من حُدودِك" [نهج البلاغة، الخطبة ١٢٩..] |
|
١ - ظاهرة الانحراف عن كتاب الله وسنّة نبيّه:
|
|
فتوجّه عليه السلام إلى رأس السلطة الّذي أمات
السُنَنَ، وأحيا البدع، وانحرف عن الكتاب بقوله: "فاعلم أنّ أفضل عباد الله إمامٌ عادل، هُديَ وهدى، فأقام
سُنّة معلومة، وأمات بدعةً مجهولة، وإنّ البِدَع لظاهرة، لها أعلام، وإنّ شرّ
الناس عند الله إمامٌ جائر ضلّ وضُلّ به، فأمات سُنّةً مأخوذة، وأحيا بدعةً
متروكة.." [نهج البلاغة، الخطبة ١٦٤..] |
|
٢ - ظاهرة تعظيم الخليفة
|
|
اعتاد بعض أصحاب
المصالح أنْ يُعظِّموا موقعيّة الحاكم وخلافته بين الناس، ولكنّ الإمام عليه السلام أراد أنْ يكون الخليفة كواحدٍ من
الناس، لا أنْ يكون كالملوك والسلاطين، يقول عليه السلام: |
|
٣- ظاهرة اهتمام الخليفة بحياته الخاصّة
|
|
رسم الإمام عليه السلام أجمل وأعظم قانون للنظام الاجتماعيّ
في الإسلام، حيث حدّد مبادئ التكافل والتساوي الاجتماعيّ بين الحاكم والرعيّة،
وكيف يجب أنْ يتأسّى الحاكم بأضعف رعيّته، ويشعر بآلامهم ومشاكلهم، وأنْ لا
يستغلّ الخلافة لإشباع شهواته ورغباته، يقول عليه السلام: |
|
٤- ظاهرة تفضيل القربى
|
|
وهي من الظواهر
الّتي تغلغلت في جسم الخلافة لدى وصول عثمان إلى الحُكم، فقد وصل معه التغلغل الأمويّ في جسم الخلافة إلى أبعد الحدود،
وسيطروا على مقاليد وزمام الأمور وذلك بسبب قرابتهم من الخليفة الثالث. |
|
مبادئ
تحقيق العدالة
|
|
بعد جهاد الإمام
عليه السلام ومحاربته لكلّ أنواع الظلم والفساد، وقضائه على كلّ أشكال ومظاهر
الانحراف من خلال منهجه الإصلاحيّ الرائد، اتبع ذلك بخطوات عملية تمثّلت بتطبيق
بعض المبادئ الّتي تكفل تحقيق العدل والمساواة وهي: |
|
أوّلاً:
في المجال الإداريّ
|
|
أ-
تبديل الولاة والحكّام:
|
|
نشأ الفساد في
الأجهزة الإداريّة بسبب فساد معظم الولاة، فقام عليه السلام بعزل الولاة
السابقين، وولّى رجالاً من أهل الدين والعِفّة، فولّى على البصرة عثمان بن حنيف،
وعلى الشام سهل بن حنيف، وعلى مصر قيس بن سعد.. وفي هذا المجال يقول عليه
السلام: |
|
ب
- تنظيم جهاز المحاسبة والرقابة:
|
|
لم يكتفِ الإمام
عليه السلام بعزل الولاة السابقين، بل إنّه عمل على الحفاظ والسهر على شؤون
الأمّة من خلال مراقبة الولاة الجدد، وإرسال الكتب إليهم الّتي يذكر لهم فيها
مبادئه، ومثالاً على ذلك
رسالته إلى عثمان بن حنيف عامله على البصرة. |
|
ج
- السؤال عن مصدر الثروة:
|
|
من جملة الأمور
الّتي كان الإمام عليّ عليه السلام يُتابع من خلالها مراقبة الولاة وأعمالهم، هو
سؤالهم عن مصادر أموالهم وثرواتهم. ففي كتاب له إلى بعض عمّاله يقول عليه السلام: |
|
ثانياً:
في المجال الاقتصاديّ
|
|
أ-
المساواة في توزيع المال:
|
|
فقد افتتح عليه السلام عهده بإعلان شعاره: المساواة في العطاء: |
|
ب
- مصادرة أموال الطبقة الارستقراطيّة التي أخذوها ظلماً:
|
|
فقد أعلن في بداية
عهده حكمه بمصادرة جميع ما أقطعه الخلفاء من القطائع، وما وهبوه من الأموال
العظيمة للطبقة الأرستقراطيّة، وفي هذا يقول عليه السلام: |
|
ج
- التكافل الاجتماعي ومواساة الآخرين:
|
|
من الأمور الواضحة في سياسته عليه السلام أنّه لم يكن بعيداً عن تطبيق مبادئه
على نفسه، حيث كان عليه السلام يعيش كما يعيش أضعف رعيّته فيواسيهم في فقرهم
وحرمانهم، ويأبى إلّا أنْ يكون كواحدٍ منهم، انطلاقاً من رفضه لكلِّ أشكال
التمايز الطبقيّ. ففي وصيّةٍ له لأحد ولاته يقول عليه السلام: |