- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
سُورَة المُمتَحِنة مَدنيّة
وعَدَدُ آيَاتِها ثلاث عشرة آية
|
|
محتوى السورة:
|
|
تتكوّن موضوعات هذه
السورة من قسمين: |
|
القسم الأوّل: |
|
يتحدّث عن موضوع
«الحبّ في الله» و «البغض في الله»، وينهى عن عقد الولاء والودّ مع المشركين،
ويدعو المسلمين لكي يستلهموا من سيرة الرّسول العظيم إبراهيم (ع) فيما يتعلّق بموقفه من أقرب الأقربين إليه (أبيه آزر) بلحاظ ما يمليه عليه الموقف المبدئي، كما
تذكر بعض الخصوصيات الاُخرى في هذا المجال ويتكرّر هذا
المعنى في نهاية السورة، كما في بدايتها. |
|
القسم الثاني: |
|
يتناول هذا القسم مسائل المرأة المهاجرة وضرورة تمحيصها، كما يبيّن أحكاماً اُخرى في هذا الصدد. وإختيار اسم (الممتحنة) لهذه السورة كان
بلحاظ حالة التمحيص والإمتحان التي وردت في الآية العاشرة من هذه السورة(مجمع البيان، ج9، ص267.) . |
|
فضيلة
تلاوة سورة الممتحنة:
|
|
قرأها البعض «ممتحنة» بفتح الحاء وذلك بسبب حالة التمحيص والإمتحان
للنسوة المهاجرات، وقرأها آخرون ممتحنة ـ بكسر الحاء ـ وذلك لأنّ موضوعات السورة ـ أجمع ـ كانت وسيلة للإمتحان والتمحيص. وجاء في حديث آخر
عن الإمام علي بن الحسين (ع): «من قرأ
سورة الممتحنة في فرائضه ونوافله، امتحن الله قلبه للإيمان، ونوّر له بصره، ولا
يصيبه فقر أبداً، ولا جنون في بدنه ولا في ولده»( نور
الثقلين، ج5، ص299.) . |
|
الآيات(1) (3)
يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّى وَعَدُوَّكُمْ
أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم
مِّنَ الْحَقِّ
|
|
يَأَيُّهَا
الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّى وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ
تُلْقُونَ إِلَيْهِم بالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ
الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللهِ رَبِّكُمْ
إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَداً فِى سَبِيلِى وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِى
تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا
أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ(1) إِن
يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ
وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (2) لَن تَنفَعَكُمْ
أَرْحَامُكُمْ وَلاَ أَوْلَدُكُمْ يَوْمَ الْقِيَمَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ
وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (3) |
|
سبب
النّزول
|
|
صرّح أغلب المفسّرين (لكن بإختلاف يسير) بأنّ هذه الآيات ـ أو الآية الاُولى بصورة أخصّ ـ نزلت في حاطب بن أبي بلتعة. قال: يارسول الله والله ما كفرت منذ أسلمت ولا غششتك منذ نصحتك، ولا
أحببتهم منذ فارقتهم، ولكن لم يكن أحد من المهاجرين إلاّ وله بمكّة من يمنع
عشيرته وكنت عريراً فيهم (أي غريباً) وكان أهلي
بين ظهرانيهم فخشيت على أهلي فأردت أن أتّخذ عندهم
يداً، وقد علمت أنّ الله ينزل بهم بأسه وأنّ كتابي لا يغني عنهم شيئاً. فصدّقه رسول الله (ص)وعذره، فقام عمر بن الخطاب وقال: دعني يارسول الله أضرب عنق هذا المنافق، فقال رسول الله (ص) وما يدريك ياعمر لعلّ الله اطّلع على أهل بدر فغفر لهم فقال اعملوا ما
شئتم فقد غفرت لكم. وكيفية العلاقة التي يجب أن
تتحكّم بين المسلمين من جهة، والمشركين وأعداء الله من جهة اُخرى، والتأكيد على
إلغاء وتجنّب أي ولاء مع أعداء الله(مجمع البيان، ج9،
ص269، بتلخيص مختصر، كما نقل هذا في سبب النزول: البخاري في صحيحه، ج9، ص185،
والفخر الرازي، وورد كذلك في تفسير روح المعاني، وروح البيان، وفي الظلال،
والقرطبي، والمراغي، وفي تفاسير اُخرى باختلاف..) . |
|
التّفسير |
|
نتيجة
الولاء لأعداء الله:
|
|
علمنا ممّا تقدّم أنّ سبب
نزول الآيات السابقة هو التصرّف المشين الذي صدر من أحد المسلمين (حاطب بن أبي بلتعة) ورغم أنّه لم يكن قاصداً التجسّس إلاّ أنّ عمله نوع من إظهار المودّة
لأعداء الإسلام، فجاءت الآيات الكريمة تحذّر المسلمين من تكرار مثل هذه
التصرّفات مستقبلا وتنهاهم عنها. |
|
الآيات(4) (6) قَدْ
كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِى إِبْرَهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ
قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءَؤُا مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ
اللهِ
|
|
قَدْ كَانَتْ
لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِى إِبْرَهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا
لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءَؤُا مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ
كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَوَةُ وَالْبَغْضَاءُ
أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ إِلاَّ قَوْلَ إِبْرَهِيمَ
لاَِبِيهِ لاََسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللهِ مِن شَىْء
رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ
(4)رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا
رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (5) لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ
أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الأَخِرَ وَمَن
يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِىُّ الْحَمِيدُ(6) |
|
التّفسير |
اُسوة
للجميع:
|
|
إنّ منهج القرآن (من أجل
التأكيد على تعاليمه القيّمة) يعتمد في كثير من الموارد طريقة الإستشهاد بنماذج أساسية في عالم الإنسانية والحياة، وبعد التشديد السابق الذي مرّ بنا خلال آيات السابقة في تجنّب
عقد الولاء لأعداء الله، يتحدّث القرآن الكريم عن
إبراهيم (عليه السلام) ومنهجه القدوة كنموذج رائد يحظى باحترام جميع
الأقوام وخصوصاً العرب منهم. |
|
بحوث
|
|
|
1 ـ نماذج خالدة
|
|
إنّ المشاريع العملية غالباً
ما تكون منبثقة عن قناعات تسبقها، لأنّ العمل عادةً يعبّر عن تجسيد حالة الإيمان
العميق للإنسان بما يقوم به، ويكون مجسّداً لأقواله وأفكاره ومتبنياته، والحديث
يخرج من القلب لابدّ أن يكون موضع تأثّر وتفاعل قائلة نفسه به. |
|
2 ـ الله غني عن
الجميع
|
|
أكّد القرآن الكريم
مراراً على نقطة مهمّة، وهي أنّ الله
تعالى إذا أمر الإنسان بالإلتزام بأحكام ـ وتكاليف معيّنة، فإنّ جميع منافعها
تعود بالخير والمصلحة عليه، بالرغم من المشقّة أحياناً في تطبيق هذه الأحكام
والتكاليف. ذلك لأنّ الله تعالى ليس محتاجاً لأي شيء في عالم الوجود ليستعين بنا
عليه، كما أنّه ليس لديه أي نقص في أي شيء، إضافة إلى أنّ الإنسان لا يملك شيئاً
ليعطيه. بل كلّ ما لديه فهو لله تعالى. |
|
3 ـ الأصل في
العلاقات الرسالية: (الحبّ في الله والبغض في الله).
|
|
إنّ أعمق رابطة تربط أبناء
البشرية مع بعضهم هي الرابطة العقائدية، حيث تبتني عليها سائر العلاقات الاُخرى. |
|
الآيات(7) (9) عَسَى
اللهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم
مَّوَدَّةً وَاللهُ قَدِيرٌ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
|
|
عَسَى اللهُ أَن
يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً وَاللهُ
قَدِيرٌ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (7) لاَّ يَنْهَكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ
يُقَتِلُوكُم فِى الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَرِكُمْ أَن
تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8)
إِنَّمَا يَنْهَكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قَتَلُوكُمْ فِى الدِّينِ
وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَرِكُمْ وَظَهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن
تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّلِمُونَ(9) |
|
التّفسير |
|
مودّة
الكفّار غير الحربيين:
|
|
يستمرّ الحديث في هذه الآيات
المباركات تكملة للموضوعات التي طرحت في الآيات السابقة حول «الحبّ في الله
والبغض في الله» وقطع العلاقة مع المشركين، بالرغم من أنّ قطع هذه الرابطة يولّد
فراغاً عاطفياً بالنسبة للبعض من المسلمين،
فإنّ المؤمنين الصادقين، وأصحاب رسول الله المخلصين آمنوا بهذا المنهج وثبتوا
عليه، والله تعالى بشّر هؤلاء ألاّ يحزنوا، لأنّ الثواب هو جزاؤهم بالإضافة إلى
أنّ هذه الحالة سوف لن تستمرّ طويلا، حيث يقول سبحانه: (
عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودّة). والمصداق الواضح لهذه المجموعة هم مشركو مكّة،
وخصوصاً سادات قريش، حيث بذل بعضهم كلّ جهدهم
لحرب المسلمين وإيذائهم، وأعانوا آخرون على ذلك. |
|
الآيتان(10) (11)
يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَتُ مُهَجِرَت
فَامْتَحِنُوهُنَّ اللهُ أَعْلَمُ بِإِيمَنِهِنَّ
|
|
يَأَيُّهَا
الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَتُ مُهَجِرَت فَامْتَحِنُوهُنَّ
اللهُ أَعْلَمُ بِإِيمَنِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَت فَلاَ
تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لاَ هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلاَ هُمْ
يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَءَاتُوهُم مَّا أَنفَقُوا وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن
تَنكِحُوهُنَّ إِذَا ءَاتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلاَ تُمْسِكُوا بِعِصَمِ
الْكَوَافِرِ وَسْئَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْئَلُوا مَا أَنفَقُوا ذَلِكُمْ
حُكْمُ اللهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (10) وَإِن فَاتَكُمْ
شَىْءٌ مِّنْ أَزْوَجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَئَاتُوا الَّذِينَ
ذَهَبَتْ أَزْوَجُهُم مِّثْلَ مَا أَنفَقُوا وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِى أَنتُم
بِهِ مُؤْمِنُونَ (11) |
سبب
النّزول
|
|
قال بعض المفسّرين
في سبب نزول هذه الآيات: إنّ رسول الله
أمضى في الحديبية مع مشركي مكّة عهداً، وكان من
ضمن بنود هذا العهد أنّ من أتى رسول الله (ص) من أهل مكّة ردّه عليهم، ومن أتى
أهل مكّة من أصحاب رسول الله فهو لهم لا يردّوه عليه، وكتبوا بذلك كتاباً وقّعوا
عليه. |
|
|
التّفسير |
|
تعويض
خسائر المسلمين والكفّار:
|
|
إستعرضت الآيات السابقة موضوع «البغض في الله» وما يترتّب على ذلك من قطع أي
صلة مع أعداء الله .. أمّا موضوع هذه الآيات فهو عن
«الحبّ في الله» وعن طبيعة العلاقة مع الذين إنفصلوا عن الكفر وإرتبطوا
بالإيمان. |
|
العدل
حتّى مع الأعداء:
|
|
من خلال إستعراضنا الآيات
الكريمة أعلاه نلاحظ عمق الدقّة وروعة الظرافة واللطف في طبيعة الأحكام التي
وردت فيها، موضّحة إلى أي حدٍّ يهتمّ الإسلام بأصل العدالة والقسط في تشريع
أحكامه حتّى في أحرج الظروف وأصعبها، لأنّه يسعى لتعميم الخير وإبعاد الأذى
والضرر حتّى عن الكفّار. |
|
الآية (12)
يَأَيُّهَا النَّبِىُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن
لاَّ يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئاً وَلاَ يَسْرِقْنَ وَلاَ يَزْنِينَ وَلاَ
يَقْتُلْنَ أَوْلَدَهُنَّ
|
|
يَأَيُّهَا
النَّبِىُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لاَّ
يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئاً وَلاَ يَسْرِقْنَ وَلاَ يَزْنِينَ وَلاَ يَقْتُلْنَ
أَوْلَدَهُنَّ وَلاَ يَأْتِينَ بِبُهْتَن يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ
وَأَرْجُلِهِنَّ وَلاَ يَعْصِينَكَ فِى مَعْرُوف فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ
لَهُنَّ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (12) |
|
التّفسير |
|
شروط
بيعة النساء:
|
|
إستمراراً للبحث الذي تقدّم
في الآيات السابقة والذي إستعرضت فيه أحكام النساء
المهاجرات، تتحدّث هذه الآية عن تفاصيل وأحكام
بيعة النساء المؤمنات مع الرّسول الأعظم (ص). |
|
بحوث
|
|
1 ـ إرتباط بيعة
النساء ببناء شخصيتهنّ الإسلامية
|
|
لقد ذكرنا في تفسير
سورة الفتح ـ في نهاية الآية (18) ـ بحثاً مفصّلا حول البيعة وشروطها وخصوصياتها في الإسلام،
لذا لا ضرورة لتكرار ذلك(يراجع في هذا الصدد التّفسير
الأمثل الآية (18) سورة الفتح.). |
|
2 ـ قصّة بيعة
(هند) زوجة أبي سفيان
|
|
عندما منّ الله على المسلمين بفتح مكّة، وجاءت النساء لبيعة الرّسول الأعظم(ص) وكانت «هند» زوجة أبي سفيان من ضمن النساء اللواتي جئن لبيعة
الرّسول أيضاً. هذه المرأة التي ينقل عنها التاريخ قصصاً مثيرة في
ممارساتها الإجرامية، وما قصّة فعلها بحمزة سيّد
الشهداء في غزوة اُحد، ذلك العمل الإجرامي القبيح، إلاّ مفردة واحدة من الصور السوداء لهذه المرأة
المشينة. |
|
3 ـ الطاعة
بالمعروف
|
|
إنّ من جملة النقاط
الرائعة المستفادة من الآية أعلاه هو تقييد طاعة الرّسول بالمعروف، مع أنّ الرّسول (ص) معصوم، ولا يأمر بالمنكر
أبداً، وهذا التعبير الرائع يدلّل على أمر في غاية السمو، وهو أنّ الأوامر التي
تصدر من القادة الإسلاميين ـ مع كونهم يمثّلون القدوة
والنموذج ـ لن تكون قابلة للتنفيذ ومحترمة إلاّ إذا كانت منسجمة مع
التعاليم القرآنية واُصول الشريعة وعندئذ تكون مصداقاً (لا
يعصينك في معروف). |
|
الآية(13) يَأَيُّهَا
الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَتَولَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ قَدْ
يَئِسُوا مِنَ الاَْخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَبِ الْقُبُورِ
|
|
يَأَيُّهَا
الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَتَولَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ قَدْ
يَئِسُوا مِنَ الاَْخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَبِ الْقُبُورِ
(13) |
|
التّفسير |
|
بدأت هذه السورة بآية تؤكّد
على قطع كلّ علاقة بأعداء الله، وتختتم هذه السورة بآية تؤكّد هي الاُخرى على
نفس المفهوم والموقف من أعداء الله: ( ياأيّها الذين
آمنوا لا تتولّوا قوماً غضب الله عليهم) وبتعبير آخر فإنّ ختام السورة
رجوع إلى مطلعها. وهذا التّفسير
يتناسب أيضاً مع سبب النزول الذي ذكر لهذه
الآية، حيث تحدّثنا بعض الرّوايات أنّ قسماً من فقراء المسلمين كانوا يذهبون
بأخبار المسلمين إلى اليهود مقابل إعطائهم شيئاً من فواكه أشجارهم، فنزلت الآية
أعلاه ونهتهم عن ذلك (مجمع البيان، ج9، ص276..) . نهاية
سورة الممتحنة |
|
|
|
|
سُورَة المُمتَحِنة مَدنيّة
وعَدَدُ آيَاتِها ثلاث عشرة آية
|
|
محتوى السورة:
|
|
تتكوّن موضوعات هذه
السورة من قسمين: |
|
القسم الأوّل: |
|
يتحدّث عن موضوع
«الحبّ في الله» و «البغض في الله»، وينهى عن عقد الولاء والودّ مع المشركين،
ويدعو المسلمين لكي يستلهموا من سيرة الرّسول العظيم إبراهيم (ع) فيما يتعلّق بموقفه من أقرب الأقربين إليه (أبيه آزر) بلحاظ ما يمليه عليه الموقف المبدئي، كما
تذكر بعض الخصوصيات الاُخرى في هذا المجال ويتكرّر هذا
المعنى في نهاية السورة، كما في بدايتها. |
|
القسم الثاني: |
|
يتناول هذا القسم مسائل المرأة المهاجرة وضرورة تمحيصها، كما يبيّن أحكاماً اُخرى في هذا الصدد. وإختيار اسم (الممتحنة) لهذه السورة كان
بلحاظ حالة التمحيص والإمتحان التي وردت في الآية العاشرة من هذه السورة(مجمع البيان، ج9، ص267.) . |
|
فضيلة
تلاوة سورة الممتحنة:
|
|
قرأها البعض «ممتحنة» بفتح الحاء وذلك بسبب حالة التمحيص والإمتحان
للنسوة المهاجرات، وقرأها آخرون ممتحنة ـ بكسر الحاء ـ وذلك لأنّ موضوعات السورة ـ أجمع ـ كانت وسيلة للإمتحان والتمحيص. وجاء في حديث آخر
عن الإمام علي بن الحسين (ع): «من قرأ
سورة الممتحنة في فرائضه ونوافله، امتحن الله قلبه للإيمان، ونوّر له بصره، ولا
يصيبه فقر أبداً، ولا جنون في بدنه ولا في ولده»( نور
الثقلين، ج5، ص299.) . |
|
الآيات(1) (3)
يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّى وَعَدُوَّكُمْ
أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم
مِّنَ الْحَقِّ
|
|
يَأَيُّهَا
الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّى وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ
تُلْقُونَ إِلَيْهِم بالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ
الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللهِ رَبِّكُمْ
إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَداً فِى سَبِيلِى وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِى
تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا
أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ(1) إِن
يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ
وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (2) لَن تَنفَعَكُمْ
أَرْحَامُكُمْ وَلاَ أَوْلَدُكُمْ يَوْمَ الْقِيَمَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ
وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (3) |
|
سبب
النّزول
|
|
صرّح أغلب المفسّرين (لكن بإختلاف يسير) بأنّ هذه الآيات ـ أو الآية الاُولى بصورة أخصّ ـ نزلت في حاطب بن أبي بلتعة. قال: يارسول الله والله ما كفرت منذ أسلمت ولا غششتك منذ نصحتك، ولا
أحببتهم منذ فارقتهم، ولكن لم يكن أحد من المهاجرين إلاّ وله بمكّة من يمنع
عشيرته وكنت عريراً فيهم (أي غريباً) وكان أهلي
بين ظهرانيهم فخشيت على أهلي فأردت أن أتّخذ عندهم
يداً، وقد علمت أنّ الله ينزل بهم بأسه وأنّ كتابي لا يغني عنهم شيئاً. فصدّقه رسول الله (ص)وعذره، فقام عمر بن الخطاب وقال: دعني يارسول الله أضرب عنق هذا المنافق، فقال رسول الله (ص) وما يدريك ياعمر لعلّ الله اطّلع على أهل بدر فغفر لهم فقال اعملوا ما
شئتم فقد غفرت لكم. وكيفية العلاقة التي يجب أن
تتحكّم بين المسلمين من جهة، والمشركين وأعداء الله من جهة اُخرى، والتأكيد على
إلغاء وتجنّب أي ولاء مع أعداء الله(مجمع البيان، ج9،
ص269، بتلخيص مختصر، كما نقل هذا في سبب النزول: البخاري في صحيحه، ج9، ص185،
والفخر الرازي، وورد كذلك في تفسير روح المعاني، وروح البيان، وفي الظلال،
والقرطبي، والمراغي، وفي تفاسير اُخرى باختلاف..) . |
|
التّفسير |
|
نتيجة
الولاء لأعداء الله:
|
|
علمنا ممّا تقدّم أنّ سبب
نزول الآيات السابقة هو التصرّف المشين الذي صدر من أحد المسلمين (حاطب بن أبي بلتعة) ورغم أنّه لم يكن قاصداً التجسّس إلاّ أنّ عمله نوع من إظهار المودّة
لأعداء الإسلام، فجاءت الآيات الكريمة تحذّر المسلمين من تكرار مثل هذه
التصرّفات مستقبلا وتنهاهم عنها. |
|
الآيات(4) (6) قَدْ
كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِى إِبْرَهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ
قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءَؤُا مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ
اللهِ
|
|
قَدْ كَانَتْ
لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِى إِبْرَهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا
لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءَؤُا مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ
كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَوَةُ وَالْبَغْضَاءُ
أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ إِلاَّ قَوْلَ إِبْرَهِيمَ
لاَِبِيهِ لاََسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللهِ مِن شَىْء
رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ
(4)رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا
رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (5) لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ
أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الأَخِرَ وَمَن
يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِىُّ الْحَمِيدُ(6) |
|
التّفسير |
اُسوة
للجميع:
|
|
إنّ منهج القرآن (من أجل
التأكيد على تعاليمه القيّمة) يعتمد في كثير من الموارد طريقة الإستشهاد بنماذج أساسية في عالم الإنسانية والحياة، وبعد التشديد السابق الذي مرّ بنا خلال آيات السابقة في تجنّب
عقد الولاء لأعداء الله، يتحدّث القرآن الكريم عن
إبراهيم (عليه السلام) ومنهجه القدوة كنموذج رائد يحظى باحترام جميع
الأقوام وخصوصاً العرب منهم. |
|
بحوث
|
|
|
1 ـ نماذج خالدة
|
|
إنّ المشاريع العملية غالباً
ما تكون منبثقة عن قناعات تسبقها، لأنّ العمل عادةً يعبّر عن تجسيد حالة الإيمان
العميق للإنسان بما يقوم به، ويكون مجسّداً لأقواله وأفكاره ومتبنياته، والحديث
يخرج من القلب لابدّ أن يكون موضع تأثّر وتفاعل قائلة نفسه به. |
|
2 ـ الله غني عن
الجميع
|
|
أكّد القرآن الكريم
مراراً على نقطة مهمّة، وهي أنّ الله
تعالى إذا أمر الإنسان بالإلتزام بأحكام ـ وتكاليف معيّنة، فإنّ جميع منافعها
تعود بالخير والمصلحة عليه، بالرغم من المشقّة أحياناً في تطبيق هذه الأحكام
والتكاليف. ذلك لأنّ الله تعالى ليس محتاجاً لأي شيء في عالم الوجود ليستعين بنا
عليه، كما أنّه ليس لديه أي نقص في أي شيء، إضافة إلى أنّ الإنسان لا يملك شيئاً
ليعطيه. بل كلّ ما لديه فهو لله تعالى. |
|
3 ـ الأصل في
العلاقات الرسالية: (الحبّ في الله والبغض في الله).
|
|
إنّ أعمق رابطة تربط أبناء
البشرية مع بعضهم هي الرابطة العقائدية، حيث تبتني عليها سائر العلاقات الاُخرى. |
|
الآيات(7) (9) عَسَى
اللهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم
مَّوَدَّةً وَاللهُ قَدِيرٌ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
|
|
عَسَى اللهُ أَن
يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً وَاللهُ
قَدِيرٌ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (7) لاَّ يَنْهَكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ
يُقَتِلُوكُم فِى الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَرِكُمْ أَن
تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8)
إِنَّمَا يَنْهَكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قَتَلُوكُمْ فِى الدِّينِ
وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَرِكُمْ وَظَهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن
تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّلِمُونَ(9) |
|
التّفسير |
|
مودّة
الكفّار غير الحربيين:
|
|
يستمرّ الحديث في هذه الآيات
المباركات تكملة للموضوعات التي طرحت في الآيات السابقة حول «الحبّ في الله
والبغض في الله» وقطع العلاقة مع المشركين، بالرغم من أنّ قطع هذه الرابطة يولّد
فراغاً عاطفياً بالنسبة للبعض من المسلمين،
فإنّ المؤمنين الصادقين، وأصحاب رسول الله المخلصين آمنوا بهذا المنهج وثبتوا
عليه، والله تعالى بشّر هؤلاء ألاّ يحزنوا، لأنّ الثواب هو جزاؤهم بالإضافة إلى
أنّ هذه الحالة سوف لن تستمرّ طويلا، حيث يقول سبحانه: (
عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودّة). والمصداق الواضح لهذه المجموعة هم مشركو مكّة،
وخصوصاً سادات قريش، حيث بذل بعضهم كلّ جهدهم
لحرب المسلمين وإيذائهم، وأعانوا آخرون على ذلك. |
|
الآيتان(10) (11)
يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَتُ مُهَجِرَت
فَامْتَحِنُوهُنَّ اللهُ أَعْلَمُ بِإِيمَنِهِنَّ
|
|
يَأَيُّهَا
الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَتُ مُهَجِرَت فَامْتَحِنُوهُنَّ
اللهُ أَعْلَمُ بِإِيمَنِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَت فَلاَ
تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لاَ هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلاَ هُمْ
يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَءَاتُوهُم مَّا أَنفَقُوا وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن
تَنكِحُوهُنَّ إِذَا ءَاتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلاَ تُمْسِكُوا بِعِصَمِ
الْكَوَافِرِ وَسْئَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْئَلُوا مَا أَنفَقُوا ذَلِكُمْ
حُكْمُ اللهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (10) وَإِن فَاتَكُمْ
شَىْءٌ مِّنْ أَزْوَجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَئَاتُوا الَّذِينَ
ذَهَبَتْ أَزْوَجُهُم مِّثْلَ مَا أَنفَقُوا وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِى أَنتُم
بِهِ مُؤْمِنُونَ (11) |
سبب
النّزول
|
|
قال بعض المفسّرين
في سبب نزول هذه الآيات: إنّ رسول الله
أمضى في الحديبية مع مشركي مكّة عهداً، وكان من
ضمن بنود هذا العهد أنّ من أتى رسول الله (ص) من أهل مكّة ردّه عليهم، ومن أتى
أهل مكّة من أصحاب رسول الله فهو لهم لا يردّوه عليه، وكتبوا بذلك كتاباً وقّعوا
عليه. |
|
|
التّفسير |
|
تعويض
خسائر المسلمين والكفّار:
|
|
إستعرضت الآيات السابقة موضوع «البغض في الله» وما يترتّب على ذلك من قطع أي
صلة مع أعداء الله .. أمّا موضوع هذه الآيات فهو عن
«الحبّ في الله» وعن طبيعة العلاقة مع الذين إنفصلوا عن الكفر وإرتبطوا
بالإيمان. |
|
العدل
حتّى مع الأعداء:
|
|
من خلال إستعراضنا الآيات
الكريمة أعلاه نلاحظ عمق الدقّة وروعة الظرافة واللطف في طبيعة الأحكام التي
وردت فيها، موضّحة إلى أي حدٍّ يهتمّ الإسلام بأصل العدالة والقسط في تشريع
أحكامه حتّى في أحرج الظروف وأصعبها، لأنّه يسعى لتعميم الخير وإبعاد الأذى
والضرر حتّى عن الكفّار. |
|
الآية (12)
يَأَيُّهَا النَّبِىُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن
لاَّ يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئاً وَلاَ يَسْرِقْنَ وَلاَ يَزْنِينَ وَلاَ
يَقْتُلْنَ أَوْلَدَهُنَّ
|
|
يَأَيُّهَا
النَّبِىُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لاَّ
يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئاً وَلاَ يَسْرِقْنَ وَلاَ يَزْنِينَ وَلاَ يَقْتُلْنَ
أَوْلَدَهُنَّ وَلاَ يَأْتِينَ بِبُهْتَن يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ
وَأَرْجُلِهِنَّ وَلاَ يَعْصِينَكَ فِى مَعْرُوف فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ
لَهُنَّ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (12) |
|
التّفسير |
|
شروط
بيعة النساء:
|
|
إستمراراً للبحث الذي تقدّم
في الآيات السابقة والذي إستعرضت فيه أحكام النساء
المهاجرات، تتحدّث هذه الآية عن تفاصيل وأحكام
بيعة النساء المؤمنات مع الرّسول الأعظم (ص). |
|
بحوث
|
|
1 ـ إرتباط بيعة
النساء ببناء شخصيتهنّ الإسلامية
|
|
لقد ذكرنا في تفسير
سورة الفتح ـ في نهاية الآية (18) ـ بحثاً مفصّلا حول البيعة وشروطها وخصوصياتها في الإسلام،
لذا لا ضرورة لتكرار ذلك(يراجع في هذا الصدد التّفسير
الأمثل الآية (18) سورة الفتح.). |
|
2 ـ قصّة بيعة
(هند) زوجة أبي سفيان
|
|
عندما منّ الله على المسلمين بفتح مكّة، وجاءت النساء لبيعة الرّسول الأعظم(ص) وكانت «هند» زوجة أبي سفيان من ضمن النساء اللواتي جئن لبيعة
الرّسول أيضاً. هذه المرأة التي ينقل عنها التاريخ قصصاً مثيرة في
ممارساتها الإجرامية، وما قصّة فعلها بحمزة سيّد
الشهداء في غزوة اُحد، ذلك العمل الإجرامي القبيح، إلاّ مفردة واحدة من الصور السوداء لهذه المرأة
المشينة. |
|
3 ـ الطاعة
بالمعروف
|
|
إنّ من جملة النقاط
الرائعة المستفادة من الآية أعلاه هو تقييد طاعة الرّسول بالمعروف، مع أنّ الرّسول (ص) معصوم، ولا يأمر بالمنكر
أبداً، وهذا التعبير الرائع يدلّل على أمر في غاية السمو، وهو أنّ الأوامر التي
تصدر من القادة الإسلاميين ـ مع كونهم يمثّلون القدوة
والنموذج ـ لن تكون قابلة للتنفيذ ومحترمة إلاّ إذا كانت منسجمة مع
التعاليم القرآنية واُصول الشريعة وعندئذ تكون مصداقاً (لا
يعصينك في معروف). |
|
الآية(13) يَأَيُّهَا
الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَتَولَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ قَدْ
يَئِسُوا مِنَ الاَْخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَبِ الْقُبُورِ
|
|
يَأَيُّهَا
الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَتَولَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ قَدْ
يَئِسُوا مِنَ الاَْخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَبِ الْقُبُورِ
(13) |
|
التّفسير |
|
بدأت هذه السورة بآية تؤكّد
على قطع كلّ علاقة بأعداء الله، وتختتم هذه السورة بآية تؤكّد هي الاُخرى على
نفس المفهوم والموقف من أعداء الله: ( ياأيّها الذين
آمنوا لا تتولّوا قوماً غضب الله عليهم) وبتعبير آخر فإنّ ختام السورة
رجوع إلى مطلعها. وهذا التّفسير
يتناسب أيضاً مع سبب النزول الذي ذكر لهذه
الآية، حيث تحدّثنا بعض الرّوايات أنّ قسماً من فقراء المسلمين كانوا يذهبون
بأخبار المسلمين إلى اليهود مقابل إعطائهم شيئاً من فواكه أشجارهم، فنزلت الآية
أعلاه ونهتهم عن ذلك (مجمع البيان، ج9، ص276..) . نهاية
سورة الممتحنة |
|
|
|