- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
سورة المُجادلة بدايَة الجزء الثامن و العشرون مِنَ القُرآن الكريم
|
|
سورة المُجادلة مدنيّة وعددُ
آياتِها إثنان وعشرُونَ آية |
|
محتوى
السورة:
|
|
نزلت هذه السورة في المدينة،
وإنسجاماً مع موضوعات السورة المدنيّة فإنّها تتحدّث في الغالب عن الأحكام
الفقهيّة، ونظام الحياة الإجتماعية، والعلاقات بين المسلمين وغيرهم .. ونستطيع أن نلخّص أهمّ أبحاثها في ثلاثة أقسام: |
|
فضيلة
تلاوة سورة المجادلة:
|
|
لقد نقلت روايتان في فضيلة
تلاوة سورة المجادلة إحداهما عن الرّسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)، والثانية عن الإمام الصادق (عليه السلام). |
|
الآيات(1) (4) قَدْ
سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِى تُجَدِلُكَ فِى زَوْجِهَا وَتَشْتَكِى إِلَى اللهِ
وَاللهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ
|
|
قَدْ سَمِعَ اللهُ
قَوْلَ الَّتِى تُجَدِلُكَ فِى زَوْجِهَا وَتَشْتَكِى إِلَى اللهِ وَاللهُ
يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1) الَّذِينَ يُظَهِرُونَ
مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَتِهِمْ إِنْ أُمَّهَتُهُمْ إِلاَّ
الَّئِى وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَراً مِّنَ الْقَوْلِ
وَزُوراً وَإِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ(2) وَالَّذِينَ يُظَهِرُونَ مِن
نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَة مِّن قَبْلِ
أِن يَتََماسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
(3) فَمَن لَّمْ يِجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن
يَتََماسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذَلِكَ
لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَلِلْكَفِرِينَ
عَذَابٌ أَلِيمٌ(4) |
|
سبب
النّزول
|
|
نقل أغلب
المفسّرين أنّ للآيات الاُولى في هذه السورة سبباً للنزول، ومضمونها بشكل عامّ واحد، بالرغم من وجود إختلافات في الجزئيّات، إلاّ أنّ هذه
الإختلافات لا تؤثّر على ما نحتاجه من البحث التّفسيري. |
|
التّفسير |
|
الظهار
عمل جاهلي قبيح:
|
|
بالنظر إلى ما قيل في سبب
النزول، وكذلك طبيعة الموضوعات التي وردت في السورة، فإنّ الآيات الاُولى منها
واضحة في دلالتها حيث يقول سبحانه: ( قد سمع الله قول
التي تجادلك في زوجها). «رقبة» جاءت هنا كناية عن الإنسان،
وهذا بلحاظ أنّ الرقبة أكثر أعضاء الجسم حسّاسية، كما تأتي كلمة «رأس» بهذا
المعنى، لذا فإنّه يقال بدلا من خمسة أشخاص ـ مثلا ـ خمسة
رؤوس. وطبيعي أنّ مثل هذا التّفسير لا يسمع إلاّ من إمام معصوم، حيث
أنّه وارث لعلوم النبي (ص) وهذا النوع من الصيام يكون
تسهيلا للمكلّفين. |
|
ملاحظات حول موضوع الظهار
|
|
1 ـ قسم من أحكام الظهار |
|
اُشير للظهار بآيتين في القرآن الكريم (الآية
مورد البحث، والآية رقم (4) من سورة الأحزاب) وهو من الأعمال والعادات
القبيحة في عصر الجاهلية، حيث يمارس هذا الفعل في حالة سأم وضجر الرجل من زوجته،
وكي يوقعها في حرج ويركعها لإرادته يقول لها (أنت عليّ
كظهر اُمّي)( «ظهر» في العبارة أعلاه ليس بمعناها المتعارف عليه كما قال بعض
المفسّرين، بل إنّها كناية عن طبيعة العلاقة الزوجية الجاهلية، وبناءً على هذا
فإنّ معنى الجملة يصبح هكذا (الزوجية معك كالزوجية مع اُمّي) يراجع لسان العرب
مادّة ظهر والتّفسير الكبير للفخر الرازي. ) . وكانوا يعتقدون بعد إطلاق
هذه الصيغة أنّ الزوجة تحرم على زوجها إلى الأبد، ولا تستطيع أن تختار زوجاً آخر
لها. وقد أدان الإسلام هذا التصرّف وشرّع له حكم
الكفّارة. |
2 ـ الظهار من
كبائر الذنوب |
|
لحن الآيات أعلاه شاهد معبّر
عن هذا المضمون، والبعض يعتبرونه من الصغائر ومورد عفو، إلاّ أنّها نظرة خاطئة. |
|
3 ـ إذا كان
الشخص غير قادر على أداء الكفّارة بمختلف صورها |
|
|
3 ـ إذا كان الشخص غير قادر على
أداء الكفّارة بمختلف صورها، فهل يستطيع أن يرجع إلى حياته الزوجية
السابقة بالتوبة والإستغفار فقط؟ |
|
4 ـ أنّ الشخص
إذا كرّر الظهار عدّة مرّات |
|
4 ـ يرى
الكثير من الفقهاء أنّ الشخص إذا كرّر الظهار عدّة مرّات (يعني الجملة السابقة بقصد جدّي) يجب أن يدفع عدّة
كفّارات، بالرغم من أنّ التكرار حدث في جلسة واحدة.
إلاّ أن يكون مقصوده من التكرار هو التأكيد، وليس
الظهار الجديد. |
|
5 ـ إذا قارب
زوجته قبل الكفّارة |
|
5 ـ
إذا قارب زوجته قبل الكفّارة وجبت عليه كفّارتان، كفّارة للظهار
وكفّارة للمواقعة الجنسية، وهذا الحكم مورد إتّفاق بين الفقهاء، والآيات أعلاه لم تذكر هذه
المسألة، إلاّ أنّ روايات أهل البيت (ع) أشارت إليها(وسائل
الشيعة، ج15، ص526، الأحاديث (1، 2، 3، 4، 5، 6).) . |
|
6 ـ التعامل
القاطع الجدّي مع مسألة الظهار |
|
6 ـ
التعامل القاطع الجدّي مع مسألة الظهار، تؤكّد على حقيقة أنّ الإسلام لا يسمح أبداً أن
تهضم حقوق المرأة عن طريق تسلّط الرجال وإستبدادهم، وذلك باستثمار
الأعراف والتقاليد الظالمة، حيث أنّ السنّة الخاطئة
والخرافية في هذا المجال كلّما كانت مستحكمة كان تأثيرها المدمّر أقوى. |
|
7 ـ بالنسبة
لموضوع (تحرير الرقبة) |
|
7 ـ
بالنسبة لموضوع (تحرير الرقبة) والتي هي
أوّل كفّارة للظهار، فبالإضافة إلى كونها إجراءً
مناسباً للقضاء على ظاهرة المرأة في قبضة الإستبداد، فإنّما تمثّل رغبة الإسلام في القضاء على العبودية بكلّ طريق، وذلك ليس فقط في كفّارة الظهار بل في كفّارة القتل الخطأ،
وكفّارة عدم صيام شهر رمضان ـ الإفطار المتعمّد ـ وكذلك في كفّارة مخالفة القسم،
أو عدم الوفاء بالنذر. |
الآيات(5) (7) إِنَّ
الَّذِين يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن
قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنزَلْنَا ءَايَتِ بَيِّنَت
|
|
إِنَّ الَّذِين
يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَقَدْ أَنزَلْنَا ءَايَتِ بَيِّنَت وَلِلْكَفِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ (5)يَوْمَ
يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَهُ اللهُ
ونَسُوهُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَىْء شَهِيدٌ (6) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ
يَعْلَمُ مَا فِى السَّمَوَتِ وَمَا فِى الاَْرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى
ثَلَثَة إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَة إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ
أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا
ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَمَةِ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ
شَىْء عَلِيمٌ(7) |
|
التّفسير |
|
|
اُولئك
أعداء الله:
|
|
إذا كانت آخر جملة في الآيات
السابقة تحثّ الجميع بضرورة الإلتزام بالحدود الإلهيّة وعدم تجاوزها، فإنّ
الآيات مورد البحث لا تتحدّث عن الأشخاص الذين تجاوزوا حدود الله فحسب، بل عن الذين
حاربوا الله ورسوله، وتوضّح عاقبتهم ومصيرهم في هذه الدنيا والعالم الآخر كذلك. ولتأكيد حضور الله سبحانه في
كلّ مكان وعلمه بكلّ شيء ينتقل الحديث إلى مسألة
«النجوى» حيث يقول سبحانه: ( ألم تر أنّ الله يعلم ما في السماوات). |
|
عدّة
نقاط تستحقّ الإنتباه:
|
|
نلاحظ هنا عدّة
نقاط تستحقّ الإنتباه: |
|
بحث
: حضور الله سبحانه في كلّ نجوى:
|
|
تقدّم آنفاً أنّ الله تعالى
ليس جسماً وليست له عوارض جسمانية، ومن هنا فلا يمكن أن نتصوّر له زماناً أو
مكاناً، ولكن توهّم أن يوجد مكان لا يكون لله عزّوجلّ فيه حاضراً وناظراً يستلزم
القول بتحديده سبحانه. |
|
الآيات(8) (10)
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا
نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَجَوْنَ بِالإثْمِ وَالْعُدْوَنِ
|
|
أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ
وَيَتَنَجَوْنَ بِالإثْمِ وَالْعُدْوَنِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا
جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لم يُحَيِّكَ بِهِ اللهُ وَيَقُولُونَ فِى أَنفُسِهِمْ
لَوْلاَ يُعَذِّبُنَا اللهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا
فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (8) يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا تَنَجَيْتُمْ
فَلاَ تَتَنَجَوْا بِالإثْمِ وَالْعُدْوَنِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَجَوْا
بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِى إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9)
إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَنِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَلَيْسَ
بِضَارِّهِمْ شَيْئاً إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ
الْمُؤْمِنُونَ(10) |
|
سبب
النّزول
|
|
نقلت روايتان حول سبب نزول
الآية الاُولى أعلاه، وكلّ واحدة منهما تخصّ قسماً من الآية الكريمة. |
|
التّفسير |
|
النجوى
من الشيطان:
|
|
البحث في هذه الآيات هو إستمرار
لأبحاث النجوى السابقة، يقول سبحانه: ( ألم تر إلى
الذين نهوا عن النجوى ثمّ يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصية
الرّسول). |
|
بحثان
|
|
1 ـ أنواع النجوى
|
|
لهذا العمل من الوجهة الفقهيّة الإسلامية أحكام
مختلفة حسب إختلاف الظروف، ويصنّف إلى خمسة
حالات تبعاً لطبيعة الأحكام الإسلامية في ذلك. |
|
2 ـ كيف تكون
التحيّة الإلهيّة؟
|
|
من المتعارف عليه إجتماعياً
في حالة الدخول إلى المجالس تبادل العبارات التي تعبّر عن
الودّ والإحترام بين الحاضرين ـ كلّ منهم للآخر ـ ويسمّى هذا بالتحيّة، إلاّ أنّ
المستفاد من الآيات أعلاه أن يكون للتحيّة محتوى إلهي، كما في بقيّة القواعد
الخاصّة بآداب المعاشرة. |
|
الآية (11)
يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِى الَْمجَلِسِ
فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا
|
|
يَأَيُّهَا
الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِى الَْمجَلِسِ
فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ
اللهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَت
وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ(11) |
|
سبب
النّزول
|
|
نقل العلاّمة
الطبرسي في مجمع البيان، والآلوسي في روح المعاني، وجمع آخر من المفسّرين، أنّ هذه الآية نزلت يوم الجمعة
وكان رسول الله يومئذ في (الصفّة) وكان يكرم أهل
بدر من المهاجرين والأنصار، فجاء ناس من أهل بدر.
قد سبقوا إلى المجالس، فقاموا حيال رسول الله فقالوا: السلام عليك أيّها النبي
ورحمة الله وبركاته. فردّ النبي عليهم، ثمّ سلّموا على القوم بعد ذلك فردّوا
عليهم، فقاموا على أرجلهم ينظرون أن يوسّع لهم، فعرف النبي (ص) ما يحملهم على
القيام، فشقّ ذلك على النبي (ص)، فقال لمن حوله من
المهاجرين والأنصار من غير أهل بدر! قم يافلان، قم يافلان، فلم يزل
يقيمهم بعدّة النفر الذين هم قيام بين يديه من
المهاجرين والأنصار ـ أهل بدر ـ فشقّ ذلك على من اُقيم من مجلسه،
وعرف النبي (ص) الكراهة في وجوههم، فقال المنافقون:
ألستم تزعمون أنّ صاحبكم هذا يعدل بين الناس؟ والله ما رأيناه قد عدل على
هؤلاء! إنّ قوماً أخذوا مجالسهم وأحبّوا القرب من نبيّهم، فأقامهم وأجلس من أبطأ
عنه .. فبلغنا أنّ رسول الله قال: «رحم الله رجلا يفسح
لأخيه» فجعلوا يقومون بعد ذلك سراعاً، فيفسح القوم لإخوانهم ونزلت هذه الآية(تفسير روح المعاني، ج28، ص25. ومجمع البيان،
ج9، ص252، ونقل مفسّرون آخرون نفس النصّ باختلاف قليل كالفخر الرازي والقرطبي
والسيوطي في الدرّ المنثور وفي ظلال القرآن أيضاً في نهاية الآية مورد البحث.). |
|
التّفسير |
|
إحترام
أهل السابقة والإيمان:
|
|
تعقيباً على الموضوع الذي جاء
في الرّوايات السابقة حول ترك (النجوى) في
المجالس، يتحدّث القرآن عن أدب آخر من آداب المجالس حيث يقول سبحانه: ( ياأيّها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسّحوا في المجالس
فافسحوا يفسح الله لكم). إنّ إختلاف التعبيرين ـ
تفسّحوا و افسحوا ـ عن الآخر وهو أنّ أحدهما من تفعّل، والآخر من الثلاثي
المجرّد، ويمكن أن يكون الفرق أنّ الأوّل له صفة التكلّف، والآخر خال من هذه
الصفة، يعني كما لو قال قائل: افسحوا للشخص الذي يقدم توّاً، فإنّ الجالسين بدون
أن يشعروا بالتكلّف يتفسّحون، (يرجى ملاحظة ذلك). |
|
ملاحظات
|
|
1 ـ مقام العلماء
|
|
بالرغم من أنّ الآية نزلت في
مورد خاصّ، إلاّ أنّ لها مفهوماً عامّاً، وبملاحظة أنّ ما يرفع مقام الإنسان عند
الله شيئان: الإيمان، و العلم. وبالرغم من أنّ «الشهيد» في الإسلام يتمتع بمقام
سام جدّاً، إلاّ أنّنا نقرأ حديثاً للرسول الأكرم (ص)
يبيّن لنا فيه مقام أهل العلم حيث قال: «فضل العالم على الشهيد درجة،
وفضل الشهيد على العابد درجة .. وفضل العالم على سائر الناس، كفضلي، على أدناهم»( مجمع البيان، ج9، ص253.). |
|
2 ـ آداب المجلس
في القرآن الكريم
|
|
أشار القرآن الكريم
مرّات عديدة إلى الآداب الإسلامية في
المجالس ضمن المسائل الأساسية، ومنها آداب التحيّة، والدخول إلى المجلس، وآداب
الدعوة إلى الطعام. وآداب التكلّم مع الرّسول (ص) وآداب التفسّح للأشخاص
القادمين، خصوصاً ذوي الفضيلة والسابقين في العلم والإيمان(جاءت هذه التعليمات من خلال التسلسل في الآيات التالية: آداب
التحيّة والسلام. النساء / 86، آداب الدعوة إلى الطعام. الأحزاب / 53، آداب التكلّم
مع الرّسول. الحجرات / 2، وآداب التفسّح. في الآيات مورد البحث.). |
|
الآيتان(12) (13)
يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا نَجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ
يَدَىْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ
|
|
يَأَيُّهَا
الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا نَجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَىْ
نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا
فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (12) ءَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ
يَدَىْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَت فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللهُ عَلَيْكُمْ
فَأَقِيمُوا الصَّلَوةَ وَءَاتُوا الزَّكَوةَ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ
وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ(13) |
|
سبب
النّزول
|
|
نقل العلاّمة الطبرسي في مجمع
البيان وكذلك جمع آخر من المفسّرين أنّ هذه الآية اُنزلت في الأغنياء، وذلك
أنّهم كانوا يأتون النبي (ص) فيكثرون مناجاته ـ وهذا العمل بالإضافة إلى أنّه
يشغل الرّسول (ص) ويأخذ من وقته فإنّه كان يسبّب عدم إرتياح المستضعفين منه،
وحيث يشعرهم بإمتياز الأغنياء عليهم ـ فأمر سبحانه بـ (الصدقة)
عند المناجاة، فلمّا رأوا ذلك انتهوا عن مناجاته، فنزلت آية الرخصة التي لامت
الأغنياء ونسخت حكم الآية الاُولى وسمح للجميع بالمناجاة، حيث أنّ النجوى هنا حول عمل الخير وطاعة المعبود(مجمع البيان، ج9، ص252، وكثير من التفاسير الاُخرى نهاية
الآيات مورد البحث.). |
|
التّفسير |
|
الصدقة
قبل النجوى (إختبار رائع):
|
|
في قسم من الآيات السابقة كان
البحث حول موضوع النجوى، وفي الآيات مورد البحث إستمراراً وتكملة لهذا المطلب. |
|
بحوث
|
|
1 ـ الملتزم الوحيد بآية الصدقة قبل النجوى
|
|
إنّ الشخص الوحيد الذي نفّذ
آية الصدقة في النجوى ـ كما في أغلب كتب مفسّري الشيعة وأهل السنّة ـ وعمل بهذه
الآية هو الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، كما ينقل ذلك الطبرسي في رواية
عنه (عليه السلام) أنّه قال: «آية من كتاب الله لم يعمل بها أحد قبل ولم يعمل
بها أحد بعدي، كان لي دينار فصرفته بعشرة دراهم، فكنت إذا جئت إلى النبي تصدّقت
بدرهم»( تفسير الطبري، ج28، ص15.). |
|
2 ـ فلسفة تشريع
ونسخ حكم الصدقة
|
|
لماذا كانت الصدقة قبل النجوى
مع الرّسول (ص) تشريعية؟ ثمّ لماذا نسخت بعد فترة وجيزة؟ |
|
3 ـ هل الإلتزام
بالصدقة فضيلة؟
|
|
ممّا لا شكّ فيه أنّ الإمام
علي (ع) لم يكن من طائفة الأغنياء من أصحاب الرّسول (ص) حيث البساطة في حياته
وزهده في عيشه، ومع هذا الحال وإحتراماً للحكم الإلهي، تصدّق في تلك الفترة
القصيرة ـ ولمرّات عديدة، وناجى الرّسول(ص)، وهذه المسألة واضحة ومسلّمة بين
المفسّرين وأصحاب الحديث كما أسلفنا. |
|
4 ـ مدّة الحكم
ومقدار الصدقة:
|
|
وحول مدّة الحكم بوجوب الصدقة
قبل النجوى مع الرّسول توجد أقوال مختلفة، فقد ذكر البعض أنّها ساعة واحدة، وقال
آخرون: إنّها ليلة واحدة، وذكر البعض أنّها عشرة أيّام، إلاّ أنّ الأقوى هو القول الثالث، لأنّ الساعة والليلة لا تكفي
أبداً لمثل هذا الإمتحان، لأنّ بالإمكان الإعتذار في هذه المدّة القصيرة عن عدم
وجود حاجة للنجوى، إلاّ أنّ مدّة عشرة أيّام تستطيع أن توضّح الحقائق وتهيء
أرضية للوم المتخلّفين. |
|
الآيات(14) (19)
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِم مَّا
هُم مِّنكُمْ وَلاَ مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ َوَهُمْ يَعْلَمُونَ
|
|
أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِم مَّا هُم مِّنكُمْ وَلاَ
مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (14) أَعَدَّ اللهُ
لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (15)
اتَّخَذُوا أَيْمَنَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ
مُّهِينٌ (16) لَّن تُغْنِىَ عَنْهُمْ أَمْوَلُهُمْ وَلاَ أَوْلَدُهُم مِّنَ
اللهِ شَيْئاً أُوْلَئِكَ أَصْحَبُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَلِدُونَ (17) يَوْمَ
يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ
وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَىْء أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ الْكَذِبُونَ(18)
اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَنُ فَأَنسَهُمْ ذِكْرَ اللهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ
الشَّيْطَنِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَنِ هُمُ الْخَسِرُونَ(19) |
|
التّفسير |
|
حزب
الشيطان:
|
|
هذه الآيات تفضح قسماً من
تآمر المنافقين وتعرض صفاتهم للمسلمين، وذكرها بعد آيات النجوى يوضّح لنا أنّ
قسماً ممّن ناجوا الرّسول كانوا من المنافقين، حيث كانوا بهذا العمل يظهرون
قربهم للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ويتستّرون على مؤامراتهم، وهذا ما سبّب
أن يتعامل القرآن مع هذه الحالة بصورة عامّة. |
|
الآيات(20) (22)
إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِى الاَْذَلِّينَ
(20) كَتَبَ اللهُ لاََغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِى إِنَّ اللهَ قِوِىٌّ عَزِيزٌ
|
|
إِنَّ الَّذِينَ
يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِى الاَْذَلِّينَ (20) كَتَبَ اللهُ
لاََغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِى إِنَّ اللهَ قِوِىٌّ عَزِيزٌ (21) لاَّ تَجِدُوا
قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الاَْخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ
اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا ءَابَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ
إِخْوَنَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِى قُلُوبِهِمُ الإيمَنَ
وَأَيَّدَهُم بِرُوح مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّت تَجْرِى مِن تَحْتِهَا
الاَْنْهَرُ خَلِدِينَ فِيهَا رَضِىَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ
حِزْبُ اللهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ(22) |
|
التّفسير |
|
حزب
الله .. والنصر الدائم!!
|
|
كان الحديث عن المنافقين
وأعداء الله وبيان بعض صفاتهم وخصائصهم في الآيات السابقة، وإستمراراً لنفس
البحث ـ في هذه الآيات التي هي آخر آيات سورة
المجادلة ـ تطرح خصوصيات اُخرى لهم، ويتّضح المصير الحتمي لهم حيث الموت والإندحار،
يقول تعالى في البداية: ( إنّ الذين يحادّون الله
ورسوله اُولئك في الأذلّين) أي أذلّ الخلائق(«يحادّون» من مادّة (محادّة) بمعنى
الحرب المسلّح وغير المسلّح، أو بمعنى الممانعة (وقد أعطينا توضيحاً آخر في هذا
المجال في نهاية الآية (5) من نفس السورة).). وما أروع التعبير القرآني: ( رضي الله عنهم ورضوا عنه) أي أنّ مقامهم رفيع إلى
درجة بحيث أنّ أسماءهم تكون مقترنة باسمه، ورضاهم إلى
جانب رضاه تعالى. |
|
ملاحظات
|
|
1 ـ العلامة
الفارقة بين حزب الله وحزب الشيطان
|
|
اُشير في القرآن الكريم إلى حزب الله بآيتين، الآية مورد
البحث، والآية (56) من سورة المائدة، وقد
أشار في آية واحدة إلى حزب الشيطان، وفي كلا الآيتين التي تحدّث فيهما عن حزب الله، أكّد على مسألة «الحبّ في الله والبغض في الله» وموالاة أهل
الحقّ. |
|
2 ـ جزاء الحبّ
في الله والبغض في الله
|
|
رأينا في الآيات أعلاه أنّ الله تعالى يثيب الأشخاص الذين يجعلون أساس كلّ
علاقة وودّ هو الحبّ المرتبط بالله، ومن هنا يحبّون أحبّاء الله ويعادون أعداءه،
وهذا الجزاء العظيم يكون على خمسة أنواع، ثلاثة في الدنيا، وإثنان في يوم
القيامة. نهاية سورة المجادلة |
|
|
|
|
سورة المُجادلة بدايَة الجزء الثامن و العشرون مِنَ القُرآن الكريم
|
|
سورة المُجادلة مدنيّة وعددُ
آياتِها إثنان وعشرُونَ آية |
|
محتوى
السورة:
|
|
نزلت هذه السورة في المدينة،
وإنسجاماً مع موضوعات السورة المدنيّة فإنّها تتحدّث في الغالب عن الأحكام
الفقهيّة، ونظام الحياة الإجتماعية، والعلاقات بين المسلمين وغيرهم .. ونستطيع أن نلخّص أهمّ أبحاثها في ثلاثة أقسام: |
|
فضيلة
تلاوة سورة المجادلة:
|
|
لقد نقلت روايتان في فضيلة
تلاوة سورة المجادلة إحداهما عن الرّسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)، والثانية عن الإمام الصادق (عليه السلام). |
|
الآيات(1) (4) قَدْ
سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِى تُجَدِلُكَ فِى زَوْجِهَا وَتَشْتَكِى إِلَى اللهِ
وَاللهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ
|
|
قَدْ سَمِعَ اللهُ
قَوْلَ الَّتِى تُجَدِلُكَ فِى زَوْجِهَا وَتَشْتَكِى إِلَى اللهِ وَاللهُ
يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1) الَّذِينَ يُظَهِرُونَ
مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَتِهِمْ إِنْ أُمَّهَتُهُمْ إِلاَّ
الَّئِى وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَراً مِّنَ الْقَوْلِ
وَزُوراً وَإِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ(2) وَالَّذِينَ يُظَهِرُونَ مِن
نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَة مِّن قَبْلِ
أِن يَتََماسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
(3) فَمَن لَّمْ يِجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن
يَتََماسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذَلِكَ
لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَلِلْكَفِرِينَ
عَذَابٌ أَلِيمٌ(4) |
|
سبب
النّزول
|
|
نقل أغلب
المفسّرين أنّ للآيات الاُولى في هذه السورة سبباً للنزول، ومضمونها بشكل عامّ واحد، بالرغم من وجود إختلافات في الجزئيّات، إلاّ أنّ هذه
الإختلافات لا تؤثّر على ما نحتاجه من البحث التّفسيري. |
|
التّفسير |
|
الظهار
عمل جاهلي قبيح:
|
|
بالنظر إلى ما قيل في سبب
النزول، وكذلك طبيعة الموضوعات التي وردت في السورة، فإنّ الآيات الاُولى منها
واضحة في دلالتها حيث يقول سبحانه: ( قد سمع الله قول
التي تجادلك في زوجها). «رقبة» جاءت هنا كناية عن الإنسان،
وهذا بلحاظ أنّ الرقبة أكثر أعضاء الجسم حسّاسية، كما تأتي كلمة «رأس» بهذا
المعنى، لذا فإنّه يقال بدلا من خمسة أشخاص ـ مثلا ـ خمسة
رؤوس. وطبيعي أنّ مثل هذا التّفسير لا يسمع إلاّ من إمام معصوم، حيث
أنّه وارث لعلوم النبي (ص) وهذا النوع من الصيام يكون
تسهيلا للمكلّفين. |
|
ملاحظات حول موضوع الظهار
|
|
1 ـ قسم من أحكام الظهار |
|
اُشير للظهار بآيتين في القرآن الكريم (الآية
مورد البحث، والآية رقم (4) من سورة الأحزاب) وهو من الأعمال والعادات
القبيحة في عصر الجاهلية، حيث يمارس هذا الفعل في حالة سأم وضجر الرجل من زوجته،
وكي يوقعها في حرج ويركعها لإرادته يقول لها (أنت عليّ
كظهر اُمّي)( «ظهر» في العبارة أعلاه ليس بمعناها المتعارف عليه كما قال بعض
المفسّرين، بل إنّها كناية عن طبيعة العلاقة الزوجية الجاهلية، وبناءً على هذا
فإنّ معنى الجملة يصبح هكذا (الزوجية معك كالزوجية مع اُمّي) يراجع لسان العرب
مادّة ظهر والتّفسير الكبير للفخر الرازي. ) . وكانوا يعتقدون بعد إطلاق
هذه الصيغة أنّ الزوجة تحرم على زوجها إلى الأبد، ولا تستطيع أن تختار زوجاً آخر
لها. وقد أدان الإسلام هذا التصرّف وشرّع له حكم
الكفّارة. |
2 ـ الظهار من
كبائر الذنوب |
|
لحن الآيات أعلاه شاهد معبّر
عن هذا المضمون، والبعض يعتبرونه من الصغائر ومورد عفو، إلاّ أنّها نظرة خاطئة. |
|
3 ـ إذا كان
الشخص غير قادر على أداء الكفّارة بمختلف صورها |
|
|
3 ـ إذا كان الشخص غير قادر على
أداء الكفّارة بمختلف صورها، فهل يستطيع أن يرجع إلى حياته الزوجية
السابقة بالتوبة والإستغفار فقط؟ |
|
4 ـ أنّ الشخص
إذا كرّر الظهار عدّة مرّات |
|
4 ـ يرى
الكثير من الفقهاء أنّ الشخص إذا كرّر الظهار عدّة مرّات (يعني الجملة السابقة بقصد جدّي) يجب أن يدفع عدّة
كفّارات، بالرغم من أنّ التكرار حدث في جلسة واحدة.
إلاّ أن يكون مقصوده من التكرار هو التأكيد، وليس
الظهار الجديد. |
|
5 ـ إذا قارب
زوجته قبل الكفّارة |
|
5 ـ
إذا قارب زوجته قبل الكفّارة وجبت عليه كفّارتان، كفّارة للظهار
وكفّارة للمواقعة الجنسية، وهذا الحكم مورد إتّفاق بين الفقهاء، والآيات أعلاه لم تذكر هذه
المسألة، إلاّ أنّ روايات أهل البيت (ع) أشارت إليها(وسائل
الشيعة، ج15، ص526، الأحاديث (1، 2، 3، 4، 5، 6).) . |
|
6 ـ التعامل
القاطع الجدّي مع مسألة الظهار |
|
6 ـ
التعامل القاطع الجدّي مع مسألة الظهار، تؤكّد على حقيقة أنّ الإسلام لا يسمح أبداً أن
تهضم حقوق المرأة عن طريق تسلّط الرجال وإستبدادهم، وذلك باستثمار
الأعراف والتقاليد الظالمة، حيث أنّ السنّة الخاطئة
والخرافية في هذا المجال كلّما كانت مستحكمة كان تأثيرها المدمّر أقوى. |
|
7 ـ بالنسبة
لموضوع (تحرير الرقبة) |
|
7 ـ
بالنسبة لموضوع (تحرير الرقبة) والتي هي
أوّل كفّارة للظهار، فبالإضافة إلى كونها إجراءً
مناسباً للقضاء على ظاهرة المرأة في قبضة الإستبداد، فإنّما تمثّل رغبة الإسلام في القضاء على العبودية بكلّ طريق، وذلك ليس فقط في كفّارة الظهار بل في كفّارة القتل الخطأ،
وكفّارة عدم صيام شهر رمضان ـ الإفطار المتعمّد ـ وكذلك في كفّارة مخالفة القسم،
أو عدم الوفاء بالنذر. |
الآيات(5) (7) إِنَّ
الَّذِين يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن
قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنزَلْنَا ءَايَتِ بَيِّنَت
|
|
إِنَّ الَّذِين
يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَقَدْ أَنزَلْنَا ءَايَتِ بَيِّنَت وَلِلْكَفِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ (5)يَوْمَ
يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَهُ اللهُ
ونَسُوهُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَىْء شَهِيدٌ (6) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ
يَعْلَمُ مَا فِى السَّمَوَتِ وَمَا فِى الاَْرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى
ثَلَثَة إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَة إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ
أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا
ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَمَةِ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ
شَىْء عَلِيمٌ(7) |
|
التّفسير |
|
|
اُولئك
أعداء الله:
|
|
إذا كانت آخر جملة في الآيات
السابقة تحثّ الجميع بضرورة الإلتزام بالحدود الإلهيّة وعدم تجاوزها، فإنّ
الآيات مورد البحث لا تتحدّث عن الأشخاص الذين تجاوزوا حدود الله فحسب، بل عن الذين
حاربوا الله ورسوله، وتوضّح عاقبتهم ومصيرهم في هذه الدنيا والعالم الآخر كذلك. ولتأكيد حضور الله سبحانه في
كلّ مكان وعلمه بكلّ شيء ينتقل الحديث إلى مسألة
«النجوى» حيث يقول سبحانه: ( ألم تر أنّ الله يعلم ما في السماوات). |
|
عدّة
نقاط تستحقّ الإنتباه:
|
|
نلاحظ هنا عدّة
نقاط تستحقّ الإنتباه: |
|
بحث
: حضور الله سبحانه في كلّ نجوى:
|
|
تقدّم آنفاً أنّ الله تعالى
ليس جسماً وليست له عوارض جسمانية، ومن هنا فلا يمكن أن نتصوّر له زماناً أو
مكاناً، ولكن توهّم أن يوجد مكان لا يكون لله عزّوجلّ فيه حاضراً وناظراً يستلزم
القول بتحديده سبحانه. |
|
الآيات(8) (10)
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا
نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَجَوْنَ بِالإثْمِ وَالْعُدْوَنِ
|
|
أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ
وَيَتَنَجَوْنَ بِالإثْمِ وَالْعُدْوَنِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا
جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لم يُحَيِّكَ بِهِ اللهُ وَيَقُولُونَ فِى أَنفُسِهِمْ
لَوْلاَ يُعَذِّبُنَا اللهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا
فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (8) يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا تَنَجَيْتُمْ
فَلاَ تَتَنَجَوْا بِالإثْمِ وَالْعُدْوَنِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَجَوْا
بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِى إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9)
إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَنِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَلَيْسَ
بِضَارِّهِمْ شَيْئاً إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ
الْمُؤْمِنُونَ(10) |
|
سبب
النّزول
|
|
نقلت روايتان حول سبب نزول
الآية الاُولى أعلاه، وكلّ واحدة منهما تخصّ قسماً من الآية الكريمة. |
|
التّفسير |
|
النجوى
من الشيطان:
|
|
البحث في هذه الآيات هو إستمرار
لأبحاث النجوى السابقة، يقول سبحانه: ( ألم تر إلى
الذين نهوا عن النجوى ثمّ يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصية
الرّسول). |
|
بحثان
|
|
1 ـ أنواع النجوى
|
|
لهذا العمل من الوجهة الفقهيّة الإسلامية أحكام
مختلفة حسب إختلاف الظروف، ويصنّف إلى خمسة
حالات تبعاً لطبيعة الأحكام الإسلامية في ذلك. |
|
2 ـ كيف تكون
التحيّة الإلهيّة؟
|
|
من المتعارف عليه إجتماعياً
في حالة الدخول إلى المجالس تبادل العبارات التي تعبّر عن
الودّ والإحترام بين الحاضرين ـ كلّ منهم للآخر ـ ويسمّى هذا بالتحيّة، إلاّ أنّ
المستفاد من الآيات أعلاه أن يكون للتحيّة محتوى إلهي، كما في بقيّة القواعد
الخاصّة بآداب المعاشرة. |
|
الآية (11)
يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِى الَْمجَلِسِ
فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا
|
|
يَأَيُّهَا
الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِى الَْمجَلِسِ
فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ
اللهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَت
وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ(11) |
|
سبب
النّزول
|
|
نقل العلاّمة
الطبرسي في مجمع البيان، والآلوسي في روح المعاني، وجمع آخر من المفسّرين، أنّ هذه الآية نزلت يوم الجمعة
وكان رسول الله يومئذ في (الصفّة) وكان يكرم أهل
بدر من المهاجرين والأنصار، فجاء ناس من أهل بدر.
قد سبقوا إلى المجالس، فقاموا حيال رسول الله فقالوا: السلام عليك أيّها النبي
ورحمة الله وبركاته. فردّ النبي عليهم، ثمّ سلّموا على القوم بعد ذلك فردّوا
عليهم، فقاموا على أرجلهم ينظرون أن يوسّع لهم، فعرف النبي (ص) ما يحملهم على
القيام، فشقّ ذلك على النبي (ص)، فقال لمن حوله من
المهاجرين والأنصار من غير أهل بدر! قم يافلان، قم يافلان، فلم يزل
يقيمهم بعدّة النفر الذين هم قيام بين يديه من
المهاجرين والأنصار ـ أهل بدر ـ فشقّ ذلك على من اُقيم من مجلسه،
وعرف النبي (ص) الكراهة في وجوههم، فقال المنافقون:
ألستم تزعمون أنّ صاحبكم هذا يعدل بين الناس؟ والله ما رأيناه قد عدل على
هؤلاء! إنّ قوماً أخذوا مجالسهم وأحبّوا القرب من نبيّهم، فأقامهم وأجلس من أبطأ
عنه .. فبلغنا أنّ رسول الله قال: «رحم الله رجلا يفسح
لأخيه» فجعلوا يقومون بعد ذلك سراعاً، فيفسح القوم لإخوانهم ونزلت هذه الآية(تفسير روح المعاني، ج28، ص25. ومجمع البيان،
ج9، ص252، ونقل مفسّرون آخرون نفس النصّ باختلاف قليل كالفخر الرازي والقرطبي
والسيوطي في الدرّ المنثور وفي ظلال القرآن أيضاً في نهاية الآية مورد البحث.). |
|
التّفسير |
|
إحترام
أهل السابقة والإيمان:
|
|
تعقيباً على الموضوع الذي جاء
في الرّوايات السابقة حول ترك (النجوى) في
المجالس، يتحدّث القرآن عن أدب آخر من آداب المجالس حيث يقول سبحانه: ( ياأيّها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسّحوا في المجالس
فافسحوا يفسح الله لكم). إنّ إختلاف التعبيرين ـ
تفسّحوا و افسحوا ـ عن الآخر وهو أنّ أحدهما من تفعّل، والآخر من الثلاثي
المجرّد، ويمكن أن يكون الفرق أنّ الأوّل له صفة التكلّف، والآخر خال من هذه
الصفة، يعني كما لو قال قائل: افسحوا للشخص الذي يقدم توّاً، فإنّ الجالسين بدون
أن يشعروا بالتكلّف يتفسّحون، (يرجى ملاحظة ذلك). |
|
ملاحظات
|
|
1 ـ مقام العلماء
|
|
بالرغم من أنّ الآية نزلت في
مورد خاصّ، إلاّ أنّ لها مفهوماً عامّاً، وبملاحظة أنّ ما يرفع مقام الإنسان عند
الله شيئان: الإيمان، و العلم. وبالرغم من أنّ «الشهيد» في الإسلام يتمتع بمقام
سام جدّاً، إلاّ أنّنا نقرأ حديثاً للرسول الأكرم (ص)
يبيّن لنا فيه مقام أهل العلم حيث قال: «فضل العالم على الشهيد درجة،
وفضل الشهيد على العابد درجة .. وفضل العالم على سائر الناس، كفضلي، على أدناهم»( مجمع البيان، ج9، ص253.). |
|
2 ـ آداب المجلس
في القرآن الكريم
|
|
أشار القرآن الكريم
مرّات عديدة إلى الآداب الإسلامية في
المجالس ضمن المسائل الأساسية، ومنها آداب التحيّة، والدخول إلى المجلس، وآداب
الدعوة إلى الطعام. وآداب التكلّم مع الرّسول (ص) وآداب التفسّح للأشخاص
القادمين، خصوصاً ذوي الفضيلة والسابقين في العلم والإيمان(جاءت هذه التعليمات من خلال التسلسل في الآيات التالية: آداب
التحيّة والسلام. النساء / 86، آداب الدعوة إلى الطعام. الأحزاب / 53، آداب التكلّم
مع الرّسول. الحجرات / 2، وآداب التفسّح. في الآيات مورد البحث.). |
|
الآيتان(12) (13)
يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا نَجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ
يَدَىْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ
|
|
يَأَيُّهَا
الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا نَجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَىْ
نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا
فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (12) ءَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ
يَدَىْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَت فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللهُ عَلَيْكُمْ
فَأَقِيمُوا الصَّلَوةَ وَءَاتُوا الزَّكَوةَ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ
وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ(13) |
|
سبب
النّزول
|
|
نقل العلاّمة الطبرسي في مجمع
البيان وكذلك جمع آخر من المفسّرين أنّ هذه الآية اُنزلت في الأغنياء، وذلك
أنّهم كانوا يأتون النبي (ص) فيكثرون مناجاته ـ وهذا العمل بالإضافة إلى أنّه
يشغل الرّسول (ص) ويأخذ من وقته فإنّه كان يسبّب عدم إرتياح المستضعفين منه،
وحيث يشعرهم بإمتياز الأغنياء عليهم ـ فأمر سبحانه بـ (الصدقة)
عند المناجاة، فلمّا رأوا ذلك انتهوا عن مناجاته، فنزلت آية الرخصة التي لامت
الأغنياء ونسخت حكم الآية الاُولى وسمح للجميع بالمناجاة، حيث أنّ النجوى هنا حول عمل الخير وطاعة المعبود(مجمع البيان، ج9، ص252، وكثير من التفاسير الاُخرى نهاية
الآيات مورد البحث.). |
|
التّفسير |
|
الصدقة
قبل النجوى (إختبار رائع):
|
|
في قسم من الآيات السابقة كان
البحث حول موضوع النجوى، وفي الآيات مورد البحث إستمراراً وتكملة لهذا المطلب. |
|
بحوث
|
|
1 ـ الملتزم الوحيد بآية الصدقة قبل النجوى
|
|
إنّ الشخص الوحيد الذي نفّذ
آية الصدقة في النجوى ـ كما في أغلب كتب مفسّري الشيعة وأهل السنّة ـ وعمل بهذه
الآية هو الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، كما ينقل ذلك الطبرسي في رواية
عنه (عليه السلام) أنّه قال: «آية من كتاب الله لم يعمل بها أحد قبل ولم يعمل
بها أحد بعدي، كان لي دينار فصرفته بعشرة دراهم، فكنت إذا جئت إلى النبي تصدّقت
بدرهم»( تفسير الطبري، ج28، ص15.). |
|
2 ـ فلسفة تشريع
ونسخ حكم الصدقة
|
|
لماذا كانت الصدقة قبل النجوى
مع الرّسول (ص) تشريعية؟ ثمّ لماذا نسخت بعد فترة وجيزة؟ |
|
3 ـ هل الإلتزام
بالصدقة فضيلة؟
|
|
ممّا لا شكّ فيه أنّ الإمام
علي (ع) لم يكن من طائفة الأغنياء من أصحاب الرّسول (ص) حيث البساطة في حياته
وزهده في عيشه، ومع هذا الحال وإحتراماً للحكم الإلهي، تصدّق في تلك الفترة
القصيرة ـ ولمرّات عديدة، وناجى الرّسول(ص)، وهذه المسألة واضحة ومسلّمة بين
المفسّرين وأصحاب الحديث كما أسلفنا. |
|
4 ـ مدّة الحكم
ومقدار الصدقة:
|
|
وحول مدّة الحكم بوجوب الصدقة
قبل النجوى مع الرّسول توجد أقوال مختلفة، فقد ذكر البعض أنّها ساعة واحدة، وقال
آخرون: إنّها ليلة واحدة، وذكر البعض أنّها عشرة أيّام، إلاّ أنّ الأقوى هو القول الثالث، لأنّ الساعة والليلة لا تكفي
أبداً لمثل هذا الإمتحان، لأنّ بالإمكان الإعتذار في هذه المدّة القصيرة عن عدم
وجود حاجة للنجوى، إلاّ أنّ مدّة عشرة أيّام تستطيع أن توضّح الحقائق وتهيء
أرضية للوم المتخلّفين. |
|
الآيات(14) (19)
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِم مَّا
هُم مِّنكُمْ وَلاَ مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ َوَهُمْ يَعْلَمُونَ
|
|
أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِم مَّا هُم مِّنكُمْ وَلاَ
مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (14) أَعَدَّ اللهُ
لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (15)
اتَّخَذُوا أَيْمَنَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ
مُّهِينٌ (16) لَّن تُغْنِىَ عَنْهُمْ أَمْوَلُهُمْ وَلاَ أَوْلَدُهُم مِّنَ
اللهِ شَيْئاً أُوْلَئِكَ أَصْحَبُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَلِدُونَ (17) يَوْمَ
يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ
وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَىْء أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ الْكَذِبُونَ(18)
اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَنُ فَأَنسَهُمْ ذِكْرَ اللهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ
الشَّيْطَنِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَنِ هُمُ الْخَسِرُونَ(19) |
|
التّفسير |
|
حزب
الشيطان:
|
|
هذه الآيات تفضح قسماً من
تآمر المنافقين وتعرض صفاتهم للمسلمين، وذكرها بعد آيات النجوى يوضّح لنا أنّ
قسماً ممّن ناجوا الرّسول كانوا من المنافقين، حيث كانوا بهذا العمل يظهرون
قربهم للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ويتستّرون على مؤامراتهم، وهذا ما سبّب
أن يتعامل القرآن مع هذه الحالة بصورة عامّة. |
|
الآيات(20) (22)
إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِى الاَْذَلِّينَ
(20) كَتَبَ اللهُ لاََغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِى إِنَّ اللهَ قِوِىٌّ عَزِيزٌ
|
|
إِنَّ الَّذِينَ
يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِى الاَْذَلِّينَ (20) كَتَبَ اللهُ
لاََغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِى إِنَّ اللهَ قِوِىٌّ عَزِيزٌ (21) لاَّ تَجِدُوا
قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الاَْخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ
اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا ءَابَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ
إِخْوَنَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِى قُلُوبِهِمُ الإيمَنَ
وَأَيَّدَهُم بِرُوح مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّت تَجْرِى مِن تَحْتِهَا
الاَْنْهَرُ خَلِدِينَ فِيهَا رَضِىَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ
حِزْبُ اللهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ(22) |
|
التّفسير |
|
حزب
الله .. والنصر الدائم!!
|
|
كان الحديث عن المنافقين
وأعداء الله وبيان بعض صفاتهم وخصائصهم في الآيات السابقة، وإستمراراً لنفس
البحث ـ في هذه الآيات التي هي آخر آيات سورة
المجادلة ـ تطرح خصوصيات اُخرى لهم، ويتّضح المصير الحتمي لهم حيث الموت والإندحار،
يقول تعالى في البداية: ( إنّ الذين يحادّون الله
ورسوله اُولئك في الأذلّين) أي أذلّ الخلائق(«يحادّون» من مادّة (محادّة) بمعنى
الحرب المسلّح وغير المسلّح، أو بمعنى الممانعة (وقد أعطينا توضيحاً آخر في هذا
المجال في نهاية الآية (5) من نفس السورة).). وما أروع التعبير القرآني: ( رضي الله عنهم ورضوا عنه) أي أنّ مقامهم رفيع إلى
درجة بحيث أنّ أسماءهم تكون مقترنة باسمه، ورضاهم إلى
جانب رضاه تعالى. |
|
ملاحظات
|
|
1 ـ العلامة
الفارقة بين حزب الله وحزب الشيطان
|
|
اُشير في القرآن الكريم إلى حزب الله بآيتين، الآية مورد
البحث، والآية (56) من سورة المائدة، وقد
أشار في آية واحدة إلى حزب الشيطان، وفي كلا الآيتين التي تحدّث فيهما عن حزب الله، أكّد على مسألة «الحبّ في الله والبغض في الله» وموالاة أهل
الحقّ. |
|
2 ـ جزاء الحبّ
في الله والبغض في الله
|
|
رأينا في الآيات أعلاه أنّ الله تعالى يثيب الأشخاص الذين يجعلون أساس كلّ
علاقة وودّ هو الحبّ المرتبط بالله، ومن هنا يحبّون أحبّاء الله ويعادون أعداءه،
وهذا الجزاء العظيم يكون على خمسة أنواع، ثلاثة في الدنيا، وإثنان في يوم
القيامة. نهاية سورة المجادلة |
|
|
|