- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
سُورَة الحَديد مدنيّة
وعَدَدُ آيَاتِها تِسع وعشرون آية
|
|
المجَلّد الثامن عَشَر
|
|
سُورَة الحَديد |
|
محتوى
السورة:
|
|
نزلت هذه السورة في المدينة، وادّعى البعض الإجماع
على ذلك، لذا فإنّ خصائصها هي نفس خصائص السور المدنية، فإنّها بالإضافة
إلى تحكيم الضوابط العقائدية فإنّها تستعرض تعليمات عملية عديدة خصوصاً في
المجالات الإجتماعية والحكومية، كما نشاهد نماذج لذلك
في الآيات (10، 11، 25) من هذه السورة. |
|
فضيلة
تلاوة سورة الحديد:
|
|
وردت في الروايات الإسلامية
نقاط جديرة بالملاحظة حول فضيلة تلاوة سورة الحديد، وممّا لا شكّ فيه أنّ
المقصود في التلاوة هي تلاوة التدبّر والتفكّر الذي يكون توأماً، مع العمل. |
|
الآيات(1) (3)
سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِى السَّمَوَتِ وَالاَْرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
(1) لَهُ مُلْكُ السَّمَوَتِ وَالاَْرْضِ يُحْىِ وَيُمِيتُ
|
|
سَبَّحَ لِلَّهِ
مَا فِى السَّمَوَتِ وَالاَْرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) لَهُ مُلْكُ
السَّمَوَتِ وَالاَْرْضِ يُحْىِ وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْء قَدِيرٌ (2)
هُوَ الاَْوَّلُ وَالاَْخِرُ وَالظَّهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَىْء
عَلِيمٌ (3) |
|
التّفسير |
|
آيات
للمتفكّرين:
|
|
قلنا: إنّ هذه السورة بدأت
بقسم التوحيد، الذي يشتمل على عشرين صفة من صفات الله سبحانه، تلك الصفات التي
بمعرفتها يصل الإنسان إلى مستوى عال من المعرفة الإنسانية بالله، وتعمّق معرفته
بذاته المقدّسة، وهذه الأوصاف والتي تشير إلى جانب من صفات جلاله وجماله، كلّما
تعمّق العلماء وأهل الفكر فيها توصّلوا إلى حقائق جديدة عن الذات الإلهيّة
المقدّسة. |
|
بحث جامع ولطيف حول التوحيد وصفات الله
تعالى
|
|
من الواضح أنّ الكثير من
الصفات لا يمكن جمعها فينا نحن البشر، وكذا الأمر بالنسبة للموجودات الاُخرى.
فمثلا: من كان في أوّل الصفّ لا يمكن أن يكون في نفس الوقت في آخره، وكذلك إذا
كنت ظاهراً فليس بالمقدور أن تكون في نفس الوقت باطناً والعكس صحيح أيضاً.
والسبب في ذلك هو محدودية وجودنا، فالوجود المحدود لا يستطيع أن يكون غير ذلك،
إلاّ أنّ الحديث عندما يكون عن صفات الله فسيتغيّر الأمر، حيث يمكن الجمع في هذه
الحالة بين الظاهر والباطن، وبين البداية والنهاية، وذلك لطبيعة صفات الذات
الإلهيّة المقدّسة اللا متناهية، ولذلك فلا عجب هنا. |
|
الآيات(4) (6) هُوَ
الَّذِى خَلَقَ السَّمَوَتِ وَالاَْرْضَ فِى سِتَّةِ أَيَّام ثُمَّ اسْتَوَى
عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِى الاَْرْضِ
|
|
هُوَ الَّذِى
خَلَقَ السَّمَوَتِ وَالاَْرْضَ فِى سِتَّةِ أَيَّام ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى
الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِى الاَْرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا
يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا
كُنتُمْ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصيرٌ(4) لَّهُ مُلْكُ السَّمَوَتِ
وَالاَْرْضِ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الاُْمُورُ (5) يُولِجُ الَّيْلَ فِى
النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِى الَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ
الصُّدُورِ (6) |
|
التّفسير |
على
عرش القدرة دائماً:
|
|
تحدّثت الآيات السابقة عن إحدى عشرة صفة للذات الإلهيّة المقدّسة، وتبيّن
الآيات أعلاه أوصافاً اُخرى حيث اُشير في الآية الاُولى
مورد البحث إلى خمسة أوصاف اُخرى من صفات جلاله وجماله. لقد ذكرت مسألة الخلقة في (ستّة أيّام) سبع مرّات في
القرآن الكريم، المرّة الاُولى في الآية 54 من سورة الأعراف، والأخيرة هي هذه الآية مورد البحث (الحديد ـ الآية4). |
|
تعقيب
|
|
|
آيات
الإسم الأعظم:
|
|
قسّم الفلاسفة
والمتكلّمون الصفات الإلهيّة إلى قسمين: |
|
الآيات(7) (11)
ءَامِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ
فِيهِ فَالَّذِينَ ءَامَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ
|
|
ءَامِنُوا بِاللهِ
وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ
ءَامَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ (7) وَمَا لَكُمْ لاَ
تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ
أَخَذَ مِيثَقَكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (8) هُوَ الَّذِى يُنَزِّلُ عَلَى
عَبْدِهِ ءَايَت بَيِّنَت لِّيُخْرجَكُم مِّنَ الظُّلُمَتِ إِلَى النُّورِ
وَإِنَّ اللهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ (9) وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تُنفِقُوا فِى
سَبِيلِ اللهِ وَلِلَّهِ مِيرَثُ السَّمَوَتِ وَالاَْرْضِ لاَ يَسْتَوِى مِنكُم
مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً
مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللهُ
الْحُسْنَى وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10)مَّن ذَا الَّذِى يُقْرِضُ
اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (11) |
|
التّفسير |
|
الإيمان
والإنفاق أساسان للنجاة
|
|
بعد البيان الذي تقدّم حول
دلائل عظمة الله في عالم الوجود وأوصاف جماله وجلاله، تلك الصفات المحفّزة
للحركة باتّجاه الله تعالى، ننتقل الآن إلى جوّ هذه الآيات المفعم بالدعوة
للإيمان والعمل .. وتعبير (ممّا) تعبير عام ولا يشمل الأموال فحسب بل كلّ الممتلكات والهبات
الإلهيّة. وهنا يعني أنّ للإنفاق مفهوماً واسعاً ولا ينحصر بالمال فقط، بل يشمل ـ أيضاً ـ العلم والهداية والسمعة الإجتماعية ورؤوس
الأموال المعنوية والمادية. ولأنّ للإنفاق قيماً مختلفة وأحوالا متفاوتة الشرائط والظروف، يضيف سبحانه:
( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل)( للآية محذوف يستفاد من المذكور، وتقديره (لا يستوي من أنفق
من قبل الفتح وقاتل والذين أنفقوا بعد الفتح وقاتلوا).). |
|
بحوث
|
|
1 ـ بواعث
الإنفاق
|
|
الشيء الجدير بالإنتباه أنّنا
نلاحظ في الآيات السابقة تعبيرات مختلفة للحثّ على الإنفاق، أعمّ من المساعدة
والمساهمة في موضوع الجهاد أو أنواع الإنفاق الاُخرى للمحتاجين، والتي يعتبر كلّ
منها عاملا أساسيّاً ومحرّكاً باتّجاه تحقيق الهدف. |
|
2 ـ شروط الإنفاق
في سبيل الله!
|
إنّ التعبير بـ ( قرضاً حسناً) في الآية أعلاه يشير إلى هذه الحقيقة
وهي أنّ إعطاء القرض بحدّ ذاته (أقسام وأنواع) فبعضها
يعتبر قرضاً حسناً، والآخر قرضاً قليل الفائدة، أو حتّى عديم الفائدة أيضاً. خامساً: أن لا يقترن الإنفاق منّ ولا أذى أبداً، قال تعالى: (
ياأيّها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمنّ والأذى)(
البقرة، الآية 264.). |
|
3 ـ السابقون في
الإيمان والجهاد والإنفاق
|
|
الأشخاص الذين يتقدّمون على
غيرهم بالإيمان والعمل الصالح فهم ذوو وعي وشجاعة وإيثار وتضحية أكثر من الآخرين
بلا شكّ، ولذا فإنّ درجات المؤمنين غير متساوية عند الله، والآية الكريمة إعتمدت
هذا المفهوم وميّزت بين الأشخاص الذين أنفقوا قبل الفتح: (سواء كان فتح مكّة أو الحديبية أو مطلق الفتوحات الإسلامية)
وجاهدوا أيضاً، وبين الذين أنفقوا وقاتلوا من بعد. |
|
الآيات(12) (15)
يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ
أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَنِهِم بُشْرَيكُمُ الْيَوْمَ جَنَّتٌ تَجْرِى مِن
تَحْتِهَا الاَْنْهَرُ
|
|
|
يَوْمَ تَرَى
الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ
وَبِأَيْمَنِهِم بُشْرَيكُمُ الْيَوْمَ جَنَّتٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا
الاَْنْهَرُ خَلِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) يَوْمَ
يَقُولُ الْمُنَفِقُونَ وَالْمُنَفِقَتُ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا انظُرُونَا
نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً
فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُور لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَهِرُهُ
مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُوا
بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ
وَغَرَّتْكُمُ الاَْمَانِىُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللهِ وَغَرَّكُم بِاللهِ
الْغَرُورُ (14) فَالْيَوْمَ لاَ يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلاَ مِنَ
الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِىَ مَوْلَيكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ
(15) |
|
التّفسير |
|
انظرونا
نقتبس من نوركم:
|
|
لقد بشّر الله المنفقين في
آخر آية من الآيات السابقة بالأجر الكريم، وإستمراراً
للبحث فالآيات أعلاه تتحدّث عن هذا الأجر، وتبيّن مدى قيمته وعظمته في اليوم
الآخر، يقول سبحانه: ( يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى
نورهم بين أيديهم وبأيمانهم). «إقتباس» في الأصل
من مادّة (قبس) بمعنى أخذ شعلة من النار، ثمّ استعملت على أخذ نماذج اُخرى أيضاً. وأخيراً فإنّ المؤمنين ـ بلحاظ ما تقدّم ـ يخاطبون المنافقين بقولهم: (
فاليوم لا تؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا) وبهذا الترتيب يواجه
المنافقون نفس مصير الكفّار أيضاً، وكلّهم رهينة ذنوبهم وأعمالهم القبيحة، ولا
يوجد لهم أي طريق للخلاص. |
|
ملاحظة |
|
الإستغاثة
العقيمة للمجرمين:
|
|
نظراً إلى أنّ الكثير من
الناس في يوم القيامة يجهلون طبيعة النظام المهيمن هنالك ويتصوّرون أنّ نفس
أنظمة الدنيا تحكم هناك أيضاً، فيحاولون إستخدامها. إلاّ أنّه سرعان ما يتبيّن
الخطأ الكبير الذي وقعوا فيه. |
|
الآيات(16) (18)
أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ
وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلاَ يَكُونُوا كَالَّذِينَ
|
|
أَلَمْ يَأْنِ
لِلَّذِينَ ءَامَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ
مِنَ الْحَقِّ وَلاَ يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَبَ مِن قَبْلُ
فَطَالَ عَلَيْهِمُ الاَْمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ
فَسِقُونَ (16) اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْىِ الاَْرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ
بَيَّنَّا لَكُمُ الاَْيَتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ(17) إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ
وَالْمُصَّدِّقَتِ وَأَقْرَضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ
أَجْرٌ كَرِيمٌ (18) |
|
سبب
النزول
|
|
وردت لنزول الآية الاُولى
أعلاه عدّة أسباب: منها أنّ الآية المذكورة نزلت ـ بعد سنة من هجرة الرّسول (صلى
الله عليه وآله وسلم) ـ تتحدّث عن المنافقين، وذلك أنّهم سألوا سلمان الفارسي:
حدّثنا عمّا في التوراة، فخبّرهم أنّ القرآن أحسن القصص كما في قوله تعالى: (
الله نزّل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربّهم ...)( الزمر، الآية
23.) وعاودوا بعدها سؤال سلمان فجاءهم هذا التوبيخ والعتاب. |
|
التّفسير |
|
إلى
متى هذه الغفلة؟
|
|
بعد ما وجّهت الآيات السابقة
مجموعة من الإنذارات الصارمة والتنبّهات الموقظة، وبيّنت المصير المؤلم للكفّار
والمنافقين في يوم القيامة، جاءت الآية الاُولى مورد البحث بشكل إستخلاص نتيجة
كليّة من ذلك، فتقول: ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله، وما نزل
من الحقّ، ولا يكونوا كالذين اُوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم
وكثير منهم فاسقون)( (يأن) من مادّة (أنّى) من مادّة
(إنا) على وزن (ندا) ومن مادّة (أناء) على وزن جفاء بمعنى الإقتراب وحضور وقت
الشيء.). |
|
موعظة
وتوبة:
|
|
إنّ آية: ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ...)
من الآيات المثيرة في القرآن الكريم، حيث تليّن القلب، وترطّب الروح وتمزّق حجب
الغفلة وتعلن منبّهة: ألم يأن للقلوب المؤمنة أن تخشع مقابل ذكر الله وما نزّل
من الحقّ! وتحذّر من الوقوع في شراك الغفلة كما كان بالنسبة لمن سبق حيث آمنوا
وتقبّلوا آيات الكتاب الإلهي، ولكن بمرور الزمن قست قلوبهم. |
|
الآيتان(19) (20)
وَالَّذِينَ ءَامَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ
وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ
|
|
وَالَّذِينَ
ءَامَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ
عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا
وَكَذَّبُوا بِئَايَتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَبُ الْجَحِيمِ (19) اعْلَمُوا
أَنَّمَا الْحَيَوةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ
بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِى الاَْمْوَلِ وَالاَْوْلَدِ كَمَثَلِ غَيْث أَعْجَبَ
الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَآهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ
حُطَماً وَفِى الاَْخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللهِ وَرِضْوَنٌ
وَمَا الْحَيوَةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَعُ الْغُرُورِ(20) |
|
التّفسير |
|
الدنيا
متاع الغرور:
|
|
استمراراً للبحث الذي تناولته
الآيات السابقة في بيان حال المؤمنين وأجرهم عند الله تعالى، تضيف الآيات
التالية بهذا الصدد قوله تعالى: ( والذين آمنوا بالله
ورسله اُولئك الصدّيقون والشهداء عند ربّهم). |
|
تعقيب
|
|
1 ـ مقام
الصدّيقين والشهداء
|
|
وصف القرآن الكريم الأنبياء
العظام وأمثالهم بأنّهم (صدّيقون) ومن جملتهم
إبراهيم (ع): ( إنّه كان صدّيقاً نبيّاً)( مريم، آية 41.). |
|
2 ـ الحياة
الدنيا .. لهو ولعب
|
|
يصف القرآن الكريم ـ أحياناً ـ الحياة الدنيا بأنّها لهو ولعب، كما في
قوله تعالى: ( وما الحياة الدنيا إلاّ لعب ولهو)( الأنعام، الآية 32.). |
|
الآيات(21) (24)
سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَة مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّة عَرْضُهَا كَعَرْضِ
السَّمَاءِ وَالاَْرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا
|
|
سَابِقُوا إِلَى
مَغْفِرَة مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّة عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالاَْرْضِ
أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ
يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21) مَا أَصَابَ مِن
مُّصِيبَة فِى الاَْرْضِ وَلاَ فِى أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِى كِتَب مِّن قَبْلِ أَن
نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ (22) لِّكَيْلاَ تَأْسَوْا عَلَى
مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا ءَاتَكُمْ وَاللهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ
مُخْتَال فَخُور (23)الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ
وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِىُّ الْحَمِيدُ (24) |
|
التّفسير |
|
المسابقة
المعنوية الكبرى!!
|
|
بعد ما بيّنت الآيات السابقة
قيمة هذه الدنيا المتواضعة الفانية، وكيف أنّ الناس فيها منهمكون في اللذات
والتكاثر والتفاخر وجمع الأموال .. تأتي الآيات مورد
البحث لتدعو الناس إلى العمل للحصول على موقع في الدار الآخرة، ذلك الموقع
المتّسم بالثبات والبقاء والخلود، وتدعوهم إلى السباق في هذا المجال وبذل الجهد
فيه، حيث يقول سبحانه: ( سابقوا إلى مغفرة من ربّكم،
جنّة عرضها عرض السماء والأرض اُعدّت للذين آمنوا بالله ورسله). |
|
الآية (25) لَقَدْ
أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَبَ
وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَالْحَدِيدَ
|
|
لَقَدْ أَرْسَلْنَا
رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَبَ وَالْمِيزَانَ
لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ
وَمَنَفِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ
إِنَّ اللهَ قَوِىٌّ عَزِيزٌ (25) |
|
التّفسير |
|
الهدف
الأساس من بعثة الأنبياء:
|
|
إبتدأ الله سبحانه وتعالى
عباده بالنعم فكانت رحمته ولطفه ومغفرته، ونعمه الكثيرة التي لا تحصى والتي
اُشير إليها في الآيات السابقة .. ولأنّ هذه النعم تحتاج إلى تقنين في
إستعمالها، ونظم وشرائط لنيل نتائجها المرجوّة، لذا فانّه يحتاج إلى قيادة تقوم
بمباشرتها والإشراف عليها وإعطاء التوجيهات الإلهية بشأنها، وهؤلاء القادة يجب
أن يكونوا (قادة إلهيين) والآية مورد البحث ـ التي تعتبر من أكثر الآيات
القرآنية محتوى ـ تشير إلى هذا المعنى، وتبيّن هدف إرسال الأنبياء ومناهجهم
بصورة دقيقة، حيث يقول سبحانه: ( لقد أرسلنا رسلنا
بالبيّنات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط). |
|
تعقيب
|
|
1 ـ الحدود بين
القوّة والمنطق
|
|
رسمت الآية أعلاه صورة وافية
ومفصّلة من وجهة النظر الإسلامية في مجال التربية والتعليم، وتوسعة دائرة العدل
وإقامة القسط في المجتمع الإنساني. |
|
2 ـ الحديد
وإحتياجات الحياة الأساسية
|
|
بعض المفسّرين شرح
هدف الآية أعلاه بما يلي: |
|
الآيتان(26) (27)
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَهِيمَ وَجَعَلْنَا فِى ذُرِّيَّتِهِمَا
النُّبُوَّةَ وَالْكِتَبَ فَمِنْهُم مُّهْتَد وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَسِقُونَ
|
|
وَلَقَدْ
أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَهِيمَ وَجَعَلْنَا فِى ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ
وَالْكِتَبَ فَمِنْهُم مُّهْتَد وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَسِقُونَ (26) ثُمَّ
قَفَّيْنَا عَلَى ءَاثَرِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ
وَءَاتَيْنَهُ الإنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِى قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ
رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَهَا عَلَيْهِمْ
إِلاَّ ابْتِغَاءَ رِضْوَنِ اللهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا
فَئَاتَيْنَا الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ
فَسِقُونَ (27) |
|
التّفسير |
|
تعاقب
الرسل واحداً بعد الآخر:
|
|
للقرآن الكريم منهجه
المتميّز، ومن خصوصياته أنّه بعد بيان سلسلة من الاُصول العامّة يشير ويذكّر
بمصير الأقوام السابقة، لكي يكون ذلك شاهداً وحجّة. |
|
بحوث
|
|
1 ـ الإسلام
والرهبانية
|
|
ذكرنا أنّ الرهبانية أخذت من
«الرهبة» التي جاءت بمعنى الخوف من الله، وكما يقول الراغب في المفردات، الخوف
الذي يكون ممزوجاً بالزهد والإضطراب والترهّب
يعني: (التعبّد والعبادة) .. والرهبانية بمعنى: (شدّة
التعبّد). |
|
2 ـ المصدر
التأريخي للرهبانية
|
|
لم تكن الرهبانية موجودة
بشكلها الحالي في القرون الاُولى للتاريخ المسيحي، وقد ظهرت بعد القرن الميلادي
الثالث في حكم الإمبراطور الروماني (ديسيوس) ـ وقتاله الشديد لأتباع السيّد
المسيح (عليه السلام)، ونتيجة لما لحق بهم من الأذى من قبل هذا الإمبراطور
المتعطّش للدماء، فإنّهم لجأوا إلى الجبال والصحاري(دائرة
المعارف القرن العشرين مادّة (رهب).). |
|
3 ـ المفاسد
الأخلاقية والإجتماعية الناشئة من الرهبانية
|
|
إنّ الإنحراف عن قوانين
الخلقة غالباً ما يكون مصحوباً بإنفعالات سلبية، وبناءً على هذا فلا عجب فيمن
يبتعد عن الحياة الإجتماعية التي هي جزء من فطرته أن يصاب بردود فعل شديدة، لذلك فإنّ الرهبانية ـ لأنّ منهجها خلافاً لطبيعة الإنسان
وفطرته ـ فإنّها استبطنت مفاسد كثيرة من جملتها: وننهي بحثنا هذا بحديث للإمام علي (ع) تعقيباً على المفهوم الذي طرحته الآية
التالية حيث تقول الآية: ( قل هل ننبئكم بالأخسرين
أعمالا، الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعاً)( الكهف، الآية 103 ـ 104.) |
|
4 ـ إنجيل أم
أناجيل!
|
|
«الإنجيل» في الأصل مصطلح يوناني بمعنى البشارة أو تعليم جديد، وهو
اسم الكتاب الذي نزّل على السيّد المسيح (عليه السلام)، وجاء هذا المصطلح إثني
عشرة مرّة في القرآن الكريم، وقد استعمل بهذا المعنى. |
|
الآيتان(29) (30)
يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَءَامِنُوا بِرَسُولِهِ
يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً
|
|
يَأَيُّهَا
الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَءَامِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ
كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ
لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (29) لِّئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَب
أَلاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَىْء مِّن فَضْلِ اللهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ
اللهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (30) |
|
سبب
النّزول
|
|
نقل كثير من
المفسّرين أنّ للآيات أعلاه سبباً للنزول خلاصته ما يلي: |
|
التّفسير |
|
الذين
لهم سهمان من الرحمة الإلهية:
|
|
بما أنّ الحديث في الآيات
السابقة كان عن أهل الكتاب والمسيحيين، فإنّ الآيات مورد البحث مكمّلة لما جاء
في الآيات السابقة; يقول سبحانه: ( ياأيّها الذين آمنوا
اتّقوا الله وآمنوا برسوله). |
|
بحث
|
|
التقوى
والوعي:
|
|
لقد بيّن القرآن الكريم
آثاراً كثيرة للتقوى، ومن جملتها إزالة الحجب عن فكر الإنسان وقلبه. |
|
|
|
|
سُورَة الحَديد مدنيّة
وعَدَدُ آيَاتِها تِسع وعشرون آية
|
|
المجَلّد الثامن عَشَر
|
|
سُورَة الحَديد |
|
محتوى
السورة:
|
|
نزلت هذه السورة في المدينة، وادّعى البعض الإجماع
على ذلك، لذا فإنّ خصائصها هي نفس خصائص السور المدنية، فإنّها بالإضافة
إلى تحكيم الضوابط العقائدية فإنّها تستعرض تعليمات عملية عديدة خصوصاً في
المجالات الإجتماعية والحكومية، كما نشاهد نماذج لذلك
في الآيات (10، 11، 25) من هذه السورة. |
|
فضيلة
تلاوة سورة الحديد:
|
|
وردت في الروايات الإسلامية
نقاط جديرة بالملاحظة حول فضيلة تلاوة سورة الحديد، وممّا لا شكّ فيه أنّ
المقصود في التلاوة هي تلاوة التدبّر والتفكّر الذي يكون توأماً، مع العمل. |
|
الآيات(1) (3)
سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِى السَّمَوَتِ وَالاَْرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
(1) لَهُ مُلْكُ السَّمَوَتِ وَالاَْرْضِ يُحْىِ وَيُمِيتُ
|
|
سَبَّحَ لِلَّهِ
مَا فِى السَّمَوَتِ وَالاَْرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) لَهُ مُلْكُ
السَّمَوَتِ وَالاَْرْضِ يُحْىِ وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْء قَدِيرٌ (2)
هُوَ الاَْوَّلُ وَالاَْخِرُ وَالظَّهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَىْء
عَلِيمٌ (3) |
|
التّفسير |
|
آيات
للمتفكّرين:
|
|
قلنا: إنّ هذه السورة بدأت
بقسم التوحيد، الذي يشتمل على عشرين صفة من صفات الله سبحانه، تلك الصفات التي
بمعرفتها يصل الإنسان إلى مستوى عال من المعرفة الإنسانية بالله، وتعمّق معرفته
بذاته المقدّسة، وهذه الأوصاف والتي تشير إلى جانب من صفات جلاله وجماله، كلّما
تعمّق العلماء وأهل الفكر فيها توصّلوا إلى حقائق جديدة عن الذات الإلهيّة
المقدّسة. |
|
بحث جامع ولطيف حول التوحيد وصفات الله
تعالى
|
|
من الواضح أنّ الكثير من
الصفات لا يمكن جمعها فينا نحن البشر، وكذا الأمر بالنسبة للموجودات الاُخرى.
فمثلا: من كان في أوّل الصفّ لا يمكن أن يكون في نفس الوقت في آخره، وكذلك إذا
كنت ظاهراً فليس بالمقدور أن تكون في نفس الوقت باطناً والعكس صحيح أيضاً.
والسبب في ذلك هو محدودية وجودنا، فالوجود المحدود لا يستطيع أن يكون غير ذلك،
إلاّ أنّ الحديث عندما يكون عن صفات الله فسيتغيّر الأمر، حيث يمكن الجمع في هذه
الحالة بين الظاهر والباطن، وبين البداية والنهاية، وذلك لطبيعة صفات الذات
الإلهيّة المقدّسة اللا متناهية، ولذلك فلا عجب هنا. |
|
الآيات(4) (6) هُوَ
الَّذِى خَلَقَ السَّمَوَتِ وَالاَْرْضَ فِى سِتَّةِ أَيَّام ثُمَّ اسْتَوَى
عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِى الاَْرْضِ
|
|
هُوَ الَّذِى
خَلَقَ السَّمَوَتِ وَالاَْرْضَ فِى سِتَّةِ أَيَّام ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى
الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِى الاَْرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا
يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا
كُنتُمْ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصيرٌ(4) لَّهُ مُلْكُ السَّمَوَتِ
وَالاَْرْضِ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الاُْمُورُ (5) يُولِجُ الَّيْلَ فِى
النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِى الَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ
الصُّدُورِ (6) |
|
التّفسير |
على
عرش القدرة دائماً:
|
|
تحدّثت الآيات السابقة عن إحدى عشرة صفة للذات الإلهيّة المقدّسة، وتبيّن
الآيات أعلاه أوصافاً اُخرى حيث اُشير في الآية الاُولى
مورد البحث إلى خمسة أوصاف اُخرى من صفات جلاله وجماله. لقد ذكرت مسألة الخلقة في (ستّة أيّام) سبع مرّات في
القرآن الكريم، المرّة الاُولى في الآية 54 من سورة الأعراف، والأخيرة هي هذه الآية مورد البحث (الحديد ـ الآية4). |
|
تعقيب
|
|
|
آيات
الإسم الأعظم:
|
|
قسّم الفلاسفة
والمتكلّمون الصفات الإلهيّة إلى قسمين: |
|
الآيات(7) (11)
ءَامِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ
فِيهِ فَالَّذِينَ ءَامَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ
|
|
ءَامِنُوا بِاللهِ
وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ
ءَامَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ (7) وَمَا لَكُمْ لاَ
تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ
أَخَذَ مِيثَقَكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (8) هُوَ الَّذِى يُنَزِّلُ عَلَى
عَبْدِهِ ءَايَت بَيِّنَت لِّيُخْرجَكُم مِّنَ الظُّلُمَتِ إِلَى النُّورِ
وَإِنَّ اللهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ (9) وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تُنفِقُوا فِى
سَبِيلِ اللهِ وَلِلَّهِ مِيرَثُ السَّمَوَتِ وَالاَْرْضِ لاَ يَسْتَوِى مِنكُم
مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً
مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللهُ
الْحُسْنَى وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10)مَّن ذَا الَّذِى يُقْرِضُ
اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (11) |
|
التّفسير |
|
الإيمان
والإنفاق أساسان للنجاة
|
|
بعد البيان الذي تقدّم حول
دلائل عظمة الله في عالم الوجود وأوصاف جماله وجلاله، تلك الصفات المحفّزة
للحركة باتّجاه الله تعالى، ننتقل الآن إلى جوّ هذه الآيات المفعم بالدعوة
للإيمان والعمل .. وتعبير (ممّا) تعبير عام ولا يشمل الأموال فحسب بل كلّ الممتلكات والهبات
الإلهيّة. وهنا يعني أنّ للإنفاق مفهوماً واسعاً ولا ينحصر بالمال فقط، بل يشمل ـ أيضاً ـ العلم والهداية والسمعة الإجتماعية ورؤوس
الأموال المعنوية والمادية. ولأنّ للإنفاق قيماً مختلفة وأحوالا متفاوتة الشرائط والظروف، يضيف سبحانه:
( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل)( للآية محذوف يستفاد من المذكور، وتقديره (لا يستوي من أنفق
من قبل الفتح وقاتل والذين أنفقوا بعد الفتح وقاتلوا).). |
|
بحوث
|
|
1 ـ بواعث
الإنفاق
|
|
الشيء الجدير بالإنتباه أنّنا
نلاحظ في الآيات السابقة تعبيرات مختلفة للحثّ على الإنفاق، أعمّ من المساعدة
والمساهمة في موضوع الجهاد أو أنواع الإنفاق الاُخرى للمحتاجين، والتي يعتبر كلّ
منها عاملا أساسيّاً ومحرّكاً باتّجاه تحقيق الهدف. |
|
2 ـ شروط الإنفاق
في سبيل الله!
|
إنّ التعبير بـ ( قرضاً حسناً) في الآية أعلاه يشير إلى هذه الحقيقة
وهي أنّ إعطاء القرض بحدّ ذاته (أقسام وأنواع) فبعضها
يعتبر قرضاً حسناً، والآخر قرضاً قليل الفائدة، أو حتّى عديم الفائدة أيضاً. خامساً: أن لا يقترن الإنفاق منّ ولا أذى أبداً، قال تعالى: (
ياأيّها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمنّ والأذى)(
البقرة، الآية 264.). |
|
3 ـ السابقون في
الإيمان والجهاد والإنفاق
|
|
الأشخاص الذين يتقدّمون على
غيرهم بالإيمان والعمل الصالح فهم ذوو وعي وشجاعة وإيثار وتضحية أكثر من الآخرين
بلا شكّ، ولذا فإنّ درجات المؤمنين غير متساوية عند الله، والآية الكريمة إعتمدت
هذا المفهوم وميّزت بين الأشخاص الذين أنفقوا قبل الفتح: (سواء كان فتح مكّة أو الحديبية أو مطلق الفتوحات الإسلامية)
وجاهدوا أيضاً، وبين الذين أنفقوا وقاتلوا من بعد. |
|
الآيات(12) (15)
يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ
أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَنِهِم بُشْرَيكُمُ الْيَوْمَ جَنَّتٌ تَجْرِى مِن
تَحْتِهَا الاَْنْهَرُ
|
|
|
يَوْمَ تَرَى
الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ
وَبِأَيْمَنِهِم بُشْرَيكُمُ الْيَوْمَ جَنَّتٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا
الاَْنْهَرُ خَلِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) يَوْمَ
يَقُولُ الْمُنَفِقُونَ وَالْمُنَفِقَتُ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا انظُرُونَا
نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً
فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُور لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَهِرُهُ
مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُوا
بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ
وَغَرَّتْكُمُ الاَْمَانِىُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللهِ وَغَرَّكُم بِاللهِ
الْغَرُورُ (14) فَالْيَوْمَ لاَ يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلاَ مِنَ
الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِىَ مَوْلَيكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ
(15) |
|
التّفسير |
|
انظرونا
نقتبس من نوركم:
|
|
لقد بشّر الله المنفقين في
آخر آية من الآيات السابقة بالأجر الكريم، وإستمراراً
للبحث فالآيات أعلاه تتحدّث عن هذا الأجر، وتبيّن مدى قيمته وعظمته في اليوم
الآخر، يقول سبحانه: ( يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى
نورهم بين أيديهم وبأيمانهم). «إقتباس» في الأصل
من مادّة (قبس) بمعنى أخذ شعلة من النار، ثمّ استعملت على أخذ نماذج اُخرى أيضاً. وأخيراً فإنّ المؤمنين ـ بلحاظ ما تقدّم ـ يخاطبون المنافقين بقولهم: (
فاليوم لا تؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا) وبهذا الترتيب يواجه
المنافقون نفس مصير الكفّار أيضاً، وكلّهم رهينة ذنوبهم وأعمالهم القبيحة، ولا
يوجد لهم أي طريق للخلاص. |
|
ملاحظة |
|
الإستغاثة
العقيمة للمجرمين:
|
|
نظراً إلى أنّ الكثير من
الناس في يوم القيامة يجهلون طبيعة النظام المهيمن هنالك ويتصوّرون أنّ نفس
أنظمة الدنيا تحكم هناك أيضاً، فيحاولون إستخدامها. إلاّ أنّه سرعان ما يتبيّن
الخطأ الكبير الذي وقعوا فيه. |
|
الآيات(16) (18)
أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ
وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلاَ يَكُونُوا كَالَّذِينَ
|
|
أَلَمْ يَأْنِ
لِلَّذِينَ ءَامَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ
مِنَ الْحَقِّ وَلاَ يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَبَ مِن قَبْلُ
فَطَالَ عَلَيْهِمُ الاَْمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ
فَسِقُونَ (16) اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْىِ الاَْرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ
بَيَّنَّا لَكُمُ الاَْيَتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ(17) إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ
وَالْمُصَّدِّقَتِ وَأَقْرَضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ
أَجْرٌ كَرِيمٌ (18) |
|
سبب
النزول
|
|
وردت لنزول الآية الاُولى
أعلاه عدّة أسباب: منها أنّ الآية المذكورة نزلت ـ بعد سنة من هجرة الرّسول (صلى
الله عليه وآله وسلم) ـ تتحدّث عن المنافقين، وذلك أنّهم سألوا سلمان الفارسي:
حدّثنا عمّا في التوراة، فخبّرهم أنّ القرآن أحسن القصص كما في قوله تعالى: (
الله نزّل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربّهم ...)( الزمر، الآية
23.) وعاودوا بعدها سؤال سلمان فجاءهم هذا التوبيخ والعتاب. |
|
التّفسير |
|
إلى
متى هذه الغفلة؟
|
|
بعد ما وجّهت الآيات السابقة
مجموعة من الإنذارات الصارمة والتنبّهات الموقظة، وبيّنت المصير المؤلم للكفّار
والمنافقين في يوم القيامة، جاءت الآية الاُولى مورد البحث بشكل إستخلاص نتيجة
كليّة من ذلك، فتقول: ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله، وما نزل
من الحقّ، ولا يكونوا كالذين اُوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم
وكثير منهم فاسقون)( (يأن) من مادّة (أنّى) من مادّة
(إنا) على وزن (ندا) ومن مادّة (أناء) على وزن جفاء بمعنى الإقتراب وحضور وقت
الشيء.). |
|
موعظة
وتوبة:
|
|
إنّ آية: ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ...)
من الآيات المثيرة في القرآن الكريم، حيث تليّن القلب، وترطّب الروح وتمزّق حجب
الغفلة وتعلن منبّهة: ألم يأن للقلوب المؤمنة أن تخشع مقابل ذكر الله وما نزّل
من الحقّ! وتحذّر من الوقوع في شراك الغفلة كما كان بالنسبة لمن سبق حيث آمنوا
وتقبّلوا آيات الكتاب الإلهي، ولكن بمرور الزمن قست قلوبهم. |
|
الآيتان(19) (20)
وَالَّذِينَ ءَامَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ
وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ
|
|
وَالَّذِينَ
ءَامَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ
عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا
وَكَذَّبُوا بِئَايَتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَبُ الْجَحِيمِ (19) اعْلَمُوا
أَنَّمَا الْحَيَوةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ
بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِى الاَْمْوَلِ وَالاَْوْلَدِ كَمَثَلِ غَيْث أَعْجَبَ
الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَآهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ
حُطَماً وَفِى الاَْخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللهِ وَرِضْوَنٌ
وَمَا الْحَيوَةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَعُ الْغُرُورِ(20) |
|
التّفسير |
|
الدنيا
متاع الغرور:
|
|
استمراراً للبحث الذي تناولته
الآيات السابقة في بيان حال المؤمنين وأجرهم عند الله تعالى، تضيف الآيات
التالية بهذا الصدد قوله تعالى: ( والذين آمنوا بالله
ورسله اُولئك الصدّيقون والشهداء عند ربّهم). |
|
تعقيب
|
|
1 ـ مقام
الصدّيقين والشهداء
|
|
وصف القرآن الكريم الأنبياء
العظام وأمثالهم بأنّهم (صدّيقون) ومن جملتهم
إبراهيم (ع): ( إنّه كان صدّيقاً نبيّاً)( مريم، آية 41.). |
|
2 ـ الحياة
الدنيا .. لهو ولعب
|
|
يصف القرآن الكريم ـ أحياناً ـ الحياة الدنيا بأنّها لهو ولعب، كما في
قوله تعالى: ( وما الحياة الدنيا إلاّ لعب ولهو)( الأنعام، الآية 32.). |
|
الآيات(21) (24)
سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَة مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّة عَرْضُهَا كَعَرْضِ
السَّمَاءِ وَالاَْرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا
|
|
سَابِقُوا إِلَى
مَغْفِرَة مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّة عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالاَْرْضِ
أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ
يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21) مَا أَصَابَ مِن
مُّصِيبَة فِى الاَْرْضِ وَلاَ فِى أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِى كِتَب مِّن قَبْلِ أَن
نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ (22) لِّكَيْلاَ تَأْسَوْا عَلَى
مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا ءَاتَكُمْ وَاللهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ
مُخْتَال فَخُور (23)الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ
وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِىُّ الْحَمِيدُ (24) |
|
التّفسير |
|
المسابقة
المعنوية الكبرى!!
|
|
بعد ما بيّنت الآيات السابقة
قيمة هذه الدنيا المتواضعة الفانية، وكيف أنّ الناس فيها منهمكون في اللذات
والتكاثر والتفاخر وجمع الأموال .. تأتي الآيات مورد
البحث لتدعو الناس إلى العمل للحصول على موقع في الدار الآخرة، ذلك الموقع
المتّسم بالثبات والبقاء والخلود، وتدعوهم إلى السباق في هذا المجال وبذل الجهد
فيه، حيث يقول سبحانه: ( سابقوا إلى مغفرة من ربّكم،
جنّة عرضها عرض السماء والأرض اُعدّت للذين آمنوا بالله ورسله). |
|
الآية (25) لَقَدْ
أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَبَ
وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَالْحَدِيدَ
|
|
لَقَدْ أَرْسَلْنَا
رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَبَ وَالْمِيزَانَ
لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ
وَمَنَفِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ
إِنَّ اللهَ قَوِىٌّ عَزِيزٌ (25) |
|
التّفسير |
|
الهدف
الأساس من بعثة الأنبياء:
|
|
إبتدأ الله سبحانه وتعالى
عباده بالنعم فكانت رحمته ولطفه ومغفرته، ونعمه الكثيرة التي لا تحصى والتي
اُشير إليها في الآيات السابقة .. ولأنّ هذه النعم تحتاج إلى تقنين في
إستعمالها، ونظم وشرائط لنيل نتائجها المرجوّة، لذا فانّه يحتاج إلى قيادة تقوم
بمباشرتها والإشراف عليها وإعطاء التوجيهات الإلهية بشأنها، وهؤلاء القادة يجب
أن يكونوا (قادة إلهيين) والآية مورد البحث ـ التي تعتبر من أكثر الآيات
القرآنية محتوى ـ تشير إلى هذا المعنى، وتبيّن هدف إرسال الأنبياء ومناهجهم
بصورة دقيقة، حيث يقول سبحانه: ( لقد أرسلنا رسلنا
بالبيّنات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط). |
|
تعقيب
|
|
1 ـ الحدود بين
القوّة والمنطق
|
|
رسمت الآية أعلاه صورة وافية
ومفصّلة من وجهة النظر الإسلامية في مجال التربية والتعليم، وتوسعة دائرة العدل
وإقامة القسط في المجتمع الإنساني. |
|
2 ـ الحديد
وإحتياجات الحياة الأساسية
|
|
بعض المفسّرين شرح
هدف الآية أعلاه بما يلي: |
|
الآيتان(26) (27)
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَهِيمَ وَجَعَلْنَا فِى ذُرِّيَّتِهِمَا
النُّبُوَّةَ وَالْكِتَبَ فَمِنْهُم مُّهْتَد وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَسِقُونَ
|
|
وَلَقَدْ
أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَهِيمَ وَجَعَلْنَا فِى ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ
وَالْكِتَبَ فَمِنْهُم مُّهْتَد وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَسِقُونَ (26) ثُمَّ
قَفَّيْنَا عَلَى ءَاثَرِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ
وَءَاتَيْنَهُ الإنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِى قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ
رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَهَا عَلَيْهِمْ
إِلاَّ ابْتِغَاءَ رِضْوَنِ اللهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا
فَئَاتَيْنَا الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ
فَسِقُونَ (27) |
|
التّفسير |
|
تعاقب
الرسل واحداً بعد الآخر:
|
|
للقرآن الكريم منهجه
المتميّز، ومن خصوصياته أنّه بعد بيان سلسلة من الاُصول العامّة يشير ويذكّر
بمصير الأقوام السابقة، لكي يكون ذلك شاهداً وحجّة. |
|
بحوث
|
|
1 ـ الإسلام
والرهبانية
|
|
ذكرنا أنّ الرهبانية أخذت من
«الرهبة» التي جاءت بمعنى الخوف من الله، وكما يقول الراغب في المفردات، الخوف
الذي يكون ممزوجاً بالزهد والإضطراب والترهّب
يعني: (التعبّد والعبادة) .. والرهبانية بمعنى: (شدّة
التعبّد). |
|
2 ـ المصدر
التأريخي للرهبانية
|
|
لم تكن الرهبانية موجودة
بشكلها الحالي في القرون الاُولى للتاريخ المسيحي، وقد ظهرت بعد القرن الميلادي
الثالث في حكم الإمبراطور الروماني (ديسيوس) ـ وقتاله الشديد لأتباع السيّد
المسيح (عليه السلام)، ونتيجة لما لحق بهم من الأذى من قبل هذا الإمبراطور
المتعطّش للدماء، فإنّهم لجأوا إلى الجبال والصحاري(دائرة
المعارف القرن العشرين مادّة (رهب).). |
|
3 ـ المفاسد
الأخلاقية والإجتماعية الناشئة من الرهبانية
|
|
إنّ الإنحراف عن قوانين
الخلقة غالباً ما يكون مصحوباً بإنفعالات سلبية، وبناءً على هذا فلا عجب فيمن
يبتعد عن الحياة الإجتماعية التي هي جزء من فطرته أن يصاب بردود فعل شديدة، لذلك فإنّ الرهبانية ـ لأنّ منهجها خلافاً لطبيعة الإنسان
وفطرته ـ فإنّها استبطنت مفاسد كثيرة من جملتها: وننهي بحثنا هذا بحديث للإمام علي (ع) تعقيباً على المفهوم الذي طرحته الآية
التالية حيث تقول الآية: ( قل هل ننبئكم بالأخسرين
أعمالا، الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعاً)( الكهف، الآية 103 ـ 104.) |
|
4 ـ إنجيل أم
أناجيل!
|
|
«الإنجيل» في الأصل مصطلح يوناني بمعنى البشارة أو تعليم جديد، وهو
اسم الكتاب الذي نزّل على السيّد المسيح (عليه السلام)، وجاء هذا المصطلح إثني
عشرة مرّة في القرآن الكريم، وقد استعمل بهذا المعنى. |
|
الآيتان(29) (30)
يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَءَامِنُوا بِرَسُولِهِ
يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً
|
|
يَأَيُّهَا
الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَءَامِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ
كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ
لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (29) لِّئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَب
أَلاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَىْء مِّن فَضْلِ اللهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ
اللهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (30) |
|
سبب
النّزول
|
|
نقل كثير من
المفسّرين أنّ للآيات أعلاه سبباً للنزول خلاصته ما يلي: |
|
التّفسير |
|
الذين
لهم سهمان من الرحمة الإلهية:
|
|
بما أنّ الحديث في الآيات
السابقة كان عن أهل الكتاب والمسيحيين، فإنّ الآيات مورد البحث مكمّلة لما جاء
في الآيات السابقة; يقول سبحانه: ( ياأيّها الذين آمنوا
اتّقوا الله وآمنوا برسوله). |
|
بحث
|
|
التقوى
والوعي:
|
|
لقد بيّن القرآن الكريم
آثاراً كثيرة للتقوى، ومن جملتها إزالة الحجب عن فكر الإنسان وقلبه. |
|
|
|