- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
سُورَة
الوَاقِعَة مكّية وعَدَدُ آيَاتِها ستّ وتِسعُون آية
|
|
سُورَة الوَاقِعَة
|
|
محتوى السورة:
|
|
نقل في كتاب «تأريخ القرآن»
عن ابن النديم أنّ سورة الواقعة هي السورة الرابعة
والأربعين التي نزلت على رسول الله (ص)( تأريخ
القرآن لمؤلّفه أبو عبدالله الزنجاني، ص59).، وكانت قبلها سورة (طه) وبعدها (الشعراء). 4 ـ بحث مفصّل حول القسم
الثاني في الناس وهم أصحاب اليمين، وأنواع الهبات
الإلهيّة الممنوحة لهم. |
|
فضيلة
تلاوة هذه السورة:
|
|
حول فضيلة تلاوة هذه السورة ذكرت روايات كثيرة في المصادر الإسلامية نقرأ منها
حديثاً لرسول الله (ص) حيث قال: «من قرأ سورة
الواقعة لم يكتب من الغافلين»( تفسير مجمع البيان، ج9،
ص212; وتفسير البرهان، ج4، ص273). وذلك لأنّ آيات هذه السورة تتّصف
بالتحريك والإيقاظ بصورة لا تسمح للإنسان أن يبقى في جوّ الغفلة. |
|
الآيات( 1 ) ( 14 )
إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ ( 1 ) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ ( 2 )
خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ( 3 ) إِذَا رُجَّتِ الاَْرْضُ رَجّاً
|
|
إِذَا وَقَعَتِ
الْوَاقِعَةُ ( 1 ) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ ( 2 ) خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ(
3 ) إِذَا رُجَّتِ الاَْرْضُ رَجّاً ( 4 ) وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاً ( 5
)فَكَانَتْ هَبَآءً مُّنبَثّاً ( 6 ) وَكُنتُمْ أَزْوَجاً ثَلَثَةً ( 7 )
فَأَصْحَبُ الْمَيْمَنَةِ مَآ أَصْحَبُ الْمَيْمَنَةِ( 8 ) وَأَصْحَبُ
الْمَشْئَمَةِ مَآ أَصْحَبُ الْمَشْئَمَةِ( 9 ) وَالسَّبِقُونَ السَّبِقُونَ (
10 ) أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ( 11 ) فِى جَنَّتِ النَّعِيمِ( 12 ) ثُلَّةٌ
مِّنَ الاَْوَّلِينَ ( 13 ) وَقَلِيلٌ مِّنَ الاَْخِرِينَ ( 14 ) |
|
التّفسير |
|
الواقعة
العظيمة:
|
|
إنّ الأحداث المرتبطة
بالقيامة تذكر غالباً في القرآن الكريم مقترنة بحوادث أساسيّة عظيمة قاصمة
ومدمّرة، وهذا ما يلاحظ في الكثير من السور القرآنية التي تتحدّث عن القيامة. (وكانت
الجبال كثيباً مهيلا) المزمل / 14 أي
كالرمل المتراكم. وبالنظر إلى أنّ الآية
اللاحقة تعرّف المجموعة الثانية بـ (أصحاب المشئمة)والتي
هي مأخوذة من مادّة (شؤم) فإنّ التّفسير الأخير
هو الأنسب(جاء في الآيات اللاحقة إستعمال أصحاب الشمال
بدلا من أصحاب المشئمة.) . |
|
الآيات( 15 ) ( 26 )
عَلَى سُرُر مَّوْضُونَة ( 15 ) مُّتَكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَبِلِينَ ( 16 )
يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَنٌ مُّخَلَّدُونَ
|
|
عَلَى سُرُر
مَّوْضُونَة ( 15 ) مُّتَكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَبِلِينَ ( 16 ) يَطُوفُ
عَلَيْهِمْ وِلْدَنٌ مُّخَلَّدُونَ ( 17 ) بِأَكْوَاب وَأَبَارِيقَ وَكَأْس مِّن
مَّعِين( 18 ) لاَّ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلاَ يُنزِفُونَ ( 19 ) وَفَكِهَة
مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ( 20 ) وَلَحْمِ طَيْر مِّمَّا يَشْتَهُونَ ( 21 )
وَحُورٌ عِينٌ ( 22 )كَأَمْثَلِ اللَّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ( 23 ) جَزَاءً بِمَا
كَانُوا يَعْمَلُونَ ( 24 ) لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ تَأْثِيماً (
25 ) إلاَّ قِيلا سَلَماً سَلَماً ( 26 ) |
|
التّفسير |
|
الجنّة
بإنتظار المقرّبين:
|
|
هذه الآيات تتحدّث عن أنواع
نعم الجنّة التي أعدّها الله سبحانه للقسم الثالث من عباده المقرّبين، والتي كلّ
واحدة منها أعظم من اُختها وأكرم .. |
|
الآيات( 27 ) ( 40 )
وَأَصْحَبُ الَْيمِينِ مَا أَصْحَبُ الَْيمِينِ ( 27 ) فِى سِدْر مَّخْضُود ( 28
)وَطَلْح مَّنضُود ( 29 )
|
|
وَأَصْحَبُ
الَْيمِينِ مَا أَصْحَبُ الَْيمِينِ ( 27 ) فِى سِدْر مَّخْضُود ( 28 )وَطَلْح
مَّنضُود ( 29 ) وَظِلٍّ مَّمْدُود ( 30 ) وَمَآء مَّسْكُوب ( 31 )وَفَكِهَة
كَثِيرَة ( 32 ) لاَّ مَقْطُوعَة وَلاَ مَمْنُوعَة ( 33 ) وَفُرُش مَّرْفُوعَة(
34 ) إِنَّآ أَنشَأْنَهُنَّ إِنشَآءً ( 35 ) فَجَعَلْنَهُنَّ أَبْكَاراً ( 36
)عُرُباً أَتْرَاباً ( 37 ) لاَِّصْحَبِ الَْيمِينِ ( 38 ) ثُلَّةٌ مِّنَ
الاَْوَّلِينَ ( 39 )وَثُلَّةٌ مِّنَ الاَْخِرِينَ ( 40 ) |
|
التّفسير |
|
أصحاب
اليمين وهباتهم:
|
|
بعد بيان الهبات والنعم
الماديّة والمعنوية (للمقرّبين) يأتي الدور في
الحديث عن (أصحاب اليمين) تلك الجماعة السعيدة
التي تستلم صفحة أعمالها في (اليد اليمنى) إشارة
لنيل الفوز والنجاح في الإمتحان الربّاني. |
الآيات( 41 ) ( 50 )
وَأَصْحَبُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَبُ الشِّمَالِ ( 41 ) فِى سَمُوم وَحَمِيم ( 42
)وَظِلٍّ مِّن يَحْمُوم ( 43 )
|
|
وَأَصْحَبُ
الشِّمَالِ مَا أَصْحَبُ الشِّمَالِ ( 41 ) فِى سَمُوم وَحَمِيم ( 42 )وَظِلٍّ
مِّن يَحْمُوم ( 43 ) لاَّ بَارِد وَلاَ كَرِيم ( 44 ) إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ
ذَلِكَ مُتْرَفِينَ ( 45 ) وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ ( 46
)وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُراباً وَعِظَماً أَءِنَّا
لَمَبْعُوثُونَ ( 47 )أَوَ ءَابَاؤُنَا الاَْوَّلُونَ ( 48 ) قُلْ إِنَّ
الاَْوَّلِينَ وَالاَْخِرِينَ ( 49 )لََمجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَتِ يَوْم
مَّعْلُوم ( 50 ) |
|
التّفسير |
|
|
العقوبات المؤلمة
لأصحاب الشمال:
|
|
بعد الإستعراض الذي مرّ بنا
حول النعم والهبات العظيمة التي منحها الله سبحانه للمقرّبين من عباده ولأصحاب
اليمين من أوليائه، يتطرّق الآن إلى ذكر المجموعة الثالثة (أصحاب الشمال)
والعذاب المؤلم والعاقبة السيّئة التي حلّت بهم، في عملية مقارنة لوضع المجموعات
الثلاثة حيث يقول الباريء: (وأصحاب الشمال ما أصحاب
الشمال). أصحاب الشمال هم الذين يستلمون صحائف أعمالهم بأيديهم اليسرى إشارة إلى سوء
عاقبتهم، وأنّهم من أهل المعاصي والذنوب، وممّن تكون النار مصيراً لهم، ويستعمل
هذا التعبير عادةً لبيان (حسن) أو (سوء) نهاية الإنسان كما في قولنا: السعادة
أقبلت علينا يا لها من سعادة!. أو المصيبة داهمتنا يا لها من مصيبة. وكذلك في
قوله تعالى: (وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال). |
|
الآيات( 51 ) ( 56 )
ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّآلُّونَ الْمُكَذِّبُونَ ( 51 ) لاََكِلُونَ مِن
شَجَر مِّن زَقُّوم( 52 ) فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ ( 53 )
|
|
ثُمَّ إِنَّكُمْ
أَيُّهَا الضَّآلُّونَ الْمُكَذِّبُونَ ( 51 ) لاََكِلُونَ مِن شَجَر مِّن
زَقُّوم( 52 ) فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ ( 53 ) فَشَرِبُونَ عَلَيْهِ
مِنَ الْحَمِيمِ( 54 ) فَشَرِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ ( 55 ) هَذَا نُزُلُهُمْ
يَوْمَ الدِّينِ ( 56 ) |
|
التّفسير |
|
عقوبات
جديدة للمجرمين:
|
|
هذه الآيات إستمرار للأبحاث
المرتبطة بعقوبات أصحاب الشمال، حيث يخاطبهم بقوله: (ثمّ
إنّكم أيّها الضالّون المكذّبون لآكلون من شجر من زقّوم)( (من) في (من شجر) تبعيضية، و (من) في (زقّوم) بيانية.). |
|
الآيات( 57 ) ( 62 )
نَحْنُ خَلَقْنَكُمْ فَلَوْلاَ تُصَدِّقُونَ ( 57 ) أَفَرَءَيْتُم مَّا
تُمْنُونَ ( 58 )ءَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَلِقُونَ
|
|
نَحْنُ
خَلَقْنَكُمْ فَلَوْلاَ تُصَدِّقُونَ ( 57 ) أَفَرَءَيْتُم مَّا تُمْنُونَ ( 58
)ءَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَلِقُونَ ( 59 ) نَحْنُ قَدَّرْنَا
بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ( 60 ) عَلَى أَن نُّبَدِّلَ
أَمْثَلَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِى مَا لاَ تَعْلَمُونَ( 61 ) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ
النَّشْأَةَ الاُْولَى فَلَوْلاَ تَذَكَّرُونَ ( 62 ) |
|
التّفسير |
|
سبعة
أدلّة على المعاد:
|
بما أنّ الآيات السابقة
تحدّثت عن تكذيب الضالّين ليوم المعاد، فإنّ الآيات اللاحقة إستعرضت سبعة أدلّة
على هذه المسألة المهمّة، كي يتركّز الإيمان وتطمئن القلوب بالوعود الإلهيّة
التي وردت في الآيات السابقة حول «المقرّبين وأصحاب اليمين وأصحاب الشمال»،
وأساساً فانّ أبحاث هذه السورة تتركّز على بحث المعاد بشكل عامّ. |
|
ملاحظة |
|
حجيّة
القياس:
|
|
إنّ هذه المسألة تطرح عادةً في
اُصول الفقه، وهي أنّنا لا نستطيع إثبات الحكم الشرعي عن طريق القياس كقولنا مثلا: (إنّ المرأة الحائض التي يجب أن تقضي
صومها يجب أن تقضي صلاتها كذلك) ـ أي يجب أن تكون إستنتاجاتنا من الكلّي إلى
الجزئي، وليس العكس ـ وبالرغم
من أنّ علماء أهل السنّة قد قبلوا القياس في الغالب كأحد مصادر التشريع
في الفقه الإسلامي، فإنّ قسماً منهم يوافقوننا في مسألة
(نفي حجيّة القياس). |
|
|
الآيات( 63 ) ( 67 )
أَفَرَءَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ ( 63 ) ءَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ
الزَّرِعُونَ ( 64 )لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَهُ حُطَماً
|
|
أَفَرَءَيْتُم مَّا
تَحْرُثُونَ ( 63 ) ءَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّرِعُونَ ( 64
)لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَهُ حُطَماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ ( 65 ) إِنَّا
لَمُغْرَمُونَ ( 66 )بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ( 67 ) |
|
التّفسير |
|
هل
أنتم الزارعون أم الله؟
|
|
إستعرضنا لحدّ الآن أربعة
أدلّة من الأدلّة السبعة التي جاء ذكرها في هذه السورة حول المعاد، والآيات ـ
مورد البحث واللاحقة لها ـ تستعرض الأدلّة الاُخرى المتبقّية والتي كلّ منها
مصداق لقدرة الله اللا متناهية. الملفت للنظر هنا أنّ الآية إستعملت تعبير (تحرثون) من مادّة (حرث) على
وزن (درس) وهو يعني الزراعة ونشر الحبوب وتهيئتها للإنبات، وفي الآية الثانية
كان التعبير بـ (تزرعونه) من مادّة «زراعة» بمعنى النمو والنضج. |
|
الآيات( 68 ) ( 74 )
أَفَرَءَيْتُمُ الْمَآءَ الَّذِى تَشْرَبُونَ ( 78 ) ءَأَنتُمْ أَنزَلُْتمُوهُ
مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ ( 69 )
|
|
أَفَرَءَيْتُمُ
الْمَآءَ الَّذِى تَشْرَبُونَ ( 68 ) ءَأَنتُمْ أَنزَلُْتمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ
أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ ( 69 ) لَوْ نَشَآءُ جَعَلْنَهُ أُجَاجاً فَلَوْلاَ
تَشْكُرُونَ ( 70 )أَفَرَءَيْتُمُ النَّارَ الَّتِى تُورُونَ ( 71 ) ءَأَنتُمْ
أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَآ أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ ( 72 )نَحْنُ جَعَلْنَهَا
تَذْكِرَةً وَمَتَعاً لِّلْمُقْوِينَ ( 73 )فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ
الْعَظِيمِ( 74 ) |
|
التّفسير |
|
من الذي خلق الماء والنار؟
|
|
يشير سبحانه في هذه الآيات
إلى سادس وسابع دليل للمعاد في هذا القسم من آيات سورة الواقعة، التي تبيّن قدرة
الله تعالى على إحياء الموتى، بل في كلّ شيء. |
|
تعقيب
|
|
من المناسب هنا الإشارة إلى
بعض الأحاديث الشريفة ـ حول الآيات أعلاه ـ عن الرّسول الأعظم (ص) وكذلك عن
الإمام علي (عليه السلام). |
|
الآيات( 75 ) ( 82 )
فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَقِعِ النُّجُومِ ( 75 ) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ
تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ( 76 )إِنَّهُ لَقُرْءَانٌ كَرِيمٌ ( 77 )
|
|
فَلاَ أُقْسِمُ
بِمَوَقِعِ النُّجُومِ ( 75 ) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (
76 )إِنَّهُ لَقُرْءَانٌ كَرِيمٌ ( 77 ) فِى كِتَب مَّكْنُون ( 78 ) لاَّ
يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ( 79 ) تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَلَمِينَ ( 80
) أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ ( 81 ) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ
أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ( 82 ) |
|
التّفسير |
|
المطهّرون
ومعرفة أسرار القرآن:
|
|
إستمراراً للأبحاث التي جاءت
في الآيات السابقة، والتي تركّز الحديث فيها حول الأدلّة السبعة الخاصّة
بالمعاد، ينتقل الحديث الآن عن أهميّة القرآن الكريم بإعتباره يشكّل مع موضوع
النبوّة ركنين أساسيين بعد مسألة المبدأ والمعاد والتي بمجموعها تمثّل أهمّ
الأركان العقائدية، فبالإضافة إلى أنّ للقرآن الكريم أبحاثاً عميقة حول أصلي
التوحيد والمعاد، فإنّه يعتبر تحكيماً لهذين الأصلين. ثمّ يضيف سبحانه:
(أفبهذا الحديث أنتم مدهنون) هل أنتم بهذا
القرآن وبتلك الأوصاف المتقدّمة تتساهلون، بل تنكرونه وتستصغرونه في حين تشاهدون
الأدلّة الصادقة والحقّة بوضوح، وينبغي لكم التسليم والقبول بكلام الله سبحانه
بكلّ جديّة، والتعامل مع هذا الأمر كحقيقة لا مجال للشكّ فيها. |
|
تعقيب
|
|
أوّلا:
خصوصية القرآن الكريم
|
|
يستنتج من الأوصاف الأربعة ـ
التي ذكرت في الآيات أعلاه ـ حول القرآن، أنّ عظمة القرآن هي في عظمة محتواه من
جهة، وعمق معناه من جهة اُخرى، ومن جهة ثالثة فإنّ القداسة القرآنية لا يستوعبها
إلاّ الطاهرون والمؤمنون، ومن جهة رابعة: في الجانب التربوي المتميّز فيه، لأنّه
نزل من ربّ العالمين، وكلّ واحدة من هذه الصفات تحتاج إلى بحث مفصّل أوضحناه في
نهاية الآيات المناسبة لكلّ موضوع. |
|
ثانياً:
القرآن والطهارة
|
|
نقرأ في القرآن الكريم قوله
تعالى: (لا يمسّه إلاّ المطهّرون) وقلنا: إنّ
المسّ يفسّر بالمسّ الظاهري وبالمعنوي كذلك، ولا تضادّ بينهما، وهما مجموعان في
المفهوم الكلّي للآية. |
|
الآيات( 83 ) ( 87 )
فَلَوْلاَ إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ( 83 ) وَأَنتُمْ حِينَئِذ تَنظُرُونَ (
84 ) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ
|
|
فَلَوْلاَ إِذَا
بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ( 83 ) وَأَنتُمْ حِينَئِذ تَنظُرُونَ ( 84 ) وَنَحْنُ
أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لاَّ تُبْصِرُونَ ( 85 ) فَلَوْلاَ إِن
كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ( 86 ) تَرْجِعُونَهَآ إِن كُنتُمْ صَدِقِينَ ( 87 ) |
|
التّفسير |
|
عندما
تصل الروح إلى الحلقوم:
|
|
من اللحظات الحسّاسة التي
تقلق الإنسان دائماً هي لحظة الإحتضار ونهاية العمر، في تلك اللحظة يكون كلّ شيء
قد إنتهى، وقد جلس أهله وأحبّاؤه ينظرون إليه بيأس كشمعة قد إنتهى أمدها
وستنطفىء رويداً رويداً، حيث يودّع الحياة دون أن يستطيع أحد أن يمدّ إليه يد
العون. |
|
تعقيب
|
|
1 ـ لحظة ضعف
الجبّارين
|
|
إنّ الهدف من هذه الآيات ـ في
الحقيقة ـ هو بيان قدرة الله عزّوجلّ على مسألة الموت والحياة، كي ينتقل منها
إلى مسألة المعاد وإختيار لحظات الإحتضار والموت هنا لظهور غاية الضعف الإنساني
بالرغم من كلّ القوّة التي يتصوّرها لنفسه. فبينما هو كذلك إذ لاحت سمكة نحو الذراع كأنّها سبيكة فضّة، فجعل لمن يخرجها
سيفاً فبدر بعض الفراشين فأخذها وصعد فلمّا صارت على حرف العين أو على الخشب
الذي عليه المأمون إضطربت وإنفلتت من يد الفراش فوقعت في الماء كالحجر، فنضح من
الماء على صدر المأمون ونحره وترقوته فبلّت ثوبه، ثمّ إنحدر الفرّاش ثانية
فأخذها ووضعها بين يدي المأمون في منديل تضطرب، فقال المأمون: تقلى الساعة ثمّ
أخذته رعدة من ساعته، فلم يقدر يتحرّك من مكانه، فغطّي باللحف والدواويج وهو
يرتعد كالسعفة ويصيح: البرد البرد، ثمّ حوّل إلى المغرب ودثّر واُوقدت النيران
حوله وهو يصيح: البرد البرد، ثمّ اُتي بالسمكة وقد فرغ من قليها فلم يقدر على
الذوق منها وشغله ما هو فيه عن تناول شيء منها. |
|
الآيات( 88 ) ( 96 )
فَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ( 88 ) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ
نَعِيم ( 89 )وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنْ أَصْحَبِ الَْيمِينِ
|
|
فَأَمَّآ إِن كَانَ
مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ( 88 ) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيم ( 89
)وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنْ أَصْحَبِ الَْيمِينِ ( 90 ) فَسَلَمٌ لَّكَ مِنْ
أَصْحَبِ الَْيمِينِ( 91 ) وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ
الضَّالِّينَ ( 92 ) فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيم ( 93 ) وَتَصْلِيَةُ جَحِيم ( 94 )
إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ ( 95 )فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ
الْعَظِيمِ ( 96 ) |
|
التّفسير |
|
مصير
الصالحين والطالحين:
|
|
هذه الآيات في
الحقيقة نوع من الخلاصة للآيات الاُولى والأخيرة من هذه السورة، كما أنّها تجسّد حالة التفاوت بين البشر في حالة
الإحتضار، وكيف أنّ قسماً منهم يلفظون أنفاسهم بهدوء وراحة في تلك اللحظات
الصعبة، وآخرين تلوح لهم من بعيد النار الحامية، ويسيطر عليهم الخوف والإضطراب
والهلع فيلفظون أنفاسهم بصعوبة بالغة. «روح»: على وزن
(قول) ـ كما ذكر ذلك أئمّة اللغة ـ في الأصل بمعنى
التنفّس. |
|
تعقيب
|
|
عالم
البرزخ:
|
|
أشارت الآيات أعلاه إلى عالم
البرزخ، وقد بيّنا عند تفسيرها أنّ الإنسان ـ في حالة إحتضاره وهو على مشارف
الموت يتهيّأ للإنتقال من دار الدنيا إلى عالم الآخرة ـ سيواجه واحدة من هذه
الحالات، أمّا النعم والهبات الإلهيّة والجزاء الربّاني بـ الروح والريحان، أو
العقاب والجزاء المؤلم، والعاقبة البائسة. نهاية سورة الواقعة |
|
|
|
|
سُورَة
الوَاقِعَة مكّية وعَدَدُ آيَاتِها ستّ وتِسعُون آية
|
|
سُورَة الوَاقِعَة
|
|
محتوى السورة:
|
|
نقل في كتاب «تأريخ القرآن»
عن ابن النديم أنّ سورة الواقعة هي السورة الرابعة
والأربعين التي نزلت على رسول الله (ص)( تأريخ
القرآن لمؤلّفه أبو عبدالله الزنجاني، ص59).، وكانت قبلها سورة (طه) وبعدها (الشعراء). 4 ـ بحث مفصّل حول القسم
الثاني في الناس وهم أصحاب اليمين، وأنواع الهبات
الإلهيّة الممنوحة لهم. |
|
فضيلة
تلاوة هذه السورة:
|
|
حول فضيلة تلاوة هذه السورة ذكرت روايات كثيرة في المصادر الإسلامية نقرأ منها
حديثاً لرسول الله (ص) حيث قال: «من قرأ سورة
الواقعة لم يكتب من الغافلين»( تفسير مجمع البيان، ج9،
ص212; وتفسير البرهان، ج4، ص273). وذلك لأنّ آيات هذه السورة تتّصف
بالتحريك والإيقاظ بصورة لا تسمح للإنسان أن يبقى في جوّ الغفلة. |
|
الآيات( 1 ) ( 14 )
إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ ( 1 ) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ ( 2 )
خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ( 3 ) إِذَا رُجَّتِ الاَْرْضُ رَجّاً
|
|
إِذَا وَقَعَتِ
الْوَاقِعَةُ ( 1 ) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ ( 2 ) خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ(
3 ) إِذَا رُجَّتِ الاَْرْضُ رَجّاً ( 4 ) وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاً ( 5
)فَكَانَتْ هَبَآءً مُّنبَثّاً ( 6 ) وَكُنتُمْ أَزْوَجاً ثَلَثَةً ( 7 )
فَأَصْحَبُ الْمَيْمَنَةِ مَآ أَصْحَبُ الْمَيْمَنَةِ( 8 ) وَأَصْحَبُ
الْمَشْئَمَةِ مَآ أَصْحَبُ الْمَشْئَمَةِ( 9 ) وَالسَّبِقُونَ السَّبِقُونَ (
10 ) أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ( 11 ) فِى جَنَّتِ النَّعِيمِ( 12 ) ثُلَّةٌ
مِّنَ الاَْوَّلِينَ ( 13 ) وَقَلِيلٌ مِّنَ الاَْخِرِينَ ( 14 ) |
|
التّفسير |
|
الواقعة
العظيمة:
|
|
إنّ الأحداث المرتبطة
بالقيامة تذكر غالباً في القرآن الكريم مقترنة بحوادث أساسيّة عظيمة قاصمة
ومدمّرة، وهذا ما يلاحظ في الكثير من السور القرآنية التي تتحدّث عن القيامة. (وكانت
الجبال كثيباً مهيلا) المزمل / 14 أي
كالرمل المتراكم. وبالنظر إلى أنّ الآية
اللاحقة تعرّف المجموعة الثانية بـ (أصحاب المشئمة)والتي
هي مأخوذة من مادّة (شؤم) فإنّ التّفسير الأخير
هو الأنسب(جاء في الآيات اللاحقة إستعمال أصحاب الشمال
بدلا من أصحاب المشئمة.) . |
|
الآيات( 15 ) ( 26 )
عَلَى سُرُر مَّوْضُونَة ( 15 ) مُّتَكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَبِلِينَ ( 16 )
يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَنٌ مُّخَلَّدُونَ
|
|
عَلَى سُرُر
مَّوْضُونَة ( 15 ) مُّتَكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَبِلِينَ ( 16 ) يَطُوفُ
عَلَيْهِمْ وِلْدَنٌ مُّخَلَّدُونَ ( 17 ) بِأَكْوَاب وَأَبَارِيقَ وَكَأْس مِّن
مَّعِين( 18 ) لاَّ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلاَ يُنزِفُونَ ( 19 ) وَفَكِهَة
مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ( 20 ) وَلَحْمِ طَيْر مِّمَّا يَشْتَهُونَ ( 21 )
وَحُورٌ عِينٌ ( 22 )كَأَمْثَلِ اللَّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ( 23 ) جَزَاءً بِمَا
كَانُوا يَعْمَلُونَ ( 24 ) لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ تَأْثِيماً (
25 ) إلاَّ قِيلا سَلَماً سَلَماً ( 26 ) |
|
التّفسير |
|
الجنّة
بإنتظار المقرّبين:
|
|
هذه الآيات تتحدّث عن أنواع
نعم الجنّة التي أعدّها الله سبحانه للقسم الثالث من عباده المقرّبين، والتي كلّ
واحدة منها أعظم من اُختها وأكرم .. |
|
الآيات( 27 ) ( 40 )
وَأَصْحَبُ الَْيمِينِ مَا أَصْحَبُ الَْيمِينِ ( 27 ) فِى سِدْر مَّخْضُود ( 28
)وَطَلْح مَّنضُود ( 29 )
|
|
وَأَصْحَبُ
الَْيمِينِ مَا أَصْحَبُ الَْيمِينِ ( 27 ) فِى سِدْر مَّخْضُود ( 28 )وَطَلْح
مَّنضُود ( 29 ) وَظِلٍّ مَّمْدُود ( 30 ) وَمَآء مَّسْكُوب ( 31 )وَفَكِهَة
كَثِيرَة ( 32 ) لاَّ مَقْطُوعَة وَلاَ مَمْنُوعَة ( 33 ) وَفُرُش مَّرْفُوعَة(
34 ) إِنَّآ أَنشَأْنَهُنَّ إِنشَآءً ( 35 ) فَجَعَلْنَهُنَّ أَبْكَاراً ( 36
)عُرُباً أَتْرَاباً ( 37 ) لاَِّصْحَبِ الَْيمِينِ ( 38 ) ثُلَّةٌ مِّنَ
الاَْوَّلِينَ ( 39 )وَثُلَّةٌ مِّنَ الاَْخِرِينَ ( 40 ) |
|
التّفسير |
|
أصحاب
اليمين وهباتهم:
|
|
بعد بيان الهبات والنعم
الماديّة والمعنوية (للمقرّبين) يأتي الدور في
الحديث عن (أصحاب اليمين) تلك الجماعة السعيدة
التي تستلم صفحة أعمالها في (اليد اليمنى) إشارة
لنيل الفوز والنجاح في الإمتحان الربّاني. |
الآيات( 41 ) ( 50 )
وَأَصْحَبُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَبُ الشِّمَالِ ( 41 ) فِى سَمُوم وَحَمِيم ( 42
)وَظِلٍّ مِّن يَحْمُوم ( 43 )
|
|
وَأَصْحَبُ
الشِّمَالِ مَا أَصْحَبُ الشِّمَالِ ( 41 ) فِى سَمُوم وَحَمِيم ( 42 )وَظِلٍّ
مِّن يَحْمُوم ( 43 ) لاَّ بَارِد وَلاَ كَرِيم ( 44 ) إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ
ذَلِكَ مُتْرَفِينَ ( 45 ) وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ ( 46
)وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُراباً وَعِظَماً أَءِنَّا
لَمَبْعُوثُونَ ( 47 )أَوَ ءَابَاؤُنَا الاَْوَّلُونَ ( 48 ) قُلْ إِنَّ
الاَْوَّلِينَ وَالاَْخِرِينَ ( 49 )لََمجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَتِ يَوْم
مَّعْلُوم ( 50 ) |
|
التّفسير |
|
|
العقوبات المؤلمة
لأصحاب الشمال:
|
|
بعد الإستعراض الذي مرّ بنا
حول النعم والهبات العظيمة التي منحها الله سبحانه للمقرّبين من عباده ولأصحاب
اليمين من أوليائه، يتطرّق الآن إلى ذكر المجموعة الثالثة (أصحاب الشمال)
والعذاب المؤلم والعاقبة السيّئة التي حلّت بهم، في عملية مقارنة لوضع المجموعات
الثلاثة حيث يقول الباريء: (وأصحاب الشمال ما أصحاب
الشمال). أصحاب الشمال هم الذين يستلمون صحائف أعمالهم بأيديهم اليسرى إشارة إلى سوء
عاقبتهم، وأنّهم من أهل المعاصي والذنوب، وممّن تكون النار مصيراً لهم، ويستعمل
هذا التعبير عادةً لبيان (حسن) أو (سوء) نهاية الإنسان كما في قولنا: السعادة
أقبلت علينا يا لها من سعادة!. أو المصيبة داهمتنا يا لها من مصيبة. وكذلك في
قوله تعالى: (وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال). |
|
الآيات( 51 ) ( 56 )
ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّآلُّونَ الْمُكَذِّبُونَ ( 51 ) لاََكِلُونَ مِن
شَجَر مِّن زَقُّوم( 52 ) فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ ( 53 )
|
|
ثُمَّ إِنَّكُمْ
أَيُّهَا الضَّآلُّونَ الْمُكَذِّبُونَ ( 51 ) لاََكِلُونَ مِن شَجَر مِّن
زَقُّوم( 52 ) فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ ( 53 ) فَشَرِبُونَ عَلَيْهِ
مِنَ الْحَمِيمِ( 54 ) فَشَرِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ ( 55 ) هَذَا نُزُلُهُمْ
يَوْمَ الدِّينِ ( 56 ) |
|
التّفسير |
|
عقوبات
جديدة للمجرمين:
|
|
هذه الآيات إستمرار للأبحاث
المرتبطة بعقوبات أصحاب الشمال، حيث يخاطبهم بقوله: (ثمّ
إنّكم أيّها الضالّون المكذّبون لآكلون من شجر من زقّوم)( (من) في (من شجر) تبعيضية، و (من) في (زقّوم) بيانية.). |
|
الآيات( 57 ) ( 62 )
نَحْنُ خَلَقْنَكُمْ فَلَوْلاَ تُصَدِّقُونَ ( 57 ) أَفَرَءَيْتُم مَّا
تُمْنُونَ ( 58 )ءَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَلِقُونَ
|
|
نَحْنُ
خَلَقْنَكُمْ فَلَوْلاَ تُصَدِّقُونَ ( 57 ) أَفَرَءَيْتُم مَّا تُمْنُونَ ( 58
)ءَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَلِقُونَ ( 59 ) نَحْنُ قَدَّرْنَا
بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ( 60 ) عَلَى أَن نُّبَدِّلَ
أَمْثَلَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِى مَا لاَ تَعْلَمُونَ( 61 ) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ
النَّشْأَةَ الاُْولَى فَلَوْلاَ تَذَكَّرُونَ ( 62 ) |
|
التّفسير |
|
سبعة
أدلّة على المعاد:
|
بما أنّ الآيات السابقة
تحدّثت عن تكذيب الضالّين ليوم المعاد، فإنّ الآيات اللاحقة إستعرضت سبعة أدلّة
على هذه المسألة المهمّة، كي يتركّز الإيمان وتطمئن القلوب بالوعود الإلهيّة
التي وردت في الآيات السابقة حول «المقرّبين وأصحاب اليمين وأصحاب الشمال»،
وأساساً فانّ أبحاث هذه السورة تتركّز على بحث المعاد بشكل عامّ. |
|
ملاحظة |
|
حجيّة
القياس:
|
|
إنّ هذه المسألة تطرح عادةً في
اُصول الفقه، وهي أنّنا لا نستطيع إثبات الحكم الشرعي عن طريق القياس كقولنا مثلا: (إنّ المرأة الحائض التي يجب أن تقضي
صومها يجب أن تقضي صلاتها كذلك) ـ أي يجب أن تكون إستنتاجاتنا من الكلّي إلى
الجزئي، وليس العكس ـ وبالرغم
من أنّ علماء أهل السنّة قد قبلوا القياس في الغالب كأحد مصادر التشريع
في الفقه الإسلامي، فإنّ قسماً منهم يوافقوننا في مسألة
(نفي حجيّة القياس). |
|
|
الآيات( 63 ) ( 67 )
أَفَرَءَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ ( 63 ) ءَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ
الزَّرِعُونَ ( 64 )لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَهُ حُطَماً
|
|
أَفَرَءَيْتُم مَّا
تَحْرُثُونَ ( 63 ) ءَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّرِعُونَ ( 64
)لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَهُ حُطَماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ ( 65 ) إِنَّا
لَمُغْرَمُونَ ( 66 )بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ( 67 ) |
|
التّفسير |
|
هل
أنتم الزارعون أم الله؟
|
|
إستعرضنا لحدّ الآن أربعة
أدلّة من الأدلّة السبعة التي جاء ذكرها في هذه السورة حول المعاد، والآيات ـ
مورد البحث واللاحقة لها ـ تستعرض الأدلّة الاُخرى المتبقّية والتي كلّ منها
مصداق لقدرة الله اللا متناهية. الملفت للنظر هنا أنّ الآية إستعملت تعبير (تحرثون) من مادّة (حرث) على
وزن (درس) وهو يعني الزراعة ونشر الحبوب وتهيئتها للإنبات، وفي الآية الثانية
كان التعبير بـ (تزرعونه) من مادّة «زراعة» بمعنى النمو والنضج. |
|
الآيات( 68 ) ( 74 )
أَفَرَءَيْتُمُ الْمَآءَ الَّذِى تَشْرَبُونَ ( 78 ) ءَأَنتُمْ أَنزَلُْتمُوهُ
مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ ( 69 )
|
|
أَفَرَءَيْتُمُ
الْمَآءَ الَّذِى تَشْرَبُونَ ( 68 ) ءَأَنتُمْ أَنزَلُْتمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ
أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ ( 69 ) لَوْ نَشَآءُ جَعَلْنَهُ أُجَاجاً فَلَوْلاَ
تَشْكُرُونَ ( 70 )أَفَرَءَيْتُمُ النَّارَ الَّتِى تُورُونَ ( 71 ) ءَأَنتُمْ
أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَآ أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ ( 72 )نَحْنُ جَعَلْنَهَا
تَذْكِرَةً وَمَتَعاً لِّلْمُقْوِينَ ( 73 )فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ
الْعَظِيمِ( 74 ) |
|
التّفسير |
|
من الذي خلق الماء والنار؟
|
|
يشير سبحانه في هذه الآيات
إلى سادس وسابع دليل للمعاد في هذا القسم من آيات سورة الواقعة، التي تبيّن قدرة
الله تعالى على إحياء الموتى، بل في كلّ شيء. |
|
تعقيب
|
|
من المناسب هنا الإشارة إلى
بعض الأحاديث الشريفة ـ حول الآيات أعلاه ـ عن الرّسول الأعظم (ص) وكذلك عن
الإمام علي (عليه السلام). |
|
الآيات( 75 ) ( 82 )
فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَقِعِ النُّجُومِ ( 75 ) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ
تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ( 76 )إِنَّهُ لَقُرْءَانٌ كَرِيمٌ ( 77 )
|
|
فَلاَ أُقْسِمُ
بِمَوَقِعِ النُّجُومِ ( 75 ) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (
76 )إِنَّهُ لَقُرْءَانٌ كَرِيمٌ ( 77 ) فِى كِتَب مَّكْنُون ( 78 ) لاَّ
يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ( 79 ) تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَلَمِينَ ( 80
) أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ ( 81 ) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ
أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ( 82 ) |
|
التّفسير |
|
المطهّرون
ومعرفة أسرار القرآن:
|
|
إستمراراً للأبحاث التي جاءت
في الآيات السابقة، والتي تركّز الحديث فيها حول الأدلّة السبعة الخاصّة
بالمعاد، ينتقل الحديث الآن عن أهميّة القرآن الكريم بإعتباره يشكّل مع موضوع
النبوّة ركنين أساسيين بعد مسألة المبدأ والمعاد والتي بمجموعها تمثّل أهمّ
الأركان العقائدية، فبالإضافة إلى أنّ للقرآن الكريم أبحاثاً عميقة حول أصلي
التوحيد والمعاد، فإنّه يعتبر تحكيماً لهذين الأصلين. ثمّ يضيف سبحانه:
(أفبهذا الحديث أنتم مدهنون) هل أنتم بهذا
القرآن وبتلك الأوصاف المتقدّمة تتساهلون، بل تنكرونه وتستصغرونه في حين تشاهدون
الأدلّة الصادقة والحقّة بوضوح، وينبغي لكم التسليم والقبول بكلام الله سبحانه
بكلّ جديّة، والتعامل مع هذا الأمر كحقيقة لا مجال للشكّ فيها. |
|
تعقيب
|
|
أوّلا:
خصوصية القرآن الكريم
|
|
يستنتج من الأوصاف الأربعة ـ
التي ذكرت في الآيات أعلاه ـ حول القرآن، أنّ عظمة القرآن هي في عظمة محتواه من
جهة، وعمق معناه من جهة اُخرى، ومن جهة ثالثة فإنّ القداسة القرآنية لا يستوعبها
إلاّ الطاهرون والمؤمنون، ومن جهة رابعة: في الجانب التربوي المتميّز فيه، لأنّه
نزل من ربّ العالمين، وكلّ واحدة من هذه الصفات تحتاج إلى بحث مفصّل أوضحناه في
نهاية الآيات المناسبة لكلّ موضوع. |
|
ثانياً:
القرآن والطهارة
|
|
نقرأ في القرآن الكريم قوله
تعالى: (لا يمسّه إلاّ المطهّرون) وقلنا: إنّ
المسّ يفسّر بالمسّ الظاهري وبالمعنوي كذلك، ولا تضادّ بينهما، وهما مجموعان في
المفهوم الكلّي للآية. |
|
الآيات( 83 ) ( 87 )
فَلَوْلاَ إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ( 83 ) وَأَنتُمْ حِينَئِذ تَنظُرُونَ (
84 ) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ
|
|
فَلَوْلاَ إِذَا
بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ( 83 ) وَأَنتُمْ حِينَئِذ تَنظُرُونَ ( 84 ) وَنَحْنُ
أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لاَّ تُبْصِرُونَ ( 85 ) فَلَوْلاَ إِن
كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ( 86 ) تَرْجِعُونَهَآ إِن كُنتُمْ صَدِقِينَ ( 87 ) |
|
التّفسير |
|
عندما
تصل الروح إلى الحلقوم:
|
|
من اللحظات الحسّاسة التي
تقلق الإنسان دائماً هي لحظة الإحتضار ونهاية العمر، في تلك اللحظة يكون كلّ شيء
قد إنتهى، وقد جلس أهله وأحبّاؤه ينظرون إليه بيأس كشمعة قد إنتهى أمدها
وستنطفىء رويداً رويداً، حيث يودّع الحياة دون أن يستطيع أحد أن يمدّ إليه يد
العون. |
|
تعقيب
|
|
1 ـ لحظة ضعف
الجبّارين
|
|
إنّ الهدف من هذه الآيات ـ في
الحقيقة ـ هو بيان قدرة الله عزّوجلّ على مسألة الموت والحياة، كي ينتقل منها
إلى مسألة المعاد وإختيار لحظات الإحتضار والموت هنا لظهور غاية الضعف الإنساني
بالرغم من كلّ القوّة التي يتصوّرها لنفسه. فبينما هو كذلك إذ لاحت سمكة نحو الذراع كأنّها سبيكة فضّة، فجعل لمن يخرجها
سيفاً فبدر بعض الفراشين فأخذها وصعد فلمّا صارت على حرف العين أو على الخشب
الذي عليه المأمون إضطربت وإنفلتت من يد الفراش فوقعت في الماء كالحجر، فنضح من
الماء على صدر المأمون ونحره وترقوته فبلّت ثوبه، ثمّ إنحدر الفرّاش ثانية
فأخذها ووضعها بين يدي المأمون في منديل تضطرب، فقال المأمون: تقلى الساعة ثمّ
أخذته رعدة من ساعته، فلم يقدر يتحرّك من مكانه، فغطّي باللحف والدواويج وهو
يرتعد كالسعفة ويصيح: البرد البرد، ثمّ حوّل إلى المغرب ودثّر واُوقدت النيران
حوله وهو يصيح: البرد البرد، ثمّ اُتي بالسمكة وقد فرغ من قليها فلم يقدر على
الذوق منها وشغله ما هو فيه عن تناول شيء منها. |
|
الآيات( 88 ) ( 96 )
فَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ( 88 ) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ
نَعِيم ( 89 )وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنْ أَصْحَبِ الَْيمِينِ
|
|
فَأَمَّآ إِن كَانَ
مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ( 88 ) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيم ( 89
)وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنْ أَصْحَبِ الَْيمِينِ ( 90 ) فَسَلَمٌ لَّكَ مِنْ
أَصْحَبِ الَْيمِينِ( 91 ) وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ
الضَّالِّينَ ( 92 ) فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيم ( 93 ) وَتَصْلِيَةُ جَحِيم ( 94 )
إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ ( 95 )فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ
الْعَظِيمِ ( 96 ) |
|
التّفسير |
|
مصير
الصالحين والطالحين:
|
|
هذه الآيات في
الحقيقة نوع من الخلاصة للآيات الاُولى والأخيرة من هذه السورة، كما أنّها تجسّد حالة التفاوت بين البشر في حالة
الإحتضار، وكيف أنّ قسماً منهم يلفظون أنفاسهم بهدوء وراحة في تلك اللحظات
الصعبة، وآخرين تلوح لهم من بعيد النار الحامية، ويسيطر عليهم الخوف والإضطراب
والهلع فيلفظون أنفاسهم بصعوبة بالغة. «روح»: على وزن
(قول) ـ كما ذكر ذلك أئمّة اللغة ـ في الأصل بمعنى
التنفّس. |
|
تعقيب
|
|
عالم
البرزخ:
|
|
أشارت الآيات أعلاه إلى عالم
البرزخ، وقد بيّنا عند تفسيرها أنّ الإنسان ـ في حالة إحتضاره وهو على مشارف
الموت يتهيّأ للإنتقال من دار الدنيا إلى عالم الآخرة ـ سيواجه واحدة من هذه
الحالات، أمّا النعم والهبات الإلهيّة والجزاء الربّاني بـ الروح والريحان، أو
العقاب والجزاء المؤلم، والعاقبة البائسة. نهاية سورة الواقعة |
|
|
|