- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
سُورَة الرَّحمَن مكّية
وعَدَدُ آيَاتِها ثمان وسبعُون آية
|
|
محتوى
السورة:
|
|
توضّح هذه السورة بصورة عامّة
النعم الإلهية المختلفة، سواء كانت ماديّة أو
معنوية، والتي تفضّل بها الباريء عزّوجلّ على عباده وغمرهم بها، ويمكن تسميتها
لهذا السبب بـ (سورة الرحمة) أو (سورة النعمة)
ولهذا فإنّها بدأت بالإسم
المبارك (الرحمن) الذي يشير إلى صنوف الرحمة
الإلهية الواسعة، وتنهي هذه السورة آياتها بإجلال
وإكرام الباريء سبحانه، وبإقرار عباده بالنعم التي تفضّل بها عليهم (إحدى وثلاثين مرّة) وذلك من خلال تكرار آية: (فبأي آلاء ربّكما تكذّبان). القسم الرّابع: وفيه بعد تجاوز النعم الإلهية على الإنسان في الدنيا تتحدّث الآيات عن نعم الله في عالم الآخرة بدقّة وظرافة، خاصّة عن الجنّة، وبصورة أعمّ وأشمل عن
البساتين والعيون والفاكهة وحور العين وأنواع الملابس من السندس والإستبرق ... |
|
فضيلة
تلاوة سورة الرحمن:
|
|
إنّ اتّصاف هذه السورة بما
يثير الإحساس بالشكر على أفضل صورة، وكذلك توضيح وبيان النعم الإلهية (المادية
والمعنوية) فيها والتي تزيد من شوق الطاعة والعبادة في قلوب المؤمنين كلّ ذلك
أدّى إلى ورود روايات كثيرة في فضل تلاوة هذه السورة تلك التلاوة التي ينبغي أن
تنفذ إلى أعماق النفس الإنسانية وتحركها باتّجاه الطاعات وبعيداً عن لقلقة
اللسان. |
|
الآيات( 1 ) ( 6 )
الرَّحْمَنُ ( 1 ) عَلَّمَ الْقُرْءَانَ ( 2 ) خَلَقَ الإنسَنَ ( 3 ) عَلَّمَهُ
الْبَيَانَ( 4 ) الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَان
|
|
الرَّحْمَنُ ( 1 )
عَلَّمَ الْقُرْءَانَ ( 2 ) خَلَقَ الإنسَنَ ( 3 ) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ( 4 )
الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَان ( 5 ) وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (
6 ) |
|
التّفسير |
|
بداية
النعم الإلهية:
|
|
لمّا كانت هذه السورة ـ كما
قلنا ـ تبيّن أنواع النعم والهبات الإلهيّة العظيمة، فإنّها تبدأ باسم (الرحمن)
والذي يرمز إلى الرحمة الواسعة، ولو لم تكن (الرحمانية) من صفاته لم ينعم بهذا
الخير العميم على عباده الصالحين والعاصين، لذلك يقول: (الرحمن)( الرحمن: مبتدأ وخبرها (علّم القرآن)، و (خلق الإنسان) خبر
بعد خبر. كما توجد إحتمالات اُخرى أيضاً لإعراب هذه الجملة لم تذكر هنا لعدم
أهميّتها.) وهنا يطرح التساؤل
التالي: من الذي علّمه الله سبحانه القرآن الكريم. |
|
ملاحظة
|
|
تأمّلات
في الرّوايات:
|
|
نقلت المصادر الإسلامية في
هامش الآيات أعلاه روايات من قبيل التّفسير بالمصداق واضح، حيث أنّ كلّ واحدة
منها تلقي الضوء على قسم من الآيات الكريمة. |
|
الآيات( 7 ) ( 13 )
وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ( 7 ) أَلاَّ تَطْغَوْا فِى
الْمِيزَانِ ( 8 )وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تُخْسِرُوا
الْمِيزَانَ
|
|
وَالسَّمَاءَ
رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ( 7 ) أَلاَّ تَطْغَوْا فِى الْمِيزَانِ ( 8
)وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ ( 9 )
وَالاَْرْضَ وَضَعَهَا لِلاَْنَامِ ( 10 ) فِيهَا فَكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ
الاَْكْمَامِ ( 11 )وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ ( 12 ) فَبِأَىِّ
ءَالاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ( 13 ) |
|
التّفسير |
السماء
رفعها ووضع الميزان:
|
|
هذه الآيات هي إستمرار لبيان
النعم الإلهيّة التي جاء ذكر خمس منها في الآيات السابقة، حيث تحدّثت عن أهمّ
الهبات التي منحها الله سبحانه. |
|
تعقيب
|
|
|
1 ـ معرفة النعم
طريق لمعرفة الله:
|
|
إذا تأمّلنا قليلا النعم التي
سبق وأن تناولتها الآيات الكريمة: (نعمة القرآن، وخلق
الإنسان، وتعليم البيان، والحساب المنظّم للزمان، خلق النباتات ومختلف الأشجار،
وحاكمية السماء والسنن والقوانين، وخلق الأرض بخصوصياتها المتعدّدة، وخلق
الفاكهة والنخل والحبوب والورود والنباتات المعطّرة ...) مع جميع
جزئياتها والأسرار الخفيّة في كلّ واحدة منها لكانت كافية لأن تبعث الإحساس
بالشكر في الإنسان وتدفعه إلى معرفة مبدىء هذه النعم وهو الله سبحانه. ولهذا السبب فإنّ الله تعالى يأخذ الإقرار من عباده بعد ذكر كلّ واحدة من هذه النعم،
وتتكرّر الآية في الآيات اللاحقة أيضاً، وبعد ذكر نعم
اُخرى، بحيث يصبح عددها 31 مرّة. |
|
الآيات( 14 ) ( 18 )
خَلَقَ الإنسَنَ مِن صَلْصَل كَالْفَخَّارِ ( 14 ) وَخَلَقَ الْجَآنَّ مِن
مَّارِج مِّن نَّار ( 15 )
|
|
خَلَقَ الإنسَنَ
مِن صَلْصَل كَالْفَخَّارِ ( 14 ) وَخَلَقَ الْجَآنَّ مِن مَّارِج مِّن نَّار (
15 ) فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 16 ) رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ
وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ ( 17 ) فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 18
) |
|
التّفسير |
|
الصلصال
وخلق الإنسان:
|
|
إنّ الله تعالى بعد ذكره
للنعم السابقة والتي من جملتها (خَلق الإنسان)، يتعرّض في الآيات مورد البحث إلى
شرح خاص حول خلق الإنس والجنّ كدليل على قدرته العظيمة، من جهة وموضع درس وعبرة
للجميع من جهة اُخرى، فيقول سبحانه: (خلق الإنسان من صلصال كالفخار). «فخار» من مادّة (فخر) بمعنى الشخص الذي يفخر
كثيراً، ولكون الأشخاص الذين يعيشون الفراغ في شخصياتهم ومعنوياتهم يكثرون الثرثرة
والإدّعاء عن أنفسهم، فإنّ هذه الكلمة تستعمل لكلّ إناء من الطين أو «الكوز»،
وذلك بسبب الأصوات الكثيرة التي يولّدها(المفردات
للراغب.). |
|
الآيات( 19 ) ( 25 )
مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ( 19 ) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ
يَبْغِيَانِ ( 20 ) فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 21 )
|
|
مَرَجَ
الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ( 19 ) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ يَبْغِيَانِ ( 20
) فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 21 ) يَخْرُجُ مِنْهُمَا
اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ( 22 )فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (
23 ) وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَئَاتُ فِى الْبَحْرِ كَالاَْعْلَمِ( 24 )
فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 25 ) |
|
التّفسير |
|
البحار
وذخائرها الثمينة:
|
|
إستمراراً لشرح النعم
الإلهيّة يأتي الحديث هنا عن البحار، ولكن ليس عن خصوصيات البحار بصورة عامّة،
بل عن كيفية خاصّة ومقاطع معيّنة منها تمثّل ظواهر عجيبة وآية على القدرة
اللامتناهية للحقّ، بالإضافة إلى ما فيها من النعم التي هي موضع إستفادة
البشرية. |
بحوث
|
|
1 ـ البحر مركز
النعم الإلهيّة
|
|
لاحظنا في هذا القسم من
الآيات إشارة إلى البحر وأهميّته في الحياة البشرية، وكما نعلم فإنّ مياه البحار
والمحيطات تشكّل ثلاثة أرباع سطح الكرة الأرضية، وهي منبع عظيم للمواد الغذائية،
والطبية، وأدوات الزينة، ووسيلة مهمّة لنقل البشر وحمل البضائع، والأهمّ من ذلك
فإنّ نزول الأمطار وإعتدال الهواء، وحتّى قسم من هبوب الرياح هي من بركات
البحار، فإذا كان سطح البحار أقلّ أو أكثر ممّا هو عليه، فإنّ الكرة الأرضية إمّا
أن تصبح يابسة أو رطبة لدرجة لا يمكن العيش فيها. |
|
2 ـ الأنهار
البحرية العظيمة والكلف استيرين
|
|
من العجائب الموجودة في
محيطات العالم هو وجود أنهار عظيمة وتيارات بحرية كبيرة، وأقوى هذه الأنهار يسمّى (گلف استيرين). إنّ
هذا النهر العظيم يتحرّك من سواحل أمريكا
المركزية ويسير في جميع المحيط الأطلسي حتّى يصل إلى سواحل أوروبا الشمالية. |
|
|
3 ـ تفسير من
أعماق الآيات
|
|
نقل في حديث للإمام الصادق
(عليه السلام) في تفسير هذه الآية (مرج البحرين يلتقيان) أنّه قال: «وعلي وفاطمة
(عليهما السلام) بحران عميقان لا يبغي أحدهما على صاحبه. (يخرج منهما اللؤلؤ
والمرجان) قال: الحسن والحسين»( تفسير القمّي، ج2،
ص344.). |
|
الآيات( 26 ) ( 30 )
كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَان ( 26 ) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَلِ
وَالإكْرَامِ( 27 ) فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 28 )
|
|
كُلُّ مَنْ
عَلَيْهَا فَان ( 26 ) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَلِ وَالإكْرَامِ( 27
) فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 28 ) يَسْئَلُهُ مَن فِى
السَّمَوَتِ وَالاَْرْضِ كُلَّ يَوْم هُوَ فِى شَأْن ( 29 ) فَبِأَىِّ ءَالآءِ
رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ( 30 ) |
|
التّفسير |
|
كلّ
شيء هالك إلاّ وجهه:
|
|
إستمراراً لشرح
النعم الإلهيّة، في هذه الآيات
يضيف سبحانه قوله: (كلُّ من عليها فان) وهنا
يتساءل كيف يكون الفناء نعمة إلهية؟ |
|
بحوث
|
|
1 ـ ما هي حقيقة
الفناء؟
|
|
ما مرّ بنا في الآيات السابقة
وهو أنّ «الكلّ يفنى إلاّ الله» ليس بمعنى الفناء المطلق، وأنّ روح الإنسان تفنى
أيضاً أو أنّ التراب الناشيء من بدنه بعد الموت سينعدم أيضاً. إذ أنّ الآيات
القرآنية صرّحت بوجود عالم البرزخ إلى يوم القيامة(المؤمنون،
100.). |
|
2 ـ إستمرار
الخلق والإبداع
|
|
قلنا: إنّ الآية الكريمة: (كلّ يوم هو في شأن) تدلّ على دوام الخلقة
وإستمرارالخلق، وأنّها مبعث أمل من جهة، ونافية
للغرور من جهة اُخرى، لذا فانّ القادة
الإسلاميين يعتمدون عليها كثيراً لبعث الأمل في النفوس، كما نقرأ ذلك في تبعيد
الصحابي الجليل «أبي ذرّ الغفاري» إلى (الربذة) حيث يذكر التاريخ أنّ علياً
(ع)جاء لتوديعه فواساه بكلمات مؤثّرة، ثمّ أعقبه إبنه الإمام الحسن (ع) حيث خاطب
آباذر(رضي) بقوله «ياعمّاه» تكريماً له وأعقبه
أخوه سيّد الشهداء الإمام الحسين بقوله لأبي ذرّ:
«ياعمّاه إنّ الله تعالى قادر على أن يغيّر ما قد ترى. الله كلّ يوم في شأن، وقد
منعك هؤلاء القوم دنياهم ومنعتهم دينك فاسأل الله الصبر والنصر(الغدير، ج8، ص301.)... |
|
3 ـ الحركة الجوهرية
|
|
بعض المؤيديّن للحركة
الجوهرية يستدلّون لإثبات مرادهم بالآيات القرآنية أو يعتبرونها إشارة لمقصودهم،
ومن ضمن ما يستشهدون به الآية الكريمة: (كلّ يوم هو في
شأن). وممّا يجدر ذكره أنّ الحركة الجوهرية لا ترتبط بمسألة الحركة في داخل الذرّة
لأنّها حركة وضعية وعرضية، أمّا الحركة في الجوهر فلها مفهوم عميق جدّاً تشمل
الذات والجوهر. |
|
الآيات( 31 ) ( 36 )
سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلاَنِ ( 31 ) فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا
تُكَذِّبَانِ ( 32 )يَمَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإنسِ
|
|
سَنَفْرُغُ لَكُمْ
أَيُّهَ الثَّقَلاَنِ ( 31 ) فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 32
)يَمَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ
السَّمَوَتِ وَالاَْرْضِ فَانفُذُوا لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَن ( 33
)فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 34 ) يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا
شُوَاظٌ مِّن نَّار وَنُحَاسٌ فَلاَ تَنتَصِرَانِ( 35 ) فَبِأَىِّ ءَالآءِ
رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 36 ) |
|
التّفسير |
|
التحدّي
المشروط:
|
|
النعم الإلهيّة التي
إستعرضتها الآيات السابقة كانت مرتبطة بهذا العالم، إلاّ أنّ الآيات مورد البحث
تتحدّث عن أوضاع يوم القيامة، وخصوصيات المعاد، وفي الوقت الذي تحمل تهديداً
للمجرمين، فإنّها وسيلة لتربية وتوعية وإيقاظ المؤمنين، بالإضافة إلى أنّها
مشجّعة لهم للسير في طريق مرضاته سبحانه، ومن هنا فإنّنا نعتبرها نعمة. لذلك بعد
ذكر كلّ واحدة من هذه النعم يتكرّر نفس السؤال الذي كان يعقّب ذكر كلّ نعمة من
النعم السابقة. يقول سبحانه في البداية: (سنفرغ لكم أيّه الثقلان)( يجب
الإلتفات إلى أنّ رسم الخطّ القديم في القرآن المجيد كتبت (أيّها) في موارد
بصورة (أيّه) والتي هي في الآية مورد البحث وآيتين أخريتين (النور آية 31،
والزخرف آية 49) في الوقت الذي تكتب (أيّها) في الحالات الاُخرى بالألف
الممدودة، والملاحظ أنّها كانت على أساس قاعدة رسم الخطّ القديم.)( مع كون «الثقلين» تثنية فالضمير في لكم أتى جمعاً وذلك إشارة
إلى مجموعتين.). |
|
الآيات( 37 ) ( 45 )
فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ ( 37 ) فَبِأَىِّ
ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 38 )
|
|
فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاءُ
فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ ( 37 ) فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
( 38 ) فَيَوْمَئِذ لاَّ يُسْئَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَانٌّ( 39 )
فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 40 ) يُعْرَفُ الُْمجْرِمُونَ
بِسِيمَهُمْ فَيُؤخَذُ بِالنَّوَصِى وَالاَْقْدَامِ ( 41 ) فَبِأَىِّ ءَالآءِ
رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 42 ) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِى يُكَذِّبُ بِهَا
الُْمجْرِمُونَ ( 43 )يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيم ءَان ( 44 )
فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ( 45 ) |
|
التّفسير |
|
يُعرفُ
المجرمون بسيماهم:
|
|
تكملة للآيات السابقة يتحدّث
القرآن الكريم عن بعض مشاهد يوم القيامة، والآيات أعلاه تذكر خصوصيات من مشاهد
ذلك اليوم الموعود، وعن كيفية الحساب والجزاء والعقاب، يقول سبحانه في بداية
الحديث: (فإذا انشقّت السماء فكانت وردةً كالدهان)
(توجد إحتمالات متعدّدة في أنّ (إذا) في الآية هل هي
شرطية، أم فجائية، أم ظرفية، والظاهر أنّ الإحتمال الأوّل هو الأولى، وجزاء
الشرط محذوف ويمكن تقديره هكذا: (فإذا انشقّت السماء فكانت وردةً كالدهان، كانت
أهوال لا يطيقها البيان).). |
|
الآيات( 46 ) ( 55 )
وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رِبِّهِ جَنَّتَانِ ( 46 ) فَبأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا
تُكَذِّبَانِ ( 47 )ذَوَاتَآ أَفْنَان ( 48 )
|
|
وَلِمَنْ خَافَ
مَقَامَ رِبِّهِ جَنَّتَانِ ( 46 ) فَبأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (
47 )ذَوَاتَآ أَفْنَان ( 48 ) فَبأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 49 )
فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ ( 50 ) فَبأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا
تُكَذِّبَانِ ( 51 ) فِيهِمَا مِن كُلِّ فَكِهَة زَوْجَانِ ( 52 ) فَبأَىِّ
ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 53 ) مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشِ بَطَآئِنُهَا
مِنْ إِسْتَبْرِق وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَان ( 54 ) فَبأَىِّ ءَالآءِ
رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 55 ) |
|
التّفسير |
|
الجنّتان
اللتان اُعدّتا للخائفين:
|
|
يترك القرآن الكريم وصفه لأهل
النار وحالاتهم البائسة لينقلنا إلى صفحة جديدة من صفحات يوم القيامة، ويحدّثنا
فيها عن الجنّة وأهلها، وما أعدّ لهم من النعم فيها، والتي يصوّرها سبحانه بشكل
مشوّق ومثير ينفذ إلى أعماق القلوب في عملية مقارنة لما عليه العاصون من عذاب
شديد يحيط بهم والتي تحدّثت عنها الآيات السابقة، وما ينتظر المؤمنين من جنّات
وعيون وقصور وحور في الآيات أعلاه، يقول
سبحانه: (ولمن خاف مقام ربّه جنّتان). |
|
الآيات( 56 ) ( 61 )
فِيهِنَّ قَصِرَتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَانٌّ
( 56 )فَبأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 57 )
|
|
فِيهِنَّ قَصِرَتُ
الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَانٌّ ( 56 )فَبأَىِّ
ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 57 ) كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ
وَالْمَرْجَانُ ( 58 )فَبأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 59 ) هَلْ
جَزَاءُ الإحْسَنِ إِلاَّ الإحْسَنُ( 60 ) فَبأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا
تُكَذِّبَانِ ( 61 ) |
|
التّفسير |
|
الجنّة
والزوجات الحسان:
|
|
في الآيات السابقة ذكرت خمسة
أقسام من هبات وخصوصيات الجنّتين، وهنا نتطرّق لذكر النعمة السادسة وهي الزوجات
الطاهرات، حيث يقول سبحانه: (فيهنّ قاصرات الطرف)( إنّ
ضمير الجمع في (فيهنّ) يمكن أن يرجع إلى قصور الجنّة أو الحدائق المختلفة لتلك
«الجنّتين» أو «نعمها وهباتها».) قد قصرن نظرهنّ على أزواجهنّ، وليس لهنّ
معشوق سواهم. ثمّ يضيف تعالى: (لم يطمثهنّ إنس قبلهم ولا جانّ)( (لم يطمثهنّ) من مادّة (طمث)، في الأصل بمعنى دم الدورة
الشهرية، وجاءت بمعنى زوال البكارة، والمراد هنا أنّ النساء الباكرات في الجنّة
لم يكنّ لهنّ أزواج قطّ.). |
|
بحث
|
|
جزاء
الإحسان:
|
|
ما قرأناه في الآية الكريمة: (هل جزاء الإحسان إلاّ الإحسان) هو قانون عام في منطق
القرآن الكريم، حيث يشمل الله سبحانه والخلق وكافّة العباد، والمسلمون جميعاً
يعلمون بعمومية هذا القانون وعليهم مقابلة كلّ خير بزيادة، كما ذكر الإمام
الصادق (عليه السلام) في حديثه أعلاه حيث يفترض أن يكون التعويض أفضل من العمل
المنجز (المقدّم) وليس مساوياً له، وإلاّ فإنّ المبتدىء بالإحسان هو صاحب الفضل. |
|
الآيات( 62 ) ( 69 )
وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ ( 62 ) فَبأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (
63 )مُدْهَامَّتَانِ( 64 ) فَبأَىِّ ءَالإءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
|
|
وَمِن دُونِهِمَا
جَنَّتَانِ ( 62 ) فَبأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 63
)مُدْهَامَّتَانِ( 64 ) فَبأَىِّ ءَالإءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 65 )
فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ ( 66 ) فَبأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا
تُكَذِّبَانِ ( 67 ) فِيهِمَا فَكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ ( 68 ) فَبأَىِّ
ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 69 ) |
|
التّفسير |
|
جنّتان
بأوصاف عجيبة:
|
|
بعد بيان صفات جنّتي الخائفين
وخصوصياتهما المتميّزة، وإستمراراً للبحث ينتقل الحديث في الآيات التالية عن
جنّتين بمرتبة أدنى من السابقتين يكونان لأشخاص أقلّ خوفاً وإيماناً بالله تعالى
من الفئة الاُولى، حيث إنّ هدف العرض هو بيان سلسلة درجات ومراتب للجنان تتناسب
مع الإيمان والعمل الصالح للأفراد. |
|
بحث
|
|
قيمة
الفاكهة:
|
|
الشيء الجدير بالذكر أنّ
الآيات أعلاه خصّت الفاكهة بالذكر من بين مختلف أنواع أغذية الجنّة كما خصّت
فاكهتي (الرطب والرمّان) بالذكر من بين جميع
فواكه الجنّة أيضاً. |
|
الآيات( 70 ) ( 78 )
فِيهِنَّ خَيْرَتٌ حِسَانٌ ( 70 ) فَبأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (
71 )حُورٌ مَّقْصُورَتٌ فِى الْخِيَامِ ( 72 )
|
|
فِيهِنَّ خَيْرَتٌ
حِسَانٌ ( 70 ) فَبأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 71 )حُورٌ
مَّقْصُورَتٌ فِى الْخِيَامِ ( 72 ) فَبأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (
73 )لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ ( 74 ) فَبأَىِّ ءَالآءِ
رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ( 75 ) مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَف خُضْر وَعَبْقَرِىٍّ
حِسَان ( 76 )فَبأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 77 ) تَبَرَكَ اسْمُ
رَبِّكَ ذِى الْجَلَلِ وَالإكْرَامِ ( 78 ) |
|
التّفسير |
|
زوجات الجنّة .. مرّة اُخرى:
|
|
إستمرار لشرح نِعْم الجنّتين
التي ذكرت في الآيات السابقة، تتحدّث هذه الآيات عن قسم آخر من هذه النعم التي
تزخر بها جنان الله التي أعدّها للصالحين من عباده، حيث يقول سبحانه في البداية:
(فيهنّ خيرات حسان)( الضمير في (فيهنّ) والذي هو جمع
مؤنث يمكن أن يرجع إلى مجموع الجنّات الأربع، ويمكن أن يكون إشارة إلى الجنّتين
اللتين ذكرتا أخيراً، بلحاظ ما فيهما من حدائق عديدة وقصور مختلفة، وهذا أنسب
لأنّه في هذا فصل بين الجنّتين.). وإستعملت هذه المفردة هنا لأنّ جميع النعم الإلهيّة ـ سواء كانت في الأرض
والسماء في الدنيا والآخرة والكون والخلق ـ فهي من فيض الوجود الإلهي المبارك،
لذا فإنّ هذا التعبير من أنسب التعابير المذكورة في الآية لهذا المعنى. |
|
ملاحظات
|
|
1 ـ في الآية
رقم (37) من هذه السورة بعد ذكر النعم الإلهيّة المختلفة المعنوية والماديّة في
الدنيا يقول سبحانه: (ويبقى وجه ربّك ذو الجلال
والإكرام). إنّ هاتين الآيتين توضّحان حقيقة مهمّة وهي أنّ جميع الخطوط تنتهي إلى ذاته
المقدّسة، وأنّ جميع ما في الوجود مصدره الله سبحانه، فالدنيا منه، والعقبى
كذلك، وإنّ جلاله وإكرامه قد شمل كلّ شيء. آمين
ياربّ العالمين. نهاية سورة الرحمن |
|
|
|
|
سُورَة الرَّحمَن مكّية
وعَدَدُ آيَاتِها ثمان وسبعُون آية
|
|
محتوى
السورة:
|
|
توضّح هذه السورة بصورة عامّة
النعم الإلهية المختلفة، سواء كانت ماديّة أو
معنوية، والتي تفضّل بها الباريء عزّوجلّ على عباده وغمرهم بها، ويمكن تسميتها
لهذا السبب بـ (سورة الرحمة) أو (سورة النعمة)
ولهذا فإنّها بدأت بالإسم
المبارك (الرحمن) الذي يشير إلى صنوف الرحمة
الإلهية الواسعة، وتنهي هذه السورة آياتها بإجلال
وإكرام الباريء سبحانه، وبإقرار عباده بالنعم التي تفضّل بها عليهم (إحدى وثلاثين مرّة) وذلك من خلال تكرار آية: (فبأي آلاء ربّكما تكذّبان). القسم الرّابع: وفيه بعد تجاوز النعم الإلهية على الإنسان في الدنيا تتحدّث الآيات عن نعم الله في عالم الآخرة بدقّة وظرافة، خاصّة عن الجنّة، وبصورة أعمّ وأشمل عن
البساتين والعيون والفاكهة وحور العين وأنواع الملابس من السندس والإستبرق ... |
|
فضيلة
تلاوة سورة الرحمن:
|
|
إنّ اتّصاف هذه السورة بما
يثير الإحساس بالشكر على أفضل صورة، وكذلك توضيح وبيان النعم الإلهية (المادية
والمعنوية) فيها والتي تزيد من شوق الطاعة والعبادة في قلوب المؤمنين كلّ ذلك
أدّى إلى ورود روايات كثيرة في فضل تلاوة هذه السورة تلك التلاوة التي ينبغي أن
تنفذ إلى أعماق النفس الإنسانية وتحركها باتّجاه الطاعات وبعيداً عن لقلقة
اللسان. |
|
الآيات( 1 ) ( 6 )
الرَّحْمَنُ ( 1 ) عَلَّمَ الْقُرْءَانَ ( 2 ) خَلَقَ الإنسَنَ ( 3 ) عَلَّمَهُ
الْبَيَانَ( 4 ) الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَان
|
|
الرَّحْمَنُ ( 1 )
عَلَّمَ الْقُرْءَانَ ( 2 ) خَلَقَ الإنسَنَ ( 3 ) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ( 4 )
الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَان ( 5 ) وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (
6 ) |
|
التّفسير |
|
بداية
النعم الإلهية:
|
|
لمّا كانت هذه السورة ـ كما
قلنا ـ تبيّن أنواع النعم والهبات الإلهيّة العظيمة، فإنّها تبدأ باسم (الرحمن)
والذي يرمز إلى الرحمة الواسعة، ولو لم تكن (الرحمانية) من صفاته لم ينعم بهذا
الخير العميم على عباده الصالحين والعاصين، لذلك يقول: (الرحمن)( الرحمن: مبتدأ وخبرها (علّم القرآن)، و (خلق الإنسان) خبر
بعد خبر. كما توجد إحتمالات اُخرى أيضاً لإعراب هذه الجملة لم تذكر هنا لعدم
أهميّتها.) وهنا يطرح التساؤل
التالي: من الذي علّمه الله سبحانه القرآن الكريم. |
|
ملاحظة
|
|
تأمّلات
في الرّوايات:
|
|
نقلت المصادر الإسلامية في
هامش الآيات أعلاه روايات من قبيل التّفسير بالمصداق واضح، حيث أنّ كلّ واحدة
منها تلقي الضوء على قسم من الآيات الكريمة. |
|
الآيات( 7 ) ( 13 )
وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ( 7 ) أَلاَّ تَطْغَوْا فِى
الْمِيزَانِ ( 8 )وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تُخْسِرُوا
الْمِيزَانَ
|
|
وَالسَّمَاءَ
رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ( 7 ) أَلاَّ تَطْغَوْا فِى الْمِيزَانِ ( 8
)وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ ( 9 )
وَالاَْرْضَ وَضَعَهَا لِلاَْنَامِ ( 10 ) فِيهَا فَكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ
الاَْكْمَامِ ( 11 )وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ ( 12 ) فَبِأَىِّ
ءَالاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ( 13 ) |
|
التّفسير |
السماء
رفعها ووضع الميزان:
|
|
هذه الآيات هي إستمرار لبيان
النعم الإلهيّة التي جاء ذكر خمس منها في الآيات السابقة، حيث تحدّثت عن أهمّ
الهبات التي منحها الله سبحانه. |
|
تعقيب
|
|
|
1 ـ معرفة النعم
طريق لمعرفة الله:
|
|
إذا تأمّلنا قليلا النعم التي
سبق وأن تناولتها الآيات الكريمة: (نعمة القرآن، وخلق
الإنسان، وتعليم البيان، والحساب المنظّم للزمان، خلق النباتات ومختلف الأشجار،
وحاكمية السماء والسنن والقوانين، وخلق الأرض بخصوصياتها المتعدّدة، وخلق
الفاكهة والنخل والحبوب والورود والنباتات المعطّرة ...) مع جميع
جزئياتها والأسرار الخفيّة في كلّ واحدة منها لكانت كافية لأن تبعث الإحساس
بالشكر في الإنسان وتدفعه إلى معرفة مبدىء هذه النعم وهو الله سبحانه. ولهذا السبب فإنّ الله تعالى يأخذ الإقرار من عباده بعد ذكر كلّ واحدة من هذه النعم،
وتتكرّر الآية في الآيات اللاحقة أيضاً، وبعد ذكر نعم
اُخرى، بحيث يصبح عددها 31 مرّة. |
|
الآيات( 14 ) ( 18 )
خَلَقَ الإنسَنَ مِن صَلْصَل كَالْفَخَّارِ ( 14 ) وَخَلَقَ الْجَآنَّ مِن
مَّارِج مِّن نَّار ( 15 )
|
|
خَلَقَ الإنسَنَ
مِن صَلْصَل كَالْفَخَّارِ ( 14 ) وَخَلَقَ الْجَآنَّ مِن مَّارِج مِّن نَّار (
15 ) فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 16 ) رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ
وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ ( 17 ) فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 18
) |
|
التّفسير |
|
الصلصال
وخلق الإنسان:
|
|
إنّ الله تعالى بعد ذكره
للنعم السابقة والتي من جملتها (خَلق الإنسان)، يتعرّض في الآيات مورد البحث إلى
شرح خاص حول خلق الإنس والجنّ كدليل على قدرته العظيمة، من جهة وموضع درس وعبرة
للجميع من جهة اُخرى، فيقول سبحانه: (خلق الإنسان من صلصال كالفخار). «فخار» من مادّة (فخر) بمعنى الشخص الذي يفخر
كثيراً، ولكون الأشخاص الذين يعيشون الفراغ في شخصياتهم ومعنوياتهم يكثرون الثرثرة
والإدّعاء عن أنفسهم، فإنّ هذه الكلمة تستعمل لكلّ إناء من الطين أو «الكوز»،
وذلك بسبب الأصوات الكثيرة التي يولّدها(المفردات
للراغب.). |
|
الآيات( 19 ) ( 25 )
مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ( 19 ) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ
يَبْغِيَانِ ( 20 ) فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 21 )
|
|
مَرَجَ
الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ( 19 ) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ يَبْغِيَانِ ( 20
) فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 21 ) يَخْرُجُ مِنْهُمَا
اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ( 22 )فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (
23 ) وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَئَاتُ فِى الْبَحْرِ كَالاَْعْلَمِ( 24 )
فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 25 ) |
|
التّفسير |
|
البحار
وذخائرها الثمينة:
|
|
إستمراراً لشرح النعم
الإلهيّة يأتي الحديث هنا عن البحار، ولكن ليس عن خصوصيات البحار بصورة عامّة،
بل عن كيفية خاصّة ومقاطع معيّنة منها تمثّل ظواهر عجيبة وآية على القدرة
اللامتناهية للحقّ، بالإضافة إلى ما فيها من النعم التي هي موضع إستفادة
البشرية. |
بحوث
|
|
1 ـ البحر مركز
النعم الإلهيّة
|
|
لاحظنا في هذا القسم من
الآيات إشارة إلى البحر وأهميّته في الحياة البشرية، وكما نعلم فإنّ مياه البحار
والمحيطات تشكّل ثلاثة أرباع سطح الكرة الأرضية، وهي منبع عظيم للمواد الغذائية،
والطبية، وأدوات الزينة، ووسيلة مهمّة لنقل البشر وحمل البضائع، والأهمّ من ذلك
فإنّ نزول الأمطار وإعتدال الهواء، وحتّى قسم من هبوب الرياح هي من بركات
البحار، فإذا كان سطح البحار أقلّ أو أكثر ممّا هو عليه، فإنّ الكرة الأرضية إمّا
أن تصبح يابسة أو رطبة لدرجة لا يمكن العيش فيها. |
|
2 ـ الأنهار
البحرية العظيمة والكلف استيرين
|
|
من العجائب الموجودة في
محيطات العالم هو وجود أنهار عظيمة وتيارات بحرية كبيرة، وأقوى هذه الأنهار يسمّى (گلف استيرين). إنّ
هذا النهر العظيم يتحرّك من سواحل أمريكا
المركزية ويسير في جميع المحيط الأطلسي حتّى يصل إلى سواحل أوروبا الشمالية. |
|
|
3 ـ تفسير من
أعماق الآيات
|
|
نقل في حديث للإمام الصادق
(عليه السلام) في تفسير هذه الآية (مرج البحرين يلتقيان) أنّه قال: «وعلي وفاطمة
(عليهما السلام) بحران عميقان لا يبغي أحدهما على صاحبه. (يخرج منهما اللؤلؤ
والمرجان) قال: الحسن والحسين»( تفسير القمّي، ج2،
ص344.). |
|
الآيات( 26 ) ( 30 )
كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَان ( 26 ) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَلِ
وَالإكْرَامِ( 27 ) فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 28 )
|
|
كُلُّ مَنْ
عَلَيْهَا فَان ( 26 ) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَلِ وَالإكْرَامِ( 27
) فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 28 ) يَسْئَلُهُ مَن فِى
السَّمَوَتِ وَالاَْرْضِ كُلَّ يَوْم هُوَ فِى شَأْن ( 29 ) فَبِأَىِّ ءَالآءِ
رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ( 30 ) |
|
التّفسير |
|
كلّ
شيء هالك إلاّ وجهه:
|
|
إستمراراً لشرح
النعم الإلهيّة، في هذه الآيات
يضيف سبحانه قوله: (كلُّ من عليها فان) وهنا
يتساءل كيف يكون الفناء نعمة إلهية؟ |
|
بحوث
|
|
1 ـ ما هي حقيقة
الفناء؟
|
|
ما مرّ بنا في الآيات السابقة
وهو أنّ «الكلّ يفنى إلاّ الله» ليس بمعنى الفناء المطلق، وأنّ روح الإنسان تفنى
أيضاً أو أنّ التراب الناشيء من بدنه بعد الموت سينعدم أيضاً. إذ أنّ الآيات
القرآنية صرّحت بوجود عالم البرزخ إلى يوم القيامة(المؤمنون،
100.). |
|
2 ـ إستمرار
الخلق والإبداع
|
|
قلنا: إنّ الآية الكريمة: (كلّ يوم هو في شأن) تدلّ على دوام الخلقة
وإستمرارالخلق، وأنّها مبعث أمل من جهة، ونافية
للغرور من جهة اُخرى، لذا فانّ القادة
الإسلاميين يعتمدون عليها كثيراً لبعث الأمل في النفوس، كما نقرأ ذلك في تبعيد
الصحابي الجليل «أبي ذرّ الغفاري» إلى (الربذة) حيث يذكر التاريخ أنّ علياً
(ع)جاء لتوديعه فواساه بكلمات مؤثّرة، ثمّ أعقبه إبنه الإمام الحسن (ع) حيث خاطب
آباذر(رضي) بقوله «ياعمّاه» تكريماً له وأعقبه
أخوه سيّد الشهداء الإمام الحسين بقوله لأبي ذرّ:
«ياعمّاه إنّ الله تعالى قادر على أن يغيّر ما قد ترى. الله كلّ يوم في شأن، وقد
منعك هؤلاء القوم دنياهم ومنعتهم دينك فاسأل الله الصبر والنصر(الغدير، ج8، ص301.)... |
|
3 ـ الحركة الجوهرية
|
|
بعض المؤيديّن للحركة
الجوهرية يستدلّون لإثبات مرادهم بالآيات القرآنية أو يعتبرونها إشارة لمقصودهم،
ومن ضمن ما يستشهدون به الآية الكريمة: (كلّ يوم هو في
شأن). وممّا يجدر ذكره أنّ الحركة الجوهرية لا ترتبط بمسألة الحركة في داخل الذرّة
لأنّها حركة وضعية وعرضية، أمّا الحركة في الجوهر فلها مفهوم عميق جدّاً تشمل
الذات والجوهر. |
|
الآيات( 31 ) ( 36 )
سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلاَنِ ( 31 ) فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا
تُكَذِّبَانِ ( 32 )يَمَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإنسِ
|
|
سَنَفْرُغُ لَكُمْ
أَيُّهَ الثَّقَلاَنِ ( 31 ) فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 32
)يَمَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ
السَّمَوَتِ وَالاَْرْضِ فَانفُذُوا لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَن ( 33
)فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 34 ) يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا
شُوَاظٌ مِّن نَّار وَنُحَاسٌ فَلاَ تَنتَصِرَانِ( 35 ) فَبِأَىِّ ءَالآءِ
رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 36 ) |
|
التّفسير |
|
التحدّي
المشروط:
|
|
النعم الإلهيّة التي
إستعرضتها الآيات السابقة كانت مرتبطة بهذا العالم، إلاّ أنّ الآيات مورد البحث
تتحدّث عن أوضاع يوم القيامة، وخصوصيات المعاد، وفي الوقت الذي تحمل تهديداً
للمجرمين، فإنّها وسيلة لتربية وتوعية وإيقاظ المؤمنين، بالإضافة إلى أنّها
مشجّعة لهم للسير في طريق مرضاته سبحانه، ومن هنا فإنّنا نعتبرها نعمة. لذلك بعد
ذكر كلّ واحدة من هذه النعم يتكرّر نفس السؤال الذي كان يعقّب ذكر كلّ نعمة من
النعم السابقة. يقول سبحانه في البداية: (سنفرغ لكم أيّه الثقلان)( يجب
الإلتفات إلى أنّ رسم الخطّ القديم في القرآن المجيد كتبت (أيّها) في موارد
بصورة (أيّه) والتي هي في الآية مورد البحث وآيتين أخريتين (النور آية 31،
والزخرف آية 49) في الوقت الذي تكتب (أيّها) في الحالات الاُخرى بالألف
الممدودة، والملاحظ أنّها كانت على أساس قاعدة رسم الخطّ القديم.)( مع كون «الثقلين» تثنية فالضمير في لكم أتى جمعاً وذلك إشارة
إلى مجموعتين.). |
|
الآيات( 37 ) ( 45 )
فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ ( 37 ) فَبِأَىِّ
ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 38 )
|
|
فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاءُ
فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ ( 37 ) فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
( 38 ) فَيَوْمَئِذ لاَّ يُسْئَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَانٌّ( 39 )
فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 40 ) يُعْرَفُ الُْمجْرِمُونَ
بِسِيمَهُمْ فَيُؤخَذُ بِالنَّوَصِى وَالاَْقْدَامِ ( 41 ) فَبِأَىِّ ءَالآءِ
رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 42 ) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِى يُكَذِّبُ بِهَا
الُْمجْرِمُونَ ( 43 )يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيم ءَان ( 44 )
فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ( 45 ) |
|
التّفسير |
|
يُعرفُ
المجرمون بسيماهم:
|
|
تكملة للآيات السابقة يتحدّث
القرآن الكريم عن بعض مشاهد يوم القيامة، والآيات أعلاه تذكر خصوصيات من مشاهد
ذلك اليوم الموعود، وعن كيفية الحساب والجزاء والعقاب، يقول سبحانه في بداية
الحديث: (فإذا انشقّت السماء فكانت وردةً كالدهان)
(توجد إحتمالات متعدّدة في أنّ (إذا) في الآية هل هي
شرطية، أم فجائية، أم ظرفية، والظاهر أنّ الإحتمال الأوّل هو الأولى، وجزاء
الشرط محذوف ويمكن تقديره هكذا: (فإذا انشقّت السماء فكانت وردةً كالدهان، كانت
أهوال لا يطيقها البيان).). |
|
الآيات( 46 ) ( 55 )
وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رِبِّهِ جَنَّتَانِ ( 46 ) فَبأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا
تُكَذِّبَانِ ( 47 )ذَوَاتَآ أَفْنَان ( 48 )
|
|
وَلِمَنْ خَافَ
مَقَامَ رِبِّهِ جَنَّتَانِ ( 46 ) فَبأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (
47 )ذَوَاتَآ أَفْنَان ( 48 ) فَبأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 49 )
فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ ( 50 ) فَبأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا
تُكَذِّبَانِ ( 51 ) فِيهِمَا مِن كُلِّ فَكِهَة زَوْجَانِ ( 52 ) فَبأَىِّ
ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 53 ) مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشِ بَطَآئِنُهَا
مِنْ إِسْتَبْرِق وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَان ( 54 ) فَبأَىِّ ءَالآءِ
رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 55 ) |
|
التّفسير |
|
الجنّتان
اللتان اُعدّتا للخائفين:
|
|
يترك القرآن الكريم وصفه لأهل
النار وحالاتهم البائسة لينقلنا إلى صفحة جديدة من صفحات يوم القيامة، ويحدّثنا
فيها عن الجنّة وأهلها، وما أعدّ لهم من النعم فيها، والتي يصوّرها سبحانه بشكل
مشوّق ومثير ينفذ إلى أعماق القلوب في عملية مقارنة لما عليه العاصون من عذاب
شديد يحيط بهم والتي تحدّثت عنها الآيات السابقة، وما ينتظر المؤمنين من جنّات
وعيون وقصور وحور في الآيات أعلاه، يقول
سبحانه: (ولمن خاف مقام ربّه جنّتان). |
|
الآيات( 56 ) ( 61 )
فِيهِنَّ قَصِرَتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَانٌّ
( 56 )فَبأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 57 )
|
|
فِيهِنَّ قَصِرَتُ
الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَانٌّ ( 56 )فَبأَىِّ
ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 57 ) كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ
وَالْمَرْجَانُ ( 58 )فَبأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 59 ) هَلْ
جَزَاءُ الإحْسَنِ إِلاَّ الإحْسَنُ( 60 ) فَبأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا
تُكَذِّبَانِ ( 61 ) |
|
التّفسير |
|
الجنّة
والزوجات الحسان:
|
|
في الآيات السابقة ذكرت خمسة
أقسام من هبات وخصوصيات الجنّتين، وهنا نتطرّق لذكر النعمة السادسة وهي الزوجات
الطاهرات، حيث يقول سبحانه: (فيهنّ قاصرات الطرف)( إنّ
ضمير الجمع في (فيهنّ) يمكن أن يرجع إلى قصور الجنّة أو الحدائق المختلفة لتلك
«الجنّتين» أو «نعمها وهباتها».) قد قصرن نظرهنّ على أزواجهنّ، وليس لهنّ
معشوق سواهم. ثمّ يضيف تعالى: (لم يطمثهنّ إنس قبلهم ولا جانّ)( (لم يطمثهنّ) من مادّة (طمث)، في الأصل بمعنى دم الدورة
الشهرية، وجاءت بمعنى زوال البكارة، والمراد هنا أنّ النساء الباكرات في الجنّة
لم يكنّ لهنّ أزواج قطّ.). |
|
بحث
|
|
جزاء
الإحسان:
|
|
ما قرأناه في الآية الكريمة: (هل جزاء الإحسان إلاّ الإحسان) هو قانون عام في منطق
القرآن الكريم، حيث يشمل الله سبحانه والخلق وكافّة العباد، والمسلمون جميعاً
يعلمون بعمومية هذا القانون وعليهم مقابلة كلّ خير بزيادة، كما ذكر الإمام
الصادق (عليه السلام) في حديثه أعلاه حيث يفترض أن يكون التعويض أفضل من العمل
المنجز (المقدّم) وليس مساوياً له، وإلاّ فإنّ المبتدىء بالإحسان هو صاحب الفضل. |
|
الآيات( 62 ) ( 69 )
وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ ( 62 ) فَبأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (
63 )مُدْهَامَّتَانِ( 64 ) فَبأَىِّ ءَالإءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
|
|
وَمِن دُونِهِمَا
جَنَّتَانِ ( 62 ) فَبأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 63
)مُدْهَامَّتَانِ( 64 ) فَبأَىِّ ءَالإءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 65 )
فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ ( 66 ) فَبأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا
تُكَذِّبَانِ ( 67 ) فِيهِمَا فَكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ ( 68 ) فَبأَىِّ
ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 69 ) |
|
التّفسير |
|
جنّتان
بأوصاف عجيبة:
|
|
بعد بيان صفات جنّتي الخائفين
وخصوصياتهما المتميّزة، وإستمراراً للبحث ينتقل الحديث في الآيات التالية عن
جنّتين بمرتبة أدنى من السابقتين يكونان لأشخاص أقلّ خوفاً وإيماناً بالله تعالى
من الفئة الاُولى، حيث إنّ هدف العرض هو بيان سلسلة درجات ومراتب للجنان تتناسب
مع الإيمان والعمل الصالح للأفراد. |
|
بحث
|
|
قيمة
الفاكهة:
|
|
الشيء الجدير بالذكر أنّ
الآيات أعلاه خصّت الفاكهة بالذكر من بين مختلف أنواع أغذية الجنّة كما خصّت
فاكهتي (الرطب والرمّان) بالذكر من بين جميع
فواكه الجنّة أيضاً. |
|
الآيات( 70 ) ( 78 )
فِيهِنَّ خَيْرَتٌ حِسَانٌ ( 70 ) فَبأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (
71 )حُورٌ مَّقْصُورَتٌ فِى الْخِيَامِ ( 72 )
|
|
فِيهِنَّ خَيْرَتٌ
حِسَانٌ ( 70 ) فَبأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 71 )حُورٌ
مَّقْصُورَتٌ فِى الْخِيَامِ ( 72 ) فَبأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (
73 )لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ ( 74 ) فَبأَىِّ ءَالآءِ
رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ( 75 ) مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَف خُضْر وَعَبْقَرِىٍّ
حِسَان ( 76 )فَبأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 77 ) تَبَرَكَ اسْمُ
رَبِّكَ ذِى الْجَلَلِ وَالإكْرَامِ ( 78 ) |
|
التّفسير |
|
زوجات الجنّة .. مرّة اُخرى:
|
|
إستمرار لشرح نِعْم الجنّتين
التي ذكرت في الآيات السابقة، تتحدّث هذه الآيات عن قسم آخر من هذه النعم التي
تزخر بها جنان الله التي أعدّها للصالحين من عباده، حيث يقول سبحانه في البداية:
(فيهنّ خيرات حسان)( الضمير في (فيهنّ) والذي هو جمع
مؤنث يمكن أن يرجع إلى مجموع الجنّات الأربع، ويمكن أن يكون إشارة إلى الجنّتين
اللتين ذكرتا أخيراً، بلحاظ ما فيهما من حدائق عديدة وقصور مختلفة، وهذا أنسب
لأنّه في هذا فصل بين الجنّتين.). وإستعملت هذه المفردة هنا لأنّ جميع النعم الإلهيّة ـ سواء كانت في الأرض
والسماء في الدنيا والآخرة والكون والخلق ـ فهي من فيض الوجود الإلهي المبارك،
لذا فإنّ هذا التعبير من أنسب التعابير المذكورة في الآية لهذا المعنى. |
|
ملاحظات
|
|
1 ـ في الآية
رقم (37) من هذه السورة بعد ذكر النعم الإلهيّة المختلفة المعنوية والماديّة في
الدنيا يقول سبحانه: (ويبقى وجه ربّك ذو الجلال
والإكرام). إنّ هاتين الآيتين توضّحان حقيقة مهمّة وهي أنّ جميع الخطوط تنتهي إلى ذاته
المقدّسة، وأنّ جميع ما في الوجود مصدره الله سبحانه، فالدنيا منه، والعقبى
كذلك، وإنّ جلاله وإكرامه قد شمل كلّ شيء. آمين
ياربّ العالمين. نهاية سورة الرحمن |
|
|
|