- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
سُورَة القَمَر مكّية
وعَدَدُ آيَاتِها خَمس وخمسُون آية
|
|
«سورة القمر» |
|
محتوى
السورة:
|
|
تحوي هذه السّورة خصوصيات السور المكيّة التي تتناول الأبحاث الأساسيّة حول المبدأ والمعاد، وخصوصاً العقوبات
التي نزلت بالاُمم السالفة، وذلك نتيجة عنادهم ولجاجتهم في طريق الكفر
والظلم والفساد.. ممّا أدّى بها الواحدة تلو الاُخرى إلى الإبتلاء بالعذاب
الإلهي الشديد، وسبّب لهم الدمار العظيم. |
|
فضيلة
تلاوة سورة القمر:
|
|
ورد عن رسول الله (صلى الله
عليه وآله وسلم) أنّه قال: |
|
الآيات( 1 ) ( 3 )
اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ ( 1 ) وَإِن يَرَوْا ءَايَةً
يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ ( 2 )
|
|
اقْتَرَبَتِ
السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ ( 1 ) وَإِن يَرَوْا ءَايَةً يُعْرِضُوا
وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ ( 2 ) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَآءَهُمْ
وَكُلُّ أَمْر مُّسْتَقِرٌّ ( 3 ) |
|
التّفسير |
|
شقّ
القمر!!
|
|
يتناول الحديث في
الآية الاُولى حادثتين مهمّتين: وهنالك بعض
المفسّرين من فسّر «مستمر» بمعنى «قوي»
كما قالوا: (حبل مرير) أي: محكم، والبعض فسّرها بمعنى: الطارىء وغير الثابت، ولكن التّفسير الأنسب هو التّفسير الأوّل. أمّا قوله تعالى: (وكذّبوا واتّبعوا أهواءهم وكلّ أمر مستقر) فإنّه يشير
إلى سبب مخالفتهم وعنادهم وسوء العاقبة التي تنتظرهم نتيجة لهذا الإصرار. وهذه التفاسير لا
تتنافى فيما بينها، حيث يمكن جمعها في مفهوم هذه الآية الكريمة. |
|
بحوث
|
|
1 ـ شقّ القمر
معجزة كبيرة للرسول (ص) ومع ذلك فإنّ بعض الأشخاص السطحيين يصرّون على إخراج هذا
الحادث من حالة الإعجاز، حيث قالوا: إنّ الآية الكريمة
تحدّثنا فقط عن المستقبل وعن أشراط الساعة، وهي
الحوادث التي تسبق وقوع يوم القيامة ... |
|
ونشير
هنا إلى روايتين منها:
|
|
الاُولى: أوردها الفخر الرازي أحد المفسّرين السنّة، والاُخرى
للعلاّمة الطبرسي أحد المفسّرين الشيعة. |
|
2 ـ مسألة شقّ
القمر والعلم الحديث:
|
|
السؤال المهمّ
المطروح في هذا البحث هو: هل أنّ الأجرام
السماوية يمكنها أن تنفصل وتنشقّ؟ وما موقف العلم الحديث من ذلك؟ |
|
ويمكن
ذكر بعض النماذج كشواهد على هذه الظواهر ....
|
|
أ
ـ ظهور المنظومة الشمسية:
|
|
إنّ هذه النظرية
المقبولة لدى جميع العلماء تقول: إنّ جميع
كرات المنظومة الشمسية كانت في الأصل جزءاً من الشمس ثمّ إنفصلت عنها، حيث أصبحت
كلّ واحدة منها تدور في مدارها الخاصّ بها غاية الأمر هناك كلام في السبب لهذا
الإنفصال .. الأشخاص المؤيّدون
لهذه النظرية الذين يرون أنّ الحركة
الوضعية للشمس في ذلك الوقت لا تستطيع أن تعطي الجواب الشافي لأسباب هذا
الإنفصال، قالوا: إنّ حالة المدّ والجزر الحاصلة في الشمس أحدثت أمواجاً عظيمة
على سطحها، كما في سقوط حجر كبير في مياه المحيط، وبسبب ذلك تناثرت قطع من الشمس
الواحدة تلو الاُخرى إلى الخارج، ودارت ضمن مدار الكرة الاُمّ (الشمس). |
|
ب
ـ (الأستروئيدات):
|
|
الأستروئيدات: هي قطع من الصخور السماوية العظيمة تدور حول المنظومة
الشمسية، ويطلق عليها في بعض الأحيان بـ (الكرات الصغيرة) و (شبه الكواكب
السيارة) يبلغ قطر كبراها (25) كم، لكن الغالبية منها أصغر من ذلك. |
|
ج
ـ الشهب:
|
|
الشهب: أحجار سماوية صغيرة جدّاً، حتّى
أنّ البعض منها لا يتجاوز حجم (البندقة)، وهي تسير بسرعة فائقة في مدار
خاصّ حول الشمس وقد يتقاطع مسيرها مع مدار الأرض أحياناً فتنجذب إلى الأرض،
ونظراً لسرعتها الخاطفة التي تتميّز بها ـ تصطدم بشدّة مع الهواء المحيط بالأرض،
فترتفع درجة حرارتها بشدّة فتشتعل وتتبيّن لنا كخطّ مضيء وهّاج بين طبقات الجوّ ويسمّى
بالشهاب. |
|
3
ـ شقّ القمر تاريخيّاً:
|
|
لقد طرح البعض من غير
المطّلعين إشكالا آخر على مسألة شقّ القمر، حيث ذكروا أنّ مسألة شقّ القمر لها
أهميّة بالغة، فإذا كانت حقيقيّة فلماذا لم تذكر في كتب التأريخ؟ د ـ إنّ الحوادث السماوية
التي تلفت إنتباه الناس تكون غالباً مصحوبة بصوت أو عتمة كما في الصاعقة التي
تقترن بصوت شديد أو الخسوف والكسوف الكليين الذي يقترن كلّ منها بإنعدام الضوء
تقريباً ولمدّة طويلة. |
4 ـ تأريخ وقوع
هذه المعجزة:
|
|
من الواضح أنّه لا خلاف بين المفسّرين ورواة الحديث حول حدوث
ظاهرة شقّ القمر في مكّة وقبل هجرة الرّسول الأكرم (ص)، لكن الذي يستفاد من بعض
الرّوايات هو أنّ حدوث هذا الأمر كان في بداية بعثة الرّسول (ص)( بحار الأنوار، ج17، ص354 حديث (8).). في حين يستفاد من البعض الآخر أنّ حدوث هذا الأمر قد وقع قرب
هجرة الرّسول (ص)وفي آخر عهده بمكّة، وكان إستجابة لطلب جماعة قدموا من المدينة
لمعرفة الحقّ وأتباعه، إذ أنّهم بعد رؤيتهم لهذه المعجزة آمنوا وبايعوا رسول
الله (ص) في العقبة(بحار الأنوار، ج17، ص352 حديث (1).). |
|
الآيات( 4 ) ( 8 )
وَلَقَدْ جَآءَهُم مِّنَ الاَْنبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ ( 4 ) حِكْمَةٌ
بَلِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ ( 5 ) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ
|
|
|
وَلَقَدْ جَآءَهُم
مِّنَ الاَْنبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ ( 4 ) حِكْمَةٌ بَلِغَةٌ فَمَا تُغْنِ
النُّذُرُ ( 5 ) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَىْء نُّكُر
( 6 ) خُشَّعاً أَبْصَرُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الاَْجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ
مُّنتَشِرٌ ( 7 )مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَفِرُونَ هَذَا يَوْمٌ
عَسِرٌ ( 8 ) |
|
التّفسير |
|
يوم
البعث والنشور:
|
|
تأتي هذه الآيات لتواصل البحث
عن الكفّار الذين كذّبوا الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يذعنوا للحقّ
حيث أعرضوا عن جميع المعاجز التي شاهدوها. |
|
مسألة: لماذا كان يوم القيامة يوماً عسيراً؟:
|
|
ولماذا لا يكون عسيراً؟ في
الوقت الذي يحاط فيه المجرمون بكلّ أجواء الرهبة والوحشة، وخاصّة عندما يستلمون
صحائف أعمالهم حيث يصطرخون: (ياويلتنا ما لهذا الكتاب
لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلاّ أحصاها) ،(
الكهف، 49.) هذا من جهة. |
|
الآيات( 9 ) ( 17 )
كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوح فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ
وَازْدُجِرَ( 9 ) فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّى مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ
|
|
كَذَّبَتْ
قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوح فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ(
9 ) فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّى مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ ( 10 ) فَفَتَحْنَآ أَبْوَبَ
السَّمَآءِ بِمَآء مُّنْهَمِر ( 11 ) وَفَجَّرْنَا الاَْرْضَ عُيُوناً
فَالْتَقَى الْمَآءُ عَلَى أَمْر قَدْ قُدِرَ( 12 ) وَحَمَلْنَهُ عَلَى ذَاتِ
أَلْوَح وَدُسُر ( 13 ) تَجْرِى بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ ( 14
) وَلَقَد تَّرَكْنَهَا ءَايَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِر( 15 ) فَكَيْفَ كَانَ
عَذَابِى وَنُذُرِ ( 16 ) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءَانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ
مِن مُّدَّكِر( 17 ) |
|
التّفسير |
|
قصّة
قوم نوح عبرة وعظة:
|
|
جرت السنّة القرآنية في كثير
من الموارد أنّ الله سبحانه يستعرض حالة الأقوام السابقة والعاقبة المؤلمة التي
انتهوا إليها إنذاراً وتوضيحاً (للكفّار والمجرمين) بأنّ الإستمرار في طريق
الضلال سوف لن يؤدّي بهم إلاّ إلى المصير البائس الذي لاقته الأقوام السابقة. وفي هذه السورة، إكمالا للبحث الذي تناولته الآيات
السابقة، في إثارات وإشارات مختصرة ومعبّرة حول تاريخ خمسة من الأقوام المعاندة
إبتداءً من قوم نوح كما في قوله تعالى: (كذّبت قبلهم
قوم نوح فكذّبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدُجر). فمضافاً إلى تكذيبه
وإتّهامه بالجنون صبّوا عليه ألوان الأذى والتعذيب ومنعوه من الإستمرار في أداء
رسالته. |
الآيات( 18 ) ( 22 )
كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانِ عَذَابِى وَنُذُرِ ( 18 ) إِنَّآ أَرْسَلْنَا
عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِى يَوْمِ نَحْس مُّسْتَمِرٍّ
|
|
كَذَّبَتْ عَادٌ
فَكَيْفَ كَانِ عَذَابِى وَنُذُرِ ( 18 ) إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً
صَرْصَراً فِى يَوْمِ نَحْس مُّسْتَمِرٍّ ( 19 ) تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ
أَعْجَازُ نَخْل مُّنقَعِر ( 20 ) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِى وَنُذُرِ ( 21 )
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءَانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرِ ( 22 ) |
|
التّفسير |
|
مصير
قوم عاد:
|
|
|
تستعرض الآيات الكريمة أعلاه وبإختصار أخبار نموذج آخر من الكفّار والمجرمين بعد قوم نوح،
وهم (قوم عاد) وذلك كتحذير لمن يتنكّب طريق
الحقّ والهداية الإلهية. |
|
بحث
|
|
سعد
الأيّام ونحسها:
|
|
الشيء المتعارف بين الناس، هو
أنّ بعض الأيّام سعيدة ومباركة، والبعض الآخر نحس ومشؤوم، مع وجود إختلاف كثير
في تشخيصها. |
|
الآيات( 23 ) ( 32 )
كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ ( 23 ) فَقَالُوا أَبَشَراً مِّنَّا وَحِداً
نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَّفِى ضَلَل وَسُعُر ( 24 )
|
|
كَذَّبَتْ ثَمُودُ
بِالنُّذُرِ ( 23 ) فَقَالُوا أَبَشَراً مِّنَّا وَحِداً نَّتَّبِعُهُ إِنَّا
إِذاً لَّفِى ضَلَل وَسُعُر ( 24 ) أَءُلْقِىَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا
بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ( 25 ) سَيَعْلَمُونَ غَداً مَّنِ الْكَذَّابُ
الاَْشِرُ ( 26 ) إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ
فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ ( 27 ) وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ
بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْب مُّحْتَضَرٌ ( 28 ) فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى
فَعَقَرَ( 29 ) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِى وَنُذُرِ ( 30 ) إِنَّا أَرْسَلْنَا
عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الُْمحْتَظِرِ ( 31 )
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرءَانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِر ( 32 ) |
|
التّفسير |
|
العاقبة
الأليمة لقوم ثمود:
|
|
تكملة للأبحاث السابقة، تتحدّث الآيات الكريمة بإختصار عن ثالث قوم ذكروا في هذه السورة، وهم (قوم ثمود) الذين عاشوا في (حجر)
الواقعة في شمال الحجاز، ليستفاد من قصّتهم
الدروس والعبر. لقد بذل نبيّهم «صالح» (عليه
السلام) أقصى الجهد من أجل هدايتهم وإرشادهم ولكن دون جدوى. ومعلوم أنّ المراد من «غدا»
هو المستقبل القريب، وإنّه حقّاً لتعبير رائع. ومن الواضح أنّ قوم ثمود قد
جعلوا أمام إمتحان عسير، حيث يستعرض سبحانه هذا الإختبار لهم بقوله: (ونبئّهم
أنّ الماء قسمة بينهم كلّ شرب محتضر)( «محتضر» إسم
مفعول من مادّة (حضور) و (شرب) بمعنى السهم والنوبة الخاصّة بالماء، وبناءً على
ذلك فإنّ مفهوم جملة (كلّ شرب محتضر) أي أنّ نوبة كلّ شخص من الماء حاضرة له،
ولا يحقّ للآخرين الحضور والتزاحم عليها.)يوم لهم ويوم للناقة. |
|
الآيات( 33 ) ( 40 )
كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطِ بالنُّذُرِ ( 33 ) إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ
حَاصِباً إِلاَّ ءَالَ لُوط نَّجَّيْنَهُم بِسَحَر ( 34 )
|
|
كَذَّبَتْ قَوْمُ
لُوطِ بالنُّذُرِ ( 33 ) إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِباً إِلاَّ ءَالَ
لُوط نَّجَّيْنَهُم بِسَحَر ( 34 ) نِّعْمَةً مِّنْ عِندِنَا كَذَلِكَ نَجْزِى
مَن شَكَرَ( 35 ) وَلَقَدْ أَنَذَرَهُم بَطْشَتَنَا فَتََمارَوْا بِالنُّذُرِ (
36 ) وَلَقَدْ رَوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَآ أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا
عَذَابِى وَنُذُرِ ( 37 )وَلَقَدْ صَبَّحَهُم بُكْرَةً عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌ ( 38
) فَذُوقُوا عَذَابِى وَنُذُرِ( 39 ) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءَانِ
لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِر ( 40 ) |
|
التّفسير |
|
المصير
الأكثر شؤماً:
|
|
نلاحظ في هذه الآيات تعبيرات
قصيرة وقويّة حول قصّة «قوم لوط» والعذاب الشديد الذي حلّ بهم، وهم المجموعة
الرابعة من الأقوام التي اتّصفت بالقبح والضلال والتي إستعرضتهم هذه السورة
المباركة ... حيث يبدأ الحديث عنهم بقوله سبحانه: (كذّبت
قوم لوط بالنذر). |
|
الآيات( 41 ) ( 46 ) وَلَقَدْ
جَآءَ ءَالَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ ( 41 ) كَذَّبُوا بآيَتِنَا كُلِّهَا
فَأَخَذْنَهُمْ أَخْذَ عَزِيز مُّقْتَدِر ( 42 )
|
|
وَلَقَدْ جَآءَ
ءَالَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ ( 41 ) كَذَّبُوا بآيَتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَهُمْ
أَخْذَ عَزِيز مُّقْتَدِر ( 42 ) أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُوْلَئِكُمْ أَمْ
لَكُم بَرَآءَةٌ فِى الزُّبُرِ ( 43 ) أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ
مُّنتَصِرٌ ( 44 )سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ( 45 ) بَلِ
السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ( 46 ) |
|
التّفسير |
|
هل
أنتم أفضل من الأقوام السابقة؟!
|
|
المجموعة الخامسة التي يتحدّث
عنها القرآن في هذه السلسلة هم قوم فرعون، ولأنّ الحديث عن هؤلاء القوم قد طرح
بصورة تفصيلية في السور القرآنية المختلفة، لذا فإنّ هذه السورة المباركة تستعرض
هذه القصّة في مقاطع مختصرة ومركّزة حول ضرورة الإستفادة من العبر التي جاءت
فيها والإتّعاظ منها... يقول سبحانه: (ولقد جاء آل
فرعون النذر)( (نذر) بالإضافة إلى كونها جمع (نذير)،
فإنّها تعطي أيضاً معنى المصدر أو اسم المصدر، ولكون المصدر يطلق على المعنى
الوصفي أيضاً، لذا يمكن جمع الإثنين في مفهوم واحد.). |
|
ملاحظة: تنبّؤ إعجازي صريح:
|
|
ممّا لا شكّ فيه أنّه عندما
نزلت هذه الآيات في مكّة المكرّمة كان المسلمون أقليّة ضعيفة، وكان العدو في أوج
القوّة والقدرة، ولم يكن أحد يتوقّع إنتصار المسلمين بهذه السرعة، فهو أمر غير
قابل للتصديق في تلك الظروف، ولا مجال للتنبّؤ به. |
|
الآيات( 47 ) ( 55 )
إنَّ الُْمجْرِمِينَ فِى ضَلَل وَسُعُر ( 47 ) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِى النَّارِ
عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ
|
|
إنَّ
الُْمجْرِمِينَ فِى ضَلَل وَسُعُر ( 47 ) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِى النَّارِ عَلَى
وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ ( 48 ) إِنَّا كُلَّ شَىْء خَلَقْنَهُ بِقَدَر
( 49 )وَمَآ أَمْرُنَآ إِلاَّ وَحِدَةٌ كَلَمْحِ بِالْبَصَرِ ( 50 ) وَلَقَدْ
أَهْلَكْنَآ أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِن مُّدَّكِر ( 51 ) وَكُلُّ شَىْء فَعَلُوهُ
فِى الزُّبُرِ ( 52 ) وَكُلُّ صَغِير وَكَبِير مُّسْتَطِرٌ ( 53 ) إِنَّ
الْمُتَّقِينَ فِى جَنَّت وَنَهَر ( 54 ) فِى مَقْعَدِ صِدْق عِندَ مَلِيك
مُّقْتَدِر ( 55 ) |
|
التّفسير |
|
المؤمنون
في ضيافة الله:
|
|
في الحقيقة إنّ هذه الآيات هي
إستمرار لبحث الآيات السابقة حول بيان أحوال المشركين والمجرمين في يوم القيامة.
وآخر آية من تلك الآيات تعكس هذه الحقيقة بوضوح، وهو أنّ يوم القيامة هو الموعد
المرتقب لهؤلاء الأشرار في الإقتصاص منهم، حيث يحمل المرارة والصعوبة والأهوال
لهم، والتي هي أشدّ وأقسى ممّا اُصيبوا به في هذه الدنيا. وتتحدّث الآية الاُولى ـ مورد
البحث ـ عن ذلك حيث يقول سبحانه: (إنّ المجرمين في ضلال
وسعر)( «سعر»: كما بيّنا سابقاً في آخر الآية
(24) من نفس السورة لها معنيان: الأوّل: انّها جمع سعير بمعنى إشتعال النار.
والثّاني: بمعنى الجنون والهيجان الذي يلازمه إضطراب التوازن الفكري، وفي الآية
مورد البحث يمكن أن يكون بالمعنيين معاً، وإذا قصدنا المعنى الثاني فيكون مفهوم
الآية كذلك: أنّهم كانوا يقولون إذا اتّبعنا إنساناً مثلنا فإذاً نحن في ضلال
وجنون، وهنا يردّ القرآن الكريم عليهم بقوله: ستعلمون يوم القيامة آثاركم
وتكذيبكم للأنبياء هو الضلال والجنون.). تجمعان كلّ السمات
الرائعة: |
|
بحوث
|
|
1 ـ التقدير
والحساب في كلّ شيء
|
|
تشير الآية الكريمة (إنّا كلّ
شيء خلقناه بقدر) رغم إيجازها إلى حقيقة مهمّة كامنة في جميع الكون وحاكمة عليه،
وهي دقّة الخلق والتقدير في جميع الوجودات. ومهما تطوّر العلم فانّ
الإنسان يطّلع على مزيد من هذه الحسابات والتقديرات الإلهيّة الدقيقة في عالم
الوجود، والتي تشمل الكائنات المجهرية والأجرام السماوية العظيمة. |
|
2 ـ التقدير
الإلهي وإرادة الإنسان
|
|
قد يتوهّم البعض من خلال ما
طرحته الآية الكريمة من الإعتقاد بالتقدير والحساب الإلهي أنّ أعمالنا
وممارساتنا التي نقوم بها لابدّ أن تكون واقعة ضمن هذا القانون فهي مخلوقة لله
تعالى أيضاً وبالتالي فلسنا مسؤولين عنها ولا إختبار لنا فيها. «المرجئة» من مادّة (إرجاء) بمعنى تأخير
الشيء، وهذا إصطلاح يستعمل للجبريين،
لأنّهم لم يلاحظوا الأوامر الإلهيّة وإرتكبوا المعاصي لظنّهم أنّهم مجبورون، أو
لإعتقادهم أنّ مصير مرتكبي الذنوب الكبيرة غير معلوم لتصوّرهم أنّ البتّ فيها
مؤجّل إلى يوم القيامة(مجمع البحرين مادّة (رجا).) . |
|
3 ـ الأمر الإلهي
كلمة واحدة
|
|
من الواضح أن لا فاصلة زمانية
بين العلّة التامّة والمعلول، لذلك ورد في إصطلاح الفلاسفة أن تقدّم العلّة على
المعلول أمر رتبي. وبالنسبة إلى الإرادة الإلهية في أمر الإيجاد والخلق والذي هو
أوضح مصداق للعلّة التامّة، أو أنّه مصداق وحيد للعلّة التامّة يتّضح هذا المعنى
أكثر. |
|
4 ـ بداية ونهاية
سورة القمر
|
|
النقطة الجديرة بالذكر أنّ
«سورة القمر» بدأت بإنذار وتخويف المشركين بقرب وقوع يوم القيامة، وإنتهت بهدوء
يطمئن المؤمنين الحقيقيين في مقعد صدق عند مليك مقتدر، وهذا هو الطريق المرسوم
للتربية، حيث يبدأ بالتحذير والتخويف وينتهي بطمأنة النفوس المضطربة وتقويم
الأهواء المنحرفة ورفع الخوف والإضطراب وعندئذ تغمر الأرواح بالسكينة والهدوء
بالقرب من الجوار الإلهي الأبدي. نهاية سورة القمر. |
|
|
|
|
سُورَة القَمَر مكّية
وعَدَدُ آيَاتِها خَمس وخمسُون آية
|
|
«سورة القمر» |
|
محتوى
السورة:
|
|
تحوي هذه السّورة خصوصيات السور المكيّة التي تتناول الأبحاث الأساسيّة حول المبدأ والمعاد، وخصوصاً العقوبات
التي نزلت بالاُمم السالفة، وذلك نتيجة عنادهم ولجاجتهم في طريق الكفر
والظلم والفساد.. ممّا أدّى بها الواحدة تلو الاُخرى إلى الإبتلاء بالعذاب
الإلهي الشديد، وسبّب لهم الدمار العظيم. |
|
فضيلة
تلاوة سورة القمر:
|
|
ورد عن رسول الله (صلى الله
عليه وآله وسلم) أنّه قال: |
|
الآيات( 1 ) ( 3 )
اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ ( 1 ) وَإِن يَرَوْا ءَايَةً
يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ ( 2 )
|
|
اقْتَرَبَتِ
السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ ( 1 ) وَإِن يَرَوْا ءَايَةً يُعْرِضُوا
وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ ( 2 ) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَآءَهُمْ
وَكُلُّ أَمْر مُّسْتَقِرٌّ ( 3 ) |
|
التّفسير |
|
شقّ
القمر!!
|
|
يتناول الحديث في
الآية الاُولى حادثتين مهمّتين: وهنالك بعض
المفسّرين من فسّر «مستمر» بمعنى «قوي»
كما قالوا: (حبل مرير) أي: محكم، والبعض فسّرها بمعنى: الطارىء وغير الثابت، ولكن التّفسير الأنسب هو التّفسير الأوّل. أمّا قوله تعالى: (وكذّبوا واتّبعوا أهواءهم وكلّ أمر مستقر) فإنّه يشير
إلى سبب مخالفتهم وعنادهم وسوء العاقبة التي تنتظرهم نتيجة لهذا الإصرار. وهذه التفاسير لا
تتنافى فيما بينها، حيث يمكن جمعها في مفهوم هذه الآية الكريمة. |
|
بحوث
|
|
1 ـ شقّ القمر
معجزة كبيرة للرسول (ص) ومع ذلك فإنّ بعض الأشخاص السطحيين يصرّون على إخراج هذا
الحادث من حالة الإعجاز، حيث قالوا: إنّ الآية الكريمة
تحدّثنا فقط عن المستقبل وعن أشراط الساعة، وهي
الحوادث التي تسبق وقوع يوم القيامة ... |
|
ونشير
هنا إلى روايتين منها:
|
|
الاُولى: أوردها الفخر الرازي أحد المفسّرين السنّة، والاُخرى
للعلاّمة الطبرسي أحد المفسّرين الشيعة. |
|
2 ـ مسألة شقّ
القمر والعلم الحديث:
|
|
السؤال المهمّ
المطروح في هذا البحث هو: هل أنّ الأجرام
السماوية يمكنها أن تنفصل وتنشقّ؟ وما موقف العلم الحديث من ذلك؟ |
|
ويمكن
ذكر بعض النماذج كشواهد على هذه الظواهر ....
|
|
أ
ـ ظهور المنظومة الشمسية:
|
|
إنّ هذه النظرية
المقبولة لدى جميع العلماء تقول: إنّ جميع
كرات المنظومة الشمسية كانت في الأصل جزءاً من الشمس ثمّ إنفصلت عنها، حيث أصبحت
كلّ واحدة منها تدور في مدارها الخاصّ بها غاية الأمر هناك كلام في السبب لهذا
الإنفصال .. الأشخاص المؤيّدون
لهذه النظرية الذين يرون أنّ الحركة
الوضعية للشمس في ذلك الوقت لا تستطيع أن تعطي الجواب الشافي لأسباب هذا
الإنفصال، قالوا: إنّ حالة المدّ والجزر الحاصلة في الشمس أحدثت أمواجاً عظيمة
على سطحها، كما في سقوط حجر كبير في مياه المحيط، وبسبب ذلك تناثرت قطع من الشمس
الواحدة تلو الاُخرى إلى الخارج، ودارت ضمن مدار الكرة الاُمّ (الشمس). |
|
ب
ـ (الأستروئيدات):
|
|
الأستروئيدات: هي قطع من الصخور السماوية العظيمة تدور حول المنظومة
الشمسية، ويطلق عليها في بعض الأحيان بـ (الكرات الصغيرة) و (شبه الكواكب
السيارة) يبلغ قطر كبراها (25) كم، لكن الغالبية منها أصغر من ذلك. |
|
ج
ـ الشهب:
|
|
الشهب: أحجار سماوية صغيرة جدّاً، حتّى
أنّ البعض منها لا يتجاوز حجم (البندقة)، وهي تسير بسرعة فائقة في مدار
خاصّ حول الشمس وقد يتقاطع مسيرها مع مدار الأرض أحياناً فتنجذب إلى الأرض،
ونظراً لسرعتها الخاطفة التي تتميّز بها ـ تصطدم بشدّة مع الهواء المحيط بالأرض،
فترتفع درجة حرارتها بشدّة فتشتعل وتتبيّن لنا كخطّ مضيء وهّاج بين طبقات الجوّ ويسمّى
بالشهاب. |
|
3
ـ شقّ القمر تاريخيّاً:
|
|
لقد طرح البعض من غير
المطّلعين إشكالا آخر على مسألة شقّ القمر، حيث ذكروا أنّ مسألة شقّ القمر لها
أهميّة بالغة، فإذا كانت حقيقيّة فلماذا لم تذكر في كتب التأريخ؟ د ـ إنّ الحوادث السماوية
التي تلفت إنتباه الناس تكون غالباً مصحوبة بصوت أو عتمة كما في الصاعقة التي
تقترن بصوت شديد أو الخسوف والكسوف الكليين الذي يقترن كلّ منها بإنعدام الضوء
تقريباً ولمدّة طويلة. |
4 ـ تأريخ وقوع
هذه المعجزة:
|
|
من الواضح أنّه لا خلاف بين المفسّرين ورواة الحديث حول حدوث
ظاهرة شقّ القمر في مكّة وقبل هجرة الرّسول الأكرم (ص)، لكن الذي يستفاد من بعض
الرّوايات هو أنّ حدوث هذا الأمر كان في بداية بعثة الرّسول (ص)( بحار الأنوار، ج17، ص354 حديث (8).). في حين يستفاد من البعض الآخر أنّ حدوث هذا الأمر قد وقع قرب
هجرة الرّسول (ص)وفي آخر عهده بمكّة، وكان إستجابة لطلب جماعة قدموا من المدينة
لمعرفة الحقّ وأتباعه، إذ أنّهم بعد رؤيتهم لهذه المعجزة آمنوا وبايعوا رسول
الله (ص) في العقبة(بحار الأنوار، ج17، ص352 حديث (1).). |
|
الآيات( 4 ) ( 8 )
وَلَقَدْ جَآءَهُم مِّنَ الاَْنبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ ( 4 ) حِكْمَةٌ
بَلِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ ( 5 ) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ
|
|
|
وَلَقَدْ جَآءَهُم
مِّنَ الاَْنبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ ( 4 ) حِكْمَةٌ بَلِغَةٌ فَمَا تُغْنِ
النُّذُرُ ( 5 ) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَىْء نُّكُر
( 6 ) خُشَّعاً أَبْصَرُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الاَْجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ
مُّنتَشِرٌ ( 7 )مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَفِرُونَ هَذَا يَوْمٌ
عَسِرٌ ( 8 ) |
|
التّفسير |
|
يوم
البعث والنشور:
|
|
تأتي هذه الآيات لتواصل البحث
عن الكفّار الذين كذّبوا الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يذعنوا للحقّ
حيث أعرضوا عن جميع المعاجز التي شاهدوها. |
|
مسألة: لماذا كان يوم القيامة يوماً عسيراً؟:
|
|
ولماذا لا يكون عسيراً؟ في
الوقت الذي يحاط فيه المجرمون بكلّ أجواء الرهبة والوحشة، وخاصّة عندما يستلمون
صحائف أعمالهم حيث يصطرخون: (ياويلتنا ما لهذا الكتاب
لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلاّ أحصاها) ،(
الكهف، 49.) هذا من جهة. |
|
الآيات( 9 ) ( 17 )
كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوح فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ
وَازْدُجِرَ( 9 ) فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّى مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ
|
|
كَذَّبَتْ
قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوح فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ(
9 ) فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّى مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ ( 10 ) فَفَتَحْنَآ أَبْوَبَ
السَّمَآءِ بِمَآء مُّنْهَمِر ( 11 ) وَفَجَّرْنَا الاَْرْضَ عُيُوناً
فَالْتَقَى الْمَآءُ عَلَى أَمْر قَدْ قُدِرَ( 12 ) وَحَمَلْنَهُ عَلَى ذَاتِ
أَلْوَح وَدُسُر ( 13 ) تَجْرِى بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ ( 14
) وَلَقَد تَّرَكْنَهَا ءَايَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِر( 15 ) فَكَيْفَ كَانَ
عَذَابِى وَنُذُرِ ( 16 ) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءَانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ
مِن مُّدَّكِر( 17 ) |
|
التّفسير |
|
قصّة
قوم نوح عبرة وعظة:
|
|
جرت السنّة القرآنية في كثير
من الموارد أنّ الله سبحانه يستعرض حالة الأقوام السابقة والعاقبة المؤلمة التي
انتهوا إليها إنذاراً وتوضيحاً (للكفّار والمجرمين) بأنّ الإستمرار في طريق
الضلال سوف لن يؤدّي بهم إلاّ إلى المصير البائس الذي لاقته الأقوام السابقة. وفي هذه السورة، إكمالا للبحث الذي تناولته الآيات
السابقة، في إثارات وإشارات مختصرة ومعبّرة حول تاريخ خمسة من الأقوام المعاندة
إبتداءً من قوم نوح كما في قوله تعالى: (كذّبت قبلهم
قوم نوح فكذّبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدُجر). فمضافاً إلى تكذيبه
وإتّهامه بالجنون صبّوا عليه ألوان الأذى والتعذيب ومنعوه من الإستمرار في أداء
رسالته. |
الآيات( 18 ) ( 22 )
كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانِ عَذَابِى وَنُذُرِ ( 18 ) إِنَّآ أَرْسَلْنَا
عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِى يَوْمِ نَحْس مُّسْتَمِرٍّ
|
|
كَذَّبَتْ عَادٌ
فَكَيْفَ كَانِ عَذَابِى وَنُذُرِ ( 18 ) إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً
صَرْصَراً فِى يَوْمِ نَحْس مُّسْتَمِرٍّ ( 19 ) تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ
أَعْجَازُ نَخْل مُّنقَعِر ( 20 ) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِى وَنُذُرِ ( 21 )
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءَانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرِ ( 22 ) |
|
التّفسير |
|
مصير
قوم عاد:
|
|
|
تستعرض الآيات الكريمة أعلاه وبإختصار أخبار نموذج آخر من الكفّار والمجرمين بعد قوم نوح،
وهم (قوم عاد) وذلك كتحذير لمن يتنكّب طريق
الحقّ والهداية الإلهية. |
|
بحث
|
|
سعد
الأيّام ونحسها:
|
|
الشيء المتعارف بين الناس، هو
أنّ بعض الأيّام سعيدة ومباركة، والبعض الآخر نحس ومشؤوم، مع وجود إختلاف كثير
في تشخيصها. |
|
الآيات( 23 ) ( 32 )
كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ ( 23 ) فَقَالُوا أَبَشَراً مِّنَّا وَحِداً
نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَّفِى ضَلَل وَسُعُر ( 24 )
|
|
كَذَّبَتْ ثَمُودُ
بِالنُّذُرِ ( 23 ) فَقَالُوا أَبَشَراً مِّنَّا وَحِداً نَّتَّبِعُهُ إِنَّا
إِذاً لَّفِى ضَلَل وَسُعُر ( 24 ) أَءُلْقِىَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا
بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ( 25 ) سَيَعْلَمُونَ غَداً مَّنِ الْكَذَّابُ
الاَْشِرُ ( 26 ) إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ
فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ ( 27 ) وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ
بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْب مُّحْتَضَرٌ ( 28 ) فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى
فَعَقَرَ( 29 ) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِى وَنُذُرِ ( 30 ) إِنَّا أَرْسَلْنَا
عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الُْمحْتَظِرِ ( 31 )
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرءَانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِر ( 32 ) |
|
التّفسير |
|
العاقبة
الأليمة لقوم ثمود:
|
|
تكملة للأبحاث السابقة، تتحدّث الآيات الكريمة بإختصار عن ثالث قوم ذكروا في هذه السورة، وهم (قوم ثمود) الذين عاشوا في (حجر)
الواقعة في شمال الحجاز، ليستفاد من قصّتهم
الدروس والعبر. لقد بذل نبيّهم «صالح» (عليه
السلام) أقصى الجهد من أجل هدايتهم وإرشادهم ولكن دون جدوى. ومعلوم أنّ المراد من «غدا»
هو المستقبل القريب، وإنّه حقّاً لتعبير رائع. ومن الواضح أنّ قوم ثمود قد
جعلوا أمام إمتحان عسير، حيث يستعرض سبحانه هذا الإختبار لهم بقوله: (ونبئّهم
أنّ الماء قسمة بينهم كلّ شرب محتضر)( «محتضر» إسم
مفعول من مادّة (حضور) و (شرب) بمعنى السهم والنوبة الخاصّة بالماء، وبناءً على
ذلك فإنّ مفهوم جملة (كلّ شرب محتضر) أي أنّ نوبة كلّ شخص من الماء حاضرة له،
ولا يحقّ للآخرين الحضور والتزاحم عليها.)يوم لهم ويوم للناقة. |
|
الآيات( 33 ) ( 40 )
كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطِ بالنُّذُرِ ( 33 ) إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ
حَاصِباً إِلاَّ ءَالَ لُوط نَّجَّيْنَهُم بِسَحَر ( 34 )
|
|
كَذَّبَتْ قَوْمُ
لُوطِ بالنُّذُرِ ( 33 ) إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِباً إِلاَّ ءَالَ
لُوط نَّجَّيْنَهُم بِسَحَر ( 34 ) نِّعْمَةً مِّنْ عِندِنَا كَذَلِكَ نَجْزِى
مَن شَكَرَ( 35 ) وَلَقَدْ أَنَذَرَهُم بَطْشَتَنَا فَتََمارَوْا بِالنُّذُرِ (
36 ) وَلَقَدْ رَوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَآ أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا
عَذَابِى وَنُذُرِ ( 37 )وَلَقَدْ صَبَّحَهُم بُكْرَةً عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌ ( 38
) فَذُوقُوا عَذَابِى وَنُذُرِ( 39 ) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءَانِ
لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِر ( 40 ) |
|
التّفسير |
|
المصير
الأكثر شؤماً:
|
|
نلاحظ في هذه الآيات تعبيرات
قصيرة وقويّة حول قصّة «قوم لوط» والعذاب الشديد الذي حلّ بهم، وهم المجموعة
الرابعة من الأقوام التي اتّصفت بالقبح والضلال والتي إستعرضتهم هذه السورة
المباركة ... حيث يبدأ الحديث عنهم بقوله سبحانه: (كذّبت
قوم لوط بالنذر). |
|
الآيات( 41 ) ( 46 ) وَلَقَدْ
جَآءَ ءَالَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ ( 41 ) كَذَّبُوا بآيَتِنَا كُلِّهَا
فَأَخَذْنَهُمْ أَخْذَ عَزِيز مُّقْتَدِر ( 42 )
|
|
وَلَقَدْ جَآءَ
ءَالَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ ( 41 ) كَذَّبُوا بآيَتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَهُمْ
أَخْذَ عَزِيز مُّقْتَدِر ( 42 ) أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُوْلَئِكُمْ أَمْ
لَكُم بَرَآءَةٌ فِى الزُّبُرِ ( 43 ) أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ
مُّنتَصِرٌ ( 44 )سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ( 45 ) بَلِ
السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ( 46 ) |
|
التّفسير |
|
هل
أنتم أفضل من الأقوام السابقة؟!
|
|
المجموعة الخامسة التي يتحدّث
عنها القرآن في هذه السلسلة هم قوم فرعون، ولأنّ الحديث عن هؤلاء القوم قد طرح
بصورة تفصيلية في السور القرآنية المختلفة، لذا فإنّ هذه السورة المباركة تستعرض
هذه القصّة في مقاطع مختصرة ومركّزة حول ضرورة الإستفادة من العبر التي جاءت
فيها والإتّعاظ منها... يقول سبحانه: (ولقد جاء آل
فرعون النذر)( (نذر) بالإضافة إلى كونها جمع (نذير)،
فإنّها تعطي أيضاً معنى المصدر أو اسم المصدر، ولكون المصدر يطلق على المعنى
الوصفي أيضاً، لذا يمكن جمع الإثنين في مفهوم واحد.). |
|
ملاحظة: تنبّؤ إعجازي صريح:
|
|
ممّا لا شكّ فيه أنّه عندما
نزلت هذه الآيات في مكّة المكرّمة كان المسلمون أقليّة ضعيفة، وكان العدو في أوج
القوّة والقدرة، ولم يكن أحد يتوقّع إنتصار المسلمين بهذه السرعة، فهو أمر غير
قابل للتصديق في تلك الظروف، ولا مجال للتنبّؤ به. |
|
الآيات( 47 ) ( 55 )
إنَّ الُْمجْرِمِينَ فِى ضَلَل وَسُعُر ( 47 ) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِى النَّارِ
عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ
|
|
إنَّ
الُْمجْرِمِينَ فِى ضَلَل وَسُعُر ( 47 ) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِى النَّارِ عَلَى
وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ ( 48 ) إِنَّا كُلَّ شَىْء خَلَقْنَهُ بِقَدَر
( 49 )وَمَآ أَمْرُنَآ إِلاَّ وَحِدَةٌ كَلَمْحِ بِالْبَصَرِ ( 50 ) وَلَقَدْ
أَهْلَكْنَآ أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِن مُّدَّكِر ( 51 ) وَكُلُّ شَىْء فَعَلُوهُ
فِى الزُّبُرِ ( 52 ) وَكُلُّ صَغِير وَكَبِير مُّسْتَطِرٌ ( 53 ) إِنَّ
الْمُتَّقِينَ فِى جَنَّت وَنَهَر ( 54 ) فِى مَقْعَدِ صِدْق عِندَ مَلِيك
مُّقْتَدِر ( 55 ) |
|
التّفسير |
|
المؤمنون
في ضيافة الله:
|
|
في الحقيقة إنّ هذه الآيات هي
إستمرار لبحث الآيات السابقة حول بيان أحوال المشركين والمجرمين في يوم القيامة.
وآخر آية من تلك الآيات تعكس هذه الحقيقة بوضوح، وهو أنّ يوم القيامة هو الموعد
المرتقب لهؤلاء الأشرار في الإقتصاص منهم، حيث يحمل المرارة والصعوبة والأهوال
لهم، والتي هي أشدّ وأقسى ممّا اُصيبوا به في هذه الدنيا. وتتحدّث الآية الاُولى ـ مورد
البحث ـ عن ذلك حيث يقول سبحانه: (إنّ المجرمين في ضلال
وسعر)( «سعر»: كما بيّنا سابقاً في آخر الآية
(24) من نفس السورة لها معنيان: الأوّل: انّها جمع سعير بمعنى إشتعال النار.
والثّاني: بمعنى الجنون والهيجان الذي يلازمه إضطراب التوازن الفكري، وفي الآية
مورد البحث يمكن أن يكون بالمعنيين معاً، وإذا قصدنا المعنى الثاني فيكون مفهوم
الآية كذلك: أنّهم كانوا يقولون إذا اتّبعنا إنساناً مثلنا فإذاً نحن في ضلال
وجنون، وهنا يردّ القرآن الكريم عليهم بقوله: ستعلمون يوم القيامة آثاركم
وتكذيبكم للأنبياء هو الضلال والجنون.). تجمعان كلّ السمات
الرائعة: |
|
بحوث
|
|
1 ـ التقدير
والحساب في كلّ شيء
|
|
تشير الآية الكريمة (إنّا كلّ
شيء خلقناه بقدر) رغم إيجازها إلى حقيقة مهمّة كامنة في جميع الكون وحاكمة عليه،
وهي دقّة الخلق والتقدير في جميع الوجودات. ومهما تطوّر العلم فانّ
الإنسان يطّلع على مزيد من هذه الحسابات والتقديرات الإلهيّة الدقيقة في عالم
الوجود، والتي تشمل الكائنات المجهرية والأجرام السماوية العظيمة. |
|
2 ـ التقدير
الإلهي وإرادة الإنسان
|
|
قد يتوهّم البعض من خلال ما
طرحته الآية الكريمة من الإعتقاد بالتقدير والحساب الإلهي أنّ أعمالنا
وممارساتنا التي نقوم بها لابدّ أن تكون واقعة ضمن هذا القانون فهي مخلوقة لله
تعالى أيضاً وبالتالي فلسنا مسؤولين عنها ولا إختبار لنا فيها. «المرجئة» من مادّة (إرجاء) بمعنى تأخير
الشيء، وهذا إصطلاح يستعمل للجبريين،
لأنّهم لم يلاحظوا الأوامر الإلهيّة وإرتكبوا المعاصي لظنّهم أنّهم مجبورون، أو
لإعتقادهم أنّ مصير مرتكبي الذنوب الكبيرة غير معلوم لتصوّرهم أنّ البتّ فيها
مؤجّل إلى يوم القيامة(مجمع البحرين مادّة (رجا).) . |
|
3 ـ الأمر الإلهي
كلمة واحدة
|
|
من الواضح أن لا فاصلة زمانية
بين العلّة التامّة والمعلول، لذلك ورد في إصطلاح الفلاسفة أن تقدّم العلّة على
المعلول أمر رتبي. وبالنسبة إلى الإرادة الإلهية في أمر الإيجاد والخلق والذي هو
أوضح مصداق للعلّة التامّة، أو أنّه مصداق وحيد للعلّة التامّة يتّضح هذا المعنى
أكثر. |
|
4 ـ بداية ونهاية
سورة القمر
|
|
النقطة الجديرة بالذكر أنّ
«سورة القمر» بدأت بإنذار وتخويف المشركين بقرب وقوع يوم القيامة، وإنتهت بهدوء
يطمئن المؤمنين الحقيقيين في مقعد صدق عند مليك مقتدر، وهذا هو الطريق المرسوم
للتربية، حيث يبدأ بالتحذير والتخويف وينتهي بطمأنة النفوس المضطربة وتقويم
الأهواء المنحرفة ورفع الخوف والإضطراب وعندئذ تغمر الأرواح بالسكينة والهدوء
بالقرب من الجوار الإلهي الأبدي. نهاية سورة القمر. |
|
|
|