- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
سُورَة الطُّور مكّية
وعَدَدُ آيَاتِها تسع وأربعُون آية
|
|
محتوى
السورة:
|
|
تتركز بحوث هذه السورة ـ
أيضاً ـ على مسألة المعاد وعاقبة الصالحين والمتّقين من
جهة، والمجرمين والمفسدين في ذلك اليوم العظيم من
جهة اُخرى رغم أنّ فيها مواضيع اُخر في مجالات مختلفة من الاُمور
العقائدية أيضاً ـ . 6 ـ وأخيراً فإنّ
القسم الأخير من هذه السورة الذي لا يتجاوز الآيتين يختتم الاُمور المذكورة آنفاً بأمر
نبي الإسلام بالصبر والإستقامة والتسبيح والحمد لله .. ووعده بأنّ الله
حاميه وناصره. |
|
فضيلة تلاوة هذه السورة: |
|
ورد عن النّبي (صلى الله عليه
وآله وسلم) أنّه قال: «من قرأ سورة الطور كان حقّاً على الله أن يؤمنه من عذابه
وأن ينعّمه في جنّته»( مجمع البيان، ج9، ص162 ـ تفسير
البرهان، ص240.) . |
|
الآيات ( 1 ) ( 8 )
وَالطُّورِ ( 1 ) وَكِتَب مَّسْطُور ( 2 ) فِى رَقٍّ مَّنشُور ( 3 ) وَالْبَيْتِ
الْمَعْمُورِ( 4 )
|
|
وَالطُّورِ ( 1 )
وَكِتَب مَّسْطُور ( 2 ) فِى رَقٍّ مَّنشُور ( 3 ) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ( 4
) وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ ( 5 ) وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ ( 6 ) إِنَّ عَذَابَ
رِبِّكَ لَوَقِعٌ ( 7 ) مَّا لَهُ مِن دَافِع ( 8 ) |
|
التّفسير |
|
هذه السورة ـ هي الاُخرى ـ من السور التي تبدأ بالقسم .. القسم الذي يهدف لبيان
حقيقة مهمّة، وهي مسألة القيامة والمعاد ومحاسبة أعمال الناس. ولكن أين هو هذا «البحر المسجور»؟ قال بعضهم
هو البحر المحيط بالأرض «أو البحار المحيطة بها» وسيلتهب قبل يوم القيامة، ثمّ ينفجر كما نقرأ ذلك في الآية (6) من سورة التكوير (وإذا
البحار سُجّرت) ونقرأ في الآية (3) من سورة الإنفطار (وإذا البحار فجّرت). |
|
الآيات( 9 ) ( 16 )
يَوْمَ تَمُورُ السَّمَآءُ مَوْراً ( 9 ) وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْراً ( 10 )
فَوَيْلٌ يَوْمَئِذ لِّلْمُكَذِّبِينَ ( 11 )
|
|
يَوْمَ تَمُورُ
السَّمَآءُ مَوْراً ( 9 ) وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْراً ( 10 ) فَوَيْلٌ
يَوْمَئِذ لِّلْمُكَذِّبِينَ ( 11 ) الَّذِينَ هُمْ فِى خَوْض يَلْعَبُونَ ( 12
) يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعّاً ( 13 ) هَذِهِ النَّارُ
الَّتِى كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ( 14 ) أَفَسِحْرٌ هَذَآ أَمْ أَنتُمْ لاَ
تُبْصِرُونَ ( 15 ) اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لاَ تَصْبِرُوا سَوَآءٌ
عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ( 16 ) |
|
التّفسير |
|
كانت في الآيات السابقة إشارة
وتلميح عن عذاب الله في يوم القيامة ـ بصورة مغلقة ـ أمّا الآيات ـ محلّ البحث ـ
ففيها توضيح وتفسير لما مرّ، فتتحدّث أوّلا عن بعض حالات يوم القيامة وخصائصه،
ثمّ عن كيفية تعذيب المكذّبين فتقول: (يوم تمور السماء
موراً)( كلمة «يوم» منصوبة على أنّها ظرف وهي
متعلّقة باسم الفاعل «واقع» الواردة في الآيات المتقدّمة ...) ـ |
|
تعقيب : 1 ـ كيف يُساق المجرمون إلى جهنّم؟ 2 ـ الخائضون في الأباطيل!.
|
|
1 ـ كيف يُساق
المجرمون إلى جهنّم؟
|
|
لا شكّ أنّ المجرمين يُساقون
ويُدعّون إلى جهنّم بالتحقير والمهانة والزجر والعذاب، إلاّ أنّه تشاهد آيات
متعدّدة في هذا الصدد ذات تعابير مختلفة. |
|
2
ـ الخائضون في الأباطيل!.
|
بالرغم من أنّ كلام القرآن في
الآيات الآنفة كان يدور حول المشركين في عصر النّبي محمّد (ص)، إلاّ أنّ هذه
الآيات دون شكّ عامّة، فهي تشمل جميع المكذّبين حتّى الفلاسفة الماديين الخائضين
في حفنة من الخيالات والأفكار الناقصة، ويتّخذون حقائق عالم الوجود لعباً
وهزواً، ولا يعتدون إلاّ بما يقرّ به عقلهم القاصر، فهم ينتظرون أن يروا كلّ شيء
في مختبراتهم وتحت المجهر حتّى ذات الله المقدّسة ـ تعالى عن ذلك علوّاً كبيراً
ـ وإلاّ فلا يؤمنون بوجوده أبداً. |
|
الآيات( 17 ) ( 21 )
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِى جَنَّت وَنَعِيم ( 17 ) فَكِهِينَ بِمَآ ءَاتَهُمْ
رَبُّهُمْ وَوَقَهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ( 18 )
|
|
إِنَّ
الْمُتَّقِينَ فِى جَنَّت وَنَعِيم ( 17 ) فَكِهِينَ بِمَآ ءَاتَهُمْ رَبُّهُمْ
وَوَقَهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ( 18 ) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً
بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ( 19 ) مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُر مَّصْفُوفَة
وَزَوَّجْنَهُم بِحُور عِين( 20 ) وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ
ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَن أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَهُم
مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَىْء كُلُّ امْرِىء بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ( 21 ) |
|
|
التّفسير |
|
مواهب
الله للمتّقين:
|
|
تعقيباً على المباحث الواردة
في الآيات المتقدّمة حول عقاب المجرمين وعذابهم الأليم تذكر الآيات محلّ البحث
ما يقابل ذلك من المواهب الكثيرة والثواب العظيم للمؤمنين والمتّقين لتتجلّى بمقايسة
واضحة مكانة كلّ من الفريقين. والتعبير بـ «المتّقين» بدلا من المؤمنين، لأنّ هذا العنوان يحمل مفهوم
الإيمان، كما يحمل مفهوم العمل الصالح أيضاً، خاصّة أنّ «التقوى» تقع مقدّمةً
وأساساً للإيمان في بعض المراحل، كما تقول الآية 2 من سورة البقرة (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتّقين) لأنّ الإنسان
إذا لم يكن ذا تعهّد وإحساس بالمسؤولية وروح تطلب الحقّ وتبحث عنه ـ وكلّ ذلك
مرحلة من مراحل التقوى ـ فإنّه لا يمضي في التحقيق عن دينه وعقيدته ولا يقبل
هداية القرآن أبداً. |
|
الآيات( 22 ) ( 28 )
وَأَمْدَدْنَهُم بِفَكِهَة وَلَحْم مِّمَّا يَشْتَهُونَ ( 22 ) يَتَنَزَعُونَ
فِيهَا كَأْساً لاَّ لَغْوٌ فِيهَا وَلاَ تَأْثِيمٌ ( 23 )
|
|
وَأَمْدَدْنَهُم
بِفَكِهَة وَلَحْم مِّمَّا يَشْتَهُونَ ( 22 ) يَتَنَزَعُونَ فِيهَا كَأْساً
لاَّ لَغْوٌ فِيهَا وَلاَ تَأْثِيمٌ ( 23 ) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ
لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ ( 24 ) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى
بَعْض يَتَسَآءَلُونَ( 25 ) قَالُوآ إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِى أَهْلِنَا
مُشْفِقِينَ ( 26 ) فَمَنَّ اللهُ عَلَيْنَا وَوَقَنَا عَذَابَ السَّمُومِ( 27 )
إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ( 28 ) |
|
التّفسير |
|
مواهب
اُخرى لأهل الجنّة:
|
|
أشارت الآيات المتقدّمة إلى
تسعة أقسام من مواهب أهل الجنّة، وتشير الآيات محلّ البحث إلى خمسة اُخر منها
بحيث يستفاد من المجموع أنّ ما هو لازم للهدوء والطمأنينة والفرح والسرور
واللذّة مهيّأ لهم في الجنّة! |
|
ملاحظات
: معاني المفردات , إرتباط الآيات ومضامينها
|
|
1 ـ
كلمة «يتساءلون» مشتقّة من السؤال، ومعناه الإستفهام، أي يسأل بعضهم بعضاً،
وهذا الفعل هنا يشير إلى أنّ أهل الجنّة يسأل بعضهم بعضاً عن ماضيه، لأنّ تذكّر
هذه المسائل والنجاة من تلك الآلام والهموم والوصول إلى مثل هذه المواهب كلّ ذلك
بنفسه تلذّذ أيضاً ... وهذا يشبه تماماً «الإنسان» المسافر العائد من سفر محفوف
بالمخاطر إلى محيط آمن. فهو يتحدّث مع من سافر معه عن ما كان في سفره ويعرب عن
سروره لسلامته. وهذه النعم بعضها مادّي وبعضها معنوي، ومع كلّ ذلك فإنّ نعم الجنّة الماديّة والمعنوية غير
منحصرة بهذه النعم، بل ما هو مذكور هنا يعدّ جانب من جوانب نعم الجنّة! |
|
الآيات( 29 ) ( 34 )
فَذَكِّرْ فَمَآ أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِن وَلاَ مَجْنُون ( 29 ) أَمْ
يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ
|
فَذَكِّرْ فَمَآ
أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِن وَلاَ مَجْنُون ( 29 ) أَمْ يَقُولُونَ
شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ ( 30 ) قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّى
مَعَكُم مِّنَ الْمُتَرَبِّصِينَ ( 31 ) أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَمُهُم بِهَذَا
أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ( 32 ) أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لاَّ
يُؤْمِنُونَ ( 33 ) فَلْيَأْتُوا بِحَدِيث مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَدِقِينَ ( 34
) |
|
سبب
النّزول
|
|
جاء في رواية أنّ قريشاً
إجتمعت في دار الندوة(دار الندوة هي دار «قصي بن كلاب»
جدّ العرب المعروف، وكانوا يجتمعون فيها للمشاورة في الاُمور المهمّة، وكانت هذه
الدار إلى جوار بيت الله وتفتح بابه نحو جهة الكعبة، وكانت هذه الدار ذات مركزية
في زمن قصي بن كلاب نفسه (راجع سيرة ابن هشام، ج2، ص124 وج ص132).)
ليفكّروا في مواجهة دعوة النّبي الإسلامية التي كانت تعدّ خطراً كبيراً على
منافعهم غير المشروعة. |
|
التّفسير |
|
|
اُمنيات
المشركين وتحدّي القرآن
|
|
كان الكلام في الآيات
المتقدّمة على قسم مهمّ من نعم الجنّة وثواب المتّقين وكان الكلام في الآيات
التي سبقتها عن بعض عذاب أهل النار. |
|
الآيات( 35 ) ( 43 )
أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَىْء أَمْ هُمُ الْخَلِقُونَ ( 35 ) أَمْ خَلَقُوا
السَّمَوَتِ وَالاَْرْضَ بَل لاَّ يُوقِنُونَ ( 36 )
|
|
أَمْ خُلِقُوا مِنْ
غَيْرِ شَىْء أَمْ هُمُ الْخَلِقُونَ ( 35 ) أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَتِ
وَالاَْرْضَ بَل لاَّ يُوقِنُونَ ( 36 ) أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ
هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ ( 37 ) أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ
فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم بِسُلْطَن مُّبِين ( 38 ) أَمْ لَهُ الْبَنَتُ
وَلَكُمُ الْبَنُونَ ( 39 )أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِّن مَّغْرَم
مُّثْقَلُونَ ( 40 ) أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ ( 41 ) أَمْ
يُرِيُدونَ كَيْداً فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ ( 42 ) أَمْ لَهُمْ
إِلَهٌ غَيْرُ اللهِ سُبْحَنَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ( 43 ) |
|
التّفسير |
|
ما
هو كلامكم الحقّ؟
|
|
هذه الآيات تواصل البحث
الإستدلالي السابق ـ كذلك ـ وهي تناقش المنكرين للقرآن
ونبوّة محمّد (ص) وقدرة الله سبحانه. |
|
إذا
كان العالم حادثاً فلا يخرج عن الحالات الخمس التالية
|
|
1 ـ وُجد من
دون علّة! |
|
الآيات( 44 ) ( 49 )
وَإِن يَرَوْا كِسْفاً مِّنَ السَّمَاءِ سَاقِطاً يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ
( 44 )فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَقُوا
|
|
وَإِن يَرَوْا
كِسْفاً مِّنَ السَّمَاءِ سَاقِطاً يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ ( 44
)فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِى فِيهِ يُصْعَقُونَ ( 45 )
يَوْمَ لا يُغْنِى عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ ( 46 )
وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ
يَعْلَمُونَ ( 47 )وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا
وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ ( 48 ) وَمِنَ الَّيْلِ فَسَبِّحْهُ
وَإِدْبَرَ النُّجُومِ ( 49 ) |
|
التّفسير |
|
إنّك
بأعيننا!
|
|
تعقيباً على البحث الوارد في
الآيات المتقدّمة الذي يناقش المشركين والمنكرين المعاندين، هذا البحث الذي يكشف
الحقيقة ساطعةً لكلّ إنسان يطلب الحقّ، تميط الآيات محلّ البحث النقاب عن
تعصّبهم وعنادهم فتقول: (وان يروا كسفاً من السماء ساقطاً يقولوا سحاب مركوم)( «الكِسْفُ»: على وزن فِسْق ـ معناه القطعة من كلّ شيء، ومع
ملاحظة بقيّة التعبير. «من السماء»: يظهر المراد منه هنا القطعة من حَجر السماء،
وقد دلّت عليه بعض كتب اللغة وهذه الكلمة تجمع على كِسَف على وزن عِنَب، إلاّ
أنّ أغلب المفسّرين يرون بأنّ الكلمة هنا مفردة وظاهر الآية أنّها مفردة أيضاً،
لأنّها وصفتها بالمفرد ساقطاً ..). آمين
ربّ العالمين. |
|
|
|
|
سُورَة الطُّور مكّية
وعَدَدُ آيَاتِها تسع وأربعُون آية
|
|
محتوى
السورة:
|
|
تتركز بحوث هذه السورة ـ
أيضاً ـ على مسألة المعاد وعاقبة الصالحين والمتّقين من
جهة، والمجرمين والمفسدين في ذلك اليوم العظيم من
جهة اُخرى رغم أنّ فيها مواضيع اُخر في مجالات مختلفة من الاُمور
العقائدية أيضاً ـ . 6 ـ وأخيراً فإنّ
القسم الأخير من هذه السورة الذي لا يتجاوز الآيتين يختتم الاُمور المذكورة آنفاً بأمر
نبي الإسلام بالصبر والإستقامة والتسبيح والحمد لله .. ووعده بأنّ الله
حاميه وناصره. |
|
فضيلة تلاوة هذه السورة: |
|
ورد عن النّبي (صلى الله عليه
وآله وسلم) أنّه قال: «من قرأ سورة الطور كان حقّاً على الله أن يؤمنه من عذابه
وأن ينعّمه في جنّته»( مجمع البيان، ج9، ص162 ـ تفسير
البرهان، ص240.) . |
|
الآيات ( 1 ) ( 8 )
وَالطُّورِ ( 1 ) وَكِتَب مَّسْطُور ( 2 ) فِى رَقٍّ مَّنشُور ( 3 ) وَالْبَيْتِ
الْمَعْمُورِ( 4 )
|
|
وَالطُّورِ ( 1 )
وَكِتَب مَّسْطُور ( 2 ) فِى رَقٍّ مَّنشُور ( 3 ) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ( 4
) وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ ( 5 ) وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ ( 6 ) إِنَّ عَذَابَ
رِبِّكَ لَوَقِعٌ ( 7 ) مَّا لَهُ مِن دَافِع ( 8 ) |
|
التّفسير |
|
هذه السورة ـ هي الاُخرى ـ من السور التي تبدأ بالقسم .. القسم الذي يهدف لبيان
حقيقة مهمّة، وهي مسألة القيامة والمعاد ومحاسبة أعمال الناس. ولكن أين هو هذا «البحر المسجور»؟ قال بعضهم
هو البحر المحيط بالأرض «أو البحار المحيطة بها» وسيلتهب قبل يوم القيامة، ثمّ ينفجر كما نقرأ ذلك في الآية (6) من سورة التكوير (وإذا
البحار سُجّرت) ونقرأ في الآية (3) من سورة الإنفطار (وإذا البحار فجّرت). |
|
الآيات( 9 ) ( 16 )
يَوْمَ تَمُورُ السَّمَآءُ مَوْراً ( 9 ) وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْراً ( 10 )
فَوَيْلٌ يَوْمَئِذ لِّلْمُكَذِّبِينَ ( 11 )
|
|
يَوْمَ تَمُورُ
السَّمَآءُ مَوْراً ( 9 ) وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْراً ( 10 ) فَوَيْلٌ
يَوْمَئِذ لِّلْمُكَذِّبِينَ ( 11 ) الَّذِينَ هُمْ فِى خَوْض يَلْعَبُونَ ( 12
) يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعّاً ( 13 ) هَذِهِ النَّارُ
الَّتِى كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ( 14 ) أَفَسِحْرٌ هَذَآ أَمْ أَنتُمْ لاَ
تُبْصِرُونَ ( 15 ) اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لاَ تَصْبِرُوا سَوَآءٌ
عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ( 16 ) |
|
التّفسير |
|
كانت في الآيات السابقة إشارة
وتلميح عن عذاب الله في يوم القيامة ـ بصورة مغلقة ـ أمّا الآيات ـ محلّ البحث ـ
ففيها توضيح وتفسير لما مرّ، فتتحدّث أوّلا عن بعض حالات يوم القيامة وخصائصه،
ثمّ عن كيفية تعذيب المكذّبين فتقول: (يوم تمور السماء
موراً)( كلمة «يوم» منصوبة على أنّها ظرف وهي
متعلّقة باسم الفاعل «واقع» الواردة في الآيات المتقدّمة ...) ـ |
|
تعقيب : 1 ـ كيف يُساق المجرمون إلى جهنّم؟ 2 ـ الخائضون في الأباطيل!.
|
|
1 ـ كيف يُساق
المجرمون إلى جهنّم؟
|
|
لا شكّ أنّ المجرمين يُساقون
ويُدعّون إلى جهنّم بالتحقير والمهانة والزجر والعذاب، إلاّ أنّه تشاهد آيات
متعدّدة في هذا الصدد ذات تعابير مختلفة. |
|
2
ـ الخائضون في الأباطيل!.
|
بالرغم من أنّ كلام القرآن في
الآيات الآنفة كان يدور حول المشركين في عصر النّبي محمّد (ص)، إلاّ أنّ هذه
الآيات دون شكّ عامّة، فهي تشمل جميع المكذّبين حتّى الفلاسفة الماديين الخائضين
في حفنة من الخيالات والأفكار الناقصة، ويتّخذون حقائق عالم الوجود لعباً
وهزواً، ولا يعتدون إلاّ بما يقرّ به عقلهم القاصر، فهم ينتظرون أن يروا كلّ شيء
في مختبراتهم وتحت المجهر حتّى ذات الله المقدّسة ـ تعالى عن ذلك علوّاً كبيراً
ـ وإلاّ فلا يؤمنون بوجوده أبداً. |
|
الآيات( 17 ) ( 21 )
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِى جَنَّت وَنَعِيم ( 17 ) فَكِهِينَ بِمَآ ءَاتَهُمْ
رَبُّهُمْ وَوَقَهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ( 18 )
|
|
إِنَّ
الْمُتَّقِينَ فِى جَنَّت وَنَعِيم ( 17 ) فَكِهِينَ بِمَآ ءَاتَهُمْ رَبُّهُمْ
وَوَقَهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ( 18 ) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً
بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ( 19 ) مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُر مَّصْفُوفَة
وَزَوَّجْنَهُم بِحُور عِين( 20 ) وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ
ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَن أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَهُم
مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَىْء كُلُّ امْرِىء بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ( 21 ) |
|
|
التّفسير |
|
مواهب
الله للمتّقين:
|
|
تعقيباً على المباحث الواردة
في الآيات المتقدّمة حول عقاب المجرمين وعذابهم الأليم تذكر الآيات محلّ البحث
ما يقابل ذلك من المواهب الكثيرة والثواب العظيم للمؤمنين والمتّقين لتتجلّى بمقايسة
واضحة مكانة كلّ من الفريقين. والتعبير بـ «المتّقين» بدلا من المؤمنين، لأنّ هذا العنوان يحمل مفهوم
الإيمان، كما يحمل مفهوم العمل الصالح أيضاً، خاصّة أنّ «التقوى» تقع مقدّمةً
وأساساً للإيمان في بعض المراحل، كما تقول الآية 2 من سورة البقرة (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتّقين) لأنّ الإنسان
إذا لم يكن ذا تعهّد وإحساس بالمسؤولية وروح تطلب الحقّ وتبحث عنه ـ وكلّ ذلك
مرحلة من مراحل التقوى ـ فإنّه لا يمضي في التحقيق عن دينه وعقيدته ولا يقبل
هداية القرآن أبداً. |
|
الآيات( 22 ) ( 28 )
وَأَمْدَدْنَهُم بِفَكِهَة وَلَحْم مِّمَّا يَشْتَهُونَ ( 22 ) يَتَنَزَعُونَ
فِيهَا كَأْساً لاَّ لَغْوٌ فِيهَا وَلاَ تَأْثِيمٌ ( 23 )
|
|
وَأَمْدَدْنَهُم
بِفَكِهَة وَلَحْم مِّمَّا يَشْتَهُونَ ( 22 ) يَتَنَزَعُونَ فِيهَا كَأْساً
لاَّ لَغْوٌ فِيهَا وَلاَ تَأْثِيمٌ ( 23 ) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ
لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ ( 24 ) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى
بَعْض يَتَسَآءَلُونَ( 25 ) قَالُوآ إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِى أَهْلِنَا
مُشْفِقِينَ ( 26 ) فَمَنَّ اللهُ عَلَيْنَا وَوَقَنَا عَذَابَ السَّمُومِ( 27 )
إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ( 28 ) |
|
التّفسير |
|
مواهب
اُخرى لأهل الجنّة:
|
|
أشارت الآيات المتقدّمة إلى
تسعة أقسام من مواهب أهل الجنّة، وتشير الآيات محلّ البحث إلى خمسة اُخر منها
بحيث يستفاد من المجموع أنّ ما هو لازم للهدوء والطمأنينة والفرح والسرور
واللذّة مهيّأ لهم في الجنّة! |
|
ملاحظات
: معاني المفردات , إرتباط الآيات ومضامينها
|
|
1 ـ
كلمة «يتساءلون» مشتقّة من السؤال، ومعناه الإستفهام، أي يسأل بعضهم بعضاً،
وهذا الفعل هنا يشير إلى أنّ أهل الجنّة يسأل بعضهم بعضاً عن ماضيه، لأنّ تذكّر
هذه المسائل والنجاة من تلك الآلام والهموم والوصول إلى مثل هذه المواهب كلّ ذلك
بنفسه تلذّذ أيضاً ... وهذا يشبه تماماً «الإنسان» المسافر العائد من سفر محفوف
بالمخاطر إلى محيط آمن. فهو يتحدّث مع من سافر معه عن ما كان في سفره ويعرب عن
سروره لسلامته. وهذه النعم بعضها مادّي وبعضها معنوي، ومع كلّ ذلك فإنّ نعم الجنّة الماديّة والمعنوية غير
منحصرة بهذه النعم، بل ما هو مذكور هنا يعدّ جانب من جوانب نعم الجنّة! |
|
الآيات( 29 ) ( 34 )
فَذَكِّرْ فَمَآ أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِن وَلاَ مَجْنُون ( 29 ) أَمْ
يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ
|
فَذَكِّرْ فَمَآ
أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِن وَلاَ مَجْنُون ( 29 ) أَمْ يَقُولُونَ
شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ ( 30 ) قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّى
مَعَكُم مِّنَ الْمُتَرَبِّصِينَ ( 31 ) أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَمُهُم بِهَذَا
أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ( 32 ) أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لاَّ
يُؤْمِنُونَ ( 33 ) فَلْيَأْتُوا بِحَدِيث مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَدِقِينَ ( 34
) |
|
سبب
النّزول
|
|
جاء في رواية أنّ قريشاً
إجتمعت في دار الندوة(دار الندوة هي دار «قصي بن كلاب»
جدّ العرب المعروف، وكانوا يجتمعون فيها للمشاورة في الاُمور المهمّة، وكانت هذه
الدار إلى جوار بيت الله وتفتح بابه نحو جهة الكعبة، وكانت هذه الدار ذات مركزية
في زمن قصي بن كلاب نفسه (راجع سيرة ابن هشام، ج2، ص124 وج ص132).)
ليفكّروا في مواجهة دعوة النّبي الإسلامية التي كانت تعدّ خطراً كبيراً على
منافعهم غير المشروعة. |
|
التّفسير |
|
|
اُمنيات
المشركين وتحدّي القرآن
|
|
كان الكلام في الآيات
المتقدّمة على قسم مهمّ من نعم الجنّة وثواب المتّقين وكان الكلام في الآيات
التي سبقتها عن بعض عذاب أهل النار. |
|
الآيات( 35 ) ( 43 )
أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَىْء أَمْ هُمُ الْخَلِقُونَ ( 35 ) أَمْ خَلَقُوا
السَّمَوَتِ وَالاَْرْضَ بَل لاَّ يُوقِنُونَ ( 36 )
|
|
أَمْ خُلِقُوا مِنْ
غَيْرِ شَىْء أَمْ هُمُ الْخَلِقُونَ ( 35 ) أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَتِ
وَالاَْرْضَ بَل لاَّ يُوقِنُونَ ( 36 ) أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ
هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ ( 37 ) أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ
فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم بِسُلْطَن مُّبِين ( 38 ) أَمْ لَهُ الْبَنَتُ
وَلَكُمُ الْبَنُونَ ( 39 )أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِّن مَّغْرَم
مُّثْقَلُونَ ( 40 ) أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ ( 41 ) أَمْ
يُرِيُدونَ كَيْداً فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ ( 42 ) أَمْ لَهُمْ
إِلَهٌ غَيْرُ اللهِ سُبْحَنَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ( 43 ) |
|
التّفسير |
|
ما
هو كلامكم الحقّ؟
|
|
هذه الآيات تواصل البحث
الإستدلالي السابق ـ كذلك ـ وهي تناقش المنكرين للقرآن
ونبوّة محمّد (ص) وقدرة الله سبحانه. |
|
إذا
كان العالم حادثاً فلا يخرج عن الحالات الخمس التالية
|
|
1 ـ وُجد من
دون علّة! |
|
الآيات( 44 ) ( 49 )
وَإِن يَرَوْا كِسْفاً مِّنَ السَّمَاءِ سَاقِطاً يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ
( 44 )فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَقُوا
|
|
وَإِن يَرَوْا
كِسْفاً مِّنَ السَّمَاءِ سَاقِطاً يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ ( 44
)فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِى فِيهِ يُصْعَقُونَ ( 45 )
يَوْمَ لا يُغْنِى عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ ( 46 )
وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ
يَعْلَمُونَ ( 47 )وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا
وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ ( 48 ) وَمِنَ الَّيْلِ فَسَبِّحْهُ
وَإِدْبَرَ النُّجُومِ ( 49 ) |
|
التّفسير |
|
إنّك
بأعيننا!
|
|
تعقيباً على البحث الوارد في
الآيات المتقدّمة الذي يناقش المشركين والمنكرين المعاندين، هذا البحث الذي يكشف
الحقيقة ساطعةً لكلّ إنسان يطلب الحقّ، تميط الآيات محلّ البحث النقاب عن
تعصّبهم وعنادهم فتقول: (وان يروا كسفاً من السماء ساقطاً يقولوا سحاب مركوم)( «الكِسْفُ»: على وزن فِسْق ـ معناه القطعة من كلّ شيء، ومع
ملاحظة بقيّة التعبير. «من السماء»: يظهر المراد منه هنا القطعة من حَجر السماء،
وقد دلّت عليه بعض كتب اللغة وهذه الكلمة تجمع على كِسَف على وزن عِنَب، إلاّ
أنّ أغلب المفسّرين يرون بأنّ الكلمة هنا مفردة وظاهر الآية أنّها مفردة أيضاً،
لأنّها وصفتها بالمفرد ساقطاً ..). آمين
ربّ العالمين. |
|
|
|