- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
سُورَة الذّاريات مكّية
وعَدَدُ آيَاتِها ستّون آية
|
|
محتوى
السورة:
|
|
يدور محور هذه
السورة في الدرجة الاُولى حول المسائل
المتعلّقة بالمعاد ويوم القيامة والثواب والعقاب
لكلّ من المؤمنين والكافرين، ولكنّها ليست كسورة (ق)
محورها المعاد، بل فيها محاور اُخر كما يلاحظها
القارىء. |
|
فضيلة
تلاوة هذه السورة:
|
|
ورد عن الإمام الصّادق (عليه
السلام) أنّه قال: «من قرأ سورة الذاريات في يومه أو ليلته أصلح الله له معيشته
وأتاه برزق واسع ونور له قبره بسراج يزهر إلى يوم القيامة»( مجمع البيان ـ بداية سورة الذاريات ـ وثواب الأعمال طبقاً
لما ورد في تفسير نور الثقلين، ج5، ص120..) |
|
الآيات( 1 ) ( 6 )
وَالذَّرِيَتِ ذَرْواً ( 1 ) فَالْحَمِلَتِ وِقْراً ( 2 ) فَالْجَرِيَتِ
يُسْراً( 3 ) فَالْمُقَسِّمَتِ أَمْراً ( 4 )
|
|
وَالذَّرِيَتِ
ذَرْواً ( 1 ) فَالْحَمِلَتِ وِقْراً ( 2 ) فَالْجَرِيَتِ يُسْراً( 3 )
فَالْمُقَسِّمَتِ أَمْراً ( 4 ) إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ ( 5 ) وَإِنَّ
الدِّينَ لَوَقِعٌ ( 6 ) |
|
التّفسير |
|
قسماً
بالأعاصير والسُحُب الذاريات:
|
|
هذه السورة هي الثانية بعد سورة «الصافات» التي تبدأ بالقسم المتكرّر، القسم العميق والباعث على التفكّر،
القسم الذي يوقظ الإنسان ويمنحه الوعي والإطّلاع! والحقيقة أنّ كلّ قسم في
القرآن هو بنفسه ـ وإن كثرت الأقسام ـ أو الأيمان ـ وجه من وجوه إعجاز القرآن
هذا الكتاب السماوي، وهو من أجمل جوانبه وأبهاها وسيأتي تفصيل كلّ ذلك في موقعه. |
|
الآيات( 7 ) ( 14 )
وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الْحُبُكِ ( 7 ) إِنَّكُمْ لَفِى قَوْل مُّخْتَلِف ( 8 )
يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ ( 9 )
|
|
وَالسَّمَآءِ ذَاتِ
الْحُبُكِ ( 7 ) إِنَّكُمْ لَفِى قَوْل مُّخْتَلِف ( 8 ) يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ
أُفِكَ ( 9 ) قُتِلَ الْخَرَّصُونَ ( 10 ) الَّذِينَ هُمْ فِى غَمْرَة سَاهُونَ(
11 ) يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ ( 12 ) يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ
يُفْتَنُونَ( 13 ) ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِى كُنتُم بِهِ
تَسْتَعْجِلُونَ ( 14 ) |
|
التّفسير |
|
والسّماء
ذات الحُبك:
|
|
تبدأ هذه الآيات كالآيات
المتقدّمة بالقسم وتتحدّث عن إختلاف الكفّار وجدلهم حول يوم الجزاء والقيامة
ومسائل اُخر متعدّدة من بينها شخصية النّبي (محمّد) ومسألة التوحيد. فيكون المعنى بناءً على هذا أنّهم ابتدوا من مرحلة السهو، ثمّ انساقوا إلى
مرحلة الغفلة، ولما استمرّوا وواصلوا في هذا الطريق غرقوا في الجهل تماماً،
والجمع بين هذين التعبيرين «السهو» و «الغمرة» في هذه الآية لعلّه إشارة إلى
بداية هذه الحركة ونهايتها. |
|
الآيات( 15 ) ( 19 )
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِى جَنَّت وَعُيُون ( 15 ) ءَاخِذِينَ مَا ءَاتَهُمْ
رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ
|
|
إِنَّ
الْمُتَّقِينَ فِى جَنَّت وَعُيُون ( 15 ) ءَاخِذِينَ مَا ءَاتَهُمْ رَبُّهُمْ
إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ ( 16 ) كَانُوا قَلِيلا مِّنَ
الَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ( 17 ) وَبِالاَْسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ( 18 )
وَفِى أَمْوَلِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالَْمحْرُومِ ( 19 ) |
التّفسير |
|
ثواب
المستغفرين بالأسحار
|
|
تعقيباً على الكلام المذكور
في الآيات آنفة الذكر الذي كان يدور حول الكذبة والجهلة ومنكري القيامة وعذابهم،
في الآيات محلّ البحث يقع الكلام عن المؤمنين المتّقين وأوصافهم وثوابهم لتتجلّى
بمقارنة الفريقين ـ كما هو عليه اُسلوب القرآن ـ الحقائق أكثر فأكثر. |
|
|
بحوث
|
|
1 ـ التوجّه نحو
الله وخلق الله
|
|
ما ورد في هذه الآيات عن
المتّقين وأوصافهم يتلخّص ـ في الحقيقة ـ في قسمين
«التوجّه نحو الله» «الخالق» وذلك في ساعات يتوفّر فيها من جميع الجهات
الإستعداد لبيان الحاجة عنده مع حضور القلب، وتبلغ أسباب إنشغال الفكر وإنصراف
الذهن إلى أدنى حدّ أي في أواخر الليل! |
|
2 ـ السهر ديدن
العشّاق
|
|
مع أنّ صلاة الليل من الصلوات
المستحبّة والنافلة إلاّ أنّ القرآن المجيد أشار إليها مراراً، وهذا دليل على
أهميّتها القصوى حتّى أنّ القرآن عدّها وسيلة لبلوغ «المقام المحمود» وأساساً
لقرّة العين «كما هو في الآية 79 من سورة الإسراء والآية
17 من سورة ألم السجدة». |
|
3 ـ حقّ السائل
والمحروم!
|
|
ممّا ينبغي ذكره أنّنا قرأنا
في الآيات المتقدّمة أنّ في أموال الصالحين والمحسنين حقّاً للسائل والمحروم،
وهذا التعبير يدلّ بوضوح أنّهم يعدّون أنفسهم مدينين للمحتاجين والمحرومين،
ويعدّون السائل أو المحروم ذا حقّ عليهم، حقّ ينبغي دفعه إليه دون إمتنان ولا
أذى، فكأنّه دين من سائر الديون. |
|
الآيات( 20 ) ( 23 )
َفِى الاَْرْضِ ءَايَتٌ لِلْمُوقِنِينَ ( 20 ) وَفِى أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ
تُبْصِرُونَ( 21 ) وَفِى السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ
|
|
وَفِى الاَْرْضِ
ءَايَتٌ لِلْمُوقِنِينَ ( 20 ) وَفِى أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ( 21 )
وَفِى السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ( 22 ) فَوَرَبِّ السَّمَآءِ
وَالاَْرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ ( 23 ) |
|
التّفسير |
|
آيات
الله وآثاره في أنفسكم:
|
تعقيباً على الآيات المتقدّمة
التي كانت تتحدّث عن مسألة المعاد وصفات أهل النار وأهل الجنّة، تأتي هذه الآيات
ـ محلّ البحث ـ لتتحدّث عن آيات الله ودلائله في الأرض وفي وجود الإنسان نفسه
ليطّلع على مسألة التوحيد ومعرفة الله وصفاته التي هي مبدأ الحركة نحو الخيرات
كلّها من جهة، وعلى قدرته على مسألة المعاد والحياة بعد الموت من جهة اُخرى،
لأنّ خالق الحياة على هذه الأرض وما فيها من عجائب قادر على تجديد الحياة بعد
الموت كذلك! تقول هذه الآية أوّلا: (وفي الأرض آيات
للموقنين). |
|
بحوث
|
|
1 ـ قصّة الأصمعي
المثيرة
|
|
ينقل الزمخشري في كشّافه عن
الأصمعي(كان يدعى «عبدالملك بن قريب» وكان يعيش في عهد
هارون الرشيد وله حافظة عجيبة وإطّلاعات واسعة عن تاريخ العرب وأشعارها وتوفّي
في البصرة سنة 216 الكنى والألقاب، ج2، ص27.) أنّه قال خرجت من مسجد
البصرة فبصرت بأعرابي من أهل البادية راكباً على دابته فواجهني وسألني: من أي
القبائل أنت؟! فقلت من بني الأصمع .. فقال من أين تأتي؟ فقلت: من مكان يقرأ فيه
كلام الله فقال لي: اقرأ لي منه، فقرأت له آيات من سورة
الذاريات حتّى بلغت (وفي السماء رزقكم)
فقال كفى. ثمّ نهض وعمد إلى بعير عنده فنحره وقسّم لحمه على المحتاجين من
الذاهبين والآيبين ثمّ عمد إلى سيفه وقوسه فكسّرهما أيضاً وألقاهما جانباً
وإستدار إلى الوراء ومضى وإنتهت هذه القصّة!. |
|
|
2 ـ أين الجنّة؟!
|
|
كما ذكرنا في الآيات آنفة
الذكر فإنّ بعض المفسّرين يرى أنّ جملة (وما توعدون)
معناها الجنّة. وقالوا: يستفاد من هذه الآية أنّ الجنّة في السماء، إلاّ أنّ هذا
الكلام لا ينسجم مع الآية التي تتحدّث عن الجنّة فتقول: (عرضها السماوات والأرض).( آل
عمران، الآية 133.) |
|
3 ـ الإستفادة من
آيات الله تحتاج إلى قابلية!
|
|
حين تتحدّث آيات القرآن عن
أسرار الخلق ودلائل الله في عالم الوجود تقول تارةً
أنّ في ذلك (لآيات لقوم يسمعون) يونس الآية 67. |
|
4 ـ الرزق حقّ
|
|
من جملة الاُمور التي يحكمها
نظام دقيق هي «مسألة الرزق» التي اُشير إليها في الآيات محلّ البحث إشارات
واضحة. |
|
الآيات( 24 ) ( 30 )
هَلْ أَتَكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَهِيمَ الْمُكْرَمِينَ ( 24 ) إِذْ دَخَلُوا
عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَماً قَالَ سَلَمٌ
|
|
هَلْ أَتَكَ
حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَهِيمَ الْمُكْرَمِينَ ( 24 ) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ
فَقَالُوا سَلَماً قَالَ سَلَمٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ ( 25 ) فَرَاغَ إِلَى
أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْل سَمِين ( 26 ) فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلاَ
تَأْكُلُونَ ( 27 ) فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لاَ تَخَفْ
وَبَشَّرُوهُ بِغُلَم عَلِيم ( 28 ) فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِى صَرَّة
فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالِتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ ( 29 )قَالُوا كَذَلِكِ قَالَ
رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ ( 30 ) |
|
التّفسير |
|
ضيوف
إبراهيم (عليه السلام)
|
|
من هذا المقطع ـ فما بعدُ ـ
يتحدّث القرآن في هذه السورة عن قصص الأنبياء الماضين والاُمم المتقدّمة تأكيداً
وتأييداً للموضوع آنف الذكر وما حواه من مسائل، وأوّل جانب يثيره هذا المقطع هو
قصّة الملائكة الذين جاءوا لعذاب قوم لوط، ومرّوا على إبراهيم (عليه السلام) على
صورة بشر، ليبشّروه بالولد، مع أنّ إبراهيم بلغ سنّاً كبيراً فهو في مرحلة
المشيب وامرأته كانت عقيماً كذلك! فمن جهة .. يعدّ
إعطاء هذا الولد لإبراهيم وزوجه وهما في مرحلة الكبر واليأس من الإنجاب تأكيداً
على كون الأرزاق مقدّرة كما اُشير إلى ذلك في الآيات المتقدّمة. وفي الآية التاسعة
والستّين من سورة هود جاء وصف هذا
العجل بأنّه «حنيذ» أي مشويّ، وبالرغم من أنّ
الآية محلّ البحث لم تذكر شيئاً عن هذا العجل، إلاّ أنّه لا منافاة بين التعبيرين. |
|
ملاحظة
|
|
كَرَمُ
الأنبياء:
|
|
كثيراً ما يظنّ الممسكون
البخلاء أنّ السخاء والنظرة البعيدة ضرب من الإفراط والإسراف والتبذير، والتشدّد
وضيق النظرة نوع من الزهد والتدبير!! |
|
بدايَة الجزء السابع
و العشرون مِنَ القُرآن الكريم
|
|
الآيات( 31 ) ( 37 )
قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ ( 31 ) قَالُوا إِنَّا
أُرْسِلْنَا إِلَى قُوْم مُّجْرِمِينَ ( 32 )
|
|
قَالَ فَمَا
خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ ( 31 ) قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى
قُوْم مُّجْرِمِينَ ( 32 ) لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِين ( 33 )
مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ ( 34 ) فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ
فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ( 35 )فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْت مِّنَ
الْمُسْلِمِينَ ( 36 ) وَتَرَكْنَا فِيهَا ءَايَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ
الْعَذَابَ الاَْلِيمَ ( 37 ) |
|
التّفسير |
|
مُدُنُ
قوم لوط المدمّرة آية وعبرة:
|
|
تعقيباً على ما سبق من الحديث
عن الملائكة الذين حلّوا ضيفاً على إبراهيم وبشارتهم إيّاه في شأن الولد «إسحاق»
تتحدّث هذه الآيات عمّا دار بينهم وبين إبراهيم في شأن قوم لوط. |
|
بحث
|
|
أين
تقع مدن قوم لوط؟
|
|
من المسلّم به أنّ إبراهيم
الخليل جاء إلى الشام بعد أن هاجر من العراق و «بابل» ويقال
أنّ لوطاً كان يقطن معه إلاّ أنّه بعد فترة توجّه نحو «سدوم» ليدعو إلى
التوحيد ويكافح الفساد. وذهب بعضهم أنّ آثار
هذه المدن الخربة غرقت في الماء ويزعمون أنّهم رأوا في
زاوية من البحر الميّت أعمدتها وآثارها وخرائبها الاُخرى. |
|
الآيات( 38 ) ( 46 )
وَفِى مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَن مَّبِين ( 38 )
فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ( 39 )
|
|
وَفِى مُوسَى إِذْ
أَرْسَلْنَهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَن مَّبِين ( 38 ) فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ
وَقَالَ سَحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ( 39 ) فَأَخَذْنَهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَهُمْ
فِى الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ ( 40 ) وَفِى عَاد إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ
الرِّيحَ الْعَقِيمَ ( 41 ) مَا تَذَرُ مِن شَىْء أتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ
جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ ( 42 ) وَفِى ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا
حَتَّى حِين ( 43 ) فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِم فَأَخَذَتْهُمُ الصَّعِقَةُ
وَهُمْ يَنظُرُونَ ( 44 ) فَمَا اسْتَطَعُوا مِن قِيَام وَمِا كَانُوا
مُنتَصِرِينَ ( 45 ) وَقَوْمَ نُوح مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَسِقِينَ
( 46 ) |
|
التّفسير |
|
دروس
العبرة من الأقوام السالفة:
|
|
يتحدّث القرآن في هذه الآيات
محلّ البحث ـ تعقيباً على قصّة قوم لوط وعاقبتهم الوخيمة ـ عن قصص أقوام آخرين
ممّن مضوا في العصور السابقة. «السلطان» ما يكون به التسلّط، والمراد به هنا المعجزة أو الدليل والمنطق العقلي القويّ
أو كلاهما، وقد واجه موسى فرعون بهما. والشاهد على ذلك قوله تعالى في سورة الأعراف: (فعقروا الناقة وعتوا
عن أمر ربّهم وقالوا ياصالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين).( الأعراف، الآية 77.) |
|
تعقيب
|
|
1 ـ أوجه عذاب
الله!
|
|
ممّا ينبغي الإلتفات إليه
أنّه ورد في الآيات الآنفة الإشارة إلى قصص خمس اُمم من الاُمم المتقدّمة «قوم
لوط، فرعون، عاد، ثمود، وقوم نوح» وقد اُشير إلى جزاء أربع من هذه الاُمم وما
عوقبت به، إلاّ أنّه لم ترد الإشارة في كيفية عقاب قوم نوح. |
|
2 ـ الرياح
اللواقح والرياح العقيم!
|
|
قرأنا في الآيات الآنفة أنّ
عاداً أهلكوا بالريح العقيم، ونقرأ في الآية (22) من
سورة الحجر (وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من
السماء ماءً)! وبالرغم أنّ هذه الآية ناظرة إلى تلقيح الغيوم واتّصال
بعضها ببعض لنزول الغيث .. إلاّ أنّها وبشكل عام تبيّن أثر الرياح في حياة الإنسان
.. أجل إنّ أثرها وعملها التلقيح، تلقيح الغيوم وتلقيح النباتات، وحتّى أنّها
تؤثّر أحياناً على تهيأة مختلف الحيوانات للتلاقح! |
|
الآيات( 47 ) ( 51 )
وَالسَّمَآءَ بَنَيْنهَا بِأَيْيْد وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ( 47 ) وَالاَْرْضَ
فَرَشْنَهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ ( 48 )
|
|
وَالسَّمَآءَ
بَنَيْنهَا بِأَيْيْد وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ( 47 ) وَالاَْرْضَ فَرَشْنَهَا
فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ ( 48 ) وَمِن كُلِّ شَىْء خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ
لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ( 49 ) فَفِرَّوا إِلَى اللهِ إِنِّى لَكُم مِّنْهُ
نَذيرٌ مُّبِينٌ ( 50 ) وَلاَ تَجْعَلُوا مَعَ اللهِ إِلَهاً ءَاخَرَ إِنِّى
لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ( 51 ) |
|
التّفسير |
|
والسماء
بنيناها بأيد وإنّا لموسعون:
|
|
مرّة اُخرى تتحدّث هذه الآيات
عن موضوع آيات عظمة الله في عالم الخلق، وهي في
الحقيقة تتمّة لما ورد في الآيتين (20) و21) من هذه
السورة في شأن آياته في الأرض وفي نفس «الإنسان» ووجوده ـ وهي ضمناً دليل
على قدرة الله على المعاد والحياة فتقول أوّلا: (والسماء
بنيناها بأيد وإنّا لموسعون والأرض فرشناها فنعم الماهدون). ودلائل هذه القدرة العظيمة واضحة جليّة في عظمة السماوات ونظامها الخاصّ
الحاكم عليها أيضاً(وقع خطأ أو إشتباه عند بعض
المفسّرين وغيرهم هنا وينبغي التنويه إليه. |
|
الآيات( 52 ) ( 55 )
كَذَلِكَ مَآ أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُول إِلاَّ قَالُوا
سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ( 52 )
|
|
كَذَلِكَ مَآ أَتَى
الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُول إِلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (
52 ) أَتَواصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ( 53 ) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ
فَمَا أَنتَ بِمَلُوم ( 54 ) وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ
الْمُؤْمِنِينَ ( 55 ) |
|
التّفسير |
|
إنّ
الذكرى تنفع المؤمنين:
|
|
قرأنا في الآية 39
من هذه السورة أنّ فرعون اتّهم موسى (عليه السلام) عندما دعاه إلى الله وترك الظلم أنّه ساحر أو مجنون، فهذا الإتّهام ورد على
لسان المشركين في زمان النّبي محمّد (ص) أيضاً إذ اتّهموه بمثل ما اتّهم فرعون
موسى وقد عزّ ذلك على المؤمنين الأوائل والقلائل كما كان يؤلم روح النّبي (ص). |
|
ملاحظة
|
|
لابدّ
من قلوب مهيّأة .. لقبول الحقّ:
|
|
لاحظوا المزارع والفلاّح الذي
ينثر البذور، فقد تقع بعض هذه البذور على الأحجار، ومن الواضح أنّ ما يقع على
الأحجار والصخور لا ينمو! |
|
الآيات( 56 ) ( 58 )
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ( 56 ) مَا أُرِيدُ
مِنْهُم مِّن رِّزْق وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ
|
|
وَمَا خَلَقْتُ
الْجِنَّ وَالإنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ( 56 ) مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْق
وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ ( 57 ) إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو
الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ( 58 ) |
|
التّفسير |
|
هدفُ
خلقِ الإنسان من وجهة نظرِ القرآن:
|
|
من أهمّ الأسئلة التي تختلج
في خاطر كلّ إنسان هو لِمَ خُلِقنا؟! وما الهدف من خلق الناس والمجيىء إلى هذه
الدنيا؟! |
|
بحوث
|
|
1 ـ الله غني على
الإطلاق
|
|
إنّ جملة: (ما اُريد منهم من رزق وما اُريد أن يطعمون) هي في
الحقيقة إشارة إلى إستغناء الله عن كلّ أحد وعن كلّ شيء، وإذا ما دعا العباد إلى
عبادته فليس ذلك ليستفيد منهم، بل يريد أن يجود
عليهم، وهذا على العكس من العبودية بين الناس، لأنّهم يطلبون الرقّ والعبيد
ليحصلوا بهم الرزق أو المعاش، أو أن يخدموهم في البيت، فيقدّموا لهم الطعام
والشراب، وفي كلتا الحالين فإنّما يعود نفعهم على مالكيهم، وهذا الأمر ناشىء عن
إحتياج الإنسان، إلاّ أنّ جميع هذه المسائل لا معنى لها في شأن الله، إذ ليس
غنيّاً عن عباده فحسب، بل هو يضمن لعباده الرزق بلطفه وكرمه «ورزق الجميع على
الله». |
|
2 ـ الله ذو القوّة
المتين
|
|
«المتين» كلمة مشتقّة من متن، وهو في الأصل ما يكتنف العمود الفقري من لحم وعصب التي تشدّ الظهر وتجعله مهيّأً لتحمّل الأعباء، ولذلك فقد استعمل
«المتن» بمعنى القوّة الكاملة والطاقة والقدرة، فبناءً
على ذلك فإنّ ذكر «المتين» بعد ذكر كلمة «ذو القوّة» إنّما هو للتأكيد، لأنّ «ذو
القوّة» إشارة إلى أصل قدرة الله! «والمتين» إشارة إلى كمال القدرة، وحين تقترن
هذه الكلمة بـ «الرزّاق» وهو صيغة مبالغة أيضاً تدلّ على هذه الحقيقة، وهي أنّ
الله له منتهى القدرة والتسلّط في إيلاء الرزق وإعطائه لمن يشاء، وهو يوصل الرزق
إلى أيّة جهة كانت وأي مكان كان .. في أعماق البحار، وفي قمم الجبال، وفي سفوح
التلال وعلى ضفاف الأنهار، وفي الوديان والصحاري والبراري .. وجميع ما في الوجود
ومن في الوجود مجتمعون على مائدته الكريمة، إذاً فخلق الله للإنسان وسائر
الموجودات لم يكن لحاجته إليهم، بل ليفيض عليهم من لطفه العميم. |
|
3 ـ لِمَ قُدّم
ذكر الجنّ
|
|
مع أنّه يُستفاد من آيات
القرآن بشكل واضح أنّ الإنس أفضل من الجنّ، إلاّ أنّه قدّم ذكر الجنّ على الإنس
في الآية الآنفة، ولعلّ الظاهر منه أنّ الجنّ خلقوا قبل
أن يُخلق آدم كما نقرأ ذلك في الآية (27)
من سورة الحجر إذ تقول: (والجانّ خلقناه من قبلُ من نار
السموم). قبل بني على الضمّ وإن سبقه الخافض لأنّه مضاف ـ والمضاف إليه محذوف
لفظاً وتقديره من قبلِ خلق الإنسان. |
|
4 ـ الحكمة من
الخلق في نظر الفلسفة
|
|
ذكرنا آنفاً أنّه قلّ أن نجد
من لا يسأل نفسه أو غيره عن الهدف من خلق الإنسان! فدائماً تولّد جماعة وتمضي
جماعة اُخرى وتنطفىء إلى الأبد، فما المراد من هذا المجيء والذهاب؟! |
|
5 ـ الرّوايات
الإسلامية وفلسفة خلق الإنسان
|
|
ذكرنا آنفاً مسألة الهدف من
خلق الإنسان، وعالجنا هذه المسألة عن طريقين: أحدهما عن طريق تفسير آيات القرآن،
والآخر عن طريق الفلسفة، وقد أوصلنا كلّ منهما إلى نقطة واحدة. |
|
6 ـ الإجابة على
سؤال
|
|
ويرد هنا سؤال آخر،
وهو إذا كان الله قد خلق العباد ليعبدوه، فعلام يختار قسم
منهم طريق الكفر؟ وهل يمكن أن تتخلّف إرادة الله عن هدفه؟! |
|
الآيتان( 59 ) ( 60 )
فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَبِهِمْ فَلاَ
يَسْتَعْجِلُونِ( 59 )
|
|
فَإِنَّ لِلَّذِينَ
ظَلَمُوا ذَنُوباً مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَبِهِمْ فَلاَ يَسْتَعْجِلُونِ( 59 )
فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن يَوْمِهِمُ الَّذِى يُوعَدُونَ ( 60 ) |
|
التّفسير |
|
هؤلاء
يشاركون أصحابهم في عذاب الله:
|
|
الآيتان آنفتا
الذكر اللتان هما آخر سورة الذاريات، وهما في الحقيقة نوع من الإستنتاج للآيات المختلفة الواردة في السورة ذاتها
ولا سيّما الآيات التي تتحدّث عن الاُمم السالفة كقوم فرعون وقوم لوط وثمود
وعاد، وكذلك الآيات السابقة التي كانت تتحدّث عن الهدف من الخلق والإيجاد. آمين ربّ
العالمين إنتهاء سورة الذّاريات |
|
|
|
|
سُورَة الذّاريات مكّية
وعَدَدُ آيَاتِها ستّون آية
|
|
محتوى
السورة:
|
|
يدور محور هذه
السورة في الدرجة الاُولى حول المسائل
المتعلّقة بالمعاد ويوم القيامة والثواب والعقاب
لكلّ من المؤمنين والكافرين، ولكنّها ليست كسورة (ق)
محورها المعاد، بل فيها محاور اُخر كما يلاحظها
القارىء. |
|
فضيلة
تلاوة هذه السورة:
|
|
ورد عن الإمام الصّادق (عليه
السلام) أنّه قال: «من قرأ سورة الذاريات في يومه أو ليلته أصلح الله له معيشته
وأتاه برزق واسع ونور له قبره بسراج يزهر إلى يوم القيامة»( مجمع البيان ـ بداية سورة الذاريات ـ وثواب الأعمال طبقاً
لما ورد في تفسير نور الثقلين، ج5، ص120..) |
|
الآيات( 1 ) ( 6 )
وَالذَّرِيَتِ ذَرْواً ( 1 ) فَالْحَمِلَتِ وِقْراً ( 2 ) فَالْجَرِيَتِ
يُسْراً( 3 ) فَالْمُقَسِّمَتِ أَمْراً ( 4 )
|
|
وَالذَّرِيَتِ
ذَرْواً ( 1 ) فَالْحَمِلَتِ وِقْراً ( 2 ) فَالْجَرِيَتِ يُسْراً( 3 )
فَالْمُقَسِّمَتِ أَمْراً ( 4 ) إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ ( 5 ) وَإِنَّ
الدِّينَ لَوَقِعٌ ( 6 ) |
|
التّفسير |
|
قسماً
بالأعاصير والسُحُب الذاريات:
|
|
هذه السورة هي الثانية بعد سورة «الصافات» التي تبدأ بالقسم المتكرّر، القسم العميق والباعث على التفكّر،
القسم الذي يوقظ الإنسان ويمنحه الوعي والإطّلاع! والحقيقة أنّ كلّ قسم في
القرآن هو بنفسه ـ وإن كثرت الأقسام ـ أو الأيمان ـ وجه من وجوه إعجاز القرآن
هذا الكتاب السماوي، وهو من أجمل جوانبه وأبهاها وسيأتي تفصيل كلّ ذلك في موقعه. |
|
الآيات( 7 ) ( 14 )
وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الْحُبُكِ ( 7 ) إِنَّكُمْ لَفِى قَوْل مُّخْتَلِف ( 8 )
يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ ( 9 )
|
|
وَالسَّمَآءِ ذَاتِ
الْحُبُكِ ( 7 ) إِنَّكُمْ لَفِى قَوْل مُّخْتَلِف ( 8 ) يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ
أُفِكَ ( 9 ) قُتِلَ الْخَرَّصُونَ ( 10 ) الَّذِينَ هُمْ فِى غَمْرَة سَاهُونَ(
11 ) يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ ( 12 ) يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ
يُفْتَنُونَ( 13 ) ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِى كُنتُم بِهِ
تَسْتَعْجِلُونَ ( 14 ) |
|
التّفسير |
|
والسّماء
ذات الحُبك:
|
|
تبدأ هذه الآيات كالآيات
المتقدّمة بالقسم وتتحدّث عن إختلاف الكفّار وجدلهم حول يوم الجزاء والقيامة
ومسائل اُخر متعدّدة من بينها شخصية النّبي (محمّد) ومسألة التوحيد. فيكون المعنى بناءً على هذا أنّهم ابتدوا من مرحلة السهو، ثمّ انساقوا إلى
مرحلة الغفلة، ولما استمرّوا وواصلوا في هذا الطريق غرقوا في الجهل تماماً،
والجمع بين هذين التعبيرين «السهو» و «الغمرة» في هذه الآية لعلّه إشارة إلى
بداية هذه الحركة ونهايتها. |
|
الآيات( 15 ) ( 19 )
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِى جَنَّت وَعُيُون ( 15 ) ءَاخِذِينَ مَا ءَاتَهُمْ
رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ
|
|
إِنَّ
الْمُتَّقِينَ فِى جَنَّت وَعُيُون ( 15 ) ءَاخِذِينَ مَا ءَاتَهُمْ رَبُّهُمْ
إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ ( 16 ) كَانُوا قَلِيلا مِّنَ
الَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ( 17 ) وَبِالاَْسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ( 18 )
وَفِى أَمْوَلِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالَْمحْرُومِ ( 19 ) |
التّفسير |
|
ثواب
المستغفرين بالأسحار
|
|
تعقيباً على الكلام المذكور
في الآيات آنفة الذكر الذي كان يدور حول الكذبة والجهلة ومنكري القيامة وعذابهم،
في الآيات محلّ البحث يقع الكلام عن المؤمنين المتّقين وأوصافهم وثوابهم لتتجلّى
بمقارنة الفريقين ـ كما هو عليه اُسلوب القرآن ـ الحقائق أكثر فأكثر. |
|
|
بحوث
|
|
1 ـ التوجّه نحو
الله وخلق الله
|
|
ما ورد في هذه الآيات عن
المتّقين وأوصافهم يتلخّص ـ في الحقيقة ـ في قسمين
«التوجّه نحو الله» «الخالق» وذلك في ساعات يتوفّر فيها من جميع الجهات
الإستعداد لبيان الحاجة عنده مع حضور القلب، وتبلغ أسباب إنشغال الفكر وإنصراف
الذهن إلى أدنى حدّ أي في أواخر الليل! |
|
2 ـ السهر ديدن
العشّاق
|
|
مع أنّ صلاة الليل من الصلوات
المستحبّة والنافلة إلاّ أنّ القرآن المجيد أشار إليها مراراً، وهذا دليل على
أهميّتها القصوى حتّى أنّ القرآن عدّها وسيلة لبلوغ «المقام المحمود» وأساساً
لقرّة العين «كما هو في الآية 79 من سورة الإسراء والآية
17 من سورة ألم السجدة». |
|
3 ـ حقّ السائل
والمحروم!
|
|
ممّا ينبغي ذكره أنّنا قرأنا
في الآيات المتقدّمة أنّ في أموال الصالحين والمحسنين حقّاً للسائل والمحروم،
وهذا التعبير يدلّ بوضوح أنّهم يعدّون أنفسهم مدينين للمحتاجين والمحرومين،
ويعدّون السائل أو المحروم ذا حقّ عليهم، حقّ ينبغي دفعه إليه دون إمتنان ولا
أذى، فكأنّه دين من سائر الديون. |
|
الآيات( 20 ) ( 23 )
َفِى الاَْرْضِ ءَايَتٌ لِلْمُوقِنِينَ ( 20 ) وَفِى أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ
تُبْصِرُونَ( 21 ) وَفِى السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ
|
|
وَفِى الاَْرْضِ
ءَايَتٌ لِلْمُوقِنِينَ ( 20 ) وَفِى أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ( 21 )
وَفِى السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ( 22 ) فَوَرَبِّ السَّمَآءِ
وَالاَْرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ ( 23 ) |
|
التّفسير |
|
آيات
الله وآثاره في أنفسكم:
|
تعقيباً على الآيات المتقدّمة
التي كانت تتحدّث عن مسألة المعاد وصفات أهل النار وأهل الجنّة، تأتي هذه الآيات
ـ محلّ البحث ـ لتتحدّث عن آيات الله ودلائله في الأرض وفي وجود الإنسان نفسه
ليطّلع على مسألة التوحيد ومعرفة الله وصفاته التي هي مبدأ الحركة نحو الخيرات
كلّها من جهة، وعلى قدرته على مسألة المعاد والحياة بعد الموت من جهة اُخرى،
لأنّ خالق الحياة على هذه الأرض وما فيها من عجائب قادر على تجديد الحياة بعد
الموت كذلك! تقول هذه الآية أوّلا: (وفي الأرض آيات
للموقنين). |
|
بحوث
|
|
1 ـ قصّة الأصمعي
المثيرة
|
|
ينقل الزمخشري في كشّافه عن
الأصمعي(كان يدعى «عبدالملك بن قريب» وكان يعيش في عهد
هارون الرشيد وله حافظة عجيبة وإطّلاعات واسعة عن تاريخ العرب وأشعارها وتوفّي
في البصرة سنة 216 الكنى والألقاب، ج2، ص27.) أنّه قال خرجت من مسجد
البصرة فبصرت بأعرابي من أهل البادية راكباً على دابته فواجهني وسألني: من أي
القبائل أنت؟! فقلت من بني الأصمع .. فقال من أين تأتي؟ فقلت: من مكان يقرأ فيه
كلام الله فقال لي: اقرأ لي منه، فقرأت له آيات من سورة
الذاريات حتّى بلغت (وفي السماء رزقكم)
فقال كفى. ثمّ نهض وعمد إلى بعير عنده فنحره وقسّم لحمه على المحتاجين من
الذاهبين والآيبين ثمّ عمد إلى سيفه وقوسه فكسّرهما أيضاً وألقاهما جانباً
وإستدار إلى الوراء ومضى وإنتهت هذه القصّة!. |
|
|
2 ـ أين الجنّة؟!
|
|
كما ذكرنا في الآيات آنفة
الذكر فإنّ بعض المفسّرين يرى أنّ جملة (وما توعدون)
معناها الجنّة. وقالوا: يستفاد من هذه الآية أنّ الجنّة في السماء، إلاّ أنّ هذا
الكلام لا ينسجم مع الآية التي تتحدّث عن الجنّة فتقول: (عرضها السماوات والأرض).( آل
عمران، الآية 133.) |
|
3 ـ الإستفادة من
آيات الله تحتاج إلى قابلية!
|
|
حين تتحدّث آيات القرآن عن
أسرار الخلق ودلائل الله في عالم الوجود تقول تارةً
أنّ في ذلك (لآيات لقوم يسمعون) يونس الآية 67. |
|
4 ـ الرزق حقّ
|
|
من جملة الاُمور التي يحكمها
نظام دقيق هي «مسألة الرزق» التي اُشير إليها في الآيات محلّ البحث إشارات
واضحة. |
|
الآيات( 24 ) ( 30 )
هَلْ أَتَكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَهِيمَ الْمُكْرَمِينَ ( 24 ) إِذْ دَخَلُوا
عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَماً قَالَ سَلَمٌ
|
|
هَلْ أَتَكَ
حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَهِيمَ الْمُكْرَمِينَ ( 24 ) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ
فَقَالُوا سَلَماً قَالَ سَلَمٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ ( 25 ) فَرَاغَ إِلَى
أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْل سَمِين ( 26 ) فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلاَ
تَأْكُلُونَ ( 27 ) فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لاَ تَخَفْ
وَبَشَّرُوهُ بِغُلَم عَلِيم ( 28 ) فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِى صَرَّة
فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالِتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ ( 29 )قَالُوا كَذَلِكِ قَالَ
رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ ( 30 ) |
|
التّفسير |
|
ضيوف
إبراهيم (عليه السلام)
|
|
من هذا المقطع ـ فما بعدُ ـ
يتحدّث القرآن في هذه السورة عن قصص الأنبياء الماضين والاُمم المتقدّمة تأكيداً
وتأييداً للموضوع آنف الذكر وما حواه من مسائل، وأوّل جانب يثيره هذا المقطع هو
قصّة الملائكة الذين جاءوا لعذاب قوم لوط، ومرّوا على إبراهيم (عليه السلام) على
صورة بشر، ليبشّروه بالولد، مع أنّ إبراهيم بلغ سنّاً كبيراً فهو في مرحلة
المشيب وامرأته كانت عقيماً كذلك! فمن جهة .. يعدّ
إعطاء هذا الولد لإبراهيم وزوجه وهما في مرحلة الكبر واليأس من الإنجاب تأكيداً
على كون الأرزاق مقدّرة كما اُشير إلى ذلك في الآيات المتقدّمة. وفي الآية التاسعة
والستّين من سورة هود جاء وصف هذا
العجل بأنّه «حنيذ» أي مشويّ، وبالرغم من أنّ
الآية محلّ البحث لم تذكر شيئاً عن هذا العجل، إلاّ أنّه لا منافاة بين التعبيرين. |
|
ملاحظة
|
|
كَرَمُ
الأنبياء:
|
|
كثيراً ما يظنّ الممسكون
البخلاء أنّ السخاء والنظرة البعيدة ضرب من الإفراط والإسراف والتبذير، والتشدّد
وضيق النظرة نوع من الزهد والتدبير!! |
|
بدايَة الجزء السابع
و العشرون مِنَ القُرآن الكريم
|
|
الآيات( 31 ) ( 37 )
قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ ( 31 ) قَالُوا إِنَّا
أُرْسِلْنَا إِلَى قُوْم مُّجْرِمِينَ ( 32 )
|
|
قَالَ فَمَا
خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ ( 31 ) قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى
قُوْم مُّجْرِمِينَ ( 32 ) لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِين ( 33 )
مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ ( 34 ) فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ
فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ( 35 )فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْت مِّنَ
الْمُسْلِمِينَ ( 36 ) وَتَرَكْنَا فِيهَا ءَايَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ
الْعَذَابَ الاَْلِيمَ ( 37 ) |
|
التّفسير |
|
مُدُنُ
قوم لوط المدمّرة آية وعبرة:
|
|
تعقيباً على ما سبق من الحديث
عن الملائكة الذين حلّوا ضيفاً على إبراهيم وبشارتهم إيّاه في شأن الولد «إسحاق»
تتحدّث هذه الآيات عمّا دار بينهم وبين إبراهيم في شأن قوم لوط. |
|
بحث
|
|
أين
تقع مدن قوم لوط؟
|
|
من المسلّم به أنّ إبراهيم
الخليل جاء إلى الشام بعد أن هاجر من العراق و «بابل» ويقال
أنّ لوطاً كان يقطن معه إلاّ أنّه بعد فترة توجّه نحو «سدوم» ليدعو إلى
التوحيد ويكافح الفساد. وذهب بعضهم أنّ آثار
هذه المدن الخربة غرقت في الماء ويزعمون أنّهم رأوا في
زاوية من البحر الميّت أعمدتها وآثارها وخرائبها الاُخرى. |
|
الآيات( 38 ) ( 46 )
وَفِى مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَن مَّبِين ( 38 )
فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ( 39 )
|
|
وَفِى مُوسَى إِذْ
أَرْسَلْنَهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَن مَّبِين ( 38 ) فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ
وَقَالَ سَحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ( 39 ) فَأَخَذْنَهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَهُمْ
فِى الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ ( 40 ) وَفِى عَاد إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ
الرِّيحَ الْعَقِيمَ ( 41 ) مَا تَذَرُ مِن شَىْء أتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ
جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ ( 42 ) وَفِى ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا
حَتَّى حِين ( 43 ) فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِم فَأَخَذَتْهُمُ الصَّعِقَةُ
وَهُمْ يَنظُرُونَ ( 44 ) فَمَا اسْتَطَعُوا مِن قِيَام وَمِا كَانُوا
مُنتَصِرِينَ ( 45 ) وَقَوْمَ نُوح مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَسِقِينَ
( 46 ) |
|
التّفسير |
|
دروس
العبرة من الأقوام السالفة:
|
|
يتحدّث القرآن في هذه الآيات
محلّ البحث ـ تعقيباً على قصّة قوم لوط وعاقبتهم الوخيمة ـ عن قصص أقوام آخرين
ممّن مضوا في العصور السابقة. «السلطان» ما يكون به التسلّط، والمراد به هنا المعجزة أو الدليل والمنطق العقلي القويّ
أو كلاهما، وقد واجه موسى فرعون بهما. والشاهد على ذلك قوله تعالى في سورة الأعراف: (فعقروا الناقة وعتوا
عن أمر ربّهم وقالوا ياصالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين).( الأعراف، الآية 77.) |
|
تعقيب
|
|
1 ـ أوجه عذاب
الله!
|
|
ممّا ينبغي الإلتفات إليه
أنّه ورد في الآيات الآنفة الإشارة إلى قصص خمس اُمم من الاُمم المتقدّمة «قوم
لوط، فرعون، عاد، ثمود، وقوم نوح» وقد اُشير إلى جزاء أربع من هذه الاُمم وما
عوقبت به، إلاّ أنّه لم ترد الإشارة في كيفية عقاب قوم نوح. |
|
2 ـ الرياح
اللواقح والرياح العقيم!
|
|
قرأنا في الآيات الآنفة أنّ
عاداً أهلكوا بالريح العقيم، ونقرأ في الآية (22) من
سورة الحجر (وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من
السماء ماءً)! وبالرغم أنّ هذه الآية ناظرة إلى تلقيح الغيوم واتّصال
بعضها ببعض لنزول الغيث .. إلاّ أنّها وبشكل عام تبيّن أثر الرياح في حياة الإنسان
.. أجل إنّ أثرها وعملها التلقيح، تلقيح الغيوم وتلقيح النباتات، وحتّى أنّها
تؤثّر أحياناً على تهيأة مختلف الحيوانات للتلاقح! |
|
الآيات( 47 ) ( 51 )
وَالسَّمَآءَ بَنَيْنهَا بِأَيْيْد وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ( 47 ) وَالاَْرْضَ
فَرَشْنَهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ ( 48 )
|
|
وَالسَّمَآءَ
بَنَيْنهَا بِأَيْيْد وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ( 47 ) وَالاَْرْضَ فَرَشْنَهَا
فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ ( 48 ) وَمِن كُلِّ شَىْء خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ
لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ( 49 ) فَفِرَّوا إِلَى اللهِ إِنِّى لَكُم مِّنْهُ
نَذيرٌ مُّبِينٌ ( 50 ) وَلاَ تَجْعَلُوا مَعَ اللهِ إِلَهاً ءَاخَرَ إِنِّى
لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ( 51 ) |
|
التّفسير |
|
والسماء
بنيناها بأيد وإنّا لموسعون:
|
|
مرّة اُخرى تتحدّث هذه الآيات
عن موضوع آيات عظمة الله في عالم الخلق، وهي في
الحقيقة تتمّة لما ورد في الآيتين (20) و21) من هذه
السورة في شأن آياته في الأرض وفي نفس «الإنسان» ووجوده ـ وهي ضمناً دليل
على قدرة الله على المعاد والحياة فتقول أوّلا: (والسماء
بنيناها بأيد وإنّا لموسعون والأرض فرشناها فنعم الماهدون). ودلائل هذه القدرة العظيمة واضحة جليّة في عظمة السماوات ونظامها الخاصّ
الحاكم عليها أيضاً(وقع خطأ أو إشتباه عند بعض
المفسّرين وغيرهم هنا وينبغي التنويه إليه. |
|
الآيات( 52 ) ( 55 )
كَذَلِكَ مَآ أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُول إِلاَّ قَالُوا
سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ( 52 )
|
|
كَذَلِكَ مَآ أَتَى
الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُول إِلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (
52 ) أَتَواصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ( 53 ) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ
فَمَا أَنتَ بِمَلُوم ( 54 ) وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ
الْمُؤْمِنِينَ ( 55 ) |
|
التّفسير |
|
إنّ
الذكرى تنفع المؤمنين:
|
|
قرأنا في الآية 39
من هذه السورة أنّ فرعون اتّهم موسى (عليه السلام) عندما دعاه إلى الله وترك الظلم أنّه ساحر أو مجنون، فهذا الإتّهام ورد على
لسان المشركين في زمان النّبي محمّد (ص) أيضاً إذ اتّهموه بمثل ما اتّهم فرعون
موسى وقد عزّ ذلك على المؤمنين الأوائل والقلائل كما كان يؤلم روح النّبي (ص). |
|
ملاحظة
|
|
لابدّ
من قلوب مهيّأة .. لقبول الحقّ:
|
|
لاحظوا المزارع والفلاّح الذي
ينثر البذور، فقد تقع بعض هذه البذور على الأحجار، ومن الواضح أنّ ما يقع على
الأحجار والصخور لا ينمو! |
|
الآيات( 56 ) ( 58 )
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ( 56 ) مَا أُرِيدُ
مِنْهُم مِّن رِّزْق وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ
|
|
وَمَا خَلَقْتُ
الْجِنَّ وَالإنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ( 56 ) مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْق
وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ ( 57 ) إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو
الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ( 58 ) |
|
التّفسير |
|
هدفُ
خلقِ الإنسان من وجهة نظرِ القرآن:
|
|
من أهمّ الأسئلة التي تختلج
في خاطر كلّ إنسان هو لِمَ خُلِقنا؟! وما الهدف من خلق الناس والمجيىء إلى هذه
الدنيا؟! |
|
بحوث
|
|
1 ـ الله غني على
الإطلاق
|
|
إنّ جملة: (ما اُريد منهم من رزق وما اُريد أن يطعمون) هي في
الحقيقة إشارة إلى إستغناء الله عن كلّ أحد وعن كلّ شيء، وإذا ما دعا العباد إلى
عبادته فليس ذلك ليستفيد منهم، بل يريد أن يجود
عليهم، وهذا على العكس من العبودية بين الناس، لأنّهم يطلبون الرقّ والعبيد
ليحصلوا بهم الرزق أو المعاش، أو أن يخدموهم في البيت، فيقدّموا لهم الطعام
والشراب، وفي كلتا الحالين فإنّما يعود نفعهم على مالكيهم، وهذا الأمر ناشىء عن
إحتياج الإنسان، إلاّ أنّ جميع هذه المسائل لا معنى لها في شأن الله، إذ ليس
غنيّاً عن عباده فحسب، بل هو يضمن لعباده الرزق بلطفه وكرمه «ورزق الجميع على
الله». |
|
2 ـ الله ذو القوّة
المتين
|
|
«المتين» كلمة مشتقّة من متن، وهو في الأصل ما يكتنف العمود الفقري من لحم وعصب التي تشدّ الظهر وتجعله مهيّأً لتحمّل الأعباء، ولذلك فقد استعمل
«المتن» بمعنى القوّة الكاملة والطاقة والقدرة، فبناءً
على ذلك فإنّ ذكر «المتين» بعد ذكر كلمة «ذو القوّة» إنّما هو للتأكيد، لأنّ «ذو
القوّة» إشارة إلى أصل قدرة الله! «والمتين» إشارة إلى كمال القدرة، وحين تقترن
هذه الكلمة بـ «الرزّاق» وهو صيغة مبالغة أيضاً تدلّ على هذه الحقيقة، وهي أنّ
الله له منتهى القدرة والتسلّط في إيلاء الرزق وإعطائه لمن يشاء، وهو يوصل الرزق
إلى أيّة جهة كانت وأي مكان كان .. في أعماق البحار، وفي قمم الجبال، وفي سفوح
التلال وعلى ضفاف الأنهار، وفي الوديان والصحاري والبراري .. وجميع ما في الوجود
ومن في الوجود مجتمعون على مائدته الكريمة، إذاً فخلق الله للإنسان وسائر
الموجودات لم يكن لحاجته إليهم، بل ليفيض عليهم من لطفه العميم. |
|
3 ـ لِمَ قُدّم
ذكر الجنّ
|
|
مع أنّه يُستفاد من آيات
القرآن بشكل واضح أنّ الإنس أفضل من الجنّ، إلاّ أنّه قدّم ذكر الجنّ على الإنس
في الآية الآنفة، ولعلّ الظاهر منه أنّ الجنّ خلقوا قبل
أن يُخلق آدم كما نقرأ ذلك في الآية (27)
من سورة الحجر إذ تقول: (والجانّ خلقناه من قبلُ من نار
السموم). قبل بني على الضمّ وإن سبقه الخافض لأنّه مضاف ـ والمضاف إليه محذوف
لفظاً وتقديره من قبلِ خلق الإنسان. |
|
4 ـ الحكمة من
الخلق في نظر الفلسفة
|
|
ذكرنا آنفاً أنّه قلّ أن نجد
من لا يسأل نفسه أو غيره عن الهدف من خلق الإنسان! فدائماً تولّد جماعة وتمضي
جماعة اُخرى وتنطفىء إلى الأبد، فما المراد من هذا المجيء والذهاب؟! |
|
5 ـ الرّوايات
الإسلامية وفلسفة خلق الإنسان
|
|
ذكرنا آنفاً مسألة الهدف من
خلق الإنسان، وعالجنا هذه المسألة عن طريقين: أحدهما عن طريق تفسير آيات القرآن،
والآخر عن طريق الفلسفة، وقد أوصلنا كلّ منهما إلى نقطة واحدة. |
|
6 ـ الإجابة على
سؤال
|
|
ويرد هنا سؤال آخر،
وهو إذا كان الله قد خلق العباد ليعبدوه، فعلام يختار قسم
منهم طريق الكفر؟ وهل يمكن أن تتخلّف إرادة الله عن هدفه؟! |
|
الآيتان( 59 ) ( 60 )
فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَبِهِمْ فَلاَ
يَسْتَعْجِلُونِ( 59 )
|
|
فَإِنَّ لِلَّذِينَ
ظَلَمُوا ذَنُوباً مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَبِهِمْ فَلاَ يَسْتَعْجِلُونِ( 59 )
فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن يَوْمِهِمُ الَّذِى يُوعَدُونَ ( 60 ) |
|
التّفسير |
|
هؤلاء
يشاركون أصحابهم في عذاب الله:
|
|
الآيتان آنفتا
الذكر اللتان هما آخر سورة الذاريات، وهما في الحقيقة نوع من الإستنتاج للآيات المختلفة الواردة في السورة ذاتها
ولا سيّما الآيات التي تتحدّث عن الاُمم السالفة كقوم فرعون وقوم لوط وثمود
وعاد، وكذلك الآيات السابقة التي كانت تتحدّث عن الهدف من الخلق والإيجاد. آمين ربّ
العالمين إنتهاء سورة الذّاريات |
|
|
|