- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
سُورَة ق مكّية وعَدَدُ
آيَاتِها خَمس وأربعُون آية
|
|
المجَلّد
السابع عَشَر تفسيرالأمثل |
|
محتوى
السورة:
|
|
إنّ محور بحوث هذه السورة هو موضوع
«المعاد» وجميع هذه الآيات ـ تقريباً ـ
تدور حول هذا المحور وبعض المسائل الاُخرى التي لها تعلّق به أيضاً. |
|
فضيلة
تلاوة سورة «ق»:
|
|
يستفاد من الرّوايات
الإسلامية أنّ النّبي كان يهتمّ إهتماماً كبيراً بسورة
«ق» حتّى أنّه كان يقرؤها في خطبة صلاة
كلّ يوم جمعة(تفسير القرطبي، ج9، ص6171.). |
|
الآيات ( 1 ) ( 5 ) ق
وَالْقُرْءَانِ الَْمجِيدِ ( 1 ) بَلْ عَجِبُوا أَن جَآءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ
فَقَالَ الْكَفِرُونَ هَذَا شَىْءٌ عَجِيبٌ ( 2 )
|
|
ق وَالْقُرْءَانِ
الَْمجِيدِ ( 1 ) بَلْ عَجِبُوا أَن جَآءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ
الْكَفِرُونَ هَذَا شَىْءٌ عَجِيبٌ ( 2 ) أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً
ذَلِكَ رَجْعُ بَعِيدٌ ( 3 ) قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الاَْرْضُ مِنْهُمْ
وَعِندَنَا كِتَبٌ حَفِيظُ( 4 ) بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمْ
فَهُمْ فِى أَمْر مَّرِيج( 5 ) |
|
التّفسير |
|
المنكرون
المعاندون في أمر مريج!
|
|
مرّةً اُخرى نواجه هنا بعض الحروف المقطّعة! وهو الحرف
«ق»، وكما قلنا من قبل أنّ واحداً من التفاسير المتينة هو أنّ هذا القرآن
على عظمته مؤلّف من حروف بسيطة هي ألف باء الخ .. وهذا
يدلّ على أنّ مُبدع القرآن ومنزله لديه علم لا محدود وقدرة مطلقة بحيث
خلق هذا التركيب الرفيع العالي من هذه الوسائل البسيطة المألوفة! (الكتاب الحفيظ) معناه الكتاب
الذي يحفظ جميع أعمال الناس وغيرها، وهو إشارة
إلى «اللوح المحفوظ» الذي بيّنا معناه بتفصيل في
ذيل الآية (39) من سورة الرعد. |
|
الآيات( 6 ) ( 11 )
أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَآءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَهَا
وَزَيَّنَّهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوج ( 6 )
|
|
أَفَلَمْ يَنظُرُوا
إِلَى السَّمَآءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَهَا وَزَيَّنَّهَا وَمَا لَهَا مِن
فُرُوج ( 6 ) وَالاَْرْضَ مَدَدْنَهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَسِىَ
وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْج بَهِيج( 7 ) تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ
عَبْد مُّنِيب( 8 ) وَنزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَرَكاً فَأَنبَتْنَا
بِهِ جَنَّت وَحَبَّ الْحَصِيدِ( 9 ) وَالنَّخْلَ بَاسِقَت لَّهَا طَلْعٌ
نَّضِيدٌ ( 10 ) رِّزْقاً لِّلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً
كَذَلِكَ الْخُرُوجُ ( 11 ) |
|
التّفسير |
|
انظروا
إلى السماء لحظةً!
|
|
هذه الآيات تواصل البحث عن
دلائل المعاد، فتارةً تتحدّث عن قدرة الله المطلقة لإثبات المعاد، واُخرى تستشهد
له بوقائع ونماذج تحدث في الدنيا تمثّل حالة المعاد. والمراد بالنظر هنا هو النظر المقترن بالتفكير الذي يدعو صاحبه لمعرفة عظمة الخالق الذي خلق السماء الواسعة وما فيها
من عجائب مذهلة وتناسق وجمال وإستحكام ونظم ودقّة. |
|
الآيات( 12 ) ( 15 )
كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوح وَأَصْحَبُ الرَّسِّ وَثَمُودُ ( 12 ) وَعَادٌ
وَفِرْعُوْنُ وَإِخْوَنُ لُوط( 13 )
|
كَذَّبَتْ
قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوح وَأَصْحَبُ الرَّسِّ وَثَمُودُ ( 12 ) وَعَادٌ
وَفِرْعُوْنُ وَإِخْوَنُ لُوط ( 13 ) وَأَصْحَبُ الاَْيْكَةِ وَقَوْمُ تُبّع
كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ ( 14 ) أَفَعَيَينَا بِالْخَلْقِ
الاَْوَّلِ بَلْ هُمْ فِى لَبْس مِّنْ خَلْق جَدِيد ( 15 ) |
|
التّفسير |
|
لست
وحدك المبتلى بالعدوّ
|
|
|
تعالج هذه الآيات
مسألة المعاد من خلال نوافذ متعدّدة! ففي البداية ومن أجل تثبيت قلب النّبي (ص) وتسليته تقول: لست وحدك المرسل
الذي كذّبه الكفّار وكذّبوا محتوى دعواته ولا سيّما المعاد فإنّه: (كذّبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرسّ وثمود)!. |
|
الآيات( 16 ) ( 18 )
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسَنَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ
أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ
|
|
وَلَقَدْ خَلَقْنَا
الإنسَنَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ
مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ( 16 ) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ
الَْيمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ( 17 ) مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْل إِلاَّ
لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ( 18 ) |
|
التّفسير |
|
كتابه
جميع الأقوال:
|
|
يُثار في هذه الآيات قسم آخر
من المسائل المتعلّقة بالمعاد، وهو ضبط أعمال الإنسان وإحصاؤها لتعرض على صاحبها
عند يوم الحساب. إنّ الإلتفات إلى هذه الحقيقة
يوقظ الإنسان، ويكون على بيّنة من أمره وما هو مذخور له في صحيفة أعماله عند
محكمة عدل الله .. فيتحوّل من إنسان غافل إلى موجود واع ملتزم ورع تقيّ .. ورد في حديث أنّ أبا حنيفة جاء إلى الصادق (عليه السلام)
يوماً فقال: رأيت ولدك موسى يصلّي والناس يعبرون من أمامه إلاّ أنّه لم
ينههم عن ذلك، مع أنّ هذا العمل غير صحيح!. |
|
ملاحظة |
|
الحبيب
أقرب إلى الإنسان من نفسه!!
|
|
يقول بعض الفلاسفة: كما أنّ
شدّة البعد توجب الخفاء فإنّ شدّة القرب كذلك، فمثلا لو كانت الشمس بعيدة عنّا
جدّاً لما رأيناها ولو كانت قريبة منّا جدّاً أو إقتربنا منها كثيراً فإنّ نورها
سيذهلنا إلى درجة بحيث لا نستطيع رؤيتها. |
|
الآيات( 19 ) ( 22 )
وَجَآءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ ( 19
) وَنُفِخَ فِى الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ
|
|
وَجَآءَتْ سَكْرَةُ
الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ ( 19 ) وَنُفِخَ فِى
الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ ( 20 ) وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْس مَّعَهَا
سَآئِقٌ وَشَهِيدٌ ( 21 ) لَّقَدْ كُنتَ فِى غَفْلَة مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا
عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ( 22 ) |
التّفسير |
|
القيامة
ـ والبصر الحديد ـ:
|
|
تعكس الآيات أعلاه مسائل
اُخرى تتعلّق بيوم المعاد: «مشهد الموت» و «النفخ في الصور» و «مشهد الحضور في
المحشر»! |
|
|
بحوث
|
|
1 ـ حقيقة الموت
|
|
يتصوّر أغلب الناس أنّ الموت
أمر عدمي ومعناه الفناء، إلاّ أنّ هذه النظرة لا تنسجم مع ما ورد في القرآن
المجيد وما تدلّ عليه الدلائل العقلية ولا توافقها أبداً. |
|
2 ـ سكرات الموت
|
|
كان الكلام في الآيات الآنفة
على سكرات الموت، وقلنا أنّ «السكرات» جمع سكرة، ومعناها الحالة التي تشبه حالة
الثمل على أثر إشتداد حالة الإنسان فيضطرب منها فيرى سِكراً وليس بِسَكِر! |
|
3 ـ الموت حقّ
|
|
ليست الآيات محلّ البحث وحدها
تتحدّث عن الموت بأنّه حقّ، بل هناك آيات كثيرة في القرآن تصرّح بأنّ الموت حقّ
ويقين، إذ نقرأ في الآية (99) من سورة الحجر (واعبد ربّك حتّى يأتيك اليقين). وفي الآية (47) من سورة المدثر نقرأ ما يشبه هذا التعبير أيضاً. |
|
الآيات( 23 ) ( 30)
وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَىَّ عَتِيدٌ ( 23 ) أَلْقِيَا فِى جَهَنَّمَ
كُلَّ كَفَّار عَنِيد( 24 )
|
|
وَقَالَ قَرِينُهُ
هَذَا مَا لَدَىَّ عَتِيدٌ ( 23 ) أَلْقِيَا فِى جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّار
عَنِيد( 24 ) مَّنَّاع لِلْخَيْرِ مُعْتَد مُّرِيب ( 25 ) الَّذِى جَعَلَ مَعَ
اللهِ إِلَهاً ءَاخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِى الْعَذَابِ الشَّدِيدِ ( 26 ) قَالَ
قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِن كَانَ فِى ضَلَلِ بَعِيد ( 27 )
قَالَ لاَ تَخْتَصِمُوا لَدَىَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ( 28 )
مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَىَّ وَمَآ أَنَا بِظَلَّم لِّلْعَبِيدِ ( 29 ) يَوْمَ
نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلاَْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيد( 30) |
|
التّفسير |
|
قرناء
الإنسان من الملائكة والشياطين:
|
|
مرّةً اُخرى ترتسم في هذه الآيات صورة اُخرى عن المعاد، صورة مثيرة
مذهلة حيث أنّ الملك ـ قرين الإنسان ـ يبيّن محكومية الإنسان بين الملأ ويصدر
حكم الله لمعاقبته وجزائه. وينقدح سؤال آخر، وهو كيف تخاطب النار وهي موجود غير عاقل فتردّ وتجيب
على الخطاب! |
|
ولهذا
السؤال توجد إجابات ثلاث:
|
|
الاُولى: إنّ هذا التعبير نوع من التشبيه وبيان لسان الحال! أي
أنّ الله يسأل بلسان التكوين جهنّم وهي تجيب بلسان الحال، ونظير هذا التعبير
كثير في اللغات المختلفة! |
|
الآيات( 31 ) ( 37 )
وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيد ( 31 ) هَذَا مَا
تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّاب حَفِيظ ( 32 )
|
|
وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ
لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيد ( 31 ) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّاب
حَفِيظ ( 32 ) مَّنْ خَشِىَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْب مُّنِيب(
33 ) ادْخُلُوهَا بِسَلَم ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ ( 34 ) لَهُم مَّا
يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ( 35 ) وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم
مِّن قَرْن هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشاً فَنَقَّبُوا فِى الْبِلَدِ هَلْ مِن
مَّحِيص ( 36 ) إنَّ فِى ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى
السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ( 37 ) |
|
التّفسير |
|
ادخلوا
الجنّة .. أيّها المتّقون!
|
|
مع الإلتفات إلى أنّ أبحاث
هذه السورة يدور أغلبها حول محور المعاد والاُمور التي تتعلّق به، ومع ملاحظة
أنّ الآيات آنفة الذكر تتحدّث عن كيفية القاء الكفّار المعاندين في نار جهنّم
وما يلاقونه من عذاب شديد وبيان صفاتهم التي جرّتهم وساقتهم إلى نار جهنّم! ففي
هذه الآيات محلّ البحث تصوير لمشهد آخر، وهو دخول المتّقين الجنّة بمنتهى
التكريم والتجلّة وإشارة إلى أنواع النعم في الجنّة،
كما أنّ هذه الآيات تبيّن صفات أهل الجنّة لتتّضح الحقائق أكثر بهذه المقارنة ما بين أهل النار وأهل
الجنّة. |
|
الآيات( 38 ) ( 40 )
وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَوَتِ وَالاَْرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِى سِتَّةِ
أَيَّام وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوب
|
|
وَلَقَدْ خَلَقْنَا
السَّمَوَتِ وَالاَْرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِى سِتَّةِ أَيَّام وَمَا مَسَّنَا
مِن لُّغُوب ( 38 ) فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ
قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ ( 39 ) وَمِنَ الَّيْلِ
فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَرَ السُّجُودِ ( 40 ) |
|
التّفسير |
|
تعقيباً على ما ورد في الآيات
آنفة الذكر ودلائلها المتعدّدة في شأن المعاد، تشير الآيات محلّ البحث إلى دليل
آخر من دلائل إمكان المعاد .. ثمّ تأمر النّبي بالصبر والإستقامة والتسبيح بحمد
الله ليبطل دسائس المتآمرين وما يحيكونه ضدّه، فتقول الآية الاُولى من هذه
الآيات: (ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في
ستّة أيّام وما مسّنا من لغوب). فعلى هذا من كان قادراً على إيجاد السماوات والأرض وخلق الكواكب
والمجرّات وأفلاكها جميعاً، قادر على إعادة الإنسان بعد موته وأن يُلبسه ثوباً
جديداً من الحياة. |
|
ملاحظة
|
|
الصبر
مفتاح لكلّ فلاح:
|
|
لم يكن تعويل القرآن وإعتماده
على الصبر بوجه المشاكل لأوّل مرّة هنا فحسب، فطالما أمر النّبي والمؤمنون عامّة
في الآيات مراراً بالصبر وأكّد على هذا الموضوع كما أنّ التجارب تدلّ على أنّ
النصر والغلبة من نصيب اُولئك الذين تمتّعوا بالصبر والإستقامة. |
|
الآيات( 41 ) ( 45 )
وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَان قَرِيب ( 41 ) يَوْمَ
يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ
|
|
وَاسْتَمِعْ يَوْمَ
يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَان قَرِيب ( 41 ) يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ
بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ ( 2 4) إِنَّا نَحْنُ نُحْىِ وَنُمِيتُ
وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ ( 43 ) يَوْمَ تَشَقَّقُ الاَْرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعاً ذَلِكَ
حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ ( 44 ) نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنتَ
عَلَيْهِم بِجَبَّار فَذَكِّرْ بِالْقُرْءَانِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ ( 45 ) |
|
التّفسير |
|
يخرج
الجميع أحياءً عند صيحة القيامة:
|
|
هذه الآيات محلّ البحث التي
تختتم بها سورة ـ «ق» كسائر آياتها تتحدّث على المعاد والقيامة كما أنّها تعرض
جانباً منهما أيضاً وهو موضوع النفخة في الصور، وخروج الأموات من القبور في يوم
النشور .. فتقول: (واستمع يوم ينادِ المنادِ من مكان
قريب ... يوم يسمعون الصيحة بالحقّ ذلك يوم الخروج). آمّين يارب العالمين انتهاء سورة ق |
|
|
|
|
سُورَة ق مكّية وعَدَدُ
آيَاتِها خَمس وأربعُون آية
|
|
المجَلّد
السابع عَشَر تفسيرالأمثل |
|
محتوى
السورة:
|
|
إنّ محور بحوث هذه السورة هو موضوع
«المعاد» وجميع هذه الآيات ـ تقريباً ـ
تدور حول هذا المحور وبعض المسائل الاُخرى التي لها تعلّق به أيضاً. |
|
فضيلة
تلاوة سورة «ق»:
|
|
يستفاد من الرّوايات
الإسلامية أنّ النّبي كان يهتمّ إهتماماً كبيراً بسورة
«ق» حتّى أنّه كان يقرؤها في خطبة صلاة
كلّ يوم جمعة(تفسير القرطبي، ج9، ص6171.). |
|
الآيات ( 1 ) ( 5 ) ق
وَالْقُرْءَانِ الَْمجِيدِ ( 1 ) بَلْ عَجِبُوا أَن جَآءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ
فَقَالَ الْكَفِرُونَ هَذَا شَىْءٌ عَجِيبٌ ( 2 )
|
|
ق وَالْقُرْءَانِ
الَْمجِيدِ ( 1 ) بَلْ عَجِبُوا أَن جَآءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ
الْكَفِرُونَ هَذَا شَىْءٌ عَجِيبٌ ( 2 ) أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً
ذَلِكَ رَجْعُ بَعِيدٌ ( 3 ) قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الاَْرْضُ مِنْهُمْ
وَعِندَنَا كِتَبٌ حَفِيظُ( 4 ) بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمْ
فَهُمْ فِى أَمْر مَّرِيج( 5 ) |
|
التّفسير |
|
المنكرون
المعاندون في أمر مريج!
|
|
مرّةً اُخرى نواجه هنا بعض الحروف المقطّعة! وهو الحرف
«ق»، وكما قلنا من قبل أنّ واحداً من التفاسير المتينة هو أنّ هذا القرآن
على عظمته مؤلّف من حروف بسيطة هي ألف باء الخ .. وهذا
يدلّ على أنّ مُبدع القرآن ومنزله لديه علم لا محدود وقدرة مطلقة بحيث
خلق هذا التركيب الرفيع العالي من هذه الوسائل البسيطة المألوفة! (الكتاب الحفيظ) معناه الكتاب
الذي يحفظ جميع أعمال الناس وغيرها، وهو إشارة
إلى «اللوح المحفوظ» الذي بيّنا معناه بتفصيل في
ذيل الآية (39) من سورة الرعد. |
|
الآيات( 6 ) ( 11 )
أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَآءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَهَا
وَزَيَّنَّهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوج ( 6 )
|
|
أَفَلَمْ يَنظُرُوا
إِلَى السَّمَآءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَهَا وَزَيَّنَّهَا وَمَا لَهَا مِن
فُرُوج ( 6 ) وَالاَْرْضَ مَدَدْنَهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَسِىَ
وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْج بَهِيج( 7 ) تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ
عَبْد مُّنِيب( 8 ) وَنزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَرَكاً فَأَنبَتْنَا
بِهِ جَنَّت وَحَبَّ الْحَصِيدِ( 9 ) وَالنَّخْلَ بَاسِقَت لَّهَا طَلْعٌ
نَّضِيدٌ ( 10 ) رِّزْقاً لِّلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً
كَذَلِكَ الْخُرُوجُ ( 11 ) |
|
التّفسير |
|
انظروا
إلى السماء لحظةً!
|
|
هذه الآيات تواصل البحث عن
دلائل المعاد، فتارةً تتحدّث عن قدرة الله المطلقة لإثبات المعاد، واُخرى تستشهد
له بوقائع ونماذج تحدث في الدنيا تمثّل حالة المعاد. والمراد بالنظر هنا هو النظر المقترن بالتفكير الذي يدعو صاحبه لمعرفة عظمة الخالق الذي خلق السماء الواسعة وما فيها
من عجائب مذهلة وتناسق وجمال وإستحكام ونظم ودقّة. |
|
الآيات( 12 ) ( 15 )
كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوح وَأَصْحَبُ الرَّسِّ وَثَمُودُ ( 12 ) وَعَادٌ
وَفِرْعُوْنُ وَإِخْوَنُ لُوط( 13 )
|
كَذَّبَتْ
قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوح وَأَصْحَبُ الرَّسِّ وَثَمُودُ ( 12 ) وَعَادٌ
وَفِرْعُوْنُ وَإِخْوَنُ لُوط ( 13 ) وَأَصْحَبُ الاَْيْكَةِ وَقَوْمُ تُبّع
كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ ( 14 ) أَفَعَيَينَا بِالْخَلْقِ
الاَْوَّلِ بَلْ هُمْ فِى لَبْس مِّنْ خَلْق جَدِيد ( 15 ) |
|
التّفسير |
|
لست
وحدك المبتلى بالعدوّ
|
|
|
تعالج هذه الآيات
مسألة المعاد من خلال نوافذ متعدّدة! ففي البداية ومن أجل تثبيت قلب النّبي (ص) وتسليته تقول: لست وحدك المرسل
الذي كذّبه الكفّار وكذّبوا محتوى دعواته ولا سيّما المعاد فإنّه: (كذّبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرسّ وثمود)!. |
|
الآيات( 16 ) ( 18 )
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسَنَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ
أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ
|
|
وَلَقَدْ خَلَقْنَا
الإنسَنَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ
مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ( 16 ) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ
الَْيمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ( 17 ) مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْل إِلاَّ
لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ( 18 ) |
|
التّفسير |
|
كتابه
جميع الأقوال:
|
|
يُثار في هذه الآيات قسم آخر
من المسائل المتعلّقة بالمعاد، وهو ضبط أعمال الإنسان وإحصاؤها لتعرض على صاحبها
عند يوم الحساب. إنّ الإلتفات إلى هذه الحقيقة
يوقظ الإنسان، ويكون على بيّنة من أمره وما هو مذخور له في صحيفة أعماله عند
محكمة عدل الله .. فيتحوّل من إنسان غافل إلى موجود واع ملتزم ورع تقيّ .. ورد في حديث أنّ أبا حنيفة جاء إلى الصادق (عليه السلام)
يوماً فقال: رأيت ولدك موسى يصلّي والناس يعبرون من أمامه إلاّ أنّه لم
ينههم عن ذلك، مع أنّ هذا العمل غير صحيح!. |
|
ملاحظة |
|
الحبيب
أقرب إلى الإنسان من نفسه!!
|
|
يقول بعض الفلاسفة: كما أنّ
شدّة البعد توجب الخفاء فإنّ شدّة القرب كذلك، فمثلا لو كانت الشمس بعيدة عنّا
جدّاً لما رأيناها ولو كانت قريبة منّا جدّاً أو إقتربنا منها كثيراً فإنّ نورها
سيذهلنا إلى درجة بحيث لا نستطيع رؤيتها. |
|
الآيات( 19 ) ( 22 )
وَجَآءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ ( 19
) وَنُفِخَ فِى الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ
|
|
وَجَآءَتْ سَكْرَةُ
الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ ( 19 ) وَنُفِخَ فِى
الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ ( 20 ) وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْس مَّعَهَا
سَآئِقٌ وَشَهِيدٌ ( 21 ) لَّقَدْ كُنتَ فِى غَفْلَة مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا
عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ( 22 ) |
التّفسير |
|
القيامة
ـ والبصر الحديد ـ:
|
|
تعكس الآيات أعلاه مسائل
اُخرى تتعلّق بيوم المعاد: «مشهد الموت» و «النفخ في الصور» و «مشهد الحضور في
المحشر»! |
|
|
بحوث
|
|
1 ـ حقيقة الموت
|
|
يتصوّر أغلب الناس أنّ الموت
أمر عدمي ومعناه الفناء، إلاّ أنّ هذه النظرة لا تنسجم مع ما ورد في القرآن
المجيد وما تدلّ عليه الدلائل العقلية ولا توافقها أبداً. |
|
2 ـ سكرات الموت
|
|
كان الكلام في الآيات الآنفة
على سكرات الموت، وقلنا أنّ «السكرات» جمع سكرة، ومعناها الحالة التي تشبه حالة
الثمل على أثر إشتداد حالة الإنسان فيضطرب منها فيرى سِكراً وليس بِسَكِر! |
|
3 ـ الموت حقّ
|
|
ليست الآيات محلّ البحث وحدها
تتحدّث عن الموت بأنّه حقّ، بل هناك آيات كثيرة في القرآن تصرّح بأنّ الموت حقّ
ويقين، إذ نقرأ في الآية (99) من سورة الحجر (واعبد ربّك حتّى يأتيك اليقين). وفي الآية (47) من سورة المدثر نقرأ ما يشبه هذا التعبير أيضاً. |
|
الآيات( 23 ) ( 30)
وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَىَّ عَتِيدٌ ( 23 ) أَلْقِيَا فِى جَهَنَّمَ
كُلَّ كَفَّار عَنِيد( 24 )
|
|
وَقَالَ قَرِينُهُ
هَذَا مَا لَدَىَّ عَتِيدٌ ( 23 ) أَلْقِيَا فِى جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّار
عَنِيد( 24 ) مَّنَّاع لِلْخَيْرِ مُعْتَد مُّرِيب ( 25 ) الَّذِى جَعَلَ مَعَ
اللهِ إِلَهاً ءَاخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِى الْعَذَابِ الشَّدِيدِ ( 26 ) قَالَ
قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِن كَانَ فِى ضَلَلِ بَعِيد ( 27 )
قَالَ لاَ تَخْتَصِمُوا لَدَىَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ( 28 )
مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَىَّ وَمَآ أَنَا بِظَلَّم لِّلْعَبِيدِ ( 29 ) يَوْمَ
نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلاَْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيد( 30) |
|
التّفسير |
|
قرناء
الإنسان من الملائكة والشياطين:
|
|
مرّةً اُخرى ترتسم في هذه الآيات صورة اُخرى عن المعاد، صورة مثيرة
مذهلة حيث أنّ الملك ـ قرين الإنسان ـ يبيّن محكومية الإنسان بين الملأ ويصدر
حكم الله لمعاقبته وجزائه. وينقدح سؤال آخر، وهو كيف تخاطب النار وهي موجود غير عاقل فتردّ وتجيب
على الخطاب! |
|
ولهذا
السؤال توجد إجابات ثلاث:
|
|
الاُولى: إنّ هذا التعبير نوع من التشبيه وبيان لسان الحال! أي
أنّ الله يسأل بلسان التكوين جهنّم وهي تجيب بلسان الحال، ونظير هذا التعبير
كثير في اللغات المختلفة! |
|
الآيات( 31 ) ( 37 )
وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيد ( 31 ) هَذَا مَا
تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّاب حَفِيظ ( 32 )
|
|
وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ
لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيد ( 31 ) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّاب
حَفِيظ ( 32 ) مَّنْ خَشِىَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْب مُّنِيب(
33 ) ادْخُلُوهَا بِسَلَم ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ ( 34 ) لَهُم مَّا
يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ( 35 ) وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم
مِّن قَرْن هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشاً فَنَقَّبُوا فِى الْبِلَدِ هَلْ مِن
مَّحِيص ( 36 ) إنَّ فِى ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى
السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ( 37 ) |
|
التّفسير |
|
ادخلوا
الجنّة .. أيّها المتّقون!
|
|
مع الإلتفات إلى أنّ أبحاث
هذه السورة يدور أغلبها حول محور المعاد والاُمور التي تتعلّق به، ومع ملاحظة
أنّ الآيات آنفة الذكر تتحدّث عن كيفية القاء الكفّار المعاندين في نار جهنّم
وما يلاقونه من عذاب شديد وبيان صفاتهم التي جرّتهم وساقتهم إلى نار جهنّم! ففي
هذه الآيات محلّ البحث تصوير لمشهد آخر، وهو دخول المتّقين الجنّة بمنتهى
التكريم والتجلّة وإشارة إلى أنواع النعم في الجنّة،
كما أنّ هذه الآيات تبيّن صفات أهل الجنّة لتتّضح الحقائق أكثر بهذه المقارنة ما بين أهل النار وأهل
الجنّة. |
|
الآيات( 38 ) ( 40 )
وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَوَتِ وَالاَْرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِى سِتَّةِ
أَيَّام وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوب
|
|
وَلَقَدْ خَلَقْنَا
السَّمَوَتِ وَالاَْرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِى سِتَّةِ أَيَّام وَمَا مَسَّنَا
مِن لُّغُوب ( 38 ) فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ
قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ ( 39 ) وَمِنَ الَّيْلِ
فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَرَ السُّجُودِ ( 40 ) |
|
التّفسير |
|
تعقيباً على ما ورد في الآيات
آنفة الذكر ودلائلها المتعدّدة في شأن المعاد، تشير الآيات محلّ البحث إلى دليل
آخر من دلائل إمكان المعاد .. ثمّ تأمر النّبي بالصبر والإستقامة والتسبيح بحمد
الله ليبطل دسائس المتآمرين وما يحيكونه ضدّه، فتقول الآية الاُولى من هذه
الآيات: (ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في
ستّة أيّام وما مسّنا من لغوب). فعلى هذا من كان قادراً على إيجاد السماوات والأرض وخلق الكواكب
والمجرّات وأفلاكها جميعاً، قادر على إعادة الإنسان بعد موته وأن يُلبسه ثوباً
جديداً من الحياة. |
|
ملاحظة
|
|
الصبر
مفتاح لكلّ فلاح:
|
|
لم يكن تعويل القرآن وإعتماده
على الصبر بوجه المشاكل لأوّل مرّة هنا فحسب، فطالما أمر النّبي والمؤمنون عامّة
في الآيات مراراً بالصبر وأكّد على هذا الموضوع كما أنّ التجارب تدلّ على أنّ
النصر والغلبة من نصيب اُولئك الذين تمتّعوا بالصبر والإستقامة. |
|
الآيات( 41 ) ( 45 )
وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَان قَرِيب ( 41 ) يَوْمَ
يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ
|
|
وَاسْتَمِعْ يَوْمَ
يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَان قَرِيب ( 41 ) يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ
بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ ( 2 4) إِنَّا نَحْنُ نُحْىِ وَنُمِيتُ
وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ ( 43 ) يَوْمَ تَشَقَّقُ الاَْرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعاً ذَلِكَ
حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ ( 44 ) نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنتَ
عَلَيْهِم بِجَبَّار فَذَكِّرْ بِالْقُرْءَانِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ ( 45 ) |
|
التّفسير |
|
يخرج
الجميع أحياءً عند صيحة القيامة:
|
|
هذه الآيات محلّ البحث التي
تختتم بها سورة ـ «ق» كسائر آياتها تتحدّث على المعاد والقيامة كما أنّها تعرض
جانباً منهما أيضاً وهو موضوع النفخة في الصور، وخروج الأموات من القبور في يوم
النشور .. فتقول: (واستمع يوم ينادِ المنادِ من مكان
قريب ... يوم يسمعون الصيحة بالحقّ ذلك يوم الخروج). آمّين يارب العالمين انتهاء سورة ق |
|
|
|