- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
سُورَة محمّد مدنيّة
وَعَدَدُ آياتِها ثَمان وَثَلاثُونَ آية
|
|
محتوى
السورة:
|
|
سمّيت هذه السورة
بسورة محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) لأنّ اسمه الشريف قد ذكر في الآية الثانية، واسمها الآخر هو سورة القتال، والواقع أنّ مسألة الجهاد وقتال أعداء
الإسلام هو أهم موضوع ألقى ظلاله على هذه
السورة، في حين أنّ جزءاً مهماً آخر من آيات هذه
السورة يتناول المقارنة بين حال المؤمنين والكافرين
وخصائصهم وصفاتهم، وكذلك المصير الذي ينتهي إليه كلّ منهما في الحياة الآخرة. |
|
فضل
تلاوة السورة:
|
|
جاء في حديث عن نبي الإسلام
الأكرم (ص): «من قرأ سورة محمّد كان حقّاً على الله أن يسقيه من أنهار الجنّة»( مجمع البيان، المجلد 9، بداية سورة محمّد.). |
|
الآيات( 1 ) ( 3 )
الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمَلَهُمْ ( 1 )
|
|
الَّذِينَ
كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمَلَهُمْ ( 1 )وَالَّذِينَ
ءآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّلِحَتِ وَءآمَنُواْ بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّد
وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَتِهِمْ وَأَصْلَحَ
بَالَهُمْ( 2 ) ذلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ اتَّبَعُواْ الْبَطِلَ
وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّبَعُواْ الْحَقَّ مِن رَبِّهِمْ كَذلِكَ
يَضْرِبُ اللهُ لِلنَّاسِ أَمْثَلَهُمْ( 3 ) |
|
التّفسير |
|
المؤمنون
أنصار الحق، والكافرون أنصار الباطل:
|
|
إنّ هذه الآيات الثلاث تعتبر في الحقيقة مقدمة لأمر حربي مهم صدر في الآية الرابعة، فبيّنت الأُولى منها وضع الكافرين وحالهم، والثانية حال المؤمنين، وقارنت
ثالثتهما بين الإثنين، وذلك لتتهيأ الأرضية والإستعداد للجهاد الديني ضد
الأعداء الظالمين العتاة باتضاح حال الفئتين. لكن لمّا كانت هذه الأعمال من
أجل التفاخر ومكائد الشيطان فقد أحبطت جميعاً. |
|
الآيات ( 4 ) ( 6 )
فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا
أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّواْ الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنَّاً بَعْدُ وَإِمَّا
فِدَاءً
|
|
فَإِذَا لَقِيتُمُ
الَّذِينَ كَفَرُواْ فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ
فَشُدُّواْ الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنَّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ
الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللهُ لاَنتَصَرَ مِنْهُمْ وَلكِن
لِيَبْلُوَا بَعْضَكُم بِبَعْض وَالَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَلَن
يُضِلَّ أَعْمَلَهُمْ( 4 ) سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ( 5 )
وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ( 6 ) |
|
التّفسير |
|
يجب
الحزم في ساحة الحرب:
|
|
كما قلنا سابقاً، فإنّ الآيات
السابقة كانت مقدمة لتهيئة المسلمين من أجل إصدار أمر حربي مهم ذكر في الآيات
مورد البحث، فتقول الآية: (فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب
الرقاب)( «ضرب» مصدر مفعول مطلق لفعل مقدر،
والتقدير: اضربوا ضرب الرقاب، كما صرّحت الآية (12) من سورة الأنفال بذلك إذ
قالت: (فاضربوا فوق الأعناق).). |
|
بحوث
|
|
1
ـ مقام الشهداء السامي
|
تمرّ في تأريخ الشعوب أيام
تحدق الأخطار فيها بتلك الأمم والشعوب، ولا يمكن دفع هذه الأخطار والحفاظ على
الأهداف المقدّسة العظيمة إلاّ بالتضحية والفداء وتقديم القرابين الكثيرة، وهنا
يجب أن يتوجّه المؤمنون المضحّون إلى ساحات القتال، ليحفظوا دين الحق بسفك
دمائهم، ويسمى هؤلاء الأفراد في منطق الإسلام بـ «الشهداء». |
|
أمّا
المعنى العام الواسع للشهادة، ورد في الروايات الإسلامية
|
|
أمّا المعنى العام
الواسع للشهادة، فهو أن يقتل
الإنسان في طريق تأدية الواجب الإلهي، فإنّ كلّ من يرحل عن الدنيا وهو في حالة
أداء هذا الواجب يعد شهيداً، ولذلك ورد في الروايات
الإسلامية أنّ عدة فئات يغادرون الدنيا وهم شهداء: |
|
|
2 ـ أهداف القتال
في الإسلام
|
|
إنّ القتال لا يعتبر في
الإسلام قيمة من القيم، بل يعتبر ضد القيم من جهة كونه باعثاً على الخراب
والتدمير، وإزهاق الأنفس، وإهدار القوى والإمكانيات التي يمكن أن تسخّر لخدمة
الإنسان وسعادته ورفاهه، ولذلك جُعل في بعض الآيات القرآنية في مصاف العقوبات
الإلهية، فنرى الآية (65) من سورة الأنعام تقول:
(قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم ومن
تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض). |
|
3 ـ أحكام أسرى
الحرب
|
|
قلنا: يجب على المسلمين أن لا
يفكروا في أسر أفراد العدو إلاّ بعد هزيمة العدو الكاملة واندحاره التام، لأنّ
هذا التفكير والإنشغال بالأسرى قد يتضمّن أخطاراً جسيمة. |
|
4 ـ الرق في
الإسلام
|
|
بالرغم من أنّ مسألة «استرقاق
أسرى الحرب» لم ترد في القرآن المجيد كحكم حتمي، لكن لا يمكن إنكار ورود أحكام
في القرآن فيما يتعلق بالعبيد، وهي تثبت وجود أصل الرقية حتى في زمان النّبي(صلى
الله عليه وآله وسلم) وصدر الإسلام، كالأحكام المتعلقة بالزواج من العبيد، أو
كونهم محرماً، أو مسألة المكاتبة (وهي اتفاق يتحرر بموجبه العبد بعد أدائه
مبلغاً من المال يتفق عليه) وقد وردت هذه الأحكام في آيات عديدة من القرآن في
سورة النساء، النحل، المؤمنون، النور، الروم، والأحزاب. والخلاصة: إنّ الرق
لا يتبع الاسم، فإنّ القبيح والمرفوض هو محتوى الرق، ونحن نعلم أنّ مفهوم الرق
قائم في الدول الإستعمارية والدول الشيوعية بأسوأ أشكاله. |
|
3 ـ مصير الرقيق
المؤلم في الماضي
|
|
لقد كان للرقيق على مرّ
التاريخ مصير مؤلم جدّاً، ولنأخذ على سبيل المثال عبيد الرومان ـ باعتبارهم
قوماً متمدنين ـ كنموذج، فإنّهم ـ على حدِّ قول كاتب «روح القوانين» ـ كانوا
تعساء بحيث لم يكونوا عبيداً لفرد، وإنّما كانوا يعتبرون عبيداً لكل المجتمع،
وكان باستطاعة كلّ شخص أن يعذّب عبده ويؤذيه كما يحلو له دون خوف من القانون.
لقد كانت حياة أولئك أسوأ من حياة الحيوانات في الواقع. |
|
4 ـ
خطة الإسلام لتحرير العبيد |
|
إنّ ما يغفل عنه غالباً هو
أنّ ظاهرة سلبية إذا توغّلت في مفاصل المجتمع، فهناك
حاجة إلى فترة زمنية لاقتلاع جذورها، ولكلّ حركة غير مدروسة ردّ فعل سلبي،
تماماً كما إذا ابتلي إنسان بمرض خطير، وقد استفحل هذا المرض في بدنه، أو من
اعتاد على تناول المخدارات لعشرات السنين حتى تطبع على هذه الطبيعة المستهجنة،
ففي هذه الموارد يجب الإعتماد على برامج زمنية لعلاجه قد تطول وقد تقصر. |
|
المادة الأولى: غلق مصادر الرق
|
|
لقد كان للرق على طول التاريخ
أسباب كثيرة، فلم يقتصر الإستعباد على أسرى الحرب، والمدينين الذين يعجزون عن
أداء ديونهم، حيث كانت القوّة والغلبة تبيح
الإسترقاق والإستعباد، بل إنّ الدولة القوية كانت ترسل فرق من جيوشها وهم
مدجّجون بأنواع الأسلحة إلى الدول الأفريقية المتخلفة وأمثالها، ليأسروا شعوب
تلك الدول جماعات جماعات، ثمّ يرسلونهم بواسطة السفن إلى أسواق بلدان آسيا
وأوربا. |
المادة الثانية: فتح نافذة الحرية
|
|
لقد وضع الإسلام برنامجاً
واسعاً لتحرير العبيد، بحيث أنّ المسلمين لو عملوا بموجبه فإنّ كلّ العبيد كانوا
سيتحررون في مدة وجيزة وبصورة تدريجية، وكان المجتمع سيستوعبهم ويؤمّن لهم ما
يحتاجونه من اللوازم الحياتية، من عمل ومسكن وغير ذلك. أ ـ إنّ أحد الموارد الثمانية لصرف الزكاة في الإسلام شراء العبيد وعتقهم(التوبة، الآية 60.)، وبهذا فقد خصصت ميزانية دائمية في
بيت المال لتنفيذ هذا الأمر، وهي مستمرة حتى إعتاق العبيد جميعاً. |
|
المادة الثالثة: إحياء شخصية الرقيق
|
|
عندما كان العبيد يطوون
مسيرهم نحو الحرية طبقاً لبرنامج الإسلام الدقيق، أقدم الإسلام على خطوات واسعة
لإحياء حقوقهم وشخصيتهم الإنسانية، حتى أنّه لم يفرق أبداً بين العبيد والأحرار
من ناحية الشخصية الإنسانية، وجعل التقوى معياراً للتمييز بينهم، ولذلك أجاز
للعبيد أن يتقلّدوا مسؤوليات مهمّة، ويتسنّموا مناصب اجتماعية مهمّة، حتى أنّ
العبيد يمكنهم أن يشغلوا منصب القضاء(الشرائع، كتاب
القضاء.). |
|
|
المادة الرابعة: المعاملة الإنسانية مع
العبيد
|
|
لقد وردت في الإسلام تعليمات
كثيرة حول الرفق بالعبيد ومداراتهم، حتى أنّها أشركتهم في حياة مالكيهم. |
|
المادة الخامسة: أقبح الأعمال بيع
الإنسان
|
|
يعد بيع العبيد وشراؤهم من
أبغض المعاملات في الإسلام، حتى ورد في حديث عن النّبي الأكرم (ص): «شرّ الناس
من باع الناس»( المستدرك، المجلد 2، كتاب التجارة، باب
19، حديث 1.). وهذا التعبير كاف لتوضيح وجهة نظر الإسلام في شأن العبيد،
ويبيّن اتجاه حركة البرامج الإسلامية، وما تريد تحقيقه والوصول إليه. |
|
الآيات( 7 ) ( 11 )
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِن تَنصُرُواْ اللهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ
أَقْدَامَكُمْ( 7 )
|
|
يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُواْ إِن تَنصُرُواْ اللهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ(
7 ) وَالَّذِينَ كَفَرُواْ فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَلَهُمْ ( 8 )ذلِكَ
بِأَنَّهُمْ كَرِهُواْ مَا أَنزَلَ اللهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَلَهُمْ( 9 ) أَفَلَمْ
يِسِيرُواْ فِي الاَْرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَقِبَةُ الَّذِينَ مِن
قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَفِرِينَ أَمْثَلُهَا( 10 ) ذلِكَ
بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَأَنَّ الْكَفِرِينَ لاَ مَوْلَى
لَهُمْ( 11 ) |
|
التّفسير |
|
إن تنصروا الله
ينصركم:
|
|
تستمر هذه الآيات في ترغيب
المؤمنين في جهاد أعداء الحق، وهي ترغّبهم في الجهاد بتعبير رائع بليغ، فتقول: (يا أيّها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبّت
أقدامكم). وعبارة (تنصروا الله) تعني ـ بوضوح ـ نصرة دينه، ونصرة نبيّه،
وشريعته وتعليماته، ولذلك وردت نصرة الله إلى جانب نصرة رسوله في بعض آيات
القرآن الكريم، كما نقرأ في الآية (8) من سورة
الحشر: (وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون). ولمّا كانت حشود العدو العظيمة، وأنواع معداتهم وتجهيزاتهم قد تشغل فكر
المجاهدين في سبيل الله أحياناً، فإنّ الآية التالية تضيف: (والذين كفروا فتعساً لهم وأضلّ أعمالهم) ( «تعساً» مفعول
مطلق لفعل مقدّر، والتقدير: تعسهم تعساً، وجملة (أضلّ أعمالهم) عطف على هذا
الفعل المقدّر، وكلاهما بصيغة اللعنة، مثل (قاتلهم الله)، ومن الواضح أنّ اللعنة
من قبل الله تعني وقوعها.). |
|
الآيات(
12 ) ( 14 ) إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّلِحَتِ
جَنَّت تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الاَْنْهَرُ
|
|
إِنَّ اللهَ
يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّلِحَتِ جَنَّت تَجْرِى مِن
تَحْتِهَا الاَْنْهَرُ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ
كَمَا تَأْكُلُ الاَْنْعَمُ وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ( 12 ) وَكَأَيِّن مِن
قَرْيَة هِىَ أَشَدُّ قُوَّةً مِن قَرْيَتِكَ الَّتِى أَخْرَجَتْكَ
أَهْلَكْنَهُمْ فَلاَ نَاصِرَ لَهُمْ( 13 ) أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَة مِن
رَبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُواْ أَهْوَاءَهُم( 14 ) |
|
التّفسير |
|
عاقبة
المؤمنين والكافرين:
|
|
لمّا كانت الآيات السابقة
تتحدّث عن الصراع الدائم بين الحق والباطل، والإيمان والكفر، فإنّ الآيات مورد
البحث تبيّن عاقبة المؤمنين والكفّار من خلال مقارنة واضحة، وهي بذلك تريد أن
توضح أنّ هذين الفريقين لا يختلفان في الحياة الدنيا وحسب، بل إنّ الإختلاف
بينهما سيكون أوسع في الآخرة، فتقول: (إنّ الله يدخل
الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنّات تجري من تحتها الأنهار والذين كفروا يتمتعون
ويأكلون كما تأكل الأنعام والنّار مثوى لهم)( كما تأكل.. في محل نصب مفعول مطلق
مقدّر، والتقدير: يأكلون أكلاً كما تأكل الأنعام.). |
|
الآية( 15 ) مَثَلُ
الْجَنَّةِ الَّتِى وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَرٌ مِنْ ماء غَيْرِ آسِن
وَأَنْهرٌ مِنْ لَبَن لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ
|
|
مَثَلُ الْجَنَّةِ
الَّتِى وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَرٌ مِنْ ماء غَيْرِ آسِن وَأَنْهرٌ مِنْ
لَبَن لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهرٌ مِنْ خَمْر لَذَّة لِلشَّرِبِينَ
وَأَنْهَرٌ مِنْ عَسَل مُصَفّىً وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الَّثمَرَاتِ
وَمَغْفِرَةٌ مِن رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَلِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُواْ مَاءً
حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ( 15 ) |
|
التّفسير |
|
وصف آخر للجنّة:
|
|
إنّ هذه الآية وصف لمصير كلّ من المؤمنين والكافرين، فالفئة الأولى الذين يعملون الصالحات، والثانية زيّن لهم سوء أعمالهم. |
|
ملاحظات |
|
1 ـ أنهار الجنّة
الأربعة
|
|
يستفاد من آيات القرآن المجيد
جيداً أنّ في الجنّة أنهاراً وعيوناً مختلفة، ولكلّ منها فائدة ولذّة خاصّة، وقد
ورد ذكر أربعة نماذج منها في الآية المذكورة، وستأتي نماذج أُخرى في سورة الدهر،
وسنذكرها في تفسيرها، إن شاء الله تعالى. |
|
2 ـ الشراب
الطهور
|
|
لا يخفى أنّ خمر الجنّة
وشرابها لا علاقة له بخمر الدنيا الملوّث مطلقاً، بل هو كما يصفه القرآن في موضع
آخر: (لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون)( سورة الصافات، 47.)، وليس فيه إلاّ العقل والنشاط
واللذّة الروحية. |
|
3 ـ أشربة لا
يعتريها الفساد
|
|
جاء في وصف أنهار الجنّة مرة
أنّ ماءها (غير آسن)، وأخرى (لم يتغيّر طعمه)، وهو يوحي بأنّ أشربة الجنّة
وأطعمتها تبقى على طراوتها وجدتها، ولِمَ لا تكون كذلك؟ وإنّما تتغيّر الأطعمة
وتفسد بفعل الميكروبات المفسدة، ولولاها فإنّ أطعمة الدنيا تبقى هي الأُخرى على
حالتها الأولى، ولما لم يكن للموجودات المفسدة مكان في الجنّة، فإنّ كلّ أشيائها
صافية ونظيفة وطرية طازجة دائماً. |
|
4 ـ لماذا الفواكه؟
|
|
لقد أكّدت الآية مورد البحث،
وكثير من آيات القرآن الأُخرى على الفواكه من بين الأطعمة، الفواكه المتنوّعة
المذاق، وهذا يبيّن أنّ الفاكهة أهم أغذية الجنّة، وحتى في هذه الدنيا، فإنّ
الفاكهة أفضل وأسلم غذاء للإنسان. |
|
5 ـ جملة (سُقوا)
بصيغة الفعل المبني للمجهول،
|
|
5 ـ
جملة (سُقوا) بصيغة الفعل المبني للمجهول، توضح أنّ أصحاب الجحيم يسقون الماء الحميم بالقوة، لا بإرادتهم، وبدل
الإرتواء في تلك النّار المحرقة فإنّه يقطّع أمعاءهم، وكما هي طبيعة الجحيم،
فإنّهم يرجعون إلى حالتهم الأولى، حيث لا موت هناك. |
|
الآيات( 16 ) ( 19 )
وَمِنْهُم مَن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُواْ مِنْ عِندِكَ
قَالُواْ لِلَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفاً
|
|
وَمِنْهُم مَن
يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُواْ مِنْ عِندِكَ قَالُواْ لِلَّذِينَ
أُوتُواْ الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفاً أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلَى
قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُواْ أَهْوَاءَهُمْ( 16 ) وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا
زَادَهُمْ هُدىً وَآتَهُمْ تَقْوَاهُمْ( 17 ) فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ
السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ
إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ( 18 ) فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ
وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَتِ وَاللهُ يَعْلَمُ
مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ( 19 ) |
|
التّفسير |
|
ظهرت
علامات القيامة!
|
|
تعكس هذه الآيات صورة عن وضع
المنافقين، وطريق تعاملهم مع الوحي الإلهي، وكلمات النّبي الأكرم(صلى الله عليه
وآله وسلم)، ومسألة قتال أعداء الإسلام ومحاربتهم. |
|
بحث
|
|
ما
هي أشراط الساعة؟
|
|
قلنا سابقاً: إنّ الأشراط جمع شرط، وهي
العلامة، ويقال لعلامات اقتراب القيامة:
أشراط الساعة، وقد بحثت كثيراً في مصادر الشيعة
والسنّة، ولم يشر القرآن إليها إلاّ في هذه الآية. قال سلمان: وإنّ هذا لكائن يا رسول الله؟ |
|
الآيات( 20 ) ( 24 )
وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ لَوْلاَ نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنزِلَتْ
سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِى
قُلُوبِهِم مَرَضٌ
|
|
وَيَقُولُ
الَّذِينَ آمَنُواْ لَوْلاَ نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ
مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم
مَرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِىِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى
لَهُمْ ( 20 )طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الاَْمْرُ فَلَوْ
صَدَقُواْ اللهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ( 21 ) فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن
تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِى الاَْرْضِ وَتُقَطِّعُواْ أَرْحَامَكُمْ( 22
) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَرَهُمْ(
23 ) أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوب أَقْفَالُهَا( 24 ) |
|
التّفسير |
|
يخافون
حتى من اسم الجهاد!
|
|
تبيّن هذه الآيات المواقف
المختلفة للمؤمنين والمنافقين تجاه الأمر بالجهاد، تكملة للأبحاث التي مرّت في
الآيات السابقة حول هذين الفريقين. تقول الآية الأولى: (ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة) سورة يكون فيها أمر بالجهاد،
يوضح واجبنا تجاه الأعداء القساة الجلاّدين الذين لا منطق لهم.. سورة تبعث
آياتها نور الهداية في قلوبنا، وتضيء أرواحنا بنورها الوهّاج، هذا حال المؤمنين. |
|
بحث |
|
القرآن
كتاب فكر وعمل:
|
|
تؤكّد آيات القرآن المختلفة
على حقيقة أنّ هذا الكتاب السماوي العظيم ليس للتلاوة وحسب، بل إنّ الهدف
النهائي منه هو الذكر، والتدبّر في عواقب الأُمور، والإنذار، وإخراج البشر من
الظلمات، والشفاء والرحمة والهداية. فنقرأ في الآية (50) من سورة الأنبياء: (وهذا ذكر
مبارك أنزلناه). |
|
الآيات( 25 ) ( 28 )
إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّواْ عَلَى أَدْبَرِهِم مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ
لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَنُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ
|
|
إِنَّ الَّذِينَ
ارْتَدُّواْ عَلَى أَدْبَرِهِم مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى
الشَّيْطَنُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ( 25 ) ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ
لِلَّذِينَ كَرِهُواْ مَا نَزَّلَ اللهُ سَنُطِيعُكُمْ فِى بَعْضِ الاَْمْرِ
وَاللهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ( 26 ) فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ
الْمَلَئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَرَهُمْ( 27 ) ذلِكَ بِأَنَّهُمُ
اتَّبَعُواْ مَا أَسْخَطَ اللهَ وَكَرِهُواْ رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ
أَعْمَلَهُمْ( 28 ) |
|
التّفسير |
|
أفلا
يتدبّرون القرآن:
|
|
تواصل هذه الآيات الكلام حول
المنافقين ومواقفهم المختلفة، فتقول: (إنّ الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما
تبيّن لهم الهدى الشيطان سوّل لهم وأملى لهم). |
|
الآيات( 29 ) ( 31 )
أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ أَن لَن يُخْرِجَ اللهُ أَضْغَنَهُمْ(
29 )
|
|
أَمْ حَسِبَ
الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ أَن لَن يُخْرِجَ اللهُ أَضْغَنَهُمْ( 29 )
وَلَوْ نَشَاءُ لاََرَيْنَكُهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيَمهُمْ
وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللهُ يَعْلَمُ أَعمَلَكُمْ( 30 )
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّبِرِينَ
وَنَبْلُوَا أَخْبَرَكُمْ( 31 ) |
|
التّفسير |
|
يعرف
المنافقون من لحن قولهم:
|
|
تشير هذه الآيات إلى جانب آخر
في صفات المنافقين وعلاماتهم، وتؤكّد بالخصوص على أنّهم يظنّون أنّ باستطاعتهم
أن يخفوا واقعهم وصورتهم الحقيقية عن النّبي (صوالمؤمنين دائماً، وأن ينقذوا
أنفسهم بذلك من الفضيحة الكبرى، فتقول أوّلاً: (أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم)( اعتبر
البعض (أم) في الآية أعلاه استفهامية، والبعض الآخر اعتبرها منقطعة بمعنى بل،
ويبدو أنّ الأوّل هو الأفضل.). |
|
الآيات( 32 ) ( 34 )
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللهِ وَشَاقُّواْ الرَّسُولَ
مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى
|
|
إِنَّ الَّذِينَ
كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللهِ وَشَاقُّواْ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا
تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَن يَضُرُّواْ اللهَ شَيْئاً وَسَيُحْبِطُ
أَعْمَلَهُمْ( 32 ) يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللهَ
وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَلاَ تُبْطِلُواْ أَعمَلَكُمْ( 33 ) إِنَّ الَّذِينَ
كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ مَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن
يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ( 34 ) |
|
التّفسير |
|
الذين
يموتون على الكفر لن يغفر الله لهم:
|
|
بعد البحوث المختلفة التي
دارت حول المنافقين في الآيات السابقة، تبحث هذه الآيات وضع جماعة أُخرى من
الكفار، فتقول: (إنّ الذين كفروا وصدّوا عن سبيل الله وشاقوا الرّسول من بعد ما
تبيّن لهم الهدى لن يضرّوا الله شيئاً وسيحبط أعمالهم)حتى وإن عملوا خيراً،
لأنّه لم يكن مقترناً بالإيمان. |
|
بحث
|
|
عوامل
إحباط ثواب العمل:
|
|
من المسائل الأساسية التي
أكدت عليها آيات القرآن المختلفة، ومنها الآية مورد البحث، هي أن يحذر المؤمنون
من أن تحبط أعمالهم كالكفار، وبتعبير آخر: فإنّ نفس العمل شيء، والحفاظ عليه شيء
أهمّ، فإنّ العمل الصالح السالم المفيد، هو العمل الذي
يكون منذ البداية سالماً من العيوب وأن يحافظ عليه من الخلل والعيب حتى نهاية
العمر. |
|
الآية( 35 ) فَلاَ
تَهِنُواْ وَتَدْعُواْ إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الاَْعْلَوْنَ وَاللهُ
مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعمَلَكُمْ( 35 )
|
|
فَلاَ تَهِنُواْ
وَتَدْعُواْ إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الاَْعْلَوْنَ وَاللهُ مَعَكُمْ وَلَن
يَتِرَكُمْ أَعمَلَكُمْ( 35 ) |
|
التّفسير |
|
الصلح
المذل!!
|
|
متابعة للآيات السابقة التي
كانت تتحدّث حول مسألة الجهاد، تشير هذه الآية إلى أحد الأُمور الهامة في مسألة
الجهاد، وهو أنّ ضعفاء الإيمان يطرحون غالباً مسألة الصلح للفرار من مسؤولية
الجهاد، ومصاعب ميدان الحرب. |
|
الآيات( 36 ) ( 38 )
إِنَّمَا الْحَيَوةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ
يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلاَ يَسْئَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ( 36 )
|
|
إِنَّمَا
الْحَيَوةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ
يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلاَ يَسْئَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ( 36 ) إِن
يَسْئلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُواْ وَيُخْرِجْ أَضْغَنَكُمْ( 37 ) هَا
أَنتُمْ هؤُلاَءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَمِنكُم مَن يَبْخَلُ
وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَفْسِهِ وَاللهُ الْغَنِىُّ وَأَنتُمُ
الْفُقَرَاءُ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ
يَكُونُواْ أَمْثَلَكُم( 38 ) |
|
التّفسير |
|
إن
تتولّوا سيمنح الله الرسالة قوماً آخرين:
|
|
قلنا: إنّ سورة محمّد هي سورة
الجهاد، فبأمر الجهاد بدأت، وبه تنتهي، والآيات مورد البحث ـ وهي آخر آيات هذه
السورة ـ تتناول مسألة أُخرى من مسائل حياة البشر في هذا الميدان، فتطرح كون
الحياة الدنيا لا قيمة لها لزيادة ترغيب المسلمين ودعوتهم إلى طاعة الله سبحانه
عموماً، والى أمر الجهاد بالخصوص، لأنّ حبّ الدنيا والإنشداد إليها أحد عوامل
المهمّة التي تعوّق عن الجهاد، فتقول: (إنّما الحياة الدنيا لعب ولهو). وهنا يأتي سؤال، وهو: إنّ الآيات السابقة قد ذكرت أنّ الله لا يسألكم أموالكم،
فكيف أمرت هذه الآية بالإنفاق في سبيل الله؟ آمين يا رب العالمين. |
|
|
|
|
سُورَة محمّد مدنيّة
وَعَدَدُ آياتِها ثَمان وَثَلاثُونَ آية
|
|
محتوى
السورة:
|
|
سمّيت هذه السورة
بسورة محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) لأنّ اسمه الشريف قد ذكر في الآية الثانية، واسمها الآخر هو سورة القتال، والواقع أنّ مسألة الجهاد وقتال أعداء
الإسلام هو أهم موضوع ألقى ظلاله على هذه
السورة، في حين أنّ جزءاً مهماً آخر من آيات هذه
السورة يتناول المقارنة بين حال المؤمنين والكافرين
وخصائصهم وصفاتهم، وكذلك المصير الذي ينتهي إليه كلّ منهما في الحياة الآخرة. |
|
فضل
تلاوة السورة:
|
|
جاء في حديث عن نبي الإسلام
الأكرم (ص): «من قرأ سورة محمّد كان حقّاً على الله أن يسقيه من أنهار الجنّة»( مجمع البيان، المجلد 9، بداية سورة محمّد.). |
|
الآيات( 1 ) ( 3 )
الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمَلَهُمْ ( 1 )
|
|
الَّذِينَ
كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمَلَهُمْ ( 1 )وَالَّذِينَ
ءآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّلِحَتِ وَءآمَنُواْ بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّد
وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَتِهِمْ وَأَصْلَحَ
بَالَهُمْ( 2 ) ذلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ اتَّبَعُواْ الْبَطِلَ
وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّبَعُواْ الْحَقَّ مِن رَبِّهِمْ كَذلِكَ
يَضْرِبُ اللهُ لِلنَّاسِ أَمْثَلَهُمْ( 3 ) |
|
التّفسير |
|
المؤمنون
أنصار الحق، والكافرون أنصار الباطل:
|
|
إنّ هذه الآيات الثلاث تعتبر في الحقيقة مقدمة لأمر حربي مهم صدر في الآية الرابعة، فبيّنت الأُولى منها وضع الكافرين وحالهم، والثانية حال المؤمنين، وقارنت
ثالثتهما بين الإثنين، وذلك لتتهيأ الأرضية والإستعداد للجهاد الديني ضد
الأعداء الظالمين العتاة باتضاح حال الفئتين. لكن لمّا كانت هذه الأعمال من
أجل التفاخر ومكائد الشيطان فقد أحبطت جميعاً. |
|
الآيات ( 4 ) ( 6 )
فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا
أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّواْ الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنَّاً بَعْدُ وَإِمَّا
فِدَاءً
|
|
فَإِذَا لَقِيتُمُ
الَّذِينَ كَفَرُواْ فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ
فَشُدُّواْ الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنَّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ
الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللهُ لاَنتَصَرَ مِنْهُمْ وَلكِن
لِيَبْلُوَا بَعْضَكُم بِبَعْض وَالَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَلَن
يُضِلَّ أَعْمَلَهُمْ( 4 ) سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ( 5 )
وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ( 6 ) |
|
التّفسير |
|
يجب
الحزم في ساحة الحرب:
|
|
كما قلنا سابقاً، فإنّ الآيات
السابقة كانت مقدمة لتهيئة المسلمين من أجل إصدار أمر حربي مهم ذكر في الآيات
مورد البحث، فتقول الآية: (فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب
الرقاب)( «ضرب» مصدر مفعول مطلق لفعل مقدر،
والتقدير: اضربوا ضرب الرقاب، كما صرّحت الآية (12) من سورة الأنفال بذلك إذ
قالت: (فاضربوا فوق الأعناق).). |
|
بحوث
|
|
1
ـ مقام الشهداء السامي
|
تمرّ في تأريخ الشعوب أيام
تحدق الأخطار فيها بتلك الأمم والشعوب، ولا يمكن دفع هذه الأخطار والحفاظ على
الأهداف المقدّسة العظيمة إلاّ بالتضحية والفداء وتقديم القرابين الكثيرة، وهنا
يجب أن يتوجّه المؤمنون المضحّون إلى ساحات القتال، ليحفظوا دين الحق بسفك
دمائهم، ويسمى هؤلاء الأفراد في منطق الإسلام بـ «الشهداء». |
|
أمّا
المعنى العام الواسع للشهادة، ورد في الروايات الإسلامية
|
|
أمّا المعنى العام
الواسع للشهادة، فهو أن يقتل
الإنسان في طريق تأدية الواجب الإلهي، فإنّ كلّ من يرحل عن الدنيا وهو في حالة
أداء هذا الواجب يعد شهيداً، ولذلك ورد في الروايات
الإسلامية أنّ عدة فئات يغادرون الدنيا وهم شهداء: |
|
|
2 ـ أهداف القتال
في الإسلام
|
|
إنّ القتال لا يعتبر في
الإسلام قيمة من القيم، بل يعتبر ضد القيم من جهة كونه باعثاً على الخراب
والتدمير، وإزهاق الأنفس، وإهدار القوى والإمكانيات التي يمكن أن تسخّر لخدمة
الإنسان وسعادته ورفاهه، ولذلك جُعل في بعض الآيات القرآنية في مصاف العقوبات
الإلهية، فنرى الآية (65) من سورة الأنعام تقول:
(قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم ومن
تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض). |
|
3 ـ أحكام أسرى
الحرب
|
|
قلنا: يجب على المسلمين أن لا
يفكروا في أسر أفراد العدو إلاّ بعد هزيمة العدو الكاملة واندحاره التام، لأنّ
هذا التفكير والإنشغال بالأسرى قد يتضمّن أخطاراً جسيمة. |
|
4 ـ الرق في
الإسلام
|
|
بالرغم من أنّ مسألة «استرقاق
أسرى الحرب» لم ترد في القرآن المجيد كحكم حتمي، لكن لا يمكن إنكار ورود أحكام
في القرآن فيما يتعلق بالعبيد، وهي تثبت وجود أصل الرقية حتى في زمان النّبي(صلى
الله عليه وآله وسلم) وصدر الإسلام، كالأحكام المتعلقة بالزواج من العبيد، أو
كونهم محرماً، أو مسألة المكاتبة (وهي اتفاق يتحرر بموجبه العبد بعد أدائه
مبلغاً من المال يتفق عليه) وقد وردت هذه الأحكام في آيات عديدة من القرآن في
سورة النساء، النحل، المؤمنون، النور، الروم، والأحزاب. والخلاصة: إنّ الرق
لا يتبع الاسم، فإنّ القبيح والمرفوض هو محتوى الرق، ونحن نعلم أنّ مفهوم الرق
قائم في الدول الإستعمارية والدول الشيوعية بأسوأ أشكاله. |
|
3 ـ مصير الرقيق
المؤلم في الماضي
|
|
لقد كان للرقيق على مرّ
التاريخ مصير مؤلم جدّاً، ولنأخذ على سبيل المثال عبيد الرومان ـ باعتبارهم
قوماً متمدنين ـ كنموذج، فإنّهم ـ على حدِّ قول كاتب «روح القوانين» ـ كانوا
تعساء بحيث لم يكونوا عبيداً لفرد، وإنّما كانوا يعتبرون عبيداً لكل المجتمع،
وكان باستطاعة كلّ شخص أن يعذّب عبده ويؤذيه كما يحلو له دون خوف من القانون.
لقد كانت حياة أولئك أسوأ من حياة الحيوانات في الواقع. |
|
4 ـ
خطة الإسلام لتحرير العبيد |
|
إنّ ما يغفل عنه غالباً هو
أنّ ظاهرة سلبية إذا توغّلت في مفاصل المجتمع، فهناك
حاجة إلى فترة زمنية لاقتلاع جذورها، ولكلّ حركة غير مدروسة ردّ فعل سلبي،
تماماً كما إذا ابتلي إنسان بمرض خطير، وقد استفحل هذا المرض في بدنه، أو من
اعتاد على تناول المخدارات لعشرات السنين حتى تطبع على هذه الطبيعة المستهجنة،
ففي هذه الموارد يجب الإعتماد على برامج زمنية لعلاجه قد تطول وقد تقصر. |
|
المادة الأولى: غلق مصادر الرق
|
|
لقد كان للرق على طول التاريخ
أسباب كثيرة، فلم يقتصر الإستعباد على أسرى الحرب، والمدينين الذين يعجزون عن
أداء ديونهم، حيث كانت القوّة والغلبة تبيح
الإسترقاق والإستعباد، بل إنّ الدولة القوية كانت ترسل فرق من جيوشها وهم
مدجّجون بأنواع الأسلحة إلى الدول الأفريقية المتخلفة وأمثالها، ليأسروا شعوب
تلك الدول جماعات جماعات، ثمّ يرسلونهم بواسطة السفن إلى أسواق بلدان آسيا
وأوربا. |
المادة الثانية: فتح نافذة الحرية
|
|
لقد وضع الإسلام برنامجاً
واسعاً لتحرير العبيد، بحيث أنّ المسلمين لو عملوا بموجبه فإنّ كلّ العبيد كانوا
سيتحررون في مدة وجيزة وبصورة تدريجية، وكان المجتمع سيستوعبهم ويؤمّن لهم ما
يحتاجونه من اللوازم الحياتية، من عمل ومسكن وغير ذلك. أ ـ إنّ أحد الموارد الثمانية لصرف الزكاة في الإسلام شراء العبيد وعتقهم(التوبة، الآية 60.)، وبهذا فقد خصصت ميزانية دائمية في
بيت المال لتنفيذ هذا الأمر، وهي مستمرة حتى إعتاق العبيد جميعاً. |
|
المادة الثالثة: إحياء شخصية الرقيق
|
|
عندما كان العبيد يطوون
مسيرهم نحو الحرية طبقاً لبرنامج الإسلام الدقيق، أقدم الإسلام على خطوات واسعة
لإحياء حقوقهم وشخصيتهم الإنسانية، حتى أنّه لم يفرق أبداً بين العبيد والأحرار
من ناحية الشخصية الإنسانية، وجعل التقوى معياراً للتمييز بينهم، ولذلك أجاز
للعبيد أن يتقلّدوا مسؤوليات مهمّة، ويتسنّموا مناصب اجتماعية مهمّة، حتى أنّ
العبيد يمكنهم أن يشغلوا منصب القضاء(الشرائع، كتاب
القضاء.). |
|
|
المادة الرابعة: المعاملة الإنسانية مع
العبيد
|
|
لقد وردت في الإسلام تعليمات
كثيرة حول الرفق بالعبيد ومداراتهم، حتى أنّها أشركتهم في حياة مالكيهم. |
|
المادة الخامسة: أقبح الأعمال بيع
الإنسان
|
|
يعد بيع العبيد وشراؤهم من
أبغض المعاملات في الإسلام، حتى ورد في حديث عن النّبي الأكرم (ص): «شرّ الناس
من باع الناس»( المستدرك، المجلد 2، كتاب التجارة، باب
19، حديث 1.). وهذا التعبير كاف لتوضيح وجهة نظر الإسلام في شأن العبيد،
ويبيّن اتجاه حركة البرامج الإسلامية، وما تريد تحقيقه والوصول إليه. |
|
الآيات( 7 ) ( 11 )
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِن تَنصُرُواْ اللهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ
أَقْدَامَكُمْ( 7 )
|
|
يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُواْ إِن تَنصُرُواْ اللهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ(
7 ) وَالَّذِينَ كَفَرُواْ فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَلَهُمْ ( 8 )ذلِكَ
بِأَنَّهُمْ كَرِهُواْ مَا أَنزَلَ اللهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَلَهُمْ( 9 ) أَفَلَمْ
يِسِيرُواْ فِي الاَْرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَقِبَةُ الَّذِينَ مِن
قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَفِرِينَ أَمْثَلُهَا( 10 ) ذلِكَ
بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَأَنَّ الْكَفِرِينَ لاَ مَوْلَى
لَهُمْ( 11 ) |
|
التّفسير |
|
إن تنصروا الله
ينصركم:
|
|
تستمر هذه الآيات في ترغيب
المؤمنين في جهاد أعداء الحق، وهي ترغّبهم في الجهاد بتعبير رائع بليغ، فتقول: (يا أيّها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبّت
أقدامكم). وعبارة (تنصروا الله) تعني ـ بوضوح ـ نصرة دينه، ونصرة نبيّه،
وشريعته وتعليماته، ولذلك وردت نصرة الله إلى جانب نصرة رسوله في بعض آيات
القرآن الكريم، كما نقرأ في الآية (8) من سورة
الحشر: (وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون). ولمّا كانت حشود العدو العظيمة، وأنواع معداتهم وتجهيزاتهم قد تشغل فكر
المجاهدين في سبيل الله أحياناً، فإنّ الآية التالية تضيف: (والذين كفروا فتعساً لهم وأضلّ أعمالهم) ( «تعساً» مفعول
مطلق لفعل مقدّر، والتقدير: تعسهم تعساً، وجملة (أضلّ أعمالهم) عطف على هذا
الفعل المقدّر، وكلاهما بصيغة اللعنة، مثل (قاتلهم الله)، ومن الواضح أنّ اللعنة
من قبل الله تعني وقوعها.). |
|
الآيات(
12 ) ( 14 ) إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّلِحَتِ
جَنَّت تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الاَْنْهَرُ
|
|
إِنَّ اللهَ
يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّلِحَتِ جَنَّت تَجْرِى مِن
تَحْتِهَا الاَْنْهَرُ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ
كَمَا تَأْكُلُ الاَْنْعَمُ وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ( 12 ) وَكَأَيِّن مِن
قَرْيَة هِىَ أَشَدُّ قُوَّةً مِن قَرْيَتِكَ الَّتِى أَخْرَجَتْكَ
أَهْلَكْنَهُمْ فَلاَ نَاصِرَ لَهُمْ( 13 ) أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَة مِن
رَبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُواْ أَهْوَاءَهُم( 14 ) |
|
التّفسير |
|
عاقبة
المؤمنين والكافرين:
|
|
لمّا كانت الآيات السابقة
تتحدّث عن الصراع الدائم بين الحق والباطل، والإيمان والكفر، فإنّ الآيات مورد
البحث تبيّن عاقبة المؤمنين والكفّار من خلال مقارنة واضحة، وهي بذلك تريد أن
توضح أنّ هذين الفريقين لا يختلفان في الحياة الدنيا وحسب، بل إنّ الإختلاف
بينهما سيكون أوسع في الآخرة، فتقول: (إنّ الله يدخل
الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنّات تجري من تحتها الأنهار والذين كفروا يتمتعون
ويأكلون كما تأكل الأنعام والنّار مثوى لهم)( كما تأكل.. في محل نصب مفعول مطلق
مقدّر، والتقدير: يأكلون أكلاً كما تأكل الأنعام.). |
|
الآية( 15 ) مَثَلُ
الْجَنَّةِ الَّتِى وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَرٌ مِنْ ماء غَيْرِ آسِن
وَأَنْهرٌ مِنْ لَبَن لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ
|
|
مَثَلُ الْجَنَّةِ
الَّتِى وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَرٌ مِنْ ماء غَيْرِ آسِن وَأَنْهرٌ مِنْ
لَبَن لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهرٌ مِنْ خَمْر لَذَّة لِلشَّرِبِينَ
وَأَنْهَرٌ مِنْ عَسَل مُصَفّىً وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الَّثمَرَاتِ
وَمَغْفِرَةٌ مِن رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَلِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُواْ مَاءً
حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ( 15 ) |
|
التّفسير |
|
وصف آخر للجنّة:
|
|
إنّ هذه الآية وصف لمصير كلّ من المؤمنين والكافرين، فالفئة الأولى الذين يعملون الصالحات، والثانية زيّن لهم سوء أعمالهم. |
|
ملاحظات |
|
1 ـ أنهار الجنّة
الأربعة
|
|
يستفاد من آيات القرآن المجيد
جيداً أنّ في الجنّة أنهاراً وعيوناً مختلفة، ولكلّ منها فائدة ولذّة خاصّة، وقد
ورد ذكر أربعة نماذج منها في الآية المذكورة، وستأتي نماذج أُخرى في سورة الدهر،
وسنذكرها في تفسيرها، إن شاء الله تعالى. |
|
2 ـ الشراب
الطهور
|
|
لا يخفى أنّ خمر الجنّة
وشرابها لا علاقة له بخمر الدنيا الملوّث مطلقاً، بل هو كما يصفه القرآن في موضع
آخر: (لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون)( سورة الصافات، 47.)، وليس فيه إلاّ العقل والنشاط
واللذّة الروحية. |
|
3 ـ أشربة لا
يعتريها الفساد
|
|
جاء في وصف أنهار الجنّة مرة
أنّ ماءها (غير آسن)، وأخرى (لم يتغيّر طعمه)، وهو يوحي بأنّ أشربة الجنّة
وأطعمتها تبقى على طراوتها وجدتها، ولِمَ لا تكون كذلك؟ وإنّما تتغيّر الأطعمة
وتفسد بفعل الميكروبات المفسدة، ولولاها فإنّ أطعمة الدنيا تبقى هي الأُخرى على
حالتها الأولى، ولما لم يكن للموجودات المفسدة مكان في الجنّة، فإنّ كلّ أشيائها
صافية ونظيفة وطرية طازجة دائماً. |
|
4 ـ لماذا الفواكه؟
|
|
لقد أكّدت الآية مورد البحث،
وكثير من آيات القرآن الأُخرى على الفواكه من بين الأطعمة، الفواكه المتنوّعة
المذاق، وهذا يبيّن أنّ الفاكهة أهم أغذية الجنّة، وحتى في هذه الدنيا، فإنّ
الفاكهة أفضل وأسلم غذاء للإنسان. |
|
5 ـ جملة (سُقوا)
بصيغة الفعل المبني للمجهول،
|
|
5 ـ
جملة (سُقوا) بصيغة الفعل المبني للمجهول، توضح أنّ أصحاب الجحيم يسقون الماء الحميم بالقوة، لا بإرادتهم، وبدل
الإرتواء في تلك النّار المحرقة فإنّه يقطّع أمعاءهم، وكما هي طبيعة الجحيم،
فإنّهم يرجعون إلى حالتهم الأولى، حيث لا موت هناك. |
|
الآيات( 16 ) ( 19 )
وَمِنْهُم مَن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُواْ مِنْ عِندِكَ
قَالُواْ لِلَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفاً
|
|
وَمِنْهُم مَن
يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُواْ مِنْ عِندِكَ قَالُواْ لِلَّذِينَ
أُوتُواْ الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفاً أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلَى
قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُواْ أَهْوَاءَهُمْ( 16 ) وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا
زَادَهُمْ هُدىً وَآتَهُمْ تَقْوَاهُمْ( 17 ) فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ
السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ
إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ( 18 ) فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ
وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَتِ وَاللهُ يَعْلَمُ
مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ( 19 ) |
|
التّفسير |
|
ظهرت
علامات القيامة!
|
|
تعكس هذه الآيات صورة عن وضع
المنافقين، وطريق تعاملهم مع الوحي الإلهي، وكلمات النّبي الأكرم(صلى الله عليه
وآله وسلم)، ومسألة قتال أعداء الإسلام ومحاربتهم. |
|
بحث
|
|
ما
هي أشراط الساعة؟
|
|
قلنا سابقاً: إنّ الأشراط جمع شرط، وهي
العلامة، ويقال لعلامات اقتراب القيامة:
أشراط الساعة، وقد بحثت كثيراً في مصادر الشيعة
والسنّة، ولم يشر القرآن إليها إلاّ في هذه الآية. قال سلمان: وإنّ هذا لكائن يا رسول الله؟ |
|
الآيات( 20 ) ( 24 )
وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ لَوْلاَ نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنزِلَتْ
سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِى
قُلُوبِهِم مَرَضٌ
|
|
وَيَقُولُ
الَّذِينَ آمَنُواْ لَوْلاَ نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ
مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم
مَرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِىِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى
لَهُمْ ( 20 )طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الاَْمْرُ فَلَوْ
صَدَقُواْ اللهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ( 21 ) فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن
تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِى الاَْرْضِ وَتُقَطِّعُواْ أَرْحَامَكُمْ( 22
) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَرَهُمْ(
23 ) أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوب أَقْفَالُهَا( 24 ) |
|
التّفسير |
|
يخافون
حتى من اسم الجهاد!
|
|
تبيّن هذه الآيات المواقف
المختلفة للمؤمنين والمنافقين تجاه الأمر بالجهاد، تكملة للأبحاث التي مرّت في
الآيات السابقة حول هذين الفريقين. تقول الآية الأولى: (ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة) سورة يكون فيها أمر بالجهاد،
يوضح واجبنا تجاه الأعداء القساة الجلاّدين الذين لا منطق لهم.. سورة تبعث
آياتها نور الهداية في قلوبنا، وتضيء أرواحنا بنورها الوهّاج، هذا حال المؤمنين. |
|
بحث |
|
القرآن
كتاب فكر وعمل:
|
|
تؤكّد آيات القرآن المختلفة
على حقيقة أنّ هذا الكتاب السماوي العظيم ليس للتلاوة وحسب، بل إنّ الهدف
النهائي منه هو الذكر، والتدبّر في عواقب الأُمور، والإنذار، وإخراج البشر من
الظلمات، والشفاء والرحمة والهداية. فنقرأ في الآية (50) من سورة الأنبياء: (وهذا ذكر
مبارك أنزلناه). |
|
الآيات( 25 ) ( 28 )
إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّواْ عَلَى أَدْبَرِهِم مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ
لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَنُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ
|
|
إِنَّ الَّذِينَ
ارْتَدُّواْ عَلَى أَدْبَرِهِم مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى
الشَّيْطَنُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ( 25 ) ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ
لِلَّذِينَ كَرِهُواْ مَا نَزَّلَ اللهُ سَنُطِيعُكُمْ فِى بَعْضِ الاَْمْرِ
وَاللهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ( 26 ) فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ
الْمَلَئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَرَهُمْ( 27 ) ذلِكَ بِأَنَّهُمُ
اتَّبَعُواْ مَا أَسْخَطَ اللهَ وَكَرِهُواْ رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ
أَعْمَلَهُمْ( 28 ) |
|
التّفسير |
|
أفلا
يتدبّرون القرآن:
|
|
تواصل هذه الآيات الكلام حول
المنافقين ومواقفهم المختلفة، فتقول: (إنّ الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما
تبيّن لهم الهدى الشيطان سوّل لهم وأملى لهم). |
|
الآيات( 29 ) ( 31 )
أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ أَن لَن يُخْرِجَ اللهُ أَضْغَنَهُمْ(
29 )
|
|
أَمْ حَسِبَ
الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ أَن لَن يُخْرِجَ اللهُ أَضْغَنَهُمْ( 29 )
وَلَوْ نَشَاءُ لاََرَيْنَكُهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيَمهُمْ
وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللهُ يَعْلَمُ أَعمَلَكُمْ( 30 )
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّبِرِينَ
وَنَبْلُوَا أَخْبَرَكُمْ( 31 ) |
|
التّفسير |
|
يعرف
المنافقون من لحن قولهم:
|
|
تشير هذه الآيات إلى جانب آخر
في صفات المنافقين وعلاماتهم، وتؤكّد بالخصوص على أنّهم يظنّون أنّ باستطاعتهم
أن يخفوا واقعهم وصورتهم الحقيقية عن النّبي (صوالمؤمنين دائماً، وأن ينقذوا
أنفسهم بذلك من الفضيحة الكبرى، فتقول أوّلاً: (أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم)( اعتبر
البعض (أم) في الآية أعلاه استفهامية، والبعض الآخر اعتبرها منقطعة بمعنى بل،
ويبدو أنّ الأوّل هو الأفضل.). |
|
الآيات( 32 ) ( 34 )
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللهِ وَشَاقُّواْ الرَّسُولَ
مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى
|
|
إِنَّ الَّذِينَ
كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللهِ وَشَاقُّواْ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا
تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَن يَضُرُّواْ اللهَ شَيْئاً وَسَيُحْبِطُ
أَعْمَلَهُمْ( 32 ) يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللهَ
وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَلاَ تُبْطِلُواْ أَعمَلَكُمْ( 33 ) إِنَّ الَّذِينَ
كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ مَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن
يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ( 34 ) |
|
التّفسير |
|
الذين
يموتون على الكفر لن يغفر الله لهم:
|
|
بعد البحوث المختلفة التي
دارت حول المنافقين في الآيات السابقة، تبحث هذه الآيات وضع جماعة أُخرى من
الكفار، فتقول: (إنّ الذين كفروا وصدّوا عن سبيل الله وشاقوا الرّسول من بعد ما
تبيّن لهم الهدى لن يضرّوا الله شيئاً وسيحبط أعمالهم)حتى وإن عملوا خيراً،
لأنّه لم يكن مقترناً بالإيمان. |
|
بحث
|
|
عوامل
إحباط ثواب العمل:
|
|
من المسائل الأساسية التي
أكدت عليها آيات القرآن المختلفة، ومنها الآية مورد البحث، هي أن يحذر المؤمنون
من أن تحبط أعمالهم كالكفار، وبتعبير آخر: فإنّ نفس العمل شيء، والحفاظ عليه شيء
أهمّ، فإنّ العمل الصالح السالم المفيد، هو العمل الذي
يكون منذ البداية سالماً من العيوب وأن يحافظ عليه من الخلل والعيب حتى نهاية
العمر. |
|
الآية( 35 ) فَلاَ
تَهِنُواْ وَتَدْعُواْ إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الاَْعْلَوْنَ وَاللهُ
مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعمَلَكُمْ( 35 )
|
|
فَلاَ تَهِنُواْ
وَتَدْعُواْ إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الاَْعْلَوْنَ وَاللهُ مَعَكُمْ وَلَن
يَتِرَكُمْ أَعمَلَكُمْ( 35 ) |
|
التّفسير |
|
الصلح
المذل!!
|
|
متابعة للآيات السابقة التي
كانت تتحدّث حول مسألة الجهاد، تشير هذه الآية إلى أحد الأُمور الهامة في مسألة
الجهاد، وهو أنّ ضعفاء الإيمان يطرحون غالباً مسألة الصلح للفرار من مسؤولية
الجهاد، ومصاعب ميدان الحرب. |
|
الآيات( 36 ) ( 38 )
إِنَّمَا الْحَيَوةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ
يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلاَ يَسْئَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ( 36 )
|
|
إِنَّمَا
الْحَيَوةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ
يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلاَ يَسْئَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ( 36 ) إِن
يَسْئلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُواْ وَيُخْرِجْ أَضْغَنَكُمْ( 37 ) هَا
أَنتُمْ هؤُلاَءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَمِنكُم مَن يَبْخَلُ
وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَفْسِهِ وَاللهُ الْغَنِىُّ وَأَنتُمُ
الْفُقَرَاءُ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ
يَكُونُواْ أَمْثَلَكُم( 38 ) |
|
التّفسير |
|
إن
تتولّوا سيمنح الله الرسالة قوماً آخرين:
|
|
قلنا: إنّ سورة محمّد هي سورة
الجهاد، فبأمر الجهاد بدأت، وبه تنتهي، والآيات مورد البحث ـ وهي آخر آيات هذه
السورة ـ تتناول مسألة أُخرى من مسائل حياة البشر في هذا الميدان، فتطرح كون
الحياة الدنيا لا قيمة لها لزيادة ترغيب المسلمين ودعوتهم إلى طاعة الله سبحانه
عموماً، والى أمر الجهاد بالخصوص، لأنّ حبّ الدنيا والإنشداد إليها أحد عوامل
المهمّة التي تعوّق عن الجهاد، فتقول: (إنّما الحياة الدنيا لعب ولهو). وهنا يأتي سؤال، وهو: إنّ الآيات السابقة قد ذكرت أنّ الله لا يسألكم أموالكم،
فكيف أمرت هذه الآية بالإنفاق في سبيل الله؟ آمين يا رب العالمين. |
|
|
|