- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
سُورَة الجَاثِية مكيّة
وَعَدَدُ آياتِها سبعٌ وثلاثونَ آية
|
|
محتوى
السورة:
|
|
هذه السورة ـ وهي سادس الحواميم ـ من السورة المكية، وقد نزلت في
وقت كانت المواجهة بين المسلمين ومشركي مكّة قد اشتدت وسادت الأجواء الإجتماعية
في مكّة، ولذلك فإنّها أكّدت على المسائل المتعلقة بالتوحيد، ومحاربة الشرك،
وتهديد الظالمين بمحكمة القيامة، والتنبيه إلى كتابة الأعمال وتسجيلها، وكذلك
التنبيه إلى عاقبة الأقوام المتمردين الماضين. وتبدأ هذه السورة
بصفات وأسماء الله عزّوجلّ العظيمة كالعزيز والحكيم، وتنتهي بها أيضاً. |
|
فضل
تلاوة السورة:
|
|
نقرأ في حديث عن
النّبي(ص): «من قرأ حاميم الجاثية ستر
الله عورته، وسكن روعته عند الحساب»( تفسير مجمع
البيان، بداية سورة الجاثية.. ) |
|
الآيات( 1 ) ( 6 )
حم( 1 ) تَنزِيلُ الْكِتَبِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ( 2 ) إِنَّ فِى
السَّموَاتِ وَالاَْرْضِ لاَيَت لِلْمُؤْمِنِينَ( 3 )
|
|
حم( 1 ) تَنزِيلُ
الْكِتَبِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ( 2 ) إِنَّ فِى السَّموَاتِ
وَالاَْرْضِ لاَيَت لِلْمُؤْمِنِينَ( 3 ) وَفِى خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِن
دَابَّة آيَتٌ لِقَوْم يُوقِنُونَ( 4 ) وَاخْتِلََفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ
وَمَا أَنزَلَ اللهُ مِنَ السَّماءِ مِن رِزْق فَأَحْيَا بِهِ الاَْرْضَ بَعْدَ
مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَحِ آيَتٌ لِقٌوْم يَعْقِلُونَ( 5 ) تِلْكَ آيَتُ
اللهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَىِّ حَدِيث بَعْدَ اللهِ وَآيَتِهِ
يُؤْمِنُونَ( 6 ) |
|
التّفسير |
|
آيات
الله في كلّ مكان:
|
|
قلنا: إنّ هذه هي السورة هي سادس السور التي تبدأ بالحروف المتقطعة (حم) وهي تشكل مع السورة الآتية ـ أي سورة الأحقاف ـ سور الحواميم السبعة. وهنا نكتة تستحق الإلتفات، وهي أنّ صفة
(العزيز) قد وردت أحياناً لوصف نفس القرآن، مثل: (وإنه لكتاب عزيز) سورة فصلت،
41.، فإنّه عزيز لا تصل إليه أيدي الذين يقولون بعدم فائدته، ولا ينقص مر
الزمان من أهميته، ولا تبلى حقائقه ولا تفقد قيمتها، ويفضح المحرفين أو من يحاول
تحريفه، ويشق طريقه إلى الأمام دائماً رغم كل ما يوضع أمامه من عراقيل. |
|
الآيات( 7 ) ( 10 )
وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاك أَثِيم( 7 ) يَسْمَعُ آيَتِ اللهِ تُتْلَى عَلَيْهِ
ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَمْ يَسْمَعْهَا
|
|
وَيْلٌ لِكُلِّ
أَفَّاك أَثِيم( 7 ) يَسْمَعُ آيَتِ اللهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ
مُسْتَكْبِراً كَأَن لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَاب أَلِيم( 8 ) وَإِذَا
عَلِمَ مِنْ آيَتِنَا شَيْئاً اتَّخَذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ
مُهِينٌ( 9 ) مِن وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلاَ يُغْنِى عَنْهُم مَا كَسَبُواْ
شَيْئاً وَلاَ مَا اتَّخَذُواْ مِن دُونِ اللهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ
عَظِيمٌ( 10 ) |
|
التّفسير |
|
ويل
لكلّ أفاك أثيم:
|
|
رسمت الآيات السابقة صورة عن
فريق يسمعون كلام الله مدعماً بمختلف أدلة التوحيد والمواعظ والإرشاد، فلا يترك
أثراً في قلوبهم القاسية. و«الأثيم» من مادة
إثم، أي المجرم والعاصي، وتعطي أيضاً صفة
المبالغة. |
|
الآيات( 11 ) ( 15 )
هذَا هُدىً وَالَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِن رِجْز
أَلِيمٌ( 11 )
|
|
هذَا هُدىً
وَالَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِن رِجْز أَلِيمٌ( 11
) اللهُ الَّذِى سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِىَ الْفُلْكُ فِيهِ
بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ( 12 )
وَسَخَّرَ لَكُم مَا فِى السَّموَاتِ وَمَا فِى الاَْرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ إِنَّ
فِى ذلِكَ لاَيَت لِقَوْم يَتَفَكَّرُونَ( 13 ) قُل لِلَّذِينَ آمَنُواْ
يَغْفِرُواْ لِلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ لِيَجْزِىَ قَوْمَاً بِمَا
كَانُواْ يَكْسِبُونَ( 14 ) مَنْ عَمِلَ صَلِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ
فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ( 15 ) |
التّفسير |
|
كل
شيء مسخر للإنسان:
|
|
مواصلة للبحوث التي وردت في
الآيات السابقة حول عظمة آيات الله، تتناول هذه الآيات نفس الموضوع، فتقول: (هذا هدى) فهو يميز بين الحق والباطل، ويضيء حياة
الإنسان، ويأخذ بيد سالكي طريق الحق ليوصلهم إلى هدفهم
ومنزلهم المقصود، لكن: (والذين كفروا بآيات ربهم
لهم عذاب من رجز أليم). حقاً لو لم تكن هذه القوى الثلاث، أفيكون
بمقدور الإنسان أن يحل مشاكل حمله ونقله بواسطة المراكب العادية البسيطة؟ حتى
هذه المراكب والوسائط البسيطة هي بحدّ ذاتها من نعمه سبحانه، وهي فعالة في
مجالها. |
|
|
الآيات( 16 ) ( 20 )
وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِى إِسْرَاءِيلَ الْكِتَبَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ
وَرَزَقْنَهُم مِنَ الطَّيِّبَتِ وَفَضَّلْنَهُمْ
|
|
وَلَقَدْ آتَيْنَا
بَنِى إِسْرَاءِيلَ الْكِتَبَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَهُم مِنَ
الطَّيِّبَتِ وَفَضَّلْنَهُمْ عَلَى الْعَلَمِينَ( 16 ) وَآتَيْنَهُمُ بَيِّنَت
مِنَ الاَْمْرِ فَمَا اخْتَلَفُواْ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ
بَغْياً بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِى بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَمَةِ فِيَما
كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ( 17 ) ثُمَّ جَعَلْنَكَ عَلَى شَرِيعَة مِنَ
الاَْمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ(
18 ) إِنَّهُمْ لَن يُغْنُواْ عَنكَ مِنَ اللهِ شَيْئاً وَإِنَّ الظَّلِمِينَ
بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْض وَاللهُ وَلِىُّ الْمُتَّقِينَ( 19 ) هذَا
بَصَئِرُ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْم يُوقِنُونَ( 20 ) |
|
التّفسير |
|
آتينا
بني إسرائيل كلّ ذلك، ولكن...
|
|
متابعة للبحوث التي وردت في
الآيات السابقة حول نعم الله المختلفة وشكرها والعمل الصالح، تتناول هذه الآيات نموذجاً من حياة بعض الأقوام
الماضين الذين غمرتهم نعم الله سبحانه، إلاّ
أنّهم كفروا بها ولم يرعوها حق رعايتها. والمراد من «الأمر» هنا هو دين الحق الذي مرّت الإشارة إليه في الآية السابقة أيضاً، حيث قالت: (بينات من الأمر). |
|
الآيات( 21 ) ( 23 )
أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُواْ السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ
كَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّلِحَتِ سَوَاءً
|
|
أَمْ حَسِبَ
الَّذِينَ اجْتَرَحُواْ السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُواْ
وَعَمِلُواْ الصَّلِحَتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا
يَحْكُمُونَ( 21 ) وَخَلَقَ الله السَّموَاتِ وَالاَْرْضَ بِالْحَقِّ
وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْس بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ( 22 )
أَفَرَءَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلَى عِلْم
وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَوَةً فَمَن
يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللهِ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ( 23 ) |
|
التّفسير |
|
ليسوا
سواءً محياهم ومماتهم:
|
|
متابعة للآيات السابقة التي
كان الكلام فيها يدور حول فئتين هما: المؤمنون والكافرون، أو المتقون والمجرمون،
فإنّ أولى هذه الآيات قد جمعتهما في مقارنة أصولية بينهما، فقالت: (أم حسب الذين اجترحوا السيئات أنّ نجعلهم كالذين آمنوا
وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون). وقد ورد في القرآن الكريم الكثير ممّا يبيّن
هذا المعنى كعبادة الشيطان أو عبادة أحبار اليهود،
فيقول القرآن ـ مثلاً ـ في الآية (60) من سورة
يس: (ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان). |
|
ملاحظات1
ـ أخطر الأصنام صنم هوى النفس، 2 ـ أفضل طريق لنفوذ الشيطان هو اتباع الهوى:
|
قرأنا في حديث أنّ أبغض
الآلهة إلى الله هوى النفس، ولا مبالغة في هذا الحديث
قط، لأنّ الأصنام العادية موجودات لا خصائص لها ولا صفات فعالة مهمة، أما صنم الهوى وأتباعه، فإنّه يغوي الإنسان ويسوقه إلى
ارتكاب أنواع المعاصي، والإنزلاق في هاوية الإنحراف. |
|
الآيتان( 24 ) ( 25 )
وَقَالُواْ مَا هِىَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا
يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ
|
|
وَقَالُواْ مَا
هِىَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ
الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذلِكَ مِنْ عِلْم إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ( 24 )
وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَتُنَا بَيِّنَت مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلاَّ
أَن قَالُواْ ائْتُواْ بِآبَآئِنَآ إِن كُنتُمْ صَدِقِينَ( 25 ) |
|
|
التّفسير |
|
عقائد
الدهريين:
|
|
في هذه الآيات بحث آخر حول
منكري التوحيد، غاية ما هناك أنّه ذكر هنا اسم جماعة خاصّة منهم، وهم «الدهريون» الذين ينكرون وجود صانع حكيم لعالم
الوجود مطلقاً، في حين أنّ أكثر المشركين كانوا يؤمنون ظاهراً بالله، وكانوا
يعتبرون الأصنام شفعاء عند الله، فتقو الآية أولاً: (وقالوا
ما هي إلاّ حياتنا الدنيا نموت ونحيا) فكما يموت من يموت منا، يولد من
يولد منّا وبذلك يستمر النسل البشري: (وما يهلكنا إلاّ
الدهر)وبهذا فإنّهم ينكرون المعاد كما ينكرون المبدأ، والجملة الأُولى
ناظرة إلى إنكارهم المعاد، أمّا الجملة الثّانية فتشير إلى إنكار المبدأ. |
|
الآيات( 26 ) ( 31 )
قُلِ اللهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
لاَ رَيْبَ فِيهِ
|
|
قُلِ اللهُ
يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
لاَ رَيْبَ فِيهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ( 26 ) وَللهِِ
مُلْكُ السَّموَاتِ وَالاَْرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذ يَخْسَرُ
الْمُبْطِلُونَ ( 27 )وَتَرَى كُلَّ أُمَّة جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّة تُدْعَى
إِلَى كِتَبِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ( 28 ) هذَا
كِتَبُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ
تَعْمَلُونَ( 29 ) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّلِحَتِ
فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِى رَحْمَتِهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ( 30 )
وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوْا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَتِى تُتْلَى عَلَيْكُمْ
فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنتُمْ قَوْماً مُجْرِمِينَ( 31 ) |
|
التّفسير |
|
الكلُّ
جاث في محكمة العدل الإلهي:
|
|
هذه الآيات في الحقيقة جواب
آخر على كلام الدهريين، الذين كانوا ينكرون المبدأ والمعاد، وقد أشير إلى
كلامهم، في الآيات السابقة، فتقول الآية أوّلاً: (قل
الله يحييكم ثمّ يميتكم ثمّ يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه). |
|
الآيات( 32 ) ( 37 )
وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لاَ رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم
مَا نَدْرِى مَا السَّاعَةُ
|
|
وَإِذَا قِيلَ
إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لاَ رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَا نَدْرِى
مَا السَّاعَةُ إِن نَظُنُّ إِلاَّ ظَنّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ ( 32
) وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ
يَسْتَهْزِءُونَ ( 33 )وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنسَكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ
يَوْمِكُمْ هذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِن نَصِرِينَ( 34 ) ذلِكُم
بأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَتِ اللهِ هُزُواً وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَوةُ
الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لاَ يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ( 35
) فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّموَاتِ وَرَبِّ الاَْرْضِ رَبِّ الْعَلَمِينَ(
36 ) وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِى السَّموَاتِ وَالاَْرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ
الْحَكِيمُ( 37 ) |
|
التّفسير |
|
يوم
تبدو السيئات:
|
|
الآية الأولى من
هذه الآيات توضيح لما ذكر في الآيات
السابقة بصورة مجملة، توضيح لمسألة استكبار الكافرين على آيات الله ودعوة
الأنبياء، فتقول: (وإذا قيل إنّ وعد الله حق والساعة لا
ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة إنّ نظن إلاّ ظناً وما نحن بمستيقنين). |
|
|
|
|
سُورَة الجَاثِية مكيّة
وَعَدَدُ آياتِها سبعٌ وثلاثونَ آية
|
|
محتوى
السورة:
|
|
هذه السورة ـ وهي سادس الحواميم ـ من السورة المكية، وقد نزلت في
وقت كانت المواجهة بين المسلمين ومشركي مكّة قد اشتدت وسادت الأجواء الإجتماعية
في مكّة، ولذلك فإنّها أكّدت على المسائل المتعلقة بالتوحيد، ومحاربة الشرك،
وتهديد الظالمين بمحكمة القيامة، والتنبيه إلى كتابة الأعمال وتسجيلها، وكذلك
التنبيه إلى عاقبة الأقوام المتمردين الماضين. وتبدأ هذه السورة
بصفات وأسماء الله عزّوجلّ العظيمة كالعزيز والحكيم، وتنتهي بها أيضاً. |
|
فضل
تلاوة السورة:
|
|
نقرأ في حديث عن
النّبي(ص): «من قرأ حاميم الجاثية ستر
الله عورته، وسكن روعته عند الحساب»( تفسير مجمع
البيان، بداية سورة الجاثية.. ) |
|
الآيات( 1 ) ( 6 )
حم( 1 ) تَنزِيلُ الْكِتَبِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ( 2 ) إِنَّ فِى
السَّموَاتِ وَالاَْرْضِ لاَيَت لِلْمُؤْمِنِينَ( 3 )
|
|
حم( 1 ) تَنزِيلُ
الْكِتَبِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ( 2 ) إِنَّ فِى السَّموَاتِ
وَالاَْرْضِ لاَيَت لِلْمُؤْمِنِينَ( 3 ) وَفِى خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِن
دَابَّة آيَتٌ لِقَوْم يُوقِنُونَ( 4 ) وَاخْتِلََفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ
وَمَا أَنزَلَ اللهُ مِنَ السَّماءِ مِن رِزْق فَأَحْيَا بِهِ الاَْرْضَ بَعْدَ
مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَحِ آيَتٌ لِقٌوْم يَعْقِلُونَ( 5 ) تِلْكَ آيَتُ
اللهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَىِّ حَدِيث بَعْدَ اللهِ وَآيَتِهِ
يُؤْمِنُونَ( 6 ) |
|
التّفسير |
|
آيات
الله في كلّ مكان:
|
|
قلنا: إنّ هذه هي السورة هي سادس السور التي تبدأ بالحروف المتقطعة (حم) وهي تشكل مع السورة الآتية ـ أي سورة الأحقاف ـ سور الحواميم السبعة. وهنا نكتة تستحق الإلتفات، وهي أنّ صفة
(العزيز) قد وردت أحياناً لوصف نفس القرآن، مثل: (وإنه لكتاب عزيز) سورة فصلت،
41.، فإنّه عزيز لا تصل إليه أيدي الذين يقولون بعدم فائدته، ولا ينقص مر
الزمان من أهميته، ولا تبلى حقائقه ولا تفقد قيمتها، ويفضح المحرفين أو من يحاول
تحريفه، ويشق طريقه إلى الأمام دائماً رغم كل ما يوضع أمامه من عراقيل. |
|
الآيات( 7 ) ( 10 )
وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاك أَثِيم( 7 ) يَسْمَعُ آيَتِ اللهِ تُتْلَى عَلَيْهِ
ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَمْ يَسْمَعْهَا
|
|
وَيْلٌ لِكُلِّ
أَفَّاك أَثِيم( 7 ) يَسْمَعُ آيَتِ اللهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ
مُسْتَكْبِراً كَأَن لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَاب أَلِيم( 8 ) وَإِذَا
عَلِمَ مِنْ آيَتِنَا شَيْئاً اتَّخَذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ
مُهِينٌ( 9 ) مِن وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلاَ يُغْنِى عَنْهُم مَا كَسَبُواْ
شَيْئاً وَلاَ مَا اتَّخَذُواْ مِن دُونِ اللهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ
عَظِيمٌ( 10 ) |
|
التّفسير |
|
ويل
لكلّ أفاك أثيم:
|
|
رسمت الآيات السابقة صورة عن
فريق يسمعون كلام الله مدعماً بمختلف أدلة التوحيد والمواعظ والإرشاد، فلا يترك
أثراً في قلوبهم القاسية. و«الأثيم» من مادة
إثم، أي المجرم والعاصي، وتعطي أيضاً صفة
المبالغة. |
|
الآيات( 11 ) ( 15 )
هذَا هُدىً وَالَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِن رِجْز
أَلِيمٌ( 11 )
|
|
هذَا هُدىً
وَالَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِن رِجْز أَلِيمٌ( 11
) اللهُ الَّذِى سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِىَ الْفُلْكُ فِيهِ
بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ( 12 )
وَسَخَّرَ لَكُم مَا فِى السَّموَاتِ وَمَا فِى الاَْرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ إِنَّ
فِى ذلِكَ لاَيَت لِقَوْم يَتَفَكَّرُونَ( 13 ) قُل لِلَّذِينَ آمَنُواْ
يَغْفِرُواْ لِلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ لِيَجْزِىَ قَوْمَاً بِمَا
كَانُواْ يَكْسِبُونَ( 14 ) مَنْ عَمِلَ صَلِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ
فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ( 15 ) |
التّفسير |
|
كل
شيء مسخر للإنسان:
|
|
مواصلة للبحوث التي وردت في
الآيات السابقة حول عظمة آيات الله، تتناول هذه الآيات نفس الموضوع، فتقول: (هذا هدى) فهو يميز بين الحق والباطل، ويضيء حياة
الإنسان، ويأخذ بيد سالكي طريق الحق ليوصلهم إلى هدفهم
ومنزلهم المقصود، لكن: (والذين كفروا بآيات ربهم
لهم عذاب من رجز أليم). حقاً لو لم تكن هذه القوى الثلاث، أفيكون
بمقدور الإنسان أن يحل مشاكل حمله ونقله بواسطة المراكب العادية البسيطة؟ حتى
هذه المراكب والوسائط البسيطة هي بحدّ ذاتها من نعمه سبحانه، وهي فعالة في
مجالها. |
|
|
الآيات( 16 ) ( 20 )
وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِى إِسْرَاءِيلَ الْكِتَبَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ
وَرَزَقْنَهُم مِنَ الطَّيِّبَتِ وَفَضَّلْنَهُمْ
|
|
وَلَقَدْ آتَيْنَا
بَنِى إِسْرَاءِيلَ الْكِتَبَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَهُم مِنَ
الطَّيِّبَتِ وَفَضَّلْنَهُمْ عَلَى الْعَلَمِينَ( 16 ) وَآتَيْنَهُمُ بَيِّنَت
مِنَ الاَْمْرِ فَمَا اخْتَلَفُواْ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ
بَغْياً بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِى بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَمَةِ فِيَما
كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ( 17 ) ثُمَّ جَعَلْنَكَ عَلَى شَرِيعَة مِنَ
الاَْمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ(
18 ) إِنَّهُمْ لَن يُغْنُواْ عَنكَ مِنَ اللهِ شَيْئاً وَإِنَّ الظَّلِمِينَ
بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْض وَاللهُ وَلِىُّ الْمُتَّقِينَ( 19 ) هذَا
بَصَئِرُ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْم يُوقِنُونَ( 20 ) |
|
التّفسير |
|
آتينا
بني إسرائيل كلّ ذلك، ولكن...
|
|
متابعة للبحوث التي وردت في
الآيات السابقة حول نعم الله المختلفة وشكرها والعمل الصالح، تتناول هذه الآيات نموذجاً من حياة بعض الأقوام
الماضين الذين غمرتهم نعم الله سبحانه، إلاّ
أنّهم كفروا بها ولم يرعوها حق رعايتها. والمراد من «الأمر» هنا هو دين الحق الذي مرّت الإشارة إليه في الآية السابقة أيضاً، حيث قالت: (بينات من الأمر). |
|
الآيات( 21 ) ( 23 )
أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُواْ السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ
كَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّلِحَتِ سَوَاءً
|
|
أَمْ حَسِبَ
الَّذِينَ اجْتَرَحُواْ السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُواْ
وَعَمِلُواْ الصَّلِحَتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا
يَحْكُمُونَ( 21 ) وَخَلَقَ الله السَّموَاتِ وَالاَْرْضَ بِالْحَقِّ
وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْس بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ( 22 )
أَفَرَءَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلَى عِلْم
وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَوَةً فَمَن
يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللهِ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ( 23 ) |
|
التّفسير |
|
ليسوا
سواءً محياهم ومماتهم:
|
|
متابعة للآيات السابقة التي
كان الكلام فيها يدور حول فئتين هما: المؤمنون والكافرون، أو المتقون والمجرمون،
فإنّ أولى هذه الآيات قد جمعتهما في مقارنة أصولية بينهما، فقالت: (أم حسب الذين اجترحوا السيئات أنّ نجعلهم كالذين آمنوا
وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون). وقد ورد في القرآن الكريم الكثير ممّا يبيّن
هذا المعنى كعبادة الشيطان أو عبادة أحبار اليهود،
فيقول القرآن ـ مثلاً ـ في الآية (60) من سورة
يس: (ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان). |
|
ملاحظات1
ـ أخطر الأصنام صنم هوى النفس، 2 ـ أفضل طريق لنفوذ الشيطان هو اتباع الهوى:
|
قرأنا في حديث أنّ أبغض
الآلهة إلى الله هوى النفس، ولا مبالغة في هذا الحديث
قط، لأنّ الأصنام العادية موجودات لا خصائص لها ولا صفات فعالة مهمة، أما صنم الهوى وأتباعه، فإنّه يغوي الإنسان ويسوقه إلى
ارتكاب أنواع المعاصي، والإنزلاق في هاوية الإنحراف. |
|
الآيتان( 24 ) ( 25 )
وَقَالُواْ مَا هِىَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا
يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ
|
|
وَقَالُواْ مَا
هِىَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ
الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذلِكَ مِنْ عِلْم إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ( 24 )
وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَتُنَا بَيِّنَت مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلاَّ
أَن قَالُواْ ائْتُواْ بِآبَآئِنَآ إِن كُنتُمْ صَدِقِينَ( 25 ) |
|
|
التّفسير |
|
عقائد
الدهريين:
|
|
في هذه الآيات بحث آخر حول
منكري التوحيد، غاية ما هناك أنّه ذكر هنا اسم جماعة خاصّة منهم، وهم «الدهريون» الذين ينكرون وجود صانع حكيم لعالم
الوجود مطلقاً، في حين أنّ أكثر المشركين كانوا يؤمنون ظاهراً بالله، وكانوا
يعتبرون الأصنام شفعاء عند الله، فتقو الآية أولاً: (وقالوا
ما هي إلاّ حياتنا الدنيا نموت ونحيا) فكما يموت من يموت منا، يولد من
يولد منّا وبذلك يستمر النسل البشري: (وما يهلكنا إلاّ
الدهر)وبهذا فإنّهم ينكرون المعاد كما ينكرون المبدأ، والجملة الأُولى
ناظرة إلى إنكارهم المعاد، أمّا الجملة الثّانية فتشير إلى إنكار المبدأ. |
|
الآيات( 26 ) ( 31 )
قُلِ اللهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
لاَ رَيْبَ فِيهِ
|
|
قُلِ اللهُ
يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
لاَ رَيْبَ فِيهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ( 26 ) وَللهِِ
مُلْكُ السَّموَاتِ وَالاَْرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذ يَخْسَرُ
الْمُبْطِلُونَ ( 27 )وَتَرَى كُلَّ أُمَّة جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّة تُدْعَى
إِلَى كِتَبِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ( 28 ) هذَا
كِتَبُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ
تَعْمَلُونَ( 29 ) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّلِحَتِ
فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِى رَحْمَتِهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ( 30 )
وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوْا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَتِى تُتْلَى عَلَيْكُمْ
فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنتُمْ قَوْماً مُجْرِمِينَ( 31 ) |
|
التّفسير |
|
الكلُّ
جاث في محكمة العدل الإلهي:
|
|
هذه الآيات في الحقيقة جواب
آخر على كلام الدهريين، الذين كانوا ينكرون المبدأ والمعاد، وقد أشير إلى
كلامهم، في الآيات السابقة، فتقول الآية أوّلاً: (قل
الله يحييكم ثمّ يميتكم ثمّ يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه). |
|
الآيات( 32 ) ( 37 )
وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لاَ رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم
مَا نَدْرِى مَا السَّاعَةُ
|
|
وَإِذَا قِيلَ
إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لاَ رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَا نَدْرِى
مَا السَّاعَةُ إِن نَظُنُّ إِلاَّ ظَنّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ ( 32
) وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ
يَسْتَهْزِءُونَ ( 33 )وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنسَكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ
يَوْمِكُمْ هذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِن نَصِرِينَ( 34 ) ذلِكُم
بأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَتِ اللهِ هُزُواً وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَوةُ
الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لاَ يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ( 35
) فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّموَاتِ وَرَبِّ الاَْرْضِ رَبِّ الْعَلَمِينَ(
36 ) وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِى السَّموَاتِ وَالاَْرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ
الْحَكِيمُ( 37 ) |
|
التّفسير |
|
يوم
تبدو السيئات:
|
|
الآية الأولى من
هذه الآيات توضيح لما ذكر في الآيات
السابقة بصورة مجملة، توضيح لمسألة استكبار الكافرين على آيات الله ودعوة
الأنبياء، فتقول: (وإذا قيل إنّ وعد الله حق والساعة لا
ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة إنّ نظن إلاّ ظناً وما نحن بمستيقنين). |
|
|
|