- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
سُورَة الدُّخان مكيّة
وَعَدَدُ آياتِها تسعٌ وَخَمسُونَ آية
|
|
محتوى
سورة الدّخان:
|
|
هذه السورة هي خامس الحواميم السبعة، ولما كانت من السور المكية، فإنّها تتضمن الأبحاث
العامة لتلك السور، أي البحث حول المبدأ والمعاد والقرآن بصورة تامّة. وقد نُسجت
آياتها ونظمت في هذا الباب تنظيماً تنزل معه ضرباتها الحاسمة المفزعة على القلوب
الغافلة الذاهلة عن ربها، وتدعوها إلى الإِيمان والتقوى، والحق والعدالة. 6 ـ ومن المواضيع
الأُخرى التي طرحت في هذه السورة موضوع الغاية من الخلق، وعدم كون خلق السماء
والأرض عبثاً. |
|
فضل
تلاوة هذه السورة
|
|
جاء في حديث عن نبيّ
الإِسلام(ص): «من قرأ سورة الدخان ليلة الجمعة ويوم الجمعة بنى الله له بيتاً في
الجنّة»( مجمع البيان، المجلد 9، بداية سورة الدخان.) |
|
الآيات( 1 ) ( 8 )
حم( 1 ) وَالْكِتَبِ الْمُبِينِ( 2 ) إِنَّا أَنزَلْنَهُ فِى لَيْلَة مُّبَرَكَة
إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ( 3 )
|
|
حم( 1 )
وَالْكِتَبِ الْمُبِينِ( 2 ) إِنَّا أَنزَلْنَهُ فِى لَيْلَة مُّبَرَكَة إِنَّا
كُنَّا مُنذِرِينَ( 3 ) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْر حَكِيم( 4 ) أَمْراً مِّنْ
عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ( 5 ) رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ
السَّمِيعُ الْعَلِيمُ( 6 ) رَبِّ السَّمَواتِ وَالاَْرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا
إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ( 7 ) لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْىِ وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ
وَرَبُّ ءَابَآئِكُمْ الاَْوَّلِينَ( 8 ) |
|
التّفسير |
|
نزول
القرآن في الليلة المباركة:
|
|
نلاحظ في بداية هذه السورة ـ
وكالسور الأربعة السابقة، والسورتين الآتيتين، والتي يكون مجموعها سبع سور هي
سور الحواميم ـ الحروف المقعطة (حم)، وقد بحثنا كثيراً فيما مضى حول الحروف
المقطعة في القرآن بصورة عامة(راجع تفسير بداية سورة
البقرة، بداية سورة آل عمران، بداية سورة الأعراف.،) وبحثت
حروف (حم) خاصة في بداية أوّل سورة من الحواميم (سورة المؤمن) وفي بداية سورة
فصلت. وجدير بالإِنتباه أن بعض المفسّرين فسّر (حم) هنا بالقسم،
فيصبح في الآية قَسمان متتابعان: قَسَم بحروف الهجاء كـ (حم)، وَقَسَم بهذا
الكتاب المقدس الذي يكون من هذه الحروف. |
|
نزول
القرآن الدفعي والتدريجي:
|
|
1 ـ نحن نعلم
أن القرآن الكريم نزل على مدى ثلاث و عشرين سنة ـ وهي فترة نبوةّ النّبي(ص)
إضافة إلى أن لمحتوى القرآن ارتباطاً وعلاقة بالحوادث المختلفة التي وقعت في
حياة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) والمسلمين طوال هذه الـ (23) سنة، بحيث
أنها إذا فصلت عن القرآن الكريم فسيكون غير مفهوم، وإذا كان الحال كذلك فكيف نزل
القرآن الكريم كاملاً في ليلة القدر؟ |
|
ملاحظة
علاقة القرآن بليلة القدر:
|
|
ممّا يجدر الإِنتباه إليه أنه
ورد في هذه الآيات تلميحاً، وفي آيات سورة القدر تصريحاً، أن القرآن نزل في ليلة
القدر، وكم هو عميق هذا الكلام؟! ففي تلك الليلة التي تقدر فيها مقدرات العباد
وأرزاقهم، ينزل القرآن الكريم على قلب النّبي(ص)الطاهر، ألا يدل هذا على أن هناك
علاقة صميمية بين مقدراتكم ومصائركم و بين محتوى هذا الكتاب السماوي؟ |
|
الآيات( 9 ) ( 16 )
بَلْ هُمْ فِى شَكٍّ يَلْعَبُونَ( 9 ) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِى السَّمَآءُ
بِدُخَان مُّبِين( 10 )
|
|
بَلْ هُمْ فِى
شَكٍّ يَلْعَبُونَ( 9 ) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِى السَّمَآءُ بِدُخَان
مُّبِين( 10 ) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ( 11 ) رَّبَّنَا اكْشِفْ
عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ( 12 ) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ
جَآءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ( 13 ) ثمّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ
مَّجْنُونٌ( 14 ) إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلا إِنَّكُمْ عَآئِدُونَ( 15
) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ( 16 ) |
|
التّفسير |
|
الدّخان
القاتل:
|
لما كان الكلام في الآيات
السابقة في أنّ هؤلاء إن كانوا طلاّب يقين، فإنّ سبل تحصيله كثيرة، وتضيف أوّل
آية من هذه الآيات (بل هم في شك يلعبون) فإنّ شك
هؤلاء في حقانية هذا الكتاب السماوي وفي نبوّتك، ليس نابعاً من كون المسألة
معقدة صعبة، بل من عدم جديتهم في التعامل معها، فهم يتعاملون معها بهزل،
فيستهزئون ويسخرون تارة، ويصفون أنفسهم بعدم الاطلاع والإلمام وبالجهل تارة أخرى، ويشغلون أنفسهم كل يوم بأُسلوب لعب جديد. |
|
ملاحظة
|
|
ما
المراد من الدخان المبين؟
|
|
|
هناك أقوال بين المفسّرين حول المراد من الدخان الذي ذكر في هذه الآيات
كتعبير عن العذاب الإِلهي، وتوجد هنا نظريتان أساسيتان: |
|
الآيات(
17 ) ( 21 ) وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَآءَهُمْ
رَسُولٌ كَرِيمٌ( 17 ) أَنْ أَدُّوا إِلَىَّ عِبَادَ اللهِ
|
|
وَلَقَدْ فَتَنَّا
قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَآءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ( 17 ) أَنْ أَدُّوا
إِلَىَّ عِبَادَ اللهِ إِنِّى لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ( 18 ) وَأَنْ لاَّ
تَعْلُوا عَلَى اللهِ إِنِّى ءَاتِيكُم بِسُلْطَن مُّبِين( 19 ) وَإِنِّى عُذْتُ
بِرَبِّى وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ( 20 ) وَإِن لَّمْ تُؤْمِنُوا لِى
فَاعْتَزِلُونِ( 21 ) |
|
التّفسير |
|
إذا
لم تؤمنوا فلا تصدّوا الآخرين عن الإِيمان:
|
|
متابعة للآيات السابقة التي
كانت تتحدث حول تمرد مشركي العرب وعدم إذعانهم للحق، تشير هذه الآيات إلى نموذج
من الأمم الماضية التي سارت في نفس هذا المسير، وابتليت أخيراً بالعذاب الأليم
والهزيمة النكراء، ليكون ذلك تسلية للمؤمنين، وتحذيراً للمنكرين المعاندين. وذلك
النموذج هو قصّة موسى وفرعون، حيث تقول الآية: (ولقد
فتنا قبلهم قوم فرعون). |
|
الآيات( 22 ) ( 29 )
فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هؤُلاَءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ( 22 ) فَأَسْرِ بِعِبَادِى
لَيْلاً إِنَّكُم مُتَّبَعُونَ( 23 )
|
|
فَدَعَا رَبَّهُ
أَنَّ هؤُلاَءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ( 22 ) فَأَسْرِ بِعِبَادِى لَيْلاً إِنَّكُم
مُتَّبَعُونَ( 23 ) وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُندٌ مُغْرَقُونَ(
24 ) كَمْ تَرَكُواْ مِن جَنَّات وَعُيُون( 25 ) وَزُرُوع وَمَقَام كَرِيم( 26 )
وَنَعْمَة كَانُواْ فِيهَا فَاكِهِينَ( 27 ) كَذلِكَ وَأَوْرَثْنَهَا قَوْماً
آخَرِينَ( 28 ) فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالاَْرْضُ وَمَا كَانُواْ
مُنظَرِينَ( 29 ) |
|
التّفسير |
|
تركوا
القصور والبساتين والكنوز وارتحلوا!
|
|
لقد استخدم موسى (عليه
السلام) كلّ وسائل الهداية للنفوذ إلى قلوب هؤلاء المجرمين الظلمة، إلاّ أنّها
لم تؤثر فيهم أدنى تأثير، وطرق كلّ باب ما من مجيب. انظر إلى أدب الدعاء، إنّه لا يقول: اللّهم افعل كذا وكذا، بل يكتفي بأنّ
يقول: اللّهمَّ إن هؤلاء قوم مجرمون لا أمل في هدايتهم وحسب! لكن لماذا صدر مثل هذا الأمر لموسى(عليه السلام)؟ واحتمل البعض أن يكون المراد من المقام الكريم مجالس الأنس والطرب، أو
المنابر التي كان يرتقيها المدّاحون والشعراء للثناء على فرعون. |
|
الآيات( 30 ) ( 33 )
وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِى إِسْرَاءِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ( 30 ) مِن
فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِياً مِنَ الْمُسْرِفِينَ
|
|
وَلَقَدْ
نَجَّيْنَا بَنِى إِسْرَاءِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ( 30 ) مِن فِرْعَوْنَ
إِنَّهُ كَانَ عَالِياً مِنَ الْمُسْرِفِينَ( 31 ) وَلَقَدِ اخْتَرْنَهُمْ عَلَى
عِلْم عَلَى الْعَلَمِينَ( 32 ) وَآتَيْنَهُم مِنَ الآيَتِ مَا فِيهِ بَلؤٌ
مُبِينٌ( 33 ) |
|
التّفسير |
|
بنو
إسرائيل في بوتقة الاختبار:
|
كان الكلام في الآيات السابقة
عن غرق الفراعنة وهلاكهم، وانكسار شوكتهم وانتهاء حكومتهم، وانتقالها إلى
الآخرين. وتتحدث هذه الآيات في النقطة المقابلة لذلك أي نجاة بني إسرائيل
وخلاصهم، فتقول: (ولقد نجيّنا بني إسرائيل من العذاب المهين) من العذاب الجسمي
والروحي الشاق، والذي نفذ إلى أعماق أرواحهم.. من ذبح الأطفال الذكور، واستحياء
البنات للخدمة وقضاء المآرب، من السخرة والأعمال الشاقة جدّاً، وأمثال ذلك. |
|
الآيات( 34 ) ( 36 )
إِنَّ هؤُلاَءِ لَيَقُولُونَ( 34 ) إِنْ هِىَ إِلاَّ مَوْتَتُنَا الاُْولَى
وَمَا نَحْنُ بِمُنشَرِينَ( 35 )
|
|
إِنَّ هؤُلاَءِ
لَيَقُولُونَ( 34 ) إِنْ هِىَ إِلاَّ مَوْتَتُنَا الاُْولَى وَمَا نَحْنُ
بِمُنشَرِينَ( 35 ) فَأْتُواْ بِآبَآئِنَآ إِن كُنتُمْ صَدِقِينَ( 36 ) |
|
التّفسير |
|
|
لا
شيء بعد الموت!
|
|
بعد أنّ جسدت الآيات السابقة
مشهداً من حياة فرعون والفراعنة، وعاقبة كفرهم وإنكارهم، تكرر الكلام عن
المشركين مرّة أُخرى، وأعادت هذه الآيات مسألة شكهم في مسألة المعاد ـ والتي
مرّت في بداية السورة ـ بصورة أُخرى، فقالت: (إنّ هؤلاء ليقولون إن هي إلاّ
موتتنا الأولى) وسوف لا نعود إلى الحياة اطلاقاً(هنا
اختلاف في مرجع ضمير (هي) فأرجعه بعض المفسّرين الى (الموتة)، وهو المستفاد من
سياق الكلام، وبناء على هذا يكون المعنى: ما الموتة إلاّ موتتنا الأولى (تفسير
التبيان ومجمع البيان والكشاف). |
|
ملاحظة:
مشركي العرب بخاصة
|
|
لم يكن للمشركين بعامة ـ
ومشركي العرب بخاصة ـ مسلك متحد في مسائلهم العقائدية، بل إنّهم كانوا متفاوتين
فيما بينهم مع أنّهم يشتركون في الأصل في عقيدة الشرك. |
|
الآيات( 37 ) ( 39 )
أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّع وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَهُمْ
إِنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ( 37 )
|
|
أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ
قَوْمُ تُبَّع وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَهُمْ إِنَّهُمْ كَانُواْ
مُجْرِمِينَ( 37 )وَ مَا خَلَقْنَا السَّموَاتِ وَالاَْرْضَ وَمَابَيْنَهُمَا
لَعِبِينَ( 38 ) مَا خَلَقْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ
يَعْلَمُونَ( 39 ) |
|
التّفسير |
|
قوم
تبع:
|
|
لقد كانت أرض اليمن ـ الواقعة
في جنوب الجزيرة العربية ـ من الأراضي العامرة الغنية، وكانت في الماضي مهد
الحضارة والتمدن، وكان يحكمها ملوك يسمّون «تبّعاً» ـ وجمعها تبابعة ـ لأنّ
قومهم كانوا يتبعونهم، أو لأنّ أحدهم كان يخلف الآخر ويتبعه في الحكم. |
|
بحث
|
|
من
هم قوم تبّع؟
|
|
لقد وردت كلمة (تبّع) في
القرآن الكريم مرتين فقط: مرة في الآيات مورد البحث، وأخرى في الآية 14 من سورة
(ق) حيث تقول: (وأصحاب الأيكة وقوم تبّع كل كذب الرسل
فحق وعيد). |
|
الآيات( 40 ) ( 42 )
إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَتُهُمْ أَجْمَعِينَ( 40 ) يَوْمَ لاَ يُغْنِى
مَوْلىً عَن مَوْلىً شَيْئاً وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ
|
|
إِنَّ يَوْمَ
الْفَصْلِ مِيقَتُهُمْ أَجْمَعِينَ( 40 ) يَوْمَ لاَ يُغْنِى مَوْلىً عَن
مَوْلىً شَيْئاً وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ( 41 ) إِلاَّ مَن رَحِمَ اللهُ إِنَّهُ
هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ( 42 ) |
|
التّفسير |
|
يوم الفصل!
|
|
تمثل هذه الآيات في الحقيقة
نتيجة الآيات السابقة التي بحثت مسألة المعاد، والتي استدل بها عن طريق حكمة خلق
هذا العالم على وجود البعث والحياة الأُخرى. |
|
الآيات( 43 ) ( 50 )
إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ( 43 ) طَعَامُ الاَْثِيمِ( 44 ) كَالْمُهْلِ يَغْلِى
فِى الْبُطُونِ ( 45 )
|
|
إِنَّ شَجَرَتَ
الزَّقُّومِ( 43 ) طَعَامُ الاَْثِيمِ( 44 ) كَالْمُهْلِ يَغْلِى فِى الْبُطُونِ
( 45 ) كَغَلْىِ الْحَمِيمِ( 46 ) خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ
الْجَحِيمِ( 47 ) ثُمَّ صُبُّواْ فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ( 48 )
ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ( 49 ) إِنَّ هذَا مَا كُنتُم بِهِ
تَمْتَرُونَ( 50 ) |
|
التّفسير |
|
شجرة
الزقوم!
|
|
تصف هذه الآيات أنواعاً من
عذاب الجحيم وصفاً مرعباً يهز الأعماق، وهي تكمل البحث الذي مرّ في الآيات
السابقة حول يوم الفصل والقيامة، فتقول: (إن شجرة الزقوم طعام الأثيم) فهؤلاء
المجرمون هم الذين يأكلون هذا النبات المر القاتل، والخبيث الطعام النتن
الرائحة. |
|
بحث
|
|
العقوبات
الجسمية والروحية:
|
|
نحن نعلم، وطبقاً لصريح
القرآن، أنّ للمعاد جانباً جسمياً، وآخر روحياً، وعلى ذلك فمن الطبيعي أن تكون
العقوبات والمثوبات متصفتين بهما كذلك، ولذلك أشير في آيات القرآن الكريم
والرّوايات الإسلامية إلى كلا القسمين، غاية ما في الأمر أنّ إنتباه الناس
وإحساسهم لمّا كان منصباً على الاُمور الجسمية غالباً، لذلك يلاحظ أنّ التفصيل
في العقوبات والمثوبات المادية أكثر، لكن لا يعني هذا أن الإشارة إلى المثوبات
والعقوبات المعنوية قليلة. |
|
الآيات( 51 ) ( 57 )
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِى مَقَام أَمِين( 51 ) فِى جَنَّت وَعُيُون( 52 )
يَلْبَسُونَ مِن سُندُس وَإِسْتَبْرَق
|
|
إِنَّ
الْمُتَّقِينَ فِى مَقَام أَمِين( 51 ) فِى جَنَّت وَعُيُون( 52 ) يَلْبَسُونَ
مِن سُندُس وَإِسْتَبْرَق مُتَقَبِلِينَ( 53 ) كَذلِكَ وَزَوَّجْنَهُم بِحُور
عِين( 54 ) يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَكِهَة آمِنِينَ( 55 ) لاَ يَذُوقُونَ
فِيهَا الْمَوْتَ إِلاَّ الْمَوْتَةَ الاُْولَى وَوَقَهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ(
56 ) فَضْلاً مِن رَبِّكَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ( 57 ) |
|
التّفسير |
|
المتقون
ومختلف نعم الجنّة:
|
|
لما كان الكلام في الآيات
السابقة عن العقوبات الأليمة لأهل النّار، فإنّ هذه الآيات تذكر المواهب والنعم
المعدة لأهل الجنّة، لتتضح أهمية كلّ منهما من خلال المقارنة بينهما. ثمّ إنّ كون أهل الجنّة متقابلين مع بعضهم البعض، وزوال أي تفاوت وتكبر لأحد
على آخر، إشارة إلى روح الأُنس والأخوة التي تسود مجالسهم، تلك المجالس والحلقات
التي لا يرى فيها إلاّ الصفاء والمودّة وتسامي الروح. |
|
بحث
|
|
ما
هي الموتة الأولى؟
|
|
قرأنا في الآيات المذكورة
أعلاه أنّ أصحاب الجنّة لا يذوقون إلاّ الموتة الأولى، وهنا
تطرح أسئلة ثلاثة: |
|
الآيتان( 58 ) ( 59 )
فَإِنَّمَا يَسَّرْنَهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ( 58 )
فَارْتَقِبْ إِنَّهُم مُرْتَقِبُونَ
|
|
فَإِنَّمَا
يَسَّرْنَهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ( 58 ) فَارْتَقِبْ إِنَّهُم
مُرْتَقِبُونَ( 59 ) |
|
التّفسير |
|
ارتقب
فإنهم مرتقبون!
|
|
قلنا: إنّ سورة الدخان بدأت
ببيان عظمة القرآن وعمقه، وتنتهي بهذه الآيات التي تبيّن كذلك التأثير العميق
لآيات القرآن الكريم، لتنسجم بذلك بداية السورة مع نهايتها، وما هو مبيَّن أيضاً
بين البداية والنهاية هو التأكيد على مواعظ القرآن ونصحه. |
|
ملاحظات
|
|
1 ـ «ارتقب» في الأصل مأخوذة من الرقبة، ولما كان من ينتظر
شيئاً يمد رقبته نحوه دائماً، فقد جاءت بمعنى انتظار الشيء ومراقبته. 2 ـ إنّ الآيات أعلاء تبين بوضوح أنّ القرآن الكريم لا يختص بطبقة خاصّة أو قوم معينين، بل هو لإفهام
الجميع وتذكيرهم وإثارة تفكرهم، وعلى هذا، فإنّ أُولئك الذين يجعلون القرآن
مجموعة من المفاهيم المبهمة الألغاز المحيرة التي لا يفهمها ولا يعلمها إلاّ
طبقة خاصّة، بل وحتى هذه الطبقة لا تفهم منه شيئا ولا تدرك أبعاده، غافلون في
الحقيقة عن روح القرآن. نهاية سورة الدخان |
|
|
|
|
سُورَة الدُّخان مكيّة
وَعَدَدُ آياتِها تسعٌ وَخَمسُونَ آية
|
|
محتوى
سورة الدّخان:
|
|
هذه السورة هي خامس الحواميم السبعة، ولما كانت من السور المكية، فإنّها تتضمن الأبحاث
العامة لتلك السور، أي البحث حول المبدأ والمعاد والقرآن بصورة تامّة. وقد نُسجت
آياتها ونظمت في هذا الباب تنظيماً تنزل معه ضرباتها الحاسمة المفزعة على القلوب
الغافلة الذاهلة عن ربها، وتدعوها إلى الإِيمان والتقوى، والحق والعدالة. 6 ـ ومن المواضيع
الأُخرى التي طرحت في هذه السورة موضوع الغاية من الخلق، وعدم كون خلق السماء
والأرض عبثاً. |
|
فضل
تلاوة هذه السورة
|
|
جاء في حديث عن نبيّ
الإِسلام(ص): «من قرأ سورة الدخان ليلة الجمعة ويوم الجمعة بنى الله له بيتاً في
الجنّة»( مجمع البيان، المجلد 9، بداية سورة الدخان.) |
|
الآيات( 1 ) ( 8 )
حم( 1 ) وَالْكِتَبِ الْمُبِينِ( 2 ) إِنَّا أَنزَلْنَهُ فِى لَيْلَة مُّبَرَكَة
إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ( 3 )
|
|
حم( 1 )
وَالْكِتَبِ الْمُبِينِ( 2 ) إِنَّا أَنزَلْنَهُ فِى لَيْلَة مُّبَرَكَة إِنَّا
كُنَّا مُنذِرِينَ( 3 ) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْر حَكِيم( 4 ) أَمْراً مِّنْ
عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ( 5 ) رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ
السَّمِيعُ الْعَلِيمُ( 6 ) رَبِّ السَّمَواتِ وَالاَْرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا
إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ( 7 ) لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْىِ وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ
وَرَبُّ ءَابَآئِكُمْ الاَْوَّلِينَ( 8 ) |
|
التّفسير |
|
نزول
القرآن في الليلة المباركة:
|
|
نلاحظ في بداية هذه السورة ـ
وكالسور الأربعة السابقة، والسورتين الآتيتين، والتي يكون مجموعها سبع سور هي
سور الحواميم ـ الحروف المقعطة (حم)، وقد بحثنا كثيراً فيما مضى حول الحروف
المقطعة في القرآن بصورة عامة(راجع تفسير بداية سورة
البقرة، بداية سورة آل عمران، بداية سورة الأعراف.،) وبحثت
حروف (حم) خاصة في بداية أوّل سورة من الحواميم (سورة المؤمن) وفي بداية سورة
فصلت. وجدير بالإِنتباه أن بعض المفسّرين فسّر (حم) هنا بالقسم،
فيصبح في الآية قَسمان متتابعان: قَسَم بحروف الهجاء كـ (حم)، وَقَسَم بهذا
الكتاب المقدس الذي يكون من هذه الحروف. |
|
نزول
القرآن الدفعي والتدريجي:
|
|
1 ـ نحن نعلم
أن القرآن الكريم نزل على مدى ثلاث و عشرين سنة ـ وهي فترة نبوةّ النّبي(ص)
إضافة إلى أن لمحتوى القرآن ارتباطاً وعلاقة بالحوادث المختلفة التي وقعت في
حياة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) والمسلمين طوال هذه الـ (23) سنة، بحيث
أنها إذا فصلت عن القرآن الكريم فسيكون غير مفهوم، وإذا كان الحال كذلك فكيف نزل
القرآن الكريم كاملاً في ليلة القدر؟ |
|
ملاحظة
علاقة القرآن بليلة القدر:
|
|
ممّا يجدر الإِنتباه إليه أنه
ورد في هذه الآيات تلميحاً، وفي آيات سورة القدر تصريحاً، أن القرآن نزل في ليلة
القدر، وكم هو عميق هذا الكلام؟! ففي تلك الليلة التي تقدر فيها مقدرات العباد
وأرزاقهم، ينزل القرآن الكريم على قلب النّبي(ص)الطاهر، ألا يدل هذا على أن هناك
علاقة صميمية بين مقدراتكم ومصائركم و بين محتوى هذا الكتاب السماوي؟ |
|
الآيات( 9 ) ( 16 )
بَلْ هُمْ فِى شَكٍّ يَلْعَبُونَ( 9 ) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِى السَّمَآءُ
بِدُخَان مُّبِين( 10 )
|
|
بَلْ هُمْ فِى
شَكٍّ يَلْعَبُونَ( 9 ) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِى السَّمَآءُ بِدُخَان
مُّبِين( 10 ) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ( 11 ) رَّبَّنَا اكْشِفْ
عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ( 12 ) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ
جَآءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ( 13 ) ثمّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ
مَّجْنُونٌ( 14 ) إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلا إِنَّكُمْ عَآئِدُونَ( 15
) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ( 16 ) |
|
التّفسير |
|
الدّخان
القاتل:
|
لما كان الكلام في الآيات
السابقة في أنّ هؤلاء إن كانوا طلاّب يقين، فإنّ سبل تحصيله كثيرة، وتضيف أوّل
آية من هذه الآيات (بل هم في شك يلعبون) فإنّ شك
هؤلاء في حقانية هذا الكتاب السماوي وفي نبوّتك، ليس نابعاً من كون المسألة
معقدة صعبة، بل من عدم جديتهم في التعامل معها، فهم يتعاملون معها بهزل،
فيستهزئون ويسخرون تارة، ويصفون أنفسهم بعدم الاطلاع والإلمام وبالجهل تارة أخرى، ويشغلون أنفسهم كل يوم بأُسلوب لعب جديد. |
|
ملاحظة
|
|
ما
المراد من الدخان المبين؟
|
|
|
هناك أقوال بين المفسّرين حول المراد من الدخان الذي ذكر في هذه الآيات
كتعبير عن العذاب الإِلهي، وتوجد هنا نظريتان أساسيتان: |
|
الآيات(
17 ) ( 21 ) وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَآءَهُمْ
رَسُولٌ كَرِيمٌ( 17 ) أَنْ أَدُّوا إِلَىَّ عِبَادَ اللهِ
|
|
وَلَقَدْ فَتَنَّا
قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَآءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ( 17 ) أَنْ أَدُّوا
إِلَىَّ عِبَادَ اللهِ إِنِّى لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ( 18 ) وَأَنْ لاَّ
تَعْلُوا عَلَى اللهِ إِنِّى ءَاتِيكُم بِسُلْطَن مُّبِين( 19 ) وَإِنِّى عُذْتُ
بِرَبِّى وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ( 20 ) وَإِن لَّمْ تُؤْمِنُوا لِى
فَاعْتَزِلُونِ( 21 ) |
|
التّفسير |
|
إذا
لم تؤمنوا فلا تصدّوا الآخرين عن الإِيمان:
|
|
متابعة للآيات السابقة التي
كانت تتحدث حول تمرد مشركي العرب وعدم إذعانهم للحق، تشير هذه الآيات إلى نموذج
من الأمم الماضية التي سارت في نفس هذا المسير، وابتليت أخيراً بالعذاب الأليم
والهزيمة النكراء، ليكون ذلك تسلية للمؤمنين، وتحذيراً للمنكرين المعاندين. وذلك
النموذج هو قصّة موسى وفرعون، حيث تقول الآية: (ولقد
فتنا قبلهم قوم فرعون). |
|
الآيات( 22 ) ( 29 )
فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هؤُلاَءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ( 22 ) فَأَسْرِ بِعِبَادِى
لَيْلاً إِنَّكُم مُتَّبَعُونَ( 23 )
|
|
فَدَعَا رَبَّهُ
أَنَّ هؤُلاَءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ( 22 ) فَأَسْرِ بِعِبَادِى لَيْلاً إِنَّكُم
مُتَّبَعُونَ( 23 ) وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُندٌ مُغْرَقُونَ(
24 ) كَمْ تَرَكُواْ مِن جَنَّات وَعُيُون( 25 ) وَزُرُوع وَمَقَام كَرِيم( 26 )
وَنَعْمَة كَانُواْ فِيهَا فَاكِهِينَ( 27 ) كَذلِكَ وَأَوْرَثْنَهَا قَوْماً
آخَرِينَ( 28 ) فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالاَْرْضُ وَمَا كَانُواْ
مُنظَرِينَ( 29 ) |
|
التّفسير |
|
تركوا
القصور والبساتين والكنوز وارتحلوا!
|
|
لقد استخدم موسى (عليه
السلام) كلّ وسائل الهداية للنفوذ إلى قلوب هؤلاء المجرمين الظلمة، إلاّ أنّها
لم تؤثر فيهم أدنى تأثير، وطرق كلّ باب ما من مجيب. انظر إلى أدب الدعاء، إنّه لا يقول: اللّهم افعل كذا وكذا، بل يكتفي بأنّ
يقول: اللّهمَّ إن هؤلاء قوم مجرمون لا أمل في هدايتهم وحسب! لكن لماذا صدر مثل هذا الأمر لموسى(عليه السلام)؟ واحتمل البعض أن يكون المراد من المقام الكريم مجالس الأنس والطرب، أو
المنابر التي كان يرتقيها المدّاحون والشعراء للثناء على فرعون. |
|
الآيات( 30 ) ( 33 )
وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِى إِسْرَاءِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ( 30 ) مِن
فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِياً مِنَ الْمُسْرِفِينَ
|
|
وَلَقَدْ
نَجَّيْنَا بَنِى إِسْرَاءِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ( 30 ) مِن فِرْعَوْنَ
إِنَّهُ كَانَ عَالِياً مِنَ الْمُسْرِفِينَ( 31 ) وَلَقَدِ اخْتَرْنَهُمْ عَلَى
عِلْم عَلَى الْعَلَمِينَ( 32 ) وَآتَيْنَهُم مِنَ الآيَتِ مَا فِيهِ بَلؤٌ
مُبِينٌ( 33 ) |
|
التّفسير |
|
بنو
إسرائيل في بوتقة الاختبار:
|
كان الكلام في الآيات السابقة
عن غرق الفراعنة وهلاكهم، وانكسار شوكتهم وانتهاء حكومتهم، وانتقالها إلى
الآخرين. وتتحدث هذه الآيات في النقطة المقابلة لذلك أي نجاة بني إسرائيل
وخلاصهم، فتقول: (ولقد نجيّنا بني إسرائيل من العذاب المهين) من العذاب الجسمي
والروحي الشاق، والذي نفذ إلى أعماق أرواحهم.. من ذبح الأطفال الذكور، واستحياء
البنات للخدمة وقضاء المآرب، من السخرة والأعمال الشاقة جدّاً، وأمثال ذلك. |
|
الآيات( 34 ) ( 36 )
إِنَّ هؤُلاَءِ لَيَقُولُونَ( 34 ) إِنْ هِىَ إِلاَّ مَوْتَتُنَا الاُْولَى
وَمَا نَحْنُ بِمُنشَرِينَ( 35 )
|
|
إِنَّ هؤُلاَءِ
لَيَقُولُونَ( 34 ) إِنْ هِىَ إِلاَّ مَوْتَتُنَا الاُْولَى وَمَا نَحْنُ
بِمُنشَرِينَ( 35 ) فَأْتُواْ بِآبَآئِنَآ إِن كُنتُمْ صَدِقِينَ( 36 ) |
|
التّفسير |
|
|
لا
شيء بعد الموت!
|
|
بعد أنّ جسدت الآيات السابقة
مشهداً من حياة فرعون والفراعنة، وعاقبة كفرهم وإنكارهم، تكرر الكلام عن
المشركين مرّة أُخرى، وأعادت هذه الآيات مسألة شكهم في مسألة المعاد ـ والتي
مرّت في بداية السورة ـ بصورة أُخرى، فقالت: (إنّ هؤلاء ليقولون إن هي إلاّ
موتتنا الأولى) وسوف لا نعود إلى الحياة اطلاقاً(هنا
اختلاف في مرجع ضمير (هي) فأرجعه بعض المفسّرين الى (الموتة)، وهو المستفاد من
سياق الكلام، وبناء على هذا يكون المعنى: ما الموتة إلاّ موتتنا الأولى (تفسير
التبيان ومجمع البيان والكشاف). |
|
ملاحظة:
مشركي العرب بخاصة
|
|
لم يكن للمشركين بعامة ـ
ومشركي العرب بخاصة ـ مسلك متحد في مسائلهم العقائدية، بل إنّهم كانوا متفاوتين
فيما بينهم مع أنّهم يشتركون في الأصل في عقيدة الشرك. |
|
الآيات( 37 ) ( 39 )
أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّع وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَهُمْ
إِنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ( 37 )
|
|
أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ
قَوْمُ تُبَّع وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَهُمْ إِنَّهُمْ كَانُواْ
مُجْرِمِينَ( 37 )وَ مَا خَلَقْنَا السَّموَاتِ وَالاَْرْضَ وَمَابَيْنَهُمَا
لَعِبِينَ( 38 ) مَا خَلَقْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ
يَعْلَمُونَ( 39 ) |
|
التّفسير |
|
قوم
تبع:
|
|
لقد كانت أرض اليمن ـ الواقعة
في جنوب الجزيرة العربية ـ من الأراضي العامرة الغنية، وكانت في الماضي مهد
الحضارة والتمدن، وكان يحكمها ملوك يسمّون «تبّعاً» ـ وجمعها تبابعة ـ لأنّ
قومهم كانوا يتبعونهم، أو لأنّ أحدهم كان يخلف الآخر ويتبعه في الحكم. |
|
بحث
|
|
من
هم قوم تبّع؟
|
|
لقد وردت كلمة (تبّع) في
القرآن الكريم مرتين فقط: مرة في الآيات مورد البحث، وأخرى في الآية 14 من سورة
(ق) حيث تقول: (وأصحاب الأيكة وقوم تبّع كل كذب الرسل
فحق وعيد). |
|
الآيات( 40 ) ( 42 )
إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَتُهُمْ أَجْمَعِينَ( 40 ) يَوْمَ لاَ يُغْنِى
مَوْلىً عَن مَوْلىً شَيْئاً وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ
|
|
إِنَّ يَوْمَ
الْفَصْلِ مِيقَتُهُمْ أَجْمَعِينَ( 40 ) يَوْمَ لاَ يُغْنِى مَوْلىً عَن
مَوْلىً شَيْئاً وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ( 41 ) إِلاَّ مَن رَحِمَ اللهُ إِنَّهُ
هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ( 42 ) |
|
التّفسير |
|
يوم الفصل!
|
|
تمثل هذه الآيات في الحقيقة
نتيجة الآيات السابقة التي بحثت مسألة المعاد، والتي استدل بها عن طريق حكمة خلق
هذا العالم على وجود البعث والحياة الأُخرى. |
|
الآيات( 43 ) ( 50 )
إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ( 43 ) طَعَامُ الاَْثِيمِ( 44 ) كَالْمُهْلِ يَغْلِى
فِى الْبُطُونِ ( 45 )
|
|
إِنَّ شَجَرَتَ
الزَّقُّومِ( 43 ) طَعَامُ الاَْثِيمِ( 44 ) كَالْمُهْلِ يَغْلِى فِى الْبُطُونِ
( 45 ) كَغَلْىِ الْحَمِيمِ( 46 ) خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ
الْجَحِيمِ( 47 ) ثُمَّ صُبُّواْ فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ( 48 )
ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ( 49 ) إِنَّ هذَا مَا كُنتُم بِهِ
تَمْتَرُونَ( 50 ) |
|
التّفسير |
|
شجرة
الزقوم!
|
|
تصف هذه الآيات أنواعاً من
عذاب الجحيم وصفاً مرعباً يهز الأعماق، وهي تكمل البحث الذي مرّ في الآيات
السابقة حول يوم الفصل والقيامة، فتقول: (إن شجرة الزقوم طعام الأثيم) فهؤلاء
المجرمون هم الذين يأكلون هذا النبات المر القاتل، والخبيث الطعام النتن
الرائحة. |
|
بحث
|
|
العقوبات
الجسمية والروحية:
|
|
نحن نعلم، وطبقاً لصريح
القرآن، أنّ للمعاد جانباً جسمياً، وآخر روحياً، وعلى ذلك فمن الطبيعي أن تكون
العقوبات والمثوبات متصفتين بهما كذلك، ولذلك أشير في آيات القرآن الكريم
والرّوايات الإسلامية إلى كلا القسمين، غاية ما في الأمر أنّ إنتباه الناس
وإحساسهم لمّا كان منصباً على الاُمور الجسمية غالباً، لذلك يلاحظ أنّ التفصيل
في العقوبات والمثوبات المادية أكثر، لكن لا يعني هذا أن الإشارة إلى المثوبات
والعقوبات المعنوية قليلة. |
|
الآيات( 51 ) ( 57 )
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِى مَقَام أَمِين( 51 ) فِى جَنَّت وَعُيُون( 52 )
يَلْبَسُونَ مِن سُندُس وَإِسْتَبْرَق
|
|
إِنَّ
الْمُتَّقِينَ فِى مَقَام أَمِين( 51 ) فِى جَنَّت وَعُيُون( 52 ) يَلْبَسُونَ
مِن سُندُس وَإِسْتَبْرَق مُتَقَبِلِينَ( 53 ) كَذلِكَ وَزَوَّجْنَهُم بِحُور
عِين( 54 ) يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَكِهَة آمِنِينَ( 55 ) لاَ يَذُوقُونَ
فِيهَا الْمَوْتَ إِلاَّ الْمَوْتَةَ الاُْولَى وَوَقَهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ(
56 ) فَضْلاً مِن رَبِّكَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ( 57 ) |
|
التّفسير |
|
المتقون
ومختلف نعم الجنّة:
|
|
لما كان الكلام في الآيات
السابقة عن العقوبات الأليمة لأهل النّار، فإنّ هذه الآيات تذكر المواهب والنعم
المعدة لأهل الجنّة، لتتضح أهمية كلّ منهما من خلال المقارنة بينهما. ثمّ إنّ كون أهل الجنّة متقابلين مع بعضهم البعض، وزوال أي تفاوت وتكبر لأحد
على آخر، إشارة إلى روح الأُنس والأخوة التي تسود مجالسهم، تلك المجالس والحلقات
التي لا يرى فيها إلاّ الصفاء والمودّة وتسامي الروح. |
|
بحث
|
|
ما
هي الموتة الأولى؟
|
|
قرأنا في الآيات المذكورة
أعلاه أنّ أصحاب الجنّة لا يذوقون إلاّ الموتة الأولى، وهنا
تطرح أسئلة ثلاثة: |
|
الآيتان( 58 ) ( 59 )
فَإِنَّمَا يَسَّرْنَهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ( 58 )
فَارْتَقِبْ إِنَّهُم مُرْتَقِبُونَ
|
|
فَإِنَّمَا
يَسَّرْنَهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ( 58 ) فَارْتَقِبْ إِنَّهُم
مُرْتَقِبُونَ( 59 ) |
|
التّفسير |
|
ارتقب
فإنهم مرتقبون!
|
|
قلنا: إنّ سورة الدخان بدأت
ببيان عظمة القرآن وعمقه، وتنتهي بهذه الآيات التي تبيّن كذلك التأثير العميق
لآيات القرآن الكريم، لتنسجم بذلك بداية السورة مع نهايتها، وما هو مبيَّن أيضاً
بين البداية والنهاية هو التأكيد على مواعظ القرآن ونصحه. |
|
ملاحظات
|
|
1 ـ «ارتقب» في الأصل مأخوذة من الرقبة، ولما كان من ينتظر
شيئاً يمد رقبته نحوه دائماً، فقد جاءت بمعنى انتظار الشيء ومراقبته. 2 ـ إنّ الآيات أعلاء تبين بوضوح أنّ القرآن الكريم لا يختص بطبقة خاصّة أو قوم معينين، بل هو لإفهام
الجميع وتذكيرهم وإثارة تفكرهم، وعلى هذا، فإنّ أُولئك الذين يجعلون القرآن
مجموعة من المفاهيم المبهمة الألغاز المحيرة التي لا يفهمها ولا يعلمها إلاّ
طبقة خاصّة، بل وحتى هذه الطبقة لا تفهم منه شيئا ولا تدرك أبعاده، غافلون في
الحقيقة عن روح القرآن. نهاية سورة الدخان |
|
|
|