- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
سُورَة الزّخرف مكيّة
وَعَدَدُ آياتِها تسعٌ وثمانونَ آية
|
|
المجَلّد
السادس عَشَر: تفسير الأمثل |
|
محتوى
سورة الزّخرف:
|
|
سورة الزخرف من
السور المكّية،إلاّ الآية (45) منها، فإنّ جمعاً من المفسّرين
اعتبرها مدنيّة، وربّما كان السبب هو أنّ ما تبحثه الآية يتعلق على الأغلب بأهل الكتاب، أو
بقصّة المعراج، وكلا البحثين يتناسب مع المدينة أكثر.
وسنوضّح المطلب في تفسير هذه الآية إن شاء الله تعالى. |
|
فضل
تلاوة السّورة
|
|
لقد ذكر
فضل عظيم لتلاوة هذه السورة في الرّوايات الإِسلاميّة في مختلف كتب التّفسير والحديث، ومن جملتها ما ورد في
حديث عن الرّسول الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم): «من قرأ سورة الزخرف، كان ممن
يقال له يوم القيامة: يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون، اُدخلوا
الجنّة»( مجمع البيان، بداية سورة الزخرف..) |
|
الآيات( 1 ) ( 8 )
حم( 1 ) وَالكِتَبِ المُبِينِ( 2 ) إِنَّا جَعَلْنَهُ قُرْءناً عَرَبِيّاً
لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ( 3 )
|
|
حم( 1 ) وَالكِتَبِ
المُبِينِ( 2 ) إِنَّا جَعَلْنَهُ قُرْءناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ
تَعْقِلُونَ( 3 ) وَإنَّهُ فِى أُمِّ الْكِتَبِ لَدَيْنَا لَعَلِىٌّ حَكِيمٌ( 4
) أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحَاً أَن كُنْتُمْ قَوْماً مُّسْرِفِينَ(
5 ) وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِن نَّبِىٍّ فِى الأَوَّلِينَ( 6 ) وَمَا يَأْتِيهِم
مِّن نَّبِىٍّ إِلاَّ كَانُوْا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ( 7 ) فَأَهْلَكْنَآ أَشَدَّ
مِنْهُم بَطْشاً وَمَضى مَثَلُ الأَوَّلِينَ( 8 ) |
|
التّفسير |
|
ذنوبكم
لا تمنع رحمتنا!
|
|
مرّة أُخرى نواجه الحروف
المقطّعة في بداية هذه السورة، وهي حروف (حم)،
وهذه رابع سورة تبدأ بـ (حم) وتتلوها ثلاث سور أُخرى أيضاً، فتشكّل هذه السور السبعة بمجموعها (أسرة
حم) وهي بالترتيب: المؤمن، فصلت، الشورى،
الزخرف، الدخان، الجاثية، والأحقاف. |
|
الآيات( 9 ) ( 14 )
وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن خَلَقَ السَّمَوتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ
خَلَقَهُنَّ العَزِيزُ الْعَلِيمُ( 9 )
|
|
وَلَئِن
سَأَلْتَهُم مَّن خَلَقَ السَّمَوتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ
العَزِيزُ الْعَلِيمُ( 9 ) الَّذِى جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ مَهْداً وَجَعَلَ
لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً لَّعلَّكُمْ تَهْتَدُونَ( 10 ) وَالَّذِى نَزَّلَ مِنَ
السَّمَآءِ مَآءً بِقَدَر فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتَاً كَذَلِكَ
تُخْرَجُون( 11 ) وَالَّذِى خَلَقَ الأَزْوجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ
الْفُلْكِ وَالأنْعَمِ مَا تَرْكَبُونَ ( 12 )لِتَسْتَوُاْ عَلَى ظُهُورِهِ
ثُمَّ تَذْكُرُواْ نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا
سُبْحَن الَّذِى سَخَّرَ لَنَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِيِنَ( 13 ) وَإِنَّآ
إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ( 14 ) |
|
التّفسير |
|
بعض
أدلّة التوحيد:
|
|
من هنا يبدأ البحث حول التوحيد والشرك، فتستعين الآيات بفطرة هؤلاء
وطينتهم لإثبات التوحيد، وبعد أن تبيّن الأدلّة الموجودة في عالم الوجود، وتذكر خمسة نماذج من مواهب
الله العظيمة وتثير فيهم حسّ الشكر، تتطرّق إلى إبطال اعتقادهم الخرافي
فيما يتعلق بالأصنام ومختلف أنواع الشرك. إنّ جملة: (لتستووا على ظهوره) إشارة إلى
أنّ الله سبحانه قد خلق هذه المراكب على هيئة تستطيعون معها ركوبها بصورة جيّدة،
وتصلون إلى مقاصدكم براحة ويسر(الضمير في « على ظهوره »
يعود على « ما » الموصولة والتي وردت في جملة «ما تركبون » وهي تشمل السفن
والدواب ، وكونه مفرداً لظاهر اللفظ .). |
|
ملاحظة
|
ذكر الله عند
الإِنتفاع بالنعم:
|
|
من النكات الجميلة التي تلاحظ
في آيات القرآن الكريم، أنّ المؤمنين قد عُلّموا أدعية يقرؤونها عند التنعّم
بمواهب الله سبحانه ونعمه .. تلك الأدعية التي تصقل روح الإِنسان وتهذّبها
بمحتوياتها البنّاءة، وتبعد عنها آثار الغرور والغفلة. |
|
الآيات( 15 ) ( 19 )
وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الإِنْسنَ لَكَفُورٌ مُّبِينٌ( 15
)
|
|
|
وَجَعَلُوا لَهُ
مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الإِنْسنَ لَكَفُورٌ مُّبِينٌ( 15 ) أَمِ اتَّخَذَ
مِمَّا يَخْلُقُ بَنَات وأصْفَكُم بِالْبَنِينَ( 16 ) وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم
بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمنِ مَثَلاً ظَلَّ وجْهُهُ مُسْوَدَّاً وَهُوَ كَظِيمٌ( 17
) أَوَ مَن يُنَشَّؤُاْ فِى الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِى الخِصَامِ غَيْرُ مُبِين( 18
) وَجَعَلُواْ المَلَئِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَدُ الرَّحْمَنِ إِنَثاً
أَشَهِدُواْ خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهدَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ( 19 ) |
|
التّفسير |
|
كيف
تزعمون أنّ الملائكة بنات الله ؟
|
|
بعد تثبيت دعائم التوحيد
بوسيلة ذكر آيات الله سبحانه في نظام الوجود، وذكر نعمه ومواهبه، تتناول هذه
الآيات ما يقابل ذلك، أيّ محاربة الشرك وعبادة غير الله تعالى، فتطرّقت أوّلاً
إلى أحد فروعها، أيّ عبادة الملائكة فقالت: (وجعلوا له
من عباده جزءاً) فظنّوا أنّ الملائكة بنات الله سبحانه، وأنّها آلهتهم،
وكانت هذه الخرافة القبيحة رائجة بين الكثيرين من عبدة الأوثان. إنّ التعبير بـ «الجزء» يبيّن من جانب أنّ هؤلاء كانوا يعتبرون الملائكة أولاد
الله تعالى، لأنّ الولد جزء من وجود الأب
والأمّ، وينفصل عنهما كنطفة تتكوّن وتتلقّح،
وإذا ما تلقّحت تَكَوّن الولد من تلك اللحظة. ويبيّن من جانب آخر قبولهم عبادتها،
لأنّهم كانوا يظنّون الملائكة جزءاً من الآلهة في مقابل
الله سبحانه. والعجيب أنّه بعد كل هذه المحاربة الإِسلامية لهذا
التفكير الخرافي وإبطاله، فإنّهم إذا ما
أرادوا أن يصفوا امرأة فإنّهم يقولون: إنّها ملك، أمّا في شأن الرجال فقلما
يستعمل هذا التعبير. وكذلك قد يختارون كلمة الملك
والملاك اسماً للنساء! |
|
الآيات( 20 ) ( 22 )
وَقَالُواْ لَوْ شَآءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَهُم مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ
عِلْم إِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ( 20 )
|
|
وَقَالُواْ لَوْ
شَآءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَهُم مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْم إِنْ هُمْ
إِلاَّ يَخْرُصُونَ( 20 ) أَمْ ءَاتَيْنَهُمْ كِتَباً مِّن قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ
مُسْتَمْسِكُونَ( 21 ) بَلْ قَالُواْ إِنَّا وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا عَلَى أُمَّة
وَإِنَّا عَلَى ءَاثَرِهِم مُّهْتَدُونَ( 22 ) |
|
التّفسير |
|
لا
دليل لهم سوى تقليد الآباء الجاهلين!
|
|
أعطت الآيات السابقة أوّل
جواب منطقي على عقيدة عبدة الأوثان الخرافيّة، حيث كانوا يظنون أنّ الملائكة
بنات الله، والجواب هو: إنّ الرؤية والحضور في موقف ما ضروري قبل كل شيء لإثبات
ادعاء ما، في حين لا يقوى أي عابد وثن أن يدّعي أنّه كان حاضراً حين خلق
الملائكة، وأنّه رأى كيفيّة ذلك الخلق بعينه. إنّ هذا التعبير قد يكون إشارة إلى أنّ هؤلاء كانوا يعتقدون بالجبر، وأن كل
ما يصدر منا فهو بإرادة الله، وكل ما نفعله فهو برضاه أو أنّه لو لم يكن راضياً
عن أعمالنا وعقائدنا لوجب أن ينهانا عنها، ولما لم ينهنا عنها فإنّ ذلك دليل على
رضاه. «يخرصون» من الخرص، وهو في الأصل بمعنى التخمين، وأطلقت هذه
الكلمة أوّلاً على تخمين مقدار الفاكهة، ثمّ أطلقت على الحدس والتخمين، ولما كان
الحدس والتخمين يخطيء أحياناً ولا يطابق الواقع، فقد
استعملت هذه الكلمة بمعنى الكذب أيضاً، و«يخرصون» في هذه الآية من هذا
القبيل. |
|
الآيات( 23 ) ( 25 )
وَكَذَلِكَ مَآ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِى قَرْيَة مِّن نَّذِير إِلاَّ
قَالَ مُتْرَفُوهَآ إِنَّا وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا عَلَى
|
|
وَكَذَلِكَ مَآ
أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِى قَرْيَة مِّن نَّذِير إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَآ
إِنَّا وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا عَلَى أُمَّة وَإِنَّا عَلَى ءَاثَرِهِم
مُّقْتَدُونَ( 23 ) قَلَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ
عَلَيْهِ ءَابَآءَكُمْ قَالُواْ إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَفِرُونَ( 24 )
فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ( 25 ) |
التّفسير |
|
عاقبة
هؤلاء المقلدين:
|
|
تواصل هذه الآيات موضوع
الآيات السابقة حول الدليل الأصلي للمشركين في عبادتهم للأصنام، وهو تقليد
الآباء والأجداد، فتقول: إن هذا مجرّد ادعاء واه من مشركي العرب: (وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلاّ قال مترفوها
إنّا وجدنا آباءنا على أُمّة وإنّا على آثارهم مقتدون). |
|
الآيات( 26 ) ( 30 )
وَإِذْ قَالَ إِبْرهِيمُ لأَبِيهِ وَقَومِهِ إِنَّنِى بَرآءٌ مِمَّا
تَعْبُدُونَ( 26 ) إِلاَّ الذَّي فَطَرنِى فَإنَّهُ سَيَهْدِينِ( 27 )
|
|
|
وَإِذْ قَالَ
إِبْرهِيمُ لأَبِيهِ وَقَومِهِ إِنَّنِى بَرآءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ( 26 ) إِلاَّ
الذَّي فَطَرنِى فَإنَّهُ سَيَهْدِينِ( 27 ) وَجَعَلَهَا كَلِمَة بَاقِيَةً فِى
عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ( 28 ) بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلآءِ وَءَابَآءَهُمْ
حَتَّى جَآءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُّبِينٌ( 29 ) وَلَمَّا جَآءَهُمُ
الْحَقُّ قَالُوْا هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَفِرُونَ( 30 ) |
|
التّفسير |
|
التوحيد كلمة
الأنبياء الخالدة:
|
|
أشارت هذه الآيات إشارة موجزة إلى قصّة إبراهيم، وما جرى له مع قوم بابل
عبدة الأوثان، لتكمل بذلك بحث ذم التقليد، الذي
ورد في الآيات السابقة، وذلك لأنّه: |
|
الآيتان( 31 ) ( 32 )
وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ هَذا الْقُرْءَانُ عَلَى رَجُل مِّنَ
الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيم( 31 )أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ
|
|
وَقَالُواْ لَوْلاَ
نُزِّلَ هَذا الْقُرْءَانُ عَلَى رَجُل مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيم( 31
)أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم
مَّعِيشَتَهُمْ فِى الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْض
دَرَجَت لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيَّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ
مِمَّا يَجْمَعُونَ( 32 ) |
|
التّفسير |
|
لمَ
لم ينزل القرآن على أحد الأغنياء؟
|
|
كان الكلام في الآيات السابقة
في ذرائع المشركين في مواجهة دعوة الأنبياء،
فكانوا يتّهمونهم بالسحر تارة، ويتوسلون تارة أخرى بتقليد الآباء وينبذون كلام الله وراء
ظهورهم، وتشير الآيات ـ مورد البحث ـ إلى حجّة
واهية أُخرى من حجج أُولئك المشركين، فتقول: (وقالوا لولا
نزّل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم) أي مكّة والطائف. |
|
سؤالين
مهمّين:
|
|
عند مطالعة الآية
أعلاه يتبادر إلى الذهن سؤالان
يستخدمهما أعداء الإِسلام كحربة للطعن في
الفلسفة الإِسلاميّة: الأوّل: كيف أقرّ القرآن استخدام الإِنسان وتسخيره من قبل
الإِنسان؟ ألا يماثل هذا نظام الطبقات الإِقتصاديّة، أي نظام المستثمِرين
والمستثمرين؟ فإن قيل: إنّ جملة: (رفعنا بعضهم فوق بعض درجات) دليل
على عدم العدالة الإِجتماعية. |
|
الآيات( 33 ) ( 35 )
وَلَوْلاَ أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ
بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فِضَّة
|
|
وَلَوْلاَ أَن
يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ
لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فِضَّة وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ( 33 )
وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَباً وَسُرُراً عَلَيْهَ يَتَّكِئُونَ( 34 ) وَزُخْرُفاً
وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَعُ الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَالأخِرَةُ عِندَ
رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ( 35 ) |
|
التّفسير |
|
قصور
فخمة سُقُفها من فضة؟ (قيم كاذبة)
|
|
تستمر هذه الآيات في البحث
حول «نظام القيم في الإِسلام»، وعدم اعتبار كون
المال والثروة والمناصب المادية هي المعيار في التقييم، فتقول الآية الأولى: (ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم
سقفاً من فضة)( «لبيوتهم» بدل اشتمال لـ (لمن
يكفر بالرحمن) وتكرار (اللام) لهذا المعنى، أو بمعنى (على) أي: على بيوتهم، لكن
الإحتمال الأوّل أصح.). |
|
ملاحظتان
|
|
1 ـ الإِسلام
يحطم القيم الخاطئة
|
|
حقّاً لا يمكن العثور على
تعبير أبلغ مما ورد في الآيات أعلاه لتحطيم المقاييس والقيم الكاذبة والقضاء
عليها، وتغيير بناء ذلك المجتمع الذي يدور محور تقييم شخصية الأفراد فيه حول
مقدار ما يملكون من الإِبل، ومقدار الدراهم والدنانير، وعدد الغلمان والجواري
والبيوت وأدوات الزينة، حتى أنّهم يتعجبون لماذا اختير محمّد(صلى الله عليه وآله
وسلم) للنبوة وهو اليتيم الفقير مادياً؟! |
|
2 ـ جواب عن سؤال
|
|
بمطالعة الآيات المذكورة حول
التحقير الشديد للزينة الظاهرية، والثروة والمقام المادي، يطرح هذا السؤال نفسه، وهو:
إذا كان الحق كذلك، فلماذا يقول القرآن في موضع
آخر: (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات
من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل
الآيات لقوم يعلمون).( الأعراف، الآية 32.) |
|
الآيات( 36 ) ( 40 )
وَمَنْ يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَناً فَهُوَ لَهُ
قَرِينٌ( 36 )
|
|
وَمَنْ يَعْشُ عَن
ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ( 36 )
وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم
مُّهْتَدُونَ( 37 ) حَتَّى إِذا جَآءَنَا قَالَ يَلَيْتَ بَيْنِى وَبَيْنَكَ
بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ( 38 ) وَلَنْ يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ
إِذْ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِى العَذَابِ مُشْتَرِكُونَ( 39 ) أَفَأَنتَ
تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِى الْعُمْىَ وَمَن كَانَ فِى ضَلل مُّبِين( 40 ) |
|
التّفسير |
|
أقران
الشياطين!
|
|
لما كان الكلام في الآيات
السابقة عن عبدة الدنيا الذين يقيّمون كل شيء على أساس المعايير المادية، فإن
الآيات ـ مورد البحث ـ تتحدث عن أحد الآثار المميتة الناشئة عن الإِرتباط
بالدنيا والتعلق بها، ألا وهو الإِبتعاد عن الله سبحانه. |
|
الآيات( 41 ) ( 45 )
فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ( 41 ) أَوْ
نُرِيَنَّكَ الَّذِى وَعَدْنهُمْ
|
|
فَإِمَّا
نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ( 41 ) أَوْ نُرِيَنَّكَ
الَّذِى وَعَدْنهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِم مُّقْتَدِرُونَ( 42 ) فاسْتَمْسِكْ
بِالَّذِى أُوحِىَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرط مُّسْتَقِيم( 43 ) وَإِنَّهُ
لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ( 44 ) وَسْئَلْ مَنْ
أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ
ءَالِهَةً يُعْبَدُونَ( 45 ) |
|
التّفسير |
|
استمسك
بالذي أوحي إليك:
|
|
متابعة للآيات السابقة التي
كانت تتحدث عن الكفّار المعاندين الظالمين الذين لا أمل في هدايتهم، تخاطب هذه
الآيات نبيّ الإِسلام الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) مهدّدة الكفار أشدّ تهديد
من جانب، ومسليّة خاطر النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، فتقول: (فإمّا نذهبن بك فإنّا منهم منتقمون). |
|
ملاحظة
: من هم قوم النّبي
|
|
من هم قوم النّبي (صلى الله
عليه وآله وسلم) ؟ |
|
الآيات( 46 ) ( 50 )
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِئَايَتِنَآ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلاَِيْهِ
فَقَالَ إِنِّى رَسُولُ رَبِّ الْعَلَمِينَ
( 46 )
|
|
وَلَقَدْ
أَرْسَلْنَا مُوسَى بِئَايَتِنَآ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلاَِيْهِ فَقَالَ إِنِّى
رَسُولُ رَبِّ الْعَلَمِينَ( 46 ) فَلَمَّا جَآءَهُم بِئايَتِنَآ إِذَا هُم
مِّنْهَا يَضْحَكُونَ( 47 ) وَمَا نُرِيهِم مِّنْ ءَايَة إِلاَّ هِى أَكْبَرُ
مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَهُم بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ( 48 )
وَقَالُواْ يَأَيُّهَ السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ
إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ( 49 ) فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ
يَنكُثُونَ( 50 ) |
|
التّفسير |
|
الفراعنة
المغرورون ونقض العهد:
|
|
في هذه الآيات إشارة إلى جانب ممّا جرى بين نبيّ الله موسى بن عمران(عليه
السلام)وبين فرعون، ليكون جواباً لمقالة المشركين الواهية بأن الله إن
كان يريد أن يرسل رسولاً، فلماذا لم يختر رجلاً من أثرياء مكّة والطائف لهذه
المهمّة العظمى؟ |
|
الآيات( 51 ) ( 56 )
وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِى قَوْمِهِ قَالَ يَقَوْمِ أَلَيْسَ لِى مُلْكُ مِصْرَ
وَهَذِهِ الأَنْهَرُ تَجْرِى مِن تَحْتِى
|
|
وَنَادَى
فِرْعَوْنُ فِى قَوْمِهِ قَالَ يَقَوْمِ أَلَيْسَ لِى مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ
الأَنْهَرُ تَجْرِى مِن تَحْتِى أَفَلاَ تُبْصِرُونَ( 51 ) أَمْ أَنَاْ خَيْرٌ
مِّنْ هَذَا الَّذِى هُوَ مَهِينٌ وَلاَ يَكَادُ يُبِينُ( 52 ) فَلَوْلآ
أُلْقِىَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَب أَوْ جَآءَ مَعَهُ الْمَلَئِكَةُ
مُقْتَرِنِينَ( 53 ) فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوْا
قَوْماً فَسِقِينَ( 54 ) فَلَمَّآ ءَاسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ
فَأَغْرَقْنَهُمْ أَجْمَعِينَ( 55 ) فَجَعلْنَهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً
لِّلآخَرِينَ( 56 ) |
|
التّفسير |
|
إذا
كان نبياً فلم لا يملك أسورة من ذهب؟
|
|
لقد ترك منطق موسى(ع) من جهة، ومعجزاته المختلفة من
جهة أُخرى، والإِبتلاءات والمصائب التي نزلت على رؤوس أهل مصر والتي رفعت
ببركة دعاء موسى(ع) من جهة ثالثة، أثراً عميقاً
في ذلك المحيط، وزعزعت أفكار الناس واعتقادهم
بفرعون، ووضعت كل نظامهم الإِجتماعي والديني موضع سؤال واستفسار. |
|
الآيات( 57 ) ( 62 )
وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ( 57
)وَقَالُواْ ءَأَلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ
|
|
وَلَمَّا ضُرِبَ
ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ( 57 )وَقَالُواْ
ءَأَلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ
قَوْمٌ خَصِمُونَ( 58 ) إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ
وَجَعَلْنَهُ مَثَلاً لِّبَنِى إِسْرءِيلَ( 59 ) وَلَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَا
مِنْكُم مَّلَئِكَةً فِى الأَرْضِ يَخْلُفُونَ( 60 ) وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ
لِلسَّاعَةِ فَلاَ تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَطٌ مُّسْتَقِيمٌ(
61 ) وَلاَيَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَنُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ( 62 ) |
|
سبب
النّزول
|
|
جاء في سيرة ابن
هشام: «وجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوماً ـ فيما
بلغني ـ مع الوليد بن المغيرة في المسجد، فجاء النضر بن الحارث حتى جلس معهم في
المجلس، وفي المجلس غير واحد من رجال قريش، فتكلم رسول الله(ص)فعرض له النضر بن
الحارث، فكلمه رسول الله(ص) حتى أفحمه ثمّ تلا عليه وعليهم:
(إنّكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها
واردون * لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون...). |
|
التّفسير |
|
أي
الآلهة في جهنم؟
|
|
تتحدث هذه الآيات حول مقام
عبودية المسيح(عليه السلام)، ونفي مقولة المشركين بألوهيته وألوهية الأصنام، وهي
تكملة للبحوث التي مرت في الآيات السابقة حول دعوة موسى ومحاربته للوثنية
الفرعونية، وتحذير لمشركي عصر النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم)وكل مشركي العالم. |
|
الآيات( 63 ) ( 65 )
وَلَمَّا جَآءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ
وَلأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِى
|
|
وَلَمَّا جَآءَ
عِيسَى بِالْبَيِّنَتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلأُبَيِّنَ لَكُمْ
بَعْضَ الَّذِى تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُواْ اللهَ وَأَطِيعُونِ( 63 ) إِنَّ
اللهَ هُوَ رَبِّى وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَطٌ مُّسْتَقِيمٌ( 64 )
فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لّلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْ
عَذَابِ يَوْم أَلِيم( 65 ) |
|
التّفسير |
|
الذين
غالوا في المسيح:
|
|
مرت الإِشارة إلى جانب من
خصائص حياة المسيح (عليه السلام) في الآيات السابقة، وتكمل هذه الآيات ذلك
البحث، وتؤكّد بالخصوص على دعوة المسيح إلى التوحيد الخالص، ونفي كل شكل من
أشكال الشرك. |
|
الآيات( 66 ) ( 69 )
هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ
لاَيَشْعُرُونَ ( 66 )الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذ
|
|
هَلْ يَنظُرُونَ
إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لاَيَشْعُرُونَ ( 66
)الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذ بَعْضُهُمْ لِبَعْض عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ( 67 )
يَعِبَادِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلآ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ( 68 )
الَّذِينَ ءَامَنُواْ بِئَايَتِنَا وَكَانُواْ مُسْلِمِينَ( 69 ) |
|
التّفسير |
|
ماذا
تنتظرون غير عذاب الآخرة؟
|
|
كان الكلام في الآيات السابقة
يدور حول عبدة الأوثان العنودين، وكذلك حول المنحرفين والمشركين في أُمّة عيسى
(ع)، والآيات مورد البحث تجسد عاقبة أمرهم، يقول تعالى: (هل ينظرون إلاّ الساعة أن تأتيهم بغتة وهم لا يشعرون)؟ والمراد من «الساعة» في هذه الآية ـ ككثير من آيات القرآن الأُخرى ـ هو
يوم القيامة، لأنّ الحوادث تقع سريعة حتى كأنّها تحدث في ساعة واحدة. |
|
الآيات( 70 ) ( 73 )
ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَجُكُمْ تُحْبَرُونَ( 70 ) يُطَافُ
عَلَيْهِم بِصِحَاف مِّن ذَهَب وَأَكْوَاب
|
|
ادْخُلُواْ
الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَجُكُمْ تُحْبَرُونَ( 70 ) يُطَافُ عَلَيْهِم
بِصِحَاف مِّن ذَهَب وَأَكْوَاب وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنْفُسُ وَتَلَذُّ
الأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَلِدُونَ( 71 ) وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِى
أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ( 72 ) لَكُمْ فِيهَا فَكِهَةٌ
كَثِيرَةٌ مِّنْهَا تَأْكُلُونَ( 73 ) |
|
التّفسير |
|
فيها
ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين:
|
|
تبيّن هذه الآيات
جزاء عباد الله المخلصين، والمؤمنين الصالحين الذين مرّ وصفهم
في الآيات السابقة، وتبشرهم بالجنّة الخالدة مع ذكر سبع نعم من نعمها النفيسة الغالية. |
|
الآيات( 74 ) ( 80 )
إِنَّ الُْمجْرِمِينَ فِى عَذَابِ جَهَنَّمَ خَلِدُونَ( 74 ) لاَيُفَتَّرُ
عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ( 75 )
|
|
إِنَّ
الُْمجْرِمِينَ فِى عَذَابِ جَهَنَّمَ خَلِدُونَ( 74 ) لاَيُفَتَّرُ عَنْهُمْ
وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ( 75 ) وَمَا ظَلَمْنَهُمْ وَلَكِن كَانُواْ هُمُ
الظَّلِمِينَ( 76 ) وَنَادَوْا يَمَلِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ
إِنَّكُم مَّكِثُونَ( 77 ) لَقَدْ جِئْنَكُم بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ
لِلْحَقِّ كَرِهُونَ( 78 ) أَمْ أَبْرَمُواْ أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ( 79 )
أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لاَنَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا
لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ( 80 ) |
|
التّفسير |
|
نتمنى
أن نموت لنستريح من العذاب:
|
|
لقد فصّلت هذه الآيات القول
في مصير المجرمين والكافرين في القيامة، ليتّضح الفرق بينه وبين مصير المؤمنين ـ
المطيعين لأمر الله ـ المشرف السعيد من خلال المقارنة بين المصيرين. |
|
الآيات( 81 ) ( 85 )
قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَاْ أَوَّلُ الْعَبِدِينَ( 81 )
سُبْحَنَ رَبِّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ
|
|
قُلْ إِن كَانَ
لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَاْ أَوَّلُ الْعَبِدِينَ( 81 ) سُبْحَنَ رَبِّ
السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ( 82 ) فَذَرْهُمْ
يَخُوضُواْ وَيَلْعَبُواْ حَتَّى يُلَقُواْ يَوْمَهُمُ الَّذِى يُوعَدُونَ( 83 )
وَهُوَ الَّذِى فِى السَّمَآءِ إِلَهٌ وَفِى الأرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكيمُ
الْعَلِيمُ ( 84 )وَتَبَارَكَ الَّذِى لَهُ مُلْكُ السَّمَوتِ والأرْضِ وَمَا
بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ( 85 ) |
|
التّفسير |
|
ذرهم
في خوضهم يلعبون:
|
|
لما كان البحث في الآيات
السابقة ـ وخاصة في بداية السورة ـ عن مشركي العرب واعتقادهم بأنّ لله ولداً،
وأنّهم كانوا يظنون الملائكة بنات الله، ولما مر البحث في عدة آيات مضت عن
المسيح(ع) ودعوته إلى الوحدانية الخالصة والعبودية لله وحده، فقد ورد البحث في
هذه الآيات في نفي هذه العقائد الفاسدة عن طريق آخر. تقول الآية: (قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول
العابدين) لأن ايماني بالله أقوى من ايمانكم جميعاً، ومعرفتي به أكبر،
وعليه فيجب أن أعظّم ولده وأطيعه قبلكم. وتواصل الآيتان
التاليتان البحث حول مسألة التوحيد،
وهما تشكلان نتيجة للآيات السابقة من جهة، ومن جهة أُخرى دليلاً لتكملتها
وإثباتها. وفيهما سبع من صفات الله سبحانه، ولجميعها أثر في تحكيم وتقوية مباني
التوحيد. |
|
ملاحظات
|
|
1 ـ لقد تكررت (السماوات والأرض)
في هذه الآيات ثلاث مرات: مرّة لبيان كون الله ربّاً
ومدبراً لهما، وأُخرى في كونه إلهاً فيهما، وثالثة في كونه مالكاً وحاكماً، وهذه الأُمور الثلاثة
مترابطة ببعضها، وهي في الحقيقة علة ومعلول لبعضها
البعض، فهو مالك، ولذلك فهو ربّ، وهو في النتيجة
إله. ووصفه بالحكيم والعليم إكمال لهذه المعاني. |
|
الآيات( 86 ) ( 89 )
وَلاَ يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَعَةَ إِلاَّ مَن شَهِدَ
بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ( 86 )
|
|
وَلاَ يَمْلِكُ
الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَعَةَ إِلاَّ مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ
وَهُمْ يَعْلَمُونَ( 86 ) وَلَئِن سَألْتَهُم مَّن خَلَقهُمْ لَيقُولُنَّ اللهُ
فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ( 87 ) وَقِيلِهِ يَرَبِّ إِنَّ هَؤُلآءِ قَوْمٌ لاَّ
يُؤْمِنُونَ ( 88 )فاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَمٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ( 89 ) |
|
التّفسير |
|
من
يملك الشفاعة؟
|
|
لا زال الحديث في هذه الآيات
ـ وهي آخر آيات سورة الزخرف ـ حول إبطال عقيدة الشرك وتفنيدها، وعاقبة المشركين
المُرّة، وهي توضح بطلان عقيدتهم بدلائل أُخرى. وهنا تنتهي سورة الزخرف. اللّهم، قربنا منك
ومن أوليائك يوماً بعد يوم، وزدنا حباً لك ولهم حتى تنالنا شفاعتهم. نهاية
سورة الزخرف |
|
|
|
|
سُورَة الزّخرف مكيّة
وَعَدَدُ آياتِها تسعٌ وثمانونَ آية
|
|
المجَلّد
السادس عَشَر: تفسير الأمثل |
|
محتوى
سورة الزّخرف:
|
|
سورة الزخرف من
السور المكّية،إلاّ الآية (45) منها، فإنّ جمعاً من المفسّرين
اعتبرها مدنيّة، وربّما كان السبب هو أنّ ما تبحثه الآية يتعلق على الأغلب بأهل الكتاب، أو
بقصّة المعراج، وكلا البحثين يتناسب مع المدينة أكثر.
وسنوضّح المطلب في تفسير هذه الآية إن شاء الله تعالى. |
|
فضل
تلاوة السّورة
|
|
لقد ذكر
فضل عظيم لتلاوة هذه السورة في الرّوايات الإِسلاميّة في مختلف كتب التّفسير والحديث، ومن جملتها ما ورد في
حديث عن الرّسول الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم): «من قرأ سورة الزخرف، كان ممن
يقال له يوم القيامة: يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون، اُدخلوا
الجنّة»( مجمع البيان، بداية سورة الزخرف..) |
|
الآيات( 1 ) ( 8 )
حم( 1 ) وَالكِتَبِ المُبِينِ( 2 ) إِنَّا جَعَلْنَهُ قُرْءناً عَرَبِيّاً
لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ( 3 )
|
|
حم( 1 ) وَالكِتَبِ
المُبِينِ( 2 ) إِنَّا جَعَلْنَهُ قُرْءناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ
تَعْقِلُونَ( 3 ) وَإنَّهُ فِى أُمِّ الْكِتَبِ لَدَيْنَا لَعَلِىٌّ حَكِيمٌ( 4
) أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحَاً أَن كُنْتُمْ قَوْماً مُّسْرِفِينَ(
5 ) وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِن نَّبِىٍّ فِى الأَوَّلِينَ( 6 ) وَمَا يَأْتِيهِم
مِّن نَّبِىٍّ إِلاَّ كَانُوْا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ( 7 ) فَأَهْلَكْنَآ أَشَدَّ
مِنْهُم بَطْشاً وَمَضى مَثَلُ الأَوَّلِينَ( 8 ) |
|
التّفسير |
|
ذنوبكم
لا تمنع رحمتنا!
|
|
مرّة أُخرى نواجه الحروف
المقطّعة في بداية هذه السورة، وهي حروف (حم)،
وهذه رابع سورة تبدأ بـ (حم) وتتلوها ثلاث سور أُخرى أيضاً، فتشكّل هذه السور السبعة بمجموعها (أسرة
حم) وهي بالترتيب: المؤمن، فصلت، الشورى،
الزخرف، الدخان، الجاثية، والأحقاف. |
|
الآيات( 9 ) ( 14 )
وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن خَلَقَ السَّمَوتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ
خَلَقَهُنَّ العَزِيزُ الْعَلِيمُ( 9 )
|
|
وَلَئِن
سَأَلْتَهُم مَّن خَلَقَ السَّمَوتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ
العَزِيزُ الْعَلِيمُ( 9 ) الَّذِى جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ مَهْداً وَجَعَلَ
لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً لَّعلَّكُمْ تَهْتَدُونَ( 10 ) وَالَّذِى نَزَّلَ مِنَ
السَّمَآءِ مَآءً بِقَدَر فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتَاً كَذَلِكَ
تُخْرَجُون( 11 ) وَالَّذِى خَلَقَ الأَزْوجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ
الْفُلْكِ وَالأنْعَمِ مَا تَرْكَبُونَ ( 12 )لِتَسْتَوُاْ عَلَى ظُهُورِهِ
ثُمَّ تَذْكُرُواْ نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا
سُبْحَن الَّذِى سَخَّرَ لَنَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِيِنَ( 13 ) وَإِنَّآ
إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ( 14 ) |
|
التّفسير |
|
بعض
أدلّة التوحيد:
|
|
من هنا يبدأ البحث حول التوحيد والشرك، فتستعين الآيات بفطرة هؤلاء
وطينتهم لإثبات التوحيد، وبعد أن تبيّن الأدلّة الموجودة في عالم الوجود، وتذكر خمسة نماذج من مواهب
الله العظيمة وتثير فيهم حسّ الشكر، تتطرّق إلى إبطال اعتقادهم الخرافي
فيما يتعلق بالأصنام ومختلف أنواع الشرك. إنّ جملة: (لتستووا على ظهوره) إشارة إلى
أنّ الله سبحانه قد خلق هذه المراكب على هيئة تستطيعون معها ركوبها بصورة جيّدة،
وتصلون إلى مقاصدكم براحة ويسر(الضمير في « على ظهوره »
يعود على « ما » الموصولة والتي وردت في جملة «ما تركبون » وهي تشمل السفن
والدواب ، وكونه مفرداً لظاهر اللفظ .). |
|
ملاحظة
|
ذكر الله عند
الإِنتفاع بالنعم:
|
|
من النكات الجميلة التي تلاحظ
في آيات القرآن الكريم، أنّ المؤمنين قد عُلّموا أدعية يقرؤونها عند التنعّم
بمواهب الله سبحانه ونعمه .. تلك الأدعية التي تصقل روح الإِنسان وتهذّبها
بمحتوياتها البنّاءة، وتبعد عنها آثار الغرور والغفلة. |
|
الآيات( 15 ) ( 19 )
وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الإِنْسنَ لَكَفُورٌ مُّبِينٌ( 15
)
|
|
|
وَجَعَلُوا لَهُ
مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الإِنْسنَ لَكَفُورٌ مُّبِينٌ( 15 ) أَمِ اتَّخَذَ
مِمَّا يَخْلُقُ بَنَات وأصْفَكُم بِالْبَنِينَ( 16 ) وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم
بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمنِ مَثَلاً ظَلَّ وجْهُهُ مُسْوَدَّاً وَهُوَ كَظِيمٌ( 17
) أَوَ مَن يُنَشَّؤُاْ فِى الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِى الخِصَامِ غَيْرُ مُبِين( 18
) وَجَعَلُواْ المَلَئِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَدُ الرَّحْمَنِ إِنَثاً
أَشَهِدُواْ خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهدَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ( 19 ) |
|
التّفسير |
|
كيف
تزعمون أنّ الملائكة بنات الله ؟
|
|
بعد تثبيت دعائم التوحيد
بوسيلة ذكر آيات الله سبحانه في نظام الوجود، وذكر نعمه ومواهبه، تتناول هذه
الآيات ما يقابل ذلك، أيّ محاربة الشرك وعبادة غير الله تعالى، فتطرّقت أوّلاً
إلى أحد فروعها، أيّ عبادة الملائكة فقالت: (وجعلوا له
من عباده جزءاً) فظنّوا أنّ الملائكة بنات الله سبحانه، وأنّها آلهتهم،
وكانت هذه الخرافة القبيحة رائجة بين الكثيرين من عبدة الأوثان. إنّ التعبير بـ «الجزء» يبيّن من جانب أنّ هؤلاء كانوا يعتبرون الملائكة أولاد
الله تعالى، لأنّ الولد جزء من وجود الأب
والأمّ، وينفصل عنهما كنطفة تتكوّن وتتلقّح،
وإذا ما تلقّحت تَكَوّن الولد من تلك اللحظة. ويبيّن من جانب آخر قبولهم عبادتها،
لأنّهم كانوا يظنّون الملائكة جزءاً من الآلهة في مقابل
الله سبحانه. والعجيب أنّه بعد كل هذه المحاربة الإِسلامية لهذا
التفكير الخرافي وإبطاله، فإنّهم إذا ما
أرادوا أن يصفوا امرأة فإنّهم يقولون: إنّها ملك، أمّا في شأن الرجال فقلما
يستعمل هذا التعبير. وكذلك قد يختارون كلمة الملك
والملاك اسماً للنساء! |
|
الآيات( 20 ) ( 22 )
وَقَالُواْ لَوْ شَآءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَهُم مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ
عِلْم إِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ( 20 )
|
|
وَقَالُواْ لَوْ
شَآءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَهُم مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْم إِنْ هُمْ
إِلاَّ يَخْرُصُونَ( 20 ) أَمْ ءَاتَيْنَهُمْ كِتَباً مِّن قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ
مُسْتَمْسِكُونَ( 21 ) بَلْ قَالُواْ إِنَّا وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا عَلَى أُمَّة
وَإِنَّا عَلَى ءَاثَرِهِم مُّهْتَدُونَ( 22 ) |
|
التّفسير |
|
لا
دليل لهم سوى تقليد الآباء الجاهلين!
|
|
أعطت الآيات السابقة أوّل
جواب منطقي على عقيدة عبدة الأوثان الخرافيّة، حيث كانوا يظنون أنّ الملائكة
بنات الله، والجواب هو: إنّ الرؤية والحضور في موقف ما ضروري قبل كل شيء لإثبات
ادعاء ما، في حين لا يقوى أي عابد وثن أن يدّعي أنّه كان حاضراً حين خلق
الملائكة، وأنّه رأى كيفيّة ذلك الخلق بعينه. إنّ هذا التعبير قد يكون إشارة إلى أنّ هؤلاء كانوا يعتقدون بالجبر، وأن كل
ما يصدر منا فهو بإرادة الله، وكل ما نفعله فهو برضاه أو أنّه لو لم يكن راضياً
عن أعمالنا وعقائدنا لوجب أن ينهانا عنها، ولما لم ينهنا عنها فإنّ ذلك دليل على
رضاه. «يخرصون» من الخرص، وهو في الأصل بمعنى التخمين، وأطلقت هذه
الكلمة أوّلاً على تخمين مقدار الفاكهة، ثمّ أطلقت على الحدس والتخمين، ولما كان
الحدس والتخمين يخطيء أحياناً ولا يطابق الواقع، فقد
استعملت هذه الكلمة بمعنى الكذب أيضاً، و«يخرصون» في هذه الآية من هذا
القبيل. |
|
الآيات( 23 ) ( 25 )
وَكَذَلِكَ مَآ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِى قَرْيَة مِّن نَّذِير إِلاَّ
قَالَ مُتْرَفُوهَآ إِنَّا وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا عَلَى
|
|
وَكَذَلِكَ مَآ
أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِى قَرْيَة مِّن نَّذِير إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَآ
إِنَّا وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا عَلَى أُمَّة وَإِنَّا عَلَى ءَاثَرِهِم
مُّقْتَدُونَ( 23 ) قَلَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ
عَلَيْهِ ءَابَآءَكُمْ قَالُواْ إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَفِرُونَ( 24 )
فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ( 25 ) |
التّفسير |
|
عاقبة
هؤلاء المقلدين:
|
|
تواصل هذه الآيات موضوع
الآيات السابقة حول الدليل الأصلي للمشركين في عبادتهم للأصنام، وهو تقليد
الآباء والأجداد، فتقول: إن هذا مجرّد ادعاء واه من مشركي العرب: (وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلاّ قال مترفوها
إنّا وجدنا آباءنا على أُمّة وإنّا على آثارهم مقتدون). |
|
الآيات( 26 ) ( 30 )
وَإِذْ قَالَ إِبْرهِيمُ لأَبِيهِ وَقَومِهِ إِنَّنِى بَرآءٌ مِمَّا
تَعْبُدُونَ( 26 ) إِلاَّ الذَّي فَطَرنِى فَإنَّهُ سَيَهْدِينِ( 27 )
|
|
|
وَإِذْ قَالَ
إِبْرهِيمُ لأَبِيهِ وَقَومِهِ إِنَّنِى بَرآءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ( 26 ) إِلاَّ
الذَّي فَطَرنِى فَإنَّهُ سَيَهْدِينِ( 27 ) وَجَعَلَهَا كَلِمَة بَاقِيَةً فِى
عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ( 28 ) بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلآءِ وَءَابَآءَهُمْ
حَتَّى جَآءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُّبِينٌ( 29 ) وَلَمَّا جَآءَهُمُ
الْحَقُّ قَالُوْا هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَفِرُونَ( 30 ) |
|
التّفسير |
|
التوحيد كلمة
الأنبياء الخالدة:
|
|
أشارت هذه الآيات إشارة موجزة إلى قصّة إبراهيم، وما جرى له مع قوم بابل
عبدة الأوثان، لتكمل بذلك بحث ذم التقليد، الذي
ورد في الآيات السابقة، وذلك لأنّه: |
|
الآيتان( 31 ) ( 32 )
وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ هَذا الْقُرْءَانُ عَلَى رَجُل مِّنَ
الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيم( 31 )أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ
|
|
وَقَالُواْ لَوْلاَ
نُزِّلَ هَذا الْقُرْءَانُ عَلَى رَجُل مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيم( 31
)أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم
مَّعِيشَتَهُمْ فِى الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْض
دَرَجَت لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيَّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ
مِمَّا يَجْمَعُونَ( 32 ) |
|
التّفسير |
|
لمَ
لم ينزل القرآن على أحد الأغنياء؟
|
|
كان الكلام في الآيات السابقة
في ذرائع المشركين في مواجهة دعوة الأنبياء،
فكانوا يتّهمونهم بالسحر تارة، ويتوسلون تارة أخرى بتقليد الآباء وينبذون كلام الله وراء
ظهورهم، وتشير الآيات ـ مورد البحث ـ إلى حجّة
واهية أُخرى من حجج أُولئك المشركين، فتقول: (وقالوا لولا
نزّل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم) أي مكّة والطائف. |
|
سؤالين
مهمّين:
|
|
عند مطالعة الآية
أعلاه يتبادر إلى الذهن سؤالان
يستخدمهما أعداء الإِسلام كحربة للطعن في
الفلسفة الإِسلاميّة: الأوّل: كيف أقرّ القرآن استخدام الإِنسان وتسخيره من قبل
الإِنسان؟ ألا يماثل هذا نظام الطبقات الإِقتصاديّة، أي نظام المستثمِرين
والمستثمرين؟ فإن قيل: إنّ جملة: (رفعنا بعضهم فوق بعض درجات) دليل
على عدم العدالة الإِجتماعية. |
|
الآيات( 33 ) ( 35 )
وَلَوْلاَ أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ
بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فِضَّة
|
|
وَلَوْلاَ أَن
يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ
لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فِضَّة وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ( 33 )
وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَباً وَسُرُراً عَلَيْهَ يَتَّكِئُونَ( 34 ) وَزُخْرُفاً
وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَعُ الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَالأخِرَةُ عِندَ
رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ( 35 ) |
|
التّفسير |
|
قصور
فخمة سُقُفها من فضة؟ (قيم كاذبة)
|
|
تستمر هذه الآيات في البحث
حول «نظام القيم في الإِسلام»، وعدم اعتبار كون
المال والثروة والمناصب المادية هي المعيار في التقييم، فتقول الآية الأولى: (ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم
سقفاً من فضة)( «لبيوتهم» بدل اشتمال لـ (لمن
يكفر بالرحمن) وتكرار (اللام) لهذا المعنى، أو بمعنى (على) أي: على بيوتهم، لكن
الإحتمال الأوّل أصح.). |
|
ملاحظتان
|
|
1 ـ الإِسلام
يحطم القيم الخاطئة
|
|
حقّاً لا يمكن العثور على
تعبير أبلغ مما ورد في الآيات أعلاه لتحطيم المقاييس والقيم الكاذبة والقضاء
عليها، وتغيير بناء ذلك المجتمع الذي يدور محور تقييم شخصية الأفراد فيه حول
مقدار ما يملكون من الإِبل، ومقدار الدراهم والدنانير، وعدد الغلمان والجواري
والبيوت وأدوات الزينة، حتى أنّهم يتعجبون لماذا اختير محمّد(صلى الله عليه وآله
وسلم) للنبوة وهو اليتيم الفقير مادياً؟! |
|
2 ـ جواب عن سؤال
|
|
بمطالعة الآيات المذكورة حول
التحقير الشديد للزينة الظاهرية، والثروة والمقام المادي، يطرح هذا السؤال نفسه، وهو:
إذا كان الحق كذلك، فلماذا يقول القرآن في موضع
آخر: (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات
من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل
الآيات لقوم يعلمون).( الأعراف، الآية 32.) |
|
الآيات( 36 ) ( 40 )
وَمَنْ يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَناً فَهُوَ لَهُ
قَرِينٌ( 36 )
|
|
وَمَنْ يَعْشُ عَن
ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ( 36 )
وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم
مُّهْتَدُونَ( 37 ) حَتَّى إِذا جَآءَنَا قَالَ يَلَيْتَ بَيْنِى وَبَيْنَكَ
بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ( 38 ) وَلَنْ يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ
إِذْ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِى العَذَابِ مُشْتَرِكُونَ( 39 ) أَفَأَنتَ
تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِى الْعُمْىَ وَمَن كَانَ فِى ضَلل مُّبِين( 40 ) |
|
التّفسير |
|
أقران
الشياطين!
|
|
لما كان الكلام في الآيات
السابقة عن عبدة الدنيا الذين يقيّمون كل شيء على أساس المعايير المادية، فإن
الآيات ـ مورد البحث ـ تتحدث عن أحد الآثار المميتة الناشئة عن الإِرتباط
بالدنيا والتعلق بها، ألا وهو الإِبتعاد عن الله سبحانه. |
|
الآيات( 41 ) ( 45 )
فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ( 41 ) أَوْ
نُرِيَنَّكَ الَّذِى وَعَدْنهُمْ
|
|
فَإِمَّا
نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ( 41 ) أَوْ نُرِيَنَّكَ
الَّذِى وَعَدْنهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِم مُّقْتَدِرُونَ( 42 ) فاسْتَمْسِكْ
بِالَّذِى أُوحِىَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرط مُّسْتَقِيم( 43 ) وَإِنَّهُ
لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ( 44 ) وَسْئَلْ مَنْ
أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ
ءَالِهَةً يُعْبَدُونَ( 45 ) |
|
التّفسير |
|
استمسك
بالذي أوحي إليك:
|
|
متابعة للآيات السابقة التي
كانت تتحدث عن الكفّار المعاندين الظالمين الذين لا أمل في هدايتهم، تخاطب هذه
الآيات نبيّ الإِسلام الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) مهدّدة الكفار أشدّ تهديد
من جانب، ومسليّة خاطر النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، فتقول: (فإمّا نذهبن بك فإنّا منهم منتقمون). |
|
ملاحظة
: من هم قوم النّبي
|
|
من هم قوم النّبي (صلى الله
عليه وآله وسلم) ؟ |
|
الآيات( 46 ) ( 50 )
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِئَايَتِنَآ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلاَِيْهِ
فَقَالَ إِنِّى رَسُولُ رَبِّ الْعَلَمِينَ
( 46 )
|
|
وَلَقَدْ
أَرْسَلْنَا مُوسَى بِئَايَتِنَآ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلاَِيْهِ فَقَالَ إِنِّى
رَسُولُ رَبِّ الْعَلَمِينَ( 46 ) فَلَمَّا جَآءَهُم بِئايَتِنَآ إِذَا هُم
مِّنْهَا يَضْحَكُونَ( 47 ) وَمَا نُرِيهِم مِّنْ ءَايَة إِلاَّ هِى أَكْبَرُ
مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَهُم بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ( 48 )
وَقَالُواْ يَأَيُّهَ السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ
إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ( 49 ) فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ
يَنكُثُونَ( 50 ) |
|
التّفسير |
|
الفراعنة
المغرورون ونقض العهد:
|
|
في هذه الآيات إشارة إلى جانب ممّا جرى بين نبيّ الله موسى بن عمران(عليه
السلام)وبين فرعون، ليكون جواباً لمقالة المشركين الواهية بأن الله إن
كان يريد أن يرسل رسولاً، فلماذا لم يختر رجلاً من أثرياء مكّة والطائف لهذه
المهمّة العظمى؟ |
|
الآيات( 51 ) ( 56 )
وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِى قَوْمِهِ قَالَ يَقَوْمِ أَلَيْسَ لِى مُلْكُ مِصْرَ
وَهَذِهِ الأَنْهَرُ تَجْرِى مِن تَحْتِى
|
|
وَنَادَى
فِرْعَوْنُ فِى قَوْمِهِ قَالَ يَقَوْمِ أَلَيْسَ لِى مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ
الأَنْهَرُ تَجْرِى مِن تَحْتِى أَفَلاَ تُبْصِرُونَ( 51 ) أَمْ أَنَاْ خَيْرٌ
مِّنْ هَذَا الَّذِى هُوَ مَهِينٌ وَلاَ يَكَادُ يُبِينُ( 52 ) فَلَوْلآ
أُلْقِىَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَب أَوْ جَآءَ مَعَهُ الْمَلَئِكَةُ
مُقْتَرِنِينَ( 53 ) فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوْا
قَوْماً فَسِقِينَ( 54 ) فَلَمَّآ ءَاسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ
فَأَغْرَقْنَهُمْ أَجْمَعِينَ( 55 ) فَجَعلْنَهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً
لِّلآخَرِينَ( 56 ) |
|
التّفسير |
|
إذا
كان نبياً فلم لا يملك أسورة من ذهب؟
|
|
لقد ترك منطق موسى(ع) من جهة، ومعجزاته المختلفة من
جهة أُخرى، والإِبتلاءات والمصائب التي نزلت على رؤوس أهل مصر والتي رفعت
ببركة دعاء موسى(ع) من جهة ثالثة، أثراً عميقاً
في ذلك المحيط، وزعزعت أفكار الناس واعتقادهم
بفرعون، ووضعت كل نظامهم الإِجتماعي والديني موضع سؤال واستفسار. |
|
الآيات( 57 ) ( 62 )
وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ( 57
)وَقَالُواْ ءَأَلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ
|
|
وَلَمَّا ضُرِبَ
ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ( 57 )وَقَالُواْ
ءَأَلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ
قَوْمٌ خَصِمُونَ( 58 ) إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ
وَجَعَلْنَهُ مَثَلاً لِّبَنِى إِسْرءِيلَ( 59 ) وَلَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَا
مِنْكُم مَّلَئِكَةً فِى الأَرْضِ يَخْلُفُونَ( 60 ) وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ
لِلسَّاعَةِ فَلاَ تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَطٌ مُّسْتَقِيمٌ(
61 ) وَلاَيَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَنُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ( 62 ) |
|
سبب
النّزول
|
|
جاء في سيرة ابن
هشام: «وجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوماً ـ فيما
بلغني ـ مع الوليد بن المغيرة في المسجد، فجاء النضر بن الحارث حتى جلس معهم في
المجلس، وفي المجلس غير واحد من رجال قريش، فتكلم رسول الله(ص)فعرض له النضر بن
الحارث، فكلمه رسول الله(ص) حتى أفحمه ثمّ تلا عليه وعليهم:
(إنّكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها
واردون * لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون...). |
|
التّفسير |
|
أي
الآلهة في جهنم؟
|
|
تتحدث هذه الآيات حول مقام
عبودية المسيح(عليه السلام)، ونفي مقولة المشركين بألوهيته وألوهية الأصنام، وهي
تكملة للبحوث التي مرت في الآيات السابقة حول دعوة موسى ومحاربته للوثنية
الفرعونية، وتحذير لمشركي عصر النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم)وكل مشركي العالم. |
|
الآيات( 63 ) ( 65 )
وَلَمَّا جَآءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ
وَلأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِى
|
|
وَلَمَّا جَآءَ
عِيسَى بِالْبَيِّنَتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلأُبَيِّنَ لَكُمْ
بَعْضَ الَّذِى تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُواْ اللهَ وَأَطِيعُونِ( 63 ) إِنَّ
اللهَ هُوَ رَبِّى وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَطٌ مُّسْتَقِيمٌ( 64 )
فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لّلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْ
عَذَابِ يَوْم أَلِيم( 65 ) |
|
التّفسير |
|
الذين
غالوا في المسيح:
|
|
مرت الإِشارة إلى جانب من
خصائص حياة المسيح (عليه السلام) في الآيات السابقة، وتكمل هذه الآيات ذلك
البحث، وتؤكّد بالخصوص على دعوة المسيح إلى التوحيد الخالص، ونفي كل شكل من
أشكال الشرك. |
|
الآيات( 66 ) ( 69 )
هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ
لاَيَشْعُرُونَ ( 66 )الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذ
|
|
هَلْ يَنظُرُونَ
إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لاَيَشْعُرُونَ ( 66
)الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذ بَعْضُهُمْ لِبَعْض عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ( 67 )
يَعِبَادِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلآ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ( 68 )
الَّذِينَ ءَامَنُواْ بِئَايَتِنَا وَكَانُواْ مُسْلِمِينَ( 69 ) |
|
التّفسير |
|
ماذا
تنتظرون غير عذاب الآخرة؟
|
|
كان الكلام في الآيات السابقة
يدور حول عبدة الأوثان العنودين، وكذلك حول المنحرفين والمشركين في أُمّة عيسى
(ع)، والآيات مورد البحث تجسد عاقبة أمرهم، يقول تعالى: (هل ينظرون إلاّ الساعة أن تأتيهم بغتة وهم لا يشعرون)؟ والمراد من «الساعة» في هذه الآية ـ ككثير من آيات القرآن الأُخرى ـ هو
يوم القيامة، لأنّ الحوادث تقع سريعة حتى كأنّها تحدث في ساعة واحدة. |
|
الآيات( 70 ) ( 73 )
ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَجُكُمْ تُحْبَرُونَ( 70 ) يُطَافُ
عَلَيْهِم بِصِحَاف مِّن ذَهَب وَأَكْوَاب
|
|
ادْخُلُواْ
الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَجُكُمْ تُحْبَرُونَ( 70 ) يُطَافُ عَلَيْهِم
بِصِحَاف مِّن ذَهَب وَأَكْوَاب وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنْفُسُ وَتَلَذُّ
الأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَلِدُونَ( 71 ) وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِى
أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ( 72 ) لَكُمْ فِيهَا فَكِهَةٌ
كَثِيرَةٌ مِّنْهَا تَأْكُلُونَ( 73 ) |
|
التّفسير |
|
فيها
ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين:
|
|
تبيّن هذه الآيات
جزاء عباد الله المخلصين، والمؤمنين الصالحين الذين مرّ وصفهم
في الآيات السابقة، وتبشرهم بالجنّة الخالدة مع ذكر سبع نعم من نعمها النفيسة الغالية. |
|
الآيات( 74 ) ( 80 )
إِنَّ الُْمجْرِمِينَ فِى عَذَابِ جَهَنَّمَ خَلِدُونَ( 74 ) لاَيُفَتَّرُ
عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ( 75 )
|
|
إِنَّ
الُْمجْرِمِينَ فِى عَذَابِ جَهَنَّمَ خَلِدُونَ( 74 ) لاَيُفَتَّرُ عَنْهُمْ
وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ( 75 ) وَمَا ظَلَمْنَهُمْ وَلَكِن كَانُواْ هُمُ
الظَّلِمِينَ( 76 ) وَنَادَوْا يَمَلِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ
إِنَّكُم مَّكِثُونَ( 77 ) لَقَدْ جِئْنَكُم بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ
لِلْحَقِّ كَرِهُونَ( 78 ) أَمْ أَبْرَمُواْ أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ( 79 )
أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لاَنَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا
لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ( 80 ) |
|
التّفسير |
|
نتمنى
أن نموت لنستريح من العذاب:
|
|
لقد فصّلت هذه الآيات القول
في مصير المجرمين والكافرين في القيامة، ليتّضح الفرق بينه وبين مصير المؤمنين ـ
المطيعين لأمر الله ـ المشرف السعيد من خلال المقارنة بين المصيرين. |
|
الآيات( 81 ) ( 85 )
قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَاْ أَوَّلُ الْعَبِدِينَ( 81 )
سُبْحَنَ رَبِّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ
|
|
قُلْ إِن كَانَ
لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَاْ أَوَّلُ الْعَبِدِينَ( 81 ) سُبْحَنَ رَبِّ
السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ( 82 ) فَذَرْهُمْ
يَخُوضُواْ وَيَلْعَبُواْ حَتَّى يُلَقُواْ يَوْمَهُمُ الَّذِى يُوعَدُونَ( 83 )
وَهُوَ الَّذِى فِى السَّمَآءِ إِلَهٌ وَفِى الأرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكيمُ
الْعَلِيمُ ( 84 )وَتَبَارَكَ الَّذِى لَهُ مُلْكُ السَّمَوتِ والأرْضِ وَمَا
بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ( 85 ) |
|
التّفسير |
|
ذرهم
في خوضهم يلعبون:
|
|
لما كان البحث في الآيات
السابقة ـ وخاصة في بداية السورة ـ عن مشركي العرب واعتقادهم بأنّ لله ولداً،
وأنّهم كانوا يظنون الملائكة بنات الله، ولما مر البحث في عدة آيات مضت عن
المسيح(ع) ودعوته إلى الوحدانية الخالصة والعبودية لله وحده، فقد ورد البحث في
هذه الآيات في نفي هذه العقائد الفاسدة عن طريق آخر. تقول الآية: (قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول
العابدين) لأن ايماني بالله أقوى من ايمانكم جميعاً، ومعرفتي به أكبر،
وعليه فيجب أن أعظّم ولده وأطيعه قبلكم. وتواصل الآيتان
التاليتان البحث حول مسألة التوحيد،
وهما تشكلان نتيجة للآيات السابقة من جهة، ومن جهة أُخرى دليلاً لتكملتها
وإثباتها. وفيهما سبع من صفات الله سبحانه، ولجميعها أثر في تحكيم وتقوية مباني
التوحيد. |
|
ملاحظات
|
|
1 ـ لقد تكررت (السماوات والأرض)
في هذه الآيات ثلاث مرات: مرّة لبيان كون الله ربّاً
ومدبراً لهما، وأُخرى في كونه إلهاً فيهما، وثالثة في كونه مالكاً وحاكماً، وهذه الأُمور الثلاثة
مترابطة ببعضها، وهي في الحقيقة علة ومعلول لبعضها
البعض، فهو مالك، ولذلك فهو ربّ، وهو في النتيجة
إله. ووصفه بالحكيم والعليم إكمال لهذه المعاني. |
|
الآيات( 86 ) ( 89 )
وَلاَ يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَعَةَ إِلاَّ مَن شَهِدَ
بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ( 86 )
|
|
وَلاَ يَمْلِكُ
الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَعَةَ إِلاَّ مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ
وَهُمْ يَعْلَمُونَ( 86 ) وَلَئِن سَألْتَهُم مَّن خَلَقهُمْ لَيقُولُنَّ اللهُ
فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ( 87 ) وَقِيلِهِ يَرَبِّ إِنَّ هَؤُلآءِ قَوْمٌ لاَّ
يُؤْمِنُونَ ( 88 )فاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَمٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ( 89 ) |
|
التّفسير |
|
من
يملك الشفاعة؟
|
|
لا زال الحديث في هذه الآيات
ـ وهي آخر آيات سورة الزخرف ـ حول إبطال عقيدة الشرك وتفنيدها، وعاقبة المشركين
المُرّة، وهي توضح بطلان عقيدتهم بدلائل أُخرى. وهنا تنتهي سورة الزخرف. اللّهم، قربنا منك
ومن أوليائك يوماً بعد يوم، وزدنا حباً لك ولهم حتى تنالنا شفاعتهم. نهاية
سورة الزخرف |
|
|
|