- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
سُورَة الصّافات
مكّية وعَدَدُ آيَاتِها مائة و إثنان و ثمانون آية
|
|
سُورَة الصّافات |
|
محتوى
سورة الصّافات:
|
|
هذه السورة بحكم كونها من السور المكيّة، فإنّها تمتلك كافّة خصائص السور المكيّة، فهي تسلّط الأضواء على
اُصول المعارف والعقائد الإسلامية الخاصّة بالمبدأ والمعاد. وتتوعّد المشركين بأشدّ العقاب وذلك من خلال العبارات
الحازمة والآيات القصيرة العنيفة الوقع، وتوضّح ـ بالأدلّة القاطعة ـ بطلان
عقائدهم. |
|
فضيلة
تلاوة سورة الصافات:
|
|
في حديث عن رسول الله (ص)، جاء فيه: «من قرأ سورة الصافات اُعطي من الأجر عشر
حسنات، بعدد كلّ جنّ وشيطان، وتباعدت عنه مردة الشياطين، وبرىء من الشرك، وشهد
له حافظاه يوم القيامة أنّه كان مؤمناً بالمرسلين»( مجمع
البيان، أوّل تفسير سورة الصافات..) |
|
الآيات(1) (5) والصَّفَّتِ
صَفّاً (1) فَالزَّجِرَتِ زَجْراً (2) فَالتَّلِيَتِ ذِكْراً(3)
|
|
والصَّفَّتِ صَفّاً
(1) فَالزَّجِرَتِ زَجْراً (2) فَالتَّلِيَتِ ذِكْراً(3) إِنَّ إِلَهَكُمْ
لَوَحِدٌ (4) رَّبُّ السَّمَوَتِ وَالاَْرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ
الْمَشَرِقِ (5) |
|
التّفسير |
|
الملائكة
المستعدّة لتنفيذ المهام:
|
|
هذه السورة هي أوّل سورة في
القرآن الكريم تبدأ بالقسم، القسم المليء بالمعاني والمثير للتفكّر، القسم الذي
يجوب بفكر الإنسان في جوانب مختلفة من هذا العالم، ويجعله متهيّئاً لتقبّل
الحقائق. |
|
الآيات(6) (10) إِنَّا
زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَة الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظاً مِّن
كُلِّ شَيْطَن مَّارِد
|
|
إِنَّا زَيَّنَّا
السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَة الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظاً مِّن كُلِّ شَيْطَن
مَّارِد (7) لاَّ يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلإ الاَْعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن
كُلِّ جَانِب (8) دُحُوراً وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلاَّ مَنْ خَطِفَ
الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10) |
|
التّفسير |
|
حفظ
السماء من تسلّل الشياطين!
|
|
الآيات السابقة تحدّثت عن
طوائف الملائكة المكلّفة بتنفيذ المهام الجسام، والآيات التالية ـ موضوع البحث ـ
ستتحدّث عن الطائفة المقابلة لها، أي الشياطين وعن مصيرهم. ويمكن أن تكون هذه
الآيات مقدّمة لدحض معتقدات مجموعة من المشركين الذين يعبدون الشياطين والجنّ،
وتتضمّن كذلك درساً في التوحيد بين طيّاتها. |
|
الآيات(11) (15)
فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَهُم
مِّن طِين لاَّزِب (11)
|
|
فَاسْتَفْتِهِمْ
أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَهُم مِّن طِين
لاَّزِب (11) بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (12) وَإِذَا ذُكِّرُوا لاَ
يَذْكُرُونَ(13) وَإِذَا رَأَوْا ءَايَةً يَسْتَسْخِرُونَ (14) وَقَالُوا إِنْ
هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ (15) |
التّفسير |
|
الذين
لا يقبلون الحقّ أبداً:
|
|
هذه الآيات تعالج قضيّة منكري
البعث، وتتابع البحث السابق بشأن قدرة الباري عزّوجلّ خالق السموات والأرض،
وتبدأ بالإستفسار منهم وتقول: اسألهم هل أنّ معادهم وخلقهم مرّة ثانية أصعب أو
خلق الملائكة والسماوات والأرض: (فإستفتهم أهم أشدّ خلقاً أم من خلقنا). |
|
|
ملاحظتان
|
|
1 ـ
يعتقد بعض المفسّرين أنّ عبارة
«يستسخرون» تعني «يسخرون»، ولا يوجد أي فرق بين العبارتين. في حين يؤكّد البعض الآخر على وجود إختلاف بين المعنيين،
بقولهم: إنّ «يستسخرون» جاءت من باب إستفعال، وتعني دعوة الآخرين إلى المشاركة
في الإستهزاء، وتشير إلى أنّهم لم يكتفوا لوحدهم بالإستهزاء بآيات القرآن المجيد،
وإنّما سعوا لإشراك الآخرين في ذلك، كي تصير المسألة عامّة في المجتمع. قال: نعم. فصرعه ثلاثاً، ثمّ
عرض عليه بعض الآيات ودعا عليه الصلاة والسلام شجرة فأقبلت، فلم يؤمن وجاء إلى
مكّة فقال: «يابني هاشم ساحروا بصاحبكم أهل الأرض». فنزلت
فيه وفي أضرابه هذه الآية. |
|
الآيات(16) (23)
أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَماً أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (16) أَوَ
ءَابَآؤُنَا الاَْوَّلُونَ (17)
|
|
أَءِذَا مِتْنَا
وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَماً أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (16) أَوَ ءَابَآؤُنَا
الاَْوَّلُونَ (17) قُلْ نَعَمْ وَأَنتُمْ دَخِرُونَ (18) فَإِنَّمَا هِىَ
زَجْرَةٌ وَحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ (19) وَقَالُوا يَوَيْلَنَا هَذَا
يَوْمُ الدِّينِ (20)هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِى كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ
(21) احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ
(22) مِن دُونِ اللهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَطِ الْجَحِيمِ (23) |
|
التّفسير |
|
هل
نبعث من جديد؟
|
|
الآيات هذه تتابع سرد أقوال
منكري المعاد، وتواصل الردّ عليها، فالآية الاُولى تعكس إستبعاد البعث من قبل
منكريه، بهذا النصّ (ءإذا متنا وكنّا تراباً وعظاماً ءإنّا لمبعوثون)( تفسير روح المعاني، المجلّد 23، الصفحة 77.) (هذه الآية هي بحالة جملة شرطية وشرطها (أإذا متنا) بينما
جزاءها محذوف وجملة (أإنّا لمبعوثون) قرينة عليها، لأنّ نفس هذه الجملة ـ طبقاً
للقواعد الأدبية ـ لا يمكن أن تكون جزاءً.). |
|
الآيات(24) (32)
وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ (24) مَا لَكُمْ لاَ تَنَاصَرُونَ (25) بَلْ
هُمُ الْيَوْمَ
|
|
وَقِفُوهُمْ
إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ (24) مَا لَكُمْ لاَ تَنَاصَرُونَ (25) بَلْ هُمُ
الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (26) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْض
يَتَسَاءَلُونَ(27) قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الَْيمِينِ
(28) قَالُوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29) وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم
مِّن سُلْطَنِ بَلْ كُنتُمْ قَوْماً طَغِينَ (30) فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ
رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ (31)فَأَغْوَيْنَكُمْ إِنَّا كُنَّا غَوِينَ (32) |
|
التّفسير |
|
الحوار
بين القادة والأتباع الضالّين:
|
الآيات السابقة إستعرضت كيفية
سوق ملائكة العذاب للظالمين ومن يعتقد إعتقادهم برفقة الأصنام والآلهة الكاذبة
التي كانوا يعبدونها من دون الله، إلى مكان معيّن، ومن ثمّ هدايتهم إلى صراط
الجحيم. |
|
ملاحظتان
|
|
1 ـ السؤال أيضاً
عن ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) :
|
|
بالشكل الذي أشرنا إليه
سابقاً، فإنّ روايات عديدة وردت في مصادر الشيعة وأهل السنّة بشأن تفسير هذه
الآية (وقفوهم إنّهم مسؤولون) تبيّن أنّ من جملة القضايا التي يسأل عنها المجرمون يوم القيامة هو ما
يتعلّق بولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام). |
|
|
2 ـ المتبوعون
والتابعون الضالّون:
|
|
الآيات المذكورة أعلاه وآيات
اُخرى في القرآن الكريم، تضمّنت إشارات ذات مغزى عن التخاصم الذي يقع بين
الأتباع والمتبوعين يوم القيامة أو في جهنّم وهذا تحذير مفيد لكلّ من يضع عقله
ودينه تحت تصرّف أئمّة الضلال. |
|
الآيات(33) (40)
فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذ فِى الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (33) إِنَّا كَذَلِكَ
نَفْعَلُ بِالُْمجْرِمِينَ(34)
|
|
فَإِنَّهُمْ
يَوْمَئِذ فِى الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (33) إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ
بِالُْمجْرِمِينَ(34) إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ
اللهُ يَسْتَكْبِرُونَ(35) وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا ءَالِهَتِنَا
لِشَاعِر مَّجْنُون(36) بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ (37)
إِنَّكُمْ لَذَائِقُوا الْعَذَابِ الاَْلِيمِ (38) وَمَا تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا
كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (39) إِلاَّ عِبَادَ اللهِ الُْمخْلَصِينَ (40) |
|
التّفسير |
|
مصير
أئمّة الضلال وأتباعهم:
|
|
الآيات السابقة بحثت موضوع
التخاصم الذي يدور بين أئمّة الضلال وتابعيهم يوم القيامة قرب جهنّم، أمّا
الآيات أعلاه فقد وضّحت ـ في موضع واحد ـ مصير المجموعتين، وشرحت أسباب تعاستهم
بشكل يشخّص المرض ويصف الدواء الخاص لمعالجته. |
|
ملاحظة
|
|
الإمعان في آيات القرآن
الكريم يبيّن أنّ كلمة (مخلِص) بكسر اللام، قد استخدمت بكثرة في المواقع التي
تتحدّث عن حالة الإنسان الذي يعيش مراحل بناء نفسه، ولم يصل إلى التكامل، أمّا كلمة (مخلَص) بفتح اللام، فتطلق على مرحلة وصل
فيها الإنسان إلى مرتبة يصان فيها من نفوذ وساوس الشيطان إلى قلبه، بعد أن إجتاز
مرحلة جهاد النفس ومراحل المعرفة والإيمان، كما أنّ القرآن ينقل عن إبليس الخطاب
التالي لله سبحانه وتعالى (فبعزّتك لأغوينّهم أجمعين
إلاّ عبادك منهم المخلصين). |
|
الآيات(41) (49)
اُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ (41) فَوَكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ (42) فِى
جَنَّتِ النَّعِيمِ (43)
|
|
اُوْلَئِكَ لَهُمْ
رِزْقٌ مَّعْلُومٌ (41) فَوَكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ (42) فِى جَنَّتِ
النَّعِيمِ (43) عَلَى سُرُر مُّتَقَبِلِينَ (44) يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْس
مِّن مَّعِين (45) بَيْضَاءَ لَذَّة لِّلشَّرِبِينَ (46) لاَ فِيهَا غَوْلٌ
وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ (47) وَعِندَهُمْ قَصِرَتُ الطَّرْفِ عِينٌ
(48)كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ (49) |
|
التّفسير |
|
جوانب
من النعم لأهل الجنّة:
|
|
الآيات الأخيرة في البحث
السابق تحدّثت عن عباد الله المخلصين، أمّا آيات بحثنا هذا فإنّها تستعرض
العطايا والنعم غير المحدودة التي يهبها الله سبحانه وتعالى لأهل الجنّة، ويمكن توضيحها في سبعة أقسام: يتذاكرون في كلّ شيء، فمرّة تراهم يتحدّثون عن ماضيهم في الدنيا، واُخرى عن
النعم العظيمة التي أغدقها عليهم الباري عزّوجلّ في الآخرة، وأحياناً يستعرضون
صفات الجمال والجلال عند الله، وفي أوقات يتحدّثون عن مقام الأولياء وكراماتهم،
ويتذاكرون قضايا اُخرى قد لا ندركها نحن المسجونون في هذه الدنيا. |
|
ملاحظة
|
|
إلقاء نظرة عامّة على ما جاء
في الآيات السابقة: |
|
الآيات(50) (61)
فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْض يَتَسَاءَلُونَ (50) قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ
إِنِّى كَانَ لِى قَرِينٌ (51)
|
|
فَأَقْبَلَ
بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْض يَتَسَاءَلُونَ (50) قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّى
كَانَ لِى قَرِينٌ (51) يَقُولُ أَءِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ (52) أَءِذَا
مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَماً أَءِنَّا لَمَدِينُونَ (53) قَالَ هَلْ
أَنتُم مُّطَّلِعُونَ (54)فَاطَّلَعَ فَرَءَاهُ فِى سَوَآءِ الْجَحِيمِ (55)
قَالَ تَاللهِ إِن كِدتَّ لَتُرْدِينِ(56) وَلَوْلاَ نِعْمَةُ رَبِّى لَكُنتُ مِنَ
الُْمحْضَرِينَ (57) أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ(58) إِلاَّ مَوْتَتَنَا
الاُْولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (59) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ
الْعَظِيمُ (60) لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَمِلُونَ (61) |
|
التّفسير |
|
البحث
عن رفيق السوء:
|
|
عباد الله المخلصون الذين
إستعرضت الآيات السابقة النعم المادية والمعنوية التي أغدقت عليهم، كالفاكهة،
والحور، وكأس المعين الذي يطاف به عليهم، والسرر المتقابلة التي يجلسون عليها،
والأصدقاء الطيبين الذين يجالسونهم ويتحدّثون معهم، وفجأة ـ خلال جلسات سمرهم في
الجنّة ـ يتذكّرون أصدقائهم في الدنيا،
أصدقائهم الذين إنفصلوا عنهم في الطريق، ولم يجدوا لهم أي أثر في الجنّة، فيسعون
إلى معرفة مصيرهم. |
|
بحوث
|
|
1 ـ الرابطة بين
أهل الجنّة وأهل النار
|
|
يستشف من الآيات المذكورة
أعلاه، وجود نوع من الرابطة بين أهل الجنّة وأهل النار، فكأنّ أهل الجنّة ـ
الذين هم في مرتبة عُليا ـ يرون أهل النار ـ الذين هم في الأسفل ـ -وقد استفيد
هنا من عبارة (فاطّلع) والتي تعني الإشراف من الأعلى على الأسفل[. وقد جاء في كلمات بعض المفسّرين أنّ للجنّة كوة ينظر منها أهل الجنّة إلى أهل النّار. |
|
الآيات(62) (70)
أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) إِنَّا جَعَلْنَهَا
فِتْنَةً لِّلظَّلِمِينَ(63)
|
|
أَذَلِكَ خَيْرٌ
نُّزُلا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) إِنَّا جَعَلْنَهَا فِتْنَةً
لِّلظَّلِمِينَ(63) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِى أَصْلِ الْجَحِيمِ (64)
طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَطِينِ (65) فَإِنَّهُمْ لاََكِلُونَ مِنْهَا
فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ(66) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً
مِّنْ حَمِيم (67) ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لإلَى الْجَحِيمِ(68) إِنَّهُمْ
أَلْفَوْا ءَابَاءَهُمْ ضَآلِّينَ (69) فَهُمْ عَلَى ءَاثَرِهِمْ
يُهْرَعُونَ(70) |
|
التّفسير |
|
جوانب
من العذاب الأليم لأهل النار:
|
|
بعد توضيح النعم الكثيرة
والخالدة التي يغدقها الله سبحانه وتعالى على أهل الجنّة، تستعرض الآيات أعلاه
العذاب الأليم والمثير للأحزان الذي أعدّه الله لأهل جهنّم، وتقارنه مع النعم
المذكورة سابقاً، بحيث تترك أثراً عميقاً في النفوس يردعها عن إرتكاب الأعمال
السيّئة والمحرّمة. كلمة (نُزُل) تعني الشيء الذي يهيّأ لورود الضيف فيقدّم إليه إذا ورد،
والبعض الآخر قال: إنّها تعني الشيء الأوّل الذي يقدّم للضيف حين وروده، وهذه
إشارة إلى النعم المهيئة لورود الضيوف الأعزّاء والمحترمين إلى الجنّة. الآية الأخيرة في بحثنا تناولت السبب الرئيسي الذي أدّى إلى دخول اُولئك إلى
جهنّم ونيلهم العذاب الأليم والشديد هناك، تناولته في آيتين قصيرتين مليئتين
بالمعاني والحقائق (إنّهم ألفوا آباءهم ضالّين). |
|
الآيات(71) (74)
وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الاَْوَّلِينَ (71) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا
فِيهِم مُّنذِرِينَ(72)
|
|
وَلَقَدْ ضَلَّ
قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الاَْوَّلِينَ (71) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِم مُّنذِرِينَ(72)
فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَقِبَةُ الْمُنذَرِينَ (73) إِلاَّ عِبَادَ اللهِ
الُْمخْلَصِينَ (74) |
|
التّفسير |
|
الاُمم
الضالّة السابقة:
|
|
بما أنّ المسائل السابقة
المتعلّقة بالمجرمين والضالّين لا تختّص بزمان ومكان معينين، فالقرآن يتوسّع في
الآيات التي تبحث بشكل مفصّل عن هذه المسائل، ويهيء الأرضية في عدّة آيات قصيرة
ومختصرة لشرح اُمور كثيرة عن الاُمم السابقة، والتي بالإطلاع عليها تكون أدلّة
ناطقة للبحوث السابقة. ومن تلك الاُمم أقوام نوح وإبراهيم وموسى وهارون ولوط
ويونس وغيرهم، إذ يقول: (ولقد ضلّ قبلهم أكثر
الأوّلين). |
|
الآيات(75) (82)
وَلَقَدْ نَادَينَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الُْمجِيبُونَ (75) وَنَجَّيْنَهُ
وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ
|
|
وَلَقَدْ نَادَينَا
نُوحٌ فَلَنِعْمَ الُْمجِيبُونَ (75) وَنَجَّيْنَهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ
الْعَظِيمِ (76) وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ (77) وَتَرَكْنَا
عَلَيْهِ فِى الاَْخرِِينَ (78) سَلَمٌ عَلَى نُوح فِى الْعَلَمِينَ (79) إِنَّا
كَذَلِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ (80) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ
(81) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الاَْخَرِينَ(82) |
|
التّفسير |
|
مقتطفات
من قصّة نوح:
|
|
من هنا يبدأ سرد قصص تسعة
أنبياء من أنبياء الله الكبار، والذين كانت الآيات السابقة قد تطرّقت إليهم
بصورة خفيّة، وتشرع الآيات بنوح شيخ الأنبياء وأوّل اُولي العزم من الرسل. |
|
ملاحظة
|
|
هل
أنّ البشر الموجودين على الأرض هم من ذريّة نوح؟
|
|
فسّرت مجموعة من كبار
المفسّرين الآية (وجعلنا ذرّيته هم الباقين)
بأنّ كلّ أجيال البشر التي أتت بعد نوح هي من ذريته. |
|
الآيات(83) (94)
وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لإبْرَهِيمَ (83) إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْب سَلِيم (84)
|
|
وَإِنَّ مِن
شِيعَتِهِ لإبْرَهِيمَ (83) إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْب سَلِيم (84) إِذْ قَالَ
لاَِبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ (85) أَئِفْكاً ءَالِهَةً دُونَ اللهِ
تُرِيدُونَ(86) فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَلَمِينَ (87) فَنَظَرَ نَظْرَةً فِى
النُّجُومِ(88) فَقَالَ إِنِّى سَقِيمٌ (89) فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ
(90)فَرَاغَ إِلَى ءَالِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلاَ تَأْكُلُونَ (91) مَا لَكُمْ لاَ
تَنطِقُونَ (92)فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالَْيمِينِ (93) فَأَقْبَلُوا
إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (94) |
|
التّفسير |
|
خطّة
إبراهيم الذكيّة في تحطيم الأصنام:
|
|
آيات بحثنا هذا تتناول بشيء
من التفصيل حياة النّبي الشجاع إبراهيم (عليه السلام)محطّم الأصنام بعد آيات
إستعرضت جوانب من تاريخ نوح (عليه السلام) المليء بالحوادث. |
|
ملاحظات
|
|
1 ـ هل أنّ
الأنبياء يستخدمون التورية؟
|
|
«التورية» ـ ويعبّر عنها أحياناً بلفظة (معاريض) ـ تعني أن يقول
الرجل شيئاً يقصد به غيره ويفهم منه غير ما يقصده. فمثلا
شخص يسأل آخر: متى رجعت من السفر؟ فيجيبه: قبل غروب الشمس، في الوقت الذي
كان قد عاد من سفره قبل الظهر، فالسائل يفهم من
ظاهر الكلام، أنّه عاد قبل غروب الشمس بقليل، في حين أنّه كان يقصد قبل الظهر،
لأنّ قبل الظهر يعدّ أيضاً قبل غروب الشمس. أو شخص يسأل
آخر: هل تناولت الطعام، فيجيبه: نعم. فالسائل يفهم من الكلام أنّه تناول الطعام اليوم، في حين أنّ قصد المجيب هو أنّه تناول
الطعام يوم أمس. |
|
2 ـ إبراهيم
والقلب السليم:
|
|
كما هو معروف فإنّ كلمة
(القلب) تعني في الإصطلاح القرآني الروح والعقل، ولهذا فإنّ (القلب السليم) يعني
الروح الطاهرة السالمة الخالية من كافّة أشكال الشرك والشكّ والفساد. |
|
الآيات(95) (100)
قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ
(96)
|
|
قَالَ
أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96)قَالُوا
ابْنُوا لَهُ بُنْيَناً فَأَلْقُوهُ فِى الْجَحِيمِ (97) فَأَرَادُوا بِهِ
كَيْداً فَجَعَلْنَهُمُ الاَْسْفَلِينَ (98) وَقَالَ إِنِّى ذَاهِبٌ إِلَى
رَبِّى سَيَهْدِينِ(99)رَبِّ هَبْ لِى مِنَ الصَّلِحِينَ (100) |
|
التّفسير |
|
فشل
مخطّطات المشركين:
|
|
بعد أن حطّم إبراهيم الأصنام،
استدعي إبراهيم بهذه التهمة إلى المحكمة، وهناك سألوه وطلبوا منه الجواب عن اليد
التي نفّذت هذا الفعل في معبدهم، وقد شرح القرآن الكريم في سورة الأنبياء
الحادثة بصورة مفصّلة، بينما اكتفى القرآن في آيات بحثنا بالإشارة لمقطع حسّاس
واحد من مواقف إبراهيم (عليه السلام) وهو آخر كلامه معهم في مجال بطلان عقيدتهم
في عبادة الأصنام (قال أتعبدون ما تنحتون). فالمعبود يجب أن يكون خالق الإنسان، وليس صنيعة يده، من الآن فكّروا واعرفوا
معبودكم الحقيقي (والله خلقكم وما تعملون). كانت من أجل تنفيذ واجب رسالي
إلهي، وأنّ الله كان هاديه ومرشده خلال السفر. |
|
بحثان
|
|
1 ـ خالق كلّ
شيء:
|
|
وردت في آيات بحثنا أنّ
إبراهيم (عليه السلام) خاطب عبدة الأصنام قائلا: (والله
خلقكم وما تعملون). |
|
2 ـ هجرة إبراهيم
(عليه السلام) :
|
|
الكثير من الأنبياء هاجروا
خلال فترة حياتهم من أجل أداء رسالتهم، ومنهم إبراهيم الذي إستعرضت آيات مختلفة
في القرآن المجيد قضيّة هجرته، ومنها ما جاء في سورة
العنكبوت الآية (26) (وقال إنّي مهاجر إلى ربّي
إنّه هو العزيز الحكيم). |
|
الآيات (101) (110)
فَبَشَّرْنَهُ بِغُلَم حَلِيم (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْىَ قَالَ
يَبُنَىَّ إِنِّى أَرَى فِى الْمَنَامِ
|
|
فَبَشَّرْنَهُ
بِغُلَم حَلِيم (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْىَ قَالَ يَبُنَىَّ إِنِّى
أَرَى فِى الْمَنَامِ أَنِّى أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَأَبَتِ
افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِى إِن شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّبِرِينَ (102)
فَلمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَدَيْنَهُ أَن يَإِبْرَهِيمُ
(104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّءَيَا إِنَّآ كَذَلِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ (105)
إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَؤُا الْمُبِينُ (106)وَفَدَيْنَهُ بِذِبْح عَظِيم
(107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِى الاَْخِرِينَ (108) سَلَمٌ عَلَى
إِبْرَهِيمَ(109) كَذَلِكَ نَجْزِى الُْمحْسِنِينَ (110) |
|
التّفسير |
|
إبراهيم
عند المذبح:
|
|
بحثنا في الآيات السابقة
إنتهى عند هجرة إبراهيم (عليه السلام) من بابل بعد أن أدّى رسالته هناك، وطلبه
من الله أن يرزقه ولداً صالحاً، إذ لم يكن له ولد. في الواقع إنّ
ثلاثة بشائر جمعت في هذه الآية، الاُولى أنّه سيرزق طفلا ذكراً، والثانية أنّ هذا الطفل يبلغ سنّ الفتوّة، أمّا الثالثة فهي أنّ صفته حليم. |
|
بحوث
|
|
1 ـ من هو ذبيح
الله؟
|
|
إختلف المفسّرون بشأن الولد
الذي اُمر إبراهيم بذبحه، هل كان (إسماعيل أم إسحاق) الذي لقّب بذبيح الله؟ إذ
أنّ هناك نقاشاً بين المفسّرين، فمجموعة تقول: إنّ (إسحاق) هو (ذبيح الله) فيما
تعتبر مجموعة اُخرى (إسماعيل) هو الذبيح، التّفسير الأوّل أكّد عليه الكثير من
مفسّري أهل السنّة، فيما أكّد مفسّرو الشيعة على أنّ إسماعيل هو الذبيح. |
|
2 ـ هل أنّ
إبراهيم كان مكلّفاً بذبح إبنه؟
|
|
من الأسئلة المهمّة الاُخرى
التي تطرح نفسها في هذا البحث، والتي تثير التساؤل في أوساط المفسّرين، هي: هل
أنّ إبراهيم كان حقّاً مكلّفاً بذبح إبنه أم أنّه كان مكلّفاً بتنفيذ مقدّمات
الذبح؟ |
|
3 ـ كيف يمكن أن
تكون رؤيا إبراهيم حجّة؟
|
|
بشأن (الرؤيا) هناك
كلام كثير، ورد جزء يسير منه في تفسير
سورة يوسف بعد الآية الرابعة. وقيل أيضاً: إنّ القرائن المختلفة التي كانت في هذا المنام، ومنها تكراره
ثلاث ليال متتالية، أوجد عنده علماً ويقيناً بأنّ ما شاهده في المنام هو تكليف
إلهي وليس أمراً آخر. |
|
4 ـ عدم تأثّر
روح إبراهيم الكبيرة بوساوس الشيطان:
|
|
لأنّ إمتحان إبراهيم كان من
أكبر الإمتحانات على طول التاريخ، إذ كان الهدف منه إخلاء قلبه في أيّ حبّ لغير
الله، وجعله متنوّراً ـ فقط ـ بعشق وحبّ الله، فقد عمد الشيطان ـ كما جاء في بعض
الروايات ـ إلى تكريس كلّ طاقاته لعمل شيء ما يحول دون خروج إبراهيم منتصراً من
الإمتحان. فعرفه إبراهيم الذي كان يسطع بنور الإيمان والنبوّة، وصاح به: إبتعد من هنا
ياعدوّ الله(تفسير أبو الفتوح الرازي، المجلّد 9،
الصفحة 326، في ذيل الآيات المتعلّقة بالبحث.). |
|
5 ـ فلسفة التكبيرات في (مِنى):
|
|
وكما هو معروف فإنّ من
الأعمال الواردة في الروايات الإسلامية بشأن عيد الأضحى، هي التكبيرات الخاصّة
التي يردّدها المسلمون بعد الصلاة، سواء كانوا من المشاركين في مراسم الحجّ
بمنى، أو ممّن لم يشارك فيها من المسلمين في سائر بقاع الأرض. (غاية الأمر انّ
الحجّاج في منى يكبّرون بعده صلاة أوّلها بعد صلاة الظهر من يوم العيد، وفي
المناطق الاُخرى يكبّر المسلمون هذه التكبيرات بعد 10 صلوات). وكيفيّة هذه
التكبيرات هي: (الله أكبر، الله أكبر، لا
إله إلاّ الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر على ما هدانا).
فعندما نقارن بين هذا الأمر والحديث الذي ذكرناه سابقاً، تتّضح حقيقة هذه التكبيرات،
وهي أنّها مجموع تكبيرات جبرئيل وإسماعيل ووالده إبراهيم، وشيء أُضيف إليه. |
|
6 ـ الحجّ عبادة
مهمّة تبني الإنسان:
|
|
السفر للحجّ ـ في الحقيقة ـ
هو سفر عظيم، إذ أنّه سفر إلهي، وساحة واسعة لبناء النفس والجهاد الأكبر. |
|
الآيات(111) (113)
إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) وَبَشَّرْنَهُ بِإِسْحَقَ نَبِيّاً
مِّنَ الصَّلِحِينَ(112)
|
|
إِنَّهُ مِنْ
عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) وَبَشَّرْنَهُ بِإِسْحَقَ نَبِيّاً مِّنَ
الصَّلِحِينَ(112) وَبَرَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا
مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ (113) |
|
التّفسير |
|
إبراهيم
ذلك العبد المؤمن:
|
|
الآيات الثلاث المذكورة أعلاه
هي آخر الآيات التي تواصل الحديث عن قصّة إبراهيم وإبنه وتكملها، وفي الحقيقة
إنّها دليل يوضّح ما مضى، وفي نفس الوقت هي نتيجة له. |
|
الآيات(114) (122)
وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَرُونَ (114) وَنَجَّيْنَهُمَا وَقَوْمُهمَا
مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ
|
|
وَلَقَدْ مَنَنَّا
عَلَى مُوسَى وَهَرُونَ (114) وَنَجَّيْنَهُمَا وَقَوْمُهمَا مِنَ الْكَرْبِ
الْعَظِيمِ (115) وَنَصَرْنَهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَلِبِينَ
(116)وَءَاتَيْنَهُمَا الْكِتَبَ الْمُسْتَبِينَ (117) وَهَدَيْنَهُمَا
الصِّرَطَ الْمُسْتَقِيمَ (118) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِى الاَْخِرِينَ (119)
سَلَمٌ عَلَى مُوسَى وَهَرُونَ(120) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِى الُْمحْسِنِينَ
(121) إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمنِينَ(122) |
|
التّفسير |
|
النعم
التي منّ بها الله على موسى وهارون:
|
|
الآيات المباركة هذه تشير إلى
جوانب من النعم الإلهيّة التي أغدقها الله جلّ شأنه على موسى وأخيه هارون،
والبحث هنا ليتناغم ويتواءم مع البحوث السابقة بشأن نوح وإبراهيم في الآيات
السابقة، فمحتوى الآيات يشابه بعضه البعض، ونفس الألفاظ تتكرّر في بعض الجوانب،
وذلك لتوجد نظاماً تربوياً منسجماً للمؤمنين. مرّة اُخرى إستخدم
في هذه الآيات اُسلوب (الإجمال والتفصيل)
الاُسلوب الذي استخدمه القرآن في نقل العديد من الحوادث. وفي المرحلة الثانية، قال الباري عزّوجلّ: (ونصرناهم
فكانوا هم الغالبين). |
|
الآيات(123) (132)
وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلاَ
تَتَّقُونَ (124)أَتَدْعُونَ بَعْلا
|
|
وَإِنَّ إِلْيَاسَ
لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلاَ تَتَّقُونَ
(124)أَتَدْعُونَ بَعْلا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَلِقِينَ (125) اللهَ
رَبَّكُمْ وَرَبَّ ءَابَآئِكُمُ الاَْوَّلِينَ (126) فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ
لَُمحْضَرُونَ (127) إِلاَّ عِبَادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ (128) وَتَرَكْنَا
عَلَيْهِ فِى الاَْخِرِينَ (129) سَلَمٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ(130) إِنَّا
كَذَلِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ (131) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ
(132) |
|
التّفسير |
|
النّبي
إلياس ومواجهته للمشركين:
|
|
القصّة الرابعة في
هذه السورة إستعرضت بصورة مختصرة حياة
نبي الله (إلياس)، يقول تعالى: (وإنّ إلياس لمن
المرسلين). |
|
بحثان
|
|
1 ـ من هو إلياس؟
|
|
لا يوجد أيّ شكّ في أنّ
«إلياس» هو أحد أنبياء الله الكبار، وآيات بحثنا تصرّح بهذا الأمر، قال تعالى: (إنّ الياس لمن المرسلين). وقال البعض: إنّه
يحيى معمدان المسيح. |
|
2 ـ من هم إل
ياسين؟
|
|
المفسّرون والمؤرخون أبدوا وجهات نظر مختلفة بشأن (الياسين) منها: |
|
الآيات(133) (138)
وَإِنَّ لُوطاً لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ (133) إِذْ نَجَّيْنَهُ وَأَهْلَهُ
أَجْمَعِينَ (134)
|
|
وَإِنَّ لُوطاً
لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ (133) إِذْ نَجَّيْنَهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (134)
إِلاَّ عَجُوزاً فِى الْغَبِرِينَ (135) ثُمَّ دَمَّرْنَا الاَْخَرِينَ (136)
وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ (137) وَبِالَّيْلِ أَفَلاَ
تَعْقِلُونَ (138) |
|
التّفسير |
|
تدمير
قوم لوط:
|
|
«لوط» هو خامس نبي يذكر إسمه في هذه السورة ضمن تسلسل الآيات التي تحدّثت بصورة مختصرة عن تأريخه
لإستمداد العبر منه. |
|
الآيات(139) (148)
وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ
الْمَشْحُونِ(140)
|
|
وَإِنَّ يُونُسَ
لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ
الْمَشْحُونِ(140)فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (141) فَالْتَقَمَهُ
الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ(142) فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ
(143) لَلَبِثَ فِى بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144) فَنَبَذْنَهُ
بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (145) وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن
يَقْطِين (146) وَأَرْسَلْنَهُ إِلَى مِائَةِ أَلْف أَوْ يَزِيدُونَ(147)
فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَهُمْ إِلَى حِين (148) |
|
التّفسير |
|
يونس
في بوتقة الإمتحان:
|
|
الحديث هنا عن قصّة
نبي الله «يونس» (عليه السلام) وقومه التائبين، والتي هي سادس وآخر قصّة تتناول
قصص الأنبياء والاُمم السابقة، والذي يلفت
النظر أنّ القصص الخمس التي تحدّثت عن قوم (نوح) و (إبراهيم) و (موسى وهارون) و
(الياس) و (لوط) أشارت إلى أنّ تلك الأقوام لم تصغ
لنصائح الأنبياء الذين بعثوا إليها وبقيت غارقة في نومها، فعمّها العذاب الإلهي،
فيما أنقذ الله سبحانه وتعالى الأنبياء العظام الذين
أرسلهم إلى تلك الأقوام مع القلّة القليلة ممّن اتّبعهم. |
|
بحوث
|
|
1 ـ عرض موجز
لحياة يونس(عليه السلام)
|
|
(يونس)
بن (متى) ويلقّب بـ (ذي النون) أي
صاحب الحوت، وقد اُعطي هذا اللقب لأنّ قصّته إرتبطت بالحوت، وهو من المعروفين، وعلى الظاهر أنّه ولد بعد موسى وهارون. |
|
2 ـ كيف بقي يونس
حيّاً في بطن الحوت؟
|
|
قلنا: إنّه ليس هناك دليل
واضح يبيّن كم أمضى يونس من الوقت في بطن الحوت؟ هل أنّها كانت عدّة ساعات أم
عدّة أيّام أم عدّة أسابيع؟ |
|
3 ـ دروس وعبر
كبيرة في قصص صغيرة:
|
|
وكما نعرف، فإنّ إستعراض
القرآن لهذه القصص يهدف إلى تربية الإنسان، لأنّ القرآن ليس كتاب قصص وإنّما هو
كتاب هدفه بناء الإنسان وتربيته. |
|
4 ـ الجواب على
سؤال:
|
|
هنا يطرح هذا السؤال: عند
بيان قصص الأقوام الاُخرى في القرآن المجيد، نلاحظ أنّه عند نزول العذاب عليهم
(عذاب الإستئصال الذي كان ينال كلّ الأقوام الطاغية والمتجبّرة) لا تكون التوبة
مقبولة والإنابة مؤثّرة، فكيف استثني قوم يونس من هذا الأمر؟ |
|
5 ـ القرعة ومشروعيتها
في الإسلام:
|
|
وردت أحاديث متعدّدة بشأن
القرعة ومشروعيتها في الإسلام، فعن الإمام الصادق (عليه السلام) «أي قضيّة أعدل
من القرعة إذا فوّض الأمر إلى الله، أليس الله عزّوجلّ يقول: (فساهم فكان من
المدحضين)»( تفسير البرهان، المجلّد 4، الصفحة 37
الحديث 6.). |
|
الآيات(149) (160)
َاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ (149) أَمْ
خَلَقْنَا الْمَلَئِكَةَ إِنَثاً وَهُمْ شَهِدُونَ (150)
|
|
فَاسْتَفْتِهِمْ
أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ (149) أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَئِكَةَ
إِنَثاً وَهُمْ شَهِدُونَ (150) أَلاَ إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ
(151) وَلَدَ اللهُ وَإِنَّهُمْ لَكَذِبُونَ (152) أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى
الْبَنِينَ (153) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (154) أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ
(155) أَمْ لَكُمْ سُلْطَنٌ مُّبِينٌ(156)فَأْتُوا بِكِتَبِكُمْ إِن كُنتُمْ
صَدِقِينَ (157) وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ نَسَباً وَلَقَدْ
عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (158) سُبْحَنَ اللهِ عَمَّا
يَصِفُونَ (159) إِلاَّ عِبَادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ (160) |
|
التّفسير |
|
التهم
القبيحة:
|
|
بعد إستعراض ستّ قصص من قصص
الأنبياء السابقين، وإستخلاص الدروس التربوية منها، يغيّر القرآن موضوع الحديث،
ويتناول موضوعاً آخر يرتبط بمشركي مكّة آنذاك، ويستعرض لنا أنماطاً مختلفة من
شركهم ويحاكمهم بشدّة، ثمّ يدحض بالأدلّة القاطعة أفكارهم الخرافية. والقضيّة هي أنّ مجموعة من المشركين العرب وبسبب جهلهم وسطحيّة تفكيرهم
كانوا يقيسون الله عزّوجلّ بأنفسهم، ويقولون: إنّ لله عزّوجلّ أولاداً، وأحياناً
يقولون: إنّ له زوجة. هذا القول يشبه بقيّة الأقوال التي يخاطب بها القرآن عبدة الأصنام (وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثاً اشهدوا خلقهم
ستكتب شهادتهم ويسألون وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ما لهم بذلك من علم إن
هم إلاّ يخرصون. أم آتيناهم كتاباً من قبله فهم به مستمسكون). |
|
الآيات(161) (170)
فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ (161) مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَتِنِينَ (162)
إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ
|
|
فَإِنَّكُمْ وَمَا
تَعْبُدُونَ (161) مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَتِنِينَ (162) إِلاَّ مَنْ هُوَ
صَالِ الْجَحِيمِ (163) وَمَا مِنَّآ إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ (164)
وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (166)
وَإِن كَانُوا لَيَقُولُونَ(167) لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْراً مِّنَ
الاَْوَّلِينَ (168) لَكُنَّا عِبَادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ (169) فَكَفَرُوا
بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ(170) |
|
التّفسير |
|
الإدّعاءات
الكاذبة:
|
|
الآيات السابقة تحدّثت عن
الآلهة المختلفة التي كان المشركون يعبدونها، أمّا الآيات ـ التي هي مورد بحثنا
الآن ـ فتتابع ذلك الموضوع، حيث توضّح في كلّ بضع آيات موضوعاً يتعلّق بهذا
الأمر. |
|
الآيات(171) (177)
وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ
لَهُمُ الْمَنصُورُونَ
|
|
وَلَقَدْ سَبَقَتْ
كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ
الْمَنصُورُونَ(172) وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَلِبُونَ (173) فَتَوَلَّ
عَنْهُمْ حَتَّى حِين (174) وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (175)
أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (176) فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَآءَ
صَبَاحُ الْمُنذَرِينَ(177) |
|
التّفسير |
|
حزب
الله هو المنتصر:
|
|
لا زلنا نتابع البحث في آيات
هذه السورة المباركة، والتي شارفت على الإنتهاء، بعد أن إستعرضنا في الأبحاث
السابقة جهاد الأنبياء العظام والمصاعب والعراقيل التي أثارها وأوجدها المشركون. عبارات (فشلتم) و (تنازعتم) و (عصيتم) التي وردت في الآية المذكورة أعلاه، وضّحت بصورة جيّدة
أنّ المسلمين في يوم اُحد تخلّوا عن شروط النصر الإلهي، لذا فشلوا في الوصول إلى
أهدافهم. |
|
الآيات (178) (183)
وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِين (178) وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ
(176)سُبْحَنَ رَبِّكَ
|
|
وَتَوَلَّ عَنْهُمْ
حَتَّى حِين (178) وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (176)سُبْحَنَ رَبِّكَ رَبِّ
الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (182)
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَلَمِينَ (183) |
|
التّفسير |
|
تولّ
عنهم!
|
|
كما قلنا، فإنّ الآيات
الأخيرة النازلة في هذه السورة جاءت لمواساة الرّسول الأكرم (صلى الله عليه وآله
وسلم) والمؤمنين الحقيقيين، ولتهديد الكافرين اللجوجين. |
|
ملاحظة |
|
التفكّر
في نهاية كلّ عمل:
|
|
جاء في روايات عديدة عن أئمّة
أهل البيت (عليهم السلام) «من أراد أن يكتال بالمكيال الأوفى (من الأجر يوم القيامة) فليكن آخر كلامه في مجلسه:
سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين»( مجمع البيان، ذيل آيات البحث، واُصول الكافي، ومن لا يحضره
الفقيه نقلا عن تفسير نور الثقلين، المجلّد 4، الصفحة 440..) نهاية
سورة الصافات |
|
|
|
|
سُورَة الصّافات
مكّية وعَدَدُ آيَاتِها مائة و إثنان و ثمانون آية
|
|
سُورَة الصّافات |
|
محتوى
سورة الصّافات:
|
|
هذه السورة بحكم كونها من السور المكيّة، فإنّها تمتلك كافّة خصائص السور المكيّة، فهي تسلّط الأضواء على
اُصول المعارف والعقائد الإسلامية الخاصّة بالمبدأ والمعاد. وتتوعّد المشركين بأشدّ العقاب وذلك من خلال العبارات
الحازمة والآيات القصيرة العنيفة الوقع، وتوضّح ـ بالأدلّة القاطعة ـ بطلان
عقائدهم. |
|
فضيلة
تلاوة سورة الصافات:
|
|
في حديث عن رسول الله (ص)، جاء فيه: «من قرأ سورة الصافات اُعطي من الأجر عشر
حسنات، بعدد كلّ جنّ وشيطان، وتباعدت عنه مردة الشياطين، وبرىء من الشرك، وشهد
له حافظاه يوم القيامة أنّه كان مؤمناً بالمرسلين»( مجمع
البيان، أوّل تفسير سورة الصافات..) |
|
الآيات(1) (5) والصَّفَّتِ
صَفّاً (1) فَالزَّجِرَتِ زَجْراً (2) فَالتَّلِيَتِ ذِكْراً(3)
|
|
والصَّفَّتِ صَفّاً
(1) فَالزَّجِرَتِ زَجْراً (2) فَالتَّلِيَتِ ذِكْراً(3) إِنَّ إِلَهَكُمْ
لَوَحِدٌ (4) رَّبُّ السَّمَوَتِ وَالاَْرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ
الْمَشَرِقِ (5) |
|
التّفسير |
|
الملائكة
المستعدّة لتنفيذ المهام:
|
|
هذه السورة هي أوّل سورة في
القرآن الكريم تبدأ بالقسم، القسم المليء بالمعاني والمثير للتفكّر، القسم الذي
يجوب بفكر الإنسان في جوانب مختلفة من هذا العالم، ويجعله متهيّئاً لتقبّل
الحقائق. |
|
الآيات(6) (10) إِنَّا
زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَة الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظاً مِّن
كُلِّ شَيْطَن مَّارِد
|
|
إِنَّا زَيَّنَّا
السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَة الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظاً مِّن كُلِّ شَيْطَن
مَّارِد (7) لاَّ يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلإ الاَْعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن
كُلِّ جَانِب (8) دُحُوراً وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلاَّ مَنْ خَطِفَ
الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10) |
|
التّفسير |
|
حفظ
السماء من تسلّل الشياطين!
|
|
الآيات السابقة تحدّثت عن
طوائف الملائكة المكلّفة بتنفيذ المهام الجسام، والآيات التالية ـ موضوع البحث ـ
ستتحدّث عن الطائفة المقابلة لها، أي الشياطين وعن مصيرهم. ويمكن أن تكون هذه
الآيات مقدّمة لدحض معتقدات مجموعة من المشركين الذين يعبدون الشياطين والجنّ،
وتتضمّن كذلك درساً في التوحيد بين طيّاتها. |
|
الآيات(11) (15)
فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَهُم
مِّن طِين لاَّزِب (11)
|
|
فَاسْتَفْتِهِمْ
أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَهُم مِّن طِين
لاَّزِب (11) بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (12) وَإِذَا ذُكِّرُوا لاَ
يَذْكُرُونَ(13) وَإِذَا رَأَوْا ءَايَةً يَسْتَسْخِرُونَ (14) وَقَالُوا إِنْ
هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ (15) |
التّفسير |
|
الذين
لا يقبلون الحقّ أبداً:
|
|
هذه الآيات تعالج قضيّة منكري
البعث، وتتابع البحث السابق بشأن قدرة الباري عزّوجلّ خالق السموات والأرض،
وتبدأ بالإستفسار منهم وتقول: اسألهم هل أنّ معادهم وخلقهم مرّة ثانية أصعب أو
خلق الملائكة والسماوات والأرض: (فإستفتهم أهم أشدّ خلقاً أم من خلقنا). |
|
|
ملاحظتان
|
|
1 ـ
يعتقد بعض المفسّرين أنّ عبارة
«يستسخرون» تعني «يسخرون»، ولا يوجد أي فرق بين العبارتين. في حين يؤكّد البعض الآخر على وجود إختلاف بين المعنيين،
بقولهم: إنّ «يستسخرون» جاءت من باب إستفعال، وتعني دعوة الآخرين إلى المشاركة
في الإستهزاء، وتشير إلى أنّهم لم يكتفوا لوحدهم بالإستهزاء بآيات القرآن المجيد،
وإنّما سعوا لإشراك الآخرين في ذلك، كي تصير المسألة عامّة في المجتمع. قال: نعم. فصرعه ثلاثاً، ثمّ
عرض عليه بعض الآيات ودعا عليه الصلاة والسلام شجرة فأقبلت، فلم يؤمن وجاء إلى
مكّة فقال: «يابني هاشم ساحروا بصاحبكم أهل الأرض». فنزلت
فيه وفي أضرابه هذه الآية. |
|
الآيات(16) (23)
أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَماً أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (16) أَوَ
ءَابَآؤُنَا الاَْوَّلُونَ (17)
|
|
أَءِذَا مِتْنَا
وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَماً أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (16) أَوَ ءَابَآؤُنَا
الاَْوَّلُونَ (17) قُلْ نَعَمْ وَأَنتُمْ دَخِرُونَ (18) فَإِنَّمَا هِىَ
زَجْرَةٌ وَحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ (19) وَقَالُوا يَوَيْلَنَا هَذَا
يَوْمُ الدِّينِ (20)هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِى كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ
(21) احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ
(22) مِن دُونِ اللهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَطِ الْجَحِيمِ (23) |
|
التّفسير |
|
هل
نبعث من جديد؟
|
|
الآيات هذه تتابع سرد أقوال
منكري المعاد، وتواصل الردّ عليها، فالآية الاُولى تعكس إستبعاد البعث من قبل
منكريه، بهذا النصّ (ءإذا متنا وكنّا تراباً وعظاماً ءإنّا لمبعوثون)( تفسير روح المعاني، المجلّد 23، الصفحة 77.) (هذه الآية هي بحالة جملة شرطية وشرطها (أإذا متنا) بينما
جزاءها محذوف وجملة (أإنّا لمبعوثون) قرينة عليها، لأنّ نفس هذه الجملة ـ طبقاً
للقواعد الأدبية ـ لا يمكن أن تكون جزاءً.). |
|
الآيات(24) (32)
وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ (24) مَا لَكُمْ لاَ تَنَاصَرُونَ (25) بَلْ
هُمُ الْيَوْمَ
|
|
وَقِفُوهُمْ
إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ (24) مَا لَكُمْ لاَ تَنَاصَرُونَ (25) بَلْ هُمُ
الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (26) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْض
يَتَسَاءَلُونَ(27) قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الَْيمِينِ
(28) قَالُوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29) وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم
مِّن سُلْطَنِ بَلْ كُنتُمْ قَوْماً طَغِينَ (30) فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ
رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ (31)فَأَغْوَيْنَكُمْ إِنَّا كُنَّا غَوِينَ (32) |
|
التّفسير |
|
الحوار
بين القادة والأتباع الضالّين:
|
الآيات السابقة إستعرضت كيفية
سوق ملائكة العذاب للظالمين ومن يعتقد إعتقادهم برفقة الأصنام والآلهة الكاذبة
التي كانوا يعبدونها من دون الله، إلى مكان معيّن، ومن ثمّ هدايتهم إلى صراط
الجحيم. |
|
ملاحظتان
|
|
1 ـ السؤال أيضاً
عن ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) :
|
|
بالشكل الذي أشرنا إليه
سابقاً، فإنّ روايات عديدة وردت في مصادر الشيعة وأهل السنّة بشأن تفسير هذه
الآية (وقفوهم إنّهم مسؤولون) تبيّن أنّ من جملة القضايا التي يسأل عنها المجرمون يوم القيامة هو ما
يتعلّق بولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام). |
|
|
2 ـ المتبوعون
والتابعون الضالّون:
|
|
الآيات المذكورة أعلاه وآيات
اُخرى في القرآن الكريم، تضمّنت إشارات ذات مغزى عن التخاصم الذي يقع بين
الأتباع والمتبوعين يوم القيامة أو في جهنّم وهذا تحذير مفيد لكلّ من يضع عقله
ودينه تحت تصرّف أئمّة الضلال. |
|
الآيات(33) (40)
فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذ فِى الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (33) إِنَّا كَذَلِكَ
نَفْعَلُ بِالُْمجْرِمِينَ(34)
|
|
فَإِنَّهُمْ
يَوْمَئِذ فِى الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (33) إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ
بِالُْمجْرِمِينَ(34) إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ
اللهُ يَسْتَكْبِرُونَ(35) وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا ءَالِهَتِنَا
لِشَاعِر مَّجْنُون(36) بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ (37)
إِنَّكُمْ لَذَائِقُوا الْعَذَابِ الاَْلِيمِ (38) وَمَا تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا
كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (39) إِلاَّ عِبَادَ اللهِ الُْمخْلَصِينَ (40) |
|
التّفسير |
|
مصير
أئمّة الضلال وأتباعهم:
|
|
الآيات السابقة بحثت موضوع
التخاصم الذي يدور بين أئمّة الضلال وتابعيهم يوم القيامة قرب جهنّم، أمّا
الآيات أعلاه فقد وضّحت ـ في موضع واحد ـ مصير المجموعتين، وشرحت أسباب تعاستهم
بشكل يشخّص المرض ويصف الدواء الخاص لمعالجته. |
|
ملاحظة
|
|
الإمعان في آيات القرآن
الكريم يبيّن أنّ كلمة (مخلِص) بكسر اللام، قد استخدمت بكثرة في المواقع التي
تتحدّث عن حالة الإنسان الذي يعيش مراحل بناء نفسه، ولم يصل إلى التكامل، أمّا كلمة (مخلَص) بفتح اللام، فتطلق على مرحلة وصل
فيها الإنسان إلى مرتبة يصان فيها من نفوذ وساوس الشيطان إلى قلبه، بعد أن إجتاز
مرحلة جهاد النفس ومراحل المعرفة والإيمان، كما أنّ القرآن ينقل عن إبليس الخطاب
التالي لله سبحانه وتعالى (فبعزّتك لأغوينّهم أجمعين
إلاّ عبادك منهم المخلصين). |
|
الآيات(41) (49)
اُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ (41) فَوَكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ (42) فِى
جَنَّتِ النَّعِيمِ (43)
|
|
اُوْلَئِكَ لَهُمْ
رِزْقٌ مَّعْلُومٌ (41) فَوَكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ (42) فِى جَنَّتِ
النَّعِيمِ (43) عَلَى سُرُر مُّتَقَبِلِينَ (44) يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْس
مِّن مَّعِين (45) بَيْضَاءَ لَذَّة لِّلشَّرِبِينَ (46) لاَ فِيهَا غَوْلٌ
وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ (47) وَعِندَهُمْ قَصِرَتُ الطَّرْفِ عِينٌ
(48)كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ (49) |
|
التّفسير |
|
جوانب
من النعم لأهل الجنّة:
|
|
الآيات الأخيرة في البحث
السابق تحدّثت عن عباد الله المخلصين، أمّا آيات بحثنا هذا فإنّها تستعرض
العطايا والنعم غير المحدودة التي يهبها الله سبحانه وتعالى لأهل الجنّة، ويمكن توضيحها في سبعة أقسام: يتذاكرون في كلّ شيء، فمرّة تراهم يتحدّثون عن ماضيهم في الدنيا، واُخرى عن
النعم العظيمة التي أغدقها عليهم الباري عزّوجلّ في الآخرة، وأحياناً يستعرضون
صفات الجمال والجلال عند الله، وفي أوقات يتحدّثون عن مقام الأولياء وكراماتهم،
ويتذاكرون قضايا اُخرى قد لا ندركها نحن المسجونون في هذه الدنيا. |
|
ملاحظة
|
|
إلقاء نظرة عامّة على ما جاء
في الآيات السابقة: |
|
الآيات(50) (61)
فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْض يَتَسَاءَلُونَ (50) قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ
إِنِّى كَانَ لِى قَرِينٌ (51)
|
|
فَأَقْبَلَ
بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْض يَتَسَاءَلُونَ (50) قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّى
كَانَ لِى قَرِينٌ (51) يَقُولُ أَءِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ (52) أَءِذَا
مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَماً أَءِنَّا لَمَدِينُونَ (53) قَالَ هَلْ
أَنتُم مُّطَّلِعُونَ (54)فَاطَّلَعَ فَرَءَاهُ فِى سَوَآءِ الْجَحِيمِ (55)
قَالَ تَاللهِ إِن كِدتَّ لَتُرْدِينِ(56) وَلَوْلاَ نِعْمَةُ رَبِّى لَكُنتُ مِنَ
الُْمحْضَرِينَ (57) أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ(58) إِلاَّ مَوْتَتَنَا
الاُْولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (59) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ
الْعَظِيمُ (60) لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَمِلُونَ (61) |
|
التّفسير |
|
البحث
عن رفيق السوء:
|
|
عباد الله المخلصون الذين
إستعرضت الآيات السابقة النعم المادية والمعنوية التي أغدقت عليهم، كالفاكهة،
والحور، وكأس المعين الذي يطاف به عليهم، والسرر المتقابلة التي يجلسون عليها،
والأصدقاء الطيبين الذين يجالسونهم ويتحدّثون معهم، وفجأة ـ خلال جلسات سمرهم في
الجنّة ـ يتذكّرون أصدقائهم في الدنيا،
أصدقائهم الذين إنفصلوا عنهم في الطريق، ولم يجدوا لهم أي أثر في الجنّة، فيسعون
إلى معرفة مصيرهم. |
|
بحوث
|
|
1 ـ الرابطة بين
أهل الجنّة وأهل النار
|
|
يستشف من الآيات المذكورة
أعلاه، وجود نوع من الرابطة بين أهل الجنّة وأهل النار، فكأنّ أهل الجنّة ـ
الذين هم في مرتبة عُليا ـ يرون أهل النار ـ الذين هم في الأسفل ـ -وقد استفيد
هنا من عبارة (فاطّلع) والتي تعني الإشراف من الأعلى على الأسفل[. وقد جاء في كلمات بعض المفسّرين أنّ للجنّة كوة ينظر منها أهل الجنّة إلى أهل النّار. |
|
الآيات(62) (70)
أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) إِنَّا جَعَلْنَهَا
فِتْنَةً لِّلظَّلِمِينَ(63)
|
|
أَذَلِكَ خَيْرٌ
نُّزُلا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) إِنَّا جَعَلْنَهَا فِتْنَةً
لِّلظَّلِمِينَ(63) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِى أَصْلِ الْجَحِيمِ (64)
طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَطِينِ (65) فَإِنَّهُمْ لاََكِلُونَ مِنْهَا
فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ(66) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً
مِّنْ حَمِيم (67) ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لإلَى الْجَحِيمِ(68) إِنَّهُمْ
أَلْفَوْا ءَابَاءَهُمْ ضَآلِّينَ (69) فَهُمْ عَلَى ءَاثَرِهِمْ
يُهْرَعُونَ(70) |
|
التّفسير |
|
جوانب
من العذاب الأليم لأهل النار:
|
|
بعد توضيح النعم الكثيرة
والخالدة التي يغدقها الله سبحانه وتعالى على أهل الجنّة، تستعرض الآيات أعلاه
العذاب الأليم والمثير للأحزان الذي أعدّه الله لأهل جهنّم، وتقارنه مع النعم
المذكورة سابقاً، بحيث تترك أثراً عميقاً في النفوس يردعها عن إرتكاب الأعمال
السيّئة والمحرّمة. كلمة (نُزُل) تعني الشيء الذي يهيّأ لورود الضيف فيقدّم إليه إذا ورد،
والبعض الآخر قال: إنّها تعني الشيء الأوّل الذي يقدّم للضيف حين وروده، وهذه
إشارة إلى النعم المهيئة لورود الضيوف الأعزّاء والمحترمين إلى الجنّة. الآية الأخيرة في بحثنا تناولت السبب الرئيسي الذي أدّى إلى دخول اُولئك إلى
جهنّم ونيلهم العذاب الأليم والشديد هناك، تناولته في آيتين قصيرتين مليئتين
بالمعاني والحقائق (إنّهم ألفوا آباءهم ضالّين). |
|
الآيات(71) (74)
وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الاَْوَّلِينَ (71) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا
فِيهِم مُّنذِرِينَ(72)
|
|
وَلَقَدْ ضَلَّ
قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الاَْوَّلِينَ (71) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِم مُّنذِرِينَ(72)
فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَقِبَةُ الْمُنذَرِينَ (73) إِلاَّ عِبَادَ اللهِ
الُْمخْلَصِينَ (74) |
|
التّفسير |
|
الاُمم
الضالّة السابقة:
|
|
بما أنّ المسائل السابقة
المتعلّقة بالمجرمين والضالّين لا تختّص بزمان ومكان معينين، فالقرآن يتوسّع في
الآيات التي تبحث بشكل مفصّل عن هذه المسائل، ويهيء الأرضية في عدّة آيات قصيرة
ومختصرة لشرح اُمور كثيرة عن الاُمم السابقة، والتي بالإطلاع عليها تكون أدلّة
ناطقة للبحوث السابقة. ومن تلك الاُمم أقوام نوح وإبراهيم وموسى وهارون ولوط
ويونس وغيرهم، إذ يقول: (ولقد ضلّ قبلهم أكثر
الأوّلين). |
|
الآيات(75) (82)
وَلَقَدْ نَادَينَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الُْمجِيبُونَ (75) وَنَجَّيْنَهُ
وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ
|
|
وَلَقَدْ نَادَينَا
نُوحٌ فَلَنِعْمَ الُْمجِيبُونَ (75) وَنَجَّيْنَهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ
الْعَظِيمِ (76) وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ (77) وَتَرَكْنَا
عَلَيْهِ فِى الاَْخرِِينَ (78) سَلَمٌ عَلَى نُوح فِى الْعَلَمِينَ (79) إِنَّا
كَذَلِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ (80) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ
(81) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الاَْخَرِينَ(82) |
|
التّفسير |
|
مقتطفات
من قصّة نوح:
|
|
من هنا يبدأ سرد قصص تسعة
أنبياء من أنبياء الله الكبار، والذين كانت الآيات السابقة قد تطرّقت إليهم
بصورة خفيّة، وتشرع الآيات بنوح شيخ الأنبياء وأوّل اُولي العزم من الرسل. |
|
ملاحظة
|
|
هل
أنّ البشر الموجودين على الأرض هم من ذريّة نوح؟
|
|
فسّرت مجموعة من كبار
المفسّرين الآية (وجعلنا ذرّيته هم الباقين)
بأنّ كلّ أجيال البشر التي أتت بعد نوح هي من ذريته. |
|
الآيات(83) (94)
وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لإبْرَهِيمَ (83) إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْب سَلِيم (84)
|
|
وَإِنَّ مِن
شِيعَتِهِ لإبْرَهِيمَ (83) إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْب سَلِيم (84) إِذْ قَالَ
لاَِبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ (85) أَئِفْكاً ءَالِهَةً دُونَ اللهِ
تُرِيدُونَ(86) فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَلَمِينَ (87) فَنَظَرَ نَظْرَةً فِى
النُّجُومِ(88) فَقَالَ إِنِّى سَقِيمٌ (89) فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ
(90)فَرَاغَ إِلَى ءَالِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلاَ تَأْكُلُونَ (91) مَا لَكُمْ لاَ
تَنطِقُونَ (92)فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالَْيمِينِ (93) فَأَقْبَلُوا
إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (94) |
|
التّفسير |
|
خطّة
إبراهيم الذكيّة في تحطيم الأصنام:
|
|
آيات بحثنا هذا تتناول بشيء
من التفصيل حياة النّبي الشجاع إبراهيم (عليه السلام)محطّم الأصنام بعد آيات
إستعرضت جوانب من تاريخ نوح (عليه السلام) المليء بالحوادث. |
|
ملاحظات
|
|
1 ـ هل أنّ
الأنبياء يستخدمون التورية؟
|
|
«التورية» ـ ويعبّر عنها أحياناً بلفظة (معاريض) ـ تعني أن يقول
الرجل شيئاً يقصد به غيره ويفهم منه غير ما يقصده. فمثلا
شخص يسأل آخر: متى رجعت من السفر؟ فيجيبه: قبل غروب الشمس، في الوقت الذي
كان قد عاد من سفره قبل الظهر، فالسائل يفهم من
ظاهر الكلام، أنّه عاد قبل غروب الشمس بقليل، في حين أنّه كان يقصد قبل الظهر،
لأنّ قبل الظهر يعدّ أيضاً قبل غروب الشمس. أو شخص يسأل
آخر: هل تناولت الطعام، فيجيبه: نعم. فالسائل يفهم من الكلام أنّه تناول الطعام اليوم، في حين أنّ قصد المجيب هو أنّه تناول
الطعام يوم أمس. |
|
2 ـ إبراهيم
والقلب السليم:
|
|
كما هو معروف فإنّ كلمة
(القلب) تعني في الإصطلاح القرآني الروح والعقل، ولهذا فإنّ (القلب السليم) يعني
الروح الطاهرة السالمة الخالية من كافّة أشكال الشرك والشكّ والفساد. |
|
الآيات(95) (100)
قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ
(96)
|
|
قَالَ
أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96)قَالُوا
ابْنُوا لَهُ بُنْيَناً فَأَلْقُوهُ فِى الْجَحِيمِ (97) فَأَرَادُوا بِهِ
كَيْداً فَجَعَلْنَهُمُ الاَْسْفَلِينَ (98) وَقَالَ إِنِّى ذَاهِبٌ إِلَى
رَبِّى سَيَهْدِينِ(99)رَبِّ هَبْ لِى مِنَ الصَّلِحِينَ (100) |
|
التّفسير |
|
فشل
مخطّطات المشركين:
|
|
بعد أن حطّم إبراهيم الأصنام،
استدعي إبراهيم بهذه التهمة إلى المحكمة، وهناك سألوه وطلبوا منه الجواب عن اليد
التي نفّذت هذا الفعل في معبدهم، وقد شرح القرآن الكريم في سورة الأنبياء
الحادثة بصورة مفصّلة، بينما اكتفى القرآن في آيات بحثنا بالإشارة لمقطع حسّاس
واحد من مواقف إبراهيم (عليه السلام) وهو آخر كلامه معهم في مجال بطلان عقيدتهم
في عبادة الأصنام (قال أتعبدون ما تنحتون). فالمعبود يجب أن يكون خالق الإنسان، وليس صنيعة يده، من الآن فكّروا واعرفوا
معبودكم الحقيقي (والله خلقكم وما تعملون). كانت من أجل تنفيذ واجب رسالي
إلهي، وأنّ الله كان هاديه ومرشده خلال السفر. |
|
بحثان
|
|
1 ـ خالق كلّ
شيء:
|
|
وردت في آيات بحثنا أنّ
إبراهيم (عليه السلام) خاطب عبدة الأصنام قائلا: (والله
خلقكم وما تعملون). |
|
2 ـ هجرة إبراهيم
(عليه السلام) :
|
|
الكثير من الأنبياء هاجروا
خلال فترة حياتهم من أجل أداء رسالتهم، ومنهم إبراهيم الذي إستعرضت آيات مختلفة
في القرآن المجيد قضيّة هجرته، ومنها ما جاء في سورة
العنكبوت الآية (26) (وقال إنّي مهاجر إلى ربّي
إنّه هو العزيز الحكيم). |
|
الآيات (101) (110)
فَبَشَّرْنَهُ بِغُلَم حَلِيم (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْىَ قَالَ
يَبُنَىَّ إِنِّى أَرَى فِى الْمَنَامِ
|
|
فَبَشَّرْنَهُ
بِغُلَم حَلِيم (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْىَ قَالَ يَبُنَىَّ إِنِّى
أَرَى فِى الْمَنَامِ أَنِّى أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَأَبَتِ
افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِى إِن شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّبِرِينَ (102)
فَلمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَدَيْنَهُ أَن يَإِبْرَهِيمُ
(104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّءَيَا إِنَّآ كَذَلِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ (105)
إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَؤُا الْمُبِينُ (106)وَفَدَيْنَهُ بِذِبْح عَظِيم
(107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِى الاَْخِرِينَ (108) سَلَمٌ عَلَى
إِبْرَهِيمَ(109) كَذَلِكَ نَجْزِى الُْمحْسِنِينَ (110) |
|
التّفسير |
|
إبراهيم
عند المذبح:
|
|
بحثنا في الآيات السابقة
إنتهى عند هجرة إبراهيم (عليه السلام) من بابل بعد أن أدّى رسالته هناك، وطلبه
من الله أن يرزقه ولداً صالحاً، إذ لم يكن له ولد. في الواقع إنّ
ثلاثة بشائر جمعت في هذه الآية، الاُولى أنّه سيرزق طفلا ذكراً، والثانية أنّ هذا الطفل يبلغ سنّ الفتوّة، أمّا الثالثة فهي أنّ صفته حليم. |
|
بحوث
|
|
1 ـ من هو ذبيح
الله؟
|
|
إختلف المفسّرون بشأن الولد
الذي اُمر إبراهيم بذبحه، هل كان (إسماعيل أم إسحاق) الذي لقّب بذبيح الله؟ إذ
أنّ هناك نقاشاً بين المفسّرين، فمجموعة تقول: إنّ (إسحاق) هو (ذبيح الله) فيما
تعتبر مجموعة اُخرى (إسماعيل) هو الذبيح، التّفسير الأوّل أكّد عليه الكثير من
مفسّري أهل السنّة، فيما أكّد مفسّرو الشيعة على أنّ إسماعيل هو الذبيح. |
|
2 ـ هل أنّ
إبراهيم كان مكلّفاً بذبح إبنه؟
|
|
من الأسئلة المهمّة الاُخرى
التي تطرح نفسها في هذا البحث، والتي تثير التساؤل في أوساط المفسّرين، هي: هل
أنّ إبراهيم كان حقّاً مكلّفاً بذبح إبنه أم أنّه كان مكلّفاً بتنفيذ مقدّمات
الذبح؟ |
|
3 ـ كيف يمكن أن
تكون رؤيا إبراهيم حجّة؟
|
|
بشأن (الرؤيا) هناك
كلام كثير، ورد جزء يسير منه في تفسير
سورة يوسف بعد الآية الرابعة. وقيل أيضاً: إنّ القرائن المختلفة التي كانت في هذا المنام، ومنها تكراره
ثلاث ليال متتالية، أوجد عنده علماً ويقيناً بأنّ ما شاهده في المنام هو تكليف
إلهي وليس أمراً آخر. |
|
4 ـ عدم تأثّر
روح إبراهيم الكبيرة بوساوس الشيطان:
|
|
لأنّ إمتحان إبراهيم كان من
أكبر الإمتحانات على طول التاريخ، إذ كان الهدف منه إخلاء قلبه في أيّ حبّ لغير
الله، وجعله متنوّراً ـ فقط ـ بعشق وحبّ الله، فقد عمد الشيطان ـ كما جاء في بعض
الروايات ـ إلى تكريس كلّ طاقاته لعمل شيء ما يحول دون خروج إبراهيم منتصراً من
الإمتحان. فعرفه إبراهيم الذي كان يسطع بنور الإيمان والنبوّة، وصاح به: إبتعد من هنا
ياعدوّ الله(تفسير أبو الفتوح الرازي، المجلّد 9،
الصفحة 326، في ذيل الآيات المتعلّقة بالبحث.). |
|
5 ـ فلسفة التكبيرات في (مِنى):
|
|
وكما هو معروف فإنّ من
الأعمال الواردة في الروايات الإسلامية بشأن عيد الأضحى، هي التكبيرات الخاصّة
التي يردّدها المسلمون بعد الصلاة، سواء كانوا من المشاركين في مراسم الحجّ
بمنى، أو ممّن لم يشارك فيها من المسلمين في سائر بقاع الأرض. (غاية الأمر انّ
الحجّاج في منى يكبّرون بعده صلاة أوّلها بعد صلاة الظهر من يوم العيد، وفي
المناطق الاُخرى يكبّر المسلمون هذه التكبيرات بعد 10 صلوات). وكيفيّة هذه
التكبيرات هي: (الله أكبر، الله أكبر، لا
إله إلاّ الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر على ما هدانا).
فعندما نقارن بين هذا الأمر والحديث الذي ذكرناه سابقاً، تتّضح حقيقة هذه التكبيرات،
وهي أنّها مجموع تكبيرات جبرئيل وإسماعيل ووالده إبراهيم، وشيء أُضيف إليه. |
|
6 ـ الحجّ عبادة
مهمّة تبني الإنسان:
|
|
السفر للحجّ ـ في الحقيقة ـ
هو سفر عظيم، إذ أنّه سفر إلهي، وساحة واسعة لبناء النفس والجهاد الأكبر. |
|
الآيات(111) (113)
إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) وَبَشَّرْنَهُ بِإِسْحَقَ نَبِيّاً
مِّنَ الصَّلِحِينَ(112)
|
|
إِنَّهُ مِنْ
عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) وَبَشَّرْنَهُ بِإِسْحَقَ نَبِيّاً مِّنَ
الصَّلِحِينَ(112) وَبَرَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا
مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ (113) |
|
التّفسير |
|
إبراهيم
ذلك العبد المؤمن:
|
|
الآيات الثلاث المذكورة أعلاه
هي آخر الآيات التي تواصل الحديث عن قصّة إبراهيم وإبنه وتكملها، وفي الحقيقة
إنّها دليل يوضّح ما مضى، وفي نفس الوقت هي نتيجة له. |
|
الآيات(114) (122)
وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَرُونَ (114) وَنَجَّيْنَهُمَا وَقَوْمُهمَا
مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ
|
|
وَلَقَدْ مَنَنَّا
عَلَى مُوسَى وَهَرُونَ (114) وَنَجَّيْنَهُمَا وَقَوْمُهمَا مِنَ الْكَرْبِ
الْعَظِيمِ (115) وَنَصَرْنَهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَلِبِينَ
(116)وَءَاتَيْنَهُمَا الْكِتَبَ الْمُسْتَبِينَ (117) وَهَدَيْنَهُمَا
الصِّرَطَ الْمُسْتَقِيمَ (118) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِى الاَْخِرِينَ (119)
سَلَمٌ عَلَى مُوسَى وَهَرُونَ(120) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِى الُْمحْسِنِينَ
(121) إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمنِينَ(122) |
|
التّفسير |
|
النعم
التي منّ بها الله على موسى وهارون:
|
|
الآيات المباركة هذه تشير إلى
جوانب من النعم الإلهيّة التي أغدقها الله جلّ شأنه على موسى وأخيه هارون،
والبحث هنا ليتناغم ويتواءم مع البحوث السابقة بشأن نوح وإبراهيم في الآيات
السابقة، فمحتوى الآيات يشابه بعضه البعض، ونفس الألفاظ تتكرّر في بعض الجوانب،
وذلك لتوجد نظاماً تربوياً منسجماً للمؤمنين. مرّة اُخرى إستخدم
في هذه الآيات اُسلوب (الإجمال والتفصيل)
الاُسلوب الذي استخدمه القرآن في نقل العديد من الحوادث. وفي المرحلة الثانية، قال الباري عزّوجلّ: (ونصرناهم
فكانوا هم الغالبين). |
|
الآيات(123) (132)
وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلاَ
تَتَّقُونَ (124)أَتَدْعُونَ بَعْلا
|
|
وَإِنَّ إِلْيَاسَ
لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلاَ تَتَّقُونَ
(124)أَتَدْعُونَ بَعْلا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَلِقِينَ (125) اللهَ
رَبَّكُمْ وَرَبَّ ءَابَآئِكُمُ الاَْوَّلِينَ (126) فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ
لَُمحْضَرُونَ (127) إِلاَّ عِبَادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ (128) وَتَرَكْنَا
عَلَيْهِ فِى الاَْخِرِينَ (129) سَلَمٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ(130) إِنَّا
كَذَلِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ (131) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ
(132) |
|
التّفسير |
|
النّبي
إلياس ومواجهته للمشركين:
|
|
القصّة الرابعة في
هذه السورة إستعرضت بصورة مختصرة حياة
نبي الله (إلياس)، يقول تعالى: (وإنّ إلياس لمن
المرسلين). |
|
بحثان
|
|
1 ـ من هو إلياس؟
|
|
لا يوجد أيّ شكّ في أنّ
«إلياس» هو أحد أنبياء الله الكبار، وآيات بحثنا تصرّح بهذا الأمر، قال تعالى: (إنّ الياس لمن المرسلين). وقال البعض: إنّه
يحيى معمدان المسيح. |
|
2 ـ من هم إل
ياسين؟
|
|
المفسّرون والمؤرخون أبدوا وجهات نظر مختلفة بشأن (الياسين) منها: |
|
الآيات(133) (138)
وَإِنَّ لُوطاً لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ (133) إِذْ نَجَّيْنَهُ وَأَهْلَهُ
أَجْمَعِينَ (134)
|
|
وَإِنَّ لُوطاً
لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ (133) إِذْ نَجَّيْنَهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (134)
إِلاَّ عَجُوزاً فِى الْغَبِرِينَ (135) ثُمَّ دَمَّرْنَا الاَْخَرِينَ (136)
وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ (137) وَبِالَّيْلِ أَفَلاَ
تَعْقِلُونَ (138) |
|
التّفسير |
|
تدمير
قوم لوط:
|
|
«لوط» هو خامس نبي يذكر إسمه في هذه السورة ضمن تسلسل الآيات التي تحدّثت بصورة مختصرة عن تأريخه
لإستمداد العبر منه. |
|
الآيات(139) (148)
وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ
الْمَشْحُونِ(140)
|
|
وَإِنَّ يُونُسَ
لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ
الْمَشْحُونِ(140)فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (141) فَالْتَقَمَهُ
الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ(142) فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ
(143) لَلَبِثَ فِى بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144) فَنَبَذْنَهُ
بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (145) وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن
يَقْطِين (146) وَأَرْسَلْنَهُ إِلَى مِائَةِ أَلْف أَوْ يَزِيدُونَ(147)
فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَهُمْ إِلَى حِين (148) |
|
التّفسير |
|
يونس
في بوتقة الإمتحان:
|
|
الحديث هنا عن قصّة
نبي الله «يونس» (عليه السلام) وقومه التائبين، والتي هي سادس وآخر قصّة تتناول
قصص الأنبياء والاُمم السابقة، والذي يلفت
النظر أنّ القصص الخمس التي تحدّثت عن قوم (نوح) و (إبراهيم) و (موسى وهارون) و
(الياس) و (لوط) أشارت إلى أنّ تلك الأقوام لم تصغ
لنصائح الأنبياء الذين بعثوا إليها وبقيت غارقة في نومها، فعمّها العذاب الإلهي،
فيما أنقذ الله سبحانه وتعالى الأنبياء العظام الذين
أرسلهم إلى تلك الأقوام مع القلّة القليلة ممّن اتّبعهم. |
|
بحوث
|
|
1 ـ عرض موجز
لحياة يونس(عليه السلام)
|
|
(يونس)
بن (متى) ويلقّب بـ (ذي النون) أي
صاحب الحوت، وقد اُعطي هذا اللقب لأنّ قصّته إرتبطت بالحوت، وهو من المعروفين، وعلى الظاهر أنّه ولد بعد موسى وهارون. |
|
2 ـ كيف بقي يونس
حيّاً في بطن الحوت؟
|
|
قلنا: إنّه ليس هناك دليل
واضح يبيّن كم أمضى يونس من الوقت في بطن الحوت؟ هل أنّها كانت عدّة ساعات أم
عدّة أيّام أم عدّة أسابيع؟ |
|
3 ـ دروس وعبر
كبيرة في قصص صغيرة:
|
|
وكما نعرف، فإنّ إستعراض
القرآن لهذه القصص يهدف إلى تربية الإنسان، لأنّ القرآن ليس كتاب قصص وإنّما هو
كتاب هدفه بناء الإنسان وتربيته. |
|
4 ـ الجواب على
سؤال:
|
|
هنا يطرح هذا السؤال: عند
بيان قصص الأقوام الاُخرى في القرآن المجيد، نلاحظ أنّه عند نزول العذاب عليهم
(عذاب الإستئصال الذي كان ينال كلّ الأقوام الطاغية والمتجبّرة) لا تكون التوبة
مقبولة والإنابة مؤثّرة، فكيف استثني قوم يونس من هذا الأمر؟ |
|
5 ـ القرعة ومشروعيتها
في الإسلام:
|
|
وردت أحاديث متعدّدة بشأن
القرعة ومشروعيتها في الإسلام، فعن الإمام الصادق (عليه السلام) «أي قضيّة أعدل
من القرعة إذا فوّض الأمر إلى الله، أليس الله عزّوجلّ يقول: (فساهم فكان من
المدحضين)»( تفسير البرهان، المجلّد 4، الصفحة 37
الحديث 6.). |
|
الآيات(149) (160)
َاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ (149) أَمْ
خَلَقْنَا الْمَلَئِكَةَ إِنَثاً وَهُمْ شَهِدُونَ (150)
|
|
فَاسْتَفْتِهِمْ
أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ (149) أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَئِكَةَ
إِنَثاً وَهُمْ شَهِدُونَ (150) أَلاَ إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ
(151) وَلَدَ اللهُ وَإِنَّهُمْ لَكَذِبُونَ (152) أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى
الْبَنِينَ (153) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (154) أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ
(155) أَمْ لَكُمْ سُلْطَنٌ مُّبِينٌ(156)فَأْتُوا بِكِتَبِكُمْ إِن كُنتُمْ
صَدِقِينَ (157) وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ نَسَباً وَلَقَدْ
عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (158) سُبْحَنَ اللهِ عَمَّا
يَصِفُونَ (159) إِلاَّ عِبَادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ (160) |
|
التّفسير |
|
التهم
القبيحة:
|
|
بعد إستعراض ستّ قصص من قصص
الأنبياء السابقين، وإستخلاص الدروس التربوية منها، يغيّر القرآن موضوع الحديث،
ويتناول موضوعاً آخر يرتبط بمشركي مكّة آنذاك، ويستعرض لنا أنماطاً مختلفة من
شركهم ويحاكمهم بشدّة، ثمّ يدحض بالأدلّة القاطعة أفكارهم الخرافية. والقضيّة هي أنّ مجموعة من المشركين العرب وبسبب جهلهم وسطحيّة تفكيرهم
كانوا يقيسون الله عزّوجلّ بأنفسهم، ويقولون: إنّ لله عزّوجلّ أولاداً، وأحياناً
يقولون: إنّ له زوجة. هذا القول يشبه بقيّة الأقوال التي يخاطب بها القرآن عبدة الأصنام (وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثاً اشهدوا خلقهم
ستكتب شهادتهم ويسألون وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ما لهم بذلك من علم إن
هم إلاّ يخرصون. أم آتيناهم كتاباً من قبله فهم به مستمسكون). |
|
الآيات(161) (170)
فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ (161) مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَتِنِينَ (162)
إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ
|
|
فَإِنَّكُمْ وَمَا
تَعْبُدُونَ (161) مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَتِنِينَ (162) إِلاَّ مَنْ هُوَ
صَالِ الْجَحِيمِ (163) وَمَا مِنَّآ إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ (164)
وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (166)
وَإِن كَانُوا لَيَقُولُونَ(167) لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْراً مِّنَ
الاَْوَّلِينَ (168) لَكُنَّا عِبَادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ (169) فَكَفَرُوا
بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ(170) |
|
التّفسير |
|
الإدّعاءات
الكاذبة:
|
|
الآيات السابقة تحدّثت عن
الآلهة المختلفة التي كان المشركون يعبدونها، أمّا الآيات ـ التي هي مورد بحثنا
الآن ـ فتتابع ذلك الموضوع، حيث توضّح في كلّ بضع آيات موضوعاً يتعلّق بهذا
الأمر. |
|
الآيات(171) (177)
وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ
لَهُمُ الْمَنصُورُونَ
|
|
وَلَقَدْ سَبَقَتْ
كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ
الْمَنصُورُونَ(172) وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَلِبُونَ (173) فَتَوَلَّ
عَنْهُمْ حَتَّى حِين (174) وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (175)
أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (176) فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَآءَ
صَبَاحُ الْمُنذَرِينَ(177) |
|
التّفسير |
|
حزب
الله هو المنتصر:
|
|
لا زلنا نتابع البحث في آيات
هذه السورة المباركة، والتي شارفت على الإنتهاء، بعد أن إستعرضنا في الأبحاث
السابقة جهاد الأنبياء العظام والمصاعب والعراقيل التي أثارها وأوجدها المشركون. عبارات (فشلتم) و (تنازعتم) و (عصيتم) التي وردت في الآية المذكورة أعلاه، وضّحت بصورة جيّدة
أنّ المسلمين في يوم اُحد تخلّوا عن شروط النصر الإلهي، لذا فشلوا في الوصول إلى
أهدافهم. |
|
الآيات (178) (183)
وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِين (178) وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ
(176)سُبْحَنَ رَبِّكَ
|
|
وَتَوَلَّ عَنْهُمْ
حَتَّى حِين (178) وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (176)سُبْحَنَ رَبِّكَ رَبِّ
الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (182)
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَلَمِينَ (183) |
|
التّفسير |
|
تولّ
عنهم!
|
|
كما قلنا، فإنّ الآيات
الأخيرة النازلة في هذه السورة جاءت لمواساة الرّسول الأكرم (صلى الله عليه وآله
وسلم) والمؤمنين الحقيقيين، ولتهديد الكافرين اللجوجين. |
|
ملاحظة |
|
التفكّر
في نهاية كلّ عمل:
|
|
جاء في روايات عديدة عن أئمّة
أهل البيت (عليهم السلام) «من أراد أن يكتال بالمكيال الأوفى (من الأجر يوم القيامة) فليكن آخر كلامه في مجلسه:
سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين»( مجمع البيان، ذيل آيات البحث، واُصول الكافي، ومن لا يحضره
الفقيه نقلا عن تفسير نور الثقلين، المجلّد 4، الصفحة 440..) نهاية
سورة الصافات |
|
|
|