- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
سُورَة الروم مكيّة وَعَدَدُ
آياتها ستون آية
|
|
محتوى
سورة الروم:
|
|
حيث أنّ هذه السورة جميعها
نزلت بمكّة ـ كما هو المشهور ـ فإنّ محتوى السور المكية، وروحها باد
عليها... أي إنّها تبحث قبل كل شيء عن المبدأ والمعاد، لأنّ فترة مكّة هي
فترة تعلم الإعتقادات الإسلامية الأصلية الأساسية، كالتوحيد ومواجهة الشرك
والتوجه ليوم المعاد ومحكمة العدل الإلهي والبعث والنشور.. الخ... كما تُثار
خلال هذه المباحث مسائل أُخرى ترتبط بها. |
|
فضيلة
سورة الروم:
|
|
ورد في حديث للإمام الصادق(ع)
كما أشرنا إليه من قبل، في فضيلة هذه السورة وسورة
العنكبوت مايلي: «من قرأ سورة العنكبوت والروم
في شهر رمضان ليلة ثلاث وعشرين فهو والله ـ [يا
أبا محمّد] ـ من أهل الجنّة لا أستثني فيه أبداً، ولا أخاف أن يكتب الله
علي في يميني إثماً، وإن لهاتين السورتين من الله مكاناً» (ثواب الأعمال للصدوق، طبقاً لنقل تفسير نور
الثقلين، ج 4، ص 164..) |
|
الآيات(1) (7) الم
(1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِى أَدْنَى الاَْرْضِ وَهُمْ مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ
سَيَغْلِبُونَ (3) فِى بِضْعِ سِنِينَ
|
|
الم (1) غُلِبَتِ
الرُّومُ (2) فِى أَدْنَى الاَْرْضِ وَهُمْ مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ
سَيَغْلِبُونَ (3) فِى بِضْعِ سِنِينَ للهِ الاَْمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ
وَيَوْمَئِذ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللهِ يَنْصُرُ مَن يَشَآءُ
وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللهِ لاَ يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ
وَلَكِنَّ أَكْثِرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظَهِراً مِّنَ
الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الاَْخِرَةِ هُمْ غَفِلُونَ (7) |
|
سبب
النّزول
|
|
يتفق المفسّرون
الكبار على أن الآيات الأُولى من هذه السورة نزلت في أعقاب الحرب التي دارت بين الروم والفُرس، وانتصر الفرس على الروم،
وكان النّبي حينئذ في مكّة، والمؤمنون يمثلون الأقلية. |
|
التّفسير |
|
تنبؤ
عجيب!
|
|
هذه السورة ضمن مجموع تسع وعشرين سورة تبدأ بالحروف المقطعة (ألم ). قال جماعة: المراد منه فرحهم بانتصار الروم، وإن كانوا في صفوف
الكفار أيضاً، إلاّ أنّهم لكونهم لديهم كتاب سماوي فانتصارهم
على المجوس يعدّ مرحلة من انتصار «التوحيد» على «الشرك». |
|
بحوث
|
|
1 ـ إعجاز القرآن
من جهة «علم الغيب»
|
|
إن واحداً من طرق
إثبات إعجاز القرآن، هو الإخبار بالمغيبات، ومثله الواضح في هذه الآيات ـ محل البحث ـ ففي عدّة آيات يخبر بأنواع
التأكيدات عن انتصار كبير لجيش منهزم بعد بضع سنين.. ويعدّ ذلك وعداً إلهيّاً
غير مكذوب ولا يتخلف أبداً. |
|
2
ـ السطحيّون «أصحاب الظاهر»
|
|
تختلف نظرة الإنسان المؤمن الإلهي
أساساً مع نظرة الفرد المادي المشرك، اختلافاً
كبيراً. |
3 ـ المطابقة التاريخية
|
|
لكي نعرف المقطع التاريخي
الذي حدثت فيه المعارك بين الروم والفرس، يكفي أن نعرف
في ذلك التاريخ أن حرباً طويلة حدثت في عهد
«خسرو پرويز» ملك الفرس مع الروم استمرت
زهاء أربع وعشرين سنة، حيث دامت من سنة «604 ميلادية إلى سنة 628». |
|
الآيات(8) (10) أَوَ لَمْ يَتَفَكَّرُواْ فِى أَنْفُسِهِمْ
مَّا خَلَقَ اللهُ السَّمَوتِ وَالاَْرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَآ إلاَّ بَالْحَقِّ
|
|
|
أَوَ لَمْ
يَتَفَكَّرُواْ فِى أَنْفُسِهِمْ مَّا خَلَقَ اللهُ السَّمَوتِ وَالاَْرْضَ
وَمَا بَيْنَهُمَآ إلاَّ بَالْحَقِّ وَأَجَل مُّسَمّىً وَإِنَّ كَثيراً مِّنَ
النَّاسِ بِلِقَآىءِ رَبِّهِمْ لَكَفِرُونَ (8) أَوَ لَمْ يَسِيرُواْ فِى
الاَْرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ
كَانُواْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وأَثَارُواْ الاَْرْضَ وَعَمَرُوهَآ أَكْثَرَ
مِمَّا عَمَرُوها وَجَآءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَتِ فَمَا كَانَ اللهَ
لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوآ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (9) ثُمَّ كَانَ
عَقِبَةَ الَّذِينَ أَسَئُواْ السُّوأَى أَنْ كَذَّبُواْ بِايَتِ اللهِ
وَكَانُواْ بِهَا يَسْتَهْزِءُونَ (10) |
|
التّفسير |
|
عاقبة
المسيئين:
|
|
كان الكلام في آخر آية من
البحث السابق عن السطحيين وأصحاب الظاهر، حيث كان أفق فكرهم لا يتجاوز حدود
الدنيا والعالم المادي.. وكانوا جاهلين بما وراء الطبيعة ويوم القيامة. ليت أشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الأسل لعبت هاشم بالملك
فلا خبر جاء ولا وحي نزل وهذه الكلمات تكشف عن عدم
إيمانه بأساس الإسلام، فحمدت زينب الله تعالى
وصلّت وسلّمت على النّبي (ص) وقالت: |
|
الآيات(11) (16)
اللهُ يَبْدَؤُاْ الْخَلْقَ ثُمَّ يعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (11)
وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ
|
|
اللهُ يَبْدَؤُاْ
الْخَلْقَ ثُمَّ يعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (11) وَيَوْمَ تَقُومُ
السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (12) وَلَمْ يَكُنْ لَّهُمْ مِّنْ
شُرَكَآئِهِمْ شُفَعَؤُاْ وَكَانُوا بِشُرَكَآئِهِمْ كَفِرِينَ (13) وَيَوْمَ
تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذ يَتَفَرَّقُونَ (14) فَأَمَّآ الَّذِينَ ءَامَنُوا
وَعَمِلُواْ الصَّلِحَتِ فَهُمْ فِى رَوْضَة يُحْبَرُونَ (15) وَأَمَّآ
الَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِايَتِنَا وَلِقَآىءِ الاَْخِرَةِ
فَأُولَئِكَ فِى الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (16) |
|
التّفسير |
|
مصير
المجرمين ومآلهم يوم القيامة!
|
|
كان الكلام في الآيات
المتقدمة عن الذين يكذّبون ويستهزؤون بآيات الله، وفي
الآيات ـ محل البحث ـ تستكمل البحوث السابقة عن المعاد، مع بيان جوانب
منه، ومآل المجرمين في القيامة! |
|
ملاحظة
|
|
لم
كان أحد أسماء القيامة «الساعة»؟!
|
ينبغي الإلتفات إلى هذه
المسألة الدقيقة... وهي أنّه في كثير من آيات القرآن، ومن ضمنها الآيتان من
الآيات محل البحث، عبر عن قيام «القيامة» بقيام«الساعة» وذلك لأنّ «الساعة» في
الأصل جزء من الزمان، أو لحظات عابرة، وحيث أنّه من جهة تكون القيامة بصورة
مفاجئة وكالبرق الخاطف، ومن جهة أُخرى بمقتضى أن الله سريع الحساب فإنه ينهي
حساب عباده بسرعة، فقد استعمل هذا التعبير في شأن يوم القيامة ليفكر الناس بيوم
القيامة ويكونوا على «أهبة الإستعداد». |
|
الآيات(17) (19)
فَسُبْحَنَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ
فِى السَّمَوَتِ وَالاَْرْضِ
|
|
فَسُبْحَنَ اللهِ
حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِى السَّمَوَتِ
وَالاَْرْضِ وَعَشِّيَّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18) يُخْرِجُ الْحَىَّ مِنَ
الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَىِّ وَيُحْىِ الاْرْضَ بَعْدَ
مَوْتِهَا وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ (19) |
|
التّفسير |
|
|
التسبيح
والحمد في جميع الأحوال لله!
|
|
بعد الأبحاث الكثيرة التي
وردت في الآيات السابقة في شأن المبدأ والمعاد، وقسم من ثواب المؤمنين، وجزاء
المشركين وعقابهم... ففي الآيات محل البحث يذكر التسبيح والحمد والتقديس
والتنزيه لله من جميع أنواع الشرك والنقص والعيب، إذ تقول الآية: (فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السماوات
والأرض وعشياً وحين تظهرون ). 4 ـ وعند الزوال ـ في الظهر ـ
(حين تظهرون )( يرجى ملاحظة أن «عشياً» و «حين تظهرون» قد عطفتا على
«حين تمسون» ويرجع الجميع للتسبيح...). |
|
الآيات(20) (22)
وَمِنْ ءَايَتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِّنْ تُرَاب ثُمَّ إِذَآ أَنْتُمْ بَشَرٌ
تَنْتَشِرُونَ
|
|
وَمِنْ ءَايَتِهِ
أَنْ خَلَقَكُمْ مِّنْ تُرَاب ثُمَّ إِذَآ أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (20)
وَمِنْ ءَايَتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِّنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً
لِّتَسْكُنُواْ إِلَيهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى
ذلِكَ لاََيَت لِّقَوْم يَتَفَكَّرُونَ (21) وَمِنْ ءَايَتِهِ خَلْقُ السَّمَوَتِ
وَالاَْرْضِ وَاخْتِلَفُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِى ذَلِكَ
لاََيَت لِّلْعَلَمِينَ (22) |
|
التّفسير |
|
آيات
الله في الآفاق وفي الأنفس:
|
|
تحدثت هذه الآيات ـ وبعض
الآيات الأخر التي تليها ـ عن طرائف ولطائف من دلائل التوحيد، وآيات الله وآثاره
في نظام عالم الوجود، وهي تكمل البحوث السابقة، ويمكن القول بأن القسم المهم
بشكل عام من آيات التوحيد في القرآن تمثله هذه الآيات! هذه الآيات مقسمة تقسيماً طريفاً من حيث
«آيات الآفاق» و «آيات الأنفس» إذ تتحدث ثلاث منها عن آيات الأنفس (دلائل الخالق في وجود الإنسان نفسه) وثلاث منها عن
آيات الآفاق (دلائل الخالق خارج وجود الإنسان) وواحدة
من هذه الآيات تتحدث عن الآيات في الأنفس وفي الآفاق معاً. |
|
الآيات(23) (25)
وَمِنْ ءَاَيَتِهِ مَنَامُكُمْ بِالَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَآؤُكُمْ مِّنْ
فَضْلِهِ
|
|
وَمِنْ ءَاَيَتِهِ
مَنَامُكُمْ بِالَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَآؤُكُمْ مِّنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِى
ذلِكَ لاََيَت لِّقَوْم يَسْمَعُونَ (23) وَمِنْ ءَايَتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ
خَوْفاً وَطَمَعاً وَنُنَزِّلُ مِنِ السَّمَآءِ مَآءً فَيُحْىِ بِهِ الاَْرْضَ
بَعْدَ مَوْتِهَآ إِنَّ فِى ذلِكَ لاََيَت لِّقَوْم يَعْقِلُونَ (24) وَمِنْ
ءَايَتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَآءُ وَالاَْرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا
دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الاَْرْضِ إِذآ أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ (25) |
|
التّفسير |
|
آياتُ
عظمته ـ مرّةً أُخرى:
|
|
تعقيباً على الأبحاث السابقة
حول آيات الله في الآفاق وفي الأنفس، تتحدث هذه الآيات ـ محل البحث ـ حول قسم
آخر من هذه الآيات العظيمة. ولكن قد يتفق للإنسان ولظروف
خاصة يكون مجبراً على السفر ليلا وأن يستريح نهاراً.. فلو كان منهج تنظيم النوم
خارجاً عن اختيار الإنسان فسيواجه العديد من الصعوبات حتماً. وبالطبع، فحيث لا يمكن النوم
العميق، فالنعاس أيضاً من النعم الإلهية، كما أشارت إليه
الآية الحادية عشرة من سورة الأنفال في شأن المجاهدين يوم بدر (إذْ يغشيّكم النعاس أمنة منه ) لأنّه لا يمكن النوم
العميق في ميدان الحرب، وليس مفيداً ـ أيضاً ـ ولا نافعاً. |
|
بحوث
|
|
1 ـ دورة دروس
كاملة لمعرفة الله
|
|
تناولت الآيات الست المتقدمة بحوثاً مختلفة في معرفة الله، وهي بمجموعها تمثل حلقات متصلة ودورة
كاملة طريفة، بدءاً بخلق السماء إلى خلق البشر
من التراب، ومن رباط الحب في الأسرة، إلى النوم الذي يمنح الدعة والإطمئنان في
الليل والنهار، ومن تدبير النظام والعالم متدرجاً، إلى البرق والغيث واختلاف
الألسنة والألوان... فهي مجموعة مناسبة من آيات الآفاق
وآيات الأنفس!. |
|
2 ـ من هم
المستلهمون من هذه الآيات
|
|
ورد في أربع آيات من هذه الآيات الست التأكيد على أن في هذه الأُمور دلائل واضحة «للعالمين، المتفكرين، السميعين، العاقلين» إلاّ
أنّ هذا التأكيد لم يرد في الآية الأولى، ولا الآية الأخيرة. |
|
3 ـ عجائب عالم
النوم
|
|
بالرغم من جميع الأبحاث التي
كتبها العلماء حول النوم وخصائصه، يبدو أن زوايا هذا
العالم لم تنكشف جميعها، ولم يرفع النقاب عن أسراره وحقائقه الغامضة! |
|
4 ـ علاقة الحب بين الزوجين
|
|
بالرّغم من أنّ العلاقة أو
الإرتباط بين الإنسان وأبيه وأمه وإخوته هي علاقة نسبية، تمتد جذورها العميقة
بالقرابة. والعلاقة بين الزوجين علاقة قانونية. و«معاقدة
بينهما» لكن كثيراً ما تتغلب هذه العلاقة حتى على علاقة الإنسان بأبيه
وأُمه، وفي الحقيقة هذا هو ما أشارت إليه
الآيات الآنفة بالتعبير (وجعل
بينكم مودّة ورحمة ). ونقرأ حديثاً عن الرّسول (ص) أنّه أخبر ابنة جحش باستشهاد خالها حمزة،
فقالت: إنا لله وإنا إليه راجعون. فأخبرها باستشهاد أخيها فقالت مرّة أُخرى: «إنا لله وإنا إليه راجعون» (وطلبت له الأجر والثواب
من الله). |
|
الآيات(26) (29)
وَلَهُ مَن فِى السَّمَوَتِ وَالاَْرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَنِتُونَ (26) وَهُوَ
الَّذِى يَبْدَوُاْ الْخَلْقَ
|
|
وَلَهُ مَن فِى
السَّمَوَتِ وَالاَْرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَنِتُونَ (26) وَهُوَ الَّذِى يَبْدَوُاْ
الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الاَْعْلى
فِى السَّمَوَتِ وَالاَْرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27) ضَرَبَ لَكُمْ
مَّثَلا مِّنْ أَنْفُسِكُمْ هَل لَّكُمْ مِّنْ مَّا مَلَكَتْ أَيْمَنُكُمْ مِّنْ
شُرَكَآءَ فِى مَا رَزَقْنَكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَآءٌ تَخَافُونَهُمْ
كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الاَْيَتِ لِقَوْم يَعْقِلُونَ
(28) بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَهْوَآءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْم فَمَن
يَهْدِى مَنْ أَضَلَّ اللهُ وَمَا لَهُمْ مِّنْ نَّصِرِينَ (29) |
|
التّفسير |
|
المالكية لله وحده:
|
|
كانت الآيات المتقدمة تتحدث
حول توحيد الخالق، وتوحيد الرّب، أمّا الآية الأُولى من هذه الآيات محل البحث
فتتحدث عن فرع آخر من فروع التوحيد، وهو توحيد الملك فتقول: (وله من في السماوات والأرض ). فلو كان لكم عبيد وملك يمين «وهو ملك مجازي» لما رضيتم بمثل هذا الفعل منهم،
فكيف تتصورون المخلوقات التي هي ملك حقيقي لله شركاءه! أو تزعمون أن بعض
الأنبياء كالمسيح أو ملائكة الله أو بعض المخلوقات الأُخرى كالجن أو الأصنام
الحجرية والخشبيّة شركاءه، ألا ساء ما تحكمون!! |
|
الآيات(30) (32)
فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللهِ الَّتِى فَطَرَ النَّاسَ
عَلَيها لاَ تَبْدِيلَ لِخْلْقِ
|
|
فَأَقِمْ وَجْهَكَ
لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللهِ الَّتِى فَطَرَ النَّاسَ عَلَيها لاَ
تَبْدِيلَ لِخْلْقِ اللهِ ذلِكَ الدَّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ
النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (30) مُنِيبِينَ إِلَيهِ وَاتَّقُوهُ وأَقِيمُواْ
الصَّلَوةَ وَلاَ تَكُونوُاْمِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُواْ
دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعَاً كُلُّ حِزْبِ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) |
|
التّفسير |
|
كان لدينا حتى الآن أبحاث
كثيرة حول التوحيد ومعرفة الله، عن طريق مشاهدة نظام الخلق، والإستفادة منه
لإثبات مبدأ العلم والقدرة في ما وراء عالم الطبيعة، بالاستفادة من آيات التوحيد
في هذه السورة! ويضيف القرآن في الآية التالية: ينبغي أن يكون التفاتكم للدين الحنيف والفطري حالة كونكم
(منيبين إليه ) فأصلكم وأساسكم على التوحيد، وينبغي أن تعودوا إليه أيضاً. وواضح أن الأوامر الأربعة الواردة في هذه الآية، هي تأكيد على مسألة التوحيد
وآثاره العملية، فالمسألة أعمّ من التوبة والعودة إليه تعالى وإلى تقواه وإقامة
الصلوة وعدم الشرك به. يقول القرآن المجيد في الآية (8) من سورة
فاطر: (فمن زين له سوء عمله فرآه حسناً )..
كالذي يمضي في طريق الحق، ويرى الحقائق كما هي، ويعرفها حق المعرفة؟! |
|
بحثان
|
|
1 ـ التوحيد باعث
داخلي قوي:
|
|
كما أنّ
الدلائل العقلية والمنطقية توجّه الإنسان، فإنّ في داخله دوافع وموانع
أيضاً.. بحيث تعين له الجهة «أحياناً» من حيث يدري أو لا يدري! |
|
1 ـ الإعتقاد
الديني والإيمان بالله على امتداد التاريخ البشري بنفسه دليل على الفطرة!
|
|
1 ـ إنّ دوام
الإعتقاد الديني والإيمان بالله على امتداد التاريخ البشري بنفسه دليل على
الفطرة! لأنّه إذا كان ذلك على سبيل العادة، لما كانت له جنبة عمومية ولا جنبة
دائمية، فهذا العموم وهذا الدوام دليل على فطرية الحالة. |
|
2 ـ إنّ المشاهدات عياناً في العالم
المعاصر تكشف
|
|
2 ـ
إنّ المشاهدات عياناً في العالم المعاصر تكشف أنّه مع جميع ما بذل الطغاة والمستبدون ـ وأنظمتهم الجائرة من جهود وسعي
لمحو الدين وآثاره وعن طرق مختلفة ـ لم يستطيعوا أن يستأصلوا الدين وجذوره من
أعماق هذه المجتمعات. |
|
3 ـ الكشوفات
الأخيرة من قبل النفسانيين وعلماء النفس
|
|
3 ـ الكشوفات
الأخيرة من قبل النفسانيين وعلماء النفس في مجال أبعاد
الروح الإنسانية، شاهد آخر على هذا المدعى، إذ أنّهم يقولون: «إنّ
التحقيقات في المجالات النفسيّة تشير إلى بعد أصيل هو «البعد الديني» أو بتعبير
آخر «بعد قدسي» أو «رباني» وربّما عدّوا هذا البعد
أساساً للأبعاد الثلاثة الأُخرى وهي «البعد العلمي» ، و«البعد الجمالي»، و«البعد
الخيّر». ونقرأ في مقالة كتبها «كوونتايم» في هذا المجال مايلي: |
|
4 ـ إن التجاء
الإنسان في الشدائد والمحن إلى قوة خفية وراء الطبيعة،
|
|
4 ـ إن التجاء
الإنسان في الشدائد والمحن إلى قوة خفية وراء الطبيعة، وطلب حل المشاكل والازمات
من قبل هذه القوة، لهو أيضاً شاهد آخر على أصالة هذا الدافع الباطني والإلهام
الفطري، ويمكن ـ بضمها إلى مجموع الشواهد التي ذكرناها آنفاً ـ أن توقفنا على مثل
هذا الدافع الباطني في داخلنا نحو الله سبحانه. |
|
5 ـ حوادث
وظواهر لا يمكن تفسيرها إلاّ عن طريق أصالة الحسّ الديني
|
|
5 ـ وفي حياة
الإنسان حوادث وظواهر لا يمكن تفسيرها إلاّ عن طريق أصالة الحسّ الديني... فكثير
من الناس نجدهم قد ضحوا بجميع ما لديهم من الإمكانات المادية، ولا يزالون يضحون
أيضاً، ويصبّون كل ما عندهم مع ما لديهم من سوابق تحت قدم الدين، وربّما قدّموا
أنفسهم في سبيله أيضاً. |
|
2
ـ فطرة التوحيد في الأحاديث الإسلامية
|
|
موضوع «معرفة الله
الفطرية» لم يختص به القرآن الكريم
فحسب، بل هو وارد في الأحاديث الإسلامية بشكل يسترعي الإنتباه، حيث أن بعضها
يؤكّد على التوحيد بالفطرة، وبعضها يؤكّد على المعرفة، وقسم
يتناول الفطرة «على الإسلام» وأخيراً فإن قسماً
منها تناول عنوان الولاية أيضاً. |
|
الآيات(33) (36) وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُم مُّنيبِينَ
إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُم مِّنْهُ رَحْمَةً
|
|
وَإِذَا مَسَّ
النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُم مُّنيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُم
مِّنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِّنهُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (33)
لِيَكْفُرُواْ بِمَآ ءَاتَيْنَهُمْ فَتَمَتَّعُواْ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (34)
أَمْ أَنزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُواْ بِهِ
يُشْرِكُونَ (35) وَإِذَآ أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُواْ بِها وَإِن
تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ (36) |
|
التّفسير |
|
إنّ الآية الأُولى من المقطع الذي بين أيدينا، هي
في الحقيقة استدلال وتأكيد على البحث السابق في مجال كون التوحيد فطرياً،
وتفتح هذا النور الإلهي عند الشدائد والصعاب! إذ تقول الآية: (وإذا مس الناس ضرّ دعوا ربّهم منيبين إليه ). |
|
الآيات(37) (40) أَوَ لَمْ يَرَوْاْ أَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن
يَشَآءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِى ذَلِكَ لاََيت لِّقَوْم يُؤْمِنُونَ
|
|
أَوَ لَمْ يَرَوْاْ
أَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِى ذَلِكَ
لاََيت لِّقَوْم يُؤْمِنُونَ (37) فَأَتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ
وَابْنَ السَّبِيِلْ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ
وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (38) وَمَآءَ اتَيْتُم مِّن رِّباً
لِّيَرْبُوَاْ فِى أَمْوَالِ النَّاسِ فَلاَ يَرْبُواْ عِندَ اللهِ وَمَآ
ءَاتَيْتُم مِّن زَكَوة تُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمُ
الْمُضْعِفُونَ (39) اللهُ الَّذِى خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ
يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن
ذَلِكُمْ مِّن شَىْء سُبْحَنَهُ وَتَعَلَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (40) |
|
التّفسير |
|
الآية الأُولى من الآيات محل
البحث ـ تتحدث عن التوحيد والربوبيّة أيضاً، وانسجاماً مع سياق الآيات السابقة
التي كانت تتحدث عن غرور بعض الناس الماديين عند إقبال النعمة عليهم، ويأسهم
وقنوطهم عند مواجهتهم الشدائد والبلاء، فإنّها تقول: (أولم
يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ). وبالطبع فإنه لا منافاة في
الجمع بين التّفسيرين، وعلى هذا فإن مفهوم الآية مفهوم واسع، والنّبي(ص) وقرباه
وخاصة فاطمة الزهراء(عليها السلام) هم المصداق الأتم لهذه الآية. |
|
الآيات(41) (45)
ظَهَرَ الْفَسَادُ فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِىْ النَّاسِ
لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِى عَمِلُواْ
|
|
ظَهَرَ الْفَسَادُ
فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِىْ النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ
بَعْضَ الَّذِى عَمِلُواْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41) قُلْ سِيرُواْ فِى
الاَْرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ
أَكْثَرُهُمْ مُّشْرِكِينَ (42) فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينَ الْقَيِّمِ مِنْ
قَبْلِ أَنْ يَأْتِىَ يَوْمٌ لاَّمَرَدَّ لَهُ مِنَ اللهِ يَوْمَئِذ
يَصَّدَّعُونَ (43) مَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَلِحاً
فَلاَِنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ (44) لِيَجْزِىَ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُواْ
الصَّلِحَتِ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْكَفِرِينَ (45) |
|
التّفسير |
|
أساس
الفساد ومصدره أعمال الناس أنفسهم:
|
|
كان الكلام في الآيات
االسابقة عن الشرك، ونعلم أنّ أساس جميع المفاسد هو الغفلة عن أصل التوحيد
والتوجه نحو الشرك، لذلك فإنّ القرآن ـ في هذه الآيات محل البحث ـ يتحدث عن ظهور
الفساد في الأرض بسبب أعمال الناس أنفسهم، فيقول: (ظهر
الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ). أي يتفرقون «فريق في الجنّة وفريق في السعير». |
|
بحوث
|
|
1 ـ العلاقة بين
الذنب والفساد
|
|
ممّا لا شك فيه أن كل ذنب
يترك أثره في المجتمع، كما يترك أثره في الأفراد عن طريق المجتمع أيضاً... ويسبب
نوعاً من الفساد في التنظيم الإجتماعي، فالذنب والعمل
القبيح، وتجاوز القانون، مثلها كمثل الغذاءالسيء والمسموم، إذ يترك أثره غير
المطلوب والسيء في البدن شئنا أم أبينا، ويقع الإنسان فريسة للآثار
الوضعية لذلك الغذاء المسموم. حتى أنّنا لنقرأ حديثاً عن الإمام الصادق(عليه السلام) يقول فيه: «من يموت
بالذنوب أكثر ممن يموت بالآجال» (سفينة البحار (مادة
ذنب).) |
|
2 ـ فلسفة السير
في الأرض
|
|
لقد وردت مسألة «السير في الأرض» ست مرات في
القرآن المجيد، (في سورة آل عمران والأنعام والنحل والنمل والعنكبوت
والروم) حيث وردت مرّة بقصد التفكر في أسرار
الخلق (سورة العنكبوت الآية 20) وخمس مرات بقصد العبرة
من العواقب الوخيمة التي نالها الظالمون والجبابرة والطغاة الآثمون! ولكن الإسلام يؤيد السياحة التي تكون وسيلة لنقل الثقافات الصحيحة والتجارب
المتراكمة، واستكناه أسرار الخلق في عالم البشر وعالم الطبيعة، واستلهام دروس
العبرة من عواقب المفسدين والظالمين الوخيمة. |
|
3
ـ الدين القيّم
|
|
كان الخطاب في الآيات
المتقدمة للنّبي(صلى الله عليه وآله) أن يجعل تمام توجهه نحو الدين المستقيم
والثابت، الذي ليس فيه إعوجاج ولا إنحراف ولا تزلزل في قواعده أبداً. |
|
4 ـ لا عودة في
يوم القيامة!
|
|
قرأنا في الآيات المتقدمة عن
يوم القيامة قوله تعالى: (يوم لا مرد له من الله ) ولا طريق للعودة إلى الدنيا! وهل ترجع الثمرة المقطوفة من
الشجرة ـ ناضجة كانت أم لا ـ إلى أغصانها؟! |
|
الآيات(46) (50)
وَمِنْ ءَايَتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرت وَلِيُذِيقَكُمْ مِّنْ
رَّحْمَتِهِ
|
|
وَمِنْ ءَايَتِهِ
أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرت وَلِيُذِيقَكُمْ مِّنْ رَّحْمَتِهِ
وَلِتَجْرىَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ
تَشْكُرُونَ (46) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلا إِلى قَوْمِهمْ
فَجَآءُوهُمْ بِالْبَيِّنَتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ وَكَانَ
حَقّاً عَلَينَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47) اللهُ الَّذِى يُرْسِلُ الرِّيَحَ
فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِى السَّمآءِ كَيْفَ يَشَآءُ وَيَجْعَلُهُ
كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَلِهِ فَإِذآ أَصَابَ بِهِ مَن
يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48) وَإِنْ كَانُواْ مِنْ
قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (49) فَانْظُرْ
إِلَى ءَاثَرِ رَحْمَتِ اللهِ كَيْفَ يُحْيِى الاَْرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَآ إِنَّ
ذلِكَ لَمُحْيِى الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَىْء قَدِيرٌ (50) |
|
التّفسير |
|
انظر
إلى آثار رحمة الله:
|
|
قلنا: إن في هذه السورة قسماً
مهمّاً «يستلفت النظر» من دلائل التوحيد وآيات
الله، مبيناً في سبع آيات تبدأ كل منها بقوله: (ومن
آياته ) قرأنا ست آيات منها بصورة متتابعة، والآية الأُولى من الآيات
اعلاه هي سابع الآيات التي مرت. وآخرها. وهو يغسل النباتات ويمنحها
النضرة والطراوة!. والواقع أن قانون الحياة
والموت في كل مكان متشابه.. فالذي يحي الأرض الميتة بقطرات السماء، ويهبها
الحركة والبهجة، ويتكرر هذا العمل على طول السنة، وأحياناً في كل يوم، فإن له
هذه القدرة على إحياء الناس بعد الموت، فالموت بيده في كل مكان، كما أن الحياة
بأمره أيضاً. |
|
الآيات(51) (54)
وَلَئِنْ أَرْسَلْنا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرّاً لَّظَلُّواْ مِن بَعْدِهِ
يَكْفُرُونَ
|
|
وَلَئِنْ
أَرْسَلْنا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرّاً لَّظَلُّواْ مِن بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ
(51)فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتى وَلاَ تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعآءَ إِذَا
وَلَّوْاْ مُدْبِرِينَ (52) وَمَآ أَنْتَ بِهَدِ الْعُمْىِ عَن ضَلَلَتِهِمْ إِن
تُسْمِعُ إلاَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِاَيَتِنَا فَهُمْ مُّسْلِمُونَ (53) اللهُ
الَّذِى خَلَقَكُمْ مِّنْ ضَعْف ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْف قُوَّةً ثُمَّ
جَعَلَ مِنْ قُوَة ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ
الْقَدِيرُ (54) |
|
التّفسير |
|
الموتى
والصُّمّ لا يسمعون كلامك:
|
|
حيث أنّ الكلام كان ـ في
الآيات السابقة ـ عن الرياح المباركة التي كانت مبشرات بالغيث والرحمة، ففي أوّل
آية من الآيات أعلاه إشارة إلى الرياح المدمرّة والتي تجلب الضرر، إذ يقول
القرآن في هذا الصدد: (ولئن أرسلنا ريحاً فرأوه مصفرّاً
لظلّوا من بعده يكفرون ). على العكس من
المؤمنين الصادقين الذين هم بنعمة
الله مستبشرون وعليهايشكرون، وعند نزول المصائب والمشاكل تراهم صابرون، ولا يؤثر
التغيير المعاشي والحياتي المادي في إيمانهم أبداً، وليسوا كعمي القلوب ضعيفي
الإيمان، الذين يظهرون إيمانهم بمجرّد هبوب الريح، ويكفرون مرّة أُخرى إذا هبت
الريح بشكل آخر! والمرحلة الثّانية:
مرحلة «الصمم» وعدم
السمع، ولا سيما عند أُولئك الذين يديرون ظهورهم وهم في حالة الفرار، فقد
يؤثر فيهم الصراخ الشديد لو كانوا قريبين، لكن في مثل هذه الحال وهم يفرون، فلا! وهنا ينبغي أن نضيف
هذه الجملة، وهي أن جميع المسلمين في
صلاتهم ـ دائماً ـ يخاطبون النّبي(ص) ويسلمون عليه بهذه
الجملة «السلام عليك أيّها النّبي ورحمة الله وبركاته» ونعرف أنّ
المخاطبة الحقيقة لا المجازية يجب أن تكون ـ حتماً ـ مع إنسان يسمع ويدرك! وهذا هو ما أشار إليه الإمام
أمير المؤمنين(ع) في كلامه النيّر إذ قال: «عرفت الله
بفسخ العزائم وحل العقود ونقض الهمم» (نهج البلاغة، الكلمات القصار، الجملة 250.). |
|
الآيات(55) (60)
وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُواْ غَيرَ
سَاعَة
|
|
وَيَوْمَ تَقُومُ
السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُواْ غَيرَ سَاعَة كَذلِكَ
كَانُواْ يُؤْفَكُونَ (55) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ وَالاِْيمَنَ
لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِى كِتَبِ اللهِ إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذا يَوْمُ
الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (56) فَيَوْمَئِذ لاَّ
يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَعْذِرَتُهُمْ وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (57)
وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِى هَذَا الْقُرْءَانِ مِن كُلِّ مَثَل وَلَئِنْ
جِئْتَهُمْ بِايَة لَّيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ أَنْتُمْ إلاَّ
مُبْطِلُونَ (58) كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لاَ
يَعْلَمُونَ (59) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ
الَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ (60) |
|
التّفسير |
|
يوم
لا ينفع الإعتذار:
|
|
قلنا إن في هذه السورة أبحاثاً منسجمة ومتناغمة تتعلق بالمبدأ والمعاد..
وفي الآيات ـ محل البحث ـ يعقب القرآن على البحوث التي كانت حول المبدأ والمعاد
أيضاً، فيعود إلى بيان مشهد من مشاهد يوم القيامة الأليمة، وذلك بتجسيمه حالة
المجرمين في ذلك اليوم، إذ يقول: (ويوم تقوم الساعة
يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة ) في عالم البرزخ أجل (كذلك كانوا يؤفكون )فإنّهم فيما سبق كانوا محرومين من
إدراك الحقائق ومصروفين عنها. |
|
مسألتان
|
|
الأوّل:
كيف يقسم المجرمون مثل هذا القسم الكاذب؟
|
|
والجواب واضح، فهم يتصورون ـ واقعاً ـ مثل هذا التصور، ويظنون أن فترة البرزخ
كانت قصيرة جدّاً، لأنّهم كانوا في حالة تشبه النوم، ألا ترى أن أصحاب الكهف
الذين كانوا صالحين مؤمنين، حين أفاقوا بعد نوم طويل، تصوروا أنّهم لبثوا يوماً
أو بعض يوم في منامهم. |
|
2- تفسير جملة
(كذلك كانوا يؤفكون )
|
|
ومن هنا تتّضح
المسألة الثّانية. أي تفسير جملة (كذلك كانوا يؤفكون )لأنّ «الإفك»
في الأصل معناه تبدل الوجه الحقيقي والإنصراف عن الحق،
وهذه الجماعة ابتعدت عن الواقع لحالتها الخاصة في عالم البرزخ، فلم تستطع أن تحدد لبثها في عالم البرزخ. انتهاء سورة
الروم ونهاية المجلد الثاني عشر |
|
|
|
|
سُورَة الروم مكيّة وَعَدَدُ
آياتها ستون آية
|
|
محتوى
سورة الروم:
|
|
حيث أنّ هذه السورة جميعها
نزلت بمكّة ـ كما هو المشهور ـ فإنّ محتوى السور المكية، وروحها باد
عليها... أي إنّها تبحث قبل كل شيء عن المبدأ والمعاد، لأنّ فترة مكّة هي
فترة تعلم الإعتقادات الإسلامية الأصلية الأساسية، كالتوحيد ومواجهة الشرك
والتوجه ليوم المعاد ومحكمة العدل الإلهي والبعث والنشور.. الخ... كما تُثار
خلال هذه المباحث مسائل أُخرى ترتبط بها. |
|
فضيلة
سورة الروم:
|
|
ورد في حديث للإمام الصادق(ع)
كما أشرنا إليه من قبل، في فضيلة هذه السورة وسورة
العنكبوت مايلي: «من قرأ سورة العنكبوت والروم
في شهر رمضان ليلة ثلاث وعشرين فهو والله ـ [يا
أبا محمّد] ـ من أهل الجنّة لا أستثني فيه أبداً، ولا أخاف أن يكتب الله
علي في يميني إثماً، وإن لهاتين السورتين من الله مكاناً» (ثواب الأعمال للصدوق، طبقاً لنقل تفسير نور
الثقلين، ج 4، ص 164..) |
|
الآيات(1) (7) الم
(1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِى أَدْنَى الاَْرْضِ وَهُمْ مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ
سَيَغْلِبُونَ (3) فِى بِضْعِ سِنِينَ
|
|
الم (1) غُلِبَتِ
الرُّومُ (2) فِى أَدْنَى الاَْرْضِ وَهُمْ مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ
سَيَغْلِبُونَ (3) فِى بِضْعِ سِنِينَ للهِ الاَْمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ
وَيَوْمَئِذ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللهِ يَنْصُرُ مَن يَشَآءُ
وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللهِ لاَ يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ
وَلَكِنَّ أَكْثِرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظَهِراً مِّنَ
الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الاَْخِرَةِ هُمْ غَفِلُونَ (7) |
|
سبب
النّزول
|
|
يتفق المفسّرون
الكبار على أن الآيات الأُولى من هذه السورة نزلت في أعقاب الحرب التي دارت بين الروم والفُرس، وانتصر الفرس على الروم،
وكان النّبي حينئذ في مكّة، والمؤمنون يمثلون الأقلية. |
|
التّفسير |
|
تنبؤ
عجيب!
|
|
هذه السورة ضمن مجموع تسع وعشرين سورة تبدأ بالحروف المقطعة (ألم ). قال جماعة: المراد منه فرحهم بانتصار الروم، وإن كانوا في صفوف
الكفار أيضاً، إلاّ أنّهم لكونهم لديهم كتاب سماوي فانتصارهم
على المجوس يعدّ مرحلة من انتصار «التوحيد» على «الشرك». |
|
بحوث
|
|
1 ـ إعجاز القرآن
من جهة «علم الغيب»
|
|
إن واحداً من طرق
إثبات إعجاز القرآن، هو الإخبار بالمغيبات، ومثله الواضح في هذه الآيات ـ محل البحث ـ ففي عدّة آيات يخبر بأنواع
التأكيدات عن انتصار كبير لجيش منهزم بعد بضع سنين.. ويعدّ ذلك وعداً إلهيّاً
غير مكذوب ولا يتخلف أبداً. |
|
2
ـ السطحيّون «أصحاب الظاهر»
|
|
تختلف نظرة الإنسان المؤمن الإلهي
أساساً مع نظرة الفرد المادي المشرك، اختلافاً
كبيراً. |
3 ـ المطابقة التاريخية
|
|
لكي نعرف المقطع التاريخي
الذي حدثت فيه المعارك بين الروم والفرس، يكفي أن نعرف
في ذلك التاريخ أن حرباً طويلة حدثت في عهد
«خسرو پرويز» ملك الفرس مع الروم استمرت
زهاء أربع وعشرين سنة، حيث دامت من سنة «604 ميلادية إلى سنة 628». |
|
الآيات(8) (10) أَوَ لَمْ يَتَفَكَّرُواْ فِى أَنْفُسِهِمْ
مَّا خَلَقَ اللهُ السَّمَوتِ وَالاَْرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَآ إلاَّ بَالْحَقِّ
|
|
|
أَوَ لَمْ
يَتَفَكَّرُواْ فِى أَنْفُسِهِمْ مَّا خَلَقَ اللهُ السَّمَوتِ وَالاَْرْضَ
وَمَا بَيْنَهُمَآ إلاَّ بَالْحَقِّ وَأَجَل مُّسَمّىً وَإِنَّ كَثيراً مِّنَ
النَّاسِ بِلِقَآىءِ رَبِّهِمْ لَكَفِرُونَ (8) أَوَ لَمْ يَسِيرُواْ فِى
الاَْرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ
كَانُواْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وأَثَارُواْ الاَْرْضَ وَعَمَرُوهَآ أَكْثَرَ
مِمَّا عَمَرُوها وَجَآءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَتِ فَمَا كَانَ اللهَ
لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوآ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (9) ثُمَّ كَانَ
عَقِبَةَ الَّذِينَ أَسَئُواْ السُّوأَى أَنْ كَذَّبُواْ بِايَتِ اللهِ
وَكَانُواْ بِهَا يَسْتَهْزِءُونَ (10) |
|
التّفسير |
|
عاقبة
المسيئين:
|
|
كان الكلام في آخر آية من
البحث السابق عن السطحيين وأصحاب الظاهر، حيث كان أفق فكرهم لا يتجاوز حدود
الدنيا والعالم المادي.. وكانوا جاهلين بما وراء الطبيعة ويوم القيامة. ليت أشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الأسل لعبت هاشم بالملك
فلا خبر جاء ولا وحي نزل وهذه الكلمات تكشف عن عدم
إيمانه بأساس الإسلام، فحمدت زينب الله تعالى
وصلّت وسلّمت على النّبي (ص) وقالت: |
|
الآيات(11) (16)
اللهُ يَبْدَؤُاْ الْخَلْقَ ثُمَّ يعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (11)
وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ
|
|
اللهُ يَبْدَؤُاْ
الْخَلْقَ ثُمَّ يعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (11) وَيَوْمَ تَقُومُ
السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (12) وَلَمْ يَكُنْ لَّهُمْ مِّنْ
شُرَكَآئِهِمْ شُفَعَؤُاْ وَكَانُوا بِشُرَكَآئِهِمْ كَفِرِينَ (13) وَيَوْمَ
تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذ يَتَفَرَّقُونَ (14) فَأَمَّآ الَّذِينَ ءَامَنُوا
وَعَمِلُواْ الصَّلِحَتِ فَهُمْ فِى رَوْضَة يُحْبَرُونَ (15) وَأَمَّآ
الَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِايَتِنَا وَلِقَآىءِ الاَْخِرَةِ
فَأُولَئِكَ فِى الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (16) |
|
التّفسير |
|
مصير
المجرمين ومآلهم يوم القيامة!
|
|
كان الكلام في الآيات
المتقدمة عن الذين يكذّبون ويستهزؤون بآيات الله، وفي
الآيات ـ محل البحث ـ تستكمل البحوث السابقة عن المعاد، مع بيان جوانب
منه، ومآل المجرمين في القيامة! |
|
ملاحظة
|
|
لم
كان أحد أسماء القيامة «الساعة»؟!
|
ينبغي الإلتفات إلى هذه
المسألة الدقيقة... وهي أنّه في كثير من آيات القرآن، ومن ضمنها الآيتان من
الآيات محل البحث، عبر عن قيام «القيامة» بقيام«الساعة» وذلك لأنّ «الساعة» في
الأصل جزء من الزمان، أو لحظات عابرة، وحيث أنّه من جهة تكون القيامة بصورة
مفاجئة وكالبرق الخاطف، ومن جهة أُخرى بمقتضى أن الله سريع الحساب فإنه ينهي
حساب عباده بسرعة، فقد استعمل هذا التعبير في شأن يوم القيامة ليفكر الناس بيوم
القيامة ويكونوا على «أهبة الإستعداد». |
|
الآيات(17) (19)
فَسُبْحَنَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ
فِى السَّمَوَتِ وَالاَْرْضِ
|
|
فَسُبْحَنَ اللهِ
حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِى السَّمَوَتِ
وَالاَْرْضِ وَعَشِّيَّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18) يُخْرِجُ الْحَىَّ مِنَ
الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَىِّ وَيُحْىِ الاْرْضَ بَعْدَ
مَوْتِهَا وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ (19) |
|
التّفسير |
|
|
التسبيح
والحمد في جميع الأحوال لله!
|
|
بعد الأبحاث الكثيرة التي
وردت في الآيات السابقة في شأن المبدأ والمعاد، وقسم من ثواب المؤمنين، وجزاء
المشركين وعقابهم... ففي الآيات محل البحث يذكر التسبيح والحمد والتقديس
والتنزيه لله من جميع أنواع الشرك والنقص والعيب، إذ تقول الآية: (فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السماوات
والأرض وعشياً وحين تظهرون ). 4 ـ وعند الزوال ـ في الظهر ـ
(حين تظهرون )( يرجى ملاحظة أن «عشياً» و «حين تظهرون» قد عطفتا على
«حين تمسون» ويرجع الجميع للتسبيح...). |
|
الآيات(20) (22)
وَمِنْ ءَايَتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِّنْ تُرَاب ثُمَّ إِذَآ أَنْتُمْ بَشَرٌ
تَنْتَشِرُونَ
|
|
وَمِنْ ءَايَتِهِ
أَنْ خَلَقَكُمْ مِّنْ تُرَاب ثُمَّ إِذَآ أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (20)
وَمِنْ ءَايَتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِّنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً
لِّتَسْكُنُواْ إِلَيهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى
ذلِكَ لاََيَت لِّقَوْم يَتَفَكَّرُونَ (21) وَمِنْ ءَايَتِهِ خَلْقُ السَّمَوَتِ
وَالاَْرْضِ وَاخْتِلَفُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِى ذَلِكَ
لاََيَت لِّلْعَلَمِينَ (22) |
|
التّفسير |
|
آيات
الله في الآفاق وفي الأنفس:
|
|
تحدثت هذه الآيات ـ وبعض
الآيات الأخر التي تليها ـ عن طرائف ولطائف من دلائل التوحيد، وآيات الله وآثاره
في نظام عالم الوجود، وهي تكمل البحوث السابقة، ويمكن القول بأن القسم المهم
بشكل عام من آيات التوحيد في القرآن تمثله هذه الآيات! هذه الآيات مقسمة تقسيماً طريفاً من حيث
«آيات الآفاق» و «آيات الأنفس» إذ تتحدث ثلاث منها عن آيات الأنفس (دلائل الخالق في وجود الإنسان نفسه) وثلاث منها عن
آيات الآفاق (دلائل الخالق خارج وجود الإنسان) وواحدة
من هذه الآيات تتحدث عن الآيات في الأنفس وفي الآفاق معاً. |
|
الآيات(23) (25)
وَمِنْ ءَاَيَتِهِ مَنَامُكُمْ بِالَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَآؤُكُمْ مِّنْ
فَضْلِهِ
|
|
وَمِنْ ءَاَيَتِهِ
مَنَامُكُمْ بِالَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَآؤُكُمْ مِّنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِى
ذلِكَ لاََيَت لِّقَوْم يَسْمَعُونَ (23) وَمِنْ ءَايَتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ
خَوْفاً وَطَمَعاً وَنُنَزِّلُ مِنِ السَّمَآءِ مَآءً فَيُحْىِ بِهِ الاَْرْضَ
بَعْدَ مَوْتِهَآ إِنَّ فِى ذلِكَ لاََيَت لِّقَوْم يَعْقِلُونَ (24) وَمِنْ
ءَايَتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَآءُ وَالاَْرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا
دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الاَْرْضِ إِذآ أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ (25) |
|
التّفسير |
|
آياتُ
عظمته ـ مرّةً أُخرى:
|
|
تعقيباً على الأبحاث السابقة
حول آيات الله في الآفاق وفي الأنفس، تتحدث هذه الآيات ـ محل البحث ـ حول قسم
آخر من هذه الآيات العظيمة. ولكن قد يتفق للإنسان ولظروف
خاصة يكون مجبراً على السفر ليلا وأن يستريح نهاراً.. فلو كان منهج تنظيم النوم
خارجاً عن اختيار الإنسان فسيواجه العديد من الصعوبات حتماً. وبالطبع، فحيث لا يمكن النوم
العميق، فالنعاس أيضاً من النعم الإلهية، كما أشارت إليه
الآية الحادية عشرة من سورة الأنفال في شأن المجاهدين يوم بدر (إذْ يغشيّكم النعاس أمنة منه ) لأنّه لا يمكن النوم
العميق في ميدان الحرب، وليس مفيداً ـ أيضاً ـ ولا نافعاً. |
|
بحوث
|
|
1 ـ دورة دروس
كاملة لمعرفة الله
|
|
تناولت الآيات الست المتقدمة بحوثاً مختلفة في معرفة الله، وهي بمجموعها تمثل حلقات متصلة ودورة
كاملة طريفة، بدءاً بخلق السماء إلى خلق البشر
من التراب، ومن رباط الحب في الأسرة، إلى النوم الذي يمنح الدعة والإطمئنان في
الليل والنهار، ومن تدبير النظام والعالم متدرجاً، إلى البرق والغيث واختلاف
الألسنة والألوان... فهي مجموعة مناسبة من آيات الآفاق
وآيات الأنفس!. |
|
2 ـ من هم
المستلهمون من هذه الآيات
|
|
ورد في أربع آيات من هذه الآيات الست التأكيد على أن في هذه الأُمور دلائل واضحة «للعالمين، المتفكرين، السميعين، العاقلين» إلاّ
أنّ هذا التأكيد لم يرد في الآية الأولى، ولا الآية الأخيرة. |
|
3 ـ عجائب عالم
النوم
|
|
بالرغم من جميع الأبحاث التي
كتبها العلماء حول النوم وخصائصه، يبدو أن زوايا هذا
العالم لم تنكشف جميعها، ولم يرفع النقاب عن أسراره وحقائقه الغامضة! |
|
4 ـ علاقة الحب بين الزوجين
|
|
بالرّغم من أنّ العلاقة أو
الإرتباط بين الإنسان وأبيه وأمه وإخوته هي علاقة نسبية، تمتد جذورها العميقة
بالقرابة. والعلاقة بين الزوجين علاقة قانونية. و«معاقدة
بينهما» لكن كثيراً ما تتغلب هذه العلاقة حتى على علاقة الإنسان بأبيه
وأُمه، وفي الحقيقة هذا هو ما أشارت إليه
الآيات الآنفة بالتعبير (وجعل
بينكم مودّة ورحمة ). ونقرأ حديثاً عن الرّسول (ص) أنّه أخبر ابنة جحش باستشهاد خالها حمزة،
فقالت: إنا لله وإنا إليه راجعون. فأخبرها باستشهاد أخيها فقالت مرّة أُخرى: «إنا لله وإنا إليه راجعون» (وطلبت له الأجر والثواب
من الله). |
|
الآيات(26) (29)
وَلَهُ مَن فِى السَّمَوَتِ وَالاَْرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَنِتُونَ (26) وَهُوَ
الَّذِى يَبْدَوُاْ الْخَلْقَ
|
|
وَلَهُ مَن فِى
السَّمَوَتِ وَالاَْرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَنِتُونَ (26) وَهُوَ الَّذِى يَبْدَوُاْ
الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الاَْعْلى
فِى السَّمَوَتِ وَالاَْرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27) ضَرَبَ لَكُمْ
مَّثَلا مِّنْ أَنْفُسِكُمْ هَل لَّكُمْ مِّنْ مَّا مَلَكَتْ أَيْمَنُكُمْ مِّنْ
شُرَكَآءَ فِى مَا رَزَقْنَكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَآءٌ تَخَافُونَهُمْ
كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الاَْيَتِ لِقَوْم يَعْقِلُونَ
(28) بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَهْوَآءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْم فَمَن
يَهْدِى مَنْ أَضَلَّ اللهُ وَمَا لَهُمْ مِّنْ نَّصِرِينَ (29) |
|
التّفسير |
|
المالكية لله وحده:
|
|
كانت الآيات المتقدمة تتحدث
حول توحيد الخالق، وتوحيد الرّب، أمّا الآية الأُولى من هذه الآيات محل البحث
فتتحدث عن فرع آخر من فروع التوحيد، وهو توحيد الملك فتقول: (وله من في السماوات والأرض ). فلو كان لكم عبيد وملك يمين «وهو ملك مجازي» لما رضيتم بمثل هذا الفعل منهم،
فكيف تتصورون المخلوقات التي هي ملك حقيقي لله شركاءه! أو تزعمون أن بعض
الأنبياء كالمسيح أو ملائكة الله أو بعض المخلوقات الأُخرى كالجن أو الأصنام
الحجرية والخشبيّة شركاءه، ألا ساء ما تحكمون!! |
|
الآيات(30) (32)
فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللهِ الَّتِى فَطَرَ النَّاسَ
عَلَيها لاَ تَبْدِيلَ لِخْلْقِ
|
|
فَأَقِمْ وَجْهَكَ
لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللهِ الَّتِى فَطَرَ النَّاسَ عَلَيها لاَ
تَبْدِيلَ لِخْلْقِ اللهِ ذلِكَ الدَّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ
النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (30) مُنِيبِينَ إِلَيهِ وَاتَّقُوهُ وأَقِيمُواْ
الصَّلَوةَ وَلاَ تَكُونوُاْمِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُواْ
دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعَاً كُلُّ حِزْبِ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) |
|
التّفسير |
|
كان لدينا حتى الآن أبحاث
كثيرة حول التوحيد ومعرفة الله، عن طريق مشاهدة نظام الخلق، والإستفادة منه
لإثبات مبدأ العلم والقدرة في ما وراء عالم الطبيعة، بالاستفادة من آيات التوحيد
في هذه السورة! ويضيف القرآن في الآية التالية: ينبغي أن يكون التفاتكم للدين الحنيف والفطري حالة كونكم
(منيبين إليه ) فأصلكم وأساسكم على التوحيد، وينبغي أن تعودوا إليه أيضاً. وواضح أن الأوامر الأربعة الواردة في هذه الآية، هي تأكيد على مسألة التوحيد
وآثاره العملية، فالمسألة أعمّ من التوبة والعودة إليه تعالى وإلى تقواه وإقامة
الصلوة وعدم الشرك به. يقول القرآن المجيد في الآية (8) من سورة
فاطر: (فمن زين له سوء عمله فرآه حسناً )..
كالذي يمضي في طريق الحق، ويرى الحقائق كما هي، ويعرفها حق المعرفة؟! |
|
بحثان
|
|
1 ـ التوحيد باعث
داخلي قوي:
|
|
كما أنّ
الدلائل العقلية والمنطقية توجّه الإنسان، فإنّ في داخله دوافع وموانع
أيضاً.. بحيث تعين له الجهة «أحياناً» من حيث يدري أو لا يدري! |
|
1 ـ الإعتقاد
الديني والإيمان بالله على امتداد التاريخ البشري بنفسه دليل على الفطرة!
|
|
1 ـ إنّ دوام
الإعتقاد الديني والإيمان بالله على امتداد التاريخ البشري بنفسه دليل على
الفطرة! لأنّه إذا كان ذلك على سبيل العادة، لما كانت له جنبة عمومية ولا جنبة
دائمية، فهذا العموم وهذا الدوام دليل على فطرية الحالة. |
|
2 ـ إنّ المشاهدات عياناً في العالم
المعاصر تكشف
|
|
2 ـ
إنّ المشاهدات عياناً في العالم المعاصر تكشف أنّه مع جميع ما بذل الطغاة والمستبدون ـ وأنظمتهم الجائرة من جهود وسعي
لمحو الدين وآثاره وعن طرق مختلفة ـ لم يستطيعوا أن يستأصلوا الدين وجذوره من
أعماق هذه المجتمعات. |
|
3 ـ الكشوفات
الأخيرة من قبل النفسانيين وعلماء النفس
|
|
3 ـ الكشوفات
الأخيرة من قبل النفسانيين وعلماء النفس في مجال أبعاد
الروح الإنسانية، شاهد آخر على هذا المدعى، إذ أنّهم يقولون: «إنّ
التحقيقات في المجالات النفسيّة تشير إلى بعد أصيل هو «البعد الديني» أو بتعبير
آخر «بعد قدسي» أو «رباني» وربّما عدّوا هذا البعد
أساساً للأبعاد الثلاثة الأُخرى وهي «البعد العلمي» ، و«البعد الجمالي»، و«البعد
الخيّر». ونقرأ في مقالة كتبها «كوونتايم» في هذا المجال مايلي: |
|
4 ـ إن التجاء
الإنسان في الشدائد والمحن إلى قوة خفية وراء الطبيعة،
|
|
4 ـ إن التجاء
الإنسان في الشدائد والمحن إلى قوة خفية وراء الطبيعة، وطلب حل المشاكل والازمات
من قبل هذه القوة، لهو أيضاً شاهد آخر على أصالة هذا الدافع الباطني والإلهام
الفطري، ويمكن ـ بضمها إلى مجموع الشواهد التي ذكرناها آنفاً ـ أن توقفنا على مثل
هذا الدافع الباطني في داخلنا نحو الله سبحانه. |
|
5 ـ حوادث
وظواهر لا يمكن تفسيرها إلاّ عن طريق أصالة الحسّ الديني
|
|
5 ـ وفي حياة
الإنسان حوادث وظواهر لا يمكن تفسيرها إلاّ عن طريق أصالة الحسّ الديني... فكثير
من الناس نجدهم قد ضحوا بجميع ما لديهم من الإمكانات المادية، ولا يزالون يضحون
أيضاً، ويصبّون كل ما عندهم مع ما لديهم من سوابق تحت قدم الدين، وربّما قدّموا
أنفسهم في سبيله أيضاً. |
|
2
ـ فطرة التوحيد في الأحاديث الإسلامية
|
|
موضوع «معرفة الله
الفطرية» لم يختص به القرآن الكريم
فحسب، بل هو وارد في الأحاديث الإسلامية بشكل يسترعي الإنتباه، حيث أن بعضها
يؤكّد على التوحيد بالفطرة، وبعضها يؤكّد على المعرفة، وقسم
يتناول الفطرة «على الإسلام» وأخيراً فإن قسماً
منها تناول عنوان الولاية أيضاً. |
|
الآيات(33) (36) وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُم مُّنيبِينَ
إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُم مِّنْهُ رَحْمَةً
|
|
وَإِذَا مَسَّ
النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُم مُّنيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُم
مِّنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِّنهُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (33)
لِيَكْفُرُواْ بِمَآ ءَاتَيْنَهُمْ فَتَمَتَّعُواْ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (34)
أَمْ أَنزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُواْ بِهِ
يُشْرِكُونَ (35) وَإِذَآ أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُواْ بِها وَإِن
تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ (36) |
|
التّفسير |
|
إنّ الآية الأُولى من المقطع الذي بين أيدينا، هي
في الحقيقة استدلال وتأكيد على البحث السابق في مجال كون التوحيد فطرياً،
وتفتح هذا النور الإلهي عند الشدائد والصعاب! إذ تقول الآية: (وإذا مس الناس ضرّ دعوا ربّهم منيبين إليه ). |
|
الآيات(37) (40) أَوَ لَمْ يَرَوْاْ أَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن
يَشَآءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِى ذَلِكَ لاََيت لِّقَوْم يُؤْمِنُونَ
|
|
أَوَ لَمْ يَرَوْاْ
أَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِى ذَلِكَ
لاََيت لِّقَوْم يُؤْمِنُونَ (37) فَأَتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ
وَابْنَ السَّبِيِلْ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ
وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (38) وَمَآءَ اتَيْتُم مِّن رِّباً
لِّيَرْبُوَاْ فِى أَمْوَالِ النَّاسِ فَلاَ يَرْبُواْ عِندَ اللهِ وَمَآ
ءَاتَيْتُم مِّن زَكَوة تُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمُ
الْمُضْعِفُونَ (39) اللهُ الَّذِى خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ
يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن
ذَلِكُمْ مِّن شَىْء سُبْحَنَهُ وَتَعَلَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (40) |
|
التّفسير |
|
الآية الأُولى من الآيات محل
البحث ـ تتحدث عن التوحيد والربوبيّة أيضاً، وانسجاماً مع سياق الآيات السابقة
التي كانت تتحدث عن غرور بعض الناس الماديين عند إقبال النعمة عليهم، ويأسهم
وقنوطهم عند مواجهتهم الشدائد والبلاء، فإنّها تقول: (أولم
يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ). وبالطبع فإنه لا منافاة في
الجمع بين التّفسيرين، وعلى هذا فإن مفهوم الآية مفهوم واسع، والنّبي(ص) وقرباه
وخاصة فاطمة الزهراء(عليها السلام) هم المصداق الأتم لهذه الآية. |
|
الآيات(41) (45)
ظَهَرَ الْفَسَادُ فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِىْ النَّاسِ
لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِى عَمِلُواْ
|
|
ظَهَرَ الْفَسَادُ
فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِىْ النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ
بَعْضَ الَّذِى عَمِلُواْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41) قُلْ سِيرُواْ فِى
الاَْرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ
أَكْثَرُهُمْ مُّشْرِكِينَ (42) فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينَ الْقَيِّمِ مِنْ
قَبْلِ أَنْ يَأْتِىَ يَوْمٌ لاَّمَرَدَّ لَهُ مِنَ اللهِ يَوْمَئِذ
يَصَّدَّعُونَ (43) مَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَلِحاً
فَلاَِنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ (44) لِيَجْزِىَ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُواْ
الصَّلِحَتِ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْكَفِرِينَ (45) |
|
التّفسير |
|
أساس
الفساد ومصدره أعمال الناس أنفسهم:
|
|
كان الكلام في الآيات
االسابقة عن الشرك، ونعلم أنّ أساس جميع المفاسد هو الغفلة عن أصل التوحيد
والتوجه نحو الشرك، لذلك فإنّ القرآن ـ في هذه الآيات محل البحث ـ يتحدث عن ظهور
الفساد في الأرض بسبب أعمال الناس أنفسهم، فيقول: (ظهر
الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ). أي يتفرقون «فريق في الجنّة وفريق في السعير». |
|
بحوث
|
|
1 ـ العلاقة بين
الذنب والفساد
|
|
ممّا لا شك فيه أن كل ذنب
يترك أثره في المجتمع، كما يترك أثره في الأفراد عن طريق المجتمع أيضاً... ويسبب
نوعاً من الفساد في التنظيم الإجتماعي، فالذنب والعمل
القبيح، وتجاوز القانون، مثلها كمثل الغذاءالسيء والمسموم، إذ يترك أثره غير
المطلوب والسيء في البدن شئنا أم أبينا، ويقع الإنسان فريسة للآثار
الوضعية لذلك الغذاء المسموم. حتى أنّنا لنقرأ حديثاً عن الإمام الصادق(عليه السلام) يقول فيه: «من يموت
بالذنوب أكثر ممن يموت بالآجال» (سفينة البحار (مادة
ذنب).) |
|
2 ـ فلسفة السير
في الأرض
|
|
لقد وردت مسألة «السير في الأرض» ست مرات في
القرآن المجيد، (في سورة آل عمران والأنعام والنحل والنمل والعنكبوت
والروم) حيث وردت مرّة بقصد التفكر في أسرار
الخلق (سورة العنكبوت الآية 20) وخمس مرات بقصد العبرة
من العواقب الوخيمة التي نالها الظالمون والجبابرة والطغاة الآثمون! ولكن الإسلام يؤيد السياحة التي تكون وسيلة لنقل الثقافات الصحيحة والتجارب
المتراكمة، واستكناه أسرار الخلق في عالم البشر وعالم الطبيعة، واستلهام دروس
العبرة من عواقب المفسدين والظالمين الوخيمة. |
|
3
ـ الدين القيّم
|
|
كان الخطاب في الآيات
المتقدمة للنّبي(صلى الله عليه وآله) أن يجعل تمام توجهه نحو الدين المستقيم
والثابت، الذي ليس فيه إعوجاج ولا إنحراف ولا تزلزل في قواعده أبداً. |
|
4 ـ لا عودة في
يوم القيامة!
|
|
قرأنا في الآيات المتقدمة عن
يوم القيامة قوله تعالى: (يوم لا مرد له من الله ) ولا طريق للعودة إلى الدنيا! وهل ترجع الثمرة المقطوفة من
الشجرة ـ ناضجة كانت أم لا ـ إلى أغصانها؟! |
|
الآيات(46) (50)
وَمِنْ ءَايَتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرت وَلِيُذِيقَكُمْ مِّنْ
رَّحْمَتِهِ
|
|
وَمِنْ ءَايَتِهِ
أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرت وَلِيُذِيقَكُمْ مِّنْ رَّحْمَتِهِ
وَلِتَجْرىَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ
تَشْكُرُونَ (46) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلا إِلى قَوْمِهمْ
فَجَآءُوهُمْ بِالْبَيِّنَتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ وَكَانَ
حَقّاً عَلَينَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47) اللهُ الَّذِى يُرْسِلُ الرِّيَحَ
فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِى السَّمآءِ كَيْفَ يَشَآءُ وَيَجْعَلُهُ
كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَلِهِ فَإِذآ أَصَابَ بِهِ مَن
يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48) وَإِنْ كَانُواْ مِنْ
قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (49) فَانْظُرْ
إِلَى ءَاثَرِ رَحْمَتِ اللهِ كَيْفَ يُحْيِى الاَْرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَآ إِنَّ
ذلِكَ لَمُحْيِى الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَىْء قَدِيرٌ (50) |
|
التّفسير |
|
انظر
إلى آثار رحمة الله:
|
|
قلنا: إن في هذه السورة قسماً
مهمّاً «يستلفت النظر» من دلائل التوحيد وآيات
الله، مبيناً في سبع آيات تبدأ كل منها بقوله: (ومن
آياته ) قرأنا ست آيات منها بصورة متتابعة، والآية الأُولى من الآيات
اعلاه هي سابع الآيات التي مرت. وآخرها. وهو يغسل النباتات ويمنحها
النضرة والطراوة!. والواقع أن قانون الحياة
والموت في كل مكان متشابه.. فالذي يحي الأرض الميتة بقطرات السماء، ويهبها
الحركة والبهجة، ويتكرر هذا العمل على طول السنة، وأحياناً في كل يوم، فإن له
هذه القدرة على إحياء الناس بعد الموت، فالموت بيده في كل مكان، كما أن الحياة
بأمره أيضاً. |
|
الآيات(51) (54)
وَلَئِنْ أَرْسَلْنا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرّاً لَّظَلُّواْ مِن بَعْدِهِ
يَكْفُرُونَ
|
|
وَلَئِنْ
أَرْسَلْنا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرّاً لَّظَلُّواْ مِن بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ
(51)فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتى وَلاَ تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعآءَ إِذَا
وَلَّوْاْ مُدْبِرِينَ (52) وَمَآ أَنْتَ بِهَدِ الْعُمْىِ عَن ضَلَلَتِهِمْ إِن
تُسْمِعُ إلاَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِاَيَتِنَا فَهُمْ مُّسْلِمُونَ (53) اللهُ
الَّذِى خَلَقَكُمْ مِّنْ ضَعْف ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْف قُوَّةً ثُمَّ
جَعَلَ مِنْ قُوَة ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ
الْقَدِيرُ (54) |
|
التّفسير |
|
الموتى
والصُّمّ لا يسمعون كلامك:
|
|
حيث أنّ الكلام كان ـ في
الآيات السابقة ـ عن الرياح المباركة التي كانت مبشرات بالغيث والرحمة، ففي أوّل
آية من الآيات أعلاه إشارة إلى الرياح المدمرّة والتي تجلب الضرر، إذ يقول
القرآن في هذا الصدد: (ولئن أرسلنا ريحاً فرأوه مصفرّاً
لظلّوا من بعده يكفرون ). على العكس من
المؤمنين الصادقين الذين هم بنعمة
الله مستبشرون وعليهايشكرون، وعند نزول المصائب والمشاكل تراهم صابرون، ولا يؤثر
التغيير المعاشي والحياتي المادي في إيمانهم أبداً، وليسوا كعمي القلوب ضعيفي
الإيمان، الذين يظهرون إيمانهم بمجرّد هبوب الريح، ويكفرون مرّة أُخرى إذا هبت
الريح بشكل آخر! والمرحلة الثّانية:
مرحلة «الصمم» وعدم
السمع، ولا سيما عند أُولئك الذين يديرون ظهورهم وهم في حالة الفرار، فقد
يؤثر فيهم الصراخ الشديد لو كانوا قريبين، لكن في مثل هذه الحال وهم يفرون، فلا! وهنا ينبغي أن نضيف
هذه الجملة، وهي أن جميع المسلمين في
صلاتهم ـ دائماً ـ يخاطبون النّبي(ص) ويسلمون عليه بهذه
الجملة «السلام عليك أيّها النّبي ورحمة الله وبركاته» ونعرف أنّ
المخاطبة الحقيقة لا المجازية يجب أن تكون ـ حتماً ـ مع إنسان يسمع ويدرك! وهذا هو ما أشار إليه الإمام
أمير المؤمنين(ع) في كلامه النيّر إذ قال: «عرفت الله
بفسخ العزائم وحل العقود ونقض الهمم» (نهج البلاغة، الكلمات القصار، الجملة 250.). |
|
الآيات(55) (60)
وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُواْ غَيرَ
سَاعَة
|
|
وَيَوْمَ تَقُومُ
السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُواْ غَيرَ سَاعَة كَذلِكَ
كَانُواْ يُؤْفَكُونَ (55) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ وَالاِْيمَنَ
لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِى كِتَبِ اللهِ إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذا يَوْمُ
الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (56) فَيَوْمَئِذ لاَّ
يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَعْذِرَتُهُمْ وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (57)
وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِى هَذَا الْقُرْءَانِ مِن كُلِّ مَثَل وَلَئِنْ
جِئْتَهُمْ بِايَة لَّيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ أَنْتُمْ إلاَّ
مُبْطِلُونَ (58) كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لاَ
يَعْلَمُونَ (59) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ
الَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ (60) |
|
التّفسير |
|
يوم
لا ينفع الإعتذار:
|
|
قلنا إن في هذه السورة أبحاثاً منسجمة ومتناغمة تتعلق بالمبدأ والمعاد..
وفي الآيات ـ محل البحث ـ يعقب القرآن على البحوث التي كانت حول المبدأ والمعاد
أيضاً، فيعود إلى بيان مشهد من مشاهد يوم القيامة الأليمة، وذلك بتجسيمه حالة
المجرمين في ذلك اليوم، إذ يقول: (ويوم تقوم الساعة
يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة ) في عالم البرزخ أجل (كذلك كانوا يؤفكون )فإنّهم فيما سبق كانوا محرومين من
إدراك الحقائق ومصروفين عنها. |
|
مسألتان
|
|
الأوّل:
كيف يقسم المجرمون مثل هذا القسم الكاذب؟
|
|
والجواب واضح، فهم يتصورون ـ واقعاً ـ مثل هذا التصور، ويظنون أن فترة البرزخ
كانت قصيرة جدّاً، لأنّهم كانوا في حالة تشبه النوم، ألا ترى أن أصحاب الكهف
الذين كانوا صالحين مؤمنين، حين أفاقوا بعد نوم طويل، تصوروا أنّهم لبثوا يوماً
أو بعض يوم في منامهم. |
|
2- تفسير جملة
(كذلك كانوا يؤفكون )
|
|
ومن هنا تتّضح
المسألة الثّانية. أي تفسير جملة (كذلك كانوا يؤفكون )لأنّ «الإفك»
في الأصل معناه تبدل الوجه الحقيقي والإنصراف عن الحق،
وهذه الجماعة ابتعدت عن الواقع لحالتها الخاصة في عالم البرزخ، فلم تستطع أن تحدد لبثها في عالم البرزخ. انتهاء سورة
الروم ونهاية المجلد الثاني عشر |
|
|
|