- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
سُورَة النمل مكيّة وَعَدَدُ
آياتها ثلاث وتَسعون آية
|
|
محتوى
سورة النّمل
|
|
هذه السورة نزلت بمكّة ـ كما
ذكرنا آنفاً ـ والمعروف أنّها نزلت بعد سورة الشعراء. |
|
فضيلة
سورة النمل:
|
|
جاء في بعض أحاديث النّبي(ص) أنّه قال: «من قرأ طس سليمان كان له من الأجر عشر
حسنات بعدد من صدّق سليمان وكذّب به، وهود وشعيب وصالح وإِبراهيم ويخرج من قبره
وهو ينادي لا إله إلاّ الله»( مجمع البيان ذيل الآيات
وتفسير الثقلين، ج4، ص 74..) |
|
الآيات(1) (6) طس
تِلْكَ ءَايَتُ الْقُرْءَانِ وَكِتَاب مُّبِين (1) هُدًى وَبُشْرَى
لِلْمُؤمِنِينَ
|
|
طس تِلْكَ ءَايَتُ
الْقُرْءَانِ وَكِتَاب مُّبِين (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤمِنِينَ (2)
الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ بِالاْخِرَةِ
هُمْ يُوقِنُونَ (3) إنَّ الَّذِيْنَ لاَ يُؤمِنُونَ بِالاْخِرَةِِ زَيَّنَّا
لَهُمْ أَعْملَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ (4) أُوْلئِكَ الَّذِيْنَ لَهُمْ سُوءُ
الْعَذابِ وَهُمْ فِى الاخِرَةِ هُمُ الاَْخْسَرُونَ (5) وَاِنَّكَ لَتُلَقَّى
الْقُرْءانَ مِنْ لَّدُنْ حَكِيم عَلِيم (6) |
|
التّفسير
|
|
القرآن
مُنزَل من لدن حكيم عليم:
|
|
نواجه مرّة أُخرى ـ
في بداية هذه السورة ـ الحروف المقطّعة من القرآن (طس). |
|
الواقعية
والإيمان:
|
|
المسألة المهمة في حياة
الإنسان هي أن يدرك الواقعيّات بما هي عليه، وأن يكون موقفه منها صريحاً... فلا
تمنعه من فهمها وإدراكها تصوراته وأحكامه المسبقة ورغباته الإنحرافية وحبّه
وبغضه، ولذلك فأنّ أهم تعريف للفلسفة هو: إدراك الحقائق
كما هي!. ولذلك فقد كان من دعاء
المعصومين: (اللّهم أرنى الأشياء كما هي) أي
لأعرف قيمها وأؤدي حقّها. |
|
الآيات(7) (14) إِذْ
قَالَ مُوسَى لاَِهْلِهِ إِنِّى ءَانَسْتُ نَاراً سَأَتِيكُمْ مِّنْها بِخَبَر
أَوْ ءَاتِيكُمْ بِشِهَاب
|
|
إِذْ قَالَ مُوسَى
لاَِهْلِهِ إِنِّى ءَانَسْتُ نَاراً سَأَتِيكُمْ مِّنْها بِخَبَر أَوْ
ءَاتِيكُمْ بِشِهَاب قَبَس لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (7) فَلَمّا جَآءَهَا
نُودِىَ أَن بُورِكَ مَن فِى النَّارِ وَمَنْ حَوْلَها وَسُبْحَنَ اللهِ رَبِّ
الْعالَمِينَ (8) يَمُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9)
وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَءَاهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَآنٌّ وَلَّى
مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يَمُوسَى لاَتَخَفْ إِنِّى لاَيَخافُ لَدَىَّ
الْمُرْسَلُونَ (10) إلاّ مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوء
فَإِنِّى غَفُورٌ رَّحِيمٌ (11) وَأَدْخِلْ يَدَكَ فىِ جَيْبِكَ تَخْرُجْ
بَيْضَآءَ مِنْ غَيْرِ سُوء فِى تِسْعِ ءَايت إلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ
إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فسِقِينَ (12) فَلَمَّا جَآءَتْهُمْ ءَايتُنَا
مُبْصِرَةً قَالُوا هَذا سِحْرٌ مُّبِينٌ (13) وَجَحَدُوا بِهَا
وَاسْتَيْقَنَتْهَآ أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ
عَقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14) |
|
التّفسير |
|
موسى
يقتبس النّور:
|
|
يجري الكلام في هذه السورة ـ
كما أشرنا من قبلُ ـبعد بيان أهمّية القرآن، عن قصص خمسة أنبياء عظام، وذكر
أُممهم، والوعد بانتصار المؤمنين وعقاب الكافرين. أمّا المعجزة
الثّانية التي أمر موسى أن يظهرها، فهي اليد البيضاء، إذ تقول الآية: (وادخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير
سوء ). والقيد (من غير سوء ) إشارة إلى أن بياض
اليد ليس من برص ونحوه، بل هو بياضٌ نوراني يلفت النظر، وهو بنفسه كاشف عن إعجاز
وأمر خارق للعادة: 2 ـ الجراد 3 ـ كثرة الضفادع 4 ـ تبدل لون نهر النيل كلون الدم 5 ـ الآفات في النباتات. وكل
واحدة من هذه المعاجز الخمس تعدّ إنذاراً لفرعون وقومه، فكانوا عند البلاء
يلجأون إلى موسى ليرفع عنهم ذلك. 6 ـ القحط «السنين» 7 ـ ونقص الثمرات. إذ
أشارت إليهما الآية (130) من سورة الأعراف فقالت: (ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يرجعون )...
«ولمزيد الإيضاح يراجع الجزء التاسع من التّفسير الأمثل
ذيل الآية (101) من سورة الإسراء». |
الآيتان(15) (16)
وَلَقَدْ اتَيْنَا دَاوُدَ وَسُلَيْمنَ عِلْماً وَقَالاَ الْحَمْدُ للهِ الَّذِى
فَضَّلَنَا عَلَى كَثِير مِّنْ عِبَادِهِ
|
|
وَلَقَدْ اتَيْنَا
دَاوُدَ وَسُلَيْمنَ عِلْماً وَقَالاَ الْحَمْدُ للهِ الَّذِى فَضَّلَنَا عَلَى
كَثِير مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤمِنِينَ (15) وَوَرِثَ سُلَيْمَنُ دَاوُ ودَ
وَقَالَ يَأَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن
كُلِّ شَىْء إِنَّ هَذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) |
|
التّفسير |
|
|
حكومة
داود وسُليمان(عليهما السلام):
|
|
بعد الكلام عن جانب من قصّة
موسى(عليه السلام) في هذه السورة، يجري الكلام عن نبيّين آخرين من الأنبياء
العظام، وهما «داود» و«سليمان» ... والكلام على
داود لا يتجاوز الإشارة العابرة، إلاّ أنّ الكلام على سليمان أكثر استيعاباً. |
|
بحوث
|
|
1 ـ علاقةُ الدين
بالسيّاسة
|
|
خلافاً لما يتصوره أصحاب
النظرة الضيقة من أن الدين مجموعة من النصائح والمواعظ، أو المسائل الخاصة
بالحياة الشخصيّة للانسان.. بل هو مجموعة من القوانين والمناهج الحيوية التي
تستوعب جميع مسائل حياة الإنسان وخاصة المسائل الإجتماعية. |
|
2 ـ آيات الحكومة
الإلهية
|
|
ممّا يلفت النظر أنّنا نجد في قصّة سليمان وداود ـ بصورة واضحة ـ أنّهما استطاعا أن يقلعا جذور الشرك وآثاره بسرعة،
وأن يقيما نظاماً إلهياً عادلا.. نظاماً يقوم على اسس واركان ـ طبقاً لما في الآيات محل البحث ـ العلم والمعرفة
والإطلاع في المجالات المختلفة. |
|
3 ـ منطق الطير
|
|
في الآيات المتقدمة والآيات
التالية بعدها التي تذكر قصّة سليمان والهدهد، إشارة صريحة إلى منطق الطير، وبعض
ما يتمتع به الحيوان من شؤون. |
|
4 ـ رواية «نحن
معاشر الأنبياء لا نورّث»..
|
|
نقل أهل السنة في كتبهم المختلفة حديثاً عن النّبي (صلى الله عليه وآله) مضمونه أنّه قال:
«نحن معاشر الأنبياء لا نورّث، ما تركناه صدقة».. وربّما نقل الحديث في بعض
الكتب بحذف الجملة الاّولى والاكتفاء بعبارة: «ما
تركناه صدقة ». |
|
الآيات (17) (19)
وَحُشِرَ لِسُلَيْمَنَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالاِْنْسِ وَالْطَّيْرِ فَهُمْ
يُوزَعُونَ
|
|
وَحُشِرَ
لِسُلَيْمَنَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالاِْنْسِ وَالْطَّيْرِ فَهُمْ
يُوزَعُونَ (17) حَتّى إذَاْ أَتَوأ عَلَى وَادِ الَّنمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ
يَاَيُّهَا الَّنمْلُ اُدْخُلُوا مَسَكِنَكُمْ لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَنُ
وَجُنُودُهُ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِّنْ قَوْلِهَا
وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِى أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِى أَنْعَمْتَ عَلَىَّ
وَعَلى وَلِدَىَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَلِحاً تَرْضهُ وَأَدْخِلْنِى بِرَحْمَتِكَ
فِى عِبَادِكَ الصّلِحِينَ (19) |
التّفسير |
|
سُليمانُ
في وادي النَمْلِ:
|
|
يستفاد من آيات هذه السورة، وآيات سورة سبأ أن «حكومة سليمان»
لم تكن حكومةً مألوفة، بل حكومة مقرونة بما يخرق العادات والمعاجز المختلفة، التي ورد قسم منها في هذه السورة، والقسم الآخر ورد في سورة
«سبأ» أمّا ما ورد في هذه السورة من الأُمور الخارقة للعادة «حكومة
سليمان على الجن، والطير، وإدراكه كلام النمل، وكلامه مع الهدهد». |
|
بحوث
|
|
|
1 ـ معرفة سليمان
بلغة الحيوانات ومنطقها
|
|
ليس لنا كثيرُ معرفة بعالم
الحيوانات... وما يزال الغموض أو الإبهام يكتنف هذا العالم ويلقي عليه ظلاله،
بالرغم من التقدم العلمي في هذا المجال. |
|
2 ـ سليمان
وإلهامه الشكر لله
|
|
إن واحدةً من أفضل العلامات
لمعرفة الحكام الإلهيين وتمييزهم عن الحكام الجبابرة، هي أن الجبابرة حين يصلون
إلى القدرة يغرقون في الغرور والغفلة، وينسون القيم الإنسانية كلّها... ويندكّون
بشدّة في أنانيتهم! |
|
3 ـ سليمان
والعمل الصالح
|
|
ممّا يلفت النظر أن سليمان
رغم حكومته وسلطنته التي لا نظير لها، وتلك القدرة الواسعة، إلاّ أنّه يطلب من
الله يوفقه للعمل الصالح باستمرار، وأهم من ذلك وأسمى أن يكون في زمرة عباده
الصالحين. فكم هو عزيز وغال أن يكون
الإنسان عبداً صالحاً لله، بحيث يطلب سليمان من ربّه أن يدخله في عباده
الصالحين، على الرغم من جاهه وحشمته وجلاله الذي لا يشك فيها أحد، وأن يحفظه
الله من العثرات والزلات في كل آن، وخاصّة ما قد يصدر من الانسان وهو على رأس
هيئة عظيمة وتشكيلات واسعة! |
|
الآيات(20) (26) وَتَفَقَّدَ
الطَّيْرَ فَقَالَ مالِىَ لاَ أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغآئِبِينَ
|
|
وَتَفَقَّدَ
الطَّيْرَ فَقَالَ مالِىَ لاَ أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغآئِبِينَ
(20) لاَُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيدَاً أَوْ لاََذْبَحَنَّهُ أَوْ
لَيَأتِيَنِّى بِسُلْطَنِ مُّبِين (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيد فَقَالَ أَحَطتُ
بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَأِ بِنَبَأ يَقين (22) إِنِّى
وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَىْء وَلَهَا عَرْشٌ
عَظِيمٌ (23) وَجَدتُّهَا وَقَومَهَا يِسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللهِ
وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَنُ أَعْمَلَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ
لاَ يَهْتَدُونَ (24) ألاَ يَسْجُدُوا للهِ الَّذِى يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِى
السَّمَوَتِ وَالاْرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللهُ
لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26) |
|
التّفسير |
|
قصّة
الهُدهد وملكة سبأ:
|
|
يشير القرآن في هذا القسم من
الآيات إلى جانب آخر من حياة سليمان(ع)المدهشة، وما جرى له مع الهدهد وملكة سبأ. فيقول أوّلا: (وتفقّد الطير ). |
|
ملاحظتان
|
|
أ
ـ الدروس التعليميّة
|
|
ما قرأناه في هذا القسم من الآيات، فيه
لطائف كثيرة ومسائل دقيقة، يمكن أن يكون لها كبير الأثر في حياة الناس وسياسة
الحكومات جميعاً. |
|
الآيات(27) (35)
قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَذِبِينَ (27) اذْهَب
بِّكِتَبِى هَذا
|
|
قَالَ سَنَنظُرُ
أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَذِبِينَ (27) اذْهَب بِّكِتَبِى هَذا
فَأَلْقِهْ إلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُون (28)
قَالَتْ يَأَيُّهَا الْمَلَؤُا إِنِّى أُلْقِىَ إلَىَّ كِتَبٌ كَرِيمٌ (29)
إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَنَ وَإِنَّهُ بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلاَّ تَعْلُوا
عَلَىَّ وَأْتُونِى مُسْلِمِينَ (31) قَالَتْ يَاَيُّهَا الْمَلَؤُا أَفْتُونِى
فِى أَمْرِى مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتّى تَشْهَدُونِ (32) قَالُوا نَحْنُ
أُولُوا قُوَّة وَأُولُوا بَأس شَدِيد وَالاَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِى مَاذَا
تَأمُرِينَ (33) قَالَتْ إنَّ الْمُلُوكَ إذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفَسَدُوها
وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهآ أَذِلَّةً وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ (34) وَإِنِّى
مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّة فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ
(35) |
|
التّفسير |
|
الملوكُ
مفسدون مخرّبون:
|
|
لقد أصغى سليمان(ع) إلى كلام
الهُدهد بكل اهتمام.. وفكّر مليّاً، ولعل سليمان كان يظنُّ أن كلام الهدهد صحيح،
ولا دليل على كذب بهذا الحجم.. لكن حيث أن هذه المسألة لم تكن مسألة «ساذجةً»
بسيطة، ولها أثر كبير في مصير بلد كامل وأمّة كبيرة!.. فينبغي أن لا يكتفي بمخبر
واحد، بل ينبغي التحقيق أكثر في هذا المجال: (قال سننظر
أصدقت أم كنت من الكاذبين ). أو لأنّ مرسله رجل عظيم، وقد
احتمل كل مفسّر وجهاً منها ـ أو جميعها ـ لأنّه لا منافاة بينها جميعاً. وقد
تجتمع جميعها في هذا المفهوم الجامع!. |
|
بحوث
|
|
1 ـ آداب كتابة
الرسائل
|
|
ما ورد في الآيات آنفة الذكر
في شأن كتاب «سليمان» إلى أهل سبأ، هو قدوة لكتابة الرسائل و«الكتب» وقد تكون من
المسائل المهمّة والمصيرية... إذ تبدأ بـ (بسم الله
الرحمن الرحيم ) وتبيّن روح الكلام في جملتين مدروستين. |
|
2 ـ هل دعا
سليمان إلى التقليد؟!
|
|
بعض المفسّرين
استفادوا من كتاب سليمان أنّه دعا أهل سبأ إليه دون دليل! |
|
3 ـ مداليل عميقة
في قصّة سليمان (عليه السلام)
|
|
نلاحظ في هذا القسم
من قصّة سليمان(عليه السلام) إشارات قصيرة إلى مسائل مهمّة أيضاً: أمّا الآية الكريمة (وأمرهم
شورى بينهم )( الشورى، الآية 38.) فناظرة
إلى القسم الأوّل(لمزيد
الإيضاح في موضوع الشورى يراجع تفسير الآية (159) من سورة آل عمران.). |
|
4 ـ علامات
الملوك
|
|
يستفاد من هذه الآيات ـ بصورة
جيدة ـ أن الحكومة الإستبدادية والسلطنة في كل مكان مدعاة للفساد وإذلال
الأعزة... لأنّ الملوك يبعدون عنهم |
|
الآيتان(36) (37)
فَلَمَّا جَآءَ سُلَيمَنَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَال فَمَآ ءَاتَنِ اللهُ
خَيْرٌ مِّمّآ ءَاتَكُمْ
|
|
فَلَمَّا جَآءَ
سُلَيمَنَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَال فَمَآ ءَاتَنِ اللهُ خَيْرٌ مِّمّآ
ءَاتَكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36) ارْجِعْ إِلَيْهِمْ
فَلَنَأتِيَنَّهُمْ بِجُنُود لاَّ قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ
مِّنْهَآ أَذِلَّةً وَهُمْ صَغِرُونَ (37) |
|
التّفسير |
|
لا
تخدعوني بالمال:
|
|
خرج رسل ملكة سبأ بقافلة
الهدايا وتركوا اليمن وراءهم قاصدين مقر سليمان «في الشام» ظنّاً منهم أن سليمان
سيكون مسروراً بمشاهدته هذه الهدايا ويرحب بهم. أجلْ، أنتم الذين تفرحون بمثل
هذه الزخارف، فيهدي بعضكم لبعض فيشرق وجه تملع عيناه! إلاّ أن هذه الأُمور لا
قيمة لها عندي ولا أكترث بها. |
|
ملاحظات1
ـ حقيقة الزهد
|
|
1 ـ
ممّا ينبغي الإلتفات إليه أن الزهد في الأديان السماوية لا يعني أن لا يتمتع الإنسان بماله وثرواته وإمكاناته الدنيوية،
بل حقيقة الزهد هي أن لا يكون أسير هذه الأُمور.. بل أميراً عليها.. وقد بيّن
سليمان هذا النبيّ العظيم بردّه الهدايا الثمينة على ملكة سبأ أنّه أميرَها لا
أسيرها. |
|
نجد
في هذا القسم من قصّة سليمان دروساً جديرة بالنظر،
|
|
2 ـ
ومرّة أُخرى نجد في هذا القسم من قصّة
سليمان دروساً جديرة بالنظر، خافية في تعابير الآيات الكريمة: |
|
الآيات(38) (40)
قَالَ يَأَيُّهَا الْمَلَؤُا أَيُّكُمْ يَأتِينِى بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ
يَأتُونِى مُسْلِمِينَ
|
|
قَالَ يَأَيُّهَا
الْمَلَؤُا أَيُّكُمْ يَأتِينِى بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأتُونِى مُسْلِمِينَ
(38) قَالَ عِفْرِيْتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَاْ ءَاتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ
مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّى عَلَيْهِ لَقَوِىٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِى
عِنْدَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَبِ أَنَا ءَاتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ
طَرْفُكَ فَلَمَّا رَءَاهُ مُسْتَقِرّاً عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ
رَبِّى لِيَبْلُوَنِى ءَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنَ شَكَرَ فَإِنَّمَا
يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّى غَنِىٌّ كَرِيمٌ (40) |
|
التّفسير |
|
حضور
العرش في طرفة عين:
|
|
وأخيراً عاد رُسُل ملكة سبأ
بعد أن جمعوا هداياهم وأمتعتهم إلى بلدهم، وأخبروا ملكة سبأ بما شاهدوه من عظمة
مُلك سليمان(عليه السلام) المعجز وجهازه الحكومي، وكل واحد من هذه الاُمور دليل
على أنّه لم يكن كسائر الأفراد ولا ملكاً كسائر الملوك، بل هو مُرسل من قبل الله
حقّاً، وحكومته حكومة إلهية. إلاّ أن من الواضح أنّ هدف
سليمان(ع) من هذه الخطة إنّه كان يريد أن يظهر أمراً مهماً للغاية خارقاً للعادة
ليذعنوا له دون قيد، ويؤمنوا بقُدرة الله من دون حاجة إلى سفك الدماء والمواجهة
في ساحات القتال. مسائل مهمة: |
|
2 ـ القوة
والأمانة شرطان مهمان
|
|
جاء في الآيات المتقدمة ـ والآية
(26) من سورة القصص ـ أن أهم شرط للعامل أو الموظف
شيئان: الأوّل القوة، والثّاني الأمانة!. |
|
3 ـ الفرق بين
«علم من الكتاب» و «علم الكتاب»
|
|
جاء التعبير في
الآيات ـ محل البحث ـ عن الذي أتى
بعرش ملكة سبأ في أدنى مدّة «وبطرفة عين» بـ (من عنده
علم من الكتاب ) بينما جاء في الآية (43) من
سورة الرعد في شأن النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ومن يشهد على حقانيته
(قل كفى بالله شهيداً بين وبينكم ومن عنده علم الكتاب
). |
|
4 ـ هذا من فضل
ربّي
|
|
إن عبدة الدنيا وطُلاّبها
المغرورين حين ينالون «القوّة» والإقتدار ينسون كل شيء إلاّ أنفسهم.. وكل ما يقع
في أيديهم يحسبونه من عند أنفسهم لا من غيرهم، كما كان قارون يقول: (إنّما أوتيته على علم عندي ).. في حين أن عباد الله
وخاصّته كلما نالوا شيئاً قالوا: (هذا من فضل ربّي ).. |
|
5 ـ كيف أحضر
«آصف» عرش الملكة؟!
|
|
لم يكن هذا (الأمر) أوّل خارق
للعادة نراه في قصّة سليمان(عليه السلام)، أو في حياة الأنبياء بشكل عام.. وعلى
من يحمل هذه التعبيرات على الكناية والمجاز، ولا يوخذ بظاهرها، أن يبينوا موقفهم
من معاجز الأنبياء. ترى هل يرون الأعمال الخارقة للعادة للانبياء وخلفائهم
محالا، وينكرونها كليّاً؟! فهذا ما لا ينسجم مع أصل التوحيد، ولا مع قدرة الله
الحاكمة على قوانين الوجود، ولا ينسجم مع صريح القرآن في آيات كثيرة.. أيضاً. |
|
الآيات(41) (44)
قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِى أَمْ تَكُونُ مِنَ
الَّذِينَ لاَ يَهْتَدُونَ
|
|
قَالَ نَكِّرُوا
لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِى أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لاَ
يَهْتَدُونَ (41) فَلَمَّا جَآءَتْ قِيْلَ أَهَكَذا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ
هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42) وَصَدَّهَا
مَا كانَتْ تَّعْبُدُ مِنْ دُونِ اللهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْم كَفِرِينَ
(43) قِيلَ لَهَا ادْخُلِى الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً
وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّنْ قَوَارِيرَ
قَالَتْ رَبِّ إنِّى ظَلَمْتُ نَفْسِى وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَنَ للهِ رَبِّ
الْعَلَمِينَ (44) |
|
التّفسير |
|
نور
الايمان في قلب الملكة:
|
|
نواجه في هذه الآيات مشهداً
آخر، ممّا جرى بين سلمان وملكة سبأ فسليمان من أجل أن يختبر عقل ملكة سبأ
ودرايتها، ويهىء الجوّ لإيمانها بالله، أمر أن يغيروا عرشها وينكّروه فـ (قال نكّروا لها عرشها ننظر أتهتدي أم تكون من الذين لا
يهتدون ). لقد كنت في ما مضى أسجد للشمس
وأعبد الأصنام، وكنت غارقة في الزينة والتجميل، وكنت أتصور أنّي أعلى الناس في
الدنيا. |
|
بحثان
|
|
1 ـ عاقبة أمر
ملكة سبأ
|
|
كان هذا كل ما ورد في القرآن
المجيد عن ملكة سبأ إذ آمنت أخيراً ولحقتبالصالحين... لكن هل عادت إلى وطنها بعد
إيمانها، وواصلت حكمها من قبل سليمان، أو بقيت عند سليمان و تزوجت منه؟! أو تزوجت
من أحد ملوك اليمن المشهورين باسم «تُبّع»؟ |
|
2 ـ خلاصة عامة
عن حياة سليمان
|
|
ما ورد عن سيرة سليمان
وحالاته في الثلاثين آية آنفة الذكر،يكشف عن مسائل كثيرة، قرأنا قسماً منها في
أثناء البحث، ونشير إلى القسم الآخر إشارة عابرة: 3 ـ إنّ هذه
القصّة تكشف عن أن نور التوحيد يشرق في جميع القلوب، حتى الطائر الذي يبدو
ظاهراً أنّه صامت، فإنّه يخبر عن أسرار التوحيد العميقة!. |
|
الآيات(45)
(47) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَآ إِلَى ثَمُودَ أَخَهُمْ صَلحاً أَنِ اعْبُدُ اللهَ
فَإذا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ
|
|
وَلَقَدْ
أَرْسَلْنَآ إِلَى ثَمُودَ أَخَهُمْ صَلحاً أَنِ اعْبُدُ اللهَ فَإذا هُمْ
فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ (45) قَالَ يَقَومِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ
بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلاَ تَسْتَغْفِرُونَ اللهَ لَعَلَّكُمْ
تُرْحَمُونَ (46) قَالُوا اطَّيَّرنَا بِكَ وَبِمَنْ مَّعَكَ قَالَ طَئرُكُمْ
عِنْدَ الله بَلْ أَنْتُمْ قَومٌ تُفْتَنُونَ (47) |
|
التّفسير |
|
صالحٌ
في ثمود:
|
|
بعد ذكر جانب من قصص موسى
وداود وسليمان(عليهم السلام) فإنّ هذه الآيات تتحدث عن قصّة رابع نبيّ ـ وتبيّن
جانباً من حياته مع قومه ـ في هذه السورة، وهي ما جاء عن صالح(ع) وقومه «ثمود»! تعالوا واختبروا صدق دعوتي في
البعد الايجابي والأمل في رحمة الله في ظل الإيمان به (لولا
تستغفرون الله لعلكم تُرحمون )!. |
|
بحث
|
|
«التطيُّر
والتفاؤل»
|
|
«التطيُّر»
مأخوذ من مادة «طير» وهو معروف، إذ
يعني مايطير بجناحين في الجوّ، ولما كان العرب يتشاءمون غالباً من بعض الطيور،
سمي الفأل غير المحبوب تطيّراً، وهو في قبال «التفأل»
ومعناه الفأل الحسن المحبوب. |
|
الآيات (48) (53)
وَكَانَ فِى الْمَدِيْنَةِ تِسْعَةُ رَهْط يُفْسِدُونَ فِى الاْرْضِ وَلاَ
يُصْلِحُونَ (48)
|
|
وَكَانَ فِى
الْمَدِيْنَةِ تِسْعَةُ رَهْط يُفْسِدُونَ فِى الاْرْضِ وَلاَ يُصْلِحُونَ (48)
قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ
لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وِإنَّا لَصَدِقُونَ (49)
وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرنَا مَكْراً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ (50) فَانْظُرْ
كَيْفَ كَانَ عَقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَهُمْ وَقَومَهُمْ أَجْمَعِينَ
(51) فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةٌ بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِى ذلِكَ لاََيَةً
لِّقَوم يَعْلَمُونَ (52) وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ ءَامَنُوا وَكانُوا
يَتَّقُونَ (53) |
|
التّفسير |
|
تآمر
تسعة رهط في وادي القُرى:
|
|
نقرأ هنا قسماً آخر من قصّة
«صالح» وقومه، حيث يكمل القسم السابق ويأتي على نهايته، وهو ما يتعلق بالتآمر
على قتل «صالح» من قِبل تسعة «رهط»(«الرهط» من الناس ما
لا يقل عن الثلاثة ولا يزيد عن العشرة، وهو اسم جنس لا مفرد له من نوعه ويجمع
على أراهط وأرهاط ـ ولا يكون في الرهط امرأة (المصحح).) من المنافقين
والكفار، وفشل هذا التآمر! في وادي القرى منطقة «النّبي
صالح وقومه». وكلمة «لنبيتنّه» مأخوذة من
ـ«التبييت»، ومعناه الهجوم ليلا، وهذا التعبير يدلّ على أنّهم كانوا يخافون من
جماعة صالح وأتباعه، ويستوحشون من قومه.. لذلك ومن أجل أن يحققوا هدفهم ولا
يكونوا في الوقت ذاته مثار غضب أتباع صالح، اضطروا إلى أن يبيتوا الأمر، واتفقوا
أن لو سألوهم عن مهلك النّبي ـ لأنّهم كانوا معروفين بمخالفته من قبل ـ حلفوا
بأن لا علاقة لهم بذلك الأمر، ولم يشهدوا الحادثة أبداً. |
|
ملاحظات
|
|
عقوبة
ثمود
|
|
1 ـ عقوبة ثمود تختلف تعابير آيات القرآن في موضوع هلاك قوم صالح «ثمود». إلاّ أنّه لا
منافاة بين هذه التعابير الثلاثة أبداً... لأنّ «الصاعقة» هي الشعلة الكبيرة بين السحاب والأرض المقرونة بصيحة عظيمة
واهتزاز شديد في الأرض «ذكرنا تفصيلا عن الصيحة السماوية في ذيل الآية 67». |
|
الآيتان(54) (55)
وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأتُونَ الْفَحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ
|
|
وَلُوطاً إِذْ
قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأتُونَ الْفَحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ
(54)أَئِنَّكُمْ لَتَأتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّنْ دُونِ النِّسَآءِ بَلْ
أَنْتُمْ قَومٌ تَجْهَلُونَ (55) |
|
التّفسير |
|
انحراف
قوم لوط!
|
|
بعد ذكر جوانب من حياة موسى
وداود وسليمان وصالح(عليهم السلام) مع أُممهم وأقوامهم، فإنّ النّبي الخامس الذي وردت الإشارة إليه في هذه السورة: نبيّ الله العظيم «لوط». وعلى كل حال فإنّ حياة قوم
لوط المشهورين بالإنحراف الجنسي والعادات السيئة المخزية الأُخرى، كما أنّ عاقبة
حياتهم الوخيمة يمكن أن تكون لوحة بليغةً لأُولئك السادرين في شهواتهم... وإن
سعة هذا التلوث بين الناس تقتضي أن يُكرر ما جرى على قوم لوط مراراً. |
|
بداية الجزء العشرون
من القرآن الكريم
|
|
الآيات(56) (59) فَمَا
كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قَالُوآ أَخْرِجُوا ءَالَ لُوط مِّنْ
قَرْيَتِكُمْ
|
|
فَمَا كَانَ
جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قَالُوآ أَخْرِجُوا ءَالَ لُوط مِّنْ قَرْيَتِكُمْ
إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ (56) فَأَنْجَيْنَهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ
قَدَّرْنَهَا مِنَ الْغَبِرِينَ (57) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَّطَراً فَسَآءَ
مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (58) قُلِ الْحَمْدُ للهِ وَسَلَمٌ عَلَى عِبَادِهِ
الَّذِينَ اصْطَفَى ءَاللهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (59) |
|
التّفسير |
|
عندما
تُعدُّ الطهارة عيباً كبيراً!
|
|
لا حظنا ـ في ما سبق من
البحوث ـ منطق نبي الله العظيم «لوط»، ذلك المنطق المتين أمام المنحرفين
الملوثين، وبيانه الإستدلالي الذي كان يعنّفهم على عملهم القبيح، ويكشف لهم
نتيجة جهلهم وعدم معرفتهم بقانون الخلق وبجميع القيم الإنسانية. فجوابهم كاشف عن انحطاطهم
الفكري والسقوط الأخلاقي البعيد!. |
|
الآيات (60) (64)
أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَوَتِ وَالاْرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِّنَ السَّمَآءِ
مَآءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ
|
|
أَمَّنْ خَلَقَ
السَّمَوَتِ وَالاْرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِّنَ السَّمَآءِ مَآءً فَأَنْبَتْنَا
بِهِ حَدَآئِقَ ذَاتَ بَهْجَة مَّا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَآ
أَءِلَهٌ مَّعَ اللهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60) أمَّن جَعَلَ الاْرْضَ
قَرَارَاً وَجَعَلَ خِلَلَهآ أَنْهَراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَسِىَ وَجَعَلَ بَيْنَ
الْبَحْرَينِ حَاجِزاً أَءِلَهٌ مَّعَ اللهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ
(61) أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ
خُلَفَآءَ الاَْرْضِ أَءِلَهٌ مَّعَ الله قَلِيلا مَّا تَذَكَّرُونَ (62)
أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِى ظُلُمَتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ
الرِّيحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَىْ رَحْمَتِهِ أَءِلَهٌ مَّعَ اللهِ تَعَلَى اللهُ
عَمَّا يُشْرِكُونَ (63) أَمَّنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ
يَرْزُقُكُمْ مِّنَ السَّمآءِ وَالاْرْضِ أَءلَهٌ مَّعَ اللهِ قُلْ هَاتُوا
بُرْهَنَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَدِقِينَ (64) |
|
التّفسير |
|
أمع
كلّ هذه الأدلة ما تزالون مشركين؟!
|
|
في آخر آية من آيات البحث السابق، وبعد ذكر جوانب مثيرة من حياة خمسة أنبياء عظام، أُلقي هذا السؤال الوجيز
المتين (آللهِ خير أمّا يشركون )؟! |
|
بحوث
|
|
1 ـ مَن المضطر
الذي يجاب إذا دعاه؟
|
|
مع أنّ الله ـ يجيب دعاء
الجميع عند تحقق شروط الدعاء، إلاّ أنّ في الآيات آنفة الذكر اهتماماً بالمضطر،
وذلك لأنّ من شروط إجابة الدعاء أن يغمض الإنسان عينيه عن
عالم الأسباب كليّاً، وأن يجعل قلبه وروحه بين يدي رحمة الله، وأن يرى كل شيء
منه وله! وأن حل كل معضلة بيده، وهذه النظرة وهذا الإدراك إنّما يتحققان في حال
الإضطرار. |
|
2 ـ الإستدلال
المنطقي في كلّ مكان
|
|
نقرأ في آيات القرآن ـ مراراً
ـ أنّه يطالب المخالفين بالدليل، وخاصة بقوله: (هاتوا
برهانكم ) وقد جاء هذا النص في أربعة مواضع
البقرة: الآية 115، الأنبياء: الآية 24، النمل: الآية 64، والقصص: الآية
75 كما أنّه أكّد في مواضع أُخرى على البرهان
خاصة «والمراد من البرهان: أصدق دليل». |
|
3 ـ خلاصة عامّة
ومرور على الآيات السابقة
|
|
في الآيات السابقة كان اهتمام
القرآن منصباً لإثبات «توحيد المعبود» على «توحيد الخالق»، و«توحيد الرب» اي
(توحيد الخلق وتوحيد التدبير) وتحدّث عن اثتني عشرة آية
وعلامة لله العظيم في عالم الوجود: وكانت تعالج الأُمور الخمسة التالية على التوالي: 3 ـ كشف
الضرّ. |
|
الآيات (65) (68) قُل
لاَّ يَعْلَمُ مَنِ فِى السَّمَوَتِ وَالاْرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللهُ
|
|
قُل لاَّ يَعْلَمُ
مَنِ فِى السَّمَوَتِ وَالاْرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللهُ وَمَا يَشْعُرُونَ
أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65) بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِى الاَْخِرَةِ بَلْ هُمْ
فِى شَكٍّ مِّنْهَا عَمُونَ (66) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَءِذا كُنَّا
تُرَباً وَءَابَآؤُنَآ أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ (67) لَقَدْ وُعِدْنَا هَذا
نَحْنُ وَءَابَآؤُنَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذا إلاَّ أَسَطِيرُ الاوَّلِينَ (68) |
|
التّفسير |
|
لمّا كان البحث في آخر الآيات
السابقة عن القيامة والبعث، فإن الآيات ـ محل البحث ـ تعالج هذه المسألة من
جوانب شتى، فتجيب أولا على السؤال الذي يثيره المشركون دائماً، وهو قولهم: متى
تقوم القيامة؟ و«متى هذا الوعد»؟! فتقول: (قل لا يعلم
من في السماوات والأرض الغيب إلاّ الله وما يشعرون أيّان يبعثون )! إلاّ أنّ الأنسب من
بين هذه التفاسير الثلاثة هو التّفسير الأوّل حيث يناسب بقية الجمل في الآية، والبحوث الواردة في الآيات الأخر!. |
|
الآيات (69) (75)
قُلْ سِيرُواْ فِى الاْرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ
|
|
قُلْ سِيرُواْ فِى
الاْرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (69) وَلاَ تَحْزَنْ
عَلَيْهِمْ وَلاَتَكُنْ فِى ضَيْق مِّمَّا يَمْكُرُونَ (70) وَيَقُولُونَ مَتَى
هَذَا الْوَعْدُ إَنْ كُنْتُمْ صَدِقِينَ (71)قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ
لَكُمْ بَعْضُ الَّذِى تَسْتَعْجِلُونَ (72)وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْل عَلَى
النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ (73) وَإِنَّ رَبَّكَ
لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (74) وَمَا مِنْ غَآئِبَة
فِى السَّمَآءِ وَالاْرْضِ إِلاَّ فِى كِتَب مُّبِين (75) |
|
التّفسير |
|
لا يضيق صدرك بمؤامراتهم:
|
|
كان الكلام في
الآيات السابقة عن إنكار المعاندين الكفار للمعادْ، واستهزائهم وتكذيبهم باليوم
الآخر. إلاّ أنّ هؤلاء المنكرين
المعاندين، بدلا من أن يأخذوا إنذار النّبي المشفق عليهم مأخذ الجد فيتعظوا
بوعظه ويسترشدوا بنصحه، أخذوا يسخرون منه (ويقولون متى
هذا الوعد إن كنتم صادقين ). |
|
ملاحظات
|
|
التحقيق في الآيات
المتقدمة يدل على أن منكري المعاد من أجل أن يتنصّلوا من عبء الإيمان بالقيامة
والمسؤوليات الناشئة عنه، كانوا يتوسلون بثلاثة طرق: |
|
الآيات(76) (81)
إِنَّ هَذا الْقُرآءنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِى إسْرءِِيلَ أَكْثَرَ الَّذِى هُمْ
فِيْهِ يَخْتَلِفُونَ
|
|
إِنَّ هَذا
الْقُرآءنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِى إسْرءِِيلَ أَكْثَرَ الَّذِى هُمْ فِيْهِ
يَخْتَلِفُونَ (76) وَإِنَّهُ لَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤمِنينَ (77) إِنَّ رَبَّكَ
يَقْضِى بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (78) فَتَوَكَّلْ
عَلَى اللهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (79) إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ
الْمَوْتَى وَلاَ تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعآءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (80)
وَمآ أَنْتَ بِهَدِى الْعُمْىِ عَنْ ضَلَلَتِهِمْ إن تُسْمِعُ إلاَّ مَن
يُؤْمِنُ بِايَتِنا فَهُمْ مُّسْلِمُونَ (81) |
|
التّفسير |
|
عمىُ
القلوب لا يقبلون دعوتك!
|
|
كان الكلام في الآيات السابقة
عن المبدأ والمعاد... أمّا في الآيات ـ محل البحث ـ فيقع الكلام على مسألة
النبوّة، وحقّانيّة القرآن، ليكتمل بهما هذا البحث!. فالآيات التالية
تجيب على هذا السؤال، فتقول: إذا كان أُولئك
لا يذعنون للحق المبين، ولا يؤثر في قلوبهم هذا الكلام المتين، فلا مجال للعجب..
لـ (إنّك لا تسمع الموتى )( قال جماعة من المفسّرين: إن
هذه الجملة والجمل الأُخر التي تليها بمثابة الدليل على لزوم توكل النّبي على
الله وعدم يأسه... مع أن الظاهر أنّها جواب على سؤال يثار في شأن القرآن وكونه
هو «الحق المبين».). |
|
بحثان
|
|
1 ـ أسباب التوكل
|
|
«التوكل»
مأخوذ من «الوكالة»، وهو في منطق
القرآن يعني الإعتماد على الله وجعله وليّاً وكيلا، وعدم القلق والخوف من كثرة
المشاكل والموانع وعظم حجمها، بسبب التوكل على الله! والآخر: وضوح الطريق
الذي اختاره الإنسان!. |
|
2 ـ الموت
والحياة في منطق القرآن!
|
|
هناك كثير من
الألفاظ لها مداليل ومعان شتّى بحسب
النظرات المختلفة، ومن هذه الألفاظ، لفظا
الحياة والموت. «فالحياة» بالنظرة المادية تعني
الحياة الطبيعة «الفيزيائية» فحسب، أي متى كان القلب ينبض، والدم يجرى في العروق
إلى أعضاء الجسم كافة، وكانت الحركة وعملية الجذب والدفع في البدن، كان البدن
حياً.. أمّا إذا سكنت هذه الحركة، فتدل على «الموت»
القطعي الذي يعرف بالإختبار الدقيق خلال عدّة لحظات!. |
|
الآيات(82) (85)
وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ الاْرْضِ
تُكَلِّمُهُمْ
|
|
وَإِذا وَقَعَ
الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ الاْرْضِ تُكَلِّمُهُمْ
أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بَِآيَتِنَا لاَيُوقِنُونَ (82) وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن
كُلِّ أُمَّة فَوْجاً مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ (83)
حَتَّى إِذَآ جَآءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَتِى وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا
عِلْماً أَمَّاذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (84)وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا
ظَلَمُوا فَهُمْ لاَيَنطِقُونَ (85) |
|
التّفسير |
|
لمّا كانت الآية السابقة
تتحدث عن استعجال الكفّار بالعذاب ونزوله، أو تحقق القيامة وانتظارهم بفارغ
الصبر ووقوع ذلك، وكانوا يقولون للنّبي(ص): (متى هذا
الوعد إن كنتم صادقين ). ومتى يوم القيامة؟! فإنّ الآيات ـ محل البحث ـ
تشير إلى بعض الحوادث التي تقع بين يدي القيامة، وتجسد عاقبة المنكرين الوخيمة،
فتقول: (وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض
تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون ). |
|
بحوث
|
|
1 ـ ما هي دابة
الأرض؟!
|
|
«الدّابة»
معناها ما يدب ويتحرك، و«الأرض» معناها واضح.. وخلافاً لما يتصوّره بعضهم بأنّ
الدّابة تطلق على غير الإنسان... بل الحق أنّها ذات مفهوم واسع يشمل الإنسان
أيضاً، كما نقرأ في الآية (6) من سورة هود (وما من دابة في الأرض إلاّ على اللّه رزقها )، وفي الآية (61) من سورة النحل (ولو
يُؤاخذ اللّه الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ). |
|
2 ـ الرجعة في
الكتاب والسنة!
|
|
من المسائل التي تجدر
بالملاحظة، في الآيات ـ محل البحث ـ ظهور بعض من هذه الآيات في مسألة الرجعة!. |
|
4 ـ فلسفة
الرجعة!
|
|
إنّ أهم سؤال يثار
في هذا الصدد، هو: ما الهدف من الرجعة قبل يوم القيامة؟! |
|
5 ـ أنّ الإعتقاد
بالرجعة لا ينسجم وأصل حرية الإرادة والإختيار
|
|
5 ـ
ويتصور بعضهم أنّ الإعتقاد بالرجعة لا ينسجم وأصل حرية الإرادة والإختيار عند
البشر!. |
|
6 ـ أنّ الشيعة
فإنّهم لا يحكمون على منكري الرجعة بالكفر
|
|
6 ـ
وآخر الكلام هنا أنّ الشيعة مع اعتقادهم بالرجعة التي أخذوها عن أهل البيت(عليهم السلام) فإنّهم لا يحكمون على منكري الرجعة
بالكفر، لأنّ الرجعة من ضروريّات المذهب الشيعي لا من ضروريات الإسلام. |
|
الآيات(86) (88)
أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا الَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ
مُبْصِراً إِنَّ فِى ذلِكَ لاََيَت
|
|
أَلَمْ يَرَوْا
أَنَّا جَعَلْنَا الَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ فِى
ذلِكَ لاََيَت لِّقَوم يُؤمِنُونَ (86) وَيَومَ يُنْفَخُ فِى الصُّورِ فَفَزِعَ
مَن فِى السَّمَوَتِ وَمَن فِى الاَْرْضِ إِلاَّ مَنْ شَآءَ اللهُ وَكُلٌّ
أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87) وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدةً وَهِىَ
تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللهِ الَّذِى أَتْقَنَ كُلَّ شَىْء إِنَّهُ
خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88) |
|
التّفسير |
|
حركة
الأرض إحدى معاجز القرآن العلميّة:
|
|
مرّة أُخرى تتحدث هذه الآيات
عن مسألة المبدأ والمعاد، وآثار عظمة الله، ودلائل قدرته في عالم الوجود، وحوادث
القيامة، فتقول: (ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه
والنهار مبصراً ) وفي ذلك علائم ودلائل واضحة على قدرة الله وحكمته لمن
كان مستعداً للايمان (إنّ في ذلك لآيات لقوم يؤمنون ). |
|
وتوضيح
ذلك:
|
|
1 ـ
إنّ الآية تقول: تحسب الجبال
ساكنة وجامدة مع أنّها تمرّ مرّ السحاب.. وهذا التعبير واضح أنّه لا ينسجم مع
الحوادث التي تقع بين يدي القيامة.. لأنّ هذه الحوادث من الوضوح بمكان بحيث يعبر
عنها القرآن (يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى
الناس سكارى وما هم بسكارى ).( سورة الحج، الآية 2.) 3 ـ التعبير الآنف الذكر يدلّ على أنّه
في الوقت الذي ترى الجبال بحسب الظاهر جامدة، إلاّ أنّها في الواقع تتحرك بسرعة
«على حالتها التي ترى فيها جامدة» أي أن الحالتين تبينان شيئاً واحداً. |
|
الآيات(89) (93) مَنْ
جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِّنْ فَزَع يَوْمَئِذ
ءَامِنُونَ
|
|
مَنْ جَآءَ
بِالْحَسَنَةِ فَلهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِّنْ فَزَع يَوْمَئِذ ءَامِنُونَ
(89) وَمَنْ جَآءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِى النَّارِ هَلْ
تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (90) إِنَّمَآ أُمِرْتُ أَنْ
أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِى حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَىْء
وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (91) وَأَنْ أَتْلُوَا الْقُرءانَ
فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِى لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَآ
أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ (92) وَقُلِ الْحَمْدُ للهِ سَيُرِيكُمْ ءَايَتِهِ
فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغفِل عَمَّا تَعْمَلُونَ (93) |
|
التّفسير |
|
آخر
ما أُمر به النّبي!
|
|
كان الكلام في الآيات السابقة
عن أعمال العباد وعلم الله بها.. أمّا الآيات محل البحث فيقع الكلام في مستهلّها
عن جزائهم وثواب أعمالهم وأمنهم من فزع يوم القيامة، إذ يقول سبحانه: (من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون ). الطريف أنّ القرآن يقول في
شأن الهداية:(ومن اهتدى فإنّما يهتدي لنفسه )ولكنّه
لا يقول في شأن الضلال: ومن ضل فضرره عليه، بل يقول: (فقل
إنّما أنا من المنذرين ). نهاية سورة النمل |
|
|
|
|
سُورَة النمل مكيّة وَعَدَدُ
آياتها ثلاث وتَسعون آية
|
|
محتوى
سورة النّمل
|
|
هذه السورة نزلت بمكّة ـ كما
ذكرنا آنفاً ـ والمعروف أنّها نزلت بعد سورة الشعراء. |
|
فضيلة
سورة النمل:
|
|
جاء في بعض أحاديث النّبي(ص) أنّه قال: «من قرأ طس سليمان كان له من الأجر عشر
حسنات بعدد من صدّق سليمان وكذّب به، وهود وشعيب وصالح وإِبراهيم ويخرج من قبره
وهو ينادي لا إله إلاّ الله»( مجمع البيان ذيل الآيات
وتفسير الثقلين، ج4، ص 74..) |
|
الآيات(1) (6) طس
تِلْكَ ءَايَتُ الْقُرْءَانِ وَكِتَاب مُّبِين (1) هُدًى وَبُشْرَى
لِلْمُؤمِنِينَ
|
|
طس تِلْكَ ءَايَتُ
الْقُرْءَانِ وَكِتَاب مُّبِين (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤمِنِينَ (2)
الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ بِالاْخِرَةِ
هُمْ يُوقِنُونَ (3) إنَّ الَّذِيْنَ لاَ يُؤمِنُونَ بِالاْخِرَةِِ زَيَّنَّا
لَهُمْ أَعْملَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ (4) أُوْلئِكَ الَّذِيْنَ لَهُمْ سُوءُ
الْعَذابِ وَهُمْ فِى الاخِرَةِ هُمُ الاَْخْسَرُونَ (5) وَاِنَّكَ لَتُلَقَّى
الْقُرْءانَ مِنْ لَّدُنْ حَكِيم عَلِيم (6) |
|
التّفسير
|
|
القرآن
مُنزَل من لدن حكيم عليم:
|
|
نواجه مرّة أُخرى ـ
في بداية هذه السورة ـ الحروف المقطّعة من القرآن (طس). |
|
الواقعية
والإيمان:
|
|
المسألة المهمة في حياة
الإنسان هي أن يدرك الواقعيّات بما هي عليه، وأن يكون موقفه منها صريحاً... فلا
تمنعه من فهمها وإدراكها تصوراته وأحكامه المسبقة ورغباته الإنحرافية وحبّه
وبغضه، ولذلك فأنّ أهم تعريف للفلسفة هو: إدراك الحقائق
كما هي!. ولذلك فقد كان من دعاء
المعصومين: (اللّهم أرنى الأشياء كما هي) أي
لأعرف قيمها وأؤدي حقّها. |
|
الآيات(7) (14) إِذْ
قَالَ مُوسَى لاَِهْلِهِ إِنِّى ءَانَسْتُ نَاراً سَأَتِيكُمْ مِّنْها بِخَبَر
أَوْ ءَاتِيكُمْ بِشِهَاب
|
|
إِذْ قَالَ مُوسَى
لاَِهْلِهِ إِنِّى ءَانَسْتُ نَاراً سَأَتِيكُمْ مِّنْها بِخَبَر أَوْ
ءَاتِيكُمْ بِشِهَاب قَبَس لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (7) فَلَمّا جَآءَهَا
نُودِىَ أَن بُورِكَ مَن فِى النَّارِ وَمَنْ حَوْلَها وَسُبْحَنَ اللهِ رَبِّ
الْعالَمِينَ (8) يَمُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9)
وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَءَاهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَآنٌّ وَلَّى
مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يَمُوسَى لاَتَخَفْ إِنِّى لاَيَخافُ لَدَىَّ
الْمُرْسَلُونَ (10) إلاّ مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوء
فَإِنِّى غَفُورٌ رَّحِيمٌ (11) وَأَدْخِلْ يَدَكَ فىِ جَيْبِكَ تَخْرُجْ
بَيْضَآءَ مِنْ غَيْرِ سُوء فِى تِسْعِ ءَايت إلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ
إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فسِقِينَ (12) فَلَمَّا جَآءَتْهُمْ ءَايتُنَا
مُبْصِرَةً قَالُوا هَذا سِحْرٌ مُّبِينٌ (13) وَجَحَدُوا بِهَا
وَاسْتَيْقَنَتْهَآ أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ
عَقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14) |
|
التّفسير |
|
موسى
يقتبس النّور:
|
|
يجري الكلام في هذه السورة ـ
كما أشرنا من قبلُ ـبعد بيان أهمّية القرآن، عن قصص خمسة أنبياء عظام، وذكر
أُممهم، والوعد بانتصار المؤمنين وعقاب الكافرين. أمّا المعجزة
الثّانية التي أمر موسى أن يظهرها، فهي اليد البيضاء، إذ تقول الآية: (وادخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير
سوء ). والقيد (من غير سوء ) إشارة إلى أن بياض
اليد ليس من برص ونحوه، بل هو بياضٌ نوراني يلفت النظر، وهو بنفسه كاشف عن إعجاز
وأمر خارق للعادة: 2 ـ الجراد 3 ـ كثرة الضفادع 4 ـ تبدل لون نهر النيل كلون الدم 5 ـ الآفات في النباتات. وكل
واحدة من هذه المعاجز الخمس تعدّ إنذاراً لفرعون وقومه، فكانوا عند البلاء
يلجأون إلى موسى ليرفع عنهم ذلك. 6 ـ القحط «السنين» 7 ـ ونقص الثمرات. إذ
أشارت إليهما الآية (130) من سورة الأعراف فقالت: (ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يرجعون )...
«ولمزيد الإيضاح يراجع الجزء التاسع من التّفسير الأمثل
ذيل الآية (101) من سورة الإسراء». |
الآيتان(15) (16)
وَلَقَدْ اتَيْنَا دَاوُدَ وَسُلَيْمنَ عِلْماً وَقَالاَ الْحَمْدُ للهِ الَّذِى
فَضَّلَنَا عَلَى كَثِير مِّنْ عِبَادِهِ
|
|
وَلَقَدْ اتَيْنَا
دَاوُدَ وَسُلَيْمنَ عِلْماً وَقَالاَ الْحَمْدُ للهِ الَّذِى فَضَّلَنَا عَلَى
كَثِير مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤمِنِينَ (15) وَوَرِثَ سُلَيْمَنُ دَاوُ ودَ
وَقَالَ يَأَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن
كُلِّ شَىْء إِنَّ هَذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) |
|
التّفسير |
|
|
حكومة
داود وسُليمان(عليهما السلام):
|
|
بعد الكلام عن جانب من قصّة
موسى(عليه السلام) في هذه السورة، يجري الكلام عن نبيّين آخرين من الأنبياء
العظام، وهما «داود» و«سليمان» ... والكلام على
داود لا يتجاوز الإشارة العابرة، إلاّ أنّ الكلام على سليمان أكثر استيعاباً. |
|
بحوث
|
|
1 ـ علاقةُ الدين
بالسيّاسة
|
|
خلافاً لما يتصوره أصحاب
النظرة الضيقة من أن الدين مجموعة من النصائح والمواعظ، أو المسائل الخاصة
بالحياة الشخصيّة للانسان.. بل هو مجموعة من القوانين والمناهج الحيوية التي
تستوعب جميع مسائل حياة الإنسان وخاصة المسائل الإجتماعية. |
|
2 ـ آيات الحكومة
الإلهية
|
|
ممّا يلفت النظر أنّنا نجد في قصّة سليمان وداود ـ بصورة واضحة ـ أنّهما استطاعا أن يقلعا جذور الشرك وآثاره بسرعة،
وأن يقيما نظاماً إلهياً عادلا.. نظاماً يقوم على اسس واركان ـ طبقاً لما في الآيات محل البحث ـ العلم والمعرفة
والإطلاع في المجالات المختلفة. |
|
3 ـ منطق الطير
|
|
في الآيات المتقدمة والآيات
التالية بعدها التي تذكر قصّة سليمان والهدهد، إشارة صريحة إلى منطق الطير، وبعض
ما يتمتع به الحيوان من شؤون. |
|
4 ـ رواية «نحن
معاشر الأنبياء لا نورّث»..
|
|
نقل أهل السنة في كتبهم المختلفة حديثاً عن النّبي (صلى الله عليه وآله) مضمونه أنّه قال:
«نحن معاشر الأنبياء لا نورّث، ما تركناه صدقة».. وربّما نقل الحديث في بعض
الكتب بحذف الجملة الاّولى والاكتفاء بعبارة: «ما
تركناه صدقة ». |
|
الآيات (17) (19)
وَحُشِرَ لِسُلَيْمَنَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالاِْنْسِ وَالْطَّيْرِ فَهُمْ
يُوزَعُونَ
|
|
وَحُشِرَ
لِسُلَيْمَنَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالاِْنْسِ وَالْطَّيْرِ فَهُمْ
يُوزَعُونَ (17) حَتّى إذَاْ أَتَوأ عَلَى وَادِ الَّنمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ
يَاَيُّهَا الَّنمْلُ اُدْخُلُوا مَسَكِنَكُمْ لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَنُ
وَجُنُودُهُ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِّنْ قَوْلِهَا
وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِى أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِى أَنْعَمْتَ عَلَىَّ
وَعَلى وَلِدَىَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَلِحاً تَرْضهُ وَأَدْخِلْنِى بِرَحْمَتِكَ
فِى عِبَادِكَ الصّلِحِينَ (19) |
التّفسير |
|
سُليمانُ
في وادي النَمْلِ:
|
|
يستفاد من آيات هذه السورة، وآيات سورة سبأ أن «حكومة سليمان»
لم تكن حكومةً مألوفة، بل حكومة مقرونة بما يخرق العادات والمعاجز المختلفة، التي ورد قسم منها في هذه السورة، والقسم الآخر ورد في سورة
«سبأ» أمّا ما ورد في هذه السورة من الأُمور الخارقة للعادة «حكومة
سليمان على الجن، والطير، وإدراكه كلام النمل، وكلامه مع الهدهد». |
|
بحوث
|
|
|
1 ـ معرفة سليمان
بلغة الحيوانات ومنطقها
|
|
ليس لنا كثيرُ معرفة بعالم
الحيوانات... وما يزال الغموض أو الإبهام يكتنف هذا العالم ويلقي عليه ظلاله،
بالرغم من التقدم العلمي في هذا المجال. |
|
2 ـ سليمان
وإلهامه الشكر لله
|
|
إن واحدةً من أفضل العلامات
لمعرفة الحكام الإلهيين وتمييزهم عن الحكام الجبابرة، هي أن الجبابرة حين يصلون
إلى القدرة يغرقون في الغرور والغفلة، وينسون القيم الإنسانية كلّها... ويندكّون
بشدّة في أنانيتهم! |
|
3 ـ سليمان
والعمل الصالح
|
|
ممّا يلفت النظر أن سليمان
رغم حكومته وسلطنته التي لا نظير لها، وتلك القدرة الواسعة، إلاّ أنّه يطلب من
الله يوفقه للعمل الصالح باستمرار، وأهم من ذلك وأسمى أن يكون في زمرة عباده
الصالحين. فكم هو عزيز وغال أن يكون
الإنسان عبداً صالحاً لله، بحيث يطلب سليمان من ربّه أن يدخله في عباده
الصالحين، على الرغم من جاهه وحشمته وجلاله الذي لا يشك فيها أحد، وأن يحفظه
الله من العثرات والزلات في كل آن، وخاصّة ما قد يصدر من الانسان وهو على رأس
هيئة عظيمة وتشكيلات واسعة! |
|
الآيات(20) (26) وَتَفَقَّدَ
الطَّيْرَ فَقَالَ مالِىَ لاَ أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغآئِبِينَ
|
|
وَتَفَقَّدَ
الطَّيْرَ فَقَالَ مالِىَ لاَ أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغآئِبِينَ
(20) لاَُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيدَاً أَوْ لاََذْبَحَنَّهُ أَوْ
لَيَأتِيَنِّى بِسُلْطَنِ مُّبِين (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيد فَقَالَ أَحَطتُ
بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَأِ بِنَبَأ يَقين (22) إِنِّى
وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَىْء وَلَهَا عَرْشٌ
عَظِيمٌ (23) وَجَدتُّهَا وَقَومَهَا يِسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللهِ
وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَنُ أَعْمَلَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ
لاَ يَهْتَدُونَ (24) ألاَ يَسْجُدُوا للهِ الَّذِى يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِى
السَّمَوَتِ وَالاْرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللهُ
لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26) |
|
التّفسير |
|
قصّة
الهُدهد وملكة سبأ:
|
|
يشير القرآن في هذا القسم من
الآيات إلى جانب آخر من حياة سليمان(ع)المدهشة، وما جرى له مع الهدهد وملكة سبأ. فيقول أوّلا: (وتفقّد الطير ). |
|
ملاحظتان
|
|
أ
ـ الدروس التعليميّة
|
|
ما قرأناه في هذا القسم من الآيات، فيه
لطائف كثيرة ومسائل دقيقة، يمكن أن يكون لها كبير الأثر في حياة الناس وسياسة
الحكومات جميعاً. |
|
الآيات(27) (35)
قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَذِبِينَ (27) اذْهَب
بِّكِتَبِى هَذا
|
|
قَالَ سَنَنظُرُ
أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَذِبِينَ (27) اذْهَب بِّكِتَبِى هَذا
فَأَلْقِهْ إلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُون (28)
قَالَتْ يَأَيُّهَا الْمَلَؤُا إِنِّى أُلْقِىَ إلَىَّ كِتَبٌ كَرِيمٌ (29)
إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَنَ وَإِنَّهُ بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلاَّ تَعْلُوا
عَلَىَّ وَأْتُونِى مُسْلِمِينَ (31) قَالَتْ يَاَيُّهَا الْمَلَؤُا أَفْتُونِى
فِى أَمْرِى مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتّى تَشْهَدُونِ (32) قَالُوا نَحْنُ
أُولُوا قُوَّة وَأُولُوا بَأس شَدِيد وَالاَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِى مَاذَا
تَأمُرِينَ (33) قَالَتْ إنَّ الْمُلُوكَ إذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفَسَدُوها
وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهآ أَذِلَّةً وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ (34) وَإِنِّى
مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّة فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ
(35) |
|
التّفسير |
|
الملوكُ
مفسدون مخرّبون:
|
|
لقد أصغى سليمان(ع) إلى كلام
الهُدهد بكل اهتمام.. وفكّر مليّاً، ولعل سليمان كان يظنُّ أن كلام الهدهد صحيح،
ولا دليل على كذب بهذا الحجم.. لكن حيث أن هذه المسألة لم تكن مسألة «ساذجةً»
بسيطة، ولها أثر كبير في مصير بلد كامل وأمّة كبيرة!.. فينبغي أن لا يكتفي بمخبر
واحد، بل ينبغي التحقيق أكثر في هذا المجال: (قال سننظر
أصدقت أم كنت من الكاذبين ). أو لأنّ مرسله رجل عظيم، وقد
احتمل كل مفسّر وجهاً منها ـ أو جميعها ـ لأنّه لا منافاة بينها جميعاً. وقد
تجتمع جميعها في هذا المفهوم الجامع!. |
|
بحوث
|
|
1 ـ آداب كتابة
الرسائل
|
|
ما ورد في الآيات آنفة الذكر
في شأن كتاب «سليمان» إلى أهل سبأ، هو قدوة لكتابة الرسائل و«الكتب» وقد تكون من
المسائل المهمّة والمصيرية... إذ تبدأ بـ (بسم الله
الرحمن الرحيم ) وتبيّن روح الكلام في جملتين مدروستين. |
|
2 ـ هل دعا
سليمان إلى التقليد؟!
|
|
بعض المفسّرين
استفادوا من كتاب سليمان أنّه دعا أهل سبأ إليه دون دليل! |
|
3 ـ مداليل عميقة
في قصّة سليمان (عليه السلام)
|
|
نلاحظ في هذا القسم
من قصّة سليمان(عليه السلام) إشارات قصيرة إلى مسائل مهمّة أيضاً: أمّا الآية الكريمة (وأمرهم
شورى بينهم )( الشورى، الآية 38.) فناظرة
إلى القسم الأوّل(لمزيد
الإيضاح في موضوع الشورى يراجع تفسير الآية (159) من سورة آل عمران.). |
|
4 ـ علامات
الملوك
|
|
يستفاد من هذه الآيات ـ بصورة
جيدة ـ أن الحكومة الإستبدادية والسلطنة في كل مكان مدعاة للفساد وإذلال
الأعزة... لأنّ الملوك يبعدون عنهم |
|
الآيتان(36) (37)
فَلَمَّا جَآءَ سُلَيمَنَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَال فَمَآ ءَاتَنِ اللهُ
خَيْرٌ مِّمّآ ءَاتَكُمْ
|
|
فَلَمَّا جَآءَ
سُلَيمَنَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَال فَمَآ ءَاتَنِ اللهُ خَيْرٌ مِّمّآ
ءَاتَكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36) ارْجِعْ إِلَيْهِمْ
فَلَنَأتِيَنَّهُمْ بِجُنُود لاَّ قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ
مِّنْهَآ أَذِلَّةً وَهُمْ صَغِرُونَ (37) |
|
التّفسير |
|
لا
تخدعوني بالمال:
|
|
خرج رسل ملكة سبأ بقافلة
الهدايا وتركوا اليمن وراءهم قاصدين مقر سليمان «في الشام» ظنّاً منهم أن سليمان
سيكون مسروراً بمشاهدته هذه الهدايا ويرحب بهم. أجلْ، أنتم الذين تفرحون بمثل
هذه الزخارف، فيهدي بعضكم لبعض فيشرق وجه تملع عيناه! إلاّ أن هذه الأُمور لا
قيمة لها عندي ولا أكترث بها. |
|
ملاحظات1
ـ حقيقة الزهد
|
|
1 ـ
ممّا ينبغي الإلتفات إليه أن الزهد في الأديان السماوية لا يعني أن لا يتمتع الإنسان بماله وثرواته وإمكاناته الدنيوية،
بل حقيقة الزهد هي أن لا يكون أسير هذه الأُمور.. بل أميراً عليها.. وقد بيّن
سليمان هذا النبيّ العظيم بردّه الهدايا الثمينة على ملكة سبأ أنّه أميرَها لا
أسيرها. |
|
نجد
في هذا القسم من قصّة سليمان دروساً جديرة بالنظر،
|
|
2 ـ
ومرّة أُخرى نجد في هذا القسم من قصّة
سليمان دروساً جديرة بالنظر، خافية في تعابير الآيات الكريمة: |
|
الآيات(38) (40)
قَالَ يَأَيُّهَا الْمَلَؤُا أَيُّكُمْ يَأتِينِى بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ
يَأتُونِى مُسْلِمِينَ
|
|
قَالَ يَأَيُّهَا
الْمَلَؤُا أَيُّكُمْ يَأتِينِى بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأتُونِى مُسْلِمِينَ
(38) قَالَ عِفْرِيْتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَاْ ءَاتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ
مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّى عَلَيْهِ لَقَوِىٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِى
عِنْدَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَبِ أَنَا ءَاتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ
طَرْفُكَ فَلَمَّا رَءَاهُ مُسْتَقِرّاً عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ
رَبِّى لِيَبْلُوَنِى ءَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنَ شَكَرَ فَإِنَّمَا
يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّى غَنِىٌّ كَرِيمٌ (40) |
|
التّفسير |
|
حضور
العرش في طرفة عين:
|
|
وأخيراً عاد رُسُل ملكة سبأ
بعد أن جمعوا هداياهم وأمتعتهم إلى بلدهم، وأخبروا ملكة سبأ بما شاهدوه من عظمة
مُلك سليمان(عليه السلام) المعجز وجهازه الحكومي، وكل واحد من هذه الاُمور دليل
على أنّه لم يكن كسائر الأفراد ولا ملكاً كسائر الملوك، بل هو مُرسل من قبل الله
حقّاً، وحكومته حكومة إلهية. إلاّ أن من الواضح أنّ هدف
سليمان(ع) من هذه الخطة إنّه كان يريد أن يظهر أمراً مهماً للغاية خارقاً للعادة
ليذعنوا له دون قيد، ويؤمنوا بقُدرة الله من دون حاجة إلى سفك الدماء والمواجهة
في ساحات القتال. مسائل مهمة: |
|
2 ـ القوة
والأمانة شرطان مهمان
|
|
جاء في الآيات المتقدمة ـ والآية
(26) من سورة القصص ـ أن أهم شرط للعامل أو الموظف
شيئان: الأوّل القوة، والثّاني الأمانة!. |
|
3 ـ الفرق بين
«علم من الكتاب» و «علم الكتاب»
|
|
جاء التعبير في
الآيات ـ محل البحث ـ عن الذي أتى
بعرش ملكة سبأ في أدنى مدّة «وبطرفة عين» بـ (من عنده
علم من الكتاب ) بينما جاء في الآية (43) من
سورة الرعد في شأن النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ومن يشهد على حقانيته
(قل كفى بالله شهيداً بين وبينكم ومن عنده علم الكتاب
). |
|
4 ـ هذا من فضل
ربّي
|
|
إن عبدة الدنيا وطُلاّبها
المغرورين حين ينالون «القوّة» والإقتدار ينسون كل شيء إلاّ أنفسهم.. وكل ما يقع
في أيديهم يحسبونه من عند أنفسهم لا من غيرهم، كما كان قارون يقول: (إنّما أوتيته على علم عندي ).. في حين أن عباد الله
وخاصّته كلما نالوا شيئاً قالوا: (هذا من فضل ربّي ).. |
|
5 ـ كيف أحضر
«آصف» عرش الملكة؟!
|
|
لم يكن هذا (الأمر) أوّل خارق
للعادة نراه في قصّة سليمان(عليه السلام)، أو في حياة الأنبياء بشكل عام.. وعلى
من يحمل هذه التعبيرات على الكناية والمجاز، ولا يوخذ بظاهرها، أن يبينوا موقفهم
من معاجز الأنبياء. ترى هل يرون الأعمال الخارقة للعادة للانبياء وخلفائهم
محالا، وينكرونها كليّاً؟! فهذا ما لا ينسجم مع أصل التوحيد، ولا مع قدرة الله
الحاكمة على قوانين الوجود، ولا ينسجم مع صريح القرآن في آيات كثيرة.. أيضاً. |
|
الآيات(41) (44)
قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِى أَمْ تَكُونُ مِنَ
الَّذِينَ لاَ يَهْتَدُونَ
|
|
قَالَ نَكِّرُوا
لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِى أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لاَ
يَهْتَدُونَ (41) فَلَمَّا جَآءَتْ قِيْلَ أَهَكَذا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ
هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42) وَصَدَّهَا
مَا كانَتْ تَّعْبُدُ مِنْ دُونِ اللهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْم كَفِرِينَ
(43) قِيلَ لَهَا ادْخُلِى الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً
وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّنْ قَوَارِيرَ
قَالَتْ رَبِّ إنِّى ظَلَمْتُ نَفْسِى وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَنَ للهِ رَبِّ
الْعَلَمِينَ (44) |
|
التّفسير |
|
نور
الايمان في قلب الملكة:
|
|
نواجه في هذه الآيات مشهداً
آخر، ممّا جرى بين سلمان وملكة سبأ فسليمان من أجل أن يختبر عقل ملكة سبأ
ودرايتها، ويهىء الجوّ لإيمانها بالله، أمر أن يغيروا عرشها وينكّروه فـ (قال نكّروا لها عرشها ننظر أتهتدي أم تكون من الذين لا
يهتدون ). لقد كنت في ما مضى أسجد للشمس
وأعبد الأصنام، وكنت غارقة في الزينة والتجميل، وكنت أتصور أنّي أعلى الناس في
الدنيا. |
|
بحثان
|
|
1 ـ عاقبة أمر
ملكة سبأ
|
|
كان هذا كل ما ورد في القرآن
المجيد عن ملكة سبأ إذ آمنت أخيراً ولحقتبالصالحين... لكن هل عادت إلى وطنها بعد
إيمانها، وواصلت حكمها من قبل سليمان، أو بقيت عند سليمان و تزوجت منه؟! أو تزوجت
من أحد ملوك اليمن المشهورين باسم «تُبّع»؟ |
|
2 ـ خلاصة عامة
عن حياة سليمان
|
|
ما ورد عن سيرة سليمان
وحالاته في الثلاثين آية آنفة الذكر،يكشف عن مسائل كثيرة، قرأنا قسماً منها في
أثناء البحث، ونشير إلى القسم الآخر إشارة عابرة: 3 ـ إنّ هذه
القصّة تكشف عن أن نور التوحيد يشرق في جميع القلوب، حتى الطائر الذي يبدو
ظاهراً أنّه صامت، فإنّه يخبر عن أسرار التوحيد العميقة!. |
|
الآيات(45)
(47) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَآ إِلَى ثَمُودَ أَخَهُمْ صَلحاً أَنِ اعْبُدُ اللهَ
فَإذا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ
|
|
وَلَقَدْ
أَرْسَلْنَآ إِلَى ثَمُودَ أَخَهُمْ صَلحاً أَنِ اعْبُدُ اللهَ فَإذا هُمْ
فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ (45) قَالَ يَقَومِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ
بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلاَ تَسْتَغْفِرُونَ اللهَ لَعَلَّكُمْ
تُرْحَمُونَ (46) قَالُوا اطَّيَّرنَا بِكَ وَبِمَنْ مَّعَكَ قَالَ طَئرُكُمْ
عِنْدَ الله بَلْ أَنْتُمْ قَومٌ تُفْتَنُونَ (47) |
|
التّفسير |
|
صالحٌ
في ثمود:
|
|
بعد ذكر جانب من قصص موسى
وداود وسليمان(عليهم السلام) فإنّ هذه الآيات تتحدث عن قصّة رابع نبيّ ـ وتبيّن
جانباً من حياته مع قومه ـ في هذه السورة، وهي ما جاء عن صالح(ع) وقومه «ثمود»! تعالوا واختبروا صدق دعوتي في
البعد الايجابي والأمل في رحمة الله في ظل الإيمان به (لولا
تستغفرون الله لعلكم تُرحمون )!. |
|
بحث
|
|
«التطيُّر
والتفاؤل»
|
|
«التطيُّر»
مأخوذ من مادة «طير» وهو معروف، إذ
يعني مايطير بجناحين في الجوّ، ولما كان العرب يتشاءمون غالباً من بعض الطيور،
سمي الفأل غير المحبوب تطيّراً، وهو في قبال «التفأل»
ومعناه الفأل الحسن المحبوب. |
|
الآيات (48) (53)
وَكَانَ فِى الْمَدِيْنَةِ تِسْعَةُ رَهْط يُفْسِدُونَ فِى الاْرْضِ وَلاَ
يُصْلِحُونَ (48)
|
|
وَكَانَ فِى
الْمَدِيْنَةِ تِسْعَةُ رَهْط يُفْسِدُونَ فِى الاْرْضِ وَلاَ يُصْلِحُونَ (48)
قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ
لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وِإنَّا لَصَدِقُونَ (49)
وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرنَا مَكْراً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ (50) فَانْظُرْ
كَيْفَ كَانَ عَقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَهُمْ وَقَومَهُمْ أَجْمَعِينَ
(51) فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةٌ بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِى ذلِكَ لاََيَةً
لِّقَوم يَعْلَمُونَ (52) وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ ءَامَنُوا وَكانُوا
يَتَّقُونَ (53) |
|
التّفسير |
|
تآمر
تسعة رهط في وادي القُرى:
|
|
نقرأ هنا قسماً آخر من قصّة
«صالح» وقومه، حيث يكمل القسم السابق ويأتي على نهايته، وهو ما يتعلق بالتآمر
على قتل «صالح» من قِبل تسعة «رهط»(«الرهط» من الناس ما
لا يقل عن الثلاثة ولا يزيد عن العشرة، وهو اسم جنس لا مفرد له من نوعه ويجمع
على أراهط وأرهاط ـ ولا يكون في الرهط امرأة (المصحح).) من المنافقين
والكفار، وفشل هذا التآمر! في وادي القرى منطقة «النّبي
صالح وقومه». وكلمة «لنبيتنّه» مأخوذة من
ـ«التبييت»، ومعناه الهجوم ليلا، وهذا التعبير يدلّ على أنّهم كانوا يخافون من
جماعة صالح وأتباعه، ويستوحشون من قومه.. لذلك ومن أجل أن يحققوا هدفهم ولا
يكونوا في الوقت ذاته مثار غضب أتباع صالح، اضطروا إلى أن يبيتوا الأمر، واتفقوا
أن لو سألوهم عن مهلك النّبي ـ لأنّهم كانوا معروفين بمخالفته من قبل ـ حلفوا
بأن لا علاقة لهم بذلك الأمر، ولم يشهدوا الحادثة أبداً. |
|
ملاحظات
|
|
عقوبة
ثمود
|
|
1 ـ عقوبة ثمود تختلف تعابير آيات القرآن في موضوع هلاك قوم صالح «ثمود». إلاّ أنّه لا
منافاة بين هذه التعابير الثلاثة أبداً... لأنّ «الصاعقة» هي الشعلة الكبيرة بين السحاب والأرض المقرونة بصيحة عظيمة
واهتزاز شديد في الأرض «ذكرنا تفصيلا عن الصيحة السماوية في ذيل الآية 67». |
|
الآيتان(54) (55)
وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأتُونَ الْفَحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ
|
|
وَلُوطاً إِذْ
قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأتُونَ الْفَحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ
(54)أَئِنَّكُمْ لَتَأتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّنْ دُونِ النِّسَآءِ بَلْ
أَنْتُمْ قَومٌ تَجْهَلُونَ (55) |
|
التّفسير |
|
انحراف
قوم لوط!
|
|
بعد ذكر جوانب من حياة موسى
وداود وسليمان وصالح(عليهم السلام) مع أُممهم وأقوامهم، فإنّ النّبي الخامس الذي وردت الإشارة إليه في هذه السورة: نبيّ الله العظيم «لوط». وعلى كل حال فإنّ حياة قوم
لوط المشهورين بالإنحراف الجنسي والعادات السيئة المخزية الأُخرى، كما أنّ عاقبة
حياتهم الوخيمة يمكن أن تكون لوحة بليغةً لأُولئك السادرين في شهواتهم... وإن
سعة هذا التلوث بين الناس تقتضي أن يُكرر ما جرى على قوم لوط مراراً. |
|
بداية الجزء العشرون
من القرآن الكريم
|
|
الآيات(56) (59) فَمَا
كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قَالُوآ أَخْرِجُوا ءَالَ لُوط مِّنْ
قَرْيَتِكُمْ
|
|
فَمَا كَانَ
جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قَالُوآ أَخْرِجُوا ءَالَ لُوط مِّنْ قَرْيَتِكُمْ
إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ (56) فَأَنْجَيْنَهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ
قَدَّرْنَهَا مِنَ الْغَبِرِينَ (57) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَّطَراً فَسَآءَ
مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (58) قُلِ الْحَمْدُ للهِ وَسَلَمٌ عَلَى عِبَادِهِ
الَّذِينَ اصْطَفَى ءَاللهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (59) |
|
التّفسير |
|
عندما
تُعدُّ الطهارة عيباً كبيراً!
|
|
لا حظنا ـ في ما سبق من
البحوث ـ منطق نبي الله العظيم «لوط»، ذلك المنطق المتين أمام المنحرفين
الملوثين، وبيانه الإستدلالي الذي كان يعنّفهم على عملهم القبيح، ويكشف لهم
نتيجة جهلهم وعدم معرفتهم بقانون الخلق وبجميع القيم الإنسانية. فجوابهم كاشف عن انحطاطهم
الفكري والسقوط الأخلاقي البعيد!. |
|
الآيات (60) (64)
أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَوَتِ وَالاْرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِّنَ السَّمَآءِ
مَآءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ
|
|
أَمَّنْ خَلَقَ
السَّمَوَتِ وَالاْرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِّنَ السَّمَآءِ مَآءً فَأَنْبَتْنَا
بِهِ حَدَآئِقَ ذَاتَ بَهْجَة مَّا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَآ
أَءِلَهٌ مَّعَ اللهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60) أمَّن جَعَلَ الاْرْضَ
قَرَارَاً وَجَعَلَ خِلَلَهآ أَنْهَراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَسِىَ وَجَعَلَ بَيْنَ
الْبَحْرَينِ حَاجِزاً أَءِلَهٌ مَّعَ اللهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ
(61) أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ
خُلَفَآءَ الاَْرْضِ أَءِلَهٌ مَّعَ الله قَلِيلا مَّا تَذَكَّرُونَ (62)
أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِى ظُلُمَتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ
الرِّيحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَىْ رَحْمَتِهِ أَءِلَهٌ مَّعَ اللهِ تَعَلَى اللهُ
عَمَّا يُشْرِكُونَ (63) أَمَّنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ
يَرْزُقُكُمْ مِّنَ السَّمآءِ وَالاْرْضِ أَءلَهٌ مَّعَ اللهِ قُلْ هَاتُوا
بُرْهَنَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَدِقِينَ (64) |
|
التّفسير |
|
أمع
كلّ هذه الأدلة ما تزالون مشركين؟!
|
|
في آخر آية من آيات البحث السابق، وبعد ذكر جوانب مثيرة من حياة خمسة أنبياء عظام، أُلقي هذا السؤال الوجيز
المتين (آللهِ خير أمّا يشركون )؟! |
|
بحوث
|
|
1 ـ مَن المضطر
الذي يجاب إذا دعاه؟
|
|
مع أنّ الله ـ يجيب دعاء
الجميع عند تحقق شروط الدعاء، إلاّ أنّ في الآيات آنفة الذكر اهتماماً بالمضطر،
وذلك لأنّ من شروط إجابة الدعاء أن يغمض الإنسان عينيه عن
عالم الأسباب كليّاً، وأن يجعل قلبه وروحه بين يدي رحمة الله، وأن يرى كل شيء
منه وله! وأن حل كل معضلة بيده، وهذه النظرة وهذا الإدراك إنّما يتحققان في حال
الإضطرار. |
|
2 ـ الإستدلال
المنطقي في كلّ مكان
|
|
نقرأ في آيات القرآن ـ مراراً
ـ أنّه يطالب المخالفين بالدليل، وخاصة بقوله: (هاتوا
برهانكم ) وقد جاء هذا النص في أربعة مواضع
البقرة: الآية 115، الأنبياء: الآية 24، النمل: الآية 64، والقصص: الآية
75 كما أنّه أكّد في مواضع أُخرى على البرهان
خاصة «والمراد من البرهان: أصدق دليل». |
|
3 ـ خلاصة عامّة
ومرور على الآيات السابقة
|
|
في الآيات السابقة كان اهتمام
القرآن منصباً لإثبات «توحيد المعبود» على «توحيد الخالق»، و«توحيد الرب» اي
(توحيد الخلق وتوحيد التدبير) وتحدّث عن اثتني عشرة آية
وعلامة لله العظيم في عالم الوجود: وكانت تعالج الأُمور الخمسة التالية على التوالي: 3 ـ كشف
الضرّ. |
|
الآيات (65) (68) قُل
لاَّ يَعْلَمُ مَنِ فِى السَّمَوَتِ وَالاْرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللهُ
|
|
قُل لاَّ يَعْلَمُ
مَنِ فِى السَّمَوَتِ وَالاْرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللهُ وَمَا يَشْعُرُونَ
أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65) بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِى الاَْخِرَةِ بَلْ هُمْ
فِى شَكٍّ مِّنْهَا عَمُونَ (66) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَءِذا كُنَّا
تُرَباً وَءَابَآؤُنَآ أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ (67) لَقَدْ وُعِدْنَا هَذا
نَحْنُ وَءَابَآؤُنَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذا إلاَّ أَسَطِيرُ الاوَّلِينَ (68) |
|
التّفسير |
|
لمّا كان البحث في آخر الآيات
السابقة عن القيامة والبعث، فإن الآيات ـ محل البحث ـ تعالج هذه المسألة من
جوانب شتى، فتجيب أولا على السؤال الذي يثيره المشركون دائماً، وهو قولهم: متى
تقوم القيامة؟ و«متى هذا الوعد»؟! فتقول: (قل لا يعلم
من في السماوات والأرض الغيب إلاّ الله وما يشعرون أيّان يبعثون )! إلاّ أنّ الأنسب من
بين هذه التفاسير الثلاثة هو التّفسير الأوّل حيث يناسب بقية الجمل في الآية، والبحوث الواردة في الآيات الأخر!. |
|
الآيات (69) (75)
قُلْ سِيرُواْ فِى الاْرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ
|
|
قُلْ سِيرُواْ فِى
الاْرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (69) وَلاَ تَحْزَنْ
عَلَيْهِمْ وَلاَتَكُنْ فِى ضَيْق مِّمَّا يَمْكُرُونَ (70) وَيَقُولُونَ مَتَى
هَذَا الْوَعْدُ إَنْ كُنْتُمْ صَدِقِينَ (71)قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ
لَكُمْ بَعْضُ الَّذِى تَسْتَعْجِلُونَ (72)وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْل عَلَى
النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ (73) وَإِنَّ رَبَّكَ
لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (74) وَمَا مِنْ غَآئِبَة
فِى السَّمَآءِ وَالاْرْضِ إِلاَّ فِى كِتَب مُّبِين (75) |
|
التّفسير |
|
لا يضيق صدرك بمؤامراتهم:
|
|
كان الكلام في
الآيات السابقة عن إنكار المعاندين الكفار للمعادْ، واستهزائهم وتكذيبهم باليوم
الآخر. إلاّ أنّ هؤلاء المنكرين
المعاندين، بدلا من أن يأخذوا إنذار النّبي المشفق عليهم مأخذ الجد فيتعظوا
بوعظه ويسترشدوا بنصحه، أخذوا يسخرون منه (ويقولون متى
هذا الوعد إن كنتم صادقين ). |
|
ملاحظات
|
|
التحقيق في الآيات
المتقدمة يدل على أن منكري المعاد من أجل أن يتنصّلوا من عبء الإيمان بالقيامة
والمسؤوليات الناشئة عنه، كانوا يتوسلون بثلاثة طرق: |
|
الآيات(76) (81)
إِنَّ هَذا الْقُرآءنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِى إسْرءِِيلَ أَكْثَرَ الَّذِى هُمْ
فِيْهِ يَخْتَلِفُونَ
|
|
إِنَّ هَذا
الْقُرآءنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِى إسْرءِِيلَ أَكْثَرَ الَّذِى هُمْ فِيْهِ
يَخْتَلِفُونَ (76) وَإِنَّهُ لَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤمِنينَ (77) إِنَّ رَبَّكَ
يَقْضِى بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (78) فَتَوَكَّلْ
عَلَى اللهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (79) إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ
الْمَوْتَى وَلاَ تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعآءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (80)
وَمآ أَنْتَ بِهَدِى الْعُمْىِ عَنْ ضَلَلَتِهِمْ إن تُسْمِعُ إلاَّ مَن
يُؤْمِنُ بِايَتِنا فَهُمْ مُّسْلِمُونَ (81) |
|
التّفسير |
|
عمىُ
القلوب لا يقبلون دعوتك!
|
|
كان الكلام في الآيات السابقة
عن المبدأ والمعاد... أمّا في الآيات ـ محل البحث ـ فيقع الكلام على مسألة
النبوّة، وحقّانيّة القرآن، ليكتمل بهما هذا البحث!. فالآيات التالية
تجيب على هذا السؤال، فتقول: إذا كان أُولئك
لا يذعنون للحق المبين، ولا يؤثر في قلوبهم هذا الكلام المتين، فلا مجال للعجب..
لـ (إنّك لا تسمع الموتى )( قال جماعة من المفسّرين: إن
هذه الجملة والجمل الأُخر التي تليها بمثابة الدليل على لزوم توكل النّبي على
الله وعدم يأسه... مع أن الظاهر أنّها جواب على سؤال يثار في شأن القرآن وكونه
هو «الحق المبين».). |
|
بحثان
|
|
1 ـ أسباب التوكل
|
|
«التوكل»
مأخوذ من «الوكالة»، وهو في منطق
القرآن يعني الإعتماد على الله وجعله وليّاً وكيلا، وعدم القلق والخوف من كثرة
المشاكل والموانع وعظم حجمها، بسبب التوكل على الله! والآخر: وضوح الطريق
الذي اختاره الإنسان!. |
|
2 ـ الموت
والحياة في منطق القرآن!
|
|
هناك كثير من
الألفاظ لها مداليل ومعان شتّى بحسب
النظرات المختلفة، ومن هذه الألفاظ، لفظا
الحياة والموت. «فالحياة» بالنظرة المادية تعني
الحياة الطبيعة «الفيزيائية» فحسب، أي متى كان القلب ينبض، والدم يجرى في العروق
إلى أعضاء الجسم كافة، وكانت الحركة وعملية الجذب والدفع في البدن، كان البدن
حياً.. أمّا إذا سكنت هذه الحركة، فتدل على «الموت»
القطعي الذي يعرف بالإختبار الدقيق خلال عدّة لحظات!. |
|
الآيات(82) (85)
وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ الاْرْضِ
تُكَلِّمُهُمْ
|
|
وَإِذا وَقَعَ
الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ الاْرْضِ تُكَلِّمُهُمْ
أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بَِآيَتِنَا لاَيُوقِنُونَ (82) وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن
كُلِّ أُمَّة فَوْجاً مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ (83)
حَتَّى إِذَآ جَآءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَتِى وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا
عِلْماً أَمَّاذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (84)وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا
ظَلَمُوا فَهُمْ لاَيَنطِقُونَ (85) |
|
التّفسير |
|
لمّا كانت الآية السابقة
تتحدث عن استعجال الكفّار بالعذاب ونزوله، أو تحقق القيامة وانتظارهم بفارغ
الصبر ووقوع ذلك، وكانوا يقولون للنّبي(ص): (متى هذا
الوعد إن كنتم صادقين ). ومتى يوم القيامة؟! فإنّ الآيات ـ محل البحث ـ
تشير إلى بعض الحوادث التي تقع بين يدي القيامة، وتجسد عاقبة المنكرين الوخيمة،
فتقول: (وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض
تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون ). |
|
بحوث
|
|
1 ـ ما هي دابة
الأرض؟!
|
|
«الدّابة»
معناها ما يدب ويتحرك، و«الأرض» معناها واضح.. وخلافاً لما يتصوّره بعضهم بأنّ
الدّابة تطلق على غير الإنسان... بل الحق أنّها ذات مفهوم واسع يشمل الإنسان
أيضاً، كما نقرأ في الآية (6) من سورة هود (وما من دابة في الأرض إلاّ على اللّه رزقها )، وفي الآية (61) من سورة النحل (ولو
يُؤاخذ اللّه الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ). |
|
2 ـ الرجعة في
الكتاب والسنة!
|
|
من المسائل التي تجدر
بالملاحظة، في الآيات ـ محل البحث ـ ظهور بعض من هذه الآيات في مسألة الرجعة!. |
|
4 ـ فلسفة
الرجعة!
|
|
إنّ أهم سؤال يثار
في هذا الصدد، هو: ما الهدف من الرجعة قبل يوم القيامة؟! |
|
5 ـ أنّ الإعتقاد
بالرجعة لا ينسجم وأصل حرية الإرادة والإختيار
|
|
5 ـ
ويتصور بعضهم أنّ الإعتقاد بالرجعة لا ينسجم وأصل حرية الإرادة والإختيار عند
البشر!. |
|
6 ـ أنّ الشيعة
فإنّهم لا يحكمون على منكري الرجعة بالكفر
|
|
6 ـ
وآخر الكلام هنا أنّ الشيعة مع اعتقادهم بالرجعة التي أخذوها عن أهل البيت(عليهم السلام) فإنّهم لا يحكمون على منكري الرجعة
بالكفر، لأنّ الرجعة من ضروريّات المذهب الشيعي لا من ضروريات الإسلام. |
|
الآيات(86) (88)
أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا الَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ
مُبْصِراً إِنَّ فِى ذلِكَ لاََيَت
|
|
أَلَمْ يَرَوْا
أَنَّا جَعَلْنَا الَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ فِى
ذلِكَ لاََيَت لِّقَوم يُؤمِنُونَ (86) وَيَومَ يُنْفَخُ فِى الصُّورِ فَفَزِعَ
مَن فِى السَّمَوَتِ وَمَن فِى الاَْرْضِ إِلاَّ مَنْ شَآءَ اللهُ وَكُلٌّ
أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87) وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدةً وَهِىَ
تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللهِ الَّذِى أَتْقَنَ كُلَّ شَىْء إِنَّهُ
خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88) |
|
التّفسير |
|
حركة
الأرض إحدى معاجز القرآن العلميّة:
|
|
مرّة أُخرى تتحدث هذه الآيات
عن مسألة المبدأ والمعاد، وآثار عظمة الله، ودلائل قدرته في عالم الوجود، وحوادث
القيامة، فتقول: (ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه
والنهار مبصراً ) وفي ذلك علائم ودلائل واضحة على قدرة الله وحكمته لمن
كان مستعداً للايمان (إنّ في ذلك لآيات لقوم يؤمنون ). |
|
وتوضيح
ذلك:
|
|
1 ـ
إنّ الآية تقول: تحسب الجبال
ساكنة وجامدة مع أنّها تمرّ مرّ السحاب.. وهذا التعبير واضح أنّه لا ينسجم مع
الحوادث التي تقع بين يدي القيامة.. لأنّ هذه الحوادث من الوضوح بمكان بحيث يعبر
عنها القرآن (يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى
الناس سكارى وما هم بسكارى ).( سورة الحج، الآية 2.) 3 ـ التعبير الآنف الذكر يدلّ على أنّه
في الوقت الذي ترى الجبال بحسب الظاهر جامدة، إلاّ أنّها في الواقع تتحرك بسرعة
«على حالتها التي ترى فيها جامدة» أي أن الحالتين تبينان شيئاً واحداً. |
|
الآيات(89) (93) مَنْ
جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِّنْ فَزَع يَوْمَئِذ
ءَامِنُونَ
|
|
مَنْ جَآءَ
بِالْحَسَنَةِ فَلهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِّنْ فَزَع يَوْمَئِذ ءَامِنُونَ
(89) وَمَنْ جَآءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِى النَّارِ هَلْ
تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (90) إِنَّمَآ أُمِرْتُ أَنْ
أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِى حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَىْء
وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (91) وَأَنْ أَتْلُوَا الْقُرءانَ
فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِى لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَآ
أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ (92) وَقُلِ الْحَمْدُ للهِ سَيُرِيكُمْ ءَايَتِهِ
فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغفِل عَمَّا تَعْمَلُونَ (93) |
|
التّفسير |
|
آخر
ما أُمر به النّبي!
|
|
كان الكلام في الآيات السابقة
عن أعمال العباد وعلم الله بها.. أمّا الآيات محل البحث فيقع الكلام في مستهلّها
عن جزائهم وثواب أعمالهم وأمنهم من فزع يوم القيامة، إذ يقول سبحانه: (من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون ). الطريف أنّ القرآن يقول في
شأن الهداية:(ومن اهتدى فإنّما يهتدي لنفسه )ولكنّه
لا يقول في شأن الضلال: ومن ضل فضرره عليه، بل يقول: (فقل
إنّما أنا من المنذرين ). نهاية سورة النمل |
|
|
|