- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
سُورَةُ الشُّعَرَاء
مكيَّة وَعَدَدُ آياتِهَا مئتان وسبع وعشرون آية
|
|
«سورة
الشعراء» |
|
محتوى
سورة الشعراء:
|
|
المعروف بين المفسّرين أنّ
جميع آيات هذه السورة المائتين وسبع وعشرين نزلت في مكّة عدا الآيات الأربع
الأخيرة.( تفسير «مجمع البيان» وتفسير «الفخر الرازي»
وتفسير «القرطبي» وتفسير «التبيان»، واستثنى في تفسير «روح المعاني» خمس آيات.
لكن بعض المفسّرين مثل العلاّمة الطباطبائي في «الميزان» لم يقبل استثناء هذه
الآيات. وسوف يكون لنا بحث أكثر إن شاء الله في ذيل هذه الآيات.) إيقاع آيات هذه السورة يتناغم أيضاً مع إيقاعات السور
المكية الأُخرى، ونعلم أنّ السور المكية التي أنزلت في بداية دعوة الإسلام،
تستند على بيان الأُصول الإعتقادية: التوحيد والمعاد، ودعوة أنبياء الله، وأهمية
القرآن. وتدور جميع موضوعات سورة الشعراء حول هذه
المسائل تقريباً. في هذا القسم
بخاصّة، أشير إلى منطق المشركين. الضعيف الممزوج بالتعصب في كل
عصر وزمان في مواجهة أنبياء الله، والذي يشبه كثيراً منطق مشركي عصر النّبي(صلى
الله عليه وآله وسلم)، فكان هذا سبباً في تسلية النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم)
والمؤمنين الأوائل:، ليعلموا تاريخ هذا الصنف من الناس ومنطقهم، حتى لا يتأثروا
ويتراخوا، وحتى لا يفسحوا للضعف والفتور ليجد طريقاً إلى أنفسهم. |
|
فضيلة
سورة الشعراء:
|
|
ورد في الحديث
الشريف عن رسول الاسلام(ص) في بيان أهمية
تلاوة هذه السورة أنّه قال: ولا يخفى أن كلّ هذا الأجر
والثواب ليس على التلاوة بدون التفكر والعمل بها، بل ان القرائن المتعدد في
روايات فضائل السور تحكي عن أن المراد من التلاوة هي ما كانت مقدمة للتفكر، ثمّ العزم
والعمل، وقد أشرتا الى ذلك سابقاً. |
|
الآيات(1) (6) طسم(1)
تِلْكَ ءَايتُ الْكِتَبِ المُبِينِ(2) لَعَلَّكَ بَخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ
يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ
|
|
طسم(1) تِلْكَ
ءَايتُ الْكِتَبِ المُبِينِ(2) لَعَلَّكَ بَخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُواْ
مُؤْمِنِينَ(3) إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَآءِ ءَايَةً
فَظَلَّتْ أَعْنَقُهُمْ لَهَا خَضِعِينَ(4) وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْر مِّنَ
الرَّحْمَنِ مُحْدَث إِلاَّ كَانُواْ عَنْهُ مُعْرِضِينَ(5) فَقَدْ كَذَّبوُاْ
فَسَيأْتِيهِمْ أَنبَؤُاْ مَا كَانوُاْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ(6) |
|
التّفسير |
|
إنهم
يُعرضون عن كل جديد!
|
|
مرّةً أُخرى نواجه
في بداية هذه السورة مثلا آخر من الحروف المقطعة وهو: (طَسَمَ). والآية التالية
تُسرّي عن قلب النّبي وتثبته فتقول: (لعلك باخعٌ نفسَك أن لا يكونوا مؤمنين). ولبيان أنّ الله على كل شيء قدير حتى أنّه يستطيع أن يسوقهم إلى الإيمان به
سوقاً ويضطرّهم إلى ذلك، فإنّ الآية التالية تقول: (إن
نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين). |
|
الآيات(7) (9)
أَوَلَمْ يَرَوْاْ إِلَى الاَْرْضِ كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْج
كَرِيم
|
|
أَوَلَمْ يَرَوْاْ
إِلَى الاَْرْضِ كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْج كَرِيم(7) إِنَّ فِى
ذَلِكَ لاََيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنينَ(8) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ
الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ(9) |
|
التّفسير |
|
الزوجية
في النباتات:
|
|
كان الكلام في الآيات
المتقدمة عن إعراض الكفار عن الآيات التشريعية (أي القرآن المجيد)، أمّا في
الآيات محل البحث فالكلام عن الآيات التكوينية ودلائل الله في خلقِه وما أوجده
سبحانه، فالكفار لم يَصمّوا آذانهم ويوصدوا أبواب قلوبهم بوجه أحاديث النّبي
وكلماته فحسب، بل كانوا يحرمون أعينهم رؤية دلائل الحق المنتشرة حولهم. والتعبير بـ «زوج» في شأن النباتات يستحق الدقّة... فبالرغم من أنّ أغلب المفسّرين قالوا بأن الزوج يعني
النوع أو الصنف، وأن الأزواج معناها الأصناف والانواع، إلاّ أنّه ما يمنع أن
نفسر معنى الزوج بما يتبادر إلى الذهن من المعنى المعروف وهو الإشارة إلى
الزوجيّة في النباتات؟! |
|
الآيات(10) (15)
وَإذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّلِمِينَ(10) قَومَ
فِرْعَوْنَ أَلاَ يَتَّقُونَ
|
وَإذْ نَادَى
رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّلِمِينَ(10) قَومَ فِرْعَوْنَ أَلاَ
يَتَّقُونَ(11) قَالَ رَبِّ إِنِّى أَخَافَ أَن يُكَذِّبُونِ (12)وَيَضِيقُ
صَدْرِى وَلاَ يَنطَلِقُ لِسَانِى فَأَرْسِلْ إِلَى هَروُنَ (13)وَلَهُمْ
عَلَىَّ ذَنبٌ فَأَخافُ أَن يَقْتُلُونِ(14) قَالَ كَلاَّ فَاذْهَبَا
بِأَيَتِنَآ إِنَّا مَعَكُم مُّسْتَمِعُونَ(15) |
|
التّفسير |
|
بداية
رسالة موسى:
|
|
|
قلنا إنّ في هذه السورة
بياناً لقصص سبعة من الأنبياء الكرام العظام، ليكون درس اعتبار لعامّة المسلمين،
ولا سيما المسلمين الأوائل في عصر النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ... وهذه البحوث وإن تكررت ـ بحسب الظاهر ـ إلاّ أن الإمعان أو التدقيق فيها يكشف
عن أن كلّ بحث منها يتناول جانباً خاصّاً من هذه القصّة ذات المحتوى الغزير،
ويعوّل على هدف معين!... مشكلة عدم الفصاحة
الكافية. وممّا ينبغي
الإلتفات إليه ورود الضمير في آخر الجملة بصيغة الجمع في قوله: (إنا
معكم) ولعل ذلك إشارة إلى أن الله حاضر مع موسى وهارون ومن يواجهانهما من
الطغاة والفراعنة في جميع المحاورات، ويسمع ما يدور بينهم جميعاً، فينصر موسى
وأخاه هارون على أولئك الطغاة!... |
|
الآيات(16) (22)
فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولاَ إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَلَمِينَ(16) أَنْ
أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِى إِسْرءِيلَ
|
|
فَأْتِيَا
فِرْعَوْنَ فَقُولاَ إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَلَمِينَ(16) أَنْ أَرْسِلْ
مَعَنَا بَنِى إِسْرءِيلَ(17) قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً
وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ(18) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِى
فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الكفِرِينَ(19) قَالَ فَعَلْتُهَآ إِذاً وَأَنَاْ مِنَ
الضَّآلِّينَ(20) فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِى رَبِّى
حُكْماً وَجَعَلَنِى مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21)وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا
عَلَىَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِى إِسرءِيلَ(22) |
|
التّفسير |
|
مواجهة
فرعون مواجهةً منطقية وقاطعة:
|
|
انتهت في الآيات المتقدمة
المرحلة الأُولى لمأمورية «موسى(عليه السلام)» وهي موضوع الوحي «والرسالة» وطلبه
أسباب الوصول إلى هذا الهدف الكبير!... إشارةً إلى أنه كيف يمكنك أن
تكون نبيّاً ولديك مثل هذه السابقة؟! |
|
الآيات(23) (29)
قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رِبُّ العَلَمِينَ(23) قَالَ رَبُّ السَّمَوَتِ
وَالاَْرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا
|
|
قَالَ فِرْعَوْنُ
وَمَا رِبُّ العَلَمِينَ(23) قَالَ رَبُّ السَّمَوَتِ وَالاَْرْضِ وَمَا
بَيْنَهُمَا إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ(24) قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلاَ
تَسْتَمِعُونَ(25) قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ ءَابَائِكُمُ الاَْوَّلِينَ(26)
قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لََمجْنُونٌ(27) قَالَ
رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمآ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ(28)
قَالَ لَئِن اتَّخَذْتَ إِلَهاً غَيْرِى لاََجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (29) |
|
التّفسير |
|
الإتهام
بالجنون والتهديد بالسجنِ:
|
حين واجه موسى(عليه السلام)
فرعون بلهجة شديدة: وأجابه بضرس قاطع، وأفحم فرعون في ردّه، غيّر فرعون مجرى
كلامه، وسأل موسى عن معنى كلامه أنّه رسول ربّ العالمين، و (قال فرعون وما ربّ العالمين).. إلاّ أنّ موسى ـ على كل حال ـ لم يجد بُداً كسائر الباحثين الواعين
اليقظين، أن يجيب على فرعون بجدّ... وحيث أن ذات الله سبحانه بعيدة عن متناول
أفكار الناس، فإنّهُ أخذ يحدثه عن آيات الله في الآفاق وآثاره الحيّة إذْ (قال ربّ السماوات والأرض وما بينهما إن كنتُمْ موقنين). يقول ابن عباس: كان الذين حول فرعون هناك خمسمائة
نفر، وهم يعدّون من خواص قومه.( راجع تفسير أبي
الفتوح الرازي ذيل الآية محل البحث.) |
|
الآيات(30) (37)
قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَىْء مُّبِين(30) قَالَ فأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ
الصَّدِقِينَ
|
|
قَالَ أَوَلَوْ
جِئْتُكَ بِشَىْء مُّبِين(30) قَالَ فأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّدِقِينَ(31)
فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِىَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ(32) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا
هِىَ بَيضَآءُ لِلنَّظِرِينَ(33) قَالَ لِلْمَلاءِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا
لَسَحِرٌ عَلِيمٌ(34) يُريدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ
فَمَاذَا تَأْمُرُونَ(35) قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِى
الْمَدَآئِنِ حَشِرِينَ(36) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّار عَلِيم(37) |
|
التّفسير |
|
|
بلادكم
في خطر:
|
|
رأينا في الآيات المتقدمة كيف حافظ موسى(عليه السلام) على تفوّقه ـ من حيث المنطق ـ على فرعون، وبيّن للحاضرين إلى أيّة
درجة يعوّل مبدؤه على منطقه وعقله، وأن ادعاء فرعون واه وضعيف، فتارة يسخر من
موسى، وتارةً يرميه بالجنون، وأخيراً يلجأ إلى التهديد بالسجن والإعدام!... |
|
الآيات(38) (42)
فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَتِ يَوْم مَّعْلُوم(38) وَقِيلَ لِلنَّاسِ هُلْ
أَنتُم مُّجْتَمِعُونَ
|
|
فَجُمِعَ
السَّحَرَةُ لِمِيقَتِ يَوْم مَّعْلُوم(38) وَقِيلَ لِلنَّاسِ هُلْ أَنتُم
مُّجْتَمِعُونَ(39) لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِن كَانُواْ هُمُ
الغلِبِينَ (40)فَلَمَّا جآءَ السَّحَرَةُ قَالُواْ لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا
لاََجْراً إِن كُنَّا نَحْنُ الغَلِبِينَ(41) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذاً
لَّمِنَ المُقَرَّبِينَ(42) |
|
التّفسير |
|
اجتماع
السحرة من كلّ مكان:
|
|
في هذه الآيات يُعرض مشهداً
آخر من هذه القصّة المثيرة، إذ تحرك المأمورون بحسب اقتراح أصحاب فرعون إلى مدن
مصر لجمع السحرة والبحث عنهم، وكان الوعد المحدد (فجمع
السحرة لميقات يوم معلوم). |
|
الآيات(43) (51)
قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلْقُواْ مَآ أَنتُم مُّلْقُونَ(43) فَأَلْقَواْ
حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ
|
|
قَالَ لَهُم
مُّوسَى أَلْقُواْ مَآ أَنتُم مُّلْقُونَ(43) فَأَلْقَواْ حِبَالَهُمْ
وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُواْ بَعَزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ
الْغَلِبُونَ(44) فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فإِذَا هِىَ تَلْقَفُ مَا
يَأْفِكُونَ(45) فَأُلْقِىَ السَّحَرَةُ سَجِدِينَ (46)قَالُواْ ءامَنَّا
بِرَبِّ الْعَلَمِينَ(47) رَبِّ مُوسَى وَهَرونَ(48) قَالَ ءَامَنتُمْ لَهُ
قَبْلَ أَنْ ءَاذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِى عَلَّمَكُمُ
السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لاَُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُم وَأَرْجُلَكُم
مِّنْ خَلَف وَلاَُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ(49) قَالوُاْ لاَضَيْرَ إِنَّآ
إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ (50)إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا ربُّنَا
خَطَيَنآ أَن كُنَّآ أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ(51) |
|
التّفسير |
|
نور
الإيمان في قلوب السَحَرَةَ:
|
|
حين اتفق السحرة مع فرعون
ووعدهم بالأجر والقرب منه، وشدّ من عزمهم، فإنّهم بدأوا بتهيئة المقدمات ووفروا
خلال ماسخت لهم الفرصة عصيّهم وحبالهم، ويظهر أنّهم صيّروها جوفاء وطلوها بمادة
كيميائية كالزئبق ـ مثلا ـ بحيث تتحرك وتلمع عند شروق الشمس عليها! |
|
الآيات(52) (59)
وَأَوْحَيْنَآ إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِى إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ
|
|
وَأَوْحَيْنَآ إِلَى
مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِى إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ (52)فَأَرْسَلَ
فِرْعَوْنُ فِى الْمَدَآئِنِ حشِرِين(53) إنَّ هَؤُلاَءِ لَشِرْذِمَةٌ
قَلِيلُونَ(54) وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَآئِظُونَ(55) وَإِنَّا لَجَمِيعٌ
حَذِرُونَ (56)فَأَخْرَجْنَهُم مِّن جَنَّت وَعُيُون(57) وَكُنُوز وَمَقام كَريم
(58)كَذَلِكَ وَأَورَثْنَهَا بَنِى إِسْرءِيلَ(59) |
|
التّفسير |
|
مصير
الفراعنة:
|
|
في الآيات المتقدمة... رأينا
كيف أنّ موسى خرج منتصراً من تلك المواجهة. رغم عدم إيمان فرعون وقومه إلاّ أن هذه القضية كان لها عدة آثار مهمّة، يعدُّ كلٌ منها انتصاراً مهمّاً: 2 ـ لقد شقّ
موسى(عليه السلام) طريقة وسط أهل مصر من الأقباط وغيرهم... ومال إليه جمع منهم،
أو على الأقل خافوا من مخالفته، وطافت أصداء دعوة موسى في أرجاء مصر جمعاء! |
|
ملاحظتان
|
|
1 ـ هَلْ حكمَ
بنُو إسرائيلَ في مصرَ؟!
|
|
على أساس تعبير الآيات
المتقدمة (كذلك وأورثناها بني اسرائيل)... فإنّ
جمعاً من المفسّرين يعتقدون أن بني إسرائيل
عادوا إلى مصر وسيطروا على الحكم، ومكثوا في مصر حاكمين مدّة.( راجع مجمع البيان والقرطبي: ذيل الآيات محل البحث، كما أن
الألوسي فسّر هذا الموضوع في روح المعاني تفسيراً يستحق النظر!.) |
|
2 ـ ترتيب الآيات
|
|
يشرح القرآن فيما يأتي من
الآيات كيفية غرق فرعون واتباعه، وهذا الأمر يدعو إلى التساوءل: كيف يذكر القرآن
إخراج فرعون وقومه من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم وإيراثه «ذلك» بني إسرائيل!
ثمّ يذكر كيفية غرق فرعون وقومه؟ مع أن الترتيب الطبيعي للآيات ليس كذلك... |
|
الآيات(60) (68)
فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ(60)فَلَمَّا تَرَءا الجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَبُ
مُوسَى
|
|
فَأَتْبَعُوهُم
مُّشْرِقِينَ(60)فَلَمَّا تَرَءا الجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَبُ مُوسَى إِنَّا
لَمُدْرَكُونَ(61) قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِىَ رَبِّى سَيَهْدِينِ (62)
فَأَوْحَيْنَآ إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ
فَكَانَ كُلُّ فِرْق كَالَّطوْدِ العَظِيمِ(63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ
الاَْخَرِينَ(64) وَأَنجيْنَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ(65) ثُمَّ
أَغْرَقْنَا الاَْخَرِينَ(66) إِنَّ فِى ذَلِكَ لاََيَةً وَمَا كَانَ
أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ(67) وَإِنَّ رَبِّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ(68) |
|
التّفسير |
|
عاقبة
فرعون وأتباعه الوخيمة
|
|
في هذه الآيات يبرز المشهد
الأخير من قصّة موسى وفرعون، وهو كيفية هلاك فرعون وقومه، ونجاة بني إسرائيل
وانتصارهم! وهكذا ورد فرعون وقومه البحر
أيضاً، واتبعوا عبيدهم القدماء الذين استرقّوهم بطغيانهم، وهم غافلون عن أن
لحظات عمرهم تقترب من النهاية، وأن عذاب الله سينزل فيهم! فمن عزته أنه متى شاء أن يهلك الأمم المسرفة الباغية أصدر أمره
فأهلكها، ولا يحتاج أن يرسل جنوداً من ملائكة السماء لإهلاك أُمة جبّارة...
فيكفي أن يهلكها بما هو سبب حياتها، كما أهلك فرعون وقومه بالنيل الذي كان أساس
حياتهم وثروتهم وقدرتهم، فإذا هو يقبرهم فيه!! |
|
مسائل مهمة: |
|
1 ـ معبر بني
إسرائيل!
|
|
ورد التعبير في القرآن مراراً
عن موسى أنه عبر بقومه «البحر»( اقرأ في سورة «يونس:
الآية 90 ـ وطه الآية 77 ـ والشعراء الآية 63، والآية محل البحث أيضاً.) كما
جاء في بعض الآيات لفظ «اليمّ» بدلا من البحر.( اقرأ
سورة طه الآية 78 ـ والقصص الآية 40 ـ والذاريات الآية 40.) |
|
الآيات(69) (82)
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَهِيمَ(69) إذْ قَالَ لاَِبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا
تَعْبُدُونَ
|
|
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ
نَبَأَ إِبْرَهِيمَ(69) إذْ قَالَ لاَِبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ
(70)قَالُواْ نَعْبُدُ أَصْنَاماً فَنَظَلُّ لَهَا عَكُفِينَ(71) قَالَ هَلْ
يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ(72) أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ(73)
قَالوُاْ بَلْ وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلوُنَ(74) قَالَ
أَفَرَءَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ(75) أَنتُمْ وَءَابآؤُكُمُ
الاَْقْدَمُونَ(76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّى إِلاَّ رَبَّ الْعَلَمِينَ
(77)الَّذِى خَلَقَنِى فَهُوَ يَهْدِينِ(78) والَّذِى هُوَ يُطْعِمُنِى
وَيَسْقِينِ (79)وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينَ(80) والَّذِى يُمِيتُنِى
ثُمَّ يُحْيِينِ (81)وَالَّذِى أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَلِى خَطَيئَتِى يَوْمَ
الدِّينِ(82) |
|
التّفسير |
|
أعبدُ
ربَّاً... هذه صفاته:
|
|
كما ذكرنا في بداية هذه
السورة، فإِنّ الله يبيّن حال سبعة من الأنبياء العظام، ومواجهاتهم أقوامهم
لهدايتهم، لتكون «مدعاة» تسلية للنّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) والمؤمنين
القلّة معه في عصره، وفي الوقت ذاته إنذار لجميع الأعداء والمستكبرين أيضاً... لذلك تعقّب هذه الآيات على
قصّة موسى وفرعون المليئة بالدروس لتبيّن قصة إبراهيم ومواجهاته المشركين، وتبدأ
هذه الآيات بمحاورة إبراهيم لعمه آزر(بيّنا مراراً أنّ
لفظ «الأب» يطلق في لغة العرب والقرآن على الوالد كما يطلق على العم، وهنا
استعمل هذا اللفظ بمعناه الثاني.) فتقول: (واتلُ
عليهم نبأ إبراهيم). |
|
الآيات(83) (87)
رَبِّ هَبْ لِى حُكْماً وَأَلْحِقْنِى بالصَّلِحِينَ(83) وَاجْعَل لّىِ لِسَانَ
صِدّق
|
|
رَبِّ هَبْ لِى
حُكْماً وَأَلْحِقْنِى بالصَّلِحِينَ(83) وَاجْعَل لّىِ لِسَانَ صِدّق فىِ
الاَْخِرِينَ(84) وَاجْعَلْنِى مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85)وَاغْفِرْ
لاَِبِى إِنَّهُ، كَانَ مِنَ الضَّآلِّينَ(86) وَلاَتُخْزِنِى يَوْمَ
يُبْعَثُونَ(87) |
|
التّفسير |
|
دُعاءُ
إبراهيم(عليه السلام):
|
|
من هنا تبدأ أدعية إبراهيم
الخليل وسؤالاته من الله، فكأنّه بعد أن دعا قومه الضالين نحو الله، وبيّن آثار
الربوبية المتجليّة في عالم الوجود... يتجه بوجهه نحو الله ويعرض عنهم، فكل ما
يحتاجه فانه يطلبه من الله، ليكشف للناس ولعبدة الأصنام أنه مهما أرادوه من شؤون
الدنيا والآخرة، فعليهم أن يسألوه من الله، وهو تأكيد آخر ـ ضمنيٌ ـ على ربوبيته
المطلقة. |
|
الآيات(88) (104)
يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ(88) إِلاَّ مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْب
سَلِيم
|
|
يَوْمَ لاَ يَنفَعُ
مَالٌ وَلاَ بَنُونَ(88) إِلاَّ مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْب سَلِيم
(89)وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ(90) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ
لِلْغَاوِينَ (91)وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ(92) مِن دُونِ
اللَّهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِروُنَ(93) فَكُبْكِبوُاْ فِيهَا هُمْ
وَالْغَاوُنَ (94)وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أجْمَعُونَ(95) قَالُواْ وَهُمْ فِيهَا
يَخْتَصِمُونَ (96)تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِى ضَلَل مُّبِين (97) إِذْ
نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَلَمِينَ (98)وَمَآ أَضَلَّنَآ إِلاَّ الُْمجْرِمُونَ(99)
فَمَا لَنَا مِن شَفِعِينَ(100) وَلاَ صَدِيق حَمِيم (101) فَلَوْ أَنَّ لَنَا
كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنينَ(102) إِنَّ فِى ذَلِكَ لاََيَةً وَمَا
كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ(103) وَإِنَّ رَبِّكَ لَهُوَ العَزِيزُ
الرَّحِيمُ(104) |
|
التّفسير |
|
الخصام بين المشركين
ومعبوداتهم:
|
|
أشير في آخر آية من البحث
السابق إلى يوم القيامة ومسألة المعاد... أمّا في هذه
الآيات فنلحظ تصوير يوم القيامة ببيان جامع، كما نلاحظ فيها أهم المتاع «في
تلك السُوق»، وعاقبة المؤمنين وعاقبة الكافرين والضالين وجنود إبليس، ويدلُّ ظاهر الآيات أن هذا الوصف وهذا التصوير هو من كلام
إبراهيم الخليل، وأنه ختام دعائه ربَّه، وهكذا يعتقد ـ أيضاً ـ أغلب
المفسّرين... وإن كان هناك مَنْ يحتمل أنه هو من كلام الله، وأن الآيات محل
البحث هي منه سبحانه جاءت مكملةً لكلام إبراهيم(عليه السلام) وموضحة له، إلاّ أن
هذا الإحتمال يبدو ضعيفاً!... ثمّ يبيّن القرآن الجنّة
والنار بالنحو التالي فيقول: (وأُزلفت الجنّة للمتقين وبُرزت
الجحيم للغاوين). أُزلفتْ |
|
ملاحظات
|
|
1 ـ القلب السليم
ـ وحده ـ وسيلة النجاة
|
|
في اثناء كلام إبراهيم
الخليل(عليه السلام) قرأنا ضمن ما ساقته الآيات المتقدمة من تعابير في وصف
القيامة، أنّه لا ينفع في ذلك اليوم شيء (إلاّ من أتى
الله بقلب سليم). |
|
الآيات(105) (115)
كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوح الْمُرْسَلِينَ(105) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخوُهُمْ نُوحٌ
أَلاَ تَتَّقُونَ
|
|
كَذَّبَتْ قَوْمُ
نُوح الْمُرْسَلِينَ(105) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخوُهُمْ نُوحٌ أَلاَ
تَتَّقُونَ(106) إِنِّى لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ(107) فَاتَّقُواْ اللَّهَ
وَأَطِيعُونِ (108)وَمَآ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْر إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ
عَلَى رَبِّ الْعَلَمِينَ (109)فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُونِ(110) قَالُواْ
أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الاَْرْذَلُونَ(111) قَالَ وَمَا عِلْمِى بِمَا
كَانُواْ يَعْمَلُونَ(112) إِنْ حِسَابُهُمْ إِلاَّ عَلَى رَبِّى لَو
تَشْعُرُونَ (113) وَمَآ أَنَاْ بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ(114) إِنْ أَنَاْ
إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ(115) |
|
التّفسير |
|
يا
نوحُ، لِمَ يحفُّ بك الأرذلون؟!
|
|
يتحدّث القرآن الكريم بعد
الإنتهاء ممّا جرى لإبراهيم وقومه الضّالين، عن قوم نوح(عليه السلام) حديثاً
للعبرة والإتعاظ... فيذكر عنادهم وشدّتهم في موقفهم من نوح(عليه السلام) وعدم
حيائهم وعاقبتهم الأليمة ضمن عدّة آيات... فيقول أوّلا: (كذّبت قوم نوح
المرسلين).( تأنيث لفظ (كذبت) لأن (قوم) |
|
الآيات(116) (122)
قَالوُاْ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَنُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ المَرْجُومِينَ
|
|
قَالوُاْ لَئِن
لَّمْ تَنتَهِ يَنُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ المَرْجُومِينَ(116) قَالَ رَبِّ إِنَّ
قَوْمِى كَذَّبُونِ(117) فافْتَحْ بَيْنِى وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً وَنَجِّنِى
وَمَن الْمؤْمِنِينَ(118) فَأَنجَيْنَهُ وَمَن مَّعَهُ فِى الْفُلْكِ
المَشْحُونِ(119) ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ(120) إِنَّ فِى ذَلِكَ
لاََيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ(121) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ
الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ(122) |
|
التّفسير |
|
نجاةُ
نوح وغرقُ المشركين:
|
|
كان ردّ فعل هؤلاء القوم
الضالين في مواجهة نبيّهم نوح(ع)، هو منهج المستكبرين على امتداد التاريخ وهو
الإعتماد على القوّة والتهديد بالموت والفناء: (قالوا
لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين). |
|
الآيات(123) (135)
كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ(123) إذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلاَ
تَتَّقُونَ
|
|
كَذَّبَتْ عَادٌ
الْمُرْسَلِينَ(123) إذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلاَ تَتَّقُونَ
(124)إِنِّى لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ(125) فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُونِ(126)
وَمَآ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْر إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ
الْعَلَمِينَ(127) أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيع ءَايَةً تَعْبَثُونَ(128)
وَتَتَّخُذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُم تَخْلُدُونَ (129)وَإِذَا بَطَشْتُم
بَطَشْتُم جَبَّارِينَ(130) فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (131)وَاتَّقُواْ
الَّذِى أَمَدَّكُم بمَا تَعْلَمُونَ(132) أَمَدَّكُم بِأَنْعَم وَبَنِينَ
(133)وَجَنَّت وَعُيُون(134) إِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْم
عَظِيم(135) |
|
التّفسير |
|
جنايات عاد واعمالهم
العدوانية:
|
|
والآن يأتي الكلام
عن «عاد» قوم «هود» إذ يعرض القرآن
جانباً من حياتهم وعاقبتهم، وما فيها من دروس العبر،
ضمن ثماني عشرة آيةً من آياته!... فيقول القرآن: (كذّبت عادٌ المرسلين).( لما
كانت «عاد» قبيلةً، وتتألف من جماعة من الناس أُنث الفعل كما يُرى، فجاء (كذبت
عاد) لأنّ لفظي القبيلة والجماعة مؤنثان...) |
|
الآيات(136) (140)
قَالُواْ سَوَآءٌ عَلَيْنَآ أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ الوَاعَظِينَ
|
|
قَالُواْ سَوَآءٌ
عَلَيْنَآ أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ الوَاعَظِينَ(136) إِنْ هَذَآ
إِلاَّ خُلُقُ ا لاَْوَّلِينَ(137) وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (138)
فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَهُمْ إِنَّ فِى ذَلِكَ لاََيَةً وَمَا كَانَ
أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ(139) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ
الرَّحِيمُ(140) |
|
التّفسير |
|
لا
تتعب نفسك في نصحنا:
|
|
رأينا في الآيات المتقدمة
أحاديث النّبي هود المحترق القلب شفقةً لقومه المعاندين «عاد» وما حملته هذه
الأحاديث من معان غريزة سامية... والآن ينبغي أن نعرف جواب قومه الجارح وغير
المنطقي ولا المعقول، يقول القرآن في هذا الصدد (قالوا سواء علينا أوَعظت أمْ لم
تكن من الواعظين) فلن يؤثر ذلك فينا، فلا تتعب نفسك. |
|
الآيات(141) (152)
كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلينَ(141) إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُم صَلِحٌ أَلا
تَتَّقُونَ
|
|
كَذَّبَتْ ثَمُودُ
الْمُرْسَلينَ(141) إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُم صَلِحٌ أَلا تَتَّقُونَ(142)
إِنِّى لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ(143) فَاتَّقُواْ اللهَ وَأَطِيعُونِ (144)وَمَآ
أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْر إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ
الْعَلَمِينَ (145)أتُتْرَكُونَ فِى مَا هَهُنآءَ امِنِينَ (146) فِى جَنَّت
وَعُيون (147)وَزُرُوع وَنَخْل طَلْعُهَا هَضِيمٌ(148) وَتَنْحِتُونَ مِنَ
الْجِبَالِ بُيُوتاً فَرِهِينَ(149) فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُونِ(150) وَلا
تُطِيعُواْ أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ(151) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِى الاَْرْضِ
وَلا يُصْلِحُون (152) |
|
التّفسير |
|
لا
تطيعوا المسرفين المفسدين:
|
|
القسم الخامس من قصص الأنبياء
في هذه السورة، هو قصّة «ثمود» الموجزة القصيرة، ونبيّهم «صالح» الذين كانوا
يقطنون في «وادي القُرى» بين المدينة والشام، وكانت حياتهم مترفة مرفهة... إلاّ
أنّهم لطغيانهم وعنادهم أُبيدوا وأبيروا حتى لم يبق منهم ديّار ولم تترك لهم
آثار... وبداية القصّة هذه
مشابهة لبداية قصة عاد «قوم هود»
وبداية قصة نوح وقومه، وهي تكشف كيف يتكرر
التاريخ، فتقول: (كذبت ثمود المرسلين)... |
|
ملاحظة:
|
|
العلاقة
بين الإسرافِ والفساد في الأرض!
|
|
نعرف أن «الإسراف» هو التجاوز عن حدّ قانون
التكوين وقانون التشريع... وواضح أيضاً أنّ أيّ تجاوز عن الحد موجب
للفساد والإختلال وبتعبير آخر: إن مصدر الفساد هو الإسراف، ونتيجة الإسراف هي الفساد أيضاً. |
|
الآيات(153) (159)
قَالواْ إِنَّمَآ أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ(153) مَآ أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ
مِّثْلُنَا
|
|
قَالواْ إِنَّمَآ
أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ(153) مَآ أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا فَأتِ
بِآيَة إِن كُنتَ مِنَ الصَّدِقِينَ(154) قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ
وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْم مَّعْلُوم(155) وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوء فَيَأْخُذَكُمْ
عَذَابُ يَوْم عَظِيم(156) فَعَقَرُوهَا فأَصْبَحُواْ نَدِمِينَ(157)
فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِى ذَلِكَ لاََيَةً وَمَا كَانَ أكْثَرُهُم
مُّؤْمِنِينَ(158) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ العَزِيزُ الرَّحِيمُ(159) |
|
التّفسير |
|
عناد
قوم صالح ولجاجتهم:
|
|
لقد استمعتم إلى منطق صالح
المتين والمحب للخير، مع قومه المضلين ـ في الآيات المتقدمة ـ والآن لنستمع إلى
جواب قومه في هذه الآيات. وقد ذكر المفسّرون لها خصائص أُخر(لمزيد الإيضاح في هذا الصدد يراجع تفسير الآية (61) من سورة
هود...). |
|
الآيات(160) (166)
كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوط الْمُرْسَلِينَ(160) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ
أَلاَ تَتَّقُونَ
|
|
كَذَّبَتْ قَوْمُ
لُوط الْمُرْسَلِينَ(160) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلاَ
تَتَّقُونَ(161) إِنِّى لَكُم رَسُولٌ أَمِينٌ(162) فَاتَّقُواْ اللَّهَ
وَأَطِيعُونِ (163)وَمَآ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْر إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ
عَلَى رَبِّ الْعَلَمِينَ (164)أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَلَمِينَ (165)
وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ
عَادُونَ(166) |
|
التّفسير |
|
السفلة
المعتدون:
|
|
سادس نبيّ ـ ورد
جانبٌ من حياته وحياة قومه المنحرفين في هذه السورة ـ هو «لوط»(عليه السلام)، ومع أنَّه كان يعيش في عصر إبراهيم الخليل، إلاّ أنّ قصته
لم تأت بعد قصّة إبراهيم(عليه السلام)، لأن القرآن لم يكن كتاباً تاريخياً
ليبيّن الحوادث بترتيب وقوعها... بل يلفت النظر إلى جوانبه التربوية البناءة،
والتي تقتضي تناسباً آخر... وقصّة لوط وما جرى لقومه تنسجم في حياة الأنبياء الآخرين
الذين ورد ذكرهم في ما بعد... |
|
بحثان
|
|
1 ـ الانحراف
الجنسي انحراف مخجل
|
|
أشار القرآن في سور متعددة
منه ـ كالأعراف وهود والحِجر والأنبياء والنمل والعنكبوت، إلى ما كان عليه قوم
لوط من الوزر الشنيع... إلاّ أن تعابيره ـ في السور المذكورة آنفاً ـ يختلف
بعضها عن بعض... وفي الحقيقة إن كل تعبير من هذه التعابير يشير إلى بُعد من
أبعاد عملهم الشنيع: |
|
2 ـ العواقب
الوخيمة للإنحراف الجنسي.
|
|
بالرغم من بحثنا لهذا الموضوع
في ذيل الآيات 81 ـ 83 بحثاً مفصّلا في أضرار هذا العمل القبيح، إلاّ أنه ـ
نظراً لأهميته ـ نرى هنا من اللازم أن نذكر مطالب أُخَر مضافاً إلى ما سبق! |
|
الآيات(167) (175)
قَالُواْ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَلُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الُْمخْرَجِينَ(167) قَالَ إِنِّى لَعَمَلِكُم مِّنَ الْقَالِينَ(168)
|
|
قَالُواْ لَئِن
لَّمْ تَنتَهِ يَلُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الُْمخْرَجِينَ(167) قَالَ إِنِّى
لَعَمَلِكُم مِّنَ الْقَالِينَ(168) رَبِّ نَجِنِّى وَأَهْلِى مِمَّا
يَعْمَلُونَ (169)فَنَجَّيْنَهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ(170) إِلاَّ عَجُوزاً
فِى الغَبِرِينَ(171) ثُمَّ دَمَّرْنَا الاَْخَرِينَ(172) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهُم
مَّطَراً فَسَآءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ(173) إِنَّ فِى ذَلكَ لاََيَةً وَمَا
كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ (174)وَ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ
الرَّحِيمُ (175) |
|
التّفسير |
|
عاقبة
قوم لوط:
|
|
إن قوم لوط الغارقين بالغرور
والمتمادية بهم رياح الشهوة، بدلا من أن يذعنوا لنصائح هذا القائد الإلهي، فتدخل
مواعظه في قلوبهم ويخلصوا من تلك الأمواج الرهيبة، فإنهم نهضوا لمواجهتهِ و (قالوا لئن لم تنتهِ يا لوط لتكونن من المخرجين)... |
|
الآيات(176) (184)
كَذَّبَ أَصْحبُ الئَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ(176) إذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ
أَلاَ تَتَّقُونَ
|
|
كَذَّبَ أَصْحبُ
الئَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ(176) إذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلاَ
تَتَّقُونَ(177) إِنِّى لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ(178) فَاتَّقُواْ اللَّهَ
وَأَطِيعُونِ (179)وَمَآ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْر إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ
عَلَى رَبِّ الْعَلَمِينَ (180)أَوْفُواْ الْكَيْلَ وَلاَ تَكُونوُاْ مِنَ
الُْمخْسِرِينَ(181) وَزِنُواْ بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ(182) وَلاَ
تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَآءَهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِى الاَْرْضِ
مُفْسِدِينَ(183) وَاتَّقُواْ الَّذِى خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ
الاَْوَّلِينَ(184) |
|
التّفسير |
|
شعيب
وأصحابُ الأيكة:
|
|
هذه هى القصّة السابعة،
والحلقة الأخيرة من قصص الأنبياء الواردة في هذه السورة... وهي قصة «شعيب»(ع)
وقومه المعاندين. والآية (79) من
سورة الحجر تدل على أن «أيكة» كانت تقع
في طريق أهل الحجاز إلى الشام. |
|
الآيات(185) (191)
قَالُواْ إِنَّمَآ أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ(185) وَمَآ أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ
مِّثْلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ الْكَذِبِينَ
|
|
قَالُواْ إِنَّمَآ
أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ(185) وَمَآ أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَإِن
نَّظُنُّكَ لَمِنَ الْكَذِبِينَ(186) فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفاً مِّنَ
السَّمَآءِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّدِقِينَ(187) قَالَ رَبِّى أَعْلَمُ بِمَا
تَعْمَلُونَ (188)فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ
كَانَ عَذَابَ يَوْم عَظِيم(189) إِنَّ فِى ذَلِكَ لاََيَةً وَمَا كَانَ
أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ(190) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ
الرَّحِيمُ(191) |
|
التّفسير |
|
عاقبة الحمقى:
|
|
لما رأى قوم شعيب الظالمون ـ
أنّهم لا يملكون دليلا ليواجهوا به منطقه المتين... ومن أجل أن يسيروا على نهجهم
ويواصلوا طريقهم، رشقوه بسيل من التُهم والأكاذيب. |
|
بحوث
|
|
1 ـ الإنسجام
التام في دَعَوات الأنبياء
|
|
في ختام قصص هؤلاء الأنبياء
السبعة نجة أن هذه القصص تشكّلُ حلقة كاملة من حيث الدروس التربوية... وينبغي أن
نلتفت إلى هذه «اللطيفة»( اللطيفة، ممّا لطف ودقّ وهي
الشيء الخفي الذي يحتاج إلى دقة لإدراكه. (المصحح)) وهي أن قصص هؤلاء
الأنبياء جميعاً جاءت في سور أُخَر من القرآن أيضاً. إلاّ أنها لم تُعرَض بهذا
العرض بحيث نجد أن بداية دعوتهم منسجمة، كما أنّ
نهاياتها منسجمة أيضاً. |
|
2 ـ التقوى،
بداية دعوة الأنبياء جميعاً:
|
|
ممّا يلفت النظر أن قسماً
مهماً من قصص هؤلاء الأنبياء ـ الوارد ذكرهم في سورة الشعراء ـ ذكر في سورة هود
والأعراف، إلاّ أن في بداية ذكرهم وبيان سيرتهم في اقوامهم الدعوة إلى وحدانية
الله ـ عادةً ـ ويُبتدأ في تلك السور عند ذكرهم. بجملة (يا
قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره)! |
|
3 ـ الانحرافات
الاخلاقية
|
|
ممّا يلفت النظر أنّ الاقوام
المذكورين في هذه السورة، بالإضافة إلى انحرافهم عن أصل التوحيد نحو الشرك
وعبادة الاوثان، الذي يعدّ أصلاً مشتركاً بينهم، فإنهم كانوا متورطين بانحرافات
أخلاقية واجتماعية خاصّة «وكل قوم لهم انحرافات خاصّة»... |
|
الآيات(192) (197)
وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَلَمِينَ(192) نَزَلَ بِهِ الُّروحُ الاَْمِينُ
|
|
وَإِنَّهُ
لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَلَمِينَ(192) نَزَلَ بِهِ الُّروحُ الاَْمِينُ (193)عَلَى
قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ(194) بِلِسَان عَرَبِىٍّ مُّبِين
(195)وَإِنَّهُ لَفِى زُبُرِ الاَْوَّلِينَ(196) أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ ءَايَةً
أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَؤُاْ بَنِى إِسْرءِيلَ(197) |
|
التّفسير |
|
عظمة القرآن في
كُتُبِ «السابقين».( كلمة «السابقين» نعت ومنعوته محذوف وتقديره الأنبياء
(المصحح).) |
|
الآيات(198) (203) وَلَوْ نَزَّلْنَهُ
عَلَى بَعْضِ الاَْعْجَمِينَ(198) فَقَرَأَهُ، عَلَيْهِم مَّا كَانُواْ بِهِ
مُؤْمِنينَ
|
|
وَلَوْ نَزَّلْنَهُ
عَلَى بَعْضِ الاَْعْجَمِينَ(198) فَقَرَأَهُ، عَلَيْهِم مَّا كَانُواْ بِهِ
مُؤْمِنينَ(199) كَذَلِكَ سَلَكْنَهُ فِى قُلُوبِ الُْمجْرِمِينَ (200) لاَ
يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الاَْلِيمَ(201) فَيَأْتِيَهُم
بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ(202) فَيَقُولُواْ هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ(203) |
|
التّفسير |
|
لو
نُزّل القرآن على الاعاجم...
|
|
في هذه الآيات يتكلم القرآن
على واحدة من الذرائع الإحتمالية من قبل الكفار وموقفه منها، ويستكمل البحث
السابق في نزول القرآن بلسان عربي مبين، فيقول: (ولو
نزلناه على بعض الأعجمين فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين). |
|
بحوث
|
|
1 ـ العصبية
القومية والقبلية الشديدة!...
|
|
لا شك أن كل إنسان يرتبط بأرض
أو قبيلة أو قومية فإنّه يعشقها، وهذه العلاقة بالأرض أو القبيلة، ليست غير
معيبة فحسب، بل هي عامل بنّاء لأبناء المجتمع، إلاّ أن لهذا الأمر حدوداً، فلو
تجاوز الحدود فإنه سينقلب إلى عامل مخرب، وربّما إلى عامل مفجع. |
|
2 ـ طلب الرجوع
إلى الدنيا...
|
|
من لحظة الموت تبدأ حسرات المجرمين وآهاتهم، وتشتعل في قلوبهم رغبة
الرجوع إلى الدنيا، ويصرخون ويدعون ولات حين مناص... |
|
3 ـ فضل العجم:
|
|
جاء في تفسير علي بن إبراهيم
عن الإِمام الصادق ذيل الآيات محل البحث أنه قال: «لو نزل القرآن على العجم ما
آمنت به العرب... وقد نزل على العرب فآمنت به العجم، فهذه فضيلة العجم».( الجزء الرّابع من تفسير نور الثقلين، ص 165.) |
|
الآيات(204) (212)
أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ(204) أَفَرَءَيْتُ إِن مَّتَّعْنَهُمْ سِنِينَ
|
|
أَفَبِعَذَابِنَا
يَسْتَعْجِلُونَ(204) أَفَرَءَيْتُ إِن مَّتَّعْنَهُمْ سِنِينَ(205) ثُمَّ
جَآءَهُم مَّا كَانُواْ يُوعَدُونَ(206) مَآ أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُواْ
يُمَتَّعُونَ(207) وَمَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَة إِلاَّ لَهَا مُنذِرُونَ(208)
ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَلِمِينَ(209) وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيطِينُ(210)
وَمَا يَنبَغِى لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ(211) إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ
لَمَعْزُولُونَ(212) |
|
التّفسير |
|
تهمة
اُخرى للقرآن:
|
|
حيث أن الآيات المتقدمة ختمت
بجملة (هل نحن منظرون) التي يقولُها المجرمون
عندما يأتيهم العذاب بغتة وهم علا أبواب الهلاك، طالبين الإِمهال والرجوع
للتعويض عما فاتهم من الأعمال. فالآيات محل البحث تردُّ
عليهم عن طريقين: أي أن محتوى هذا الكتاب
العظيم الذي يدعو الى الحق والطهارة والعدل والتقوى، ونفي كل أنواع الشرك، يدلّ
دلالة واضحة على أنّه لا شباهة له بأفكار الشياطين وما يلقونه. فالشياطين لا
يصدر منهم إلاّ الشر والفساد، وهذا كتاب خير وصلاح، فالدقّة في محتواه تكشف عن
أصالته. |
|
الآيات(213) (220)
فَلاَ تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا ءَاخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ
|
|
فَلاَ تَدْعُ مَعَ
اللَّهِ إِلَهًا ءَاخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ(213) وَأَنذِرْ
عَشِيرَتَكَ الاَْقْرَبِينَ(214) وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ
الْمؤْمِنِينَ(215) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّى بَرِىءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ
(216)وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ(217) الَّذِى يَرَاكَ حِينَ
تَقُومُ (218)وَتَقَلُّبَكَ فِى السَّجِدِينَ(219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ
الْعَلِيمُ(220) |
|
التّفسير |
|
وأنذر
عشيرتك الأقربين...
|
|
تعقيباً على الأبحاث الواردة
في الآيات السابقة في شأن مواقف المشركين من الإسلام والقرآن... فإن الله سبحانه
يبيّن لنبيّهِ ـ في الآيات محل البحث ـ منهجه وخطّته في خمسة أوامر، في مواجهة
المشركين... أجل (إنه هو السميع
العليم)... |
|
بحثان
|
|
1 ـ تفسير
(وتقلبك في الساجدين).
|
|
بين المفسّرين
أقوال مختلفة في معنى قوله تعالى: (الذي يراك حين تقوم وتقلبك
في الساجدين). |
|
2 ـ إنذار
الأقربين «حديث يوم الدار»
|
|
وفقاً لما ورد في التواريخ
الإسلامية، أُمر النّبي في السنة الثّالثة
بدعوته الأقربين من عشيرته، لأنّ دعوته حتى ذلك الحين كانت مخفية «سريّة»، وكان
الذين دخلوا في الإِسلام عدداً قليلا، لذلك حين نزلت الآية: (وأنذر عشيرتك الأقربين) والآية (فاصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين)( سورة الحج، الآية 94.) أمر النّبي أن يجعل دعوته
علنية، وبدأ ذلك بدعوة أهله وأقربائه(راجع سيرة ابن
هشام، ج 1، ص 280.). |
|
الآيات(221) (227)
هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَيَطِينُ(221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ
أَفَّاك أَثِيم
|
|
هَلْ أُنَبِّئُكُمْ
عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَيَطِينُ(221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاك
أَثِيم(222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَذِبوُنَ(223) وَالشُّعَرَآءُ
يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُنَ(224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِى كُلِّ وَاد
يَهِيمُونَ(225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لاَيَفْعَلُونَ(226) إِلاَّ
الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّلِحَتِ وَ ذَكَرُواْ اللَّهَ كَثِيراً
وَانتَصَرُواْ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَىَّ
مُنقَلَب يَنقَلِبُونَ(227) |
|
التّفسير |
|
النّبي
ليس شاعراً:
|
|
هذه الآيات ـ محل البحث ـ هي
آخر الآيات من سورة الشعراء، تعود ثانية لتردّ على الإتهام السابق ـ من قبل
الأعداء ـ بأن القرآن من إلقاء الشياطين، تردهم ببيان أخاذ بليغ مفحم، فتقول: (هل أنبئكم على من تنزّل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم) أي
الكاذب المذنب، حيث يلقون اليهم مايسمعونه مع اضافة أكاذيب كثيرة عليه (يلقون
السمع وأكثرهم كاذبون).( «أفّاك» من: «الإفك». والإفك هو
الكذب الكبير. فمعنى الأفلاك من يكذب كثيراً أكاذيب كبيرة... و «أثيم»من مادة «إثم» على وزن (إسم) ومعناه في الأصل: العمل الذي
يؤخر صاحبه عن الثواب، ويطلق عادة على الذنب، فالأثيم هو المذنب...) ومنها: إن الضمير في الفعل يعود على الأفاكين، إذ أنّهم كانوا
يلقون ـ ما يسمعون من الشياطين ـ إلى عامّة الناس، إلاّ أن التّفسير الأوّل أصح
ظاهراً(لأن (يلقون) |
|
بحوث
|
|
1 ـ لِمَ كانوا
يتهمون النّبي بالشعر
|
|
إن واحدةً من التهم التي كانت توجه للنّبي(ص) هي
الشعر، وأنّه شاعر، فالآيات ـ آنفة الذكر ـ كانت
رداً على هذا الإتهام أيضاً... |
|
2 ـ الشعر
والشاعرية في الإِسلام ، 3 ـ ذِكْرُ الله:
|
|
لا شك أن الذوق الشعري والفن
الشاعري كسائر رؤوس الأموال، له قيمته في صورة ما لو استعمل استعمالا صحيحاً وله
أثر إيجابي... إلاّ أنّه اذا صار وسيلة تخريب وهدم للبناء العقائدي والأخلاقي في
المجتمع، فلا قيمة له، بل يعتبر وسيلة ضارة عندئذ... في حديث آخر عن
الإمام الصادق(عليه السلام) أنه قال: «ما قال فينا قائل بيت شعر حتى يؤيد بروح
القدس» (الكنى
والألقاب، ج 2، ص 455.) |
|
3 ـ ذِكْرُ
الله: |
|
قرأنا في الآيات ـ آنفة الذكر ـ أن من خصائص الشعراء
الهادفين هو أنّهم يذكرون الله كثيراً... * * * إنتهاء
سورة الشعراء |
|
|
|
|
سُورَةُ الشُّعَرَاء
مكيَّة وَعَدَدُ آياتِهَا مئتان وسبع وعشرون آية
|
|
«سورة
الشعراء» |
|
محتوى
سورة الشعراء:
|
|
المعروف بين المفسّرين أنّ
جميع آيات هذه السورة المائتين وسبع وعشرين نزلت في مكّة عدا الآيات الأربع
الأخيرة.( تفسير «مجمع البيان» وتفسير «الفخر الرازي»
وتفسير «القرطبي» وتفسير «التبيان»، واستثنى في تفسير «روح المعاني» خمس آيات.
لكن بعض المفسّرين مثل العلاّمة الطباطبائي في «الميزان» لم يقبل استثناء هذه
الآيات. وسوف يكون لنا بحث أكثر إن شاء الله في ذيل هذه الآيات.) إيقاع آيات هذه السورة يتناغم أيضاً مع إيقاعات السور
المكية الأُخرى، ونعلم أنّ السور المكية التي أنزلت في بداية دعوة الإسلام،
تستند على بيان الأُصول الإعتقادية: التوحيد والمعاد، ودعوة أنبياء الله، وأهمية
القرآن. وتدور جميع موضوعات سورة الشعراء حول هذه
المسائل تقريباً. في هذا القسم
بخاصّة، أشير إلى منطق المشركين. الضعيف الممزوج بالتعصب في كل
عصر وزمان في مواجهة أنبياء الله، والذي يشبه كثيراً منطق مشركي عصر النّبي(صلى
الله عليه وآله وسلم)، فكان هذا سبباً في تسلية النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم)
والمؤمنين الأوائل:، ليعلموا تاريخ هذا الصنف من الناس ومنطقهم، حتى لا يتأثروا
ويتراخوا، وحتى لا يفسحوا للضعف والفتور ليجد طريقاً إلى أنفسهم. |
|
فضيلة
سورة الشعراء:
|
|
ورد في الحديث
الشريف عن رسول الاسلام(ص) في بيان أهمية
تلاوة هذه السورة أنّه قال: ولا يخفى أن كلّ هذا الأجر
والثواب ليس على التلاوة بدون التفكر والعمل بها، بل ان القرائن المتعدد في
روايات فضائل السور تحكي عن أن المراد من التلاوة هي ما كانت مقدمة للتفكر، ثمّ العزم
والعمل، وقد أشرتا الى ذلك سابقاً. |
|
الآيات(1) (6) طسم(1)
تِلْكَ ءَايتُ الْكِتَبِ المُبِينِ(2) لَعَلَّكَ بَخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ
يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ
|
|
طسم(1) تِلْكَ
ءَايتُ الْكِتَبِ المُبِينِ(2) لَعَلَّكَ بَخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُواْ
مُؤْمِنِينَ(3) إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَآءِ ءَايَةً
فَظَلَّتْ أَعْنَقُهُمْ لَهَا خَضِعِينَ(4) وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْر مِّنَ
الرَّحْمَنِ مُحْدَث إِلاَّ كَانُواْ عَنْهُ مُعْرِضِينَ(5) فَقَدْ كَذَّبوُاْ
فَسَيأْتِيهِمْ أَنبَؤُاْ مَا كَانوُاْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ(6) |
|
التّفسير |
|
إنهم
يُعرضون عن كل جديد!
|
|
مرّةً أُخرى نواجه
في بداية هذه السورة مثلا آخر من الحروف المقطعة وهو: (طَسَمَ). والآية التالية
تُسرّي عن قلب النّبي وتثبته فتقول: (لعلك باخعٌ نفسَك أن لا يكونوا مؤمنين). ولبيان أنّ الله على كل شيء قدير حتى أنّه يستطيع أن يسوقهم إلى الإيمان به
سوقاً ويضطرّهم إلى ذلك، فإنّ الآية التالية تقول: (إن
نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين). |
|
الآيات(7) (9)
أَوَلَمْ يَرَوْاْ إِلَى الاَْرْضِ كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْج
كَرِيم
|
|
أَوَلَمْ يَرَوْاْ
إِلَى الاَْرْضِ كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْج كَرِيم(7) إِنَّ فِى
ذَلِكَ لاََيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنينَ(8) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ
الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ(9) |
|
التّفسير |
|
الزوجية
في النباتات:
|
|
كان الكلام في الآيات
المتقدمة عن إعراض الكفار عن الآيات التشريعية (أي القرآن المجيد)، أمّا في
الآيات محل البحث فالكلام عن الآيات التكوينية ودلائل الله في خلقِه وما أوجده
سبحانه، فالكفار لم يَصمّوا آذانهم ويوصدوا أبواب قلوبهم بوجه أحاديث النّبي
وكلماته فحسب، بل كانوا يحرمون أعينهم رؤية دلائل الحق المنتشرة حولهم. والتعبير بـ «زوج» في شأن النباتات يستحق الدقّة... فبالرغم من أنّ أغلب المفسّرين قالوا بأن الزوج يعني
النوع أو الصنف، وأن الأزواج معناها الأصناف والانواع، إلاّ أنّه ما يمنع أن
نفسر معنى الزوج بما يتبادر إلى الذهن من المعنى المعروف وهو الإشارة إلى
الزوجيّة في النباتات؟! |
|
الآيات(10) (15)
وَإذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّلِمِينَ(10) قَومَ
فِرْعَوْنَ أَلاَ يَتَّقُونَ
|
وَإذْ نَادَى
رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّلِمِينَ(10) قَومَ فِرْعَوْنَ أَلاَ
يَتَّقُونَ(11) قَالَ رَبِّ إِنِّى أَخَافَ أَن يُكَذِّبُونِ (12)وَيَضِيقُ
صَدْرِى وَلاَ يَنطَلِقُ لِسَانِى فَأَرْسِلْ إِلَى هَروُنَ (13)وَلَهُمْ
عَلَىَّ ذَنبٌ فَأَخافُ أَن يَقْتُلُونِ(14) قَالَ كَلاَّ فَاذْهَبَا
بِأَيَتِنَآ إِنَّا مَعَكُم مُّسْتَمِعُونَ(15) |
|
التّفسير |
|
بداية
رسالة موسى:
|
|
|
قلنا إنّ في هذه السورة
بياناً لقصص سبعة من الأنبياء الكرام العظام، ليكون درس اعتبار لعامّة المسلمين،
ولا سيما المسلمين الأوائل في عصر النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ... وهذه البحوث وإن تكررت ـ بحسب الظاهر ـ إلاّ أن الإمعان أو التدقيق فيها يكشف
عن أن كلّ بحث منها يتناول جانباً خاصّاً من هذه القصّة ذات المحتوى الغزير،
ويعوّل على هدف معين!... مشكلة عدم الفصاحة
الكافية. وممّا ينبغي
الإلتفات إليه ورود الضمير في آخر الجملة بصيغة الجمع في قوله: (إنا
معكم) ولعل ذلك إشارة إلى أن الله حاضر مع موسى وهارون ومن يواجهانهما من
الطغاة والفراعنة في جميع المحاورات، ويسمع ما يدور بينهم جميعاً، فينصر موسى
وأخاه هارون على أولئك الطغاة!... |
|
الآيات(16) (22)
فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولاَ إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَلَمِينَ(16) أَنْ
أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِى إِسْرءِيلَ
|
|
فَأْتِيَا
فِرْعَوْنَ فَقُولاَ إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَلَمِينَ(16) أَنْ أَرْسِلْ
مَعَنَا بَنِى إِسْرءِيلَ(17) قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً
وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ(18) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِى
فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الكفِرِينَ(19) قَالَ فَعَلْتُهَآ إِذاً وَأَنَاْ مِنَ
الضَّآلِّينَ(20) فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِى رَبِّى
حُكْماً وَجَعَلَنِى مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21)وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا
عَلَىَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِى إِسرءِيلَ(22) |
|
التّفسير |
|
مواجهة
فرعون مواجهةً منطقية وقاطعة:
|
|
انتهت في الآيات المتقدمة
المرحلة الأُولى لمأمورية «موسى(عليه السلام)» وهي موضوع الوحي «والرسالة» وطلبه
أسباب الوصول إلى هذا الهدف الكبير!... إشارةً إلى أنه كيف يمكنك أن
تكون نبيّاً ولديك مثل هذه السابقة؟! |
|
الآيات(23) (29)
قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رِبُّ العَلَمِينَ(23) قَالَ رَبُّ السَّمَوَتِ
وَالاَْرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا
|
|
قَالَ فِرْعَوْنُ
وَمَا رِبُّ العَلَمِينَ(23) قَالَ رَبُّ السَّمَوَتِ وَالاَْرْضِ وَمَا
بَيْنَهُمَا إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ(24) قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلاَ
تَسْتَمِعُونَ(25) قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ ءَابَائِكُمُ الاَْوَّلِينَ(26)
قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لََمجْنُونٌ(27) قَالَ
رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمآ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ(28)
قَالَ لَئِن اتَّخَذْتَ إِلَهاً غَيْرِى لاََجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (29) |
|
التّفسير |
|
الإتهام
بالجنون والتهديد بالسجنِ:
|
حين واجه موسى(عليه السلام)
فرعون بلهجة شديدة: وأجابه بضرس قاطع، وأفحم فرعون في ردّه، غيّر فرعون مجرى
كلامه، وسأل موسى عن معنى كلامه أنّه رسول ربّ العالمين، و (قال فرعون وما ربّ العالمين).. إلاّ أنّ موسى ـ على كل حال ـ لم يجد بُداً كسائر الباحثين الواعين
اليقظين، أن يجيب على فرعون بجدّ... وحيث أن ذات الله سبحانه بعيدة عن متناول
أفكار الناس، فإنّهُ أخذ يحدثه عن آيات الله في الآفاق وآثاره الحيّة إذْ (قال ربّ السماوات والأرض وما بينهما إن كنتُمْ موقنين). يقول ابن عباس: كان الذين حول فرعون هناك خمسمائة
نفر، وهم يعدّون من خواص قومه.( راجع تفسير أبي
الفتوح الرازي ذيل الآية محل البحث.) |
|
الآيات(30) (37)
قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَىْء مُّبِين(30) قَالَ فأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ
الصَّدِقِينَ
|
|
قَالَ أَوَلَوْ
جِئْتُكَ بِشَىْء مُّبِين(30) قَالَ فأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّدِقِينَ(31)
فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِىَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ(32) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا
هِىَ بَيضَآءُ لِلنَّظِرِينَ(33) قَالَ لِلْمَلاءِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا
لَسَحِرٌ عَلِيمٌ(34) يُريدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ
فَمَاذَا تَأْمُرُونَ(35) قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِى
الْمَدَآئِنِ حَشِرِينَ(36) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّار عَلِيم(37) |
|
التّفسير |
|
|
بلادكم
في خطر:
|
|
رأينا في الآيات المتقدمة كيف حافظ موسى(عليه السلام) على تفوّقه ـ من حيث المنطق ـ على فرعون، وبيّن للحاضرين إلى أيّة
درجة يعوّل مبدؤه على منطقه وعقله، وأن ادعاء فرعون واه وضعيف، فتارة يسخر من
موسى، وتارةً يرميه بالجنون، وأخيراً يلجأ إلى التهديد بالسجن والإعدام!... |
|
الآيات(38) (42)
فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَتِ يَوْم مَّعْلُوم(38) وَقِيلَ لِلنَّاسِ هُلْ
أَنتُم مُّجْتَمِعُونَ
|
|
فَجُمِعَ
السَّحَرَةُ لِمِيقَتِ يَوْم مَّعْلُوم(38) وَقِيلَ لِلنَّاسِ هُلْ أَنتُم
مُّجْتَمِعُونَ(39) لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِن كَانُواْ هُمُ
الغلِبِينَ (40)فَلَمَّا جآءَ السَّحَرَةُ قَالُواْ لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا
لاََجْراً إِن كُنَّا نَحْنُ الغَلِبِينَ(41) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذاً
لَّمِنَ المُقَرَّبِينَ(42) |
|
التّفسير |
|
اجتماع
السحرة من كلّ مكان:
|
|
في هذه الآيات يُعرض مشهداً
آخر من هذه القصّة المثيرة، إذ تحرك المأمورون بحسب اقتراح أصحاب فرعون إلى مدن
مصر لجمع السحرة والبحث عنهم، وكان الوعد المحدد (فجمع
السحرة لميقات يوم معلوم). |
|
الآيات(43) (51)
قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلْقُواْ مَآ أَنتُم مُّلْقُونَ(43) فَأَلْقَواْ
حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ
|
|
قَالَ لَهُم
مُّوسَى أَلْقُواْ مَآ أَنتُم مُّلْقُونَ(43) فَأَلْقَواْ حِبَالَهُمْ
وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُواْ بَعَزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ
الْغَلِبُونَ(44) فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فإِذَا هِىَ تَلْقَفُ مَا
يَأْفِكُونَ(45) فَأُلْقِىَ السَّحَرَةُ سَجِدِينَ (46)قَالُواْ ءامَنَّا
بِرَبِّ الْعَلَمِينَ(47) رَبِّ مُوسَى وَهَرونَ(48) قَالَ ءَامَنتُمْ لَهُ
قَبْلَ أَنْ ءَاذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِى عَلَّمَكُمُ
السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لاَُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُم وَأَرْجُلَكُم
مِّنْ خَلَف وَلاَُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ(49) قَالوُاْ لاَضَيْرَ إِنَّآ
إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ (50)إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا ربُّنَا
خَطَيَنآ أَن كُنَّآ أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ(51) |
|
التّفسير |
|
نور
الإيمان في قلوب السَحَرَةَ:
|
|
حين اتفق السحرة مع فرعون
ووعدهم بالأجر والقرب منه، وشدّ من عزمهم، فإنّهم بدأوا بتهيئة المقدمات ووفروا
خلال ماسخت لهم الفرصة عصيّهم وحبالهم، ويظهر أنّهم صيّروها جوفاء وطلوها بمادة
كيميائية كالزئبق ـ مثلا ـ بحيث تتحرك وتلمع عند شروق الشمس عليها! |
|
الآيات(52) (59)
وَأَوْحَيْنَآ إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِى إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ
|
|
وَأَوْحَيْنَآ إِلَى
مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِى إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ (52)فَأَرْسَلَ
فِرْعَوْنُ فِى الْمَدَآئِنِ حشِرِين(53) إنَّ هَؤُلاَءِ لَشِرْذِمَةٌ
قَلِيلُونَ(54) وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَآئِظُونَ(55) وَإِنَّا لَجَمِيعٌ
حَذِرُونَ (56)فَأَخْرَجْنَهُم مِّن جَنَّت وَعُيُون(57) وَكُنُوز وَمَقام كَريم
(58)كَذَلِكَ وَأَورَثْنَهَا بَنِى إِسْرءِيلَ(59) |
|
التّفسير |
|
مصير
الفراعنة:
|
|
في الآيات المتقدمة... رأينا
كيف أنّ موسى خرج منتصراً من تلك المواجهة. رغم عدم إيمان فرعون وقومه إلاّ أن هذه القضية كان لها عدة آثار مهمّة، يعدُّ كلٌ منها انتصاراً مهمّاً: 2 ـ لقد شقّ
موسى(عليه السلام) طريقة وسط أهل مصر من الأقباط وغيرهم... ومال إليه جمع منهم،
أو على الأقل خافوا من مخالفته، وطافت أصداء دعوة موسى في أرجاء مصر جمعاء! |
|
ملاحظتان
|
|
1 ـ هَلْ حكمَ
بنُو إسرائيلَ في مصرَ؟!
|
|
على أساس تعبير الآيات
المتقدمة (كذلك وأورثناها بني اسرائيل)... فإنّ
جمعاً من المفسّرين يعتقدون أن بني إسرائيل
عادوا إلى مصر وسيطروا على الحكم، ومكثوا في مصر حاكمين مدّة.( راجع مجمع البيان والقرطبي: ذيل الآيات محل البحث، كما أن
الألوسي فسّر هذا الموضوع في روح المعاني تفسيراً يستحق النظر!.) |
|
2 ـ ترتيب الآيات
|
|
يشرح القرآن فيما يأتي من
الآيات كيفية غرق فرعون واتباعه، وهذا الأمر يدعو إلى التساوءل: كيف يذكر القرآن
إخراج فرعون وقومه من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم وإيراثه «ذلك» بني إسرائيل!
ثمّ يذكر كيفية غرق فرعون وقومه؟ مع أن الترتيب الطبيعي للآيات ليس كذلك... |
|
الآيات(60) (68)
فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ(60)فَلَمَّا تَرَءا الجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَبُ
مُوسَى
|
|
فَأَتْبَعُوهُم
مُّشْرِقِينَ(60)فَلَمَّا تَرَءا الجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَبُ مُوسَى إِنَّا
لَمُدْرَكُونَ(61) قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِىَ رَبِّى سَيَهْدِينِ (62)
فَأَوْحَيْنَآ إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ
فَكَانَ كُلُّ فِرْق كَالَّطوْدِ العَظِيمِ(63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ
الاَْخَرِينَ(64) وَأَنجيْنَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ(65) ثُمَّ
أَغْرَقْنَا الاَْخَرِينَ(66) إِنَّ فِى ذَلِكَ لاََيَةً وَمَا كَانَ
أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ(67) وَإِنَّ رَبِّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ(68) |
|
التّفسير |
|
عاقبة
فرعون وأتباعه الوخيمة
|
|
في هذه الآيات يبرز المشهد
الأخير من قصّة موسى وفرعون، وهو كيفية هلاك فرعون وقومه، ونجاة بني إسرائيل
وانتصارهم! وهكذا ورد فرعون وقومه البحر
أيضاً، واتبعوا عبيدهم القدماء الذين استرقّوهم بطغيانهم، وهم غافلون عن أن
لحظات عمرهم تقترب من النهاية، وأن عذاب الله سينزل فيهم! فمن عزته أنه متى شاء أن يهلك الأمم المسرفة الباغية أصدر أمره
فأهلكها، ولا يحتاج أن يرسل جنوداً من ملائكة السماء لإهلاك أُمة جبّارة...
فيكفي أن يهلكها بما هو سبب حياتها، كما أهلك فرعون وقومه بالنيل الذي كان أساس
حياتهم وثروتهم وقدرتهم، فإذا هو يقبرهم فيه!! |
|
مسائل مهمة: |
|
1 ـ معبر بني
إسرائيل!
|
|
ورد التعبير في القرآن مراراً
عن موسى أنه عبر بقومه «البحر»( اقرأ في سورة «يونس:
الآية 90 ـ وطه الآية 77 ـ والشعراء الآية 63، والآية محل البحث أيضاً.) كما
جاء في بعض الآيات لفظ «اليمّ» بدلا من البحر.( اقرأ
سورة طه الآية 78 ـ والقصص الآية 40 ـ والذاريات الآية 40.) |
|
الآيات(69) (82)
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَهِيمَ(69) إذْ قَالَ لاَِبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا
تَعْبُدُونَ
|
|
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ
نَبَأَ إِبْرَهِيمَ(69) إذْ قَالَ لاَِبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ
(70)قَالُواْ نَعْبُدُ أَصْنَاماً فَنَظَلُّ لَهَا عَكُفِينَ(71) قَالَ هَلْ
يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ(72) أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ(73)
قَالوُاْ بَلْ وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلوُنَ(74) قَالَ
أَفَرَءَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ(75) أَنتُمْ وَءَابآؤُكُمُ
الاَْقْدَمُونَ(76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّى إِلاَّ رَبَّ الْعَلَمِينَ
(77)الَّذِى خَلَقَنِى فَهُوَ يَهْدِينِ(78) والَّذِى هُوَ يُطْعِمُنِى
وَيَسْقِينِ (79)وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينَ(80) والَّذِى يُمِيتُنِى
ثُمَّ يُحْيِينِ (81)وَالَّذِى أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَلِى خَطَيئَتِى يَوْمَ
الدِّينِ(82) |
|
التّفسير |
|
أعبدُ
ربَّاً... هذه صفاته:
|
|
كما ذكرنا في بداية هذه
السورة، فإِنّ الله يبيّن حال سبعة من الأنبياء العظام، ومواجهاتهم أقوامهم
لهدايتهم، لتكون «مدعاة» تسلية للنّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) والمؤمنين
القلّة معه في عصره، وفي الوقت ذاته إنذار لجميع الأعداء والمستكبرين أيضاً... لذلك تعقّب هذه الآيات على
قصّة موسى وفرعون المليئة بالدروس لتبيّن قصة إبراهيم ومواجهاته المشركين، وتبدأ
هذه الآيات بمحاورة إبراهيم لعمه آزر(بيّنا مراراً أنّ
لفظ «الأب» يطلق في لغة العرب والقرآن على الوالد كما يطلق على العم، وهنا
استعمل هذا اللفظ بمعناه الثاني.) فتقول: (واتلُ
عليهم نبأ إبراهيم). |
|
الآيات(83) (87)
رَبِّ هَبْ لِى حُكْماً وَأَلْحِقْنِى بالصَّلِحِينَ(83) وَاجْعَل لّىِ لِسَانَ
صِدّق
|
|
رَبِّ هَبْ لِى
حُكْماً وَأَلْحِقْنِى بالصَّلِحِينَ(83) وَاجْعَل لّىِ لِسَانَ صِدّق فىِ
الاَْخِرِينَ(84) وَاجْعَلْنِى مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85)وَاغْفِرْ
لاَِبِى إِنَّهُ، كَانَ مِنَ الضَّآلِّينَ(86) وَلاَتُخْزِنِى يَوْمَ
يُبْعَثُونَ(87) |
|
التّفسير |
|
دُعاءُ
إبراهيم(عليه السلام):
|
|
من هنا تبدأ أدعية إبراهيم
الخليل وسؤالاته من الله، فكأنّه بعد أن دعا قومه الضالين نحو الله، وبيّن آثار
الربوبية المتجليّة في عالم الوجود... يتجه بوجهه نحو الله ويعرض عنهم، فكل ما
يحتاجه فانه يطلبه من الله، ليكشف للناس ولعبدة الأصنام أنه مهما أرادوه من شؤون
الدنيا والآخرة، فعليهم أن يسألوه من الله، وهو تأكيد آخر ـ ضمنيٌ ـ على ربوبيته
المطلقة. |
|
الآيات(88) (104)
يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ(88) إِلاَّ مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْب
سَلِيم
|
|
يَوْمَ لاَ يَنفَعُ
مَالٌ وَلاَ بَنُونَ(88) إِلاَّ مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْب سَلِيم
(89)وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ(90) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ
لِلْغَاوِينَ (91)وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ(92) مِن دُونِ
اللَّهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِروُنَ(93) فَكُبْكِبوُاْ فِيهَا هُمْ
وَالْغَاوُنَ (94)وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أجْمَعُونَ(95) قَالُواْ وَهُمْ فِيهَا
يَخْتَصِمُونَ (96)تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِى ضَلَل مُّبِين (97) إِذْ
نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَلَمِينَ (98)وَمَآ أَضَلَّنَآ إِلاَّ الُْمجْرِمُونَ(99)
فَمَا لَنَا مِن شَفِعِينَ(100) وَلاَ صَدِيق حَمِيم (101) فَلَوْ أَنَّ لَنَا
كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنينَ(102) إِنَّ فِى ذَلِكَ لاََيَةً وَمَا
كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ(103) وَإِنَّ رَبِّكَ لَهُوَ العَزِيزُ
الرَّحِيمُ(104) |
|
التّفسير |
|
الخصام بين المشركين
ومعبوداتهم:
|
|
أشير في آخر آية من البحث
السابق إلى يوم القيامة ومسألة المعاد... أمّا في هذه
الآيات فنلحظ تصوير يوم القيامة ببيان جامع، كما نلاحظ فيها أهم المتاع «في
تلك السُوق»، وعاقبة المؤمنين وعاقبة الكافرين والضالين وجنود إبليس، ويدلُّ ظاهر الآيات أن هذا الوصف وهذا التصوير هو من كلام
إبراهيم الخليل، وأنه ختام دعائه ربَّه، وهكذا يعتقد ـ أيضاً ـ أغلب
المفسّرين... وإن كان هناك مَنْ يحتمل أنه هو من كلام الله، وأن الآيات محل
البحث هي منه سبحانه جاءت مكملةً لكلام إبراهيم(عليه السلام) وموضحة له، إلاّ أن
هذا الإحتمال يبدو ضعيفاً!... ثمّ يبيّن القرآن الجنّة
والنار بالنحو التالي فيقول: (وأُزلفت الجنّة للمتقين وبُرزت
الجحيم للغاوين). أُزلفتْ |
|
ملاحظات
|
|
1 ـ القلب السليم
ـ وحده ـ وسيلة النجاة
|
|
في اثناء كلام إبراهيم
الخليل(عليه السلام) قرأنا ضمن ما ساقته الآيات المتقدمة من تعابير في وصف
القيامة، أنّه لا ينفع في ذلك اليوم شيء (إلاّ من أتى
الله بقلب سليم). |
|
الآيات(105) (115)
كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوح الْمُرْسَلِينَ(105) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخوُهُمْ نُوحٌ
أَلاَ تَتَّقُونَ
|
|
كَذَّبَتْ قَوْمُ
نُوح الْمُرْسَلِينَ(105) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخوُهُمْ نُوحٌ أَلاَ
تَتَّقُونَ(106) إِنِّى لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ(107) فَاتَّقُواْ اللَّهَ
وَأَطِيعُونِ (108)وَمَآ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْر إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ
عَلَى رَبِّ الْعَلَمِينَ (109)فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُونِ(110) قَالُواْ
أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الاَْرْذَلُونَ(111) قَالَ وَمَا عِلْمِى بِمَا
كَانُواْ يَعْمَلُونَ(112) إِنْ حِسَابُهُمْ إِلاَّ عَلَى رَبِّى لَو
تَشْعُرُونَ (113) وَمَآ أَنَاْ بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ(114) إِنْ أَنَاْ
إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ(115) |
|
التّفسير |
|
يا
نوحُ، لِمَ يحفُّ بك الأرذلون؟!
|
|
يتحدّث القرآن الكريم بعد
الإنتهاء ممّا جرى لإبراهيم وقومه الضّالين، عن قوم نوح(عليه السلام) حديثاً
للعبرة والإتعاظ... فيذكر عنادهم وشدّتهم في موقفهم من نوح(عليه السلام) وعدم
حيائهم وعاقبتهم الأليمة ضمن عدّة آيات... فيقول أوّلا: (كذّبت قوم نوح
المرسلين).( تأنيث لفظ (كذبت) لأن (قوم) |
|
الآيات(116) (122)
قَالوُاْ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَنُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ المَرْجُومِينَ
|
|
قَالوُاْ لَئِن
لَّمْ تَنتَهِ يَنُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ المَرْجُومِينَ(116) قَالَ رَبِّ إِنَّ
قَوْمِى كَذَّبُونِ(117) فافْتَحْ بَيْنِى وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً وَنَجِّنِى
وَمَن الْمؤْمِنِينَ(118) فَأَنجَيْنَهُ وَمَن مَّعَهُ فِى الْفُلْكِ
المَشْحُونِ(119) ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ(120) إِنَّ فِى ذَلِكَ
لاََيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ(121) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ
الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ(122) |
|
التّفسير |
|
نجاةُ
نوح وغرقُ المشركين:
|
|
كان ردّ فعل هؤلاء القوم
الضالين في مواجهة نبيّهم نوح(ع)، هو منهج المستكبرين على امتداد التاريخ وهو
الإعتماد على القوّة والتهديد بالموت والفناء: (قالوا
لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين). |
|
الآيات(123) (135)
كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ(123) إذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلاَ
تَتَّقُونَ
|
|
كَذَّبَتْ عَادٌ
الْمُرْسَلِينَ(123) إذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلاَ تَتَّقُونَ
(124)إِنِّى لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ(125) فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُونِ(126)
وَمَآ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْر إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ
الْعَلَمِينَ(127) أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيع ءَايَةً تَعْبَثُونَ(128)
وَتَتَّخُذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُم تَخْلُدُونَ (129)وَإِذَا بَطَشْتُم
بَطَشْتُم جَبَّارِينَ(130) فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (131)وَاتَّقُواْ
الَّذِى أَمَدَّكُم بمَا تَعْلَمُونَ(132) أَمَدَّكُم بِأَنْعَم وَبَنِينَ
(133)وَجَنَّت وَعُيُون(134) إِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْم
عَظِيم(135) |
|
التّفسير |
|
جنايات عاد واعمالهم
العدوانية:
|
|
والآن يأتي الكلام
عن «عاد» قوم «هود» إذ يعرض القرآن
جانباً من حياتهم وعاقبتهم، وما فيها من دروس العبر،
ضمن ثماني عشرة آيةً من آياته!... فيقول القرآن: (كذّبت عادٌ المرسلين).( لما
كانت «عاد» قبيلةً، وتتألف من جماعة من الناس أُنث الفعل كما يُرى، فجاء (كذبت
عاد) لأنّ لفظي القبيلة والجماعة مؤنثان...) |
|
الآيات(136) (140)
قَالُواْ سَوَآءٌ عَلَيْنَآ أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ الوَاعَظِينَ
|
|
قَالُواْ سَوَآءٌ
عَلَيْنَآ أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ الوَاعَظِينَ(136) إِنْ هَذَآ
إِلاَّ خُلُقُ ا لاَْوَّلِينَ(137) وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (138)
فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَهُمْ إِنَّ فِى ذَلِكَ لاََيَةً وَمَا كَانَ
أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ(139) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ
الرَّحِيمُ(140) |
|
التّفسير |
|
لا
تتعب نفسك في نصحنا:
|
|
رأينا في الآيات المتقدمة
أحاديث النّبي هود المحترق القلب شفقةً لقومه المعاندين «عاد» وما حملته هذه
الأحاديث من معان غريزة سامية... والآن ينبغي أن نعرف جواب قومه الجارح وغير
المنطقي ولا المعقول، يقول القرآن في هذا الصدد (قالوا سواء علينا أوَعظت أمْ لم
تكن من الواعظين) فلن يؤثر ذلك فينا، فلا تتعب نفسك. |
|
الآيات(141) (152)
كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلينَ(141) إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُم صَلِحٌ أَلا
تَتَّقُونَ
|
|
كَذَّبَتْ ثَمُودُ
الْمُرْسَلينَ(141) إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُم صَلِحٌ أَلا تَتَّقُونَ(142)
إِنِّى لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ(143) فَاتَّقُواْ اللهَ وَأَطِيعُونِ (144)وَمَآ
أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْر إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ
الْعَلَمِينَ (145)أتُتْرَكُونَ فِى مَا هَهُنآءَ امِنِينَ (146) فِى جَنَّت
وَعُيون (147)وَزُرُوع وَنَخْل طَلْعُهَا هَضِيمٌ(148) وَتَنْحِتُونَ مِنَ
الْجِبَالِ بُيُوتاً فَرِهِينَ(149) فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُونِ(150) وَلا
تُطِيعُواْ أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ(151) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِى الاَْرْضِ
وَلا يُصْلِحُون (152) |
|
التّفسير |
|
لا
تطيعوا المسرفين المفسدين:
|
|
القسم الخامس من قصص الأنبياء
في هذه السورة، هو قصّة «ثمود» الموجزة القصيرة، ونبيّهم «صالح» الذين كانوا
يقطنون في «وادي القُرى» بين المدينة والشام، وكانت حياتهم مترفة مرفهة... إلاّ
أنّهم لطغيانهم وعنادهم أُبيدوا وأبيروا حتى لم يبق منهم ديّار ولم تترك لهم
آثار... وبداية القصّة هذه
مشابهة لبداية قصة عاد «قوم هود»
وبداية قصة نوح وقومه، وهي تكشف كيف يتكرر
التاريخ، فتقول: (كذبت ثمود المرسلين)... |
|
ملاحظة:
|
|
العلاقة
بين الإسرافِ والفساد في الأرض!
|
|
نعرف أن «الإسراف» هو التجاوز عن حدّ قانون
التكوين وقانون التشريع... وواضح أيضاً أنّ أيّ تجاوز عن الحد موجب
للفساد والإختلال وبتعبير آخر: إن مصدر الفساد هو الإسراف، ونتيجة الإسراف هي الفساد أيضاً. |
|
الآيات(153) (159)
قَالواْ إِنَّمَآ أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ(153) مَآ أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ
مِّثْلُنَا
|
|
قَالواْ إِنَّمَآ
أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ(153) مَآ أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا فَأتِ
بِآيَة إِن كُنتَ مِنَ الصَّدِقِينَ(154) قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ
وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْم مَّعْلُوم(155) وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوء فَيَأْخُذَكُمْ
عَذَابُ يَوْم عَظِيم(156) فَعَقَرُوهَا فأَصْبَحُواْ نَدِمِينَ(157)
فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِى ذَلِكَ لاََيَةً وَمَا كَانَ أكْثَرُهُم
مُّؤْمِنِينَ(158) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ العَزِيزُ الرَّحِيمُ(159) |
|
التّفسير |
|
عناد
قوم صالح ولجاجتهم:
|
|
لقد استمعتم إلى منطق صالح
المتين والمحب للخير، مع قومه المضلين ـ في الآيات المتقدمة ـ والآن لنستمع إلى
جواب قومه في هذه الآيات. وقد ذكر المفسّرون لها خصائص أُخر(لمزيد الإيضاح في هذا الصدد يراجع تفسير الآية (61) من سورة
هود...). |
|
الآيات(160) (166)
كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوط الْمُرْسَلِينَ(160) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ
أَلاَ تَتَّقُونَ
|
|
كَذَّبَتْ قَوْمُ
لُوط الْمُرْسَلِينَ(160) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلاَ
تَتَّقُونَ(161) إِنِّى لَكُم رَسُولٌ أَمِينٌ(162) فَاتَّقُواْ اللَّهَ
وَأَطِيعُونِ (163)وَمَآ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْر إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ
عَلَى رَبِّ الْعَلَمِينَ (164)أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَلَمِينَ (165)
وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ
عَادُونَ(166) |
|
التّفسير |
|
السفلة
المعتدون:
|
|
سادس نبيّ ـ ورد
جانبٌ من حياته وحياة قومه المنحرفين في هذه السورة ـ هو «لوط»(عليه السلام)، ومع أنَّه كان يعيش في عصر إبراهيم الخليل، إلاّ أنّ قصته
لم تأت بعد قصّة إبراهيم(عليه السلام)، لأن القرآن لم يكن كتاباً تاريخياً
ليبيّن الحوادث بترتيب وقوعها... بل يلفت النظر إلى جوانبه التربوية البناءة،
والتي تقتضي تناسباً آخر... وقصّة لوط وما جرى لقومه تنسجم في حياة الأنبياء الآخرين
الذين ورد ذكرهم في ما بعد... |
|
بحثان
|
|
1 ـ الانحراف
الجنسي انحراف مخجل
|
|
أشار القرآن في سور متعددة
منه ـ كالأعراف وهود والحِجر والأنبياء والنمل والعنكبوت، إلى ما كان عليه قوم
لوط من الوزر الشنيع... إلاّ أن تعابيره ـ في السور المذكورة آنفاً ـ يختلف
بعضها عن بعض... وفي الحقيقة إن كل تعبير من هذه التعابير يشير إلى بُعد من
أبعاد عملهم الشنيع: |
|
2 ـ العواقب
الوخيمة للإنحراف الجنسي.
|
|
بالرغم من بحثنا لهذا الموضوع
في ذيل الآيات 81 ـ 83 بحثاً مفصّلا في أضرار هذا العمل القبيح، إلاّ أنه ـ
نظراً لأهميته ـ نرى هنا من اللازم أن نذكر مطالب أُخَر مضافاً إلى ما سبق! |
|
الآيات(167) (175)
قَالُواْ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَلُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الُْمخْرَجِينَ(167) قَالَ إِنِّى لَعَمَلِكُم مِّنَ الْقَالِينَ(168)
|
|
قَالُواْ لَئِن
لَّمْ تَنتَهِ يَلُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الُْمخْرَجِينَ(167) قَالَ إِنِّى
لَعَمَلِكُم مِّنَ الْقَالِينَ(168) رَبِّ نَجِنِّى وَأَهْلِى مِمَّا
يَعْمَلُونَ (169)فَنَجَّيْنَهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ(170) إِلاَّ عَجُوزاً
فِى الغَبِرِينَ(171) ثُمَّ دَمَّرْنَا الاَْخَرِينَ(172) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهُم
مَّطَراً فَسَآءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ(173) إِنَّ فِى ذَلكَ لاََيَةً وَمَا
كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ (174)وَ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ
الرَّحِيمُ (175) |
|
التّفسير |
|
عاقبة
قوم لوط:
|
|
إن قوم لوط الغارقين بالغرور
والمتمادية بهم رياح الشهوة، بدلا من أن يذعنوا لنصائح هذا القائد الإلهي، فتدخل
مواعظه في قلوبهم ويخلصوا من تلك الأمواج الرهيبة، فإنهم نهضوا لمواجهتهِ و (قالوا لئن لم تنتهِ يا لوط لتكونن من المخرجين)... |
|
الآيات(176) (184)
كَذَّبَ أَصْحبُ الئَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ(176) إذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ
أَلاَ تَتَّقُونَ
|
|
كَذَّبَ أَصْحبُ
الئَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ(176) إذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلاَ
تَتَّقُونَ(177) إِنِّى لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ(178) فَاتَّقُواْ اللَّهَ
وَأَطِيعُونِ (179)وَمَآ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْر إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ
عَلَى رَبِّ الْعَلَمِينَ (180)أَوْفُواْ الْكَيْلَ وَلاَ تَكُونوُاْ مِنَ
الُْمخْسِرِينَ(181) وَزِنُواْ بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ(182) وَلاَ
تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَآءَهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِى الاَْرْضِ
مُفْسِدِينَ(183) وَاتَّقُواْ الَّذِى خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ
الاَْوَّلِينَ(184) |
|
التّفسير |
|
شعيب
وأصحابُ الأيكة:
|
|
هذه هى القصّة السابعة،
والحلقة الأخيرة من قصص الأنبياء الواردة في هذه السورة... وهي قصة «شعيب»(ع)
وقومه المعاندين. والآية (79) من
سورة الحجر تدل على أن «أيكة» كانت تقع
في طريق أهل الحجاز إلى الشام. |
|
الآيات(185) (191)
قَالُواْ إِنَّمَآ أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ(185) وَمَآ أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ
مِّثْلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ الْكَذِبِينَ
|
|
قَالُواْ إِنَّمَآ
أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ(185) وَمَآ أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَإِن
نَّظُنُّكَ لَمِنَ الْكَذِبِينَ(186) فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفاً مِّنَ
السَّمَآءِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّدِقِينَ(187) قَالَ رَبِّى أَعْلَمُ بِمَا
تَعْمَلُونَ (188)فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ
كَانَ عَذَابَ يَوْم عَظِيم(189) إِنَّ فِى ذَلِكَ لاََيَةً وَمَا كَانَ
أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ(190) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ
الرَّحِيمُ(191) |
|
التّفسير |
|
عاقبة الحمقى:
|
|
لما رأى قوم شعيب الظالمون ـ
أنّهم لا يملكون دليلا ليواجهوا به منطقه المتين... ومن أجل أن يسيروا على نهجهم
ويواصلوا طريقهم، رشقوه بسيل من التُهم والأكاذيب. |
|
بحوث
|
|
1 ـ الإنسجام
التام في دَعَوات الأنبياء
|
|
في ختام قصص هؤلاء الأنبياء
السبعة نجة أن هذه القصص تشكّلُ حلقة كاملة من حيث الدروس التربوية... وينبغي أن
نلتفت إلى هذه «اللطيفة»( اللطيفة، ممّا لطف ودقّ وهي
الشيء الخفي الذي يحتاج إلى دقة لإدراكه. (المصحح)) وهي أن قصص هؤلاء
الأنبياء جميعاً جاءت في سور أُخَر من القرآن أيضاً. إلاّ أنها لم تُعرَض بهذا
العرض بحيث نجد أن بداية دعوتهم منسجمة، كما أنّ
نهاياتها منسجمة أيضاً. |
|
2 ـ التقوى،
بداية دعوة الأنبياء جميعاً:
|
|
ممّا يلفت النظر أن قسماً
مهماً من قصص هؤلاء الأنبياء ـ الوارد ذكرهم في سورة الشعراء ـ ذكر في سورة هود
والأعراف، إلاّ أن في بداية ذكرهم وبيان سيرتهم في اقوامهم الدعوة إلى وحدانية
الله ـ عادةً ـ ويُبتدأ في تلك السور عند ذكرهم. بجملة (يا
قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره)! |
|
3 ـ الانحرافات
الاخلاقية
|
|
ممّا يلفت النظر أنّ الاقوام
المذكورين في هذه السورة، بالإضافة إلى انحرافهم عن أصل التوحيد نحو الشرك
وعبادة الاوثان، الذي يعدّ أصلاً مشتركاً بينهم، فإنهم كانوا متورطين بانحرافات
أخلاقية واجتماعية خاصّة «وكل قوم لهم انحرافات خاصّة»... |
|
الآيات(192) (197)
وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَلَمِينَ(192) نَزَلَ بِهِ الُّروحُ الاَْمِينُ
|
|
وَإِنَّهُ
لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَلَمِينَ(192) نَزَلَ بِهِ الُّروحُ الاَْمِينُ (193)عَلَى
قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ(194) بِلِسَان عَرَبِىٍّ مُّبِين
(195)وَإِنَّهُ لَفِى زُبُرِ الاَْوَّلِينَ(196) أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ ءَايَةً
أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَؤُاْ بَنِى إِسْرءِيلَ(197) |
|
التّفسير |
|
عظمة القرآن في
كُتُبِ «السابقين».( كلمة «السابقين» نعت ومنعوته محذوف وتقديره الأنبياء
(المصحح).) |
|
الآيات(198) (203) وَلَوْ نَزَّلْنَهُ
عَلَى بَعْضِ الاَْعْجَمِينَ(198) فَقَرَأَهُ، عَلَيْهِم مَّا كَانُواْ بِهِ
مُؤْمِنينَ
|
|
وَلَوْ نَزَّلْنَهُ
عَلَى بَعْضِ الاَْعْجَمِينَ(198) فَقَرَأَهُ، عَلَيْهِم مَّا كَانُواْ بِهِ
مُؤْمِنينَ(199) كَذَلِكَ سَلَكْنَهُ فِى قُلُوبِ الُْمجْرِمِينَ (200) لاَ
يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الاَْلِيمَ(201) فَيَأْتِيَهُم
بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ(202) فَيَقُولُواْ هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ(203) |
|
التّفسير |
|
لو
نُزّل القرآن على الاعاجم...
|
|
في هذه الآيات يتكلم القرآن
على واحدة من الذرائع الإحتمالية من قبل الكفار وموقفه منها، ويستكمل البحث
السابق في نزول القرآن بلسان عربي مبين، فيقول: (ولو
نزلناه على بعض الأعجمين فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين). |
|
بحوث
|
|
1 ـ العصبية
القومية والقبلية الشديدة!...
|
|
لا شك أن كل إنسان يرتبط بأرض
أو قبيلة أو قومية فإنّه يعشقها، وهذه العلاقة بالأرض أو القبيلة، ليست غير
معيبة فحسب، بل هي عامل بنّاء لأبناء المجتمع، إلاّ أن لهذا الأمر حدوداً، فلو
تجاوز الحدود فإنه سينقلب إلى عامل مخرب، وربّما إلى عامل مفجع. |
|
2 ـ طلب الرجوع
إلى الدنيا...
|
|
من لحظة الموت تبدأ حسرات المجرمين وآهاتهم، وتشتعل في قلوبهم رغبة
الرجوع إلى الدنيا، ويصرخون ويدعون ولات حين مناص... |
|
3 ـ فضل العجم:
|
|
جاء في تفسير علي بن إبراهيم
عن الإِمام الصادق ذيل الآيات محل البحث أنه قال: «لو نزل القرآن على العجم ما
آمنت به العرب... وقد نزل على العرب فآمنت به العجم، فهذه فضيلة العجم».( الجزء الرّابع من تفسير نور الثقلين، ص 165.) |
|
الآيات(204) (212)
أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ(204) أَفَرَءَيْتُ إِن مَّتَّعْنَهُمْ سِنِينَ
|
|
أَفَبِعَذَابِنَا
يَسْتَعْجِلُونَ(204) أَفَرَءَيْتُ إِن مَّتَّعْنَهُمْ سِنِينَ(205) ثُمَّ
جَآءَهُم مَّا كَانُواْ يُوعَدُونَ(206) مَآ أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُواْ
يُمَتَّعُونَ(207) وَمَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَة إِلاَّ لَهَا مُنذِرُونَ(208)
ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَلِمِينَ(209) وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيطِينُ(210)
وَمَا يَنبَغِى لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ(211) إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ
لَمَعْزُولُونَ(212) |
|
التّفسير |
|
تهمة
اُخرى للقرآن:
|
|
حيث أن الآيات المتقدمة ختمت
بجملة (هل نحن منظرون) التي يقولُها المجرمون
عندما يأتيهم العذاب بغتة وهم علا أبواب الهلاك، طالبين الإِمهال والرجوع
للتعويض عما فاتهم من الأعمال. فالآيات محل البحث تردُّ
عليهم عن طريقين: أي أن محتوى هذا الكتاب
العظيم الذي يدعو الى الحق والطهارة والعدل والتقوى، ونفي كل أنواع الشرك، يدلّ
دلالة واضحة على أنّه لا شباهة له بأفكار الشياطين وما يلقونه. فالشياطين لا
يصدر منهم إلاّ الشر والفساد، وهذا كتاب خير وصلاح، فالدقّة في محتواه تكشف عن
أصالته. |
|
الآيات(213) (220)
فَلاَ تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا ءَاخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ
|
|
فَلاَ تَدْعُ مَعَ
اللَّهِ إِلَهًا ءَاخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ(213) وَأَنذِرْ
عَشِيرَتَكَ الاَْقْرَبِينَ(214) وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ
الْمؤْمِنِينَ(215) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّى بَرِىءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ
(216)وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ(217) الَّذِى يَرَاكَ حِينَ
تَقُومُ (218)وَتَقَلُّبَكَ فِى السَّجِدِينَ(219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ
الْعَلِيمُ(220) |
|
التّفسير |
|
وأنذر
عشيرتك الأقربين...
|
|
تعقيباً على الأبحاث الواردة
في الآيات السابقة في شأن مواقف المشركين من الإسلام والقرآن... فإن الله سبحانه
يبيّن لنبيّهِ ـ في الآيات محل البحث ـ منهجه وخطّته في خمسة أوامر، في مواجهة
المشركين... أجل (إنه هو السميع
العليم)... |
|
بحثان
|
|
1 ـ تفسير
(وتقلبك في الساجدين).
|
|
بين المفسّرين
أقوال مختلفة في معنى قوله تعالى: (الذي يراك حين تقوم وتقلبك
في الساجدين). |
|
2 ـ إنذار
الأقربين «حديث يوم الدار»
|
|
وفقاً لما ورد في التواريخ
الإسلامية، أُمر النّبي في السنة الثّالثة
بدعوته الأقربين من عشيرته، لأنّ دعوته حتى ذلك الحين كانت مخفية «سريّة»، وكان
الذين دخلوا في الإِسلام عدداً قليلا، لذلك حين نزلت الآية: (وأنذر عشيرتك الأقربين) والآية (فاصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين)( سورة الحج، الآية 94.) أمر النّبي أن يجعل دعوته
علنية، وبدأ ذلك بدعوة أهله وأقربائه(راجع سيرة ابن
هشام، ج 1، ص 280.). |
|
الآيات(221) (227)
هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَيَطِينُ(221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ
أَفَّاك أَثِيم
|
|
هَلْ أُنَبِّئُكُمْ
عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَيَطِينُ(221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاك
أَثِيم(222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَذِبوُنَ(223) وَالشُّعَرَآءُ
يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُنَ(224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِى كُلِّ وَاد
يَهِيمُونَ(225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لاَيَفْعَلُونَ(226) إِلاَّ
الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّلِحَتِ وَ ذَكَرُواْ اللَّهَ كَثِيراً
وَانتَصَرُواْ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَىَّ
مُنقَلَب يَنقَلِبُونَ(227) |
|
التّفسير |
|
النّبي
ليس شاعراً:
|
|
هذه الآيات ـ محل البحث ـ هي
آخر الآيات من سورة الشعراء، تعود ثانية لتردّ على الإتهام السابق ـ من قبل
الأعداء ـ بأن القرآن من إلقاء الشياطين، تردهم ببيان أخاذ بليغ مفحم، فتقول: (هل أنبئكم على من تنزّل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم) أي
الكاذب المذنب، حيث يلقون اليهم مايسمعونه مع اضافة أكاذيب كثيرة عليه (يلقون
السمع وأكثرهم كاذبون).( «أفّاك» من: «الإفك». والإفك هو
الكذب الكبير. فمعنى الأفلاك من يكذب كثيراً أكاذيب كبيرة... و «أثيم»من مادة «إثم» على وزن (إسم) ومعناه في الأصل: العمل الذي
يؤخر صاحبه عن الثواب، ويطلق عادة على الذنب، فالأثيم هو المذنب...) ومنها: إن الضمير في الفعل يعود على الأفاكين، إذ أنّهم كانوا
يلقون ـ ما يسمعون من الشياطين ـ إلى عامّة الناس، إلاّ أن التّفسير الأوّل أصح
ظاهراً(لأن (يلقون) |
|
بحوث
|
|
1 ـ لِمَ كانوا
يتهمون النّبي بالشعر
|
|
إن واحدةً من التهم التي كانت توجه للنّبي(ص) هي
الشعر، وأنّه شاعر، فالآيات ـ آنفة الذكر ـ كانت
رداً على هذا الإتهام أيضاً... |
|
2 ـ الشعر
والشاعرية في الإِسلام ، 3 ـ ذِكْرُ الله:
|
|
لا شك أن الذوق الشعري والفن
الشاعري كسائر رؤوس الأموال، له قيمته في صورة ما لو استعمل استعمالا صحيحاً وله
أثر إيجابي... إلاّ أنّه اذا صار وسيلة تخريب وهدم للبناء العقائدي والأخلاقي في
المجتمع، فلا قيمة له، بل يعتبر وسيلة ضارة عندئذ... في حديث آخر عن
الإمام الصادق(عليه السلام) أنه قال: «ما قال فينا قائل بيت شعر حتى يؤيد بروح
القدس» (الكنى
والألقاب، ج 2، ص 455.) |
|
3 ـ ذِكْرُ
الله: |
|
قرأنا في الآيات ـ آنفة الذكر ـ أن من خصائص الشعراء
الهادفين هو أنّهم يذكرون الله كثيراً... * * * إنتهاء
سورة الشعراء |
|
|
|