- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
الدرس
التاسع (العبادة هدف الخلق)
|
|
ألاهداف المعرفية:
|
|
١-
أنْ يتعرَّف الطالب إلى أهميّة العبادة وكونها هدف خلق
الإنسان. |
|
تمهيد
|
|
العبادة هي تلك الحالة الّتي يتوجّه فيها
الإنسان باطنيّاً نحو الحقيقة المطلقة، والقوّة المُبدِعة الّتي أوجدته وأبدعته،
بحيث يرى نفسه في قبضة قدرتها وملكوتها، ويشعر بأنّه محتاج إليها في كلّ زمان
ومكان. فهي في الواقع سير الإنسان من الخلق إلى الخالق ليُجسِّد من خلالها أعظم
لون من ألوان العلاقة المُظهِرة للخضوع والشكر للبارئ الخالق المصوِّر. |
|
حقيقة
العبادة
|
|
تُعتبر العبادة في
الإسلام من المظاهر الأساس لإبراز الخضوع لله تبارك وتعالى، ولهذا اقترنت رسالات
الأنبياء عليهم السلام بالدعوة إلى الله تعالى وعبادته. ومظهر العبادة وحقيقتها
يتجلّى في الإنسان الّذي يتوجّه إلى الله بعبادته إذ لا يرجو غيره، ويدعوه ولا
يدعو غيره, ويطيعه ولا يعصيه كما يقول أمير المؤمنين عليه السلام: "العبادة
الخالصة أن لا يرجو الرجل إلّا ربّه ولا يخاف إلّا ذنبه" [ميزان الحكمة، الريشهري، ج ١، ص ٧٥٨..] |
|
العبادة
في نهج البلاغة
|
|
يقول الشهيد المطهّري في مقاربته لحقيقة العبادة في نهج البلاغة: "إنّ صورة العبادة في نهج
البلاغة من نوع عبادة العارفين بالله تعالى، بل نقول: إنّ منبع الإلهام لتصوّر
العارفين بالله من العبادة في الإسلام - بعد القرآن الكريم وسنّة رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم - هو كلام الإمام عليه السلام" [في رحاب نهج البلاغة، مرتضى المطهري، ص
٦٥، الدار الإسلاميّة، بيروت، ط١، ١٤٣١هـ, ١٩٩٢ م.]. فالإمام عليّ عليه السلام إمام العارفين والسالكين الّذي تذوّق طعم العبادة وحلاوتها،
ومارسها بأبهى صورها، وكان مثالاً يُحتذى به في عبادته لربّه. اعتبر في النصوص
الواردة عنه حول العبادة أنّها عالمٌ آخر مليء باللذّات الروحيّة، وأنّ العبادة
الحقّة هي نوع من الانتقال من هذا العالم المادّيّ إلى عالَم آخر مليء بالحركة
والنشاط والخواطر القلبيّة واللذّات الروحيّة. وقد جاء في نهج البلاغة صورٌ
كثيرة عن أهل العبادة. عن سهر لياليهم، وعن خوفهم وخشيتهم، وعن شوقهم ولذّتهم،
وعن حرقتهم والتهابهم، وعن أنّاتهم وآهاتهم، وعن زفراتهم وحسراتهم، كما جاء في
النهج شرح لبعض نتائج العبادة، ومنها تلك العنايات الإلهيّة الغيبيّة الّتي
يحصلون عليها بالمراقبة وجهاد النفس، وتلك الآثار الحميدة في طرد الذنوب
وأدرانها، وفي علاج الأمراض النفسيّة والخُلقيّة. |
|
وصف
عبادة الإمام عليه السلام
|
|
لقد كانت العبادة بالنسبة للإمام عليّ عليه السلام المنطلق الأساس
لكلّ ما قام به وجاهد من أجله، ففي الوقت الّذي كان فيه أوّل المسلمين والمجاهدين،
نراه - كما وصفه أحد أصحابه واسمه ضرار بن ضمرة الضبابيّ عند دخوله على معاوية
ومسألته له عن أمير المؤمنين، قال: "فأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه وقد
أرخى الليل سدوله، وهو قائم في محرابه قابض على لحيته، يتململ تململ السليم [أي الملسوع] .، ويبكي بكاء الحزين ويقول: يا دنيا يا دنيا إليك عنّي، أبي تعرضت،
أم إليّ تشوّقت: لا حان حينك هيهات غرّي غيري، لا حاجة لي فيك، قد طلّقتك ثلاثاً
لا رجعة فيها، فعيشك قصير، وخطرك يسير، وأملك حقير، آه من قلّة الزاد، وطول
الطريق، وبعد السفر، وعظيم المورد" [نهج البلاغة, ج٤، ص١٦ ـ ١٧..] |
|
آثار
العبادة في نهج البلاغة
|
|
أولاً:
نور القلب وصفاؤه
|
|
إنّ واحدةً من
أبرز وأهمّ آثار العبادة هي تلك النورانيّة الّتي تحصل للقلب، والصفاء والخضوع
والتذلُّل الّذي يعيشه المتعبّد تجاه الله تعالى. ويُبصر عبره بقلبه فضلاً عن
بصره. وعن التأثير الخاصّ للعبادة على القلب يقول عليه السلام: |
|
ثانياً:
الأُنس بالله، والّلذة في الحياة
|
|
عالَم العبادة في
منظور الإمام عليّ عليه السلام وفقاً لنصوصه في نهج البلاغة هو عالَم آخر يختلف
عن عالمنا. ودنيا العبادة ليست كالدنيا الّتي نعيش فيها، وموجبات السعادة فيها
وكذلك موجبات الأُنس واللذّة فيها ليست هي نفسها في هذا العالم المادّيّ. |
|
ثالثاً:
غفران الذنوب
|
|
إنّ للعبادة وذكر
الله أثراً في تربية الوجدان الدينيّ للإنسان، فتكثر فيه الرغبة إلى الخيرات
والعمل الصالح، وتقلُّ فيه الرغبة إلى الشرّ والفساد والذنوب. بينما نرى أنّ
للذنوب أثراً مظلماً على القلب، تقلّ فيه معها رغبة المذنب إلى الخيرات والأعمال
الصالحات، وتكثر فيه الرغبة إلى الذنوب. فتكون وظيفة العبادة إزالة الظلمات
والكدورات الناتجة عن الذنوب وتبديلها إلى الخير والبرّ والعمل الصالح، لذلك قال
سبحانه عن الصلاة: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ﴾سورة العنكبوت، الآية: ٤٥.. |
|
رابعاً:
التحلّي بالأخلاق الفاضلة
|
|
إنّ للعبادة
انعكاساً هامّاً على سلوكيّات الإنسان حيث تكون باعثاً ومحرِّكاً للإنسان نحو
التسامي والتحلِّي بالأخلاق الفاضلة. وما لم يكن هذا الأثر موجوداً لدى العابد فإنّ عبادته تكون خالية من
مضمونها الّذي أراده الله تعالى. |
|
أقسام
العبادة ومراتبها
|
|
في نظر الإمام
عليّ عليه السلام أنّ لكلّ عبادة روحاً ومضموناً وكذلك صورة ظاهريّة. وهذا ما
يجعل لها أقساماً ومراتب. فالعبادة هي علاقة العبد بربِّه. والناس لا يستوون في
فهم هذه العلاقة، فمنهم من يأتي بها بروحها ومضمونها، ومنهم من يكتفي بظاهرها
وصورتها. لذلك قسَّم الإمام
عليّ عليه السلام الناس من حيث عبادتهم إلى ثلاثة أنواع: |
|
الدرس
التاسع (العبادة هدف الخلق)
|
|
ألاهداف المعرفية:
|
|
١-
أنْ يتعرَّف الطالب إلى أهميّة العبادة وكونها هدف خلق
الإنسان. |
|
تمهيد
|
|
العبادة هي تلك الحالة الّتي يتوجّه فيها
الإنسان باطنيّاً نحو الحقيقة المطلقة، والقوّة المُبدِعة الّتي أوجدته وأبدعته،
بحيث يرى نفسه في قبضة قدرتها وملكوتها، ويشعر بأنّه محتاج إليها في كلّ زمان
ومكان. فهي في الواقع سير الإنسان من الخلق إلى الخالق ليُجسِّد من خلالها أعظم
لون من ألوان العلاقة المُظهِرة للخضوع والشكر للبارئ الخالق المصوِّر. |
|
حقيقة
العبادة
|
|
تُعتبر العبادة في
الإسلام من المظاهر الأساس لإبراز الخضوع لله تبارك وتعالى، ولهذا اقترنت رسالات
الأنبياء عليهم السلام بالدعوة إلى الله تعالى وعبادته. ومظهر العبادة وحقيقتها
يتجلّى في الإنسان الّذي يتوجّه إلى الله بعبادته إذ لا يرجو غيره، ويدعوه ولا
يدعو غيره, ويطيعه ولا يعصيه كما يقول أمير المؤمنين عليه السلام: "العبادة
الخالصة أن لا يرجو الرجل إلّا ربّه ولا يخاف إلّا ذنبه" [ميزان الحكمة، الريشهري، ج ١، ص ٧٥٨..] |
|
العبادة
في نهج البلاغة
|
|
يقول الشهيد المطهّري في مقاربته لحقيقة العبادة في نهج البلاغة: "إنّ صورة العبادة في نهج
البلاغة من نوع عبادة العارفين بالله تعالى، بل نقول: إنّ منبع الإلهام لتصوّر
العارفين بالله من العبادة في الإسلام - بعد القرآن الكريم وسنّة رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم - هو كلام الإمام عليه السلام" [في رحاب نهج البلاغة، مرتضى المطهري، ص
٦٥، الدار الإسلاميّة، بيروت، ط١، ١٤٣١هـ, ١٩٩٢ م.]. فالإمام عليّ عليه السلام إمام العارفين والسالكين الّذي تذوّق طعم العبادة وحلاوتها،
ومارسها بأبهى صورها، وكان مثالاً يُحتذى به في عبادته لربّه. اعتبر في النصوص
الواردة عنه حول العبادة أنّها عالمٌ آخر مليء باللذّات الروحيّة، وأنّ العبادة
الحقّة هي نوع من الانتقال من هذا العالم المادّيّ إلى عالَم آخر مليء بالحركة
والنشاط والخواطر القلبيّة واللذّات الروحيّة. وقد جاء في نهج البلاغة صورٌ
كثيرة عن أهل العبادة. عن سهر لياليهم، وعن خوفهم وخشيتهم، وعن شوقهم ولذّتهم،
وعن حرقتهم والتهابهم، وعن أنّاتهم وآهاتهم، وعن زفراتهم وحسراتهم، كما جاء في
النهج شرح لبعض نتائج العبادة، ومنها تلك العنايات الإلهيّة الغيبيّة الّتي
يحصلون عليها بالمراقبة وجهاد النفس، وتلك الآثار الحميدة في طرد الذنوب
وأدرانها، وفي علاج الأمراض النفسيّة والخُلقيّة. |
|
وصف
عبادة الإمام عليه السلام
|
|
لقد كانت العبادة بالنسبة للإمام عليّ عليه السلام المنطلق الأساس
لكلّ ما قام به وجاهد من أجله، ففي الوقت الّذي كان فيه أوّل المسلمين والمجاهدين،
نراه - كما وصفه أحد أصحابه واسمه ضرار بن ضمرة الضبابيّ عند دخوله على معاوية
ومسألته له عن أمير المؤمنين، قال: "فأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه وقد
أرخى الليل سدوله، وهو قائم في محرابه قابض على لحيته، يتململ تململ السليم [أي الملسوع] .، ويبكي بكاء الحزين ويقول: يا دنيا يا دنيا إليك عنّي، أبي تعرضت،
أم إليّ تشوّقت: لا حان حينك هيهات غرّي غيري، لا حاجة لي فيك، قد طلّقتك ثلاثاً
لا رجعة فيها، فعيشك قصير، وخطرك يسير، وأملك حقير، آه من قلّة الزاد، وطول
الطريق، وبعد السفر، وعظيم المورد" [نهج البلاغة, ج٤، ص١٦ ـ ١٧..] |
|
آثار
العبادة في نهج البلاغة
|
|
أولاً:
نور القلب وصفاؤه
|
|
إنّ واحدةً من
أبرز وأهمّ آثار العبادة هي تلك النورانيّة الّتي تحصل للقلب، والصفاء والخضوع
والتذلُّل الّذي يعيشه المتعبّد تجاه الله تعالى. ويُبصر عبره بقلبه فضلاً عن
بصره. وعن التأثير الخاصّ للعبادة على القلب يقول عليه السلام: |
|
ثانياً:
الأُنس بالله، والّلذة في الحياة
|
|
عالَم العبادة في
منظور الإمام عليّ عليه السلام وفقاً لنصوصه في نهج البلاغة هو عالَم آخر يختلف
عن عالمنا. ودنيا العبادة ليست كالدنيا الّتي نعيش فيها، وموجبات السعادة فيها
وكذلك موجبات الأُنس واللذّة فيها ليست هي نفسها في هذا العالم المادّيّ. |
|
ثالثاً:
غفران الذنوب
|
|
إنّ للعبادة وذكر
الله أثراً في تربية الوجدان الدينيّ للإنسان، فتكثر فيه الرغبة إلى الخيرات
والعمل الصالح، وتقلُّ فيه الرغبة إلى الشرّ والفساد والذنوب. بينما نرى أنّ
للذنوب أثراً مظلماً على القلب، تقلّ فيه معها رغبة المذنب إلى الخيرات والأعمال
الصالحات، وتكثر فيه الرغبة إلى الذنوب. فتكون وظيفة العبادة إزالة الظلمات
والكدورات الناتجة عن الذنوب وتبديلها إلى الخير والبرّ والعمل الصالح، لذلك قال
سبحانه عن الصلاة: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ﴾سورة العنكبوت، الآية: ٤٥.. |
|
رابعاً:
التحلّي بالأخلاق الفاضلة
|
|
إنّ للعبادة
انعكاساً هامّاً على سلوكيّات الإنسان حيث تكون باعثاً ومحرِّكاً للإنسان نحو
التسامي والتحلِّي بالأخلاق الفاضلة. وما لم يكن هذا الأثر موجوداً لدى العابد فإنّ عبادته تكون خالية من
مضمونها الّذي أراده الله تعالى. |
|
أقسام
العبادة ومراتبها
|
|
في نظر الإمام
عليّ عليه السلام أنّ لكلّ عبادة روحاً ومضموناً وكذلك صورة ظاهريّة. وهذا ما
يجعل لها أقساماً ومراتب. فالعبادة هي علاقة العبد بربِّه. والناس لا يستوون في
فهم هذه العلاقة، فمنهم من يأتي بها بروحها ومضمونها، ومنهم من يكتفي بظاهرها
وصورتها. لذلك قسَّم الإمام
عليّ عليه السلام الناس من حيث عبادتهم إلى ثلاثة أنواع: |