- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
من وحي (النهج) في الاخلاق
|
|
تمهيد
:
|
|
ان الكثير من الناس
سمع عن كتاب نهج البلاغة ، الا ان الكثير منهم لم يطلع على فحوى هذا الكتاب اصلا
، ومنهم من قرا نزرا يسيرا من ثم اهمله ، ومنهم من يتحرى من قراءته الاحداث
التاريخية ، ومنهم من بحث فيه عن القضايا الفلسفية ، ومنهم من يتابع فيه البدائع
اللغوية .. |
|
اولا: إصلاح الذات هو
الاهم
|
|
ان نظرة
عامة حول كتاب نهج البلاغة تنبئنا بان
امير المؤمنين عليه السلام ركز في الجانب التربوي على اصلاح الذات بشكل كبير ،
وجعل الاهتمام باصلاح النفس مقدما على كل اصلاح غيره ، قال
عليه السلام : ( ياايها الناس ، طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس وطوبى
لمن لزم بيته واكل قوته واشتغل بطاعة ربه وبكى على خطيئته فكان من نفسه في شغل
والناس منه في راحة) [١] ،
واهمية اصلاح الذات هي حقيقة من الحقائق القرانية المعروفة التي تجعل من قضية
اصلاح النفس اساسا لكل اصلاح اخر ، قال تعالى : (ان
الله لا يغير ما بقوم حتى يغير ما بانفسهم ) (الرعد – ١١) . |
|
ثانيا
: الدعوة الى التقوى
|
|
قيل في معنى التقوى
انها الاحتراز عن المعاصي والحذر عما نهى الله تعالى عنه ، وقيل انها التخلي عن
كل مذموم والاقبال الى كل محمود ، وقيل انها حالة ذبط النفس والتسلط على الشهوات
، وقيل انها الاحساس بالمسؤولية والتعهد الذي يحكم وجود الانسان وذلك نتيجة
لرسوخ الايمان في القلب ، حيث يصده عن الفجور والذنب ويدعوه الى العمل الصالح
والبر ، وكل هذه التعاريف تصب في معنى واحد يؤدي اليه معناه اللغوي ، فالتقوى
مشتقة من (الوقاية) التي تعني المواظبة والسعي على حفظ الشيء من الضرر والهلكة . |
|
ثالثا : محطات تربوية
|
|
١-
الهوى وطول الامل
|
|
في
المجال التربوي الاكثر تفصيلا ، يمكن ان نقول ان من المحاور الاساسية التي ركز
امير المؤمنين عليه السلام على معالجتها في موضوع تربية النفس والسير الى الله
تعالى خصلتين مهمتين هما : اتباع الهوى وطول الامل ، وهذا ماذكره صريحا في اكثر
من موضع في نهج البلاغة حيث قال : ( ايها الناس ان اخوف ما اخاف عليكم اثنان
اتباع الهوى وطول الامل فاما اتباع الهوى فيصد عن الحق واما طول الامل فينسي
الاخرة ) [١٠] ، وقال : ( من
اطال الامل اساء العمل) [١١] ، وقال عليه
السلام : ( واعلموا ان الامل يسهي وينسي الذكر فاكذبوا الامل فانه غرور وصاحبه
مغرور ) [١٢]. |
|
٢-
الزهد في الدنيا
|
|
استخدم
الامام عليه السلام التزهيد بالدنيا للتقليل من تعلق الناس بها ، كخطوة ضرورية
للاصلاح في باب اتباع الهوى وطول الامل ، لذلك نجد ان الكثير من الخطب التي يحث
الامام عليه السلام على اصلاح النفس تعرج على نوضوع التزهيد في الدنيا وذكر
صفاتها المذمومة ومزالقها الخطيرة . |
|
٣-
ذكر الموت
|
|
ركز
امام البيان عليه السلام لاجل التزهيد بالدنيا على نقطة اساسية وفعالة جدا لهذا
الغرض ، وهذه النقطة هي ذكر الموت ، حيث اننا قلما نجد عليه السلام يذم الدنيا
ويزهد الناس فيها ولاياتي على ذكر الموت ويطيل في وصفه بانواع الاوصاف التي يعجز
القلم عن بيان تأثيرها في النفس الانسانية ، قال عليه السلام : ( فانه والله
الجد لا اللعب والحق لا الكذب وماهو الا الموت اسمع داعيه واعجل حاديه فلا يغرنك
سواد الناس من نفسك وقد رايت من كان من قبلك ممن جمع المال وحذر الاقلال وامن
العواقب طول امل واسبعاد اجل كيف نزل به الموت فازعجه عن وطنه واخذه من مامنه
محمولا على اعواد المنايا يتعاطى به الرجال الرجال حملا على المناكب وامساكا
بالانامل اما رايتم الذين ياملون بعيدا ويبنون مشيدا ويجمعون كثيرا كيف اصبحت
بيوتهم قبورا وما جمعوا بورا وصارت اموالهم للوارثين وازواجهم لقوم اخرين لا في
حسنة يزيدون ولا من سيئة يستعتبون ) [١٩] ، وقال عليه
السلام : ( فكم اكلت الارض من عزيز جسد وانيق لون كان في الدنيا غذي ترف
وربيب شرف يتعلل بالسرور في ساعة حزنه ويفزع الى السلوة ان مصيبة نزلت به ضنا
بغضارة عيشه وشحاحة بلهوه ولعبه فبينا هو يضحك الى الدنيا وتضحك اليه في ظل عيش
غفول اذ وطىء الدهر به حسكه ونقضت الايام قواه ونظرت اليه الحتوف من كثب فخالطه
بث لا يعرفه ونجي هم ما كان يجده وتولدت فيه فترات علل انس ما كان بصحته ففزع
الى ما كان عوده الاطباء من تسكين الحار بالقار وتحريك البارد بالحار فلم يطفىء
ببارد الا ثور حرارة ولا حرك بحار الا هيج برودة ولا اعتدل بممازج لتلك الطبائع
الا امد منها كل ذات داء حتى فتر معلله وذهل ممرضه وتعايا اهله بصفة دائه وخرسوا
عن جواب السائلين عنه وتنازعوا دونه شجي خبر يكتمونه فقائل يقول هو لما به وممن
لهم اياب عافيته ومصبر لهم على فقده يذكرهم اسى الماضين من قبله فبينا هو كذلك
على جناح من فراق الدنيا وترك الاحبة اذ عرض له عارض من غصص فتحيرت نوافذ فطنته
ويبست رطوبة لسانه فكم من مهم من جوابه عرفه فعي عن رده ودعاء مؤلم بقلبه سمعه
فتصام عنه من كبير كان يعظمه او صغير كان يرحمه وان للموت لغمرات هي افضع من ان
تستغرق بصفة او تعتدل على عقول اهل الدنيا ) [٢٠] ، وقال عليه السلام : (
افبمصارع ابائهم يفخرون ام بعديد الهلكى يتكاثرون يرتجعون منهم اجسادا خوت
وحركات سكنت ولان يكونوا عبرا احق من ان يكونوا مفتخرا ولان يهبطوا بهم جناب ذلة
احجى من ان يقوموا بهم مقام عزة ....) [٢١] . |
|
رابعا : الترغيب
بالاثار العاجلة
|
|
ومن الاساليب التربوية الواضحة التي وردت في كتاب نهج البلاغة
: اسلوب الترغيب اعتنادا على بيان اثار الصلاح العاجلة بالاضافة الى
الاثار الاجلة ، وهذه القضية من الحقائق القرانية المعروفة ايضا ، حيث ان للصلاح
اثارا ايجابية تظهر في الحياة الدنيا قبل الاخرة ، قال
تعالى : ( للذين احسنوا في هذه الدنيا حسنة
ولدار الاخرة خير ولنعم دار المتقين ) (النحل / ٣٠) . وقال تعالى
: ( من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم
باحسن ماكانوا يعملون) ( النحل / ٩٧) . وقال تعالى : ( من
كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والاخرة وكان الله سميعا بصيرا)
(النساء / ١٣٤) . |
|
المصادر |
|
[١] .
نهج البلاغة ٢ : ٩٦ . [٢] .
نهج البلاغة ٤ : ١٦ . [٣] .
نهج البلاغة ٢ : ٢١٢ . [٤] .
نهج البلاغة ٢: ٢٢٣ . [٥] .
نفس المصدر ١ : ٤٨ . [٦] .
المصدر نفسه ١: ٥٠ . [٧] .
المصدر نفسه ٢ : ٥١ . [٨] .
المصدر نفسه ٢ : ١٦٩ . [٩] .
نهج البلاغة ٤ : ٦٩ . [١٠] .
نهج البلاغة ١ : ٩٣ . [١١] .
المصدر نفسه ٤ : ١٠ . [١٢] .
المصدر نفسه ١ : ١٥١ . [١٣] .
نهج البلاغة ٢ : ١٨٨. [١٤] .
نفس المصدر ٤: ٩٣ . [١٥] .
نفس المصدر ١ : ١٤١ . [١٦] .
نهج البلاغة ٤ : ٨٥ . [١٧] .
نفس المصدر ٤: ٨٧ . [١٨] .
نفس المصدر ٢ : ١٨٧ . [١٩] .
نهج البلاغة ٢ : ١٤ . [٢٠] .
المصدر نفسه ٢: ٢١٠ . [٢١] .
المصدر نفسه ٢ : ٢٠٤ . [٢٢] .
نهج البلاغة ٤ : ٧٩ . [٢٣] .
المصدر نفسه ١ : ١٥٠ . [٢٤] .
المصدر نفسه ٢ : ٢٠٨ . [٢٥] .
نهج البلاغة ١ : ٢١٩ . [٢٦] .
المصدر نفسه ١ : ١٤٣ . [٢٧] .
نهج البلاغة ١ : ١٤١ . [٢٨] .
المصدر نفسه ٣ : ٢٧ . [٢٩] .
المصدر نفسه ٤ : ٢٠ . من كتاب :
من وحي نهج البلاغة (في الاخلاق والفلسفة والسياسة) (اعداد
شعبة الدراسات والنشر في العتبة العلوية المقدسة) |
|
|
من وحي (النهج) في الاخلاق
|
|
تمهيد
:
|
|
ان الكثير من الناس
سمع عن كتاب نهج البلاغة ، الا ان الكثير منهم لم يطلع على فحوى هذا الكتاب اصلا
، ومنهم من قرا نزرا يسيرا من ثم اهمله ، ومنهم من يتحرى من قراءته الاحداث
التاريخية ، ومنهم من بحث فيه عن القضايا الفلسفية ، ومنهم من يتابع فيه البدائع
اللغوية .. |
|
اولا: إصلاح الذات هو
الاهم
|
|
ان نظرة
عامة حول كتاب نهج البلاغة تنبئنا بان
امير المؤمنين عليه السلام ركز في الجانب التربوي على اصلاح الذات بشكل كبير ،
وجعل الاهتمام باصلاح النفس مقدما على كل اصلاح غيره ، قال
عليه السلام : ( ياايها الناس ، طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس وطوبى
لمن لزم بيته واكل قوته واشتغل بطاعة ربه وبكى على خطيئته فكان من نفسه في شغل
والناس منه في راحة) [١] ،
واهمية اصلاح الذات هي حقيقة من الحقائق القرانية المعروفة التي تجعل من قضية
اصلاح النفس اساسا لكل اصلاح اخر ، قال تعالى : (ان
الله لا يغير ما بقوم حتى يغير ما بانفسهم ) (الرعد – ١١) . |
|
ثانيا
: الدعوة الى التقوى
|
|
قيل في معنى التقوى
انها الاحتراز عن المعاصي والحذر عما نهى الله تعالى عنه ، وقيل انها التخلي عن
كل مذموم والاقبال الى كل محمود ، وقيل انها حالة ذبط النفس والتسلط على الشهوات
، وقيل انها الاحساس بالمسؤولية والتعهد الذي يحكم وجود الانسان وذلك نتيجة
لرسوخ الايمان في القلب ، حيث يصده عن الفجور والذنب ويدعوه الى العمل الصالح
والبر ، وكل هذه التعاريف تصب في معنى واحد يؤدي اليه معناه اللغوي ، فالتقوى
مشتقة من (الوقاية) التي تعني المواظبة والسعي على حفظ الشيء من الضرر والهلكة . |
|
ثالثا : محطات تربوية
|
|
١-
الهوى وطول الامل
|
|
في
المجال التربوي الاكثر تفصيلا ، يمكن ان نقول ان من المحاور الاساسية التي ركز
امير المؤمنين عليه السلام على معالجتها في موضوع تربية النفس والسير الى الله
تعالى خصلتين مهمتين هما : اتباع الهوى وطول الامل ، وهذا ماذكره صريحا في اكثر
من موضع في نهج البلاغة حيث قال : ( ايها الناس ان اخوف ما اخاف عليكم اثنان
اتباع الهوى وطول الامل فاما اتباع الهوى فيصد عن الحق واما طول الامل فينسي
الاخرة ) [١٠] ، وقال : ( من
اطال الامل اساء العمل) [١١] ، وقال عليه
السلام : ( واعلموا ان الامل يسهي وينسي الذكر فاكذبوا الامل فانه غرور وصاحبه
مغرور ) [١٢]. |
|
٢-
الزهد في الدنيا
|
|
استخدم
الامام عليه السلام التزهيد بالدنيا للتقليل من تعلق الناس بها ، كخطوة ضرورية
للاصلاح في باب اتباع الهوى وطول الامل ، لذلك نجد ان الكثير من الخطب التي يحث
الامام عليه السلام على اصلاح النفس تعرج على نوضوع التزهيد في الدنيا وذكر
صفاتها المذمومة ومزالقها الخطيرة . |
|
٣-
ذكر الموت
|
|
ركز
امام البيان عليه السلام لاجل التزهيد بالدنيا على نقطة اساسية وفعالة جدا لهذا
الغرض ، وهذه النقطة هي ذكر الموت ، حيث اننا قلما نجد عليه السلام يذم الدنيا
ويزهد الناس فيها ولاياتي على ذكر الموت ويطيل في وصفه بانواع الاوصاف التي يعجز
القلم عن بيان تأثيرها في النفس الانسانية ، قال عليه السلام : ( فانه والله
الجد لا اللعب والحق لا الكذب وماهو الا الموت اسمع داعيه واعجل حاديه فلا يغرنك
سواد الناس من نفسك وقد رايت من كان من قبلك ممن جمع المال وحذر الاقلال وامن
العواقب طول امل واسبعاد اجل كيف نزل به الموت فازعجه عن وطنه واخذه من مامنه
محمولا على اعواد المنايا يتعاطى به الرجال الرجال حملا على المناكب وامساكا
بالانامل اما رايتم الذين ياملون بعيدا ويبنون مشيدا ويجمعون كثيرا كيف اصبحت
بيوتهم قبورا وما جمعوا بورا وصارت اموالهم للوارثين وازواجهم لقوم اخرين لا في
حسنة يزيدون ولا من سيئة يستعتبون ) [١٩] ، وقال عليه
السلام : ( فكم اكلت الارض من عزيز جسد وانيق لون كان في الدنيا غذي ترف
وربيب شرف يتعلل بالسرور في ساعة حزنه ويفزع الى السلوة ان مصيبة نزلت به ضنا
بغضارة عيشه وشحاحة بلهوه ولعبه فبينا هو يضحك الى الدنيا وتضحك اليه في ظل عيش
غفول اذ وطىء الدهر به حسكه ونقضت الايام قواه ونظرت اليه الحتوف من كثب فخالطه
بث لا يعرفه ونجي هم ما كان يجده وتولدت فيه فترات علل انس ما كان بصحته ففزع
الى ما كان عوده الاطباء من تسكين الحار بالقار وتحريك البارد بالحار فلم يطفىء
ببارد الا ثور حرارة ولا حرك بحار الا هيج برودة ولا اعتدل بممازج لتلك الطبائع
الا امد منها كل ذات داء حتى فتر معلله وذهل ممرضه وتعايا اهله بصفة دائه وخرسوا
عن جواب السائلين عنه وتنازعوا دونه شجي خبر يكتمونه فقائل يقول هو لما به وممن
لهم اياب عافيته ومصبر لهم على فقده يذكرهم اسى الماضين من قبله فبينا هو كذلك
على جناح من فراق الدنيا وترك الاحبة اذ عرض له عارض من غصص فتحيرت نوافذ فطنته
ويبست رطوبة لسانه فكم من مهم من جوابه عرفه فعي عن رده ودعاء مؤلم بقلبه سمعه
فتصام عنه من كبير كان يعظمه او صغير كان يرحمه وان للموت لغمرات هي افضع من ان
تستغرق بصفة او تعتدل على عقول اهل الدنيا ) [٢٠] ، وقال عليه السلام : (
افبمصارع ابائهم يفخرون ام بعديد الهلكى يتكاثرون يرتجعون منهم اجسادا خوت
وحركات سكنت ولان يكونوا عبرا احق من ان يكونوا مفتخرا ولان يهبطوا بهم جناب ذلة
احجى من ان يقوموا بهم مقام عزة ....) [٢١] . |
|
رابعا : الترغيب
بالاثار العاجلة
|
|
ومن الاساليب التربوية الواضحة التي وردت في كتاب نهج البلاغة
: اسلوب الترغيب اعتنادا على بيان اثار الصلاح العاجلة بالاضافة الى
الاثار الاجلة ، وهذه القضية من الحقائق القرانية المعروفة ايضا ، حيث ان للصلاح
اثارا ايجابية تظهر في الحياة الدنيا قبل الاخرة ، قال
تعالى : ( للذين احسنوا في هذه الدنيا حسنة
ولدار الاخرة خير ولنعم دار المتقين ) (النحل / ٣٠) . وقال تعالى
: ( من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم
باحسن ماكانوا يعملون) ( النحل / ٩٧) . وقال تعالى : ( من
كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والاخرة وكان الله سميعا بصيرا)
(النساء / ١٣٤) . |
|
المصادر |
|
[١] .
نهج البلاغة ٢ : ٩٦ . [٢] .
نهج البلاغة ٤ : ١٦ . [٣] .
نهج البلاغة ٢ : ٢١٢ . [٤] .
نهج البلاغة ٢: ٢٢٣ . [٥] .
نفس المصدر ١ : ٤٨ . [٦] .
المصدر نفسه ١: ٥٠ . [٧] .
المصدر نفسه ٢ : ٥١ . [٨] .
المصدر نفسه ٢ : ١٦٩ . [٩] .
نهج البلاغة ٤ : ٦٩ . [١٠] .
نهج البلاغة ١ : ٩٣ . [١١] .
المصدر نفسه ٤ : ١٠ . [١٢] .
المصدر نفسه ١ : ١٥١ . [١٣] .
نهج البلاغة ٢ : ١٨٨. [١٤] .
نفس المصدر ٤: ٩٣ . [١٥] .
نفس المصدر ١ : ١٤١ . [١٦] .
نهج البلاغة ٤ : ٨٥ . [١٧] .
نفس المصدر ٤: ٨٧ . [١٨] .
نفس المصدر ٢ : ١٨٧ . [١٩] .
نهج البلاغة ٢ : ١٤ . [٢٠] .
المصدر نفسه ٢: ٢١٠ . [٢١] .
المصدر نفسه ٢ : ٢٠٤ . [٢٢] .
نهج البلاغة ٤ : ٧٩ . [٢٣] .
المصدر نفسه ١ : ١٥٠ . [٢٤] .
المصدر نفسه ٢ : ٢٠٨ . [٢٥] .
نهج البلاغة ١ : ٢١٩ . [٢٦] .
المصدر نفسه ١ : ١٤٣ . [٢٧] .
نهج البلاغة ١ : ١٤١ . [٢٨] .
المصدر نفسه ٣ : ٢٧ . [٢٩] .
المصدر نفسه ٤ : ٢٠ . من كتاب :
من وحي نهج البلاغة (في الاخلاق والفلسفة والسياسة) (اعداد
شعبة الدراسات والنشر في العتبة العلوية المقدسة) |
|