- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
من روائع النهج المقدس كتاب التوحيد
|
|
التوحيد
|
|
نهج البلاغه؛ كتاب التوحيد، كتاب أوله
الحمد وآخره الشُكر، وبين الحمد والشكر عِطرُ التوحيد من سمائه... . أوله الحمدللّه الذي لا يبلغُ مِدحته
القائلون، ولا يُحصي نعماءه العادُّون، ولا يؤدّىِ حقّهُ المجتهدون... الى آخر
الخطبة. لقد تكلّم الامام اميرُالمؤمنين عن
التوحيد بأفضل شكل، فلو جمعنا اقوال المتكلمين والعارفين وكل من تفوّه بالتوحيد
أو كتب فيه لفاقت كلمة اميرالمؤمنين في التوحيد على كا ماكتبوا و تفوهوا قال
اميرالمؤمنين بعتارة قصرة وبليفة جداً. التوحيدُ أن لاتتوهمَّه، والمذلُ أن
لاتَتهمهُ لان كل موهم محدود، واللّه لايحد بوهم، واعتقاد الانسان يعدله هو أن
لاتَتهمهُ في أفعالهِ بظن عدم الحكمة فيها، وهذا منتهى معنى التوحيد... . وعند ما يقول أميرالمؤمنين: أولُ
الدينِ معرفته وكمالُ معرفته التصديق به، وكمال التصديق به توحيدهُ وكمالُ
توحيده الاخلاص له وكمالُ الإخلاص له نفي الصفات عنه.... فأين نجد مثل هذهِ العبارات التي تدخل
الى القلب بلا جواز مرور، وبلاشرطة وحرس لانه كلام نابع في القلب، وهذا هو سرُّ
البلاغة عند اميرالمؤمنين عليه السلام أنه يقول بلسانه ما يقتحم القلوب ويستقر
في الأفئدة. فهو ''كائن لا عن حدثٍ'' لإنه مكّون
المحدثات. و''موجودٌ لا عن عدمٍ'' لأنه موجد
المعدومات. و''أنشأ الخلق إنشاءً وابتدأه
إبتداءً'' إذا أوجده من لا مادة ولا لكي تحصل له فائدةٌ من الخلق... . فإذا أردنا كتاباً في التوحيد هو صنو
القرآن الكريم فعلينا بنهج البلاغة الذي يضم ما قاله أميرالمؤمنين عليه السلام
وما كتيه من رسائل كانت غايته من ذلك هو الهداية العامة للبشرية، وأول منطلق
للهداية هو التوحيد. لقد أراد أميرالمؤمنين عليه السلام
بكلماته أن يبني مجتمعاً صالحاً يقوم على العدل والإنصاف ولن يتحقق هذا المجتمع
إلاّ أن يرسي على قاعدة متينة هي قاعدة التوحيد هو عمل الأنبياء. وفي أجل هذهِ
الواجبات بعث اللّه الأنبياء للبشرية. وهكذا يتحدث أميرالمؤمنين عليه السلام
عن الانبياء والنبوة، وهو حديث ينطلق من القلب ليدخل الى القلب. |
|
معرفة
اللَّه وصفاته
|
|
اللَّه
خالق كل شي ء
|
|
الْحَمْدُ لِلّهِ بَطَنَ [بطن الخفيّات: عَلِمَها من باطنها.] خَفِيّاتِ الْأُمُورِ [الاعلام: جمع عَلَم- بالتحريك- وهو
المنار يهتدى به، ثمّ عمّ في كلّ مادلّ على شي ء. واعلام الظهور: الأدلة
الظاهرة.]، وَدَلَّتْ عَلَيْهِ
أَعْلامُ الظُّهُورِ، وَامْتَنَعَ عَلى عَيْنِ الْبَصِيرِ، فَلا عَيْنُ مَنْ
لَمْ يَرَهُ تُنْكِرُهُ، وَلا قَلْبُ مَنْ أَثْبَتَهُ يُبْصِرُهُ... [الخطبة: ٤٩- عيون الحكم والمواعظ: لعليّ بن محمّد بن شاكر الواسطي
"المتوفى ٤٥٧ هـ".] أَرانا مِنْ مَلَكُوتِ قُدْرَتِهِ،
وَعَجائِبِ ما نَطَقَتْ بِهِ آثارُ حِكْمَتِهِ، وَاعْتِرافِ الْحاجَةِ مِنَ
الْخَلْقِ إلى أَنْ يُقِيَمها بِمِساكِ [المساك: بكسر الميم- ما يمسك الشي ء
كالملاك ما به يملك.] قُوَّتِهِ: ما دَلَّنا بِاضْطِرارِ
قِيامِ الْحُجَّةِ لَهُ عَلى مَعْرِفَتِهِ، فَظَهَرَتْ فِي الْبَدائِعِ الَّتي
أَحْدَثَها آثارُ صَنْعَتِهِ وَأَعْلامُ حِكْمَتِهِ. فَصارَ كُلُّ ما خَلَقَ حُجَّةً لَهُ.
وَدَلِيلاً عَلَيْهِ، وَإنْ كانَ خَلْقاً صامِتاً فَحُجَّتُهُ بِالتَّدْبِيرِ
ناطِقَةٌ، وَدَلالَتُهُ عَلَى الْمُبْدِعِ قائِمَةٌ... [الخطبة: ٩١- العقد الفريد: ٤٠٦:٢، لابن عبد ربّه. التوحيد: ص ٣٤
للشيخ الصدوق "المتوفى ٣٨١ ه"، ربيع الابرار: ٥ "باب
الملائكة" للزمخشري، فرج المهموم: ص ٥٤ للسيد بن طاووس.] |
|
شواهد
خلقه
|
|
فَمِنْ شَواهِدِ خَلْقِهِ: خَلْقُ
السَّمواتِ مُوَطَّداتٍ [موطّدات: مثبّتات في مداراتها على ثقل أجرامها.] بِلا عَمَدٍ، قائِماتٍ بِلاسَنَدٍ. دَعاهُنَّ: فَأَجَبْنَ
طائِعاتٍ، مُذْعِناتٍ، غَيْرَ مُتَلَكِّئاتٍ، [متلكئات: التّلكؤ: التوقف والتباطؤ.] وَلا مُبْطِئاتٍ. وَلَوْلا إقْرارُهُنَّ لَهُ بِالرُّبُوبِيَّةِ،
وَاذْعانُهُنَّ بِالطَّواعِيَةِ، [الطواعية: الطاعة.] لَما جَعَلَهُنَّ مَوْضِعاً لِعَرشِهِ، وَلا مَسْكَنّاً
لِمَلائِكَتِهِ، وَلا مَصْعَداً لِلْكَلِمِ الطَّيِّبِ، وَالْعَمَلِ الصّالِحِ
مِنْ خَلْقِهِ. [الخطبة: ١٨٢- عيون الحكم والمواعظ: لابن شاكر الليثي. النهاية:
١٤٥:٢ و ١٩٨. الأمالي: ٣٦٢ للشيخ الصدوق رحمه الله.] |
|
النظر
في معالم التوحيد
|
|
فَانظُرْ إلَى الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ،
وَالنَّباتِ والشَّجَرِ، والْماءِ والْحَجَرِ، واخْتِلافِ هذَا اللَّيْلِ
والنَّهارِ، وَتَفَجُّرِ هذِهِ الْبِحارِ، وَكَثْرَةِ هُذِهِ الْجِبالِ، وَطُولِ
هذِهِ الْقِلالِ، [القلال- جمع قُلّة بالضم- وهي رأس الجبل.] وَتَفَرُّقِ هذِهِ اللُّغاتِ وَالْأَلْسُنِ الْمُخْتَلِفاتِ.
فَالْوَيْلُ لِمَنْ أَنْكَرَ الْمُقَدِّرَ وَجحَدَ الْمُدَبِّرَ. زَعَمُوا أَنَّهُمْ كَالنَّباتِ ما
لَهُمْ زارِعٌ، وَلا لاِخْتِلافِ صُوَرِهِمْ صانِعٌ، وَلَمْ يَلْجَؤُوا [لم يلجؤوا: لم يستندوا.] إلى حُجَّةٍ فِيما ادَّعَوْا، وَلا تَحْقِيقٍ لِما أوعَوْا [ أوعاه:
كوعاه- بمعنى حفظه.] ، وَهَلْ يَكُونُ بِناءٌ مِنْ غَيْرِ بانٍ؟! أَوْ جِنايَةٌ مِنْ
غَيْرِ جانٍ؟! [ الخطبة
١٨٥- الاحتجاج: ٣٠٥:١ للطبرسي، ربيع الابرار: "باب دواب البرّ والبحر"
للزمخشري، الأمالي ص ١٩٢، لابي طالب يحيى بن الحسين بن هارون الحسني
"المتوفى ٤٢٤ هـ". ] |
|
التفكّر
مفتاح الحق والمعرفة
|
|
وَلَوْ فَكَّرُوا فِي عَظِيمِ
الْقُدْرَةِ، وَجَسِيمِ النِّعْمَةِ، لَرَجَعُوا إلَى الطَّرِيقِ، وَخافُوا
عَذابَ الْحَرِيقِ؛ وَلكِنَّ الْقُلُوبَ عَلِيلَةٌ، وَالْأَبْصارَ مَدْخُولَةٌ!
أَلا يَنْظُرُونَ إلى صَغِيرِ ما خَلَقَ؟! كَيْفَ أَحْكَمَ خَلْقَهُ، وَأَتْقَنَ
تَرْكِيبِهُ، وَفَلَقَ لَهُ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ، وَسَوّى لَهُ الْعَظْمَ
وَالْبَشَرَ [البشر: جمع بشرة، وهي ظاهر الجلد الإنساني.] ، [الخطبة ١٨٥- الاحتجاج: ٣٠٥:١ للطبرسي، ربيع الابرار: "باب دواب
البرّ والبحر" للزمخشري، الأمالي ص ١٩٢.] . |
|
عجائب
خلقة النملة
|
|
أُنظُرُوا إلَى النَّمْلَةِ! فِي
صِغَرِ جُثَّتِها، وَلَطافَةِ هَيْئتها،لا تُنالُ بِلَحْظِ الْبَصَرِ،وَلا
بِمُسْتَدْرَكِ الْفِكرِ، كَيْفَ دَبَّتْ عَلى أَرْضِها، وَصُبَّتْ عَلى
رِزْقَها، تَنْقُلُ الْحَبَّةَ إلى حُجْرِها، وَتُعِدُّها فِي مُسْتَقَرِّها،
تَجْمَعُ فِي حَرِّها لِبَرْدِها، وَفِي وُرُودِها لِصَدَرِها. [الصَدَر: محرّكاً- الرجوع بعد الورود.] مَكْفُولَةٌ
بِرِزْقِها، مِرْزُوقَةٌ بِوَفْقِها [بِوِفقِها: بكسر الواو، أي بما يوافقها
من الرزق ويلائم طبعها.] ، لا يُغْفِلُهَا الْمَنّانُ، وَلا يَحْرِمُهَا الدَّيّانُ وَلَوْ
فِي الصَّفَا [الصّفا: الحجر الأملس لا شقوق فيه.] الْيابِسِ، الْحَجَرِالْجامِسِ [الجامس: الجامد.] ، [الخطبة ١٨٥.] . وَلَوْ فَكَّرْتَ فِي مَجارِي أَكْلِها: فِي عُلْوِها
وَسُفْلِها، وَما فِي الْجَوْفِ مِنْ شَراسِيفِ [الشراسيف: مقاطّ الأضلاع: وهي أطرافها
التّي تشرف على البطن.] بَطْنِها، وَما فِي الرَّأسِ مِنْ عَيْنِها وَأُذُنِها، لَقَضَيْتَ
مِنْ خَلْقِها عَجَباً، وَلَقِيتَ مِنْ وَصْفِها تَعَباً!! فَتَعالَى الَّذِي أَقامَها عَلى
قَوائِمِها، وَبَناها عَلى دَعائِمِها، لَمْ يَشْرَكْهُ فِي فِطْرَتِها فاطِرٌ،
وَلَمْ يُعِنْهُ عَلى خَلْقِها قادِرٌ. وَلَوْ ضَرَبْتَ فِي مَذاهِبِ فِكْرِكَ
لِتَبْلُغَ غاياتِهَ، ما دَلَّتْكَ الدَّلالَةُ إلاّ عَلى أَنَّ فاطِرَ
النَّمْلَة هُوَ فاطِرُالنَّحْلَةِ، لِدَلِيلِ تَفْصِيلِ كُلِّ شَيْ ءٍ،
وَغامِضِ أخْتِلافِ كُلِّ حَيٍّ. وَمَا الْجَلِيلُ وَاللَّطِيفُ، وَالثَّقِيلُ
وَالْخَفِيفُ، وَالْقَوِيُّ وَالضَّعِيفُ فِي خَلْقِهِ إلا سَواءٌ. [الخطبة ١٨٥.] |
|
ياللعجب!! هذه اعجوبة
أخرى وَإنْ شِئتَ قُلْتَ فِي الْجَرادَةِ:
|
|
إذْ خَلَقَ لَها عَيْنَيْنِ
حَمْراوَيْنَ، وَأَسْرَجَ لَها حَدَقَتَيْنِ قَمْراوَيْنَ، [قَمْراوين: اي مضيئين، كأنّ كلّا منهما ليلة قمراء أضاءها القمر.] وَجَعَلَ لَهَا السَّمْعَ الْخَفِيَّ، وَفَتَحَ لَهَا الفَمَ
السَّوِيَّ، وَجَعَلَ لَهَا الْحِسَّ الْقَوِيَّ، وَنابَيْنِ بِهِما تَقْرِضُ،
وَمِنجَلَيْنِ [منجلين: المنجل- كمنبر- آلة من حديد معروفة يُقضَبُ بها الزّرع
قالوا: اراد بهما هنا، رجلي الجرادة، لاعوجاجهما وخشونتهما.] بِهِما تَقْبِضُ، يَرْهَبُهَا الزُّرّاعُ فِي زَرْعِهِمْ، وَلا
يَسْتَطِيعُونَ ذَبَّها [ذَبَّها: دفعها.] وَلَوْ أَجْلَبُوا بِجَمْعِهِمْ، حَتّى تَرِدَ الْحَرْثَ فِي
نَزَواتِها [نَزَواتها:وثباتها، نزاعليه: وثب.] ، وَتَقْضِيَ مِنْهُ شَهَواتِها، وَخَلْقُها كُلُّهُ لا يَكُونُ
إصْبَعاً مُسْتَدِقَّةً.[
الخطبة ١٨٥.] |
عجائب خلقة الحيوان
|
|
ردّها الى المُراح- بالضمّ كالمُناخ-
الى المأوى.] وَسائِمِها [السّائم: الرّاعي يريد ما كان في مأواه وما كان في مرعاه.] ، وَأَصْنافِ أَسْناخِها [الأسناخ: الأصول، والمراد منها
الأنواع، أي الأصناف الداخلة في أنواعها.] وَأَجْناسِها، وَمُتَبِلِّدَةِ [المتبلّدة: أي الغبية.] أُمَمِها وَأَكْياسِها، عَلى إِحْداثِ بِعُوضَةٍ، ما قَدَرَتْ عَلى
إحْداثِها، وَلا عَرَفَتْ كَيْفَ السَّبِيلُ إلى ايجادِها، وَلَتَحَيَّرَتْ
عُقُولُها فِي عِلْمِ ذلِكَ وَتاهَتْ، وَعَجَزَتْ قُواها وَتَناهَتْ، وَرَجَعَتْ
خاسِئةً [الخاسى ء: الذّليل.]
حَسِيرَةً [الحسير: الكالّ المُعيي.] ، عارِفَةً بأَنَّها مَقْهُورَةٌ، مُقِرَّةً بالْعَجْزِ عَنْ
إنْشائِها، مُذْعِنَةً بالضَّعْفِ عَنْ إفْنائِها. [ الخطبة
١٨٦- الاحتجاج: ٢٩٩:١، للطبرسي. الكافي:
١٣٨:١، الكليني. التوحيد: ص ٩٦ و ص ٣٢٠، الأمالي: ص ٢٠٥ للشيخ الصدوق. الارشاد:
ص ١٣١ للشيخ المفيد. الاختصاص: ص ٢٣٦ للشيخ المفيد. تذكرة الخواص: ص ١٥٧ للسبط
ابن الجوزي. امالي المرتضى: ١٤٨:١. ] |
|
عجائب خلقة الانسان
|
|
|
... أَمْ هذَا الَّذِي
أَنشَأَهُ فِي ظُلُماتِ الْأَرْحامِ، وَشُغُفِ الْأَسْتارِ [شُغُف الأستار: جمع شَغاف- مثل سَحاب وسُحُب- وهو في الاصل غلاف
القلب، استعارة للمشيمة.] ، نُطْفَةً دِهاقًا، [دهاقاً: متتابعاً، ''دهقها'' صبّها
بقوّة، وقد تفسر الدّهاق بالممتلئة، اي: ممتلئة من جراثيم الحياة.] ، وَعَلَقَةً مُحاقًاً [علقة محاقا: اي خَفي فيها ومُحِق كلّ
شكل وصورة.] ، وَجَنِينًا [الجنين: الولد بعد تصويره مادام في بطن أمه.] ، وَراضِعًا، وَوَلِيدًا وَ يافِعاً [اليافع: الغلام راهق العشرين.] ، ثُمَّ مَنَحَهُ قَلْبًا حافِظاً وَلِسانًا لاّفِظًا، وَبَصَراً
لاحِظاً، لِيَفْهَمَ مُعْتَبِراً، وَيُقَصِّرُ مُزْدَجِرًا، حَتَى إذا قامَ
اعْتِدالُهُ، وَاسْتَوى مِثالُهُ [مثاله: اي بلغت قامته حدّما قدّر لها
من النماء.] ، نَفَرَ مُسْتَكْبِرًا، وَخَبَطَ سادِرًا. [
خبط
سادراً: خبط البعيرُ: اذا ضرب بيديه الأرض لا يتوقّى شيئاً، والسّادر: المتحيّر
والذّي لا يهتمّ ولا يبالي ماصنع.] ، [الخطبة: ٨٣- تحف العقول: ص ١٤٦، لابن شعبة الحرّاني، دستور معالم
الحكم: ص ٥٩ للقاضي القضاعي، عيون الحكم والمواعظ.] . ... أَيُّهَا الْمَخْلُوقُ
السَّوِيُّ، [السوي: مستوي الخلقة لا نقص فيه.] وَالْمُنْشَأُ [المنشأ: المبتدع، والمرعي: المحفوظ المعني بأمره. ] الْمَرْعِيُّ، في ظُلُماتِ الْأَرْحامِ، وَمُضاعَفاتِ الْأَسْتارِ،
بُدِئَتَ ''مِنْ سُلالَةٍ [السلالة من الشي ء: ما انسلّ منه.] مِنْ طِينٍ''، وَوُضِعْتَ ''في قَرارٍ مَكِينٍ، [القرار المكين: محلّ الجنين من الرّحم.] إِلى قَدَرٍ مَعْلُومٍ''، [ المرسلات: ٢١ و ٢٢.] وَأَجَلٍ مَقْسُومٍ، تَمُورُ [تمور: تَتَحرّك.] في بَطْنِ أُمِّكَ جَنِيناً لا تُحِيرُ [لا تحير: من قولهم: ما أحار جواباً، أي لم يستطع ردّاً.] دُعاءً، وَلا تَسْمَعُ نِداءً. ثُمَّ أُخْرِجْتَ مِنْ مَقَرِّكَ إِلى
دارٍ لم تَشْهَدْها، وَلَمْ تَعْرِفْ سُبُلَ مَنافِعِها، فَمَنْ هَداكَ
لاِجتِرارِ الْغِذاءِ مِنْ ثَدْي أُمِّكَ، وَعَرَّفَكَ عِنْدَ الْحاجَةِ
مَواضِعَ طَلَبِكَ وَإِرادَتِكَ؟! [ الخطبة
: ١٦٣، حلية الاولياء: ٧٢:١ لأبي نعيم الاصفهاني، عيون الحكم والمواعظ، للواسطي،
ربيع الابرار.] . ... فَهُوَ الَّذِي تَشْهَدُ لَهُ
أَعْلامُ الْوُجُودِ عَلى إقْرارِ قَلْبِ ذِي الْجُحُودِ. تَعالَى اللَّهُ عَمّا
يَقُولُهُ الْمُشَبِّهُونَ بِهِ، وَالْجاحِدُون لَهُ عُلُوَّاً كَبِيراً [الخطبة: ٤٩، في الحكم والمواعظ، لعلي بن محمّد بن شاكر الواسطي
"المتوفى ٤٥٧ هـ".] . |
|
من روائع النهج المقدس كتاب التوحيد
|
|
التوحيد
|
|
نهج البلاغه؛ كتاب التوحيد، كتاب أوله
الحمد وآخره الشُكر، وبين الحمد والشكر عِطرُ التوحيد من سمائه... . أوله الحمدللّه الذي لا يبلغُ مِدحته
القائلون، ولا يُحصي نعماءه العادُّون، ولا يؤدّىِ حقّهُ المجتهدون... الى آخر
الخطبة. لقد تكلّم الامام اميرُالمؤمنين عن
التوحيد بأفضل شكل، فلو جمعنا اقوال المتكلمين والعارفين وكل من تفوّه بالتوحيد
أو كتب فيه لفاقت كلمة اميرالمؤمنين في التوحيد على كا ماكتبوا و تفوهوا قال
اميرالمؤمنين بعتارة قصرة وبليفة جداً. التوحيدُ أن لاتتوهمَّه، والمذلُ أن
لاتَتهمهُ لان كل موهم محدود، واللّه لايحد بوهم، واعتقاد الانسان يعدله هو أن
لاتَتهمهُ في أفعالهِ بظن عدم الحكمة فيها، وهذا منتهى معنى التوحيد... . وعند ما يقول أميرالمؤمنين: أولُ
الدينِ معرفته وكمالُ معرفته التصديق به، وكمال التصديق به توحيدهُ وكمالُ
توحيده الاخلاص له وكمالُ الإخلاص له نفي الصفات عنه.... فأين نجد مثل هذهِ العبارات التي تدخل
الى القلب بلا جواز مرور، وبلاشرطة وحرس لانه كلام نابع في القلب، وهذا هو سرُّ
البلاغة عند اميرالمؤمنين عليه السلام أنه يقول بلسانه ما يقتحم القلوب ويستقر
في الأفئدة. فهو ''كائن لا عن حدثٍ'' لإنه مكّون
المحدثات. و''موجودٌ لا عن عدمٍ'' لأنه موجد
المعدومات. و''أنشأ الخلق إنشاءً وابتدأه
إبتداءً'' إذا أوجده من لا مادة ولا لكي تحصل له فائدةٌ من الخلق... . فإذا أردنا كتاباً في التوحيد هو صنو
القرآن الكريم فعلينا بنهج البلاغة الذي يضم ما قاله أميرالمؤمنين عليه السلام
وما كتيه من رسائل كانت غايته من ذلك هو الهداية العامة للبشرية، وأول منطلق
للهداية هو التوحيد. لقد أراد أميرالمؤمنين عليه السلام
بكلماته أن يبني مجتمعاً صالحاً يقوم على العدل والإنصاف ولن يتحقق هذا المجتمع
إلاّ أن يرسي على قاعدة متينة هي قاعدة التوحيد هو عمل الأنبياء. وفي أجل هذهِ
الواجبات بعث اللّه الأنبياء للبشرية. وهكذا يتحدث أميرالمؤمنين عليه السلام
عن الانبياء والنبوة، وهو حديث ينطلق من القلب ليدخل الى القلب. |
|
معرفة
اللَّه وصفاته
|
|
اللَّه
خالق كل شي ء
|
|
الْحَمْدُ لِلّهِ بَطَنَ [بطن الخفيّات: عَلِمَها من باطنها.] خَفِيّاتِ الْأُمُورِ [الاعلام: جمع عَلَم- بالتحريك- وهو
المنار يهتدى به، ثمّ عمّ في كلّ مادلّ على شي ء. واعلام الظهور: الأدلة
الظاهرة.]، وَدَلَّتْ عَلَيْهِ
أَعْلامُ الظُّهُورِ، وَامْتَنَعَ عَلى عَيْنِ الْبَصِيرِ، فَلا عَيْنُ مَنْ
لَمْ يَرَهُ تُنْكِرُهُ، وَلا قَلْبُ مَنْ أَثْبَتَهُ يُبْصِرُهُ... [الخطبة: ٤٩- عيون الحكم والمواعظ: لعليّ بن محمّد بن شاكر الواسطي
"المتوفى ٤٥٧ هـ".] أَرانا مِنْ مَلَكُوتِ قُدْرَتِهِ،
وَعَجائِبِ ما نَطَقَتْ بِهِ آثارُ حِكْمَتِهِ، وَاعْتِرافِ الْحاجَةِ مِنَ
الْخَلْقِ إلى أَنْ يُقِيَمها بِمِساكِ [المساك: بكسر الميم- ما يمسك الشي ء
كالملاك ما به يملك.] قُوَّتِهِ: ما دَلَّنا بِاضْطِرارِ
قِيامِ الْحُجَّةِ لَهُ عَلى مَعْرِفَتِهِ، فَظَهَرَتْ فِي الْبَدائِعِ الَّتي
أَحْدَثَها آثارُ صَنْعَتِهِ وَأَعْلامُ حِكْمَتِهِ. فَصارَ كُلُّ ما خَلَقَ حُجَّةً لَهُ.
وَدَلِيلاً عَلَيْهِ، وَإنْ كانَ خَلْقاً صامِتاً فَحُجَّتُهُ بِالتَّدْبِيرِ
ناطِقَةٌ، وَدَلالَتُهُ عَلَى الْمُبْدِعِ قائِمَةٌ... [الخطبة: ٩١- العقد الفريد: ٤٠٦:٢، لابن عبد ربّه. التوحيد: ص ٣٤
للشيخ الصدوق "المتوفى ٣٨١ ه"، ربيع الابرار: ٥ "باب
الملائكة" للزمخشري، فرج المهموم: ص ٥٤ للسيد بن طاووس.] |
|
شواهد
خلقه
|
|
فَمِنْ شَواهِدِ خَلْقِهِ: خَلْقُ
السَّمواتِ مُوَطَّداتٍ [موطّدات: مثبّتات في مداراتها على ثقل أجرامها.] بِلا عَمَدٍ، قائِماتٍ بِلاسَنَدٍ. دَعاهُنَّ: فَأَجَبْنَ
طائِعاتٍ، مُذْعِناتٍ، غَيْرَ مُتَلَكِّئاتٍ، [متلكئات: التّلكؤ: التوقف والتباطؤ.] وَلا مُبْطِئاتٍ. وَلَوْلا إقْرارُهُنَّ لَهُ بِالرُّبُوبِيَّةِ،
وَاذْعانُهُنَّ بِالطَّواعِيَةِ، [الطواعية: الطاعة.] لَما جَعَلَهُنَّ مَوْضِعاً لِعَرشِهِ، وَلا مَسْكَنّاً
لِمَلائِكَتِهِ، وَلا مَصْعَداً لِلْكَلِمِ الطَّيِّبِ، وَالْعَمَلِ الصّالِحِ
مِنْ خَلْقِهِ. [الخطبة: ١٨٢- عيون الحكم والمواعظ: لابن شاكر الليثي. النهاية:
١٤٥:٢ و ١٩٨. الأمالي: ٣٦٢ للشيخ الصدوق رحمه الله.] |
|
النظر
في معالم التوحيد
|
|
فَانظُرْ إلَى الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ،
وَالنَّباتِ والشَّجَرِ، والْماءِ والْحَجَرِ، واخْتِلافِ هذَا اللَّيْلِ
والنَّهارِ، وَتَفَجُّرِ هذِهِ الْبِحارِ، وَكَثْرَةِ هُذِهِ الْجِبالِ، وَطُولِ
هذِهِ الْقِلالِ، [القلال- جمع قُلّة بالضم- وهي رأس الجبل.] وَتَفَرُّقِ هذِهِ اللُّغاتِ وَالْأَلْسُنِ الْمُخْتَلِفاتِ.
فَالْوَيْلُ لِمَنْ أَنْكَرَ الْمُقَدِّرَ وَجحَدَ الْمُدَبِّرَ. زَعَمُوا أَنَّهُمْ كَالنَّباتِ ما
لَهُمْ زارِعٌ، وَلا لاِخْتِلافِ صُوَرِهِمْ صانِعٌ، وَلَمْ يَلْجَؤُوا [لم يلجؤوا: لم يستندوا.] إلى حُجَّةٍ فِيما ادَّعَوْا، وَلا تَحْقِيقٍ لِما أوعَوْا [ أوعاه:
كوعاه- بمعنى حفظه.] ، وَهَلْ يَكُونُ بِناءٌ مِنْ غَيْرِ بانٍ؟! أَوْ جِنايَةٌ مِنْ
غَيْرِ جانٍ؟! [ الخطبة
١٨٥- الاحتجاج: ٣٠٥:١ للطبرسي، ربيع الابرار: "باب دواب البرّ والبحر"
للزمخشري، الأمالي ص ١٩٢، لابي طالب يحيى بن الحسين بن هارون الحسني
"المتوفى ٤٢٤ هـ". ] |
|
التفكّر
مفتاح الحق والمعرفة
|
|
وَلَوْ فَكَّرُوا فِي عَظِيمِ
الْقُدْرَةِ، وَجَسِيمِ النِّعْمَةِ، لَرَجَعُوا إلَى الطَّرِيقِ، وَخافُوا
عَذابَ الْحَرِيقِ؛ وَلكِنَّ الْقُلُوبَ عَلِيلَةٌ، وَالْأَبْصارَ مَدْخُولَةٌ!
أَلا يَنْظُرُونَ إلى صَغِيرِ ما خَلَقَ؟! كَيْفَ أَحْكَمَ خَلْقَهُ، وَأَتْقَنَ
تَرْكِيبِهُ، وَفَلَقَ لَهُ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ، وَسَوّى لَهُ الْعَظْمَ
وَالْبَشَرَ [البشر: جمع بشرة، وهي ظاهر الجلد الإنساني.] ، [الخطبة ١٨٥- الاحتجاج: ٣٠٥:١ للطبرسي، ربيع الابرار: "باب دواب
البرّ والبحر" للزمخشري، الأمالي ص ١٩٢.] . |
|
عجائب
خلقة النملة
|
|
أُنظُرُوا إلَى النَّمْلَةِ! فِي
صِغَرِ جُثَّتِها، وَلَطافَةِ هَيْئتها،لا تُنالُ بِلَحْظِ الْبَصَرِ،وَلا
بِمُسْتَدْرَكِ الْفِكرِ، كَيْفَ دَبَّتْ عَلى أَرْضِها، وَصُبَّتْ عَلى
رِزْقَها، تَنْقُلُ الْحَبَّةَ إلى حُجْرِها، وَتُعِدُّها فِي مُسْتَقَرِّها،
تَجْمَعُ فِي حَرِّها لِبَرْدِها، وَفِي وُرُودِها لِصَدَرِها. [الصَدَر: محرّكاً- الرجوع بعد الورود.] مَكْفُولَةٌ
بِرِزْقِها، مِرْزُوقَةٌ بِوَفْقِها [بِوِفقِها: بكسر الواو، أي بما يوافقها
من الرزق ويلائم طبعها.] ، لا يُغْفِلُهَا الْمَنّانُ، وَلا يَحْرِمُهَا الدَّيّانُ وَلَوْ
فِي الصَّفَا [الصّفا: الحجر الأملس لا شقوق فيه.] الْيابِسِ، الْحَجَرِالْجامِسِ [الجامس: الجامد.] ، [الخطبة ١٨٥.] . وَلَوْ فَكَّرْتَ فِي مَجارِي أَكْلِها: فِي عُلْوِها
وَسُفْلِها، وَما فِي الْجَوْفِ مِنْ شَراسِيفِ [الشراسيف: مقاطّ الأضلاع: وهي أطرافها
التّي تشرف على البطن.] بَطْنِها، وَما فِي الرَّأسِ مِنْ عَيْنِها وَأُذُنِها، لَقَضَيْتَ
مِنْ خَلْقِها عَجَباً، وَلَقِيتَ مِنْ وَصْفِها تَعَباً!! فَتَعالَى الَّذِي أَقامَها عَلى
قَوائِمِها، وَبَناها عَلى دَعائِمِها، لَمْ يَشْرَكْهُ فِي فِطْرَتِها فاطِرٌ،
وَلَمْ يُعِنْهُ عَلى خَلْقِها قادِرٌ. وَلَوْ ضَرَبْتَ فِي مَذاهِبِ فِكْرِكَ
لِتَبْلُغَ غاياتِهَ، ما دَلَّتْكَ الدَّلالَةُ إلاّ عَلى أَنَّ فاطِرَ
النَّمْلَة هُوَ فاطِرُالنَّحْلَةِ، لِدَلِيلِ تَفْصِيلِ كُلِّ شَيْ ءٍ،
وَغامِضِ أخْتِلافِ كُلِّ حَيٍّ. وَمَا الْجَلِيلُ وَاللَّطِيفُ، وَالثَّقِيلُ
وَالْخَفِيفُ، وَالْقَوِيُّ وَالضَّعِيفُ فِي خَلْقِهِ إلا سَواءٌ. [الخطبة ١٨٥.] |
|
ياللعجب!! هذه اعجوبة
أخرى وَإنْ شِئتَ قُلْتَ فِي الْجَرادَةِ:
|
|
إذْ خَلَقَ لَها عَيْنَيْنِ
حَمْراوَيْنَ، وَأَسْرَجَ لَها حَدَقَتَيْنِ قَمْراوَيْنَ، [قَمْراوين: اي مضيئين، كأنّ كلّا منهما ليلة قمراء أضاءها القمر.] وَجَعَلَ لَهَا السَّمْعَ الْخَفِيَّ، وَفَتَحَ لَهَا الفَمَ
السَّوِيَّ، وَجَعَلَ لَهَا الْحِسَّ الْقَوِيَّ، وَنابَيْنِ بِهِما تَقْرِضُ،
وَمِنجَلَيْنِ [منجلين: المنجل- كمنبر- آلة من حديد معروفة يُقضَبُ بها الزّرع
قالوا: اراد بهما هنا، رجلي الجرادة، لاعوجاجهما وخشونتهما.] بِهِما تَقْبِضُ، يَرْهَبُهَا الزُّرّاعُ فِي زَرْعِهِمْ، وَلا
يَسْتَطِيعُونَ ذَبَّها [ذَبَّها: دفعها.] وَلَوْ أَجْلَبُوا بِجَمْعِهِمْ، حَتّى تَرِدَ الْحَرْثَ فِي
نَزَواتِها [نَزَواتها:وثباتها، نزاعليه: وثب.] ، وَتَقْضِيَ مِنْهُ شَهَواتِها، وَخَلْقُها كُلُّهُ لا يَكُونُ
إصْبَعاً مُسْتَدِقَّةً.[
الخطبة ١٨٥.] |
عجائب خلقة الحيوان
|
|
ردّها الى المُراح- بالضمّ كالمُناخ-
الى المأوى.] وَسائِمِها [السّائم: الرّاعي يريد ما كان في مأواه وما كان في مرعاه.] ، وَأَصْنافِ أَسْناخِها [الأسناخ: الأصول، والمراد منها
الأنواع، أي الأصناف الداخلة في أنواعها.] وَأَجْناسِها، وَمُتَبِلِّدَةِ [المتبلّدة: أي الغبية.] أُمَمِها وَأَكْياسِها، عَلى إِحْداثِ بِعُوضَةٍ، ما قَدَرَتْ عَلى
إحْداثِها، وَلا عَرَفَتْ كَيْفَ السَّبِيلُ إلى ايجادِها، وَلَتَحَيَّرَتْ
عُقُولُها فِي عِلْمِ ذلِكَ وَتاهَتْ، وَعَجَزَتْ قُواها وَتَناهَتْ، وَرَجَعَتْ
خاسِئةً [الخاسى ء: الذّليل.]
حَسِيرَةً [الحسير: الكالّ المُعيي.] ، عارِفَةً بأَنَّها مَقْهُورَةٌ، مُقِرَّةً بالْعَجْزِ عَنْ
إنْشائِها، مُذْعِنَةً بالضَّعْفِ عَنْ إفْنائِها. [ الخطبة
١٨٦- الاحتجاج: ٢٩٩:١، للطبرسي. الكافي:
١٣٨:١، الكليني. التوحيد: ص ٩٦ و ص ٣٢٠، الأمالي: ص ٢٠٥ للشيخ الصدوق. الارشاد:
ص ١٣١ للشيخ المفيد. الاختصاص: ص ٢٣٦ للشيخ المفيد. تذكرة الخواص: ص ١٥٧ للسبط
ابن الجوزي. امالي المرتضى: ١٤٨:١. ] |
|
عجائب خلقة الانسان
|
|
|
... أَمْ هذَا الَّذِي
أَنشَأَهُ فِي ظُلُماتِ الْأَرْحامِ، وَشُغُفِ الْأَسْتارِ [شُغُف الأستار: جمع شَغاف- مثل سَحاب وسُحُب- وهو في الاصل غلاف
القلب، استعارة للمشيمة.] ، نُطْفَةً دِهاقًا، [دهاقاً: متتابعاً، ''دهقها'' صبّها
بقوّة، وقد تفسر الدّهاق بالممتلئة، اي: ممتلئة من جراثيم الحياة.] ، وَعَلَقَةً مُحاقًاً [علقة محاقا: اي خَفي فيها ومُحِق كلّ
شكل وصورة.] ، وَجَنِينًا [الجنين: الولد بعد تصويره مادام في بطن أمه.] ، وَراضِعًا، وَوَلِيدًا وَ يافِعاً [اليافع: الغلام راهق العشرين.] ، ثُمَّ مَنَحَهُ قَلْبًا حافِظاً وَلِسانًا لاّفِظًا، وَبَصَراً
لاحِظاً، لِيَفْهَمَ مُعْتَبِراً، وَيُقَصِّرُ مُزْدَجِرًا، حَتَى إذا قامَ
اعْتِدالُهُ، وَاسْتَوى مِثالُهُ [مثاله: اي بلغت قامته حدّما قدّر لها
من النماء.] ، نَفَرَ مُسْتَكْبِرًا، وَخَبَطَ سادِرًا. [
خبط
سادراً: خبط البعيرُ: اذا ضرب بيديه الأرض لا يتوقّى شيئاً، والسّادر: المتحيّر
والذّي لا يهتمّ ولا يبالي ماصنع.] ، [الخطبة: ٨٣- تحف العقول: ص ١٤٦، لابن شعبة الحرّاني، دستور معالم
الحكم: ص ٥٩ للقاضي القضاعي، عيون الحكم والمواعظ.] . ... أَيُّهَا الْمَخْلُوقُ
السَّوِيُّ، [السوي: مستوي الخلقة لا نقص فيه.] وَالْمُنْشَأُ [المنشأ: المبتدع، والمرعي: المحفوظ المعني بأمره. ] الْمَرْعِيُّ، في ظُلُماتِ الْأَرْحامِ، وَمُضاعَفاتِ الْأَسْتارِ،
بُدِئَتَ ''مِنْ سُلالَةٍ [السلالة من الشي ء: ما انسلّ منه.] مِنْ طِينٍ''، وَوُضِعْتَ ''في قَرارٍ مَكِينٍ، [القرار المكين: محلّ الجنين من الرّحم.] إِلى قَدَرٍ مَعْلُومٍ''، [ المرسلات: ٢١ و ٢٢.] وَأَجَلٍ مَقْسُومٍ، تَمُورُ [تمور: تَتَحرّك.] في بَطْنِ أُمِّكَ جَنِيناً لا تُحِيرُ [لا تحير: من قولهم: ما أحار جواباً، أي لم يستطع ردّاً.] دُعاءً، وَلا تَسْمَعُ نِداءً. ثُمَّ أُخْرِجْتَ مِنْ مَقَرِّكَ إِلى
دارٍ لم تَشْهَدْها، وَلَمْ تَعْرِفْ سُبُلَ مَنافِعِها، فَمَنْ هَداكَ
لاِجتِرارِ الْغِذاءِ مِنْ ثَدْي أُمِّكَ، وَعَرَّفَكَ عِنْدَ الْحاجَةِ
مَواضِعَ طَلَبِكَ وَإِرادَتِكَ؟! [ الخطبة
: ١٦٣، حلية الاولياء: ٧٢:١ لأبي نعيم الاصفهاني، عيون الحكم والمواعظ، للواسطي،
ربيع الابرار.] . ... فَهُوَ الَّذِي تَشْهَدُ لَهُ
أَعْلامُ الْوُجُودِ عَلى إقْرارِ قَلْبِ ذِي الْجُحُودِ. تَعالَى اللَّهُ عَمّا
يَقُولُهُ الْمُشَبِّهُونَ بِهِ، وَالْجاحِدُون لَهُ عُلُوَّاً كَبِيراً [الخطبة: ٤٩، في الحكم والمواعظ، لعلي بن محمّد بن شاكر الواسطي
"المتوفى ٤٥٧ هـ".] . |