- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
مبحث الحقوق المتبادلة في نهج
البلاغة
|
|
الحقوق
|
|
ألا وإنّ لكلّ دم ثائرا ، ولكلّ حقّ
طالبا . وإنّ الثّائر في دمائنا كالحاكم في حقّ نفسه ، وهواللّه الّذي لا يعجزه
من طلب ، ولا يفوته من هرب . ( الخطبة ١٠٣ ، ٢٠٠ ) وليصبر نفسه على الحقوق والنوائب ،
ابتغاء الثّواب . ( الخطبة ١٤٠ ، ٢٥٣ ) فاصبروا حتّى يهدأ النّاس ، وتقع
القلوب مواقعها ، وتؤخذ الحقوق مسمحة (أي من تلقاء ذاتها ) .(الخطبة ١٦٦ ، ٣٠٢ ) من قضى حقّ من لا يقضي حقّه فقد عبده
. ( ١٦٤ ح ، ٥٩٩ ) من أطاع التّواني ضيّع الحقوق . (
٢٣٩ ح ، ٦٠٩ ) |
|
حق
اللّه تعالى على عباده
|
|
قال الامام علي ( ع ) : في آخر الخطبة الشقشقية : أمّا والّذي فلق الحبّة وبرأ
النّسمة ، لولا حضور الحاضر ، وقيام الحجّة بوجود النّاصر ، وما أخذ اللّه على
العلماء ، أن لا يقارّوا على كظّة ظالم ولا سغب مظلوم ، لألقيت حبلها على غاربها
. . . ( الخطبة ٣ ، ٤٤ ) وما كلّفك الشّيطان علمه ، ممّا ليس
في الكتاب عليك فرضه ، ولا في سنّة النّبيّ صلّى اللّه عليه وآله وأئمّة الهدى
أثره ، فكل علمه إلى اللّه سبحانه ، فإنّ ذلك منتهى حقّ اللّه عليك . ( الخطبة
٨٩ ، ١ ، ١٦٢ ) فإنّه من مات منكم على فراشه ،
وهوعلى معرفة حقّ ربّه وحقّ رسوله وأهل بيته ، مات شهيدا ، ووقع أجره على اللّه
. ( الخطبة ١٨٨ ، ٣٥٣ ) عباد اللّه ، أوصيكم بتقوى اللّه ،
فإنّها حقّ اللّه عليكم ، والموجبة على اللّه حقّكم . ( الخطبة ١٨٩ ، ٣٥٤ ) فعبّدوا أنفسكم ( أي ذللوها )
لعبادته ، واخرجوا إليه من حقّ طاعته . ( الخطبة ١٩٦ ، ٣٨٨ ) ومن خطبة له ( ع )
خطبها بصفين : . . . ولوكان لأحد أن يجري له ولا يجرى عليه ، لكان ذلك خالصا
للّه سبحانه دون خلقه . لقدرته على عباده ، ولعدله في كلّ ما جرت عليه صروف
قضائه . ولكنّه سبحانه جعل حقّه على العباد أن يطيعوه ، وجعل جزاءهم عليه مضاعفة
الثّواب تفضّلا منه ، وتوسّعا بما هومن المزيد أهله . ثمّ جعل سبحانه من حقوقه
حقوقا افترضها لبعض النّاس على بعض ، فجعلها تتكافأ في وجوهها ، ويوجب بعضها
بعضا ، ولا يستوجب بعضها إلاّ ببعض . ( الخطبة ٢١٤ ، ٤١٠ ) وقال ( ع ) : وإذا غلبت الرّعيّة
واليها ، أوأجحف الوالي برعيّته . . . فهنالك تذلّ الأبرار ، وتعزّ الأشرار ،
وتعظم تبعات اللّه سبحانه عند العباد . فعليكم بالتّناصح في ذلك ، وحسن التّعاون
عليه ، فليس أحد وإن اشتدّ على رضا اللّه حرصه ، وطال في العمل اجتهاده ببالغ
حقيقة ما اللّه سبحانه أهله من الطّاعة له . ولكن من واجب حقوق اللّه على عباده
النّصيحة بمبلغ جهدهم ، والتّعاون على إقاقة الحقّ بينهم . وليس امرؤ وإن عظمت
في الحقّ منزلته ، وتقدّمت في الدّين فضيلته بفوق أن يعان على ما حمّله اللّه من
حقّه ، ولا امرؤ وإن صغّرته النّفوس واقتحمته العيون بدون أن يعين على ذلك
أويعان عليه . فأجابه عليه السلام رجل من أصحابه
بكلام طويل ، يكثر فيه الثناء عليه ، ويذكر سمعه وطاعته له . فقال عليه السلام : إنّ من حقّ من عظم جلال اللّه سبحانه
في نفسه ، وجلّ موضعه من قلبه ، أن يصغر عنده لعظم ذلك كلّ ما سواه . وإنّ أحقّ
من كان كذلك لمن عظمت نعمة اللّه عليه ، ولطف إحسانه إليه . فإنّه لم تعظم نعمة
اللّه على أحد إلاّ ازداد حقّ اللّه عليه عظما .(الخطبة ٢١٤ ، ٤١٠ ) إنّ للّه في كلّ نعمة حقا ، فمن
أدّاه حفظها ، ومن قصّر عنه خاطر بزوال نعمته . ( ٢٤٤ ح ، ٦١٠ ) |
|
كل
حق يقابله واجب
|
|
قال الامام علي ( ع ) : عباد اللّه ، أوصيكم بتقوى اللّه ،
فإنّها حقّ اللّه عليكم والموجبة على اللّه حقّكم . ( الخطبة ١٨٩ ، ٣٥٤ ) ومن خطبة له(ع)خطبها بصفين : أمّا
بعد ، فقد جعل اللّه سبحانه لي عليكم حقّا بولاية أمركم ، ولكم عليّ من الحقّ
مثل الّذي لي عليكم . فالحقّ أوسع الأشياء في التّواصف ،وأضيقها في التّناصف،لا
يجري لأحد إلاّ جرى عليه،ولا يجري عليه إلاّ جرى له.(الخطبة ٢١٤ ، ٤٠٩ ) ثمّ جعل سبحانه من حقوقه حقوقا
افترضها لبعض النّاس على بعض ، فجعلها تتكافأ في وجوهها ، ويوجب بعضها بعضا ،
ولا يستوجب بعضها إلاّ ببعض .( الخطبة ٢١٤ ، ٤١٠ ) |
|
الحقوق
المتبادلة بين الراعي والرعية
|
|
قال الامام علي ( ع ) : أيّها النّاس إن لي عليكم حقّا ،
ولكم عليّ حقّ : فأمّا حقّكم عليّ فالنّصيحة لكم ،وتوفير فيئكم عليكم ، وتعليمكم
كيلا تجهلوا ، وتأديبكم كيما تعلموا . وأمّا حقّي عليكم فالوفاء بالبيعة ،
والنّصيحة في المشهد والمغيب ، والإجابة حين أدعوكم ، والطّاعة حين آمركم .(
الخطبة ٣٤ ، ٩٢ ) أمّا بعد ، فقد جعل اللّه سبحانه لي
عليكم حقّا بولاية أمركم ، ولكم عليّ من الحقّ مثل الّذي لي عليكم . فالحقّ أوسع
الأشياء في التّواصف ، وأضيقها في التّناصف . لا يجري لأحد إلاّ جرى عليه ، ولا
يجري عليه إلاّ جرى له . ( الخطبة ٢١٤ ، ٤٠٩ ) . . . وأعظم ما افترض سبحانه من تلك
الحقوق ، حقّ الوالي على الرّعيّة وحقّ الرّعيّة على الوالي . فريضة فرضها اللّه
سبحانه لكلّ على كلّ . فجعلها نظاما لألفتهم ، وعزا لدينهم . فليست تصلح الرّعيّة إلاّ بصلاح
الولاة ، ولا تصلح الولاة إلاّ باستقامة الرّعيّة . فإذا أدّت الرّعيّة إلى
الوالي حقّه ، وأدّى الوالي إليها حقّها ، عزّ الحقّ بينهم ، وقامت مناهج الدّين
، واعتدلت معالم العدل ، وجرت على أذلالها السّنن ، فصلح بذلك الزّمان . وطمع في
بقاء الدّولة ، ويئست مطامع الأعداء . وإذا غلبت الرّعيّة واليها ، أو أجحف
الوالي برعيّته ، اختلفت هنالك الكلمة ، وظهرت معالم الجور . وكثر الإدغال في
الدّين ( أي الفساد ) ، وتركت محاجّ السّنن . فعمل بالهوى ، وعطّلت الأحكام ،
وكثرت علل النّفوس ، فلا يستوحش لعظيم حقّ عطّل ، ولا لعظيم باطل فعل فهنالك
تذلّ الأبرار ، وتعزّ الأشرار . وتعظم تبعات اللّه سبحانه عند العباد . فعليكم بالتّناصح في ذلك ، وحسن
التّعاون عليه . فليس أحد وإن اشتدّ على رضا اللّه حرصه ، وطال في العمل اجتهاده
ببالغ حقيقة ما اللّه سبحانه أهله من الطّاعة له . ولكن من واجب حقوق اللّه على
عباده النّصيحة بمبلغ جهدهم ، والتّعاون على إقامة الحقّ بينهم ، وليس امرؤ وإن
عظمت في الحقّ منزلته ، وتقدّمت في الدّين فضيلته بفوق أن يعان على ما حمّله
اللّه من حقّه ، ولا امرؤ وإن صغّرته النّفوس ، واقتحمته العيون بدون أن يعين
على ذلك أويعان عليه .( الخطبة ٢١٤ ، ٤١٠ ) من كتاب له ( ع ) الى أمرائه على الجيش
: من عبد اللّه عليّ بن أبي طالب أمير
المؤمنين إلى أصحاب المسالح ( أي حماة الثغور ) : أمّا بعد ، فإنّ حقّا على
الوالي أن لا يغيّره على رعيّته فضل ناله ، ولا طول خصّ به ، وأن يزيده ما قسم
اللّه له من نعمه دنوّا من عباده ، وعطفا على إخوانه . ألا وإنّ لكم عندي أن لا
أحتجز دونكم سرّا إلاّ في حرب ( لان الحرب خدعة وتستوجب الكتمان ) ، ولا أطوي
دونكم أمرا إلاّ في حكم ، ولا أوخّر لكم حقّا عن محلّه ، ولا أقف به دون مقطعه ،
وأن تكونوا عندي في الحقّ سواء . فإذا فعلت ذلك وجبت للّه عليكم النّعمة ، ولي
عليكم الطّاعة . وأن لا تنكصوا عن دعوة ، ولا تفرّطوا في صلاح ، وأن تخوضوا
الغمرات إلى الحقّ . فإن أنتم لم تستقيموا لي على ذلك لم يكن أحد أهون عليّ ممّن
أعوجّ منكم ، ثمّ أعظم له العقوبة ولا يجد عندي فيها رخصة . فخذوا هذا من
أمرائكم ، واعطوهم من أنفسكم ما يصلح اللّه به أمركم . ( الخطبة ٢٨٩ ، ٥١٣ ) |
|
حق
المساواة
|
|
من عهد الامام ( ع ) لمالك الاشتر :
وإيّاك والاستئثار بما النّاس فيه أسوة ( أي احذر أن تخصّ نفسك بشيء تزيد به عن
الناس ، وهومما تجب فيه المساواة من الحقوق العامة ) . ( الخطبة ٢٩٢ ، ٥ ، ٥٣٩ ) وعلموا أنّ النّاس عندنا في الحقّ
أسوة ، فهربوا إلى الأثرة . فبعدا لهم وسحقا . ( الخطبة ٣٠٩ ، ٥٥٩ ) |
|
حق
المخلوقين
|
|
من عهد الامام( ع )الى مالك الاشتر :
وأشعر قلبك الرّحمة للرّعيّة ، والمحبّة لهم واللّطف بهم ، ولا تكوننّ عليهم
سبعا ضاريا، تغتنم أكلهم ، فإنّهم صنفان :إمّا أخ لك في الدّين ، أونظير لك في
الخلق .(الخطبة ٢٩٢ ، ١ ، ٥١٨ ) |
|
حق
المستضعفين وأهل الذمة
|
|
من عهد
الامام ( ع ) لمالك الاشتر :
|
|
واعلم أنّ الرّعيّة طبقات لا يصلح
بعضها إلاّ ببعض ، ولا غنى ببعضها عن بعض : فمنها جنود اللّه ، ومنها كتّاب
العامّة والخاصّة ، ومنها قضاة العدل ، ومنها عمّال الإنصاف والرّفق ، ومنها أهل
الجزية والخراج من أهل الذّمّة ومسلمة النّاس ، ومنها التّجار وأهل الصّناعات ،
ومنها الطّبقة السّفلى من ذوي الحاجة والمسكنة ، وكلّ قد سمّى اللّه له سهمه (
أي نصيبه من الحق ) . ووضع على حدّه فريضة في كتابه أوسنّة نبيّه صلّى اللّه
عليه وآله وسلّم عهدا منه عندنا محفوظا . ( الخطبة ٢٩٢ ، ٢ ، ٥٢٢ ) الى أن يقول ( ع ) : ثمّ الطّبقة السّفلى من أهل الحاجة
والمسكنة ، الّذين يحقّ رفدهم ومعونتهم ، وفي اللّه لكلّ سعة ، ولكلّ على الوالي
حقّ بقدر ما يصلحه . ( الخطبة ٢٩٢ ، ٢ ، ٥٢٣ ) ويتابع الامام ( ع ) كتابه لمالك
الأشتر قائلا : ثمّ اللّه اللّه في الطّبقة السّفلى من الّذين لا حيلة لهم من
المساكين والمحتاجين وأهل البؤسى والزّمنى ( أي أصحاب العاهات المانعة من الكسب
) ، فإنّ في هذه الطّبقة قانعا ( أي سائلا ) ومعترّا ( أي يعطى بلا سؤال ) . واحفظ للّه ما استحفظك من حقّه فيهم
، واجعل لهم قسما من بيت مالك ، وقسما من غلاّت صوافي الإسلام في كلّ بلد ، فإنّ
للأقصى منهم مثل الّذي للأدنى ، وكلّ قد استرعيت حقّه ، فلا يشغلنّك عنهم بطر ،
فإنّك لا تعذر بتضييعك التّافة ، لإحكامك الكثير المهمّ . فلا تشخص ( أي لا تصرف
) همّك عنهم ، ولا تصعّر خدّك لهم ، وتفقّد أمور من لا يصل إليك منهم ممّن
تقتحمه العيون ، وتحقره الرّجال . ففرّغ لأولئك ثقتك من أهل الخشية والتّواضع ،
فليرفع إليك أمورهم ، ثمّ اعمل فيهم بالإعذار إلى اللّه يوم تلقاه ، فإنّ هؤلاء
من بين الرّعيّة أحوج إلى الإنصاف من غيرهم ، وكلّ فأعذر إلى اللّه في تأدية
حقّه إليه . وتعهّد أهل اليتم وذوي الرّقّة في السّن ممّن لا حيلة له ، ولا ينصب
للمسألة نفسه ، وذلك على الولاة ثقيل ( والحقّ كلّه ثقيل ) . وقد يخفّفه اللّه على أقوام طلبوا
العاقبة فصبّروا أنفسهم ، ووثقوا بصدق موعود اللّه لهم . ( الخطبة ٢٩٢ ، ٣ ، ٥٣١
)
|
|
حق
المسلم
|
|
ومن كلام قاله ( ع ) للخوارج يبيّن فيه
أن المسلم الفاسق لا يفقد حقوقه كمسلم رغم فسقه : وقد علمتم أنّ رسول اللّه صلّى
اللّه عليه وآله ، رجم الزّاني المحصن ثمّ صلّى عليه ، ثمّ ورّثه أهله . وقتل
القاتل وورّث ميراثه أهله . وقطع السّارق وجلد الزّاني غير المحصن ، ثمّ قسم
عليهما من الفيء ، ونكحا المسلمات . فاخذهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ،
بذنوبهم ، وأقام حقّ اللّه فيهم ، ولم يمنعهم سهمهم من الإسلام ، ولم يخرج
أسماءهم من بين أهله . ( الخطبة ١٢٥ ، ٢٣٧ ) وقال ( ع ) عن حرمة المسلم : الفرائض الفرائض . أدّوها إلى اللّه
تؤدّكم إلى الجنّة . إنّ اللّه حرّم حراما غير مجهول ، وأحلّ حلالا غير مدخول ،
وفضّل حرمة المسلم على الحرم كلّها . وشدّ بالإخلاص والتّوحيد حقوق المسلمين في
معاقدها . فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده إلاّ بالحقّ . ولا يحلّ أذى
المسلم إلاّ بما يجب . ( الخطبة ١٦٥ ، ٣٠١ ) |
|
حق
المرأة
|
|
ومن وصية له ( ع ) لعسكره قبل لقاء
العدوبصفين : ولا تهيجوا النّساء بأذى . وإن شتمن أعراضكم وسببن أمراءكم ، فإنّهنّ
ضعيفات القوى والأنفس والعقول ،إن كنّا لنؤمر بالكفّ عنهنّ وإنّهنّ لمشركات .
وإن كان الرّجل ليتناول المرأة في الجاهليّة بالفهر(حجر يدق به الجوز )
أوالهراوة ( العصا ) فيعيّر بها وعقبه من بعده . ( الخطبة ٢٥٣ ، ٤٥٣ ) |
|
حق
الآباء والابناء
|
|
وقال ( ع ) عن حق الوالد على الولد وحق
الولد على أبيه : إنّ للولد على الوالد حقا ، وإنّ للوالد على الولد حقّا . فحقّ
الوالد على الولد أن يطيعه في كلّ شيء ، إلاّ في معصية اللّه سبحانه . وحقّ
الولد على الوالد أن يحسّن اسمه ، ويحسّن أدبه ، ويعلّمه القرآن .( ٣٩٩ ح ، ٦٤٧
)
|
|
حق
القرابة والرحم
|
|
قال الامام علي ( ع ) : ألا لا يعدلنّ أحدكم عن القرابة يرى
بها الخصاصة ، أن يسدّها بالّذي لا يزيده إن أمسكه ، ولا ينقصه إن أهلكه . (
الخطبة ٢٣ ، ٦٩ ) وصلة الرّحم فإنّها مثراة في المال ،
ومنسأة في الأجل . ( الخطبة ١٠٨ ، ٢١٣ ) فمن آتاه اللّه مالا فليصل به
القرابة ، وليحسن منه الضّيافة ، وليفكّ به الأسير والعاني ، وليعط منه الفقير
والغارم . ( الخطبة ١٤٠ ، ٢٥٣ ) |
|
حقوق
الفقراء في أموال الاغنياء
|
|
قال الامام علي ( ع ) : اضرب بطرفك حيث شئت من النّاس ، فهل
تبصر إلاّ فقيرا يكابد فقرا ، أوغنيّا بدّل نعمة اللّه كفرا ، أوبخيلا اتّخذ
البخل بحقّ اللّه وفرا ، أومتمرّدا كأنّ بأذنه عن سمع المواعظ وقرا .( الخطبة
١٢٧ ، ٢٤٠ ) ولا يعول غنيّهم فقيرهم . ( الخطبة
٢٣١ ، ٤٣٥ ) ومن كتاب له ( ع ) الى زياد بن أبيه : فدع الإسراف مقتصدا ، واذكر في
اليوم غدا ، وأمسك من المال بقدر ضرورتك ، وقدّم الفضل ليوم حاجتك . أترجوأن يعطيك اللّه أجر المتواضعين
، وأنت عنده من المتكبّرين وتطمع وأنت متمرّغ في النّعيم تمنعه الضّعيف والأرملة
أن يوجب لك ثواب المتصدّقين ؟ وإنّما المرء مجزيّ بما أسلف ، وقادم على ما قدّم
، والسّلام . ( الخطبة ٢٦٠ ، ٤٥٨ ) ومن كتاب له( ع )الى بعض عماله : كيف تسيغ شرابا وطعاما ، وأنت تعلم
أنّك تأكل حراما ،وتشرب حراما ،وتبتاع الإماء وتنكح النّساء ،من أموال اليتامى
والمساكين والمؤمنين والمجاهدين ، الّذين أفاء اللّه عليهم هذه الأموال ، وأحرز
بهم هذه البلاد .(الخطبة ٢٨٠ ، ٤٩٩ ) ومن كتاب له ( ع ) الى عثمان بن حنيف
عامله على البصرة ، وقد بلغه أنه دعي الى وليمة قوم من أهلها ، فمضى اليها : أمّا بعد يا بن حنيف ، فقد بلغني
أنّ رجلا من فتية أهل البصرة دعاك إلى مأدبة فأسرعت إليها ، تستطاب لك الألوان ،
وتنقل إليك الجفان وما ظننت أنّك تجيب إلى طعام قوم ، عائلهم ( أي فقيرهم )
مجفو، وغنيّهم مدعو. فانظر إلى ما تقضمه من هذا المقضم ، فما اشتبه عليك علمه
فالفظه ، وما أيقنت بطيب وجوهه فنل منه . الى أن يقول ( ع ) : ولوشئت لاهتديت
الطّريق إلى مصفّى هذا العسل ، ولباب هذا القمح ، ونسائج هذا القزّ . ولكن هيهات
أن يغلبني هواي ، ويقودني جشعي إلى تخيّر الأطعمة ولعلّ بالحجاز أواليمامة من لا
طمع له في القرص ( أي الرغيف ) ولا عهد له بالشّبع أوأبيت مبطانا وحولي بطون
غرثى وأكباد حرّى ، أوأكون كما قال القائل : وحسبك داء أن تبيت ببطنة وحولك أكباد
تحنّ إلى القدّ أ أقنع من نفسي بأن يقال : هذا أمير المؤمنين ، ولا أشاركهم في
مكاره الدّهر ، أوأكون أسوة لهم في جشوبة العيش . ( الخطبة ٢٨٤ ،
٥٠٥ ) ولا حاجة للّه فيمن ليس للّه في ماله
ونفسه نصيب . ( ١٢٧ ح ، ٥٨٩ ) إنّ اللّه سبحانه فرض في أموال
الأغنياء أقوات الفقراء ، فما جاع فقير إلاّ بما متّع به غنيّ ، واللّه تعالى
سائلهم عن ذلك . ( ٣٢٨ ح ، ٦٣٢ ) يأتي على النّاس زمان عضوض ( أي شديد
) يعضّ الموسر فيه على ما في يديه ، ولم يؤمر بذلك . قال اللّه سبحانه ولاَ
تَنْسَوُا الفَضْلَ بَيْنَكُمْ . ( ٤٦٨ ح ، ٦٦٠ ) اختبروا شيعتي بخصلتين : المحافظة على أوقات الصّلاة ،
والمواساة لإخوانهم بالمال ، فإن لم تكونا فأعزب ثمّ أعزب . ( مستدرك ١٦٣ ) |
|
مبحث الحقوق المتبادلة في نهج
البلاغة
|
|
الحقوق
|
|
ألا وإنّ لكلّ دم ثائرا ، ولكلّ حقّ
طالبا . وإنّ الثّائر في دمائنا كالحاكم في حقّ نفسه ، وهواللّه الّذي لا يعجزه
من طلب ، ولا يفوته من هرب . ( الخطبة ١٠٣ ، ٢٠٠ ) وليصبر نفسه على الحقوق والنوائب ،
ابتغاء الثّواب . ( الخطبة ١٤٠ ، ٢٥٣ ) فاصبروا حتّى يهدأ النّاس ، وتقع
القلوب مواقعها ، وتؤخذ الحقوق مسمحة (أي من تلقاء ذاتها ) .(الخطبة ١٦٦ ، ٣٠٢ ) من قضى حقّ من لا يقضي حقّه فقد عبده
. ( ١٦٤ ح ، ٥٩٩ ) من أطاع التّواني ضيّع الحقوق . (
٢٣٩ ح ، ٦٠٩ ) |
|
حق
اللّه تعالى على عباده
|
|
قال الامام علي ( ع ) : في آخر الخطبة الشقشقية : أمّا والّذي فلق الحبّة وبرأ
النّسمة ، لولا حضور الحاضر ، وقيام الحجّة بوجود النّاصر ، وما أخذ اللّه على
العلماء ، أن لا يقارّوا على كظّة ظالم ولا سغب مظلوم ، لألقيت حبلها على غاربها
. . . ( الخطبة ٣ ، ٤٤ ) وما كلّفك الشّيطان علمه ، ممّا ليس
في الكتاب عليك فرضه ، ولا في سنّة النّبيّ صلّى اللّه عليه وآله وأئمّة الهدى
أثره ، فكل علمه إلى اللّه سبحانه ، فإنّ ذلك منتهى حقّ اللّه عليك . ( الخطبة
٨٩ ، ١ ، ١٦٢ ) فإنّه من مات منكم على فراشه ،
وهوعلى معرفة حقّ ربّه وحقّ رسوله وأهل بيته ، مات شهيدا ، ووقع أجره على اللّه
. ( الخطبة ١٨٨ ، ٣٥٣ ) عباد اللّه ، أوصيكم بتقوى اللّه ،
فإنّها حقّ اللّه عليكم ، والموجبة على اللّه حقّكم . ( الخطبة ١٨٩ ، ٣٥٤ ) فعبّدوا أنفسكم ( أي ذللوها )
لعبادته ، واخرجوا إليه من حقّ طاعته . ( الخطبة ١٩٦ ، ٣٨٨ ) ومن خطبة له ( ع )
خطبها بصفين : . . . ولوكان لأحد أن يجري له ولا يجرى عليه ، لكان ذلك خالصا
للّه سبحانه دون خلقه . لقدرته على عباده ، ولعدله في كلّ ما جرت عليه صروف
قضائه . ولكنّه سبحانه جعل حقّه على العباد أن يطيعوه ، وجعل جزاءهم عليه مضاعفة
الثّواب تفضّلا منه ، وتوسّعا بما هومن المزيد أهله . ثمّ جعل سبحانه من حقوقه
حقوقا افترضها لبعض النّاس على بعض ، فجعلها تتكافأ في وجوهها ، ويوجب بعضها
بعضا ، ولا يستوجب بعضها إلاّ ببعض . ( الخطبة ٢١٤ ، ٤١٠ ) وقال ( ع ) : وإذا غلبت الرّعيّة
واليها ، أوأجحف الوالي برعيّته . . . فهنالك تذلّ الأبرار ، وتعزّ الأشرار ،
وتعظم تبعات اللّه سبحانه عند العباد . فعليكم بالتّناصح في ذلك ، وحسن التّعاون
عليه ، فليس أحد وإن اشتدّ على رضا اللّه حرصه ، وطال في العمل اجتهاده ببالغ
حقيقة ما اللّه سبحانه أهله من الطّاعة له . ولكن من واجب حقوق اللّه على عباده
النّصيحة بمبلغ جهدهم ، والتّعاون على إقاقة الحقّ بينهم . وليس امرؤ وإن عظمت
في الحقّ منزلته ، وتقدّمت في الدّين فضيلته بفوق أن يعان على ما حمّله اللّه من
حقّه ، ولا امرؤ وإن صغّرته النّفوس واقتحمته العيون بدون أن يعين على ذلك
أويعان عليه . فأجابه عليه السلام رجل من أصحابه
بكلام طويل ، يكثر فيه الثناء عليه ، ويذكر سمعه وطاعته له . فقال عليه السلام : إنّ من حقّ من عظم جلال اللّه سبحانه
في نفسه ، وجلّ موضعه من قلبه ، أن يصغر عنده لعظم ذلك كلّ ما سواه . وإنّ أحقّ
من كان كذلك لمن عظمت نعمة اللّه عليه ، ولطف إحسانه إليه . فإنّه لم تعظم نعمة
اللّه على أحد إلاّ ازداد حقّ اللّه عليه عظما .(الخطبة ٢١٤ ، ٤١٠ ) إنّ للّه في كلّ نعمة حقا ، فمن
أدّاه حفظها ، ومن قصّر عنه خاطر بزوال نعمته . ( ٢٤٤ ح ، ٦١٠ ) |
|
كل
حق يقابله واجب
|
|
قال الامام علي ( ع ) : عباد اللّه ، أوصيكم بتقوى اللّه ،
فإنّها حقّ اللّه عليكم والموجبة على اللّه حقّكم . ( الخطبة ١٨٩ ، ٣٥٤ ) ومن خطبة له(ع)خطبها بصفين : أمّا
بعد ، فقد جعل اللّه سبحانه لي عليكم حقّا بولاية أمركم ، ولكم عليّ من الحقّ
مثل الّذي لي عليكم . فالحقّ أوسع الأشياء في التّواصف ،وأضيقها في التّناصف،لا
يجري لأحد إلاّ جرى عليه،ولا يجري عليه إلاّ جرى له.(الخطبة ٢١٤ ، ٤٠٩ ) ثمّ جعل سبحانه من حقوقه حقوقا
افترضها لبعض النّاس على بعض ، فجعلها تتكافأ في وجوهها ، ويوجب بعضها بعضا ،
ولا يستوجب بعضها إلاّ ببعض .( الخطبة ٢١٤ ، ٤١٠ ) |
|
الحقوق
المتبادلة بين الراعي والرعية
|
|
قال الامام علي ( ع ) : أيّها النّاس إن لي عليكم حقّا ،
ولكم عليّ حقّ : فأمّا حقّكم عليّ فالنّصيحة لكم ،وتوفير فيئكم عليكم ، وتعليمكم
كيلا تجهلوا ، وتأديبكم كيما تعلموا . وأمّا حقّي عليكم فالوفاء بالبيعة ،
والنّصيحة في المشهد والمغيب ، والإجابة حين أدعوكم ، والطّاعة حين آمركم .(
الخطبة ٣٤ ، ٩٢ ) أمّا بعد ، فقد جعل اللّه سبحانه لي
عليكم حقّا بولاية أمركم ، ولكم عليّ من الحقّ مثل الّذي لي عليكم . فالحقّ أوسع
الأشياء في التّواصف ، وأضيقها في التّناصف . لا يجري لأحد إلاّ جرى عليه ، ولا
يجري عليه إلاّ جرى له . ( الخطبة ٢١٤ ، ٤٠٩ ) . . . وأعظم ما افترض سبحانه من تلك
الحقوق ، حقّ الوالي على الرّعيّة وحقّ الرّعيّة على الوالي . فريضة فرضها اللّه
سبحانه لكلّ على كلّ . فجعلها نظاما لألفتهم ، وعزا لدينهم . فليست تصلح الرّعيّة إلاّ بصلاح
الولاة ، ولا تصلح الولاة إلاّ باستقامة الرّعيّة . فإذا أدّت الرّعيّة إلى
الوالي حقّه ، وأدّى الوالي إليها حقّها ، عزّ الحقّ بينهم ، وقامت مناهج الدّين
، واعتدلت معالم العدل ، وجرت على أذلالها السّنن ، فصلح بذلك الزّمان . وطمع في
بقاء الدّولة ، ويئست مطامع الأعداء . وإذا غلبت الرّعيّة واليها ، أو أجحف
الوالي برعيّته ، اختلفت هنالك الكلمة ، وظهرت معالم الجور . وكثر الإدغال في
الدّين ( أي الفساد ) ، وتركت محاجّ السّنن . فعمل بالهوى ، وعطّلت الأحكام ،
وكثرت علل النّفوس ، فلا يستوحش لعظيم حقّ عطّل ، ولا لعظيم باطل فعل فهنالك
تذلّ الأبرار ، وتعزّ الأشرار . وتعظم تبعات اللّه سبحانه عند العباد . فعليكم بالتّناصح في ذلك ، وحسن
التّعاون عليه . فليس أحد وإن اشتدّ على رضا اللّه حرصه ، وطال في العمل اجتهاده
ببالغ حقيقة ما اللّه سبحانه أهله من الطّاعة له . ولكن من واجب حقوق اللّه على
عباده النّصيحة بمبلغ جهدهم ، والتّعاون على إقامة الحقّ بينهم ، وليس امرؤ وإن
عظمت في الحقّ منزلته ، وتقدّمت في الدّين فضيلته بفوق أن يعان على ما حمّله
اللّه من حقّه ، ولا امرؤ وإن صغّرته النّفوس ، واقتحمته العيون بدون أن يعين
على ذلك أويعان عليه .( الخطبة ٢١٤ ، ٤١٠ ) من كتاب له ( ع ) الى أمرائه على الجيش
: من عبد اللّه عليّ بن أبي طالب أمير
المؤمنين إلى أصحاب المسالح ( أي حماة الثغور ) : أمّا بعد ، فإنّ حقّا على
الوالي أن لا يغيّره على رعيّته فضل ناله ، ولا طول خصّ به ، وأن يزيده ما قسم
اللّه له من نعمه دنوّا من عباده ، وعطفا على إخوانه . ألا وإنّ لكم عندي أن لا
أحتجز دونكم سرّا إلاّ في حرب ( لان الحرب خدعة وتستوجب الكتمان ) ، ولا أطوي
دونكم أمرا إلاّ في حكم ، ولا أوخّر لكم حقّا عن محلّه ، ولا أقف به دون مقطعه ،
وأن تكونوا عندي في الحقّ سواء . فإذا فعلت ذلك وجبت للّه عليكم النّعمة ، ولي
عليكم الطّاعة . وأن لا تنكصوا عن دعوة ، ولا تفرّطوا في صلاح ، وأن تخوضوا
الغمرات إلى الحقّ . فإن أنتم لم تستقيموا لي على ذلك لم يكن أحد أهون عليّ ممّن
أعوجّ منكم ، ثمّ أعظم له العقوبة ولا يجد عندي فيها رخصة . فخذوا هذا من
أمرائكم ، واعطوهم من أنفسكم ما يصلح اللّه به أمركم . ( الخطبة ٢٨٩ ، ٥١٣ ) |
|
حق
المساواة
|
|
من عهد الامام ( ع ) لمالك الاشتر :
وإيّاك والاستئثار بما النّاس فيه أسوة ( أي احذر أن تخصّ نفسك بشيء تزيد به عن
الناس ، وهومما تجب فيه المساواة من الحقوق العامة ) . ( الخطبة ٢٩٢ ، ٥ ، ٥٣٩ ) وعلموا أنّ النّاس عندنا في الحقّ
أسوة ، فهربوا إلى الأثرة . فبعدا لهم وسحقا . ( الخطبة ٣٠٩ ، ٥٥٩ ) |
|
حق
المخلوقين
|
|
من عهد الامام( ع )الى مالك الاشتر :
وأشعر قلبك الرّحمة للرّعيّة ، والمحبّة لهم واللّطف بهم ، ولا تكوننّ عليهم
سبعا ضاريا، تغتنم أكلهم ، فإنّهم صنفان :إمّا أخ لك في الدّين ، أونظير لك في
الخلق .(الخطبة ٢٩٢ ، ١ ، ٥١٨ ) |
|
حق
المستضعفين وأهل الذمة
|
|
من عهد
الامام ( ع ) لمالك الاشتر :
|
|
واعلم أنّ الرّعيّة طبقات لا يصلح
بعضها إلاّ ببعض ، ولا غنى ببعضها عن بعض : فمنها جنود اللّه ، ومنها كتّاب
العامّة والخاصّة ، ومنها قضاة العدل ، ومنها عمّال الإنصاف والرّفق ، ومنها أهل
الجزية والخراج من أهل الذّمّة ومسلمة النّاس ، ومنها التّجار وأهل الصّناعات ،
ومنها الطّبقة السّفلى من ذوي الحاجة والمسكنة ، وكلّ قد سمّى اللّه له سهمه (
أي نصيبه من الحق ) . ووضع على حدّه فريضة في كتابه أوسنّة نبيّه صلّى اللّه
عليه وآله وسلّم عهدا منه عندنا محفوظا . ( الخطبة ٢٩٢ ، ٢ ، ٥٢٢ ) الى أن يقول ( ع ) : ثمّ الطّبقة السّفلى من أهل الحاجة
والمسكنة ، الّذين يحقّ رفدهم ومعونتهم ، وفي اللّه لكلّ سعة ، ولكلّ على الوالي
حقّ بقدر ما يصلحه . ( الخطبة ٢٩٢ ، ٢ ، ٥٢٣ ) ويتابع الامام ( ع ) كتابه لمالك
الأشتر قائلا : ثمّ اللّه اللّه في الطّبقة السّفلى من الّذين لا حيلة لهم من
المساكين والمحتاجين وأهل البؤسى والزّمنى ( أي أصحاب العاهات المانعة من الكسب
) ، فإنّ في هذه الطّبقة قانعا ( أي سائلا ) ومعترّا ( أي يعطى بلا سؤال ) . واحفظ للّه ما استحفظك من حقّه فيهم
، واجعل لهم قسما من بيت مالك ، وقسما من غلاّت صوافي الإسلام في كلّ بلد ، فإنّ
للأقصى منهم مثل الّذي للأدنى ، وكلّ قد استرعيت حقّه ، فلا يشغلنّك عنهم بطر ،
فإنّك لا تعذر بتضييعك التّافة ، لإحكامك الكثير المهمّ . فلا تشخص ( أي لا تصرف
) همّك عنهم ، ولا تصعّر خدّك لهم ، وتفقّد أمور من لا يصل إليك منهم ممّن
تقتحمه العيون ، وتحقره الرّجال . ففرّغ لأولئك ثقتك من أهل الخشية والتّواضع ،
فليرفع إليك أمورهم ، ثمّ اعمل فيهم بالإعذار إلى اللّه يوم تلقاه ، فإنّ هؤلاء
من بين الرّعيّة أحوج إلى الإنصاف من غيرهم ، وكلّ فأعذر إلى اللّه في تأدية
حقّه إليه . وتعهّد أهل اليتم وذوي الرّقّة في السّن ممّن لا حيلة له ، ولا ينصب
للمسألة نفسه ، وذلك على الولاة ثقيل ( والحقّ كلّه ثقيل ) . وقد يخفّفه اللّه على أقوام طلبوا
العاقبة فصبّروا أنفسهم ، ووثقوا بصدق موعود اللّه لهم . ( الخطبة ٢٩٢ ، ٣ ، ٥٣١
)
|
|
حق
المسلم
|
|
ومن كلام قاله ( ع ) للخوارج يبيّن فيه
أن المسلم الفاسق لا يفقد حقوقه كمسلم رغم فسقه : وقد علمتم أنّ رسول اللّه صلّى
اللّه عليه وآله ، رجم الزّاني المحصن ثمّ صلّى عليه ، ثمّ ورّثه أهله . وقتل
القاتل وورّث ميراثه أهله . وقطع السّارق وجلد الزّاني غير المحصن ، ثمّ قسم
عليهما من الفيء ، ونكحا المسلمات . فاخذهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ،
بذنوبهم ، وأقام حقّ اللّه فيهم ، ولم يمنعهم سهمهم من الإسلام ، ولم يخرج
أسماءهم من بين أهله . ( الخطبة ١٢٥ ، ٢٣٧ ) وقال ( ع ) عن حرمة المسلم : الفرائض الفرائض . أدّوها إلى اللّه
تؤدّكم إلى الجنّة . إنّ اللّه حرّم حراما غير مجهول ، وأحلّ حلالا غير مدخول ،
وفضّل حرمة المسلم على الحرم كلّها . وشدّ بالإخلاص والتّوحيد حقوق المسلمين في
معاقدها . فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده إلاّ بالحقّ . ولا يحلّ أذى
المسلم إلاّ بما يجب . ( الخطبة ١٦٥ ، ٣٠١ ) |
|
حق
المرأة
|
|
ومن وصية له ( ع ) لعسكره قبل لقاء
العدوبصفين : ولا تهيجوا النّساء بأذى . وإن شتمن أعراضكم وسببن أمراءكم ، فإنّهنّ
ضعيفات القوى والأنفس والعقول ،إن كنّا لنؤمر بالكفّ عنهنّ وإنّهنّ لمشركات .
وإن كان الرّجل ليتناول المرأة في الجاهليّة بالفهر(حجر يدق به الجوز )
أوالهراوة ( العصا ) فيعيّر بها وعقبه من بعده . ( الخطبة ٢٥٣ ، ٤٥٣ ) |
|
حق
الآباء والابناء
|
|
وقال ( ع ) عن حق الوالد على الولد وحق
الولد على أبيه : إنّ للولد على الوالد حقا ، وإنّ للوالد على الولد حقّا . فحقّ
الوالد على الولد أن يطيعه في كلّ شيء ، إلاّ في معصية اللّه سبحانه . وحقّ
الولد على الوالد أن يحسّن اسمه ، ويحسّن أدبه ، ويعلّمه القرآن .( ٣٩٩ ح ، ٦٤٧
)
|
|
حق
القرابة والرحم
|
|
قال الامام علي ( ع ) : ألا لا يعدلنّ أحدكم عن القرابة يرى
بها الخصاصة ، أن يسدّها بالّذي لا يزيده إن أمسكه ، ولا ينقصه إن أهلكه . (
الخطبة ٢٣ ، ٦٩ ) وصلة الرّحم فإنّها مثراة في المال ،
ومنسأة في الأجل . ( الخطبة ١٠٨ ، ٢١٣ ) فمن آتاه اللّه مالا فليصل به
القرابة ، وليحسن منه الضّيافة ، وليفكّ به الأسير والعاني ، وليعط منه الفقير
والغارم . ( الخطبة ١٤٠ ، ٢٥٣ ) |
|
حقوق
الفقراء في أموال الاغنياء
|
|
قال الامام علي ( ع ) : اضرب بطرفك حيث شئت من النّاس ، فهل
تبصر إلاّ فقيرا يكابد فقرا ، أوغنيّا بدّل نعمة اللّه كفرا ، أوبخيلا اتّخذ
البخل بحقّ اللّه وفرا ، أومتمرّدا كأنّ بأذنه عن سمع المواعظ وقرا .( الخطبة
١٢٧ ، ٢٤٠ ) ولا يعول غنيّهم فقيرهم . ( الخطبة
٢٣١ ، ٤٣٥ ) ومن كتاب له ( ع ) الى زياد بن أبيه : فدع الإسراف مقتصدا ، واذكر في
اليوم غدا ، وأمسك من المال بقدر ضرورتك ، وقدّم الفضل ليوم حاجتك . أترجوأن يعطيك اللّه أجر المتواضعين
، وأنت عنده من المتكبّرين وتطمع وأنت متمرّغ في النّعيم تمنعه الضّعيف والأرملة
أن يوجب لك ثواب المتصدّقين ؟ وإنّما المرء مجزيّ بما أسلف ، وقادم على ما قدّم
، والسّلام . ( الخطبة ٢٦٠ ، ٤٥٨ ) ومن كتاب له( ع )الى بعض عماله : كيف تسيغ شرابا وطعاما ، وأنت تعلم
أنّك تأكل حراما ،وتشرب حراما ،وتبتاع الإماء وتنكح النّساء ،من أموال اليتامى
والمساكين والمؤمنين والمجاهدين ، الّذين أفاء اللّه عليهم هذه الأموال ، وأحرز
بهم هذه البلاد .(الخطبة ٢٨٠ ، ٤٩٩ ) ومن كتاب له ( ع ) الى عثمان بن حنيف
عامله على البصرة ، وقد بلغه أنه دعي الى وليمة قوم من أهلها ، فمضى اليها : أمّا بعد يا بن حنيف ، فقد بلغني
أنّ رجلا من فتية أهل البصرة دعاك إلى مأدبة فأسرعت إليها ، تستطاب لك الألوان ،
وتنقل إليك الجفان وما ظننت أنّك تجيب إلى طعام قوم ، عائلهم ( أي فقيرهم )
مجفو، وغنيّهم مدعو. فانظر إلى ما تقضمه من هذا المقضم ، فما اشتبه عليك علمه
فالفظه ، وما أيقنت بطيب وجوهه فنل منه . الى أن يقول ( ع ) : ولوشئت لاهتديت
الطّريق إلى مصفّى هذا العسل ، ولباب هذا القمح ، ونسائج هذا القزّ . ولكن هيهات
أن يغلبني هواي ، ويقودني جشعي إلى تخيّر الأطعمة ولعلّ بالحجاز أواليمامة من لا
طمع له في القرص ( أي الرغيف ) ولا عهد له بالشّبع أوأبيت مبطانا وحولي بطون
غرثى وأكباد حرّى ، أوأكون كما قال القائل : وحسبك داء أن تبيت ببطنة وحولك أكباد
تحنّ إلى القدّ أ أقنع من نفسي بأن يقال : هذا أمير المؤمنين ، ولا أشاركهم في
مكاره الدّهر ، أوأكون أسوة لهم في جشوبة العيش . ( الخطبة ٢٨٤ ،
٥٠٥ ) ولا حاجة للّه فيمن ليس للّه في ماله
ونفسه نصيب . ( ١٢٧ ح ، ٥٨٩ ) إنّ اللّه سبحانه فرض في أموال
الأغنياء أقوات الفقراء ، فما جاع فقير إلاّ بما متّع به غنيّ ، واللّه تعالى
سائلهم عن ذلك . ( ٣٢٨ ح ، ٦٣٢ ) يأتي على النّاس زمان عضوض ( أي شديد
) يعضّ الموسر فيه على ما في يديه ، ولم يؤمر بذلك . قال اللّه سبحانه ولاَ
تَنْسَوُا الفَضْلَ بَيْنَكُمْ . ( ٤٦٨ ح ، ٦٦٠ ) اختبروا شيعتي بخصلتين : المحافظة على أوقات الصّلاة ،
والمواساة لإخوانهم بالمال ، فإن لم تكونا فأعزب ثمّ أعزب . ( مستدرك ١٦٣ ) |