- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
كلامه عليه السلام في النساء
|
|
الحكمة
( ١٢٤ ) وقال عليه السّلام :
|
|
غَيْرَةُ اَلْمَرْأَةِ كُفْرٌ وغَيْرَةُ اَلرَّجُلِ إِيمَانٌ . |
|
أقول : « الغيرة » بالفتح صرح به ابن السّكّيت [اصلاح المنطق لابن السّكّيت : ٢٨٣ ، وذكره ابن سيده في الصحاح ٢ :
٧٧٦ .] ، روى ( الكافي ) عنه عليه السّلام قال : كتب اللَّه الجهاد على
الرجال والنساء ، وجهاد المرأة أن تصبر على ما ترى من أذى زوجها وغيرته [الكافي للكليني ٥ : ٩ ح ١ .] وفي خبر آخر وجهاد المرأة حسن التبعل . وروى ( الطبري ) عن ابن عباس قال : إنّ ليلى بنت الخطيم الخزرجية أقبلت إلى النبي صلّى اللَّه عليه
وآله وهومولّ ظهره الشمس ، فضربت على منكبه فقال : من هذه ؟ قالت : أنا ابنة
مباري الريح ، جئتك أعرض عليك نفسي فتزوّجني . قال : قد فعلت . فرجعت إلى قومها
فقالت : قد تزوّجني النبيّ . فقالوا : بئس ما صنعت ، أنت امرأة غيرى والنبي صلّى
اللَّه عليه وآله صاحب نساء ، إستقيليه نفسك ، فرجعت إلى النبي صلّى اللَّه عليه
وآله فقالت : أقلني . قال : قد أقلتك [تاريخ الامم والملوك للطبري ٢ : ٤١٧ .] . قلت : لوصح الخبر لدلّ على اختصاص النبي صلّى اللَّه عليه وآله
بالإقالة بدل الطلاق . وفي ( ذيل الطبري ) : قال أبومعشر تزوّج النبي صلّى اللَّه عليه وآله مليكة بنت كعب
الليثي وكانت تذكر بجمال بارع ، فدخلت عليها عائشة فقالت : أما تستحين أن تنكحي
قاتل أبيك . فاستعاذت من النبي صلّى اللَّه عليه وآله فطلقها ، فجاء قومها إلى
النبي فقالوا : إنّها صغيرة ولا رأي لها وخدعت فارتجعها ، فأبى ، وكان أبوها قد
قتل يوم فتح مكّة قتله خالد بن الوليد بالخندمة . و( فيه ) أيضا قال أبواسيد الساعدي : تزوّج النبي صلّى اللَّه عليه وآله أسماء ابنة النعمان الجونية
وأرسلني فجئت بها فقالت حفصة لعائشة أوعائشة لحفصة إخضبيها أنت وأمشطها أنا ،
ففعلت ثم قالت إحداهما لها : إن النبيّ يعجبه من المرأة إذا ادخلت عليه أن تقول
: « أعوذ باللَّه منك » ، فلما دخلت عليه واغلق الباب وأرخى الستر مدّ يده إليها
فقالت : أعوذ باللَّه منك . فقال بكمه على وجهه فاستتر به وقال : عذت معاذا ثلاث
مرّات قال أبوأسيد : ثم خرج النبي صلّى اللَّه عليه وآله عليّ وقال ألحقها
بأهلها ومتّعها برازقيتين يعني كرباسين فكانت تقول : ادعوني الشّقسّة ، فلما
طلعت بها على القوم تصايحوا وقالوا : إنّك لغير مباركة ما دهاك ؟ فقالت : خدعت ،
فقيل لي كيت وكيت . فقال أهلها : لقد جعلتنا في العرب شهرة . فنادت أبا أسيد
وقالت : قد كان ما كان فالذي أصنع ما هو؟ قال : أقيمي في بيتك فاحتجبي إلاّ من
ذي محرم ولا يطمع فيك طامع بعد النبي صلّى اللَّه عليه وآله ، فإنّك من امّهات
المؤمنين . فأقامت حتى توفّيت في خلافة عثمان . قال زهير بن معاوية ماتت كمدا [تاريخ الامم والملوك للطبري ٨ : ٨٩ .] . وفي ( عيون ابن قتيبة ) قالت عائشة : خطب النبي صلّى اللَّه عليه وآله امرأة من كلب ، فبعثني أنظر
إليها فقال لي : كيف رأيت ؟ فقلت : ما رأيت طائلا . فقال : لقد رأيت خالا بخدّها
أقشعر كلّ شعرة منك على حدها . فقالت : ما دونك ستر [عيون الأخبار لابن قتيبة ٤ : ١٩ كذا أخبار النساء لابن قيم الجوزية
: ٩ .] . وروى ( سنن أبي داود ) عن أنس أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله كان عند بعض نسائه ، فأرسلت إحدى
امهات المؤمنين مع خادمها قصعة فيها طعام ، فضربت بيدها فكسرت القصعة ، فأخذ
النبي صلّى اللَّه عليه وآله الكسرتين فضمّ إحداهما إلى الاخرى فجعل يجمع فيها
الطعام ويقول : غارت امّكم [سنن أبي داود ٣ : ٢٩٧ ح ٣٥٦٧ .] . قلت : والمرسلة للطعام في قصعة كانت صفية بن حيّ بن أخطب والكاسرة
لها عائشة كما صرّح به في خبر رواه بعد وفي ذاك الخبر : أخذ عائشة أفكل فكسرت
الإناء . وفي ( اسد الغابة ) في عنوان خديجة ، قالت عائشة : كان النبي صلّى اللَّه عليه وآله لا
يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها ، فذكرها يوما فأدركتني
الغيرة فقلت : هل كانت إلاّ عجوزا فقد أبدلك اللَّه خيرا منها . فغضب حتى اهتزّ
مقدّم شعره من الغضب ، ثم قال : لا واللَّه ما أبدلني اللَّه خيرا منها ، آمنت
بي إذ كفر الناس ، وصدّقتني إذ كذّبني الناس ، وواستني في مالها إذ حرمني الناس
، ورزقني اللَّه منها أولادا إذ حرمني أولاد النساء [اسد الغابة لابن الأثير ٥ : ٤٣٨ قلت : ومغزى كلامه صلّى اللَّه عليه وآله أنّ أباها كان كافرا فيمن
كفر ومكذّبا فيمن كذب حين اسلام خديجة ، كما أنّها هي من نسائه اللاتي حرم الولد
منهن،فكيف يدّعون لأبيها تقدم اسلامه . وفي ( تفسير القمّي ) في قوله تعالى : وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي [الأحزاب : ٥٠ .] كان سبب نزولها أنّ امرأة من الأنصار أتت النبي صلّى اللَّه عليه
وآله وقد تهيّأت وتزيّنت ، فقالت : يا رسول اللَّه هل لك فيّ حاجة فقد وهبت نفسي لك . فقالت لها عائشة : قبّحك
اللَّه ما أنهمك للرجال . فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله : مه يا عائشة
فإنّها رغبت في رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله إذ زهدتنّ فيه . ثم قال :
رحمك اللَّه ورحمكم يا معشر الأنصار ، نصرني رجالكم ورغبت فيّ نساؤكم ، إرجعي
رحمك اللَّه فإنّي أنتظر أمر اللَّه فأنزل اللَّه تعالى وامرأة مؤمنة إن وهبت
نفسها للنبي إن أراد النبيّ أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين [الأحزاب : ٥٠ .] فلا تحلّ الهبة إلاّ لرسول اللَّه [تفسير القمي ٢ : ١٩٥ .] . ثم من المضحك أنّ النووي في شرحه على صحيح مسلم قال بعد ذكر رواية مسلم عن عائشة
قالت : قال لي النبي صلّى اللَّه عليه وآله : إنّي لأعلم إذا كنت عنّي راضية
وإذا كنت عليّ غضبى . قلت : ومن أين تعرف ذلك ؟ قال : أمّا إذ كنت عني راضية
تقولين : « لا وربّ محمّد » وإذ كنت غضبى تقولين : « لا وربّ إبراهيم » . قلت : أجل واللَّه لا أهجر إلاّ اسمك . مغاضبة عائشة للنبي صلّى اللَّه عليه وآله هي ممّا سبق من الغيرة
التي عفي عنها للنساء في كثير من الأحكام كما سبق لعدم انفكاكهن منها ، حتى قال
مالك وغيره من علماء المدينة : يسقط عنها الحد إذا قذفت زوجها بالفاحشة على جهة
الغيرة ، قال واحتج بما روي ان النبي صلّى اللَّه عليه وآله قال : ما تدري
الغيراء أعلى الوادي من أسفله . ولولا ذلك لكان على عائشة في ذلك من الحرج ما
فيه ، لأن الغضب على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وهجره كبيرة عظيمة [صحيح مسلم بشرح النووي ١٥ : ٢٠٣ .] . فإنّ إخواننا إنّما عرفوا الحق بالأشخاص ، فاعتقدوا بحسب مذهبهم
المتناقض أنّ عائشة صدّيقة ابنة صدّيق . فاشتروا بذلك قول اللَّه جل وعلا : يا نساء النبي من يأت منكنّ
بفاحشة مبيّنة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على اللَّه يسيرا [الأحزاب : ٣٠ .] وقوله تعالى فيها وفي صاحبتها : وإن تظاهرا عليه فإنّ اللَّه هو
مولاه وجبريل وصالح المؤمنين [التحريم : ٤ .] . وقوله عزّ اسمه تعريضا بهما كما صرّح به ( الزمخشري ) [الكاشف للزمخشري ٤ : ٥٧١ .] ورواه ( صحيح مسلم ) [صحيح مسلم ١٥ : ٢٠٣ .] : ضرب اللَّه مثلا للّذين كفروا
امرأت نوح وامرأت لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا
عنهما من اللَّه شيئا وقيل ادخلا النّار مع الدّاخلين [التحريم : ١٠ بثمن قليل ، فكان ضعف العذاب عليها لإتيانها بتلك الفواحش المبيّنة
عليهم عسيرا ، وتظاهرها هي وصاحبتها على نبيّه صلّى اللَّه عليه وآله نسيا منسيا
، وأنّها مع خيانتها تلك الخيانات التي أثبتها التاريخ في الجمل وغير الجمل كان كونها تحت النبي
صلّى اللَّه عليه وآله لا يغني عنها شيئا . كما أغمضوا عمّا شاهدوا من أبيها وصاحبه مع النبي صلّى اللَّه عليه
وآله بالتخلّف عن جيش اسامة الذي لعن المتخلف عنه ومنعه من الوصية ونسبة الهجر
إليه ، مع قوله تعالى : وما ينطق عن الهوى إن هوإلاّ وحي يوحى[النجم : ٣ ٤ .] ومع أهل بيته بإحراقهم لولم يبايعوا . مع قوله تعالى فيهم إنّما يريد اللَّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
ويطهّركم تطهيرا [الأحزاب : ٣٣ .] . ولمّا قال بعضهم لأمير المؤمنين عليه السّلام : إني أعتزلك لاعتزال
سعد وابن عمر لك . قال عليه السّلام له : إنّك تعرف الحقّ بالرجال والواجب أن
تعرف الرجال بالحقّ [ذكره المفيد في أماليه : ٣ بلفظ : « فإنّك امرؤ ملبوس عليك ، إنّ
دين اللَّه لا يعرف بالرجال بل بآية الحق ، فأعرف الحق تعرف أهله .] . وكيف تكون غيرتهن عفوا وقد قال أمير المؤمنين عليه السّلام «
غيرتهن كفر » وقال الباقر عليه السّلام : غيرة النساء الحسد ، والحسد أصل الكفر
، إنّ النساء إذا غرن غضبن ، وإذا غضبن كفرن إلاّ المسلمات منهنّ [الفروع من الكافي للكليني ٥ : ٥٠٥ ، وذكره الطبرسي في مكارم الأخلاق
: ١٢٤ .] . وقال الصادق عليه السّلام : إن اللَّه تعالى لم يجعل الغيرة للنساء
، وإنّما تغار المنكرات منهن ، فأمّا المؤمنات فلا ، إنّما جعل اللَّه الغيرة
للرجال [الفروع من الكافي للكليني ٥ : ٥٠٥ ح ٢ .] . فأمّا قول النبي صلّى اللَّه عليه وآله « الغيراء لا تدري أعلى
الوادي من أسفله » فبيان حالهن لا دليل جواز عملهن . وورد من طريقنا [من حديث مطول أسنده الطبرسي إلى جابر . . . لم يأت المؤلف على ذكره
بالتفصيل انظر مكارم الأخلاق : ١٢٤ .] أيضا هكذا : بينا كان النبي صلّى
اللَّه عليه وآله قاعدا إذ جاءت امرأة عريانة حتى قامت بين يديه فقالت : إنّي قد
فجرت فطهّرني ، وجاء رجل يعدوفي أثرها وألقى عليها ثوبا ، فقال : ما هي منك ؟
قال : صاحبتي خلوت بجاريتي فصنعت ما ترى . فقال : ضمّها إليك . ثم قال : ان
الغيراء لا تبصر أعلى الوادي من أسفله [الكافي للكليني ٥ : ٥٠٥ ح ٣ ، وفتح
الباري في شرح صحيح البخاري ٩ : ٣٢٥ .] . وكيف يعفى عنهنّ مع ترتب مفاسد كثيرة على غيرتهن ، فقد روى الكافي
أنّ عمر اتي بجارية قد شهدوا عليها أنّها بغت وكان من قصتها أنّها كانت يتيمة
عند رجل وكان الرجل كثيرا ما يغيب عن أهله ، فشبّت اليتيمة فتخوّفت المرأة أن
يتزوجها زوجها ، فدعت بنسوة حتى أمسكنها فأخذت عذرتها بأصبعها ، فلما قدم زوجها
من غيبته رمت المرأة اليتيمة بالفاحشة وأقامت البيّنة من جاراتها اللاّتي
ساعدنها على ذلك ، فرفع ذلك إلى عمر فلم يدر كيف يقضي فيها ، ثم قال للرجل : إئت
عليّ بن أبي طالب وإذهب بنا إليه . فأتوه عليه السّلام وقصوا عليه القصة ، فقال عليه السّلام لامرأة
الرجل : ألك بيّنة أوبرهان ؟ قالت : هؤلاء جاراتي يشهدن عليها بما أقول ، وأحضرتهن فأخرج علي
عليه السّلام سيفه من غمده فطرحه بين يديه وأمر بكلّ واحدة منهن فأدخلت بيتا ،
ثم دعا امرأة الرجل فأدارها بكل وجه فأبت أن تزول عن قولها ، فردّها إلى البيت
الذي كانت فيه ودعا إحدى الشهود وجثا على ركبتيه ثم قال : تعرفيني أنا علي بن أبي
طالب وهذا سيفي وقد قالت امرأة الرجل ما قالت ورجعت إلى الحق وأعطيتها الأمان
وإن لم تصدقيني لأمكّننّ السيف منك . فالتفتت المرأة إلى عمر وقالت : الأمان على
الصدق . فقال لها علي فاصدقي ، فقالت لا واللَّه إلاّ أنّها رأت جمالا وهيئة
فخافت فساد زوجها فسقتها المسكر ودعتنا فأمسكناها فافتضّتها بأصبعها . فقال علي
عليه السّلام : اللَّه أكبر أنا أوّل من فرق بين الشهود إلاّ دانيال النبي عليه
السّلام ، والزمهن حدّ القاذف والزمهن جميعا العقر وجعل عقرها أربعمائة درهم ،
وأمر بالمرأة أن تنفى من الرجل ويطلقها زوجها ، وزوّجه عليه السّلام الجارية
وساق المهر عنه . . . [الكافي للكليني ٧ : ٤٢٥ ح ٩ .] . وروى أيضا أنّه كان على عهد أمير المؤمنين عليه السّلام رجلان متؤاخيان في اللَّه عز وجل ،
فمات أحدهما وأوصى إلى الآخر في حفظ بنية كانت له ، فحفظها الرجل وأنزلها منزلة
ولده في اللطف والإكرام ، ثم حضره سفر فخرج وأوصى امرأته في الصبية ، فأطال
السفر حتى إذا أدركت الصبيّة وكان لها جمال وكان الرجل يكتب في حفظها والتعاهد
لها ، فلما رأت ذلك امرأته خافت أن يقدم فيراها قد بلغت مبلغ النساء فيعجبه
جمالها فيتزوجها ، فعمدت إليها هي ونسوة معها قد كانت أعدّتهن ، فأمسكنّها لها
ثم افترعتها بأصبعها ، فلما قدم الرجل من سفره دعا الجارية ، فأبت أن تجيبه
استحياء ممّا صارت إليه ، فألحّ عليها في الدعاء ، كلّ ذلك وهي تأبى أن تجيبه ،
فلما أكثر عليها قالت له امرأته : دعها فانّها تستحي أن تأتيك من ذنب أتته ، ورمتها
بالفجور ، فاسترجع الرجل ثم قام إلى الجارية فوبّخها وقال لها : ويحك أما علمت
ما كنت أصنع بك من الألطاف ، واللَّه ما كنت أعدّك إلاّ كبعض ولدي أوإخوتي وإن
كنت لابنتي ، فما دعاك إلى ما صنعت ؟ فقالت له الجارية : أمّا إذ قيل لك ما قيل
فواللَّه ما فعلت الذي رمتني به امرأتك ولقد كذبت عليّ ، فإنّ القصة لكذا وكذا
ووصفت له ما صنعت امرأته بها . فأخذ الرجل بيد امرأته ويد الجارية فمضى بهما حتى
أجلسهما بين يدي أمير المؤمنين عليه السّلام وأخبره بالقصة كلّها وأقرّت المرأة
بذلك ، وكان الحسن عليه السّلام بين يدي أبيه فقال له : إقض فيها . فقال الحسن
عليه السّلام : نعم على المرأة الحد لقذفها الجارية وعليها القيامة لافتراعها
.فقال عليه السّلام له :صدقت [الكافي للكليني ٧ : ٢٠٧ ح ١٢ .] . وفي ( مناقب السروي ) عن تميم بن خزام الأسدي قال : صبّت امرأة
بياض البيض على فراش ضرّتها وقالت لزوجها : قد بات عندها رجل ، ففتّش ثيابها
فأصاب ذلك البيض ، فقص ذلك على عمر فهمّ أن يعاقبها فقال أمير المؤمنين عليه السّلام : إيتوني بماء حار قد اغلي غليانا شديدا ،
فلما اتي به أمرهم فصبّوا على الموضع فاشتوى ذلك الموضع ، فرمى به إليها وقال :
إنّه من كيدكن إنّ كيدكن عظيم [يوسف : ٢٨. وقال عليه السّلام لزوجها : أمسك عليك زوجك فإنّها حيلة تلك التي قذفتها ، فضربها الحدّ المناقب للسروي ٢ : ٣٦٧ وفي ( معجم أدباء الحموي ) نقلا عن كتاب شعراء ابن المعتزّ : كان الخليل منقطعا إلى
الليث بن رافع بن نصر بن سيّار ، وكان الليث من أكتب أهل زمانه بارع الأدب بصيرا
بالشعر والغريب والنحو، وكان كاتبا للبرامكة وكانوا معجبين به ، فارتحل إليه
الخليل وعاشره فوجده بحرا فأغناه ، وأحبّ الخليل أن يهدي إليه هدية تشبهه ،
فاجتهد في تصنيف كتاب العين فصنّفه له وخصّه به دون الناس وحبّره وأهداه إليه ،
فوقع منه موقعا عظيما وسرّ به وعوّضه عنه مائة ألف درهم واعتذر إليه ، وأقبل
الليث ينظر فيه ليلا ونهارا لا يملّ النظر فيه حتى حفظ نصفه وكانت ابنة عمّه
تحته فاشترى عليها جارية نفيسة بمال جليل ، فبلغها ذلك فغارت غيرة شديدة ، فقالت
واللَّه لأغيظنّه ولا ابقي غاية . فقالت : إن غظته في المال فذاك ما لا يبالي
ولكني أراه مكبّا ليله ونهاره على هذا الدفتر واللَّه لأفجعنه به ، فأخذت الكتاب
وأضرمت نارا وألقته فيها ، وأقبل الليث إلى منزله ودخل إلى البيت الذي كان فيه
الكتاب ، فصاح بخدمه وسألهم عن الكتاب فقالوا : أخذته الحرة ، فبادر إليها وقد
علم من أين اتي ، فلما دخل عليها ضحك في وجهها وقال لها : ردّي الكتاب فقد وهبت
لك الجارية وحرّمتها على نفسي ، وكانت غضبى فأخذت بيده وأرته رماده ، فسقط في يد
الليث فكتب نصفه من حفظه وجمع على الباقي أدباء زمانه وقال لهم : مثلوا عليه
واجتهدوا ، فعملوا هذا النصف الذي بأيدي الناس ، فهوليس من تصنيف الخليل ولا
يشقّ غباره [معجم الأدباء لياقوت الحموي ١٧ : ٤٥ ، عقلا عن طبقات الشعراء لعبد
اللَّه بن المعتز : ٩٧ .] . هذا ، وفي السير : ضرب البعث على كوفي إلى آذربيجان ، فاقتاد جارية
وفرسا وكان مملكا بابنة عمه ، فكتب إليها ليغيرها : ألا بلغوا ام البنين بأننا ***** غنينا وأغنتنا الغطارفة المرد بعيد مناط المنكبين إذا جرى ***** وبيضاء كالتمثال زيّنها العقد فهذا لأيّام العدووهذه ***** لحاجة نفسي حين ينصرف الجند فكبت إليه امرأته : ألا فاقره منّي السّلام وقل له ***** غنينا وأغنتنا غطارفة المرد إذا شئت أغناني غلام مرجّل ***** ونازعته في ماء معتصر الورد وان شاء منهم ناشىء مدّ كفّه ***** إلى عكن ملساء أوكفل نهد فما كنتم تقضون حاجة أهلكم ***** شهودا قضيناها على النأي والبعد فعجّل علينا بالسراح فإنّه ***** منانا ولا ندعولك اللَّه بالرد فلا قفل الجند الذي أنت فيهم ***** وزادك رب الناس بعدا على بعد فلما ورد عليه الكتاب لم يزد ان ركب فرسه وأردف الجارية ولحق بها ،
فكان أوّل شيء قال لها : تاللَّه هل كنت فاعلة . قالت : أنت أحقر من أن أعصي
اللَّه فيك ، كيف ذقت طعم الغيرة ، فوهب لها الجارية وانصرف إلى بعثه[الابشيهي ، المستطرف في كل فن مستظرف ٢ : ٤٨٧ ٤٨٨ .] . وفي المناقب عن غريب حديث أبي عبيد : جاءت امرأة إلى علي عليه السّلام وقالت : ان زوجها يأتي جاريتها .
فقال عليه السّلام : ان كنت صادقة رجمناه وان كنت كاذبة جلدناك . فقالت : ردوني
إلى أهلي غيري نقزة .قال أبوعبيد : تعني ان جوفها يغلي من الغيظ والغيرة [المناقب لابن شهر آشوب ٢ : ٣٨١ .] . وفي ( المروج ) : ذكر مصعب الزبيري أنّ امّ سلمة بنت يعقوب المخزومي كانت بعد هشام
بن عبد الملك عند السفاح ، وكان حلف لها أن لا يتزوّج عليها ولا يتسرّى ، وغلبت
عليه غلبة شديدة حتى ما كان يقطع أمرا إلاّ بمشورتها ، حتى أفضت الخلافة إليه
فوفى لها بما حلف لها ، فلما كان ذات يوم خلا به خالد ابن صفوان فقال له : إني
فكّرت في أمرك وسعة ملكك ، وقد ملكت نفسك امرأة واحدة ، فإن مرضت مرضت وان غابت
غبت وحرمت نفسك التلذّذ باستطراف الجواري ومعرفة أخبار حالاتهن والتمتّع بما
تشتهي منهنّ ، فإنّ منهن الطويلة الغيداء ومنهن الفضة البيضاء ، ومنهن العتيقة
الأدماء والدقيقة السمراء والبربرية العجزاء ، من مولدات المدينة تفتن بمحادثتها
وتلذّ بخلوتها ، وأين أنت من بنات الأحرار والنظر إلى ما عندهن وحسن الحديث منهن
، ولورأيت الطويلة البيضاء والسمراء اللعساء والصفراء العجزاء والمولّدات من
البصريات والكوفيات ، ذوات الألسن العذبة والقدود المهفهفة والأوساط المخصّرة
والأصداغ المزرفنة ، والعيون المكحلة والثدي المحقة ، وحسن زيّهن وزينتهن وشكلهن
، لرأيت شيئا حسنا وجعل يجيد في الوصف ويجدّ في الاطناب بحلاوة لفظه وجودة صفته
. فلما فرغ قال له السفاح : ويحك يا خالد ما صكّ مسامعي واللَّه قطّ كلام أحسن من كلامك ،
فأعده علي فقد وقع منّي موقعا ، فأعاد عليه خالد أحسن ممّا ابتدأ ، ثم انصرف وبقي
السفاح مفكّرا فيما سمع من خالد ، فدخلت عليه ام سلمة فلما رأته متفكّرا قالت :
إنّي لأنكرك ، هل حدث أمر أوأتاك خبر ؟ قال : لم يكن من ذلك شيء . قالت : فما
قصّتك ؟ فجعل يزوي عنها فلم تزل به حتى أخبرها بمقالة خالد ، فقالت : فما قلت لابن الفاعلة . قال : سبحان
اللَّه ينصحني وتشتمينه ، فخرجت من عنده مغضبة وأرسلت إلى خالد من البخارية
ومعهم من الكافر كوبات ، وأمرتهم أن لا يتركوا منه عضوا صحيحا . قال خالد : فانصرفت إلى منزلي وأنا على السرور بما رأيت من السفاح
وإعجابه بما ألقيته إليه ، ولم أشكّ أنّ صلته تأتيني ، فلم ألبث حتى صار إليّ
اولئك البخارية وأنا قاعد على باب داري ، فلما رأيتهم أيقنت بالجائزة واصلة ،
حتى وقفوا عليّ فسألوا عني فقلت : ها أنا ذا خالد ، فسبق اليّ أحدهم بهراوة كانت
معه ، فلما أهوى بها اليّ وثبت الى منزلي وأغلقت الباب واستترت ،ومكثت أيّاما
على تلك الحال لا أخرج من منزلي ، ووقع في خلدي أنّي أوتيت من قبل امّ سلمة ،
وطلبني السفاح طلبا شديدا فلم أشعر ذات يوم إلاّ بقوم هجموا عليّ وقالوا : أجب
الخليفة . فأيقنت بالموت ، فركبت وليس عليّ لحم ولا دم ، فلما وصلت إلى الدار
أومى اليّ بالجلوس . ونظرت فإذا خلف ظهري باب عليه ستور قد ارخيت وحركة خلفها ،
فقال السفاح : لم أرك يا خالد منذ ثلاث . قلت : كنت عليلا . قال : ويحك إنّك وصفت لي في آخر دخلة من أمر
الناس والجواري ما لم يخرق مسامعي قط كلام أحسن منه فأعده علي . قلت : نعم . أعلمتك أنّ العرب اشتقت اسم الضرّة من الضر ، وان أحدهم ما تزوج من
النساء أكثر من واحدة إلاّ كان في جهد . فقال : ويحك لم يكن هذا في الحديث . قلت : بلى ، وأخبرتك أنّ الثلاث من النساء كأثافي القدر يغلي عليهن
. قال : برئت من قرابتي من النبي إن كنت سمعت هذا منك في حديثك . قلت : وأخبرتك
أنّ الأربعة من النساء شرّ صيح بصاحبه يشنه ويهرمنه ويسقمنه . قال : ويلك ما
سمعت هذا منك ولا من غيرك قبل هذا . قال خالد : بلى . قال : ويلك تكذّبني . قلت : وتريد أن تقتلني . قال : مر في حديثك . قلت : وأخبرتك ان
أبكار الجواري رجال ولكن لا خصي لهن . قال خالد : وسمعت الضحك من وراء الستر قلت : ونعم وأخبرتك أيضا ان
بني مخزوم ريحانة قريش وأنت عندك ريحانة من الرياحين وأنت تطمح بعينك إلى حرائر
النساء وغيرهن من الاماء . قال خالد : فقيل لي من وراء الستر صدقت يا عمّاه وبرّرت بهذا حديث
الخليفة ولكنه بدل وغيّر ونطق عن لسانك بغيره . فقال لي السفاح : قاتلك اللَّه
وأخزاك وفعل بك وفعل ، فتركته وخرجت وقد أيقنت بالحياة . قال : فما شعرت إلاّ
برسل ام سلمة قد صاروا إليّ ومعهم عشرة آلاف درهم وتخت وبرذون وغلام [مروج الذهب للمسعودي ٣ : ٢٦٠ .] . وغيرة الرجل التي هي إيمان ، غيرته على ميل امرأته إلى رجل أجنبي ،
وأمّا ميلها إلى زوج لها قبل بمعنى مدحها له بصفات ليست في الأخير فيغيّر زوجها
فليس بايمان بل من الكفر ، ففي السير كانت مع سعد بن أبي وقاص بالقادسية زوجة له
كانت قبل تحت المثنى بن حارثة ، فلما لم تر من سعد إقداما مثل المثنى قالت :
وامثنياه ولا مثنى للمسلمين اليوم . فلطمها سعد فقالت المرأة : أغيرة وجبنا .
فذهبت مثلا [شرح ابن أبي الحديد ٩ : ١٦٣ .] |
|
الحكمة
( ٢٣٨ ) وقال عليه السّلام :
|
|
اَلْمَرْأَةُ
شَرٌّ كُلُّهَا وشَرُّ مَا فِيهَا أَنَّهُ لاَ بُدَّ مِنْهَا « المرأة شرّ كلّها
» |
|
قالوا : كتب بعض الحكماء على باب داره « لا يدخل داري شرّ » فقال
بعض آخر منهم : من أين تدخل امرأتك [مروج الذهب للمسعودي ٢ : ٣٢٥ .] ؟ وقالوا : تزوّج بعضهم امرأة نحيفة فقيل له في ذلك فقال : اخترت من
الشرّ أقلّه [شرح ابن أبي الحديد ٩ : ١٦٣ و١٨ : ١٩٨ ١٩٩ وقالوا : رأى بعض الحكماء امرأة غريقة قد احتملها السيل فقال :
زادت الكدر كدرا ، والشر بالشر يهلك [المصدر نفسه .]. وفي ( الملل ) : رأى ديوجانس امرأة تحملها الماء فقال : على هذا
المعنى جرى المثل « دع الشر يغسله الشر » [الملل والنحل للشهرستاني ٢ : ١٥٢ ،
وشرح ابن أبي الحديد ١٨ : ١٩٨ .] . ورأى نساء يتشاورن فقال :على هذا جرى المثل :«هوذا الثعبان يستقرض
من الأفاعي سمّا » . ورأى امرأة متزينة في ملعب فقال : هذه لم تخرج لترى ولكن لترى
وقالوا : رأى بعضهم جارية تحمل نارا فقال : نار على نار ، والحامل شر من المحمول
وقالوا : رأى حكيم جارية تتعلّم الكتابة ، فقال : يسقى هذا السهم سمّا ليرمي به
يوما ما [الملل والنحل للشهرستاني ٢ : ١٥٢ ، وشرح ابن أبي الحديد ٩ : ١٦٣ .] . وقالوا : ونظر حكيم إلى امرأة مصلوبة على شجرة ، فقال : ليت كلّ
شجرة تحمل مثل هذه الثمرة [شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٩ : ١٦٣ و١٨ : ١٩٨ .] . وقال بعضهم : ان النساء شياطين خلقن لنا ***** نعوذ باللَّه من شرّ الشياطين نسبوا هذا البيت إلى عمر بن الخطاب ، قاله عند ما سمع امرأة تقول :
ان النساء رياحين خلقن لكم وكلكم يشتهي وقال بعضهم في قولهم « بعد الّتي واللّتيّا » : إن رجلا تزوج امرأة
قصيرة وامرأة طويلة ، فلقي منهما شدّة ، فطلّقهما وقال : بعد اللتيا يعني
القصيرة والّتي أي الطويلة لا أتزوج أبدا [مجمع الأمثال للميداني ١ : ١٢٥ .] . وفي ( شعراء ابن قتيبة ) : كان جران العود والرحال خدنين ، فتزوج
كلّ واحد منهما امرأتين ، فلقيا منهما مكروها فقال الأول : ألا لا تغرنّ امرأ نوفلية ***** على الرأس بعدي أوترائب وضّح ولا فاحم يسقي الدهان كأنّه ***** أساود يزهاها لعينك أبطح وأذناب خيل علقت في عقيصة ***** ترى قرطها من تحتها يتطوّح جرت يوم جئنا بالركاب نزفّها ***** عقاب وتشحاج من الطير متيح فأمّا العقاب فهي منّا عقوبة ***** وأمّا الغراب فالغريب المطوّح هي الغول والسعلاة حلقي منهما ***** مكدّح ما بين التراقي مجرّح خذا نصف مالي واتركا لي نصفه ***** وبينا بذم فالتعزّب أروح وسمّي جران العود بقوله لامرأتيه : خذا حذرا يا جارتيّ فإنّني ***** رأيت جران العود قد كان يصلح فخوفهما بسير قدّ من صدر جمل مسن ، قال ويتمثل من شعره بقوله : ولا تأمنوا مكر النساء وأمسكوا ***** عرى المال عن أبنائهن الأصاغر فإنّك لم ينذرك أمر تخافه ***** إذا كنت منه خائفا مثل خابر
الشعر
والشعراء لابن قتيبة : ٢٧٥ ٢٧٧ . وفي القاموس هوعامر بن الحرث وقول الصحاح اسمه المستورد غلط . شم الرياحين ، راجع أدب الدنيا والدين للماوردي : ١٥٦ . وقال الثاني : فلا بارك الرحمن في عود أهلها ***** عشية زفّوها ولا فيك من بكر ولا الزعفران حين مسّحنها به ***** ولا الحلي منها حين نيط من النحر ولا فرش طوهرن من كلّ جانب ***** كأنّي أطوي فوقهن من الجمر فيا ليت أنّ الذئب خلّل درعها ***** وإن كان ذا ناب حديد وذا ظفر وجاءوا بها قبل المحاق بليلة ***** وكان محاقا كلّه آخر الشهر لقد أصبح الرحّال عنهن صادفا ***** إلى يوم يلقى اللَّه في آخر العمر
الشعر والشعراء لابن قتيبة : ١٧٠ . وفي ( الاستيعاب ) : كانت عند الأعشى المازني امرأة يقال لها معاذة ، فخرج يمير أهله
من هجر ، فهربت امرأته بعده ناشزة عليه ، فعاذت برجل منهم يقال له مطرف ، فجعلها
خلف ظهره ، فلما قدم الأعشى لم يجدها في بيته واخبر أنّها نشزت وعاذت بمطرف ،
فأتاه فقال له : يا ابن عم عندك امرأتي فادفعها اليّ . فقال : ليست عندي ولوكانت
عندي لم أدفعها إليك . وكان مطرف أعزّ منه ، فخرج حتى أتى النبي صلّى اللَّه
عليه وآله وأنشأ يقول : يا سيد الناس وديّان العرب ***** أشكوإليك ذربة من الذرب خرجت أبغيها الطعام في رجب ***** فخلفتني بنزاع وهرب اخلفت العهد وألظت بالذنب ***** وهنّ شر غالب لمن غلب الذرب
: حدّة اللسان . حياة الحيوان للدميري ١ : ٥١٢ . فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله « وهنّ شر غالب لمن غلب » وكتب
إلى مطرف : إدفع إليه امرأته ، فلما قرأ الكتاب قال لمعاذة : هذا كتاب النبي فيك
وأنا دافعك إليه . فقالت : خذ لي العهد أن لا يعاقبني فيما صنعت ، فأنشأ يقول : لعمرك ما حبّي معاذة بالذي ***** يغيّره الواشي ولا قدم العهد ولا سوء ما جاءت به إذ أزلّها ***** غواة رجال إذ ينادونها بعدي ذكر الحكاية ( ابن الأثير ) في اسد
الغابة ١ : ١٢٣ ، ولم يذكر ( ابن عبد البر ) في الإستيعاب ١ : ١٤٤ ( المصدر
الّذي اعتمده المؤلف ) إلاّ جزءا من الحكاية ، فقد ذكر أبيات الأعشى المازني
إمام النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وقول النبي له فقط ، مع تغيير عمّا ذكره
المؤلف والأبيات هي يا مالك الناس وديان العرب ***** إنّي
لقيتف دربة من الذّرب ذهبت ابضيها الطعام في رجب *****
فخالفتني بنزاع وهرب أخلفت العهد والطّت بالذنب ***** وهن
شر غالب لمن غلب وفي ( الملل ) : قيل للاسكندر : إنّ روشنك امرأتك بنت دارا الملك
وهي من أجمل النساء فلوقربتها إلى نفسك . قال : أكره أن يقال :غلب الاسكندر دارا
،وغلبت روشنك الاسكندر . الملل والنحل للشهرستاني ٢ : ١٤٧ . وقالوا : كان أحمد بن يوسف كاتب المأمون إذا دخل عليه حيّاه بتحية
أبرويز الملك : « عشت الدهر ، ونلت المنى ، وحبيت طاعة النساء » . شرح ابن أبي الحديد ٦ : ١٩٥ . وفي ( الكافي ) عن أمير المؤمنين عليه السّلام : إتّقوا من شرار
النساء وكونوا من خيارهن على حذر ، وإن أمرنكم بالمعروف فخالفوهنّ كيلا يطمعن في
المنكر. الكافي للكليني ٥
: ٥١٧ ح ٥ . وعنه عليه السّلام : في خلاف النساء البركة [لفظ الحديث كما رود في بحار الأنوار ١٠٣ : ٢٦٢ ، وجامع أحاديث
الشيعة ١٦ : ٨٦ ، عن هارون بن موسى عن محمّد بن علي بن محمّد بن الحسين عن علي
بن اسباط عن أبي فضال عن الصادق عن ايائه عن رسول اللَّه أنه قال : شاوروا
النساء وخالفوهن فأن خلافهن بركة .] . وقد أورد جمع من المتأخرين هذا الحديث ونسبوه إلى الإمام عليّ عليه
السّلام أوإلى الرسول
صلّى اللَّه عليه وآله بينما لم يرد في المصادر من نسب هذا القول إلى الإمام
عليّ عليه السّلام . أمّا نسبته إلى الرسول صلّى اللَّه عليه وآله فقد عجّت وصادر الحديث
بذكره في الموضوعات ، من هذه الكتب : ١-
السخاوي في المقاصد وكل أمر تدبرته امرأة فهوملعون [
في بحار الأنوار ١٠٣ : ٢٢٨ « كل امرىء تدبره امرأة فهوملعون » .] . وعن النبي صلّى اللَّه عليه وآله : إنّ النساء لا يشاورن في النجوى
ولا يطعن في ذوي القربى ، إنّ المرأة إذا أسنّت ذهب خير شطريها وبقي شرهما ،
يعقم رحمها ويسوء خلقها ويحتدّ لسانها ، وإن الرّجل إذا أسنّ ذهب شرّ شطريه وبقي
خيرهما يؤوب عقله ويستحكم رأيه ويحسن خلقه [من لا يحضره الفقيه للصدوق ٣ : ٤٦٨ ح
٤٦٢١ .] . وعنه صلّى اللَّه عليه وآله : كان إذا أراد الحرب دعا نساءه
فاستشارهن ثم خالفهن [ذكره المجلسي في مكانين ٩١ : ٢٥٥ و١٠٣ : ٢٢٨ إلاّ ان أرباب السير
ذكروا ان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله استشار ( امّ سلمة ) في صاح
الحديبيه ، فقد قال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري ٥ : ٢٦٥ ٢٦٦ : فلمّا لم يقم
منهم ( الأصحاب ) أحد دخل على امّ سلمة فذكر لها ما لقي من الناس ، فقالت امّ سلمة : يا نبي اللَّه ، اتحب
ذلك ؟ أخرج ولا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بذلك وتدعوحالقك فيحلقك ، فخرج فلم
يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك ، نحر بدنة ، ودعا حالقه فحلقه ، فلمّا رأوا قاموا
فنحروا ، وجعل بعضهم بحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا .] . وقال طفيل الغنوي : إنّ النّساء متى ينهين عن خلق ***** فإنّه واجب لا بدّ مفعول
شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٨ : ١٩٨ . وقالوا : قيل لسقراط أيّ السباع أجسر ؟ قال : المرأة [المصدر نفسه .] . قالوا : ومرّت به امرأة فقالت له : ما أقبحك . فقال لها : لولا
أنّك من المرايا الحسنة ، وقال عنه : لم أره مرفوعا ، ولكن عن العسكري من احديث
حفص بن عثمان بن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عمر قال : قال عمر : خالفوا
النساء فإنّ خلافهن لبركة ( راجع المقاصد الحسنة : ٢٤٨ ح ٥٨٥ ) . ٢- أورده المتقي الهندي في كنز العمّال عن ( عمر ) أنه قال :
خالفوا النساء فإن خلافهن بركة ( كنز العمّال ٣ : ٤٥١ ) . ٣- الزبيري في إتحاف السادة المتقين بشرح أسرار إحياء علوم الدين ٥
: ٣٥٦ ، يقول عنه هكذا اشتهر على الألسنه وليس بحديث . ٤- ابن عراق الشافعي في تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشيعة
الموضوعة ٢ : ٢١٠ ، نسبه إلى عمر بن الخطاب . ٥- ( ملا علي القالي في الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة ،
المعروف بالموضوعات الكبرى : ٢٢٢ ) ذكر قائلا : حديث شاورهن وخالفوهن لم يثبت
بهذا المعنى وإن كان له وجه من حيث المعنى . الصديّة لغمّني ما بان من قبح صورتي فيك [شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٨ : ٢٠٠ .]. هذا ، وعن ( ملح النوادر ) كان ذئب ينتاب بعض القرى ويعبث فيها ،
فترصّدوه حتى أخذوه ، ثم تشاوروا فيه فقال بعضهم : تقطع يداه ورجلاه وتدقّ
أسنانه ويخلع لسانه ، وقال آخر بل يصلب ويرمى بالنبال ، وقال آخر : توقد نار عظيمة ويلقى فيها ، وقال بعض الممتحنين بالنساء : بل
يزوّج وكفى بالتزويج تعذيبا . وفي هذه القصة قال الشاعر : رب ذئب أخذوه ***** وتماروا في عقاب ثم قالوا زوّجوه ***** وذروه في عذاب لم نعثر على الكتاب لا في المطبوعات ولا في المخطوطات ، ويبدوان
المؤلف لم ير الكتاب حيث ذكر ( وعن ) ، وقد ذكر حاجي خليفة الكتاب في كشف الظنون
٢ : ١٨١٧ ، ونسبه إلى الشيخ أبي عبد اللَّه الكاتب . « وشر ما فيها أنّه لا بدّ منها » في ( الكافي ) عن الصادق عليه
السّلام : ان إبراهيم عليه السّلام شكا إلى اللَّه ما يلقى من سوء خلق سارة ،
فأوحى إليه : إنّما مثل المرأة مثل الضلع المعوجّ ، إن أقمته كسرته وإن تركته
استمتعت فاصبر عليها . الكافي للكليني ٥ : ٥١٣ ح ٢ . ونظم مضمونه من قال : هي الضلع العوجاء لست تقيمها ***** ألا إنّ تقويم الضلوع انكسارها شرح
نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٨ : ١٩٩ . وفي ( البيان ) : سمع أعرابي يقول « اللّهم اغفر لامّ أوفى » قيل
له : من امّ أوفى ؟ قال : إمرأتي ، إنّها لحمقاء مرغامة [المرغامة : المبغضة ليعلها .] أكول قامّة [قمّ : أكولة .] لا تبقي خامّة [الخامّ : ما تغيّر ريحه من لحم أولبن .] . غير أنّها حسناء فلا تفرك وامّ غلمان فلا تترك [البيان والتبيان للجاحظ ٢ : ٩٥ .] . ونظير المرأة في مطلوبيتها مع شدائدها لعدم بدّ منها ، الشيب فرارا
من الموت . قال الشاعر : الشيب كره وكره أن يفارقني ***** فأعجب لشيء على البغضاء مودود
هو مسلم بن الوليد ذكره النويري ، في نهاية الارب ٢ : ٣٧ . الحكمة ( ٦١ ) وقال عليه السّلام : اَلْمَرْأَةُ عَقْرَبٌ حُلْوَةُ اَللَّبْسِةِ « المرأة عقرب » في (
اللّسان ) العقرب يكون للذّكر والانثى ، والغالب عليه التأنيث ، ويقال للانثى :
عقربة وعقرباء ، والعقربان : الذكر منها ، قال إياس بن الأرتّ : كأنّ مرعى امكم إذ غدت ***** عقربة يكومها عقربان لسان
العرب لابن منظور ٩ : ٣١٨ . وعقرب بن أبي عقرب كان من تجّار المدينة مشهورا بالمطل ، قال
الزبير ابن بكار : عامله الفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب فلزم الفضل بيته
زمانا فلم يعطه شيئا ، فقال الفضل : قد تجرت في سوقنا عقرب ***** لا مرحبا بالعقرب التاجرة كلّ عدويتّقى مقبلا ***** وعقرب تخشى من الدابرة إن عادت العقرب عدنا لها ***** وكانت النعل لها حاضر كلّ عدوكيده في استه ***** فغير مخشي ولا ضائره حياة
الحيوان للدميري ٢ : ٦١ . « حلوة اللبسة » هكذا في ( الطبعة المصرية ) [راجع النسخة المصرية : ٦٧١ رقم ٦٢ .] ، والصواب : ( اللسبة ) كما نقله (
ابن أبي الحديد) [شرح ابن أبي الحديد ١٨ : ١٩٨ رقم ٥٩ .] واللسبة من لسب بالفتح ، قال ابن
السكيت يقال لسبته العقرب إذا لسعته ، واما لسب بالكسر فبمعنى لعق ، يقال لسبت
العسل أي لعقته [ترتيب اصلاح المنطق لابن السكّيت : ٣٣٤ .] . ولكون المرأة عقربا حلوة اللسبة قال كثيّر في صاحبته عزّة : هنيئا مريئا غير داء مخامر ***** لعزّة من أعراضنا ما استحلّت
ديوان كثير عزة : ٥٦ . وعن مجنون في صاحبته ليلى : حلال لليلى شتمنا وانتقاصنا ***** هنيئا ومغفور لليلى ذنوبها
ديوان مجنون ليلى : ٣٤ . وفي ( الأغاني ) : قدم الوليد بن عبد الملك مكة فأراد أن يأتي
الطائف فقال : هل من رجل عالم يخبرني عنها . قالوا : عمر بن أبي ربيعة . قال : لا
حاجة لي به ، ثم عاد فسأل فذكروه فقال : هاتوه . فأتى وركب معه ، فجعل يحدّثه ثم
حوّل رداءه ليصلحه على نفسه ، فرأى الوليد على ظهره أثرا فقال : ما هذا ؟ قال :
كنت عند جارية لي إذ جاءتني جارية برسالة من عند جارية اخرى وجعلت تسارّني بها ،
فغارت التي كنت عندها فعضّت منكبي ، فما وجدت ألم عضتها من لذة ما كانت تلك تنفث
في اذني حتى بلغت ما ترى والوليد يضحك [الأغاني للأصفهاني ١ : ١١٢ .] . وقال حجر آكل المرار في هند امرأته : حلوة العين والحديث ومرّ ***** كل شيء أجنّ منها الضمير الأغاني للأصفهاني ١٦ : ٣٥٨ ، كذا ابن قيم الجوزية : ١٤٤ ونسب البيت
إلى عمرو الملك . وقال أبو العتاهية : رأيت الهوى جمر الغضا غير أنّه ***** على جمره في صدر صاحبه حلو الأغاني للأصفهاني ٤ : ٤١ وفي نسخة التحقيق ورد العجز بلفظ « على كل
حال عند صاحبه حلو» . وفي ( الجمهرة ) ( زينب ) اشتقاقه من زنابة العقرب وهي ابرته التي
تلذع بها ، فأما زبانيا العقرب فهما قرناها [جمهرة اللغة لابن دريد ٣ : ٣٦٥ .] . |
|
الحكمة
( ٢٣٤ ) وقال عليه السّلام :
|
|
خِيَارُ خِصَالِ
اَلنِّسَاءِ شَرُّ خِصَالِ اَلرِّجَالِ اَلزَّهْوواَلْجُبْنُ واَلْبُخْلُ
فَإِذَا كَانَتِ اَلْمَرْأَةُ مَزْهُوَّةً لَمْ تُمَكِّنْ مِنْ نَفْسِهَا وإِذَا
كَانَتْ بَخِيلَةً حَفِظَتْ مَالَهَا ومَالَ بَعْلِهَا وإِذَا كَانَتْ جَبَانَةً
فَرِقَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يَعْرِضُ لَهَا « خيار خصال النساء شرّ خصال الرجال
» |
|
وممّا قيل في اختلافهن مع الرجال في غير ما قال عليه السّلام قول ابن شبرمة : ما رأيت لباسا على رجل أزين من فصاحته ، ولا رأيت
لباسا على امرأة أزين من شحم [عيون الأخبار لابن قتيبة ٤ : ٣٠ .] . ولشاعر : الخال يقبح بالفتى في خدّه ***** والخال في خد الفتاة مليح والشيب يحسن بالفتى في رأسه ***** والشيب في رأس الفتاة قبيح المصدر نفسه ٤ : ٢٢ . الزهو: أي : الكبر والفخر . وكونه من شرار خصال الرجال واضح . روى ( الكافي ) عن الصادق عليه السّلام : ان يوسف لمّا دخل عليه
يعقوب دخله عزّ الملك فلم ينزل إليه ، فهبط إليه جبرئيل فقال : يا يوسف ابسط
راحتك ، فخرج منها نور ساطع فسار في جوالسماء ، فقال له يوسف : ما هذا النور
الذي خرج من راحتي ؟ فقال : نزعت النبوّة من عقبك عقوبة لمّا لم تنزل إلى الشيخ
يعقوب فلا يكون من عقبك نبي [الكافي للكليني ٢ : ٣٧ ح ١٥ .] . وعنه عليه السّلام : ما من عبد إلاّ وفي رأسه حكمة وملك يمسكها ،
فإذا تكبّر قال له : إتّضع وضعك اللَّه فلا يزال أعظم الناس في عينه وهوأصغر
الناس في أعين الناس ، وإذا تواضع رفعه اللَّه ثم قال له انتعش نعشك اللَّه فلا
يزال أصغر الناس في نفسه وأرفع الناس في أعين الناس [الكافي للكليني ٢ : ٣١٢ ح ١٦ ، وأورده الفيض الكاشاني في المحجّة البيضاء
٦ : ٢١٧ .] . وعنه عليه السّلام قال : أتى رجل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله
فقال : أنا فلان بن فلان حتى عد تسعة . فقال له النبي صلّى اللَّه عليه وآله :
أما إنّك عاشرهم في النار [بحار الأنوار للمجلسي ٣٢ : ١٣١ رواية ٢١٠ عن السكوني .] . وعنه عليه السّلام : ان في جهنّم لواديا للمتكبرين يقال له سقر ،
شكا إلى اللَّه تعالى شدّة حرّه وسأله أن يأذن له أن يتنفّس ، فتنفّس فأحرق
جهنّم [الكافي للكليني ٢ : ٣١٠ ح ١١ ، وأورده الفيض الكاشاني في المحجة ٦ :
٢١٦ .] . قلت : في القرآن جعل « سقر » مؤنثا وفي هذا الخبر مذكرا [الآية : وما أدراك ما سقر ، لا تبقي ولا تذر المدثر : ٢٦ ٢٧ .] . وعنه عليه السّلام : إنّ المتكبرين يجعلون في صور الذرّ يتوطأهم
الناس حتى يفرغ اللَّه من الحساب [الكافي للكليني ٢ : ٣١٠ ح ١٠ ، وأورده
الفيض الكاشاني في المحجّة البيضاء ٦ : ٢١٥ بلفظ مشابه ونسبه إلى الرسول الأكرم
صلّى اللَّه عليه وآله .] . روى الثالث في باب الفخر والباقي في باب الكبر . « والجبن » كونه ذمّا للرجال واضح . وفي ( عيون ابن قتيبة ) : كان
خالد القسري من الجبناء ، فخرج عليه المغيرة بن سعيد صاحب المغيرية فقال من
الدهش : أطعموني ماء . فقال بعضهم : عاد الظلوم ظليما حين جدّ به ***** واستطعم الماء لمّا جدّ في الهرب قال : وقال عبيد اللَّه بن زياد للكنة فيه أودهشة أوجبن : إفتحوا
سيوفكم . فقال ابن مفرغ الحميري : ويوم فتحت سيفك من بعيد ***** أضعت وكلّ أمرك للضياع
عيون
الأخبار لابن قتيبة ١ : ١٦٥ . قال : وقدم الحجّاج على الوليد بن عبد الملك ، فدخل عليه وعليه درع
وعمامة سوداء وقوس عربية ، فبعثت إليه امّ البنين بنت عبد العزيز بن مروان فقالت
: من هذا الأعرابي المستلام في السلاح عندك وأنت في غلالة ، فبعث إليها : إنّه
الحجّاج ، فأعادت إليه الرسول بأن يخلوبك ملك الموت أحيانا أحبّ إليّ من أن
يخلوبك الحجّاج ، فأخبره الوليد بذلك وهويمازحه ، فقال له : دع عنك مفاكهة
النساء بزخرف القول ، فإنّما المرأة ريحانة وليست بقهرمانة فلا تطلعها على سرّك
ومكايدة عدوّك . فأخبرها الوليد بمقالة الحجّاج فقالت للوليد : حاجتي أن تأمره
غدا بأن يأتيني مسلّما ، ففعل ذلك وأتاها الحجّاج فحجبته فلم يزل قائما ، ثم
قالت : ايه يا حجّاج أنت الممتنّ على الخليفة بقتال ابن الزبير وابن الأشعث ،
أما واللَّه لولا أن اللَّه علم أنّك شرّ خلقه ما ابتلاك برمي الكعبة الحرام ،
وأمّا نهيك إيّاه عن مفاكهة النساء وبلوغ لذّاته وأوطاره ، فإن كنّ ينفرجن عن
مثله فغير قابل لقولك ، أما واللَّه لقد نفض نساء الخليفة الطيب من غدائرهن
فبعنه في أعطيات أهل الشام حين كنت في أضيق من القرن ، قد أظلّتك رماحهم وأثخنك
كفاحهم ، قاتل اللَّه القائل حين نظر إليك وسنان غزالة بين كتفيك : أسد عليّ وفي الحروب نعامة ***** فتخاء تنفر من صفير الصافر هلاّ كررت على غزالة في الوغى ***** بل كان قلبك في جوانح طائر غزالة : امرأة شبيب الخارجي ثم قالت للحجاج : اخرج فخرج [ابن قتيبة ، عيون الأخبار ١ : ١٧٠ .] . قال : وقال المدائني : رأى عمروبن العاص يوما معاوية يضحك ، فقال
له : ممّ تضحك ؟ قال : من حضور ذهنك عند ابدائك سوءتك يوم ابن أبي طالب ، أما
واللَّه لقد وافقته منّانا كريما ، ولوشاء أن يقتلك قتلك . فقال له عمرو: أما
واللَّه إنّي لعن يمينك حين دعاك ابن أبي طالب إلى البراز فاحولّت عيناك وربا
سحرك وبدا منك ما أكره ذكره لك ، فمن نفسك فاضحك أو، دع [المصدر نفسه ١ : ١٦٩ .] . قال : وكان بالبصرة شيخ من بني نهشل يقال له : عروة بن مرثد ويكنّى
أبا الأغرّ ، ينزل ببني اخت له من قريش في سكّة بني مازن ، فخرج رجالهم إلى
ضياعهم في شهر رمضان وخرج النساء يصلين في مسجدهم ولم يبق في الدار إلاّ الإماء
، فدخل كلب يعتسّ فرأى بيتا فدخله وانصفق الباب ، فسمع الحركة بعض الإماء فظنت
أنّ لصا دخل الدار ، فذهبت إحداهن إلى أبي الأغرّ فأخبرته ، فقال : ما يبتغي
اللص . ثم أخذ عصاه وجاء فوقف على باب البيت وقال : إيه يا ملامان ، أما واللَّه
انّك بي لعارف فهل أنت إلاّ من لصوص بني مازن شربت حامضا خبيثا حتى إذا دارت
القدوح في رأسك منّتك نفسك الأماني وقلت أطرق ديار بني عمرووالرجال خلوف والنساء
يصلين في مسجدهم فلم يبق في الدار إلاّ الإماء ، وأيم اللَّه لتخرجن أولأهتفن
هتفة مشؤومة يلتقي فيها الحيّان عمرووحنظلة ، وتجيء سعد بعدد الحصا وتسيل عليك
الرجال من هاهنا وهاهنا ، ولئن فعلت لتكونن أشأم مولود . فلمّا رأى انّه لا يجيبه أحد أخذ باللّين فقال : اخرج بأبي أنت
وامّي ، أنت مستور ، إنّي واللَّه ما أراك تعرفني ولوعرفتني لقنعت بقولي
واطمأننت إليّ ، أنا فديتك أبوالأغر النهشلي خال القوم وجلدة بين أعينهم لا
يعصونني ولن تضارّ الليلة ، فأخرج فأنت في ذمّتي ، وعندي قوصرتان أهداهما إليّ
ابن اختي البار الوصول ، فخذ إحداهما فانتبذها حلالا من اللَّه ورسوله . وكان الكلب إذا سمع الكلام أطرق وإذا سكت وثب يريد المخرج فتهاتف
أبوالأغر ثم تضاحك وقال : يا ألام الناس وأوضعهم لا أرى اني لك الليلة في واد
وأنت في واد ، أقلب السوداء والبيضاء فتصيخ وتطرق وإذا سكت عنك وثبت تريغ المخرج
، واللَّه لتخرج أولألجن عليك البيت ، فلما طال وقوفه جاءت إحدى الإماء فقالت :
أعرابي مجنون واللَّه ما أرى في البيت شيئا ، فدفعت البيت فخرج الكلب شدّا وحاد
عنه أبوالأغرّ ساقطا على قفاه ، ثم قال : تاللَّه ما رأيت كالليلة ، واللَّه ما
أراه إلاّ كلبا ، أما واللَّه لوعلمت بحاله لولجت عليه . وكان لأبي حية النميري سيف ليس بينه وبين الخشبة فرق وكان يسمّيه
لعاب المنيّة . قال جار له : أشرفت عليه ليلة وقد انتضاه وشمّر وهويقول : أيّها
المغترّ بنا والمجتري علينا بئس واللَّه ما اخترت لنفسك ، خير قليل وسيف صقيل ،
لعاب المنية الذي سمعت به ، مشهور ضربته لا تخاف نبوته ، اخرج بالعفوعنك وإلاّ
دخلت بالعقوبة عليك ، إنّي واللَّه إن أدع قيسا تملأ الأرض خيلا ورجلا ، يا
سبحان اللَّه ما أكثرها وأطيبها . ثم فتح الباب وإذا كلب قد خرج فقال : الحمد
للَّه الذي مسخك كلبا وكفاني حربا [ابن قتيبة ، عيون الأخبار ١ : ١٦٨ .]. « والبخل » في ( الكافي ) عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله قال لبني
سلمة : من سيّدكم ؟ قالوا : رجل فيه بخل . فقال : وأيّ داء أدوى من البخل ؟ ثم قال : بل سيّدكم
الأبيض الجسد البراء بن معرور [الكافي للكليني ٤ : ٤٤ ح ٣ .] . « فإذا كانت المرأة مزهوّة » أي : معجبة بنفسها . قال الجوهري :
للعرب أحرف لا يتكلّمون بها إلاّ على سبيل المفعول به وان كانت بمعنى الفاعل ،
كقولهم « عنى بالأمر » و« نتجت الناقة » و« زهي الرجل » [الصحاح للجوهري ٦ : ٢٣٧١ مادة ( زها ) .] ، وفيه لغة اخرى « زها يزهو» ، ومنه
قولهم « ما أزهاه » [الصحاح للجوهري ٦ : ٢٣٧١ مادة ( زها ) نسبها إلى ابن دريد .] لأن التعجب لا يبنى من المجهول . « لم تمكّن من نفسها » في ( العيون ) لابن قتيبة قال المنصور : قال
أبي : حججت فرأيت امرأة من كلب شريفة قد حجّت ، فرآها عمر بن أبي ربيعة
فجعل يكلّمها ويتبعها كلّ يوم ، فقالت لزوجها ذات يوم : إنّي أحبّ أن أتوكّأ
عليك إذا رحت إلى المسجد ، فراحت متوكّئة على زوجها فلمّا أبصرها عمر ولّى ،
فقالت المرأة له : على رسلك يا فتى . تعدو الذئاب على من لا كلاب له ***** وتتّقى مربض المستأسد الحامي وأمّا ان لم تكن مزهوّة فلا تدفع يد لامس ، بل تتعلق بكلّ رجل آنس [عيون الأخبار لابن قتيبة ٤ : ١٢٠ ١٢١ بتصرف .] . وفي ( عيونه ) أيضا : كان أخوان يغيب أحدهما ويخلفه الآخر في أهله
، فهويت امرأة الغائب أخا زوجها ، فأرادته على نفسها فامتنع ، فلمّا قدم زوجها
سألها عن حالها فقالت : ما حال امرأة تراود في كلّ حين . فقال : أخي وابن امّي
لا أفضحه ولكن لا اكلّمه أبدا ، ثم حجّ وحجّ أخوه والمرأة ، فلمّا كانوا بوادي
الدّوم هلك الأخ ودفنوه وقضوا حجّهم ورجعوا ، فمرّوا بذلك الوادي ليلا فسمعوا
هاتفا يقول : أجدك تمضي الدّوم ليلا ولا ترى ***** عليك لأهل الدّوم أن تتكلّما وبالدوم ثاو لو ثويت مكانه ***** ومرّ بوادي الدّوم حيّا لسلّما فظنّت المرأة ان النداء من السماء ، فقالت لزوجها : هذا مقام
العائذ ، كان من أخيك ومنّي كيت وكيت ، فقال : واللَّه لوحلّ قتلك لقتلتك ،
ففارقها وضرب قبة على قبر أخيه وقال : هجرتك في طول الحياة وأبتغي ***** كلامك لمّا صرت رمسا وأعظما ذكرت ذنوبا فيك اجترمتها ***** أنا منك فيها كنت أسوء وأظلما ولم يزل مقيما على القبر حتى مات ودفن بجنبه ، والقبران معروفان [المصدر نفسه .] . وفيه أيضا : سار أردشير إلى الحضر وكان ملك السواد وكان من أعظم
ملوك الطوائف ، فحاصره فيها زمانا لا يجد إليه سبيلا ، حتى رقيت ابنة ملك السواد
يوما فرأت أردشير فعشقته ، فنزلت وأخذت نشابة وكتبت عليها إن أنت شرطت لي أن
تتزوجني دللتك على موضع تفتتح منه هذه المدينة بأيسر حيلة وأخف مؤونة ، ثم رمت بالنشابة
نحوأردشير ، فكتب الجواب في نشابة « لك الوفاء بما سألت » ، فكتبت إليه تدلّه
على الموضع ، فأرسل إليه أردشير فافتتحه ودخل هووجنوده وأهل المدينة غارون ،
فقتلوا ملكها وأكثر مقاتلتها وتزوّجها ، فبينما هي ذات ليلة على فراشها أنكرت
مكانها حتى سهرت لذلك عامة ليلتها ، فنظروا في الفراش فوجدوا تحت المجس ورقة من
ورق الآس قد أثّرت في جلدها ، فسألها أردشير عمّا كان أبوها يغذوها به فقالت :
كان أكثر غذائها الشهد والزبد والمخ . فقال أردشير : ما أجد ببالغ لك في الحباء
والاكرام مبلغ أبيك ، ولئن كان جزاؤه عندك على جهد إحسانه مع لطف قرابته وعظم
حقّه جهد إساءتك ما أنا بآمن لمثله منك . ثم أمر بأن تعقد قرونها بذنب فرس شديد
المراح جموح ثم يجري ، ففعل ذلك حتى تساقطت عضوا عضوا [عيون الأخبار لابن قتيبة ٤ : ١١٩ ١٢٠ .] . وفي ( كامل الجزري ) في ذكر يوم البردان كان حجر الكندي أغار على
البحرين فبلغ ذلك زياد بن هبولة الغساني ، فسار إلى أهل حجر وسبى امرأته هندا ،
فلما عاد حجر طلبه إلى أن قال بعد ذكر بعثه رجلا مسمّى بسدوس ليتجسس له الخبر
ودنا سدوس من قبة زياد ليسمع كلامه ودنا زياد من هند امرأة حجر فقبّلها وداعبها
وقال لها : ما ظنّك الآن بحجر . فقالت : ما هو ظن ولكنه يقين ، إنّه واللَّه لن يدع طلبك حتى تعاين
القصور الحمر تعني قصور الشام ، وكأنّي به في فوارس من بني شيبان يذمرهم
ويذمرونه وهوشديد الكلب تزبد شفتاه كأنّه أكل مرارا ، فالنجاء النجاء فإنّ وراءك
طالبا حثيثا وجمعا كثيفا وكيدا متينا ورأيا صليبا . فرفع زياد يده ولطمها ثم قال
لها : ما قلت هذا إلاّ من عجبك به وحبّك له . فقالت : واللَّه ما أبغضت أحدا
بغضي له ولا رأيت رجلا أحزم منه نائما ومستيقظا ، إن كان لتنام عيناه فبعض
أعضائه مستيقظ ، وكان إذا أراد النوم أمرني أن أجعل عنده عسا من لبن ، فبينا
هوذات ليلة نائم وأنا قريبة منه أنظر إليه إذ أقبل أسود سالخ إلى رأسه فنحى رأسه
، فمال إلى يده فقبضها فمال إلى رجله فقبضها فمال إلى العس فشربه ثم مجّه فقلت :
يستيقظ فيشربه فيموت فاستريح منه ، فانتبه من نومه فقال : عليّ بالإناء فناولته
فشمّه ثم ألقاه فهريق فقال : أين ذهب الأسود ؟ فقلت : ما رأيته . فقال : كذبت واللَّه وسدوس يسمع ذلك فسار حتى أتى حجرا وقال له : أتاك المرجفون بأمر غيب ***** على دهش وجئتك باليقين فمن يك قد أتاك بأمر لبس ***** فقد آتي بأمر مستبين ثم قص عليه ما سمع فجعل حجر يعبث بالمرار ويأكل منه غضبا وأسفا ولا
يشعر أنّه يأكله من شدّة الغضب ، فلما فرغ سدوس من حديثه وجد حجر المرار فسمّي
يومئذ آكل المرار ( والمرار نبت شديد المرارة لا تأكله دابة إلاّ قتلها ) ثم أمر
حجر فنودي في الناس وركب وسار إلى زياد فاقتتلوا فانهزم زياد إلى أن قال وأخذ
حجر زوجته فربطها في فرسين ثم ركضهما حتى قطعاها ويقال بل أحرقها وقال : إنّ من غرّه النساء بشيء ***** بعد هند لجاهل مغرور حلوة العين والحديث ومرّ ***** كلّ شيء أجنّ منها الضمير كل انثى وإن بدا لك منها ***** آية الحبّ حبّها خيتعور
الكامل في التاريخ لابن
الأثير ١ : ٥٠٨ ٥٠٩ . « وإذا كانت بخيلة حفظت مالها ومال زوجها » وفي ( بخلاء الجاحظ )
طلّق ابن شحمة العنبري امرأة لبخلها ، فقيل له : إنّ البخل إنّما يعيب الرجل
ومتى سمعت بامرأة هجيت في البخل ؟ قال : ليس ذلك بي أخاف أن تلد لي مثلها [البخلاء للجاحظ : ١٩٥ ، هوثوب بن شحمة العنزي من فرسان العرب .] . « وإذا كانت جبانة فرقت من كلّ شيء يعرض لها » في ( عيون ابن
قتيبة ) : قال خالد الحذّاء : خطبت امرأة من بني أسد ، فجئت لأنظر إليها وبيني
وبينها رواق يشف ، فدعت بجفنة مملوءة ثريدا مكلّلة باللحم فأتت على آخرها ، فاتي
بإناء مملولبنا أونبيذا فشربته حتى كفأته على وجهها . ثم قالت : يا جارية ارفعي
السجف ، فاذا هي جالسة على جلد أسد وإذا شابة جميلة ، فقالت : يا عبد اللَّه أنا
أسدة من بني أسد على جلد أسد وهذا مطعمي ومشربي ، فإن أحببت أن تتقدّم فافعل .
فقلت : استخير اللَّه ، فخرجت ولم أعد [عيون الأخبار لابن قتيبة ٤ : ٧ .] |
|
الخطبة
( ٧٨ ) ومن خطبة له عليه السّلام :
|
|
بعد حرب جمل في ذم النساء مَعَاشِرَ
اَلنَّاسِ إِنَّ اَلنِّسَاءَ نَوَاقِصُ اَلْإِيمَانِ نَوَاقِصُ اَلْحُظُوظِ
نَوَاقِصُ اَلْعُقُولِ فَأَمَّا نُقْصَانُ إِيمَانِهِنَّ فَقُعُودُهُنَّ عَنِ
اَلصَّلاَةِ واَلصِّيَامِ أَيَّامَ حَيْضِهِنَّ وأَمَّا نُقْصَانُ عُقُولِهِنَّ
فَشَهَادَةُ اِمْرَأَتَيْنِ كَشَهَادَةِ رَجُلٍ وَاحِدٍ وأَمَّا نُقْصَانُ
حُظُوظِهِنَّ فَمَوَارِيثُهُنَّ عَلَى اَلْأَنْصَافِ مِنْ مَوَارِيثِ
اَلرِّجَالِ فَاتَّقُوا شِرَارَ اَلنِّسَاءِ وكُونُوا مِنْ خِيَارِهِنَّ عَلَى
حَذَرٍ ولاَ تُطِيعُوهُنَّ فِي اَلْمَعْرُوفِ حَتَّى لاَ يَطْمَعْنَ فِي
اَلْمُنْكَرِ هكذا في ( الطبعة المصرية ) وفيها سقط وتحريف ، ففي ( ابن أبي
الحديد [راجع الطبعة المصرية ، شرح محمّد عبده : ٢٨٢ ورد لفظ « الجمل » ١٨٢
.] وابن ميثم ) [راجع شرح ابن أبي الحديد ٦ : ٢١٤ خطبة ( ٧٩ ) تحقيق محمّد أبوالفضل
.] : « ومن كلام له عليه السّلام بعد فراغه من حرب الجمل في ذمّ
النساء » . |
|
ثم إنّ كلامه عليه السّلام وإن كان
في مطلق النّساء إلاّ أن الباعث له عليه عمل عائشة ، وقال ابن أبي الحديد : هذا
الفصل كلّه رمز إلى عائشة [لفظ شرح ابن ميثم شبيه لمّا ورد في الطبعة المصرية راجع النسخة
المنقحة ٢ : ٢٢٣ .] . قلت : فهونظير قوله تعالى : ضرب
اللَّه مثلاً للذين كفروا امرأت نوح وامرأت لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا
صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من اللَّه شيئاً وقيل ادخلا النار مع الداخلين [شرح ابن أبي الحديد ٦ : ٢١٤ .] فهو في عمومه مثل لمطلق الكفّار
لكنّه خصوصا رمز إلى عائشة وصاحبتها بنت صاحب أبيها كما اعترف به الزمخشري [التحريم : ١٠ .] ورواه صحيح مسلم [الكشاف للزمخشري ٤ : ٥٧١ .] . « معاشر الناس إن النساء نواقص
الإيمان نواقص الحظوظ نواقص العقول » ونواقص القيامة في دمائهن فدية الرجل ألف
دينار ودية المرأة خمسمائة دينار . ومر في السابع من فصل صفّين قوله
عليه السّلام : « ولا تهيجوا النساء بأذى وإن شتمن أعراضكم وسببن امراءكم ،
فإنّهن ضعيفات القوى والأنفس والعقول ، وإن كنّا لنؤمر بالكفّ عنهنّ وإن كنّ
لمشركات ، وإن كان الرجل ليتناول المرأة في الجاهلية بالقهر أوالهراوة فيعيّر
بها هووعقبه من بعده » . « فأمّا نقصان إيمانهن فقعودهن عن
الصّلاة والصيام أيّام حيضهن » وكذلك أيّام نفاسهن . كما لا يجوز لهن فيها دخول المساجد
ولا قراءة العزائم ولهما دخل في كمال الإيمان ، كما لا يجوز الاستمتاع منهن من
حيث أمر اللَّه فيها ولا يقع الطلاق بهن فيها . وهنّ وإن يقضين شهر رمضان إلاّ أنّهن
يحرمن فضل الشهر ، وأمّا الصلاة فلا قضاء أيضا لها ، وقد سمّى اللَّه تعالى
الصلاة إيمانا في قوله جل وعلا : وما كان اللَّه ليضيع إيمانكم [صحيح مسلم ١٥ : ٢٠٣ .] لمّا قال المسلمون بعد تحويل القبلة
من بيت المقدس إلى الكعبة فهل كانت صلواتنا الأولية بلا ثمرة . وفي ( الفقيه ) قال الباقر عليه
السّلام : إنّ الحيض للنساء نجاسة رماهن اللَّه تعالى بها وقد كنّ في زمن نوح
عليه السّلام إنّما تحيض المرأة في السنة حيضة حتى خرج نسوة من مجانّهنّ وكنّ
سبعمائة فانطلقن فلبسن المعصفرات وتحلّين وتعطّرن ثم خرجن فتفرّقن في البلاد ،
فجلسن مع الرجال وشهدن الأعياد معهم وجلسن في صفوفهم . فرماهنّ اللَّه تعالى عند
ذلك بالحيض وكسر شهوتهن ، وكان غيرهن من النساء اللواتي لم يفعلن مثل ما فعلن
يحضن في كلّ سنة حيضة ، فامتزج القوم فحضن بنات هؤلاء وهؤلاء في كل شهر حيضة ،
فكثر أولاد اللاتي يحضن في كلّ شهر حيضة لاستقامة الحيض ، وقلّ أولاد اللاّتي
يحضن في السنة حيضة لفساد الدم ، فكثر نسل هؤلاء وقل نسل اولئك . هذا ، وروى أنّ الصادق عليه السّلام
سئل عن قوله تعالى لهم فيها أزواج مطهرة [البقرة : ١٤٣ .] فقال : اللاّئي لا يحضن ولا يحدثن . وسئل عليه السّلام عن المشوّهين في
خلقهم فقال : هم الذين يأتي آباؤهم نساءهم في الطمث . وروي : إنّ المرأة إذا اشتبه عليها
دم الحيض ودم القرحة فربّما كانت قرحة في الفرج فعليها أن تستلقي على قفاها ،
فإن خرج الدم من الجانب الأيمن فهو من القرحة وان خرج من الأيسر فهو من الحيض . وروي : أنّ المرأة إذا افتضّها زوجها
ولم يرق دمها ولا تدري دم الحيض هوأم دم العذرة ، فعليها أن تدخل قطنة فإنّ خرجت
مطوقة بالدم فهو من العذرة وان خرجت منغمسة فهو من الحيض [النساء : ٥٧] . « وأمّا نقصان عقولهنّ فشهادة
امرأتين » هكذا في ( الطبعة المصرية ) [الصدوق من لا يحضره الفقيه ١ : ٨٨ وقد
ذكر المجلسي تفسير الإمام الصادق عليه السّلام للآية في بحار الأنوار ٧ : ١٣٩ .] وزاد ابن أبي الحديد [الطبعة المصرية شرح محمّد عبده ١٨٣ .] والخطية ) « منهن » وفي(ابن ميثم ) [شرح ابن أبي الحديد ٦ : ٢١٤ .] « الامرأتين منهن » . « كشهادة رجل واحد » هكذا في (
الطبعة المصرية ) وفي ( ابن أبي الحديد وابن ميثم ) « الرجل الواحد » [راجع ابن ميثم : شرح نهج البلاغة ٢ : ٢٢٣ .] . ثم كون شهادة اثنتين منهن كشهادة
واحد منهم في الأموال وفي غيرها تفصيل ، قال المفيد في ( مقنعته ) : لا تقبل
شهادة النساء في الطلاق والنكاح والحدود وفي الهلال ، وتقبل شهادة امرأتين
مسلمتين مستورتين فيما لا يراه الرجال كالعذرة وعيوب النساء والحيض والنفاس
والولادة والاستهلال والرضاع ، وإذا لم يوجد على ذلك إلاّ شهادة امرأة واحدة
مأمونة قبلت ، وتقبل شهادة امرأة واحدة في ربع الوصية لا في جميعها [المصدر نفسه .] . وفي ( الكافي ) عن الصادق عليه
السّلام : يجوز في حد الزنا ثلاثة رجال وامرأتان ، ولا يجوز إذا كان رجلان وأربع
نسوة ، ولا يجوز شهادتهن في الرّجم [المفيد : المقنعة : ٧٢٧ .] . « وأمّا نقصان حظوظهن فمواريثهن على
الأنصاف » روى ( الكافي ) أنّ ابن أبي العوجاء قال للصادق عليه السّلام : ما بال
المرأة المسكينة الضعيفة تأخذ سهما واحدا ويأخذ الرجل سهمين ؟ فقال عليه السّلام
: إنّ المرأة ليس عليها جهاد ولا نفقة ولا عليها معقلة إنّما ذلك على الرجال [الكافي ٧ : ٣٩٠ ح ٣ .] . وروى : ان الفهفكي سأل العسكري عليه
السّلام عن ذلك ، فأجابه بما أجاب الصادق عليه السّلام ابن أبي العوجاء ، وكان
إسحاق النخعي حاضرا فتخيّل في نفسه ان هذه مسألة ابن أبي العوجاء ، فقال عليه
السّلام لاسحق : نعم هذه مسألة ابن أبي العوجاء والجواب واحد وأوّلنا وآخرنا في
العلم سواء [الكليني ، الكافي ٧ : ٨٥ ح ٢ .] . هذا ، واما كون ارث الاخت من الام
مثل ارث الاخ منها وكون ارث الخالة مثل ارث الخال ، فلأن الأصل فيهما المرأة
الام والاخت . وأما استواء الام مع الأب في
اجتماعهما مع الولد بدون اخوة ، فلأن المناط فيهما الابوّة والامومة لا الذّكورة
والانوثة وهما في الحق سواء . هذا ، وورد أن لبن الجارية أيضا دون
لبن الغلام وزنا ، فنقل ابن طاوس في تشريفه عن مجموع المرزبان أن رجلا أودع
شريحا أيام كونه قاضيا من قبل عمر امرأتين حاملين ، فولدتا غلاما وجارية وكلّ
منهما تدّعي الغلام ، فلم يدر شريح كيف يحكم بينهما ، فجمع عمر الصحابة وسألهم
فلم يدروا ، فأتوه عليه السّلام وهوفي حائط له وقصّوا عليه ذلك ، فأخذ عليه
السّلام من الأرض شيئا وقال : الحكم فيه أهون من هذا ، فأحضر المرأتين وأحضر
قدحا ودفعه إلى احداهما وقال لها احلبي فيه ، فحلبت ثم وزن القدح ودفعه إلى
الاخرى وقال لها احلبي فيه فحلبت ثم وزنه ، فكان أحد اللبنين أخف ، فقال لصاحبة
الخفيف خذي ابنتك ولصاحبة الثقيل خذي ابنك ، وقال عليه السّلام لعمر : إنّ
اللَّه تعالى حطّ المرأة عن الرجل فجعل عقلها وميراثها دون عقله وميراثه ، وكذلك
لبنها دون لبنه . فقال له عمر : لقد أرادك الحق يا أبا الحسن ولكن قومك أبوا .
فقال عليه السّلام له : خفّض عليك أبا حفص [المصدر نفسه .] إن يوم الفصل كان ميقاتاً [التشريف بالمنن أوالملاحم والفتن لابن
طاووس : ١٥٤ قلت : وكذلك قيمتها نصف قيمته ، فدية
المرأة نصف دية الرجل . « فاتّقوا شرار النّساء » في ( عيون
القتيبي ) : كان ابن عباس يقول : مثل المرأة السوء كان قبلكم رجل صالح له امرأة
سوء ، فعرض له رجل فقال : إنّي رسول من اللَّه إليك أنّه قد جعل لك ثلاث دعوات ،
فسل ما شئت من دنيا وآخرة ، ثم نهض فرجع الرجل إلى منزله فقالت له امرأته : مالي
أراك مفكّرا محزونا ، فأخبرها فقالت : ألست امرأتك وفي صحبتك وبناتك مني فاجعل
لي دعوة ، فأبى فأقبل عليه ولده وقلن امّنا ، فلم يزلن به حتى قال لك دعوة ،
فقالت اللّهم اجعلني أحسن الناس وجها فصارت كذلك ، فجعلت توطىء فراشها وهويعظها
فلا تتعظ ، فغضب يوما فقال : اللّهم اجعلها خنزيرة ، فتحوّلت كذلك ، فلمّا رأين
بناته ما نزل بأمهن بكين وضربن على وجوههن ونتفن شعورهن ، فرقّ لهن فقال :
اللّهم اعدها كما كانت أولا ، فذهبت دعواته الثلاث فيها [النبأ : ١٧ .] . وفي القاموس : كان اسم تلك المرأة بسوس . وفي ( تاريخ بغداد ) : قال الواقدي
دخلت يوما على المهدي ، فدعا بمحبرته ودفتره فكتب عنّي أشياء حدّثته بها ، ثم
نهض وقال : كن مكانك حتى أعود إليك . ودخل إلى دار الحرم ثم خرج متنكّرا ممتلئا
غيظا . قلت : خرجت على خلاف حال دخولك . فقال : دخلت على الخيزران ، فوثبت عليّ
ومدّت يدها إليّ وخرقت ثوبي وقالت : يا قشّاش أيّ خير رأيت منك ؟ وإنّما
اشتريتها من نخّاس ورأت مني ما رأت وعقدت لابنيها ولاية العهد . فقلت : قال
النبي صلّى اللَّه عليه وآله « إنّهنّ يغلبن الكرام ويغلبهنّ اللئام » وقال : «
خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي » وقد خلقت المرأة من ضلع أعوج إن قوّمته
كسرته . وحدثته في هذا الباب بكل ما حضرني ، فسكن غضبه وأسفر وجهه وأمر لي بألفي
دينار وانصرفت ، فلمّا دخلت منزلي وافاني رسول الخيزران وقال : تقرأ عليك ستي
السّلام وتقول لك يا عم قد سمعت جميع ما كلّمت به الخليفة فأحسن اللَّه جزاك ،
وهذه ألفا دينار إلاّ عشرة دنانير لم أحب أن اساوي صلة الخليفة ، ووجهت إليّ
بأثواب [عيون الأخبار لابن قتيبة ٤ : ١١٧ .] . « وكونوا من خيارهن على حذر » . قال عمر بن أبي ربيعة : لا تأمنن الدهر انثى بعدها ***** بعد الّذي أعطتك من أيمانها ما لا يطيق من العهود ثبير ***** فإذا وذلك كان ظلّ سحابة نفحت به في المعصرات دبور [الخطيب البغدادي ، تاريخ بغداد ١٤ : ٤٣١ .] وقال الطائي : فلا تحسبن هندا لها الغدر وحدها ***** سجية نفس كلّ غانية هند لم يذكر عمر بن أبي ربيعة البيت الأول وهواني لآمن غدرهن نذير « بعد
الذي » شطر البيت الثاني ، راجع ديوان عمر بن أبي ربيعة : ١٣١ . وقال الأعشى : أرى سفها بالمرء تعليق لبّه ***** بغانية خود متى تدن تبعد
لا وجود له في ديوان حاتم الطائي ولا في معجم الادباء . وفي الخبر عن الصادق عليه السّلام
قال لامرأة سعد : هنيئا لك يا خنساء ، فلولم يعطك اللَّه شيئا إلاّ ابنتك ام
الحسين لقد أعطاك اللَّه خيرا كثيرا ، إنّما مثل المرأة الصالحة في النساء كمثل
الغراب الأعصم وهوالأبيض في إحدى الرجلين في الغربان [ديوان الأعشى : ٩٩ .] . « ولا تطيعوهن في المعروف حتى لا
يطمعن في المنكر » في ( الكافي ) عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله : من أطاع
امرأته أكبّه اللَّه على وجهه في النار . قيل : وما تلك الطاعة . قال : تطلب منه الذهاب إلى الحمامات
والعرسات والعيدات والنياحات والثياب الرقاق . وفي ( نوادر نكاح الفقيه ) عن أبي
جعفر عليه السّلام : لا تشاوروهن في النجوى ولا تطيعوهن في ذي قرابة ، ان المرأة
إذا كبرت ذهب خير شطريها وبقي شرّها ذهب جمالها واحتد لسانها وعقم رحمها ، وان
الرجل إذا كبر ذهب شرّ شطريه وبقي خيرهما ثبت عقله واستحكم رأيه وقل جهله [ذكره المجلس هكذا مثل المرأة الصالحة في النساء كمثل الغراب الأعصم
في مائة غراب ، بحار الأنوار ٦٤ : ٢٥١ رواية ٧ .] . وقال عليه السّلام : كل امرىء
تدبّره امرأة فهوملعون [راجع ص ٧٧ فقد مرّ ذكره .] . وقال عليه السّلام : في خلافهن
البركة [الفقيه ٣ : ٤٦٨ ح ٤٦٢١ .] . وكان النبي صلّى اللَّه عليه وآله
إذا أراد الحرب دعا نساءه فاستشارهن ثم خالفهن [راجع ص ٧٧ فقد مرّ ذكره .] . وقال ابن أبي الحديد : لمّا نزل علي
البصرة كتبت عائشة إلى زيد بن صوحان العبدي : أما بعد ، فأقم في بيتك وخذّل
الناس عن علي . فكتب إليها زيد : إنّ اللَّه أمرك بأمر وأمرنا بأمر ،
أمرك أن تقرّي في بيتك وأمرنا أن نجاهد ، وقد أتاني كتابك فأمرتني أن أصنع خلاف
ما أمرني اللَّه فأكون قد صنعت ما أمرك اللَّه به وصنعت ما أمرني اللَّه به ،
فأمرك عندي غير مطاع وكتابك غير مجاب والسّلام [المصدر نفسه .] . هذا ، وفي السير ان خالد بن يزيد بن معاوية
قال لامرأته رملة بنت الزبير : فإن تسلمي اسلم وإن تتنصّري ***** تعلّق رجال بين أعينهم صلبا
شرح ابن أبي الحديد ٦ : ٢٢٦ . وقد مر في فصل كلامه عليه السّلام
الجامع بين مصالح الدّنيا والدين في وصيته عليه السّلام لابنه : واياك ومشاورة
النساء ، فإنّ رأيهن إلى أفن وعزمهن إلى وهن ، واكفف عليهن من أبصارهن بحجابك
إيّاهن ، فإنّ شدّة الحجاب أبقى عليهن ، وليس خروجهن بأشدّ من إدخالك من لا يوثق
به عليهن ، وإن استطعت أن لا يعرفن غيرك فافعل ، ولا تملّك المرأة من أمرها ما
جاوز نفسها ، فإنّ المرأة ريحانة وليست بقهرمانة ، ولا تعد بكرامتها نفسها ولا
تطمعها في أن تشفع لغيرها ، وإيّاك والتغاير في غير موضع غيرة ، فإنّ ذلك
يدعوالصحيحة إلى السقم والبريئة إلى الريب فراجع شرحه [أبوالفرج الأصفهاني : في الأغاني ١٧ : ٣٤٤ ورد بلفظ ( نسلم ) بدلا
من ( اسلم ) .] . هذا ، وفي ( الأغاني ) مات عكرمة
وكثيّر عزة في يوم واحد ، فأخرجت جنازتاهما فما تخلفت امرأة بالمدينة ولا رجل عن
جنازتيهما ، وقيل مات اليوم اشعر الناس وأعلم الناس ، وغلب النساء على جنازة
كثيّر يبكينه ويذكرن عزّة في ندبتهنّ له ، فقال أبوجعفر محمد بن علي : أفرجوا لي
عن جنازة كثيّر لأرفعها ، وجعل يضربهن بكمه ويقول تنحّين يا صواحبات يوسف .
فانتدبت له امرأة منهنّ فقالت : يا ابن رسول اللَّه لقد صدقت إنّا لصواحبات يوسف
وقد كنّا له خيرا منكم له . فقال أبوجعفر عليه السّلام لبعض مواليه : احتفظ بها
حتى تجيئني بها إذا انصرفنا ، فلما انصرف اتي بتلك المرأة كأنّها شرارة النار ،
فقال لها : أنت القائلة إنّكّنّ ليوسف خير منّا . قالت : نعم أتؤمنني غضبك يا
ابن رسول اللَّه . قال : أنت آمنة فأبيني . قالت : نحن يا ابن رسول اللَّه
دعوناه إلى اللّذات من المطعم والمشرب والتمتّع والتنعّم وأنتم معاشر الرجال
القيتموه في الجبّ وبعتموه بأبخس الأثمان وحبستموه في السّجن فأيّنا كان أرأف ؟
فقال : للَّه درك ولن تغالب امرأة إلاّ غلبت . ثم قال لها : ألك بعل ؟ قالت : لي من
الرجال من أنا بعله . فقال : صدقت مثلك منتملك بعلها ولا يملكها [راجع الكتاب وفي ( فصل مكارم أخلاقه وعلمه ) : روي أنّه عليه السّلام كان جالسا
في أصحابه فمرّت بهم امرأة جميلة ، فرمقها القوم بأبصارهم فقال عليه السّلام :
إن أبصار هذه الفحول طوامح ، وإنّ ذلك سبب هبابها ، فإذا نظر أحدكم إلى امرأة
تعجبه فليلامس أهله فإنّما هي امرأة كامرأة [الأغاني ٩ : ٣٧ ٣٨ .] . وفي ( فصل الجمل ) : وأمّا فلانة
فأدركها رأي النساء وضعن غلا في صدرها كمرجل القين ، ولودعيت لتنال من غيري ما
أتت إليّ لم تفعل [نهج البلاغة ، قصار الحكم ، الحكمة : ٤٢٠ راجع الكتاب .] . وفي ٦ من فصل آداب الحرب : ولا
تهيجوا النساء بأذى وإن شتمن أعراضكم وسببن امراءكم ، فإنّهنّ ضعيفات القوى
والأنفس والعقول ، وإن كنّا لنؤمر بالكفّ عنهنّ وإنّهنّ لمشركات ، وان كان الرجل
ليتناول المرأة في الجاهلية بالفهر أوالهراوة فيعيّر بها وعقبه من بعده [راجع الكتاب .] . هذا ، وفي ( النهاية ) في حديث علي
عليه السّلام : « خير النساء الحارقة » وفي رواية « كذبتكم الحارقة » الحارقة
المرأة الضيّقة الفرج ، وقيل التي تغلبها شهوتها حتى تحرق أنيابها بعضا على بعض
أي تحكها ، يقول عليكم بها ، ومنه حديثه الآخر « وجدتها حارقة طارقة فائقة » [المصدر نفسه .] . هذا ، وفي ( نوادر نكاح الفقيه ) عن
الفضيل قلت لأبي عبد اللَّه عليه السّلام : شيء تقوله الناس ، ان أكثر أهل
النار يوم القيامة النساء . قال : وأنّى ذلك وقد يتزوج الرجل في الآخرة ألفا من
نساء الدّنيا في قصر من درة واحدة[ابن الأثير : النهاية ١ : ٣٧١ ، وقيل
الحارقة : النكاح على جنب .] . وروى عمار الساباطي عنه عليه السّلام
: أكثر أهل الجنة : المستضعفين من النساء ، علم اللَّه تعالى ضعفهن فرحمهن [من لا يحضره الفقيه ٣ : ٤٦٨ ح ٤٦٢٧ .] . وقال الصادق عليه السّلام : الحياء
عشرة أجزاء تسعة في النساء وواحدة في الرجال ، فاذا خفضت المرأة ذهب جزء من
حياها ، وإذا تزوجت ذهب جزء ، وإذا افترعت ذهب جزء ، وإذا ولدت ذهب جزء وبقي لها
خمسة ، فاذا فجرت ذهب حياؤها كلّه وإذا عفّت بقي لها خمسة أجزاء [المصدر نفسه .] . وقال عليه السّلام « الخيّرات الحسان
» من نساء أهل الدّنيا وهن أجمل من الحور العين [ذكر الهندي في كنز العمّال الجزء
الأوّل من الحديث خطبة رقم ( ٥٧٦٩ ) بنسبة للرسول الاكرم صلّى اللَّه عليه وآله
.] . من غريب كلامه رقم الصدوق : من لا يحضره الفقيه ٣ : ٤٦٩
. وفي حديثه عليه السّلام : إِذَا بَلَغَ اَلنِّسَاءُ نَصَّ
اَلْحِقَاقِ فَالْعَصَبَةُ أَوْلَى قال الرضي : والنص منتهى الأشياء ومبلغ
اقصاها كالنص في السير لأنّه أقصى ما تقدر عليه الدابة ، وتقول نصصت الرجل عن
الأمر إذا استقصيت مسألته عنه لتستخرج ما عنده فيه ، فنص الحقاق يريد به الإدراك
لأنّه منتهى الصغر ، والوقت الذي يخرج منه الصغير إلى حد الكبير ، وهو من أفصح
الكنايات عن هذا الأمر ، فإذا بلغ النساء ذلك فالعصبة أولى بالمرأة من امّها إذا
كانوا محرما ، مثل الاخوة والاعمام ، وبتزويجها ان أرادوا ذلك . والحقاق : محاقّة الام للعصبة في
المرأة ، وهوالجدال والخصومة وقول كلّ واحد منهما للآخر : « أنا أحقّ منك بهذا »
يقال منه : حاققته حقاقا مثل جادلته جدالا ، وقد قيل : إنّ « نصّ الحقاق » بلوغ
العقل وهوالإدراك ، لأنّه عليه السّلام إنّما أراد منتهى الأمر الذي تجب فيه
الحقوق والأحكام . ومن رواه « نص الحقائق » فإنّما أراد جمع حقيقه ، هذا معنى ما
ذكره أبوعبيدة ، والذي عندي أنّ المراد بنص الحقاق هاهنا ، بلوغ المرأة إلى الحد
الذي يجوز تزويجها وتصرفها في حقوقها تشبيها بالحقاق من الابل وهوجمع حقّة وحقّ
وهوالذي استكمل ثلاث سنين ودخل في الرابعة وعند ذلك يبلغ إلى الحد الذي يتمكّن
فيه من ركوب ظهره ونصه ، والحقائق أيضا جمع حقة ، فالروايتان جميعا ترجعان إلى
معنى واحد ، وهذا أشبه بطريقة العرب من المعنى المذكور . قول المصنف « وفي حديثه
عليه السّلام » لم يعلم كونه حديثه كما يأتي . « إذا بلغ النساء » هو من قبيل قوله
تعالى : وقال نسوة في المدينة [يوسف : ٣٠ .] في عدم تأنيث الفعل مع كون الفاعل مؤنثا حقيقيا لكونه اسم جمع . « نص الحقاق » هكذا في ( الطبعة
المصرية ) ، وفي ( ابن أبي الحديد وابن ميثم ) « نص الحقائق » [الطبعة المصرية وابن أبي الحديد بلفظ ( نص الحقاق ) . راجع الطبعة
المصرية : ٧١٥ ، وابن أبي الحديد ١٩ : ١٠٨ ، اما ابن ميثم فقد ذكر بعد إيراد
النص « والحقائق أيضا » ٥ : ٣٧٣ .] « وهوالصحيح لأصحية نسختهما ولا سيما
الثاني لكونها بخط المصنف ، ويشهد له ما يأتي منهما من الزيادة . وكيف كان ففي الأساس : الماشطة تنصّ
العروس فتقعدها على المنصّة ، وهي تنتصّ عليها أي : ترفعها ، و« نص فلان سيّدا »
أي : نصب [الزمخشري أساس البلاغة : ٤٥٩ مادة ( نصص ) والعين للفراهيدي ٧ : ٨٦
مادة ( نص ) ، والصحاح للجوهري ٣ : ١٠٥٨ مادة ( نصص ) وابن المنظور ، لسان العرب
١٤ : ١٦٢ مادة ( نصص ) .] ، قال حاجز الأزدي : إن قد نصصت بعد ما شبت سيدا ***** تقول وتهدي من كلامك ما تهدى « فالعصبة أولى » وزاد في ( ابن أبي
الحديد وابن ميثم ) « ويروى نص الحقاق » والعصبة كما قال الجوهري : البنون
وقرابة الأب ، ( سمّوا بذلك لأنّهم عصبوا به أي : أحاطوا فالأب طرف والابن طرف
والعم جانب والأخ جانب )[
الصحاح للجوهري ١ : ١٨٣ مادة ( عصب ) .] . في ( كامل المبرد ) : قال فلان بن
السائب الأسدي من أسد بن عبد العزّى : زوّجت ابنتي عمروبن عثمان ، فلمّا نصّت
عليه طلقها على المنصّة ، فجئت إلى ابن الزبير فقلت له إنّ عمرا طلّق ابنتي على
المنصّة وقد ظنّ الناس أنّ ذلك لعاهة وأنت عمّها فقم فادخل إليها . فقال : أوخير
من ذلك جيئوني بمصعب أي أخيه فخطب فزوجها منه وأقسم ليدخلن بها في ليلته ، فلا
تعرف امرأة نصت على رجلين في ليلتين ولاء غيرها [الكامل للمبرد ١ : ٤٣٣ .] . وفي ( الأغاني ) : قال أبوالهيثم :
إجتمع مالك بن الريب وأبوصردبة وشظاظ يوما فقالوا : تعالوا نتحدّث بأعجب ما
عملناه في سرقتنا إلى أن قال فقال شظاظ : كان لرجل من أهل البصرة بنت عم ذات مال
كثير وهووليّها وكان له نسوة فأبت أن تتزوجه فحلف ألاّ يزوجها من أحد ضرارا لها
، وكان يخطبها رجل غني من أهل البصرة فحرصت عليه وأبى الولي ، ثم إنّه حجّ حتّى
إذا كان بالدّو [أرض ملساء بين مكة والبصرة .] على مرحلة من البصرة مات فدفن برابية
وشيّد على قبره ، فتزوجت بالرجل الذي كان يخطبها ، وخرجت رفقة من البصرة معهم بز
ومتاع فتبصّرتهم وما معهم واتّبعتهم حتى نزلوا فلمّا ناموا بيّتّهم وأخذت من
متاعهم . ثم إنّ القوم لمّا انتبهوا أخذوني
وضربوني ضربا شديدا وجرّدوني ، وذلك في ليلة قرة وسلبوني كلّ قليل وكثير فتركوني
عريانا وتماوتّ لهم ، فارتحل القوم فقلت : كيف أصنع ؟ ثم ذكرت قبر الرجل فأتيته
فنزعت لوحه ثم احتفرت فيه سربا فدخلت فيه ثم سددت عليّ باللوح وقلت لعلّي أدفأ
فأتبعهم ، ومرّ الرجل الذي تزوج بالمرأة في الرفقة ، فمرّ بالقبر الذي أنا فيه
فوقف عليه وقال لرفيقه : واللَّه لأنزلنّ إلى قبر فلان حتى أنظر هل يحمي الآن
بضع فلانة . فعرفت صوته فقلعت اللوح ثم خرجت عليه
من القبر وقلت : بلى وربّ الكعبة لأحمينّها . فوقع واللَّه مغشيا عليه لا يتحرك
ولا يعقل . فجلست وأخذت كلّ أداة وثياب عليه ومالا معه ، فكنت بعد ذلك أسمعه
بالبصرة يحدّث الناس ويحلف لهم : إنّ الميت الذي كان منعه من تزويج المرأة خرج
عليه من قبره بسلبه وكفنه فبقى يومه ثم هرب منه . والناس يعجبون منه ، فعاقلهم
يكذبه والأحمق منهم يصدقه وأنا أعرف القصة فأضحك منهم [الأغاني ٢٢ : ٢٩٨ ٢٩٩ .] . هذا ، وفي الكامل : كان ذوالأصبع
العدواني رجلا غيورا وكانت له بنات أربع وكان لا يزوّجهنّ غيرة ، فاستمع عليهن
يوما وقد خلون يتحدّثن ، فقالت قائلة منهنّ : لتقل كلّ واحدة منكن ما في نفسها
ولتصدق ، ثم نقل أن إحداهنّ أنشدت أبياتا مشعرة بأنّها تريد زوجا شابّا غنيّا ،
والثانية عاقلا سخيّا ، والثالثة ابن عمّ لها ، وسكتت الرابعة ، فقلن : لا ندعك
حتى تقولين ، فقالت : زوج من عود خير من قعود . فخطبن فزوّجهنّ [الكامل للمبرد ١ : ٤٢٧ ٤٤٩ .] . وفي ( تاريخ بغداد ) في محمد بن جعفر
بن أحمد بن جعفر المعروف بزوج الحرة الذي روى عن الطبري والبغوي وغيرهما ، قال
جعفر بن المكتفي العباسي كانت بنت بدر مولى المعتضد زوج المقتدر ، فأقامت عنده
سنين وكان لها مكرما وعليها مفضلا الأفضال العظيم ، فتأثّلت حالها ، وانضاف ذلك
إلى عظيم نعمتها الموروثة ، وقتل المقتدر وأفلتت من النكبة وسلم لها جميع
أموالها وذخائرها حتى لم يذهب لها شيء وخرجت عن الدار . قال : وكان يدخل إلى مطبخها حدث يحمل
فيه على رأسه وكان حركا ، فنفق على القهارمة بخدمته فنقلوه إلى أن صار وكيل
المطبخ وبلغها خبره ورأته فاستكاسته فردت إليه الوكالة في غير المطبخ وتراقى
أمره حتى صار ينظر في ضياعها وعقارها وغلب عليها ، فصارت تكلّمه من وراء ستر
وخلف باب أوستارة ، وزاد اختصاصه بها حتى علق بقلبها فاستدعته إلى تزويجها فلم يجسر
على ذلك ، فجسّرته وبذلت له مالا حتى تمّ لها ذلك وقد كانت حاله تأثلت بها
وأعطته لمّا أرادت ذلك منه أموالا جعلها لنفسه نعمة ظاهرة لئلاّ يمنعها أولياؤها
منه بالفقر وأنّه ليس بكفء ، ثم هادت القضاة بهدايا جليلة حتى زوّجوها منه
واعترض الأولياء فغالبتهم بالحكم والدراهم ، فتمّ له ذلك ولها ، فأقام معها سنين
حتى ماتت فحصل له من مالها نحوثلاثمائة ألف دينار . قال : وهوالآن يعرف بزوج
الحرّة ، وإنّما سمّيت الحرّة لأجل تزويج المقتدر بها وكذا عادة الخلفاء لغلبة
المماليك عليهم إذا كانت لهم زوجة قيل لها : الحرّة [تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ٢ : ١٥٣ ١٥٤ .] . قلت : والمراد من قوله فيه « وأفلتت
من النكبة » النكبة التي عرضت لزوجها المقتدر حتى قتل . قول المصنف ( والنص منتهى الأشياء
ومبلغ أقصاها كالنص في السير لأنّه أقصى ما تقدر عليه الدابة ، وتقول نصصت الرجل
عن الأمر ، إذا استقصيت مسألته عنه لتستخرج ما عنده فيه ، فنص الحقاق يريد به
الإدراك لأنّه منتهى الصغر والوقت الذي يخرج منه الصغير إلى حد الكبير ) . ترى ان المصنف جعل الأصل في معنى
النص الانتهاء وجعله الجامع بين قولهم « النص في السير » وقولهم « نصصت الرجل عن
الأمر » ، والأظهر كون الأصل فيه الإظهار كما صرّح به ابن دريد فقال : نصصت
الحديث نصّا ، إذا أظهرته ، ونصصت العروس نصا ، إذا أظهرتها ، ونصصت البعير في
السير نصّا ، إذا رفعته ، ونصصت الحديث ، إذا عزوته إلى محدثك به ، ونصصت العروس
نصا ، إذا أقعدتها على المنصة ، وكلّ شيء أظهرته فقد نصصته ، ونصة المرأة الشعر
الذي يقع على وجهها من مقدّم رأسها . ( وهو من أفصح الكنايات عن هذا الأمر
) زاد ( ابن أبي الحديد وابن ميثم ) [شرح ابن أبي الحديد ١٩ : ١٠٨ رقم (
٢٦١ ) وشرح ابن ميثم ٥ : ٣٧٢ رقم ٤ .] « وأغربها » فلا بدّ من سقوطه من
نسخنا . ( فإذا بلغ النساء فالعصبة أولى
بالمرأة إذا كانوا محرما مثل الإخوة والأعمام ان أرادوا ذلك ) ما ذكره من أنّ
الإخوة والأعمام أولى بالمرأة ، مذهب العامة والخبر من طريقهم ، والأصل في نقله
أبوعبيدة ، وعندنا إنّما الوليّ الأب والجدّ بالإجماع إذا كانت صغيرة وعلى خلاف إذا
كانت كبيرة باكرة ، وأمّا غيرهما فلا خلاف عندنا في عدم ولايتهما . ( والحقاق محاقة الام للعصبة في
المرأة وهوالجدال والخصومة وقول كلّ واحد منهما للآخر أنا أحقّ منك بهذا ، يقال
منه حاققته حقاقا مثل جادلته جدالا ) لا كلام في مجيء الحقاق مصدر حاق بمعنى
جادل كالمحاقة ، لكن [ الكلام ] في صحّة إضافة النص إليه بذاك المعنى فلم يذكر
أحد أنه يقال نصصت الجدال كما قالوا : نصصت الحديث والبعير والعروس كما مرّ . ( وقد قيل ان نص الحقاق بلوغ العقل
وهوالإدراك ، لأنّه عليه السّلام إنّما أراد منتهى الأمر الذي يجب فيه الحقوق والأحكام
) هكذا في ( الطبعة المصرية ) [راجع شرح محمد عبده : ٧١٥ .] ولكن في ( ابن أبي الحديد [شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٩ : ١٠٨ .] وابن ميثم ) [شرح نهج البلاغة لابن ميثم ٥ : ٣٧٢ .] « يجب به الحقوق والأحكام » . وكيف كان فقال الأول : لم ينقل أهل
اللغة أن الحقاق استعملت في معنى الحقوق ( ومن رواه نص الحقائق فإنّما أراد جمع
حقيقة ) وفي ( ابن أبي الحديد ) « وقال من رواه . . . » ، والصواب ما في (
الطبعة المصرية ) لتصديق ( ابن ميثم ) له ولأنّه لا فاعل لقوله « وقال » [راجع المصادر نفسها والصفحات نفسها .] . ( هذا معنى ما ذكره أبوعبيد ) زاد في
( ابن أبي الحديد وابن ميثم ) « القاسم بن سلام » فلا بدّ من سقوطها من ( الطبعة
المصرية ) [راجع الطبعة المصرية : شرح محمّد عبده ٧١٦ وأيضا ابن أبي الحديد ٩ :
١٠٨ وأيضا ابن ميثم ٥ : ٣٧٣ .] . ( والذي عندي ان المراد بنصّ الحقاق هاهنا
بلوغ المرأة إلى الحدّ الذي يجوز تزويجها وتصرّفها في حقوقها تشبيها بالحقاق من
الإبل ) في ( اللسان ) [ابن منظور : لسان العرب ٣ : ٢٥٩ مادة ( حقق ) .] والحقة نبز ام جرير بن الخطفي ، خطبها سويد بن كراع إلى أبيها فقال : إنّها لصغيرة صرعة ، فقال سويد :
لقد رأيتها وهي حقة ، أي : كالحقة من الإبل في عظمها . وإضافة النص إلى الإبل كثيرة ، فلما
فقد زيد بن حارثة في طفوليته قال أبوه : سأعلم نص العيس في الأرض جاهدا ***** ولا أسأم التطواف أوتسأم الإبل وقال زيد نفسه : لمّا حجّ ناس من قبيلته ورأوه عند النبي صلّى اللَّه
عليه وآله : فكفوا من الوجد الذي قد شجاكم ***** ولا تعملوا في الأرض نص الأباعر
ذكر ابن حجر هذه الحكاية في الإصابة في تمييز الصحابة ٣ : ٢٥ . ( وهي جمع حقة وحق وهوالذي استكمل
ثلاث سنين ودخل في الرابعة وعند ذلك يتمكن فيه من ركوب ظهره ونصه في السير ) [شرح محمد عبده : ٧١٦ .] هكذا في الطبعة ( المصرية ) والصواب
( في سيره ) كما في ( ابن أبي الحديد وابن ميثم ) والخطية [أورد شرح ابن ميثم لفظ « في السير » كما في الطبعة المصرية راجع شرح
ابن ميثم ٥ : ٣٧٣ ، وأورد شرح ابن أبي الحديد لفظ « في سيره » ١٩ : ١٠٨ ، أما في
النسخة الخطية فقد سقط النصّ في نسخة ( المرعشي ) .] ، والجوهري جعل الحقق ايضا جمعهما [الصحاح للجوهري ٤ : ١٤٦ مادة ( حقق ) .] . ( والحقائق أيضا جمع حقة ، فالروايتان جميعا
ترجعان إلى معنى واحد ) قال ( ابن أبي الحديد ) : الحقائق جمع حقاق ، والحقاق
جمع حق ، فالحقائق إذن جمع الجمع لحقّ لا لحِقة [شرح ابن أبي الحديد ١٩ : ١١٠ .] . قلت : إذا كان الحقائق جمع الحقاق
والحقاق جمع حق وحقة بالاتفاق يصدق ان الحقائق جمع حقة كما قال المصنف . هذا ، وقال ( ابن أبي الحديد ) : يمكن
أن يقال الحقاق هاهنا الخصومة ، يقال : ما له فيه حق ولا حقاق ، أي : ولا خصومة
، ويقال لمن نازع : إنّه لنزق الحقاق أي : خصومة في الدنيّ من الأمر ، فيكون
المعنى : إذا بلغت المرأة الحدّ الذي يستطيع الإنسان فيه الخصومة
والجدال فعصبتها أولى بها من أمّها [شرح ابن أبي الحديد ١٩ : ١١٠ .] . قلت : ما ذكره تطويل بلا طائل وتكرار
بلا حاصل ، فهوعين ما ذكره المصنف سابقا بقوله : « والحقاق محاقّة الام للعصبة
في امرأة وهوالجدال والخصومة وقول كلّ واحد منهما للآخر أنا أحقّ منك » إلاّ أنّ
ما عبّر به ( ابن أبي الحديد ) لفظ الصحاح وما عبّر به المصنف لفظ الجمهرة
والمعنى واحد . وقال ( ابن ميثم ) : قيل يحتمل أن
يراد بالنص الارتفاع ، يقال نصّت الضبيّة رأسها : إذا رفعته ، ومنه منصة العروس
لارتفاعها عليها ، ويكون قد استعار لفظ الحقاق لأثداء الصغيرة إذا نهدت وارتفعت
لشبهها بالحقة صورة ، أي : إذا بلغت المرأة حدّ ارتفاع أثدائهن كانت العصبة أولى [شرح ابن ميثم ٥ : ٣٧٢ .] . قلت : لم يقل أحد : إن الحقاق جمع
حقة بالضم ، بل اتّفقوا على أنّه جمع حق وحقّه بالكسر أي إبل دخل في الرابعة
واستحق الحمل عليه ، فما ذكره ساقط وإن كان ما قاله من كون النص بمعنى الارتفاع
صحيحا . |
|
من
الخطبة ( ١٥١ ) :
|
|
اِعْقِلْ ذَلِكَ فَإِنَّ اَلْمِثْلَ
دَلِيلٌ عَلَى شِبْهِهِ إِنَّ اَلْبَهَائِمَ هَمُّهَا بُطُونُهَا وإِنَّ
اَلسِّبَاعَ هَمُّهَا اَلْعُدْوَانُ عَلَى غَيْرِهَا وإِنَّ اَلنِّسَاءَ
هَمُّهُنَّ زِينَةُ اَلْحَيَاةِ اَلدُّنْيَا واَلْفَسَادُ فِيهَا إِنَّ
اَلْمُؤْمِنِينَ مُسْتَكِينُونَ إِنَّ اَلْمُؤْمِنِينَ مُشْفِقُونَ إِنَّ
اَلْمُؤْمِنِينَ خَائِفُونَ أقول : رواه ( الكافي ) [الكافي للكليني ٥ : ٨١ ح ٩ .] في باب الاجمال من كتاب معيشته مسندا
. ورواه ( تحف العقول ) [تحف العقول للحراني : ١٠٣ .] في باب حكمه عليه السّلام مرفوعا . « اعقل ذلك » قال ابن أبي الحديد :
فيه رمز بباطن هذا الكلام إلى الرؤساء يوم الجمل [شرح ابن أبي الحديد ٩ : ١٦٢ .] . |
|
«
فإنّ المثل دليل على شبهه » في ( أمثال الميداني ) : قال المبرد المثل مأخوذ من
المثال كقول كعب بن زهير : كانت مواعيد عرقوب لها مثلا ***** وما مواعيدها إلاّ الأباطيل
مجمع الأمثال للميداني ١ : ٩ . وقال ابن السّكّيت : المثل لفظ يخالف
لفظ المضروب له ويوافق معناه معنى ذلك اللفظ ، شبّهوه بالمثال الذي يعمل عليه
غيره وقال النظام : في المثل أربع لا
تجتمع في غيره : ايجاز اللفظ ، وإصابة المعنى ، وحسن التشبيه ، وجودة الكناية
فهونهاية البلاغة [مجمع الأمثال للميداني ١ : ٩ .] . ولكون المثل دليلا على شبهه ، أكثر
تعالى من الأمثال ، ومنها : يا أيُّها النّاس ضرب مثل فاستمعوا له إن الّذين
تدعون من دون اللَّه لن يخلقوا ذباباً ولواجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا
يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب [الحج : ٧٣ .] . « ان البهائم همّها بطونها » ذكر
الصادق عليه السّلام للمفضل من حكم عدم دوام النهار ان لا تفرط البهائم في الأكل
فتموت كعدم إفراط الإنسان في العمل فيموت [توحيد المفضل : ٨٧ بتصرف .] . ثم ان ما ذكره ( ابن أبي الحديد ) من
كون كلامه عليه السّلام رمزا إلى أصحاب الجمل وهوالظاهر أشار عليه السّلام إلى
كون طلحة والزبير كالبهائم همّهما بطونهما ، فلذا خرجا عليه عليه السّلام فهلكا [شرح ابن أبي الحديد ٩ : ١٦٢ .] . روى المفيد في ( جمله ) انّه لمّا
خرج عثمان بن حنيف عامله عليه السّلام من البصرة عاد طلحة والزبير إلى بيت المال
فتأملا ما فيه من الذهب والفضة قالا هذه الغنائم التي وعدنا اللَّه بها وأخبرنا
انّه يعجلها لنا . قال أبوالأسود : سمعت هذا منهما ورأيت عليّا عليه السّلام بعد
ذلك وقد دخل بيت مال البصرة ، فلما رأى ما فيه قال : يا صفراء يا بيضاء غرّي
غيري ، المال يعسوب الظلمة وأنا يعسوب المؤمنين . فلا واللَّه ما التفت إلى ما
فيه ولا فكّر فيما رآه وما وجدته عنده إلاّ كالتراب هوانا ، فتعجبت من القوم
ومنه ، فقلت اولئك ممّن يريد الدنيا وهذا ممّن يريد الآخرة [الجمل للمفيد : ١٥٤ .] . « وإنّ السباع همّها العدوان على
غيرها » أشار عليه السّلام في هذا الكلام أيضا إليهم وأنّهم كما كانوا في الشهوة
كالبهائم يكونون كالسباع في الغضب ، فلمّا كتب طلحة والزبير مع عثمان بن حنيف
كتاب عهد بينهم بالمتاركة حتى يقدم أمير المؤمنين عليه السّلام وفرّق ابن حنيف
أصحابه غدر طلحة والزبير به فأتياه في بيته وهوغافل وعلى باب الدار السبابجة يحرسون
بيوت الأموال ، فوضعوا فيهم السيف فقتلوا أربعين رجلا منهم صبرا يتولى ذلك منهم
الزبير خاصة ، ثم هجموا على عثمان فأوثقوه رباطا وعمدوا إلى لحيته فنتفوها وكان
كث اللحية حتى لم يبق فيها شعرة . عذّبوا الفاسق وانتفوا شعر حاجبيه
وأشفار عينيه وأوثقوه بالحديد [الكامل في التاريخ لابن الأثير ٣ : ٢١٦ .] ، ثم قال طلحة والزبير لعائشة ماذا
تأمرين فيه . فقالت : اقتلوه قتله اللَّه . « وإنّ النساء همّهنّ زينة الحياة
الدّنيا والفساد فيها » أشار عليه السّلام على ما قال ( ابن أبي الحديد ) في هذا
الكلام إلى عائشة [شرح ابن أبي الحديد ٩ : ١٦٣ .] . وروى المفيد في ( جمله ) و( ابن أبي
الحديد ) في موضع آخر : ان عائشة لمّا بلغها نزول أمير المؤمنين عليه السّلام
بذي قار كتبت إلى حفصة : أمّا بعد ، فإنّا نزلنا البصرة ونزل عليّ بذي قار
واللَّه داق عنقه كدق البيضة ، إنّه بمنزلة الأشقر إن تقدّم نحر وإن تأخّر عقر .
فلما وصل الكتاب إليها استبشرت بذلك ودعت صبيان بني تميم وعدي وأعطت جواريها
دفوفا وأمرتهن أن يضربن بالدفوف ويقلن : « الخبر ما الخبر ؟ عليّ الأشقر ، إن
تقدّم نحر وإن تأخّر عقر » إلى أن قال : فدخلت عليها ام كلثوم وقالت لحفصة إن
تظاهرت أنت واختك على أمير المؤمنين فقد تظاهرتما على أخيه النبي صلّى اللَّه
عليه وآله فأنزل تعالى فيكما ما أنزل أي قوله تعالى : وإن تظاهرا عليه فإنّ
اللَّه هومولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير [الجمل للمفيد : ١٤٩ ، وذكر ابن أبي الحديد ذلك في ٦ : ٢٢٥ والآية ٤
من سورة التحريم .] . وكلامه عليه السّلام عام وان كانت هي
المراد بالخصوص ، وقد ضرب تعالى فيها وفي اختها المثل في قوله : ضرب اللَّه
مثلاً للذين كفروا امرأت نوح وامرأت لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين
فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من اللَّه شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين [التحريم : ١٠ .] . وقد صرّح بكونهما المرادتين الزمخشري [الزمخشري ٤ : ٥٧١ ، يذكر الزمخشري : وفي طي هذين التمثيلين ( امرأة
لوط وامرأة نوح ) تعريف بأمي المؤمنين المذكورتين في أوّل السورة وما فرط منهما
من التظاهر على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله بما كرهه وتحذير لهما على
أغلظ وجه وأشده . . . لما في التمثيل من ذكر الكفر ونحوه في التغليظ قوله تعالى : ومن كفر فإن
اللَّه غني عن العالمين وإشارة إلى أن في حقهما أن تكونا في الاخلاص والكمال فيه
كمثل هاتين المؤمنتين . ثم يقول الزمخشري : والتعريض بحفصة ارجح لأنّ امرأة لوط
أفشت عليه كما أفشت حفصة على رسول اللَّه : راجع المصدر المذكور . ] ، وفي اسد الغابة [اسد الغابة ٤ : ٣٨٩ .] في معبد بن أكثم الخزاعي روى عبد
اللَّه بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد اللَّه قال : قال النبي صلّى اللَّه عليه
وآله : عرضت عليّ النار وأكثر من رأيت فيها النساء اللاتي إن اؤتمنّ أفشين ، وإن
سألن الحفن ، وإن اعطين لم يشكرن [اخرجه أحمد في مسنده عن أبي بن كعب :
مسنده أحمد ٣ : ٣٥٣ .] . قلت : وكانتا ممّن أفشى سرّه صلّى
اللَّه عليه وآله وإذ أسرّ النبيّ إلى بعض أزواجه حديثاً [التحريم : ٣ .] . وقال ( ابن أبي الحديد ) : نظر حكيم إلى امرأة مصلوبة على شجرة
فقال : ليت كلّ شجرة تحمل مثل هذه الثمرة [شرح ابن أبي الحديد ٩ : ١٦٣ .] . ورأى بعض الحكماء امرأة غريقة قد
احتملها السيل فقال : زادت الكدر كدرا والشر بالشر يهلك [شرح ابن أبي الحديد ٩ : ١٦٣ .] . ورأى بعضهم جارية تحمل نارا فقال :
نار على نار ، والحامل شرّ من المحمول [شرح ابن أبي الحديد ٩ : ١٦٣ .] . ورأى حكيم امرأة تعلم الكتابة فقال :
سهم يسقى سما ليرمى به يوما ما [المصدر نفسه .] . ومرّت امرأة بسقراط وهومشرق في الشمس
فقالت : ما أقبحك أيها الشيخ فقال : لولا أنّكنّ من المرائي الصديّة لغمّني ما
بان فيكنّ من قبح صورتي [المصدر نفسه .] . قلت : وفي ( اصلاح المنطق ) في قوله
صلّى اللَّه عليه وآله « إنّكنّ إذا شبعتنّ خجلتنّ ، وإذا جعتنّ دقعتنّ » الخجل
سوء احتمال الغنى ، والدقع سوء احتمال الفقر [ابن السكيت ، اصلاح المنطق : ١٤١ .] . « إنّ المؤمنين مستكينون » ليس همّهم
بطونهم كالبهائم . « إنّ المؤمنين مشفقون » ليسوا مثل
فرقة همّهم العدوان على العباد . « إنّ المؤمنين خائفون » ليسوا
كطائفة كالنساء همّهم زينة الحياة الدنيا والفساد فيها والإفساد . وفي الكلام اشارة ثانية إلى أن أصحاب
الجمل لم يكونوا من الايمان في شيء لخلّوهم من أوصافهم . هذا ، وعن المغيرة : النساء أربع
والرجال أربعة : رجل مذكر وامرأة مؤنّثة فهوقوّام عليها ، ورجل مؤنّث وامرأة
مذكّرة فهي قوّامة عليه ، ورجل مذكّر وامرأة مذكّرة فهما كالوعلين ينتطحان ،
ورجل مؤنّث وامرأة مؤنّثة فهما لا يفلحان [الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني ١٦ : ٨٧
.] . وللأخطل : يمددن من هفواتهن إلى الصبا ***** سببا يصدن به الغواة طوالا ما إن رأيت كمكرهن إذا جرى ***** فينا ولا كحبالهنّ حبالا المهديات لمن هوين مسبّة ***** والمحسنات لمن قلين مقالا يرعين عهدك ما رأينك شاهدا ***** وإذا مذلت يصرن عنك مذالا إنّ الغواني إن رأينك طاويا ***** برد الشباب طوين عنك وصالا وإذا وعدنك نائلا أخلفنه ***** ووجدت عند عداتهن مطالا وإذا دعونك عمّهن فإنّه ***** نسب يزيدك عندهن خبالا ديوان
الأخطل : ٢٤٧ . ولعلقمة الفحل : فإن تسألوني بالنساء فإنّني ***** بصير بأدواء النساء طبيب إذا شاب رأس المرء أوقلّ ماله ***** فليس له في ودّهن نصيب يردن ثراء المال حيث علمنه ***** وشرخ الشباب عندهن عجيب
الشعر والشعراء لابن قتيبة : ٣٤ . ولطفيل الغنوي : إنّ النساء كأشجار نبتن معا ***** منها المرار وبعض النبت مأكول إنّ النساء وان ينهين عن خلق ***** فإنّه واجب لا بدّ مفعول لا يصرفنّ لرشد إن دعين له ***** وهنّ بعد ملائيم مخاذيل
ديوان الغنوي : ٣٤ ، وذكره النويري في نهاية الارب ٣ : ٦٨ . وقال كعب بن زهير في قصيدته في مدح
النبي صلّى اللَّه عليه وآله التي أولها : « بانت سعاد فقلبي اليوم متبول » فيا لها خلة لوأنّها صدقت ***** بوعدها أولوأنّ النصح مقبول لكنّها خلّة قد سيط من دمها ***** فجع وولع وأخلاف وتبديل فما تدوم على حال تكون بها ***** كما تلوّن في أثوابها الغول وما تمسك بالعهد الذي زعمت ***** إلاّ كما يمسك الماء الغرابيل فلا يغرّنك ما منّت وما وعدت ***** إنّ الأماني والأحلام تضليل كانت مواعيد عرقوب لها مثلا ***** وما مواعيدها إلاّ الأباطيل الشعر
والشعراء لابن قتيبة : ٣٣ . وفي ( نوادر نكاح الفقيه ) عنه عليه
السّلام : لا تحملوا الفروج على السروج فتهيجوهن على الفجور [الفقيه ٣ : ٤٦٨ ح ٤٦٢٦ .] . ومر في ٤ ٤٢ « وجهاد المرأة حسن
التبعّل » [راجع الكتاب .] . وروى ( حلية أبي نعيم ) إنّ النبي
صلّى اللَّه عليه وآله إنصرف من الصبح يوما فأتى النساء فوقف عليهن فقال : اني
قد رأيت انكن أكثر أهل النار فتقرّبن إلى اللَّه تعالى بما استطعتنّ وفي خبر
تصدقن ولوبحليّكنّ وكانت امرأة ابن مسعود فيهن ، فأخذت حليا لها فقال لها ابن
مسعود : أين تذهبين به ؟ قالت : أتقرّب به إلى اللَّه تعالى لعل
اللَّه لا يجعلني من أهل النار . فقال : هلمّي تصدّقي به عليّ وعلى ولدي فأنا له
موضع . قال : وسئل النبي صلّى اللَّه عليه وآله عن ذلك فقال : لها أجران أجر
القرابة وأجر العلاقة [وهي زينب الثقفية : انظر ترجمتها في حلية الأولياء ٢ : ٦٩ ، وأخرج
الحديث « تصدقن ولومن حليكن » البخاري في الزكاة الحديث ٣٣ و٤٨ ومسلم في صحيحة
في العيدين الحديث ٤ والزكاة الحديث ٤٦ و٤٧ ، والترمذي في الزكاة الحديث ١٢ ،
والنسائي في الزكاة الحديث ١٩ و٨٢ ، والدارمي في كتاب الصلاة الحديث ٢٣٤ ،
والزكاة الحديث ٢٣٣ .] . وفي ( المعمرون ) لأبي حاتم : عاش
شرية الجعفي [هوشرية بن عبد اللَّه بن قليت بن خولي بن ربيعة بن عوف بن معاوية بن
ذهل بن مالك بن مريم بن جعفي .] ثلاثمائة سنة ، وقيل له ما بال ابنك قد خرف وبك بقية . قال : أما
واللَّه ما تزوّجت أمه حتى أتت عليّ سبعون سنة ، وتزوجتها ستيرة عفيفة إن رضيت
رأيت ما تقرّبه عيني وإن سخطت تأتت لي حتى أرضى . وانّ ابني تزوّج امرأة فاحشة بذيّة
إن رأى ما تقربه عينه تعرضت له حتى يسخط وان سخط تلغبّته [اللغب هوالتعب والإعياء .] حتى يهلك [المعمّرون لابن حاتم : ٤٩ .] . انتهى. منقول من كتاب بهج الصباغة في شرح نهج
البلاغة (بتصرف) |
|
كلامه عليه السلام في النساء
|
|
الحكمة
( ١٢٤ ) وقال عليه السّلام :
|
|
غَيْرَةُ اَلْمَرْأَةِ كُفْرٌ وغَيْرَةُ اَلرَّجُلِ إِيمَانٌ . |
|
أقول : « الغيرة » بالفتح صرح به ابن السّكّيت [اصلاح المنطق لابن السّكّيت : ٢٨٣ ، وذكره ابن سيده في الصحاح ٢ :
٧٧٦ .] ، روى ( الكافي ) عنه عليه السّلام قال : كتب اللَّه الجهاد على
الرجال والنساء ، وجهاد المرأة أن تصبر على ما ترى من أذى زوجها وغيرته [الكافي للكليني ٥ : ٩ ح ١ .] وفي خبر آخر وجهاد المرأة حسن التبعل . وروى ( الطبري ) عن ابن عباس قال : إنّ ليلى بنت الخطيم الخزرجية أقبلت إلى النبي صلّى اللَّه عليه
وآله وهومولّ ظهره الشمس ، فضربت على منكبه فقال : من هذه ؟ قالت : أنا ابنة
مباري الريح ، جئتك أعرض عليك نفسي فتزوّجني . قال : قد فعلت . فرجعت إلى قومها
فقالت : قد تزوّجني النبيّ . فقالوا : بئس ما صنعت ، أنت امرأة غيرى والنبي صلّى
اللَّه عليه وآله صاحب نساء ، إستقيليه نفسك ، فرجعت إلى النبي صلّى اللَّه عليه
وآله فقالت : أقلني . قال : قد أقلتك [تاريخ الامم والملوك للطبري ٢ : ٤١٧ .] . قلت : لوصح الخبر لدلّ على اختصاص النبي صلّى اللَّه عليه وآله
بالإقالة بدل الطلاق . وفي ( ذيل الطبري ) : قال أبومعشر تزوّج النبي صلّى اللَّه عليه وآله مليكة بنت كعب
الليثي وكانت تذكر بجمال بارع ، فدخلت عليها عائشة فقالت : أما تستحين أن تنكحي
قاتل أبيك . فاستعاذت من النبي صلّى اللَّه عليه وآله فطلقها ، فجاء قومها إلى
النبي فقالوا : إنّها صغيرة ولا رأي لها وخدعت فارتجعها ، فأبى ، وكان أبوها قد
قتل يوم فتح مكّة قتله خالد بن الوليد بالخندمة . و( فيه ) أيضا قال أبواسيد الساعدي : تزوّج النبي صلّى اللَّه عليه وآله أسماء ابنة النعمان الجونية
وأرسلني فجئت بها فقالت حفصة لعائشة أوعائشة لحفصة إخضبيها أنت وأمشطها أنا ،
ففعلت ثم قالت إحداهما لها : إن النبيّ يعجبه من المرأة إذا ادخلت عليه أن تقول
: « أعوذ باللَّه منك » ، فلما دخلت عليه واغلق الباب وأرخى الستر مدّ يده إليها
فقالت : أعوذ باللَّه منك . فقال بكمه على وجهه فاستتر به وقال : عذت معاذا ثلاث
مرّات قال أبوأسيد : ثم خرج النبي صلّى اللَّه عليه وآله عليّ وقال ألحقها
بأهلها ومتّعها برازقيتين يعني كرباسين فكانت تقول : ادعوني الشّقسّة ، فلما
طلعت بها على القوم تصايحوا وقالوا : إنّك لغير مباركة ما دهاك ؟ فقالت : خدعت ،
فقيل لي كيت وكيت . فقال أهلها : لقد جعلتنا في العرب شهرة . فنادت أبا أسيد
وقالت : قد كان ما كان فالذي أصنع ما هو؟ قال : أقيمي في بيتك فاحتجبي إلاّ من
ذي محرم ولا يطمع فيك طامع بعد النبي صلّى اللَّه عليه وآله ، فإنّك من امّهات
المؤمنين . فأقامت حتى توفّيت في خلافة عثمان . قال زهير بن معاوية ماتت كمدا [تاريخ الامم والملوك للطبري ٨ : ٨٩ .] . وفي ( عيون ابن قتيبة ) قالت عائشة : خطب النبي صلّى اللَّه عليه وآله امرأة من كلب ، فبعثني أنظر
إليها فقال لي : كيف رأيت ؟ فقلت : ما رأيت طائلا . فقال : لقد رأيت خالا بخدّها
أقشعر كلّ شعرة منك على حدها . فقالت : ما دونك ستر [عيون الأخبار لابن قتيبة ٤ : ١٩ كذا أخبار النساء لابن قيم الجوزية
: ٩ .] . وروى ( سنن أبي داود ) عن أنس أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله كان عند بعض نسائه ، فأرسلت إحدى
امهات المؤمنين مع خادمها قصعة فيها طعام ، فضربت بيدها فكسرت القصعة ، فأخذ
النبي صلّى اللَّه عليه وآله الكسرتين فضمّ إحداهما إلى الاخرى فجعل يجمع فيها
الطعام ويقول : غارت امّكم [سنن أبي داود ٣ : ٢٩٧ ح ٣٥٦٧ .] . قلت : والمرسلة للطعام في قصعة كانت صفية بن حيّ بن أخطب والكاسرة
لها عائشة كما صرّح به في خبر رواه بعد وفي ذاك الخبر : أخذ عائشة أفكل فكسرت
الإناء . وفي ( اسد الغابة ) في عنوان خديجة ، قالت عائشة : كان النبي صلّى اللَّه عليه وآله لا
يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها ، فذكرها يوما فأدركتني
الغيرة فقلت : هل كانت إلاّ عجوزا فقد أبدلك اللَّه خيرا منها . فغضب حتى اهتزّ
مقدّم شعره من الغضب ، ثم قال : لا واللَّه ما أبدلني اللَّه خيرا منها ، آمنت
بي إذ كفر الناس ، وصدّقتني إذ كذّبني الناس ، وواستني في مالها إذ حرمني الناس
، ورزقني اللَّه منها أولادا إذ حرمني أولاد النساء [اسد الغابة لابن الأثير ٥ : ٤٣٨ قلت : ومغزى كلامه صلّى اللَّه عليه وآله أنّ أباها كان كافرا فيمن
كفر ومكذّبا فيمن كذب حين اسلام خديجة ، كما أنّها هي من نسائه اللاتي حرم الولد
منهن،فكيف يدّعون لأبيها تقدم اسلامه . وفي ( تفسير القمّي ) في قوله تعالى : وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي [الأحزاب : ٥٠ .] كان سبب نزولها أنّ امرأة من الأنصار أتت النبي صلّى اللَّه عليه
وآله وقد تهيّأت وتزيّنت ، فقالت : يا رسول اللَّه هل لك فيّ حاجة فقد وهبت نفسي لك . فقالت لها عائشة : قبّحك
اللَّه ما أنهمك للرجال . فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله : مه يا عائشة
فإنّها رغبت في رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله إذ زهدتنّ فيه . ثم قال :
رحمك اللَّه ورحمكم يا معشر الأنصار ، نصرني رجالكم ورغبت فيّ نساؤكم ، إرجعي
رحمك اللَّه فإنّي أنتظر أمر اللَّه فأنزل اللَّه تعالى وامرأة مؤمنة إن وهبت
نفسها للنبي إن أراد النبيّ أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين [الأحزاب : ٥٠ .] فلا تحلّ الهبة إلاّ لرسول اللَّه [تفسير القمي ٢ : ١٩٥ .] . ثم من المضحك أنّ النووي في شرحه على صحيح مسلم قال بعد ذكر رواية مسلم عن عائشة
قالت : قال لي النبي صلّى اللَّه عليه وآله : إنّي لأعلم إذا كنت عنّي راضية
وإذا كنت عليّ غضبى . قلت : ومن أين تعرف ذلك ؟ قال : أمّا إذ كنت عني راضية
تقولين : « لا وربّ محمّد » وإذ كنت غضبى تقولين : « لا وربّ إبراهيم » . قلت : أجل واللَّه لا أهجر إلاّ اسمك . مغاضبة عائشة للنبي صلّى اللَّه عليه وآله هي ممّا سبق من الغيرة
التي عفي عنها للنساء في كثير من الأحكام كما سبق لعدم انفكاكهن منها ، حتى قال
مالك وغيره من علماء المدينة : يسقط عنها الحد إذا قذفت زوجها بالفاحشة على جهة
الغيرة ، قال واحتج بما روي ان النبي صلّى اللَّه عليه وآله قال : ما تدري
الغيراء أعلى الوادي من أسفله . ولولا ذلك لكان على عائشة في ذلك من الحرج ما
فيه ، لأن الغضب على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وهجره كبيرة عظيمة [صحيح مسلم بشرح النووي ١٥ : ٢٠٣ .] . فإنّ إخواننا إنّما عرفوا الحق بالأشخاص ، فاعتقدوا بحسب مذهبهم
المتناقض أنّ عائشة صدّيقة ابنة صدّيق . فاشتروا بذلك قول اللَّه جل وعلا : يا نساء النبي من يأت منكنّ
بفاحشة مبيّنة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على اللَّه يسيرا [الأحزاب : ٣٠ .] وقوله تعالى فيها وفي صاحبتها : وإن تظاهرا عليه فإنّ اللَّه هو
مولاه وجبريل وصالح المؤمنين [التحريم : ٤ .] . وقوله عزّ اسمه تعريضا بهما كما صرّح به ( الزمخشري ) [الكاشف للزمخشري ٤ : ٥٧١ .] ورواه ( صحيح مسلم ) [صحيح مسلم ١٥ : ٢٠٣ .] : ضرب اللَّه مثلا للّذين كفروا
امرأت نوح وامرأت لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا
عنهما من اللَّه شيئا وقيل ادخلا النّار مع الدّاخلين [التحريم : ١٠ بثمن قليل ، فكان ضعف العذاب عليها لإتيانها بتلك الفواحش المبيّنة
عليهم عسيرا ، وتظاهرها هي وصاحبتها على نبيّه صلّى اللَّه عليه وآله نسيا منسيا
، وأنّها مع خيانتها تلك الخيانات التي أثبتها التاريخ في الجمل وغير الجمل كان كونها تحت النبي
صلّى اللَّه عليه وآله لا يغني عنها شيئا . كما أغمضوا عمّا شاهدوا من أبيها وصاحبه مع النبي صلّى اللَّه عليه
وآله بالتخلّف عن جيش اسامة الذي لعن المتخلف عنه ومنعه من الوصية ونسبة الهجر
إليه ، مع قوله تعالى : وما ينطق عن الهوى إن هوإلاّ وحي يوحى[النجم : ٣ ٤ .] ومع أهل بيته بإحراقهم لولم يبايعوا . مع قوله تعالى فيهم إنّما يريد اللَّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
ويطهّركم تطهيرا [الأحزاب : ٣٣ .] . ولمّا قال بعضهم لأمير المؤمنين عليه السّلام : إني أعتزلك لاعتزال
سعد وابن عمر لك . قال عليه السّلام له : إنّك تعرف الحقّ بالرجال والواجب أن
تعرف الرجال بالحقّ [ذكره المفيد في أماليه : ٣ بلفظ : « فإنّك امرؤ ملبوس عليك ، إنّ
دين اللَّه لا يعرف بالرجال بل بآية الحق ، فأعرف الحق تعرف أهله .] . وكيف تكون غيرتهن عفوا وقد قال أمير المؤمنين عليه السّلام «
غيرتهن كفر » وقال الباقر عليه السّلام : غيرة النساء الحسد ، والحسد أصل الكفر
، إنّ النساء إذا غرن غضبن ، وإذا غضبن كفرن إلاّ المسلمات منهنّ [الفروع من الكافي للكليني ٥ : ٥٠٥ ، وذكره الطبرسي في مكارم الأخلاق
: ١٢٤ .] . وقال الصادق عليه السّلام : إن اللَّه تعالى لم يجعل الغيرة للنساء
، وإنّما تغار المنكرات منهن ، فأمّا المؤمنات فلا ، إنّما جعل اللَّه الغيرة
للرجال [الفروع من الكافي للكليني ٥ : ٥٠٥ ح ٢ .] . فأمّا قول النبي صلّى اللَّه عليه وآله « الغيراء لا تدري أعلى
الوادي من أسفله » فبيان حالهن لا دليل جواز عملهن . وورد من طريقنا [من حديث مطول أسنده الطبرسي إلى جابر . . . لم يأت المؤلف على ذكره
بالتفصيل انظر مكارم الأخلاق : ١٢٤ .] أيضا هكذا : بينا كان النبي صلّى
اللَّه عليه وآله قاعدا إذ جاءت امرأة عريانة حتى قامت بين يديه فقالت : إنّي قد
فجرت فطهّرني ، وجاء رجل يعدوفي أثرها وألقى عليها ثوبا ، فقال : ما هي منك ؟
قال : صاحبتي خلوت بجاريتي فصنعت ما ترى . فقال : ضمّها إليك . ثم قال : ان
الغيراء لا تبصر أعلى الوادي من أسفله [الكافي للكليني ٥ : ٥٠٥ ح ٣ ، وفتح
الباري في شرح صحيح البخاري ٩ : ٣٢٥ .] . وكيف يعفى عنهنّ مع ترتب مفاسد كثيرة على غيرتهن ، فقد روى الكافي
أنّ عمر اتي بجارية قد شهدوا عليها أنّها بغت وكان من قصتها أنّها كانت يتيمة
عند رجل وكان الرجل كثيرا ما يغيب عن أهله ، فشبّت اليتيمة فتخوّفت المرأة أن
يتزوجها زوجها ، فدعت بنسوة حتى أمسكنها فأخذت عذرتها بأصبعها ، فلما قدم زوجها
من غيبته رمت المرأة اليتيمة بالفاحشة وأقامت البيّنة من جاراتها اللاّتي
ساعدنها على ذلك ، فرفع ذلك إلى عمر فلم يدر كيف يقضي فيها ، ثم قال للرجل : إئت
عليّ بن أبي طالب وإذهب بنا إليه . فأتوه عليه السّلام وقصوا عليه القصة ، فقال عليه السّلام لامرأة
الرجل : ألك بيّنة أوبرهان ؟ قالت : هؤلاء جاراتي يشهدن عليها بما أقول ، وأحضرتهن فأخرج علي
عليه السّلام سيفه من غمده فطرحه بين يديه وأمر بكلّ واحدة منهن فأدخلت بيتا ،
ثم دعا امرأة الرجل فأدارها بكل وجه فأبت أن تزول عن قولها ، فردّها إلى البيت
الذي كانت فيه ودعا إحدى الشهود وجثا على ركبتيه ثم قال : تعرفيني أنا علي بن أبي
طالب وهذا سيفي وقد قالت امرأة الرجل ما قالت ورجعت إلى الحق وأعطيتها الأمان
وإن لم تصدقيني لأمكّننّ السيف منك . فالتفتت المرأة إلى عمر وقالت : الأمان على
الصدق . فقال لها علي فاصدقي ، فقالت لا واللَّه إلاّ أنّها رأت جمالا وهيئة
فخافت فساد زوجها فسقتها المسكر ودعتنا فأمسكناها فافتضّتها بأصبعها . فقال علي
عليه السّلام : اللَّه أكبر أنا أوّل من فرق بين الشهود إلاّ دانيال النبي عليه
السّلام ، والزمهن حدّ القاذف والزمهن جميعا العقر وجعل عقرها أربعمائة درهم ،
وأمر بالمرأة أن تنفى من الرجل ويطلقها زوجها ، وزوّجه عليه السّلام الجارية
وساق المهر عنه . . . [الكافي للكليني ٧ : ٤٢٥ ح ٩ .] . وروى أيضا أنّه كان على عهد أمير المؤمنين عليه السّلام رجلان متؤاخيان في اللَّه عز وجل ،
فمات أحدهما وأوصى إلى الآخر في حفظ بنية كانت له ، فحفظها الرجل وأنزلها منزلة
ولده في اللطف والإكرام ، ثم حضره سفر فخرج وأوصى امرأته في الصبية ، فأطال
السفر حتى إذا أدركت الصبيّة وكان لها جمال وكان الرجل يكتب في حفظها والتعاهد
لها ، فلما رأت ذلك امرأته خافت أن يقدم فيراها قد بلغت مبلغ النساء فيعجبه
جمالها فيتزوجها ، فعمدت إليها هي ونسوة معها قد كانت أعدّتهن ، فأمسكنّها لها
ثم افترعتها بأصبعها ، فلما قدم الرجل من سفره دعا الجارية ، فأبت أن تجيبه
استحياء ممّا صارت إليه ، فألحّ عليها في الدعاء ، كلّ ذلك وهي تأبى أن تجيبه ،
فلما أكثر عليها قالت له امرأته : دعها فانّها تستحي أن تأتيك من ذنب أتته ، ورمتها
بالفجور ، فاسترجع الرجل ثم قام إلى الجارية فوبّخها وقال لها : ويحك أما علمت
ما كنت أصنع بك من الألطاف ، واللَّه ما كنت أعدّك إلاّ كبعض ولدي أوإخوتي وإن
كنت لابنتي ، فما دعاك إلى ما صنعت ؟ فقالت له الجارية : أمّا إذ قيل لك ما قيل
فواللَّه ما فعلت الذي رمتني به امرأتك ولقد كذبت عليّ ، فإنّ القصة لكذا وكذا
ووصفت له ما صنعت امرأته بها . فأخذ الرجل بيد امرأته ويد الجارية فمضى بهما حتى
أجلسهما بين يدي أمير المؤمنين عليه السّلام وأخبره بالقصة كلّها وأقرّت المرأة
بذلك ، وكان الحسن عليه السّلام بين يدي أبيه فقال له : إقض فيها . فقال الحسن
عليه السّلام : نعم على المرأة الحد لقذفها الجارية وعليها القيامة لافتراعها
.فقال عليه السّلام له :صدقت [الكافي للكليني ٧ : ٢٠٧ ح ١٢ .] . وفي ( مناقب السروي ) عن تميم بن خزام الأسدي قال : صبّت امرأة
بياض البيض على فراش ضرّتها وقالت لزوجها : قد بات عندها رجل ، ففتّش ثيابها
فأصاب ذلك البيض ، فقص ذلك على عمر فهمّ أن يعاقبها فقال أمير المؤمنين عليه السّلام : إيتوني بماء حار قد اغلي غليانا شديدا ،
فلما اتي به أمرهم فصبّوا على الموضع فاشتوى ذلك الموضع ، فرمى به إليها وقال :
إنّه من كيدكن إنّ كيدكن عظيم [يوسف : ٢٨. وقال عليه السّلام لزوجها : أمسك عليك زوجك فإنّها حيلة تلك التي قذفتها ، فضربها الحدّ المناقب للسروي ٢ : ٣٦٧ وفي ( معجم أدباء الحموي ) نقلا عن كتاب شعراء ابن المعتزّ : كان الخليل منقطعا إلى
الليث بن رافع بن نصر بن سيّار ، وكان الليث من أكتب أهل زمانه بارع الأدب بصيرا
بالشعر والغريب والنحو، وكان كاتبا للبرامكة وكانوا معجبين به ، فارتحل إليه
الخليل وعاشره فوجده بحرا فأغناه ، وأحبّ الخليل أن يهدي إليه هدية تشبهه ،
فاجتهد في تصنيف كتاب العين فصنّفه له وخصّه به دون الناس وحبّره وأهداه إليه ،
فوقع منه موقعا عظيما وسرّ به وعوّضه عنه مائة ألف درهم واعتذر إليه ، وأقبل
الليث ينظر فيه ليلا ونهارا لا يملّ النظر فيه حتى حفظ نصفه وكانت ابنة عمّه
تحته فاشترى عليها جارية نفيسة بمال جليل ، فبلغها ذلك فغارت غيرة شديدة ، فقالت
واللَّه لأغيظنّه ولا ابقي غاية . فقالت : إن غظته في المال فذاك ما لا يبالي
ولكني أراه مكبّا ليله ونهاره على هذا الدفتر واللَّه لأفجعنه به ، فأخذت الكتاب
وأضرمت نارا وألقته فيها ، وأقبل الليث إلى منزله ودخل إلى البيت الذي كان فيه
الكتاب ، فصاح بخدمه وسألهم عن الكتاب فقالوا : أخذته الحرة ، فبادر إليها وقد
علم من أين اتي ، فلما دخل عليها ضحك في وجهها وقال لها : ردّي الكتاب فقد وهبت
لك الجارية وحرّمتها على نفسي ، وكانت غضبى فأخذت بيده وأرته رماده ، فسقط في يد
الليث فكتب نصفه من حفظه وجمع على الباقي أدباء زمانه وقال لهم : مثلوا عليه
واجتهدوا ، فعملوا هذا النصف الذي بأيدي الناس ، فهوليس من تصنيف الخليل ولا
يشقّ غباره [معجم الأدباء لياقوت الحموي ١٧ : ٤٥ ، عقلا عن طبقات الشعراء لعبد
اللَّه بن المعتز : ٩٧ .] . هذا ، وفي السير : ضرب البعث على كوفي إلى آذربيجان ، فاقتاد جارية
وفرسا وكان مملكا بابنة عمه ، فكتب إليها ليغيرها : ألا بلغوا ام البنين بأننا ***** غنينا وأغنتنا الغطارفة المرد بعيد مناط المنكبين إذا جرى ***** وبيضاء كالتمثال زيّنها العقد فهذا لأيّام العدووهذه ***** لحاجة نفسي حين ينصرف الجند فكبت إليه امرأته : ألا فاقره منّي السّلام وقل له ***** غنينا وأغنتنا غطارفة المرد إذا شئت أغناني غلام مرجّل ***** ونازعته في ماء معتصر الورد وان شاء منهم ناشىء مدّ كفّه ***** إلى عكن ملساء أوكفل نهد فما كنتم تقضون حاجة أهلكم ***** شهودا قضيناها على النأي والبعد فعجّل علينا بالسراح فإنّه ***** منانا ولا ندعولك اللَّه بالرد فلا قفل الجند الذي أنت فيهم ***** وزادك رب الناس بعدا على بعد فلما ورد عليه الكتاب لم يزد ان ركب فرسه وأردف الجارية ولحق بها ،
فكان أوّل شيء قال لها : تاللَّه هل كنت فاعلة . قالت : أنت أحقر من أن أعصي
اللَّه فيك ، كيف ذقت طعم الغيرة ، فوهب لها الجارية وانصرف إلى بعثه[الابشيهي ، المستطرف في كل فن مستظرف ٢ : ٤٨٧ ٤٨٨ .] . وفي المناقب عن غريب حديث أبي عبيد : جاءت امرأة إلى علي عليه السّلام وقالت : ان زوجها يأتي جاريتها .
فقال عليه السّلام : ان كنت صادقة رجمناه وان كنت كاذبة جلدناك . فقالت : ردوني
إلى أهلي غيري نقزة .قال أبوعبيد : تعني ان جوفها يغلي من الغيظ والغيرة [المناقب لابن شهر آشوب ٢ : ٣٨١ .] . وفي ( المروج ) : ذكر مصعب الزبيري أنّ امّ سلمة بنت يعقوب المخزومي كانت بعد هشام
بن عبد الملك عند السفاح ، وكان حلف لها أن لا يتزوّج عليها ولا يتسرّى ، وغلبت
عليه غلبة شديدة حتى ما كان يقطع أمرا إلاّ بمشورتها ، حتى أفضت الخلافة إليه
فوفى لها بما حلف لها ، فلما كان ذات يوم خلا به خالد ابن صفوان فقال له : إني
فكّرت في أمرك وسعة ملكك ، وقد ملكت نفسك امرأة واحدة ، فإن مرضت مرضت وان غابت
غبت وحرمت نفسك التلذّذ باستطراف الجواري ومعرفة أخبار حالاتهن والتمتّع بما
تشتهي منهنّ ، فإنّ منهن الطويلة الغيداء ومنهن الفضة البيضاء ، ومنهن العتيقة
الأدماء والدقيقة السمراء والبربرية العجزاء ، من مولدات المدينة تفتن بمحادثتها
وتلذّ بخلوتها ، وأين أنت من بنات الأحرار والنظر إلى ما عندهن وحسن الحديث منهن
، ولورأيت الطويلة البيضاء والسمراء اللعساء والصفراء العجزاء والمولّدات من
البصريات والكوفيات ، ذوات الألسن العذبة والقدود المهفهفة والأوساط المخصّرة
والأصداغ المزرفنة ، والعيون المكحلة والثدي المحقة ، وحسن زيّهن وزينتهن وشكلهن
، لرأيت شيئا حسنا وجعل يجيد في الوصف ويجدّ في الاطناب بحلاوة لفظه وجودة صفته
. فلما فرغ قال له السفاح : ويحك يا خالد ما صكّ مسامعي واللَّه قطّ كلام أحسن من كلامك ،
فأعده علي فقد وقع منّي موقعا ، فأعاد عليه خالد أحسن ممّا ابتدأ ، ثم انصرف وبقي
السفاح مفكّرا فيما سمع من خالد ، فدخلت عليه ام سلمة فلما رأته متفكّرا قالت :
إنّي لأنكرك ، هل حدث أمر أوأتاك خبر ؟ قال : لم يكن من ذلك شيء . قالت : فما
قصّتك ؟ فجعل يزوي عنها فلم تزل به حتى أخبرها بمقالة خالد ، فقالت : فما قلت لابن الفاعلة . قال : سبحان
اللَّه ينصحني وتشتمينه ، فخرجت من عنده مغضبة وأرسلت إلى خالد من البخارية
ومعهم من الكافر كوبات ، وأمرتهم أن لا يتركوا منه عضوا صحيحا . قال خالد : فانصرفت إلى منزلي وأنا على السرور بما رأيت من السفاح
وإعجابه بما ألقيته إليه ، ولم أشكّ أنّ صلته تأتيني ، فلم ألبث حتى صار إليّ
اولئك البخارية وأنا قاعد على باب داري ، فلما رأيتهم أيقنت بالجائزة واصلة ،
حتى وقفوا عليّ فسألوا عني فقلت : ها أنا ذا خالد ، فسبق اليّ أحدهم بهراوة كانت
معه ، فلما أهوى بها اليّ وثبت الى منزلي وأغلقت الباب واستترت ،ومكثت أيّاما
على تلك الحال لا أخرج من منزلي ، ووقع في خلدي أنّي أوتيت من قبل امّ سلمة ،
وطلبني السفاح طلبا شديدا فلم أشعر ذات يوم إلاّ بقوم هجموا عليّ وقالوا : أجب
الخليفة . فأيقنت بالموت ، فركبت وليس عليّ لحم ولا دم ، فلما وصلت إلى الدار
أومى اليّ بالجلوس . ونظرت فإذا خلف ظهري باب عليه ستور قد ارخيت وحركة خلفها ،
فقال السفاح : لم أرك يا خالد منذ ثلاث . قلت : كنت عليلا . قال : ويحك إنّك وصفت لي في آخر دخلة من أمر
الناس والجواري ما لم يخرق مسامعي قط كلام أحسن منه فأعده علي . قلت : نعم . أعلمتك أنّ العرب اشتقت اسم الضرّة من الضر ، وان أحدهم ما تزوج من
النساء أكثر من واحدة إلاّ كان في جهد . فقال : ويحك لم يكن هذا في الحديث . قلت : بلى ، وأخبرتك أنّ الثلاث من النساء كأثافي القدر يغلي عليهن
. قال : برئت من قرابتي من النبي إن كنت سمعت هذا منك في حديثك . قلت : وأخبرتك
أنّ الأربعة من النساء شرّ صيح بصاحبه يشنه ويهرمنه ويسقمنه . قال : ويلك ما
سمعت هذا منك ولا من غيرك قبل هذا . قال خالد : بلى . قال : ويلك تكذّبني . قلت : وتريد أن تقتلني . قال : مر في حديثك . قلت : وأخبرتك ان
أبكار الجواري رجال ولكن لا خصي لهن . قال خالد : وسمعت الضحك من وراء الستر قلت : ونعم وأخبرتك أيضا ان
بني مخزوم ريحانة قريش وأنت عندك ريحانة من الرياحين وأنت تطمح بعينك إلى حرائر
النساء وغيرهن من الاماء . قال خالد : فقيل لي من وراء الستر صدقت يا عمّاه وبرّرت بهذا حديث
الخليفة ولكنه بدل وغيّر ونطق عن لسانك بغيره . فقال لي السفاح : قاتلك اللَّه
وأخزاك وفعل بك وفعل ، فتركته وخرجت وقد أيقنت بالحياة . قال : فما شعرت إلاّ
برسل ام سلمة قد صاروا إليّ ومعهم عشرة آلاف درهم وتخت وبرذون وغلام [مروج الذهب للمسعودي ٣ : ٢٦٠ .] . وغيرة الرجل التي هي إيمان ، غيرته على ميل امرأته إلى رجل أجنبي ،
وأمّا ميلها إلى زوج لها قبل بمعنى مدحها له بصفات ليست في الأخير فيغيّر زوجها
فليس بايمان بل من الكفر ، ففي السير كانت مع سعد بن أبي وقاص بالقادسية زوجة له
كانت قبل تحت المثنى بن حارثة ، فلما لم تر من سعد إقداما مثل المثنى قالت :
وامثنياه ولا مثنى للمسلمين اليوم . فلطمها سعد فقالت المرأة : أغيرة وجبنا .
فذهبت مثلا [شرح ابن أبي الحديد ٩ : ١٦٣ .] |
|
الحكمة
( ٢٣٨ ) وقال عليه السّلام :
|
|
اَلْمَرْأَةُ
شَرٌّ كُلُّهَا وشَرُّ مَا فِيهَا أَنَّهُ لاَ بُدَّ مِنْهَا « المرأة شرّ كلّها
» |
|
قالوا : كتب بعض الحكماء على باب داره « لا يدخل داري شرّ » فقال
بعض آخر منهم : من أين تدخل امرأتك [مروج الذهب للمسعودي ٢ : ٣٢٥ .] ؟ وقالوا : تزوّج بعضهم امرأة نحيفة فقيل له في ذلك فقال : اخترت من
الشرّ أقلّه [شرح ابن أبي الحديد ٩ : ١٦٣ و١٨ : ١٩٨ ١٩٩ وقالوا : رأى بعض الحكماء امرأة غريقة قد احتملها السيل فقال :
زادت الكدر كدرا ، والشر بالشر يهلك [المصدر نفسه .]. وفي ( الملل ) : رأى ديوجانس امرأة تحملها الماء فقال : على هذا
المعنى جرى المثل « دع الشر يغسله الشر » [الملل والنحل للشهرستاني ٢ : ١٥٢ ،
وشرح ابن أبي الحديد ١٨ : ١٩٨ .] . ورأى نساء يتشاورن فقال :على هذا جرى المثل :«هوذا الثعبان يستقرض
من الأفاعي سمّا » . ورأى امرأة متزينة في ملعب فقال : هذه لم تخرج لترى ولكن لترى
وقالوا : رأى بعضهم جارية تحمل نارا فقال : نار على نار ، والحامل شر من المحمول
وقالوا : رأى حكيم جارية تتعلّم الكتابة ، فقال : يسقى هذا السهم سمّا ليرمي به
يوما ما [الملل والنحل للشهرستاني ٢ : ١٥٢ ، وشرح ابن أبي الحديد ٩ : ١٦٣ .] . وقالوا : ونظر حكيم إلى امرأة مصلوبة على شجرة ، فقال : ليت كلّ
شجرة تحمل مثل هذه الثمرة [شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٩ : ١٦٣ و١٨ : ١٩٨ .] . وقال بعضهم : ان النساء شياطين خلقن لنا ***** نعوذ باللَّه من شرّ الشياطين نسبوا هذا البيت إلى عمر بن الخطاب ، قاله عند ما سمع امرأة تقول :
ان النساء رياحين خلقن لكم وكلكم يشتهي وقال بعضهم في قولهم « بعد الّتي واللّتيّا » : إن رجلا تزوج امرأة
قصيرة وامرأة طويلة ، فلقي منهما شدّة ، فطلّقهما وقال : بعد اللتيا يعني
القصيرة والّتي أي الطويلة لا أتزوج أبدا [مجمع الأمثال للميداني ١ : ١٢٥ .] . وفي ( شعراء ابن قتيبة ) : كان جران العود والرحال خدنين ، فتزوج
كلّ واحد منهما امرأتين ، فلقيا منهما مكروها فقال الأول : ألا لا تغرنّ امرأ نوفلية ***** على الرأس بعدي أوترائب وضّح ولا فاحم يسقي الدهان كأنّه ***** أساود يزهاها لعينك أبطح وأذناب خيل علقت في عقيصة ***** ترى قرطها من تحتها يتطوّح جرت يوم جئنا بالركاب نزفّها ***** عقاب وتشحاج من الطير متيح فأمّا العقاب فهي منّا عقوبة ***** وأمّا الغراب فالغريب المطوّح هي الغول والسعلاة حلقي منهما ***** مكدّح ما بين التراقي مجرّح خذا نصف مالي واتركا لي نصفه ***** وبينا بذم فالتعزّب أروح وسمّي جران العود بقوله لامرأتيه : خذا حذرا يا جارتيّ فإنّني ***** رأيت جران العود قد كان يصلح فخوفهما بسير قدّ من صدر جمل مسن ، قال ويتمثل من شعره بقوله : ولا تأمنوا مكر النساء وأمسكوا ***** عرى المال عن أبنائهن الأصاغر فإنّك لم ينذرك أمر تخافه ***** إذا كنت منه خائفا مثل خابر
الشعر
والشعراء لابن قتيبة : ٢٧٥ ٢٧٧ . وفي القاموس هوعامر بن الحرث وقول الصحاح اسمه المستورد غلط . شم الرياحين ، راجع أدب الدنيا والدين للماوردي : ١٥٦ . وقال الثاني : فلا بارك الرحمن في عود أهلها ***** عشية زفّوها ولا فيك من بكر ولا الزعفران حين مسّحنها به ***** ولا الحلي منها حين نيط من النحر ولا فرش طوهرن من كلّ جانب ***** كأنّي أطوي فوقهن من الجمر فيا ليت أنّ الذئب خلّل درعها ***** وإن كان ذا ناب حديد وذا ظفر وجاءوا بها قبل المحاق بليلة ***** وكان محاقا كلّه آخر الشهر لقد أصبح الرحّال عنهن صادفا ***** إلى يوم يلقى اللَّه في آخر العمر
الشعر والشعراء لابن قتيبة : ١٧٠ . وفي ( الاستيعاب ) : كانت عند الأعشى المازني امرأة يقال لها معاذة ، فخرج يمير أهله
من هجر ، فهربت امرأته بعده ناشزة عليه ، فعاذت برجل منهم يقال له مطرف ، فجعلها
خلف ظهره ، فلما قدم الأعشى لم يجدها في بيته واخبر أنّها نشزت وعاذت بمطرف ،
فأتاه فقال له : يا ابن عم عندك امرأتي فادفعها اليّ . فقال : ليست عندي ولوكانت
عندي لم أدفعها إليك . وكان مطرف أعزّ منه ، فخرج حتى أتى النبي صلّى اللَّه
عليه وآله وأنشأ يقول : يا سيد الناس وديّان العرب ***** أشكوإليك ذربة من الذرب خرجت أبغيها الطعام في رجب ***** فخلفتني بنزاع وهرب اخلفت العهد وألظت بالذنب ***** وهنّ شر غالب لمن غلب الذرب
: حدّة اللسان . حياة الحيوان للدميري ١ : ٥١٢ . فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله « وهنّ شر غالب لمن غلب » وكتب
إلى مطرف : إدفع إليه امرأته ، فلما قرأ الكتاب قال لمعاذة : هذا كتاب النبي فيك
وأنا دافعك إليه . فقالت : خذ لي العهد أن لا يعاقبني فيما صنعت ، فأنشأ يقول : لعمرك ما حبّي معاذة بالذي ***** يغيّره الواشي ولا قدم العهد ولا سوء ما جاءت به إذ أزلّها ***** غواة رجال إذ ينادونها بعدي ذكر الحكاية ( ابن الأثير ) في اسد
الغابة ١ : ١٢٣ ، ولم يذكر ( ابن عبد البر ) في الإستيعاب ١ : ١٤٤ ( المصدر
الّذي اعتمده المؤلف ) إلاّ جزءا من الحكاية ، فقد ذكر أبيات الأعشى المازني
إمام النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وقول النبي له فقط ، مع تغيير عمّا ذكره
المؤلف والأبيات هي يا مالك الناس وديان العرب ***** إنّي
لقيتف دربة من الذّرب ذهبت ابضيها الطعام في رجب *****
فخالفتني بنزاع وهرب أخلفت العهد والطّت بالذنب ***** وهن
شر غالب لمن غلب وفي ( الملل ) : قيل للاسكندر : إنّ روشنك امرأتك بنت دارا الملك
وهي من أجمل النساء فلوقربتها إلى نفسك . قال : أكره أن يقال :غلب الاسكندر دارا
،وغلبت روشنك الاسكندر . الملل والنحل للشهرستاني ٢ : ١٤٧ . وقالوا : كان أحمد بن يوسف كاتب المأمون إذا دخل عليه حيّاه بتحية
أبرويز الملك : « عشت الدهر ، ونلت المنى ، وحبيت طاعة النساء » . شرح ابن أبي الحديد ٦ : ١٩٥ . وفي ( الكافي ) عن أمير المؤمنين عليه السّلام : إتّقوا من شرار
النساء وكونوا من خيارهن على حذر ، وإن أمرنكم بالمعروف فخالفوهنّ كيلا يطمعن في
المنكر. الكافي للكليني ٥
: ٥١٧ ح ٥ . وعنه عليه السّلام : في خلاف النساء البركة [لفظ الحديث كما رود في بحار الأنوار ١٠٣ : ٢٦٢ ، وجامع أحاديث
الشيعة ١٦ : ٨٦ ، عن هارون بن موسى عن محمّد بن علي بن محمّد بن الحسين عن علي
بن اسباط عن أبي فضال عن الصادق عن ايائه عن رسول اللَّه أنه قال : شاوروا
النساء وخالفوهن فأن خلافهن بركة .] . وقد أورد جمع من المتأخرين هذا الحديث ونسبوه إلى الإمام عليّ عليه
السّلام أوإلى الرسول
صلّى اللَّه عليه وآله بينما لم يرد في المصادر من نسب هذا القول إلى الإمام
عليّ عليه السّلام . أمّا نسبته إلى الرسول صلّى اللَّه عليه وآله فقد عجّت وصادر الحديث
بذكره في الموضوعات ، من هذه الكتب : ١-
السخاوي في المقاصد وكل أمر تدبرته امرأة فهوملعون [
في بحار الأنوار ١٠٣ : ٢٢٨ « كل امرىء تدبره امرأة فهوملعون » .] . وعن النبي صلّى اللَّه عليه وآله : إنّ النساء لا يشاورن في النجوى
ولا يطعن في ذوي القربى ، إنّ المرأة إذا أسنّت ذهب خير شطريها وبقي شرهما ،
يعقم رحمها ويسوء خلقها ويحتدّ لسانها ، وإن الرّجل إذا أسنّ ذهب شرّ شطريه وبقي
خيرهما يؤوب عقله ويستحكم رأيه ويحسن خلقه [من لا يحضره الفقيه للصدوق ٣ : ٤٦٨ ح
٤٦٢١ .] . وعنه صلّى اللَّه عليه وآله : كان إذا أراد الحرب دعا نساءه
فاستشارهن ثم خالفهن [ذكره المجلسي في مكانين ٩١ : ٢٥٥ و١٠٣ : ٢٢٨ إلاّ ان أرباب السير
ذكروا ان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله استشار ( امّ سلمة ) في صاح
الحديبيه ، فقد قال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري ٥ : ٢٦٥ ٢٦٦ : فلمّا لم يقم
منهم ( الأصحاب ) أحد دخل على امّ سلمة فذكر لها ما لقي من الناس ، فقالت امّ سلمة : يا نبي اللَّه ، اتحب
ذلك ؟ أخرج ولا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بذلك وتدعوحالقك فيحلقك ، فخرج فلم
يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك ، نحر بدنة ، ودعا حالقه فحلقه ، فلمّا رأوا قاموا
فنحروا ، وجعل بعضهم بحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا .] . وقال طفيل الغنوي : إنّ النّساء متى ينهين عن خلق ***** فإنّه واجب لا بدّ مفعول
شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٨ : ١٩٨ . وقالوا : قيل لسقراط أيّ السباع أجسر ؟ قال : المرأة [المصدر نفسه .] . قالوا : ومرّت به امرأة فقالت له : ما أقبحك . فقال لها : لولا
أنّك من المرايا الحسنة ، وقال عنه : لم أره مرفوعا ، ولكن عن العسكري من احديث
حفص بن عثمان بن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عمر قال : قال عمر : خالفوا
النساء فإنّ خلافهن لبركة ( راجع المقاصد الحسنة : ٢٤٨ ح ٥٨٥ ) . ٢- أورده المتقي الهندي في كنز العمّال عن ( عمر ) أنه قال :
خالفوا النساء فإن خلافهن بركة ( كنز العمّال ٣ : ٤٥١ ) . ٣- الزبيري في إتحاف السادة المتقين بشرح أسرار إحياء علوم الدين ٥
: ٣٥٦ ، يقول عنه هكذا اشتهر على الألسنه وليس بحديث . ٤- ابن عراق الشافعي في تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشيعة
الموضوعة ٢ : ٢١٠ ، نسبه إلى عمر بن الخطاب . ٥- ( ملا علي القالي في الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة ،
المعروف بالموضوعات الكبرى : ٢٢٢ ) ذكر قائلا : حديث شاورهن وخالفوهن لم يثبت
بهذا المعنى وإن كان له وجه من حيث المعنى . الصديّة لغمّني ما بان من قبح صورتي فيك [شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٨ : ٢٠٠ .]. هذا ، وعن ( ملح النوادر ) كان ذئب ينتاب بعض القرى ويعبث فيها ،
فترصّدوه حتى أخذوه ، ثم تشاوروا فيه فقال بعضهم : تقطع يداه ورجلاه وتدقّ
أسنانه ويخلع لسانه ، وقال آخر بل يصلب ويرمى بالنبال ، وقال آخر : توقد نار عظيمة ويلقى فيها ، وقال بعض الممتحنين بالنساء : بل
يزوّج وكفى بالتزويج تعذيبا . وفي هذه القصة قال الشاعر : رب ذئب أخذوه ***** وتماروا في عقاب ثم قالوا زوّجوه ***** وذروه في عذاب لم نعثر على الكتاب لا في المطبوعات ولا في المخطوطات ، ويبدوان
المؤلف لم ير الكتاب حيث ذكر ( وعن ) ، وقد ذكر حاجي خليفة الكتاب في كشف الظنون
٢ : ١٨١٧ ، ونسبه إلى الشيخ أبي عبد اللَّه الكاتب . « وشر ما فيها أنّه لا بدّ منها » في ( الكافي ) عن الصادق عليه
السّلام : ان إبراهيم عليه السّلام شكا إلى اللَّه ما يلقى من سوء خلق سارة ،
فأوحى إليه : إنّما مثل المرأة مثل الضلع المعوجّ ، إن أقمته كسرته وإن تركته
استمتعت فاصبر عليها . الكافي للكليني ٥ : ٥١٣ ح ٢ . ونظم مضمونه من قال : هي الضلع العوجاء لست تقيمها ***** ألا إنّ تقويم الضلوع انكسارها شرح
نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٨ : ١٩٩ . وفي ( البيان ) : سمع أعرابي يقول « اللّهم اغفر لامّ أوفى » قيل
له : من امّ أوفى ؟ قال : إمرأتي ، إنّها لحمقاء مرغامة [المرغامة : المبغضة ليعلها .] أكول قامّة [قمّ : أكولة .] لا تبقي خامّة [الخامّ : ما تغيّر ريحه من لحم أولبن .] . غير أنّها حسناء فلا تفرك وامّ غلمان فلا تترك [البيان والتبيان للجاحظ ٢ : ٩٥ .] . ونظير المرأة في مطلوبيتها مع شدائدها لعدم بدّ منها ، الشيب فرارا
من الموت . قال الشاعر : الشيب كره وكره أن يفارقني ***** فأعجب لشيء على البغضاء مودود
هو مسلم بن الوليد ذكره النويري ، في نهاية الارب ٢ : ٣٧ . الحكمة ( ٦١ ) وقال عليه السّلام : اَلْمَرْأَةُ عَقْرَبٌ حُلْوَةُ اَللَّبْسِةِ « المرأة عقرب » في (
اللّسان ) العقرب يكون للذّكر والانثى ، والغالب عليه التأنيث ، ويقال للانثى :
عقربة وعقرباء ، والعقربان : الذكر منها ، قال إياس بن الأرتّ : كأنّ مرعى امكم إذ غدت ***** عقربة يكومها عقربان لسان
العرب لابن منظور ٩ : ٣١٨ . وعقرب بن أبي عقرب كان من تجّار المدينة مشهورا بالمطل ، قال
الزبير ابن بكار : عامله الفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب فلزم الفضل بيته
زمانا فلم يعطه شيئا ، فقال الفضل : قد تجرت في سوقنا عقرب ***** لا مرحبا بالعقرب التاجرة كلّ عدويتّقى مقبلا ***** وعقرب تخشى من الدابرة إن عادت العقرب عدنا لها ***** وكانت النعل لها حاضر كلّ عدوكيده في استه ***** فغير مخشي ولا ضائره حياة
الحيوان للدميري ٢ : ٦١ . « حلوة اللبسة » هكذا في ( الطبعة المصرية ) [راجع النسخة المصرية : ٦٧١ رقم ٦٢ .] ، والصواب : ( اللسبة ) كما نقله (
ابن أبي الحديد) [شرح ابن أبي الحديد ١٨ : ١٩٨ رقم ٥٩ .] واللسبة من لسب بالفتح ، قال ابن
السكيت يقال لسبته العقرب إذا لسعته ، واما لسب بالكسر فبمعنى لعق ، يقال لسبت
العسل أي لعقته [ترتيب اصلاح المنطق لابن السكّيت : ٣٣٤ .] . ولكون المرأة عقربا حلوة اللسبة قال كثيّر في صاحبته عزّة : هنيئا مريئا غير داء مخامر ***** لعزّة من أعراضنا ما استحلّت
ديوان كثير عزة : ٥٦ . وعن مجنون في صاحبته ليلى : حلال لليلى شتمنا وانتقاصنا ***** هنيئا ومغفور لليلى ذنوبها
ديوان مجنون ليلى : ٣٤ . وفي ( الأغاني ) : قدم الوليد بن عبد الملك مكة فأراد أن يأتي
الطائف فقال : هل من رجل عالم يخبرني عنها . قالوا : عمر بن أبي ربيعة . قال : لا
حاجة لي به ، ثم عاد فسأل فذكروه فقال : هاتوه . فأتى وركب معه ، فجعل يحدّثه ثم
حوّل رداءه ليصلحه على نفسه ، فرأى الوليد على ظهره أثرا فقال : ما هذا ؟ قال :
كنت عند جارية لي إذ جاءتني جارية برسالة من عند جارية اخرى وجعلت تسارّني بها ،
فغارت التي كنت عندها فعضّت منكبي ، فما وجدت ألم عضتها من لذة ما كانت تلك تنفث
في اذني حتى بلغت ما ترى والوليد يضحك [الأغاني للأصفهاني ١ : ١١٢ .] . وقال حجر آكل المرار في هند امرأته : حلوة العين والحديث ومرّ ***** كل شيء أجنّ منها الضمير الأغاني للأصفهاني ١٦ : ٣٥٨ ، كذا ابن قيم الجوزية : ١٤٤ ونسب البيت
إلى عمرو الملك . وقال أبو العتاهية : رأيت الهوى جمر الغضا غير أنّه ***** على جمره في صدر صاحبه حلو الأغاني للأصفهاني ٤ : ٤١ وفي نسخة التحقيق ورد العجز بلفظ « على كل
حال عند صاحبه حلو» . وفي ( الجمهرة ) ( زينب ) اشتقاقه من زنابة العقرب وهي ابرته التي
تلذع بها ، فأما زبانيا العقرب فهما قرناها [جمهرة اللغة لابن دريد ٣ : ٣٦٥ .] . |
|
الحكمة
( ٢٣٤ ) وقال عليه السّلام :
|
|
خِيَارُ خِصَالِ
اَلنِّسَاءِ شَرُّ خِصَالِ اَلرِّجَالِ اَلزَّهْوواَلْجُبْنُ واَلْبُخْلُ
فَإِذَا كَانَتِ اَلْمَرْأَةُ مَزْهُوَّةً لَمْ تُمَكِّنْ مِنْ نَفْسِهَا وإِذَا
كَانَتْ بَخِيلَةً حَفِظَتْ مَالَهَا ومَالَ بَعْلِهَا وإِذَا كَانَتْ جَبَانَةً
فَرِقَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يَعْرِضُ لَهَا « خيار خصال النساء شرّ خصال الرجال
» |
|
وممّا قيل في اختلافهن مع الرجال في غير ما قال عليه السّلام قول ابن شبرمة : ما رأيت لباسا على رجل أزين من فصاحته ، ولا رأيت
لباسا على امرأة أزين من شحم [عيون الأخبار لابن قتيبة ٤ : ٣٠ .] . ولشاعر : الخال يقبح بالفتى في خدّه ***** والخال في خد الفتاة مليح والشيب يحسن بالفتى في رأسه ***** والشيب في رأس الفتاة قبيح المصدر نفسه ٤ : ٢٢ . الزهو: أي : الكبر والفخر . وكونه من شرار خصال الرجال واضح . روى ( الكافي ) عن الصادق عليه السّلام : ان يوسف لمّا دخل عليه
يعقوب دخله عزّ الملك فلم ينزل إليه ، فهبط إليه جبرئيل فقال : يا يوسف ابسط
راحتك ، فخرج منها نور ساطع فسار في جوالسماء ، فقال له يوسف : ما هذا النور
الذي خرج من راحتي ؟ فقال : نزعت النبوّة من عقبك عقوبة لمّا لم تنزل إلى الشيخ
يعقوب فلا يكون من عقبك نبي [الكافي للكليني ٢ : ٣٧ ح ١٥ .] . وعنه عليه السّلام : ما من عبد إلاّ وفي رأسه حكمة وملك يمسكها ،
فإذا تكبّر قال له : إتّضع وضعك اللَّه فلا يزال أعظم الناس في عينه وهوأصغر
الناس في أعين الناس ، وإذا تواضع رفعه اللَّه ثم قال له انتعش نعشك اللَّه فلا
يزال أصغر الناس في نفسه وأرفع الناس في أعين الناس [الكافي للكليني ٢ : ٣١٢ ح ١٦ ، وأورده الفيض الكاشاني في المحجّة البيضاء
٦ : ٢١٧ .] . وعنه عليه السّلام قال : أتى رجل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله
فقال : أنا فلان بن فلان حتى عد تسعة . فقال له النبي صلّى اللَّه عليه وآله :
أما إنّك عاشرهم في النار [بحار الأنوار للمجلسي ٣٢ : ١٣١ رواية ٢١٠ عن السكوني .] . وعنه عليه السّلام : ان في جهنّم لواديا للمتكبرين يقال له سقر ،
شكا إلى اللَّه تعالى شدّة حرّه وسأله أن يأذن له أن يتنفّس ، فتنفّس فأحرق
جهنّم [الكافي للكليني ٢ : ٣١٠ ح ١١ ، وأورده الفيض الكاشاني في المحجة ٦ :
٢١٦ .] . قلت : في القرآن جعل « سقر » مؤنثا وفي هذا الخبر مذكرا [الآية : وما أدراك ما سقر ، لا تبقي ولا تذر المدثر : ٢٦ ٢٧ .] . وعنه عليه السّلام : إنّ المتكبرين يجعلون في صور الذرّ يتوطأهم
الناس حتى يفرغ اللَّه من الحساب [الكافي للكليني ٢ : ٣١٠ ح ١٠ ، وأورده
الفيض الكاشاني في المحجّة البيضاء ٦ : ٢١٥ بلفظ مشابه ونسبه إلى الرسول الأكرم
صلّى اللَّه عليه وآله .] . روى الثالث في باب الفخر والباقي في باب الكبر . « والجبن » كونه ذمّا للرجال واضح . وفي ( عيون ابن قتيبة ) : كان
خالد القسري من الجبناء ، فخرج عليه المغيرة بن سعيد صاحب المغيرية فقال من
الدهش : أطعموني ماء . فقال بعضهم : عاد الظلوم ظليما حين جدّ به ***** واستطعم الماء لمّا جدّ في الهرب قال : وقال عبيد اللَّه بن زياد للكنة فيه أودهشة أوجبن : إفتحوا
سيوفكم . فقال ابن مفرغ الحميري : ويوم فتحت سيفك من بعيد ***** أضعت وكلّ أمرك للضياع
عيون
الأخبار لابن قتيبة ١ : ١٦٥ . قال : وقدم الحجّاج على الوليد بن عبد الملك ، فدخل عليه وعليه درع
وعمامة سوداء وقوس عربية ، فبعثت إليه امّ البنين بنت عبد العزيز بن مروان فقالت
: من هذا الأعرابي المستلام في السلاح عندك وأنت في غلالة ، فبعث إليها : إنّه
الحجّاج ، فأعادت إليه الرسول بأن يخلوبك ملك الموت أحيانا أحبّ إليّ من أن
يخلوبك الحجّاج ، فأخبره الوليد بذلك وهويمازحه ، فقال له : دع عنك مفاكهة
النساء بزخرف القول ، فإنّما المرأة ريحانة وليست بقهرمانة فلا تطلعها على سرّك
ومكايدة عدوّك . فأخبرها الوليد بمقالة الحجّاج فقالت للوليد : حاجتي أن تأمره
غدا بأن يأتيني مسلّما ، ففعل ذلك وأتاها الحجّاج فحجبته فلم يزل قائما ، ثم
قالت : ايه يا حجّاج أنت الممتنّ على الخليفة بقتال ابن الزبير وابن الأشعث ،
أما واللَّه لولا أن اللَّه علم أنّك شرّ خلقه ما ابتلاك برمي الكعبة الحرام ،
وأمّا نهيك إيّاه عن مفاكهة النساء وبلوغ لذّاته وأوطاره ، فإن كنّ ينفرجن عن
مثله فغير قابل لقولك ، أما واللَّه لقد نفض نساء الخليفة الطيب من غدائرهن
فبعنه في أعطيات أهل الشام حين كنت في أضيق من القرن ، قد أظلّتك رماحهم وأثخنك
كفاحهم ، قاتل اللَّه القائل حين نظر إليك وسنان غزالة بين كتفيك : أسد عليّ وفي الحروب نعامة ***** فتخاء تنفر من صفير الصافر هلاّ كررت على غزالة في الوغى ***** بل كان قلبك في جوانح طائر غزالة : امرأة شبيب الخارجي ثم قالت للحجاج : اخرج فخرج [ابن قتيبة ، عيون الأخبار ١ : ١٧٠ .] . قال : وقال المدائني : رأى عمروبن العاص يوما معاوية يضحك ، فقال
له : ممّ تضحك ؟ قال : من حضور ذهنك عند ابدائك سوءتك يوم ابن أبي طالب ، أما
واللَّه لقد وافقته منّانا كريما ، ولوشاء أن يقتلك قتلك . فقال له عمرو: أما
واللَّه إنّي لعن يمينك حين دعاك ابن أبي طالب إلى البراز فاحولّت عيناك وربا
سحرك وبدا منك ما أكره ذكره لك ، فمن نفسك فاضحك أو، دع [المصدر نفسه ١ : ١٦٩ .] . قال : وكان بالبصرة شيخ من بني نهشل يقال له : عروة بن مرثد ويكنّى
أبا الأغرّ ، ينزل ببني اخت له من قريش في سكّة بني مازن ، فخرج رجالهم إلى
ضياعهم في شهر رمضان وخرج النساء يصلين في مسجدهم ولم يبق في الدار إلاّ الإماء
، فدخل كلب يعتسّ فرأى بيتا فدخله وانصفق الباب ، فسمع الحركة بعض الإماء فظنت
أنّ لصا دخل الدار ، فذهبت إحداهن إلى أبي الأغرّ فأخبرته ، فقال : ما يبتغي
اللص . ثم أخذ عصاه وجاء فوقف على باب البيت وقال : إيه يا ملامان ، أما واللَّه
انّك بي لعارف فهل أنت إلاّ من لصوص بني مازن شربت حامضا خبيثا حتى إذا دارت
القدوح في رأسك منّتك نفسك الأماني وقلت أطرق ديار بني عمرووالرجال خلوف والنساء
يصلين في مسجدهم فلم يبق في الدار إلاّ الإماء ، وأيم اللَّه لتخرجن أولأهتفن
هتفة مشؤومة يلتقي فيها الحيّان عمرووحنظلة ، وتجيء سعد بعدد الحصا وتسيل عليك
الرجال من هاهنا وهاهنا ، ولئن فعلت لتكونن أشأم مولود . فلمّا رأى انّه لا يجيبه أحد أخذ باللّين فقال : اخرج بأبي أنت
وامّي ، أنت مستور ، إنّي واللَّه ما أراك تعرفني ولوعرفتني لقنعت بقولي
واطمأننت إليّ ، أنا فديتك أبوالأغر النهشلي خال القوم وجلدة بين أعينهم لا
يعصونني ولن تضارّ الليلة ، فأخرج فأنت في ذمّتي ، وعندي قوصرتان أهداهما إليّ
ابن اختي البار الوصول ، فخذ إحداهما فانتبذها حلالا من اللَّه ورسوله . وكان الكلب إذا سمع الكلام أطرق وإذا سكت وثب يريد المخرج فتهاتف
أبوالأغر ثم تضاحك وقال : يا ألام الناس وأوضعهم لا أرى اني لك الليلة في واد
وأنت في واد ، أقلب السوداء والبيضاء فتصيخ وتطرق وإذا سكت عنك وثبت تريغ المخرج
، واللَّه لتخرج أولألجن عليك البيت ، فلما طال وقوفه جاءت إحدى الإماء فقالت :
أعرابي مجنون واللَّه ما أرى في البيت شيئا ، فدفعت البيت فخرج الكلب شدّا وحاد
عنه أبوالأغرّ ساقطا على قفاه ، ثم قال : تاللَّه ما رأيت كالليلة ، واللَّه ما
أراه إلاّ كلبا ، أما واللَّه لوعلمت بحاله لولجت عليه . وكان لأبي حية النميري سيف ليس بينه وبين الخشبة فرق وكان يسمّيه
لعاب المنيّة . قال جار له : أشرفت عليه ليلة وقد انتضاه وشمّر وهويقول : أيّها
المغترّ بنا والمجتري علينا بئس واللَّه ما اخترت لنفسك ، خير قليل وسيف صقيل ،
لعاب المنية الذي سمعت به ، مشهور ضربته لا تخاف نبوته ، اخرج بالعفوعنك وإلاّ
دخلت بالعقوبة عليك ، إنّي واللَّه إن أدع قيسا تملأ الأرض خيلا ورجلا ، يا
سبحان اللَّه ما أكثرها وأطيبها . ثم فتح الباب وإذا كلب قد خرج فقال : الحمد
للَّه الذي مسخك كلبا وكفاني حربا [ابن قتيبة ، عيون الأخبار ١ : ١٦٨ .]. « والبخل » في ( الكافي ) عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله قال لبني
سلمة : من سيّدكم ؟ قالوا : رجل فيه بخل . فقال : وأيّ داء أدوى من البخل ؟ ثم قال : بل سيّدكم
الأبيض الجسد البراء بن معرور [الكافي للكليني ٤ : ٤٤ ح ٣ .] . « فإذا كانت المرأة مزهوّة » أي : معجبة بنفسها . قال الجوهري :
للعرب أحرف لا يتكلّمون بها إلاّ على سبيل المفعول به وان كانت بمعنى الفاعل ،
كقولهم « عنى بالأمر » و« نتجت الناقة » و« زهي الرجل » [الصحاح للجوهري ٦ : ٢٣٧١ مادة ( زها ) .] ، وفيه لغة اخرى « زها يزهو» ، ومنه
قولهم « ما أزهاه » [الصحاح للجوهري ٦ : ٢٣٧١ مادة ( زها ) نسبها إلى ابن دريد .] لأن التعجب لا يبنى من المجهول . « لم تمكّن من نفسها » في ( العيون ) لابن قتيبة قال المنصور : قال
أبي : حججت فرأيت امرأة من كلب شريفة قد حجّت ، فرآها عمر بن أبي ربيعة
فجعل يكلّمها ويتبعها كلّ يوم ، فقالت لزوجها ذات يوم : إنّي أحبّ أن أتوكّأ
عليك إذا رحت إلى المسجد ، فراحت متوكّئة على زوجها فلمّا أبصرها عمر ولّى ،
فقالت المرأة له : على رسلك يا فتى . تعدو الذئاب على من لا كلاب له ***** وتتّقى مربض المستأسد الحامي وأمّا ان لم تكن مزهوّة فلا تدفع يد لامس ، بل تتعلق بكلّ رجل آنس [عيون الأخبار لابن قتيبة ٤ : ١٢٠ ١٢١ بتصرف .] . وفي ( عيونه ) أيضا : كان أخوان يغيب أحدهما ويخلفه الآخر في أهله
، فهويت امرأة الغائب أخا زوجها ، فأرادته على نفسها فامتنع ، فلمّا قدم زوجها
سألها عن حالها فقالت : ما حال امرأة تراود في كلّ حين . فقال : أخي وابن امّي
لا أفضحه ولكن لا اكلّمه أبدا ، ثم حجّ وحجّ أخوه والمرأة ، فلمّا كانوا بوادي
الدّوم هلك الأخ ودفنوه وقضوا حجّهم ورجعوا ، فمرّوا بذلك الوادي ليلا فسمعوا
هاتفا يقول : أجدك تمضي الدّوم ليلا ولا ترى ***** عليك لأهل الدّوم أن تتكلّما وبالدوم ثاو لو ثويت مكانه ***** ومرّ بوادي الدّوم حيّا لسلّما فظنّت المرأة ان النداء من السماء ، فقالت لزوجها : هذا مقام
العائذ ، كان من أخيك ومنّي كيت وكيت ، فقال : واللَّه لوحلّ قتلك لقتلتك ،
ففارقها وضرب قبة على قبر أخيه وقال : هجرتك في طول الحياة وأبتغي ***** كلامك لمّا صرت رمسا وأعظما ذكرت ذنوبا فيك اجترمتها ***** أنا منك فيها كنت أسوء وأظلما ولم يزل مقيما على القبر حتى مات ودفن بجنبه ، والقبران معروفان [المصدر نفسه .] . وفيه أيضا : سار أردشير إلى الحضر وكان ملك السواد وكان من أعظم
ملوك الطوائف ، فحاصره فيها زمانا لا يجد إليه سبيلا ، حتى رقيت ابنة ملك السواد
يوما فرأت أردشير فعشقته ، فنزلت وأخذت نشابة وكتبت عليها إن أنت شرطت لي أن
تتزوجني دللتك على موضع تفتتح منه هذه المدينة بأيسر حيلة وأخف مؤونة ، ثم رمت بالنشابة
نحوأردشير ، فكتب الجواب في نشابة « لك الوفاء بما سألت » ، فكتبت إليه تدلّه
على الموضع ، فأرسل إليه أردشير فافتتحه ودخل هووجنوده وأهل المدينة غارون ،
فقتلوا ملكها وأكثر مقاتلتها وتزوّجها ، فبينما هي ذات ليلة على فراشها أنكرت
مكانها حتى سهرت لذلك عامة ليلتها ، فنظروا في الفراش فوجدوا تحت المجس ورقة من
ورق الآس قد أثّرت في جلدها ، فسألها أردشير عمّا كان أبوها يغذوها به فقالت :
كان أكثر غذائها الشهد والزبد والمخ . فقال أردشير : ما أجد ببالغ لك في الحباء
والاكرام مبلغ أبيك ، ولئن كان جزاؤه عندك على جهد إحسانه مع لطف قرابته وعظم
حقّه جهد إساءتك ما أنا بآمن لمثله منك . ثم أمر بأن تعقد قرونها بذنب فرس شديد
المراح جموح ثم يجري ، ففعل ذلك حتى تساقطت عضوا عضوا [عيون الأخبار لابن قتيبة ٤ : ١١٩ ١٢٠ .] . وفي ( كامل الجزري ) في ذكر يوم البردان كان حجر الكندي أغار على
البحرين فبلغ ذلك زياد بن هبولة الغساني ، فسار إلى أهل حجر وسبى امرأته هندا ،
فلما عاد حجر طلبه إلى أن قال بعد ذكر بعثه رجلا مسمّى بسدوس ليتجسس له الخبر
ودنا سدوس من قبة زياد ليسمع كلامه ودنا زياد من هند امرأة حجر فقبّلها وداعبها
وقال لها : ما ظنّك الآن بحجر . فقالت : ما هو ظن ولكنه يقين ، إنّه واللَّه لن يدع طلبك حتى تعاين
القصور الحمر تعني قصور الشام ، وكأنّي به في فوارس من بني شيبان يذمرهم
ويذمرونه وهوشديد الكلب تزبد شفتاه كأنّه أكل مرارا ، فالنجاء النجاء فإنّ وراءك
طالبا حثيثا وجمعا كثيفا وكيدا متينا ورأيا صليبا . فرفع زياد يده ولطمها ثم قال
لها : ما قلت هذا إلاّ من عجبك به وحبّك له . فقالت : واللَّه ما أبغضت أحدا
بغضي له ولا رأيت رجلا أحزم منه نائما ومستيقظا ، إن كان لتنام عيناه فبعض
أعضائه مستيقظ ، وكان إذا أراد النوم أمرني أن أجعل عنده عسا من لبن ، فبينا
هوذات ليلة نائم وأنا قريبة منه أنظر إليه إذ أقبل أسود سالخ إلى رأسه فنحى رأسه
، فمال إلى يده فقبضها فمال إلى رجله فقبضها فمال إلى العس فشربه ثم مجّه فقلت :
يستيقظ فيشربه فيموت فاستريح منه ، فانتبه من نومه فقال : عليّ بالإناء فناولته
فشمّه ثم ألقاه فهريق فقال : أين ذهب الأسود ؟ فقلت : ما رأيته . فقال : كذبت واللَّه وسدوس يسمع ذلك فسار حتى أتى حجرا وقال له : أتاك المرجفون بأمر غيب ***** على دهش وجئتك باليقين فمن يك قد أتاك بأمر لبس ***** فقد آتي بأمر مستبين ثم قص عليه ما سمع فجعل حجر يعبث بالمرار ويأكل منه غضبا وأسفا ولا
يشعر أنّه يأكله من شدّة الغضب ، فلما فرغ سدوس من حديثه وجد حجر المرار فسمّي
يومئذ آكل المرار ( والمرار نبت شديد المرارة لا تأكله دابة إلاّ قتلها ) ثم أمر
حجر فنودي في الناس وركب وسار إلى زياد فاقتتلوا فانهزم زياد إلى أن قال وأخذ
حجر زوجته فربطها في فرسين ثم ركضهما حتى قطعاها ويقال بل أحرقها وقال : إنّ من غرّه النساء بشيء ***** بعد هند لجاهل مغرور حلوة العين والحديث ومرّ ***** كلّ شيء أجنّ منها الضمير كل انثى وإن بدا لك منها ***** آية الحبّ حبّها خيتعور
الكامل في التاريخ لابن
الأثير ١ : ٥٠٨ ٥٠٩ . « وإذا كانت بخيلة حفظت مالها ومال زوجها » وفي ( بخلاء الجاحظ )
طلّق ابن شحمة العنبري امرأة لبخلها ، فقيل له : إنّ البخل إنّما يعيب الرجل
ومتى سمعت بامرأة هجيت في البخل ؟ قال : ليس ذلك بي أخاف أن تلد لي مثلها [البخلاء للجاحظ : ١٩٥ ، هوثوب بن شحمة العنزي من فرسان العرب .] . « وإذا كانت جبانة فرقت من كلّ شيء يعرض لها » في ( عيون ابن
قتيبة ) : قال خالد الحذّاء : خطبت امرأة من بني أسد ، فجئت لأنظر إليها وبيني
وبينها رواق يشف ، فدعت بجفنة مملوءة ثريدا مكلّلة باللحم فأتت على آخرها ، فاتي
بإناء مملولبنا أونبيذا فشربته حتى كفأته على وجهها . ثم قالت : يا جارية ارفعي
السجف ، فاذا هي جالسة على جلد أسد وإذا شابة جميلة ، فقالت : يا عبد اللَّه أنا
أسدة من بني أسد على جلد أسد وهذا مطعمي ومشربي ، فإن أحببت أن تتقدّم فافعل .
فقلت : استخير اللَّه ، فخرجت ولم أعد [عيون الأخبار لابن قتيبة ٤ : ٧ .] |
|
الخطبة
( ٧٨ ) ومن خطبة له عليه السّلام :
|
|
بعد حرب جمل في ذم النساء مَعَاشِرَ
اَلنَّاسِ إِنَّ اَلنِّسَاءَ نَوَاقِصُ اَلْإِيمَانِ نَوَاقِصُ اَلْحُظُوظِ
نَوَاقِصُ اَلْعُقُولِ فَأَمَّا نُقْصَانُ إِيمَانِهِنَّ فَقُعُودُهُنَّ عَنِ
اَلصَّلاَةِ واَلصِّيَامِ أَيَّامَ حَيْضِهِنَّ وأَمَّا نُقْصَانُ عُقُولِهِنَّ
فَشَهَادَةُ اِمْرَأَتَيْنِ كَشَهَادَةِ رَجُلٍ وَاحِدٍ وأَمَّا نُقْصَانُ
حُظُوظِهِنَّ فَمَوَارِيثُهُنَّ عَلَى اَلْأَنْصَافِ مِنْ مَوَارِيثِ
اَلرِّجَالِ فَاتَّقُوا شِرَارَ اَلنِّسَاءِ وكُونُوا مِنْ خِيَارِهِنَّ عَلَى
حَذَرٍ ولاَ تُطِيعُوهُنَّ فِي اَلْمَعْرُوفِ حَتَّى لاَ يَطْمَعْنَ فِي
اَلْمُنْكَرِ هكذا في ( الطبعة المصرية ) وفيها سقط وتحريف ، ففي ( ابن أبي
الحديد [راجع الطبعة المصرية ، شرح محمّد عبده : ٢٨٢ ورد لفظ « الجمل » ١٨٢
.] وابن ميثم ) [راجع شرح ابن أبي الحديد ٦ : ٢١٤ خطبة ( ٧٩ ) تحقيق محمّد أبوالفضل
.] : « ومن كلام له عليه السّلام بعد فراغه من حرب الجمل في ذمّ
النساء » . |
|
ثم إنّ كلامه عليه السّلام وإن كان
في مطلق النّساء إلاّ أن الباعث له عليه عمل عائشة ، وقال ابن أبي الحديد : هذا
الفصل كلّه رمز إلى عائشة [لفظ شرح ابن ميثم شبيه لمّا ورد في الطبعة المصرية راجع النسخة
المنقحة ٢ : ٢٢٣ .] . قلت : فهونظير قوله تعالى : ضرب
اللَّه مثلاً للذين كفروا امرأت نوح وامرأت لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا
صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من اللَّه شيئاً وقيل ادخلا النار مع الداخلين [شرح ابن أبي الحديد ٦ : ٢١٤ .] فهو في عمومه مثل لمطلق الكفّار
لكنّه خصوصا رمز إلى عائشة وصاحبتها بنت صاحب أبيها كما اعترف به الزمخشري [التحريم : ١٠ .] ورواه صحيح مسلم [الكشاف للزمخشري ٤ : ٥٧١ .] . « معاشر الناس إن النساء نواقص
الإيمان نواقص الحظوظ نواقص العقول » ونواقص القيامة في دمائهن فدية الرجل ألف
دينار ودية المرأة خمسمائة دينار . ومر في السابع من فصل صفّين قوله
عليه السّلام : « ولا تهيجوا النساء بأذى وإن شتمن أعراضكم وسببن امراءكم ،
فإنّهن ضعيفات القوى والأنفس والعقول ، وإن كنّا لنؤمر بالكفّ عنهنّ وإن كنّ
لمشركات ، وإن كان الرجل ليتناول المرأة في الجاهلية بالقهر أوالهراوة فيعيّر
بها هووعقبه من بعده » . « فأمّا نقصان إيمانهن فقعودهن عن
الصّلاة والصيام أيّام حيضهن » وكذلك أيّام نفاسهن . كما لا يجوز لهن فيها دخول المساجد
ولا قراءة العزائم ولهما دخل في كمال الإيمان ، كما لا يجوز الاستمتاع منهن من
حيث أمر اللَّه فيها ولا يقع الطلاق بهن فيها . وهنّ وإن يقضين شهر رمضان إلاّ أنّهن
يحرمن فضل الشهر ، وأمّا الصلاة فلا قضاء أيضا لها ، وقد سمّى اللَّه تعالى
الصلاة إيمانا في قوله جل وعلا : وما كان اللَّه ليضيع إيمانكم [صحيح مسلم ١٥ : ٢٠٣ .] لمّا قال المسلمون بعد تحويل القبلة
من بيت المقدس إلى الكعبة فهل كانت صلواتنا الأولية بلا ثمرة . وفي ( الفقيه ) قال الباقر عليه
السّلام : إنّ الحيض للنساء نجاسة رماهن اللَّه تعالى بها وقد كنّ في زمن نوح
عليه السّلام إنّما تحيض المرأة في السنة حيضة حتى خرج نسوة من مجانّهنّ وكنّ
سبعمائة فانطلقن فلبسن المعصفرات وتحلّين وتعطّرن ثم خرجن فتفرّقن في البلاد ،
فجلسن مع الرجال وشهدن الأعياد معهم وجلسن في صفوفهم . فرماهنّ اللَّه تعالى عند
ذلك بالحيض وكسر شهوتهن ، وكان غيرهن من النساء اللواتي لم يفعلن مثل ما فعلن
يحضن في كلّ سنة حيضة ، فامتزج القوم فحضن بنات هؤلاء وهؤلاء في كل شهر حيضة ،
فكثر أولاد اللاتي يحضن في كلّ شهر حيضة لاستقامة الحيض ، وقلّ أولاد اللاّتي
يحضن في السنة حيضة لفساد الدم ، فكثر نسل هؤلاء وقل نسل اولئك . هذا ، وروى أنّ الصادق عليه السّلام
سئل عن قوله تعالى لهم فيها أزواج مطهرة [البقرة : ١٤٣ .] فقال : اللاّئي لا يحضن ولا يحدثن . وسئل عليه السّلام عن المشوّهين في
خلقهم فقال : هم الذين يأتي آباؤهم نساءهم في الطمث . وروي : إنّ المرأة إذا اشتبه عليها
دم الحيض ودم القرحة فربّما كانت قرحة في الفرج فعليها أن تستلقي على قفاها ،
فإن خرج الدم من الجانب الأيمن فهو من القرحة وان خرج من الأيسر فهو من الحيض . وروي : أنّ المرأة إذا افتضّها زوجها
ولم يرق دمها ولا تدري دم الحيض هوأم دم العذرة ، فعليها أن تدخل قطنة فإنّ خرجت
مطوقة بالدم فهو من العذرة وان خرجت منغمسة فهو من الحيض [النساء : ٥٧] . « وأمّا نقصان عقولهنّ فشهادة
امرأتين » هكذا في ( الطبعة المصرية ) [الصدوق من لا يحضره الفقيه ١ : ٨٨ وقد
ذكر المجلسي تفسير الإمام الصادق عليه السّلام للآية في بحار الأنوار ٧ : ١٣٩ .] وزاد ابن أبي الحديد [الطبعة المصرية شرح محمّد عبده ١٨٣ .] والخطية ) « منهن » وفي(ابن ميثم ) [شرح ابن أبي الحديد ٦ : ٢١٤ .] « الامرأتين منهن » . « كشهادة رجل واحد » هكذا في (
الطبعة المصرية ) وفي ( ابن أبي الحديد وابن ميثم ) « الرجل الواحد » [راجع ابن ميثم : شرح نهج البلاغة ٢ : ٢٢٣ .] . ثم كون شهادة اثنتين منهن كشهادة
واحد منهم في الأموال وفي غيرها تفصيل ، قال المفيد في ( مقنعته ) : لا تقبل
شهادة النساء في الطلاق والنكاح والحدود وفي الهلال ، وتقبل شهادة امرأتين
مسلمتين مستورتين فيما لا يراه الرجال كالعذرة وعيوب النساء والحيض والنفاس
والولادة والاستهلال والرضاع ، وإذا لم يوجد على ذلك إلاّ شهادة امرأة واحدة
مأمونة قبلت ، وتقبل شهادة امرأة واحدة في ربع الوصية لا في جميعها [المصدر نفسه .] . وفي ( الكافي ) عن الصادق عليه
السّلام : يجوز في حد الزنا ثلاثة رجال وامرأتان ، ولا يجوز إذا كان رجلان وأربع
نسوة ، ولا يجوز شهادتهن في الرّجم [المفيد : المقنعة : ٧٢٧ .] . « وأمّا نقصان حظوظهن فمواريثهن على
الأنصاف » روى ( الكافي ) أنّ ابن أبي العوجاء قال للصادق عليه السّلام : ما بال
المرأة المسكينة الضعيفة تأخذ سهما واحدا ويأخذ الرجل سهمين ؟ فقال عليه السّلام
: إنّ المرأة ليس عليها جهاد ولا نفقة ولا عليها معقلة إنّما ذلك على الرجال [الكافي ٧ : ٣٩٠ ح ٣ .] . وروى : ان الفهفكي سأل العسكري عليه
السّلام عن ذلك ، فأجابه بما أجاب الصادق عليه السّلام ابن أبي العوجاء ، وكان
إسحاق النخعي حاضرا فتخيّل في نفسه ان هذه مسألة ابن أبي العوجاء ، فقال عليه
السّلام لاسحق : نعم هذه مسألة ابن أبي العوجاء والجواب واحد وأوّلنا وآخرنا في
العلم سواء [الكليني ، الكافي ٧ : ٨٥ ح ٢ .] . هذا ، واما كون ارث الاخت من الام
مثل ارث الاخ منها وكون ارث الخالة مثل ارث الخال ، فلأن الأصل فيهما المرأة
الام والاخت . وأما استواء الام مع الأب في
اجتماعهما مع الولد بدون اخوة ، فلأن المناط فيهما الابوّة والامومة لا الذّكورة
والانوثة وهما في الحق سواء . هذا ، وورد أن لبن الجارية أيضا دون
لبن الغلام وزنا ، فنقل ابن طاوس في تشريفه عن مجموع المرزبان أن رجلا أودع
شريحا أيام كونه قاضيا من قبل عمر امرأتين حاملين ، فولدتا غلاما وجارية وكلّ
منهما تدّعي الغلام ، فلم يدر شريح كيف يحكم بينهما ، فجمع عمر الصحابة وسألهم
فلم يدروا ، فأتوه عليه السّلام وهوفي حائط له وقصّوا عليه ذلك ، فأخذ عليه
السّلام من الأرض شيئا وقال : الحكم فيه أهون من هذا ، فأحضر المرأتين وأحضر
قدحا ودفعه إلى احداهما وقال لها احلبي فيه ، فحلبت ثم وزن القدح ودفعه إلى
الاخرى وقال لها احلبي فيه فحلبت ثم وزنه ، فكان أحد اللبنين أخف ، فقال لصاحبة
الخفيف خذي ابنتك ولصاحبة الثقيل خذي ابنك ، وقال عليه السّلام لعمر : إنّ
اللَّه تعالى حطّ المرأة عن الرجل فجعل عقلها وميراثها دون عقله وميراثه ، وكذلك
لبنها دون لبنه . فقال له عمر : لقد أرادك الحق يا أبا الحسن ولكن قومك أبوا .
فقال عليه السّلام له : خفّض عليك أبا حفص [المصدر نفسه .] إن يوم الفصل كان ميقاتاً [التشريف بالمنن أوالملاحم والفتن لابن
طاووس : ١٥٤ قلت : وكذلك قيمتها نصف قيمته ، فدية
المرأة نصف دية الرجل . « فاتّقوا شرار النّساء » في ( عيون
القتيبي ) : كان ابن عباس يقول : مثل المرأة السوء كان قبلكم رجل صالح له امرأة
سوء ، فعرض له رجل فقال : إنّي رسول من اللَّه إليك أنّه قد جعل لك ثلاث دعوات ،
فسل ما شئت من دنيا وآخرة ، ثم نهض فرجع الرجل إلى منزله فقالت له امرأته : مالي
أراك مفكّرا محزونا ، فأخبرها فقالت : ألست امرأتك وفي صحبتك وبناتك مني فاجعل
لي دعوة ، فأبى فأقبل عليه ولده وقلن امّنا ، فلم يزلن به حتى قال لك دعوة ،
فقالت اللّهم اجعلني أحسن الناس وجها فصارت كذلك ، فجعلت توطىء فراشها وهويعظها
فلا تتعظ ، فغضب يوما فقال : اللّهم اجعلها خنزيرة ، فتحوّلت كذلك ، فلمّا رأين
بناته ما نزل بأمهن بكين وضربن على وجوههن ونتفن شعورهن ، فرقّ لهن فقال :
اللّهم اعدها كما كانت أولا ، فذهبت دعواته الثلاث فيها [النبأ : ١٧ .] . وفي القاموس : كان اسم تلك المرأة بسوس . وفي ( تاريخ بغداد ) : قال الواقدي
دخلت يوما على المهدي ، فدعا بمحبرته ودفتره فكتب عنّي أشياء حدّثته بها ، ثم
نهض وقال : كن مكانك حتى أعود إليك . ودخل إلى دار الحرم ثم خرج متنكّرا ممتلئا
غيظا . قلت : خرجت على خلاف حال دخولك . فقال : دخلت على الخيزران ، فوثبت عليّ
ومدّت يدها إليّ وخرقت ثوبي وقالت : يا قشّاش أيّ خير رأيت منك ؟ وإنّما
اشتريتها من نخّاس ورأت مني ما رأت وعقدت لابنيها ولاية العهد . فقلت : قال
النبي صلّى اللَّه عليه وآله « إنّهنّ يغلبن الكرام ويغلبهنّ اللئام » وقال : «
خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي » وقد خلقت المرأة من ضلع أعوج إن قوّمته
كسرته . وحدثته في هذا الباب بكل ما حضرني ، فسكن غضبه وأسفر وجهه وأمر لي بألفي
دينار وانصرفت ، فلمّا دخلت منزلي وافاني رسول الخيزران وقال : تقرأ عليك ستي
السّلام وتقول لك يا عم قد سمعت جميع ما كلّمت به الخليفة فأحسن اللَّه جزاك ،
وهذه ألفا دينار إلاّ عشرة دنانير لم أحب أن اساوي صلة الخليفة ، ووجهت إليّ
بأثواب [عيون الأخبار لابن قتيبة ٤ : ١١٧ .] . « وكونوا من خيارهن على حذر » . قال عمر بن أبي ربيعة : لا تأمنن الدهر انثى بعدها ***** بعد الّذي أعطتك من أيمانها ما لا يطيق من العهود ثبير ***** فإذا وذلك كان ظلّ سحابة نفحت به في المعصرات دبور [الخطيب البغدادي ، تاريخ بغداد ١٤ : ٤٣١ .] وقال الطائي : فلا تحسبن هندا لها الغدر وحدها ***** سجية نفس كلّ غانية هند لم يذكر عمر بن أبي ربيعة البيت الأول وهواني لآمن غدرهن نذير « بعد
الذي » شطر البيت الثاني ، راجع ديوان عمر بن أبي ربيعة : ١٣١ . وقال الأعشى : أرى سفها بالمرء تعليق لبّه ***** بغانية خود متى تدن تبعد
لا وجود له في ديوان حاتم الطائي ولا في معجم الادباء . وفي الخبر عن الصادق عليه السّلام
قال لامرأة سعد : هنيئا لك يا خنساء ، فلولم يعطك اللَّه شيئا إلاّ ابنتك ام
الحسين لقد أعطاك اللَّه خيرا كثيرا ، إنّما مثل المرأة الصالحة في النساء كمثل
الغراب الأعصم وهوالأبيض في إحدى الرجلين في الغربان [ديوان الأعشى : ٩٩ .] . « ولا تطيعوهن في المعروف حتى لا
يطمعن في المنكر » في ( الكافي ) عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله : من أطاع
امرأته أكبّه اللَّه على وجهه في النار . قيل : وما تلك الطاعة . قال : تطلب منه الذهاب إلى الحمامات
والعرسات والعيدات والنياحات والثياب الرقاق . وفي ( نوادر نكاح الفقيه ) عن أبي
جعفر عليه السّلام : لا تشاوروهن في النجوى ولا تطيعوهن في ذي قرابة ، ان المرأة
إذا كبرت ذهب خير شطريها وبقي شرّها ذهب جمالها واحتد لسانها وعقم رحمها ، وان
الرجل إذا كبر ذهب شرّ شطريه وبقي خيرهما ثبت عقله واستحكم رأيه وقل جهله [ذكره المجلس هكذا مثل المرأة الصالحة في النساء كمثل الغراب الأعصم
في مائة غراب ، بحار الأنوار ٦٤ : ٢٥١ رواية ٧ .] . وقال عليه السّلام : كل امرىء
تدبّره امرأة فهوملعون [راجع ص ٧٧ فقد مرّ ذكره .] . وقال عليه السّلام : في خلافهن
البركة [الفقيه ٣ : ٤٦٨ ح ٤٦٢١ .] . وكان النبي صلّى اللَّه عليه وآله
إذا أراد الحرب دعا نساءه فاستشارهن ثم خالفهن [راجع ص ٧٧ فقد مرّ ذكره .] . وقال ابن أبي الحديد : لمّا نزل علي
البصرة كتبت عائشة إلى زيد بن صوحان العبدي : أما بعد ، فأقم في بيتك وخذّل
الناس عن علي . فكتب إليها زيد : إنّ اللَّه أمرك بأمر وأمرنا بأمر ،
أمرك أن تقرّي في بيتك وأمرنا أن نجاهد ، وقد أتاني كتابك فأمرتني أن أصنع خلاف
ما أمرني اللَّه فأكون قد صنعت ما أمرك اللَّه به وصنعت ما أمرني اللَّه به ،
فأمرك عندي غير مطاع وكتابك غير مجاب والسّلام [المصدر نفسه .] . هذا ، وفي السير ان خالد بن يزيد بن معاوية
قال لامرأته رملة بنت الزبير : فإن تسلمي اسلم وإن تتنصّري ***** تعلّق رجال بين أعينهم صلبا
شرح ابن أبي الحديد ٦ : ٢٢٦ . وقد مر في فصل كلامه عليه السّلام
الجامع بين مصالح الدّنيا والدين في وصيته عليه السّلام لابنه : واياك ومشاورة
النساء ، فإنّ رأيهن إلى أفن وعزمهن إلى وهن ، واكفف عليهن من أبصارهن بحجابك
إيّاهن ، فإنّ شدّة الحجاب أبقى عليهن ، وليس خروجهن بأشدّ من إدخالك من لا يوثق
به عليهن ، وإن استطعت أن لا يعرفن غيرك فافعل ، ولا تملّك المرأة من أمرها ما
جاوز نفسها ، فإنّ المرأة ريحانة وليست بقهرمانة ، ولا تعد بكرامتها نفسها ولا
تطمعها في أن تشفع لغيرها ، وإيّاك والتغاير في غير موضع غيرة ، فإنّ ذلك
يدعوالصحيحة إلى السقم والبريئة إلى الريب فراجع شرحه [أبوالفرج الأصفهاني : في الأغاني ١٧ : ٣٤٤ ورد بلفظ ( نسلم ) بدلا
من ( اسلم ) .] . هذا ، وفي ( الأغاني ) مات عكرمة
وكثيّر عزة في يوم واحد ، فأخرجت جنازتاهما فما تخلفت امرأة بالمدينة ولا رجل عن
جنازتيهما ، وقيل مات اليوم اشعر الناس وأعلم الناس ، وغلب النساء على جنازة
كثيّر يبكينه ويذكرن عزّة في ندبتهنّ له ، فقال أبوجعفر محمد بن علي : أفرجوا لي
عن جنازة كثيّر لأرفعها ، وجعل يضربهن بكمه ويقول تنحّين يا صواحبات يوسف .
فانتدبت له امرأة منهنّ فقالت : يا ابن رسول اللَّه لقد صدقت إنّا لصواحبات يوسف
وقد كنّا له خيرا منكم له . فقال أبوجعفر عليه السّلام لبعض مواليه : احتفظ بها
حتى تجيئني بها إذا انصرفنا ، فلما انصرف اتي بتلك المرأة كأنّها شرارة النار ،
فقال لها : أنت القائلة إنّكّنّ ليوسف خير منّا . قالت : نعم أتؤمنني غضبك يا
ابن رسول اللَّه . قال : أنت آمنة فأبيني . قالت : نحن يا ابن رسول اللَّه
دعوناه إلى اللّذات من المطعم والمشرب والتمتّع والتنعّم وأنتم معاشر الرجال
القيتموه في الجبّ وبعتموه بأبخس الأثمان وحبستموه في السّجن فأيّنا كان أرأف ؟
فقال : للَّه درك ولن تغالب امرأة إلاّ غلبت . ثم قال لها : ألك بعل ؟ قالت : لي من
الرجال من أنا بعله . فقال : صدقت مثلك منتملك بعلها ولا يملكها [راجع الكتاب وفي ( فصل مكارم أخلاقه وعلمه ) : روي أنّه عليه السّلام كان جالسا
في أصحابه فمرّت بهم امرأة جميلة ، فرمقها القوم بأبصارهم فقال عليه السّلام :
إن أبصار هذه الفحول طوامح ، وإنّ ذلك سبب هبابها ، فإذا نظر أحدكم إلى امرأة
تعجبه فليلامس أهله فإنّما هي امرأة كامرأة [الأغاني ٩ : ٣٧ ٣٨ .] . وفي ( فصل الجمل ) : وأمّا فلانة
فأدركها رأي النساء وضعن غلا في صدرها كمرجل القين ، ولودعيت لتنال من غيري ما
أتت إليّ لم تفعل [نهج البلاغة ، قصار الحكم ، الحكمة : ٤٢٠ راجع الكتاب .] . وفي ٦ من فصل آداب الحرب : ولا
تهيجوا النساء بأذى وإن شتمن أعراضكم وسببن امراءكم ، فإنّهنّ ضعيفات القوى
والأنفس والعقول ، وإن كنّا لنؤمر بالكفّ عنهنّ وإنّهنّ لمشركات ، وان كان الرجل
ليتناول المرأة في الجاهلية بالفهر أوالهراوة فيعيّر بها وعقبه من بعده [راجع الكتاب .] . هذا ، وفي ( النهاية ) في حديث علي
عليه السّلام : « خير النساء الحارقة » وفي رواية « كذبتكم الحارقة » الحارقة
المرأة الضيّقة الفرج ، وقيل التي تغلبها شهوتها حتى تحرق أنيابها بعضا على بعض
أي تحكها ، يقول عليكم بها ، ومنه حديثه الآخر « وجدتها حارقة طارقة فائقة » [المصدر نفسه .] . هذا ، وفي ( نوادر نكاح الفقيه ) عن
الفضيل قلت لأبي عبد اللَّه عليه السّلام : شيء تقوله الناس ، ان أكثر أهل
النار يوم القيامة النساء . قال : وأنّى ذلك وقد يتزوج الرجل في الآخرة ألفا من
نساء الدّنيا في قصر من درة واحدة[ابن الأثير : النهاية ١ : ٣٧١ ، وقيل
الحارقة : النكاح على جنب .] . وروى عمار الساباطي عنه عليه السّلام
: أكثر أهل الجنة : المستضعفين من النساء ، علم اللَّه تعالى ضعفهن فرحمهن [من لا يحضره الفقيه ٣ : ٤٦٨ ح ٤٦٢٧ .] . وقال الصادق عليه السّلام : الحياء
عشرة أجزاء تسعة في النساء وواحدة في الرجال ، فاذا خفضت المرأة ذهب جزء من
حياها ، وإذا تزوجت ذهب جزء ، وإذا افترعت ذهب جزء ، وإذا ولدت ذهب جزء وبقي لها
خمسة ، فاذا فجرت ذهب حياؤها كلّه وإذا عفّت بقي لها خمسة أجزاء [المصدر نفسه .] . وقال عليه السّلام « الخيّرات الحسان
» من نساء أهل الدّنيا وهن أجمل من الحور العين [ذكر الهندي في كنز العمّال الجزء
الأوّل من الحديث خطبة رقم ( ٥٧٦٩ ) بنسبة للرسول الاكرم صلّى اللَّه عليه وآله
.] . من غريب كلامه رقم الصدوق : من لا يحضره الفقيه ٣ : ٤٦٩
. وفي حديثه عليه السّلام : إِذَا بَلَغَ اَلنِّسَاءُ نَصَّ
اَلْحِقَاقِ فَالْعَصَبَةُ أَوْلَى قال الرضي : والنص منتهى الأشياء ومبلغ
اقصاها كالنص في السير لأنّه أقصى ما تقدر عليه الدابة ، وتقول نصصت الرجل عن
الأمر إذا استقصيت مسألته عنه لتستخرج ما عنده فيه ، فنص الحقاق يريد به الإدراك
لأنّه منتهى الصغر ، والوقت الذي يخرج منه الصغير إلى حد الكبير ، وهو من أفصح
الكنايات عن هذا الأمر ، فإذا بلغ النساء ذلك فالعصبة أولى بالمرأة من امّها إذا
كانوا محرما ، مثل الاخوة والاعمام ، وبتزويجها ان أرادوا ذلك . والحقاق : محاقّة الام للعصبة في
المرأة ، وهوالجدال والخصومة وقول كلّ واحد منهما للآخر : « أنا أحقّ منك بهذا »
يقال منه : حاققته حقاقا مثل جادلته جدالا ، وقد قيل : إنّ « نصّ الحقاق » بلوغ
العقل وهوالإدراك ، لأنّه عليه السّلام إنّما أراد منتهى الأمر الذي تجب فيه
الحقوق والأحكام . ومن رواه « نص الحقائق » فإنّما أراد جمع حقيقه ، هذا معنى ما
ذكره أبوعبيدة ، والذي عندي أنّ المراد بنص الحقاق هاهنا ، بلوغ المرأة إلى الحد
الذي يجوز تزويجها وتصرفها في حقوقها تشبيها بالحقاق من الابل وهوجمع حقّة وحقّ
وهوالذي استكمل ثلاث سنين ودخل في الرابعة وعند ذلك يبلغ إلى الحد الذي يتمكّن
فيه من ركوب ظهره ونصه ، والحقائق أيضا جمع حقة ، فالروايتان جميعا ترجعان إلى
معنى واحد ، وهذا أشبه بطريقة العرب من المعنى المذكور . قول المصنف « وفي حديثه
عليه السّلام » لم يعلم كونه حديثه كما يأتي . « إذا بلغ النساء » هو من قبيل قوله
تعالى : وقال نسوة في المدينة [يوسف : ٣٠ .] في عدم تأنيث الفعل مع كون الفاعل مؤنثا حقيقيا لكونه اسم جمع . « نص الحقاق » هكذا في ( الطبعة
المصرية ) ، وفي ( ابن أبي الحديد وابن ميثم ) « نص الحقائق » [الطبعة المصرية وابن أبي الحديد بلفظ ( نص الحقاق ) . راجع الطبعة
المصرية : ٧١٥ ، وابن أبي الحديد ١٩ : ١٠٨ ، اما ابن ميثم فقد ذكر بعد إيراد
النص « والحقائق أيضا » ٥ : ٣٧٣ .] « وهوالصحيح لأصحية نسختهما ولا سيما
الثاني لكونها بخط المصنف ، ويشهد له ما يأتي منهما من الزيادة . وكيف كان ففي الأساس : الماشطة تنصّ
العروس فتقعدها على المنصّة ، وهي تنتصّ عليها أي : ترفعها ، و« نص فلان سيّدا »
أي : نصب [الزمخشري أساس البلاغة : ٤٥٩ مادة ( نصص ) والعين للفراهيدي ٧ : ٨٦
مادة ( نص ) ، والصحاح للجوهري ٣ : ١٠٥٨ مادة ( نصص ) وابن المنظور ، لسان العرب
١٤ : ١٦٢ مادة ( نصص ) .] ، قال حاجز الأزدي : إن قد نصصت بعد ما شبت سيدا ***** تقول وتهدي من كلامك ما تهدى « فالعصبة أولى » وزاد في ( ابن أبي
الحديد وابن ميثم ) « ويروى نص الحقاق » والعصبة كما قال الجوهري : البنون
وقرابة الأب ، ( سمّوا بذلك لأنّهم عصبوا به أي : أحاطوا فالأب طرف والابن طرف
والعم جانب والأخ جانب )[
الصحاح للجوهري ١ : ١٨٣ مادة ( عصب ) .] . في ( كامل المبرد ) : قال فلان بن
السائب الأسدي من أسد بن عبد العزّى : زوّجت ابنتي عمروبن عثمان ، فلمّا نصّت
عليه طلقها على المنصّة ، فجئت إلى ابن الزبير فقلت له إنّ عمرا طلّق ابنتي على
المنصّة وقد ظنّ الناس أنّ ذلك لعاهة وأنت عمّها فقم فادخل إليها . فقال : أوخير
من ذلك جيئوني بمصعب أي أخيه فخطب فزوجها منه وأقسم ليدخلن بها في ليلته ، فلا
تعرف امرأة نصت على رجلين في ليلتين ولاء غيرها [الكامل للمبرد ١ : ٤٣٣ .] . وفي ( الأغاني ) : قال أبوالهيثم :
إجتمع مالك بن الريب وأبوصردبة وشظاظ يوما فقالوا : تعالوا نتحدّث بأعجب ما
عملناه في سرقتنا إلى أن قال فقال شظاظ : كان لرجل من أهل البصرة بنت عم ذات مال
كثير وهووليّها وكان له نسوة فأبت أن تتزوجه فحلف ألاّ يزوجها من أحد ضرارا لها
، وكان يخطبها رجل غني من أهل البصرة فحرصت عليه وأبى الولي ، ثم إنّه حجّ حتّى
إذا كان بالدّو [أرض ملساء بين مكة والبصرة .] على مرحلة من البصرة مات فدفن برابية
وشيّد على قبره ، فتزوجت بالرجل الذي كان يخطبها ، وخرجت رفقة من البصرة معهم بز
ومتاع فتبصّرتهم وما معهم واتّبعتهم حتى نزلوا فلمّا ناموا بيّتّهم وأخذت من
متاعهم . ثم إنّ القوم لمّا انتبهوا أخذوني
وضربوني ضربا شديدا وجرّدوني ، وذلك في ليلة قرة وسلبوني كلّ قليل وكثير فتركوني
عريانا وتماوتّ لهم ، فارتحل القوم فقلت : كيف أصنع ؟ ثم ذكرت قبر الرجل فأتيته
فنزعت لوحه ثم احتفرت فيه سربا فدخلت فيه ثم سددت عليّ باللوح وقلت لعلّي أدفأ
فأتبعهم ، ومرّ الرجل الذي تزوج بالمرأة في الرفقة ، فمرّ بالقبر الذي أنا فيه
فوقف عليه وقال لرفيقه : واللَّه لأنزلنّ إلى قبر فلان حتى أنظر هل يحمي الآن
بضع فلانة . فعرفت صوته فقلعت اللوح ثم خرجت عليه
من القبر وقلت : بلى وربّ الكعبة لأحمينّها . فوقع واللَّه مغشيا عليه لا يتحرك
ولا يعقل . فجلست وأخذت كلّ أداة وثياب عليه ومالا معه ، فكنت بعد ذلك أسمعه
بالبصرة يحدّث الناس ويحلف لهم : إنّ الميت الذي كان منعه من تزويج المرأة خرج
عليه من قبره بسلبه وكفنه فبقى يومه ثم هرب منه . والناس يعجبون منه ، فعاقلهم
يكذبه والأحمق منهم يصدقه وأنا أعرف القصة فأضحك منهم [الأغاني ٢٢ : ٢٩٨ ٢٩٩ .] . هذا ، وفي الكامل : كان ذوالأصبع
العدواني رجلا غيورا وكانت له بنات أربع وكان لا يزوّجهنّ غيرة ، فاستمع عليهن
يوما وقد خلون يتحدّثن ، فقالت قائلة منهنّ : لتقل كلّ واحدة منكن ما في نفسها
ولتصدق ، ثم نقل أن إحداهنّ أنشدت أبياتا مشعرة بأنّها تريد زوجا شابّا غنيّا ،
والثانية عاقلا سخيّا ، والثالثة ابن عمّ لها ، وسكتت الرابعة ، فقلن : لا ندعك
حتى تقولين ، فقالت : زوج من عود خير من قعود . فخطبن فزوّجهنّ [الكامل للمبرد ١ : ٤٢٧ ٤٤٩ .] . وفي ( تاريخ بغداد ) في محمد بن جعفر
بن أحمد بن جعفر المعروف بزوج الحرة الذي روى عن الطبري والبغوي وغيرهما ، قال
جعفر بن المكتفي العباسي كانت بنت بدر مولى المعتضد زوج المقتدر ، فأقامت عنده
سنين وكان لها مكرما وعليها مفضلا الأفضال العظيم ، فتأثّلت حالها ، وانضاف ذلك
إلى عظيم نعمتها الموروثة ، وقتل المقتدر وأفلتت من النكبة وسلم لها جميع
أموالها وذخائرها حتى لم يذهب لها شيء وخرجت عن الدار . قال : وكان يدخل إلى مطبخها حدث يحمل
فيه على رأسه وكان حركا ، فنفق على القهارمة بخدمته فنقلوه إلى أن صار وكيل
المطبخ وبلغها خبره ورأته فاستكاسته فردت إليه الوكالة في غير المطبخ وتراقى
أمره حتى صار ينظر في ضياعها وعقارها وغلب عليها ، فصارت تكلّمه من وراء ستر
وخلف باب أوستارة ، وزاد اختصاصه بها حتى علق بقلبها فاستدعته إلى تزويجها فلم يجسر
على ذلك ، فجسّرته وبذلت له مالا حتى تمّ لها ذلك وقد كانت حاله تأثلت بها
وأعطته لمّا أرادت ذلك منه أموالا جعلها لنفسه نعمة ظاهرة لئلاّ يمنعها أولياؤها
منه بالفقر وأنّه ليس بكفء ، ثم هادت القضاة بهدايا جليلة حتى زوّجوها منه
واعترض الأولياء فغالبتهم بالحكم والدراهم ، فتمّ له ذلك ولها ، فأقام معها سنين
حتى ماتت فحصل له من مالها نحوثلاثمائة ألف دينار . قال : وهوالآن يعرف بزوج
الحرّة ، وإنّما سمّيت الحرّة لأجل تزويج المقتدر بها وكذا عادة الخلفاء لغلبة
المماليك عليهم إذا كانت لهم زوجة قيل لها : الحرّة [تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ٢ : ١٥٣ ١٥٤ .] . قلت : والمراد من قوله فيه « وأفلتت
من النكبة » النكبة التي عرضت لزوجها المقتدر حتى قتل . قول المصنف ( والنص منتهى الأشياء
ومبلغ أقصاها كالنص في السير لأنّه أقصى ما تقدر عليه الدابة ، وتقول نصصت الرجل
عن الأمر ، إذا استقصيت مسألته عنه لتستخرج ما عنده فيه ، فنص الحقاق يريد به
الإدراك لأنّه منتهى الصغر والوقت الذي يخرج منه الصغير إلى حد الكبير ) . ترى ان المصنف جعل الأصل في معنى
النص الانتهاء وجعله الجامع بين قولهم « النص في السير » وقولهم « نصصت الرجل عن
الأمر » ، والأظهر كون الأصل فيه الإظهار كما صرّح به ابن دريد فقال : نصصت
الحديث نصّا ، إذا أظهرته ، ونصصت العروس نصا ، إذا أظهرتها ، ونصصت البعير في
السير نصّا ، إذا رفعته ، ونصصت الحديث ، إذا عزوته إلى محدثك به ، ونصصت العروس
نصا ، إذا أقعدتها على المنصة ، وكلّ شيء أظهرته فقد نصصته ، ونصة المرأة الشعر
الذي يقع على وجهها من مقدّم رأسها . ( وهو من أفصح الكنايات عن هذا الأمر
) زاد ( ابن أبي الحديد وابن ميثم ) [شرح ابن أبي الحديد ١٩ : ١٠٨ رقم (
٢٦١ ) وشرح ابن ميثم ٥ : ٣٧٢ رقم ٤ .] « وأغربها » فلا بدّ من سقوطه من
نسخنا . ( فإذا بلغ النساء فالعصبة أولى
بالمرأة إذا كانوا محرما مثل الإخوة والأعمام ان أرادوا ذلك ) ما ذكره من أنّ
الإخوة والأعمام أولى بالمرأة ، مذهب العامة والخبر من طريقهم ، والأصل في نقله
أبوعبيدة ، وعندنا إنّما الوليّ الأب والجدّ بالإجماع إذا كانت صغيرة وعلى خلاف إذا
كانت كبيرة باكرة ، وأمّا غيرهما فلا خلاف عندنا في عدم ولايتهما . ( والحقاق محاقة الام للعصبة في
المرأة وهوالجدال والخصومة وقول كلّ واحد منهما للآخر أنا أحقّ منك بهذا ، يقال
منه حاققته حقاقا مثل جادلته جدالا ) لا كلام في مجيء الحقاق مصدر حاق بمعنى
جادل كالمحاقة ، لكن [ الكلام ] في صحّة إضافة النص إليه بذاك المعنى فلم يذكر
أحد أنه يقال نصصت الجدال كما قالوا : نصصت الحديث والبعير والعروس كما مرّ . ( وقد قيل ان نص الحقاق بلوغ العقل
وهوالإدراك ، لأنّه عليه السّلام إنّما أراد منتهى الأمر الذي يجب فيه الحقوق والأحكام
) هكذا في ( الطبعة المصرية ) [راجع شرح محمد عبده : ٧١٥ .] ولكن في ( ابن أبي الحديد [شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٩ : ١٠٨ .] وابن ميثم ) [شرح نهج البلاغة لابن ميثم ٥ : ٣٧٢ .] « يجب به الحقوق والأحكام » . وكيف كان فقال الأول : لم ينقل أهل
اللغة أن الحقاق استعملت في معنى الحقوق ( ومن رواه نص الحقائق فإنّما أراد جمع
حقيقة ) وفي ( ابن أبي الحديد ) « وقال من رواه . . . » ، والصواب ما في (
الطبعة المصرية ) لتصديق ( ابن ميثم ) له ولأنّه لا فاعل لقوله « وقال » [راجع المصادر نفسها والصفحات نفسها .] . ( هذا معنى ما ذكره أبوعبيد ) زاد في
( ابن أبي الحديد وابن ميثم ) « القاسم بن سلام » فلا بدّ من سقوطها من ( الطبعة
المصرية ) [راجع الطبعة المصرية : شرح محمّد عبده ٧١٦ وأيضا ابن أبي الحديد ٩ :
١٠٨ وأيضا ابن ميثم ٥ : ٣٧٣ .] . ( والذي عندي ان المراد بنصّ الحقاق هاهنا
بلوغ المرأة إلى الحدّ الذي يجوز تزويجها وتصرّفها في حقوقها تشبيها بالحقاق من
الإبل ) في ( اللسان ) [ابن منظور : لسان العرب ٣ : ٢٥٩ مادة ( حقق ) .] والحقة نبز ام جرير بن الخطفي ، خطبها سويد بن كراع إلى أبيها فقال : إنّها لصغيرة صرعة ، فقال سويد :
لقد رأيتها وهي حقة ، أي : كالحقة من الإبل في عظمها . وإضافة النص إلى الإبل كثيرة ، فلما
فقد زيد بن حارثة في طفوليته قال أبوه : سأعلم نص العيس في الأرض جاهدا ***** ولا أسأم التطواف أوتسأم الإبل وقال زيد نفسه : لمّا حجّ ناس من قبيلته ورأوه عند النبي صلّى اللَّه
عليه وآله : فكفوا من الوجد الذي قد شجاكم ***** ولا تعملوا في الأرض نص الأباعر
ذكر ابن حجر هذه الحكاية في الإصابة في تمييز الصحابة ٣ : ٢٥ . ( وهي جمع حقة وحق وهوالذي استكمل
ثلاث سنين ودخل في الرابعة وعند ذلك يتمكن فيه من ركوب ظهره ونصه في السير ) [شرح محمد عبده : ٧١٦ .] هكذا في الطبعة ( المصرية ) والصواب
( في سيره ) كما في ( ابن أبي الحديد وابن ميثم ) والخطية [أورد شرح ابن ميثم لفظ « في السير » كما في الطبعة المصرية راجع شرح
ابن ميثم ٥ : ٣٧٣ ، وأورد شرح ابن أبي الحديد لفظ « في سيره » ١٩ : ١٠٨ ، أما في
النسخة الخطية فقد سقط النصّ في نسخة ( المرعشي ) .] ، والجوهري جعل الحقق ايضا جمعهما [الصحاح للجوهري ٤ : ١٤٦ مادة ( حقق ) .] . ( والحقائق أيضا جمع حقة ، فالروايتان جميعا
ترجعان إلى معنى واحد ) قال ( ابن أبي الحديد ) : الحقائق جمع حقاق ، والحقاق
جمع حق ، فالحقائق إذن جمع الجمع لحقّ لا لحِقة [شرح ابن أبي الحديد ١٩ : ١١٠ .] . قلت : إذا كان الحقائق جمع الحقاق
والحقاق جمع حق وحقة بالاتفاق يصدق ان الحقائق جمع حقة كما قال المصنف . هذا ، وقال ( ابن أبي الحديد ) : يمكن
أن يقال الحقاق هاهنا الخصومة ، يقال : ما له فيه حق ولا حقاق ، أي : ولا خصومة
، ويقال لمن نازع : إنّه لنزق الحقاق أي : خصومة في الدنيّ من الأمر ، فيكون
المعنى : إذا بلغت المرأة الحدّ الذي يستطيع الإنسان فيه الخصومة
والجدال فعصبتها أولى بها من أمّها [شرح ابن أبي الحديد ١٩ : ١١٠ .] . قلت : ما ذكره تطويل بلا طائل وتكرار
بلا حاصل ، فهوعين ما ذكره المصنف سابقا بقوله : « والحقاق محاقّة الام للعصبة
في امرأة وهوالجدال والخصومة وقول كلّ واحد منهما للآخر أنا أحقّ منك » إلاّ أنّ
ما عبّر به ( ابن أبي الحديد ) لفظ الصحاح وما عبّر به المصنف لفظ الجمهرة
والمعنى واحد . وقال ( ابن ميثم ) : قيل يحتمل أن
يراد بالنص الارتفاع ، يقال نصّت الضبيّة رأسها : إذا رفعته ، ومنه منصة العروس
لارتفاعها عليها ، ويكون قد استعار لفظ الحقاق لأثداء الصغيرة إذا نهدت وارتفعت
لشبهها بالحقة صورة ، أي : إذا بلغت المرأة حدّ ارتفاع أثدائهن كانت العصبة أولى [شرح ابن ميثم ٥ : ٣٧٢ .] . قلت : لم يقل أحد : إن الحقاق جمع
حقة بالضم ، بل اتّفقوا على أنّه جمع حق وحقّه بالكسر أي إبل دخل في الرابعة
واستحق الحمل عليه ، فما ذكره ساقط وإن كان ما قاله من كون النص بمعنى الارتفاع
صحيحا . |
|
من
الخطبة ( ١٥١ ) :
|
|
اِعْقِلْ ذَلِكَ فَإِنَّ اَلْمِثْلَ
دَلِيلٌ عَلَى شِبْهِهِ إِنَّ اَلْبَهَائِمَ هَمُّهَا بُطُونُهَا وإِنَّ
اَلسِّبَاعَ هَمُّهَا اَلْعُدْوَانُ عَلَى غَيْرِهَا وإِنَّ اَلنِّسَاءَ
هَمُّهُنَّ زِينَةُ اَلْحَيَاةِ اَلدُّنْيَا واَلْفَسَادُ فِيهَا إِنَّ
اَلْمُؤْمِنِينَ مُسْتَكِينُونَ إِنَّ اَلْمُؤْمِنِينَ مُشْفِقُونَ إِنَّ
اَلْمُؤْمِنِينَ خَائِفُونَ أقول : رواه ( الكافي ) [الكافي للكليني ٥ : ٨١ ح ٩ .] في باب الاجمال من كتاب معيشته مسندا
. ورواه ( تحف العقول ) [تحف العقول للحراني : ١٠٣ .] في باب حكمه عليه السّلام مرفوعا . « اعقل ذلك » قال ابن أبي الحديد :
فيه رمز بباطن هذا الكلام إلى الرؤساء يوم الجمل [شرح ابن أبي الحديد ٩ : ١٦٢ .] . |
|
«
فإنّ المثل دليل على شبهه » في ( أمثال الميداني ) : قال المبرد المثل مأخوذ من
المثال كقول كعب بن زهير : كانت مواعيد عرقوب لها مثلا ***** وما مواعيدها إلاّ الأباطيل
مجمع الأمثال للميداني ١ : ٩ . وقال ابن السّكّيت : المثل لفظ يخالف
لفظ المضروب له ويوافق معناه معنى ذلك اللفظ ، شبّهوه بالمثال الذي يعمل عليه
غيره وقال النظام : في المثل أربع لا
تجتمع في غيره : ايجاز اللفظ ، وإصابة المعنى ، وحسن التشبيه ، وجودة الكناية
فهونهاية البلاغة [مجمع الأمثال للميداني ١ : ٩ .] . ولكون المثل دليلا على شبهه ، أكثر
تعالى من الأمثال ، ومنها : يا أيُّها النّاس ضرب مثل فاستمعوا له إن الّذين
تدعون من دون اللَّه لن يخلقوا ذباباً ولواجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا
يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب [الحج : ٧٣ .] . « ان البهائم همّها بطونها » ذكر
الصادق عليه السّلام للمفضل من حكم عدم دوام النهار ان لا تفرط البهائم في الأكل
فتموت كعدم إفراط الإنسان في العمل فيموت [توحيد المفضل : ٨٧ بتصرف .] . ثم ان ما ذكره ( ابن أبي الحديد ) من
كون كلامه عليه السّلام رمزا إلى أصحاب الجمل وهوالظاهر أشار عليه السّلام إلى
كون طلحة والزبير كالبهائم همّهما بطونهما ، فلذا خرجا عليه عليه السّلام فهلكا [شرح ابن أبي الحديد ٩ : ١٦٢ .] . روى المفيد في ( جمله ) انّه لمّا
خرج عثمان بن حنيف عامله عليه السّلام من البصرة عاد طلحة والزبير إلى بيت المال
فتأملا ما فيه من الذهب والفضة قالا هذه الغنائم التي وعدنا اللَّه بها وأخبرنا
انّه يعجلها لنا . قال أبوالأسود : سمعت هذا منهما ورأيت عليّا عليه السّلام بعد
ذلك وقد دخل بيت مال البصرة ، فلما رأى ما فيه قال : يا صفراء يا بيضاء غرّي
غيري ، المال يعسوب الظلمة وأنا يعسوب المؤمنين . فلا واللَّه ما التفت إلى ما
فيه ولا فكّر فيما رآه وما وجدته عنده إلاّ كالتراب هوانا ، فتعجبت من القوم
ومنه ، فقلت اولئك ممّن يريد الدنيا وهذا ممّن يريد الآخرة [الجمل للمفيد : ١٥٤ .] . « وإنّ السباع همّها العدوان على
غيرها » أشار عليه السّلام في هذا الكلام أيضا إليهم وأنّهم كما كانوا في الشهوة
كالبهائم يكونون كالسباع في الغضب ، فلمّا كتب طلحة والزبير مع عثمان بن حنيف
كتاب عهد بينهم بالمتاركة حتى يقدم أمير المؤمنين عليه السّلام وفرّق ابن حنيف
أصحابه غدر طلحة والزبير به فأتياه في بيته وهوغافل وعلى باب الدار السبابجة يحرسون
بيوت الأموال ، فوضعوا فيهم السيف فقتلوا أربعين رجلا منهم صبرا يتولى ذلك منهم
الزبير خاصة ، ثم هجموا على عثمان فأوثقوه رباطا وعمدوا إلى لحيته فنتفوها وكان
كث اللحية حتى لم يبق فيها شعرة . عذّبوا الفاسق وانتفوا شعر حاجبيه
وأشفار عينيه وأوثقوه بالحديد [الكامل في التاريخ لابن الأثير ٣ : ٢١٦ .] ، ثم قال طلحة والزبير لعائشة ماذا
تأمرين فيه . فقالت : اقتلوه قتله اللَّه . « وإنّ النساء همّهنّ زينة الحياة
الدّنيا والفساد فيها » أشار عليه السّلام على ما قال ( ابن أبي الحديد ) في هذا
الكلام إلى عائشة [شرح ابن أبي الحديد ٩ : ١٦٣ .] . وروى المفيد في ( جمله ) و( ابن أبي
الحديد ) في موضع آخر : ان عائشة لمّا بلغها نزول أمير المؤمنين عليه السّلام
بذي قار كتبت إلى حفصة : أمّا بعد ، فإنّا نزلنا البصرة ونزل عليّ بذي قار
واللَّه داق عنقه كدق البيضة ، إنّه بمنزلة الأشقر إن تقدّم نحر وإن تأخّر عقر .
فلما وصل الكتاب إليها استبشرت بذلك ودعت صبيان بني تميم وعدي وأعطت جواريها
دفوفا وأمرتهن أن يضربن بالدفوف ويقلن : « الخبر ما الخبر ؟ عليّ الأشقر ، إن
تقدّم نحر وإن تأخّر عقر » إلى أن قال : فدخلت عليها ام كلثوم وقالت لحفصة إن
تظاهرت أنت واختك على أمير المؤمنين فقد تظاهرتما على أخيه النبي صلّى اللَّه
عليه وآله فأنزل تعالى فيكما ما أنزل أي قوله تعالى : وإن تظاهرا عليه فإنّ
اللَّه هومولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير [الجمل للمفيد : ١٤٩ ، وذكر ابن أبي الحديد ذلك في ٦ : ٢٢٥ والآية ٤
من سورة التحريم .] . وكلامه عليه السّلام عام وان كانت هي
المراد بالخصوص ، وقد ضرب تعالى فيها وفي اختها المثل في قوله : ضرب اللَّه
مثلاً للذين كفروا امرأت نوح وامرأت لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين
فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من اللَّه شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين [التحريم : ١٠ .] . وقد صرّح بكونهما المرادتين الزمخشري [الزمخشري ٤ : ٥٧١ ، يذكر الزمخشري : وفي طي هذين التمثيلين ( امرأة
لوط وامرأة نوح ) تعريف بأمي المؤمنين المذكورتين في أوّل السورة وما فرط منهما
من التظاهر على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله بما كرهه وتحذير لهما على
أغلظ وجه وأشده . . . لما في التمثيل من ذكر الكفر ونحوه في التغليظ قوله تعالى : ومن كفر فإن
اللَّه غني عن العالمين وإشارة إلى أن في حقهما أن تكونا في الاخلاص والكمال فيه
كمثل هاتين المؤمنتين . ثم يقول الزمخشري : والتعريض بحفصة ارجح لأنّ امرأة لوط
أفشت عليه كما أفشت حفصة على رسول اللَّه : راجع المصدر المذكور . ] ، وفي اسد الغابة [اسد الغابة ٤ : ٣٨٩ .] في معبد بن أكثم الخزاعي روى عبد
اللَّه بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد اللَّه قال : قال النبي صلّى اللَّه عليه
وآله : عرضت عليّ النار وأكثر من رأيت فيها النساء اللاتي إن اؤتمنّ أفشين ، وإن
سألن الحفن ، وإن اعطين لم يشكرن [اخرجه أحمد في مسنده عن أبي بن كعب :
مسنده أحمد ٣ : ٣٥٣ .] . قلت : وكانتا ممّن أفشى سرّه صلّى
اللَّه عليه وآله وإذ أسرّ النبيّ إلى بعض أزواجه حديثاً [التحريم : ٣ .] . وقال ( ابن أبي الحديد ) : نظر حكيم إلى امرأة مصلوبة على شجرة
فقال : ليت كلّ شجرة تحمل مثل هذه الثمرة [شرح ابن أبي الحديد ٩ : ١٦٣ .] . ورأى بعض الحكماء امرأة غريقة قد
احتملها السيل فقال : زادت الكدر كدرا والشر بالشر يهلك [شرح ابن أبي الحديد ٩ : ١٦٣ .] . ورأى بعضهم جارية تحمل نارا فقال :
نار على نار ، والحامل شرّ من المحمول [شرح ابن أبي الحديد ٩ : ١٦٣ .] . ورأى حكيم امرأة تعلم الكتابة فقال :
سهم يسقى سما ليرمى به يوما ما [المصدر نفسه .] . ومرّت امرأة بسقراط وهومشرق في الشمس
فقالت : ما أقبحك أيها الشيخ فقال : لولا أنّكنّ من المرائي الصديّة لغمّني ما
بان فيكنّ من قبح صورتي [المصدر نفسه .] . قلت : وفي ( اصلاح المنطق ) في قوله
صلّى اللَّه عليه وآله « إنّكنّ إذا شبعتنّ خجلتنّ ، وإذا جعتنّ دقعتنّ » الخجل
سوء احتمال الغنى ، والدقع سوء احتمال الفقر [ابن السكيت ، اصلاح المنطق : ١٤١ .] . « إنّ المؤمنين مستكينون » ليس همّهم
بطونهم كالبهائم . « إنّ المؤمنين مشفقون » ليسوا مثل
فرقة همّهم العدوان على العباد . « إنّ المؤمنين خائفون » ليسوا
كطائفة كالنساء همّهم زينة الحياة الدنيا والفساد فيها والإفساد . وفي الكلام اشارة ثانية إلى أن أصحاب
الجمل لم يكونوا من الايمان في شيء لخلّوهم من أوصافهم . هذا ، وعن المغيرة : النساء أربع
والرجال أربعة : رجل مذكر وامرأة مؤنّثة فهوقوّام عليها ، ورجل مؤنّث وامرأة
مذكّرة فهي قوّامة عليه ، ورجل مذكّر وامرأة مذكّرة فهما كالوعلين ينتطحان ،
ورجل مؤنّث وامرأة مؤنّثة فهما لا يفلحان [الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني ١٦ : ٨٧
.] . وللأخطل : يمددن من هفواتهن إلى الصبا ***** سببا يصدن به الغواة طوالا ما إن رأيت كمكرهن إذا جرى ***** فينا ولا كحبالهنّ حبالا المهديات لمن هوين مسبّة ***** والمحسنات لمن قلين مقالا يرعين عهدك ما رأينك شاهدا ***** وإذا مذلت يصرن عنك مذالا إنّ الغواني إن رأينك طاويا ***** برد الشباب طوين عنك وصالا وإذا وعدنك نائلا أخلفنه ***** ووجدت عند عداتهن مطالا وإذا دعونك عمّهن فإنّه ***** نسب يزيدك عندهن خبالا ديوان
الأخطل : ٢٤٧ . ولعلقمة الفحل : فإن تسألوني بالنساء فإنّني ***** بصير بأدواء النساء طبيب إذا شاب رأس المرء أوقلّ ماله ***** فليس له في ودّهن نصيب يردن ثراء المال حيث علمنه ***** وشرخ الشباب عندهن عجيب
الشعر والشعراء لابن قتيبة : ٣٤ . ولطفيل الغنوي : إنّ النساء كأشجار نبتن معا ***** منها المرار وبعض النبت مأكول إنّ النساء وان ينهين عن خلق ***** فإنّه واجب لا بدّ مفعول لا يصرفنّ لرشد إن دعين له ***** وهنّ بعد ملائيم مخاذيل
ديوان الغنوي : ٣٤ ، وذكره النويري في نهاية الارب ٣ : ٦٨ . وقال كعب بن زهير في قصيدته في مدح
النبي صلّى اللَّه عليه وآله التي أولها : « بانت سعاد فقلبي اليوم متبول » فيا لها خلة لوأنّها صدقت ***** بوعدها أولوأنّ النصح مقبول لكنّها خلّة قد سيط من دمها ***** فجع وولع وأخلاف وتبديل فما تدوم على حال تكون بها ***** كما تلوّن في أثوابها الغول وما تمسك بالعهد الذي زعمت ***** إلاّ كما يمسك الماء الغرابيل فلا يغرّنك ما منّت وما وعدت ***** إنّ الأماني والأحلام تضليل كانت مواعيد عرقوب لها مثلا ***** وما مواعيدها إلاّ الأباطيل الشعر
والشعراء لابن قتيبة : ٣٣ . وفي ( نوادر نكاح الفقيه ) عنه عليه
السّلام : لا تحملوا الفروج على السروج فتهيجوهن على الفجور [الفقيه ٣ : ٤٦٨ ح ٤٦٢٦ .] . ومر في ٤ ٤٢ « وجهاد المرأة حسن
التبعّل » [راجع الكتاب .] . وروى ( حلية أبي نعيم ) إنّ النبي
صلّى اللَّه عليه وآله إنصرف من الصبح يوما فأتى النساء فوقف عليهن فقال : اني
قد رأيت انكن أكثر أهل النار فتقرّبن إلى اللَّه تعالى بما استطعتنّ وفي خبر
تصدقن ولوبحليّكنّ وكانت امرأة ابن مسعود فيهن ، فأخذت حليا لها فقال لها ابن
مسعود : أين تذهبين به ؟ قالت : أتقرّب به إلى اللَّه تعالى لعل
اللَّه لا يجعلني من أهل النار . فقال : هلمّي تصدّقي به عليّ وعلى ولدي فأنا له
موضع . قال : وسئل النبي صلّى اللَّه عليه وآله عن ذلك فقال : لها أجران أجر
القرابة وأجر العلاقة [وهي زينب الثقفية : انظر ترجمتها في حلية الأولياء ٢ : ٦٩ ، وأخرج
الحديث « تصدقن ولومن حليكن » البخاري في الزكاة الحديث ٣٣ و٤٨ ومسلم في صحيحة
في العيدين الحديث ٤ والزكاة الحديث ٤٦ و٤٧ ، والترمذي في الزكاة الحديث ١٢ ،
والنسائي في الزكاة الحديث ١٩ و٨٢ ، والدارمي في كتاب الصلاة الحديث ٢٣٤ ،
والزكاة الحديث ٢٣٣ .] . وفي ( المعمرون ) لأبي حاتم : عاش
شرية الجعفي [هوشرية بن عبد اللَّه بن قليت بن خولي بن ربيعة بن عوف بن معاوية بن
ذهل بن مالك بن مريم بن جعفي .] ثلاثمائة سنة ، وقيل له ما بال ابنك قد خرف وبك بقية . قال : أما
واللَّه ما تزوّجت أمه حتى أتت عليّ سبعون سنة ، وتزوجتها ستيرة عفيفة إن رضيت
رأيت ما تقرّبه عيني وإن سخطت تأتت لي حتى أرضى . وانّ ابني تزوّج امرأة فاحشة بذيّة
إن رأى ما تقربه عينه تعرضت له حتى يسخط وان سخط تلغبّته [اللغب هوالتعب والإعياء .] حتى يهلك [المعمّرون لابن حاتم : ٤٩ .] . انتهى. منقول من كتاب بهج الصباغة في شرح نهج
البلاغة (بتصرف) |