- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
كلام في سند نهج
البلاغة
|
|
الشّبهة؛
مجالاتها وبواعثها:
|
|
إنّ نهج البلاغة
«فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق»، بَيْد أنّ البعض في مريةٍ من صدوره عن
أمير المؤمنين عليه السّلام. وهذه الشّبهة المثارة حول هذا الكتاب الجليل كانت في
عصر ابن أبي الحديد حين بدأ شرحه له، إذ دسّها عليه «جماعة من أهل الأهواء». يقول ابن أبي الحديد في هذا المجال: (كثير
من أرباب الهوى يقولون: إنّ كثيراً من نهج
البلاغة كلام مُحدَث صنعه قوم من فصحاء الشّيعة! وربما عَزَوا بعضه إلى الرّضيّ أبي
الحسن أو غيره! وهؤلاء أعمت العصبيّة أعينهم فضلّوا عن النهج الواضح، وركبوا بُنيّات
الطّريق ضلالاً وقلّة معرفة بأساليب الكلام (
لمن نهج البلاغة ؟ الشّيخ محمّد حسن آل ياسين |
|
طرحها
من المستشرقين وساقوا على زعمهم أدلّة باطلة
|
|
وتبعاً لزيغ هؤلاء الضُلاّل، أُثيرت هذه الدّسيسة أيضاً في العصور اللاحقة، فقد طرحها من
المستشرقين: «مسيو ديمومين» و «كارل بروكلمان»، ومن كتّاب
العرب: «جرجي زيدان». وساقوا على زعمهم أدلّة باطلة، منها: |
|
فقد
قال الدكتور شفيع السّيّد
ـ وهو أحد الممترين في سند النهج:
|
|
(انتماء
الشّريف الرّضيّ إلى البيت العلويّ
يسّر الشّكّ في صحّة قوله واحتمال تعصّبه وانحيازه إلى عليّ... وقال بعض من كتب
حوله: كان شاعراً ذَلَّ له قياد الطّبع، وكان له لسان طلق لبق، ومع قدرته في الشّعر
كان بليغاً مقتدراً في النثر أيضاً) ( لمن نهج البلاغة ؟
الشّيخ محمّد حسن آل ياسين.). وقبل الإجابة على هذه الشّبهات، يمكننا بنظرةٍ عامّة أن
نوجز الأدلّة على صحّة هذا الكتاب القيم بما يأتي: |
|
نوجز
الأدلّة على صحّة هذا الكتاب القيم
|
|
الف ـ سبك الكلام وأُسلوبه
|
|
فكلّ من ذاق حلاوة الأدب
العربيّ وخَبَره يسيراً أدرك بعد التأمّل
في «نهج البلاغة» أنّ ألفاظه لم تصدر عن شاعر أو خطيب عادي، ولم تتيسّر إلاّ
لأمير خطباء العرب وفصحائهم. وهو الّذي قال فيه ابن أبي
الحديد: (عليّ إمام الفصحاء،
وسيّد البلغاء؛ وفي كلامه قيل: دون كلام الخالق، وفوق كلام المخلوقين. ومنه
تعلّم النّاس الخطابة والكتابة). وإذا شارف الأدباء والخطباء برمّتهم هذا الكتاب
نطقوا بالثناء عليه من جهة، واعترفوا بعجزهم عن وصفه وبلوغ شأوه وعمقه من جهة
أُخرى، وأكبروه فعدّوه منهل البلاغة والخطابة وأماطوا اللثام عنه من جهة ثالثة، حتّى
إنّهم رأوا في كلّ نظرة متجدّدة إليه قبسات بديعة، وأصابوا منه رشفات مُريعة ( على سبيل المثال يمكنكم
أن تنظروا في مقدّمة الشّيخ محمّد عبده لشرحه على هذا الكتاب ). |
|
ب. الانسجام والتماسك الباطنيّ
|
|
إن
الانسجام والتماسك الباطنيّ في مجموعةٍ ما منس أهمّ الأدلّة على
أصالتها وعلوّ شأنها. وفنلحظ في القرآن الكريم أنّه عندما أشار إلى شبهة الكافرين
في صدور القرآن عن النّبي صلّى الله عليه وآله أجاب: «ولو كانَ مِن عندِ غيرِ
الله لَوجدوا فيه اختلافاً كثيراً» (النساء : 82. |
|
ج ـ انسجام المضمون مع سائر الأحاديث
|
|
إنّ كثيراً ممّا جاء
في نهج البلاغة في:
الميادين الكلاميّة، والأخلاقيّة،
والاجتماعية.. وغيرها ينسجم مع ما أُثِر عن النّبيّ
صلّى الله عليه وآله والأئمّة ع في هذا المجال. وهذا الانسجام واضح ملموس، وهو دليل آخر
على أنّ الوارد فيه يفيض ممّا تفيض منه كلمات المعصومين ع ، فنبعهما واحد. ولعلّ في المقطع الأخير من كلام ابن أبي الحديد المذكور
إشارةً إلى هذا الدليل. |
|
د ـ الرّصيد التّاريخيّ للرّوايات المذكورة في نهج
البلاغة:
|
|
المأثور
في «نهج البلاغة» ملحوظ أيضاً في المصادر
الشّيعيّة والسّنيّة المتقدّمة عليه أو المتأخّرة عنه.
وما محاولة الشّريف الرّضيّ في جمع كلمات الإمام عليه
السّلام إلاّ نموذج واحد من محاولات عزم عليها مشهورون قبله. |
|
الشّبهات
في مِسْبار النّقد:
|
|
الشّبهة الأُولى: التّعريض ببعض الصّحابة
|
|
تتوكّأ
هذه الشّبهة على أساس أنّ الصّحابة كلّهم عُدول، فالتّعريض
بهم بعد ثبوت عدالتهم عمل غير مستساغ. علماً أنّ نظرية
عدالة الصحابة جميعهم من مبتدعات السّياسة الأمويّة، وهذه حقيقة أقرّ بها الباحثون من مختلف المذاهب،
خاصّة أنّ أنصار هذه النّظرية يذهبون إلى أنّ كلّ من رأى النّبيّ صلّى الله
عليه وآله ولو لحظة، أو عاش في زمانه ولم يَرَه، يُعدّ صحابيّاً. لكن: هل يمكن أن
يكون الصّحابي بهذه المواصفات عادلاً بالضّرورة ؟ |
|
الشّبهة الثانية: وجود كلمة «الوصيّ» و «الوصاية»
في نهج البلاغة
|
|
حسبنا
في جواب هذه الشّبهة أن نقول: إنّ
هاتين الكلمتين لم تظهرا أو تتبلورا في عصر الشّريف الرّضي، بل كان لهما وجودهما
ومدلوهما في عصر الوحي. فمراجعة يسيرة للآيات القرآنيّة ( على سبيل المثال: الآية
182 من سورة البقرة، والآية 11 و 12 من سورة النساء، الآية 106 من سورة المائدة.)، والأحاديث
النّبويّة المشتملة عليهما ( فتح الفيروزآباديّ في
كتاب «فضائل الخمسة من الصّحاح الستّة» 35:2 ـ 44، باباً بعنوان: «عليّ وصيّ النّبيّ»، وذكر فيه الأحاديث النّبويّة
المشتملة على كلمة الوصيّ نقلاً عن المصادر المختلفة لأهل
السّنّة، كما خصّص العلاّمة الأمينيّ أيضاً فصلاً في هذا الموضوع في كتاب الغدير 252:3 ـ 260.)، والشّعر الشّيعيّ وغير الشّيعيّ ( وقف ابن أبي الحديد في شرحه 143:1 ـ 150 باباً على هذا الموضوع، عنوانه: «ما ورد في الوصاية
من الشّعر». وذكر فيه شعراء من عصر صدر الإسلام مثل: عبدالله بن أبي سفيان بن الحارث بن عبدالمطّلب، وعبدالرّحمن بن جُعَيل، وأبي الهيثم بن التَّيّهان، وعمر
بن حارثة الأنصاريّ، وسعيد بن قيس الحمدانيّ،
وزياد بن لبيد الأنصاريّ، وحجر بن عدِيّ الكنديّ، وخُزيمة بن ثابت الأنصاريّ، وابن بُدَيل بن وَرقاء
الخزاعيّ، وعمرو بن أُحَيحة، وزجر بن قيس الجُعفيّ. وقال: (ذكر هذه الأشعار
والأراجيز بأجمعها أبو مخنف لوط بن يحيى في كتاب «وقعة الجمل». وأبو محنف من المحدّثين، وممّن
يرى صحّة الإمامة بالاختيار، وليس من الشّيعة ولا معدوداً
من رجالها). ثمّ نقل أشعاراً من كتاب «وقعة صفيّن» لنصر بن مزاحم المنقريّ، وهي تتضمّن كلمة الوصاية. وقال في ختام هذا الفصل: (والأشعار الّتي تتضمّن هذه اللفظة كثيرة
جدّاً، ولكنّا ذكرنا منها ها هنا بعض ما قيل في هذين الحزبين، فأمّا ما عداهما فإنّه يجلّ عن الحصر، ويعظم عن
الإحصاء والعدّ. ولولا خوف الملالة والإضجار
لذكرنا من ذلك ما يملأ أوراقاً كثيرةً.).. تُغني القارئ عن كلّ تعريف وتعليق بهذا الشّأن. |
|
الشّبهة الثّالثة: طول الخطب
|
|
كم حاولوا أن يعدّوا طول الخطب دليلاً على ضعف انتسابها إلى مولى المتّقين! بَيْد
أنّ الحقيقة هي أنّ قصر الكلام أو طوله لا يمثّل دليلاً على صحّة انتسابه
إلى قائله، ولا دليلاً على سقم انتسابه إليه، لا سيّما أنّ النّاطق به هو أمير
الخطباء وفارس ميدان الفصاحة والبلاغة، الّذي يعلم موضع الإيجاز من موضع التّطويل
في الكلام. يقول الدكتور زكي مبارك في كتاب «النّثر الفنيّ في القرن الرابع عشر» بهذا الشّأن: (ورسائل عليّ بن أبي طالب وخطبه
ووصاياه وعهوده إلى ولاته تجري على هذا النّمط، فهو
يُطيل حين يكتب عهداً يبيّن
فيه ما يجب على الحاكم في سياسة القطر الّذي يرعاه، ويوجز
حين يكتب إلى بعض خواصّه
في شأن معيّن لا يقتضي التطّويل ( نفسه، نقلاً عن «النثر
الفنّيّ في القرن الرّابع عشر» ج 1 ، ص 58 و 59.). |
|
الشّبهة الرّابعة: وجود السَّجْع والمحسّنات اللفظيّة
|
|
أمّا
الحقيقة، فهي أنّ وجود السّجع أو غيره من المحسّنات
اللفظيّة في الكلام لا يعود إلى عصر الشّريف الرّضيّ وليس من بنات ذلك الزّمان! فالمحسّنات اللفظيّة موجودة في القرآن الكريم والحديث
النّبويّ، وكلام الخطباء المشهورين في عصر صدر الإسلام. من هنا فهي ليست بِدعاً من الأثر، كما لا تمثّل
دليلاً على ضعف السّند في نهج البلاغة. |
|
الشّبهة الخامسة: الأوصاف الدّقيقة
|
|
الأوصاف الدّقيقة في
نهج البلاغة، على ما قيل في غرابتها وتميّز نصوصها
عن نصوص ذلك العصر، لا تمثّل نقطة ضعف، بل إنّها في
الواقع تمثّل نقطة قوّةٍ وفضيلة. |
|
الشّبهة السّادسة: وجود ضروب التّقسيم والتقطيع
|
|
وهذه
كسابقتها ليست إلاّ مَعْلماً على دقّة الكلام وإحكامه واتّزانه، لا على ضعفه ووهن انتسابه إلى رجلٍ كان أميرَ الخطباء
وفارس ميدان
البلاغة. |
|
الشّبهة السّابعة: وجود كلمات يُشَمُّ منها علم
الغيب
|
|
صحيح
أنّ في نهج البلاغة أحياناً نبوءات دقيقة وواضحة
للمستقبل، حتّى يمكن بنظرة بسيطة أن نخالها مفردات لعلم الإمام عليه السّلام بالغيب. بَيْد أنّ الذي يتبيّن بتأمّل يسير هو أنْ أفراداً يتمتّعون
بوعي اجتماعيّ سياسيّ دقيق شامل، وفهم عميق، يتسنّى
لهم أن يتنبّأوا بأحداث المستقبل.من
هنا، إذا كان
أمير المؤمنين عليه السّلام قد تنبّأ بالمستقبل، فليس هذا مؤاخذة بل هو دليل على
انطوائه على مكنون علوم جمّة. |
|
الشّبهة الثّامنة: الاهتمام بالزّهد والتّقوى
|
|
إذا
كان رسول الله صلّى الله عليه وآله يوصي في كلامه بالزّهد
وذكر الموت، وزمانه السّابق لزمان أمير المؤمنين عليه السّلام زمان عُسرة وشدّة،
فلا تبدو التوصية بهما في عصر أمير المؤمنين عليه السّلام مناسبةً لعصره فحسب، بل هي ضروريّة أيضاً، إذ كان عصره عصر رخاءٍ وسرّاء
قياساً بعصر النّبيّ صلّى الله
عليه وآله. وعندما طابت قلوب الصّحابة ببساتين المدينة ومزارع البصرة والذُّهبان
المكنوزة، وحينما كانوا يثيرون الفتن وينسون عهودهم ومواثيقهم لعزلٍ أو نصبٍ
أو منصبٍ، وعندما يَلحقون بالأمويّين خوفاً على بساتينهم من الدّمار أو على مزارعهم
من المصادرة.. حينها أ لم تكن التّوصية بالزّهد ضروريّة ومناسبة للبلاغة في مثل هذه الحالة ؟ وهل
توصية الولاة بمداراة النّاس ومواساة المعدِمين واجتناب الإسراف
والأمور الترفيّة عمل ذميم في أفياء حكومة أمير المؤمنين عليه السّلام العادلة
؟! إنّ ما ورد في نهج البلاغة حول الزّهد والتّقوى هو
إمّا: من الوصايا الّتي كان يحتاج إليها المجتمع يومئذٍ،
أو من الأوامر والتعلّيمات الّتي كان صدورها إلى الولاة ممّا تتطلّبه عدالته عليه السّلام. |
|
الشّبهة التّاسعة: انتساب بعض الكلمات والخطب إلى
الآخرين
|
|
هل حصل
هذا لخطب أمير المؤمنين عليه السّلام فحسب،
أو انّه نقطة ضعف في انتساب الكلام إليه عليه السّلام ؟! فهذا ممّا هو مألوف في
تاريخ الأدب، إذ تُنسب رواية أو مقطع نثريّ أو كلام إلى اثنين أو أكثر من الشّعراء
أو الخطباء، كما في الأحاديث النّبويّة، إذ ربما يُنسب حديث إلى صحابي واحد
أو صحابيين. مضافاً إلى أنّ هذا الأمر
لو حصل في عدد من الخطب أو الكتب، فهل
يمكن أن نعدّه دليلاً على ضعف نهج البلاغة بأكمله ؟! |
|
الشّبهة العاشرة: عدم الاستشهاد بنصوص نهج البلاغة في
الكتب السّابقة
|
|
ينبثق أصل هذه الشّبهة من الجهل، إذ كما
مرّ بنا أنّ كثيراً من كلام أمير المؤمنين كان مبثوثاً في كتب أُولي
العلم والأدب قبل الشّريف الرّضيّ وقبل محاولته جمعه منها، حتّى عدّ السّيّد عبدالزهراء الحسينيّ في كتاب «مصادر نهج البلاغة وأسانيده» مائة وتسعة من هذه المصادر
والمراجع، وقد أشار محمّد أبو الفضل إبراهيم في
مقدّمته على شرح ابن أبي الحديد
إلى بعضها. انتهى |
|
|
كلام في سند نهج
البلاغة
|
|
الشّبهة؛
مجالاتها وبواعثها:
|
|
إنّ نهج البلاغة
«فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق»، بَيْد أنّ البعض في مريةٍ من صدوره عن
أمير المؤمنين عليه السّلام. وهذه الشّبهة المثارة حول هذا الكتاب الجليل كانت في
عصر ابن أبي الحديد حين بدأ شرحه له، إذ دسّها عليه «جماعة من أهل الأهواء». يقول ابن أبي الحديد في هذا المجال: (كثير
من أرباب الهوى يقولون: إنّ كثيراً من نهج
البلاغة كلام مُحدَث صنعه قوم من فصحاء الشّيعة! وربما عَزَوا بعضه إلى الرّضيّ أبي
الحسن أو غيره! وهؤلاء أعمت العصبيّة أعينهم فضلّوا عن النهج الواضح، وركبوا بُنيّات
الطّريق ضلالاً وقلّة معرفة بأساليب الكلام (
لمن نهج البلاغة ؟ الشّيخ محمّد حسن آل ياسين |
|
طرحها
من المستشرقين وساقوا على زعمهم أدلّة باطلة
|
|
وتبعاً لزيغ هؤلاء الضُلاّل، أُثيرت هذه الدّسيسة أيضاً في العصور اللاحقة، فقد طرحها من
المستشرقين: «مسيو ديمومين» و «كارل بروكلمان»، ومن كتّاب
العرب: «جرجي زيدان». وساقوا على زعمهم أدلّة باطلة، منها: |
|
فقد
قال الدكتور شفيع السّيّد
ـ وهو أحد الممترين في سند النهج:
|
|
(انتماء
الشّريف الرّضيّ إلى البيت العلويّ
يسّر الشّكّ في صحّة قوله واحتمال تعصّبه وانحيازه إلى عليّ... وقال بعض من كتب
حوله: كان شاعراً ذَلَّ له قياد الطّبع، وكان له لسان طلق لبق، ومع قدرته في الشّعر
كان بليغاً مقتدراً في النثر أيضاً) ( لمن نهج البلاغة ؟
الشّيخ محمّد حسن آل ياسين.). وقبل الإجابة على هذه الشّبهات، يمكننا بنظرةٍ عامّة أن
نوجز الأدلّة على صحّة هذا الكتاب القيم بما يأتي: |
|
نوجز
الأدلّة على صحّة هذا الكتاب القيم
|
|
الف ـ سبك الكلام وأُسلوبه
|
|
فكلّ من ذاق حلاوة الأدب
العربيّ وخَبَره يسيراً أدرك بعد التأمّل
في «نهج البلاغة» أنّ ألفاظه لم تصدر عن شاعر أو خطيب عادي، ولم تتيسّر إلاّ
لأمير خطباء العرب وفصحائهم. وهو الّذي قال فيه ابن أبي
الحديد: (عليّ إمام الفصحاء،
وسيّد البلغاء؛ وفي كلامه قيل: دون كلام الخالق، وفوق كلام المخلوقين. ومنه
تعلّم النّاس الخطابة والكتابة). وإذا شارف الأدباء والخطباء برمّتهم هذا الكتاب
نطقوا بالثناء عليه من جهة، واعترفوا بعجزهم عن وصفه وبلوغ شأوه وعمقه من جهة
أُخرى، وأكبروه فعدّوه منهل البلاغة والخطابة وأماطوا اللثام عنه من جهة ثالثة، حتّى
إنّهم رأوا في كلّ نظرة متجدّدة إليه قبسات بديعة، وأصابوا منه رشفات مُريعة ( على سبيل المثال يمكنكم
أن تنظروا في مقدّمة الشّيخ محمّد عبده لشرحه على هذا الكتاب ). |
|
ب. الانسجام والتماسك الباطنيّ
|
|
إن
الانسجام والتماسك الباطنيّ في مجموعةٍ ما منس أهمّ الأدلّة على
أصالتها وعلوّ شأنها. وفنلحظ في القرآن الكريم أنّه عندما أشار إلى شبهة الكافرين
في صدور القرآن عن النّبي صلّى الله عليه وآله أجاب: «ولو كانَ مِن عندِ غيرِ
الله لَوجدوا فيه اختلافاً كثيراً» (النساء : 82. |
|
ج ـ انسجام المضمون مع سائر الأحاديث
|
|
إنّ كثيراً ممّا جاء
في نهج البلاغة في:
الميادين الكلاميّة، والأخلاقيّة،
والاجتماعية.. وغيرها ينسجم مع ما أُثِر عن النّبيّ
صلّى الله عليه وآله والأئمّة ع في هذا المجال. وهذا الانسجام واضح ملموس، وهو دليل آخر
على أنّ الوارد فيه يفيض ممّا تفيض منه كلمات المعصومين ع ، فنبعهما واحد. ولعلّ في المقطع الأخير من كلام ابن أبي الحديد المذكور
إشارةً إلى هذا الدليل. |
|
د ـ الرّصيد التّاريخيّ للرّوايات المذكورة في نهج
البلاغة:
|
|
المأثور
في «نهج البلاغة» ملحوظ أيضاً في المصادر
الشّيعيّة والسّنيّة المتقدّمة عليه أو المتأخّرة عنه.
وما محاولة الشّريف الرّضيّ في جمع كلمات الإمام عليه
السّلام إلاّ نموذج واحد من محاولات عزم عليها مشهورون قبله. |
|
الشّبهات
في مِسْبار النّقد:
|
|
الشّبهة الأُولى: التّعريض ببعض الصّحابة
|
|
تتوكّأ
هذه الشّبهة على أساس أنّ الصّحابة كلّهم عُدول، فالتّعريض
بهم بعد ثبوت عدالتهم عمل غير مستساغ. علماً أنّ نظرية
عدالة الصحابة جميعهم من مبتدعات السّياسة الأمويّة، وهذه حقيقة أقرّ بها الباحثون من مختلف المذاهب،
خاصّة أنّ أنصار هذه النّظرية يذهبون إلى أنّ كلّ من رأى النّبيّ صلّى الله
عليه وآله ولو لحظة، أو عاش في زمانه ولم يَرَه، يُعدّ صحابيّاً. لكن: هل يمكن أن
يكون الصّحابي بهذه المواصفات عادلاً بالضّرورة ؟ |
|
الشّبهة الثانية: وجود كلمة «الوصيّ» و «الوصاية»
في نهج البلاغة
|
|
حسبنا
في جواب هذه الشّبهة أن نقول: إنّ
هاتين الكلمتين لم تظهرا أو تتبلورا في عصر الشّريف الرّضي، بل كان لهما وجودهما
ومدلوهما في عصر الوحي. فمراجعة يسيرة للآيات القرآنيّة ( على سبيل المثال: الآية
182 من سورة البقرة، والآية 11 و 12 من سورة النساء، الآية 106 من سورة المائدة.)، والأحاديث
النّبويّة المشتملة عليهما ( فتح الفيروزآباديّ في
كتاب «فضائل الخمسة من الصّحاح الستّة» 35:2 ـ 44، باباً بعنوان: «عليّ وصيّ النّبيّ»، وذكر فيه الأحاديث النّبويّة
المشتملة على كلمة الوصيّ نقلاً عن المصادر المختلفة لأهل
السّنّة، كما خصّص العلاّمة الأمينيّ أيضاً فصلاً في هذا الموضوع في كتاب الغدير 252:3 ـ 260.)، والشّعر الشّيعيّ وغير الشّيعيّ ( وقف ابن أبي الحديد في شرحه 143:1 ـ 150 باباً على هذا الموضوع، عنوانه: «ما ورد في الوصاية
من الشّعر». وذكر فيه شعراء من عصر صدر الإسلام مثل: عبدالله بن أبي سفيان بن الحارث بن عبدالمطّلب، وعبدالرّحمن بن جُعَيل، وأبي الهيثم بن التَّيّهان، وعمر
بن حارثة الأنصاريّ، وسعيد بن قيس الحمدانيّ،
وزياد بن لبيد الأنصاريّ، وحجر بن عدِيّ الكنديّ، وخُزيمة بن ثابت الأنصاريّ، وابن بُدَيل بن وَرقاء
الخزاعيّ، وعمرو بن أُحَيحة، وزجر بن قيس الجُعفيّ. وقال: (ذكر هذه الأشعار
والأراجيز بأجمعها أبو مخنف لوط بن يحيى في كتاب «وقعة الجمل». وأبو محنف من المحدّثين، وممّن
يرى صحّة الإمامة بالاختيار، وليس من الشّيعة ولا معدوداً
من رجالها). ثمّ نقل أشعاراً من كتاب «وقعة صفيّن» لنصر بن مزاحم المنقريّ، وهي تتضمّن كلمة الوصاية. وقال في ختام هذا الفصل: (والأشعار الّتي تتضمّن هذه اللفظة كثيرة
جدّاً، ولكنّا ذكرنا منها ها هنا بعض ما قيل في هذين الحزبين، فأمّا ما عداهما فإنّه يجلّ عن الحصر، ويعظم عن
الإحصاء والعدّ. ولولا خوف الملالة والإضجار
لذكرنا من ذلك ما يملأ أوراقاً كثيرةً.).. تُغني القارئ عن كلّ تعريف وتعليق بهذا الشّأن. |
|
الشّبهة الثّالثة: طول الخطب
|
|
كم حاولوا أن يعدّوا طول الخطب دليلاً على ضعف انتسابها إلى مولى المتّقين! بَيْد
أنّ الحقيقة هي أنّ قصر الكلام أو طوله لا يمثّل دليلاً على صحّة انتسابه
إلى قائله، ولا دليلاً على سقم انتسابه إليه، لا سيّما أنّ النّاطق به هو أمير
الخطباء وفارس ميدان الفصاحة والبلاغة، الّذي يعلم موضع الإيجاز من موضع التّطويل
في الكلام. يقول الدكتور زكي مبارك في كتاب «النّثر الفنيّ في القرن الرابع عشر» بهذا الشّأن: (ورسائل عليّ بن أبي طالب وخطبه
ووصاياه وعهوده إلى ولاته تجري على هذا النّمط، فهو
يُطيل حين يكتب عهداً يبيّن
فيه ما يجب على الحاكم في سياسة القطر الّذي يرعاه، ويوجز
حين يكتب إلى بعض خواصّه
في شأن معيّن لا يقتضي التطّويل ( نفسه، نقلاً عن «النثر
الفنّيّ في القرن الرّابع عشر» ج 1 ، ص 58 و 59.). |
|
الشّبهة الرّابعة: وجود السَّجْع والمحسّنات اللفظيّة
|
|
أمّا
الحقيقة، فهي أنّ وجود السّجع أو غيره من المحسّنات
اللفظيّة في الكلام لا يعود إلى عصر الشّريف الرّضيّ وليس من بنات ذلك الزّمان! فالمحسّنات اللفظيّة موجودة في القرآن الكريم والحديث
النّبويّ، وكلام الخطباء المشهورين في عصر صدر الإسلام. من هنا فهي ليست بِدعاً من الأثر، كما لا تمثّل
دليلاً على ضعف السّند في نهج البلاغة. |
|
الشّبهة الخامسة: الأوصاف الدّقيقة
|
|
الأوصاف الدّقيقة في
نهج البلاغة، على ما قيل في غرابتها وتميّز نصوصها
عن نصوص ذلك العصر، لا تمثّل نقطة ضعف، بل إنّها في
الواقع تمثّل نقطة قوّةٍ وفضيلة. |
|
الشّبهة السّادسة: وجود ضروب التّقسيم والتقطيع
|
|
وهذه
كسابقتها ليست إلاّ مَعْلماً على دقّة الكلام وإحكامه واتّزانه، لا على ضعفه ووهن انتسابه إلى رجلٍ كان أميرَ الخطباء
وفارس ميدان
البلاغة. |
|
الشّبهة السّابعة: وجود كلمات يُشَمُّ منها علم
الغيب
|
|
صحيح
أنّ في نهج البلاغة أحياناً نبوءات دقيقة وواضحة
للمستقبل، حتّى يمكن بنظرة بسيطة أن نخالها مفردات لعلم الإمام عليه السّلام بالغيب. بَيْد أنّ الذي يتبيّن بتأمّل يسير هو أنْ أفراداً يتمتّعون
بوعي اجتماعيّ سياسيّ دقيق شامل، وفهم عميق، يتسنّى
لهم أن يتنبّأوا بأحداث المستقبل.من
هنا، إذا كان
أمير المؤمنين عليه السّلام قد تنبّأ بالمستقبل، فليس هذا مؤاخذة بل هو دليل على
انطوائه على مكنون علوم جمّة. |
|
الشّبهة الثّامنة: الاهتمام بالزّهد والتّقوى
|
|
إذا
كان رسول الله صلّى الله عليه وآله يوصي في كلامه بالزّهد
وذكر الموت، وزمانه السّابق لزمان أمير المؤمنين عليه السّلام زمان عُسرة وشدّة،
فلا تبدو التوصية بهما في عصر أمير المؤمنين عليه السّلام مناسبةً لعصره فحسب، بل هي ضروريّة أيضاً، إذ كان عصره عصر رخاءٍ وسرّاء
قياساً بعصر النّبيّ صلّى الله
عليه وآله. وعندما طابت قلوب الصّحابة ببساتين المدينة ومزارع البصرة والذُّهبان
المكنوزة، وحينما كانوا يثيرون الفتن وينسون عهودهم ومواثيقهم لعزلٍ أو نصبٍ
أو منصبٍ، وعندما يَلحقون بالأمويّين خوفاً على بساتينهم من الدّمار أو على مزارعهم
من المصادرة.. حينها أ لم تكن التّوصية بالزّهد ضروريّة ومناسبة للبلاغة في مثل هذه الحالة ؟ وهل
توصية الولاة بمداراة النّاس ومواساة المعدِمين واجتناب الإسراف
والأمور الترفيّة عمل ذميم في أفياء حكومة أمير المؤمنين عليه السّلام العادلة
؟! إنّ ما ورد في نهج البلاغة حول الزّهد والتّقوى هو
إمّا: من الوصايا الّتي كان يحتاج إليها المجتمع يومئذٍ،
أو من الأوامر والتعلّيمات الّتي كان صدورها إلى الولاة ممّا تتطلّبه عدالته عليه السّلام. |
|
الشّبهة التّاسعة: انتساب بعض الكلمات والخطب إلى
الآخرين
|
|
هل حصل
هذا لخطب أمير المؤمنين عليه السّلام فحسب،
أو انّه نقطة ضعف في انتساب الكلام إليه عليه السّلام ؟! فهذا ممّا هو مألوف في
تاريخ الأدب، إذ تُنسب رواية أو مقطع نثريّ أو كلام إلى اثنين أو أكثر من الشّعراء
أو الخطباء، كما في الأحاديث النّبويّة، إذ ربما يُنسب حديث إلى صحابي واحد
أو صحابيين. مضافاً إلى أنّ هذا الأمر
لو حصل في عدد من الخطب أو الكتب، فهل
يمكن أن نعدّه دليلاً على ضعف نهج البلاغة بأكمله ؟! |
|
الشّبهة العاشرة: عدم الاستشهاد بنصوص نهج البلاغة في
الكتب السّابقة
|
|
ينبثق أصل هذه الشّبهة من الجهل، إذ كما
مرّ بنا أنّ كثيراً من كلام أمير المؤمنين كان مبثوثاً في كتب أُولي
العلم والأدب قبل الشّريف الرّضيّ وقبل محاولته جمعه منها، حتّى عدّ السّيّد عبدالزهراء الحسينيّ في كتاب «مصادر نهج البلاغة وأسانيده» مائة وتسعة من هذه المصادر
والمراجع، وقد أشار محمّد أبو الفضل إبراهيم في
مقدّمته على شرح ابن أبي الحديد
إلى بعضها. انتهى |
|