- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
سُورَة النَّجم مكّية
وعَدَدُ آيَاتِها اثنان وَسَبعُون آية
|
|
محتوى
السّورة:
|
|
هذه السورة كما يقول بعض المفسّرين هي أوّل سورة تلاها النّبي جهراً وبصوت عال في حرم مكّة بعد أن أضحت دعوته علناً .. وأصغى إليها المشركون وسجد لها
جميع المسلمين حتّى المشركون(تفسير روح البيان، ج9،
ص208.) . لكن مع ملاحظة أنّ سورة العلق كما هو معروف نزلت قبلها وفي آخرها آية
سجدة واجبة فإنّ هذا القول يبدو بعيداً. 2 ـ وفي قسم
آخر من هذه السورة يجري الكلام على معراج الرّسول
(ص)وجوانب منه بعبارات موجزة وغزيرة المعنى، له علاقة مباشرة بالوحي
أيضاً. |
|
فضيلة
تلاوة هذه السورة:
|
|
وردت في الرّوايات الإسلامية
فضائل مهمّة لتلاوة هذه السورة، ففي حديث عن الرّسول (ص) أنّه قال: «من قرأ سورة
النجم اُعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من صدّق بمحمّد ومن جحد به»( مجمع البيان، ج9، ص170.) . |
|
الآيات( 1 ) ( 4 )
وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ( 1 ) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ( 2 ) وَمَا
يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى ( 3 )
|
|
وَالنَّجْمِ إِذَا
هَوَى ( 1 ) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ( 2 ) وَمَا يَنطِقُ عَنِ
الْهَوَى ( 3 ) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْىٌ يُوحَى ( 4 ) |
|
التّفسير |
|
ممّا يجدر بيانه أنّ السورة السابقة «الطور» ختمت بكلمة «النجوم» وهذه السورة بُدئت
بـ «والنجم» ـ إذ أقسم به الله قائلا: (والنجم إذا هوى)! وهكذا فإنّ الله أقسم بطلوع
الكواكب وغروبها أيضاً، لأنّ ذلك دليل على حدوثها وأسارتها في قبضة قوانين الخلق(وما ورد في بعض الرّوايات من أنّ المراد بالنجم هو شخص
النّبي والمراد من هوى هو نزوله من السماء في ليلة المعراج، فهذا التّفسير في
الحقيقة يعدّ من بطون الآية لا من ظاهرها!.) |
|
الآيات( 5 ) ( 12 )
عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ( 5 ) ذُو مِرَّة فَاسْتَوَى ( 6 ) وَهُوَ بِالاُْفُقِ
الاَْعْلَى ( 7 ) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى ( 8 )
|
|
عَلَّمَهُ شَدِيدُ
الْقُوَى ( 5 ) ذُو مِرَّة فَاسْتَوَى ( 6 ) وَهُوَ بِالاُْفُقِ الاَْعْلَى ( 7
) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى ( 8 ) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ( 9
)فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ( 10 ) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى
( 11 )أَفَتُمَرُونَهُ عَلَى مَا يَرَى ( 12 ) |
|
التّفسير |
|
أوّل
لقاء مع الحبيب:
|
|
تعقيباً على الآيات المتقدّمة
التي تحدّثت عن نزول الوحي على الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يجري الكلام
في هذه الآيات عن معلّم الوحي. وفسّر بعضهم «القوس» بأنّه المقياس فهو مشتقّ من
القياس، وحيث انّ مقياس العرب [الذراع]
وهو ما بين الزند والمرفق فيكون معنى «قاب قوسين»
على هذا الرأي: مقدار ذراعين. إلاّ أنّ هذه النظرية بالرغم ممّا لها من أتباع كثيرين لا تخلو من إشكالات مهمّة: 5 ـ صحيح أنّ
جبرئيل ملك له مقام رفيع، إلاّ أنّه من المقطوع به أنّ
مقام النّبي أعلى منه شأناً: كما ورد في قصّة المعراج أنّه كان يصعد ـ في المعراج ـ مع النّبي فوصلا إلى نقطة
فتوقّف جبرئيل عن الصعود وقال للنبي: «لو دنوت
قيد أنملة لاحترقت» إلاّ أنّ النّبي واصل سيره وصعوده!. وفي تفسير علي بن إبراهيم ورد
أيضاً: «ثمّ دنا ـ يعني رسول الله ـ من ربّه عزّوجلّ»(
المصدر ذاته، ص148.) . وقد ورد هذا المعنى في روايات متعدّدة ولا يمكن
عدم الإكتراث بهذا المعنى. جب الكثيرة، مقاماً عجز عن
بلوغه حتّى جبرئيل الذي هو من الملائكة المقرّبين. |
|
الايات( 13 ) ( 18 )
وَلَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرَى ( 13 ) عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى ( 14 )
عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ( 15 ) إِذْ يَغْشَى
|
|
وَلَقَدْ رَءَاهُ
نَزْلَةً أُخْرَى ( 13 ) عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى ( 14 ) عِندَهَا جَنَّةُ
الْمَأْوَى ( 15 ) إِذْ يَغْشَى السِدْرَةَ مَا يَغْشَى ( 16 ) مَا زَاغَ
الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ( 17 ) لَقَدْ رَأَى مِنْ ءَايَتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى |
|
التّفسير |
الرّؤية
الثّانية:
|
|
هذه الآيات هي أيضاً تتمّة للأبحاث السابقة في شأن مسألة الوحي وإرتباط
النّبي (ص) بالله والشهود الباطني. وكما نلاحظ في هذه الآيات
فإنّ البَدوَ الإبهامي الذي كان يحيط الآيات المتقدّمة يحيط هذه الآيات أيضاً
التي تتضمّن ظلالا من المواضيع السابقة، ومن أجل أن نفهم مفاد هذه الآيات لابدّ
من الرجوع إلى مفرداتها اللغوية أيضاً. وهذه التعابير تشير إلى أنّ
المراد من هذه الشجرة ليس كما نألفه من الأشجار المورقة والباسقة على الأرض
أبداً، بل إشارة إلى ظلّ عظيم في جوار رحمة الله وهناك محلّ تسبيح الملائكة
ومأوى الاُمم الصالحة. |
|
بحوث
|
|
|
1 ـ المعراج
حقيقة مقطوع بها
|
|
لا خلاف بين علماء الإسلام في
أصل معراج النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فالآيات تشهد على ذلك سواءً في هذه
السورة محل البحث أو في بداية سورة الإسراء، وكذلك الرّوايات المتواترة. غاية ما في الأمر أنّ بعض المفسّرين
ولأحكامهم المسبّقة لم يستطيعوا أن يتقبّلوا صعود النّبي بجسده وروحه إلى السماء، ففسّروه بالمعراج الروحاني وما يشبه حالة الرؤيا والمنام!! مع أنّ هذا الصعود أو المعراج
الجسماني للنبي لا إشكال فيه عقلا ولا من ناحية العلوم المعاصرة، وقد بيّنا تفصيل هذا الموضوع في تفسير سورة الإسراء بشكل
مبسّط!. |
|
2 ـ ما هو الهدف
من المعراج؟
|
|
الهدف من المعراج هو بلوغ
النّبي (ص) مرحلة الشهود الباطني من جهة، ورؤية
عظمة الله في السماوات بالبصر الظاهري من جهة اُخرى
والتي أشارت إليه آخر آية من الآيات محلّ البحث: (لقد
رأى من آيات ربّه الكبرى). |
|
3 ـ المعراج
والجنّة
|
|
يستفاد من الآيات ـ محلّ
البحث ـ أنّ النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مرّ بالجنّة ليلة المعراج ودخلها،
وسواء أكانت هذه الجنّة هي جنّة الخلد كما قال بها جماعة من المفسّرين، أو جنّة
البرزخ كما إخترناه، فإنّ النّبي على أيّة حال ـ رأى مسائل مهمّة من مستقبل الناس في هذه الجنّة، وقد جاء بيان ذلك في
الرّوايات الإسلامية، وسنشير إلى قسم منها. |
|
4 ـ المعراج في
الرّوايات الإسلامية:
|
|
من جملة المسائل المهمّة في
قضيّة المعراج والتي كان لها دور مهمّ في إثارة التشكيكات من قبل البعض في أصل
قضيّة المعراج هو وجود روايات ضعيفة أو مدسوسة ضمن رواياته حتّى أنّ العلاّمة الطبرسي
قال: يمكن تقسيم روايات المعراج إلى أربعة أقسام: |
|
5 ـ جانب من
إيحاءات الله وكلماته لرسوله في ليلة المعراج:
|
|
وردت في كتب الأحاديث رواية
عن أمير المؤمنين علي (ع) عن رسول الله (ص) في هذا الشأن «المعراج» وهي مفصّلة
وطويلة نذكر جانباً منها وفيها مطالب تكشف عن أحداث وأحاديث تلك الليلة
التأريخية وكيف إنّها بلغت أوج السمو والرفعة. وجاء في جانب آخر: «ياأحمد(ممّا ينبغي الإلتفات إليه أنّ إسم النّبي
في كلّ مكان من هذا الحديث ورد بلفظ أحمد إلاّ في بدايته، أجل فاسم النّبي في
الأرض محمّد وفي السماء أحمد ولِمَ لا يكون كذلك مع أنّ أحمد بالإضافة إلى أنّه
اسم تفضيل مبين للحمد والتكريم أكثر، وقد كان على النّبي في تلك الليلة
التاريخية أن يتجاوز من «محمّد» إلى «أحمد» لأنّ الفاصلة بين أحمد واحد غير
بعيدة.) فاحذر أن تكون مثل الصبي إذا نَظَر إلى الأخضر والأصفر أحبّه
وإذا اُعطي شيء من الحلو والحامض اغترّ به، فقال: ياربّ دُلّني على عمل أتقرّب
به إليك قال: اجعل ليلك نهاراً ونهارك ليلا قال: ربّ وكيف ذلك؟ قال: اجعل نومك
صلاة وطعامك الجوع. |
|
الايات( 19 ) ( 23 )
أَفَرَءَيْتُمُ اللَّتَ وَالْعُزَّى ( 19 ) وَمَنَوةَ الثَّالِثَةَ الاُْخْرَى (
20 ) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الاُْنثَى ( 21 )
|
أَفَرَءَيْتُمُ
اللَّتَ وَالْعُزَّى ( 19 ) وَمَنَوةَ الثَّالِثَةَ الاُْخْرَى ( 20 ) أَلَكُمُ
الذَّكَرُ وَلَهُ الاُْنثَى ( 21 ) تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى ( 22 ) إِنْ
هِىَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَءَابَاؤُكُم مَّا أَنَزَلَ
اللهُ بِهَا مِن سُلْطَن إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى
الاَْنفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى ( 23 ) |
|
التّفسير |
|
هذه
الأصنام وليدة أهوائكم:
|
|
بعد بيان الأبحاث المتعلّقة
بالتوحيد والوحي والمعراج وآيات عظمة الواحد الأحد في السماء، يتناول القرآن
أفكار المشركين، فينقضها ويتحدّث عن معتقداتهم الخرافية .. فيقول: بعد أن أدركتم
عظمة الله وآياته في خلقه فهل أنّ أصنامكم مثل اللات والعزّى والصنم الثالث وهو
«مناة» بإمكانها أن تنفعكم أو تضرّكم: (أفرأيتم اللات والعزّى ومناة الثالثة
الاُخرى)( سنتحدّث عن الأصنام الثلاثة المشار إليها في
الآيات محلّ البحث بإذن الله، لكن ممّا ينبغي الإلتفات إليه هو التعبير بمناة
الثالثة الاُخرى فقد ذكر لهذه الآية تفاسير عديدة أغلبها عار من الصحّة ولا أساس
له ولكن المناسب من هذه التفاسير أنّ أهميّة هذه الأصنام عند مشركي العرب كانت
بحسب ما ذكره القرآن فالتعبير بمناة الثالثة أي ثالث الأصنام (في الأهميّة) عند
العرب والتعبير بالاُخرى هو لتأخّر رتبتها عندهم!)؟! |
|
|
بحوث
|
|
1 ـ أصنام العرب
الثلاثة المشهورة
|
|
كان لمشركي العرب أصنام
كثيرة، إلاّ أنّ ثلاثةً منها كانت ذات أهميّة
خاصّة عندهم، وهي «اللات» و «العزّى» و «مناة». |
|
2 ـ أسماء دون
مسميّات
|
|
إنّ واحداً من أقدم اُسس
الشرك هو تنوّع الموجودات في العالم حيث أنّ ذوي الفكر القصير والنظر الضيّق لم
يستطيعوا تصديق أنّ كلّ هذه الموجودات المتنوّعة في السماء والأرض مخلوقة لله
الأحد «لأنّهم يقيسون ذلك بأنفسهم إذ لا يتسنّى لهم التسلّط إلاّ على أمر واحد
أو عدّة اُمور» لذلك كانوا يزعمون أنّ لكلّ نوع من الموجودات ربّاً يعبّر عنه
«بربّ النوع» كربّ نوع البحر، وربّ نوع الصحراء، وربّ نوع المطر، وربّ نوع
الشمس، وربّ الحرب، وربّ الصلح ... |
|
3 ـ الدافع
النفسي لعبادة الأصنام
|
|
عرفنا الأصل التاريخي لعبادة
الأصنام إلاّ أنّ لها دوافع ومباديء نفسيّة وفكرية أيضاً، وقد اُشير إليها في
الآيات المتقدّمة، وذلك هو اتّباع الظنّ وما تهوى الأنفس!! والخيالات والأوهام الحاصلة
للجهلاء، ومن ثمّ تنتقل إلى مقلّديهم من المتحجّرين، وينتقل هذا التقليد من نسل
إلى نسل. |
|
4 ـ اُسطورة
الغرانيق مرّةً اُخرى:
|
|
من خلال بحثنا حول الأصنام
الثلاثة التي كان العرب يهتّمون بها «أي اللات والعزّى
ومناة» ويعبدونها ـ من خلال هذا البحث التاريخي وردت الإشارة إلى أنّ هذه
الأصنام كانت تدعى بالغرانيق العلى وانّ شفاعتهنّ لترتجى. |
|
الايات( 24 ) ( 26 )
أَمْ لِلإِنسَن. مَا تَمَنَّى ( 24 ) فَلِلَّهِ الاَْخِرَةُ وَالاُْولَى ( 25 )
وَكَم مِّن مَّلَك فِى السَّمَوَتِ
|
|
أَمْ لِلإِنسَن.
مَا تَمَنَّى ( 24 ) فَلِلَّهِ الاَْخِرَةُ وَالاُْولَى ( 25 ) وَكَم مِّن
مَّلَك فِى السَّمَوَتِ لاَ تُغْنِى شَفَعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن
يَأْذَنَ اللهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَى ( 26 ) |
|
التّفسير |
|
الشفاعة
أيضاً بإذنه:
|
|
هذه الآيات أيضاً تتناول
بالبحث والتعقيب ـ موضوع عبادة الأصنام وخرافتها، وهي تتمّة لما سبق بيانه في
الآيات المتقدّمة! |
|
تعقيب
|
|
1 ـ سعة الأماني:
|
|
الأمل أو التمنّي إنّما ينبع
من محدودية قدرة الإنسان وضعفه الإنسان إذا كانت له علاقة بالشيء ولم يستطع أن
يبلغه ويحقّقه فانّه يأخذ صورة التمنّي عنده .. وإذا إستطاع الإنسان أن يحقّق
كلّ ما يريده ويرغب فيه، لم يكن للتمنّي من معنى! |
|
2 ـ كلام في شأن
الشفاعة
|
|
إنّ الآية الأخيرة ـ من
الآيات محلّ البحث ـ تخبر بجلاء عن إمكان أن يشفع الملائكة، فحيث أنّه للملائكة
الحقّ أن يشفعوا بإذن الله ورضاه، فمن باب الأولى أن يكون للأنبياء والمعصومين
حقّ الشفاعة عند الله. |
|
الايات( 27 ) ( 30 )
إِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالاَْخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلْئِكَة
تَسْمِيَةَ الاُْنثَى( 27 ) وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْم
|
|
إِنَّ الَّذِينَ
لاَ يُؤْمِنُونَ بِالاَْخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلْئِكَة تَسْمِيَةَ الاُْنثَى(
27 ) وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْم إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنَّ
الظَّنَّ لاَ يُغنِى مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً ( 28 ) فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى
عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الْحَيَوةَ الدُّنْيَا ( 29 ) ذَلِكَ مَبْلَغُهُم
مِّنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ
أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى ( 30 ) |
|
التّفسير |
|
إنّ
الظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً:
|
|
هذه الآيات ـ محلّ البحث ـ
كالآيات المتقدّمة، تبحث موضوع نفي عقائد المشركين. والتعبير بـ «تسمية الاُنثى» إشارة إلى ما نوّهنا عنه في
الآيات المتقدّمة، وهو أنّ مثل هذا
الكلام لا معنى له. وإنّ هذه الأسماء لا مسميّات لها، وبتعبير آخر إنّها لا تعدو
حدود التسمية، ولا واقع لها أبداً. كما ينبغي الإشارة إلى أنّ الأمر بالإعراض عمّن تولّى عن ذكر الله، ليس
مختصّاً بالنّبي (ص) بل هو شامل لجميع الدعاة في طريق الحقّ، ليصرفوا طاقاتهم
الكريمة في ما يحتمل تأثيرها فيه، أمّا عبدة الدنيا وموتى القلوب الذين
لا أمل في هدايتهم فينبغي ـ بعد إتمام الحجّة عليهم ـ الإعراض عنهم ليحكم الله
حكمه فيهم!. |
|
ملاحظة
|
|
رأس
مال عبدة الدنيا:
|
|
الطريف أنّ الآيات الآنفة في
الوقت الذي تنسب العلم لعبدة الدنيا، إلاّ أنّها تعدّهم ضالّين، وهذا يدلّ على
أنّ العلوم التي لا تهدف إلى شيء سوى الماديّات فمن وجهة نظر القرآن ليست
علوماً، بل هي الضلالة بعينها. |
|
الآيتان( 31 ) ( 32 )
وَلِلَّهِ مَا فِى السَّمَوَتِ وَمَا فِى الاَْرْضِ لِيَجْزِىَ الَّذِينَ
أَسَئُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِىَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ( 31 )
|
|
وَلِلَّهِ مَا فِى
السَّمَوَتِ وَمَا فِى الاَْرْضِ لِيَجْزِىَ الَّذِينَ أَسَئُوا بِمَا عَمِلُوا
وَيَجْزِىَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ( 31 ) الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ
كَبَئِرَ الإثْمِ وَالْفَوَحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَسِعُ
الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأْكُم مِّنَ الاَْرْضِ وَإِذْ
أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِى بُطُونِ أُمَّهَتِكُمْ فَلاَ تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ
أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ( 32 ) |
|
التّفسير |
|
لا
تزكّوا أنفسكم:
|
|
لمّا كان الكلام في الآيات
المتقدّمة عن علم الله بالضالّين والمهتدين، فإنّ الآيات أعلاه تتمّة لما جاء
آنفاً، تقول: (ولله ما في السماوات وما في الأرض). |
|
بحوث
|
|
1 ـ علم الله
المطلق
|
|
مرّة اُخرى يشار في هاتين
الآيتين إلى علم الله المطلق وسعته، إلاّ أنّ التعبير فيهما تعبير جديد، لأنّه
يستند إلى لطيفتين(اللطيفة: ما فيها من دقّة وخفاء.)
وهما من أشدّ حالات الإنسان خفاءً والتواءً .. حالة خلق الإنسان من التراب إذ ما
تزال عقول المفكّرين حائرةً فيها، فكيف يوجد موجود حي من موجود لا روح فيه
(ميّت)؟ وممّا لا شكّ فيه أنّ هذا الأمر حدث في السابق سواءً في الإنسان أو
الحيوانات الاُخر، ولكن في أيّة ظروف؟! فالمسألة في غاية الخفاء والإلتواء بحيث
ما تزال أسرارها مطوية ومكتومة عن علم الإنسان. |
|
2 ـ ما هي كبائر
الإثم
|
|
هناك كلام طويل بين
المفسّرين من جهة، والفقهاء والمحدّثين من جهة اُخرى في شأن الذنوب الكبيرة المشار إليها في بعض الآيات من القرآن(كما في النساء الآية (31) والشورى الآية (37) والآيات محلّ
البحث.). |
|
3 ـ تزكية النفس:
|
|
«تزكية النفس»
قبيح إلى درجة أنّها يضرب بها المثل! فيقال تزكية المرء نفسه قبيحة. |
|
الايات( 33 ) ( 41 )
أَفَرَءَيْتَ الَّذِى تَوَلَّى ( 33 ) وَأَعْطَى قَلِيلا وَأَكْدَى ( 34 )
أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى ( 35 )
|
|
أَفَرَءَيْتَ
الَّذِى تَوَلَّى ( 33 ) وَأَعْطَى قَلِيلا وَأَكْدَى ( 34 ) أَعِندَهُ عِلْمُ
الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى ( 35 ) أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِى صُحُفِ مُوسَى (
36 )وَإِبْرَهِيمَ الَّذِى وَفَّى ( 37 ) أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ
أُخْرَى ( 38 ) وَأَن لَّيْسَ لِلإنسَنِ إِلاَّ مَا سَعَى ( 39 ) وَأَنَّ
سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ( 40 ) ثُمَّ يُجْزَيهُ الْجَزَاءَ الاَْوْفَى( 41 ) |
|
سبب
النّزول
|
|
ذكر أغلب المفسّرين
أسباباً لنزول الآيات أعلاه، إلاّ
أنّها لا تنسجم كثيراً مع الآيات هذه، وما هو
معروف بكثرة شأنان للنّزول: |
|
التّفسير |
|
كلّ
يتحمّل مسؤولية أعماله:
|
|
كان الكلام في الآيات السابقة
في أن يجزي الله تعالى من أساء بإساءته ويثيب المحسنين بإحسانهم .. وبما أنّه من
الممكن أن يتصوّر أن يعذّب أحد بذنب غيره أو أن يتحمّل أحد وزر غيره، فقد جاءت
هذه الآيات لتنفي هذا التوهّم في المقام، وبيّنت هذا الأصل الإسلامي المهمّ أنّ
كلاًّ يرى نتيجة عمله، فقالت أوّلا: (أفرأيت الذي تولّى) أي تولّى من الإسلام أو
الإنفاق!؟ (وأعطى قليلا وأكدى)( أكدى مأخوذ من الكدية
ومعناه الصلابة، ثمّ أطلق على من يمسك والبخيل.) بمعنى أنّه أنفق القليل
ثمّ إمتنع وأمسك وهو يظنّ أنّ غيره سيحمل وزره يوم القيامة .. |
|
بحوث
|
|
1 ـ ثلاثة اُصول
إسلامية مهمّة
|
|
اُشير في الآيات ـ آنفة الذكر
ـ إلى ثلاثة اُصول من الاُصول الإسلامية، وقد أكّدت عليها الكتب السماوية
السابقة وهي: |
|
2 ـ سوء
الإستفادة من مفاد الآية:
|
|
كما بيّنا آنفاً، فإنّ هذه
الآيات بقرينة الآيات التي قبلها والآيات التي بعدها ناظرة إلى سعي الإنسان
لاُمور الآخرة، إلاّ أنّه مع هذه الحال ـ لما كان ذلك على أساس حكم عقلي مسلّم
به فيمكن تعميم السعي والجدّ حتّى يشمل السعي لاُمور الدنيا ويشمل أيضاً الجزاء
الدنيوي. إلاّ أنّ ذلك لا يعني أن يتأثّر بعضهم بالمذاهب الإشتراكية فيقول: إنّ
مفهوم الآية أنّ المالكية إنّما تحصل عن طريق العمل فحسب، وبذلك يخطّي قانون
الإرث والمضاربة والإجارة وأمثالها! والعجب أنّه ينادي بالإسلام
ويستدلّ بآيات القرآن أيضاً مع أنّ مسألة الإرث من الاُصول الإسلامية القطعية،
وكذلك الخمس والزكاة! علماً بأنّه لم يسع الوارث إلى إرثه ولا مستحقّو الزكاة أو
الخمس إليهما، ولم يقع سعي في مواطن النذر والوصايا ومع كلّ ذلك فإنّ القرآن
الكريم ذكر هذه الاُمور. |
|
3 ـ الجواب على
سؤالين
|
|
يرد هنا سؤالان
وينبغي أن نجيب عليها: |
|
4 ـ صحف إبراهيم
وموسى
|
|
«الصحف» جمع
صحيفة، وتطلق هذه الكلمة على كلّ شيء واسع كما يقال مثلا صحيفة الوجه، ثمّ
استعملوا هذه الكلمة على صفحات الكتاب. |
|
5 ـ المسؤولية عن
الأعمال في كتب السابقين
|
|
الذي يلفت النظر أنّ التّوراة
الحالية أوردت المضمون الذي ذكرته الآيات محلّ البحث في كتاب حزقيل إذ جاء فيه: «الجاني
الذي يذنب سيموت، والإبن لا يحمل عبء أبيه والأب لا يحمل ذنب إبنه»( كتاب حزقيل، الفصل 18 ص20.). وجاء هذا المعنى ذاته
أيضاً في مورد القتل في سفر التثنية من التوراة. |
|
الايات( 42 ) ( 49 )
وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى ( 42 ) وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى (
43 )وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا ( 44 )
|
|
وَأَنَّ إِلَى
رَبِّكَ الْمُنتَهَى ( 42 ) وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى ( 43 )وَأَنَّهُ
هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا ( 44 ) وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ
وَالأُنثَى( 45 ) مِن نُّطْفَة إِذَا تُمْنَى ( 46 ) وَأَنَّ عَلَيْهِ
النَّشْأَةَ الاُْخْرَى( 47 ) وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى ( 48 )
وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى( 49 ) |
|
التّفسير |
|
كلّ
شيء ينتهى إليه:
|
|
في هذه الآيات تتجلّى بعض
صفات الله التي ترشد الإنسان إلى مسألة التوحيد وكذلك المعاد أيضاً. وممّا ينبغي الإلتفات إليه أنّ الله سبحانه جعل هذا الوعد لعباده وعداً
محتوماً على نفسه، وصدق كلام الله يوجب أن لا يخلف وعده. |
|
بحوث
|
|
1 ـ كلّ الدلائل تشير إليه
|
|
إنّ ما تثيره هذه الآيات في
الحقيقة إشارة إلى هذا المعنى، وهو أنّ أي نوع من أنواع التدبير في هذا العالم
إنّما يعود إلى ذات الله المقدّسة، بدءاً من مسألة الموت والحياة، إلى خلق
الإنسان من نطفة لا قيمة لها، وكذلك الحوادث المختلفة التي تقع في حياة الإنسان
فتضحكه تارةً وتبكيه اُخرى، كلّ ذلك من تدبير الله سبحانه. |
|
2 ـ عجائب نجم
الشعرى:
|
|
«نجم
الشعرى» كما أشرنا إليه آنفاً من أشدّ النجوم في السماء لمعاناً
وإشراقاً وهو معروف بنجم الشعرى اليماني، لأنّه يقع في جهة جنوب الجزيرة
العربية، وحيث أنّ اليمن في جنوب الجزيرة أيضاً فقد أطلق عليه «باليماني»! |
|
3 ـ حديث عميق
المحتوى عن النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) :
|
|
جاء في بعض الأحاديث أنّ
النّبي (ص) مرّ بقوم يضحكون فقال: لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيراً ولضحكتم
قليلا فنزل عليه جبرئيل فقال: إنّ الله هو أضحك وأبكى فرجع النّبي إليهم وقال ما
خطوت أربعين خطوة حتّى أتاني جبرئيل فقال: ائت هؤلاء، فقل لهم: إنّ الله أضحك
وأبكى(تفسير الدرّ المنثور، ج6، ص130.). |
|
الايات( 50 ) ( 55 )
وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً الاُْولَى ( 50 ) وَثَمُودَاًْ فَمَآ أَبْقَى ( 51 )
وَقَوْمَ نُوح مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا
|
|
وَأَنَّهُ أَهْلَكَ
عَاداً الاُْولَى ( 50 ) وَثَمُودَاًْ فَمَآ أَبْقَى ( 51 ) وَقَوْمَ نُوح مِّن
قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى ( 52 ) وَالْمُؤْتَفِكَةَ
أَهْوَى ( 53 )فَغَشَّهَا مَا غَشَّى ( 54 ) فَبِأَىِّ ءَالاَءِ رَبِّكَ
تَتََمارَى ( 55 ) |
|
التّفسير |
|
ألا
تكفي دروس العبرة هذه؟!
|
|
هذه الآيات ـ كالآيات
المتقدّمة ـ تستكمل المسائل المذكورة في الصحف الاُولى وما جاء في صحف إبراهيم
وموسى. «تتمارى»( بالرغم من أنّ باب التفاعل في اللغة
العربية يدلّ على إشتراك طرفين في الفعل، إلاّ أن تتمارى هنا مخاطب به شخص واحد،
وهو امّا لتعدّد الحالات أو للتأكيد .. «فلاحظوا بدقّة».) مشتقّ من تماري
ومعناه المحاجة والمجادلة المقرونة بالشكّ والتردّد! |
|
الآيات( 56 ) ( 62 )
هَذَا نَذِيرٌ مِّنَ النُّذُرِ الاُْولَى ( 56 ) أَزِفَتِ الاَْزِفَةُ ( 57 )
لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللهِ كَاشِفَةٌ ( 58 )
|
|
هَذَا نَذِيرٌ
مِّنَ النُّذُرِ الاُْولَى ( 56 ) أَزِفَتِ الاَْزِفَةُ ( 57 ) لَيْسَ لَهَا مِن
دُونِ اللهِ كَاشِفَةٌ ( 58 ) أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ ( 59
)وَتَضْحَكُونَ وَلاَ تَبْكُونَ ( 60 ) وَأَنتُمْ سَمِدُونَ ( 61 ) فَاسْجُدُوا
لِلَّهِ وَاعْبُدُوا ( 62 ) |
|
التّفسير |
|
اسجدوا
له جميعاً ..
|
|
تعقيباً على الآيات المتقدّمة
التي كانت تتحدّث عن إهلاك الاُمم السالفة لظلمهم، تتوجّه هذه الآيات ـ محلّ
البحث ـ إلى المشركين والكفّار ومنكري دعوة النّبي (ص) فتخاطبهم بالقول: (هذا نذير من النذر الاُولى) أي النّبي أو القرآن نذير
كمن سبقه من المنذرين. ووفقاً لبعض الرّوايات أنّ الوحيد الذي لم يسجد لهذه
الآية عند سماعها هو «الوليد بن المغيرة» لأنّنا كما أشرنا آنفاً في تفسير هذه الآيات. انّ الآيات التي تلت هذه الآيات عنّفت المشركين ولم تدع
مجالا للشكّ والتردّد والخطأ لأي أحد (في مفهوم الآية) آمين
ياربّ العالمين. إنتهت سورة النّجم |
|
|
|
|
سُورَة النَّجم مكّية
وعَدَدُ آيَاتِها اثنان وَسَبعُون آية
|
|
محتوى
السّورة:
|
|
هذه السورة كما يقول بعض المفسّرين هي أوّل سورة تلاها النّبي جهراً وبصوت عال في حرم مكّة بعد أن أضحت دعوته علناً .. وأصغى إليها المشركون وسجد لها
جميع المسلمين حتّى المشركون(تفسير روح البيان، ج9،
ص208.) . لكن مع ملاحظة أنّ سورة العلق كما هو معروف نزلت قبلها وفي آخرها آية
سجدة واجبة فإنّ هذا القول يبدو بعيداً. 2 ـ وفي قسم
آخر من هذه السورة يجري الكلام على معراج الرّسول
(ص)وجوانب منه بعبارات موجزة وغزيرة المعنى، له علاقة مباشرة بالوحي
أيضاً. |
|
فضيلة
تلاوة هذه السورة:
|
|
وردت في الرّوايات الإسلامية
فضائل مهمّة لتلاوة هذه السورة، ففي حديث عن الرّسول (ص) أنّه قال: «من قرأ سورة
النجم اُعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من صدّق بمحمّد ومن جحد به»( مجمع البيان، ج9، ص170.) . |
|
الآيات( 1 ) ( 4 )
وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ( 1 ) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ( 2 ) وَمَا
يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى ( 3 )
|
|
وَالنَّجْمِ إِذَا
هَوَى ( 1 ) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ( 2 ) وَمَا يَنطِقُ عَنِ
الْهَوَى ( 3 ) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْىٌ يُوحَى ( 4 ) |
|
التّفسير |
|
ممّا يجدر بيانه أنّ السورة السابقة «الطور» ختمت بكلمة «النجوم» وهذه السورة بُدئت
بـ «والنجم» ـ إذ أقسم به الله قائلا: (والنجم إذا هوى)! وهكذا فإنّ الله أقسم بطلوع
الكواكب وغروبها أيضاً، لأنّ ذلك دليل على حدوثها وأسارتها في قبضة قوانين الخلق(وما ورد في بعض الرّوايات من أنّ المراد بالنجم هو شخص
النّبي والمراد من هوى هو نزوله من السماء في ليلة المعراج، فهذا التّفسير في
الحقيقة يعدّ من بطون الآية لا من ظاهرها!.) |
|
الآيات( 5 ) ( 12 )
عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ( 5 ) ذُو مِرَّة فَاسْتَوَى ( 6 ) وَهُوَ بِالاُْفُقِ
الاَْعْلَى ( 7 ) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى ( 8 )
|
|
عَلَّمَهُ شَدِيدُ
الْقُوَى ( 5 ) ذُو مِرَّة فَاسْتَوَى ( 6 ) وَهُوَ بِالاُْفُقِ الاَْعْلَى ( 7
) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى ( 8 ) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ( 9
)فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ( 10 ) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى
( 11 )أَفَتُمَرُونَهُ عَلَى مَا يَرَى ( 12 ) |
|
التّفسير |
|
أوّل
لقاء مع الحبيب:
|
|
تعقيباً على الآيات المتقدّمة
التي تحدّثت عن نزول الوحي على الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يجري الكلام
في هذه الآيات عن معلّم الوحي. وفسّر بعضهم «القوس» بأنّه المقياس فهو مشتقّ من
القياس، وحيث انّ مقياس العرب [الذراع]
وهو ما بين الزند والمرفق فيكون معنى «قاب قوسين»
على هذا الرأي: مقدار ذراعين. إلاّ أنّ هذه النظرية بالرغم ممّا لها من أتباع كثيرين لا تخلو من إشكالات مهمّة: 5 ـ صحيح أنّ
جبرئيل ملك له مقام رفيع، إلاّ أنّه من المقطوع به أنّ
مقام النّبي أعلى منه شأناً: كما ورد في قصّة المعراج أنّه كان يصعد ـ في المعراج ـ مع النّبي فوصلا إلى نقطة
فتوقّف جبرئيل عن الصعود وقال للنبي: «لو دنوت
قيد أنملة لاحترقت» إلاّ أنّ النّبي واصل سيره وصعوده!. وفي تفسير علي بن إبراهيم ورد
أيضاً: «ثمّ دنا ـ يعني رسول الله ـ من ربّه عزّوجلّ»(
المصدر ذاته، ص148.) . وقد ورد هذا المعنى في روايات متعدّدة ولا يمكن
عدم الإكتراث بهذا المعنى. جب الكثيرة، مقاماً عجز عن
بلوغه حتّى جبرئيل الذي هو من الملائكة المقرّبين. |
|
الايات( 13 ) ( 18 )
وَلَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرَى ( 13 ) عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى ( 14 )
عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ( 15 ) إِذْ يَغْشَى
|
|
وَلَقَدْ رَءَاهُ
نَزْلَةً أُخْرَى ( 13 ) عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى ( 14 ) عِندَهَا جَنَّةُ
الْمَأْوَى ( 15 ) إِذْ يَغْشَى السِدْرَةَ مَا يَغْشَى ( 16 ) مَا زَاغَ
الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ( 17 ) لَقَدْ رَأَى مِنْ ءَايَتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى |
|
التّفسير |
الرّؤية
الثّانية:
|
|
هذه الآيات هي أيضاً تتمّة للأبحاث السابقة في شأن مسألة الوحي وإرتباط
النّبي (ص) بالله والشهود الباطني. وكما نلاحظ في هذه الآيات
فإنّ البَدوَ الإبهامي الذي كان يحيط الآيات المتقدّمة يحيط هذه الآيات أيضاً
التي تتضمّن ظلالا من المواضيع السابقة، ومن أجل أن نفهم مفاد هذه الآيات لابدّ
من الرجوع إلى مفرداتها اللغوية أيضاً. وهذه التعابير تشير إلى أنّ
المراد من هذه الشجرة ليس كما نألفه من الأشجار المورقة والباسقة على الأرض
أبداً، بل إشارة إلى ظلّ عظيم في جوار رحمة الله وهناك محلّ تسبيح الملائكة
ومأوى الاُمم الصالحة. |
|
بحوث
|
|
|
1 ـ المعراج
حقيقة مقطوع بها
|
|
لا خلاف بين علماء الإسلام في
أصل معراج النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فالآيات تشهد على ذلك سواءً في هذه
السورة محل البحث أو في بداية سورة الإسراء، وكذلك الرّوايات المتواترة. غاية ما في الأمر أنّ بعض المفسّرين
ولأحكامهم المسبّقة لم يستطيعوا أن يتقبّلوا صعود النّبي بجسده وروحه إلى السماء، ففسّروه بالمعراج الروحاني وما يشبه حالة الرؤيا والمنام!! مع أنّ هذا الصعود أو المعراج
الجسماني للنبي لا إشكال فيه عقلا ولا من ناحية العلوم المعاصرة، وقد بيّنا تفصيل هذا الموضوع في تفسير سورة الإسراء بشكل
مبسّط!. |
|
2 ـ ما هو الهدف
من المعراج؟
|
|
الهدف من المعراج هو بلوغ
النّبي (ص) مرحلة الشهود الباطني من جهة، ورؤية
عظمة الله في السماوات بالبصر الظاهري من جهة اُخرى
والتي أشارت إليه آخر آية من الآيات محلّ البحث: (لقد
رأى من آيات ربّه الكبرى). |
|
3 ـ المعراج
والجنّة
|
|
يستفاد من الآيات ـ محلّ
البحث ـ أنّ النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مرّ بالجنّة ليلة المعراج ودخلها،
وسواء أكانت هذه الجنّة هي جنّة الخلد كما قال بها جماعة من المفسّرين، أو جنّة
البرزخ كما إخترناه، فإنّ النّبي على أيّة حال ـ رأى مسائل مهمّة من مستقبل الناس في هذه الجنّة، وقد جاء بيان ذلك في
الرّوايات الإسلامية، وسنشير إلى قسم منها. |
|
4 ـ المعراج في
الرّوايات الإسلامية:
|
|
من جملة المسائل المهمّة في
قضيّة المعراج والتي كان لها دور مهمّ في إثارة التشكيكات من قبل البعض في أصل
قضيّة المعراج هو وجود روايات ضعيفة أو مدسوسة ضمن رواياته حتّى أنّ العلاّمة الطبرسي
قال: يمكن تقسيم روايات المعراج إلى أربعة أقسام: |
|
5 ـ جانب من
إيحاءات الله وكلماته لرسوله في ليلة المعراج:
|
|
وردت في كتب الأحاديث رواية
عن أمير المؤمنين علي (ع) عن رسول الله (ص) في هذا الشأن «المعراج» وهي مفصّلة
وطويلة نذكر جانباً منها وفيها مطالب تكشف عن أحداث وأحاديث تلك الليلة
التأريخية وكيف إنّها بلغت أوج السمو والرفعة. وجاء في جانب آخر: «ياأحمد(ممّا ينبغي الإلتفات إليه أنّ إسم النّبي
في كلّ مكان من هذا الحديث ورد بلفظ أحمد إلاّ في بدايته، أجل فاسم النّبي في
الأرض محمّد وفي السماء أحمد ولِمَ لا يكون كذلك مع أنّ أحمد بالإضافة إلى أنّه
اسم تفضيل مبين للحمد والتكريم أكثر، وقد كان على النّبي في تلك الليلة
التاريخية أن يتجاوز من «محمّد» إلى «أحمد» لأنّ الفاصلة بين أحمد واحد غير
بعيدة.) فاحذر أن تكون مثل الصبي إذا نَظَر إلى الأخضر والأصفر أحبّه
وإذا اُعطي شيء من الحلو والحامض اغترّ به، فقال: ياربّ دُلّني على عمل أتقرّب
به إليك قال: اجعل ليلك نهاراً ونهارك ليلا قال: ربّ وكيف ذلك؟ قال: اجعل نومك
صلاة وطعامك الجوع. |
|
الايات( 19 ) ( 23 )
أَفَرَءَيْتُمُ اللَّتَ وَالْعُزَّى ( 19 ) وَمَنَوةَ الثَّالِثَةَ الاُْخْرَى (
20 ) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الاُْنثَى ( 21 )
|
أَفَرَءَيْتُمُ
اللَّتَ وَالْعُزَّى ( 19 ) وَمَنَوةَ الثَّالِثَةَ الاُْخْرَى ( 20 ) أَلَكُمُ
الذَّكَرُ وَلَهُ الاُْنثَى ( 21 ) تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى ( 22 ) إِنْ
هِىَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَءَابَاؤُكُم مَّا أَنَزَلَ
اللهُ بِهَا مِن سُلْطَن إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى
الاَْنفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى ( 23 ) |
|
التّفسير |
|
هذه
الأصنام وليدة أهوائكم:
|
|
بعد بيان الأبحاث المتعلّقة
بالتوحيد والوحي والمعراج وآيات عظمة الواحد الأحد في السماء، يتناول القرآن
أفكار المشركين، فينقضها ويتحدّث عن معتقداتهم الخرافية .. فيقول: بعد أن أدركتم
عظمة الله وآياته في خلقه فهل أنّ أصنامكم مثل اللات والعزّى والصنم الثالث وهو
«مناة» بإمكانها أن تنفعكم أو تضرّكم: (أفرأيتم اللات والعزّى ومناة الثالثة
الاُخرى)( سنتحدّث عن الأصنام الثلاثة المشار إليها في
الآيات محلّ البحث بإذن الله، لكن ممّا ينبغي الإلتفات إليه هو التعبير بمناة
الثالثة الاُخرى فقد ذكر لهذه الآية تفاسير عديدة أغلبها عار من الصحّة ولا أساس
له ولكن المناسب من هذه التفاسير أنّ أهميّة هذه الأصنام عند مشركي العرب كانت
بحسب ما ذكره القرآن فالتعبير بمناة الثالثة أي ثالث الأصنام (في الأهميّة) عند
العرب والتعبير بالاُخرى هو لتأخّر رتبتها عندهم!)؟! |
|
|
بحوث
|
|
1 ـ أصنام العرب
الثلاثة المشهورة
|
|
كان لمشركي العرب أصنام
كثيرة، إلاّ أنّ ثلاثةً منها كانت ذات أهميّة
خاصّة عندهم، وهي «اللات» و «العزّى» و «مناة». |
|
2 ـ أسماء دون
مسميّات
|
|
إنّ واحداً من أقدم اُسس
الشرك هو تنوّع الموجودات في العالم حيث أنّ ذوي الفكر القصير والنظر الضيّق لم
يستطيعوا تصديق أنّ كلّ هذه الموجودات المتنوّعة في السماء والأرض مخلوقة لله
الأحد «لأنّهم يقيسون ذلك بأنفسهم إذ لا يتسنّى لهم التسلّط إلاّ على أمر واحد
أو عدّة اُمور» لذلك كانوا يزعمون أنّ لكلّ نوع من الموجودات ربّاً يعبّر عنه
«بربّ النوع» كربّ نوع البحر، وربّ نوع الصحراء، وربّ نوع المطر، وربّ نوع
الشمس، وربّ الحرب، وربّ الصلح ... |
|
3 ـ الدافع
النفسي لعبادة الأصنام
|
|
عرفنا الأصل التاريخي لعبادة
الأصنام إلاّ أنّ لها دوافع ومباديء نفسيّة وفكرية أيضاً، وقد اُشير إليها في
الآيات المتقدّمة، وذلك هو اتّباع الظنّ وما تهوى الأنفس!! والخيالات والأوهام الحاصلة
للجهلاء، ومن ثمّ تنتقل إلى مقلّديهم من المتحجّرين، وينتقل هذا التقليد من نسل
إلى نسل. |
|
4 ـ اُسطورة
الغرانيق مرّةً اُخرى:
|
|
من خلال بحثنا حول الأصنام
الثلاثة التي كان العرب يهتّمون بها «أي اللات والعزّى
ومناة» ويعبدونها ـ من خلال هذا البحث التاريخي وردت الإشارة إلى أنّ هذه
الأصنام كانت تدعى بالغرانيق العلى وانّ شفاعتهنّ لترتجى. |
|
الايات( 24 ) ( 26 )
أَمْ لِلإِنسَن. مَا تَمَنَّى ( 24 ) فَلِلَّهِ الاَْخِرَةُ وَالاُْولَى ( 25 )
وَكَم مِّن مَّلَك فِى السَّمَوَتِ
|
|
أَمْ لِلإِنسَن.
مَا تَمَنَّى ( 24 ) فَلِلَّهِ الاَْخِرَةُ وَالاُْولَى ( 25 ) وَكَم مِّن
مَّلَك فِى السَّمَوَتِ لاَ تُغْنِى شَفَعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن
يَأْذَنَ اللهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَى ( 26 ) |
|
التّفسير |
|
الشفاعة
أيضاً بإذنه:
|
|
هذه الآيات أيضاً تتناول
بالبحث والتعقيب ـ موضوع عبادة الأصنام وخرافتها، وهي تتمّة لما سبق بيانه في
الآيات المتقدّمة! |
|
تعقيب
|
|
1 ـ سعة الأماني:
|
|
الأمل أو التمنّي إنّما ينبع
من محدودية قدرة الإنسان وضعفه الإنسان إذا كانت له علاقة بالشيء ولم يستطع أن
يبلغه ويحقّقه فانّه يأخذ صورة التمنّي عنده .. وإذا إستطاع الإنسان أن يحقّق
كلّ ما يريده ويرغب فيه، لم يكن للتمنّي من معنى! |
|
2 ـ كلام في شأن
الشفاعة
|
|
إنّ الآية الأخيرة ـ من
الآيات محلّ البحث ـ تخبر بجلاء عن إمكان أن يشفع الملائكة، فحيث أنّه للملائكة
الحقّ أن يشفعوا بإذن الله ورضاه، فمن باب الأولى أن يكون للأنبياء والمعصومين
حقّ الشفاعة عند الله. |
|
الايات( 27 ) ( 30 )
إِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالاَْخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلْئِكَة
تَسْمِيَةَ الاُْنثَى( 27 ) وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْم
|
|
إِنَّ الَّذِينَ
لاَ يُؤْمِنُونَ بِالاَْخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلْئِكَة تَسْمِيَةَ الاُْنثَى(
27 ) وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْم إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنَّ
الظَّنَّ لاَ يُغنِى مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً ( 28 ) فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى
عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الْحَيَوةَ الدُّنْيَا ( 29 ) ذَلِكَ مَبْلَغُهُم
مِّنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ
أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى ( 30 ) |
|
التّفسير |
|
إنّ
الظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً:
|
|
هذه الآيات ـ محلّ البحث ـ
كالآيات المتقدّمة، تبحث موضوع نفي عقائد المشركين. والتعبير بـ «تسمية الاُنثى» إشارة إلى ما نوّهنا عنه في
الآيات المتقدّمة، وهو أنّ مثل هذا
الكلام لا معنى له. وإنّ هذه الأسماء لا مسميّات لها، وبتعبير آخر إنّها لا تعدو
حدود التسمية، ولا واقع لها أبداً. كما ينبغي الإشارة إلى أنّ الأمر بالإعراض عمّن تولّى عن ذكر الله، ليس
مختصّاً بالنّبي (ص) بل هو شامل لجميع الدعاة في طريق الحقّ، ليصرفوا طاقاتهم
الكريمة في ما يحتمل تأثيرها فيه، أمّا عبدة الدنيا وموتى القلوب الذين
لا أمل في هدايتهم فينبغي ـ بعد إتمام الحجّة عليهم ـ الإعراض عنهم ليحكم الله
حكمه فيهم!. |
|
ملاحظة
|
|
رأس
مال عبدة الدنيا:
|
|
الطريف أنّ الآيات الآنفة في
الوقت الذي تنسب العلم لعبدة الدنيا، إلاّ أنّها تعدّهم ضالّين، وهذا يدلّ على
أنّ العلوم التي لا تهدف إلى شيء سوى الماديّات فمن وجهة نظر القرآن ليست
علوماً، بل هي الضلالة بعينها. |
|
الآيتان( 31 ) ( 32 )
وَلِلَّهِ مَا فِى السَّمَوَتِ وَمَا فِى الاَْرْضِ لِيَجْزِىَ الَّذِينَ
أَسَئُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِىَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ( 31 )
|
|
وَلِلَّهِ مَا فِى
السَّمَوَتِ وَمَا فِى الاَْرْضِ لِيَجْزِىَ الَّذِينَ أَسَئُوا بِمَا عَمِلُوا
وَيَجْزِىَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ( 31 ) الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ
كَبَئِرَ الإثْمِ وَالْفَوَحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَسِعُ
الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأْكُم مِّنَ الاَْرْضِ وَإِذْ
أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِى بُطُونِ أُمَّهَتِكُمْ فَلاَ تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ
أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ( 32 ) |
|
التّفسير |
|
لا
تزكّوا أنفسكم:
|
|
لمّا كان الكلام في الآيات
المتقدّمة عن علم الله بالضالّين والمهتدين، فإنّ الآيات أعلاه تتمّة لما جاء
آنفاً، تقول: (ولله ما في السماوات وما في الأرض). |
|
بحوث
|
|
1 ـ علم الله
المطلق
|
|
مرّة اُخرى يشار في هاتين
الآيتين إلى علم الله المطلق وسعته، إلاّ أنّ التعبير فيهما تعبير جديد، لأنّه
يستند إلى لطيفتين(اللطيفة: ما فيها من دقّة وخفاء.)
وهما من أشدّ حالات الإنسان خفاءً والتواءً .. حالة خلق الإنسان من التراب إذ ما
تزال عقول المفكّرين حائرةً فيها، فكيف يوجد موجود حي من موجود لا روح فيه
(ميّت)؟ وممّا لا شكّ فيه أنّ هذا الأمر حدث في السابق سواءً في الإنسان أو
الحيوانات الاُخر، ولكن في أيّة ظروف؟! فالمسألة في غاية الخفاء والإلتواء بحيث
ما تزال أسرارها مطوية ومكتومة عن علم الإنسان. |
|
2 ـ ما هي كبائر
الإثم
|
|
هناك كلام طويل بين
المفسّرين من جهة، والفقهاء والمحدّثين من جهة اُخرى في شأن الذنوب الكبيرة المشار إليها في بعض الآيات من القرآن(كما في النساء الآية (31) والشورى الآية (37) والآيات محلّ
البحث.). |
|
3 ـ تزكية النفس:
|
|
«تزكية النفس»
قبيح إلى درجة أنّها يضرب بها المثل! فيقال تزكية المرء نفسه قبيحة. |
|
الايات( 33 ) ( 41 )
أَفَرَءَيْتَ الَّذِى تَوَلَّى ( 33 ) وَأَعْطَى قَلِيلا وَأَكْدَى ( 34 )
أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى ( 35 )
|
|
أَفَرَءَيْتَ
الَّذِى تَوَلَّى ( 33 ) وَأَعْطَى قَلِيلا وَأَكْدَى ( 34 ) أَعِندَهُ عِلْمُ
الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى ( 35 ) أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِى صُحُفِ مُوسَى (
36 )وَإِبْرَهِيمَ الَّذِى وَفَّى ( 37 ) أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ
أُخْرَى ( 38 ) وَأَن لَّيْسَ لِلإنسَنِ إِلاَّ مَا سَعَى ( 39 ) وَأَنَّ
سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ( 40 ) ثُمَّ يُجْزَيهُ الْجَزَاءَ الاَْوْفَى( 41 ) |
|
سبب
النّزول
|
|
ذكر أغلب المفسّرين
أسباباً لنزول الآيات أعلاه، إلاّ
أنّها لا تنسجم كثيراً مع الآيات هذه، وما هو
معروف بكثرة شأنان للنّزول: |
|
التّفسير |
|
كلّ
يتحمّل مسؤولية أعماله:
|
|
كان الكلام في الآيات السابقة
في أن يجزي الله تعالى من أساء بإساءته ويثيب المحسنين بإحسانهم .. وبما أنّه من
الممكن أن يتصوّر أن يعذّب أحد بذنب غيره أو أن يتحمّل أحد وزر غيره، فقد جاءت
هذه الآيات لتنفي هذا التوهّم في المقام، وبيّنت هذا الأصل الإسلامي المهمّ أنّ
كلاًّ يرى نتيجة عمله، فقالت أوّلا: (أفرأيت الذي تولّى) أي تولّى من الإسلام أو
الإنفاق!؟ (وأعطى قليلا وأكدى)( أكدى مأخوذ من الكدية
ومعناه الصلابة، ثمّ أطلق على من يمسك والبخيل.) بمعنى أنّه أنفق القليل
ثمّ إمتنع وأمسك وهو يظنّ أنّ غيره سيحمل وزره يوم القيامة .. |
|
بحوث
|
|
1 ـ ثلاثة اُصول
إسلامية مهمّة
|
|
اُشير في الآيات ـ آنفة الذكر
ـ إلى ثلاثة اُصول من الاُصول الإسلامية، وقد أكّدت عليها الكتب السماوية
السابقة وهي: |
|
2 ـ سوء
الإستفادة من مفاد الآية:
|
|
كما بيّنا آنفاً، فإنّ هذه
الآيات بقرينة الآيات التي قبلها والآيات التي بعدها ناظرة إلى سعي الإنسان
لاُمور الآخرة، إلاّ أنّه مع هذه الحال ـ لما كان ذلك على أساس حكم عقلي مسلّم
به فيمكن تعميم السعي والجدّ حتّى يشمل السعي لاُمور الدنيا ويشمل أيضاً الجزاء
الدنيوي. إلاّ أنّ ذلك لا يعني أن يتأثّر بعضهم بالمذاهب الإشتراكية فيقول: إنّ
مفهوم الآية أنّ المالكية إنّما تحصل عن طريق العمل فحسب، وبذلك يخطّي قانون
الإرث والمضاربة والإجارة وأمثالها! والعجب أنّه ينادي بالإسلام
ويستدلّ بآيات القرآن أيضاً مع أنّ مسألة الإرث من الاُصول الإسلامية القطعية،
وكذلك الخمس والزكاة! علماً بأنّه لم يسع الوارث إلى إرثه ولا مستحقّو الزكاة أو
الخمس إليهما، ولم يقع سعي في مواطن النذر والوصايا ومع كلّ ذلك فإنّ القرآن
الكريم ذكر هذه الاُمور. |
|
3 ـ الجواب على
سؤالين
|
|
يرد هنا سؤالان
وينبغي أن نجيب عليها: |
|
4 ـ صحف إبراهيم
وموسى
|
|
«الصحف» جمع
صحيفة، وتطلق هذه الكلمة على كلّ شيء واسع كما يقال مثلا صحيفة الوجه، ثمّ
استعملوا هذه الكلمة على صفحات الكتاب. |
|
5 ـ المسؤولية عن
الأعمال في كتب السابقين
|
|
الذي يلفت النظر أنّ التّوراة
الحالية أوردت المضمون الذي ذكرته الآيات محلّ البحث في كتاب حزقيل إذ جاء فيه: «الجاني
الذي يذنب سيموت، والإبن لا يحمل عبء أبيه والأب لا يحمل ذنب إبنه»( كتاب حزقيل، الفصل 18 ص20.). وجاء هذا المعنى ذاته
أيضاً في مورد القتل في سفر التثنية من التوراة. |
|
الايات( 42 ) ( 49 )
وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى ( 42 ) وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى (
43 )وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا ( 44 )
|
|
وَأَنَّ إِلَى
رَبِّكَ الْمُنتَهَى ( 42 ) وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى ( 43 )وَأَنَّهُ
هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا ( 44 ) وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ
وَالأُنثَى( 45 ) مِن نُّطْفَة إِذَا تُمْنَى ( 46 ) وَأَنَّ عَلَيْهِ
النَّشْأَةَ الاُْخْرَى( 47 ) وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى ( 48 )
وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى( 49 ) |
|
التّفسير |
|
كلّ
شيء ينتهى إليه:
|
|
في هذه الآيات تتجلّى بعض
صفات الله التي ترشد الإنسان إلى مسألة التوحيد وكذلك المعاد أيضاً. وممّا ينبغي الإلتفات إليه أنّ الله سبحانه جعل هذا الوعد لعباده وعداً
محتوماً على نفسه، وصدق كلام الله يوجب أن لا يخلف وعده. |
|
بحوث
|
|
1 ـ كلّ الدلائل تشير إليه
|
|
إنّ ما تثيره هذه الآيات في
الحقيقة إشارة إلى هذا المعنى، وهو أنّ أي نوع من أنواع التدبير في هذا العالم
إنّما يعود إلى ذات الله المقدّسة، بدءاً من مسألة الموت والحياة، إلى خلق
الإنسان من نطفة لا قيمة لها، وكذلك الحوادث المختلفة التي تقع في حياة الإنسان
فتضحكه تارةً وتبكيه اُخرى، كلّ ذلك من تدبير الله سبحانه. |
|
2 ـ عجائب نجم
الشعرى:
|
|
«نجم
الشعرى» كما أشرنا إليه آنفاً من أشدّ النجوم في السماء لمعاناً
وإشراقاً وهو معروف بنجم الشعرى اليماني، لأنّه يقع في جهة جنوب الجزيرة
العربية، وحيث أنّ اليمن في جنوب الجزيرة أيضاً فقد أطلق عليه «باليماني»! |
|
3 ـ حديث عميق
المحتوى عن النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) :
|
|
جاء في بعض الأحاديث أنّ
النّبي (ص) مرّ بقوم يضحكون فقال: لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيراً ولضحكتم
قليلا فنزل عليه جبرئيل فقال: إنّ الله هو أضحك وأبكى فرجع النّبي إليهم وقال ما
خطوت أربعين خطوة حتّى أتاني جبرئيل فقال: ائت هؤلاء، فقل لهم: إنّ الله أضحك
وأبكى(تفسير الدرّ المنثور، ج6، ص130.). |
|
الايات( 50 ) ( 55 )
وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً الاُْولَى ( 50 ) وَثَمُودَاًْ فَمَآ أَبْقَى ( 51 )
وَقَوْمَ نُوح مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا
|
|
وَأَنَّهُ أَهْلَكَ
عَاداً الاُْولَى ( 50 ) وَثَمُودَاًْ فَمَآ أَبْقَى ( 51 ) وَقَوْمَ نُوح مِّن
قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى ( 52 ) وَالْمُؤْتَفِكَةَ
أَهْوَى ( 53 )فَغَشَّهَا مَا غَشَّى ( 54 ) فَبِأَىِّ ءَالاَءِ رَبِّكَ
تَتََمارَى ( 55 ) |
|
التّفسير |
|
ألا
تكفي دروس العبرة هذه؟!
|
|
هذه الآيات ـ كالآيات
المتقدّمة ـ تستكمل المسائل المذكورة في الصحف الاُولى وما جاء في صحف إبراهيم
وموسى. «تتمارى»( بالرغم من أنّ باب التفاعل في اللغة
العربية يدلّ على إشتراك طرفين في الفعل، إلاّ أن تتمارى هنا مخاطب به شخص واحد،
وهو امّا لتعدّد الحالات أو للتأكيد .. «فلاحظوا بدقّة».) مشتقّ من تماري
ومعناه المحاجة والمجادلة المقرونة بالشكّ والتردّد! |
|
الآيات( 56 ) ( 62 )
هَذَا نَذِيرٌ مِّنَ النُّذُرِ الاُْولَى ( 56 ) أَزِفَتِ الاَْزِفَةُ ( 57 )
لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللهِ كَاشِفَةٌ ( 58 )
|
|
هَذَا نَذِيرٌ
مِّنَ النُّذُرِ الاُْولَى ( 56 ) أَزِفَتِ الاَْزِفَةُ ( 57 ) لَيْسَ لَهَا مِن
دُونِ اللهِ كَاشِفَةٌ ( 58 ) أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ ( 59
)وَتَضْحَكُونَ وَلاَ تَبْكُونَ ( 60 ) وَأَنتُمْ سَمِدُونَ ( 61 ) فَاسْجُدُوا
لِلَّهِ وَاعْبُدُوا ( 62 ) |
|
التّفسير |
|
اسجدوا
له جميعاً ..
|
|
تعقيباً على الآيات المتقدّمة
التي كانت تتحدّث عن إهلاك الاُمم السالفة لظلمهم، تتوجّه هذه الآيات ـ محلّ
البحث ـ إلى المشركين والكفّار ومنكري دعوة النّبي (ص) فتخاطبهم بالقول: (هذا نذير من النذر الاُولى) أي النّبي أو القرآن نذير
كمن سبقه من المنذرين. ووفقاً لبعض الرّوايات أنّ الوحيد الذي لم يسجد لهذه
الآية عند سماعها هو «الوليد بن المغيرة» لأنّنا كما أشرنا آنفاً في تفسير هذه الآيات. انّ الآيات التي تلت هذه الآيات عنّفت المشركين ولم تدع
مجالا للشكّ والتردّد والخطأ لأي أحد (في مفهوم الآية) آمين
ياربّ العالمين. إنتهت سورة النّجم |
|
|
|