محتوى
سورة الفتح :
هذه السورة كما هو ظاهر من اسمها تحمل رسالة الفتح
والنصر! الفتح والنصر على أعداء الإسلام، الفتح المبين والأكيد «سواءً كان هذا الفتح متعلقاً
بفتح مكّة أو بصلح الحديبيّة أو فتح خيبر أو كان هذا الفتح بشكل
مطلق».
ومن أجل أن نفهم محتوى هذه السورة فينبغي أن نعرف ـ قبل كلّ شيء ـ أنّ هذه السورة نزلت في السنة السادسة للهجرة بعد قضيّة «صلح الحديبية». وبيان ذلك .. أنّ النّبي الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) صمّم في السنّة السادسة
للهجرة مع أصحابه من المهاجرين والأنصار وباقي المسلمين أن يتحرّكوا نحو مكّة
للعُمرة، وكان من قبلُ قد أخبر المسلمين بأنّه رأى رؤيا
في منامه وكأنّه مشغول بأداء مناسكه مع أصحابه في المسجد الحرام معتمرين فعقد المسلمون إحرامهم عند «ذي الحليفة» «المنطقة التي
تقرب من المدينة المنوّرة» وتحرّكوا نحو مكّة المكرّمة في إبل كثيرة لتُنحر «يوم
الهدي» هناك.
وكانت الحالة التي يتحرك النّبي (صلى الله عليه وآله
وسلم) عليها توحي بصورة جيدة أنّه لا هدف لديه سوى هذه العبادة الكبرى..
إلى أن وصل النّبي منطقة الحديبيّة «وهي قرية على مقربة
من مكّة ولا تبعد عنها أكثر من عشرين كيلو
متراً». إلاّ أنّ قريشاً علمت بوصول النّبي إلى
الحديبيّة فأوصدت بوجهه الطريق ومنعته من الدخول
إلى مكّة المكرمة.
وبهذا
ألغت قريش جميع السنن التي ترتبط
بأمن المسجد الحرام وضيوف الله والشهر الحرام ووضعتها تحت أقدامها.. إذ كانت تعتقد بحرمة الأشهر الحرام «ومن ضمنها شهر ذي القعدة الذي عزم النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيه على العمرة» وخاصّةً
إذا كان الناس حال الإحرام فلا ينبغي التعرّض لهم حتى لو كان المحرم قاتل واحد
من رجالهم، ورُئي محرماً في مناسكه فلا يُمس بسوء أبداً».
وفي هذا المكان أي «الحديبية» جرى ما جرى بين رسول الله والمشركين من الكلام حتى انتهى إلى عقد معاهدة الصلح بين المسلمين وبين المشركين
من أهل مكّة وقد سُمّي هذا الصلح بصلح الحديبيّة وسنتحدث عنه في الصفحات
المقبلة بإذن الله. وعلى كلّ حال فقد مُنع النّبي أن يدخل مكّة
ويؤدي مناسك العمرة.. فاضطُر النبي(صلى الله عليه وآله
وسلم) أن يأمر أصحابه بأن ينحروا إبلهم ويحلقوا رؤوسهم ويُحلّوا من
إحرامهم! وأن يعودوا نحو المدينة! وهنا غمرَ المسلمين طوفانٌ من الحزن والغم وربّما
تغلّبَ الشك والترديد على قلوب بعض الأفراد ضعيفي الإيمان! وعن عبدالله بن مسعود قال: أقبل رسول الله من
الحديبيّة فجعلت ناقته تثقل فتقدّمنا فأنزل الله عليه (إنّا
فتحنا لك فتحاً مبيناً) فأدركنا رسول الله وبه من السرور ما شاء الله.
فأخبر أنّها نزلت عليه. مجمع البيان، سورة الفتح،
ومثله في تفسير القمي وفي ظلال القرآن. ومن هنا فإنّه يبدو واضحاً هذا الجو الخاص الحاكم على هذه السورة وبمراجعة إجمالية للسورةيمكن
القول إنّها تتألف من سبعة أقسام!..
1 ـ تبدأ السورة بموضوع البشرى بالفتح كما أنّ آياتها الأخيرة لها علاقة بهذا
الموضوع أيضاً، وفيها تأكيد على تحقق رؤيا النّبي
التي تدور حول دخوله وأصحابه مكّة وأداء مناسك العمرة.
2 ـ يتحدّث
قسمٌ آخر من هذه السورة عن الحوادث المتعلّقة بصلح
الحديبية ونزول السكينة على قلوب المؤمنين و«بيعة
الرضوان» وما إلى ذلك!..
3 ـ ويتحدّث قسم ثالث منها عن مقام النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهدفه الأسمى. 4 ـ ويكشف القسم الرابع الستار عن غَدر
المنافقين ونقضهم العهد ونكثهم له ويعطي أمثلةً من
أعذارهم الواهية في مسألة عدم مشاركتهم النّبي جهاده المشركين والكفّار.
5 ـ وفي قسم آخر يقع الكلام على طلبات
«المنافقين» في غير محلّها.
6 ـ والقسم السادس يوضح من هم المعذورون الذين
لا حرج عليهم!
7 ـ وأخيراً..فإنّ
القسم السابع يتحدّث عن خصائص أصحاب النّبي وأتباعه في طريقته وسنّته
وصفاتهم التي يتميّزون بها.. وبشكل عام فإنّ آيات هذه
السورة حسّاسة للغاية كما أنّها مصيريّة وخاصّة لمسلمي
اليوم الذين يواجهون الحوادث المختلفة في مجتمعاتهم الإسلامية ففيها
إلهام كبير لهم!..
محتوى
سورة الفتح :
هذه السورة كما هو ظاهر من اسمها تحمل رسالة الفتح
والنصر! الفتح والنصر على أعداء الإسلام، الفتح المبين والأكيد «سواءً كان هذا الفتح متعلقاً
بفتح مكّة أو بصلح الحديبيّة أو فتح خيبر أو كان هذا الفتح بشكل
مطلق».
ومن أجل أن نفهم محتوى هذه السورة فينبغي أن نعرف ـ قبل كلّ شيء ـ أنّ هذه السورة نزلت في السنة السادسة للهجرة بعد قضيّة «صلح الحديبية». وبيان ذلك .. أنّ النّبي الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) صمّم في السنّة السادسة
للهجرة مع أصحابه من المهاجرين والأنصار وباقي المسلمين أن يتحرّكوا نحو مكّة
للعُمرة، وكان من قبلُ قد أخبر المسلمين بأنّه رأى رؤيا
في منامه وكأنّه مشغول بأداء مناسكه مع أصحابه في المسجد الحرام معتمرين فعقد المسلمون إحرامهم عند «ذي الحليفة» «المنطقة التي
تقرب من المدينة المنوّرة» وتحرّكوا نحو مكّة المكرّمة في إبل كثيرة لتُنحر «يوم
الهدي» هناك.
وكانت الحالة التي يتحرك النّبي (صلى الله عليه وآله
وسلم) عليها توحي بصورة جيدة أنّه لا هدف لديه سوى هذه العبادة الكبرى..
إلى أن وصل النّبي منطقة الحديبيّة «وهي قرية على مقربة
من مكّة ولا تبعد عنها أكثر من عشرين كيلو
متراً». إلاّ أنّ قريشاً علمت بوصول النّبي إلى
الحديبيّة فأوصدت بوجهه الطريق ومنعته من الدخول
إلى مكّة المكرمة.
وبهذا
ألغت قريش جميع السنن التي ترتبط
بأمن المسجد الحرام وضيوف الله والشهر الحرام ووضعتها تحت أقدامها.. إذ كانت تعتقد بحرمة الأشهر الحرام «ومن ضمنها شهر ذي القعدة الذي عزم النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيه على العمرة» وخاصّةً
إذا كان الناس حال الإحرام فلا ينبغي التعرّض لهم حتى لو كان المحرم قاتل واحد
من رجالهم، ورُئي محرماً في مناسكه فلا يُمس بسوء أبداً».
وفي هذا المكان أي «الحديبية» جرى ما جرى بين رسول الله والمشركين من الكلام حتى انتهى إلى عقد معاهدة الصلح بين المسلمين وبين المشركين
من أهل مكّة وقد سُمّي هذا الصلح بصلح الحديبيّة وسنتحدث عنه في الصفحات
المقبلة بإذن الله. وعلى كلّ حال فقد مُنع النّبي أن يدخل مكّة
ويؤدي مناسك العمرة.. فاضطُر النبي(صلى الله عليه وآله
وسلم) أن يأمر أصحابه بأن ينحروا إبلهم ويحلقوا رؤوسهم ويُحلّوا من
إحرامهم! وأن يعودوا نحو المدينة! وهنا غمرَ المسلمين طوفانٌ من الحزن والغم وربّما
تغلّبَ الشك والترديد على قلوب بعض الأفراد ضعيفي الإيمان! وعن عبدالله بن مسعود قال: أقبل رسول الله من
الحديبيّة فجعلت ناقته تثقل فتقدّمنا فأنزل الله عليه (إنّا
فتحنا لك فتحاً مبيناً) فأدركنا رسول الله وبه من السرور ما شاء الله.
فأخبر أنّها نزلت عليه. مجمع البيان، سورة الفتح،
ومثله في تفسير القمي وفي ظلال القرآن. ومن هنا فإنّه يبدو واضحاً هذا الجو الخاص الحاكم على هذه السورة وبمراجعة إجمالية للسورةيمكن
القول إنّها تتألف من سبعة أقسام!..
1 ـ تبدأ السورة بموضوع البشرى بالفتح كما أنّ آياتها الأخيرة لها علاقة بهذا
الموضوع أيضاً، وفيها تأكيد على تحقق رؤيا النّبي
التي تدور حول دخوله وأصحابه مكّة وأداء مناسك العمرة.
2 ـ يتحدّث
قسمٌ آخر من هذه السورة عن الحوادث المتعلّقة بصلح
الحديبية ونزول السكينة على قلوب المؤمنين و«بيعة
الرضوان» وما إلى ذلك!..
3 ـ ويتحدّث قسم ثالث منها عن مقام النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهدفه الأسمى. 4 ـ ويكشف القسم الرابع الستار عن غَدر
المنافقين ونقضهم العهد ونكثهم له ويعطي أمثلةً من
أعذارهم الواهية في مسألة عدم مشاركتهم النّبي جهاده المشركين والكفّار.
5 ـ وفي قسم آخر يقع الكلام على طلبات
«المنافقين» في غير محلّها.
6 ـ والقسم السادس يوضح من هم المعذورون الذين
لا حرج عليهم!
7 ـ وأخيراً..فإنّ
القسم السابع يتحدّث عن خصائص أصحاب النّبي وأتباعه في طريقته وسنّته
وصفاتهم التي يتميّزون بها.. وبشكل عام فإنّ آيات هذه
السورة حسّاسة للغاية كما أنّها مصيريّة وخاصّة لمسلمي
اليوم الذين يواجهون الحوادث المختلفة في مجتمعاتهم الإسلامية ففيها
إلهام كبير لهم!..