سُورَةُ النُّور مَدنيّة وعددُ آياتِها
أربَع وَسِتُّونَ آية
وهي تشكل الجزء الثّامن عشر من القرآن الكريم
فضل سورة النور:
جاء في حديث عن الرّسول(صلى الله عليه وآله وسلم)
قوله: «من قرأ سورة النور أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد كل مؤمِن ومؤمنة فيما
مضى وفيما بقى».
وجاء في حديث عن الإِمام الصادق(عليه السلام):
«حصنوا أموالكم وفروجكم بتلاوة سورة النّور وحصّنوا بها نساءكم، فإنَّ من
أدْمَنَ قراءتها في كل يوم أو في كل ليلة لم يزن أحَدٌ من أهل بيته أبداً حتى
يموت». تفسير مجمع البيان للآية موضع البحث، وكتاب
ثواب الأعمال للصدوق (حسبما نقله نور الثقلين، المجلد الثّالث، صفحة 568). والإهتمام بمضمون السورة الذي دعا بطرق
مختلفة إِلى مكافحة عناصر الإِنحراف بالتزام العفّة، يوضح
الغاية الاساسية في الحديثين اعلاه ومفهومهما العملي. محتوى سورة النّور: يمكن اعتبار هذه السورة خاصّة بالطهارة والعفة،
وكفاح الإِنحطاط الخلقي، لأن محور تعاليمها ينصب
على تطهير المجتمع بطرق مختلفة مِن الرذائل والفواحش، والقرآن الكريم يحقق هذا
الهدف عبر مراحل، هي: المرحلة الأُولى: بيان العقاب الشديد للمرأة
الزانية والرجل الزاني، وهو ما ورد حاسماً في الآية الثّانية من هذه السورة.
المرحلة
الثّانية:بيان حد الزنا الذي لا تَنْبِغي إِقامَتُه إِلاّ بشروط مشدّدة
للغاية، إذ لابُدَّ من أربعةِ شهود يشهدون أنّهم رأوا بأُمِّ أعيُنِهم
رجلا غريباً يَزْني بأمرأة غريبة عنه، يَفْعَلُ بِها فِعْلَ الزوج بزوجِه ساعة
مُباشرته إيَّاها.
وَلو شهدَ الرجلُ على زوجتِه بالزّنا للاعَنَ القاضِي بينهما، أو يُقرِّ أحدُهما
أو كلاهما بالحق. ومن اتَّهم محصنةً ولم يأتِ بَأربعةِ شهود
جلدَهُ القاضي أربعة أخماسِ حدّ الزِّنا، أي ثمانين جلدة، لِئلاّ يتصوَّرَ أحَدُ
أنَّ بإمكانه الطَّعْنَ على الناسِ وَهَتك حُرُماتِهِم وهو في منجىَّ عن العقاب. ثمّ طرحت الآية بهذه المناسبة الحديث المعروف باسم
الإِفك، وما فيه من اتّهام إحدى نساء النبي (صلى
الله عليه وآله وسلم). فعقّب القرآن المجيد على هذه المسألة مُوضَحاً
للمسلمين مَدَى بشاعة الإِفتراء والتهمةِ، وَفظاعَةِ إشاعةِ الفاحِشة عُدواناً
على الناس، وكاشفاً عمّا ينتظر القائم بذلك من عقوبات إِلهية. وفي المرحلة الثّالثة: تناولت الآية أحد السبل
المهمّة لاجتناب التدهور الأخلاقيّ، من أجل ألا يُتصوَّرَ أنَّ الإِسلام يهتم
فقط بمعاقبة المذنبين.
فطرحت الآية نظر الرجال إِلى النساء بشهوة أو بالعكس،
وحجاب المرأة المسلمة،لأنَّ
أحد أسباب الإِنحراف الجنسي المهمّة ناجم عن
هاتين المسألتين. وإذا لم تحل هاتان المسألتان جذرياً، لا يمكنُ القضاءُ على الإِنحطاط والتفسخ. وفي المرحلة الرّابعة: كخطوة للنجاة من التلوث
بما يُخِلُّ بالشرف ـ دعا القرآن المجيد إِلى
الزواج اليسير التكاليف، ليحارب الإِشباع الجنسي غيرالمشروع باشباع مشروع. وفي المرحلة الخامسة: بيّنت الآيات جانباً من آداب المعاملة، ومبادىء
تربية الأولاد وعدم دخول الأبناء الغرفة المخصصة للوالدين في ساعات
الخلوة والاستراحة إِلاَّ بإذن منهما، بغية المحافظة على أفكارهم من الإِنحراف.
كما بيّنت آداب الحياةِ الأُسريّة عامّة. وفي المرحلة السادسة: جاء ذكر مسائل خاصّة
بالتوحيد والمبدأ والمعاد والإِمتثال لتعاليم النّبيّ (صلى
الله عليه وآله وسلم). كلّ ذلك خلال البحوث المطروحة. ومن المعلوم أن
الإِعتقاد بالوحدانية والنّبوة والمبدأ والمعاد. يدعم مناهج
التربية الأخلاقية في الفردِ والجماعة، فذلك
الإِعتقاد هو الأصل، وما عداهُ مَنْ أمور فروع عَلَيْه، تورق وتثمر إِذا
قويَ الأصْلُ واشتَدَّ.
وتطرقت بحوث هذه الآيات إِلى حكومة المؤمنين الصالحين العالمية، وأشارت إِلى تعاليم إسلامية أُخرى، وهي تشكل ـ بمجموعها ـ وحدة متكاملة شاملة.
سُورَةُ النُّور مَدنيّة وعددُ آياتِها
أربَع وَسِتُّونَ آية
وهي تشكل الجزء الثّامن عشر من القرآن الكريم
فضل سورة النور:
جاء في حديث عن الرّسول(صلى الله عليه وآله وسلم)
قوله: «من قرأ سورة النور أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد كل مؤمِن ومؤمنة فيما
مضى وفيما بقى».
وجاء في حديث عن الإِمام الصادق(عليه السلام):
«حصنوا أموالكم وفروجكم بتلاوة سورة النّور وحصّنوا بها نساءكم، فإنَّ من
أدْمَنَ قراءتها في كل يوم أو في كل ليلة لم يزن أحَدٌ من أهل بيته أبداً حتى
يموت». تفسير مجمع البيان للآية موضع البحث، وكتاب
ثواب الأعمال للصدوق (حسبما نقله نور الثقلين، المجلد الثّالث، صفحة 568). والإهتمام بمضمون السورة الذي دعا بطرق
مختلفة إِلى مكافحة عناصر الإِنحراف بالتزام العفّة، يوضح
الغاية الاساسية في الحديثين اعلاه ومفهومهما العملي. محتوى سورة النّور: يمكن اعتبار هذه السورة خاصّة بالطهارة والعفة،
وكفاح الإِنحطاط الخلقي، لأن محور تعاليمها ينصب
على تطهير المجتمع بطرق مختلفة مِن الرذائل والفواحش، والقرآن الكريم يحقق هذا
الهدف عبر مراحل، هي: المرحلة الأُولى: بيان العقاب الشديد للمرأة
الزانية والرجل الزاني، وهو ما ورد حاسماً في الآية الثّانية من هذه السورة.
المرحلة
الثّانية:بيان حد الزنا الذي لا تَنْبِغي إِقامَتُه إِلاّ بشروط مشدّدة
للغاية، إذ لابُدَّ من أربعةِ شهود يشهدون أنّهم رأوا بأُمِّ أعيُنِهم
رجلا غريباً يَزْني بأمرأة غريبة عنه، يَفْعَلُ بِها فِعْلَ الزوج بزوجِه ساعة
مُباشرته إيَّاها.
وَلو شهدَ الرجلُ على زوجتِه بالزّنا للاعَنَ القاضِي بينهما، أو يُقرِّ أحدُهما
أو كلاهما بالحق. ومن اتَّهم محصنةً ولم يأتِ بَأربعةِ شهود
جلدَهُ القاضي أربعة أخماسِ حدّ الزِّنا، أي ثمانين جلدة، لِئلاّ يتصوَّرَ أحَدُ
أنَّ بإمكانه الطَّعْنَ على الناسِ وَهَتك حُرُماتِهِم وهو في منجىَّ عن العقاب. ثمّ طرحت الآية بهذه المناسبة الحديث المعروف باسم
الإِفك، وما فيه من اتّهام إحدى نساء النبي (صلى
الله عليه وآله وسلم). فعقّب القرآن المجيد على هذه المسألة مُوضَحاً
للمسلمين مَدَى بشاعة الإِفتراء والتهمةِ، وَفظاعَةِ إشاعةِ الفاحِشة عُدواناً
على الناس، وكاشفاً عمّا ينتظر القائم بذلك من عقوبات إِلهية. وفي المرحلة الثّالثة: تناولت الآية أحد السبل
المهمّة لاجتناب التدهور الأخلاقيّ، من أجل ألا يُتصوَّرَ أنَّ الإِسلام يهتم
فقط بمعاقبة المذنبين.
فطرحت الآية نظر الرجال إِلى النساء بشهوة أو بالعكس،
وحجاب المرأة المسلمة،لأنَّ
أحد أسباب الإِنحراف الجنسي المهمّة ناجم عن
هاتين المسألتين. وإذا لم تحل هاتان المسألتان جذرياً، لا يمكنُ القضاءُ على الإِنحطاط والتفسخ. وفي المرحلة الرّابعة: كخطوة للنجاة من التلوث
بما يُخِلُّ بالشرف ـ دعا القرآن المجيد إِلى
الزواج اليسير التكاليف، ليحارب الإِشباع الجنسي غيرالمشروع باشباع مشروع. وفي المرحلة الخامسة: بيّنت الآيات جانباً من آداب المعاملة، ومبادىء
تربية الأولاد وعدم دخول الأبناء الغرفة المخصصة للوالدين في ساعات
الخلوة والاستراحة إِلاَّ بإذن منهما، بغية المحافظة على أفكارهم من الإِنحراف.
كما بيّنت آداب الحياةِ الأُسريّة عامّة. وفي المرحلة السادسة: جاء ذكر مسائل خاصّة
بالتوحيد والمبدأ والمعاد والإِمتثال لتعاليم النّبيّ (صلى
الله عليه وآله وسلم). كلّ ذلك خلال البحوث المطروحة. ومن المعلوم أن
الإِعتقاد بالوحدانية والنّبوة والمبدأ والمعاد. يدعم مناهج
التربية الأخلاقية في الفردِ والجماعة، فذلك
الإِعتقاد هو الأصل، وما عداهُ مَنْ أمور فروع عَلَيْه، تورق وتثمر إِذا
قويَ الأصْلُ واشتَدَّ.
وتطرقت بحوث هذه الآيات إِلى حكومة المؤمنين الصالحين العالمية، وأشارت إِلى تعاليم إسلامية أُخرى، وهي تشكل ـ بمجموعها ـ وحدة متكاملة شاملة.