- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
سورة الملك مكية وعدد
آياتها ثلاثون آية
|
|
بداية الجزء التاسع
والعشرون من القرآن الكريم
|
|
سورة الملك : |
|
محتوى
سورة الملك :
|
|
تمثل هذه السورة بداية الجزء التاسع والعشرين
من القرآن الكريم ، وهي من السور التي نزلت جميع آياتها
في مكة المكرمة على المشهور ، كما هو شأن غالبية
سور هذا الجزء ، إن لم يكن جميعها كما يذهب إلى
ذلك بعض المفسرين (في ظلال القرآن ، ج 8 ، ص 180 .،
) بخلاف
ما عليه سور الجزء السابق حيث كانت مدنية . |
|
فضيلة
تلاوة السورة :
|
|
نقلت روايات عديدة عن الرسول
الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) في فضيلة
تلاوة هذه السورة نقرأ منها ما يلي : ومن الطبيعي أن جميع هذه
الآثار العظيمة لا تكون إلا من خلال التدبر في قراءة آيات
هذه السورة والعمل بها ، والاستلهام من محتوياتها في الممارسات الحياتية
المختلفة . |
|
الآيات( 1 ) ( 5 )
تبرك الذي بيده الملك وهو على كل شئ قدير ( 1 ) الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم
أحسن عملا
|
|
تبرك الذي بيده
الملك وهو على كل شئ قدير ( 1 ) الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا
وهو العزيز الغفور ( 2 ) الذي خلق سبع سموت طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفوت
فارجع البصر هل ترى من فطور ( 3 ) ثم
ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير ( 4 ) ولقد زينا السماء
الدنيا بمصابيح وجعلنها رجوما للشياطين وأعتدنا لهم عذاب السعير ( 5 ) |
|
التفسير |
|
عالم
الوجود المتكامل :
|
|
تبدأ آيات هذه السورة بمسألة
مالكية وحاكمية الله سبحانه ، وخلود ذاته المقدسة ، وهي في الواقع مفتاح جميع
أبحاث هذه السورة المباركة (هذه السورة هي ثاني سورة
تبدأ بكلمة ( تبارك ) وسورة الفرقان هي الأخرى بدأت ب تبارك الذي نزل الفرقان
علىعبده ليكون للعالمين نذيرا .) . يقول تعالى : تبارك الذي بيده
الملك وهو على كل شئ قدير . كما أن الجدير بالملاحظة في
قوله " أحسن عملا " هو التأكيد على
جانب ( حسن العمل ) ، ولم تؤكد الآية على كثرته
، وهذا دليل على أن الإسلام يعير اهتماما ( للكيفية )
لا ( للكمية ) ، فالمهم أن يكون العمل خالصا
لوجهه الكريم ، ونافعا للجميع حتى ولو كان محدود الكمية . ثم يضيف سبحانه : ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت . إن الآية أعلاه تبين
لنا أن عالم الوجود - بكل ما يحيطه من العظمة – قائم وفق نظام مستحكم ، وقوانين منسجمة ، ومقادير محسوبة
، ودقة متناهية ، ولو وقع أي خلل في جزء من هذا العالم الفسيح لأدى إلى دماره
وفنائه . وبناء على هذا فإن القرآن الكريم يأمر الناس في هذه الآيات أن يتطلعوا ويتأملوا
ويدققوا النظر في عالم الوجود ثلاث مرات - كحد أدنى – ويتدبروا أسرار الخلق . وبمعنى
آخر فإن على الإنسان أن يدقق في خلق الله سبحانه مرات ومرات ، وعندما لا
يجد أي خلل أو نقص في هذا النظام العجيب والمحير لخلق الكون ، فإن ذلك سيؤدي إلى
معرفة خالق هذا الوجود العظيم ومدى علمه وقدرته اللامتناهية ، مما يؤدي إلى عمق
الإيمان به سبحانه والقرب من حضرته المقدسة . الأمر الثاني : الذي يتبين لنا من خلال التدقيق في هذا النظام ، هو
إدراك طبيعة الانسجام العظيم بين مختلف جوانب الوجود ، بالإضافة إلى خلوه من كل
نقص وعيب وخلل . |
|
ملاحظة
|
|
عظمة
عالم الخلق :
|
|
بالرغم من أن القرآن الكريم
نزل في مجتمع الجاهلية والتأخر . . إلا أننا عندما نلاحظ آياته نراها غالبا ما
تدعو المسلمين إلى التفكر والتأمل بالأسرار العظيمة التي يزخر بها عالم الوجود ،
الأمر الذي لم يكن مفهوما في ذلك العصر ، وهذا دليل واضح على أن القرآن الكريم
صادر من مبدأ آخر ، وأن العلم والمعارف الإنسانية كلما تقدمت فإنها تؤكد عظمة
القرآن الكريم أكثر فأكثر . |
|
الآيات( 6 ) ( 11 ) وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس
المصير ( 6 ) إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا
|
|
وللذين كفروا بربهم
عذاب جهنم وبئس المصير ( 6 ) إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا وهي تفور ( 7 )
تكاد تميز من الغيظ كلما ألقى فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير ( 8 ) قالوا
بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شئ إن أنتم إلا في ضلل كبير ( 9
) وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحب السعير ( 10 ) فاعترفوا بذنبهم
فسحقا لأصحاب السعير ( 11 ) |
التفسير |
|
لو
كنا نسمع أو نعقل :
|
|
كان الحديث في الآيات السابقة
عن معالم العظمة والقدرة الإلهية ودلائلها في عالم الوجود ، أما في الآيات مورد
البحث فإنه تعالى يتحدث عن الأشخاص الذين يعرضون ويتنكبون عن أدلة الحق ،
ويكابرون في تحدي البراهين الدامغة ويسلكون
طريق الكفر والشرك ، ويقذفون أنفسهم كالشياطين في أتون العذاب الإلهي . ثم يستمر تعالى
بقوله : كلما القي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير .
فلماذا إذن أوقعتم أنفسكم في هذا المصير البائس ، وهذا البلاء العظيم والساعة
الرهيبة ، إن الملائكة ( خزنة جهنم ) يستغربون
ويكادون أن يصعقوا لما أصابكم وما أوقعتم به أنفسكم ، في مثل هذه الداهية مع
الوعي الذي حباكم به الله سبحانه وما تفضل به عليكم من نعمة الرسل الإلهيين
والقادة من الأنبياء والمرسلين . . فكيف اخترتم لأنفسكم مقرا كهذا ؟ |
|
|
ملاحظة
|
|
المقام
السامي للعقل :
|
|
ليست هذه هي المرة الأولى التي يشير فيها القرآن الكريم إلى مقام العقل السامي ، كما أنها ليست المرة الأولى
التي يصرح فيها بأن العامل الأساسي لتعاسة الإنسان ودخوله عوالم الخسران والضياع
والعاقبة التعيسة ، وسقوطه وفي وحل الذنوب وجهنم . . هو عدم الاستفادة من هذه
القوة الإلهية العظيمة ، وإغفال هذه القدرة الجبارة ، وعدم استثمار هذه الجوهرة
والنعمة الربانية ، وذلك واضح وبين لكل من قرأ القرآن وتدبر آياته ، حيث يلاحظ
أن هذا الأمر مؤكد عليه في مناسبات شتى . . |
|
نقتطف
منها روايتين :
|
|
ونحن هنا نقتطف
منها روايتين :جاء في حديث عن الإمام علي ( عليه السلام ) أنه قال : " هبط جبرائيل على آدم
، فقال : يا آدم ، إني امرت أن أخيرك واحدة من ثلاث فاخترها ودع اثنين ، فقال له
آدم : يا جبرائيل وما الثلاث ؟ فقال : العقل والحياء والدين ، فقال آدم إني قد اخترت وبناء على هذا فإن الجنة هي مكان اولي الألباب ، ومن الطبيعي أن
المقصود من العقل هنا : هو المعرفة الحقيقية الراسخة
وليس ألاعيب الشياطين التي تلاحظ في أعمال وممارسات السياسيين والظالمين
والمستكبرين في عالمنا المعاصر . |
|
الآيات( 12 ) ( 14 )
إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير ( 12 ) وأسروا قولكم أو اجهروا
|
|
إن الذين يخشون
ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير ( 12 ) وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات
الصدور ( 13 ) ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ( 14 ) |
|
التفسير |
|
خالق
الوجود عليم بأسراره :
|
|
بعد ما بينا - في الأبحاث
التي تناولتها الآيات السابقة - مصير الكفار يوم القيامة ، فإن القرآن الكريم
يتناول في الآيات مورد البحث حالة المؤمنين وجزاءهم العظيم عند الله سبحانه . . |
|
الآيات( 15 ) ( 18 )
هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور ( 15
)
|
هو الذي جعل لكم
الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور ( 15 ) أأمنتم من في
السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور ( 16 ) أم أمنتم من في السماء أن يرسل
عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير ( 17 ) ولقد كذب الذين من قبلهم فكيف كان نكير (
18 ) |
|
التفسير |
|
لا
أمان للعاصين من عقاب الله :
|
|
بعد الأبحاث التي استعرضناها
في الآيات السابقة بالنسبة لأصحاب النار وأصحاب الجنة ، والكافرين والمؤمنين ،
يشير تعالى في الآيات مورد البحث إلى بعض النعم الإلهية ، ثم إلى أنواع من عذابه
، وذلك للترغيب والتشويق بالجنة لأهل الطاعة ، والإنذار بالنار لأهل المعصية ،
يقول تعالى : هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا . فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه
وإليه النشور . " ذلول " بمعنى ( مطيع )
وهو أجمل تعبير يمكن أن يطلق على الأرض ، لأن هذا المركب السريع السير جدا ، مع
حركته المتعددة ، يلاحظ هادئا إلى حد يبدو وكأنه ساكنا بصورة مطلقة . |
|
|
الآيات( 19 ) ( 21 )
أو لم يروا إلى الطير فوقهم صفت ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمن إنه بكل شئ بصير (
19 )
|
|
أو لم يروا إلى
الطير فوقهم صفت ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمن إنه بكل شئ بصير ( 19 ) أمن هذا
الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن إن الكافرون إلا في غرور ( 20 ) أمن هذا
الذي يرزقكم إن أمسك رزقه بل لجوا في عتو ونفور ( 21 ) |
|
التفسير |
|
انظروا
إلى الطير فوقكم :
|
|
في الآيات الأولى
لهذه السورة كان البحث عن قدرة الله
سبحانه ومالكيته ، وعن السماوات السبع والنجوم والكواكب . . ويستمر هذا اللون من
الحديث في أول آية - مورد البحث - وذلك بذكر مفردة أخرى
من كائنات هذا الوجود ، والتي تبدو في ظاهرها صغيرة ويقول تعالى : أو لم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن (" الطير
" : جمع ( طائر )) . هذه
الأجسام بالرغم من قانون الجاذبية الأرضية تنطلق من الأرض وتحلق ساعات في السماء
بكل راحة ، وأحيانا أياما وأسابيع وشهورا ، وتستمر بحركتها السريعة المرنة وبدون
أي مشاكل . |
|
ملاحظة
|
|
العوامل
الأربعة في محرومية البشر :
|
|
استعرضت الآيات السابقة أهم
العوامل التي أدت بالعصاة والمتمردين على أوامر البارئ عز
وجل إلى المصير البائس والعاقبة الخائبة . وكانت أهم هذه العوامل : إعراض آذانهم عن الإصغاء ، وعقولهم عن الفهم ،
وقلوبهم عن الوعي . . |
|
الآيات( 22 ) ( 27 )
أفمن يمشى مكبا على وجهه أهدى أمن يمشى سويا على صرط مستقيم ( 22 ) قل هو الذي
أنشأكم
|
|
أفمن يمشى مكبا على
وجهه أهدى أمن يمشى سويا على صرط مستقيم ( 22 ) قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم
السمع والأبصر والأفئدة قليلا ما تشكرون ( 23 ) قل هو الذي ذرأكم في الأرض وإليه
تحشرون ( 24 ) ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ( 25 ) قل إنما العلم عند
الله وإنما أنا نذير مبين ( 26 ) فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا
الذي كنتم به تدعون ( 27 ) |
|
التفسير |
|
السائر
سويا على جادة التوحيد :
|
|
تعقيبا لما ورد في الآيات
السابقة بالنسبة إلى الكافرين والمؤمنين ، فإن الله تعالى يصور لنا - في أول آية
من هذه الآيات - حالة هاتين المجموعتين ضمن تصوير رائع ولطيف ، حيث يقول تعالى :
أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم . |
|
الآيات( 28 ) ( 30 )
قل أرءيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا فمن يجير الكافرين من عذاب أليم ( 28
)
|
|
قل أرءيتم إن
أهلكني الله ومن معي أو رحمنا فمن يجير الكافرين من عذاب أليم ( 28 ) قل هو
الرحمن آمنا به وعليه توكلنا فستعلمون من هو في ضلل مبين ( 29 ) قل أرءيتم إن أصبح
ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين ( 30 ) |
|
التفسير |
|
من
الذي يأتيكم بالمياه الجارية ؟
|
|
إن الآيات أعلاه ، التي هي
آخر آيات سورة الملك ، تبدأ جميعها بكلمة ( قل ) مخاطبة الرسول الأكرم ( ص) ،
حيث أنها تمثل استمرارا للأبحاث التي مرت في الآيات السابقة حول الكفار ، وتعكس
هذه الآيات الكريمة جوانب أخرى من البحث . |
|
تعقيب
|
|
جاء في الروايات عن أئمة أهل
البيت ( عليهم السلام ) أن المراد من الآية الأخيرة من هذه السورة هو ظهور
الإمام المهدي ( عليه السلام ) وعدله الذي سيعم العالم . وبعبارة أخرى فإن ظاهر الآية مرتبط بالماء الجاري ، والذي هو علة حياة
الموجودات الحية . أما باطن الآية فإنه يرتبط بوجود الإمام ( عليه السلام )
وعلمه وعدالته التي تشمل العالم ، والتي هي الأخرى تكون سببا لحياة وسعادة
المجتمع الإنساني . نهاية سورة الملك |
|
|
|
|
سورة الملك مكية وعدد
آياتها ثلاثون آية
|
|
بداية الجزء التاسع
والعشرون من القرآن الكريم
|
|
سورة الملك : |
|
محتوى
سورة الملك :
|
|
تمثل هذه السورة بداية الجزء التاسع والعشرين
من القرآن الكريم ، وهي من السور التي نزلت جميع آياتها
في مكة المكرمة على المشهور ، كما هو شأن غالبية
سور هذا الجزء ، إن لم يكن جميعها كما يذهب إلى
ذلك بعض المفسرين (في ظلال القرآن ، ج 8 ، ص 180 .،
) بخلاف
ما عليه سور الجزء السابق حيث كانت مدنية . |
|
فضيلة
تلاوة السورة :
|
|
نقلت روايات عديدة عن الرسول
الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) في فضيلة
تلاوة هذه السورة نقرأ منها ما يلي : ومن الطبيعي أن جميع هذه
الآثار العظيمة لا تكون إلا من خلال التدبر في قراءة آيات
هذه السورة والعمل بها ، والاستلهام من محتوياتها في الممارسات الحياتية
المختلفة . |
|
الآيات( 1 ) ( 5 )
تبرك الذي بيده الملك وهو على كل شئ قدير ( 1 ) الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم
أحسن عملا
|
|
تبرك الذي بيده
الملك وهو على كل شئ قدير ( 1 ) الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا
وهو العزيز الغفور ( 2 ) الذي خلق سبع سموت طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفوت
فارجع البصر هل ترى من فطور ( 3 ) ثم
ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير ( 4 ) ولقد زينا السماء
الدنيا بمصابيح وجعلنها رجوما للشياطين وأعتدنا لهم عذاب السعير ( 5 ) |
|
التفسير |
|
عالم
الوجود المتكامل :
|
|
تبدأ آيات هذه السورة بمسألة
مالكية وحاكمية الله سبحانه ، وخلود ذاته المقدسة ، وهي في الواقع مفتاح جميع
أبحاث هذه السورة المباركة (هذه السورة هي ثاني سورة
تبدأ بكلمة ( تبارك ) وسورة الفرقان هي الأخرى بدأت ب تبارك الذي نزل الفرقان
علىعبده ليكون للعالمين نذيرا .) . يقول تعالى : تبارك الذي بيده
الملك وهو على كل شئ قدير . كما أن الجدير بالملاحظة في
قوله " أحسن عملا " هو التأكيد على
جانب ( حسن العمل ) ، ولم تؤكد الآية على كثرته
، وهذا دليل على أن الإسلام يعير اهتماما ( للكيفية )
لا ( للكمية ) ، فالمهم أن يكون العمل خالصا
لوجهه الكريم ، ونافعا للجميع حتى ولو كان محدود الكمية . ثم يضيف سبحانه : ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت . إن الآية أعلاه تبين
لنا أن عالم الوجود - بكل ما يحيطه من العظمة – قائم وفق نظام مستحكم ، وقوانين منسجمة ، ومقادير محسوبة
، ودقة متناهية ، ولو وقع أي خلل في جزء من هذا العالم الفسيح لأدى إلى دماره
وفنائه . وبناء على هذا فإن القرآن الكريم يأمر الناس في هذه الآيات أن يتطلعوا ويتأملوا
ويدققوا النظر في عالم الوجود ثلاث مرات - كحد أدنى – ويتدبروا أسرار الخلق . وبمعنى
آخر فإن على الإنسان أن يدقق في خلق الله سبحانه مرات ومرات ، وعندما لا
يجد أي خلل أو نقص في هذا النظام العجيب والمحير لخلق الكون ، فإن ذلك سيؤدي إلى
معرفة خالق هذا الوجود العظيم ومدى علمه وقدرته اللامتناهية ، مما يؤدي إلى عمق
الإيمان به سبحانه والقرب من حضرته المقدسة . الأمر الثاني : الذي يتبين لنا من خلال التدقيق في هذا النظام ، هو
إدراك طبيعة الانسجام العظيم بين مختلف جوانب الوجود ، بالإضافة إلى خلوه من كل
نقص وعيب وخلل . |
|
ملاحظة
|
|
عظمة
عالم الخلق :
|
|
بالرغم من أن القرآن الكريم
نزل في مجتمع الجاهلية والتأخر . . إلا أننا عندما نلاحظ آياته نراها غالبا ما
تدعو المسلمين إلى التفكر والتأمل بالأسرار العظيمة التي يزخر بها عالم الوجود ،
الأمر الذي لم يكن مفهوما في ذلك العصر ، وهذا دليل واضح على أن القرآن الكريم
صادر من مبدأ آخر ، وأن العلم والمعارف الإنسانية كلما تقدمت فإنها تؤكد عظمة
القرآن الكريم أكثر فأكثر . |
|
الآيات( 6 ) ( 11 ) وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس
المصير ( 6 ) إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا
|
|
وللذين كفروا بربهم
عذاب جهنم وبئس المصير ( 6 ) إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا وهي تفور ( 7 )
تكاد تميز من الغيظ كلما ألقى فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير ( 8 ) قالوا
بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شئ إن أنتم إلا في ضلل كبير ( 9
) وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحب السعير ( 10 ) فاعترفوا بذنبهم
فسحقا لأصحاب السعير ( 11 ) |
التفسير |
|
لو
كنا نسمع أو نعقل :
|
|
كان الحديث في الآيات السابقة
عن معالم العظمة والقدرة الإلهية ودلائلها في عالم الوجود ، أما في الآيات مورد
البحث فإنه تعالى يتحدث عن الأشخاص الذين يعرضون ويتنكبون عن أدلة الحق ،
ويكابرون في تحدي البراهين الدامغة ويسلكون
طريق الكفر والشرك ، ويقذفون أنفسهم كالشياطين في أتون العذاب الإلهي . ثم يستمر تعالى
بقوله : كلما القي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير .
فلماذا إذن أوقعتم أنفسكم في هذا المصير البائس ، وهذا البلاء العظيم والساعة
الرهيبة ، إن الملائكة ( خزنة جهنم ) يستغربون
ويكادون أن يصعقوا لما أصابكم وما أوقعتم به أنفسكم ، في مثل هذه الداهية مع
الوعي الذي حباكم به الله سبحانه وما تفضل به عليكم من نعمة الرسل الإلهيين
والقادة من الأنبياء والمرسلين . . فكيف اخترتم لأنفسكم مقرا كهذا ؟ |
|
|
ملاحظة
|
|
المقام
السامي للعقل :
|
|
ليست هذه هي المرة الأولى التي يشير فيها القرآن الكريم إلى مقام العقل السامي ، كما أنها ليست المرة الأولى
التي يصرح فيها بأن العامل الأساسي لتعاسة الإنسان ودخوله عوالم الخسران والضياع
والعاقبة التعيسة ، وسقوطه وفي وحل الذنوب وجهنم . . هو عدم الاستفادة من هذه
القوة الإلهية العظيمة ، وإغفال هذه القدرة الجبارة ، وعدم استثمار هذه الجوهرة
والنعمة الربانية ، وذلك واضح وبين لكل من قرأ القرآن وتدبر آياته ، حيث يلاحظ
أن هذا الأمر مؤكد عليه في مناسبات شتى . . |
|
نقتطف
منها روايتين :
|
|
ونحن هنا نقتطف
منها روايتين :جاء في حديث عن الإمام علي ( عليه السلام ) أنه قال : " هبط جبرائيل على آدم
، فقال : يا آدم ، إني امرت أن أخيرك واحدة من ثلاث فاخترها ودع اثنين ، فقال له
آدم : يا جبرائيل وما الثلاث ؟ فقال : العقل والحياء والدين ، فقال آدم إني قد اخترت وبناء على هذا فإن الجنة هي مكان اولي الألباب ، ومن الطبيعي أن
المقصود من العقل هنا : هو المعرفة الحقيقية الراسخة
وليس ألاعيب الشياطين التي تلاحظ في أعمال وممارسات السياسيين والظالمين
والمستكبرين في عالمنا المعاصر . |
|
الآيات( 12 ) ( 14 )
إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير ( 12 ) وأسروا قولكم أو اجهروا
|
|
إن الذين يخشون
ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير ( 12 ) وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات
الصدور ( 13 ) ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ( 14 ) |
|
التفسير |
|
خالق
الوجود عليم بأسراره :
|
|
بعد ما بينا - في الأبحاث
التي تناولتها الآيات السابقة - مصير الكفار يوم القيامة ، فإن القرآن الكريم
يتناول في الآيات مورد البحث حالة المؤمنين وجزاءهم العظيم عند الله سبحانه . . |
|
الآيات( 15 ) ( 18 )
هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور ( 15
)
|
هو الذي جعل لكم
الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور ( 15 ) أأمنتم من في
السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور ( 16 ) أم أمنتم من في السماء أن يرسل
عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير ( 17 ) ولقد كذب الذين من قبلهم فكيف كان نكير (
18 ) |
|
التفسير |
|
لا
أمان للعاصين من عقاب الله :
|
|
بعد الأبحاث التي استعرضناها
في الآيات السابقة بالنسبة لأصحاب النار وأصحاب الجنة ، والكافرين والمؤمنين ،
يشير تعالى في الآيات مورد البحث إلى بعض النعم الإلهية ، ثم إلى أنواع من عذابه
، وذلك للترغيب والتشويق بالجنة لأهل الطاعة ، والإنذار بالنار لأهل المعصية ،
يقول تعالى : هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا . فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه
وإليه النشور . " ذلول " بمعنى ( مطيع )
وهو أجمل تعبير يمكن أن يطلق على الأرض ، لأن هذا المركب السريع السير جدا ، مع
حركته المتعددة ، يلاحظ هادئا إلى حد يبدو وكأنه ساكنا بصورة مطلقة . |
|
|
الآيات( 19 ) ( 21 )
أو لم يروا إلى الطير فوقهم صفت ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمن إنه بكل شئ بصير (
19 )
|
|
أو لم يروا إلى
الطير فوقهم صفت ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمن إنه بكل شئ بصير ( 19 ) أمن هذا
الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن إن الكافرون إلا في غرور ( 20 ) أمن هذا
الذي يرزقكم إن أمسك رزقه بل لجوا في عتو ونفور ( 21 ) |
|
التفسير |
|
انظروا
إلى الطير فوقكم :
|
|
في الآيات الأولى
لهذه السورة كان البحث عن قدرة الله
سبحانه ومالكيته ، وعن السماوات السبع والنجوم والكواكب . . ويستمر هذا اللون من
الحديث في أول آية - مورد البحث - وذلك بذكر مفردة أخرى
من كائنات هذا الوجود ، والتي تبدو في ظاهرها صغيرة ويقول تعالى : أو لم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن (" الطير
" : جمع ( طائر )) . هذه
الأجسام بالرغم من قانون الجاذبية الأرضية تنطلق من الأرض وتحلق ساعات في السماء
بكل راحة ، وأحيانا أياما وأسابيع وشهورا ، وتستمر بحركتها السريعة المرنة وبدون
أي مشاكل . |
|
ملاحظة
|
|
العوامل
الأربعة في محرومية البشر :
|
|
استعرضت الآيات السابقة أهم
العوامل التي أدت بالعصاة والمتمردين على أوامر البارئ عز
وجل إلى المصير البائس والعاقبة الخائبة . وكانت أهم هذه العوامل : إعراض آذانهم عن الإصغاء ، وعقولهم عن الفهم ،
وقلوبهم عن الوعي . . |
|
الآيات( 22 ) ( 27 )
أفمن يمشى مكبا على وجهه أهدى أمن يمشى سويا على صرط مستقيم ( 22 ) قل هو الذي
أنشأكم
|
|
أفمن يمشى مكبا على
وجهه أهدى أمن يمشى سويا على صرط مستقيم ( 22 ) قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم
السمع والأبصر والأفئدة قليلا ما تشكرون ( 23 ) قل هو الذي ذرأكم في الأرض وإليه
تحشرون ( 24 ) ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ( 25 ) قل إنما العلم عند
الله وإنما أنا نذير مبين ( 26 ) فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا
الذي كنتم به تدعون ( 27 ) |
|
التفسير |
|
السائر
سويا على جادة التوحيد :
|
|
تعقيبا لما ورد في الآيات
السابقة بالنسبة إلى الكافرين والمؤمنين ، فإن الله تعالى يصور لنا - في أول آية
من هذه الآيات - حالة هاتين المجموعتين ضمن تصوير رائع ولطيف ، حيث يقول تعالى :
أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم . |
|
الآيات( 28 ) ( 30 )
قل أرءيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا فمن يجير الكافرين من عذاب أليم ( 28
)
|
|
قل أرءيتم إن
أهلكني الله ومن معي أو رحمنا فمن يجير الكافرين من عذاب أليم ( 28 ) قل هو
الرحمن آمنا به وعليه توكلنا فستعلمون من هو في ضلل مبين ( 29 ) قل أرءيتم إن أصبح
ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين ( 30 ) |
|
التفسير |
|
من
الذي يأتيكم بالمياه الجارية ؟
|
|
إن الآيات أعلاه ، التي هي
آخر آيات سورة الملك ، تبدأ جميعها بكلمة ( قل ) مخاطبة الرسول الأكرم ( ص) ،
حيث أنها تمثل استمرارا للأبحاث التي مرت في الآيات السابقة حول الكفار ، وتعكس
هذه الآيات الكريمة جوانب أخرى من البحث . |
|
تعقيب
|
|
جاء في الروايات عن أئمة أهل
البيت ( عليهم السلام ) أن المراد من الآية الأخيرة من هذه السورة هو ظهور
الإمام المهدي ( عليه السلام ) وعدله الذي سيعم العالم . وبعبارة أخرى فإن ظاهر الآية مرتبط بالماء الجاري ، والذي هو علة حياة
الموجودات الحية . أما باطن الآية فإنه يرتبط بوجود الإمام ( عليه السلام )
وعلمه وعدالته التي تشمل العالم ، والتي هي الأخرى تكون سببا لحياة وسعادة
المجتمع الإنساني . نهاية سورة الملك |
|
|
|