- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
القرآن في نهج البلاغة
|
|
|
تمهيد
|
|
النور والفرقان والكتاب المبين وغيرها هي أسماء للقرآن في القرآن،
القرآن الّذي هو بحر لا ينزف ومعينٌ لا ينضب وكلّ لا يتجزّأ، وجميع لا يتفرّق؛
يُشكّل بمجموعه الكتاب المبين الّذي يمثّل ﴿تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ﴾. |
|
أهل
البيت عليهم السلام عِدل القرآن
|
|
يقول أمير المؤمنين عليه السلام عن أهل بيت النبوّة عليهم
السلام:"فيهم كرائم القرآن، وهم كنوز الرحمن. إن نطقوا صدقوا، وإن صمتوا لم
يُسبقوا" [٢]نهج البلاغة، ج٢، ص٤٤.. |
|
صفة
القرآن
|
|
وقال أمير المؤمنين عليه السلام في صفة القرآن: "ثُمَّ أَنْزَلَ
عَلَيْهِ الْكِتَابَ, نُوراً لَا تُطْفَأُ مَصَابِيحُهُ وَسِرَاجاً لَا يَخْبُو
تَوَقُّدُهُ وَبَحْراً لَا يُدْرَكُ قَعْرُهُ وَمِنْهَاجاً لَا يُضِلُّ نَهْجُهُ
وَشُعَاعاً لَا يُظْلِمُ ضَوْءُهُ وَفُرْقَاناً لَا يُخْمَدُ بُرْهَانُهُ
وَتِبْيَاناً لَا تُهْدَمُ أَرْكَانُهُ، وَشِفَاءً لَا تُخْشَى أَسْقَامُهُ
وَعِزّاً لَا تُهْزَمُ أَنْصَارُهُ وَحَقّاً لَا تُخْذَلُ أَعْوَانُهُ؛ فَهُوَ
مَعْدِنُ الْإِيمَانِ وَبُحْبُوحَتُهُ وَ يَنَابِيعُ الْعِلْمِ وَبُحُورُهُ
وَرِيَاضُ الْعَدْلِ وَغُدْرَانُهُ وَأَثَافِيُّ الْإِسْلَامِ وَبُنْيَانُهُ
وَأَوْدِيَةُ الْحَقِّ وَغِيطَانُهُ، وَبَحْرٌ لَا يَنْزِفُهُ
الْمُسْتَنْزِفُونَ وَعُيُونٌ لَا يُنْضِبُهَا الْمَاتِحُونَ وَمَنَاهِلُ لَا
يَغِيضُهَا الْوَارِدُونَ وَمَنَازِلُ لَا يَضِلُّ نَهْجَهَا الْمُسَافِرُونَ
وَأَعْلَامٌ لَا يَعْمَى عَنْهَا السَّائِرُونَ وَآكَامٌ لَا يَجُوزُ عَنْهَا
الْقَاصِدُونَ. |
|
أحسن
الحديث
|
|
يقول أمير المؤمنين عليه السلام: "وَتَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ أَحْسَنُ الْحَدِيثِ
وَتَفَقَّهُوا فِيهِ فَإِنَّهُ رَبِيعُ الْقُلُوبِ، وَاسْتَشْفُوا بِنُورِهِ
فَإِنَّهُ شِفَاءُ الصُّدُورِ وَأَحْسِنُوا تِلَاوَتَه, فَإِنَّهُ أَنْفَعُ
الْقَصَصِ. وَإِنَّ الْعَالِمَ الْعَامِلَ بِغَيْرِ عِلْمِهِ كَالْجَاهِلِ
الْحَائِرِ الَّذِي لَا يَسْتَفِيقُ مِنْ جَهْلِهِ بَلِ الْحُجَّةُ عَلَيْهِ
أَعْظَمُ وَالْحَسْرَةُ لَهُ أَلْزَمُ وَهُوَ عِنْدَ اللهِ أَلْوَمُ" [١٧] نهج البلاغة, ج ١, ص ٢١٦.. |
|
القرآن
في آخر الزمان
|
|
يخبرنا الإمام عليّ عليه السلام عن زمان يأتي على أمّة رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم تترك فيه القرآن وتتخلّى عنه وتجعله سلعة وزينة لا
أكثر، لا تُقيم الحقّ الّذي فيه ولا تُبطل ما أبطله، ففي نهج البلاغة روي عن
الإمام عليه السلام قوله: |
|
أهل
القرآن
|
|
في صفة المتّقين يقول أمير المؤمنين عليه السلام: "أَمَّا اللَّيْلَ فَصَافُّونَ
أَقْدَامَهُمْ تَالِينَ لِأَجْزَاءِ الْقُرْآنِ يُرَتِّلُونَهَا تَرْتِيلًا
يُحَزِّنُونَ بِهِ أَنْفُسَهُمْ، وَيَسْتَثِيرُونَ بِهِ دَوَاءَ دَائِهِمْ.
فَإِذَا مَرُّوا بِآيَةٍ فِيهَا تَشْوِيقٌ رَكَنُوا إِلَيْهَا طَمَعاً
وَتَطَلَّعَتْ نُفُوسُهُمْ إِلَيْهَا شَوْقاً وَظَنُّوا أَنَّهَا نُصْبَ
أَعْيُنِهِمْ، وَإِذَا مَرُّوا بِآيَةٍ فِيهَا تَخْوِيفٌ أَصْغَوْا إِلَيْهَا
مَسَامِعَ قُلُوبِهِمْ وَظَنُّوا أَنَّ زَفِيرَ جَهَنَّمَ وَشَهِيقَهَا فِي أُصُولِ
آذَانِهِمْ" [٣١]م. ن, ج ٢, ص ١٦١ - ١٦٢.. |
|
وصف الإمام علي عليه
السلام للقرآن
|
|
* - عن الصادق عليه السلام عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهما
في خطبة طويلة قال في آخره : |
|
فما ذلك القرآن عليه من صفته فاتبعه ليوصل بينك وبين معرفته ،
وأئتم به ، واستضئ بنور هدايته ، فإنها نعمة وحكمة أوتيتها ، فخذ ما أوتيت وكن
من الشاكرين ، وما ذلك الشيطان عليه مما ليس في القرآن عليك فرضه ، ولا في سنة
الرسول وأئمة الهدى أثره ، فكل علمه إلى الله عز وجل ، فان ذلك منتهى حق الله
عليك . واعلم أن الراسخين في العلم هم الذين أغناهم الله عن الاقتحام في السدد
المضروبة دون الغيوب ، فلزموا الاقرار بجملة ما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب
فقالوا : آمنا به كل من عند ربنا ، فمدح الله عز وجل اعترافهم بالعجز عن تناول
ما لم يحيطوا به علما ، وسمى تركهم التعمق في حاله ، ما لم يكلفهم البحث عنه
منهم رسوخا ، فاقتصر على ذلك ، ولا تقدر عظمة الله على قدر عقلك ، فتكون من
الهالكين .(الخطبة في النهج تحت الرقم ). |
|
*- نهج البلاغة : قال عليه السلام : |
|
في القرآن نبأ ما قبلكم ، وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم. (نهج
البلاغة الرقم ٣١٣ من الحكم) . |
|
*- وقال عليه السلام في خطبة طويلة يذكر فيها بعثة الأنبياء
عليهم السلام قال عليه السلام : |
|
إلى أن بعث الله سبحانه محمدا صلى الله عليه وآله لا نجاز عدته ،
وتمام نبوته ، مأخوذا على النبيين ميثاقه ، مشهورة سماته كريما ميلاده ، وأهل
الأرض يومئذ ملل متفرقة وأهواء منتشرة ، وطرائق متشتة ، بين مشبه لله بخلقه ، أو
ملحد في اسمه ، أو مشير إلى غيره ، فهداهم به من الضلالة ، وأنقذهم بمكانه من
الجهالة . ثم اختار سبحانه لمحمد صلى الله عليه وآله لقاءه ورضي له ما عنده ،
فأكرمه عن دار الدنيا ، ورغب به عن مقام البلوى ، فقبضه إليه كريما ، وخلف فيكم
ما خلفت الأنبياء في أممها ، إذ لم يتركوهم هملا ، بغير طريق واضح ، ولا علم قائم
كتاب ربكم مبينا حلاله وحرامه ، وفرائضه وفضائله ، وناسخه ومنسوخه ورخصه وعزائمه
، وخاصه وعامه ، وعبره وأمثاله ، ومرسله ومحدوده ، ومحكمه ومتشابهه ، مفسرا
جملته ، ومبينا غوامضه . بين مأخوذ ميثاق علمه ، وموسع على العباد في جهله ،
وبين مثبت في الكتاب فرضه ، معلوم في السنة نسخه ، وواجب في السنة أخذه ، مرخص
في الكتاب تركه وبين واجب بوقته ، وزائل في مستقبله . ومباين بين محارمه ، من
كبير أو عد عليه نيرانه ، أو صغير أرصد له غفرانه وبين مقبول في أدناه ، وموسع
في أقصاه . (نهج البلاغة في أواخر الخطبة الأولى) . |
|
* - وقال عليه السلام : |
|
وكتاب الله بين أظهركم ناطق لا يعيا لسانه ، وبين لا تهدم أركانه ،
وعز لا تهزم أعوانه . (نهج البلاغة الرقم ١٣١ من الخطب ) . |
|
* - عن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن جده عليهم السلام قال :
خطبنا أمير المؤمنين عليه السلام خطبة فقال فيها : |
|
نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله
، أرسله بكتاب فصله ، وأحكمه وأعزه ، وحفظه بعلمه ، وأحكمه بنوره ، وأيده
بسلطانه ، وكلاه من لم يتنزه هوى أو يميل به شهوة ، لا يأتيه الباطل من بين يديه
ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، ولا يخلقه طول الرد ، ولا يفنى عجائبه ، من
قال به صدق ، ومن عمل أجر ، ومن خاصم به فلج ، ومن قاتل به نصر ، ومن قام به هدى
إلى صراط مستقيم . فيه نبأ من كان قبلكم ، والحكم فيما بينكم ، وخبر معاد كم ،
أنزله بعلمه وأشهد الملائكة بتصديقه قال الله جل وجهه لكن الله يشهد بما انزل
إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا فجعله الله نورا يهدي للتي
هو أقوم وقال : فإذا قرأناه فاتبع قرآنه وقال اتبعوا ما انزل إليكم من ربكم ولا
تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون وقال : فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا
تطفوا إنه بما تعملون بصير ففي اتباع ما جاءكم من الله الفوز العظيم ، وفي تركه
الخطأ المبين ، قال إما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى فجعل في
اتباعه كل خير يرجى في الدنيا والآخرة ، فالقرآن آمر وزاجر ، حد فيه الحدود ،
وسن فيه السنن ، وضرب فيه الأمثال ، وشرع فيه الدين ، إعذرا أمر نفسه وحجة على
خلقه ، أخذ على ذلك ميثاقهم ، وارتهن عليه أنفسهم ، ليبين لهم ما يأتون وما
يتقون ، ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وإن الله سميع عليم. (تفسير
العياشي ج ١ ص ٧). |
|
* - نهج البلاغة : قال أمير المؤمنين عليه السلام : |
|
عليكم بكتاب الله فإنه الحبل المتين ، والنور المبين ، والشفاء
النافع ، والري الناقع ، والعصمة للمتمسك والنجاة للمتعلق ، لا يعوج فيقوم ، ولا
يزيغ فيستعتب ، ولا تخلقه كثرة الرد ، وولوج السمع من قال به صدق ، ومن عمل به
سبق . [نهج البلاغة الرقم ١٣١ من الخطب .] |
|
* - وقال عليه السلام : |
|
أرسله على حين فترة من الرسل ، طول هجعة من الأمم ، وانتقاض من
المبرم فجاءهم بتصديق الذي بين يديه ، والنور المقتدى به ، ذلك القرآن فاستنطقوه
، ولن ينطق ولكن أخبركم عنه ، ألا إن فيه علم ما يأتي ، والحديث عن الماضي ،
ودواء دائكم ، ونظر ما بينكم . [نهج البلاغة الرقم ١٥٤ من الخطب .] |
|
* - وقال عليه السلام : |
|
واعلموا أن هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش ، والهادي الذي لا
يضل ، والمحدث الذي لا يكذب ، وما جالس هذا القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو
نقصان : زيادة في هدى ، أو نقصان من عمى . واعلموا أنه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة ، ولا لاحد قبل القرآن
من غنى ، فاستشفوه من أدوائكم واستعينوا به على لاوائكم ، فان فيه شفاء من أكبر
الداء ، وهو الكفر والنفاق والغي والضلال ، فاسألوا الله به ، وتوجهوا إليه بحبه
ولا تسألوا به خلقه ، إنه ما توجه العباد إلى الله بمثله . واعلموا أنه شافع مشفع ، وقائل مصدق ، وإنه من شفع له القرآن يوم
القامة شفع فيه ، ومن محل به القرآن يوم القيامة صدق عليه ، فإنه ينادي مناد يوم
القيامة : ألا إن كل حارث مبتلى في حرثه وعاقبة عمله ، غير حرثة القرآن ، فكونوا
من حرثته وأتباعه ، واستدلوه على ربكم ، واستنصحوه على أنفسكم ، واتهموا عليه
آراء كم ، واستعشوا فيه أهواءكم وساق الخطبة إلى قوله : وإن الله سبحانه لم يعظ
أحدا بمثل هذا القرآن فإنه حبل الله المتين ، وسببه الأمين ، وفيه ربيع القلب ،
وينابيع العلم ، وما للقلب جلاء غيره ، مع أنه قد ذهب المتذكرون ، وبقي الناسون
والمتناسون. [نهج البلاغة الرقم ١٥٦ من الخطب .] |
|
* - الحارث الأعور قال : |
|
دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فقلت : يا
أمير المؤمنين إنا إذا كنا عندك سمعنا الذي نسد به ديننا ، وإذا خرجنا من عندك
سمعنا أشياء مختلفة مغموسة ، لا ندري ما هي ؟ قال : أو قد فعلوها ؟ قلت : نعم ،
قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : أتاني جبرئيل فقال : يا محمد
سيكون في أمتك فتنة ، قلت : فما المخرج منها ؟ فقال كتاب الله فيه بيان ما قبلكم
من خير وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم ، وهو الفصل ليس بالهزل ، من وليه من جبار
فعمل بغيره قصمه الله ، ومن التمس الهدى في غيره أضله الله ، وهو حبل الله
المتين ، وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم ، لا تزيفه الأهواء ولا تلبسه
الألسنة ، ولا يخلق عن الرد ، ولا تنقضي عجائبه ، ولا يشبع منه العلماء هو الذي
لم تكنه الجن إذ سمعه ، أن قالوا : إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد من قال
به صدق ، ومن عمل به أجر ، ومن اعتصم به هدي إلى صراط مستقيم ، هو الكتاب العزيز
، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد . تفسير العياشي ج ١ ص ٣ . |
|
* - قال عليه السلام : |
|
فالقرآن آمر زاجر ، وصامت ناطق ، حجة الله على خلقه ، أخذ عليهم
ميثاقه ، وارتهن عليهم أنفسهم ، أتم نوره ، وأكرم به دينه ، وقبض نبيه صلى الله
عليه وآله ، وقد فرغ إلى الخلق من احكام الهدى به ، فعظموا منه سبحانه ما عظم من
نفسه ، فانه لم يخف عنكم شيئا من دينه ، ولم يترك شيئا رضيه أو كرهه إلا وجعل له
علما باديا ، وآية محكمة تزجر عنه ، أو تدعو إليه ، فرضاه فيما بقي واحد ، وسخطه
فيما بقي واحد. |
|
* - ومن خطبة طويلة له عليه السلام : |
|
ثم أنزل عليه الكتاب نورا لا تطفا مصابيحه وسراجا لا يخبو توقده ،
وبحرا لا يدرك قعره ، ومنها جا لا يضل نهجه ، وشعاعا لا يظلم ضوؤه ، وفرقانا لا
يخمد برهانه ، وتبيانا لا تهد أركانه ، وشفاء لا تخشى أسقامه ، وعزا لا تهزم
أنصاره ، وحقا لا تخذل أعوانه ، فهو معدن الايمان وبحبوحته وينابيع العلم وبحوره
، ورياض العدل وغدرانه وأثا في الاسلام وبنيانه وأودية الحق وغيطانه وبحر لا
ينزفه المستنزفون ، وعيون لا ينضبها الماتحون ومناهل لا يغيضها الواردون ،
ومنازل لا يضل نهجها المسافرون وأعلام لا يعمى عنها السائرون ، وآكام لايجوز
عنها القاصدون ، جعله الله ريا لعطش العلماء ، وربيعا لقلوب الفقهاء ، ومحاج
لطرق الصلحاء ، ودواء ليس بعده داء ، ونورا ليس معه ظلمة ، وحبلا وثيقا عروته ،
ومعقلا منيعا ذروته ، وعزا لمن تولاه ، وسلما لمن دخله ، وهدى لمن أئتم به ،
وعذرا لمن انتحله ، وبرهانا لمن تكلم به ، وشاهدا لمن خاصم به ، وفلجا لمن حاج به
، وحاملا لمن حمله ومطية لمن أعمله ، وآية لمن توسم ، وجنة لمن استلام ، وعلما
لمن وعى وحديثا لمن روى ، وحكما لمن قضى. |
|
* - من خطبة له عليه السلام : |
|
واعلموا أنه ليس من شئ إلا ويكاد صاحبه يشبع منه ويمله إلا الحياة
فانه لا يجد في الموت راحة ، وإنما ذلك بمنزلة الحكمة التي هي حياة للقلب الميت
، وبصر للعين العمياء ، وسمع للاذن الصماء ، وري للظمآن ، وفيها الغنا كله
والسلامة . كتاب الله تبصرون به وتسمعون به وينطق بعضه ببعض ، ويشهد بعضه على
بعض ، ولا يختلف في الله ، ولا يخالف بصاحبه عن الله ، قد اصطلحتم على الغل فيما
بينكم ، ونبت المرعى على دمنكم وتصافيتم على حب الامال ، وتعاديتم في كسب
الاموال ، لقد استهام بكم الخبيث ، وتاه بكم الغرور والله المستعان على نفسي
وأنفسكم. |
|
* - قال أميرالمؤمنين عليه السلام : |
|
عليكم بكتاب الله فانه الحبل المتين ، والنور المبين ، والشفاء
النافع ، والري الناقع ، والعصمة للمتمسك والنجاة للمتعلق ، لا يعوج فيقوم ، ولا
يزيغ فيستعتب ولا تخلقه كثرة الرد ، وولوج السمع من قال به صدق ، ومن عمل به
سبق. |
|
* - وقال عليه السلام : أرسله على حين فترة من الرسل ، طول هجعة من الامم ، وانتقاض من
المبرم فجاءهم بتصديق الذي بين يديه ، والنور المقتدى به ، ذلك القرآن فاستنطقوه
، ولن ينطق ولكن اخبركم عنه ، ألا إن فيه علم ما يأتي ، والحديث عن الماضي ،
ودواء دائكم ، ونظر ما بينكم. |
|
* - وقال عليه السلام : |
|
واعلموا أن هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش ، والهادي الذي لا
يضل ، والمحدث الذي لا يكذب ، وما جالس هذا القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو
نقصان : زيادة في هدى ، أو نقصان من عمى . واعلموا أنه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة ، ولا لاحد قبل القرآن
من غنى ، فاستشفوه من أدوائكم واستعينوا به على لاوائكم ، فان فيه شفاء من أكبر
الداء ، وهو الكفر والنفاق والغي والضلال ، فاسألوا الله به ، وتوجهوا إليه بحبه
ولا تسألوا به خلقه ، إنه ما توجه العباد إلى الله بمثله . واعلموا أنه شافع مشفع ، وقائل مصدق ، وإنه من شفع له القرآن يوم
القامة شفع فيه ، ومن محل به القرآن يوم القيامة صدق عليه ، فانه ينادي مناد يوم
القيامة : ألا إن كل حارث مبتلى في حرثه وعاقبة عمله ، غير حرثة القرآن ، فكونوا
من حرئته وأتباعه ، واستدلوه على ربكم ، واستنصحوه على أنفسكم ، واتهموا عليه
آراء كم ، واستعشوا فيه أهواءكم وساق الخطبة إلى قوله : وإن الله سبحان لم يعظ
أحدا بمثل هذا القرآن فانه حبل الله المتين ، وسببه الامين ، وفيه ربيع القلب ،
وينابيع العلم ، وما للقلب جلاء غيره ، مع أنه قد ذهب المتذكرون ، وبقي الناسون
والمتناسون . |
|
* - وقال عليه السلام : |
|
نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله
، أرسله بكتاب فصله ، وأحكمه وأعزه ، وحفظه بعلمه ، وأحكمبه بنوره ، وأيده
بسلطانه ، وكلاه من لم يتنزه هوى أو يميل به شهوة ، لا يأتيه الباطل من بين يديه
ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، ولا يخلقه طول الرد ، ولا يفنى عجائبه ، من
قال به صدق ، ومن عمل أجر ، ومن خاصم به فلج ، ومن قاتل به نصر ، ومن قام به هدي
إلى صراط مستقيم . فيه نبأ من كان قبلكم ، والحكم فيما بينكم ، وخبر معاد كم ، أنزله
بعلمه وأشهد الملائكة بتصديقه قال الله جل وجهه ( لكن الله يشهد بما انزل إليك
أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا ) فجعله الله نورا يهدى للتي هو
أقوم . وقال : ( فاذا قرأناه فاتبع قرآنه ) . وقال ( اتبعوا ما انزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء
قليلا ما تذكرون ) . وقال : ( فاستقم كما امرت ومن تاب معك ولا تطفوا إنه بما تعملون
بصير ). ففي اتباع ما جاءكم من الله الفوز العظيم ، وفي تركه الخطأ المبين
، قال ( إما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ) فجعل في اتباعه
كل خير يرجى في الدنيا والاخرة ، فالقرآن آمر وزاجر ، حد فيه الحدود ، وسن فيه
السنن ، وضرب فيه الامثال ، وشرع فيه الدين ، إعذرا أمر نفسه وحجة على خلقه ،
أخذ على ذلك ميثاقهم ، وارتهن عليه أنفسهم ، ليبين لهم ما يأتون وما يتقون ،
ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حى عن بينة وإن الله سميع عليم. |
|
من روائع النهج المقدس – الثاني
|
|
القرآن
الكريم
|
|
القرآن
برنامج الحياة
|
|
لِيُخْرِجَ عِبادَهُ مِنْ عِبادَةِ
الْأَوْثانِ إلى عِبادَتِهِ، وَمِنْ طاعَةِ الشَّيْطانِ إلى طاعَتِهِ. بِقُرْانٍ
قَدْبَيَّنَهُ وَأَحْكَمَهُ لِيَعْلَمَ الْعِبادُ رَبَّهُمُ إِذْ جَهِلُوهُ،
وَلِيُقِرُّوا بِهِ بَعْدَإِذْ جَحَدُوهُ، وَلِيُثْبِتُوهُ بَعْدَ إذْ
أَنَكرُوهُ. فَتَجَلّى ['تجلّى
لهم سبحانه': ظهر لهم من غير أن يرى بالبصر.] لَهُمْ سُبْحانهُ فِي كِتابِهِ مِنْ
غَيْرِ أَن يَكُونُواْ رَأَوْهُ بِما أَراهُم مِنْ قُدْرَتِهِ، وِ خَوَّفَهُم
مِنْ سَطْوَتِهِ وَكَيْفَ مَحَقَ مَنْ مَحَقَ بِالْمَثُلاتِ، [المَثُلات- بفتح فضم- العقوبات.] وَاحْتَصَدَ مَنِ احْتَصَدَ
بِالنَّقِماتِ... [الخطبة: '١٤٧' الروضة من الكافي ص ٣٨٦.] أَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتابَ نُورًا
لاتُطْفَأُ مَصابِيحُهُ وَسِراجًا لايَخْبُو [خبت النّار:انطفأت.] تَوَقُّدُهُ، وَبَحْراً لايُدْرَكُ قَعْرُهُ، وَمِنْهاجًا [المنهاج: الطريق الواسع.] لا يَضِلُّ نَهْجُهُ، [النهج: هنا السّلوك، ويُضلّ رباعي: أي لا يكون من سلوكه اضلال.] وَشُعاعًا لايُظْلِمُ ضَوْؤُهُ، وَفُرْقاناً لايَخْمَدُ بُرْهانُهُ
وَبُنْياناً لاتُهْدَمُ أَرْكانُهُ وَشِفاءً لاتُخْشى أَسْقامُهُ، وَعِزًّا
لاتُهْزَمُ أَنْصارُهُ وَحَقًّا لاتُخْذَلُ أَعُوانُهُ. فَهُوَ مَعْدِنُ الْأَيمانِ
وَبُحْبوُحَتُهُ، [بحبوحة المكان: وسطه.] وَيَنابِيعُ الْعِلْمِ وَبُحُورُهُ،
وَرِياضُ [الرّياض- جمع روضة- وهي مستنقع الماء في رمل او عشب.] الْعَدْلِ وَغُدْرْانُهُ، [الغدران- جمع غدير-: وهو القطعة من
الماء يغادرها السيل.] وَأَثافِيٌّ [الأثافي- جمع أثفية- الحجر يوضع عليه القدر، اي عليه قام الاسلام.] الإِسْلامِ وَبُنْيانُهُ، وَأَوْدِيَةُ الْحَقِّ وَغِيطانُهُ، [غيطان الحق- جمع غاط او غوط-: وهو المطمئن من الأرض.] وَبَحْرٌ لايَنْزِفُهُ الْمُسْتَنزِفُونَ، [لا ينزفه: لا يفنى ماؤه ولا يستفرغه المغترفون.] وَعُيوُنٌ لايُنْضِبُها [لا يُنضبها- كيُكرمها-: أي ينقصها.
والماتحون- جمع ماتح- نازع الماء من الحوض.] الْماتِحُونَ، وَمَناهِلُ [المناهل: مواضع الشرب من النهر.] لايُغِيضُهَا [لا يغيضها: 'من غاض الماء' نقصه.] الْوارِدُونَ، وَمَنازِلُ لايَضِلُ
نَهْجَها الْمُسافِرُونَ، وَأَعْلامٌ لايَعْمى عَنْهَا السّائِرُونَ، وَآكامٌ [آكام- جمع أكمَة-: وهو الموضع يكون اشدْ ارتفاعاً مما حوله، وهو دون
الجبل في غلظ لا يبلغ ان يكون حجراً.] لايَجُوز عَنْها[لا يجوز عنها: لا يقطعها ولا يتجاوزها.] الْقاصِدُونَ [الخطبة: '١٩٨'- الكافي: ٤٩:٢- حلية الاولياء: ٧٤:١ و ٧٥ لابي نعيم
الاصفهاني. الخصال: ١٠٨:١ للشيخ الصدوق.] . |
|
عليكم
بالقرآن
|
|
...جَعَلَهُ اللَّهُ
رِيًّا لَعَطَشِ الْعُلَماءِ،وَرَبِيعًا لَقُلُوبِ الْفُقَهاءِ،وَمَحاجَّ [المَحاجّ- جمع مَحَجّة- وهي الجادّة من الطريق.] لِطُرُقِ الصٌّلَحاءِ،وَدَواءً لَيْسَ بَعْدَهُ داءٌ،وَنُورًا
لَيْسَ مَعَهُ ظُلْمَةٌ.وَحَبْلاً وَثِيقًا عُرْوَتُهُ،وَمَعْقِلاً مَنِيْعًا
ذَرْوَتُهُ،وَعِزًّا لَمَنْ تَوَلاَهُ،وَسِلْمًا لِمَنْ دَخَلَهُ،وَهُدًى لِمَنِ
ائتَمَّ بِهِ،وَعُذْرًا لِمَنِ انتَحَلَهُ،وَبُرْهانًا لِمَنْ تَكَلَّمَ
بِهِ،وَشاهِدًا لِمَنْ خاصَمَ بِهِ،وَفَلْجاً [الفَلج- بالفتح-: الظفر والفوز.] لِمَنْ حاجَّ بِهِ وَحامِلاً لِمَنْ حَمَلَهُ،وَمَطِيَّةً لِمَنْ
أعْمَلَهُ،وَايَةً لِمَنْ تَوَسَّمَ،وَجُنَّةً [الجُنّة:-بالضمّ- ما به يتّقي الضّرر.] لِمَنْ اسْتَلاْمَ، [استلأم: أي لبس اللامّة وهي الدرع او
جميع ادوات الحرب، اي انّ من جعل القرآن لامّة حربه لمدافعة الشبه كان القرآن
وقاية له] وَعِلْمًا لِمَنْ وَعى،وَحَدِيثًا لِمَنْ رَوى،وَحُكْمًا لِمَنْ
قَضى [قضى: حكم وفصل.] , و [الخطبة: '١٩٨'- الكافي: ٤٩:٢، حلية الاولياء: ٧٤:١ و ٧٥، الخصال:
١٠٨:١.] ... جَعَلَهُ اللّهُ سُبْحانَهُ
بَلاغًا لِرِسالَتِهِ، وَكَرامَةً لأُمَّتِهِ، وَرَبِيعًا لِأَهْلِ زَمانِهِ
وَرِفْعَةً لأَعْوانِهِ، وَشَرَفَاً لأَنْصارِهِ... [الخطبة: '١٩٨'.] اللَّهُمَّ داحِيَ الْمَدْحَوّاتِ، ['داحى
المدحوات' اي: باسط المبسوطات واراد منها الارضين.] وَداعِمَ الْمَسْمُوكاتِ، [داعم المسموكات: مقيمها وحافظها.المسموكات: المرفوعات وهي السماوات
واصلها سَمَكَ بمعنى رَفَعَ.] وَجابِلَ الْقُلُوبِ [جابِل القلوب: خالقها.] عَلى فِطْرَتِها [الفطرة: اوّل حالات المخلوق التي يكون عليها في بدء وجوده،وهي
للانسان: حالته خالياً من الآراء والاهواء.] شَقِيَّها وَسَعِيدِهَا. اجْعَلْ
شَرائِفَ [الشرائف: جمع شريفة.] صَلَواتِكَ وَنَوامِيَ [النوامي: الزوائد.] بَرَكاتِكَ عَلى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله عَبْدِك
وَرَسُولِكَ، الْخاتِمِ [الخاتم لما سبق: أي لما تقَدَّمه من النبوات.] لِما سَبَقَ،وَالْفاتِحِ لِمَا انْغَلَقَ، [الفاتح لما انغلق: كانت ابواب القلوب قد أغلقت باقفال الضلال عن
طوارق الهداية فافتتحها صلى الله عليه و آله بآيات نبوته.] وَالْمُعْلِنِ الْحَقَّ بِالْحَقِّ،وَالدّافِع جَيْشاتِ
الْأَباطِيلِ، [جيشات الأباطيل: جمع باطل على غير قياس، كما ان الأضاليل جمع ضلال
على غير قياس، وجيشاتها:جمع جَيْشة- بفتح فسكون- من جاشت القدر اذ ارتفع
غليانها.] وَالدّامِغِ صَوْلاتِ [الصولات: جمع صَوْلة، وهي السطوة،
والدامغ من دمغه اذا شَجّهُ.] الْأَضالِيلِ،كَما حُمِّلَ فَاضْطَلَعَ، [فاضطلع: أي نهض بها قويّاً، والضلاعة: القوّة.] قائِماً بِأَمْرِك،مُسْتَوْفِزاً [المستوفز: المسارع المستعجل.] فِي مَرْضاتِكَ،غَيْرَ ناكِلٍ [النّاكل: النّاكص والمتأخّر، أي غير
جبان.] عَنْ قُدُمٍ، [القُدُم:- بضمّتين- المشي إلى الحرب، ويقال: مضى قدما، أي سارع ولم
يعرّج.] وَلاواهٍ [الواهي: الضعيف.] فِي عَزْمٍ، واعِياً [واعياً لوحيك: أي حافظاً وفاهماً،
وَعَيَتْ الحديث، إذا حفظته وفهمته .] . لِوَحْيِكَ، حافِظاً لِعَهْدِك،
ماضِياً عَلى نَفاذِ أَمْرِك، حَتّى أَوْرى قَبَسَ الْقابِسِ، [أورى قبس القابس: يقال وَرى الزَّنْدُ كوعى، ووَرِى- كوَلِيَ- يرى
ورْياً فهو وارٍ خرجت ناره وأوريتُهُ وَوَرَّيْتُهُ وَالتَورَيْتُهُ: شعلة من
النّار، والقابس الّذي يطلب النّار.] وَأَضاءَ الطَّرِيقَ لِلْخابِطِ، [الخابط: الذي يسير ليلاً على غير جادّة واضحة، فاضاءة الطريق له
جعلها مضيئة ظاهرة.] وَهُدِيَتْ بِهِ الْقُلُوبُ بَعْدَ خَوْضاتِ [الخوضات: جمع خوضة وهي المرّة من الخوض.] الْفِتَنِ وَالْأثامِ، وَأَقامَ
مُوضِحاتِ الْأَعْلامِ، [الأعلام: جمع عَلم- بالتحريك- وهو ما يستدلّ به على الطريق كالمنار
ونحوه.] وَنَيِّراتِ الْأَحْكامِ. [الخطبة: '٧٢'، غريب الحديث: لابن
قتيبة، دستور معالم الحكم: ص ١١٩، تذكرة الخواص ص ١٣٦.] فَهُوَ أَمِينُكَ الْمَأْمُونُ،
وَخازِنُ عِلْمِكَ الْمَخْزُونِ، [العِلم المخزون: ما اختصّ اللَّه به من
شاء من عباده، ولم يبُح لغير اهل الحُظوَةِ به ان يطلعوا عليه، وذلك ممّا لا
تتعلّق بالاحكام الشرعية.] وَشَهِيدُك [شهيدك: شاهدك على الناس، كما قال اللَّه تعالى: "فكيف اذا جئنا
من كلّ أمّة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً" النساء: ٤١.] يَوْمَ الدِّينِ، وَبَعِيثُكَ [بعيثك بالحق: اي مبعوثك، فهو فعيل
بمعنى مفعول، كجريح وطريح.] بِالْحَقِّ، وَرَسُولُكَ إلَى الْخَلْقِ. اللّهُمَّ افْسَحْ
لَهُ مَفْسَحاً فِي ظِلِّكَ، [افسَحْ له: وَسّعْ له ماشئت أن توسع، 'في ظلّك' أي: احسانك وبرّك
فيكون الظّل مجازاً. ] وَاجْزِهِ مُضاعَفاتِ الْخَيْرِ [مضاعفات الخير: أطواره ودرجاته.] مِن فَضْلِكَ. اللَّهُمَّ أَعْلِ عَلى بِناءِ
الْبانِينَ بِناءَهُ، وَأَكْرِمْ لَدَيْكَ مَنزِلَتَهُ، وَأَتْمِمْ لَهُ
نُورَهُ، وَاجْزِهِ مِنِ ابْتِعاثِكَ لَهُ مَقْبُولَ الشَّهادَةِ مَرْضِيَّ
الْمَقالَةِ، ذامَنطِقِ عَدْلٍ، وَخُطَّةٍ فَصْلٍ. اللَّهُمَّ اجْمَعْ بَيْنَنا
وَبَيْنَهُ فِي بَرْدِ الْعَيْشِ وَقَرارِ النِّعْمَةِ، [قرار النعمة: مستقرّها حيث تدوم ولا تفنى.] وَمُنَى الشَّهَواتِ، [مُنى الشهوات: منى جمع مُنية- بالضمّ- وهي مايتمنّاه الإنسان لنفسه،
والشهوات: ما يشتهيه.] وَأَهْواءِ اللَّذّاتِ، وَرَخاءِ الدَّعَةِ، [رخاء الدّعة: الرّخاء: من قولهم 'رجل رَخِيّ البال' أي: واسع الحال،
والدعة: سكون النفس واطمئنانها.] وَمُنتَهَى الطُّمَأْنِينَةِ وَتُحَفِ الْكَرامَةِ [تحف الكرامة: التحف: جمع تحفة، وهي مايكرم به الإنسان من البرّ
واللّطف.] , [الخطبة: '٧٢'- تذكرة الخواص: ص ١٣٦، دستور معالم الحكم ص ١١٩.] وَاحْشُرْنا فِي زُمْرَتِهِ غَيْرَ خَزايا، [غير خزايا: جمع خَزيان، من 'خَزِيَ' إذا خجل من قبيح ارتكبه.] وَلا نادِمِينَ، وَلاناكِبِينَ، [ناكبين: عادلين عن طريق الحق.] وَلا ناكِثِينَ [ناكثين: ناقضين للعهد.] وَلا ضالِّينَ، وَلا مُضِلِّينَ، وَلا
مَفْتُونِينَ [الخطبة: '١٠٦'- الكافي: ٤٩:٢- الخصال: ١٠٨:١-كتاب سليم بن قيس: ص ٣٧
و ص ٨٨.] . |
|
القرآن في نهج البلاغة
|
|
|
تمهيد
|
|
النور والفرقان والكتاب المبين وغيرها هي أسماء للقرآن في القرآن،
القرآن الّذي هو بحر لا ينزف ومعينٌ لا ينضب وكلّ لا يتجزّأ، وجميع لا يتفرّق؛
يُشكّل بمجموعه الكتاب المبين الّذي يمثّل ﴿تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ﴾. |
|
أهل
البيت عليهم السلام عِدل القرآن
|
|
يقول أمير المؤمنين عليه السلام عن أهل بيت النبوّة عليهم
السلام:"فيهم كرائم القرآن، وهم كنوز الرحمن. إن نطقوا صدقوا، وإن صمتوا لم
يُسبقوا" [٢]نهج البلاغة، ج٢، ص٤٤.. |
|
صفة
القرآن
|
|
وقال أمير المؤمنين عليه السلام في صفة القرآن: "ثُمَّ أَنْزَلَ
عَلَيْهِ الْكِتَابَ, نُوراً لَا تُطْفَأُ مَصَابِيحُهُ وَسِرَاجاً لَا يَخْبُو
تَوَقُّدُهُ وَبَحْراً لَا يُدْرَكُ قَعْرُهُ وَمِنْهَاجاً لَا يُضِلُّ نَهْجُهُ
وَشُعَاعاً لَا يُظْلِمُ ضَوْءُهُ وَفُرْقَاناً لَا يُخْمَدُ بُرْهَانُهُ
وَتِبْيَاناً لَا تُهْدَمُ أَرْكَانُهُ، وَشِفَاءً لَا تُخْشَى أَسْقَامُهُ
وَعِزّاً لَا تُهْزَمُ أَنْصَارُهُ وَحَقّاً لَا تُخْذَلُ أَعْوَانُهُ؛ فَهُوَ
مَعْدِنُ الْإِيمَانِ وَبُحْبُوحَتُهُ وَ يَنَابِيعُ الْعِلْمِ وَبُحُورُهُ
وَرِيَاضُ الْعَدْلِ وَغُدْرَانُهُ وَأَثَافِيُّ الْإِسْلَامِ وَبُنْيَانُهُ
وَأَوْدِيَةُ الْحَقِّ وَغِيطَانُهُ، وَبَحْرٌ لَا يَنْزِفُهُ
الْمُسْتَنْزِفُونَ وَعُيُونٌ لَا يُنْضِبُهَا الْمَاتِحُونَ وَمَنَاهِلُ لَا
يَغِيضُهَا الْوَارِدُونَ وَمَنَازِلُ لَا يَضِلُّ نَهْجَهَا الْمُسَافِرُونَ
وَأَعْلَامٌ لَا يَعْمَى عَنْهَا السَّائِرُونَ وَآكَامٌ لَا يَجُوزُ عَنْهَا
الْقَاصِدُونَ. |
|
أحسن
الحديث
|
|
يقول أمير المؤمنين عليه السلام: "وَتَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ أَحْسَنُ الْحَدِيثِ
وَتَفَقَّهُوا فِيهِ فَإِنَّهُ رَبِيعُ الْقُلُوبِ، وَاسْتَشْفُوا بِنُورِهِ
فَإِنَّهُ شِفَاءُ الصُّدُورِ وَأَحْسِنُوا تِلَاوَتَه, فَإِنَّهُ أَنْفَعُ
الْقَصَصِ. وَإِنَّ الْعَالِمَ الْعَامِلَ بِغَيْرِ عِلْمِهِ كَالْجَاهِلِ
الْحَائِرِ الَّذِي لَا يَسْتَفِيقُ مِنْ جَهْلِهِ بَلِ الْحُجَّةُ عَلَيْهِ
أَعْظَمُ وَالْحَسْرَةُ لَهُ أَلْزَمُ وَهُوَ عِنْدَ اللهِ أَلْوَمُ" [١٧] نهج البلاغة, ج ١, ص ٢١٦.. |
|
القرآن
في آخر الزمان
|
|
يخبرنا الإمام عليّ عليه السلام عن زمان يأتي على أمّة رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم تترك فيه القرآن وتتخلّى عنه وتجعله سلعة وزينة لا
أكثر، لا تُقيم الحقّ الّذي فيه ولا تُبطل ما أبطله، ففي نهج البلاغة روي عن
الإمام عليه السلام قوله: |
|
أهل
القرآن
|
|
في صفة المتّقين يقول أمير المؤمنين عليه السلام: "أَمَّا اللَّيْلَ فَصَافُّونَ
أَقْدَامَهُمْ تَالِينَ لِأَجْزَاءِ الْقُرْآنِ يُرَتِّلُونَهَا تَرْتِيلًا
يُحَزِّنُونَ بِهِ أَنْفُسَهُمْ، وَيَسْتَثِيرُونَ بِهِ دَوَاءَ دَائِهِمْ.
فَإِذَا مَرُّوا بِآيَةٍ فِيهَا تَشْوِيقٌ رَكَنُوا إِلَيْهَا طَمَعاً
وَتَطَلَّعَتْ نُفُوسُهُمْ إِلَيْهَا شَوْقاً وَظَنُّوا أَنَّهَا نُصْبَ
أَعْيُنِهِمْ، وَإِذَا مَرُّوا بِآيَةٍ فِيهَا تَخْوِيفٌ أَصْغَوْا إِلَيْهَا
مَسَامِعَ قُلُوبِهِمْ وَظَنُّوا أَنَّ زَفِيرَ جَهَنَّمَ وَشَهِيقَهَا فِي أُصُولِ
آذَانِهِمْ" [٣١]م. ن, ج ٢, ص ١٦١ - ١٦٢.. |
|
وصف الإمام علي عليه
السلام للقرآن
|
|
* - عن الصادق عليه السلام عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهما
في خطبة طويلة قال في آخره : |
|
فما ذلك القرآن عليه من صفته فاتبعه ليوصل بينك وبين معرفته ،
وأئتم به ، واستضئ بنور هدايته ، فإنها نعمة وحكمة أوتيتها ، فخذ ما أوتيت وكن
من الشاكرين ، وما ذلك الشيطان عليه مما ليس في القرآن عليك فرضه ، ولا في سنة
الرسول وأئمة الهدى أثره ، فكل علمه إلى الله عز وجل ، فان ذلك منتهى حق الله
عليك . واعلم أن الراسخين في العلم هم الذين أغناهم الله عن الاقتحام في السدد
المضروبة دون الغيوب ، فلزموا الاقرار بجملة ما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب
فقالوا : آمنا به كل من عند ربنا ، فمدح الله عز وجل اعترافهم بالعجز عن تناول
ما لم يحيطوا به علما ، وسمى تركهم التعمق في حاله ، ما لم يكلفهم البحث عنه
منهم رسوخا ، فاقتصر على ذلك ، ولا تقدر عظمة الله على قدر عقلك ، فتكون من
الهالكين .(الخطبة في النهج تحت الرقم ). |
|
*- نهج البلاغة : قال عليه السلام : |
|
في القرآن نبأ ما قبلكم ، وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم. (نهج
البلاغة الرقم ٣١٣ من الحكم) . |
|
*- وقال عليه السلام في خطبة طويلة يذكر فيها بعثة الأنبياء
عليهم السلام قال عليه السلام : |
|
إلى أن بعث الله سبحانه محمدا صلى الله عليه وآله لا نجاز عدته ،
وتمام نبوته ، مأخوذا على النبيين ميثاقه ، مشهورة سماته كريما ميلاده ، وأهل
الأرض يومئذ ملل متفرقة وأهواء منتشرة ، وطرائق متشتة ، بين مشبه لله بخلقه ، أو
ملحد في اسمه ، أو مشير إلى غيره ، فهداهم به من الضلالة ، وأنقذهم بمكانه من
الجهالة . ثم اختار سبحانه لمحمد صلى الله عليه وآله لقاءه ورضي له ما عنده ،
فأكرمه عن دار الدنيا ، ورغب به عن مقام البلوى ، فقبضه إليه كريما ، وخلف فيكم
ما خلفت الأنبياء في أممها ، إذ لم يتركوهم هملا ، بغير طريق واضح ، ولا علم قائم
كتاب ربكم مبينا حلاله وحرامه ، وفرائضه وفضائله ، وناسخه ومنسوخه ورخصه وعزائمه
، وخاصه وعامه ، وعبره وأمثاله ، ومرسله ومحدوده ، ومحكمه ومتشابهه ، مفسرا
جملته ، ومبينا غوامضه . بين مأخوذ ميثاق علمه ، وموسع على العباد في جهله ،
وبين مثبت في الكتاب فرضه ، معلوم في السنة نسخه ، وواجب في السنة أخذه ، مرخص
في الكتاب تركه وبين واجب بوقته ، وزائل في مستقبله . ومباين بين محارمه ، من
كبير أو عد عليه نيرانه ، أو صغير أرصد له غفرانه وبين مقبول في أدناه ، وموسع
في أقصاه . (نهج البلاغة في أواخر الخطبة الأولى) . |
|
* - وقال عليه السلام : |
|
وكتاب الله بين أظهركم ناطق لا يعيا لسانه ، وبين لا تهدم أركانه ،
وعز لا تهزم أعوانه . (نهج البلاغة الرقم ١٣١ من الخطب ) . |
|
* - عن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن جده عليهم السلام قال :
خطبنا أمير المؤمنين عليه السلام خطبة فقال فيها : |
|
نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله
، أرسله بكتاب فصله ، وأحكمه وأعزه ، وحفظه بعلمه ، وأحكمه بنوره ، وأيده
بسلطانه ، وكلاه من لم يتنزه هوى أو يميل به شهوة ، لا يأتيه الباطل من بين يديه
ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، ولا يخلقه طول الرد ، ولا يفنى عجائبه ، من
قال به صدق ، ومن عمل أجر ، ومن خاصم به فلج ، ومن قاتل به نصر ، ومن قام به هدى
إلى صراط مستقيم . فيه نبأ من كان قبلكم ، والحكم فيما بينكم ، وخبر معاد كم ،
أنزله بعلمه وأشهد الملائكة بتصديقه قال الله جل وجهه لكن الله يشهد بما انزل
إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا فجعله الله نورا يهدي للتي
هو أقوم وقال : فإذا قرأناه فاتبع قرآنه وقال اتبعوا ما انزل إليكم من ربكم ولا
تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون وقال : فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا
تطفوا إنه بما تعملون بصير ففي اتباع ما جاءكم من الله الفوز العظيم ، وفي تركه
الخطأ المبين ، قال إما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى فجعل في
اتباعه كل خير يرجى في الدنيا والآخرة ، فالقرآن آمر وزاجر ، حد فيه الحدود ،
وسن فيه السنن ، وضرب فيه الأمثال ، وشرع فيه الدين ، إعذرا أمر نفسه وحجة على
خلقه ، أخذ على ذلك ميثاقهم ، وارتهن عليه أنفسهم ، ليبين لهم ما يأتون وما
يتقون ، ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وإن الله سميع عليم. (تفسير
العياشي ج ١ ص ٧). |
|
* - نهج البلاغة : قال أمير المؤمنين عليه السلام : |
|
عليكم بكتاب الله فإنه الحبل المتين ، والنور المبين ، والشفاء
النافع ، والري الناقع ، والعصمة للمتمسك والنجاة للمتعلق ، لا يعوج فيقوم ، ولا
يزيغ فيستعتب ، ولا تخلقه كثرة الرد ، وولوج السمع من قال به صدق ، ومن عمل به
سبق . [نهج البلاغة الرقم ١٣١ من الخطب .] |
|
* - وقال عليه السلام : |
|
أرسله على حين فترة من الرسل ، طول هجعة من الأمم ، وانتقاض من
المبرم فجاءهم بتصديق الذي بين يديه ، والنور المقتدى به ، ذلك القرآن فاستنطقوه
، ولن ينطق ولكن أخبركم عنه ، ألا إن فيه علم ما يأتي ، والحديث عن الماضي ،
ودواء دائكم ، ونظر ما بينكم . [نهج البلاغة الرقم ١٥٤ من الخطب .] |
|
* - وقال عليه السلام : |
|
واعلموا أن هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش ، والهادي الذي لا
يضل ، والمحدث الذي لا يكذب ، وما جالس هذا القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو
نقصان : زيادة في هدى ، أو نقصان من عمى . واعلموا أنه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة ، ولا لاحد قبل القرآن
من غنى ، فاستشفوه من أدوائكم واستعينوا به على لاوائكم ، فان فيه شفاء من أكبر
الداء ، وهو الكفر والنفاق والغي والضلال ، فاسألوا الله به ، وتوجهوا إليه بحبه
ولا تسألوا به خلقه ، إنه ما توجه العباد إلى الله بمثله . واعلموا أنه شافع مشفع ، وقائل مصدق ، وإنه من شفع له القرآن يوم
القامة شفع فيه ، ومن محل به القرآن يوم القيامة صدق عليه ، فإنه ينادي مناد يوم
القيامة : ألا إن كل حارث مبتلى في حرثه وعاقبة عمله ، غير حرثة القرآن ، فكونوا
من حرثته وأتباعه ، واستدلوه على ربكم ، واستنصحوه على أنفسكم ، واتهموا عليه
آراء كم ، واستعشوا فيه أهواءكم وساق الخطبة إلى قوله : وإن الله سبحانه لم يعظ
أحدا بمثل هذا القرآن فإنه حبل الله المتين ، وسببه الأمين ، وفيه ربيع القلب ،
وينابيع العلم ، وما للقلب جلاء غيره ، مع أنه قد ذهب المتذكرون ، وبقي الناسون
والمتناسون. [نهج البلاغة الرقم ١٥٦ من الخطب .] |
|
* - الحارث الأعور قال : |
|
دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فقلت : يا
أمير المؤمنين إنا إذا كنا عندك سمعنا الذي نسد به ديننا ، وإذا خرجنا من عندك
سمعنا أشياء مختلفة مغموسة ، لا ندري ما هي ؟ قال : أو قد فعلوها ؟ قلت : نعم ،
قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : أتاني جبرئيل فقال : يا محمد
سيكون في أمتك فتنة ، قلت : فما المخرج منها ؟ فقال كتاب الله فيه بيان ما قبلكم
من خير وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم ، وهو الفصل ليس بالهزل ، من وليه من جبار
فعمل بغيره قصمه الله ، ومن التمس الهدى في غيره أضله الله ، وهو حبل الله
المتين ، وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم ، لا تزيفه الأهواء ولا تلبسه
الألسنة ، ولا يخلق عن الرد ، ولا تنقضي عجائبه ، ولا يشبع منه العلماء هو الذي
لم تكنه الجن إذ سمعه ، أن قالوا : إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد من قال
به صدق ، ومن عمل به أجر ، ومن اعتصم به هدي إلى صراط مستقيم ، هو الكتاب العزيز
، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد . تفسير العياشي ج ١ ص ٣ . |
|
* - قال عليه السلام : |
|
فالقرآن آمر زاجر ، وصامت ناطق ، حجة الله على خلقه ، أخذ عليهم
ميثاقه ، وارتهن عليهم أنفسهم ، أتم نوره ، وأكرم به دينه ، وقبض نبيه صلى الله
عليه وآله ، وقد فرغ إلى الخلق من احكام الهدى به ، فعظموا منه سبحانه ما عظم من
نفسه ، فانه لم يخف عنكم شيئا من دينه ، ولم يترك شيئا رضيه أو كرهه إلا وجعل له
علما باديا ، وآية محكمة تزجر عنه ، أو تدعو إليه ، فرضاه فيما بقي واحد ، وسخطه
فيما بقي واحد. |
|
* - ومن خطبة طويلة له عليه السلام : |
|
ثم أنزل عليه الكتاب نورا لا تطفا مصابيحه وسراجا لا يخبو توقده ،
وبحرا لا يدرك قعره ، ومنها جا لا يضل نهجه ، وشعاعا لا يظلم ضوؤه ، وفرقانا لا
يخمد برهانه ، وتبيانا لا تهد أركانه ، وشفاء لا تخشى أسقامه ، وعزا لا تهزم
أنصاره ، وحقا لا تخذل أعوانه ، فهو معدن الايمان وبحبوحته وينابيع العلم وبحوره
، ورياض العدل وغدرانه وأثا في الاسلام وبنيانه وأودية الحق وغيطانه وبحر لا
ينزفه المستنزفون ، وعيون لا ينضبها الماتحون ومناهل لا يغيضها الواردون ،
ومنازل لا يضل نهجها المسافرون وأعلام لا يعمى عنها السائرون ، وآكام لايجوز
عنها القاصدون ، جعله الله ريا لعطش العلماء ، وربيعا لقلوب الفقهاء ، ومحاج
لطرق الصلحاء ، ودواء ليس بعده داء ، ونورا ليس معه ظلمة ، وحبلا وثيقا عروته ،
ومعقلا منيعا ذروته ، وعزا لمن تولاه ، وسلما لمن دخله ، وهدى لمن أئتم به ،
وعذرا لمن انتحله ، وبرهانا لمن تكلم به ، وشاهدا لمن خاصم به ، وفلجا لمن حاج به
، وحاملا لمن حمله ومطية لمن أعمله ، وآية لمن توسم ، وجنة لمن استلام ، وعلما
لمن وعى وحديثا لمن روى ، وحكما لمن قضى. |
|
* - من خطبة له عليه السلام : |
|
واعلموا أنه ليس من شئ إلا ويكاد صاحبه يشبع منه ويمله إلا الحياة
فانه لا يجد في الموت راحة ، وإنما ذلك بمنزلة الحكمة التي هي حياة للقلب الميت
، وبصر للعين العمياء ، وسمع للاذن الصماء ، وري للظمآن ، وفيها الغنا كله
والسلامة . كتاب الله تبصرون به وتسمعون به وينطق بعضه ببعض ، ويشهد بعضه على
بعض ، ولا يختلف في الله ، ولا يخالف بصاحبه عن الله ، قد اصطلحتم على الغل فيما
بينكم ، ونبت المرعى على دمنكم وتصافيتم على حب الامال ، وتعاديتم في كسب
الاموال ، لقد استهام بكم الخبيث ، وتاه بكم الغرور والله المستعان على نفسي
وأنفسكم. |
|
* - قال أميرالمؤمنين عليه السلام : |
|
عليكم بكتاب الله فانه الحبل المتين ، والنور المبين ، والشفاء
النافع ، والري الناقع ، والعصمة للمتمسك والنجاة للمتعلق ، لا يعوج فيقوم ، ولا
يزيغ فيستعتب ولا تخلقه كثرة الرد ، وولوج السمع من قال به صدق ، ومن عمل به
سبق. |
|
* - وقال عليه السلام : أرسله على حين فترة من الرسل ، طول هجعة من الامم ، وانتقاض من
المبرم فجاءهم بتصديق الذي بين يديه ، والنور المقتدى به ، ذلك القرآن فاستنطقوه
، ولن ينطق ولكن اخبركم عنه ، ألا إن فيه علم ما يأتي ، والحديث عن الماضي ،
ودواء دائكم ، ونظر ما بينكم. |
|
* - وقال عليه السلام : |
|
واعلموا أن هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش ، والهادي الذي لا
يضل ، والمحدث الذي لا يكذب ، وما جالس هذا القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو
نقصان : زيادة في هدى ، أو نقصان من عمى . واعلموا أنه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة ، ولا لاحد قبل القرآن
من غنى ، فاستشفوه من أدوائكم واستعينوا به على لاوائكم ، فان فيه شفاء من أكبر
الداء ، وهو الكفر والنفاق والغي والضلال ، فاسألوا الله به ، وتوجهوا إليه بحبه
ولا تسألوا به خلقه ، إنه ما توجه العباد إلى الله بمثله . واعلموا أنه شافع مشفع ، وقائل مصدق ، وإنه من شفع له القرآن يوم
القامة شفع فيه ، ومن محل به القرآن يوم القيامة صدق عليه ، فانه ينادي مناد يوم
القيامة : ألا إن كل حارث مبتلى في حرثه وعاقبة عمله ، غير حرثة القرآن ، فكونوا
من حرئته وأتباعه ، واستدلوه على ربكم ، واستنصحوه على أنفسكم ، واتهموا عليه
آراء كم ، واستعشوا فيه أهواءكم وساق الخطبة إلى قوله : وإن الله سبحان لم يعظ
أحدا بمثل هذا القرآن فانه حبل الله المتين ، وسببه الامين ، وفيه ربيع القلب ،
وينابيع العلم ، وما للقلب جلاء غيره ، مع أنه قد ذهب المتذكرون ، وبقي الناسون
والمتناسون . |
|
* - وقال عليه السلام : |
|
نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله
، أرسله بكتاب فصله ، وأحكمه وأعزه ، وحفظه بعلمه ، وأحكمبه بنوره ، وأيده
بسلطانه ، وكلاه من لم يتنزه هوى أو يميل به شهوة ، لا يأتيه الباطل من بين يديه
ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، ولا يخلقه طول الرد ، ولا يفنى عجائبه ، من
قال به صدق ، ومن عمل أجر ، ومن خاصم به فلج ، ومن قاتل به نصر ، ومن قام به هدي
إلى صراط مستقيم . فيه نبأ من كان قبلكم ، والحكم فيما بينكم ، وخبر معاد كم ، أنزله
بعلمه وأشهد الملائكة بتصديقه قال الله جل وجهه ( لكن الله يشهد بما انزل إليك
أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا ) فجعله الله نورا يهدى للتي هو
أقوم . وقال : ( فاذا قرأناه فاتبع قرآنه ) . وقال ( اتبعوا ما انزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء
قليلا ما تذكرون ) . وقال : ( فاستقم كما امرت ومن تاب معك ولا تطفوا إنه بما تعملون
بصير ). ففي اتباع ما جاءكم من الله الفوز العظيم ، وفي تركه الخطأ المبين
، قال ( إما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ) فجعل في اتباعه
كل خير يرجى في الدنيا والاخرة ، فالقرآن آمر وزاجر ، حد فيه الحدود ، وسن فيه
السنن ، وضرب فيه الامثال ، وشرع فيه الدين ، إعذرا أمر نفسه وحجة على خلقه ،
أخذ على ذلك ميثاقهم ، وارتهن عليه أنفسهم ، ليبين لهم ما يأتون وما يتقون ،
ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حى عن بينة وإن الله سميع عليم. |
|
من روائع النهج المقدس – الثاني
|
|
القرآن
الكريم
|
|
القرآن
برنامج الحياة
|
|
لِيُخْرِجَ عِبادَهُ مِنْ عِبادَةِ
الْأَوْثانِ إلى عِبادَتِهِ، وَمِنْ طاعَةِ الشَّيْطانِ إلى طاعَتِهِ. بِقُرْانٍ
قَدْبَيَّنَهُ وَأَحْكَمَهُ لِيَعْلَمَ الْعِبادُ رَبَّهُمُ إِذْ جَهِلُوهُ،
وَلِيُقِرُّوا بِهِ بَعْدَإِذْ جَحَدُوهُ، وَلِيُثْبِتُوهُ بَعْدَ إذْ
أَنَكرُوهُ. فَتَجَلّى ['تجلّى
لهم سبحانه': ظهر لهم من غير أن يرى بالبصر.] لَهُمْ سُبْحانهُ فِي كِتابِهِ مِنْ
غَيْرِ أَن يَكُونُواْ رَأَوْهُ بِما أَراهُم مِنْ قُدْرَتِهِ، وِ خَوَّفَهُم
مِنْ سَطْوَتِهِ وَكَيْفَ مَحَقَ مَنْ مَحَقَ بِالْمَثُلاتِ، [المَثُلات- بفتح فضم- العقوبات.] وَاحْتَصَدَ مَنِ احْتَصَدَ
بِالنَّقِماتِ... [الخطبة: '١٤٧' الروضة من الكافي ص ٣٨٦.] أَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتابَ نُورًا
لاتُطْفَأُ مَصابِيحُهُ وَسِراجًا لايَخْبُو [خبت النّار:انطفأت.] تَوَقُّدُهُ، وَبَحْراً لايُدْرَكُ قَعْرُهُ، وَمِنْهاجًا [المنهاج: الطريق الواسع.] لا يَضِلُّ نَهْجُهُ، [النهج: هنا السّلوك، ويُضلّ رباعي: أي لا يكون من سلوكه اضلال.] وَشُعاعًا لايُظْلِمُ ضَوْؤُهُ، وَفُرْقاناً لايَخْمَدُ بُرْهانُهُ
وَبُنْياناً لاتُهْدَمُ أَرْكانُهُ وَشِفاءً لاتُخْشى أَسْقامُهُ، وَعِزًّا
لاتُهْزَمُ أَنْصارُهُ وَحَقًّا لاتُخْذَلُ أَعُوانُهُ. فَهُوَ مَعْدِنُ الْأَيمانِ
وَبُحْبوُحَتُهُ، [بحبوحة المكان: وسطه.] وَيَنابِيعُ الْعِلْمِ وَبُحُورُهُ،
وَرِياضُ [الرّياض- جمع روضة- وهي مستنقع الماء في رمل او عشب.] الْعَدْلِ وَغُدْرْانُهُ، [الغدران- جمع غدير-: وهو القطعة من
الماء يغادرها السيل.] وَأَثافِيٌّ [الأثافي- جمع أثفية- الحجر يوضع عليه القدر، اي عليه قام الاسلام.] الإِسْلامِ وَبُنْيانُهُ، وَأَوْدِيَةُ الْحَقِّ وَغِيطانُهُ، [غيطان الحق- جمع غاط او غوط-: وهو المطمئن من الأرض.] وَبَحْرٌ لايَنْزِفُهُ الْمُسْتَنزِفُونَ، [لا ينزفه: لا يفنى ماؤه ولا يستفرغه المغترفون.] وَعُيوُنٌ لايُنْضِبُها [لا يُنضبها- كيُكرمها-: أي ينقصها.
والماتحون- جمع ماتح- نازع الماء من الحوض.] الْماتِحُونَ، وَمَناهِلُ [المناهل: مواضع الشرب من النهر.] لايُغِيضُهَا [لا يغيضها: 'من غاض الماء' نقصه.] الْوارِدُونَ، وَمَنازِلُ لايَضِلُ
نَهْجَها الْمُسافِرُونَ، وَأَعْلامٌ لايَعْمى عَنْهَا السّائِرُونَ، وَآكامٌ [آكام- جمع أكمَة-: وهو الموضع يكون اشدْ ارتفاعاً مما حوله، وهو دون
الجبل في غلظ لا يبلغ ان يكون حجراً.] لايَجُوز عَنْها[لا يجوز عنها: لا يقطعها ولا يتجاوزها.] الْقاصِدُونَ [الخطبة: '١٩٨'- الكافي: ٤٩:٢- حلية الاولياء: ٧٤:١ و ٧٥ لابي نعيم
الاصفهاني. الخصال: ١٠٨:١ للشيخ الصدوق.] . |
|
عليكم
بالقرآن
|
|
...جَعَلَهُ اللَّهُ
رِيًّا لَعَطَشِ الْعُلَماءِ،وَرَبِيعًا لَقُلُوبِ الْفُقَهاءِ،وَمَحاجَّ [المَحاجّ- جمع مَحَجّة- وهي الجادّة من الطريق.] لِطُرُقِ الصٌّلَحاءِ،وَدَواءً لَيْسَ بَعْدَهُ داءٌ،وَنُورًا
لَيْسَ مَعَهُ ظُلْمَةٌ.وَحَبْلاً وَثِيقًا عُرْوَتُهُ،وَمَعْقِلاً مَنِيْعًا
ذَرْوَتُهُ،وَعِزًّا لَمَنْ تَوَلاَهُ،وَسِلْمًا لِمَنْ دَخَلَهُ،وَهُدًى لِمَنِ
ائتَمَّ بِهِ،وَعُذْرًا لِمَنِ انتَحَلَهُ،وَبُرْهانًا لِمَنْ تَكَلَّمَ
بِهِ،وَشاهِدًا لِمَنْ خاصَمَ بِهِ،وَفَلْجاً [الفَلج- بالفتح-: الظفر والفوز.] لِمَنْ حاجَّ بِهِ وَحامِلاً لِمَنْ حَمَلَهُ،وَمَطِيَّةً لِمَنْ
أعْمَلَهُ،وَايَةً لِمَنْ تَوَسَّمَ،وَجُنَّةً [الجُنّة:-بالضمّ- ما به يتّقي الضّرر.] لِمَنْ اسْتَلاْمَ، [استلأم: أي لبس اللامّة وهي الدرع او
جميع ادوات الحرب، اي انّ من جعل القرآن لامّة حربه لمدافعة الشبه كان القرآن
وقاية له] وَعِلْمًا لِمَنْ وَعى،وَحَدِيثًا لِمَنْ رَوى،وَحُكْمًا لِمَنْ
قَضى [قضى: حكم وفصل.] , و [الخطبة: '١٩٨'- الكافي: ٤٩:٢، حلية الاولياء: ٧٤:١ و ٧٥، الخصال:
١٠٨:١.] ... جَعَلَهُ اللّهُ سُبْحانَهُ
بَلاغًا لِرِسالَتِهِ، وَكَرامَةً لأُمَّتِهِ، وَرَبِيعًا لِأَهْلِ زَمانِهِ
وَرِفْعَةً لأَعْوانِهِ، وَشَرَفَاً لأَنْصارِهِ... [الخطبة: '١٩٨'.] اللَّهُمَّ داحِيَ الْمَدْحَوّاتِ، ['داحى
المدحوات' اي: باسط المبسوطات واراد منها الارضين.] وَداعِمَ الْمَسْمُوكاتِ، [داعم المسموكات: مقيمها وحافظها.المسموكات: المرفوعات وهي السماوات
واصلها سَمَكَ بمعنى رَفَعَ.] وَجابِلَ الْقُلُوبِ [جابِل القلوب: خالقها.] عَلى فِطْرَتِها [الفطرة: اوّل حالات المخلوق التي يكون عليها في بدء وجوده،وهي
للانسان: حالته خالياً من الآراء والاهواء.] شَقِيَّها وَسَعِيدِهَا. اجْعَلْ
شَرائِفَ [الشرائف: جمع شريفة.] صَلَواتِكَ وَنَوامِيَ [النوامي: الزوائد.] بَرَكاتِكَ عَلى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله عَبْدِك
وَرَسُولِكَ، الْخاتِمِ [الخاتم لما سبق: أي لما تقَدَّمه من النبوات.] لِما سَبَقَ،وَالْفاتِحِ لِمَا انْغَلَقَ، [الفاتح لما انغلق: كانت ابواب القلوب قد أغلقت باقفال الضلال عن
طوارق الهداية فافتتحها صلى الله عليه و آله بآيات نبوته.] وَالْمُعْلِنِ الْحَقَّ بِالْحَقِّ،وَالدّافِع جَيْشاتِ
الْأَباطِيلِ، [جيشات الأباطيل: جمع باطل على غير قياس، كما ان الأضاليل جمع ضلال
على غير قياس، وجيشاتها:جمع جَيْشة- بفتح فسكون- من جاشت القدر اذ ارتفع
غليانها.] وَالدّامِغِ صَوْلاتِ [الصولات: جمع صَوْلة، وهي السطوة،
والدامغ من دمغه اذا شَجّهُ.] الْأَضالِيلِ،كَما حُمِّلَ فَاضْطَلَعَ، [فاضطلع: أي نهض بها قويّاً، والضلاعة: القوّة.] قائِماً بِأَمْرِك،مُسْتَوْفِزاً [المستوفز: المسارع المستعجل.] فِي مَرْضاتِكَ،غَيْرَ ناكِلٍ [النّاكل: النّاكص والمتأخّر، أي غير
جبان.] عَنْ قُدُمٍ، [القُدُم:- بضمّتين- المشي إلى الحرب، ويقال: مضى قدما، أي سارع ولم
يعرّج.] وَلاواهٍ [الواهي: الضعيف.] فِي عَزْمٍ، واعِياً [واعياً لوحيك: أي حافظاً وفاهماً،
وَعَيَتْ الحديث، إذا حفظته وفهمته .] . لِوَحْيِكَ، حافِظاً لِعَهْدِك،
ماضِياً عَلى نَفاذِ أَمْرِك، حَتّى أَوْرى قَبَسَ الْقابِسِ، [أورى قبس القابس: يقال وَرى الزَّنْدُ كوعى، ووَرِى- كوَلِيَ- يرى
ورْياً فهو وارٍ خرجت ناره وأوريتُهُ وَوَرَّيْتُهُ وَالتَورَيْتُهُ: شعلة من
النّار، والقابس الّذي يطلب النّار.] وَأَضاءَ الطَّرِيقَ لِلْخابِطِ، [الخابط: الذي يسير ليلاً على غير جادّة واضحة، فاضاءة الطريق له
جعلها مضيئة ظاهرة.] وَهُدِيَتْ بِهِ الْقُلُوبُ بَعْدَ خَوْضاتِ [الخوضات: جمع خوضة وهي المرّة من الخوض.] الْفِتَنِ وَالْأثامِ، وَأَقامَ
مُوضِحاتِ الْأَعْلامِ، [الأعلام: جمع عَلم- بالتحريك- وهو ما يستدلّ به على الطريق كالمنار
ونحوه.] وَنَيِّراتِ الْأَحْكامِ. [الخطبة: '٧٢'، غريب الحديث: لابن
قتيبة، دستور معالم الحكم: ص ١١٩، تذكرة الخواص ص ١٣٦.] فَهُوَ أَمِينُكَ الْمَأْمُونُ،
وَخازِنُ عِلْمِكَ الْمَخْزُونِ، [العِلم المخزون: ما اختصّ اللَّه به من
شاء من عباده، ولم يبُح لغير اهل الحُظوَةِ به ان يطلعوا عليه، وذلك ممّا لا
تتعلّق بالاحكام الشرعية.] وَشَهِيدُك [شهيدك: شاهدك على الناس، كما قال اللَّه تعالى: "فكيف اذا جئنا
من كلّ أمّة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً" النساء: ٤١.] يَوْمَ الدِّينِ، وَبَعِيثُكَ [بعيثك بالحق: اي مبعوثك، فهو فعيل
بمعنى مفعول، كجريح وطريح.] بِالْحَقِّ، وَرَسُولُكَ إلَى الْخَلْقِ. اللّهُمَّ افْسَحْ
لَهُ مَفْسَحاً فِي ظِلِّكَ، [افسَحْ له: وَسّعْ له ماشئت أن توسع، 'في ظلّك' أي: احسانك وبرّك
فيكون الظّل مجازاً. ] وَاجْزِهِ مُضاعَفاتِ الْخَيْرِ [مضاعفات الخير: أطواره ودرجاته.] مِن فَضْلِكَ. اللَّهُمَّ أَعْلِ عَلى بِناءِ
الْبانِينَ بِناءَهُ، وَأَكْرِمْ لَدَيْكَ مَنزِلَتَهُ، وَأَتْمِمْ لَهُ
نُورَهُ، وَاجْزِهِ مِنِ ابْتِعاثِكَ لَهُ مَقْبُولَ الشَّهادَةِ مَرْضِيَّ
الْمَقالَةِ، ذامَنطِقِ عَدْلٍ، وَخُطَّةٍ فَصْلٍ. اللَّهُمَّ اجْمَعْ بَيْنَنا
وَبَيْنَهُ فِي بَرْدِ الْعَيْشِ وَقَرارِ النِّعْمَةِ، [قرار النعمة: مستقرّها حيث تدوم ولا تفنى.] وَمُنَى الشَّهَواتِ، [مُنى الشهوات: منى جمع مُنية- بالضمّ- وهي مايتمنّاه الإنسان لنفسه،
والشهوات: ما يشتهيه.] وَأَهْواءِ اللَّذّاتِ، وَرَخاءِ الدَّعَةِ، [رخاء الدّعة: الرّخاء: من قولهم 'رجل رَخِيّ البال' أي: واسع الحال،
والدعة: سكون النفس واطمئنانها.] وَمُنتَهَى الطُّمَأْنِينَةِ وَتُحَفِ الْكَرامَةِ [تحف الكرامة: التحف: جمع تحفة، وهي مايكرم به الإنسان من البرّ
واللّطف.] , [الخطبة: '٧٢'- تذكرة الخواص: ص ١٣٦، دستور معالم الحكم ص ١١٩.] وَاحْشُرْنا فِي زُمْرَتِهِ غَيْرَ خَزايا، [غير خزايا: جمع خَزيان، من 'خَزِيَ' إذا خجل من قبيح ارتكبه.] وَلا نادِمِينَ، وَلاناكِبِينَ، [ناكبين: عادلين عن طريق الحق.] وَلا ناكِثِينَ [ناكثين: ناقضين للعهد.] وَلا ضالِّينَ، وَلا مُضِلِّينَ، وَلا
مَفْتُونِينَ [الخطبة: '١٠٦'- الكافي: ٤٩:٢- الخصال: ١٠٨:١-كتاب سليم بن قيس: ص ٣٧
و ص ٨٨.] . |
|