- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
الفصل العشرون قيام الفتن و نكث البيعة
|
|
( 176 ) الحق
و الباطل
|
|
يراجع الفصل ( 31 )
: الحقوق المبادلة . قال ( ع ) : و لكنّي أضرب بالمقبل إلى الحقّ المدبر عنه ، و بالسّامع المطيع العاصي
المريب أبدا ، حتّى يأتي عليّ يومي . ( الخطبة 6 ، 49 ) ألا و إنّ الخطايا خيل شمس ، حمل عليها أهلها
، و خلعت لجمها ، فتقحّمت بهم في النّار . ألا و إنّ التّقوى مطايا ذلل ، حمل
عليها أهلها ، و أعطوا أزمّتها ، فأوردتهم الجنّة . حقّ و باطل ، و لكلّ أهل .
فلئن أمر ( أي كثر ) الباطل لقديما فعل ، و لئن
قلّ الحقّ فلربّما و لعلّ ، و لقلّما أدبر شي ء فأقبل . ( الخطبة 16 ، 56 ) هلك من ادّعى ، و خاب من افترى . من أبدى
صفحته للحقّ هلك ، و كفى بالمرء جهلا ألاّ يعرف قدره . (
الخطبة 16 ، 58 ) و قال في معرض حديثه عن
الناكثين ببيعته : فإن أبوا أعطيتهم حدّ السّيف ، و كفى به شافيا من الباطل ، و
ناصرا للحقّ . ( الخطبة 22 ، 67 ) و لعمري ما عليّ من قتال من خالف الحقّ ، و
خابط الغيّ من إدهان و لا إيهان . ( الخطبة 24 ، 70 ) أنبئت بسرا قد اطّلع اليمن ، و إنّي و اللّه
لأظنّ أنّ هؤلاء القوم سيدالون منكم باجتماعهم على باطلهم ، و تفرّقكم عن حقّكم
، و بمعصيتكم إمامكم في الحقّ ، و طاعتهم إمامهم في الباطل . ( الخطبة 25 ، 72 ) فيا عجبا : عجبا و اللّه يميت القلب و يجلب الهمّ ، من اجتماع هؤلاء القوم على باطلهم
، و تفرّقكم عن حقّكم . ( الخطبة 27 ، 76 ) ألا و إنّه من لا ينفعه الحقّ يضرّه الباطل . ( الخطبة 28 ، 79 ) و لا يدرك الحقّ إلاّ بالجدّ . ( الخطبة 29 ، 82 ) قال ( ع ) يعرّض
بالخلافة : و اللّه لهي أحبّ إليّ من إمرتكم ، إلاّ أن أقيم حقّا ، أو
أدفع باطلا . ( الخطبة 33 ، 89 ) و لأنقبنّ
الباطل حتّى يخرج الحقّ من جنبه . ( الخطبة 33 ، 90 ) الذّليل عندي عزيز حتّى آخذ الحقّ له ، و
القويّ عندي ضعيف حتّى آخذ الحقّ منه . ( الخطبة 37 ،
96 ) أيّها النّاس ، إنّ أخوف ما
أخاف عليكم اثنان : اتّباع الهوى و طول الأمل . فأمّا اتّباع الهوى فيصدّ
عن الحقّ ، و أمّا طول الأمل فينسي الآخرة . ( الخطبة
42 ، 100 ) فلو أنّ الباطل خلص من مزاج الحقّ لم يخف على
المرتادين ، و لو أنّ الحقّ خلص من لبس الباطل ، انقطعت عنه ألسن المعاندين ، و
لكن يؤخذ من هذا ضغث و من هذا ضغث ، فيمزجان ( الخطبة 50 ، 107 ) و قال ( ع ) في
الخوارج : لا تقاتلوا الخوارج بعدي ، فليس من طلب الحقّ فأخطاه ( أي الخوارج ) كمن طلب الباطل فأدركه ( يعني معاوية و اصحابه ) . (
الخطبة 59 ، 115 ) من كلام له ( ع )
قاله لاصحابه ليلة الهرير بصفين : فصمدا صمدا ، حتّى ينجلي لكم عمود
الحقّ . ( الخطبة 64 ، 121 ) و قال ( ع ) في توبيخ
بعض أصحابه : لا تعرفون الحقّ كمعرفتكم البّاطل ، و لا تبطلون الباطل
كإبطالكم الحقّ . ( الخطبة 67 ، 123 ) و من كلام له ( ع )
في ذكر عمرو بن العاص : أما و اللّه إنّي ليمنعني من اللّعب ذكر الموت ،
و إنّه ليمنعه من قول الحقّ نسيان الآخرة . ( الخطبة 82
، 149 ) و قال ( ع ) في صفة
المتقي : يصف الحقّ و يعمل به . ( الخطبة 85 ،
154 ) و بينكم عترة نبيّكم ، و هم أزمّة الحقّ ، و أعلام الدّين ، و ألسنة الصّدق
. ( الخطبة 85 ، 155 ) فلا تقولوا بما لا تعرفون ، فإنّ أكثر الحقّ
فيما تنكرون . ( الخطبة 85 ، 155 ) أما و الّذي نفسي بيده ، ليظهرنّ هؤلاء القوم
عليكم ، ليس لأنّهم أولى بالحقّ منكم ، و لكن لإسراعهم إلى باطل صاحبهم ، و
إبطائكم عن حقّي . ( الخطبة 95 ، 188 ) و قال ( ع ) عن النبي
( ص ) : و خلّف فينا راية الحقّ ، من تقدّمها مرق ، و من تخلّف عنها زهق
، و من لزمها لحق . ( الخطبة 98 ، 193 ) و أيم اللّه لأبقرنّ الباطل ، حتّى أخرج الحقّ
من خاصرته . ( الخطبة 102 ، 199 ) قد انجابت السّرائر لأهل البصائر ، و وضحت
محجّة الحقّ لخابطها . ( الخطبة 106 ، 205 ) فعند ذلك أخذ الباطل مآخذه ، و ركب الجهل
مراكبه . و عظمت الطّاغيّة ، و قلّت الّداعية ، و صال الدّهر صيال السّبع العقور
، و هدر فنيق الباطل بعد كظوم . ( الخطبة 106 ، 207 ) أرسله داعيا إلى الحقّ ، و شاهدا على الخلق . ( الخطبة 114 ، 224 ) و لوددت أنّ اللّه فرّق بيني
و بينكم ، و ألحقني بمن هو أحقّ بي منكم . قوم و اللّه ميامين الرّأي ، مراجيح
الحلم ، مقاويل بالحقّ ، متاريك للبغي . ( الخطبة 114 ،
225 ) و و اللّه إن جئتها إنّي للمحقّ الّذي يتّبع .
و إنّ الكتاب لمعي ، ما فارقته مذ صحبته . و سيهلك فيّ صنفان : محبّ مفرط يذهب به الحبّ
إلى غير الحقّ ، و مبغض مفرط يذهب به البعض إلى غير الحقّ ، و خير النّاس فيّ
حالا النّمط الأوسط ، فالزموه . ( الخطبة 125 ، 237 ) أيّها النّاس ، أعينوني على أنفسكم . و أيم اللّه لأنصفنّ المظلوم من ظالمه
، و لأقودنّ الظّالم بخزامته ، حتّى أورده منهل الحقّ و إن كان كارها . ( الخطبة 134 ، 247 ) قال ( ع ) : أما إنّه ليس بين الحقّ و الباطل إلاّ أربع أصابع . فسئل ( ع ) عن معنى قوله هذا فجمع أصابعه و وضعها بين أذنه
و عينه ، ثم قال : الباطل أن تقول سمعت ، و الحقّ أن تقول رأيت . ( الخطبة 139 ، 252 ) و إنّه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس فيه شي ء
أخفى من الحقّ ، و لا أظهر من الباطل . ( الخطبة 145 ،
258 ) فلا تنفروا من الحقّ نفار الصحيح من الأجرب ،
و الباري من ذي السّقم . و اعلموا أنّكم لن تعرفوا الرّشد حتّى تعرفوا الّذي
تركه . . . ( الخطبة
145 ، 259 ) فإن ترتفع عنّا و عنهم محن البلوى ، أحملهم من الحقّ على محضه . و إن تكن
الأخرى فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ ، إِنَّ اللّهَ عَليمٌ
بِمَا يَصْنَعُونَ . ( الخطبة 160 ، 288 ) و قال ( ع ) لعثمان : و إنّي أنشدك اللّه ألاّ تكون إمام هذه الأمّة المقتول ،
فإنّه كان يقال : يقتل في هذه الأمّة إمام يفتح عليها القتل و القتال إلى يوم
القيامة ، و يلبس أمورها عليها ، و يبثّ الفتن فيها ، فلا يبصرون الحقّ من
الباطل ، يموجون فيها موجا ، و يمرجون فيها مرجا . (
الخطبة 162 ، 292 ) أيّها النّاس ، لو لم تتخاذلوا عن نصر الحقّ ،
و لم تهنوا عن توهين الباطل ، لم يطمع فيكم من ليس مثلكم ، و لم يقو من قوي
عليكم . لكنّكم تهتم متاه بني إسرائيل . و لا يحمل هذا العلم إلاّ أهل البصر و الصّبر
، و العلم بمواضع الحقّ ، فامضوا لما تؤمرون به ، و قفوا عند ما تنهون عنه . ( الخطبة 171 ، 308 ) أخذ اللّه بقلوبنا و قلوبكم إلى الحقّ ، و
ألهمنا و إيّاكم الصّبر . ( الخطبة 171 ، 309 ) فإيّاكم و التّلوّن في دين اللّه ، فإنّ جماعة
فيما تكرهون من الحقّ ، خير من فرقة فيما تحبّون من الباطل . ( الخطبة 174 ، 317 ) و من كلام له ( ع )
في معنى الحكمين : فتاها عنه ، و
تركا الحقّ و هما يبصرانه . و كان الجور هواهما و الإعوجاج رأيهما . و قد سبق
استثناؤنا عليهما في الحكم بالعدل و العمل بالحقّ سوء رأيهما و جور حكمهما ، و
الثّقة في أيدينا لأنفسنا ، حين خالفا سبيل الحقّ ، و أتيا بما لا يعرف من معكوس
الحكم . ( الخطبة 175 ، 318 ) إن أسررتم علمه ، و إن أعلنتم كتبه . قد وكّل
بذلك حفظة كراما ، لا يسقطون حقّا ، و لا يثبتون باطلا . ( الخطبة 181 ، 331 ) و قال ( ع ) في صفة المنافقين : قد أعدّوا لكلّ حقّ باطلا ، و لكلّ قائم مائلا ، و لكلّ
حيّ قاتلا ، و لكلّ باب مفتاحا ، و لكلّ ليل مصباحا . (
الخطبة 192 ، 382 ) فو الّذي لا إله إلاّ هو ، إنّي لعلى جادّة
الحقّ ، و إنّهم لعلى مزلّة الباطل . ( الخطبة 195 ،
386 ) رحم اللّه رجلا رأى حقّا فأعان عليه أو رأى
جورا فردّه ، و كان عونا بالحقّ على صاحبه . ( الخطبة
203 ، 398 ) و من كلام له ( ع ) حين سئل عن الاحاديث
الكاذبة : إنّ في أيدي النّاس حقّا و
باطلا ، و صدقا و كذبا . . . ( الخطبة 208 ، 401 ) فإنّه من استثقل الحقّ أن
يقال له ، أو العدل أن يعرض عليه ، كان العمل بهما أثقل عليه . فلا تكفّوا عن
مقالة بحقّ ، أو مشورة بعدل . ( الخطبة 214 ، 412 ) و اعلموا رحمكم اللّه أنّكم في زمان ، القائل
فيه بالحقّ قليل ، و اللّسان عن الصّدق كليل ، و اللاّزم للحقّ ذليل . ( الخطبة 231 ، 434 ) و قال ( ع ) عن أهل
البيت ( ع ) : بهم عاد الحقّ إلى نصابه ، و انزاح الباطل عن مقامه ، و
انقطع لسانه عن منبته . ( الخطبة 237 ، 439 ) و من كتاب له ( ع ) الى معاوية : و أمّا قولك انّ الحرب قد أكلت العرب إلاّ حشاشات أنفس
بقيت ، ألا و من أكله الحقّ فإلى الجنّة ، و من أكله الباطل فإلى النّار . ( الخطبة 256 ، 455 ) و لا تأخذك في اللّه لومة
لائم . و خض الغمرات للحقّ حيث كان . ( الخطبة 270 ، 1
، 475 ) من تعدّى الحقّ ضاق مذهبه . ( الخطبة 270 ، 4 ، 488 ) و قال ( ع ) عن أناس
من أهل الشام : الّذين يلتمسون الحقّ بالباطل ، و يطيعون المخلوق في
معصية الخالق . ( الخطبة 272 ، 491 ) و من كتاب له ( ع )
الى أهل مصر لما ولّى عليهم مالك الاشتر : فاسمعوا له و أطيعوا أمره ،
فيما طابق الحقّ . ( الخطبة 277 ، 496 ) و ألزم الحقّ من لزمه من القريب و البعيد ، و
كن في ذلك صابرا محتسبا ، واقعا ذلك من قرابتك و خاصّتك حيث وقع . و ابتغ عاقبته
بما يثقل عليك منه ، فإنّ مغبّة ذلك محمودة . ( الخطبة
292 ، 4 ، 535 ) و اعلم أنّ الدّنيا .
. . و أنّه لن يغنيك عن الحقّ شي ء أبدا ، و من الحقّ عليك حفظ نفسك ، و
الإحتساب على الرّعيّة بجهدك . ( الخطبة 298 ، 545 ) و من كتاب له ( ع ) الى عبد اللّه بن العباس : فلا يكن أفضل ما نلت في نفسك من دنياك بلوغ لذّة أو شفاء
غيظ ، و لكن إطفاء باطل أو إحياء حقّ . ( الخطبة 305 ،
554 ) و من كتاب له ( ع )
لما استخلف ، الى أمراء الاجناد : أمّا بعد ، فإنّما أهلك من كان قبلكم
أنّهم منعوا النّاس الحقّ فاشتروه ( أي حرموا الناس
حقوقهم ، فاضطر الناس لشراء هذه الحقوق بالرشوة ) و أخذوهم بالباطل
فاقتدوه ( أي كلفوهم باتيان الباطل فأتوه ، فصار قدوة
يتبعها الابناء بعد الآباء ) . ( الخطبة 318 ،
564 ) و قال ( ع ) في
الخوارج : خذلوا الحقّ و لم ينصروا
الباطل . ( 17 ح ، 567 ) فمن تعمّق لم ينب إلى الحقّ ، و من كثر نزاعه
بالجهل دام عماه عن الحقّ . ( 31 ح ، 570 ) قد أضاء الصّبح لذي عينين . ( 169 ح ، 599 ) من أبدى صفحته للحقّ هلك . ( 188 ح ، 600 ) و قال ( ع ) لما سمع قول الخوارج : ( لا حكم إلاّ للّه ) : كلمة حقّ يراد بها باطل . ( 198 ح ، 602 ) إنّ الحقّ ثقيل مري ء ، و إنّ الباطل خفيف وبي
ء ( أي وخيم العاقبة ) . ( 376 ح ، 643 ) العين حقّ ، و الرّقى حقّ ، و السّحر حقّ ، و
الفأل حقّ . و الطّيرة ليست بحقّ ، و العدوى ليست بحقّ . 400 ح ، 647 ) من صارع الحقّ صرعه . ( 408 ح ، 649 ) |
|
( 177 ) لا
يعرف الحق بالرجال ، بل يعرف الرجال بالحق
|
|
و قيل ان الحارث بن
حوط أتاه فقال : أتراني أظن
أصحاب الجمل كانوا على ضلالة ؟ فقال عليه السلام :
يا حارث ، إنّك نظرت تحتك و لم تنظر فوقك ، فحرت . إنّك لم تعرف الحقّ فتعرف من
أتاه ، و لم تعرف الباطل فتعرف من أتاه . لا تنظر إلى من قال ، و انظر إلى ما قال . ( مستدرك 157 ) قال ( ع ) للحارث
الهمداني : إنّ خير شيعتي النمط الأوسط ، إليهم يرجع الغالي ، و بهم يلحق
التالي . و إنّك امرؤ ملبوس عليك . إنّ دين اللّه لا يعرف بالرجال ، فاعرف الحقّ
تعرف أهله . ( مستدرك 159 ) |
|
( 178 )
الشبهات
|
|
يراجع
المبحث ( 62 ) اليقين و الشك . و قال ( ع ) عمن تصدى
للحكم و القضاء و ليس لذلك بأهل : فهو من لبس الشّبهات في مثل نسج
العنكبوت ، لا يدري أصاب أم أخطأ . ( الخطبة 17 ، 60 ) و إنّما سميّت الشّبهة شبهة لأنّها تشبه الحقّ
. ( الخطبة 38 ، 97 ) فلو أنّ الباطل خلص من مزاج الحقّ لم يخف على
المرتادين . و لو أنّ الحقّ خلص من لبس الباطل ، انقطعت عنه ألسن المعاندين . و
لكن يؤخذ من هذا ضغث و من هذا ضغث ، فيمزجان . ( الخطبة
50 ، 107 ) و قال ( ع ) في صفة الفاسق : قد حمل الكتاب على آرائه ، و عطف الحقّ على أهوائه . و إن المبتدعات المشبّهات هنّ المهلكات ، إلاّ
ما حفظ اللّه منها . ( الخطبة 167 ، 303 ) . و قال ( ع ) في عهده لمالك الاشتر : و اردد إلى اللّه و رسوله ما يضلعك من الخطوب ، و يشتبه
عليك من الأمور ، فقد قال اللّه تعالى لقوم أحبّ إرشادهم : يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي
الْأَمْرِ مِنْكُمْ ، فَإنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شي ءٍ فردّوه إِلَى اللّهِ وَ
الرَّسُولِ فالرّدّ إلى اللّه : الأخذ بمحكم
كتابه ، و الرّدّ إلى الرّسول : الأخذ بسنّته
الجامعة غير المفرّقة . ( الخطبة 292 ، 2 ، 525 ) ثم يقول في عهده ( ع ) : ثمّ اختر للحكم بين النّاس أفضل رعيّتك في نفسك ، ممّن لا
تضيق به الأمور ، و لا تمحكه الخصوم ، و لا يتمادى في الزّلّة ، و لا يحصر من
الفي ء إلى الحقّ إذا عرفه ، و لا تشرف نفسه على طمع ، و لا يكتفي بأدنى فهم دون
أقصاه ، و أوقفهم في الشّبهات ، و آخذهم بالحجج . (
الخطبة 292 ، 2 ، 526 ) و من كتاب له ( ع )
الى معاوية : فماذا بعد الحقّ إلاّ الضّلال المبين ، و بعد البيان إلاّ
اللّبس ؟ فاحذر الشّبهة و اشتمالها على لبستها ، فإنّ الفتنة طالما أغدفت
جلابيبها ، و أغشت الأبصار ظلمتها . ( الخطبة 304 ، 553
) إنّ الأمور إذا اشتبهت اعتبر آخرها بأوّلها . ( 76 ح ، 577 ) و لا ورع كالوقوف عند الشّبهة . ( 113 ح ، 586 ) أو منقادا لحملة الحقّ ، لا بصيرة له في أحنائه . ينقدح الشّكّ في قلبه
لأوّل عارض من شبهة . ( 147 ح ، 595 ) |
|
( 179 )
الفتنة و التحذير من الفتن
|
|
يراجع
المبحث ( 130 ) إخبار الامام ( ع ) بالمغيبات . و من خطبة له ( ع )
لما قبض رسول اللّه ( ص ) و خاطبه العباس و أبو
سفيان في أن يبايعا له بالخلافة ، و ذلك بعد السقيفة : شقّوا أمواج الفتن بسفن
النّجاة ، و عرّجوا عن طريق المنافرة ، و ضعوا تيجان المفاخرة . ( الخطبة 5 ، 47 ) ذمّتي بما أقول رهينة ، و أنا به زعيم . إنّ من صرّحت له العبر عمّا بين
يديه من المثلات ( أي العقوبات ) ، حجزته
التّقوى عن تقحّم الشّبهات . ألا و إنّ بليّتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث اللّه
نبيّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم . و الّذي
بعثه بالحقّ لتبلبلنّ بلبلة ، و لتغربلنّ غربلة ، و لتساطنّ سوط القدر ، حتّى
يعود أسفلكم أعلاكم ، و أعلاكم أسفلكم . و ليسبقنّ سابقون كانوا قصّروا ، و
ليقصّرنّ سبّاقون كانوا سبقوا . ( الخطبة 16 ، 55 ) و لقد نزلت بكم البليّة جائلا خطامها ( الخطام يجعل في انف البعير لينقاد به ، و الكلام تصوير
لانطلاق الفتنة ) ، رخوا بطانها . فلا يغرّنّكم ما أصبح فيه أهل الغرور ،
فإنّما هو ظلّ ممدود ، إلى أجل معدود . ( الخطبة 87 ،
158 ) و قال ( ع ) عن فتنة بني أمية : أمّا بعد حمد اللّه ، و الثّناء عليه . أيّها النّاس ،
فإنّي فقأت عين الفتنة . و لم يكن ليجتري ء عليها أحد غيري ، بعد أن ماج غيهبها
، و اشتدّ كلبها . . . (
الخطبة 91 ، 183 ) إنّ الفتن إذا أقبلت شبّهت ، و إذا أدبرت
نبّهت . ينكرن مقبلات ، و يعرفن مدبرات ، يحمن حوم الرّياح ، يصبن بلدا و يخطئن
بلدا . ألا و إنّ أخوف الفتن عندي عليكم فتنة بني أميّة « تراجع تتمة الكلام في المبحث ( 195 ) بنو أمية و فتنة بني أمية » .
( الخطبة 91 ، 184 ) و قال ( ع ) يتنبأ بمجي ء عبد الملك بن مروان
أحد ملوك بني أمية البارزين : أيّها
النّاس ، لا يجرمنّكم شقاقي ، و لا يستهوينّكم عصياني ، و لا تتراموا بالأبصار
عند ما تسمعونه منّي . فو الّذي فلق الحبّة ، و برأ النّسمة ، إنّ الّذي أنبّئكم
به عن النّبيّ الأمّيّ صلّى اللّه عليه و آله ما
كذب المبلّغ ، و لا جهل السّامع . لكأني أنظر إلى ضلّيل قد نعق بالشّام ( يقصد به عبد الملك بن مروان ) ، و فحص براباته في
ضواحى كوفان ( أي الكوفة ) . فإذا فغرت فاغرته ( أي انفتح فمه ) ، و اشتدّت شكيمته ، و ثقلت في الأرض
وطأته ، عضّت الفتنة أبناءها بأنيابها ، و ماجت الحرب بأمواجها ، و بدا من
الأيّام كلوحها ، و من اللّيالي كدوحها . فإذا أينع زرعه و قام على ينعه ، و
هدرت شقاشقه و برقت بوارقه ، عقدت رايات الفتن المعضلة ، و أقبلن كاللّيل المظلم
، و البحر الملتطم . هذا ، و كم يخرق الكوفة من قاصف ، و يمرّ عليها من عاصف . و
عن قليل تلتفّ القرون بالقرون ، و يحصد القائم ، و يحطم المحصود . ( الخطبة 99 ، 194 ) و قال ( ع ) عن حوادث البصرة المقبلة : فتن كقطع اللّيل المظلم ، لا تقوم لها قائمة و لا تردّ
لها راية . تأتيكم مزمومة مرحولة : يحفزها قائدها ، و يجهدها راكبها . أهلها قوم
شديد كلبهم ، قليل سلبهم . يجاهدهم في سبيل اللّه قوم أذلة عند المتكبّرين . في
الأرض مجهولون ، و في السّماء معروفون . فويل لك يا بصرة عند ذلك ، من جيش من
نقم اللّه لا رهج له ( أي غبار ) و لا حسّ ( أي جلبة وضوضاء ) . و قال ( ع ) عن فتنة بني أمية المقبلة : راية ضلال قد قامت على قطبها ، و تفرّقت بشعبها ، تكيلكم
بصاعها ، و تخبطكم بباعها ، قائدها خارج من الملّة ، قائم على الضّلّة . فلا
يبقى يومئذ منكم إلاّ ثقالة كثفالة القدر ( الثفالة :
ما يبقى في القدر من عكر ) ، أو نفاضة كنفاضة العكم ( ما يسقط من الكيس بالنفض ) . تعرككم عرك الأديم ( أي الجلد ) ، و تدوسكم دوس الحصيد . و تستخلص المؤمن
من بينكم استخلاص الطّير الحبّة البطينة ( أي السمينة )
من بين هزيل الحبّ . . . فعند ذلك أخذ الباطل
مآخذه ، و ركب الجهل مراكبه . و عظمت الطّاغية ، و قلّت الدّاعية . و صال الدّهر
صيال السّبع العقور ، و هدر فنيق ( أي فحل الابل )
البّاطل بعد كظوم ( أي سكون ) ، و تواخى النّاس
على الفجور ، و تهاجروا على الدّين ، و تحابّوا على الكذب ، و تباغضوا على
الصّدق . و قال ( ع ) محذرا من
الفتن المقبلة : ثمّ إنّكم معشر العرب أغراض بلايا قد اقتربت . فاتّقوا
سكرات النّعمة ، و احذروا بوائق النّقمة . و تثبّتوا في قتام ( أي غبار ) العشوة ( أي ركوب
الامر على غير بيان ) ، و اعوجاج الفتنة عند طلوع جنينها ، و ظهور كمينها
، و انتصاب قطبها و مدار رحاها . تبدأ في مدارج خفيّة ، و تؤول إلى فظاعة جليّة
. أوّلهم قائد لآخرهم ، و آخرهم مقتد بأوّلهم . يتنافسون
في دنيا دنيّة ، و يتكالبون على جيفة مريحة . و عن قليل يتبرّأ التّابع من
المتبوع ، و القائد من المقود . فيتزايلون بالبغضاء ، و يتلاعنون عند اللّقاء . قد خاضوا بحار الفتن ، و أخذوا بالبدع دون
السّنن . و أرز ( أي ثبت ) المؤمنون ، و نطق
الضّالّون المكذّبون . ( الخطبة 152 ، 270 ) و قام الى الامام ( ع ) رجل فقال : يا أمير المؤمنين أخبرنا عن الفتنة ، و هل سألت رسول اللّه
( ص ) عنها ، فقال ( ع ) : إنّه لمّا أنزل اللّه
سبحانه قوله ألم أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ
هُمْ لاَ يُفْتَنُونَ علمت أنّ الفتنة لا تنزل بنا و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بين أظهرنا . فقلت : . . . ألا فتوقّعوا ما يكون من إدبار أموركم ، و انقطاع وصلكم ، و استعمال صغاركم
. ذاك حيث تكون ضربة السّيف على المؤمن أهون من الدّرهم من حلّه ( لاختلاط المكاسب بالحرام ) . ذاك حيث يكون المعطى ( أي الفقير ) أعظم أجرا من المعطي ( أي الغني المترف
) . ذاك حيث تسكرون من غير شراب . بل من النّعمة و النّعيم . و من كلام له ( ع )
الى أهل الكوفة : و قال ( ع ) : لو قد استوت قدماي من هذه المداحض ( أي لو استتب
الامر لي من هذه الفتن ) لغيّرت أشياء . ( 272 ح
، 621 ) |
|
( 180 ) نكث
البيعة و ذم الناكثين
|
|
مدخل : |
|
لم تصل
الخلافة الى الامام علي ( ع ) الا بعد أن انتقض
فتلها ، و عاثت الفتن بها ، و حين أدرك الناس أنه لن يخلّص الأمة من هذه المحنة
غير الامام علي ( ع ) . عند ذلك انثال الناس على
أبي الحسن ( ع ) يبايعونه ، فبايعه كل أهل
المدينة من المهاجرين و الانصار ، و في مقدمتهم ابن عمته الزبير بن العوام . |
|
النصوص : |
|
قال
الامام علي ( ع ) : قال ( ع ) عن الزبير
و كان اول من بايع الامام ( ع ) : يزعم أنّه قد بايع بيده ، و لم يبايع
بقلبه . فقد أقرّ بالبيعة ، و ادّعى الوليجة . فليأت عليها بأمر يعرف ، و إلاّ
فليدخل فيما خرج منه . ( الخطبة 8 ، 50 ) و من
خطبة له ( ع ) حين بلغه خبر الناكثين ببيعته : ألا و إنّ الشّيطان قد ذمّر حزبه ، و استجلب جلبه ، ليعود الجور إلى أوطانه
، و يرجع البّاطل إلى نصابه . و اللّه ما أنكروا عليّ منكرا ، و لا جعلوا بيني و
بينهم نصفا ( أي انصافا ) . ( الخطبة 22 ، 66 ) من
كلام له ( ع ) يخاطب به طلحة و الزبير : و إنّهم ليطلبون حقّا هم تركوه ، و دما هم سفكوه .
. . اللّهمّ إنّهما قطعاني و ظلماني ، و نكثا بيعتي ، و ألّبا النّاس
عليّ . و قال ( ع ) عن أهل
الجمل : في جيش ما منهم رجل إلاّ و قد أعطاني الطّاعة ، و سمح لي بالبيعة
، طائعا غير مكره . ( الخطبة 170 ، 307 ) |
|
( 181 ) الفئة
الباغية و أهل الضلال
|
|
قال
الامام علي ( ع ) : فاسمعوا قولي و عوا منطقي . عسى أن تروا هذا الأمر من بعد هذا اليوم تنتضى
فيه السّيوف ، و تخان فيه العهود ، حتّى يكون بعضكم أئمّة لأهل الضّلالة ، و
شيعة لأهل الجهالة . ( الخطبة 137 ، 251 ) قد قامت الفئة الباغية ، فأين المحتسبون ( أي المجاهدون احتسابا للّه ) . فقد سنّت لهم السّنن
، و قدّم لهم الخبر . و لكلّ ضلّة علّة ، و لكلّ ناكث شبهة . و اللّه لا أكون
كمستمع اللّدم ( أي الضرب على الصدر ) يسمع
النّاعي و يحضر الباكي ثمّ لا يعتبر . ( الخطبة 146 ،
260 ) و من خطبة له ( ع ) يومي فيها الى الملاحم و
يصف فئة من أهل الضلال : و أخذوا يمينا و
شمالا ، ظعنا في مسالك الغيّ ، و تركا لمذاهب الرّشد . (
الخطبة 148 ، 262 ) |
|
( 182 )
المطالبة بدم عثمان و البراءة من دمه المطالبة بقتلة عثمان
|
|
مدخل : |
|
كان اول الخارجين على الامام
علي ( ع ) بعد بيعته طلحة و الزبير و عائشة ، و
ذلك بدعوى المطالبة بدم عثمان ، و اتهامهم الامام ( ع )
باشتراكه في ذلك . و قام معاوية ايضا يتخذ من قميص عثمان حجة له في حرب
الامام علي « ع » . و لقد كان الامام ( ع ) يمحض عثمان النصيحة دائما ، فآثر عثمان ان يسير
على هوى مروان بن الحكم ، حتى كانت المحنة بقتله و ذبحه . و كانت بين معاوية و
عثمان معاهدة حماية اذا ما تعرض عثمان للخطر المرتقب . و ( 190 ) عائشة و
( 196 ) معاوية من الفصول التالية . |
|
النصوص : |
|
من
خطبة للامام ( ع ) حين بلغه خبر الناكثين ببيعته و على رأسهم طلحة و الزبير و
عائشة : و قال ( ع ) في معنى قتل عثمان : لو أمرت به لكنت قاتلا ، أو نهيت عنه لكنت ناصرا ، غير أنّ
من نصره لا يستطيع أن يقول : خذله من أنا خير منه . و من خذله لا يستطيع أن يقول
: نصره من هو خير منّي . و أنا جامع لكم أمره : استأثر فأساء الأثرة ، و جزعتم
فأسأتم الجزع . و للّه حكم واقع في المستأثر و الجازع . ( الخطبة 30 ، 83 ) و من كلام له ( ع ) لما بلغه اتهام بني أمية
له بالمشاركة في دم عثمان : أو لم ينه بني
أميّة علمها بي عن قرفي ( أي عيبي ) ؟ أو ما وزع
الجهّال سابقتي عن تهمتي و لما وعظهم اللّه به أبلغ من لساني . أنا حجيج
المارقين ، و خصيم النّاكثين المرتابين ، و على كتاب اللّه تعرض الأمثال ، و بما
في الصّدور تجازى العباد . ( الخطبة 73 ، 130 ) و من كلام له ( ع ) في شأن طلحة و الزبير : و إنّهم ليطلبون حقّا هم تركوه ، و دما هم سفكوه . ( الخطبة 135 ، 248 ) و من كلام له ( ع )
بعد ما بويع بالخلافة ، و قد قال له قوم من الصحابة : لو عاقبت قوما ممن
أجلب على عثمان ؟ فقال « ع » : يا إخوتاه إنّي
لست أجهل ما تعلمون ، و لكن كيف لي بقوّة ، و القوم المجلبون على حدّ شوكتهم ،
يملكوننا و لا نملكهم و ها هم هؤلاء قد ثارت معهم عبدانكم ، و التفّت إليهم
أعرابكم ، و هم خلالكم يسومونكم ما شاؤوا . و هل ترون موضعا لقدرة على شي ء
تريدونه إنّ هذا الأمر أمر جاهليّة . و إنّ لهؤلاء القوم مادة ( أي مدد ) . إنّ النّاس من هذا الأمر إذا حرّك على
أمور : فرقة ترى ما ترون ، و فرقة ترى ما لا ترون ، و فرقة لا ترى هذا و لا ذاك
. فاصبروا حتّى يهدأ النّاس ، و تقع القلوب مواقعها ، و تؤخذ الحقوق مسمحة .
فاهدؤوا عني و انظروا ماذا يأتيكم به أمري . و قال ( ع ) في طلحة
و قد بلغه خروجه الى البصرة مع الزبير لقتاله : قد كنت و ما أهدّد بالحرب
، و لا أرهّب بالضّرب . و أنا على ما قد وعدني ربّي من النّصر . و اللّه ما
استعجل ( يقصد طلحة ) متجرّدا للطّلب بدم عثمان إلاّ خوفا من أن يطالب بدمه ،
لأنّه مظنّته . و لم يكن في القوم أحرص عليه منه . فأراد أن يغالط بما أجلب فيه
، ليلبس الأمر و يقع الشّكّ . و و اللّه ما صنع في أمر عثمان واحدة من ثلاث : لئن كان ابن عفّان ظالما كما كان يزعم
لقد كان ينبغي له أن يوازر قاتليه و أن ينابذ ناصريه . و لئن كان مظلوما لقد كان
ينبغي له أن يكون من المنهنهين عنه ( أي زاجريه عن
اتيانه ) و المعذّرين فيه . و لئن كان في شكّ من الخصلتين لقد كان ينبغي
له أن يعتزله و يركد جانبا ، و يدع النّاس معه . فما فعل واحدة من الثّلاث . و من كتاب له ( ع )
الى أهل الكوفة : من عبد اللّه عليّ أمير المؤمنين إلى أهل الكوفة ، جبهة
الأنصار و سنام العرب . أمّا بعد فإنّي أخبركم عن أمر عثمان حتّى يكون سمعه
كعيانه . إنّ النّاس طعنوا عليه ، فكنت رجلا من المهاجرين أكثر استعتابه و أقلّ
عتابه . و كان طلحة و الزبير أهون سيرهما فيه الوجيف (
أي أسرعا لإثارة الفتنة ) و أرفق حدائهما العنيف . و كان من عائشة فيه
فلتة غضب ( يقصد بذلك حين قالت : اقتلوا نعثلا ، تشبهه
برجل اسكافي من اليهود ) . فأتيح له قوم ( أي
قدّر له ) فقتلوه . و من كتاب له ( ع ) الى معاوية : و لعمري يا معاوية ، لئن نظرت بعقلك دون هواك لتجدنّي
أبرأ النّاس من دم عثمان . و لتعلمنّ أنّي كنت في عزلة عنه . إلاّ أن تتجنّى ،
فتجنّ ما بدا لك و السّلام . ( الخطبة 245 ، 446
) و من كتاب له ( ع )
الى معاوية : و أمّا ما سألت من دفع قتلة عثمان إليك ، فإنّي نظرت في هذا
الأمر فلم أره يسعني دفعهم إليك و لا إلى غيرك . و لعمري لئن لم تنزع عن غيّك و
شقاقك ، لتعرفنّهم عن قليل يطلبونك ، لا يكلّفونك طلبهم في برّ و لا بحر ، و لا
جبل و لا سهل ، إلاّ أنّه طلب يسؤك وجدانه ، و زور لا يسرّك لقيانه . و السّلام
لأهله . ( الخطبة 248 ، 449 ) و من كتاب له ( ع ) الى معاوية ، و فيه يتنبأ
بحرب صفين و فتنة رفع المصاحف : و زعمت
أنّك جئت ثائرا بدم عثمان و لقد علمت حيث وقع دم عثمان ، فاطلبه من هناك إن كنت
طالبا . فكأنّي قد رأيتك تضجّ من الحرب إذا عضّتك ضجيج الجمال بالأثقال ، و
كأنّي بجماعتك تدعوني جزعا من الضّرب المتتابع ، و القضاء الواقع ، و مصارع بعد
مصارع إلى كتاب اللّه ( يومي بذلك الى رفع المصاحف )
. و هي كافرة جاحدة ، أو مبايعة حائدة ( الخطبة 249 ،
450 ) و من كتاب له ( ع )
الى طلحة و الزبير : و قد زعمتما أنّي قتلت عثمان ، فبيني و بينكما من
تخلّف عنّي و عنكما من أهل المدينة ( أي نرجع في الحكم
لمن تقاعد عن نصري و نصركما من اهل المدينة ) ، ثمّ يلزم كلّ امري ء بقدر
ما احتمل ، فارجعا أيّها الشّيخان عن رأيكما ، فإنّ الآن أعظم أمركما العار ، من
قبل أن يتجمّع العّار و النّار ، و السّلام . الخطبة
293 ، 541 ) و من كتاب له ( ع ) كتبه الى أهل الامصار يقص
فيه ما جرى بينه و بين أهل صفين : و من كتاب له ( ع ) الى معاوية جوابا : و قد أكثرت في قتلة عثمان ، فادخل فيما دخل فيه النّاس ،
ثمّ حاكم القوم إليّ ، أحملك و إيّاهم على كتاب اللّه تعالى . و أمّا تلك الّتي
تريد ، فإنّها خدعة الصّبيّ عن اللّبن في أوّل الفصال ، و السّلام لأهله . ( الخطبة 303 ، 552 ) |
|
الفصل العشرون قيام الفتن و نكث البيعة
|
|
( 176 ) الحق
و الباطل
|
|
يراجع الفصل ( 31 )
: الحقوق المبادلة . قال ( ع ) : و لكنّي أضرب بالمقبل إلى الحقّ المدبر عنه ، و بالسّامع المطيع العاصي
المريب أبدا ، حتّى يأتي عليّ يومي . ( الخطبة 6 ، 49 ) ألا و إنّ الخطايا خيل شمس ، حمل عليها أهلها
، و خلعت لجمها ، فتقحّمت بهم في النّار . ألا و إنّ التّقوى مطايا ذلل ، حمل
عليها أهلها ، و أعطوا أزمّتها ، فأوردتهم الجنّة . حقّ و باطل ، و لكلّ أهل .
فلئن أمر ( أي كثر ) الباطل لقديما فعل ، و لئن
قلّ الحقّ فلربّما و لعلّ ، و لقلّما أدبر شي ء فأقبل . ( الخطبة 16 ، 56 ) هلك من ادّعى ، و خاب من افترى . من أبدى
صفحته للحقّ هلك ، و كفى بالمرء جهلا ألاّ يعرف قدره . (
الخطبة 16 ، 58 ) و قال في معرض حديثه عن
الناكثين ببيعته : فإن أبوا أعطيتهم حدّ السّيف ، و كفى به شافيا من الباطل ، و
ناصرا للحقّ . ( الخطبة 22 ، 67 ) و لعمري ما عليّ من قتال من خالف الحقّ ، و
خابط الغيّ من إدهان و لا إيهان . ( الخطبة 24 ، 70 ) أنبئت بسرا قد اطّلع اليمن ، و إنّي و اللّه
لأظنّ أنّ هؤلاء القوم سيدالون منكم باجتماعهم على باطلهم ، و تفرّقكم عن حقّكم
، و بمعصيتكم إمامكم في الحقّ ، و طاعتهم إمامهم في الباطل . ( الخطبة 25 ، 72 ) فيا عجبا : عجبا و اللّه يميت القلب و يجلب الهمّ ، من اجتماع هؤلاء القوم على باطلهم
، و تفرّقكم عن حقّكم . ( الخطبة 27 ، 76 ) ألا و إنّه من لا ينفعه الحقّ يضرّه الباطل . ( الخطبة 28 ، 79 ) و لا يدرك الحقّ إلاّ بالجدّ . ( الخطبة 29 ، 82 ) قال ( ع ) يعرّض
بالخلافة : و اللّه لهي أحبّ إليّ من إمرتكم ، إلاّ أن أقيم حقّا ، أو
أدفع باطلا . ( الخطبة 33 ، 89 ) و لأنقبنّ
الباطل حتّى يخرج الحقّ من جنبه . ( الخطبة 33 ، 90 ) الذّليل عندي عزيز حتّى آخذ الحقّ له ، و
القويّ عندي ضعيف حتّى آخذ الحقّ منه . ( الخطبة 37 ،
96 ) أيّها النّاس ، إنّ أخوف ما
أخاف عليكم اثنان : اتّباع الهوى و طول الأمل . فأمّا اتّباع الهوى فيصدّ
عن الحقّ ، و أمّا طول الأمل فينسي الآخرة . ( الخطبة
42 ، 100 ) فلو أنّ الباطل خلص من مزاج الحقّ لم يخف على
المرتادين ، و لو أنّ الحقّ خلص من لبس الباطل ، انقطعت عنه ألسن المعاندين ، و
لكن يؤخذ من هذا ضغث و من هذا ضغث ، فيمزجان ( الخطبة 50 ، 107 ) و قال ( ع ) في
الخوارج : لا تقاتلوا الخوارج بعدي ، فليس من طلب الحقّ فأخطاه ( أي الخوارج ) كمن طلب الباطل فأدركه ( يعني معاوية و اصحابه ) . (
الخطبة 59 ، 115 ) من كلام له ( ع )
قاله لاصحابه ليلة الهرير بصفين : فصمدا صمدا ، حتّى ينجلي لكم عمود
الحقّ . ( الخطبة 64 ، 121 ) و قال ( ع ) في توبيخ
بعض أصحابه : لا تعرفون الحقّ كمعرفتكم البّاطل ، و لا تبطلون الباطل
كإبطالكم الحقّ . ( الخطبة 67 ، 123 ) و من كلام له ( ع )
في ذكر عمرو بن العاص : أما و اللّه إنّي ليمنعني من اللّعب ذكر الموت ،
و إنّه ليمنعه من قول الحقّ نسيان الآخرة . ( الخطبة 82
، 149 ) و قال ( ع ) في صفة
المتقي : يصف الحقّ و يعمل به . ( الخطبة 85 ،
154 ) و بينكم عترة نبيّكم ، و هم أزمّة الحقّ ، و أعلام الدّين ، و ألسنة الصّدق
. ( الخطبة 85 ، 155 ) فلا تقولوا بما لا تعرفون ، فإنّ أكثر الحقّ
فيما تنكرون . ( الخطبة 85 ، 155 ) أما و الّذي نفسي بيده ، ليظهرنّ هؤلاء القوم
عليكم ، ليس لأنّهم أولى بالحقّ منكم ، و لكن لإسراعهم إلى باطل صاحبهم ، و
إبطائكم عن حقّي . ( الخطبة 95 ، 188 ) و قال ( ع ) عن النبي
( ص ) : و خلّف فينا راية الحقّ ، من تقدّمها مرق ، و من تخلّف عنها زهق
، و من لزمها لحق . ( الخطبة 98 ، 193 ) و أيم اللّه لأبقرنّ الباطل ، حتّى أخرج الحقّ
من خاصرته . ( الخطبة 102 ، 199 ) قد انجابت السّرائر لأهل البصائر ، و وضحت
محجّة الحقّ لخابطها . ( الخطبة 106 ، 205 ) فعند ذلك أخذ الباطل مآخذه ، و ركب الجهل
مراكبه . و عظمت الطّاغيّة ، و قلّت الّداعية ، و صال الدّهر صيال السّبع العقور
، و هدر فنيق الباطل بعد كظوم . ( الخطبة 106 ، 207 ) أرسله داعيا إلى الحقّ ، و شاهدا على الخلق . ( الخطبة 114 ، 224 ) و لوددت أنّ اللّه فرّق بيني
و بينكم ، و ألحقني بمن هو أحقّ بي منكم . قوم و اللّه ميامين الرّأي ، مراجيح
الحلم ، مقاويل بالحقّ ، متاريك للبغي . ( الخطبة 114 ،
225 ) و و اللّه إن جئتها إنّي للمحقّ الّذي يتّبع .
و إنّ الكتاب لمعي ، ما فارقته مذ صحبته . و سيهلك فيّ صنفان : محبّ مفرط يذهب به الحبّ
إلى غير الحقّ ، و مبغض مفرط يذهب به البعض إلى غير الحقّ ، و خير النّاس فيّ
حالا النّمط الأوسط ، فالزموه . ( الخطبة 125 ، 237 ) أيّها النّاس ، أعينوني على أنفسكم . و أيم اللّه لأنصفنّ المظلوم من ظالمه
، و لأقودنّ الظّالم بخزامته ، حتّى أورده منهل الحقّ و إن كان كارها . ( الخطبة 134 ، 247 ) قال ( ع ) : أما إنّه ليس بين الحقّ و الباطل إلاّ أربع أصابع . فسئل ( ع ) عن معنى قوله هذا فجمع أصابعه و وضعها بين أذنه
و عينه ، ثم قال : الباطل أن تقول سمعت ، و الحقّ أن تقول رأيت . ( الخطبة 139 ، 252 ) و إنّه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس فيه شي ء
أخفى من الحقّ ، و لا أظهر من الباطل . ( الخطبة 145 ،
258 ) فلا تنفروا من الحقّ نفار الصحيح من الأجرب ،
و الباري من ذي السّقم . و اعلموا أنّكم لن تعرفوا الرّشد حتّى تعرفوا الّذي
تركه . . . ( الخطبة
145 ، 259 ) فإن ترتفع عنّا و عنهم محن البلوى ، أحملهم من الحقّ على محضه . و إن تكن
الأخرى فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ ، إِنَّ اللّهَ عَليمٌ
بِمَا يَصْنَعُونَ . ( الخطبة 160 ، 288 ) و قال ( ع ) لعثمان : و إنّي أنشدك اللّه ألاّ تكون إمام هذه الأمّة المقتول ،
فإنّه كان يقال : يقتل في هذه الأمّة إمام يفتح عليها القتل و القتال إلى يوم
القيامة ، و يلبس أمورها عليها ، و يبثّ الفتن فيها ، فلا يبصرون الحقّ من
الباطل ، يموجون فيها موجا ، و يمرجون فيها مرجا . (
الخطبة 162 ، 292 ) أيّها النّاس ، لو لم تتخاذلوا عن نصر الحقّ ،
و لم تهنوا عن توهين الباطل ، لم يطمع فيكم من ليس مثلكم ، و لم يقو من قوي
عليكم . لكنّكم تهتم متاه بني إسرائيل . و لا يحمل هذا العلم إلاّ أهل البصر و الصّبر
، و العلم بمواضع الحقّ ، فامضوا لما تؤمرون به ، و قفوا عند ما تنهون عنه . ( الخطبة 171 ، 308 ) أخذ اللّه بقلوبنا و قلوبكم إلى الحقّ ، و
ألهمنا و إيّاكم الصّبر . ( الخطبة 171 ، 309 ) فإيّاكم و التّلوّن في دين اللّه ، فإنّ جماعة
فيما تكرهون من الحقّ ، خير من فرقة فيما تحبّون من الباطل . ( الخطبة 174 ، 317 ) و من كلام له ( ع )
في معنى الحكمين : فتاها عنه ، و
تركا الحقّ و هما يبصرانه . و كان الجور هواهما و الإعوجاج رأيهما . و قد سبق
استثناؤنا عليهما في الحكم بالعدل و العمل بالحقّ سوء رأيهما و جور حكمهما ، و
الثّقة في أيدينا لأنفسنا ، حين خالفا سبيل الحقّ ، و أتيا بما لا يعرف من معكوس
الحكم . ( الخطبة 175 ، 318 ) إن أسررتم علمه ، و إن أعلنتم كتبه . قد وكّل
بذلك حفظة كراما ، لا يسقطون حقّا ، و لا يثبتون باطلا . ( الخطبة 181 ، 331 ) و قال ( ع ) في صفة المنافقين : قد أعدّوا لكلّ حقّ باطلا ، و لكلّ قائم مائلا ، و لكلّ
حيّ قاتلا ، و لكلّ باب مفتاحا ، و لكلّ ليل مصباحا . (
الخطبة 192 ، 382 ) فو الّذي لا إله إلاّ هو ، إنّي لعلى جادّة
الحقّ ، و إنّهم لعلى مزلّة الباطل . ( الخطبة 195 ،
386 ) رحم اللّه رجلا رأى حقّا فأعان عليه أو رأى
جورا فردّه ، و كان عونا بالحقّ على صاحبه . ( الخطبة
203 ، 398 ) و من كلام له ( ع ) حين سئل عن الاحاديث
الكاذبة : إنّ في أيدي النّاس حقّا و
باطلا ، و صدقا و كذبا . . . ( الخطبة 208 ، 401 ) فإنّه من استثقل الحقّ أن
يقال له ، أو العدل أن يعرض عليه ، كان العمل بهما أثقل عليه . فلا تكفّوا عن
مقالة بحقّ ، أو مشورة بعدل . ( الخطبة 214 ، 412 ) و اعلموا رحمكم اللّه أنّكم في زمان ، القائل
فيه بالحقّ قليل ، و اللّسان عن الصّدق كليل ، و اللاّزم للحقّ ذليل . ( الخطبة 231 ، 434 ) و قال ( ع ) عن أهل
البيت ( ع ) : بهم عاد الحقّ إلى نصابه ، و انزاح الباطل عن مقامه ، و
انقطع لسانه عن منبته . ( الخطبة 237 ، 439 ) و من كتاب له ( ع ) الى معاوية : و أمّا قولك انّ الحرب قد أكلت العرب إلاّ حشاشات أنفس
بقيت ، ألا و من أكله الحقّ فإلى الجنّة ، و من أكله الباطل فإلى النّار . ( الخطبة 256 ، 455 ) و لا تأخذك في اللّه لومة
لائم . و خض الغمرات للحقّ حيث كان . ( الخطبة 270 ، 1
، 475 ) من تعدّى الحقّ ضاق مذهبه . ( الخطبة 270 ، 4 ، 488 ) و قال ( ع ) عن أناس
من أهل الشام : الّذين يلتمسون الحقّ بالباطل ، و يطيعون المخلوق في
معصية الخالق . ( الخطبة 272 ، 491 ) و من كتاب له ( ع )
الى أهل مصر لما ولّى عليهم مالك الاشتر : فاسمعوا له و أطيعوا أمره ،
فيما طابق الحقّ . ( الخطبة 277 ، 496 ) و ألزم الحقّ من لزمه من القريب و البعيد ، و
كن في ذلك صابرا محتسبا ، واقعا ذلك من قرابتك و خاصّتك حيث وقع . و ابتغ عاقبته
بما يثقل عليك منه ، فإنّ مغبّة ذلك محمودة . ( الخطبة
292 ، 4 ، 535 ) و اعلم أنّ الدّنيا .
. . و أنّه لن يغنيك عن الحقّ شي ء أبدا ، و من الحقّ عليك حفظ نفسك ، و
الإحتساب على الرّعيّة بجهدك . ( الخطبة 298 ، 545 ) و من كتاب له ( ع ) الى عبد اللّه بن العباس : فلا يكن أفضل ما نلت في نفسك من دنياك بلوغ لذّة أو شفاء
غيظ ، و لكن إطفاء باطل أو إحياء حقّ . ( الخطبة 305 ،
554 ) و من كتاب له ( ع )
لما استخلف ، الى أمراء الاجناد : أمّا بعد ، فإنّما أهلك من كان قبلكم
أنّهم منعوا النّاس الحقّ فاشتروه ( أي حرموا الناس
حقوقهم ، فاضطر الناس لشراء هذه الحقوق بالرشوة ) و أخذوهم بالباطل
فاقتدوه ( أي كلفوهم باتيان الباطل فأتوه ، فصار قدوة
يتبعها الابناء بعد الآباء ) . ( الخطبة 318 ،
564 ) و قال ( ع ) في
الخوارج : خذلوا الحقّ و لم ينصروا
الباطل . ( 17 ح ، 567 ) فمن تعمّق لم ينب إلى الحقّ ، و من كثر نزاعه
بالجهل دام عماه عن الحقّ . ( 31 ح ، 570 ) قد أضاء الصّبح لذي عينين . ( 169 ح ، 599 ) من أبدى صفحته للحقّ هلك . ( 188 ح ، 600 ) و قال ( ع ) لما سمع قول الخوارج : ( لا حكم إلاّ للّه ) : كلمة حقّ يراد بها باطل . ( 198 ح ، 602 ) إنّ الحقّ ثقيل مري ء ، و إنّ الباطل خفيف وبي
ء ( أي وخيم العاقبة ) . ( 376 ح ، 643 ) العين حقّ ، و الرّقى حقّ ، و السّحر حقّ ، و
الفأل حقّ . و الطّيرة ليست بحقّ ، و العدوى ليست بحقّ . 400 ح ، 647 ) من صارع الحقّ صرعه . ( 408 ح ، 649 ) |
|
( 177 ) لا
يعرف الحق بالرجال ، بل يعرف الرجال بالحق
|
|
و قيل ان الحارث بن
حوط أتاه فقال : أتراني أظن
أصحاب الجمل كانوا على ضلالة ؟ فقال عليه السلام :
يا حارث ، إنّك نظرت تحتك و لم تنظر فوقك ، فحرت . إنّك لم تعرف الحقّ فتعرف من
أتاه ، و لم تعرف الباطل فتعرف من أتاه . لا تنظر إلى من قال ، و انظر إلى ما قال . ( مستدرك 157 ) قال ( ع ) للحارث
الهمداني : إنّ خير شيعتي النمط الأوسط ، إليهم يرجع الغالي ، و بهم يلحق
التالي . و إنّك امرؤ ملبوس عليك . إنّ دين اللّه لا يعرف بالرجال ، فاعرف الحقّ
تعرف أهله . ( مستدرك 159 ) |
|
( 178 )
الشبهات
|
|
يراجع
المبحث ( 62 ) اليقين و الشك . و قال ( ع ) عمن تصدى
للحكم و القضاء و ليس لذلك بأهل : فهو من لبس الشّبهات في مثل نسج
العنكبوت ، لا يدري أصاب أم أخطأ . ( الخطبة 17 ، 60 ) و إنّما سميّت الشّبهة شبهة لأنّها تشبه الحقّ
. ( الخطبة 38 ، 97 ) فلو أنّ الباطل خلص من مزاج الحقّ لم يخف على
المرتادين . و لو أنّ الحقّ خلص من لبس الباطل ، انقطعت عنه ألسن المعاندين . و
لكن يؤخذ من هذا ضغث و من هذا ضغث ، فيمزجان . ( الخطبة
50 ، 107 ) و قال ( ع ) في صفة الفاسق : قد حمل الكتاب على آرائه ، و عطف الحقّ على أهوائه . و إن المبتدعات المشبّهات هنّ المهلكات ، إلاّ
ما حفظ اللّه منها . ( الخطبة 167 ، 303 ) . و قال ( ع ) في عهده لمالك الاشتر : و اردد إلى اللّه و رسوله ما يضلعك من الخطوب ، و يشتبه
عليك من الأمور ، فقد قال اللّه تعالى لقوم أحبّ إرشادهم : يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي
الْأَمْرِ مِنْكُمْ ، فَإنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شي ءٍ فردّوه إِلَى اللّهِ وَ
الرَّسُولِ فالرّدّ إلى اللّه : الأخذ بمحكم
كتابه ، و الرّدّ إلى الرّسول : الأخذ بسنّته
الجامعة غير المفرّقة . ( الخطبة 292 ، 2 ، 525 ) ثم يقول في عهده ( ع ) : ثمّ اختر للحكم بين النّاس أفضل رعيّتك في نفسك ، ممّن لا
تضيق به الأمور ، و لا تمحكه الخصوم ، و لا يتمادى في الزّلّة ، و لا يحصر من
الفي ء إلى الحقّ إذا عرفه ، و لا تشرف نفسه على طمع ، و لا يكتفي بأدنى فهم دون
أقصاه ، و أوقفهم في الشّبهات ، و آخذهم بالحجج . (
الخطبة 292 ، 2 ، 526 ) و من كتاب له ( ع )
الى معاوية : فماذا بعد الحقّ إلاّ الضّلال المبين ، و بعد البيان إلاّ
اللّبس ؟ فاحذر الشّبهة و اشتمالها على لبستها ، فإنّ الفتنة طالما أغدفت
جلابيبها ، و أغشت الأبصار ظلمتها . ( الخطبة 304 ، 553
) إنّ الأمور إذا اشتبهت اعتبر آخرها بأوّلها . ( 76 ح ، 577 ) و لا ورع كالوقوف عند الشّبهة . ( 113 ح ، 586 ) أو منقادا لحملة الحقّ ، لا بصيرة له في أحنائه . ينقدح الشّكّ في قلبه
لأوّل عارض من شبهة . ( 147 ح ، 595 ) |
|
( 179 )
الفتنة و التحذير من الفتن
|
|
يراجع
المبحث ( 130 ) إخبار الامام ( ع ) بالمغيبات . و من خطبة له ( ع )
لما قبض رسول اللّه ( ص ) و خاطبه العباس و أبو
سفيان في أن يبايعا له بالخلافة ، و ذلك بعد السقيفة : شقّوا أمواج الفتن بسفن
النّجاة ، و عرّجوا عن طريق المنافرة ، و ضعوا تيجان المفاخرة . ( الخطبة 5 ، 47 ) ذمّتي بما أقول رهينة ، و أنا به زعيم . إنّ من صرّحت له العبر عمّا بين
يديه من المثلات ( أي العقوبات ) ، حجزته
التّقوى عن تقحّم الشّبهات . ألا و إنّ بليّتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث اللّه
نبيّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم . و الّذي
بعثه بالحقّ لتبلبلنّ بلبلة ، و لتغربلنّ غربلة ، و لتساطنّ سوط القدر ، حتّى
يعود أسفلكم أعلاكم ، و أعلاكم أسفلكم . و ليسبقنّ سابقون كانوا قصّروا ، و
ليقصّرنّ سبّاقون كانوا سبقوا . ( الخطبة 16 ، 55 ) و لقد نزلت بكم البليّة جائلا خطامها ( الخطام يجعل في انف البعير لينقاد به ، و الكلام تصوير
لانطلاق الفتنة ) ، رخوا بطانها . فلا يغرّنّكم ما أصبح فيه أهل الغرور ،
فإنّما هو ظلّ ممدود ، إلى أجل معدود . ( الخطبة 87 ،
158 ) و قال ( ع ) عن فتنة بني أمية : أمّا بعد حمد اللّه ، و الثّناء عليه . أيّها النّاس ،
فإنّي فقأت عين الفتنة . و لم يكن ليجتري ء عليها أحد غيري ، بعد أن ماج غيهبها
، و اشتدّ كلبها . . . (
الخطبة 91 ، 183 ) إنّ الفتن إذا أقبلت شبّهت ، و إذا أدبرت
نبّهت . ينكرن مقبلات ، و يعرفن مدبرات ، يحمن حوم الرّياح ، يصبن بلدا و يخطئن
بلدا . ألا و إنّ أخوف الفتن عندي عليكم فتنة بني أميّة « تراجع تتمة الكلام في المبحث ( 195 ) بنو أمية و فتنة بني أمية » .
( الخطبة 91 ، 184 ) و قال ( ع ) يتنبأ بمجي ء عبد الملك بن مروان
أحد ملوك بني أمية البارزين : أيّها
النّاس ، لا يجرمنّكم شقاقي ، و لا يستهوينّكم عصياني ، و لا تتراموا بالأبصار
عند ما تسمعونه منّي . فو الّذي فلق الحبّة ، و برأ النّسمة ، إنّ الّذي أنبّئكم
به عن النّبيّ الأمّيّ صلّى اللّه عليه و آله ما
كذب المبلّغ ، و لا جهل السّامع . لكأني أنظر إلى ضلّيل قد نعق بالشّام ( يقصد به عبد الملك بن مروان ) ، و فحص براباته في
ضواحى كوفان ( أي الكوفة ) . فإذا فغرت فاغرته ( أي انفتح فمه ) ، و اشتدّت شكيمته ، و ثقلت في الأرض
وطأته ، عضّت الفتنة أبناءها بأنيابها ، و ماجت الحرب بأمواجها ، و بدا من
الأيّام كلوحها ، و من اللّيالي كدوحها . فإذا أينع زرعه و قام على ينعه ، و
هدرت شقاشقه و برقت بوارقه ، عقدت رايات الفتن المعضلة ، و أقبلن كاللّيل المظلم
، و البحر الملتطم . هذا ، و كم يخرق الكوفة من قاصف ، و يمرّ عليها من عاصف . و
عن قليل تلتفّ القرون بالقرون ، و يحصد القائم ، و يحطم المحصود . ( الخطبة 99 ، 194 ) و قال ( ع ) عن حوادث البصرة المقبلة : فتن كقطع اللّيل المظلم ، لا تقوم لها قائمة و لا تردّ
لها راية . تأتيكم مزمومة مرحولة : يحفزها قائدها ، و يجهدها راكبها . أهلها قوم
شديد كلبهم ، قليل سلبهم . يجاهدهم في سبيل اللّه قوم أذلة عند المتكبّرين . في
الأرض مجهولون ، و في السّماء معروفون . فويل لك يا بصرة عند ذلك ، من جيش من
نقم اللّه لا رهج له ( أي غبار ) و لا حسّ ( أي جلبة وضوضاء ) . و قال ( ع ) عن فتنة بني أمية المقبلة : راية ضلال قد قامت على قطبها ، و تفرّقت بشعبها ، تكيلكم
بصاعها ، و تخبطكم بباعها ، قائدها خارج من الملّة ، قائم على الضّلّة . فلا
يبقى يومئذ منكم إلاّ ثقالة كثفالة القدر ( الثفالة :
ما يبقى في القدر من عكر ) ، أو نفاضة كنفاضة العكم ( ما يسقط من الكيس بالنفض ) . تعرككم عرك الأديم ( أي الجلد ) ، و تدوسكم دوس الحصيد . و تستخلص المؤمن
من بينكم استخلاص الطّير الحبّة البطينة ( أي السمينة )
من بين هزيل الحبّ . . . فعند ذلك أخذ الباطل
مآخذه ، و ركب الجهل مراكبه . و عظمت الطّاغية ، و قلّت الدّاعية . و صال الدّهر
صيال السّبع العقور ، و هدر فنيق ( أي فحل الابل )
البّاطل بعد كظوم ( أي سكون ) ، و تواخى النّاس
على الفجور ، و تهاجروا على الدّين ، و تحابّوا على الكذب ، و تباغضوا على
الصّدق . و قال ( ع ) محذرا من
الفتن المقبلة : ثمّ إنّكم معشر العرب أغراض بلايا قد اقتربت . فاتّقوا
سكرات النّعمة ، و احذروا بوائق النّقمة . و تثبّتوا في قتام ( أي غبار ) العشوة ( أي ركوب
الامر على غير بيان ) ، و اعوجاج الفتنة عند طلوع جنينها ، و ظهور كمينها
، و انتصاب قطبها و مدار رحاها . تبدأ في مدارج خفيّة ، و تؤول إلى فظاعة جليّة
. أوّلهم قائد لآخرهم ، و آخرهم مقتد بأوّلهم . يتنافسون
في دنيا دنيّة ، و يتكالبون على جيفة مريحة . و عن قليل يتبرّأ التّابع من
المتبوع ، و القائد من المقود . فيتزايلون بالبغضاء ، و يتلاعنون عند اللّقاء . قد خاضوا بحار الفتن ، و أخذوا بالبدع دون
السّنن . و أرز ( أي ثبت ) المؤمنون ، و نطق
الضّالّون المكذّبون . ( الخطبة 152 ، 270 ) و قام الى الامام ( ع ) رجل فقال : يا أمير المؤمنين أخبرنا عن الفتنة ، و هل سألت رسول اللّه
( ص ) عنها ، فقال ( ع ) : إنّه لمّا أنزل اللّه
سبحانه قوله ألم أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ
هُمْ لاَ يُفْتَنُونَ علمت أنّ الفتنة لا تنزل بنا و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بين أظهرنا . فقلت : . . . ألا فتوقّعوا ما يكون من إدبار أموركم ، و انقطاع وصلكم ، و استعمال صغاركم
. ذاك حيث تكون ضربة السّيف على المؤمن أهون من الدّرهم من حلّه ( لاختلاط المكاسب بالحرام ) . ذاك حيث يكون المعطى ( أي الفقير ) أعظم أجرا من المعطي ( أي الغني المترف
) . ذاك حيث تسكرون من غير شراب . بل من النّعمة و النّعيم . و من كلام له ( ع )
الى أهل الكوفة : و قال ( ع ) : لو قد استوت قدماي من هذه المداحض ( أي لو استتب
الامر لي من هذه الفتن ) لغيّرت أشياء . ( 272 ح
، 621 ) |
|
( 180 ) نكث
البيعة و ذم الناكثين
|
|
مدخل : |
|
لم تصل
الخلافة الى الامام علي ( ع ) الا بعد أن انتقض
فتلها ، و عاثت الفتن بها ، و حين أدرك الناس أنه لن يخلّص الأمة من هذه المحنة
غير الامام علي ( ع ) . عند ذلك انثال الناس على
أبي الحسن ( ع ) يبايعونه ، فبايعه كل أهل
المدينة من المهاجرين و الانصار ، و في مقدمتهم ابن عمته الزبير بن العوام . |
|
النصوص : |
|
قال
الامام علي ( ع ) : قال ( ع ) عن الزبير
و كان اول من بايع الامام ( ع ) : يزعم أنّه قد بايع بيده ، و لم يبايع
بقلبه . فقد أقرّ بالبيعة ، و ادّعى الوليجة . فليأت عليها بأمر يعرف ، و إلاّ
فليدخل فيما خرج منه . ( الخطبة 8 ، 50 ) و من
خطبة له ( ع ) حين بلغه خبر الناكثين ببيعته : ألا و إنّ الشّيطان قد ذمّر حزبه ، و استجلب جلبه ، ليعود الجور إلى أوطانه
، و يرجع البّاطل إلى نصابه . و اللّه ما أنكروا عليّ منكرا ، و لا جعلوا بيني و
بينهم نصفا ( أي انصافا ) . ( الخطبة 22 ، 66 ) من
كلام له ( ع ) يخاطب به طلحة و الزبير : و إنّهم ليطلبون حقّا هم تركوه ، و دما هم سفكوه .
. . اللّهمّ إنّهما قطعاني و ظلماني ، و نكثا بيعتي ، و ألّبا النّاس
عليّ . و قال ( ع ) عن أهل
الجمل : في جيش ما منهم رجل إلاّ و قد أعطاني الطّاعة ، و سمح لي بالبيعة
، طائعا غير مكره . ( الخطبة 170 ، 307 ) |
|
( 181 ) الفئة
الباغية و أهل الضلال
|
|
قال
الامام علي ( ع ) : فاسمعوا قولي و عوا منطقي . عسى أن تروا هذا الأمر من بعد هذا اليوم تنتضى
فيه السّيوف ، و تخان فيه العهود ، حتّى يكون بعضكم أئمّة لأهل الضّلالة ، و
شيعة لأهل الجهالة . ( الخطبة 137 ، 251 ) قد قامت الفئة الباغية ، فأين المحتسبون ( أي المجاهدون احتسابا للّه ) . فقد سنّت لهم السّنن
، و قدّم لهم الخبر . و لكلّ ضلّة علّة ، و لكلّ ناكث شبهة . و اللّه لا أكون
كمستمع اللّدم ( أي الضرب على الصدر ) يسمع
النّاعي و يحضر الباكي ثمّ لا يعتبر . ( الخطبة 146 ،
260 ) و من خطبة له ( ع ) يومي فيها الى الملاحم و
يصف فئة من أهل الضلال : و أخذوا يمينا و
شمالا ، ظعنا في مسالك الغيّ ، و تركا لمذاهب الرّشد . (
الخطبة 148 ، 262 ) |
|
( 182 )
المطالبة بدم عثمان و البراءة من دمه المطالبة بقتلة عثمان
|
|
مدخل : |
|
كان اول الخارجين على الامام
علي ( ع ) بعد بيعته طلحة و الزبير و عائشة ، و
ذلك بدعوى المطالبة بدم عثمان ، و اتهامهم الامام ( ع )
باشتراكه في ذلك . و قام معاوية ايضا يتخذ من قميص عثمان حجة له في حرب
الامام علي « ع » . و لقد كان الامام ( ع ) يمحض عثمان النصيحة دائما ، فآثر عثمان ان يسير
على هوى مروان بن الحكم ، حتى كانت المحنة بقتله و ذبحه . و كانت بين معاوية و
عثمان معاهدة حماية اذا ما تعرض عثمان للخطر المرتقب . و ( 190 ) عائشة و
( 196 ) معاوية من الفصول التالية . |
|
النصوص : |
|
من
خطبة للامام ( ع ) حين بلغه خبر الناكثين ببيعته و على رأسهم طلحة و الزبير و
عائشة : و قال ( ع ) في معنى قتل عثمان : لو أمرت به لكنت قاتلا ، أو نهيت عنه لكنت ناصرا ، غير أنّ
من نصره لا يستطيع أن يقول : خذله من أنا خير منه . و من خذله لا يستطيع أن يقول
: نصره من هو خير منّي . و أنا جامع لكم أمره : استأثر فأساء الأثرة ، و جزعتم
فأسأتم الجزع . و للّه حكم واقع في المستأثر و الجازع . ( الخطبة 30 ، 83 ) و من كلام له ( ع ) لما بلغه اتهام بني أمية
له بالمشاركة في دم عثمان : أو لم ينه بني
أميّة علمها بي عن قرفي ( أي عيبي ) ؟ أو ما وزع
الجهّال سابقتي عن تهمتي و لما وعظهم اللّه به أبلغ من لساني . أنا حجيج
المارقين ، و خصيم النّاكثين المرتابين ، و على كتاب اللّه تعرض الأمثال ، و بما
في الصّدور تجازى العباد . ( الخطبة 73 ، 130 ) و من كلام له ( ع ) في شأن طلحة و الزبير : و إنّهم ليطلبون حقّا هم تركوه ، و دما هم سفكوه . ( الخطبة 135 ، 248 ) و من كلام له ( ع )
بعد ما بويع بالخلافة ، و قد قال له قوم من الصحابة : لو عاقبت قوما ممن
أجلب على عثمان ؟ فقال « ع » : يا إخوتاه إنّي
لست أجهل ما تعلمون ، و لكن كيف لي بقوّة ، و القوم المجلبون على حدّ شوكتهم ،
يملكوننا و لا نملكهم و ها هم هؤلاء قد ثارت معهم عبدانكم ، و التفّت إليهم
أعرابكم ، و هم خلالكم يسومونكم ما شاؤوا . و هل ترون موضعا لقدرة على شي ء
تريدونه إنّ هذا الأمر أمر جاهليّة . و إنّ لهؤلاء القوم مادة ( أي مدد ) . إنّ النّاس من هذا الأمر إذا حرّك على
أمور : فرقة ترى ما ترون ، و فرقة ترى ما لا ترون ، و فرقة لا ترى هذا و لا ذاك
. فاصبروا حتّى يهدأ النّاس ، و تقع القلوب مواقعها ، و تؤخذ الحقوق مسمحة .
فاهدؤوا عني و انظروا ماذا يأتيكم به أمري . و قال ( ع ) في طلحة
و قد بلغه خروجه الى البصرة مع الزبير لقتاله : قد كنت و ما أهدّد بالحرب
، و لا أرهّب بالضّرب . و أنا على ما قد وعدني ربّي من النّصر . و اللّه ما
استعجل ( يقصد طلحة ) متجرّدا للطّلب بدم عثمان إلاّ خوفا من أن يطالب بدمه ،
لأنّه مظنّته . و لم يكن في القوم أحرص عليه منه . فأراد أن يغالط بما أجلب فيه
، ليلبس الأمر و يقع الشّكّ . و و اللّه ما صنع في أمر عثمان واحدة من ثلاث : لئن كان ابن عفّان ظالما كما كان يزعم
لقد كان ينبغي له أن يوازر قاتليه و أن ينابذ ناصريه . و لئن كان مظلوما لقد كان
ينبغي له أن يكون من المنهنهين عنه ( أي زاجريه عن
اتيانه ) و المعذّرين فيه . و لئن كان في شكّ من الخصلتين لقد كان ينبغي
له أن يعتزله و يركد جانبا ، و يدع النّاس معه . فما فعل واحدة من الثّلاث . و من كتاب له ( ع )
الى أهل الكوفة : من عبد اللّه عليّ أمير المؤمنين إلى أهل الكوفة ، جبهة
الأنصار و سنام العرب . أمّا بعد فإنّي أخبركم عن أمر عثمان حتّى يكون سمعه
كعيانه . إنّ النّاس طعنوا عليه ، فكنت رجلا من المهاجرين أكثر استعتابه و أقلّ
عتابه . و كان طلحة و الزبير أهون سيرهما فيه الوجيف (
أي أسرعا لإثارة الفتنة ) و أرفق حدائهما العنيف . و كان من عائشة فيه
فلتة غضب ( يقصد بذلك حين قالت : اقتلوا نعثلا ، تشبهه
برجل اسكافي من اليهود ) . فأتيح له قوم ( أي
قدّر له ) فقتلوه . و من كتاب له ( ع ) الى معاوية : و لعمري يا معاوية ، لئن نظرت بعقلك دون هواك لتجدنّي
أبرأ النّاس من دم عثمان . و لتعلمنّ أنّي كنت في عزلة عنه . إلاّ أن تتجنّى ،
فتجنّ ما بدا لك و السّلام . ( الخطبة 245 ، 446
) و من كتاب له ( ع )
الى معاوية : و أمّا ما سألت من دفع قتلة عثمان إليك ، فإنّي نظرت في هذا
الأمر فلم أره يسعني دفعهم إليك و لا إلى غيرك . و لعمري لئن لم تنزع عن غيّك و
شقاقك ، لتعرفنّهم عن قليل يطلبونك ، لا يكلّفونك طلبهم في برّ و لا بحر ، و لا
جبل و لا سهل ، إلاّ أنّه طلب يسؤك وجدانه ، و زور لا يسرّك لقيانه . و السّلام
لأهله . ( الخطبة 248 ، 449 ) و من كتاب له ( ع ) الى معاوية ، و فيه يتنبأ
بحرب صفين و فتنة رفع المصاحف : و زعمت
أنّك جئت ثائرا بدم عثمان و لقد علمت حيث وقع دم عثمان ، فاطلبه من هناك إن كنت
طالبا . فكأنّي قد رأيتك تضجّ من الحرب إذا عضّتك ضجيج الجمال بالأثقال ، و
كأنّي بجماعتك تدعوني جزعا من الضّرب المتتابع ، و القضاء الواقع ، و مصارع بعد
مصارع إلى كتاب اللّه ( يومي بذلك الى رفع المصاحف )
. و هي كافرة جاحدة ، أو مبايعة حائدة ( الخطبة 249 ،
450 ) و من كتاب له ( ع )
الى طلحة و الزبير : و قد زعمتما أنّي قتلت عثمان ، فبيني و بينكما من
تخلّف عنّي و عنكما من أهل المدينة ( أي نرجع في الحكم
لمن تقاعد عن نصري و نصركما من اهل المدينة ) ، ثمّ يلزم كلّ امري ء بقدر
ما احتمل ، فارجعا أيّها الشّيخان عن رأيكما ، فإنّ الآن أعظم أمركما العار ، من
قبل أن يتجمّع العّار و النّار ، و السّلام . الخطبة
293 ، 541 ) و من كتاب له ( ع ) كتبه الى أهل الامصار يقص
فيه ما جرى بينه و بين أهل صفين : و من كتاب له ( ع ) الى معاوية جوابا : و قد أكثرت في قتلة عثمان ، فادخل فيما دخل فيه النّاس ،
ثمّ حاكم القوم إليّ ، أحملك و إيّاهم على كتاب اللّه تعالى . و أمّا تلك الّتي
تريد ، فإنّها خدعة الصّبيّ عن اللّبن في أوّل الفصال ، و السّلام لأهله . ( الخطبة 303 ، 552 ) |