- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
الفصل العاشر عبادة اللّه
|
|
مدخل :
|
|
عباد
اللّه : لهذه العبارة معنيان مختلفان . |
|
( 71 ) العبادة
|
|
مدخل :
|
|
اعتبر الاسلام كل عمل يقوم به الانسان بدافع من أمر اللّه
، بأنه عبادة . من ذلك طلب العلم و الكسب الحلال و خدمة الناس . و مع ذلك فقد
شرّع تعاليم خاصة للعبادة بالمعنى الاخص كالصلاة و الصوم و الحج . . . الخ . |
|
النصوص :
|
|
قال الإمام علي ( ع ) : و من
خطبة له ( ع ) يقسّم فيها الناس الى ثلاثة
أقسام ، حسب عبادتهم و عملهم : شغل من الجنّة و
النّار أمامه . ساع سريع نجا ( القسم الاول ) ،
و طالب بطي ء رجا ( القسم الثاني ) ، و مقصّر في
النّار هوى ( القسم الثالث ) . ( الخطبة 16 ، 57 ) الحمد للّه غير مقنوط من رحمته ، و لا مخلوّ من نعمته ، و
لا مأيوس من مغفرته ، و لا مستنكف عن عبادته . ( الخطبة
45 ، 102 ) و لكن خلائق
مربوبون ( أي مملوكون ) ، و عباد داخرون ( أي أذلاء ) . ( الخطبة 63 ،
120 ) لا يقطعون أمد
غاية عبادته ، و لا يرجع بهم الاستهتار بلزوم طاعته . (
الخطبة 89 ، 3 ، 170 ) لو عاينوا كنه ما
خفي عليهم منك ، لحقّروا أعمالهم ، و لزروا على أنفسهم ، و لعرفوا أنّهم لم
يعبدوك حقّ عبادتك ، و لم يطيعوك حقّ طاعتك . ( الخطبة
107 ، 209 ) فبعث اللّه
محمّدا صلّى اللّه عليه و آله بالحقّ ، ليخرج عباده من عبادة الأوثان إلى عبادته
، و من طاعة الشّيطان إلى طاعته ، بقرآن قد بيّنه و أحكمه ، ليعلم العباد ربّهم
إذ جهلوه ، و ليقرّوا به بعد إذ جحدوه ، و ليثبتوه بعد إذ أنكروه . ( الخطبة 145 ، 258 ) و جعلت سكّانه
سبطا من ملآئكتك ، لا يسأمون من عبادتك . ( الخطبة 169
، 305 ) و لكنّ اللّه يختبر عباده بأنواع الشّدائد ، و يتعبّدهم
بأنواع المجاهد ، و يبتليهم بضروب المكاره . ( الخطبة
190 ، 3 ، 366 ) فمن
علامة أحدهم ، أنّك ترى له قوّة في دين . . . و خشوعا في عبادة . (
الخطبة 191 ، 378 ) و من لم يختلف
سرّه و علانيته ، و فعله و مقالته ، فقد أدّى الأمانة ، و أخلص العبادة . ( الخطبة 265 ، 464 ) فاعتصم بالّذي
خلقك و رزقك و سوّاك ، و ليكن له تعبّدك ، و إليه رغبتك ، و منه شفقتك . ( الخطبة 270 ، 2 ، 478 ) و قال
( ع ) في كتابه لمالك الاشتر لما ولاه على مصر : و أمض لكلّ يوم عمله ، فإنّ لكلّ يوم ما فيه . و اجعل لنفسك فيما بينك و
بين اللّه أفضل تلك المواقيت ، و أجزل تلك الأقسام ، و إن كانت كلّها للّه ، إذا
صلحت فيها النّيّة ، و سلمت منها الرّعيّة . ( الخطبة
292 ، 4 ، 533 ) و خادع نفسك في العبادة ، و ارفق بها و لا تقهرها ، و خذ
عفوها ( أي وقت فراغها ) و نشاطها ، إلاّ ما كان مكتوبا عليك من الفريضة ، فإنّه
لا بدّ من قضائها و تعاهدها عند محلّها . ( الخطبة 308
، 558 ) و سئل ( ع ) عن الخير ما هو ، فقال : ليس الخير أن
يكثر مالك و ولدك ، و لكنّ الخير أن يكثر علمك ، و أن يعظم حلمك ، و أن تباهي
النّاس بعبادة ربّك . فإن أحسنت حمدت اللّه ، و إن أسأت استغفرت اللّه . ( 94 ح ، 581 ) يأتي على النّاس زمان . . .
يعدّون الصّدقة فيه غرما ، و صلة الرّحم منّا ، و العبادة استطالة على النّاس . ( 102 ح ، 582 ) و لا عبادة كأداء
الفرائض . ( 113 ح ، 586 ) إلهي كفاني فخرا أن تكون لي ربا ، و كفاني عزا أن أكون لك
عبدا . أنت كما أريد فاجعلني كما تريد . ( 2 حديد ) |
|
( 72 ) مراتب العبادة
|
|
مدخل :
|
|
ان العبادة هي علاقة العبد بربه . و الناس لا يستوون في
فهم هذه العلاقة . لذلك قسّم الامام ( ع ) الناس من حيث
عبادتهم الى ثلاثة أنواع : |
|
النصوص :
|
|
قال الإمام علي ( ع ) : إلهي ما عبدتك خوفا من نارك و لا طمعا في جنّتك ، بل
وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك . ( قول مشهور ) |
|
( 73 ) أصل العبادة ذكر اللّه
|
|
مدخل :
|
أن أصل العبادة في جميع آثارها المعنوية و الاخلاقية و
الاجتماعية هو شي ء واحد ، ألا و هو : |
|
النصوص :
|
|
قال الإمام علي ( ع ) : أفيضوا في ذكر اللّه ، فإنّه أحسن الذّكر . و ارغبوا
فيما وعد المتّقين ، فإنّ وعده أصدق الوعد . ( الخطبة
108 ، 213 ) و قال
( ع ) في صفة المتقي : يمسي و همّه
الشّكر ، و يصبح و همّه الذّكر . . . إن كان في الغافلين كتب في الذّاكرين ، و
إن كان في الذّاكرين لم يكتب من الغافلين . ( الخطبة
191 ، 378 ) قال ( ع ) عند تلاوته يُسَبِّحُ لَهُ فِيَهَا بِالْغُدُوِّ وَ
الْآصَالِ رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارةٌ وَ لاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ :
إنّ اللّه سبحانه و تعالى جعل الذّكر جلاء للقلوب ، تسمع به بعد الوقرة ، و تبصر
به بعد العشوة ، و تنقاد به بعد المعاندة . و ما برح للّه عزّت آلآؤه في البرهة
بعد البرهة ، و في أزمان الفترات : عباد ناجاهم في فكرهم ، و كلّمهم في ذات
عقولهم . ( الخطبة 220 ، 420 ) |
|
|
( 74 ) مقاصد العبادة
|
|
مدخل :
|
|
ان للعبادة و ذكر اللّه أثره في تربية الوجدان الديني
للانسان ، فتكثر فيه الرغبة الى الخيرات و العمل الصالح ، و تقل فيه الرغبة الى
الشر و الفساد و الذنوب . بينما نرى أن للذنوب أثرا مظلما على القلب ، تقل فيه
رغبة المذنب الى الخيرات و الاعمال الصالحات ، و تكثر فيه الرغبة الى الذنوب .
فتكون وظيفة العبادة إزالة الظلمات و الكدورات الناتجة عن الذنوب و تبديلها
بالميل الى الخير و البر و العمل الصالح لذلك قال سبحانه عن الصلاة إِنَّ
الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحشَاءِ وَ الْمُنْكَرِ. |
|
النصوص :
|
|
يراجع المبحث 76 بعض العبادات و مقاصدها . و من خطبه له ( ع ) في الصلاة و الزكاة و أداء الامانة ، يقول
فيها بعد تأكيده الشديد على الصلاة : و إنّها لتحتّ الذّنوب حتّ الورق ،
و تطلقها إطلاق الرّبق . و شبّهها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم
بالحمّة ( النبعة الحارة ) تكون على باب الرجل ،
فهو يغتسل منها في اليوم و اللّيلة خمس مرّات ، فما عسى أن يبقى عليه من الدّرن
؟ . ( الخطبة 197 ، 392 ) و من لم يختلف
سرّه و علانيّته ، و فعله و مقالته ، فقد أدّى الأمانة ، و اخلص العبادة . ( الخطبة 265 ، 464 ) |
|
( 75 ) عالم العبادة و المتعبدين
|
|
مدخل :
|
|
ان عالم العبادة في نهج البلاغة عالم آخر ملي ء باللذات
الروحية . و ان العبادة الحقة هي نوع من الانتقال من هذا العالم المادي ذي الابعاد
الثلاثة الى عالم آخر متعدد الابعاد ، ملئ بالحركة و النشاط و الخواطر القلبية و
اللذات الروحية الخاصة . |
|
النصوص :
|
|
قال الإمام علي ( ع ) : لقد رأيت أصحاب
محمّد صلّى اللّه عليه و آله ، فما أرى أحدا يشبههم منكم لقد كانوا يصبحون شعثا
غبرا ، و قد باتوا سجّدا و قياما ، يراوحون بين جباههم و خدودهم ، و يقفون على
مثل الجمر من ذكر معادهم كأنّ بين أعينهم ركب المعزى من طول سجودهم . إذا ذكر
اللّه هملت أعينهم حتّى تبلّ جيوبهم ، و مادوا كما يميد الشّجر يوم الرّيح
العاصف ، خوفا من العقاب و رجاء للثّواب . ( الخطبة 95
، 190 ) عباد اللّه ، إنّ
تقوى اللّه حمت أولياء اللّه محارمه ، و ألزمت قلوبهم مخافته ، حتّى أسهرت
لياليهم ، و أظمأت هواجرهم . فأخذوا الرّاحة بالنّصب و الرّيّ بالظّمإ . و قال ( ع ) عن أصحابه المخلصين : مره العيون من
البكاء ، خمص البطون من الصّيام ، ذبل الشّفاه من الدّعاء ، صفر الألوان من
السّهر . على وجوههم غبرة الخاشعين . أولئك إخواني الذّاهبون . ( الخطبة 119 ، 230 ) و يذكر ( ع ) صفات أناس في آخر الزمان فيقول : ثمّ
ليشحذنّ فيها قوم شحذ القين النّصل ( القين الحداد ، و
النصل الحديدة الحادة من السلاح ) . تجلى بالتّنزيل أبصارهم ، و يرمى
بالتّفسير في مسامعهم ، و يغبقون ( أي يشربون مساء ) كأس
الحكمة بعد الصّبوح ( أي بعد شراب الصباح ) . ( الخطبة 148 ، 262 فاسعوا في فكاك
رقابكم ، من قبل أن تغلق رهائنها . أسهروا عيونكم ، و أضمروا بطونكم ، و
استعملوا أقدامكم ، و أنفقوا أموالكم ، و خذوا من أجسادكم فجودوا بها على أنفسكم
، و لا تبخلوا بها عنها . ( الخطبة 181 ، 332 ) الّذين كانت
أعمالهم في الدّنيا زاكيّة ، و أعينهم باكيّة . و كان ليلهم في دنياهم نهارا ،
تخشّعا و استغفارا ، و كان نهارهم ليلا ، توحّشا و انقطاعا . ( الخطبة 188 ، 352 ) و لما في ذلك من
تعفير عتاق الوجوه بالتّراب تواضعا ، و التصاق كرائم الجوارح بالأرض تصاغرا ، و
لحوق البطون بالمتون من الصّيام تذلّلا . . . ( الخطبة
190 ، 3 ، 367 ) و قال ( ع ) لهمام حين سأله أن يصف له المتقين : أمّا
اللّيل فصافّون أقدامهم ، تالين لأجزاء القرآن يرتّلونها ترتيلا . يحزّنون به أنفسهم
، و يستثيرون به دواء دائهم . فإذا مرّوا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعا ، و
تطلّعت نفوسهم إليها شوقا ، و ظنّوا أنّها نصب أعينهم . و إذا مرّوا بآية فيها
تخويف أصغوا إليها مسامع قلوبهم ، و ظنّوا أنّ زفير جهنّم و شهيقها في أصول
آذانهم . فهم حانون على أوساطهم ، مفترشون لجباههم و أكفّهم و ركبهم و أطراف
أقدامهم ، يطلبون إلى اللّه تعالى في فكاك رقابهم . (
الخطبة 191 ، 377 ) و قال ( ع ) عند تلاوته يُسَبِّحُ
لَهُ فِيْهَا بِالْغُدُوِّ وَ الاْصَالِ رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَ
لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ : . . . و
إنّ للذّكر لأهلا أخذوه من الدّنيا بدلا ، فلم تشغلهم تجارة و لا بيع عنه ،
يقطعون به أيّام الحياة ، و يهتفون بالزّواجر عن محارم اللّه في أسماع الغافلين
، و يأمرون بالقسط و يأتمرون به ، و ينهون عن المنكر و يتناهون عنه ، فكأنّما
قطعوا الدّنيا إلى الآخرة و هم فيها ، فشاهدوا ما وراء ذلك ، فكأنّما اطّلعوا
غيوب أهل البرزخ في طول الاقامة فيه ، و حقّقت القيامة عليهم عداتها ، فكشفوا
غطاء ذلك لأهل الدّنيا حتّى كأنّهم يرون ما لا يرى النّاس ، و يسمعون ما لا
يسمعون . فلو مثّلتهم لعقلك في مقاومهم ( جمع مقام )
المحمودة ، و مجالسهم المشهودة ، و قد نشروا دواوين أعمالهم ، و فرغوا لمحاسبة
أنفسهم ، عن كلّ صغيرة و كبيرة أمروا بها فقصّروا عنها ، أو نهوا عنها ففرّطوا
فيها ، و حمّلوا ثقل أوزارهم طهورهم ، فضعفوا عن الاستقلال بها ، فنشجوا نشيجا ،
و تجاوبوا نحيبا ، يعجّون إلى ربّهم من مقام ندم و اعتراف لرأيت أعلام هدى ، و
مصابيح دجى ، قد حفّت بهم الملائكة ، و تنزّلت عليهم السّكينة ، و فتحت لهم
أبواب السّماء ، و أعدّت لهم مقاعد الكرامات ، في مقعد اطّلع اللّه عليهم فيه ،
فرضي سعيهم ، و حمد مقامهم . يتنسّمون بدعائه روح التّجاوز ( أي يتوقعون التجاوز بدعائهم له ) ، رهائن فاقة إلى
فضله ، و أسارى ذلّة لعظمته . جرح طول الأسى قلوبهم ، و طول البكاء عيونهم .
لكلّ باب رغبة إلى اللّه منهم يد قارعة . يسألون من لا
تضيق لديه المنادح ( جمع مندوحة و هي المتسع من الارض )
، و لا يخيب عليه الرّاغبون . فحاسب نفسك لنفسك ، فإنّ غيرها من الأنفس
لها حسيب غيرك . ( الخطبة 220 ، 420 ) طوبى لنفس أدّت إلى ربّها فرضها ، و عركت
بجنبها بؤسها ، و هجرت في اللّيل غمضها . حتّى إذا غلب الكرى عليها افترشت أرضها
و توسّدت كفّها . في معشر أسهر عيونهم خوف معادهم ، و تجافت عن مضاجعهم جنوبهم ،
و همهمت بذكر ربّهم شفاههم ، و تقشّعت بطول استغفارهم ذنوبهم أُولَئكَ حِزْبُ
اللّهِ ، أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ . ( الخطبة 284 ، 510 ) |
|
الفصل العاشر عبادة اللّه
|
|
مدخل :
|
|
عباد
اللّه : لهذه العبارة معنيان مختلفان . |
|
( 71 ) العبادة
|
|
مدخل :
|
|
اعتبر الاسلام كل عمل يقوم به الانسان بدافع من أمر اللّه
، بأنه عبادة . من ذلك طلب العلم و الكسب الحلال و خدمة الناس . و مع ذلك فقد
شرّع تعاليم خاصة للعبادة بالمعنى الاخص كالصلاة و الصوم و الحج . . . الخ . |
|
النصوص :
|
|
قال الإمام علي ( ع ) : و من
خطبة له ( ع ) يقسّم فيها الناس الى ثلاثة
أقسام ، حسب عبادتهم و عملهم : شغل من الجنّة و
النّار أمامه . ساع سريع نجا ( القسم الاول ) ،
و طالب بطي ء رجا ( القسم الثاني ) ، و مقصّر في
النّار هوى ( القسم الثالث ) . ( الخطبة 16 ، 57 ) الحمد للّه غير مقنوط من رحمته ، و لا مخلوّ من نعمته ، و
لا مأيوس من مغفرته ، و لا مستنكف عن عبادته . ( الخطبة
45 ، 102 ) و لكن خلائق
مربوبون ( أي مملوكون ) ، و عباد داخرون ( أي أذلاء ) . ( الخطبة 63 ،
120 ) لا يقطعون أمد
غاية عبادته ، و لا يرجع بهم الاستهتار بلزوم طاعته . (
الخطبة 89 ، 3 ، 170 ) لو عاينوا كنه ما
خفي عليهم منك ، لحقّروا أعمالهم ، و لزروا على أنفسهم ، و لعرفوا أنّهم لم
يعبدوك حقّ عبادتك ، و لم يطيعوك حقّ طاعتك . ( الخطبة
107 ، 209 ) فبعث اللّه
محمّدا صلّى اللّه عليه و آله بالحقّ ، ليخرج عباده من عبادة الأوثان إلى عبادته
، و من طاعة الشّيطان إلى طاعته ، بقرآن قد بيّنه و أحكمه ، ليعلم العباد ربّهم
إذ جهلوه ، و ليقرّوا به بعد إذ جحدوه ، و ليثبتوه بعد إذ أنكروه . ( الخطبة 145 ، 258 ) و جعلت سكّانه
سبطا من ملآئكتك ، لا يسأمون من عبادتك . ( الخطبة 169
، 305 ) و لكنّ اللّه يختبر عباده بأنواع الشّدائد ، و يتعبّدهم
بأنواع المجاهد ، و يبتليهم بضروب المكاره . ( الخطبة
190 ، 3 ، 366 ) فمن
علامة أحدهم ، أنّك ترى له قوّة في دين . . . و خشوعا في عبادة . (
الخطبة 191 ، 378 ) و من لم يختلف
سرّه و علانيته ، و فعله و مقالته ، فقد أدّى الأمانة ، و أخلص العبادة . ( الخطبة 265 ، 464 ) فاعتصم بالّذي
خلقك و رزقك و سوّاك ، و ليكن له تعبّدك ، و إليه رغبتك ، و منه شفقتك . ( الخطبة 270 ، 2 ، 478 ) و قال
( ع ) في كتابه لمالك الاشتر لما ولاه على مصر : و أمض لكلّ يوم عمله ، فإنّ لكلّ يوم ما فيه . و اجعل لنفسك فيما بينك و
بين اللّه أفضل تلك المواقيت ، و أجزل تلك الأقسام ، و إن كانت كلّها للّه ، إذا
صلحت فيها النّيّة ، و سلمت منها الرّعيّة . ( الخطبة
292 ، 4 ، 533 ) و خادع نفسك في العبادة ، و ارفق بها و لا تقهرها ، و خذ
عفوها ( أي وقت فراغها ) و نشاطها ، إلاّ ما كان مكتوبا عليك من الفريضة ، فإنّه
لا بدّ من قضائها و تعاهدها عند محلّها . ( الخطبة 308
، 558 ) و سئل ( ع ) عن الخير ما هو ، فقال : ليس الخير أن
يكثر مالك و ولدك ، و لكنّ الخير أن يكثر علمك ، و أن يعظم حلمك ، و أن تباهي
النّاس بعبادة ربّك . فإن أحسنت حمدت اللّه ، و إن أسأت استغفرت اللّه . ( 94 ح ، 581 ) يأتي على النّاس زمان . . .
يعدّون الصّدقة فيه غرما ، و صلة الرّحم منّا ، و العبادة استطالة على النّاس . ( 102 ح ، 582 ) و لا عبادة كأداء
الفرائض . ( 113 ح ، 586 ) إلهي كفاني فخرا أن تكون لي ربا ، و كفاني عزا أن أكون لك
عبدا . أنت كما أريد فاجعلني كما تريد . ( 2 حديد ) |
|
( 72 ) مراتب العبادة
|
|
مدخل :
|
|
ان العبادة هي علاقة العبد بربه . و الناس لا يستوون في
فهم هذه العلاقة . لذلك قسّم الامام ( ع ) الناس من حيث
عبادتهم الى ثلاثة أنواع : |
|
النصوص :
|
|
قال الإمام علي ( ع ) : إلهي ما عبدتك خوفا من نارك و لا طمعا في جنّتك ، بل
وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك . ( قول مشهور ) |
|
( 73 ) أصل العبادة ذكر اللّه
|
|
مدخل :
|
أن أصل العبادة في جميع آثارها المعنوية و الاخلاقية و
الاجتماعية هو شي ء واحد ، ألا و هو : |
|
النصوص :
|
|
قال الإمام علي ( ع ) : أفيضوا في ذكر اللّه ، فإنّه أحسن الذّكر . و ارغبوا
فيما وعد المتّقين ، فإنّ وعده أصدق الوعد . ( الخطبة
108 ، 213 ) و قال
( ع ) في صفة المتقي : يمسي و همّه
الشّكر ، و يصبح و همّه الذّكر . . . إن كان في الغافلين كتب في الذّاكرين ، و
إن كان في الذّاكرين لم يكتب من الغافلين . ( الخطبة
191 ، 378 ) قال ( ع ) عند تلاوته يُسَبِّحُ لَهُ فِيَهَا بِالْغُدُوِّ وَ
الْآصَالِ رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارةٌ وَ لاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ :
إنّ اللّه سبحانه و تعالى جعل الذّكر جلاء للقلوب ، تسمع به بعد الوقرة ، و تبصر
به بعد العشوة ، و تنقاد به بعد المعاندة . و ما برح للّه عزّت آلآؤه في البرهة
بعد البرهة ، و في أزمان الفترات : عباد ناجاهم في فكرهم ، و كلّمهم في ذات
عقولهم . ( الخطبة 220 ، 420 ) |
|
|
( 74 ) مقاصد العبادة
|
|
مدخل :
|
|
ان للعبادة و ذكر اللّه أثره في تربية الوجدان الديني
للانسان ، فتكثر فيه الرغبة الى الخيرات و العمل الصالح ، و تقل فيه الرغبة الى
الشر و الفساد و الذنوب . بينما نرى أن للذنوب أثرا مظلما على القلب ، تقل فيه
رغبة المذنب الى الخيرات و الاعمال الصالحات ، و تكثر فيه الرغبة الى الذنوب .
فتكون وظيفة العبادة إزالة الظلمات و الكدورات الناتجة عن الذنوب و تبديلها
بالميل الى الخير و البر و العمل الصالح لذلك قال سبحانه عن الصلاة إِنَّ
الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحشَاءِ وَ الْمُنْكَرِ. |
|
النصوص :
|
|
يراجع المبحث 76 بعض العبادات و مقاصدها . و من خطبه له ( ع ) في الصلاة و الزكاة و أداء الامانة ، يقول
فيها بعد تأكيده الشديد على الصلاة : و إنّها لتحتّ الذّنوب حتّ الورق ،
و تطلقها إطلاق الرّبق . و شبّهها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم
بالحمّة ( النبعة الحارة ) تكون على باب الرجل ،
فهو يغتسل منها في اليوم و اللّيلة خمس مرّات ، فما عسى أن يبقى عليه من الدّرن
؟ . ( الخطبة 197 ، 392 ) و من لم يختلف
سرّه و علانيّته ، و فعله و مقالته ، فقد أدّى الأمانة ، و اخلص العبادة . ( الخطبة 265 ، 464 ) |
|
( 75 ) عالم العبادة و المتعبدين
|
|
مدخل :
|
|
ان عالم العبادة في نهج البلاغة عالم آخر ملي ء باللذات
الروحية . و ان العبادة الحقة هي نوع من الانتقال من هذا العالم المادي ذي الابعاد
الثلاثة الى عالم آخر متعدد الابعاد ، ملئ بالحركة و النشاط و الخواطر القلبية و
اللذات الروحية الخاصة . |
|
النصوص :
|
|
قال الإمام علي ( ع ) : لقد رأيت أصحاب
محمّد صلّى اللّه عليه و آله ، فما أرى أحدا يشبههم منكم لقد كانوا يصبحون شعثا
غبرا ، و قد باتوا سجّدا و قياما ، يراوحون بين جباههم و خدودهم ، و يقفون على
مثل الجمر من ذكر معادهم كأنّ بين أعينهم ركب المعزى من طول سجودهم . إذا ذكر
اللّه هملت أعينهم حتّى تبلّ جيوبهم ، و مادوا كما يميد الشّجر يوم الرّيح
العاصف ، خوفا من العقاب و رجاء للثّواب . ( الخطبة 95
، 190 ) عباد اللّه ، إنّ
تقوى اللّه حمت أولياء اللّه محارمه ، و ألزمت قلوبهم مخافته ، حتّى أسهرت
لياليهم ، و أظمأت هواجرهم . فأخذوا الرّاحة بالنّصب و الرّيّ بالظّمإ . و قال ( ع ) عن أصحابه المخلصين : مره العيون من
البكاء ، خمص البطون من الصّيام ، ذبل الشّفاه من الدّعاء ، صفر الألوان من
السّهر . على وجوههم غبرة الخاشعين . أولئك إخواني الذّاهبون . ( الخطبة 119 ، 230 ) و يذكر ( ع ) صفات أناس في آخر الزمان فيقول : ثمّ
ليشحذنّ فيها قوم شحذ القين النّصل ( القين الحداد ، و
النصل الحديدة الحادة من السلاح ) . تجلى بالتّنزيل أبصارهم ، و يرمى
بالتّفسير في مسامعهم ، و يغبقون ( أي يشربون مساء ) كأس
الحكمة بعد الصّبوح ( أي بعد شراب الصباح ) . ( الخطبة 148 ، 262 فاسعوا في فكاك
رقابكم ، من قبل أن تغلق رهائنها . أسهروا عيونكم ، و أضمروا بطونكم ، و
استعملوا أقدامكم ، و أنفقوا أموالكم ، و خذوا من أجسادكم فجودوا بها على أنفسكم
، و لا تبخلوا بها عنها . ( الخطبة 181 ، 332 ) الّذين كانت
أعمالهم في الدّنيا زاكيّة ، و أعينهم باكيّة . و كان ليلهم في دنياهم نهارا ،
تخشّعا و استغفارا ، و كان نهارهم ليلا ، توحّشا و انقطاعا . ( الخطبة 188 ، 352 ) و لما في ذلك من
تعفير عتاق الوجوه بالتّراب تواضعا ، و التصاق كرائم الجوارح بالأرض تصاغرا ، و
لحوق البطون بالمتون من الصّيام تذلّلا . . . ( الخطبة
190 ، 3 ، 367 ) و قال ( ع ) لهمام حين سأله أن يصف له المتقين : أمّا
اللّيل فصافّون أقدامهم ، تالين لأجزاء القرآن يرتّلونها ترتيلا . يحزّنون به أنفسهم
، و يستثيرون به دواء دائهم . فإذا مرّوا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعا ، و
تطلّعت نفوسهم إليها شوقا ، و ظنّوا أنّها نصب أعينهم . و إذا مرّوا بآية فيها
تخويف أصغوا إليها مسامع قلوبهم ، و ظنّوا أنّ زفير جهنّم و شهيقها في أصول
آذانهم . فهم حانون على أوساطهم ، مفترشون لجباههم و أكفّهم و ركبهم و أطراف
أقدامهم ، يطلبون إلى اللّه تعالى في فكاك رقابهم . (
الخطبة 191 ، 377 ) و قال ( ع ) عند تلاوته يُسَبِّحُ
لَهُ فِيْهَا بِالْغُدُوِّ وَ الاْصَالِ رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَ
لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ : . . . و
إنّ للذّكر لأهلا أخذوه من الدّنيا بدلا ، فلم تشغلهم تجارة و لا بيع عنه ،
يقطعون به أيّام الحياة ، و يهتفون بالزّواجر عن محارم اللّه في أسماع الغافلين
، و يأمرون بالقسط و يأتمرون به ، و ينهون عن المنكر و يتناهون عنه ، فكأنّما
قطعوا الدّنيا إلى الآخرة و هم فيها ، فشاهدوا ما وراء ذلك ، فكأنّما اطّلعوا
غيوب أهل البرزخ في طول الاقامة فيه ، و حقّقت القيامة عليهم عداتها ، فكشفوا
غطاء ذلك لأهل الدّنيا حتّى كأنّهم يرون ما لا يرى النّاس ، و يسمعون ما لا
يسمعون . فلو مثّلتهم لعقلك في مقاومهم ( جمع مقام )
المحمودة ، و مجالسهم المشهودة ، و قد نشروا دواوين أعمالهم ، و فرغوا لمحاسبة
أنفسهم ، عن كلّ صغيرة و كبيرة أمروا بها فقصّروا عنها ، أو نهوا عنها ففرّطوا
فيها ، و حمّلوا ثقل أوزارهم طهورهم ، فضعفوا عن الاستقلال بها ، فنشجوا نشيجا ،
و تجاوبوا نحيبا ، يعجّون إلى ربّهم من مقام ندم و اعتراف لرأيت أعلام هدى ، و
مصابيح دجى ، قد حفّت بهم الملائكة ، و تنزّلت عليهم السّكينة ، و فتحت لهم
أبواب السّماء ، و أعدّت لهم مقاعد الكرامات ، في مقعد اطّلع اللّه عليهم فيه ،
فرضي سعيهم ، و حمد مقامهم . يتنسّمون بدعائه روح التّجاوز ( أي يتوقعون التجاوز بدعائهم له ) ، رهائن فاقة إلى
فضله ، و أسارى ذلّة لعظمته . جرح طول الأسى قلوبهم ، و طول البكاء عيونهم .
لكلّ باب رغبة إلى اللّه منهم يد قارعة . يسألون من لا
تضيق لديه المنادح ( جمع مندوحة و هي المتسع من الارض )
، و لا يخيب عليه الرّاغبون . فحاسب نفسك لنفسك ، فإنّ غيرها من الأنفس
لها حسيب غيرك . ( الخطبة 220 ، 420 ) طوبى لنفس أدّت إلى ربّها فرضها ، و عركت
بجنبها بؤسها ، و هجرت في اللّيل غمضها . حتّى إذا غلب الكرى عليها افترشت أرضها
و توسّدت كفّها . في معشر أسهر عيونهم خوف معادهم ، و تجافت عن مضاجعهم جنوبهم ،
و همهمت بذكر ربّهم شفاههم ، و تقشّعت بطول استغفارهم ذنوبهم أُولَئكَ حِزْبُ
اللّهِ ، أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ . ( الخطبة 284 ، 510 ) |