- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
الفصل السادس و الاربعون الزهد
|
|
( 364 ) الزهد
|
|
مدخل : |
|
الزهد كلمة ترادف : ترك الدنيا و الاعراض عنها . و هي في مقابل حب الدنيا و
الرغبة فيها . |
|
النصوص : |
|
قال الامام علي ( ع ) : في آخر الخطبة الشقشقية
: و لألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز . الخطبة 3 ، 44 ) و قال ( ع ) عن أصناف طالبي الامارة و السلطان
: و منهم من أبعده عن طلب الملك ضؤولة نفسه ، و انقطاع
سببه ، فقصرته الحال على حاله ، فتحلّى باسم القناعة ، و تزيّن بلباس أهل
الزّهادة ، و ليس من ذلك في مراح و لا مغدى . ( الخطبة
32 ، 86 ) و قال ( ع ) عن أنه مهما عمل الانسان فهو قليل في جنب اللّه :
فو اللّه لو حننتم حنين الولّه العجال ، و دعوتم بهديل الحمام ، و جأرتم جؤار
متبتّلي الرّهبان ، و خرجتم إلى اللّه من الأموال و الأولاد ، التماس القربة
إليه ، في ارتفاع درجة عنده ، أو غفران سيّئة أحصتها كتبه ، و حفظتها رسله ،
لكان قليلا فيما أرجو لكم من ثوابه ، و أخاف عليكم من عقابه . ( الخطبة 52 ، 109 ) التماسا لأجر ذلك
و فضله ، و زهدا فيما تنافستموه من زخرفه و زبرجه . (
الخطبة 72 ، 129 ) أيّها النّاس ،
الزّهادة قصر الأمل ، و الشّكر عند النّعم ، و التّورّع عند المحارم . فإن عزب
ذلك عنكم ، فلا يغلب الحرام صبركم ، و لا تنسوا عند النّعم شكركم . ( الخطبة 79 ، 134 ) أيّها النّاس ،
انظروا إلى الدّنيا نظر الزّاهدين فيها ، الصّادفين عنها . فإنّها و اللّه عمّا
قليل تزيل الثّاوي السّاكن ، و تفجع المترف الآمن . (
الخطبة 101 ، 196 ) و قال
( ع ) في صفة المحتضر : و يزهد فيما كان
يرغب فيه أيّام عمره ، و يتمنّى أنّ الّذي كان يغبطه بها و يحسده عليها ، قد
حازها دونه . ( الخطبة 107 ، 211 ) و أسمعوا دعوة
الموت آذانكم قبل أن يدعى بكم . إنّ الزّاهدين في الدّنيا تبكي قلوبهم و إن
ضحكوا ، و يشتدّ حزنهم و إن فرحوا ، و يكثر مقتهم أنفسهم و إن اغتبطوا بما رزقوا
. ( الخطبة 111 ، 218 ) و لقد كان في رسول اللّه صلّى
اللّه عليه و آله كاف لك في الأسوة . و دليل لك على ذمّ الدّنيا و عيبها
، و كثرة مخازيها و مساويها ، إذ قبضت عنه اطرافها ، و وطّئت لغيره اكنافها ( أي جوانبها ) و فطم عن رضاعها ، و زوي عن زخارفها . ( الخطبة 158 ، 282 ) ثمّ
يقول ( ع ) : و إن شئت ثنّيت بموسى كليم اللّه عليه السّلام حيث يقول : ثم يقول ( ع ) : و إن شئت قلت في عيسى بن مريم عليه السّلام ، فلقد كان يتوسّد الحجر ،وو يلبس الخشن
، و يأكل الجشب . و كان إدامه الجوع ، و سراجه باللّيل القمر ، و ظلاله في
الشّتاء مشارق الأرض و مغاربها ، و فاكهته و ريحانه ما تنبت الأرض للبهائم . و لقد كان صلّى اللّه عليه و آله
يأكل على الأرض ، و يجلس جلسة العبد ، و يخصف بيده نعله ، و يرقع بيده ثوبه ، و
يركب الحمار العاري ، و يردف خلفه ، و يكون السّتر على باب بيته ، فتكون فيه
التّصاوير ، فيقول : يا فلانة لإحدى أزواجه غيّبيه عنّي فإنّي إذا نظرت إليه
ذكرت الدّنيا و زخارفها . فأعرض عن الدّنيا بقلبه ، و أمات ذكرهاومن نفسه ، و
أحبّ أن تغيب زينتها عن عينه ، لكيلا يتّخذ منها رياشا ، و لا يعتقدها قرارا ،وو
لا يرجو فيها مقاما . فأخرجها من النّفس ، و أشخصها عن القلب ، و غيّبها عن
البصر . و قال
( ع ) في صفة المتقي : بعده عمّن تباعد
عنه زهد و نزاهة ، و دنوّه ممّن دنا منه لين و رحمة . (
الخطبة 191 ، 380 ) و من كلام له ( ع ) بالبصرة ، و قد دخل على العلاء
بن زياد الحارثي يعوده ، فلما رأى سعة داره قال : ما كنت تصنع بسعة هذه الدّار في الدّنيا ؟ و أنت إليها في الآخرة كنت أحوج
؟ . و بلى إن شئت بلغت بها الآخرة : تقري فيها الضّيف ، و تصل فيها الرّحم ، و
تطلع منها الحقوق مطالعها ، فإذا أنت قد بلغت بها الآخرة . ( منها
في صفة الزهاد ) : كانوا قوما من
أهل الدّنيا و ليسوا من أهلها ، فكانوا فيها كمن ليس منها . عملوا فيها بما
يبصرون ، و بادروا فيها ما يحذرون . تقلّب أبدانهم بين ظهراني أهل الآخرة ، و
يرون أهل الدّنيا يعظّمون موت أجسادهم ، و هم أشدّ إعظاما لموت قلوب أحيائهم . ( الخطبة 228 ، 433 ) أصابوا لذّة زهد
الدّنيا في دنياهم ، و تيقّنوا أنّهم جيران اللّه غدا في آخرتهم . ( الخطبة 266 ، 465 ) أحي قلبك
بالموعظة ، و أمته بالزّهادة . ( الخطبة 270 ، 1 ، 475
) من كتاب له ( ع ) الى عثمان بن حنيف عامله على
البصرة : ألا و إنّ إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه ، و من طعمه
بقرصيه . . . فو اللّه ما كنزت من دنياكم تبرا ،
و لا ادّخرت من غنائمها وفرا ، و لا أعددت لبالي ثوبي طمرا . . ( الخطبة 284 ، 505 )
« تراجع بقية الكتاب في المبحث ( 131 ) زهد
الامام ( ع ) » . أفضل الزّهد إخفاء الزّهد . ( 27
ح ، 569 ) و سئل ( ع ) عن الايمان فقال : الإيمان على أربع دعائم
: على الصّبر و اليقين و العدل و الجهاد . و الصّبر منها على أربع شعب
: على الشّوق و الشّفق و الزّهد و التّرقّب . . .
و من زهد في الدّنيا استهان بالمصيبات ، و من ارتقب الموت سارع إلى الخيرات . ( 30 ح ، 569 ) و عن
نوف البكالي ، قال : رأيت أمير
المؤمنين عليه السلام ، ذات ليلة ، و قد خرج من فراشه ، فنظر في النجوم فقال لي
: يا نوف ، أراقد أنت أم رامق ؟ ( أي منتبه العين )
. و لا زهد كالزّهد
في الحرام . ( 113 ح ، 586 ) يقول في الدّنيا بقول الزّاهدين ، و يعمل فيها بعمل
الرّاغبين . ( 150 ح ، 596 ) و اللّه لدنياكم
هذه أهون في عيني من عراق خنزير ( هو جزء من الحشا
كالكرش ) في يد مجذوم . ( 236 ح ، 609 ) إذا كثرت المقدرة
قلّت الشّهوة ( بمعنى من ملك زهد ) . ( 245 ح ، 610 ) و إنّما ينظر
المؤمن إلى الدّنيا بعين الإعتبار ، و يقتات منها ببطن الإضطرار . ( 367 ح ، 639 ) ازهد في الدّنيا
، يبصّرك اللّه عوراتها . و لا تغفل فلست بمغفول عنك . (
391 ح ، 646 ) الزّهد كلّه بين كلمتين من القرآن : قال اللّه سبحانه
: لِكَيْلاَ تَأْسَوْا عَلى مَا فَاتَكُمْ ، وَ لاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ و
من لم يأس على الماضي و لم يفرح بالآتي فقد أخذ الزّهد بطرفيه . ( 439 ح ، 655 ) |
|
( فلسفة الزهد )
|
|
مدخل :
|
|
بعد أن تكلمنا عن الزهد نتساءل ما هي الغاية من الزهد في
الاسلام . فنرى أن الزهد ينطوي على معان ثلاثة هي : |
|
( 365 ) الايثار و المواساة
|
|
يراجع المبحث ( 113 ) على الامام أن يعيش كأضعف
الناس . إنّ اللّه تعالى فرض على أئمّة العدل ، أن يقدّروا أنفسهم
بضعفة النّاس ، كيلا يتبيّغ بالفقير فقره . ( الخطبة
207 ، 400 ) و من
كتاب له ( ع ) الى عثمان بن حنيف الانصاري عامله على البصرة . . . يراجع الكتاب في المبحث (
113 ) على الامام أن يعيش كأضعف الناس . (
الخطبة 284 ، 505 ) إنّ اللّه جعلني
إماما لخلقه ، ففرض عليّ التّقدير في نفسي و مطعمي و مشربي و ملبسي كضعفاء
النّاس ، كي يقتدي الفقير بفقري ، و لا يطغي الغنيّ غناه . ( أصول الكافي ج 1 ) |
|
( 366 ) التحرر من المادة
|
|
يصف
الامام علي ( ع ) زهد عيسى ( ع ) فيقول : و لا مال يلفته ، و لا طمع يذلّه . ( الخطبة 158 ،
283 ) إليك عنّي يا دنيا فحبلك على غاربك قد انسللت
من مخالبك ، و أفلت من حبائلك . . . أعزبي عنّي
، فو اللّه لا أذلّ لك فتستذلّيني ، و لا أسلس لك فتقوديني . ( الخطبة 284 ، 508 ) الدّنيا دار ممرّ ، لا دار مقرّ . و النّاس
فيها رجلان : رجل باع فيها نفسه فأوبقها ، و رجل ابتاع نفسه فأعتقها . 133 ح ، 591 ) الطّمع رقّ مؤبّد . ( من كلماته القصار ) |
|
( 366 ) التحرر من المادة
|
|
يصف الامام علي ( ع ) زهد عيسى ( ع ) فيقول : و لا مال يلفته ، و لا طمع يذلّه . ( الخطبة 158 ، 283 ) إليك عنّي يا دنيا فحبلك على غاربك
قد انسللت من مخالبك ، و أفلت من حبائلك . . .
أعزبي عنّي ، فو اللّه لا أذلّ لك فتستذلّيني ، و لا أسلس لك فتقوديني . ( الخطبة 284 ، 508 ) الدّنيا دار ممرّ ، لا دار مقرّ . و النّاس فيها رجلان : رجل باع فيها نفسه
فأوبقها ، و رجل ابتاع نفسه فأعتقها . ( 133 ح ، 591 ) الطّمع رقّ مؤبّد . ( من كلماته القصار ) |
|
( 367 ) رياضة النفس بالحرمان
|
|
يراجع المبحث ( 311 ) مجاهدة النفس . و قال
( ع ) في صفة المتّقين : منطقهم الصّواب
، و ملبسهم الإقتصاد ، و مشيهم التّواضع . ( الخطبة 191
، 376 ) و قال
( ع ) في كتابه الى عثمان بن حنيف : و إنّما هي نفسي أروضها بالتّقوى ، فتأتي آمنة يوم الخوف الأكبر ، و تثبت
على جوانب المزلق . ( الخطبة 284 ، 506 ) فما خلقت ليشغلني
أكل الطّيّبات كالبهيمة المربوطة ، همّها علفها ، أو المرسلة شغلها تقمّمها ،
تكترش من أعلافها ، و تلهو عمّا يراد بها . ( الخطبة
284 ، 507 ) و في
نهاية الكتاب يقول ( ع ) : اعزبي عنّي ( يا دنيا ) فو اللّه لا أذلّ لك فتستذلّيني ، و لا
أسلس لك فتقوديني . و أيم اللّه يمينا أستثني فيها بمشيئة اللّه لأروضنّ نفسي
رياضة تهشّ معها إلى القرص ( أي تفرح بالرغيف من شدة ما
حرمته ) إذا قدرت عليه مطعوما ، و تقنع بالملح مأدوما ، و لأدعنّ مقلتي
كعين ماء ، نضب معينها ، مستفرغة دموعها . أتمتلى ء السّائمة من رعيها فتبرك ؟ و
تشبع الرّبيضة من عشبها فتربض ؟ و قال
( ع ) عن إزاره البالي المرقوع : يخشع له
القلب ، و تذلّ به النّفس ، و يقتدي به المؤمنون . (
103 ح ، 583 ) و إنّما ينظر
المؤمن إلى الدّنيا بعين الإعتبار ، و يقتات منها ببطن الإضطرار . ( 367 ح ، 639 ) |
|
( 368 ) الزاهد قليل المؤونة كثير المعونة
|
|
مدخل : |
|
عرّف أحدهم الزهد بأنه : الأخذ القليل و العطاء الكثير . أي أن هناك نسبة عكسية
بين التمتع المادي و العطاء الانساني ، سواء في مجال الاخلاق و العواطف ، أو في
مجال المساعدات و التعاون الاجتماعي ، أو من جهة العروج الى العالم العلوي . |
|
النص : |
|
قال الامام علي ( ع ) : |
|
الفصل السادس و الاربعون الزهد
|
|
( 364 ) الزهد
|
|
مدخل : |
|
الزهد كلمة ترادف : ترك الدنيا و الاعراض عنها . و هي في مقابل حب الدنيا و
الرغبة فيها . |
|
النصوص : |
|
قال الامام علي ( ع ) : في آخر الخطبة الشقشقية
: و لألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز . الخطبة 3 ، 44 ) و قال ( ع ) عن أصناف طالبي الامارة و السلطان
: و منهم من أبعده عن طلب الملك ضؤولة نفسه ، و انقطاع
سببه ، فقصرته الحال على حاله ، فتحلّى باسم القناعة ، و تزيّن بلباس أهل
الزّهادة ، و ليس من ذلك في مراح و لا مغدى . ( الخطبة
32 ، 86 ) و قال ( ع ) عن أنه مهما عمل الانسان فهو قليل في جنب اللّه :
فو اللّه لو حننتم حنين الولّه العجال ، و دعوتم بهديل الحمام ، و جأرتم جؤار
متبتّلي الرّهبان ، و خرجتم إلى اللّه من الأموال و الأولاد ، التماس القربة
إليه ، في ارتفاع درجة عنده ، أو غفران سيّئة أحصتها كتبه ، و حفظتها رسله ،
لكان قليلا فيما أرجو لكم من ثوابه ، و أخاف عليكم من عقابه . ( الخطبة 52 ، 109 ) التماسا لأجر ذلك
و فضله ، و زهدا فيما تنافستموه من زخرفه و زبرجه . (
الخطبة 72 ، 129 ) أيّها النّاس ،
الزّهادة قصر الأمل ، و الشّكر عند النّعم ، و التّورّع عند المحارم . فإن عزب
ذلك عنكم ، فلا يغلب الحرام صبركم ، و لا تنسوا عند النّعم شكركم . ( الخطبة 79 ، 134 ) أيّها النّاس ،
انظروا إلى الدّنيا نظر الزّاهدين فيها ، الصّادفين عنها . فإنّها و اللّه عمّا
قليل تزيل الثّاوي السّاكن ، و تفجع المترف الآمن . (
الخطبة 101 ، 196 ) و قال
( ع ) في صفة المحتضر : و يزهد فيما كان
يرغب فيه أيّام عمره ، و يتمنّى أنّ الّذي كان يغبطه بها و يحسده عليها ، قد
حازها دونه . ( الخطبة 107 ، 211 ) و أسمعوا دعوة
الموت آذانكم قبل أن يدعى بكم . إنّ الزّاهدين في الدّنيا تبكي قلوبهم و إن
ضحكوا ، و يشتدّ حزنهم و إن فرحوا ، و يكثر مقتهم أنفسهم و إن اغتبطوا بما رزقوا
. ( الخطبة 111 ، 218 ) و لقد كان في رسول اللّه صلّى
اللّه عليه و آله كاف لك في الأسوة . و دليل لك على ذمّ الدّنيا و عيبها
، و كثرة مخازيها و مساويها ، إذ قبضت عنه اطرافها ، و وطّئت لغيره اكنافها ( أي جوانبها ) و فطم عن رضاعها ، و زوي عن زخارفها . ( الخطبة 158 ، 282 ) ثمّ
يقول ( ع ) : و إن شئت ثنّيت بموسى كليم اللّه عليه السّلام حيث يقول : ثم يقول ( ع ) : و إن شئت قلت في عيسى بن مريم عليه السّلام ، فلقد كان يتوسّد الحجر ،وو يلبس الخشن
، و يأكل الجشب . و كان إدامه الجوع ، و سراجه باللّيل القمر ، و ظلاله في
الشّتاء مشارق الأرض و مغاربها ، و فاكهته و ريحانه ما تنبت الأرض للبهائم . و لقد كان صلّى اللّه عليه و آله
يأكل على الأرض ، و يجلس جلسة العبد ، و يخصف بيده نعله ، و يرقع بيده ثوبه ، و
يركب الحمار العاري ، و يردف خلفه ، و يكون السّتر على باب بيته ، فتكون فيه
التّصاوير ، فيقول : يا فلانة لإحدى أزواجه غيّبيه عنّي فإنّي إذا نظرت إليه
ذكرت الدّنيا و زخارفها . فأعرض عن الدّنيا بقلبه ، و أمات ذكرهاومن نفسه ، و
أحبّ أن تغيب زينتها عن عينه ، لكيلا يتّخذ منها رياشا ، و لا يعتقدها قرارا ،وو
لا يرجو فيها مقاما . فأخرجها من النّفس ، و أشخصها عن القلب ، و غيّبها عن
البصر . و قال
( ع ) في صفة المتقي : بعده عمّن تباعد
عنه زهد و نزاهة ، و دنوّه ممّن دنا منه لين و رحمة . (
الخطبة 191 ، 380 ) و من كلام له ( ع ) بالبصرة ، و قد دخل على العلاء
بن زياد الحارثي يعوده ، فلما رأى سعة داره قال : ما كنت تصنع بسعة هذه الدّار في الدّنيا ؟ و أنت إليها في الآخرة كنت أحوج
؟ . و بلى إن شئت بلغت بها الآخرة : تقري فيها الضّيف ، و تصل فيها الرّحم ، و
تطلع منها الحقوق مطالعها ، فإذا أنت قد بلغت بها الآخرة . ( منها
في صفة الزهاد ) : كانوا قوما من
أهل الدّنيا و ليسوا من أهلها ، فكانوا فيها كمن ليس منها . عملوا فيها بما
يبصرون ، و بادروا فيها ما يحذرون . تقلّب أبدانهم بين ظهراني أهل الآخرة ، و
يرون أهل الدّنيا يعظّمون موت أجسادهم ، و هم أشدّ إعظاما لموت قلوب أحيائهم . ( الخطبة 228 ، 433 ) أصابوا لذّة زهد
الدّنيا في دنياهم ، و تيقّنوا أنّهم جيران اللّه غدا في آخرتهم . ( الخطبة 266 ، 465 ) أحي قلبك
بالموعظة ، و أمته بالزّهادة . ( الخطبة 270 ، 1 ، 475
) من كتاب له ( ع ) الى عثمان بن حنيف عامله على
البصرة : ألا و إنّ إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه ، و من طعمه
بقرصيه . . . فو اللّه ما كنزت من دنياكم تبرا ،
و لا ادّخرت من غنائمها وفرا ، و لا أعددت لبالي ثوبي طمرا . . ( الخطبة 284 ، 505 )
« تراجع بقية الكتاب في المبحث ( 131 ) زهد
الامام ( ع ) » . أفضل الزّهد إخفاء الزّهد . ( 27
ح ، 569 ) و سئل ( ع ) عن الايمان فقال : الإيمان على أربع دعائم
: على الصّبر و اليقين و العدل و الجهاد . و الصّبر منها على أربع شعب
: على الشّوق و الشّفق و الزّهد و التّرقّب . . .
و من زهد في الدّنيا استهان بالمصيبات ، و من ارتقب الموت سارع إلى الخيرات . ( 30 ح ، 569 ) و عن
نوف البكالي ، قال : رأيت أمير
المؤمنين عليه السلام ، ذات ليلة ، و قد خرج من فراشه ، فنظر في النجوم فقال لي
: يا نوف ، أراقد أنت أم رامق ؟ ( أي منتبه العين )
. و لا زهد كالزّهد
في الحرام . ( 113 ح ، 586 ) يقول في الدّنيا بقول الزّاهدين ، و يعمل فيها بعمل
الرّاغبين . ( 150 ح ، 596 ) و اللّه لدنياكم
هذه أهون في عيني من عراق خنزير ( هو جزء من الحشا
كالكرش ) في يد مجذوم . ( 236 ح ، 609 ) إذا كثرت المقدرة
قلّت الشّهوة ( بمعنى من ملك زهد ) . ( 245 ح ، 610 ) و إنّما ينظر
المؤمن إلى الدّنيا بعين الإعتبار ، و يقتات منها ببطن الإضطرار . ( 367 ح ، 639 ) ازهد في الدّنيا
، يبصّرك اللّه عوراتها . و لا تغفل فلست بمغفول عنك . (
391 ح ، 646 ) الزّهد كلّه بين كلمتين من القرآن : قال اللّه سبحانه
: لِكَيْلاَ تَأْسَوْا عَلى مَا فَاتَكُمْ ، وَ لاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ و
من لم يأس على الماضي و لم يفرح بالآتي فقد أخذ الزّهد بطرفيه . ( 439 ح ، 655 ) |
|
( فلسفة الزهد )
|
|
مدخل :
|
|
بعد أن تكلمنا عن الزهد نتساءل ما هي الغاية من الزهد في
الاسلام . فنرى أن الزهد ينطوي على معان ثلاثة هي : |
|
( 365 ) الايثار و المواساة
|
|
يراجع المبحث ( 113 ) على الامام أن يعيش كأضعف
الناس . إنّ اللّه تعالى فرض على أئمّة العدل ، أن يقدّروا أنفسهم
بضعفة النّاس ، كيلا يتبيّغ بالفقير فقره . ( الخطبة
207 ، 400 ) و من
كتاب له ( ع ) الى عثمان بن حنيف الانصاري عامله على البصرة . . . يراجع الكتاب في المبحث (
113 ) على الامام أن يعيش كأضعف الناس . (
الخطبة 284 ، 505 ) إنّ اللّه جعلني
إماما لخلقه ، ففرض عليّ التّقدير في نفسي و مطعمي و مشربي و ملبسي كضعفاء
النّاس ، كي يقتدي الفقير بفقري ، و لا يطغي الغنيّ غناه . ( أصول الكافي ج 1 ) |
|
( 366 ) التحرر من المادة
|
|
يصف
الامام علي ( ع ) زهد عيسى ( ع ) فيقول : و لا مال يلفته ، و لا طمع يذلّه . ( الخطبة 158 ،
283 ) إليك عنّي يا دنيا فحبلك على غاربك قد انسللت
من مخالبك ، و أفلت من حبائلك . . . أعزبي عنّي
، فو اللّه لا أذلّ لك فتستذلّيني ، و لا أسلس لك فتقوديني . ( الخطبة 284 ، 508 ) الدّنيا دار ممرّ ، لا دار مقرّ . و النّاس
فيها رجلان : رجل باع فيها نفسه فأوبقها ، و رجل ابتاع نفسه فأعتقها . 133 ح ، 591 ) الطّمع رقّ مؤبّد . ( من كلماته القصار ) |
|
( 366 ) التحرر من المادة
|
|
يصف الامام علي ( ع ) زهد عيسى ( ع ) فيقول : و لا مال يلفته ، و لا طمع يذلّه . ( الخطبة 158 ، 283 ) إليك عنّي يا دنيا فحبلك على غاربك
قد انسللت من مخالبك ، و أفلت من حبائلك . . .
أعزبي عنّي ، فو اللّه لا أذلّ لك فتستذلّيني ، و لا أسلس لك فتقوديني . ( الخطبة 284 ، 508 ) الدّنيا دار ممرّ ، لا دار مقرّ . و النّاس فيها رجلان : رجل باع فيها نفسه
فأوبقها ، و رجل ابتاع نفسه فأعتقها . ( 133 ح ، 591 ) الطّمع رقّ مؤبّد . ( من كلماته القصار ) |
|
( 367 ) رياضة النفس بالحرمان
|
|
يراجع المبحث ( 311 ) مجاهدة النفس . و قال
( ع ) في صفة المتّقين : منطقهم الصّواب
، و ملبسهم الإقتصاد ، و مشيهم التّواضع . ( الخطبة 191
، 376 ) و قال
( ع ) في كتابه الى عثمان بن حنيف : و إنّما هي نفسي أروضها بالتّقوى ، فتأتي آمنة يوم الخوف الأكبر ، و تثبت
على جوانب المزلق . ( الخطبة 284 ، 506 ) فما خلقت ليشغلني
أكل الطّيّبات كالبهيمة المربوطة ، همّها علفها ، أو المرسلة شغلها تقمّمها ،
تكترش من أعلافها ، و تلهو عمّا يراد بها . ( الخطبة
284 ، 507 ) و في
نهاية الكتاب يقول ( ع ) : اعزبي عنّي ( يا دنيا ) فو اللّه لا أذلّ لك فتستذلّيني ، و لا
أسلس لك فتقوديني . و أيم اللّه يمينا أستثني فيها بمشيئة اللّه لأروضنّ نفسي
رياضة تهشّ معها إلى القرص ( أي تفرح بالرغيف من شدة ما
حرمته ) إذا قدرت عليه مطعوما ، و تقنع بالملح مأدوما ، و لأدعنّ مقلتي
كعين ماء ، نضب معينها ، مستفرغة دموعها . أتمتلى ء السّائمة من رعيها فتبرك ؟ و
تشبع الرّبيضة من عشبها فتربض ؟ و قال
( ع ) عن إزاره البالي المرقوع : يخشع له
القلب ، و تذلّ به النّفس ، و يقتدي به المؤمنون . (
103 ح ، 583 ) و إنّما ينظر
المؤمن إلى الدّنيا بعين الإعتبار ، و يقتات منها ببطن الإضطرار . ( 367 ح ، 639 ) |
|
( 368 ) الزاهد قليل المؤونة كثير المعونة
|
|
مدخل : |
|
عرّف أحدهم الزهد بأنه : الأخذ القليل و العطاء الكثير . أي أن هناك نسبة عكسية
بين التمتع المادي و العطاء الانساني ، سواء في مجال الاخلاق و العواطف ، أو في
مجال المساعدات و التعاون الاجتماعي ، أو من جهة العروج الى العالم العلوي . |
|
النص : |
|
قال الامام علي ( ع ) : |