- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
الفصل السابع القرآن و السنة
|
|
( 53 ) القرآن الكريم
|
|
يراجع المبحث ( 331 ) و ما بعده من مباحث الفصل
39 : علوم الدين . إلى اللّه أشكو
من معشر يعيشون جهّالا و يموتون ضلاّلا ، ليس فيهم سلعة أبور من الكتاب إذا تلي
حقّ تلاوته ، و لا سلعة أنفق بيعا و لا أغلى ثمنا من الكتاب إذا حرّف عن مواضعه
. و لا عندهم أنكر من المعروف ، و لا أعرف من المنكر . (
الخطبة 17 ، 61 ) و قال
( ع ) : في ذم اختلاف العلماء في الفتيا : أم أنزل اللّه سبحانه
دينا ناقصا فاستعان بهم على إتمامه أم كانوا شركاء له ، فلهم أن يقولوا و عليه
أن يرضى ؟ أم أنزل اللّه سبحانه دينا تامّا فقصّر الرّسول صلّى اللّه عليه و آله عن تبليغه و أدائه ، و اللّه
سبحانه يقول : ما فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْ ءٍ و قال : فِيهِ
تِبْيانٌ لِكُلِّ شَيْ ءٍ . و ذكر أنّ الكتاب يصدّق بعضه بعضا ، و أنّه لا
اختلاف فيه فقال سبحانه وَ لَوْ كَانَ مِنْ
عِنْدِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً . و إنّ القرآن
ظاهره أنيق ، و باطنه عميق ، لا تفنى عجائبه ، و لا تنقضي غرائبه ، و لا تكشف
الظّلمات إلاّ به . ( الخطبة 18 ، 62 ) إنّما بدء وقوع الفتن أهواء تتّبع ، و أحكام تبتدع ،
يخالف فيها كتاب اللّه . ( الخطبة 50 ، 107 ) . . . و كفى بالكتاب حجيجا و خصيما . ( الخطبة 81 ، 2 ،
145 ) فاللّه اللّه
أيّها النّاس ، فيما استحفظكم من كتابه ، و استودعكم من حقوقه . . و أنزل عليكم
الكتاب تبيانا لكلّ شي ء ، و عمّر فيكم نبيّه أزمانا ، حتّى أكمل له و لكم فيما
أنزل من كتابه دينه الّذي رضي لنفسه ، و أنهى إليكم على لسانه محابّه من الأعمال
و مكارهه ، و نواهيه و أوامره ، و ألقى إليكم المعذرة ، و اتّخذ عليكم الحجّة ،
و قدّم إليكم بالوعيد ، و أنذركم بين يدي عذاب شديد . (
الخطبة 84 ، 151 ) قد أمكن الكتاب
من زمامه ، فهو قائده و إمامه ، يحلّ حيث حلّ ثقله ، و ينزل حيث كان منزله . ( الخطبة 85 ، 154 ) . . . قد حمل الكتاب على آرائه ، و عطف الحقّ على أهوائه . ( الخطبة 85 ، 154 ) و بينكم عترة
نبيّكم ، و هم أزمّة الحقّ ، و أعلام الدّين ، و ألسنة الصّدق . فأنزلوهم بأحسن
منازل القرآن ، و ردوهم ورود الهيم العطاش . ( الخطبة
85 ، 155 ) . . . و اعذروا من لا حجّة لكم عليه و هو أنا ألم أعمل فيكم
بالثّقل الأكبر ( أي القرآن ) . ( الخطبة 85 ، 155 ) فانظر أيّها
السّائل ( يعني عن صفات اللّه ) فما دلّك القرآن
عليه من صفته فائتمّ به ، و استضى بنور هدايته ، و ما كلّفك الشّيطان علمه ممّا
ليس في الكتاب عليك فرضه ، و لا في سنّة النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و أئمّة
الهدى أثره ، فكل علمه إلى اللّه سبحانه . ( الخطبة 89
، 1 ، 161 ) و خلّف فينا راية
الحقّ ( أي أحكام الشريعة ) ، من تقدّمها مرق ،
و من تخلّف عنها زهق ، و من لزمها لحق . ( الخطبة 98 ،
193 ) و تعلّموا القرآن
فإنّه أحسن الحديث ، و تفقّهوا فيه فإنّه ربيع القلوب ، و استشفوا بنوره فإنّه
شفاء الصّدور . و أحسنوا تلاوته فإنّه أنفع القصص . (
الخطبة 108 ، 214 ) و من
كلام له ( ع ) قاله للخوارج : ألم تقولوا
عند رفعهم المصاحف حيلة و غيلة ، و مكرا و خديعة : إخواننا و أهل دعوتنا ،
استقالونا و استراحوا إلى كتاب اللّه سبحانه ، فالرأي القبول منهم و التّنفيس
عنهم . ( الخطبة 120 ، 231 ) و إنّ الكتاب لمعي ، ما فارقته مذ صحبته . ( الخطبة 120 ، 231 ) و قال ( ع ) بعد سماعه لأمر الحكمين : إنّا لم نحكّم
الرّجال ، و إنّما حكّمنا القرآن . هذا القرآن إنّما هو خطّ مستور بين الدّفّتين
، لا ينطق بلسان ، و لا بدّ له من ترجمان ، و إنّما ينطق عنه الرّجال . و لمّا
دعانا القوم إلى أن نحكّم بيننا القرآن لم نكن الفريق المتولّي عن كتاب اللّه
سبحانه و تعالى ، و قد قال اللّه سبحانه : فَإنْ
تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْ ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَ الرَّسُولِ . فردّوه إلى
اللّه أن نحكم بكتابه ، و ردّوه إلى الرّسول أن نأخذ بسنّته ، فإذا حكم بالصّدق
في كتاب اللّه ، فنحن أحقّ النّاس به ، و إن حكم بسنّة رسول اللّه صلّى اللّه
عليه و آله ، فنحن أحقّ النّاس و أولاهم بها . ( الخطبة
123 ، 234 ) فإنّما حكّم
الحكمان ليحييا ما أحيا القرآن ، و يميتا ما أمات القرآن . و إحياؤه الإجتماع
عليه ، و إماتته الإفتراق عنه . فإن جرّنا القرآن إليهم اتّبعناهم ، و إن جرّهم
إلينا اتّبعونا . ( الخطبة 125 ، 237 ) و كتاب اللّه بين
أظهركم ، ناطق لا يعيا لسانه ، و بيت لا تهدم أركانه ، و عزّ لا تهزم أعوانه . الخطبة 131 ، 244 ) كتاب اللّه
تبصرون به ، و تنطقون به ، و تسمعون به ، و ينطق بعضه ببعض ، و يشهد بعضه على
بعض ، و لا يختلف في اللّه ، و لا يخالف بصاحبه عن اللّه . ( الخطبة 131 ، 245 ) و قال ( ع ) يصف الزمان المقبل : و ليس عند أهل ذلك
الزّمان سلعة أبور من الكتاب إذا تلي حقّ تلاوته ، و لا أنفق ( أي أروج ) منه إذا حرّف عن مواضعه . و لا في البلاد
شي ء أنكر من المعروف ، و لا أعرف من المنكر . فقد نبذ الكتاب حملته ، و تناساه
حفظته . فالكتاب يومئذ و أهله طريدان منفيّان ، و صاحبان مصطحبان
، في طريق واحد لا يؤويهما مؤو . فالكتاب و أهله في ذلك الزّمان في النّاس و
ليسا فيهم ، و معهم و ليسا معهم ، لأنّ الضّلالة لا توافق الهدى و إن اجتمعا .
فاجتمع القوم على الفرقة ، و افترقوا عن الجماعة ، كأنّهم أئمّة الكتاب و ليس
الكتاب إمامهم . فلم يبق عندهم منه إلاّ اسمه ، و لا يعرفون إلاّ خطّه و زبره ( أي كتابته ) . ( الخطبة 145
، 258 ) و لن تأخذوا
بميثاق الكتاب حتّى تعرفوا الّذي نقضه ، و لن تمسّكوا به حتّى تعرفوا الّذي نبذه
. فالتمسوا ذلك من عند أهله ، فإنّهم عيش العلم و موت الجهل . . . ( الخطبة 145 ، 260 ) إنّ من عزائم
اللّه في الذّكر الحكيم ، الّتي عليها يثيب و يعاقب ، و لها يرضى و يسخط ، أنّه
لا ينفع عبدا و إن أجهد نفسه و أخلص فعله أن يخرج من الدّنيا ، لاقيا ربّه بخصلة
من هذه الخصال لم يتب منها : أن يشرك باللّه فيما افترض عليه من عبادته . أو
يشفي غيظه بهلاك نفس . أو يعرّ بأمر فعله غيره ( أي أن
يقذف غيره بأمر قد فعله هو ) . أو يستنجح حاجة (
أي يطلب نجاح الحاجة ) إلى النّاس ، باظهار بدعة في دينه . أو يلقى
النّاس بوجهين . أو يمشي فيهم بلسانين . أعقل ذلك فإنّ المثل دليل على شبهه . ( الخطبة 151 ، 200 ) و قال
( ع ) عن أهل البيت ( ع ) : فيهم كرائم
القرآن ، و هم كنوز الرّحمان . ( الخطبة 152 ، 270 ) و عليكم بكتاب
اللّه ، فإنّه الحبل المتين ، و النّور المبين . و الشّفاء النّافع ، و الرّيّ
النّاقع ( أي الذي يزيل العطش ) . و العصمة
للمتمسّك ، و النّجاة للمتعلّق . لا يعوجّ فيقام ، و لا يزيغ فيستعتب . و لا
تخلقه كثرة الرّدّ ، و ولوج السّمع ( أي كثرة ترديده و
سماعه ) . من قال به صدق ، و من عمل به سبق . (
الخطبة 154 ، 274 ) ذلك القرآن ،
فاستنطقوه ، و لن ينطق . و لكن أخبركم عنه : ألا إنّ فيه علم ما يأتي ، و الحديث
عن الماضي ، و دواء دائكم ، و نظم ما بينكم . ( الخطبة
156 ، 279 ) إنّ اللّه تعالى
أنزل كتابا هاديا ، بيّن فيه الخير و الشّرّ . فخذوا نهج الخير تهتدوا ، و
اصدفوا عن سمت الشّرّ تقصدوا . ( الخطبة 165 ، 301 ) إنّ اللّه بعث
رسولا هاديا ، بكتاب ناطق و أمر قائم ، لا يهلك عنه إلاّ هالك . و إنّ المبتدعات
المشبّهات هنّ المهلكات ، إلاّ ما حفظ اللّه منها . (
الخطبة 167 ، 303 ) و قال ( ع ) عن فضل القرآن : و اعلموا أنّ هذا القرآن
هو النّاصح الّذي لا يغشّ ، و الهادي الّذي لا يضلّ ، و المحدّث الّذي لا يكذب .
و ما جالس هذا القرآن أحد إلاّ قام عنه بزيادة أو نقصان ، زيادة في هدى ، أو
نقصان من عمى . و اعلموا أنّه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة ، و لا لأحد قبل
القرآن من غنى . فاستشفوه من أدوائكم ، و استعينوا به على لأوائكم ( أي الشدة ) . فإنّ فيه شفاء
من أكبر الدّاء : و هو الكفر و النّفاق ، و الغيّ و الضّلال . فاسألوا
اللّه به ، و توجّهوا إليه بحبّه . و لا تسألوا به خلقه ، إنّه ما توجّه العباد
إلى اللّه تعالى بمثله . و اعلموا إنّه شافع مشفّع و قائل مصدّق . و أنّه من شفع
له القرآن يوم القيامة شفّع فيه . و من محل به القرآن يوم القيامة صدّق عليه .
فإنّه ينادي مناد يوم القيامة ( ألا إنّ كلّ حارث مبتلى
في حرثه و عاقبة عمله ، غير حرثة القرآن ) فكونوا من حرثته و أتباعه و
استدلّوه على ربّكم . و استنصحوه على أنفسكم ، و اتّهموا عليه آراءكم ( أي اتهموا آراءكم بالخطأ إذا خالفت القرآن ) و
استغشّوا فيه أهواءكم . ( الخطبة 174 ، 313 ) و إنّ اللّه سبحانه لم يعظ أحدا بمثل هذا القرآن ، فإنّه
حبل اللّه المتين و سببه الأمين ، و فيه ربيع القلب و ينابيع العلم ، و ما للقلب
جلاء غيره ، مع أنّه قد ذهب المتذكّرون و بقي النّاسون أو المتناسون . ( الخطبة 174 ، 316 ) و قال ( ع ) في معنى الحكمين : فأجمع رأي ملئكم على أن
اختاروا رجلين ، فأخذنا عليهما أن يجعجعا عند القرآن و لا يجاوزاه ، و تكون
ألسنتهما معه ، و قلوبهما تبعه . فتاها عنه ، و تركا الحقّ و هما يبصرانه . ( 175 ، 318 ) فالقرآن آمر زاجر
، و صامت ناطق . حجّة اللّه على خلقه . أخذ عليهم ميثاقه ، و ارتهن عليه أنفسهم
. أتمّ نوره و أكمل به دينه . و قبض نبيّه صلّى اللّه
عليه و آله و قد فرغ إلى الخلق من أحكام الهدى به ، فعظّموا منه سبحانه
ما عظّم من نفسه . فإنّه لم يخف عنكم شيئا من دينه ، و لم يترك شيئا رضيه أو
كرهه إلاّ و جعل له علما باديا ، و آية محكمة ، تزجر عنه أو تدعو إليه ، فرضاه
فيما بقي واحد ، و سخطه فيما بقي واحد . و قال ( ع ) : و إنّي لمن قوم لا تأخذهم في اللّه لومة
لائم . سيماهم سيما الصّدّيقين ، و كلامهم كلام الأبرار . عمّار اللّيل و منار
النّهار . متمسّكون بحبل القرآن . يحيون سنن اللّه و سنن رسوله . ( الخطبة 190 ، 4 ، 375 ) و قال ( ع ) يصف المتقين : أمّا اللّيل فصافّون
أقدامهم ، تالين لأجزاء القرآن يرتّلونها ترتيلا . يحزّنون به أنفسهم ، و
يستثيرون به دواء دائهم . فإذا مرّوا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعا ، و
تطلّعت نفوسهم إليها شوقا ، و ظنّوا أنّها نصب أعينهم . و إذا مرّوا بآية فيها
تخويف أصغوا إليها مسامع قلوبهم ، و ظنّوا أنّ زفير جهنّم و شهيقها في أصول
آذانهم . ( الخطبة 191 ، 377 ) ثمّ أنزل عليه الكتاب نورا لا تطفأ مصابيحه ، و سراجا لا
يخبو توقّده . و بحرا لا يدرك قعره ، و منهاجا لا يضلّ نهجه ، و شعاعا لا يضلم
ضوؤه . و فرقانا لا يخمد برهانه ، و تبيانا لا تهدم أركانه ، و شفاء لا تخشى
أسقامه و عزّا لا تهزم أنصاره ، و حقّا لا تخذل أعوانه . فهو معدن الإيمان و
بحبوحته ( أي وسطه ) ، و ينابيع العلم و بحوره ،
و رياض العدل و غدرانه ، و أثافيّ ( جمع أثفية و هي
الحجر يوضع عليه القدر ، أي على القرآن قام الاسلام ) الإسلام و بنيانه ،
و أودية الحقّ و غيطانه ( جمع غوط و هي الأرض ذات
النبات الطيّب ، أي أن هذا القرآن منابت طيبة يزكو بها الحقّ و ينمو ) .
و بحر لا ينزفه المستنزفون ( أي لا يستهلكه المغترفون )
، و عيون لا ينضبها الماتحون ، و مناهل لا يغيضها الواردون ، و منازل لا يضلّ
نهجها المسافرون ، و أعلام لا يعمى عنها السّائرون ، و آكام لا يجوز عنها
القاصدون . جعله اللّه ريّا لعطش العلماء ، و ربيعا لقلوب الفقهاء ، و محاجّ
لطرق الصّلحاء ، و دواء ليس بعده داء ، و نورا ليس معه ظلمة . و حبلا وثيقا
عروته ، و معقلا منيعا ذروته . و عزّا لمن تولاّه ، و سلما لمن دخله ، و هدى لمن
ائتمّ به ، و عذرا لمن انتحله ، و برهانا لمن تكلّم به ، و شاهدا لمن خاصم به ،
و فلجا ( أي فوزا ) لمن حاجّ به . و حاملا لمن
حمله ، و مطيّة لمن أعمله . و آية لمن توسّم ، و جنّة لمن استلأم . و علما لمن
وعى ، و حديثا لمن روى ، و حكما لمن قضى . ( الخطبة 196
، 390 ) و اللّه اللّه في
القرآن ، لا يسبقكم بالعمل به غيركم . ( الخطبة 286 ،
511 ) و من
كتاب له ( ع ) الى معاوية : فعدوت على
الدّنيا بتأويل القرآن ، فطلبتني بما لم تجن يدي و لا لساني . ( الخطبة 294 ، 541 ) و تمسّك بحبل
القرآن و استنصحه ، و أحلّ حلاله ، و حرّم حرامه . (
الخطبة 308 ، 556 ) و من وصية له ( ع ) لعبد اللّه بن العباس لما بعثه للاحتجاج
على الخوارج : لا تخاصمهم بالقرآن ، فإنّ القرآن حمّال ذو وجوه ، تقول و
يقولون . و لكن حاججهم بالسنّة ، فإنّهم لن يجدوا عنها محيصا . ( الخطبة 316 ، 563 ) و قال ( ع ) في صفة الزاهدين : أولئك قوم اتّخذوا
الأرض بساطا ، و ترابها فراشا ، و ماءها طيبا ، و القرآن شعارا ( الشعار : ما يلي البدن من الثياب ، أي يقرؤون القرآن سرّا
للتفكر و الاتّعاظ ) ، و الدّعاء دثارا . 104 ح
، 583 ) و من قرأ القرآن فمات ، فدخل النّار ، فهو ممّن كان يتّخذ
آيات اللّه هزوا . ( 228 ح ، 607 ) و في القرآن نبأ ما قبلكم ، و خبر ما بعدكم ، و حكم ما
بينكم . ( 313 ح ، 629 ) يأتي على النّاس
زمان ، لا يبقى فيهم من القرآن إلاّ رسمه ، و من الإسلام إلاّ اسمه . ( 369 ح ، 640 ) و حقّ الولد على الوالد : أن يحسّن اسمه ، و يحسّن أدبه
، و يعلّمه القرآن . ( 399 ح ، 647 ) و قال ( ع ) عن أولياء اللّه : بهم علم الكتاب و به
علموا ، و بهم قام الكتاب و به قاموا . ( 432 ح ، 653 )
|
|
( 54 ) الحلال و الحرام كونهما
ثابتين لا يتغيران
|
|
قال
الإمام علي ( ع ) : كتاب ربّكم
فيكم . مبيّنا حلاله و حرامه ، و فرائضه و فضائله . . .
( الخطبة 1 ، 33 ) إنّ الّذي أمرتم به أوسع من الّذي نهيتم عنه .
و ما أحلّ لكم أكثر ممّا حرّم عليكم . و قال ( ع ) عن تحريم البدع : و اعلموا عباد اللّه أنّ المؤمن يستحلّ العام ما استحلّ
عاما أوّل ، و يحرّم العام ما حرّم عاما أوّل . و أنّ ما أحدث النّاس لا يحلّ
لكم شيئا ممّا حرّم عليكم . و لكنّ الحلال ما أحلّ اللّه و الحرام ما حرّم اللّه
. . . و إنّما النّاس رجلان : متّبع شرعة ، و
مبتدع بدعة ، و ليس معه من اللّه سبحانه برهان سنّة و لا ضياء حجّة . ( الخطبة 174 ، 316 ) .
. . فرضاه فيما بقي واحد ، و سخطه فيما بقي واحد . و اعلموا
أنّه لن يرضى عنكم بشي ء سخطه على من كان قبلكم ، و لن يسخط عليكم بشي ء رضيه
ممّن كان قبلكم . و إنّما تسيرون في أثر بيّن ، و تتكلّمون برجع قول قد قاله
الرّجال من قبلكم . ( الخطبة 181 ، 330 ) و قال ( ع ) في معرض
حديثه عن معصية ابليس : كلاّ ما كان اللّه سبحانه ليدخل الجنّة بشرا بأمر
أخرج به منها ملكا . إنّ حكمه في أهل السّماء و أهل الأرض لواحد . و تمسّك بحبل القرآن و استنصحه ، و أحلّ حلاله
، و حرّم حرامه . ( الخطبة 308 ، 556 ) |
|
( 55 ) حديث النبي ( ص ) و رواته
|
|
من كلام للإمام علي ( ع ) و قد سأله سائل عن
أحاديث البدع ، و عمّا في أيدي الناس من اختلاف الخبر فقال : إنّ في أيدي النّاس حقّا و باطلا ، و صدقا و كذبا ، و
ناسخا و منسوخا ، و عامّا و خاصّا ، و محكما و متشابها ، و حفظا و وهما . و لقد كذب على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و
سلّم على عهده ، حتّى قام خطيبا فقال « من كذب
عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النّار » . و إنّما
أتاك بالحديث أربعة رجال ليس لهم خامس : و قال
( ع ) : إعقلوا الخبر إذا سمعتموه عقل رعاية لا عقل رواية ، فإنّ
رواة العلم كثير ، و رعاته قليل . 98 ح ، 582 )
|
|
( 56 ) سنة رسول اللّه ( ص )
|
|
قال الإمام علي ( ع ) : و اقتدوا بهدي
نبيّكم فإنّه أفضل الهدي ، و استنّوا بسنّته فإنّها أهدى السّنن . ( الخطبة 108 ، 213 ) و قال ( ع ) عن الامام المهدي ( ع ) : فيريكم كيف عدل السّيرة ، و يحيي ميّت الكتاب و السّنّة
. ( الخطبة 136 ، 250 ) و ما أحدثت بدعة إلاّ ترك بها سنّة . ( الخطبة 143 ، 257 ) أمّا وصيّتي : فاللّه لا تشركوا به شيئا ، و محمّدا صلّى اللّه عليه و آله ، فلا تضيّعوا سنّته . أقيموا
هذين العمودين ، و أوقدوا هذين المصباحين ، و خلاكم ذمّ ما لم تشردوا . ( الخطبة 147 ، 261 ) و قال ( ع ) لعثمان : فاعلم أنّ أفضل عباد اللّه عند
اللّه ، إمام عادل ، هدي و هدى . فأقام سنّة معلومة ، و أمات بدعة مجهولة . و
إنّ السّنن لنيّرة لها أعلام . و إنّ البدع لظاهرة لها أعلام . و إنّ شرّ النّاس
عند اللّه إمام جائر ضلّ و ضلّ به . فأمات سنّة مأخوذة ، و أحيا بدعة متروكة . ( الخطبة 162 ، 292 ) و قال ( ع ) لأصحابه : و لكم علينا العمل بكتاب اللّه
تعالى و سيرة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله
و القيام بحقّه ، و النّعش لسنّته . ( الخطبة 167 ، 304
) و
يتابع الإمام ( ع ) كتابه لمالك الأشتر قائلا : و اردد إلى اللّه و رسوله ما يضلعك من الخطوب ، و يشتبه عليك من الأمور .
فقد قال اللّه تعالى لقوم أحبّ إرشادهم يا أَيّها الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا
الرَّسُولَ وَ أُولي الأَمْرِ مِنْكُمْ . فَإن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْ ءٍ
فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَ الرَّسُولِ . فالرّدّ إلى اللّه : الأخذ
بمحكم كتابه ، و الرّدّ إلى الرّسول : الأخذ بسنّته الجامعة غير المفرّقة . ( الخطبة 292 ، 2 ، 525 ) و من وصية له ( ع ) لعبد اللّه بن العباس ، لمّا بعثه للاحتجاج الى الخوارج : لا تخاصمهم بالقرآن ، فإنّ القرآن
حمّال ذو وجوه ( أي يحمل معاني كثيرة ) ، تقول و
يقولون . و لكن حاججهم بالسّنّة ، فإنّهم لن يجدوا عنها محيصا ( أي مهربا ) . ( الخطبة 316
، 563 ) |
|
( 57 ) تفسير بعض الآيات
القرآنية
|
|
( فقال له بعض أصحابه : لقد أعطيت يا أمير
المؤمنين علم الغيب . فضحك عليه السلام . و قد جعل اللّه
سبحانه الإستغفار سببا لدرور الرّزق و رحمة الخلق ، فقال
سبحانه : قال له رجل : يا أمير المؤمنين ، أخبرنا عن
الفتنة ، فقال ( ع ) : إنّه لمّا
أنزل اللّه سبحانه قوله : الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ
يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ علمت أنّ
الفتنة لا تنزل بنا و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بين أظهرنا . فقلت : يا رسول اللّه ، ما هذه الفتنة الّتي أخبرك
اللّه تعالى بها ؟ فقال : « يا عليّ ، إنّ أمّتي
سيفتنون من بعدي » . فقلت : يا رسول اللّه ، أو
ليس قد قلت لي يوم أحد ، حيث استشهد من استشهد
من المسلمين ، و حيزت عنّي الشّهادة ، فشقّ ذلك عليّ ، فقلت
لي : « أبشر ، فإنّ الشّهادة من ورائك » . فقال لي : « إنّ ذلك لكذلك ، فكيف صبرك إذن ؟ » فقلت : يا رسول اللّه ، ليس هذا من مواطن الصّبر ، و
لكن من مواطن البشرى و الشّكر . و قال : « يا
عليّ ، إنّ القوم سيفتنون بأموالهم ، و يمنّون بدينهم على ربّهم ، و يتمنّون
رحمته ، و يأمنون سطوته ، و يستحلّون حرامه بالشّبهات الكاذبة ، و الأهواء
السّاهية . فيستحلّون الخمر بالنّبيذ ، و السّحت بالهديّة ، و الرّبا بالبيع » .
قلت : يا رسول اللّه ، فبأيّ المنازل أنزلهم عند
ذلك ؟ أبمنزلة ردّة أم بمنزلة فتنة ؟ فقال : «
بمنزلة فتنة » . ( الخطبة 154 ، 275 ) ألا و إنّ القدر
السّابق قد وقع ، و القضاء الماضي قد تورّد . و إنّي متكلّم بعدة اللّه و حجّته
. قال اللّه تعالى : إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا
اللّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ، تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلائِكَةُ أَنْ لا
تَخَافُوا وَ لا تَحْزَنُوا ، وَ أَبْشِرُوا بِالجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ
تُوعَدُونَ . و قد قلتم : ( ربّنا اللّه )
فاستقيموا على كتابه ، و على منهاج أمره ، و على الطّريقة الصّالحة من عبادته ،
ثمّ لا تمرقوا منها ، و لا تبتدعوا فيها ، و لا تخالفوا عنها . ( الخطبة 174 ، 314 ) و اعلموا أنّه
مَنْ يَتَّقِ اللّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً من الفتن ، و نورا من الظّلم ، و
يخلّده فيما اشتهت نفسه ، و ينزله منزل الكرامة عنده . (
الخطبة 181 ، 331 ) و خذوا من
أجسادكم فجودوا بها على أنفسكم ، و لا تبخلوا بها عنها ، فقد قال اللّه سبحانه إِنْ تَنْصُرُوا اللّهَ يَنْصُرْكُمْ وَ يُثَبِّتْ
أَقْدامَكُمْ . و قال تعالى : مَنْ ذَا الَّذِي
يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ ، وَ لَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ
. فلم يستنصركم من ذلّ ، و لم يستقرضكم من قلّ . استنصركم و لَهُ جُنُودُ السَّمواتِ وَ الْأَرْضِ ، وَ
هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ . و استقرضكم و لَهُ خَزَائِنُ السَّمواتِ وَ
الْأَرْضِ ، وَ هُوَ الغَنِيُّ الحَمِيدُ ، و إنّما أراد أن يَبْلُوَكُمْ
أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً . فبادروا بأعمالكم تكونوا مع جيران اللّه في داره .
رافق بهم رسله ، و أزارهم ملائكته ، و أكرم أسماعهم أن تسمع حسيس نار أبدا ، و
صان أجسادهم أن تلقى لغوبا و نصبا ذلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ،
وَ اللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ . ( الخطبة 181 ،
332 ) يقول لمن أراد
كونه كُنْ فَيَكُونُ ، لا بصوت يقرع ، و لا بنداء يسمع ، و إنّما كلامه سبحانه
فعل منه أنشأه و مثّله . ( 184 ، 343 ) وَ سِيقَ
الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً . قد أمن العذاب ، و
انقطع العتاب ، و زحزحوا عن النّار ، و اطمأنّت بهم الدّار ، و رضوا المثوى و القرار
. الّذين كانت أعمالهم في الدّنيا زاكية ، و أعينهم باكية . و كان ليلهم في
دنياهم نهارا ، تخشّعا و استغفارا ، و كان نهارهم ليلا ، توحّشا و انقطاعا .
فجعل اللّه لهم الجنّة مآبا ، و الجزاء ثوابا ، وَ كَانُوا أَحَقَّ بِها وَ
أَهْلَها في ملك دائم ، و نعيم قائم . ( الخطبة 188 ،
352 ) و قال ( ع ) عن التقوى : فما أقلّ من قبلها ، و حملها
حقّ حملها أولئك الأقلون عددا ، و هم أهل صفة اللّه سبحانه إذ يقول : وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبادِىَ الشَّكُورُ . ( الخطبة 189 ، 354 ) فلا تعتبروا الرّضى و السّخط بالمال و الولد ، جهلا
بمواقع الفتنة ، و الإختبار في موضع الغنى و الإقتدار ، فقد قال سبحانه و تعالى
: أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَ
بَنيِنَ ، نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ ، بَلْ لا يَشْعُرُونَ . فإنّ
اللّه سبحانه يختبر عباده المستكبرين في أنفسهم ، بأوليائه المستضعفين في أعينهم
. ( الخطبة 190 ، 2 ، 362 ) أيّها النّاس ،
إنّما يجمع النّاس الرّضى و السّخط ، و إنّما عقر ناقة ثمود رجل واحد ، فعمّهم
اللّه بالعذاب لمّا عمّوه بالرّضى ، فقال سبحانه : فَعَقَرُوها
فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ . قال ( ع ) بعد تلاوته أَلهاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ
المَقَابِرَ : يا له مراما ما أبعده و زورا ( أي
زائرين ) ما أغفله و خطرا ما أفظعه لقد استخلوا منهم أيّ مدّكر ، و
تناوشوهم من مكان بعيد أ فبمصارع آبائهم يفخرون أم بعديد الهلكى يتكاثرون .
يرتجعون منهم أجسادا خوت ، و حركات سكنت . و لأن يكونوا عبرا ، أحقّ من أن
يكونوا مفتخرا . و لأن يهبطوا بهم جناب ذلّة ، أحجى من أن يقوموا بهم مقام عزّة
لقد نظروا إليهم بأبصار العشوة ، و ضربوا منهم في غمرة جهالة . و لو استنطقوا
عنهم عرصات تلك الدّيار الخاوية ، و الرّبوع الخالية ، لقالت : ذهبوا في الأرض
ضلاّلا ، و ذهبتم في أعقابهم جهّالا . تطؤون في هامهم ، و تستثبتون في أجسادهم .
و ترتعون فيما لفظوا ، و تسكنون فيما خرّبوا . و إنّما الأيّام بينكم و بينهم
بواك و نوائح عليكم . « تراجع تتمة الكلام في المبحث (
375 ) الموت و القبر و صفة الموتى » . ( الخطبة
219 ، 415 ) و قال ( ع ) بعد تلاوته
يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَ الآصالِ رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ
وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّه : إنّ اللّه سبحانه و تعالى جعل الذّكر
جلاء للقلوب . تسمع به بعد الوقرة ، و تبصر به بعد العشوة ، و تنقاد به بعد
المعاندة . و ما برح للّه عزّت آلاؤه في البرهة بعد البرهة ، و في أزمان الفترات
، عباد ناجاهم في فكرهم ، و كلّمهم في ذات عقولهم . . .
« تراجع تتمة الكلام في المبحث ( 363 ) صفات المتقين » . ( الخطبة 220 ، 420 ) و قال
( ع ) عند تلاوته : يا أَيُّها
الإنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ : (
الانسان ) أدحض مسؤول حجّة ، و أقطع مغترّ معذرة . لقد أبرح جهالة بنفسه
. يا أيّها الإنسان ، ما جرّأك على ذنبك ، و ما غرّك بربّك ، و ما أنّسك بهلكة
نفسك ؟ . « تراجع تتمة الكلام في المبحث ( 359 )
التنبيه من الغفلة » . ( الخطبة 221 ، 423 ) و من كتاب له ( ع ) الى معاوية : فاسلامنا قد سمع ، و
جاهليّتنا لا تدفع ، و كتاب اللّه يجمع لنا ما شذّ عنّا ، و هو قوله سبحانه و
تعالى : وَ أُولُو الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى
بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ و قوله تعالى إِنَّ
أَوْلَى النَّاسِ بِإبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ ، وَ هذَا النَّبِيّ وَ
الَّذِينَ آمَنُوا ، وَ اللّهُ وَلِيُّ الْمُؤَْمِنينَ . فنحن مرّة أولى
بالقرابة ، و تارة أولى بالطّاعة . ( الخطبة 267 ، 469
) طوبى لنفس أدّت
إلى ربّها فرضها ، و عركت بجنبها بؤسها ، و هجرت في اللّيل غمضها . حتّى إذا غلب
الكرى عليها ، افترشت أرضها ، و توسّدت كفّها . في معشر أسهر عيونهم خوف معادهم
، و تجافت عن مضاجعهم جنوبهم ، و همهمت بذكر ربّهم شفاههم ، و تقشّعت بطول
استغفارهم ذنوبهم أُوْلئِكَ حِزْبُ اللّهِ ، أَلا إِنْ حِزْبَ اللّهِ هُمُ
الْمُفْلِحُونَ . ( الخطبة 284 ، 509 ) و قال ( ع ) في عهده لمالك الأشتر : و اردد إلى اللّه
و رسوله ، ما يضلعك من الخطوب ، و يشتبه عليك من الأمور . فقد قال اللّه تعالى لقوم
أحبّ إرشادهم : يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُوِلي الأَمْرِ مِنْكُمْ ، فَإنْ
تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْ ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَ الرَّسُولِ . ثم قال ( ع ) : و إيّاك و المنّ على رعيّتك بإحسانك ،
أو التّزيّد فيما كان من فعلك ، أو أن تعدهم فتتبع موعدك بخلفك . فإنّ المنّ
يبطل الإحسان ، و التّزيّد يذهب بنور الحقّ ، و الخلف يوجب المقت عند اللّه و
النّاس . قال اللّه تعالى : كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللّهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا
تَفْعَلُونَ . ( الخطبة 292 ، 5 ، 538 ) و من كتاب له ( ع ) الى قثم بن
العباس ، و هو عامله على مكة : و مر أهل مكّة
ألاّ يأخذوا من ساكن أجرا ، فإنّ اللّه سبحانه يقول
: سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَ الْبادِ . فالعاكف :
المقيم به ، و البادي : الّذي يحجّ إليه من غير أهله . ( الخطبة 306 ، 555 ) و حكى عنه الإمام الباقر ( ع ) أنّه قال : كان في
الأرض أمانان من عذاب اللّه ، و قد رفع أحدهما ، فدونكم الآخر فتمسّكوا به .
أمّا الأمان الّذي رفع فهو رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم . و أمّا الأمان الباقي فالإستغفار
. قال اللّه تعالى : وَ ما كَانَ اللّهُ
لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيْهِمْ ، وَ ما كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ
يَسْتَغْفِرُونَ . ( 88 ح ، 580 ) لا يقولنّ أحدكم
« اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الفتنة » . لأنّه ليس أحد إلاّ و هو مشتمل على فتنة ،
و لكن من استعاذ فليستعذ من مضلاّت الفتن ، فإنّ اللّه سبحانه يقول : وَ اعْلَمُوا اَنَّما أَمْوالُكُمْ وَ أَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ
. و معنى ذلك أنّه يختبرهم بالأموال و الأولاد ، ليتبيّن السّاخط لرزقه ، و
الرّاضي بقسمه . و إن كان سبحانه أعلم بهم من أنفسهم . و لكن لتظهر الأفعال
الّتي بها يستحقّ الثّواب و العقاب ، لأنّ بعضهم يحبّ الذّكور و يكره الإناث ، و
بعضهم يحبّ تثمير المال ، و يكره انثلام الحال . ( 93 ح
، 581 ) و قال ( ع ) : إنّ أولى النّاس بالأنبياء ، أعلمهم بما
جاؤوا به ، ثمّ تلا : إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ
بِإبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ ، وَ هذَا النَّبِيّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا
. ثمّ قال : إنّ وليّ محمّد من أطاع اللّه ، و إن بعدت لحمته ، و إنّ عدوّ محمّد
من عصى اللّه ، و إن قربت قرابته . ( 96 ح ، 581 ) و سمع رجلا يقول : إِنَّا لِلّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ فقال
عليه السّلام : إنّ قولنا ( إنّا للّه )
إقرار على أنفسنا بالملك ، و قولنا ( و إنّا إليه
راجعون ) إقرار على أنفسنا بالهلك . ( 99 ح ،
582 ) لتعطفنّ الدّنيا علينا بعد شماسها ، عطف الضّروس على
ولدها ، و تلا عقيب ذلك : و سئل
( ع ) عن قوله تعالى : فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً ؟ . فقال : هي
القناعة . ( 229 ح ، 607 ) معاشر النّاس ،
اتّقوا اللّه . فكم من مؤمّل ما لا يبلغه ، و بان ما لا يسكنه ، و جامع ما سوف يتركه
. و لعلّه من باطل جمعه ، و من حقّ منعه . أصابه حراما ، و احتمل به آثاما .
فباء بوزره ، و قدم على ربّه آسفا لاهفا ، قد خَسِرَ الدُّنْيا وَ الآخِرَةَ ،
ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ المُبِينُ . ( 344 ح ، 635 ) لا تأمننّ على
خير هذه الأمّة عذاب اللّه ، لقوله تعالى : فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ
الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ . و لا تيأسنّ لشرّ هذه الأمّة من روح اللّه ، لقوله تعالى : إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللّهِ
إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ . ( 377 ح ، 643 ) و قال ( ع ) : الزّهد كلّه بين كلمتين من القرآن : قال اللّه سبحانه : لِكَيْلا
تَأْسَوْا عَلَى ما فَاتَكُمْ ، وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتَاكُمْ . و من لم يأس على الماضي ، و لم يفرح بالآتي ، فقد
أخذ الزّهد بطرفيه . ( 439 ح ، 655 ) يأتي على النّاس
زمان عضوض ، يعضّ الموسر فيه على ما في يديه ، و لم يؤمر بذلك . قال اللّه
سبحانه : وَ لا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ .
( 468 ح ، 660 ) روى أن ابن الكواء سأله و
هو يخطب ، فقال : ما الذّاريات ذروا ؟ قال ( ع )
: الرّياح . |
|
الفصل السابع القرآن و السنة
|
|
( 53 ) القرآن الكريم
|
|
يراجع المبحث ( 331 ) و ما بعده من مباحث الفصل
39 : علوم الدين . إلى اللّه أشكو
من معشر يعيشون جهّالا و يموتون ضلاّلا ، ليس فيهم سلعة أبور من الكتاب إذا تلي
حقّ تلاوته ، و لا سلعة أنفق بيعا و لا أغلى ثمنا من الكتاب إذا حرّف عن مواضعه
. و لا عندهم أنكر من المعروف ، و لا أعرف من المنكر . (
الخطبة 17 ، 61 ) و قال
( ع ) : في ذم اختلاف العلماء في الفتيا : أم أنزل اللّه سبحانه
دينا ناقصا فاستعان بهم على إتمامه أم كانوا شركاء له ، فلهم أن يقولوا و عليه
أن يرضى ؟ أم أنزل اللّه سبحانه دينا تامّا فقصّر الرّسول صلّى اللّه عليه و آله عن تبليغه و أدائه ، و اللّه
سبحانه يقول : ما فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْ ءٍ و قال : فِيهِ
تِبْيانٌ لِكُلِّ شَيْ ءٍ . و ذكر أنّ الكتاب يصدّق بعضه بعضا ، و أنّه لا
اختلاف فيه فقال سبحانه وَ لَوْ كَانَ مِنْ
عِنْدِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً . و إنّ القرآن
ظاهره أنيق ، و باطنه عميق ، لا تفنى عجائبه ، و لا تنقضي غرائبه ، و لا تكشف
الظّلمات إلاّ به . ( الخطبة 18 ، 62 ) إنّما بدء وقوع الفتن أهواء تتّبع ، و أحكام تبتدع ،
يخالف فيها كتاب اللّه . ( الخطبة 50 ، 107 ) . . . و كفى بالكتاب حجيجا و خصيما . ( الخطبة 81 ، 2 ،
145 ) فاللّه اللّه
أيّها النّاس ، فيما استحفظكم من كتابه ، و استودعكم من حقوقه . . و أنزل عليكم
الكتاب تبيانا لكلّ شي ء ، و عمّر فيكم نبيّه أزمانا ، حتّى أكمل له و لكم فيما
أنزل من كتابه دينه الّذي رضي لنفسه ، و أنهى إليكم على لسانه محابّه من الأعمال
و مكارهه ، و نواهيه و أوامره ، و ألقى إليكم المعذرة ، و اتّخذ عليكم الحجّة ،
و قدّم إليكم بالوعيد ، و أنذركم بين يدي عذاب شديد . (
الخطبة 84 ، 151 ) قد أمكن الكتاب
من زمامه ، فهو قائده و إمامه ، يحلّ حيث حلّ ثقله ، و ينزل حيث كان منزله . ( الخطبة 85 ، 154 ) . . . قد حمل الكتاب على آرائه ، و عطف الحقّ على أهوائه . ( الخطبة 85 ، 154 ) و بينكم عترة
نبيّكم ، و هم أزمّة الحقّ ، و أعلام الدّين ، و ألسنة الصّدق . فأنزلوهم بأحسن
منازل القرآن ، و ردوهم ورود الهيم العطاش . ( الخطبة
85 ، 155 ) . . . و اعذروا من لا حجّة لكم عليه و هو أنا ألم أعمل فيكم
بالثّقل الأكبر ( أي القرآن ) . ( الخطبة 85 ، 155 ) فانظر أيّها
السّائل ( يعني عن صفات اللّه ) فما دلّك القرآن
عليه من صفته فائتمّ به ، و استضى بنور هدايته ، و ما كلّفك الشّيطان علمه ممّا
ليس في الكتاب عليك فرضه ، و لا في سنّة النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و أئمّة
الهدى أثره ، فكل علمه إلى اللّه سبحانه . ( الخطبة 89
، 1 ، 161 ) و خلّف فينا راية
الحقّ ( أي أحكام الشريعة ) ، من تقدّمها مرق ،
و من تخلّف عنها زهق ، و من لزمها لحق . ( الخطبة 98 ،
193 ) و تعلّموا القرآن
فإنّه أحسن الحديث ، و تفقّهوا فيه فإنّه ربيع القلوب ، و استشفوا بنوره فإنّه
شفاء الصّدور . و أحسنوا تلاوته فإنّه أنفع القصص . (
الخطبة 108 ، 214 ) و من
كلام له ( ع ) قاله للخوارج : ألم تقولوا
عند رفعهم المصاحف حيلة و غيلة ، و مكرا و خديعة : إخواننا و أهل دعوتنا ،
استقالونا و استراحوا إلى كتاب اللّه سبحانه ، فالرأي القبول منهم و التّنفيس
عنهم . ( الخطبة 120 ، 231 ) و إنّ الكتاب لمعي ، ما فارقته مذ صحبته . ( الخطبة 120 ، 231 ) و قال ( ع ) بعد سماعه لأمر الحكمين : إنّا لم نحكّم
الرّجال ، و إنّما حكّمنا القرآن . هذا القرآن إنّما هو خطّ مستور بين الدّفّتين
، لا ينطق بلسان ، و لا بدّ له من ترجمان ، و إنّما ينطق عنه الرّجال . و لمّا
دعانا القوم إلى أن نحكّم بيننا القرآن لم نكن الفريق المتولّي عن كتاب اللّه
سبحانه و تعالى ، و قد قال اللّه سبحانه : فَإنْ
تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْ ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَ الرَّسُولِ . فردّوه إلى
اللّه أن نحكم بكتابه ، و ردّوه إلى الرّسول أن نأخذ بسنّته ، فإذا حكم بالصّدق
في كتاب اللّه ، فنحن أحقّ النّاس به ، و إن حكم بسنّة رسول اللّه صلّى اللّه
عليه و آله ، فنحن أحقّ النّاس و أولاهم بها . ( الخطبة
123 ، 234 ) فإنّما حكّم
الحكمان ليحييا ما أحيا القرآن ، و يميتا ما أمات القرآن . و إحياؤه الإجتماع
عليه ، و إماتته الإفتراق عنه . فإن جرّنا القرآن إليهم اتّبعناهم ، و إن جرّهم
إلينا اتّبعونا . ( الخطبة 125 ، 237 ) و كتاب اللّه بين
أظهركم ، ناطق لا يعيا لسانه ، و بيت لا تهدم أركانه ، و عزّ لا تهزم أعوانه . الخطبة 131 ، 244 ) كتاب اللّه
تبصرون به ، و تنطقون به ، و تسمعون به ، و ينطق بعضه ببعض ، و يشهد بعضه على
بعض ، و لا يختلف في اللّه ، و لا يخالف بصاحبه عن اللّه . ( الخطبة 131 ، 245 ) و قال ( ع ) يصف الزمان المقبل : و ليس عند أهل ذلك
الزّمان سلعة أبور من الكتاب إذا تلي حقّ تلاوته ، و لا أنفق ( أي أروج ) منه إذا حرّف عن مواضعه . و لا في البلاد
شي ء أنكر من المعروف ، و لا أعرف من المنكر . فقد نبذ الكتاب حملته ، و تناساه
حفظته . فالكتاب يومئذ و أهله طريدان منفيّان ، و صاحبان مصطحبان
، في طريق واحد لا يؤويهما مؤو . فالكتاب و أهله في ذلك الزّمان في النّاس و
ليسا فيهم ، و معهم و ليسا معهم ، لأنّ الضّلالة لا توافق الهدى و إن اجتمعا .
فاجتمع القوم على الفرقة ، و افترقوا عن الجماعة ، كأنّهم أئمّة الكتاب و ليس
الكتاب إمامهم . فلم يبق عندهم منه إلاّ اسمه ، و لا يعرفون إلاّ خطّه و زبره ( أي كتابته ) . ( الخطبة 145
، 258 ) و لن تأخذوا
بميثاق الكتاب حتّى تعرفوا الّذي نقضه ، و لن تمسّكوا به حتّى تعرفوا الّذي نبذه
. فالتمسوا ذلك من عند أهله ، فإنّهم عيش العلم و موت الجهل . . . ( الخطبة 145 ، 260 ) إنّ من عزائم
اللّه في الذّكر الحكيم ، الّتي عليها يثيب و يعاقب ، و لها يرضى و يسخط ، أنّه
لا ينفع عبدا و إن أجهد نفسه و أخلص فعله أن يخرج من الدّنيا ، لاقيا ربّه بخصلة
من هذه الخصال لم يتب منها : أن يشرك باللّه فيما افترض عليه من عبادته . أو
يشفي غيظه بهلاك نفس . أو يعرّ بأمر فعله غيره ( أي أن
يقذف غيره بأمر قد فعله هو ) . أو يستنجح حاجة (
أي يطلب نجاح الحاجة ) إلى النّاس ، باظهار بدعة في دينه . أو يلقى
النّاس بوجهين . أو يمشي فيهم بلسانين . أعقل ذلك فإنّ المثل دليل على شبهه . ( الخطبة 151 ، 200 ) و قال
( ع ) عن أهل البيت ( ع ) : فيهم كرائم
القرآن ، و هم كنوز الرّحمان . ( الخطبة 152 ، 270 ) و عليكم بكتاب
اللّه ، فإنّه الحبل المتين ، و النّور المبين . و الشّفاء النّافع ، و الرّيّ
النّاقع ( أي الذي يزيل العطش ) . و العصمة
للمتمسّك ، و النّجاة للمتعلّق . لا يعوجّ فيقام ، و لا يزيغ فيستعتب . و لا
تخلقه كثرة الرّدّ ، و ولوج السّمع ( أي كثرة ترديده و
سماعه ) . من قال به صدق ، و من عمل به سبق . (
الخطبة 154 ، 274 ) ذلك القرآن ،
فاستنطقوه ، و لن ينطق . و لكن أخبركم عنه : ألا إنّ فيه علم ما يأتي ، و الحديث
عن الماضي ، و دواء دائكم ، و نظم ما بينكم . ( الخطبة
156 ، 279 ) إنّ اللّه تعالى
أنزل كتابا هاديا ، بيّن فيه الخير و الشّرّ . فخذوا نهج الخير تهتدوا ، و
اصدفوا عن سمت الشّرّ تقصدوا . ( الخطبة 165 ، 301 ) إنّ اللّه بعث
رسولا هاديا ، بكتاب ناطق و أمر قائم ، لا يهلك عنه إلاّ هالك . و إنّ المبتدعات
المشبّهات هنّ المهلكات ، إلاّ ما حفظ اللّه منها . (
الخطبة 167 ، 303 ) و قال ( ع ) عن فضل القرآن : و اعلموا أنّ هذا القرآن
هو النّاصح الّذي لا يغشّ ، و الهادي الّذي لا يضلّ ، و المحدّث الّذي لا يكذب .
و ما جالس هذا القرآن أحد إلاّ قام عنه بزيادة أو نقصان ، زيادة في هدى ، أو
نقصان من عمى . و اعلموا أنّه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة ، و لا لأحد قبل
القرآن من غنى . فاستشفوه من أدوائكم ، و استعينوا به على لأوائكم ( أي الشدة ) . فإنّ فيه شفاء
من أكبر الدّاء : و هو الكفر و النّفاق ، و الغيّ و الضّلال . فاسألوا
اللّه به ، و توجّهوا إليه بحبّه . و لا تسألوا به خلقه ، إنّه ما توجّه العباد
إلى اللّه تعالى بمثله . و اعلموا إنّه شافع مشفّع و قائل مصدّق . و أنّه من شفع
له القرآن يوم القيامة شفّع فيه . و من محل به القرآن يوم القيامة صدّق عليه .
فإنّه ينادي مناد يوم القيامة ( ألا إنّ كلّ حارث مبتلى
في حرثه و عاقبة عمله ، غير حرثة القرآن ) فكونوا من حرثته و أتباعه و
استدلّوه على ربّكم . و استنصحوه على أنفسكم ، و اتّهموا عليه آراءكم ( أي اتهموا آراءكم بالخطأ إذا خالفت القرآن ) و
استغشّوا فيه أهواءكم . ( الخطبة 174 ، 313 ) و إنّ اللّه سبحانه لم يعظ أحدا بمثل هذا القرآن ، فإنّه
حبل اللّه المتين و سببه الأمين ، و فيه ربيع القلب و ينابيع العلم ، و ما للقلب
جلاء غيره ، مع أنّه قد ذهب المتذكّرون و بقي النّاسون أو المتناسون . ( الخطبة 174 ، 316 ) و قال ( ع ) في معنى الحكمين : فأجمع رأي ملئكم على أن
اختاروا رجلين ، فأخذنا عليهما أن يجعجعا عند القرآن و لا يجاوزاه ، و تكون
ألسنتهما معه ، و قلوبهما تبعه . فتاها عنه ، و تركا الحقّ و هما يبصرانه . ( 175 ، 318 ) فالقرآن آمر زاجر
، و صامت ناطق . حجّة اللّه على خلقه . أخذ عليهم ميثاقه ، و ارتهن عليه أنفسهم
. أتمّ نوره و أكمل به دينه . و قبض نبيّه صلّى اللّه
عليه و آله و قد فرغ إلى الخلق من أحكام الهدى به ، فعظّموا منه سبحانه
ما عظّم من نفسه . فإنّه لم يخف عنكم شيئا من دينه ، و لم يترك شيئا رضيه أو
كرهه إلاّ و جعل له علما باديا ، و آية محكمة ، تزجر عنه أو تدعو إليه ، فرضاه
فيما بقي واحد ، و سخطه فيما بقي واحد . و قال ( ع ) : و إنّي لمن قوم لا تأخذهم في اللّه لومة
لائم . سيماهم سيما الصّدّيقين ، و كلامهم كلام الأبرار . عمّار اللّيل و منار
النّهار . متمسّكون بحبل القرآن . يحيون سنن اللّه و سنن رسوله . ( الخطبة 190 ، 4 ، 375 ) و قال ( ع ) يصف المتقين : أمّا اللّيل فصافّون
أقدامهم ، تالين لأجزاء القرآن يرتّلونها ترتيلا . يحزّنون به أنفسهم ، و
يستثيرون به دواء دائهم . فإذا مرّوا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعا ، و
تطلّعت نفوسهم إليها شوقا ، و ظنّوا أنّها نصب أعينهم . و إذا مرّوا بآية فيها
تخويف أصغوا إليها مسامع قلوبهم ، و ظنّوا أنّ زفير جهنّم و شهيقها في أصول
آذانهم . ( الخطبة 191 ، 377 ) ثمّ أنزل عليه الكتاب نورا لا تطفأ مصابيحه ، و سراجا لا
يخبو توقّده . و بحرا لا يدرك قعره ، و منهاجا لا يضلّ نهجه ، و شعاعا لا يضلم
ضوؤه . و فرقانا لا يخمد برهانه ، و تبيانا لا تهدم أركانه ، و شفاء لا تخشى
أسقامه و عزّا لا تهزم أنصاره ، و حقّا لا تخذل أعوانه . فهو معدن الإيمان و
بحبوحته ( أي وسطه ) ، و ينابيع العلم و بحوره ،
و رياض العدل و غدرانه ، و أثافيّ ( جمع أثفية و هي
الحجر يوضع عليه القدر ، أي على القرآن قام الاسلام ) الإسلام و بنيانه ،
و أودية الحقّ و غيطانه ( جمع غوط و هي الأرض ذات
النبات الطيّب ، أي أن هذا القرآن منابت طيبة يزكو بها الحقّ و ينمو ) .
و بحر لا ينزفه المستنزفون ( أي لا يستهلكه المغترفون )
، و عيون لا ينضبها الماتحون ، و مناهل لا يغيضها الواردون ، و منازل لا يضلّ
نهجها المسافرون ، و أعلام لا يعمى عنها السّائرون ، و آكام لا يجوز عنها
القاصدون . جعله اللّه ريّا لعطش العلماء ، و ربيعا لقلوب الفقهاء ، و محاجّ
لطرق الصّلحاء ، و دواء ليس بعده داء ، و نورا ليس معه ظلمة . و حبلا وثيقا
عروته ، و معقلا منيعا ذروته . و عزّا لمن تولاّه ، و سلما لمن دخله ، و هدى لمن
ائتمّ به ، و عذرا لمن انتحله ، و برهانا لمن تكلّم به ، و شاهدا لمن خاصم به ،
و فلجا ( أي فوزا ) لمن حاجّ به . و حاملا لمن
حمله ، و مطيّة لمن أعمله . و آية لمن توسّم ، و جنّة لمن استلأم . و علما لمن
وعى ، و حديثا لمن روى ، و حكما لمن قضى . ( الخطبة 196
، 390 ) و اللّه اللّه في
القرآن ، لا يسبقكم بالعمل به غيركم . ( الخطبة 286 ،
511 ) و من
كتاب له ( ع ) الى معاوية : فعدوت على
الدّنيا بتأويل القرآن ، فطلبتني بما لم تجن يدي و لا لساني . ( الخطبة 294 ، 541 ) و تمسّك بحبل
القرآن و استنصحه ، و أحلّ حلاله ، و حرّم حرامه . (
الخطبة 308 ، 556 ) و من وصية له ( ع ) لعبد اللّه بن العباس لما بعثه للاحتجاج
على الخوارج : لا تخاصمهم بالقرآن ، فإنّ القرآن حمّال ذو وجوه ، تقول و
يقولون . و لكن حاججهم بالسنّة ، فإنّهم لن يجدوا عنها محيصا . ( الخطبة 316 ، 563 ) و قال ( ع ) في صفة الزاهدين : أولئك قوم اتّخذوا
الأرض بساطا ، و ترابها فراشا ، و ماءها طيبا ، و القرآن شعارا ( الشعار : ما يلي البدن من الثياب ، أي يقرؤون القرآن سرّا
للتفكر و الاتّعاظ ) ، و الدّعاء دثارا . 104 ح
، 583 ) و من قرأ القرآن فمات ، فدخل النّار ، فهو ممّن كان يتّخذ
آيات اللّه هزوا . ( 228 ح ، 607 ) و في القرآن نبأ ما قبلكم ، و خبر ما بعدكم ، و حكم ما
بينكم . ( 313 ح ، 629 ) يأتي على النّاس
زمان ، لا يبقى فيهم من القرآن إلاّ رسمه ، و من الإسلام إلاّ اسمه . ( 369 ح ، 640 ) و حقّ الولد على الوالد : أن يحسّن اسمه ، و يحسّن أدبه
، و يعلّمه القرآن . ( 399 ح ، 647 ) و قال ( ع ) عن أولياء اللّه : بهم علم الكتاب و به
علموا ، و بهم قام الكتاب و به قاموا . ( 432 ح ، 653 )
|
|
( 54 ) الحلال و الحرام كونهما
ثابتين لا يتغيران
|
|
قال
الإمام علي ( ع ) : كتاب ربّكم
فيكم . مبيّنا حلاله و حرامه ، و فرائضه و فضائله . . .
( الخطبة 1 ، 33 ) إنّ الّذي أمرتم به أوسع من الّذي نهيتم عنه .
و ما أحلّ لكم أكثر ممّا حرّم عليكم . و قال ( ع ) عن تحريم البدع : و اعلموا عباد اللّه أنّ المؤمن يستحلّ العام ما استحلّ
عاما أوّل ، و يحرّم العام ما حرّم عاما أوّل . و أنّ ما أحدث النّاس لا يحلّ
لكم شيئا ممّا حرّم عليكم . و لكنّ الحلال ما أحلّ اللّه و الحرام ما حرّم اللّه
. . . و إنّما النّاس رجلان : متّبع شرعة ، و
مبتدع بدعة ، و ليس معه من اللّه سبحانه برهان سنّة و لا ضياء حجّة . ( الخطبة 174 ، 316 ) .
. . فرضاه فيما بقي واحد ، و سخطه فيما بقي واحد . و اعلموا
أنّه لن يرضى عنكم بشي ء سخطه على من كان قبلكم ، و لن يسخط عليكم بشي ء رضيه
ممّن كان قبلكم . و إنّما تسيرون في أثر بيّن ، و تتكلّمون برجع قول قد قاله
الرّجال من قبلكم . ( الخطبة 181 ، 330 ) و قال ( ع ) في معرض
حديثه عن معصية ابليس : كلاّ ما كان اللّه سبحانه ليدخل الجنّة بشرا بأمر
أخرج به منها ملكا . إنّ حكمه في أهل السّماء و أهل الأرض لواحد . و تمسّك بحبل القرآن و استنصحه ، و أحلّ حلاله
، و حرّم حرامه . ( الخطبة 308 ، 556 ) |
|
( 55 ) حديث النبي ( ص ) و رواته
|
|
من كلام للإمام علي ( ع ) و قد سأله سائل عن
أحاديث البدع ، و عمّا في أيدي الناس من اختلاف الخبر فقال : إنّ في أيدي النّاس حقّا و باطلا ، و صدقا و كذبا ، و
ناسخا و منسوخا ، و عامّا و خاصّا ، و محكما و متشابها ، و حفظا و وهما . و لقد كذب على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و
سلّم على عهده ، حتّى قام خطيبا فقال « من كذب
عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النّار » . و إنّما
أتاك بالحديث أربعة رجال ليس لهم خامس : و قال
( ع ) : إعقلوا الخبر إذا سمعتموه عقل رعاية لا عقل رواية ، فإنّ
رواة العلم كثير ، و رعاته قليل . 98 ح ، 582 )
|
|
( 56 ) سنة رسول اللّه ( ص )
|
|
قال الإمام علي ( ع ) : و اقتدوا بهدي
نبيّكم فإنّه أفضل الهدي ، و استنّوا بسنّته فإنّها أهدى السّنن . ( الخطبة 108 ، 213 ) و قال ( ع ) عن الامام المهدي ( ع ) : فيريكم كيف عدل السّيرة ، و يحيي ميّت الكتاب و السّنّة
. ( الخطبة 136 ، 250 ) و ما أحدثت بدعة إلاّ ترك بها سنّة . ( الخطبة 143 ، 257 ) أمّا وصيّتي : فاللّه لا تشركوا به شيئا ، و محمّدا صلّى اللّه عليه و آله ، فلا تضيّعوا سنّته . أقيموا
هذين العمودين ، و أوقدوا هذين المصباحين ، و خلاكم ذمّ ما لم تشردوا . ( الخطبة 147 ، 261 ) و قال ( ع ) لعثمان : فاعلم أنّ أفضل عباد اللّه عند
اللّه ، إمام عادل ، هدي و هدى . فأقام سنّة معلومة ، و أمات بدعة مجهولة . و
إنّ السّنن لنيّرة لها أعلام . و إنّ البدع لظاهرة لها أعلام . و إنّ شرّ النّاس
عند اللّه إمام جائر ضلّ و ضلّ به . فأمات سنّة مأخوذة ، و أحيا بدعة متروكة . ( الخطبة 162 ، 292 ) و قال ( ع ) لأصحابه : و لكم علينا العمل بكتاب اللّه
تعالى و سيرة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله
و القيام بحقّه ، و النّعش لسنّته . ( الخطبة 167 ، 304
) و
يتابع الإمام ( ع ) كتابه لمالك الأشتر قائلا : و اردد إلى اللّه و رسوله ما يضلعك من الخطوب ، و يشتبه عليك من الأمور .
فقد قال اللّه تعالى لقوم أحبّ إرشادهم يا أَيّها الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا
الرَّسُولَ وَ أُولي الأَمْرِ مِنْكُمْ . فَإن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْ ءٍ
فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَ الرَّسُولِ . فالرّدّ إلى اللّه : الأخذ
بمحكم كتابه ، و الرّدّ إلى الرّسول : الأخذ بسنّته الجامعة غير المفرّقة . ( الخطبة 292 ، 2 ، 525 ) و من وصية له ( ع ) لعبد اللّه بن العباس ، لمّا بعثه للاحتجاج الى الخوارج : لا تخاصمهم بالقرآن ، فإنّ القرآن
حمّال ذو وجوه ( أي يحمل معاني كثيرة ) ، تقول و
يقولون . و لكن حاججهم بالسّنّة ، فإنّهم لن يجدوا عنها محيصا ( أي مهربا ) . ( الخطبة 316
، 563 ) |
|
( 57 ) تفسير بعض الآيات
القرآنية
|
|
( فقال له بعض أصحابه : لقد أعطيت يا أمير
المؤمنين علم الغيب . فضحك عليه السلام . و قد جعل اللّه
سبحانه الإستغفار سببا لدرور الرّزق و رحمة الخلق ، فقال
سبحانه : قال له رجل : يا أمير المؤمنين ، أخبرنا عن
الفتنة ، فقال ( ع ) : إنّه لمّا
أنزل اللّه سبحانه قوله : الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ
يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ علمت أنّ
الفتنة لا تنزل بنا و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بين أظهرنا . فقلت : يا رسول اللّه ، ما هذه الفتنة الّتي أخبرك
اللّه تعالى بها ؟ فقال : « يا عليّ ، إنّ أمّتي
سيفتنون من بعدي » . فقلت : يا رسول اللّه ، أو
ليس قد قلت لي يوم أحد ، حيث استشهد من استشهد
من المسلمين ، و حيزت عنّي الشّهادة ، فشقّ ذلك عليّ ، فقلت
لي : « أبشر ، فإنّ الشّهادة من ورائك » . فقال لي : « إنّ ذلك لكذلك ، فكيف صبرك إذن ؟ » فقلت : يا رسول اللّه ، ليس هذا من مواطن الصّبر ، و
لكن من مواطن البشرى و الشّكر . و قال : « يا
عليّ ، إنّ القوم سيفتنون بأموالهم ، و يمنّون بدينهم على ربّهم ، و يتمنّون
رحمته ، و يأمنون سطوته ، و يستحلّون حرامه بالشّبهات الكاذبة ، و الأهواء
السّاهية . فيستحلّون الخمر بالنّبيذ ، و السّحت بالهديّة ، و الرّبا بالبيع » .
قلت : يا رسول اللّه ، فبأيّ المنازل أنزلهم عند
ذلك ؟ أبمنزلة ردّة أم بمنزلة فتنة ؟ فقال : «
بمنزلة فتنة » . ( الخطبة 154 ، 275 ) ألا و إنّ القدر
السّابق قد وقع ، و القضاء الماضي قد تورّد . و إنّي متكلّم بعدة اللّه و حجّته
. قال اللّه تعالى : إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا
اللّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ، تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلائِكَةُ أَنْ لا
تَخَافُوا وَ لا تَحْزَنُوا ، وَ أَبْشِرُوا بِالجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ
تُوعَدُونَ . و قد قلتم : ( ربّنا اللّه )
فاستقيموا على كتابه ، و على منهاج أمره ، و على الطّريقة الصّالحة من عبادته ،
ثمّ لا تمرقوا منها ، و لا تبتدعوا فيها ، و لا تخالفوا عنها . ( الخطبة 174 ، 314 ) و اعلموا أنّه
مَنْ يَتَّقِ اللّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً من الفتن ، و نورا من الظّلم ، و
يخلّده فيما اشتهت نفسه ، و ينزله منزل الكرامة عنده . (
الخطبة 181 ، 331 ) و خذوا من
أجسادكم فجودوا بها على أنفسكم ، و لا تبخلوا بها عنها ، فقد قال اللّه سبحانه إِنْ تَنْصُرُوا اللّهَ يَنْصُرْكُمْ وَ يُثَبِّتْ
أَقْدامَكُمْ . و قال تعالى : مَنْ ذَا الَّذِي
يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ ، وَ لَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ
. فلم يستنصركم من ذلّ ، و لم يستقرضكم من قلّ . استنصركم و لَهُ جُنُودُ السَّمواتِ وَ الْأَرْضِ ، وَ
هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ . و استقرضكم و لَهُ خَزَائِنُ السَّمواتِ وَ
الْأَرْضِ ، وَ هُوَ الغَنِيُّ الحَمِيدُ ، و إنّما أراد أن يَبْلُوَكُمْ
أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً . فبادروا بأعمالكم تكونوا مع جيران اللّه في داره .
رافق بهم رسله ، و أزارهم ملائكته ، و أكرم أسماعهم أن تسمع حسيس نار أبدا ، و
صان أجسادهم أن تلقى لغوبا و نصبا ذلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ،
وَ اللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ . ( الخطبة 181 ،
332 ) يقول لمن أراد
كونه كُنْ فَيَكُونُ ، لا بصوت يقرع ، و لا بنداء يسمع ، و إنّما كلامه سبحانه
فعل منه أنشأه و مثّله . ( 184 ، 343 ) وَ سِيقَ
الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً . قد أمن العذاب ، و
انقطع العتاب ، و زحزحوا عن النّار ، و اطمأنّت بهم الدّار ، و رضوا المثوى و القرار
. الّذين كانت أعمالهم في الدّنيا زاكية ، و أعينهم باكية . و كان ليلهم في
دنياهم نهارا ، تخشّعا و استغفارا ، و كان نهارهم ليلا ، توحّشا و انقطاعا .
فجعل اللّه لهم الجنّة مآبا ، و الجزاء ثوابا ، وَ كَانُوا أَحَقَّ بِها وَ
أَهْلَها في ملك دائم ، و نعيم قائم . ( الخطبة 188 ،
352 ) و قال ( ع ) عن التقوى : فما أقلّ من قبلها ، و حملها
حقّ حملها أولئك الأقلون عددا ، و هم أهل صفة اللّه سبحانه إذ يقول : وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبادِىَ الشَّكُورُ . ( الخطبة 189 ، 354 ) فلا تعتبروا الرّضى و السّخط بالمال و الولد ، جهلا
بمواقع الفتنة ، و الإختبار في موضع الغنى و الإقتدار ، فقد قال سبحانه و تعالى
: أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَ
بَنيِنَ ، نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ ، بَلْ لا يَشْعُرُونَ . فإنّ
اللّه سبحانه يختبر عباده المستكبرين في أنفسهم ، بأوليائه المستضعفين في أعينهم
. ( الخطبة 190 ، 2 ، 362 ) أيّها النّاس ،
إنّما يجمع النّاس الرّضى و السّخط ، و إنّما عقر ناقة ثمود رجل واحد ، فعمّهم
اللّه بالعذاب لمّا عمّوه بالرّضى ، فقال سبحانه : فَعَقَرُوها
فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ . قال ( ع ) بعد تلاوته أَلهاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ
المَقَابِرَ : يا له مراما ما أبعده و زورا ( أي
زائرين ) ما أغفله و خطرا ما أفظعه لقد استخلوا منهم أيّ مدّكر ، و
تناوشوهم من مكان بعيد أ فبمصارع آبائهم يفخرون أم بعديد الهلكى يتكاثرون .
يرتجعون منهم أجسادا خوت ، و حركات سكنت . و لأن يكونوا عبرا ، أحقّ من أن
يكونوا مفتخرا . و لأن يهبطوا بهم جناب ذلّة ، أحجى من أن يقوموا بهم مقام عزّة
لقد نظروا إليهم بأبصار العشوة ، و ضربوا منهم في غمرة جهالة . و لو استنطقوا
عنهم عرصات تلك الدّيار الخاوية ، و الرّبوع الخالية ، لقالت : ذهبوا في الأرض
ضلاّلا ، و ذهبتم في أعقابهم جهّالا . تطؤون في هامهم ، و تستثبتون في أجسادهم .
و ترتعون فيما لفظوا ، و تسكنون فيما خرّبوا . و إنّما الأيّام بينكم و بينهم
بواك و نوائح عليكم . « تراجع تتمة الكلام في المبحث (
375 ) الموت و القبر و صفة الموتى » . ( الخطبة
219 ، 415 ) و قال ( ع ) بعد تلاوته
يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَ الآصالِ رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ
وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّه : إنّ اللّه سبحانه و تعالى جعل الذّكر
جلاء للقلوب . تسمع به بعد الوقرة ، و تبصر به بعد العشوة ، و تنقاد به بعد
المعاندة . و ما برح للّه عزّت آلاؤه في البرهة بعد البرهة ، و في أزمان الفترات
، عباد ناجاهم في فكرهم ، و كلّمهم في ذات عقولهم . . .
« تراجع تتمة الكلام في المبحث ( 363 ) صفات المتقين » . ( الخطبة 220 ، 420 ) و قال
( ع ) عند تلاوته : يا أَيُّها
الإنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ : (
الانسان ) أدحض مسؤول حجّة ، و أقطع مغترّ معذرة . لقد أبرح جهالة بنفسه
. يا أيّها الإنسان ، ما جرّأك على ذنبك ، و ما غرّك بربّك ، و ما أنّسك بهلكة
نفسك ؟ . « تراجع تتمة الكلام في المبحث ( 359 )
التنبيه من الغفلة » . ( الخطبة 221 ، 423 ) و من كتاب له ( ع ) الى معاوية : فاسلامنا قد سمع ، و
جاهليّتنا لا تدفع ، و كتاب اللّه يجمع لنا ما شذّ عنّا ، و هو قوله سبحانه و
تعالى : وَ أُولُو الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى
بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ و قوله تعالى إِنَّ
أَوْلَى النَّاسِ بِإبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ ، وَ هذَا النَّبِيّ وَ
الَّذِينَ آمَنُوا ، وَ اللّهُ وَلِيُّ الْمُؤَْمِنينَ . فنحن مرّة أولى
بالقرابة ، و تارة أولى بالطّاعة . ( الخطبة 267 ، 469
) طوبى لنفس أدّت
إلى ربّها فرضها ، و عركت بجنبها بؤسها ، و هجرت في اللّيل غمضها . حتّى إذا غلب
الكرى عليها ، افترشت أرضها ، و توسّدت كفّها . في معشر أسهر عيونهم خوف معادهم
، و تجافت عن مضاجعهم جنوبهم ، و همهمت بذكر ربّهم شفاههم ، و تقشّعت بطول
استغفارهم ذنوبهم أُوْلئِكَ حِزْبُ اللّهِ ، أَلا إِنْ حِزْبَ اللّهِ هُمُ
الْمُفْلِحُونَ . ( الخطبة 284 ، 509 ) و قال ( ع ) في عهده لمالك الأشتر : و اردد إلى اللّه
و رسوله ، ما يضلعك من الخطوب ، و يشتبه عليك من الأمور . فقد قال اللّه تعالى لقوم
أحبّ إرشادهم : يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُوِلي الأَمْرِ مِنْكُمْ ، فَإنْ
تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْ ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَ الرَّسُولِ . ثم قال ( ع ) : و إيّاك و المنّ على رعيّتك بإحسانك ،
أو التّزيّد فيما كان من فعلك ، أو أن تعدهم فتتبع موعدك بخلفك . فإنّ المنّ
يبطل الإحسان ، و التّزيّد يذهب بنور الحقّ ، و الخلف يوجب المقت عند اللّه و
النّاس . قال اللّه تعالى : كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللّهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا
تَفْعَلُونَ . ( الخطبة 292 ، 5 ، 538 ) و من كتاب له ( ع ) الى قثم بن
العباس ، و هو عامله على مكة : و مر أهل مكّة
ألاّ يأخذوا من ساكن أجرا ، فإنّ اللّه سبحانه يقول
: سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَ الْبادِ . فالعاكف :
المقيم به ، و البادي : الّذي يحجّ إليه من غير أهله . ( الخطبة 306 ، 555 ) و حكى عنه الإمام الباقر ( ع ) أنّه قال : كان في
الأرض أمانان من عذاب اللّه ، و قد رفع أحدهما ، فدونكم الآخر فتمسّكوا به .
أمّا الأمان الّذي رفع فهو رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم . و أمّا الأمان الباقي فالإستغفار
. قال اللّه تعالى : وَ ما كَانَ اللّهُ
لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيْهِمْ ، وَ ما كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ
يَسْتَغْفِرُونَ . ( 88 ح ، 580 ) لا يقولنّ أحدكم
« اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الفتنة » . لأنّه ليس أحد إلاّ و هو مشتمل على فتنة ،
و لكن من استعاذ فليستعذ من مضلاّت الفتن ، فإنّ اللّه سبحانه يقول : وَ اعْلَمُوا اَنَّما أَمْوالُكُمْ وَ أَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ
. و معنى ذلك أنّه يختبرهم بالأموال و الأولاد ، ليتبيّن السّاخط لرزقه ، و
الرّاضي بقسمه . و إن كان سبحانه أعلم بهم من أنفسهم . و لكن لتظهر الأفعال
الّتي بها يستحقّ الثّواب و العقاب ، لأنّ بعضهم يحبّ الذّكور و يكره الإناث ، و
بعضهم يحبّ تثمير المال ، و يكره انثلام الحال . ( 93 ح
، 581 ) و قال ( ع ) : إنّ أولى النّاس بالأنبياء ، أعلمهم بما
جاؤوا به ، ثمّ تلا : إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ
بِإبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ ، وَ هذَا النَّبِيّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا
. ثمّ قال : إنّ وليّ محمّد من أطاع اللّه ، و إن بعدت لحمته ، و إنّ عدوّ محمّد
من عصى اللّه ، و إن قربت قرابته . ( 96 ح ، 581 ) و سمع رجلا يقول : إِنَّا لِلّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ فقال
عليه السّلام : إنّ قولنا ( إنّا للّه )
إقرار على أنفسنا بالملك ، و قولنا ( و إنّا إليه
راجعون ) إقرار على أنفسنا بالهلك . ( 99 ح ،
582 ) لتعطفنّ الدّنيا علينا بعد شماسها ، عطف الضّروس على
ولدها ، و تلا عقيب ذلك : و سئل
( ع ) عن قوله تعالى : فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً ؟ . فقال : هي
القناعة . ( 229 ح ، 607 ) معاشر النّاس ،
اتّقوا اللّه . فكم من مؤمّل ما لا يبلغه ، و بان ما لا يسكنه ، و جامع ما سوف يتركه
. و لعلّه من باطل جمعه ، و من حقّ منعه . أصابه حراما ، و احتمل به آثاما .
فباء بوزره ، و قدم على ربّه آسفا لاهفا ، قد خَسِرَ الدُّنْيا وَ الآخِرَةَ ،
ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ المُبِينُ . ( 344 ح ، 635 ) لا تأمننّ على
خير هذه الأمّة عذاب اللّه ، لقوله تعالى : فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ
الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ . و لا تيأسنّ لشرّ هذه الأمّة من روح اللّه ، لقوله تعالى : إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللّهِ
إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ . ( 377 ح ، 643 ) و قال ( ع ) : الزّهد كلّه بين كلمتين من القرآن : قال اللّه سبحانه : لِكَيْلا
تَأْسَوْا عَلَى ما فَاتَكُمْ ، وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتَاكُمْ . و من لم يأس على الماضي ، و لم يفرح بالآتي ، فقد
أخذ الزّهد بطرفيه . ( 439 ح ، 655 ) يأتي على النّاس
زمان عضوض ، يعضّ الموسر فيه على ما في يديه ، و لم يؤمر بذلك . قال اللّه
سبحانه : وَ لا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ .
( 468 ح ، 660 ) روى أن ابن الكواء سأله و
هو يخطب ، فقال : ما الذّاريات ذروا ؟ قال ( ع )
: الرّياح . |