- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
الفصل الرابع و العشرون موقعة النهروان
|
|
مدخل : موقعة النهروان« عند نهر النهروان في العراق »
|
|
بعد ان أنهزم
معاوية في موقعة صفين انهزاما ذريعا ، و قد كاد ان يفنى جيشه ، أشار عليه عمرو
بن العاص برفع المصاحف على الرماح . فقامت فئة من جيش الامام علي ( ع ) تدعوه الى التحكيم و هم الخوارج . و دفعوا بأبي
موسى الأشعري حكما في وجه عمرو بن العاص . فحذرهم
الامام ( ع ) من خديعة التحكيم و أنها حيلة كاذبة . فلما أصروا على رأيهم
، قال لهم : اذا كان لا بد من التحكيم فليكن لعبد اللّه بن عباس ، دون أبي موسى
الاشعري ، لان الاشعري رجل مغفل أحمق ، و كانت سمعته عند الامام ( ع ) غير حسنة . |
|
( 199 )
الخوارج التحكيم و أبو موسى الأشعري
|
|
قال
الامام علي ( ع ) : و من كلام له ( ع ) كلم به الخوارج حين
اعتزلوا الحكومة و تنادوا : ( الا حكم
إلاّ للّه ) و شرطوا عليه في دعوتهم الى طاعته ان يعترف بأنه كان قد كفر ثم
آمن : أصابكم حاصب ، و لا بقي منكم آبر . أبعد إيماني باللّه ، و جهادي مع رسول
اللّه صلّى اللّه عليه و آله أشهد على نفسي بالكفر لَقَدْ ضَلَلْتُ إذاً وَ مَا
أَنَا مِنَ المُهْتَدِينَ فأوبوا شرّ مآب ، و ارجعوا على أثر الأعقاب . أما
إنّكم ستلقون بعدي ذلاّ شاملا ، و سيفا قاطعا ، و أثرة يتّخذها الظّالمون فيكم
سنّة . ( الخطبة 58 ، 113 ) و قال ( ع ) في الخوارج : لا تقاتلوا الخوارج بعدي ( يقصد
ابناء الخوارج و أحفادهم ) ، فليس من طلب الحقّ فأخطأه ( يعني الخوارج ) كمن طلب الباطل فأدركه ( يعني معاوية و اصحابه ) . الخطبة
59 ، 115 ) و من كلام له ( ع )
بعد ليلة الهرير ، و قد قام اليه رجل من اصحابه فقال : نهيتنا عن الحكومة
ثم أمرتنا بها ، فلم ندر أي الامرين أرشد ؟ فصفق عليه
السلام احدى يديه على الاخرى ثم قال : هذا جزاء من ترك العقدة . أما و
اللّه لو أنّي حين أمرتكم بما أمرتكم به حملتكم على المكروه الّذي يجعل اللّه
فيه خيرا ، فإن استقمتم هديتكم ، و إن اعوججتم قوّمتكم ، و إن أبيتم تداركتكم
لكانت الوثقى . و لكن بمن و إلى من ؟ و من كلام له ( ع ) قاله للخوارج و قد خرج الى
معسكرهم و هم مقيمون على انكار الحكومة ، فقال عليه السلام : أكلّكم شهد معنا صفّين ؟ فقالوا : منّا من شهد و منّا من
لم يشهد . قال : فامتازوا فرقتين ، فليكن من شهد صفّين فرقة ، و من لم يشهدها
فرقة ، حتّى أكلّم كلا منكم بكلامه . و نادى النّاس فقال : أمسكوا عن الكلام ، و
أنصتوا لقولي ، و أقبلوا بأفئدتكم إليّ ، فمن نشدناه شهادة فليقل بعلمه فيها .
ثمّ كلّمهم عليه السّلام بكلام طويل ، من جملته أن قال
عليه السّلام : ألم تقولوا عند رفعهم المصاحف حيلة و غيلة ، و مكرا و
خديعة : إخواننا و أهل دعوتنا ، استقالونا و استراحوا إلى كتاب اللّه سبحانه ،
فالرّأي القبول منهم و التّنفيس عنهم . فقلت لكم : هذا أمر ظاهره إيمان و باطنه
عدوان . و أوّله رحمة ، و آخره ندامة . فأقيموا على شأنكم ، و الزموا طريقتكم ،
و عضّوا على الجهاد بنواجذكم . و لا تلتفتوا إلى ناعق نعق : إن أجيب أضلّ ، و إن
ترك ذلّ . و قد كانت هذه الفعلة ، و قد رأيتكم أعطيتموها . و اللّه لئن أبيتها
ما وجبت عليّ فريضتها ، و لا حمّلني اللّه ذنبها . و و اللّه إن جئتها إنّي
للمحقّ الّذي يتّبع . و إنّ الكتاب لمعي ، ما فارقته مذ صحبته . فلقد كنّا مع
رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و إنّ القتل
ليدور على الآباء و الأبناء و الإخوان و القرابات ، فما نزداد على كلّ مصيبة و
شدّة إلاّ إيمانا ، و مضيّا على الحقّ ، و تسليما للأمر ، و صبرا على مضض الجراح
. و لكنّا إنّما أصبحنا نقاتل إخواننا في الإسلام على ما دخل فيه من الزّيغ و
الإعوجاج و الشّبهة و التّأويل . فإذا طمعنا في خصلة يلمّ اللّه بها شعثنا ، و
نتدانى بها إلى البقيّة فيما بيننا ، رغبنا فيها و أمسكنا عمّا سواها . ( الخطبة 120 ، 230 ) و من كلام له ( ع )
في التحكيم و ذلك بعد سماعه لأمر الحكمين : إنّا لم نحكّم الرّجال ، و
إنما حكّمنا القرآن . هذا القرآن إنّما هو خطّ مستور بين الدّفّتين ، لا ينطق
بلسان ، و لا بدّ له من ترجمان . و إنّما ينطق عنه الرّجال . و لمّا دعانا القوم
إلى أن نحكّم بيننا القرآن ، لم نكن الفريق المتولّي عن كتاب اللّه سبحانه و
تعالى ، و قد قال اللّه سبحانه : فَإنْ
تَنَازَعْتُم فِي شَي ءٍ فَرُدُّوهُ إلَى اللّهِ وَ الرَّسُولِ . فردّه إلى
اللّه أن نحكم بكتابه ، و ردّه إلى الرّسول أن نأخذ بسنّته . فإذا حكم بالصّدق
في كتاب اللّه ، فنحن أحقّ النّاس به ، و إن حكم بسنّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فنحن أحقّ النّاس و أولاهم بها
. و أمّا قولكم : لم جعلت بينك و بينهم أجلا في التّحكيم ؟ و من كلام له ( ع ) و
فيه يبين بعض أحكام الدين ، و يكشف للخوارج الشبهه و ينقض حكم الحكمين :
فإن أبيتم إلاّ أن تزعموا أنّي أخطأت و ضللت ، فلم تضلّلون عامّة أمّة محمّد صلّى اللّه عليه و آله بضلالي ، و تأخذونهم بخطئي ، و
تكفّرونهم بذنوبي سيوفكم على عواتقكم تضعونها مواضع البرء و السّقم ، و تخلطون
من أذنب بمن لم يذنب . و قد علمتم أنّ رسول اللّه صلّى
اللّه عليه و آله رجم الزّاني المحصن ، ثمّ صلّى عليه ، ثمّ ورّثه أهله .
و قتل القاتل و ورّث ميراثه أهله . و قطع السّارق و جلد الزّاني غير المحصن ،
ثمّ قسم عليهما من الفي ء ، و نكحا المسلمات . فأخذهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بذنونهم ، و أقام حقّ اللّه
فيهم ، و لم يمنعهم سهمهم من الإسلام ، و لم يخرج أسماءهم من بين أهله « كان من
زعم الخوارج ان من أخطأ و أذنب فقد كفر ، فأراد الامام
( ع ) أن يقيم الحجة على بطلان زعمهم بما رواه عن النبي ( ص ) » . ثمّ
أنتم شرار النّاس و من رمى به الشّيطان مراميه ، و ضرب به تيهه . و من كلام له ( ع )
في معنى الحكمين : فأجمع رأي ملئكم على أن اختاروا رجلين ، فأخذنا عليهما
أن يجعجعا عند القرآن ( أي يقيما ) ، و لا
يجاوزاه ، و تكون ألسنتهما معه و قلوبهما تبعه ، فتاها عنه ، و تركا الحقّ و هما
يبصرانه . و كان الجور هواهما ، و الاعوجاج رأيهما . و قد سبق استثناؤنا عليهما
في الحكم بالعدل و العمل بالحقّ ، سوء رأيهما و جور حكمهما ( أي أن وصية الامام ( ع ) لهما بأن لا يحكما الا بالعدل ، كانت
سابقة لمخالفتهما هذا الشرط ) ، و الثّقة في أيدينا لأنفسنا ، حين خالفا
سبيل الحقّ ، و أتيا بما لا يعرف من معكوس الحكم . (
الخطبة 175 ، 318 ) و قال
( ع ) في قوم من جند الكوفة لحقوا بالخوارج لينضموا اليهم : بُعْداً لَهُمْ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ أما لو أشرعت
الأسنّة إليهم ، و صبّت السّيوف على هاماتهم ، لقد ندموا على ما كان منهم . إنّ
الشّيطان اليوم قد استفلّهم ( أي دعاهم الى الانهزام عن
الجماعة ) و هو غدا متبرّي ء منهم ، و متخلّ عنهم . فحسبهم بخروجهم من
الهدى ، و ارتكاسهم في الضّلال و العمى ، و صدّهم عن الحقّ ، و جماحهم في التّيه
. ( الخطبة 179 ، 322 ) و قال ( ع ) للبرج بن مسهر الطائي و كان من
الخوارج ، و قد سمعه يقول : لا حكم الا للّه : أسكت قبّحك اللّه يا أثرم ، فو
اللّه لقد ظهر الحقّ ، فكنت فيه ضئيلا شخصك ، خفيّا صوتك ، حتّى إذا نعر الباطل ( أي صاح ) نجمت ( أي ظهرت )
نجوم قرن الماعز . ( الخطبة 182 ، 333 ) و من كلام له ( ع )
لما اضطرب عليه أصحابه في أمر الحكومة : أيّها النّاس ، إنّه لم يزل أمري
معكم على ما أحبّ ، حتّى نهكتكم الحرب . و قد و اللّه ، أخذت منكم و تركت ، و هي
لعدوّكم أنهك . لقد كنت أمس أميرا ، فأصبحت اليوم مأمورا . و من كلام له ( ع )
في شأن الحكمين : ألا و إنّ القوم اختاروا لأنفسهم أقرب القوم ممّا
تحبّون . و إنّكم اخترتم لأنفسكم أقرب القوم ممّا تكرهون . و إنّما عهدكم بعبد
اللّه بن قيس ( و هو أبو موسى الاشعري ) بالأمس
يقول « إنّها فتنة فقطّعوا أو تاركم ، و شيموا سيوفكم » فإن كان صادقا فقد أخطأ
بمسيره غير مستكره ، و إن كان كاذبا فقد لزمته التّهمة . فادفعوا في صدر عمرو بن
العاص بعبد اللّه بن العبّاس ، و خذوا مهل الأيّام ، و حوطوا قواصي الإسلام .
ألا ترون إلى بلادكم تغزى ، و إلى صفاتكم ترمى ( الخطبة
236 ، 438 ) و من
وصية له ( ع ) لعبد اللّه بن العباس ، لما بعثه للاحتجاج الى الخوارج : لا تخاصمهم بالقرآن ، فإنّ القرآن حمّال ذو وجوه ( أي
يحمل معاني كثيرة ) . تقول و يقولون . و لكن حاججهم بالسّنّة ، فإنّهم لن يجدوا
عنها محيصا ( أي مهربا ) . ( الخطبة 316 ، 563 ) و من كتاب له ( ع )
الى أبي موسى الاشعري جوابا في أمر الحكمين : فإنّ النّاس قد تغيّر كثير
منهم عن كثير من حظّهم ( يقصد به حظهم الحقيقي و هو نيل
السعادة بنصرة الحق ) ، فمالوا مع الدّنيا و نطقوا بالهوى . و إنّي نزلت
من هذا الأمر ( أي الخلافة ) منزلا معجبا ( أي موجبا التعجب ) ، اجتمع به أقوام أعجبتهم أنفسهم
. فإنّي أداوي منهم قرحا ( مجاز عن فساد ضمائرهم ) أخاف أن يكون علقا ( أي ان يكون صار في الجرح دما غليظا جامدا تصعب معه مداواة
الجرح ) . و ليس رجل فاعلم أحرص على أمّة محمّد صلّى
اللّه عليه و آله و سلّم و ألفتها منّي ، أبتغي بذلك حسن الثّواب و كرم
المآب . و سأفي بالّذي وأيت على نفسي ( أي أخذت عليها )
. و إن تغيّرت عن صالح ما فارقتني عليه ، فإن الشّقيّ من حرم نفع ما أوتي من
العقل و التّجربة ، و قال
( ع ) في الذين اعتزلوا القتال معه : خذلوا الحقّ و لم ينصروا الباطل . ( 17 ح ، 567 ) و سمع ( ع ) رجلا من
الحرورية ( و هم الخوارج الذين خرجوا عليه
بحروراء ) يتهجد و يقرأ ، فقال ( ع ) :
نوم على يقين ، خير من صلاة في شكّ . ( 97 ح ، 582 ) و قال ( ع ) لما سمع
قول الخوارج « لا حكم الا للّه » : كلمة حقّ يراد بها باطل . ( 198 ح ، 602 ) |
|
( 200 ) موقعة
النهروان
|
|
قال الامام علي ( ع
) : و قال ( ع ) لما عزم
على حرب الخوارج ، و قيل له ان القوم عبروا جسر النهروان : مصارعهم دون
النّطفة ( أي ماء النهر ) و اللّه لا يفلت منهم
عشرة ، و لا يهلك منكم عشرة . ( الخطبة 58 ، 114 ) و قال ( ع ) لما قتل الخوارج ، فقيل له : يا أمير المؤمنين ، هلك القوم بأجمعهم ، فقال : كلاّ و
اللّه ، إنّهم نطف في أصلاب الرّجال ، و قرارات النّساء كلّما نجم ( أي ظهر ) منهم قرن قطع ، حتّى يكون آخرهم لصوصا
سلاّبين . ( الخطبة 58 ، 115 ) أمّا بعد حمد اللّه ، و الثّناء عليه . أيّها
النّاس ، فإنّي فقأت عين الفتنة ( يعني الخوارج )
و لم يكن ليجتري ء عليها أحد غيري ، بعد أن ماج غيهبها (
أي ظلمتها ) ، و اشتدّ كلبها . ( الخطبة 91 ،
183 ) و قال ( ع ) و قد مر
بقتلى الخوارج يوم النهروان : بؤسا لكم ، لقد ضرّكم من غرّكم . فقيل له :
من غرّهم يا أمير المؤمنين ؟ فقال : الشّيطان المضلّ ، و الأنفس الأمّارة
بالسّوء ، غرّتهم بالأمانيّ ، و فسحت لهم بالمعاصي ، و وعدتهم الإظهار ، فاقتحمت
بهم النّار . ( 323 ح ، 631 ) |
|
الفصل الرابع و العشرون موقعة النهروان
|
|
مدخل : موقعة النهروان« عند نهر النهروان في العراق »
|
|
بعد ان أنهزم
معاوية في موقعة صفين انهزاما ذريعا ، و قد كاد ان يفنى جيشه ، أشار عليه عمرو
بن العاص برفع المصاحف على الرماح . فقامت فئة من جيش الامام علي ( ع ) تدعوه الى التحكيم و هم الخوارج . و دفعوا بأبي
موسى الأشعري حكما في وجه عمرو بن العاص . فحذرهم
الامام ( ع ) من خديعة التحكيم و أنها حيلة كاذبة . فلما أصروا على رأيهم
، قال لهم : اذا كان لا بد من التحكيم فليكن لعبد اللّه بن عباس ، دون أبي موسى
الاشعري ، لان الاشعري رجل مغفل أحمق ، و كانت سمعته عند الامام ( ع ) غير حسنة . |
|
( 199 )
الخوارج التحكيم و أبو موسى الأشعري
|
|
قال
الامام علي ( ع ) : و من كلام له ( ع ) كلم به الخوارج حين
اعتزلوا الحكومة و تنادوا : ( الا حكم
إلاّ للّه ) و شرطوا عليه في دعوتهم الى طاعته ان يعترف بأنه كان قد كفر ثم
آمن : أصابكم حاصب ، و لا بقي منكم آبر . أبعد إيماني باللّه ، و جهادي مع رسول
اللّه صلّى اللّه عليه و آله أشهد على نفسي بالكفر لَقَدْ ضَلَلْتُ إذاً وَ مَا
أَنَا مِنَ المُهْتَدِينَ فأوبوا شرّ مآب ، و ارجعوا على أثر الأعقاب . أما
إنّكم ستلقون بعدي ذلاّ شاملا ، و سيفا قاطعا ، و أثرة يتّخذها الظّالمون فيكم
سنّة . ( الخطبة 58 ، 113 ) و قال ( ع ) في الخوارج : لا تقاتلوا الخوارج بعدي ( يقصد
ابناء الخوارج و أحفادهم ) ، فليس من طلب الحقّ فأخطأه ( يعني الخوارج ) كمن طلب الباطل فأدركه ( يعني معاوية و اصحابه ) . الخطبة
59 ، 115 ) و من كلام له ( ع )
بعد ليلة الهرير ، و قد قام اليه رجل من اصحابه فقال : نهيتنا عن الحكومة
ثم أمرتنا بها ، فلم ندر أي الامرين أرشد ؟ فصفق عليه
السلام احدى يديه على الاخرى ثم قال : هذا جزاء من ترك العقدة . أما و
اللّه لو أنّي حين أمرتكم بما أمرتكم به حملتكم على المكروه الّذي يجعل اللّه
فيه خيرا ، فإن استقمتم هديتكم ، و إن اعوججتم قوّمتكم ، و إن أبيتم تداركتكم
لكانت الوثقى . و لكن بمن و إلى من ؟ و من كلام له ( ع ) قاله للخوارج و قد خرج الى
معسكرهم و هم مقيمون على انكار الحكومة ، فقال عليه السلام : أكلّكم شهد معنا صفّين ؟ فقالوا : منّا من شهد و منّا من
لم يشهد . قال : فامتازوا فرقتين ، فليكن من شهد صفّين فرقة ، و من لم يشهدها
فرقة ، حتّى أكلّم كلا منكم بكلامه . و نادى النّاس فقال : أمسكوا عن الكلام ، و
أنصتوا لقولي ، و أقبلوا بأفئدتكم إليّ ، فمن نشدناه شهادة فليقل بعلمه فيها .
ثمّ كلّمهم عليه السّلام بكلام طويل ، من جملته أن قال
عليه السّلام : ألم تقولوا عند رفعهم المصاحف حيلة و غيلة ، و مكرا و
خديعة : إخواننا و أهل دعوتنا ، استقالونا و استراحوا إلى كتاب اللّه سبحانه ،
فالرّأي القبول منهم و التّنفيس عنهم . فقلت لكم : هذا أمر ظاهره إيمان و باطنه
عدوان . و أوّله رحمة ، و آخره ندامة . فأقيموا على شأنكم ، و الزموا طريقتكم ،
و عضّوا على الجهاد بنواجذكم . و لا تلتفتوا إلى ناعق نعق : إن أجيب أضلّ ، و إن
ترك ذلّ . و قد كانت هذه الفعلة ، و قد رأيتكم أعطيتموها . و اللّه لئن أبيتها
ما وجبت عليّ فريضتها ، و لا حمّلني اللّه ذنبها . و و اللّه إن جئتها إنّي
للمحقّ الّذي يتّبع . و إنّ الكتاب لمعي ، ما فارقته مذ صحبته . فلقد كنّا مع
رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و إنّ القتل
ليدور على الآباء و الأبناء و الإخوان و القرابات ، فما نزداد على كلّ مصيبة و
شدّة إلاّ إيمانا ، و مضيّا على الحقّ ، و تسليما للأمر ، و صبرا على مضض الجراح
. و لكنّا إنّما أصبحنا نقاتل إخواننا في الإسلام على ما دخل فيه من الزّيغ و
الإعوجاج و الشّبهة و التّأويل . فإذا طمعنا في خصلة يلمّ اللّه بها شعثنا ، و
نتدانى بها إلى البقيّة فيما بيننا ، رغبنا فيها و أمسكنا عمّا سواها . ( الخطبة 120 ، 230 ) و من كلام له ( ع )
في التحكيم و ذلك بعد سماعه لأمر الحكمين : إنّا لم نحكّم الرّجال ، و
إنما حكّمنا القرآن . هذا القرآن إنّما هو خطّ مستور بين الدّفّتين ، لا ينطق
بلسان ، و لا بدّ له من ترجمان . و إنّما ينطق عنه الرّجال . و لمّا دعانا القوم
إلى أن نحكّم بيننا القرآن ، لم نكن الفريق المتولّي عن كتاب اللّه سبحانه و
تعالى ، و قد قال اللّه سبحانه : فَإنْ
تَنَازَعْتُم فِي شَي ءٍ فَرُدُّوهُ إلَى اللّهِ وَ الرَّسُولِ . فردّه إلى
اللّه أن نحكم بكتابه ، و ردّه إلى الرّسول أن نأخذ بسنّته . فإذا حكم بالصّدق
في كتاب اللّه ، فنحن أحقّ النّاس به ، و إن حكم بسنّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فنحن أحقّ النّاس و أولاهم بها
. و أمّا قولكم : لم جعلت بينك و بينهم أجلا في التّحكيم ؟ و من كلام له ( ع ) و
فيه يبين بعض أحكام الدين ، و يكشف للخوارج الشبهه و ينقض حكم الحكمين :
فإن أبيتم إلاّ أن تزعموا أنّي أخطأت و ضللت ، فلم تضلّلون عامّة أمّة محمّد صلّى اللّه عليه و آله بضلالي ، و تأخذونهم بخطئي ، و
تكفّرونهم بذنوبي سيوفكم على عواتقكم تضعونها مواضع البرء و السّقم ، و تخلطون
من أذنب بمن لم يذنب . و قد علمتم أنّ رسول اللّه صلّى
اللّه عليه و آله رجم الزّاني المحصن ، ثمّ صلّى عليه ، ثمّ ورّثه أهله .
و قتل القاتل و ورّث ميراثه أهله . و قطع السّارق و جلد الزّاني غير المحصن ،
ثمّ قسم عليهما من الفي ء ، و نكحا المسلمات . فأخذهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بذنونهم ، و أقام حقّ اللّه
فيهم ، و لم يمنعهم سهمهم من الإسلام ، و لم يخرج أسماءهم من بين أهله « كان من
زعم الخوارج ان من أخطأ و أذنب فقد كفر ، فأراد الامام
( ع ) أن يقيم الحجة على بطلان زعمهم بما رواه عن النبي ( ص ) » . ثمّ
أنتم شرار النّاس و من رمى به الشّيطان مراميه ، و ضرب به تيهه . و من كلام له ( ع )
في معنى الحكمين : فأجمع رأي ملئكم على أن اختاروا رجلين ، فأخذنا عليهما
أن يجعجعا عند القرآن ( أي يقيما ) ، و لا
يجاوزاه ، و تكون ألسنتهما معه و قلوبهما تبعه ، فتاها عنه ، و تركا الحقّ و هما
يبصرانه . و كان الجور هواهما ، و الاعوجاج رأيهما . و قد سبق استثناؤنا عليهما
في الحكم بالعدل و العمل بالحقّ ، سوء رأيهما و جور حكمهما ( أي أن وصية الامام ( ع ) لهما بأن لا يحكما الا بالعدل ، كانت
سابقة لمخالفتهما هذا الشرط ) ، و الثّقة في أيدينا لأنفسنا ، حين خالفا
سبيل الحقّ ، و أتيا بما لا يعرف من معكوس الحكم . (
الخطبة 175 ، 318 ) و قال
( ع ) في قوم من جند الكوفة لحقوا بالخوارج لينضموا اليهم : بُعْداً لَهُمْ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ أما لو أشرعت
الأسنّة إليهم ، و صبّت السّيوف على هاماتهم ، لقد ندموا على ما كان منهم . إنّ
الشّيطان اليوم قد استفلّهم ( أي دعاهم الى الانهزام عن
الجماعة ) و هو غدا متبرّي ء منهم ، و متخلّ عنهم . فحسبهم بخروجهم من
الهدى ، و ارتكاسهم في الضّلال و العمى ، و صدّهم عن الحقّ ، و جماحهم في التّيه
. ( الخطبة 179 ، 322 ) و قال ( ع ) للبرج بن مسهر الطائي و كان من
الخوارج ، و قد سمعه يقول : لا حكم الا للّه : أسكت قبّحك اللّه يا أثرم ، فو
اللّه لقد ظهر الحقّ ، فكنت فيه ضئيلا شخصك ، خفيّا صوتك ، حتّى إذا نعر الباطل ( أي صاح ) نجمت ( أي ظهرت )
نجوم قرن الماعز . ( الخطبة 182 ، 333 ) و من كلام له ( ع )
لما اضطرب عليه أصحابه في أمر الحكومة : أيّها النّاس ، إنّه لم يزل أمري
معكم على ما أحبّ ، حتّى نهكتكم الحرب . و قد و اللّه ، أخذت منكم و تركت ، و هي
لعدوّكم أنهك . لقد كنت أمس أميرا ، فأصبحت اليوم مأمورا . و من كلام له ( ع )
في شأن الحكمين : ألا و إنّ القوم اختاروا لأنفسهم أقرب القوم ممّا
تحبّون . و إنّكم اخترتم لأنفسكم أقرب القوم ممّا تكرهون . و إنّما عهدكم بعبد
اللّه بن قيس ( و هو أبو موسى الاشعري ) بالأمس
يقول « إنّها فتنة فقطّعوا أو تاركم ، و شيموا سيوفكم » فإن كان صادقا فقد أخطأ
بمسيره غير مستكره ، و إن كان كاذبا فقد لزمته التّهمة . فادفعوا في صدر عمرو بن
العاص بعبد اللّه بن العبّاس ، و خذوا مهل الأيّام ، و حوطوا قواصي الإسلام .
ألا ترون إلى بلادكم تغزى ، و إلى صفاتكم ترمى ( الخطبة
236 ، 438 ) و من
وصية له ( ع ) لعبد اللّه بن العباس ، لما بعثه للاحتجاج الى الخوارج : لا تخاصمهم بالقرآن ، فإنّ القرآن حمّال ذو وجوه ( أي
يحمل معاني كثيرة ) . تقول و يقولون . و لكن حاججهم بالسّنّة ، فإنّهم لن يجدوا
عنها محيصا ( أي مهربا ) . ( الخطبة 316 ، 563 ) و من كتاب له ( ع )
الى أبي موسى الاشعري جوابا في أمر الحكمين : فإنّ النّاس قد تغيّر كثير
منهم عن كثير من حظّهم ( يقصد به حظهم الحقيقي و هو نيل
السعادة بنصرة الحق ) ، فمالوا مع الدّنيا و نطقوا بالهوى . و إنّي نزلت
من هذا الأمر ( أي الخلافة ) منزلا معجبا ( أي موجبا التعجب ) ، اجتمع به أقوام أعجبتهم أنفسهم
. فإنّي أداوي منهم قرحا ( مجاز عن فساد ضمائرهم ) أخاف أن يكون علقا ( أي ان يكون صار في الجرح دما غليظا جامدا تصعب معه مداواة
الجرح ) . و ليس رجل فاعلم أحرص على أمّة محمّد صلّى
اللّه عليه و آله و سلّم و ألفتها منّي ، أبتغي بذلك حسن الثّواب و كرم
المآب . و سأفي بالّذي وأيت على نفسي ( أي أخذت عليها )
. و إن تغيّرت عن صالح ما فارقتني عليه ، فإن الشّقيّ من حرم نفع ما أوتي من
العقل و التّجربة ، و قال
( ع ) في الذين اعتزلوا القتال معه : خذلوا الحقّ و لم ينصروا الباطل . ( 17 ح ، 567 ) و سمع ( ع ) رجلا من
الحرورية ( و هم الخوارج الذين خرجوا عليه
بحروراء ) يتهجد و يقرأ ، فقال ( ع ) :
نوم على يقين ، خير من صلاة في شكّ . ( 97 ح ، 582 ) و قال ( ع ) لما سمع
قول الخوارج « لا حكم الا للّه » : كلمة حقّ يراد بها باطل . ( 198 ح ، 602 ) |
|
( 200 ) موقعة
النهروان
|
|
قال الامام علي ( ع
) : و قال ( ع ) لما عزم
على حرب الخوارج ، و قيل له ان القوم عبروا جسر النهروان : مصارعهم دون
النّطفة ( أي ماء النهر ) و اللّه لا يفلت منهم
عشرة ، و لا يهلك منكم عشرة . ( الخطبة 58 ، 114 ) و قال ( ع ) لما قتل الخوارج ، فقيل له : يا أمير المؤمنين ، هلك القوم بأجمعهم ، فقال : كلاّ و
اللّه ، إنّهم نطف في أصلاب الرّجال ، و قرارات النّساء كلّما نجم ( أي ظهر ) منهم قرن قطع ، حتّى يكون آخرهم لصوصا
سلاّبين . ( الخطبة 58 ، 115 ) أمّا بعد حمد اللّه ، و الثّناء عليه . أيّها
النّاس ، فإنّي فقأت عين الفتنة ( يعني الخوارج )
و لم يكن ليجتري ء عليها أحد غيري ، بعد أن ماج غيهبها (
أي ظلمتها ) ، و اشتدّ كلبها . ( الخطبة 91 ،
183 ) و قال ( ع ) و قد مر
بقتلى الخوارج يوم النهروان : بؤسا لكم ، لقد ضرّكم من غرّكم . فقيل له :
من غرّهم يا أمير المؤمنين ؟ فقال : الشّيطان المضلّ ، و الأنفس الأمّارة
بالسّوء ، غرّتهم بالأمانيّ ، و فسحت لهم بالمعاصي ، و وعدتهم الإظهار ، فاقتحمت
بهم النّار . ( 323 ح ، 631 ) |