- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
الفصل الرابع عشر الامامة الخاصة
|
|
مدخل :
|
|
يعتقد أتباع أهل البيت ( ع ) بأن اللّه سبحانه و تعالى هو المشرع الذي شرّع الاحكام
لبني آدم ليسيروا عليها ، و أن النبي محمدا ( ص )
هو المبلغ للشريعة ، ما زال يقوم بالتبليغ حتى قال : أليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ
دِيْنَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيْتُ لَكُمُ الإسْلامَ
دِيناً . من ذلك حديث الثقلين . قال النبي ( ص ) : « أيها الناس . يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب ، و أني
تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا ، الثقلين : كتاب اللّه و عترتي
أهل بيتي ، فلا تقدموهما فتهلكوا و لا تتأخروا عنهما فتهلكوا ، و لا تعلموهم فإنهم
اعلم منكم . و ان اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ،
فانظروا كيف تخلفونّي فيهما » . |
|
( 117 ) أئمة أهل البيت ( ع ) هم حجج اللّه
على عباده
|
|
مدخل :
|
|
ذكرنا سابقا أن اللّه تعالى لا يترك عباده بعد النبي ( ص
) بدون حافظ للدين و إمام للمسلمين . فتكون الحجة بوجوده قائمة على الخلق . |
|
النصوص :
|
|
قال الامام علي ( ع ) : و قال
( ع ) : لا يقاس بآل محمّد صلّى اللّه
عليه و آله من هذه الأمّة أحد ، و لا يسوّى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا
: هم أساس الدّين ، و عماد اليقين . إليهم يفي ء الغالي ، و بهم يلحق التّالي .
و لهم خصائص حقّ الولاية ، و فيهم الوصيّة و الوراثة . الآن إذ ( بمعنى قد )
رجع الحقّ إلى أهله ، و نقل إلى منتقله . ( الخطبة 2 ،
38 ) أين الّذين زعموا
أنّهم الرّاسخون في العلم دوننا ، كذبا و بغيا علينا ؟ .
. . بنا يستعطى الهدى و يستجلى العمى . ( الخطبة
142 ، 255 ) و إنّما الأئمّة
قوّام اللّه على خلقه ، و عرفاؤه على عباده . و لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفهم و
عرفوه ، و لا يدخل النّار إلاّ من أنكرهم و أنكروه . (
الخطبة 150 ، 267 ) نحن الشّعار و
الأصحاب ، و الخزنة و الأبواب ، و لا تؤتى البيوت إلاّ من أبوابها ، فمن أتاها
من غير أبوابها سمّي سارقا . فيهم كرائم القرآن ، و هم كنوز الرّحمن . إن نطقوا
صدقوا ، و إن صمتوا لم يسبقوا . ( الخطبة 152 ، 270 ) هم عيش العلم ، و
موت الجهل . يخبركم حلمهم عن علمهم ، و ظاهرهم عن باطنهم ، و صمتهم عن حكم
منطقهم . لا يخالفون الحقّ و لا يختلفون فيه . و هم دعائم الإسلام ، و ولائج
الإعتصام . بهم عاد الحقّ إلى نصابه ، و انزاح الباطل عن مقامه ، و انقطع لسانه
عن منبته . عقلوا الدّين عقل وعاية و رعاية ، لا عقل سماع و رواية . فإنّ رواة
العلم كثير ، و رعاته قليل . ( الخطبة 237 ، 439 ) نحن النّمرقة
الوسطى ، بها يلحق التّالي و إليها يرجع الغالي ( أي
المغالي ) . ( 109 ح ، 585 ) |
|
( 118 ) الائمة الاثنا عشر
|
|
قال الامام علي ( ع ) : ألا بأبي و أمّي
، هم من عدّة ، أسماؤهم في السّماء معروفة ، و في الأرض مجهولة . ( الخطبة 185 ، 346 ) و قال
( ع ) لكميل بن زياد : اللّهمّ بلى لا
تخلو الأرض من قائم للّه بحجّة . إمّا ظاهرا مشهورا ، أو خائفا مغمورا ، لئلاّ
تبطل حجج اللّه و بيّناته . و كم ذا و أين أولئك (
استفهام عن عدد القائمين للّه و امكنتهم ) ؟ أولئك و اللّه الأقلّون عددا
، و الأعظمون عند اللّه قدرا . يحفظ اللّه بهم حججه و بيّناته ، حتّى يودعوها
نظراءهم ، و يزرعوها في قلوب أشباههم . ( 147 ح ، 595 ) |
|
( 119 ) أهل البيت ( ع )
|
|
المقام
السامي لأهل البيت ( ع ) و بعض خصائصهم و كراماتهم وجوب اتباع أئمة أهل البيت ( ع
) الأئمة سبيل
النجاة
|
|
مدخل :
|
|
نقصد بأهل البيت ( ع ) في حياة النبي ( ص )
الخمسة أصحاب العباء و هم : النبي ( ص ) و الامام علي و فاطمة و الحسن و الحسين
( ع ) . و بشكل عام نقصد بهم : النبي ( ص ) و فاطمة ، |
|
النصوص :
|
|
قال الامام علي ( ع ) : لا يقاس بآل محمّد صلّى اللّه عليه و آله من هذه الأمّة أحد
، و لا يسوّى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا . هم أساس الدّين ، و عماد اليقين .
إليهم يفي ء الغالي ، و بهم يلحق التّالي ، و لهم خصائص حقّ الولاية ، و فيهم
الوصيّة و الوراثة ، الآن إذ رجع الحقّ إلى أهله ، و نقل إلى منتقله . ( الخطبة 2 ، 38 ) بنا اهتديتم في
الظّلماء ، و تسنّمتم ذروة العلياء ، و بنا انفجرتم عن السّرار ( السرار : آخر ليلة في الشهر يختفي فيها القمر و هو كناية عن
الظلام ) . ( الخطبة 4 ، 45 ) و قال ( ع ) عن حاله قبل البيعة له : فنظرت فإذا ليس لي معين إلاّ أهل بيتي ، فضننت بهم عن
الموت . ( الخطبة 26 ، 74 ) لما انتهت الى
الامام ( ع ) أنباء السقيفة قال : فماذا قالت قريش ؟ قالوا : احتجّت بأنّها شجرة
الرّسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم . فقال
عليه السّلام : احتجّوا بالشّجرة ، و أضاعوا الثّمرة «
يعني عترة النبي ( ص ) » . ( الخطبة 65 ، 122 )
رحم اللّه امرءا سمع حكما فوعى . . . و أخذ
بحجزة هاد فنجا . ( الخطبة 74 ، 130 ) فأين
تذهبون ، و أنّى تؤفكون ؟ و الأعلام قائمة ، و الآيات واضحة ، و المنار منصوبة ،
فأين يتاه بكم ، و كيف تعمهون ؟ و بينكم عترة نبيّكم و هم أزمّة الحقّ و أعلام
الدّين و ألسنة الصّدق . فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن ، و ردوهم ورود الهيم
العطاش . أيّها النّاس : خذوها عن خاتم النّبيّين صلّى اللّه عليه و آله و
سلّم ( إنّه يموت من مات منّا و ليس بميّت ، و
يبلى من بلي منّا و ليس ببال ) . فلا تقولوا بما لا تعرفون ، فإنّ أكثر
الحقّ فيما تنكرون . و اعذروا من لا حجّة لكم عليه و هو أنا ألم أعمل فيكم
بالثّقل الأكبر ( أي القرآن ) ؟ و أترك فيكم
الثّقل الأصغر ( أي الحسن و الحسين ) ؟ . نحن أهل البيت ، منها ( أي الفتن
) بمنجاة ، و لسنا فيها بدعاة . ( الخطبة 91 ،
184 ) عترته خير العتر ، و أسرته خير الأسر ، و شجرته خير
الشّجر ، نبتت في حرم ، و بسقت في كرم ، لها فروع طوال ، و ثمر لا ينال . ( الخطبة 92 ، 186 ) انظروا أهل بيت
نبيّكم ، فالزموا سمتهم ، و اتّبعوا أثرهم ، فلن يخرجوكم من هدى ، و لن يعيدوكم
في ردى . فإن لبدوا فالبدوا ، و إن نهضوا فانهضوا . و لا تسبقوهم فتضلّوا ، و لا
تتأخّروا عنهم فتهلكوا . ( الخطبة 95 ، 190 ) و قال ( ع ) بعد ذكر النبي ( ص ) : و خلّف فينا راية الحقّ ، من تقدّمها مرق ، و من تخلّف
عنها زهق ، و من لزمها لحق ، دليلها ( أي الامام علي
عليه السلام ) مكيث الكلام ( أي رزين )
بطي ء القيام ، سريع إذا قام . ( الخطبة 98 ، 193 ) ألا إنّ مثل آل
محمّد صلّى اللّه عليه و آله ، كمثل نجوم
السّماء ، إذا خوى نجم طلع نجم . فكأنّكم قد تكاملت من اللّه فيكم الصّنائع ، و
أراكم ما كنتم تأملون . ( الخطبة 98 ، 194 ) أيّها النّاس : استصبحوا من شعلة مصباح واعظ متّعظ ، و
امتاحوا من صفو عين قد روّقت من الكدر ( يقصد نفسه عليه
السلام ) . ( الخطبة 103 ، 200 ) نحن شجرة
النّبوّة ، و محطّ الرّسالة ، و مختلف الملائكة ، و معادن العلم ، و ينابيع
الحكم . ناصرنا و محبّنا ينتظر الرّحمة ، و عدوّنا و مبغضنا ينتظر السّطوة . ( الخطبة 107 ، 213 ) . . . و عندنا أهل البيت أبواب الحكم و ضياء الأمر . ( الخطبة 118 ، 228 ) فالزموا السّنن
القائمة و الآثار البيّنة ، و العهد القريب الّذي عليه باقي النّبوّة . ( الخطبة 136 ، 250 ) و قال الامام ( ع ) عن منزلة الائمة الاطهار : أين الّذين زعموا أنّهم الرّاسخون في العلم دوننا ، كذبا
و بغيا علينا ، أن رفعنا اللّه و وضعهم ، و أعطانا و حرمهم ، و أدخلنا و أخرجهم
. بنا يستعطى الهدى ، و يستجلى العمى . إنّ الأئمّة من قريش غرسوا في هذا البطن
من هاشم ، لا تصلح على سواهم ، و لا تصلح الولاة من غيرهم . ( الخطبة 142 ، 255 ) ثم قال
( ع ) فيمن تركوا أهل البيت و اتبعوا غيرهم : آثروا عاجلا ، و أخّروا آجلا ، و تركوا صافيا ، و شربوا آجنا . كأنّي أنظر
إلى فاسقهم ، و قد صحب المنكر فألفه . . . ( الخطبة 142
، 255 ) و اعلموا أنّكم
لن تعرفوا الرّشد حتّى تعرفوا الّذي تركه ، و لن تأخذوا بمثاق الكتاب حتّى
تعرفوا الّذي نقضه ، و لن تمسّكوا به حتّى تعرفوا الّذي نبذه . فالتمسوا ذلك من
عند أهله ، فإنّهم عيش العلم ، و موت الجهل . هم الّذين يخبركم حكمهم عن علمهم ،
و صمتهم عن منطقهم ، و ظاهرهم عن باطنهم . لا يخالفون الدّين و لا يختلفون فيه ،
فهو بينهم شاهد صادق ، و صامت ناطق . ( الخطبة 145 ،
260 ) و قال
( ع ) عن أئمة الدين ، و ذلك من خطبة خطبها بعد مقتل عثمان : قد طلع طالع ، و لمع لامع ، و لاح لائح ، و اعتدل مائل .
و استبدل اللّه بقوم قوما ، و بيوم يوما . و انتظرنا الغير انتظار المجدب المطر
. و إنّما الأئمّة قوّام اللّه على خلقه ، و عرفاؤه على عباده . نحن الشّعار و
الأصحاب و الخزنة و الأبواب . و لا تؤتى البيوت إلاّ من أبوابها . فمن أتاها من
غير أبوابها سمّي سارقا . أسرته خير أسرة ،
و شجرته خير شجرة . أغصانها معتدلة ، و ثمارها متهدّلة . ( الخطبة 159 ، 285 ) ألا بأبي و أمّي
، هم من عدّة ، أسماؤهم في السّماء معروفة ، و في الأرض مجهولة . ( الخطبة 185 ، 346 ) إنّما مثلي بينكم
كمثل السّراج في الظّلمة ، يستضي ء به من ولجها . (
الخطبة 185 ، 347 ) . . . فإنّه من مات منكم على فراشه ، و هو على معرفة حقّ ربّه
و حقّ رسوله و أهل بيته ، مات شهيدا . ( الخطبة 188 ،
353 ) أيّها النّاس ،
من سلك الطّريق الواضح ورد الماء ، و من خالف وقع في التّيه . ( الخطبة 199 ، 395 ) فنظرت فإذا ليس
لي رافد و لا ذابّ و لا مساعد إلاّ أهل بيتي ، فضننت بهم عن المنيّة . ( الخطبة 215 ، 413 ) فقلت : أصلة أم زكاة أم صدقة ؟ فذلك محرّم علينا أهل
البيت ؟ فقال : لا ذا و لا ذاك و لكنّها هديّة . (
الخطبة 222 ، 426 ) و قال ( ع ) بعد أن أقدم أحدهم على الكلام فحصر : ألا
و إنّ اللّسان بضعة من الإنسان ، فلا يسعده القول إذا امتنع ، و لا يمهله النّطق
إذا اتّسع . و إنّا لأمراء الكلام ، و فينا تنشّبت عروقه ، و علينا تهدّلت غصونه
. ( الخطبة 231 ، 434 ) و قال
( ع ) يذكر آل محمد ( ص ) : هم عيش العلم و
موت الجهل . يخبركم حلمهم عن علمهم ، و ظاهرهم عن باطنهم ، و صمتهم عن حكم
منطقهم . لا يخالفون الحقّ و لا يختلفون فيه . و هم دعائم الإسلام و ولائج
الاعتصام . بهم عاد الحقّ إلى نصابه ، و انزاح الباطل عن مقامه ، و انقطع لسانه
عن منبته . عقلوا الدّين عقل وعاية و رعاية ، لا عقل سماع و رواية . فإنّ رواة
العلم كثير ، و رعاته قليل . ( الخطبة 237 ، 439 ) و صلّى اللّه على
سيّدنا محمّد النّبيّ الأمّيّ ، و على آله مصابيح الدّجى و العروة الوثقى ، و
سلّم تسليما كثيرا . ( الخطبة 239 ، 441 ) و من كتاب له ( ع ) الى أهل الكوفة بعد فتح البصرة : و
جزاكم اللّه من أهل مصر عن أهل بيت نبيّكم ، أحسن ما يجزي العاملين بطاعته ، و
الشّاكرين لنعمته فقد سمعتم و أطعتم ، و دعيتم فأجبتم . ( الخطبة 241 ، 443 ) و كان رسول اللّه
صلّى اللّه عليه و آله إذا احمرّ البأس ( أي اشتد القتال ) و أحجم النّاس ، قدّم أهل بيته ،
فوقى بهم أصحابه حرّ السّيوف و الأسنّة . فقتل عبيدة بن
الحارث يوم بدر ، و قتل حمزة يوم أحد ، و
قتل جعفر يوم مؤتة . و أراد من لو شئت ذكرت اسمه
( يريد بذلك نفسه عليه السلام ) مثل الّذي
أرادوا من الشّهادة ، و لكنّ آجالهم عجّلت ، و منيّته أجّلت . ( الخطبة 248 ، 448 ) و من أجمل ذلك مناظرته ( ع ) مع معاوية مبينا فضل بني هاشم
على غيرهم ، و أحقيته بالقرابة و الطاعة : أ لا ترى غير مخبر لك ، و لكن
بنعمة اللّه أحدّث ، أنّ قوما استشهدوا في سبيل اللّه تعالى من المهاجرين و
الأنصار و لكلّ فضل حتّى إذا استشهد شهيدنا قيل : سيّد الشّهداء ، ( يقصد حمزة عم النبي ) ، و خصّه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بسبعين تكبيرة عند صلاته عليه
أو لا ترى أنّ قوما قطّعت أيديهم في سبيل اللّه و لكلّ فضل حتّى إذا فعل بواحدنا
ما فعل بواحدهم ، قيل : الطّيّار في الجّنة و ذو
الجناحين ( يقصد أخاه جعفر ) و لولا ما نهى
اللّه عنه من تزكية المرء نفسه ، لذكر ذاكر فضائل جمّة ، تعرفها قلوب المؤمنين ،
و لا تمجّها آذان السّامعين . فدع عنك من مالت به الرّميّة ، فإنّا صنائع ربّنا
، و النّاس بعد صنائع لنا . لم يمنعنا قديم عزّنا ، و لا عاديّ طولنا على قومك ،
أن خلطناكم بأنفسنا ، فنكحنا و أنكحنا فعل الأكفاء ، و لستم هناك و أنّى يكون
ذلك ، و منّا النّبيّ و منكم المكذّب ( يقصد أبا جهل ) ،
و منّا أسد اللّه و منكم أسد الأحلاف ( يقصد أبا سفيان ) ، و منّا سيّدا شباب أهل الجنّة و منكم صبية النّار (
يقصد أولاد مروان بن الحكم ) ، و منّا خير نساء
العالمين و منكم حمّالة الحطب ( و هي أم جميل
بنت حرب عمة معاوية و زوجة أبي لهب ) ، في كثير ممّا لنا و عليكم . فإسلامنا قد سمع ، و جاهليّتنا لا تدفع ( أي أن شرفنا في الجاهلية لا ينكر ) . و كتاب اللّه
يجمع لنا ما شذّ عنّا ، و هو قوله سبحانه و تعالى وَ
أُوْلُوا الارْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ و قوله
تعالى إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَ هذَا
النَّبِيُّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا . وَ اللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ .
فنحن مرّة أولى بالقرابة ، و تارة أولى بالطّاعة . .
الخطبة 267 ، 468 ) و قال ( ع ) من كتاب له الى عثمان بن حنيف عامله على البصرة :
ألا و إنّ لكلّ مأموم إماما يقتدي به ، و يستضي ء بنور علمه . ( الخطبة 284 ، 505 ) نحن النّمرقة ( أي الوسادة ) الوسطى ، بها يلحق التّالي ، و إليها
يرجع الغّالي ( أي أن أهل البيت هم القدوة المعتدلة
للدنيا و الآخرة . فمن تقدمهم عصى و ظلم ، و من تأخر عنهم هوى و هلك ، و من
اقتدى بهم اهتدى و سلم . و قد قيل خير الامور أوسطها ) . ( 109 ح ، 585 ) من أحبّنا أهل
البيت فليستعدّ للفقر جلبابا . ( 112 ح ، 586 ) و سئل ( ع ) عن بني هاشم و بني أمية فقال : و أمّا نحن فأبذل لما في أيدينا ، و أسمحعند الموت
بنفوسنا . و هم أكثر و أمكر و أنكر ، و نحن أفصح و أنصح و أصبح . ( 120 ح ، 587 ) روى
الشريف الرضي عليه الرحمة عن كميل بن زياد أنه قال : أخذ بيدي أمير المؤمنين ( ع )
فأخرجني الى الجبان ، فلما أصح ر تنفس الصعداء ، ثم قال
: يا كميل إنّ هذه القلوب أوعية ، فخيرها أوعاها ، فاحفظ
عنّي ما أقول لك . النّاس ثلاثة : فعالم ربّانيُّ ، و متعلّم على سبيل نجاة ، و
همج رعاع أتباع كلّ ناعق ، يميلون مع كلّ ريح ، لم يستضيئوا بنور العلم ، و لم
يلجؤوا إلى ركن وثيق . . . إنّ ههنا لعلما جمّا
، لو أصبت له حملة . ( 147 ح ، 593 ) و قال
( ع ) لكميل بن زياد : اللّهمّ بلى لا
تخلو الأرض من قائم للّه بحجّة . إمّا ظاهرا مشهورا ، أو خائفا مغمورا ، لئلاّ
تبطل حجج اللّه و بيّناته . و كم ذا و أين أولئك ؟ (
استفهام عن عدد القائمين للّه و أمكنتهم ) أولئك و اللّه الأقلّون عددا ،
و الأعظمون عند اللّه قدرا يحفظ اللّه بهم حججه و بيّناته ، حتّى يودعوها
نظراءهم ، و يزرعوها في قلوب أشباههم . هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة ، و
باشروا روح اليقين ، و استلانوا ما استوعره المترفون ، و أنسوا بما استوحش منه
الجاهلون ، و صحبوا الدّنيا بأبدان أرواحها معلّقة بالمحلّ الأعلى . أولئك خلفاء
اللّه في أرضه ، و الدّعاة إلى دينه . آه آه شوقا إلى رؤيتهم . ( 147 ح ، 595 ) إنّ اللّه تبارك
و تعالى طهّرنا و عصمنا و جعلنا شهداء على خلقه و حججا على عباده ، و جعلنا مع
القرآن و جعل القرآن معنا ، لا نفارقه و لا يفارقنا . (
مستدرك النهج ص 183 ) |
|
( 120 ) فاطمة الزهراء عليها السلام
|
|
من
كلام له ( ع ) عند دفن زوجته سيدة النساء فاطمة ( ع ) يناجي به الرسول ( ص ) : و قال ( ع ) لمعاوية
في مقابلة بين قوميهما : و منّا خير نساء العالمين ( و هي فاطمة عليها السلام ) و منكم حمّالة الحطب ( و
هي عمة معاوية و زوجة أبي لهب ) . ( الخطبة 267 ، 469 ) لامت الامام ( ع ) زوجته فاطمة ( ع ) على
قعوده و اطالت تعنيفه ، و هو ساكت حتى أذّن المؤذن ، فلما بلغ الى قوله « أشهد
أن محمدا رسول اللّه » قال لها : أتحبّين أن تزول هذه الدّعوة من الدّنيا ؟ قالت
: لا ، قال فهو ما أقول لك . ( 735 حديد ) قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله : إن اجتمعوا عليك فاصنع ما أمرتك ، و إلاّ فالصق كلكلك
بالأرض ، فلمّا تفرّقوا عنّي جررت على المكروه ذيلي ، و أغضيت على القذى جفني ،
و الصقت بالأرض كلكلي . 736 حديد ) و
من كلام له ( ع ) اجاب به الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء ( ع ) لما رجعت اليه من
فدك غضبى : لا ويل لك ،
بل الويل لشانئيك . نهنهي عن وجدك يا ابنة الصّفوة ، و بقيّة النّبوّة ، فو
اللّه ما ونيت عن ديني ، و لا أخطأت مقدوري . فإن كنت تريدين البلغة فرزقك مضمون
، و كفيلك مأمون ، و ما أعدّ لك خير ممّا قطع عنك . فاحتسبي اللّه . |
|
( 121 ) السبطان الحسن و الحسين « ع »
|
|
قالوا : أخذ مروان بن الحكم أسيرا يوم الجمل ، فاستشفع الحسن و الحسين عليهما السلام الى
أمير المؤمنين عليه السلام ، فكلماه فيه . فخلى سبيله ، فقالا له : يبايعك يا
أمير المؤمنين ؟ و قال ( ع ) : و اعذروا من لا حجّة لكم عليه و هو أنا
ألم أعمل فيكم بالثّقل الأكبر ( أي القرآن ) ؟ و
أترك فيكم الثّقل الأصغر ( أي ولديه الحسن و الحسين
عليهما السلام ) ؟ . ( الخطبة 85 ، 155 ) من كلام للامام ( ع ) في بعض أيام صفين ، و قد رأى
ابنه الحسن ( ع ) يتسرع الى الحرب : و قال ( ع ) لمعاوية في مقابلة بين قوميهما : و منّا
سيّدا شباب أهل الجنّة ( أي الحسن و الحسين عليهما
السلام ) و منكم صبية النّار ( يقصد بهم
أولاد مروان بن الحكم ، أخبر النبي عنهم و هم
صبيان بأنهم من أهل النار ، و مرقوا عن الدين في كبرهم ) ( الخطبة 267 ، 469 ) و من
كتاب له ( ع ) الى أحد عماله : و و اللّه
لو أنّ الحسن و الحسين فعلا مثل الّذي فعلت ، ما كانت لهما عندي هوادة ، و لا
ظفرا منّي بإرادة ، حتّى آخذ الحقّ منهما ، و أزيح الباطل عن مظلمتهما . الخطبة 280 ، 499 ) و قال ( ع ) متخوفا على الحسن و الحسين ( ع ) :
اللّهمّ إنّي أستعديك على قريش ، فإنّهم أضمروا لرسولك صلّى
اللّه عليه و آله ضروبا من الشّر و الغدر ، فعجزوا عنها ، و حلت بينهم و
بينها ، فكانت الوجبة بي و الدّائرة عليّ . اللّهمّ احفظ حسنا و حسينا ، و لا
تمكّن فجرة قريش منهما ما دمت حيّا ، فإذا توفّيتني فأنت الرّقيب عليهم ، و أنت
على كلّ شي ء شهيد . ( 413 حديد ) |
|
( 122 ) الامام الحجة المهدي ( ع ) الرجعة
|
|
قال الامام علي ( ع ) : و قال
( ع ) عن صاحب الزمان الامام المهدي عليه السلام : يعطف الهوى على الهدى ، إذا عطفوا الهدى على الهوى ، و يعطف الرّأى على
القرآن ، إذا عطفوا القرآن على الرّأي . فلا تستعجلوا ما
هو كائن مرصد ( أي منتظر ) . و لا تستبطئوا ما
يجي ء به الغد . فكم من مستعجل بما إن أدركه ودّ أنّه لم يدركه . و ما أقرب
اليوم من تباشير غد . قد لبس للحكمة
جنّتها ، و أخذها بجميع أدبها ، من الإقبال عليها و المعرفة بها و التّفرّغ لها
، فهي عند نفسه ضالّته الّتي يطلبها ، و حاجته الّتي يسأل عنها . فهو مغترب إذا
اغترب الإسلام ، و ضرب بعسيب ذنبه ( أي ضرب الاسلام
بأصل ذنبه كناية عن تعبه و ضعفه ) ، و ألصق الأرض بجرانه ( يشبه الاسلام بالبعير الذي يلصق مقدم عنقه بالارض ، كناية
عن ضعفه ) . بقيّة من بقايا حجّته ، خليفة من خلائف أنبيائه . ( الخطبة 180 ، 327 ) و قال
( ع ) لكميل بن زياد النخعي : اللّهمّ
بلى لا تخلو الأرض من قائم للّه بحجّة . إمّا ظاهرا مشهورا ، أو خائفا مغمورا ( يومي الى الامام المهدي عليه السلام ) ، لئلاّ تبطل
حجج اللّه و بيّناته . ( 147 ح ، 595 ) و قال ( ع ) : عن رجعة أهل البيت ( ع ) لتعطفنّ
الدّنيا علينا بعد شماسها عطف الضّروس ( الناقة السيئة
الخلق ) على ولدها . و تلا عقيب ذلك وَ نُريدُ
أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ ، وَ نَجْعَلَهُمْ
أَئمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ . ( 209
ح ، 604 ) و قال عن الامام المهدي ( ع ) : فاذا كان ذلك ضرب
يعسوب الدّين بذنبه ( اليعسوب : السيد العظيم المالك
لأمور الناس ) ، فيجتمعون إليه كما يجتمع قزع الخريف ( القزع : قطع الغيم التي لا ماء فيها ) . ( غريب كلامه 613 ) |
|
الفصل الرابع عشر الامامة الخاصة
|
|
مدخل :
|
|
يعتقد أتباع أهل البيت ( ع ) بأن اللّه سبحانه و تعالى هو المشرع الذي شرّع الاحكام
لبني آدم ليسيروا عليها ، و أن النبي محمدا ( ص )
هو المبلغ للشريعة ، ما زال يقوم بالتبليغ حتى قال : أليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ
دِيْنَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيْتُ لَكُمُ الإسْلامَ
دِيناً . من ذلك حديث الثقلين . قال النبي ( ص ) : « أيها الناس . يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب ، و أني
تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا ، الثقلين : كتاب اللّه و عترتي
أهل بيتي ، فلا تقدموهما فتهلكوا و لا تتأخروا عنهما فتهلكوا ، و لا تعلموهم فإنهم
اعلم منكم . و ان اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ،
فانظروا كيف تخلفونّي فيهما » . |
|
( 117 ) أئمة أهل البيت ( ع ) هم حجج اللّه
على عباده
|
|
مدخل :
|
|
ذكرنا سابقا أن اللّه تعالى لا يترك عباده بعد النبي ( ص
) بدون حافظ للدين و إمام للمسلمين . فتكون الحجة بوجوده قائمة على الخلق . |
|
النصوص :
|
|
قال الامام علي ( ع ) : و قال
( ع ) : لا يقاس بآل محمّد صلّى اللّه
عليه و آله من هذه الأمّة أحد ، و لا يسوّى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا
: هم أساس الدّين ، و عماد اليقين . إليهم يفي ء الغالي ، و بهم يلحق التّالي .
و لهم خصائص حقّ الولاية ، و فيهم الوصيّة و الوراثة . الآن إذ ( بمعنى قد )
رجع الحقّ إلى أهله ، و نقل إلى منتقله . ( الخطبة 2 ،
38 ) أين الّذين زعموا
أنّهم الرّاسخون في العلم دوننا ، كذبا و بغيا علينا ؟ .
. . بنا يستعطى الهدى و يستجلى العمى . ( الخطبة
142 ، 255 ) و إنّما الأئمّة
قوّام اللّه على خلقه ، و عرفاؤه على عباده . و لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفهم و
عرفوه ، و لا يدخل النّار إلاّ من أنكرهم و أنكروه . (
الخطبة 150 ، 267 ) نحن الشّعار و
الأصحاب ، و الخزنة و الأبواب ، و لا تؤتى البيوت إلاّ من أبوابها ، فمن أتاها
من غير أبوابها سمّي سارقا . فيهم كرائم القرآن ، و هم كنوز الرّحمن . إن نطقوا
صدقوا ، و إن صمتوا لم يسبقوا . ( الخطبة 152 ، 270 ) هم عيش العلم ، و
موت الجهل . يخبركم حلمهم عن علمهم ، و ظاهرهم عن باطنهم ، و صمتهم عن حكم
منطقهم . لا يخالفون الحقّ و لا يختلفون فيه . و هم دعائم الإسلام ، و ولائج
الإعتصام . بهم عاد الحقّ إلى نصابه ، و انزاح الباطل عن مقامه ، و انقطع لسانه
عن منبته . عقلوا الدّين عقل وعاية و رعاية ، لا عقل سماع و رواية . فإنّ رواة
العلم كثير ، و رعاته قليل . ( الخطبة 237 ، 439 ) نحن النّمرقة
الوسطى ، بها يلحق التّالي و إليها يرجع الغالي ( أي
المغالي ) . ( 109 ح ، 585 ) |
|
( 118 ) الائمة الاثنا عشر
|
|
قال الامام علي ( ع ) : ألا بأبي و أمّي
، هم من عدّة ، أسماؤهم في السّماء معروفة ، و في الأرض مجهولة . ( الخطبة 185 ، 346 ) و قال
( ع ) لكميل بن زياد : اللّهمّ بلى لا
تخلو الأرض من قائم للّه بحجّة . إمّا ظاهرا مشهورا ، أو خائفا مغمورا ، لئلاّ
تبطل حجج اللّه و بيّناته . و كم ذا و أين أولئك (
استفهام عن عدد القائمين للّه و امكنتهم ) ؟ أولئك و اللّه الأقلّون عددا
، و الأعظمون عند اللّه قدرا . يحفظ اللّه بهم حججه و بيّناته ، حتّى يودعوها
نظراءهم ، و يزرعوها في قلوب أشباههم . ( 147 ح ، 595 ) |
|
( 119 ) أهل البيت ( ع )
|
|
المقام
السامي لأهل البيت ( ع ) و بعض خصائصهم و كراماتهم وجوب اتباع أئمة أهل البيت ( ع
) الأئمة سبيل
النجاة
|
|
مدخل :
|
|
نقصد بأهل البيت ( ع ) في حياة النبي ( ص )
الخمسة أصحاب العباء و هم : النبي ( ص ) و الامام علي و فاطمة و الحسن و الحسين
( ع ) . و بشكل عام نقصد بهم : النبي ( ص ) و فاطمة ، |
|
النصوص :
|
|
قال الامام علي ( ع ) : لا يقاس بآل محمّد صلّى اللّه عليه و آله من هذه الأمّة أحد
، و لا يسوّى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا . هم أساس الدّين ، و عماد اليقين .
إليهم يفي ء الغالي ، و بهم يلحق التّالي ، و لهم خصائص حقّ الولاية ، و فيهم
الوصيّة و الوراثة ، الآن إذ رجع الحقّ إلى أهله ، و نقل إلى منتقله . ( الخطبة 2 ، 38 ) بنا اهتديتم في
الظّلماء ، و تسنّمتم ذروة العلياء ، و بنا انفجرتم عن السّرار ( السرار : آخر ليلة في الشهر يختفي فيها القمر و هو كناية عن
الظلام ) . ( الخطبة 4 ، 45 ) و قال ( ع ) عن حاله قبل البيعة له : فنظرت فإذا ليس لي معين إلاّ أهل بيتي ، فضننت بهم عن
الموت . ( الخطبة 26 ، 74 ) لما انتهت الى
الامام ( ع ) أنباء السقيفة قال : فماذا قالت قريش ؟ قالوا : احتجّت بأنّها شجرة
الرّسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم . فقال
عليه السّلام : احتجّوا بالشّجرة ، و أضاعوا الثّمرة «
يعني عترة النبي ( ص ) » . ( الخطبة 65 ، 122 )
رحم اللّه امرءا سمع حكما فوعى . . . و أخذ
بحجزة هاد فنجا . ( الخطبة 74 ، 130 ) فأين
تذهبون ، و أنّى تؤفكون ؟ و الأعلام قائمة ، و الآيات واضحة ، و المنار منصوبة ،
فأين يتاه بكم ، و كيف تعمهون ؟ و بينكم عترة نبيّكم و هم أزمّة الحقّ و أعلام
الدّين و ألسنة الصّدق . فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن ، و ردوهم ورود الهيم
العطاش . أيّها النّاس : خذوها عن خاتم النّبيّين صلّى اللّه عليه و آله و
سلّم ( إنّه يموت من مات منّا و ليس بميّت ، و
يبلى من بلي منّا و ليس ببال ) . فلا تقولوا بما لا تعرفون ، فإنّ أكثر
الحقّ فيما تنكرون . و اعذروا من لا حجّة لكم عليه و هو أنا ألم أعمل فيكم
بالثّقل الأكبر ( أي القرآن ) ؟ و أترك فيكم
الثّقل الأصغر ( أي الحسن و الحسين ) ؟ . نحن أهل البيت ، منها ( أي الفتن
) بمنجاة ، و لسنا فيها بدعاة . ( الخطبة 91 ،
184 ) عترته خير العتر ، و أسرته خير الأسر ، و شجرته خير
الشّجر ، نبتت في حرم ، و بسقت في كرم ، لها فروع طوال ، و ثمر لا ينال . ( الخطبة 92 ، 186 ) انظروا أهل بيت
نبيّكم ، فالزموا سمتهم ، و اتّبعوا أثرهم ، فلن يخرجوكم من هدى ، و لن يعيدوكم
في ردى . فإن لبدوا فالبدوا ، و إن نهضوا فانهضوا . و لا تسبقوهم فتضلّوا ، و لا
تتأخّروا عنهم فتهلكوا . ( الخطبة 95 ، 190 ) و قال ( ع ) بعد ذكر النبي ( ص ) : و خلّف فينا راية الحقّ ، من تقدّمها مرق ، و من تخلّف
عنها زهق ، و من لزمها لحق ، دليلها ( أي الامام علي
عليه السلام ) مكيث الكلام ( أي رزين )
بطي ء القيام ، سريع إذا قام . ( الخطبة 98 ، 193 ) ألا إنّ مثل آل
محمّد صلّى اللّه عليه و آله ، كمثل نجوم
السّماء ، إذا خوى نجم طلع نجم . فكأنّكم قد تكاملت من اللّه فيكم الصّنائع ، و
أراكم ما كنتم تأملون . ( الخطبة 98 ، 194 ) أيّها النّاس : استصبحوا من شعلة مصباح واعظ متّعظ ، و
امتاحوا من صفو عين قد روّقت من الكدر ( يقصد نفسه عليه
السلام ) . ( الخطبة 103 ، 200 ) نحن شجرة
النّبوّة ، و محطّ الرّسالة ، و مختلف الملائكة ، و معادن العلم ، و ينابيع
الحكم . ناصرنا و محبّنا ينتظر الرّحمة ، و عدوّنا و مبغضنا ينتظر السّطوة . ( الخطبة 107 ، 213 ) . . . و عندنا أهل البيت أبواب الحكم و ضياء الأمر . ( الخطبة 118 ، 228 ) فالزموا السّنن
القائمة و الآثار البيّنة ، و العهد القريب الّذي عليه باقي النّبوّة . ( الخطبة 136 ، 250 ) و قال الامام ( ع ) عن منزلة الائمة الاطهار : أين الّذين زعموا أنّهم الرّاسخون في العلم دوننا ، كذبا
و بغيا علينا ، أن رفعنا اللّه و وضعهم ، و أعطانا و حرمهم ، و أدخلنا و أخرجهم
. بنا يستعطى الهدى ، و يستجلى العمى . إنّ الأئمّة من قريش غرسوا في هذا البطن
من هاشم ، لا تصلح على سواهم ، و لا تصلح الولاة من غيرهم . ( الخطبة 142 ، 255 ) ثم قال
( ع ) فيمن تركوا أهل البيت و اتبعوا غيرهم : آثروا عاجلا ، و أخّروا آجلا ، و تركوا صافيا ، و شربوا آجنا . كأنّي أنظر
إلى فاسقهم ، و قد صحب المنكر فألفه . . . ( الخطبة 142
، 255 ) و اعلموا أنّكم
لن تعرفوا الرّشد حتّى تعرفوا الّذي تركه ، و لن تأخذوا بمثاق الكتاب حتّى
تعرفوا الّذي نقضه ، و لن تمسّكوا به حتّى تعرفوا الّذي نبذه . فالتمسوا ذلك من
عند أهله ، فإنّهم عيش العلم ، و موت الجهل . هم الّذين يخبركم حكمهم عن علمهم ،
و صمتهم عن منطقهم ، و ظاهرهم عن باطنهم . لا يخالفون الدّين و لا يختلفون فيه ،
فهو بينهم شاهد صادق ، و صامت ناطق . ( الخطبة 145 ،
260 ) و قال
( ع ) عن أئمة الدين ، و ذلك من خطبة خطبها بعد مقتل عثمان : قد طلع طالع ، و لمع لامع ، و لاح لائح ، و اعتدل مائل .
و استبدل اللّه بقوم قوما ، و بيوم يوما . و انتظرنا الغير انتظار المجدب المطر
. و إنّما الأئمّة قوّام اللّه على خلقه ، و عرفاؤه على عباده . نحن الشّعار و
الأصحاب و الخزنة و الأبواب . و لا تؤتى البيوت إلاّ من أبوابها . فمن أتاها من
غير أبوابها سمّي سارقا . أسرته خير أسرة ،
و شجرته خير شجرة . أغصانها معتدلة ، و ثمارها متهدّلة . ( الخطبة 159 ، 285 ) ألا بأبي و أمّي
، هم من عدّة ، أسماؤهم في السّماء معروفة ، و في الأرض مجهولة . ( الخطبة 185 ، 346 ) إنّما مثلي بينكم
كمثل السّراج في الظّلمة ، يستضي ء به من ولجها . (
الخطبة 185 ، 347 ) . . . فإنّه من مات منكم على فراشه ، و هو على معرفة حقّ ربّه
و حقّ رسوله و أهل بيته ، مات شهيدا . ( الخطبة 188 ،
353 ) أيّها النّاس ،
من سلك الطّريق الواضح ورد الماء ، و من خالف وقع في التّيه . ( الخطبة 199 ، 395 ) فنظرت فإذا ليس
لي رافد و لا ذابّ و لا مساعد إلاّ أهل بيتي ، فضننت بهم عن المنيّة . ( الخطبة 215 ، 413 ) فقلت : أصلة أم زكاة أم صدقة ؟ فذلك محرّم علينا أهل
البيت ؟ فقال : لا ذا و لا ذاك و لكنّها هديّة . (
الخطبة 222 ، 426 ) و قال ( ع ) بعد أن أقدم أحدهم على الكلام فحصر : ألا
و إنّ اللّسان بضعة من الإنسان ، فلا يسعده القول إذا امتنع ، و لا يمهله النّطق
إذا اتّسع . و إنّا لأمراء الكلام ، و فينا تنشّبت عروقه ، و علينا تهدّلت غصونه
. ( الخطبة 231 ، 434 ) و قال
( ع ) يذكر آل محمد ( ص ) : هم عيش العلم و
موت الجهل . يخبركم حلمهم عن علمهم ، و ظاهرهم عن باطنهم ، و صمتهم عن حكم
منطقهم . لا يخالفون الحقّ و لا يختلفون فيه . و هم دعائم الإسلام و ولائج
الاعتصام . بهم عاد الحقّ إلى نصابه ، و انزاح الباطل عن مقامه ، و انقطع لسانه
عن منبته . عقلوا الدّين عقل وعاية و رعاية ، لا عقل سماع و رواية . فإنّ رواة
العلم كثير ، و رعاته قليل . ( الخطبة 237 ، 439 ) و صلّى اللّه على
سيّدنا محمّد النّبيّ الأمّيّ ، و على آله مصابيح الدّجى و العروة الوثقى ، و
سلّم تسليما كثيرا . ( الخطبة 239 ، 441 ) و من كتاب له ( ع ) الى أهل الكوفة بعد فتح البصرة : و
جزاكم اللّه من أهل مصر عن أهل بيت نبيّكم ، أحسن ما يجزي العاملين بطاعته ، و
الشّاكرين لنعمته فقد سمعتم و أطعتم ، و دعيتم فأجبتم . ( الخطبة 241 ، 443 ) و كان رسول اللّه
صلّى اللّه عليه و آله إذا احمرّ البأس ( أي اشتد القتال ) و أحجم النّاس ، قدّم أهل بيته ،
فوقى بهم أصحابه حرّ السّيوف و الأسنّة . فقتل عبيدة بن
الحارث يوم بدر ، و قتل حمزة يوم أحد ، و
قتل جعفر يوم مؤتة . و أراد من لو شئت ذكرت اسمه
( يريد بذلك نفسه عليه السلام ) مثل الّذي
أرادوا من الشّهادة ، و لكنّ آجالهم عجّلت ، و منيّته أجّلت . ( الخطبة 248 ، 448 ) و من أجمل ذلك مناظرته ( ع ) مع معاوية مبينا فضل بني هاشم
على غيرهم ، و أحقيته بالقرابة و الطاعة : أ لا ترى غير مخبر لك ، و لكن
بنعمة اللّه أحدّث ، أنّ قوما استشهدوا في سبيل اللّه تعالى من المهاجرين و
الأنصار و لكلّ فضل حتّى إذا استشهد شهيدنا قيل : سيّد الشّهداء ، ( يقصد حمزة عم النبي ) ، و خصّه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بسبعين تكبيرة عند صلاته عليه
أو لا ترى أنّ قوما قطّعت أيديهم في سبيل اللّه و لكلّ فضل حتّى إذا فعل بواحدنا
ما فعل بواحدهم ، قيل : الطّيّار في الجّنة و ذو
الجناحين ( يقصد أخاه جعفر ) و لولا ما نهى
اللّه عنه من تزكية المرء نفسه ، لذكر ذاكر فضائل جمّة ، تعرفها قلوب المؤمنين ،
و لا تمجّها آذان السّامعين . فدع عنك من مالت به الرّميّة ، فإنّا صنائع ربّنا
، و النّاس بعد صنائع لنا . لم يمنعنا قديم عزّنا ، و لا عاديّ طولنا على قومك ،
أن خلطناكم بأنفسنا ، فنكحنا و أنكحنا فعل الأكفاء ، و لستم هناك و أنّى يكون
ذلك ، و منّا النّبيّ و منكم المكذّب ( يقصد أبا جهل ) ،
و منّا أسد اللّه و منكم أسد الأحلاف ( يقصد أبا سفيان ) ، و منّا سيّدا شباب أهل الجنّة و منكم صبية النّار (
يقصد أولاد مروان بن الحكم ) ، و منّا خير نساء
العالمين و منكم حمّالة الحطب ( و هي أم جميل
بنت حرب عمة معاوية و زوجة أبي لهب ) ، في كثير ممّا لنا و عليكم . فإسلامنا قد سمع ، و جاهليّتنا لا تدفع ( أي أن شرفنا في الجاهلية لا ينكر ) . و كتاب اللّه
يجمع لنا ما شذّ عنّا ، و هو قوله سبحانه و تعالى وَ
أُوْلُوا الارْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ و قوله
تعالى إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَ هذَا
النَّبِيُّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا . وَ اللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ .
فنحن مرّة أولى بالقرابة ، و تارة أولى بالطّاعة . .
الخطبة 267 ، 468 ) و قال ( ع ) من كتاب له الى عثمان بن حنيف عامله على البصرة :
ألا و إنّ لكلّ مأموم إماما يقتدي به ، و يستضي ء بنور علمه . ( الخطبة 284 ، 505 ) نحن النّمرقة ( أي الوسادة ) الوسطى ، بها يلحق التّالي ، و إليها
يرجع الغّالي ( أي أن أهل البيت هم القدوة المعتدلة
للدنيا و الآخرة . فمن تقدمهم عصى و ظلم ، و من تأخر عنهم هوى و هلك ، و من
اقتدى بهم اهتدى و سلم . و قد قيل خير الامور أوسطها ) . ( 109 ح ، 585 ) من أحبّنا أهل
البيت فليستعدّ للفقر جلبابا . ( 112 ح ، 586 ) و سئل ( ع ) عن بني هاشم و بني أمية فقال : و أمّا نحن فأبذل لما في أيدينا ، و أسمحعند الموت
بنفوسنا . و هم أكثر و أمكر و أنكر ، و نحن أفصح و أنصح و أصبح . ( 120 ح ، 587 ) روى
الشريف الرضي عليه الرحمة عن كميل بن زياد أنه قال : أخذ بيدي أمير المؤمنين ( ع )
فأخرجني الى الجبان ، فلما أصح ر تنفس الصعداء ، ثم قال
: يا كميل إنّ هذه القلوب أوعية ، فخيرها أوعاها ، فاحفظ
عنّي ما أقول لك . النّاس ثلاثة : فعالم ربّانيُّ ، و متعلّم على سبيل نجاة ، و
همج رعاع أتباع كلّ ناعق ، يميلون مع كلّ ريح ، لم يستضيئوا بنور العلم ، و لم
يلجؤوا إلى ركن وثيق . . . إنّ ههنا لعلما جمّا
، لو أصبت له حملة . ( 147 ح ، 593 ) و قال
( ع ) لكميل بن زياد : اللّهمّ بلى لا
تخلو الأرض من قائم للّه بحجّة . إمّا ظاهرا مشهورا ، أو خائفا مغمورا ، لئلاّ
تبطل حجج اللّه و بيّناته . و كم ذا و أين أولئك ؟ (
استفهام عن عدد القائمين للّه و أمكنتهم ) أولئك و اللّه الأقلّون عددا ،
و الأعظمون عند اللّه قدرا يحفظ اللّه بهم حججه و بيّناته ، حتّى يودعوها
نظراءهم ، و يزرعوها في قلوب أشباههم . هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة ، و
باشروا روح اليقين ، و استلانوا ما استوعره المترفون ، و أنسوا بما استوحش منه
الجاهلون ، و صحبوا الدّنيا بأبدان أرواحها معلّقة بالمحلّ الأعلى . أولئك خلفاء
اللّه في أرضه ، و الدّعاة إلى دينه . آه آه شوقا إلى رؤيتهم . ( 147 ح ، 595 ) إنّ اللّه تبارك
و تعالى طهّرنا و عصمنا و جعلنا شهداء على خلقه و حججا على عباده ، و جعلنا مع
القرآن و جعل القرآن معنا ، لا نفارقه و لا يفارقنا . (
مستدرك النهج ص 183 ) |
|
( 120 ) فاطمة الزهراء عليها السلام
|
|
من
كلام له ( ع ) عند دفن زوجته سيدة النساء فاطمة ( ع ) يناجي به الرسول ( ص ) : و قال ( ع ) لمعاوية
في مقابلة بين قوميهما : و منّا خير نساء العالمين ( و هي فاطمة عليها السلام ) و منكم حمّالة الحطب ( و
هي عمة معاوية و زوجة أبي لهب ) . ( الخطبة 267 ، 469 ) لامت الامام ( ع ) زوجته فاطمة ( ع ) على
قعوده و اطالت تعنيفه ، و هو ساكت حتى أذّن المؤذن ، فلما بلغ الى قوله « أشهد
أن محمدا رسول اللّه » قال لها : أتحبّين أن تزول هذه الدّعوة من الدّنيا ؟ قالت
: لا ، قال فهو ما أقول لك . ( 735 حديد ) قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله : إن اجتمعوا عليك فاصنع ما أمرتك ، و إلاّ فالصق كلكلك
بالأرض ، فلمّا تفرّقوا عنّي جررت على المكروه ذيلي ، و أغضيت على القذى جفني ،
و الصقت بالأرض كلكلي . 736 حديد ) و
من كلام له ( ع ) اجاب به الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء ( ع ) لما رجعت اليه من
فدك غضبى : لا ويل لك ،
بل الويل لشانئيك . نهنهي عن وجدك يا ابنة الصّفوة ، و بقيّة النّبوّة ، فو
اللّه ما ونيت عن ديني ، و لا أخطأت مقدوري . فإن كنت تريدين البلغة فرزقك مضمون
، و كفيلك مأمون ، و ما أعدّ لك خير ممّا قطع عنك . فاحتسبي اللّه . |
|
( 121 ) السبطان الحسن و الحسين « ع »
|
|
قالوا : أخذ مروان بن الحكم أسيرا يوم الجمل ، فاستشفع الحسن و الحسين عليهما السلام الى
أمير المؤمنين عليه السلام ، فكلماه فيه . فخلى سبيله ، فقالا له : يبايعك يا
أمير المؤمنين ؟ و قال ( ع ) : و اعذروا من لا حجّة لكم عليه و هو أنا
ألم أعمل فيكم بالثّقل الأكبر ( أي القرآن ) ؟ و
أترك فيكم الثّقل الأصغر ( أي ولديه الحسن و الحسين
عليهما السلام ) ؟ . ( الخطبة 85 ، 155 ) من كلام للامام ( ع ) في بعض أيام صفين ، و قد رأى
ابنه الحسن ( ع ) يتسرع الى الحرب : و قال ( ع ) لمعاوية في مقابلة بين قوميهما : و منّا
سيّدا شباب أهل الجنّة ( أي الحسن و الحسين عليهما
السلام ) و منكم صبية النّار ( يقصد بهم
أولاد مروان بن الحكم ، أخبر النبي عنهم و هم
صبيان بأنهم من أهل النار ، و مرقوا عن الدين في كبرهم ) ( الخطبة 267 ، 469 ) و من
كتاب له ( ع ) الى أحد عماله : و و اللّه
لو أنّ الحسن و الحسين فعلا مثل الّذي فعلت ، ما كانت لهما عندي هوادة ، و لا
ظفرا منّي بإرادة ، حتّى آخذ الحقّ منهما ، و أزيح الباطل عن مظلمتهما . الخطبة 280 ، 499 ) و قال ( ع ) متخوفا على الحسن و الحسين ( ع ) :
اللّهمّ إنّي أستعديك على قريش ، فإنّهم أضمروا لرسولك صلّى
اللّه عليه و آله ضروبا من الشّر و الغدر ، فعجزوا عنها ، و حلت بينهم و
بينها ، فكانت الوجبة بي و الدّائرة عليّ . اللّهمّ احفظ حسنا و حسينا ، و لا
تمكّن فجرة قريش منهما ما دمت حيّا ، فإذا توفّيتني فأنت الرّقيب عليهم ، و أنت
على كلّ شي ء شهيد . ( 413 حديد ) |
|
( 122 ) الامام الحجة المهدي ( ع ) الرجعة
|
|
قال الامام علي ( ع ) : و قال
( ع ) عن صاحب الزمان الامام المهدي عليه السلام : يعطف الهوى على الهدى ، إذا عطفوا الهدى على الهوى ، و يعطف الرّأى على
القرآن ، إذا عطفوا القرآن على الرّأي . فلا تستعجلوا ما
هو كائن مرصد ( أي منتظر ) . و لا تستبطئوا ما
يجي ء به الغد . فكم من مستعجل بما إن أدركه ودّ أنّه لم يدركه . و ما أقرب
اليوم من تباشير غد . قد لبس للحكمة
جنّتها ، و أخذها بجميع أدبها ، من الإقبال عليها و المعرفة بها و التّفرّغ لها
، فهي عند نفسه ضالّته الّتي يطلبها ، و حاجته الّتي يسأل عنها . فهو مغترب إذا
اغترب الإسلام ، و ضرب بعسيب ذنبه ( أي ضرب الاسلام
بأصل ذنبه كناية عن تعبه و ضعفه ) ، و ألصق الأرض بجرانه ( يشبه الاسلام بالبعير الذي يلصق مقدم عنقه بالارض ، كناية
عن ضعفه ) . بقيّة من بقايا حجّته ، خليفة من خلائف أنبيائه . ( الخطبة 180 ، 327 ) و قال
( ع ) لكميل بن زياد النخعي : اللّهمّ
بلى لا تخلو الأرض من قائم للّه بحجّة . إمّا ظاهرا مشهورا ، أو خائفا مغمورا ( يومي الى الامام المهدي عليه السلام ) ، لئلاّ تبطل
حجج اللّه و بيّناته . ( 147 ح ، 595 ) و قال ( ع ) : عن رجعة أهل البيت ( ع ) لتعطفنّ
الدّنيا علينا بعد شماسها عطف الضّروس ( الناقة السيئة
الخلق ) على ولدها . و تلا عقيب ذلك وَ نُريدُ
أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ ، وَ نَجْعَلَهُمْ
أَئمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ . ( 209
ح ، 604 ) و قال عن الامام المهدي ( ع ) : فاذا كان ذلك ضرب
يعسوب الدّين بذنبه ( اليعسوب : السيد العظيم المالك
لأمور الناس ) ، فيجتمعون إليه كما يجتمع قزع الخريف ( القزع : قطع الغيم التي لا ماء فيها ) . ( غريب كلامه 613 ) |