- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
الفصل الثاني العبودية للّه
|
|
مدخل :
|
|
لقد نصّ القرآن الكريم على أن الغاية الأساسيّة من الوجود
و الحياة هي عبادة اللّه . يقول سبحانه : وَ ما
خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونَ « الذاريات 56 » . |
|
( 18 ) الاقبال و الرجوع الى
اللّه الاعتصام باللّه وحده
|
|
قال
الامام علي ( ع ) يدعو أصحابه الى اللّه : و من وصية له ( ع )
لابنه الحسن ( ع ) : . . . و ألجئ نفسك
في أمورك كلّها إلى إلهك ، فإنّك تلجئها إلى كهف حريز و مانع عزيز و أخلص في
المسألة لربّك ، فإنّ بيده العطاء و الحرمان ، و أكثر الإستخارة . ( الخطبة 270 ، 1 ، 475 ) فاعتصم بالّذي خلقك و رزقك و سوّاك . و ليكن
له تعبّدك و اليه رغبتك و منه شفقتك . ( الخطبة 270 ، 2
، 478 ) .
. . و أوثق سبب أخذت به ، سبب بينك و بين اللّه سبحانه . ( الخطبة 270 ، 4 ، 489 ) |
|
( 19 ) خشية اللّه و الخوف و
الحذر منه الخوف و الرجاء
|
|
قال
الامام علي ( ع ) : فاحذروا من اللّه ما حذّركم من نفسه ، و اخشوه
خشية ليست بتعذير . ( الخطبة 23 ، 69 ) معاشر المسلمين : استشعروا الخشية ، و تجلببوا
السّكينة . ( الخطبة 64 ، 120 ) فاتّقوا اللّه عباد اللّه . . . و احذروا منه كنه ما حذّركم من نفسه . ( الخطبة 81 ، 2 ، 141 ) لا يحتسب
رزيّة ، و لا يخشع تقيّة ( أي خوفا من اللّه ) . ( الخطبة 81 ، 3 ، 146 ) و قال ( ع ) عن حقيقة
الخوف و الرجاء : يدّعي بزعمه أنّه يرجو اللّه . كذب و العظيم ما باله لا
يتبيّن رجاؤه في عمله ؟ فكلّ من رجا عرف رجاؤه في عمله . و كلّ رجاء إلاّ رجاء
اللّه تعالى فإنّه مدخول ( أي مغشوش ) . و كلّ
خوف محقّق إلاّ خوف اللّه فإنّه معلول ( الخوف المعلول
هو ما لم يثبت في النفس و القلب ) . يرجو اللّه في الكبير و يرجو العباد
في الصّغير ، فيعطي العبد ما لا يعطي الرّبّ فما بال اللّه جلّ ثناؤه يقصّر به
عمّا يصنع به لعباده ؟ أتخاف أن تكون في رجائك له كاذبا ؟ أو تكون لا تراه
للرّجاء موضعا ؟ و كذلك إن هو خاف عبدا من عبيده ، أعطاه من خوفه ما لا يعطي
ربّه ، فجعل خوفه من العباد نقدا ، و خوفه من خالقه ضمارا و وعدا . . . ( الخطبة 158 ، 281 ) . . . و إن استطعتم
أن يشتدّ خوفكم من اللّه ، و أن يحسن ظنّكم به ، فاجمعوا بينهما . يا بن آدم ، إذا رأيت ربّك سبحانه يتابع عليك
نعمه و أنت تعصيه ، فاحذره . ( 24 ح ، 568 ) الحذر الحذر فو اللّه لقد ستر حتّى كأنّه قد غفر . (
29 ح ، 569 ) إحذر أن
يراك اللّه عند معصيته ، و يفقدك عند طاعته ، فتكون من الخاسرين ( 383 ح ، 645 ) |
|
( 20 ) التواضع للّه
|
|
و قال الامام ( ع ) عن الحج : و جعله سبحانه علامة لتواضعهم لعظمته ، و إذعانهم لعزّته
. ( الخطبة 1 ، 35 ) أيّها النّاس
إنّه من استنصح اللّه وفق ، و من اتّخذ قوله دليلا هدي للّتي هي أقوم . فإنّ جار
اللّه آمن ، و عدوّه خائف . و إنّه لا ينبغي لمن عرف عظمة اللّه أن يتعظّم ،
فإنّ رفعة الّذين يعلمون ما عظمته أن يتواضعوا له ، و سلامة الّذين يعلمون ما
قدرته أن يستسلموا له . ( الخطبة 145 ، 259 ) و إذا أنت هديت
لقصدك ، فكن أخشع ما تكون لربّك . ( الخطبة 270 ، 2 ،
481 ) و من كتابه ( ع ) لمالك الأشتر : و إذا أحدث لك ما أنت
فيه من سلطانك أبّهة أو مخيلة ، فانظر إلى عظم ملك اللّه فوقك ، و قدرته منك على
ما لا تقدر عليه من نفسك . . . ( الخطبة 292 ، 1 ، 518 ) |
|
( 21 ) حمد اللّه و الاستعانة به
و التوكل عليه
|
|
قال الامام علي ( ع ) : الحمد للّه الّذي لا يبلغ مدحته القائلون ، و لا يحصي
نعماءه العادّون ، و لا يؤدّي حقّه المجتهدون . (
الخطبة 1 ، 23 ) احمده استتماما لنعمته ، و استسلاما لعزّته ، و استعصاما
من معصيته . و أستعينه فاقة إلى كفايته . إنّه لا يضلّ من هداه ، و لا يئلّ ( أي ينجو ) من عاداه ، و لا يفتقر من كفاه . فإنّه ( أي الحمد ) . ارجح ما وزن ، و افضل ما خزن . ( الخطبة 2 ، 35 ) و لا يحمد حامد
إلاّ ربّه ، و لا يلم لائم إلاّ نفسه . ( الخطبة 16 ،
59 ) الحمد للّه غير
مقنوط من رحمته ، و لا مخلوّ من نعمته ، و لا مأيوس من مغفرته ، و لا مستنكف عن
عبادته . الّذي لا تبرح منه رحمة ، و لا تفقد له نعمة . ( الخطبة 45 ، 102 ) الحمد للّه كلّما
وقب ليل و غسق ، و الحمد للّه كلّما لاح نجم و خفق ، و الحمد للّه غير مفقود
الإنعام ، و لا مكافإ الإفضال . ( الخطبة 48 ، 105 ) الحمد للّه الّذي
بطن خفيّات الأمور ، و دلّت عليه أعلام الظّهور ، و امتنع على عين البصير . الخطبة 49 ، 106 ) الحمد للّه الّذي
لم تسبق له حال حالا ، فيكون أوّلا قبل أن يكون آخرا ، و يكون ظاهرا قبل أن يكون
باطنا . ( الخطبة 63 ، 118 ) و قال
( ع ) لأحد المنجّمين : فمن صدّقك
بهذا فقد كذّب القرآن ، و استغنى عن الإستعانة باللّه في نيل المحبوب و دفع
المكروه . ( الخطبة 77 ، 132 ) الحمد للّه الّذي علا بحوله ، و دنا بطوله . مانح كلّ
غنيمة و فضل ، و كاشف كلّ عظيمة و أزل ( أي ضيق )
. أحمده على عواطف كرمه ، و سوابغ نعمه . و أومن به أوّلا باديا ، و أستهديه قريبا
هاديا . و أستعينه قاهرا قادرا . و أتوكّل عليه كافيا ناصرا . ( الخطبة 81 ، 136 ) الحمد للّه
المعروف من غير رؤية ، و الخالق من غير رويّة . الّذي لم يزل قائما دائما ، إذ
لا سماء ذات أبراج ، و لا حجب ذات إرتاج ، و لا ليل داج ، و لا بحر ساج ، و لا
جبل ذو فجاج ، و لا فجّ ذو اعوجاج ، و لا أرض ذات مهاد ، و لا خلق ذو اعتماد . ( الخطبة 88 ، 159 ) الحمد للّه الّذي
لا يفره المنع و الجمود ، و لا يكديه الإعطاء و الجود . إذ كلّ معط منتقص سواه ،
و كلّ مانع مذموم ما خلاه . ( الخطبة 89 ، 1 ، 160 ) الحمد للّه
الأوّل فلا شي ء قبله ، و الآخر فلا شي ء بعده ، و الظّاهر فلا شي ء فوقه ، و
الباطن فلا شي ء دونه . ( الخطبة 94 ، 187 ) نحمده على ما كان ، و نستعينه من أمرنا على ما يكون . و
نسأله المعافاة في الأديان ، كما نسأله المعافاة في الأبدان . ( الخطبة 97 ، 191 ) و استعينوا اللّه
على أداء واجب حقّه ، و ما لا يحصى من أعداد نعمه ، و إحسانه . ( الخطبة 97 ، 192 ) الحمد للّه النّاشر في الخلق فضله ، و الباسط فيهم بالجود
يده . نحمده في جميع أموره ، و نستعينه على رعاية حقوقه . ( الخطبة 98 ، 193 ) الحمد للّه
الأوّل قبل كلّ أوّل ، و الآخر بعد كلّ آخر . و بأوّليّته وجب أن لا أوّل له ، و
بآخريّته وجب أن لا آخر له . ( الخطبة 99 ، 194 ) الحمد للّه الّذي
شرع الإسلام ، فسهّل شرائعه لمن ورده ، و أعزّ أركانه على من غالبه . ( الخطبة 104 ، 201 ) الحمد للّه
المتجلّي لخلقه بخلقه ، و الظّاهر لقلوبهم بحجّته . (
الخطبة 106 ، 204 ) الحمد للّه الواصل الحمد بالنّعم و النّعم بالشّكر .
نحمده على آلائه كما نحمده على بلائه . و نستعينه على هذه النّفوس البطاء عمّا
أمرت به ، السّراع إلى ما نهيت عنه . ( الخطبة 112 ،
219 ) نحمده على ما أخذ
و أعطى ، و على ما أبلى و ابتلى . ( الخطبة 130 ، 243 ) و أحمد اللّه و أستعينه على مداحر الشّيطان و مزاجره ، و
الإعتصام من حبائله و مخاتله . ( الخطبة 149 ، 264 ) الحمد للّه
الدّالّ على وجوده بخلقه ، و بمحدث خلقه على أزليّته ، و باشتباهم على أن لا شبه
له . ( الخطبة 150 ، 266 ) الحمد للّه الّذي
انحسرت الأوصاف عن كنه معرفته ، و ردعت عظمته العقول ، فلم تجد مساغا إلى بلوغ
غاية ملكوته . ( الخطبة 153 ، 271 ) الحمد للّه الّذي
جعل الحمد مفتاحا لذكره ، و سببا للمزيد من فضله ، و دليلا على آلائه و عظمته . ( الخطبة 155 ، 276 ) اللهمّ لك الحمد على ما تأخذ و تعطي ، و على ما تعافي و
تبتلي . حمدا يكون أرضى الحمد لك ، و أحبّ الحمد إليك ، و أفضل الحمد عندك .
حمدا يملأ ما خلقت ، و يبلغ ما أردت . حمدا لا يحجب عنك ، و لا يقصر دونك . حمدا
لا ينقطع عدده ، و لا يفنى مدده . ( الخطبة 158 ، 280 ) و أتوكّل على
اللّه توكّل الإنابة إليه ، و استرشده السّبيل المؤدّية إلى جنّته ، القاصدة إلى
محلّ رغبته . ( الخطبة 159 ، 286 ) الحمد للّه خالق
العباد ، و ساطح المهاد ، و مسيل الوهاد ، و مخصب النّجاد . ( الخطبة 161 ، 288 ) الحمد للّه الّذي
لا تواري عنه سماء سماء ، و لا أرض أرضا . ( الخطبة 170
، 306 ) اللهمّ إنّي
أستعينك على قريش و من أعانهم . ( الخطبة 170 ، 306 ) أحمد اللّه على
ما قضى من أمر ، و قدّر من فعل . ( الخطبة 178 ، 321 ) الحمد للّه الّذي إليه مصائر الخلق و عواقب الأمر . نحمده
على عظيم إحسانه و نيّر برهانه ، و نوامي فضله و امتنانه . حمدا يكون لحقّه قضاء
و لشكره أداء ، و إلى ثوابه مقرّبا و لحسن مزيده موجبا . و نستعين به استعانة
راج لفضله ، مؤمّل لنفعه ، واثق بدفعه ، معترف له بالطّول ، مذعن له بالعمل و
القول . ( الخطبة 180 ، 323 ) الحمد للّه
الكائن قبل أن يكون كرسيّ أو عرش ، أو سماء أو أرض أو جانّ أو إنس . ( الخطبة 180 ، 325 ) الحمد للّه
المعروف من غير رؤية ، و الخالق من غير منصبة ( أي تعب
) . . . أحمده إلى نفسه كما استحمد إلى
خلقه ، و جعل لكلّ شي ء قدرا ، و لكلّ قدر أجلا ، و لكلّ أجل كتابا . ( الخطبة 181 ، 329 ) أقول ما تسمعون ، و اللّه المستعان على نفسي و أنفسكم ، و
هو حسبنا و نعم الوكيل . ( الخطبة 181 ، 333 ) الحمد للّه الّذي
لا تدركه الشّواهد ، و لا تحويه المشاهد ، و لا تراه النّواظر ، و لا تحجبه
السّواتر . ( الخطبة 183 ، 334 ) أحمده شكرا
لإنعامه ، و استعينه على وظائف حقوقه . عزيز الجند ، عظيم المجد . ( الخطبة 188 ، 350 ) الحمد للّه
الفاشي في الخلق حمده ، و الغالب جنده ، و المتعالي جدّه ( أي عظمته ) . أحمده على نعمه التّؤام ( جمع توأم ) و آلائه العظام . الّذي عظم حلمه فعفا ،
و عدل في كلّ ما قضى ، و علم ما يمضي و ما مضى . . .
( الخطبة 189 ، 353 ) عباد اللّه
أوصيكم بتقوى اللّه ، فإنّها حقّ اللّه عليكم ، و الموجبة على اللّه حقّكم . و
أن تستعينوا عليها باللّه ، و تستعينوا بها على اللّه . ( الخطبة 189 ، 354 ) الحمد للّه الّذي لبس العزّ و الكبرياء ، و اختارهما
لنفسه دون خلقه ، و جعلهما حمى و حرما على غيره ، و اصطفاهما لجلاله . ( الخطبة 190 ، 1 ، 356 ) نحمده على ما
وفّق له من الطّاعة ، و ذاد عنه من المعصية . و نسأله لمنّته تماما و بحبله
اعتصاما . ( الخطبة 192 ، 380 ) الحمد للّه الّذي
أظهر من آثار سلطانه ، و جلال كبريائه ، ما حيّر مقل العيون من عجائب قدرته ، و
ردع خطرات هماهم النّفوس عن عرفان كنه صفته . ( الخطبة
193 ، 382 ) الحمد للّه العليّ عن شبه المخلوقين ، الغالب لمقال
الواصفين ، الظّاهر بعجائب تدبيره للنّاظرين ، و الباطن بجلال عزّته عن فكر
المتوهّمين . . . (
الخطبة 211 ، 406 ) و من دعاء له ( ع ) كان يدعو به كثيرا : الحمد للّه
الّذي لم يصبح بي ميّتا و لا سقيما ، و لا مضروبا على عروقي بسوء ، و لا مأخوذا
بأسوإ عملي ، و لا مقطوعا دابري . و لا مرتدّا عن ديني ، و لا منكرا لربّي . و
لا مستوحشا من إيماني ، و لا ملتبسا عقلي . و لا معذّبا بعذاب الأمم من قبلي . ( الخطبة 213 ، 408 ) نعوذ باللّه من سبات العقل ، و قبح الزّلل ، و به نستعين
. ( الخطبة 222 ، 427 ) اللهمّ إنّك آنس الآنسين لأوليائك ، و أحضرهم بالكفاية
للمتوكّلين عليك . ( الخطبة 225 ، 429 ) و الحمد للّه على
كلّ حال . ( الخطبة 248 ، 449 ) و ما أردت إلاّ
الإصلاح ما استطعت ، و ما توفيقي إلاّ باللّه ، عليه توكّلت و إليه أنيب ( الخطبة 267 ، 471 ) و ابدأ قبل نظرك
في ذلك بالإستعانة بإلهك ، و الرّغبة إليه في توفيقك . (
الخطبة 270 ، 2 ، 478 ) و استكشفته كروبك
، و استعنته على أمورك . ( الخطبة 270 ، 2 ، 482 ) و ادع إلى سبيل
ربّك ، و أكثر الإستعانة باللّه ، يكفك ما أهمّك ، و يعنك على ما ينزل بك ، إن
شاء اللّه . ( الخطبة 273 ، 492 ) فاستعن باللّه
على ما أهمّك . ( الخطبة 285 ، 510 ) فإنّ البخل و
الجبن و الحرص غرائز شتّى ، يجمعها سوء الظّنّ باللّه .
( الخطبة 292 ، 1 ، 520 ) و أنا بين أظهر
الجيش ، فارفعوا إليّ مظالمكم و ما عراكم ، ممّا يغلبكم من أمرهم ، و ما لا
تطيقون دفعه إلاّ باللّه و بي ، فأنا أغيّره بمعونة اللّه ، إن شاء اللّه . ( الخطبة 299 ، 546 ) و سئل
( ع ) عن الخير ما هو ؟ فقال :
و أن تباهي النّاس بعبادة ربّك . فإن أحسنت حمدت اللّه ، و إن أسأت استغفرت
اللّه . ( 94 ح ، 581 ) قال الامام ( ع ) في أول خطبته الخالية من الألف :
حمدت من عظمت منّته ، و سبقت نعمته ، و تمّت كلمته ، و نفذت مشيئته ، و بلغت
حجّته ، و عدلت قضيّته ، و سبقت غضبه رحمته . حمد مقرّ بربوبيّته ، متنصّل من
خطيّته ، معترف بتوحيده ، مستعيذ من وعيده ، مؤمّل منه مغفرة تنجيه . يوم يشغل
كلّ عن فصيلته و بنيه . و نستعينه و نسترشده . ( سترد
هذه الخطبة كاملة في آخر هذا الكتاب ) ( مستدرك 44 ) من شرف هذه
الكلمة ( الحمد للّه ) أنّ اللّه تعالى جعلها
فاتحة كتابه ، و جعلها خاتمة دعوى جنّته ، فقال : وَ آخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ
الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ . « مستدرك 188 » |
|
الفصل الثاني العبودية للّه
|
|
مدخل :
|
|
لقد نصّ القرآن الكريم على أن الغاية الأساسيّة من الوجود
و الحياة هي عبادة اللّه . يقول سبحانه : وَ ما
خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونَ « الذاريات 56 » . |
|
( 18 ) الاقبال و الرجوع الى
اللّه الاعتصام باللّه وحده
|
|
قال
الامام علي ( ع ) يدعو أصحابه الى اللّه : و من وصية له ( ع )
لابنه الحسن ( ع ) : . . . و ألجئ نفسك
في أمورك كلّها إلى إلهك ، فإنّك تلجئها إلى كهف حريز و مانع عزيز و أخلص في
المسألة لربّك ، فإنّ بيده العطاء و الحرمان ، و أكثر الإستخارة . ( الخطبة 270 ، 1 ، 475 ) فاعتصم بالّذي خلقك و رزقك و سوّاك . و ليكن
له تعبّدك و اليه رغبتك و منه شفقتك . ( الخطبة 270 ، 2
، 478 ) .
. . و أوثق سبب أخذت به ، سبب بينك و بين اللّه سبحانه . ( الخطبة 270 ، 4 ، 489 ) |
|
( 19 ) خشية اللّه و الخوف و
الحذر منه الخوف و الرجاء
|
|
قال
الامام علي ( ع ) : فاحذروا من اللّه ما حذّركم من نفسه ، و اخشوه
خشية ليست بتعذير . ( الخطبة 23 ، 69 ) معاشر المسلمين : استشعروا الخشية ، و تجلببوا
السّكينة . ( الخطبة 64 ، 120 ) فاتّقوا اللّه عباد اللّه . . . و احذروا منه كنه ما حذّركم من نفسه . ( الخطبة 81 ، 2 ، 141 ) لا يحتسب
رزيّة ، و لا يخشع تقيّة ( أي خوفا من اللّه ) . ( الخطبة 81 ، 3 ، 146 ) و قال ( ع ) عن حقيقة
الخوف و الرجاء : يدّعي بزعمه أنّه يرجو اللّه . كذب و العظيم ما باله لا
يتبيّن رجاؤه في عمله ؟ فكلّ من رجا عرف رجاؤه في عمله . و كلّ رجاء إلاّ رجاء
اللّه تعالى فإنّه مدخول ( أي مغشوش ) . و كلّ
خوف محقّق إلاّ خوف اللّه فإنّه معلول ( الخوف المعلول
هو ما لم يثبت في النفس و القلب ) . يرجو اللّه في الكبير و يرجو العباد
في الصّغير ، فيعطي العبد ما لا يعطي الرّبّ فما بال اللّه جلّ ثناؤه يقصّر به
عمّا يصنع به لعباده ؟ أتخاف أن تكون في رجائك له كاذبا ؟ أو تكون لا تراه
للرّجاء موضعا ؟ و كذلك إن هو خاف عبدا من عبيده ، أعطاه من خوفه ما لا يعطي
ربّه ، فجعل خوفه من العباد نقدا ، و خوفه من خالقه ضمارا و وعدا . . . ( الخطبة 158 ، 281 ) . . . و إن استطعتم
أن يشتدّ خوفكم من اللّه ، و أن يحسن ظنّكم به ، فاجمعوا بينهما . يا بن آدم ، إذا رأيت ربّك سبحانه يتابع عليك
نعمه و أنت تعصيه ، فاحذره . ( 24 ح ، 568 ) الحذر الحذر فو اللّه لقد ستر حتّى كأنّه قد غفر . (
29 ح ، 569 ) إحذر أن
يراك اللّه عند معصيته ، و يفقدك عند طاعته ، فتكون من الخاسرين ( 383 ح ، 645 ) |
|
( 20 ) التواضع للّه
|
|
و قال الامام ( ع ) عن الحج : و جعله سبحانه علامة لتواضعهم لعظمته ، و إذعانهم لعزّته
. ( الخطبة 1 ، 35 ) أيّها النّاس
إنّه من استنصح اللّه وفق ، و من اتّخذ قوله دليلا هدي للّتي هي أقوم . فإنّ جار
اللّه آمن ، و عدوّه خائف . و إنّه لا ينبغي لمن عرف عظمة اللّه أن يتعظّم ،
فإنّ رفعة الّذين يعلمون ما عظمته أن يتواضعوا له ، و سلامة الّذين يعلمون ما
قدرته أن يستسلموا له . ( الخطبة 145 ، 259 ) و إذا أنت هديت
لقصدك ، فكن أخشع ما تكون لربّك . ( الخطبة 270 ، 2 ،
481 ) و من كتابه ( ع ) لمالك الأشتر : و إذا أحدث لك ما أنت
فيه من سلطانك أبّهة أو مخيلة ، فانظر إلى عظم ملك اللّه فوقك ، و قدرته منك على
ما لا تقدر عليه من نفسك . . . ( الخطبة 292 ، 1 ، 518 ) |
|
( 21 ) حمد اللّه و الاستعانة به
و التوكل عليه
|
|
قال الامام علي ( ع ) : الحمد للّه الّذي لا يبلغ مدحته القائلون ، و لا يحصي
نعماءه العادّون ، و لا يؤدّي حقّه المجتهدون . (
الخطبة 1 ، 23 ) احمده استتماما لنعمته ، و استسلاما لعزّته ، و استعصاما
من معصيته . و أستعينه فاقة إلى كفايته . إنّه لا يضلّ من هداه ، و لا يئلّ ( أي ينجو ) من عاداه ، و لا يفتقر من كفاه . فإنّه ( أي الحمد ) . ارجح ما وزن ، و افضل ما خزن . ( الخطبة 2 ، 35 ) و لا يحمد حامد
إلاّ ربّه ، و لا يلم لائم إلاّ نفسه . ( الخطبة 16 ،
59 ) الحمد للّه غير
مقنوط من رحمته ، و لا مخلوّ من نعمته ، و لا مأيوس من مغفرته ، و لا مستنكف عن
عبادته . الّذي لا تبرح منه رحمة ، و لا تفقد له نعمة . ( الخطبة 45 ، 102 ) الحمد للّه كلّما
وقب ليل و غسق ، و الحمد للّه كلّما لاح نجم و خفق ، و الحمد للّه غير مفقود
الإنعام ، و لا مكافإ الإفضال . ( الخطبة 48 ، 105 ) الحمد للّه الّذي
بطن خفيّات الأمور ، و دلّت عليه أعلام الظّهور ، و امتنع على عين البصير . الخطبة 49 ، 106 ) الحمد للّه الّذي
لم تسبق له حال حالا ، فيكون أوّلا قبل أن يكون آخرا ، و يكون ظاهرا قبل أن يكون
باطنا . ( الخطبة 63 ، 118 ) و قال
( ع ) لأحد المنجّمين : فمن صدّقك
بهذا فقد كذّب القرآن ، و استغنى عن الإستعانة باللّه في نيل المحبوب و دفع
المكروه . ( الخطبة 77 ، 132 ) الحمد للّه الّذي علا بحوله ، و دنا بطوله . مانح كلّ
غنيمة و فضل ، و كاشف كلّ عظيمة و أزل ( أي ضيق )
. أحمده على عواطف كرمه ، و سوابغ نعمه . و أومن به أوّلا باديا ، و أستهديه قريبا
هاديا . و أستعينه قاهرا قادرا . و أتوكّل عليه كافيا ناصرا . ( الخطبة 81 ، 136 ) الحمد للّه
المعروف من غير رؤية ، و الخالق من غير رويّة . الّذي لم يزل قائما دائما ، إذ
لا سماء ذات أبراج ، و لا حجب ذات إرتاج ، و لا ليل داج ، و لا بحر ساج ، و لا
جبل ذو فجاج ، و لا فجّ ذو اعوجاج ، و لا أرض ذات مهاد ، و لا خلق ذو اعتماد . ( الخطبة 88 ، 159 ) الحمد للّه الّذي
لا يفره المنع و الجمود ، و لا يكديه الإعطاء و الجود . إذ كلّ معط منتقص سواه ،
و كلّ مانع مذموم ما خلاه . ( الخطبة 89 ، 1 ، 160 ) الحمد للّه
الأوّل فلا شي ء قبله ، و الآخر فلا شي ء بعده ، و الظّاهر فلا شي ء فوقه ، و
الباطن فلا شي ء دونه . ( الخطبة 94 ، 187 ) نحمده على ما كان ، و نستعينه من أمرنا على ما يكون . و
نسأله المعافاة في الأديان ، كما نسأله المعافاة في الأبدان . ( الخطبة 97 ، 191 ) و استعينوا اللّه
على أداء واجب حقّه ، و ما لا يحصى من أعداد نعمه ، و إحسانه . ( الخطبة 97 ، 192 ) الحمد للّه النّاشر في الخلق فضله ، و الباسط فيهم بالجود
يده . نحمده في جميع أموره ، و نستعينه على رعاية حقوقه . ( الخطبة 98 ، 193 ) الحمد للّه
الأوّل قبل كلّ أوّل ، و الآخر بعد كلّ آخر . و بأوّليّته وجب أن لا أوّل له ، و
بآخريّته وجب أن لا آخر له . ( الخطبة 99 ، 194 ) الحمد للّه الّذي
شرع الإسلام ، فسهّل شرائعه لمن ورده ، و أعزّ أركانه على من غالبه . ( الخطبة 104 ، 201 ) الحمد للّه
المتجلّي لخلقه بخلقه ، و الظّاهر لقلوبهم بحجّته . (
الخطبة 106 ، 204 ) الحمد للّه الواصل الحمد بالنّعم و النّعم بالشّكر .
نحمده على آلائه كما نحمده على بلائه . و نستعينه على هذه النّفوس البطاء عمّا
أمرت به ، السّراع إلى ما نهيت عنه . ( الخطبة 112 ،
219 ) نحمده على ما أخذ
و أعطى ، و على ما أبلى و ابتلى . ( الخطبة 130 ، 243 ) و أحمد اللّه و أستعينه على مداحر الشّيطان و مزاجره ، و
الإعتصام من حبائله و مخاتله . ( الخطبة 149 ، 264 ) الحمد للّه
الدّالّ على وجوده بخلقه ، و بمحدث خلقه على أزليّته ، و باشتباهم على أن لا شبه
له . ( الخطبة 150 ، 266 ) الحمد للّه الّذي
انحسرت الأوصاف عن كنه معرفته ، و ردعت عظمته العقول ، فلم تجد مساغا إلى بلوغ
غاية ملكوته . ( الخطبة 153 ، 271 ) الحمد للّه الّذي
جعل الحمد مفتاحا لذكره ، و سببا للمزيد من فضله ، و دليلا على آلائه و عظمته . ( الخطبة 155 ، 276 ) اللهمّ لك الحمد على ما تأخذ و تعطي ، و على ما تعافي و
تبتلي . حمدا يكون أرضى الحمد لك ، و أحبّ الحمد إليك ، و أفضل الحمد عندك .
حمدا يملأ ما خلقت ، و يبلغ ما أردت . حمدا لا يحجب عنك ، و لا يقصر دونك . حمدا
لا ينقطع عدده ، و لا يفنى مدده . ( الخطبة 158 ، 280 ) و أتوكّل على
اللّه توكّل الإنابة إليه ، و استرشده السّبيل المؤدّية إلى جنّته ، القاصدة إلى
محلّ رغبته . ( الخطبة 159 ، 286 ) الحمد للّه خالق
العباد ، و ساطح المهاد ، و مسيل الوهاد ، و مخصب النّجاد . ( الخطبة 161 ، 288 ) الحمد للّه الّذي
لا تواري عنه سماء سماء ، و لا أرض أرضا . ( الخطبة 170
، 306 ) اللهمّ إنّي
أستعينك على قريش و من أعانهم . ( الخطبة 170 ، 306 ) أحمد اللّه على
ما قضى من أمر ، و قدّر من فعل . ( الخطبة 178 ، 321 ) الحمد للّه الّذي إليه مصائر الخلق و عواقب الأمر . نحمده
على عظيم إحسانه و نيّر برهانه ، و نوامي فضله و امتنانه . حمدا يكون لحقّه قضاء
و لشكره أداء ، و إلى ثوابه مقرّبا و لحسن مزيده موجبا . و نستعين به استعانة
راج لفضله ، مؤمّل لنفعه ، واثق بدفعه ، معترف له بالطّول ، مذعن له بالعمل و
القول . ( الخطبة 180 ، 323 ) الحمد للّه
الكائن قبل أن يكون كرسيّ أو عرش ، أو سماء أو أرض أو جانّ أو إنس . ( الخطبة 180 ، 325 ) الحمد للّه
المعروف من غير رؤية ، و الخالق من غير منصبة ( أي تعب
) . . . أحمده إلى نفسه كما استحمد إلى
خلقه ، و جعل لكلّ شي ء قدرا ، و لكلّ قدر أجلا ، و لكلّ أجل كتابا . ( الخطبة 181 ، 329 ) أقول ما تسمعون ، و اللّه المستعان على نفسي و أنفسكم ، و
هو حسبنا و نعم الوكيل . ( الخطبة 181 ، 333 ) الحمد للّه الّذي
لا تدركه الشّواهد ، و لا تحويه المشاهد ، و لا تراه النّواظر ، و لا تحجبه
السّواتر . ( الخطبة 183 ، 334 ) أحمده شكرا
لإنعامه ، و استعينه على وظائف حقوقه . عزيز الجند ، عظيم المجد . ( الخطبة 188 ، 350 ) الحمد للّه
الفاشي في الخلق حمده ، و الغالب جنده ، و المتعالي جدّه ( أي عظمته ) . أحمده على نعمه التّؤام ( جمع توأم ) و آلائه العظام . الّذي عظم حلمه فعفا ،
و عدل في كلّ ما قضى ، و علم ما يمضي و ما مضى . . .
( الخطبة 189 ، 353 ) عباد اللّه
أوصيكم بتقوى اللّه ، فإنّها حقّ اللّه عليكم ، و الموجبة على اللّه حقّكم . و
أن تستعينوا عليها باللّه ، و تستعينوا بها على اللّه . ( الخطبة 189 ، 354 ) الحمد للّه الّذي لبس العزّ و الكبرياء ، و اختارهما
لنفسه دون خلقه ، و جعلهما حمى و حرما على غيره ، و اصطفاهما لجلاله . ( الخطبة 190 ، 1 ، 356 ) نحمده على ما
وفّق له من الطّاعة ، و ذاد عنه من المعصية . و نسأله لمنّته تماما و بحبله
اعتصاما . ( الخطبة 192 ، 380 ) الحمد للّه الّذي
أظهر من آثار سلطانه ، و جلال كبريائه ، ما حيّر مقل العيون من عجائب قدرته ، و
ردع خطرات هماهم النّفوس عن عرفان كنه صفته . ( الخطبة
193 ، 382 ) الحمد للّه العليّ عن شبه المخلوقين ، الغالب لمقال
الواصفين ، الظّاهر بعجائب تدبيره للنّاظرين ، و الباطن بجلال عزّته عن فكر
المتوهّمين . . . (
الخطبة 211 ، 406 ) و من دعاء له ( ع ) كان يدعو به كثيرا : الحمد للّه
الّذي لم يصبح بي ميّتا و لا سقيما ، و لا مضروبا على عروقي بسوء ، و لا مأخوذا
بأسوإ عملي ، و لا مقطوعا دابري . و لا مرتدّا عن ديني ، و لا منكرا لربّي . و
لا مستوحشا من إيماني ، و لا ملتبسا عقلي . و لا معذّبا بعذاب الأمم من قبلي . ( الخطبة 213 ، 408 ) نعوذ باللّه من سبات العقل ، و قبح الزّلل ، و به نستعين
. ( الخطبة 222 ، 427 ) اللهمّ إنّك آنس الآنسين لأوليائك ، و أحضرهم بالكفاية
للمتوكّلين عليك . ( الخطبة 225 ، 429 ) و الحمد للّه على
كلّ حال . ( الخطبة 248 ، 449 ) و ما أردت إلاّ
الإصلاح ما استطعت ، و ما توفيقي إلاّ باللّه ، عليه توكّلت و إليه أنيب ( الخطبة 267 ، 471 ) و ابدأ قبل نظرك
في ذلك بالإستعانة بإلهك ، و الرّغبة إليه في توفيقك . (
الخطبة 270 ، 2 ، 478 ) و استكشفته كروبك
، و استعنته على أمورك . ( الخطبة 270 ، 2 ، 482 ) و ادع إلى سبيل
ربّك ، و أكثر الإستعانة باللّه ، يكفك ما أهمّك ، و يعنك على ما ينزل بك ، إن
شاء اللّه . ( الخطبة 273 ، 492 ) فاستعن باللّه
على ما أهمّك . ( الخطبة 285 ، 510 ) فإنّ البخل و
الجبن و الحرص غرائز شتّى ، يجمعها سوء الظّنّ باللّه .
( الخطبة 292 ، 1 ، 520 ) و أنا بين أظهر
الجيش ، فارفعوا إليّ مظالمكم و ما عراكم ، ممّا يغلبكم من أمرهم ، و ما لا
تطيقون دفعه إلاّ باللّه و بي ، فأنا أغيّره بمعونة اللّه ، إن شاء اللّه . ( الخطبة 299 ، 546 ) و سئل
( ع ) عن الخير ما هو ؟ فقال :
و أن تباهي النّاس بعبادة ربّك . فإن أحسنت حمدت اللّه ، و إن أسأت استغفرت
اللّه . ( 94 ح ، 581 ) قال الامام ( ع ) في أول خطبته الخالية من الألف :
حمدت من عظمت منّته ، و سبقت نعمته ، و تمّت كلمته ، و نفذت مشيئته ، و بلغت
حجّته ، و عدلت قضيّته ، و سبقت غضبه رحمته . حمد مقرّ بربوبيّته ، متنصّل من
خطيّته ، معترف بتوحيده ، مستعيذ من وعيده ، مؤمّل منه مغفرة تنجيه . يوم يشغل
كلّ عن فصيلته و بنيه . و نستعينه و نسترشده . ( سترد
هذه الخطبة كاملة في آخر هذا الكتاب ) ( مستدرك 44 ) من شرف هذه
الكلمة ( الحمد للّه ) أنّ اللّه تعالى جعلها
فاتحة كتابه ، و جعلها خاتمة دعوى جنّته ، فقال : وَ آخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ
الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ . « مستدرك 188 » |