- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
الفصل الثامن عشر عصر الخلفاء الراشدين
|
|
( 149 )
الشورى الاجماع على الخلافة
|
|
قال
الامام علي ( ع ) : أيّها النّاس ، إنّ أحقّ النّاس بهذا الأمر
أقواهم عليه ، و أعلمهم بأمر اللّه فيه . فإن شغب شاغب استعتب ، فإن أبى قوتل .
و لعمري ، لئن كانت الإمامة لا تنعقد حتّى يحضرها عامّة النّاس ، فما إلى ذلك
سبيل . و لكن أهلها يحكمون على من غاب عنها ، ثمّ ليس للشّاهد أن يرجع ، و لا
للغائب أن يختار . ( الخطبة 171 ، 308 ) و من كتاب له ( ع ) الى معاوية : . . . و إنّما الشّورى للمهاجرين و الأنصار . فإن اجتمعوا على
رجل و سمّوه إماما كان ذلك للّه رضا . فإن خرج عن أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردّوه
إلى ما خرج منه . فإن أبى قاتلوه على اتّباعه غير سبيل المؤمنين . و ولاّه اللّه
ما تولّى . ( الخطبة 245 ، 446 ) قال الشريف الرضي : و
روي له شعر في هذا المعنى ( يخاطب به أبا بكر ) . |
|
( 150 )
الامام علي ( ع ) و الخلافة
|
|
«
الخطبة الشقشقية » : فصيّرها ( أي أبو بكر ) في حوزة خشناء ( أي عمر بن الخطاب ، و هذا بيان لما كان عليه من القسوة التي تجور على
العدل ) يغلظ كلمها ، و يخشن مسّها ( أي اذا مسها شخص تؤذيه و تضره ، و اذا
جرحته كان جرحها غليظا أي عميقا ) و يكثر العثار فيها و الإعتذار منها ( هذه حال من تصعب معاملته ، فالمرء يتعثر كثيرا في السير معه
، و هو لشدة جهله كلما أخطأ اعتذر ) فصاحبها (
أي الخلافة ) كراكب الصّعبة ( أي الناقة غير
الذلول ) إن أشنق لها خرم ، و إن أسلس لها تقحّم ( أي لا يجد طريقة في تسيير هذه الناقة ، لا بأن يشد لها الزمام و لا بأن
يرخيه ) . فمني النّاس لعمر اللّه ( أي أصيبوا )
، بخبط و شماس ، و تلوّن و اعتراض ( صفات سيئة للناقة
الشموس التي لا تسير على طريق مستقيم ) . فصبرت على طول المدّة و شدّة
المحنة . و أما الذي مال
الى صهره فهو عبد الرحمن بن عوف كان صهرا لعثمان . و مجمل قصة
الشورى أنه بعد وفاة عمر اجتمع الصحابة الستة
الذين عينهم عمر و هم :
علي بن أبي طالب « ع » و عثمان بن عفان ، و طلحة ، و الزبير ، و سعد بن أبي وقاص
، و عبد الرحمن بن عوف . و تشاوروا في امر الخلافة فاختلفوا ، فوهب طلحة حقه في الشورى لعثمان ، حيث تحرك ضغنه على بني
هاشم ، و أعطى الزبير حقه لعلي ( ع ) لقرابته من علي (
ع ) فهو ابن عمته صفية ، و أعطى سعد حقه لابن
عمه عبد الرحمن لأنهما من قبيلة زهرة . لكن عبد الرحمن ما لبث أن أخرج
نفسه من الخلافة لعلمه بأن قبيلته زهرة لا ترقى الى
الخلافة . فما راعني إلاّ و
النّاس كعرف الضّبع إليّ ، ينثالون عليّ من كلّ جانب ، حتّى لقد وطي ء الحسنان ( أي الحسن و الحسين عليهما السلام ) ، و شقّ عطفاي .
مجتمعين حولي كربيضة الغنم ( كناية عن ازدحام الناس
الذين تواردوا لمبايعة الامام علي عليه السلام ) . فلمّا نهضت بالأمر
نكثت طائفة ( أي أصحاب الجمل و على رأسهم طلحة و الزبير
و عائشة ) و مرقت أخرى ( أي أصحاب النهروان و هم
الخوارج ) و قسط آخرون ( أي اصحاب صفين و هم أهل
الشام و على رأسهم معاوية و عمرو بن العاص ، و القسط هو الفسوق و الخروج عن الطاعة ) . كأنّهم لم يسمعوا اللّه سبحانه يقول تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ
نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُريدُونَ عُلُوُّّاً فِي الأَرْضِ وَ لاَ فَسَاداً
وَ العَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ بلى و اللّه ، لقد سمعوها و وعوها ، و لكنّهم
حليت الدّنيا في أعينهم ، و راقهم زبرجها ( أي زينتها )
. أما و الّذي فلق الحبّة ، و برأ النّسمة ، لو لا حضور الحاضر ، و قيام الحجّة
بوجود النّاصر ( أي ان اجتماع الانصار حول الامام عليه
السلام هو حجة عليه في أن يقوم بالامر ، مما لم يحصل له عند وفاة النبي « ص » )
، و ما أخذ اللّه على العلماء ، أن لا يقارّوا ( أي لا
يوافقوا مقرّين ) على كظّة ظالم ( الكظة : الثقل
الناتج عن تخمة الطعام ) و لا سغب مظلوم ( السغب
: شدة الجوع ) ، لألقيت حبلها ( أي حبل الخلافة
) على غاربها ، و لسقيت آخرها بكأس أوّلها ، و لألفيتم دنياكم هذه أزهد
عندي من عفطة عنز ( أي عطسة عنزة و هي ليست بذات قيمة )
. فقال : هيهات يا ابن عبّاس تلك شقشقة هدرت ثمّ قرّت ( الشّقشقة ما يخرجه البعير من فمه اذا هاج ، و لذلك سميت هذه
الخطبة بالشقشقية ) . ( الخطبة 3 ، 39 ) من خطبة له ( ع ) لما قبض الرسول ( ص )
و خاطبه العباس و أبو سفيان في أن يبايعا له بالخلافة (
و ذلك بعد أن تمت البيعة لأبي بكر في السقيفة ) ، يقول « ع » : أيّها النّاس : لما انتهت الى أمير المؤمنين ( ع ) انباء
سقيفة بني ساعدة ، بعد وفاة رسول اللّه ( ص ) . لقد علمتم أنّي
أحقّ النّاس بها من غيري ، و و اللّه لأسلمنّ ما سلمت أمور المسلمين ، و لم يكن
فيها جور إلاّ عليّ خاصّة ، التماسا لأجر ذلك و فضله ، و زهدا فيما تنافستموه من
زخرفه و زبرجه . ( الخطبة 72 ، 129 ) و قال ( ع ) لبعض
أصحابه و قد سأله : كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام و انتم أحق به . و قد قال قائل : إنّك على هذا الأمر يا بن أبي طالب لحريص . فقلت : بل أنتم
و اللّه لأحرص و أبعد ، و أنّا أخصّ و أقرب . و إنّما طلبت حقّا لي و أنتم
تحولون بيني و بينه ، و تضربون وجهي دونه . فلمّا قرّعته بالحجّة في الملأ
الحاضرين هبّ ( أي صاح كالتيس ) كأنّه بهت لا
يدري ما يجيبني به اللّهمّ إنّي أستعديك على قريش و من أعانهم . فإنّهم قطعوا
رحمي ، و صغّروا عظيم منزلتي ، و أجمعوا على منازعتي أمرا هو لي . ثمّ قالوا :
ألا إنّ في الحقّ أن تأخذه ، و في الحقّ أن تتركه . (
الخطبة 170 ، 306 ) قال ( ع ) لمعاوية : و زعمت أنّي لكلّ الخلفاء حسدت و على كلّهم بغيت . فإن
يكن ذلك كذلك ، فليست الجناية عليك ، فيكون العذر إليك . |
|
نقد الامام « ع » للخلفاء الذين سبقوه
|
|
لا ينكر أن الامام ( ع )
انتقد الخلفاء السابقين له ، و لكن نقده لم يكن نقدا عاطفيا ، و انما كان نقدا
منطقيا ، و هذا هو الذي يمنحه أهمية عظمى . |
|
نقد أبي بكر الصديق :
|
|
تركز
نقد الامام علي ( ع ) للخليفة الاول على ثلاثة أمور : |
|
نقد عمر بن الخطاب :
|
|
و أما الخليفة الثاني فان الامام (
ع ) ينتقده اضافة لما سبق من غصبه حقه في الخلافة ، في ثلاثة أمور : و من
هذا الكلام قوله : « للّه بلاء
فلان ، فلقد قوّم الأود ، و داوى العمد ، و أقام السّنّة ، و خلّف الفتنة ذهب
نقيّ الثّوب ، قليل العيب . . . » . |
|
نقد عثمان بن عفان :
|
|
أما عثمان بن
عفان فقد جاء ذكره في نهج البلاغة أكثر من سابقيه
. و قد توجه اليه الامام ( ع ) بعدة انتقادات
أساسية ، منها أنه كان ضعيف الارادة ، يقنعه
الامام ( ع ) بالحق ، فلا يلبث أن يدخل عليه
مروان بن الحكم فيقنعه بخلاف ذلك . ثم ان بطانته الفاسدة ألحقت به أضرارا كبيرة
. |
|
( 151 ) أبو
بكر الصديق و خلافته
|
|
تراجع
الخطبة الشقشقية كاملة في المبحث ( 150 ) . و من كلام له ( ع )
في أمر البيعة ، و فيه يعرّض بخلافة ابي بكر : لم تكن بيعتكم إيّاي فلتة
، و ليس أمري و أمركم واحدا . إنّي أريدكم للّه و أنتم تريدونني لأنفسكم . و قال ( ع ) يخاطب عثمان : و ما ابن أبي قحافة و لا ابن الخطّاب بأولى بعمل الحقّ
منك ، و أنت أقرب إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله
و سلّم وشيجة رحم منهما . و قد نلت من صهره ما لم ينالا . ( الخطبة 162 ، 291 ) و من كتاب له ( ع ) الى معاوية جوابا : و زعمت أنّ أفضل النّاس في الإسلام فلان و فلان ، فذكرت
أمرا إن تمّ اعتزلك كلّه ، و إن نقص لم يلحقك ثلمه . (
الخطبة 267 ، 467 ) و من كتاب الى واليه على البصرة عثمان بن حنيف
يشير فيه الى اغتصاب ( فدك ) منه : أمّا بعد ، فإنّ اللّه سبحانه بعث محمّدا ( ص ) نذيرا للعالمين و مهيمنا على المرسلين . فلمّا
مضى صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ، تنازع
المسلمون الأمر من بعده . فو اللّه ما كان يلقى في روعي ، و لا يخطر ببالي أنّ
العرب تزعج هذا الأمر من بعده ( ص ) عن أهل بيته
، و لا أنّهم منحّوه عنّي من بعده فما راعني إلاّ انثيال النّاس على ( فلان ) يبايعونه ، فأمسكت يدي ( أي امتنعت عن
مبايعته ) حتّى رأيت راجعة النّاس قد رجعت عن الإسلام . ( الخطبة 301 ، 547 ) |
|
( 152 ) عمر
بن الخطاب و خلافته
|
|
يراجع
المبحث ( 175 ) رد الامام ( ع ) على منتقديه . و من كلام له ( ع ) و قد شاوره عمر بن الخطاب
في الخروج الى غزو الروم بنفسه : و من كلام له ( ع ) و
قد استشاره عمر بن الخطاب في الشخوص لقتال الفرس بنفسه : و قال ( ع ) يخاطب
عثمان : و ما ابن أبي قحافة و لا ابن الخطّاب بأولى بعمل الحقّ منك ، و
أنت أقرب إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم
وشيجة رحم منهما . و قد نلت من صهره ما لم ينالا . (
الخطبة 162 ، 291 ) للّه بلاء فلان (
يريد عمر بن الخطاب ) فلقد قوّم الأود ( أي
الاعوجاج ) ، و داوى العمد ، و أقام السّنّة ، و خلّف الفتنة ذهب نقيّ
الثّوب ، قليل العيب . أصاب خيرها ، و سبق شرّها . أدّى إلى اللّه طاعته ، و
اتّقاه بحقّه . رحل و تركهم في طرق متشعّبة ، لا يهتدي بها الضّالّ ، و لا
يستيقن المهتدي . ( الخطبة 226 ، 430 ) و روي انه ذكر
عند عمر بن الخطاب في أيامه حلي الكعبة و كثرته ، فقال قوم : لو أخذته فجهزت به
جيوش المسلمين لكان أعظم للاجر ، و ما تصنع الكعبة بالحلي ؟ فهمّ عمر بذلك ، و
سأل أمير المؤمنين علي ( ع ) فقال عليه السلام :
إنّ القرآن أنزل على النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و
سلّم ، و الأموال أربعة . . . و كان حلي
الكعبة فيها يومئذ ، فتركه اللّه على حاله . و لم يتركه نسيانا ، و لم يخف عليه
مكانا . فأقرّه حيث أقرّه اللّه و رسوله . فقال له عمر : لولاك لافتضحنا . و ترك
الحلي بحاله . ( 270 ح ، 620 ) |
|
( 153 ) عثمان
بن عفان و خلافته
|
|
يراجع المبحث ( 182
) المطالبة بدم عثمان . و قال ( ع ) فيما رده على المسلمين من قطائع
عثمان : و اللّه لو وجدته تزوّج به النّساء ، و ملك به الإماء ،
لرددته ، فإنّ في العدل سعة ، و من ضاق عليه العدل ، فالجور عليه أضيق . ( الخطبة 15 ، 55 ) و قال ( ع ) عن عثمان : و أنا جامع لكم أمره ، استأثر فأساء الأثرة . ( الخطبة 30 ، 84 ) و قال ( ع ) يصف
حاله في خلافة عثمان : فقمت بالأمر ( أي الامر بالمعروف ) حين فشلوا ، و تطلّعت حين
تقبّعوا ، و نطقت حين تعتعوا ، و مضيت بنور اللّه حين وقفوا . إنّه قد كان على الأمّة وال أحدث أحداثا ، و
أوجد للنّاس مقالا ، فقالوا : ثمّ نقموا فغيّروا . (
الخطبة 43 ، 101 ) من كلام له ( ع )
لأبي ذر لما أخرجه عثمان الى الربذة : يا أبا ذرّ ، إنّك غضبت للّه ، فارج
من غضبت له . إنّ القوم خافوك على دنياهم ، و خفتهم على دينك ، فاترك في إيديهم
ما خافوك عليه ، و اهرب منهم بما خفتهم عليه . فما أحوجهم إلى ما منعتهم ، و ما
أغناك عمّا منعوك و ستعلم من الرّابح غدا ، و الأكثر حسّدا . و لو أنّ السّموات
و الأرضين كانتا على عبد رتقا ، ثمّ اتّقى اللّه لجعل اللّه له منهما مخرجا . لا
يؤنسنّك إلاّ الحقّ ، و لا يوحشنّك إلاّ الباطل . فلو قبلت دنياهم لأحبّوك ، و
لو قرضت منها لأمّنوك . ( الخطبة 128 ، 241 ) و قال ( ع )
لما اجتمع الناس اليه و شكوا ما نقموه على عثمان ، و سألوه مخاطبته عنهم و
استعتابه لهم ، فدخل عليه فقال : إنّ النّاس ورائي و قد استسفروني بينك و بينهم ( أي جعلوني سفيرا ) . و و اللّه ما أدري ما أقول لك ؟
ما أعرف شيئا تجهله ، و لا أدلّك على أمر لا تعرفه . إنّك لتعلم ما نعلم . ما
سبقناك إلى شي ء فنخبرك عنه ، و لا خلونا بشي ء فنبلغكه . و قد رأيت كما رأينا و
سمعت كما سمعنا . و صحبت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و
آله كما صحبنا . و ما ابن أبي قحافة و لا ابن الخطّاب بأولى بعمل الحقّ
منك . و أنت أقرب إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله
و سلّم وشيجة رحم منهما . |
|
( 154 ) دور
معاوية في مقتل عثمان
|
|
مدخل : |
|
كان معاوية والي عثمان على
الشام ، و كانت تجمعه مع عثمان القرابة الاموية . بيد أن الخصومة بين أبناء العم
على المنصب واردة ، لا سيما من شخص كمعاوية ليس له من هدف في الحياة غير المادة
. و كان يبيح لنفسه للوصول الى ذلك كل وسيلة . |
|
النصوص : |
|
قال الامام علي ( ع
) : و من كتاب له ( ع )
الى معاوية : فسبحان اللّه ما أشدّ لزومك للأهواء المبتدعة ، و الحيرة
المتعبة ، مع تضييع الحقائق و اطّراح الوثائق ، الّتي هي للّه طلبة ، و على
عباده حجّة . فأمّا إكثارك الحجاج على عثمان و قتلته ، فإنّك إنّما نصرت عثمان
حيث كان النّصر لك ( أي حيث كان الانتصار له فائدة لك )
و خذلته حيث كان النّصر له ( أي خذلته حيث كان النصر
يفيده ) و السّلام . ( الخطبة 276 ، 495 ) |
|
الفصل الثامن عشر عصر الخلفاء الراشدين
|
|
( 149 )
الشورى الاجماع على الخلافة
|
|
قال
الامام علي ( ع ) : أيّها النّاس ، إنّ أحقّ النّاس بهذا الأمر
أقواهم عليه ، و أعلمهم بأمر اللّه فيه . فإن شغب شاغب استعتب ، فإن أبى قوتل .
و لعمري ، لئن كانت الإمامة لا تنعقد حتّى يحضرها عامّة النّاس ، فما إلى ذلك
سبيل . و لكن أهلها يحكمون على من غاب عنها ، ثمّ ليس للشّاهد أن يرجع ، و لا
للغائب أن يختار . ( الخطبة 171 ، 308 ) و من كتاب له ( ع ) الى معاوية : . . . و إنّما الشّورى للمهاجرين و الأنصار . فإن اجتمعوا على
رجل و سمّوه إماما كان ذلك للّه رضا . فإن خرج عن أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردّوه
إلى ما خرج منه . فإن أبى قاتلوه على اتّباعه غير سبيل المؤمنين . و ولاّه اللّه
ما تولّى . ( الخطبة 245 ، 446 ) قال الشريف الرضي : و
روي له شعر في هذا المعنى ( يخاطب به أبا بكر ) . |
|
( 150 )
الامام علي ( ع ) و الخلافة
|
|
«
الخطبة الشقشقية » : فصيّرها ( أي أبو بكر ) في حوزة خشناء ( أي عمر بن الخطاب ، و هذا بيان لما كان عليه من القسوة التي تجور على
العدل ) يغلظ كلمها ، و يخشن مسّها ( أي اذا مسها شخص تؤذيه و تضره ، و اذا
جرحته كان جرحها غليظا أي عميقا ) و يكثر العثار فيها و الإعتذار منها ( هذه حال من تصعب معاملته ، فالمرء يتعثر كثيرا في السير معه
، و هو لشدة جهله كلما أخطأ اعتذر ) فصاحبها (
أي الخلافة ) كراكب الصّعبة ( أي الناقة غير
الذلول ) إن أشنق لها خرم ، و إن أسلس لها تقحّم ( أي لا يجد طريقة في تسيير هذه الناقة ، لا بأن يشد لها الزمام و لا بأن
يرخيه ) . فمني النّاس لعمر اللّه ( أي أصيبوا )
، بخبط و شماس ، و تلوّن و اعتراض ( صفات سيئة للناقة
الشموس التي لا تسير على طريق مستقيم ) . فصبرت على طول المدّة و شدّة
المحنة . و أما الذي مال
الى صهره فهو عبد الرحمن بن عوف كان صهرا لعثمان . و مجمل قصة
الشورى أنه بعد وفاة عمر اجتمع الصحابة الستة
الذين عينهم عمر و هم :
علي بن أبي طالب « ع » و عثمان بن عفان ، و طلحة ، و الزبير ، و سعد بن أبي وقاص
، و عبد الرحمن بن عوف . و تشاوروا في امر الخلافة فاختلفوا ، فوهب طلحة حقه في الشورى لعثمان ، حيث تحرك ضغنه على بني
هاشم ، و أعطى الزبير حقه لعلي ( ع ) لقرابته من علي (
ع ) فهو ابن عمته صفية ، و أعطى سعد حقه لابن
عمه عبد الرحمن لأنهما من قبيلة زهرة . لكن عبد الرحمن ما لبث أن أخرج
نفسه من الخلافة لعلمه بأن قبيلته زهرة لا ترقى الى
الخلافة . فما راعني إلاّ و
النّاس كعرف الضّبع إليّ ، ينثالون عليّ من كلّ جانب ، حتّى لقد وطي ء الحسنان ( أي الحسن و الحسين عليهما السلام ) ، و شقّ عطفاي .
مجتمعين حولي كربيضة الغنم ( كناية عن ازدحام الناس
الذين تواردوا لمبايعة الامام علي عليه السلام ) . فلمّا نهضت بالأمر
نكثت طائفة ( أي أصحاب الجمل و على رأسهم طلحة و الزبير
و عائشة ) و مرقت أخرى ( أي أصحاب النهروان و هم
الخوارج ) و قسط آخرون ( أي اصحاب صفين و هم أهل
الشام و على رأسهم معاوية و عمرو بن العاص ، و القسط هو الفسوق و الخروج عن الطاعة ) . كأنّهم لم يسمعوا اللّه سبحانه يقول تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ
نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُريدُونَ عُلُوُّّاً فِي الأَرْضِ وَ لاَ فَسَاداً
وَ العَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ بلى و اللّه ، لقد سمعوها و وعوها ، و لكنّهم
حليت الدّنيا في أعينهم ، و راقهم زبرجها ( أي زينتها )
. أما و الّذي فلق الحبّة ، و برأ النّسمة ، لو لا حضور الحاضر ، و قيام الحجّة
بوجود النّاصر ( أي ان اجتماع الانصار حول الامام عليه
السلام هو حجة عليه في أن يقوم بالامر ، مما لم يحصل له عند وفاة النبي « ص » )
، و ما أخذ اللّه على العلماء ، أن لا يقارّوا ( أي لا
يوافقوا مقرّين ) على كظّة ظالم ( الكظة : الثقل
الناتج عن تخمة الطعام ) و لا سغب مظلوم ( السغب
: شدة الجوع ) ، لألقيت حبلها ( أي حبل الخلافة
) على غاربها ، و لسقيت آخرها بكأس أوّلها ، و لألفيتم دنياكم هذه أزهد
عندي من عفطة عنز ( أي عطسة عنزة و هي ليست بذات قيمة )
. فقال : هيهات يا ابن عبّاس تلك شقشقة هدرت ثمّ قرّت ( الشّقشقة ما يخرجه البعير من فمه اذا هاج ، و لذلك سميت هذه
الخطبة بالشقشقية ) . ( الخطبة 3 ، 39 ) من خطبة له ( ع ) لما قبض الرسول ( ص )
و خاطبه العباس و أبو سفيان في أن يبايعا له بالخلافة (
و ذلك بعد أن تمت البيعة لأبي بكر في السقيفة ) ، يقول « ع » : أيّها النّاس : لما انتهت الى أمير المؤمنين ( ع ) انباء
سقيفة بني ساعدة ، بعد وفاة رسول اللّه ( ص ) . لقد علمتم أنّي
أحقّ النّاس بها من غيري ، و و اللّه لأسلمنّ ما سلمت أمور المسلمين ، و لم يكن
فيها جور إلاّ عليّ خاصّة ، التماسا لأجر ذلك و فضله ، و زهدا فيما تنافستموه من
زخرفه و زبرجه . ( الخطبة 72 ، 129 ) و قال ( ع ) لبعض
أصحابه و قد سأله : كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام و انتم أحق به . و قد قال قائل : إنّك على هذا الأمر يا بن أبي طالب لحريص . فقلت : بل أنتم
و اللّه لأحرص و أبعد ، و أنّا أخصّ و أقرب . و إنّما طلبت حقّا لي و أنتم
تحولون بيني و بينه ، و تضربون وجهي دونه . فلمّا قرّعته بالحجّة في الملأ
الحاضرين هبّ ( أي صاح كالتيس ) كأنّه بهت لا
يدري ما يجيبني به اللّهمّ إنّي أستعديك على قريش و من أعانهم . فإنّهم قطعوا
رحمي ، و صغّروا عظيم منزلتي ، و أجمعوا على منازعتي أمرا هو لي . ثمّ قالوا :
ألا إنّ في الحقّ أن تأخذه ، و في الحقّ أن تتركه . (
الخطبة 170 ، 306 ) قال ( ع ) لمعاوية : و زعمت أنّي لكلّ الخلفاء حسدت و على كلّهم بغيت . فإن
يكن ذلك كذلك ، فليست الجناية عليك ، فيكون العذر إليك . |
|
نقد الامام « ع » للخلفاء الذين سبقوه
|
|
لا ينكر أن الامام ( ع )
انتقد الخلفاء السابقين له ، و لكن نقده لم يكن نقدا عاطفيا ، و انما كان نقدا
منطقيا ، و هذا هو الذي يمنحه أهمية عظمى . |
|
نقد أبي بكر الصديق :
|
|
تركز
نقد الامام علي ( ع ) للخليفة الاول على ثلاثة أمور : |
|
نقد عمر بن الخطاب :
|
|
و أما الخليفة الثاني فان الامام (
ع ) ينتقده اضافة لما سبق من غصبه حقه في الخلافة ، في ثلاثة أمور : و من
هذا الكلام قوله : « للّه بلاء
فلان ، فلقد قوّم الأود ، و داوى العمد ، و أقام السّنّة ، و خلّف الفتنة ذهب
نقيّ الثّوب ، قليل العيب . . . » . |
|
نقد عثمان بن عفان :
|
|
أما عثمان بن
عفان فقد جاء ذكره في نهج البلاغة أكثر من سابقيه
. و قد توجه اليه الامام ( ع ) بعدة انتقادات
أساسية ، منها أنه كان ضعيف الارادة ، يقنعه
الامام ( ع ) بالحق ، فلا يلبث أن يدخل عليه
مروان بن الحكم فيقنعه بخلاف ذلك . ثم ان بطانته الفاسدة ألحقت به أضرارا كبيرة
. |
|
( 151 ) أبو
بكر الصديق و خلافته
|
|
تراجع
الخطبة الشقشقية كاملة في المبحث ( 150 ) . و من كلام له ( ع )
في أمر البيعة ، و فيه يعرّض بخلافة ابي بكر : لم تكن بيعتكم إيّاي فلتة
، و ليس أمري و أمركم واحدا . إنّي أريدكم للّه و أنتم تريدونني لأنفسكم . و قال ( ع ) يخاطب عثمان : و ما ابن أبي قحافة و لا ابن الخطّاب بأولى بعمل الحقّ
منك ، و أنت أقرب إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله
و سلّم وشيجة رحم منهما . و قد نلت من صهره ما لم ينالا . ( الخطبة 162 ، 291 ) و من كتاب له ( ع ) الى معاوية جوابا : و زعمت أنّ أفضل النّاس في الإسلام فلان و فلان ، فذكرت
أمرا إن تمّ اعتزلك كلّه ، و إن نقص لم يلحقك ثلمه . (
الخطبة 267 ، 467 ) و من كتاب الى واليه على البصرة عثمان بن حنيف
يشير فيه الى اغتصاب ( فدك ) منه : أمّا بعد ، فإنّ اللّه سبحانه بعث محمّدا ( ص ) نذيرا للعالمين و مهيمنا على المرسلين . فلمّا
مضى صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ، تنازع
المسلمون الأمر من بعده . فو اللّه ما كان يلقى في روعي ، و لا يخطر ببالي أنّ
العرب تزعج هذا الأمر من بعده ( ص ) عن أهل بيته
، و لا أنّهم منحّوه عنّي من بعده فما راعني إلاّ انثيال النّاس على ( فلان ) يبايعونه ، فأمسكت يدي ( أي امتنعت عن
مبايعته ) حتّى رأيت راجعة النّاس قد رجعت عن الإسلام . ( الخطبة 301 ، 547 ) |
|
( 152 ) عمر
بن الخطاب و خلافته
|
|
يراجع
المبحث ( 175 ) رد الامام ( ع ) على منتقديه . و من كلام له ( ع ) و قد شاوره عمر بن الخطاب
في الخروج الى غزو الروم بنفسه : و من كلام له ( ع ) و
قد استشاره عمر بن الخطاب في الشخوص لقتال الفرس بنفسه : و قال ( ع ) يخاطب
عثمان : و ما ابن أبي قحافة و لا ابن الخطّاب بأولى بعمل الحقّ منك ، و
أنت أقرب إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم
وشيجة رحم منهما . و قد نلت من صهره ما لم ينالا . (
الخطبة 162 ، 291 ) للّه بلاء فلان (
يريد عمر بن الخطاب ) فلقد قوّم الأود ( أي
الاعوجاج ) ، و داوى العمد ، و أقام السّنّة ، و خلّف الفتنة ذهب نقيّ
الثّوب ، قليل العيب . أصاب خيرها ، و سبق شرّها . أدّى إلى اللّه طاعته ، و
اتّقاه بحقّه . رحل و تركهم في طرق متشعّبة ، لا يهتدي بها الضّالّ ، و لا
يستيقن المهتدي . ( الخطبة 226 ، 430 ) و روي انه ذكر
عند عمر بن الخطاب في أيامه حلي الكعبة و كثرته ، فقال قوم : لو أخذته فجهزت به
جيوش المسلمين لكان أعظم للاجر ، و ما تصنع الكعبة بالحلي ؟ فهمّ عمر بذلك ، و
سأل أمير المؤمنين علي ( ع ) فقال عليه السلام :
إنّ القرآن أنزل على النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و
سلّم ، و الأموال أربعة . . . و كان حلي
الكعبة فيها يومئذ ، فتركه اللّه على حاله . و لم يتركه نسيانا ، و لم يخف عليه
مكانا . فأقرّه حيث أقرّه اللّه و رسوله . فقال له عمر : لولاك لافتضحنا . و ترك
الحلي بحاله . ( 270 ح ، 620 ) |
|
( 153 ) عثمان
بن عفان و خلافته
|
|
يراجع المبحث ( 182
) المطالبة بدم عثمان . و قال ( ع ) فيما رده على المسلمين من قطائع
عثمان : و اللّه لو وجدته تزوّج به النّساء ، و ملك به الإماء ،
لرددته ، فإنّ في العدل سعة ، و من ضاق عليه العدل ، فالجور عليه أضيق . ( الخطبة 15 ، 55 ) و قال ( ع ) عن عثمان : و أنا جامع لكم أمره ، استأثر فأساء الأثرة . ( الخطبة 30 ، 84 ) و قال ( ع ) يصف
حاله في خلافة عثمان : فقمت بالأمر ( أي الامر بالمعروف ) حين فشلوا ، و تطلّعت حين
تقبّعوا ، و نطقت حين تعتعوا ، و مضيت بنور اللّه حين وقفوا . إنّه قد كان على الأمّة وال أحدث أحداثا ، و
أوجد للنّاس مقالا ، فقالوا : ثمّ نقموا فغيّروا . (
الخطبة 43 ، 101 ) من كلام له ( ع )
لأبي ذر لما أخرجه عثمان الى الربذة : يا أبا ذرّ ، إنّك غضبت للّه ، فارج
من غضبت له . إنّ القوم خافوك على دنياهم ، و خفتهم على دينك ، فاترك في إيديهم
ما خافوك عليه ، و اهرب منهم بما خفتهم عليه . فما أحوجهم إلى ما منعتهم ، و ما
أغناك عمّا منعوك و ستعلم من الرّابح غدا ، و الأكثر حسّدا . و لو أنّ السّموات
و الأرضين كانتا على عبد رتقا ، ثمّ اتّقى اللّه لجعل اللّه له منهما مخرجا . لا
يؤنسنّك إلاّ الحقّ ، و لا يوحشنّك إلاّ الباطل . فلو قبلت دنياهم لأحبّوك ، و
لو قرضت منها لأمّنوك . ( الخطبة 128 ، 241 ) و قال ( ع )
لما اجتمع الناس اليه و شكوا ما نقموه على عثمان ، و سألوه مخاطبته عنهم و
استعتابه لهم ، فدخل عليه فقال : إنّ النّاس ورائي و قد استسفروني بينك و بينهم ( أي جعلوني سفيرا ) . و و اللّه ما أدري ما أقول لك ؟
ما أعرف شيئا تجهله ، و لا أدلّك على أمر لا تعرفه . إنّك لتعلم ما نعلم . ما
سبقناك إلى شي ء فنخبرك عنه ، و لا خلونا بشي ء فنبلغكه . و قد رأيت كما رأينا و
سمعت كما سمعنا . و صحبت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و
آله كما صحبنا . و ما ابن أبي قحافة و لا ابن الخطّاب بأولى بعمل الحقّ
منك . و أنت أقرب إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله
و سلّم وشيجة رحم منهما . |
|
( 154 ) دور
معاوية في مقتل عثمان
|
|
مدخل : |
|
كان معاوية والي عثمان على
الشام ، و كانت تجمعه مع عثمان القرابة الاموية . بيد أن الخصومة بين أبناء العم
على المنصب واردة ، لا سيما من شخص كمعاوية ليس له من هدف في الحياة غير المادة
. و كان يبيح لنفسه للوصول الى ذلك كل وسيلة . |
|
النصوص : |
|
قال الامام علي ( ع
) : و من كتاب له ( ع )
الى معاوية : فسبحان اللّه ما أشدّ لزومك للأهواء المبتدعة ، و الحيرة
المتعبة ، مع تضييع الحقائق و اطّراح الوثائق ، الّتي هي للّه طلبة ، و على
عباده حجّة . فأمّا إكثارك الحجاج على عثمان و قتلته ، فإنّك إنّما نصرت عثمان
حيث كان النّصر لك ( أي حيث كان الانتصار له فائدة لك )
و خذلته حيث كان النّصر له ( أي خذلته حيث كان النصر
يفيده ) و السّلام . ( الخطبة 276 ، 495 ) |