- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
الفصل الثامن الاسلام و الايمان
|
( 58 ) الدين و الاسلام
|
قال الإمام علي ( ع ) : عن معرفة اللّه تعالى : أوّل الدّين معرفته . . (
الخطبة 1 ، 24 ) و قال ( ع ) عن الحجّ : جعله سبحانه و تعالى للإسلام
علما . ( الخطبة 1 ، 35 ) و النّاس في فتن انجذم فيها حبل الدّين ، و تزعزعت سواري
اليقين . ( الخطبة 2 ، 36 ) و قال ( ع ) عن أهل البيت عليهم السلام : هم أساس
الدّين ، و عماد اليقين . ( الخطبة 2 ، 38 ) حتّى سترني عنكم
جلباب الدّين . ( الخطبة 4 ، 46 ) و قال
( ع ) في ذم أهل البصرة : أخلاقكم
دقاق ( أي دنيئة ) و عهدكم شقاق ، و دينكم نفاق
، و ماؤكم زعاق . ( الخطبة 13 ، 53 ) أم أنزل اللّه سبحانه دينا ناقصا فاستعان بهم على إتمامه
أم كانوا شركاء له ، فلهم أن يقولوا و عليه أن يرضى ؟ أم أنزل اللّه سبحانه دينا
تامّا فقصّر الرّسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم
عن تبليغه و أدائه و اللّه سبحانه يقول : ما فَرَّطْنَا
فِي الْكِتَابِ مِنْ شَي ءٍ و قال : فِيْهِ تِبْيانٌ لِكُلِّ شَيْ ءٍ . ( الخطبة 18 ، 62 ) و قال ( ع ) يخاطب أصحابه و يصف أصحاب رسول اللّه ( ص ) :
فلمّا رأى اللّه صدقنا أنزل بعدوّنا الكبت ( أي الذل و
الخذلان ) و أنزل علينا النّصر . حتّى استقرّ الإسلام ملقيا جرانه ( كناية عن التمكّن ) ، و متبوّئا أوطانه . و لعمري لو
كنّا نأتي ما أتيتم ، ما قام للدّين عمود ، و لا اخضرّ للإيمان عود . ( الخطبة 56 ، 112 ) و عمّر فيكم نبيّه أزمانا ، حتّى أكمل له و لكم فيما أنزل
من كتابه دينه الّذي رضي لنفسه . الخطبة 84 ، 151 ) أيّها النّاس : سيأتي عليكم زمان يكفأ فيه الإسلام ،
كما يكفأ الإناء بما فيه . ( الخطبة 101 ، 198 ) الحمد للّه الّذي شرع الإسلام ، فسهّل شرائعه لمن ورده ،
و أعزّ أركانه على من غالبه . فجعله أمنا لمن علقه ، و سلما لمن دخله ، و برهانا
لمن تكلّم به ، و شاهدا لمن خاصم عنه ، و نورا لمن استضاء به . و فهما لمن عقل ،
و لبّا لمن تدبّر . و آية لمن توسّم ، و تبصرة لمن عزم . و عبرة لمن اتّعظ ، و
نجاة لمن صدّق ، و ثقة لمن توكّل ، و راحة لمن فوّض ، و جنّة لمن صبر . فهو أبلج
المناهج ، و أوضح الولائج ( أي المذاهب ) . مشرف
المنار ، مشرق الجوادّ ( أشد الطرق نورا و وضوحا )
مضي ء المصابيح . كريم المضمار ، رفيع الغاية ، جامع الحلبة ، متنافس السّبقة ،
شريف الفرسان . التّصديق منهاجه ، و الصّالحات مناره ، و الموت غايته ، و
الدّنيا مضماره ، و القيامة حلبته ، و الجنّة سبقته . (
الخطبة 104 ، 201 ) و قال ( ع ) عن فتنة بني أمية : و لبس الإسلام لبس الفرو مقلوبا . ( الخطبة 106 ، 207 ) إنّ أفضل ما
توسّل به المتوسّلون إلى اللّه سبحانه و تعالى ، الإيمان به و برسوله ، و الجهاد
في سبيله فإنّه ذروة الإسلام . و كلمة الإخلاص فإنّها الفطرة . و إقام الصّلاة
فإنّها الملّة . و إيتاء الزّكاة فإنّها فريضة واجبة . و صوم شهر رمضان فإنّه
جنّة من العقاب ، و حجّ البيت و اعتماره فإنّهما ينفيان الفقر و يرحضان الذّنب .
( الخطبة 108 ، 213 ) و صار دين أحدكم لعقة على لسانه ، صنيع من قد فرغ من عمله
و أحرز رضا سيّده . ( الخطبة 111 ، 219 ) ألا و إنّ شرائع
الدّين واحدة ، و سبله قاصدة . من أخذ بها لحق و غنم ، و من وقف عنها ضلّ و ندم
. ( الخطبة 118 ، 228 ) أين القوم الّذين
دعوا إلى الإسلام فقبلوه ، و قرؤوا القرآن فأحكموه ؟ . (
الخطبة 119 ، 229 ) و من كلام له ( ع ) قاله للخوارج ، عن أهل صفين
: و لكنّا إنّما أصبحنا نقاتل إخواننا في الإسلام ، على ما
دخل فيه من الزّيغ و الإعوجاج ، و الشّبهة و التّأويل . ( الخطبة 120 ، 231 ) و أقام حقّ اللّه فيهم ، و لم يمنعهم سهمهم من الإسلام . ( الخطبة 125 ، 237 ) و قال ( ع ) لعمر بن الخطاب حين استشاره في الشخوص لقتال
الفرس بنفسه : إنّ هذا الأمر لم يكن نصره و لا خذلانه بكثرة و لا بقلّة .
و هو دين اللّه الّذي أظهره ، و جنده الّذي أعدّه و أمدّه ، حتّى بلغ ما بلغ ، و
طلع حيث طلع . و نحن على موعود من اللّه ، و اللّه منجز وعده ، و ناصر جنده . ( الخطبة 144 ، 257 ) أمّا وصيّتي : فاللّه لا تشركوا به شيئا . و محمّدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فلا تضيّعوا سنّته .
أقيموا هذين العمودين ، و أوقدوا هذين المصباحين . و خلاكم ذمّ ما لم تشردوا . ( الخطبة 147 ، 261 ) و قال ( ع ) عن الفتن : تقطع فيها الأرحام ، و يفارق عليها الإسلام ، بريّها
سقيم ،و ظاعنها مقيم . ( الخطبة 149 ، 266 ) إنّ اللّه تعالى خصّكم بالإسلام و استخلصكم له ، و ذلك
لأنّه اسم سلامة و جماع كرامة . اصطفى اللّه تعالى منهجه و بيّن حججه . من ظاهر
علم و باطن حكم . لا تفنى غرائبه ، و لا تنقضي عجائبه . فيه مرابيع النّعم
و مصابيح الظّلم . لا تفتح الخيرات إلاّ بمفاتيحه ، و لا تكشف الظّلمات إلاّ
بمصابيحه . قد أحمى حماه و أرعى مرعاه . فيه شفاء المشتفي و كفاية المكتفي . ( الخطبة 150 ، 267 ) أظهر به الشّرائع
المجهولة ، و قمع به البدع المدخولة ، و بيّن به الأحكام المفصولة . فمن يبتغ
غير الإسلام دينا تتحقّق شقوته ، و تنفصم عروته و تعظم كبوته ، و يكون مآبه إلى
الحزن الطّويل و العذاب الوبيل . ( الخطبة 159 ، 286 ) . . . و إنّ الطّرق لواضحة ، و إنّ أعلام الدّين لقائمة . ( الخطبة 162 ، 292 ) و قال
( ع ) يدعو أصحابه الى الطاعة : و اللّه
لتفعلنّ أو لينقلنّ اللّه عنكم سلطان الإسلام . ثمّ لا ينقله إليكم أبدا ، حتّى
يأرز ( أي يثبت ) الأمر إلى غيركم . ( الخطبة 167 ، 303 ) و إنّ لكم علما
فاهتدوا بعلمكم . و إنّ للإسلام غاية ، فانتهوا إلى غايته . ( الخطبة 174 ، 314 ) و قال
( ع ) عن الحجة : فهو مغترب
إذا اغترب الإسلام ، و ضرب بعسيب ذنبه ، و ألصق الأرض بجرانه . بقيّة من بقايا
حجّته ، خليفة من خلائف أنبيائه . ( الخطبة 180 ، 327 ) . . . فإنّه لم يخف عنكم شيئا من دينه ، و لم يترك شيئا رضيه
أو كرهه ، إلاّ و جعل له علما باديا ، و آية محكمة ، تزجر عنه أو تدعو إليه . ( الخطبة 181 ، 330 ) و قال
( ع ) عن النبي ( ص ) : و جعل
أمراس الإسلام متينة ، و عرى الإيمان وثيقة . ( الخطبة
183 ، 335 ) و اعلموا أنّكم
صرتم بعد الهجرة أعرابا ، و بعد الموالاة أحزابا . ما تتعلّقون من الإسلام إلاّ
باسمه ، و لا تعرفون من الإيمان إلاّ رسمه . ألا و قد قطعتم
قيد الإسلام ، و عطّلتم حدوده ، و أمتّم أحكامه . (
الخطبة 190 ، 4 ، 372 ) و لم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام ، غير رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و خديجة ، و أنا ثالثهما
. أرى نور الوحي و الرّسالة ، و أشمّ ريح النّبوّة . (
الخطبة 190 ، 4 374 ) ثمّ إنّ هذا
الإسلام دين اللّه الّذي اصطفاه لنفسه ، و اصطنعه على عينه . و اصطفاه خيرة خلقه
، و أقام دعائمه على محبّته . أذلّ الأديان بعزّته ، و وضع الملل برفعه ، و أهان
أعداءه بكرامته ، و خذل محادّيه بنصره ، و هدم أركان الضّلالة بركنه . و سقى من
عطش من حياضه ، و أتاق الحياض ( أي ملأها )
بمواتحه . ثمّ جعله لا انفصام لعروته ، و لا فكّ لحلقته . و لا انهدام لأساسه ،
و لا زوال لدعائمه . و لا انقلاع لشجرته ، و لا انقطاع لمدّته . و لا عفاء
لشرائعه . و لا جذّ لفروعه . و لا ضنك لطرقه ، و لا وعوثة لسهولته . و لا سواد
لوضحه ، و لا عوج لانتصابه . و لا عصل ( أي اعوجاج )
في عوده ، و لا وعث لفجّه و لا انطفاء لمصابيحه ، و لا مرارة لحلاوته . فهو
دعائم أساخ في الحقّ أسناخها و ثبّت لها أساسها . و قال
( ع ) عن أهل البيت ( ع ) : و هم دعائم
الإسلام ، و ولائج الإعتصام . ( الخطبة 237 ، 439 ) و من وصية الامام ( ع ) لابنه الحسن ( ع ) : و أن
أبتدئك بتعليم كتاب اللّه عزّ و جلّ و تأويله ، و شرائع الإسلام و أحكامه ، و
حلاله و حرامه ، لا أجاوز ذلك بك إلى غيره . ( الخطبة
270 ، 477 ) . . فإنّ هذا الدّين قد كان أسيرا في أيدي الأشرار ، يعمل فيه بالهوى ، و تطلب
به الدّنيا . ( الخطبة 292 ، 3 ، 527 ) فما راعني إلاّ
انثيال النّاس على فلان ( أي انصبابهم على أبي بكر )
يبايعونه . فأمسكت يدي ، حتّى رأيت راجعة النّاس قد رجعت عن الإسلام ( يقصد بهم أهل الردّة كمسيلمة الكذّاب و سجاح و طليحة بن
خويلد ) ، يدعون إلى محق دين محمّد صلّى اللّه
عليه و آله و سلّم فخشيت إن لم أنصر الإسلام و أهله أن أرى فيه ثلما أو
هدما ، تكون المصيبة به عليّ أعظم من فوت ولايتكم الّتي إنّما هي متاع أيّام
قلائل ، يزول منها ما كان ، كما يزول السّراب ، أو كما يتقشّع السّحاب . فنهضت
في تلك الأحداث ، حتّى زاح الباطل و زهق ، و اطمأنّ الدّين و تنهنه . ( الخطبة 301 ، 547 ) و لكنّني آسى أن يلي أمر هذه الأمّة سفهاؤها و فجّارها ،
فيتّخذوا مال اللّه دولا ، و عباده خولا ، و الصّالحين حربا ، و الفاسقين حزبا .
فإنّ منهم الّذي شرب فيكم الحرام ( يريد الخمر ، و
الشارب هو عتبة بن أبي سفيان ) و جلد حدّا في الإسلام . و إنّ منهم من لم
يسلم حتّى رضخت له على الإسلام الرّضائخ ( قيل ان عمرو بن العاص لم يسلم
حتى طلب عطاء من النبي « ص » ، فلما أعطاه أسلم
) . ( الخطبة 301
، 548 ) و سئل ( ع ) عن قول الرسول ( ص ) : « غيّروا الشّيب ،
و لا تشبّهوا باليهود » فقال عليه السلام :
إنّما قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ذلك ، و
الدّين قلّ . فأمّا الآن و قد اتّسع نطاقه ، و ضرب بجرانه ، فأمرو و ما اختار . ( 16 ح ، 567 ) لا يترك النّاس شيئا من أمر دينهم لاستصلاح دنياهم ، إلاّ
فتح اللّه عليهم ما هو أضرّ منه . ( 106 ح ، 584 )
و قال ( ع ) لأنسبنّ الإسلام نسبة لم ينسبها
أحد قبلي : الإسلام هو
التّسليم ، و التّسليم هو اليقين ، و اليقين هو التّصديق ، و التّصديق هو
الإقرار ، و الإقرار هو الأداء ، و الأداء هو العمل . (
125 ح ، 588 ) و من أتى غنيّا
فتواضع له لغناه ذهب ثلثا دينه . ( الخطبة 228 ح ، 607
) يأتي على النّاس
زمان لا يبقى فيهم من القرآن إلاّ رسمه ، و من الإسلام إلاّ اسمه . ( 369 ح ، 640 ) لا شرف أعلى من
الإسلام . . ( 371 ح ، 641 ) و من عمل لدينه كفاه اللّه أمر دنياه . ( 423 ح ، 652 ) |
( 59 ) المسلم و المسلمون
|
يراجع المبحث ( 239 ) في ء المسلمين لأصحابه . و قال ( ع ) يستنهض الناس على أتباع معاوية : و لقد
بلغني أنّ الرّجل منهم ، كان يدخل على المرأة المسلمة ، و الأخرى المعاهدة ،
فينتزع حجلها و قلبها ، و قلائدها و رعثها ( أي أقراطها
) ، ما تمتنع منه إلاّ بالإسترجاع و الإسترحام . ثمّ انصرفوا وافرين ، ما
نال رجلا منهم كلم ، و لا أريق لهم دم . فلو أنّ امرءا مسلما مات من بعد هذا
أسفا ، ما كان به ملوما ، بل كان به عندي جديرا . (
خطبة 27 ، 76 ) و قال ( ع ) عن أنّ فاعل الكبيرة لا يخرج عن عصمة الاسلام ، و
ذلك في ردّه على الخوارج : و من
كلام له ( ع ) لعمر بن الخطاب حين شاوره في الخروج الى غزو الروم : و قد توكّل اللّه لأهل هذا الدّين بإعزاز الحوزة ، و ستر
العورة . و الّذي نصرهم و هم قليل لا ينتصرون ، و منعهم و هم قليل لا يمتنعون :
حيّ لا يموت . و قال ( ع ) عن حرمة المسلم : الفرائض الفرائض .
أدّوها إلى اللّه تؤدّكم إلى الجنّة . إنّ اللّه حرّم حراما غير مجهول ، و أحلّ
حلالا غير مدخول . و فضّل حرمة المسلم على الحرم كلّها . و شدّ بالإخلاص و
التّوحيد حقوق المسلمين في معاقدها . فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده
إلاّ بالحقّ . و لا يحلّ أذى المسلم إلاّ بما يجب . الخطبة
165 ، 301 ) و قال ( ع ) في ذكر أصحاب الجمل : فقدموا على عاملي
بها و خزّان بيت مال المسلمين و غيرهم من أهلها ، فقتلوا طائفة صبرا ، و طائفة
غدرا . فو اللّه لو لم يصيبوا من المسلمين إلاّ رجلا واحدا معتمدين لقتله ، بلا
جرم جرّه ، لحلّ لي قتل ذلك الجيش كلّه ، إذ حضروه فلم ينكروا ، و لم يدفعوا عنه
بلسان و لا بيد . دع ما أنّهم قد قتلوا من المسلمين مثل العدّة الّتي دخلوا بها
عليهم . ( الخطبة 170 ، 307 ) فمن استطاع منكم
أن يلقى اللّه تعالى ، و هو نقيّ الرّاحة من دماء المسلمين و أموالهم ، سليم
اللّسان من أعراضهم ، فليفعل . ( الخطبة 174 ، 315 ) و قال
( ع ) عن الفتن : فقد لعمري
يهلك في لهبها المؤمن و يسلم فيها غير المسلم . (
الخطبة 185 ، 347 ) فأطفئوا ما كمن
في قلوبكم من نيران العصبيّة ، و أحقاد الجاهليّة . فإنّما تلك الحميّة تكون في
المسلم ، من خطرات الشّيطان و نخواته ، و نزغاته و نفثاته . ( الخطبة 190 ، 1 360 ) و لا تروّعنّ
مسلما ، و لا تجتازنّ عليه كارها ، و لا تأخذنّ منه أكثر من حقّ اللّه في ماله . ( الخطبة 264 ، 461 ) و ما على المسلم
من غضاضة في أن يكون مظلوما ، ما لم يكن شاكّا في دينه ، و لا مرتابا بيقينه . ( الخطبة 267 ، 470 ) و لا تمسّنّ مال
أحد من النّاس ، مصلّ و لا معاهد ، إلاّ أن تجدوا فرسا أو سلاحا يعدى به على أهل
الإسلام . فإنّه لا ينبغي للمسلم أن يدع ذلك في أيدي أعداء الإسلام ، فيكون شوكة
عليه . ( الخطبة 290 ، 515 ) فلمّا مضى عليه
السّلام ، تنازع المسلمون الأمر من بعده . ( الخطبة 301
، 547 ) و من كتاب له ( ع ) الى معاوية جوابا : أمّا بعد ،
فإنّا كنّا نحن و أنتم على ما ذكرت من الألفة و الجماعة ، ففرّق بيننا و بينكم
أمس أنّا آمنّا و كفرتم ، و اليوم أنّا استقمنا و فتنتم . و ما أسلم مسلمكم إلاّ
كرها ، و بعد أن كان أنف الإسلام كلّه لرسول اللّه صلّى
اللّه عليه و آله و سلّم حزبا . ( الخطبة 303 ،
550 ) |
( 60 ) الايمان
|
مدخل :
|
قرر القرآن الكريم انّ الدين الاسلامي هو دين ايمان و عمل . قال
تعالى وَ العَصْرِ إنَّ الإنسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا
وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ . فان أظهر المرء الايمان بلسانه دون أن يؤمن بقلبه ،
سمي مسلما . قال تعالى : قَالَتِ الأَعْرابُ آمَنَّا ، قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ
لكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا ، وَ لَمَّا يَدْخُلِ الإيْمانُ فِي قُلُوبِكُمْ . و
ان آمن بالقلب سمّي ( مؤمنا ) . فان دفعه ايمانه
الى العمل به سمي ( مؤمنا طائعا ) ، و إن لم
يعمل بما يقتضيه ذلك الايمان سمّي مؤمنا عاصيا أو (
فاسقا ) . أما الكافر فهو من جحد الاسلام
أو أنكر ضرورة من ضرورات الاسلام كالصلاة و الزكاة . و قد اختلف في أمر المسلم
الذي لا يعمل بالاسلام هل هو مؤمن أم كافر ؟ فقال
الامام الصادق ( ع ) انّه في منزلة بين المنزلتين ، فهو ليس بمؤمن و لا
بكافر ، و انّما هو في منزلة بينهما هي منزلة ( الفسوق
) . |
النصوص :
|
قال الإمام علي ( ع ) : و قال ( ع ) عن حال الناس في الجاهلية : و خذل الإيمان ، فانهارت دعائمه ، و تنكّرت معالمه ، و
درست سبله ، و عفت شركه . ( الخطبة 2 ، 37 ) و قال
( ع ) يصف أصحاب رسول اللّه ( ص ) : و لقد كنّا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و
سلّم نقتل آباءنا و أبناءنا و إخواننا و أعمامنا : ما يزيدنا ذلك إلاّ
إيمانا و تسليما . . قد ركزت فيكم راية الإيمان ، و وقفتكم على حدود الحلال و
الحرام . ( الخطبة 85 ، 155 ) قد استفرغتهم
أشغال عبادته ، و وصلت حقائق الإيمان بينهم و بين معرفته . ( الخطبة 89 ، 2 ، 169 ) فهم أسراء إيمان لم يفكّهم من ربقته . ( الخطبة 89 ، 3 ، 171 ) إنّ أفضل ما
توسّل به المتوسّلون إلى اللّه سبحانه و تعالى ، الإيمان به و برسوله . ( الخطبة 108 ، 213 ) و نؤمن به إيمان
من عاين الغيوب و وقف على الموعود . إيمانا نفى إخلاصه الشّرك و يقينه الشّكّ .
و نشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له و أنّ محمّدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عبده و رسوله ، شهادتين
تصعدان القول و ترفعان العمل ، لا يخفّ ميزان توضعان فيه ، و لا يثقل ميزان
ترفعان عنه . ( الخطبة 112 ، 220 ) و من كلام له ( ع ) قاله للخوارج عن رفع المصاحف : فقلت لكم : هذا أمر ظاهره إيمان ، و باطنه
عدوان . و أوّله رحمة ، و آخره ندامة . ( الخطبة 120 ، 231 ) فلقد كنّا مع
رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و إنّ
القتل ليدور على الآباء و الأبناء ، و الإخوان و القرابات ، فما نزداد على كلّ
مصيبة و شدّة إلاّ إيمانا ، و مضيّا على الحقّ ، و تسليما للأمر ، و صبرا على
مضض الجراح . ( الخطبة 120 ، 231 ) و نشهد أن لا إله
غيره ، و أنّ محمّدا نجيبه و بعيثه ، شهادة يوافق فيها السّرّ الإعلان و القلب
اللّسان . ( الخطبة 130 ، 243 ) و قال
( ع ) عن الايمان : سبيل أبلج
المنهاج ، أنور السّراج . فبالإيمان يستدلّ على الصّالحات ، و بالصّالحات يستدلّ
على الإيمان . و بالإيمان يعمر العلم ، و بالعلم يرهب الموت ، و بالموت تختم
الدّنيا ، و بالدّنيا تحرز الآخرة . ( الخطبة 154 ، 274
) و لقد قال رسول
اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم : « لا
يستقيم إيمان عبد حتّى يستقيم قلبه ، و لا يستقيم قلبه حتّى يستقيم لسانه » . ( الخطبة 174 ، 315 ) و قال ( ع ) لذعلب لما سأله : هل رأيت ربّك ؟ فأجاب : لا تدركه العيون بمشاهدة العيان ، و لكن تدركه
القلوب بحقائق الإيمان . ( الخطبة 177 ، 320 ) و نؤمن به إيمان من رجاه موقنا ، و أناب إليه مؤمنا . ( الخطبة 180 ، 324 ) و قال ( ع ) عن النبي ( ص ) : و جعل أمراس الإسلام
متينة ، و عرى الإيمان وثيقة . ( الخطبة 183 ، 335 ) فمن الإيمان ما
يكون ثابتا مستقرّا في القلوب ، و منه ما يكون عواري بين القلوب و الصّدور إلى
أجل معلوم . ( الخطبة 187 ، 349 ) و قال
( ع ) عن الإيمان : إنّ أمرنا
صعب مستصعب ، لا يحمله إلاّ عبد مؤمن ، امتحن اللّه قلبه للإيمان ، و لا يعي
حديثنا إلاّ صدور أمينة و أحلام رزينة . ( الخطبة 187 ،
349 ) و اعلموا أنّكم
صرتم بعد الهجرة أعرابا ، و بعد الموالاة أحزابا . ما تتعلّقون من الإسلام إلاّ
باسمه ، و لا تعرفون من الإيمان إلاّ رسمه . ( الخطبة
190 ، 4 ، 372 ) و قال
( ع ) في صفة المتّقي : فمن علامة
أحدهم أنّك ترى له قوّة في دين ، و حزما في لين ، و إيمانا في يقين . ( الخطبة 191 ، 378 ) و أشهد أن لا إله إلاّ اللّه ، شهادة إيمان و إيقان ، و
إخلاص و إذعان . ( الخطبة
193 ، 382 ) و قال (ع) عن القرآن الكريم : فهو معدن الإيمان و بحبوحته ، و ينابيع العلم و بحوره . ( الخطبة 196 ، 391 ) و قال
( ع ) عمّا حدث في صفين : و كان بدء
أمرنا أنّا التقينا و القوم من أهل الشّام ، و الظّاهر أنّ ربّنا واحد ، و
نبيّنا واحد ، و دعوتنا في الإسلام واحدة ، و لا نستزيدهم في الإيمان باللّه و
التّصديق برسوله ، و لا يستزيدوننا . الأمر واحد إلاّ ما اختلفنا فيه من دم
عثمان ، و نحن منه براء . ( الخطبة 297 ، 543 ) و سأله
رجل أن يعرّفه الايمان فقال ( ع ) : إذا كان الغد فأتني حتّى أخبرك على أسماع النّاس ، فإن نسيت مقالتي حفظها
عليك غيرك . فإنّ الكلام كالشّاردة ينقفها هذا ( أي
يصيبها ) و يخطئها هذا . ( و هذا هو جوابه )
: ( 266 ح ، 619 ) و سئل
( ع ) عن الإيمان ، فقال : الإيمان على أربع دعائم : على الصّبر ، و اليقين ، و العدل ،
و الجهاد . و عليكم بالصّبر
، فإنّ الصّبر من الإيمان كالرّأس من الجسد ، و لا خير في جسد لا رأس معه ، و لا
في إيمان لا صبر معه . ( 82 ح ، 579 ) و لا عبادة كأداء
الفرائض ، و لا إيمان كالحياء و الصّبر . ( 113 ح ، 586
) غيرة المرأة كفر ، و غيرة الرّجل إيمان . ( 124 ح ، 588 ) سوسوا إيمانكم بالصّدقة . ( 146
ح ، 593 ) الإيمان معرفة بالقلب و إقرار باللّسان ، و
عمل بالأركان . « ظاهر هذا
الكلام مطابق لرأي المعتزلة . أمّا نحن الشيعة فنحمل هذا الكلام على المجاز ، لأنّ ظاهر لفظة ( و عمل بالأركان ) مخالف للقرآن الكريم . . يقول
تعالى : وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌ بِالْإِيْمانِ . و يقول
في صفة المؤمنين : الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَ يُقِيمُونَ
الصَّلاةَ . فرض اللّه الإيمان تطهيرا من الشّرك . ( 252 ح ، 611 ) إنّ الإيمان يبدو
لمظة في القلب ( أي نقطة بيضاء ) ، كلّما
ازداد الإيمان ازدادت اللّمظة . ( 5 غريب كلامه ، 615 ) لا يصدق إيمان
عبد ، حتّى يكون بما في يد اللّه ، أوثق منه بما في يده . ( 310 ح ، 628 ) الإيمان أن تؤثر الصّدق حيث يضرّك ، على الكذب حيث ينفعك . و أن لا يكون في حدثك فضل عن
عملك . و أن تتّقي اللّه في حديث غيرك . ( 458 ح ، 658
)
|
( 61 ) المؤمن و المؤمنون
|
يراجع المبحث ( 363 ) صفات المتّقين رجال اللّه
و أولياؤه العارفون باللّه السالكون الطريق الى اللّه . و ذلك زمان لا ينجو فيه إلاّ كلّ مؤمن نومة . إن شهد لم
يعرف ، و إن غاب لم يفتقد . و قال ( ع ) عن فتنة بني أمية : تعرككم عرك الأديم ، و
تدوسكم دوس الحصيد ، و تستخلص المؤمن من بينكم ، استخلاص الطّير الحبّة البطينة
من بين هزيل الحبّ . ( الخطبة 106 ، 206 ) إنّ المؤمنين مستكينون
. إنّ المؤمنين مشفقون . إنّ المؤمنين خائفون . (
الخطبة 151 ، 269 ) و قال ( ع ) عن موقف الناس من الفتن : قد خاضوا بحار
الفتن ، و أخذوا بالبدع دون السّنن . و أرز المؤمنون (
أي ثبتوا ) ، و نطق الضّالّون المكذّبون . (
الخطبة 152 ، 270 ) و اللّه ما أرى
عبدا يتّقي تقوى تنفعه حتّى يخزن لسانه . و إنّ لسان المؤمن من وراء قلبه ، و
إنّ قلب المنافق من وراء لسانه . لأنّ المؤمن إذا أراد أن يتكلّم بكلام تدبّره
في نفسه ، فإن كان خيرا أبداه ، و إن كان شرّا واراه . و إنّ المنافق يتكلّم بما
أتى على لسانه لا يدري ماذا له و ماذا عليه . و لقد قال
رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله : « لا يستقيم إيمان عبد حتّى يستقيم
قلبه . و لا يستقيم قلبه حتّى يستقيم لسانه » فمن استطاع منكم أن يلقى اللّه
تعالى و هو نفيّ الرّاحة من دماء المسلمين و أموالهم ، سليم اللّسان من أعراضهم
، فليفعل . و اعلموا عباد اللّه أنّ المؤمن يستحلّ العام ما استحلّ عاما أوّل ،
و يحرّم العام ما حرّم عاما أوّل . ( الخطبة 174 ، 315
) ذاك حيث تكون ضربة السّيف على المؤمن أهون من الدّرهم من
حلّه . ( الخطبة 185 ، 346 ) و تدبّروا أحوال الماضين من المؤمنين قبلكم ، كيف كانوا
في حال التّمحيص و البلاء . ألم يكونوا أثقل الخلائق أعباء ، و أجهد العباد بلاء
، و أضيق أهل الدّنيا حالا . اتّخذتهم الفراعنة عبيدا ، فساموهم سوء العذاب ، و
جرّعوهم المرار . فلم تبرح الحال بهم في ذلّ الهلكة و قهر الغلبة ، لا يجدون
حيلة في امتناع ، و لا سبيلا إلى دفاع . حتّى إذا رأى اللّه سبحانه جدّ الصّبر
منهم على الأذى في محبّته ، و الإحتمال للمكروه من خوفه ، جعل لهم من مضايق
البلاء فرجا . فأبدلهم العزّ مكان الذّلّ ، و الأمن مكان الخوف ، فصاروا ملوكا
حكّاما ، و أئمّة أعلاما . و قد بلغت الكرامة من اللّه لهم ما لم تذهب الآمال
إليه بهم . ( الخطبة 190 ، 3 ، 369 ) و قال ( ع ) عن الصلاة و تعاهدها : تعاهدوا أمر الصّلاة ، و حافظوا عليها ، و استكثروا منها
، و تقرّبوا بها ، فإنّها كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً . . . و قد عرف حقّها رجال من المؤمنين ، الّذين لا
تشغلهم عنها زينة متاع ، و لا قرّة عين من ولد و لا مال . يقول اللّه سبحانه
رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ ، عَنْ ذِكْرِ اللّهِ وَ إِقَامِ
الصَّلاةِ وَ إِيْتاءِ الزَّكَاةِ . ( الخطبة 197 ، 392
) و قال ( ع ) في أتباع معاوية من أهل الشام : ليسوا من المهاجرين و الأنصار ، و لا من الّذين تبوّاؤا
الدّار و الإيمان . ( الخطبة 236 ، 438 ) و لقد قال لي
رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله : « إنّي لا
أخاف على أمّتي مؤمنا و لا مشركا . أمّا المؤمن فيمنعه اللّه بإيمانه ، و أمّا المشرك فيقمعه اللّه بشركه ، و لكنّي أخاف عليكم ، كلّ منافق الجنان ، عالم اللّسان . يقول ما تعرفون ، و
يفعل ما تنكرون » ( الخطبة 266 ، 467 ) و اعلم أنّ أفضل المؤمنين أفضلهم تقدمة من نفسه و أهله و ماله ، فإنّك ما تقدّم من خير يبق لك
ذخره ، و ما تؤخّره يكن لغيرك خيره . ( الخطبة 308 ،
557 ) لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني
. و لو صببت الدّنيا بجمّاتها ( أي بعظيمها و حقيرها )
على المنافق على أن يحبّني ما أحبّني . و ذلك أنّه قضي فانقضى على لسان النّبيّ
الأمّيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنّه قال
: « يا عليّ ، لا يبغضك مؤمن ، و لا يحبّك منافق » . (
45 ح ، 574 ) خذ الحكمة أنّى كانت ، فإنّ الحكمة تكون في صدر المنافق ،
فتلجلج في صدره ، حتّى تخرج فتسكن إلى صواحبها في صدر المؤمن . ( 79 ح ، 578 ) الحكمة ضالّة المؤمن ، فخذ الحكمة و لو من أهل النّفاق . ( 80 ح ، 578 ) إنّ أولى النّاس بالأنبياء أعلمهم بما جاؤوا به ، ثمّ تلا : إِنَّ أَوْلَى
النَّاسِ بِإبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَ هذَا النَّبِيُّ وَ الَّذِينَ
آمَنُوا ، و اللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنينَ . (
96 ح ، 581 ) و رئي
عليه إزار خلق مرقوع فقيل له في ذلك ، فقال ( ع ) : يخشع له القلب ، و تذلّ به النّفس ، و يقتدي به المؤمنون . ( 103 ح ، 583 ) اتّقوا طنون
المؤمنين ، فإنّ اللّه تعالى جعل الحقّ على ألسنتهم . (
309 ح ، 628 ) و قال
( ع ) : أنا يعسوب المؤمنين ، و المال يعسوب الفجّار ( أي يلحق المؤمنون الامام علي عليه السلام كما يلحق النحل
يعسوبها و هو الملكة ، بينما يلحق الفجار يعسوب المال ) . ( 316 ح ، 629 ) و روي أنه ( ع ) لما ورد الكوفة قادما من صفين ، أقبل
اليه حرب بن شرحبيل الشبامي ، يمشي معه ، و هو (
ع ) راكب . فقال ( ع ) : إرجع ، فإنّ مشي مثلك
مع مثلي ، فتنة للوالي ، و مذلّة للمؤمن . ( 322 ح ، 631 ) و قال ( ع ) في صفة المؤمن : المؤمن بشره في وجهه ، و
حزنه في قلبه . أوسع شي ء صدرا ، و أذلّ شي ء نفسا . يكره الرّفعة ، و يشنأ
السّمعة . طويل غمّه . بعيد همّه ، كثير صمته ، مشغول وقته . شكور صبور . مغمور
بفكرته ، ضنين بخلّته . سهل الخليقة ، ليّن العريكة . و إنّما ينظر
المؤمن إلى الدّنيا بعين الإعتبار ، و يقتات منها ببطن الإضطرار ، و يسمع فيها
بأذن المقت و الإبغاض . ( 367 ح ، 639 ) للمؤمن
ثلاث ساعات : فساعة
يناجي فيها ربّه ، و ساعة يرمّ معاشه ( أي يصلحه )
، و ساعة يخلّي بين نفسه و بين لذّتها فيما يحلّ و يجمل . و ليس للعاقل أن يكون
شاخصا ( أي ساعيا ) إلاّ في ثلاث : مرمّة لمعاش
، أو خطوة في معاد ، أو لذّة في غير محرّم . ( 390 ح ،
646 ) من شكا الحاجة إلى مؤمن ، فكأنّه شكاها إلى اللّه ، و من
شكاها إلى كافر، فكأنّما شكا اللّه . ( 427 ح ، 653 ) إذا احتشم المؤمن
أخاه ( أي أغضبه ) فقد فارقه . ( 480 ح ، 662 ) |
( 62 ) اليقين و الشك
|
مدخل :
|
اليقين هو حالة الجزم التي تحصل في نفس الانسان ، و متعلقه الإيمان . و الناس
يتفاوتون في يقينهم ، و حسب درجة اليقين تكون درجة الايمان . و لليقين عدة مراتب : |
النصوص :
|
قال الإمام علي ( ع ) : من وثق بماء لم يظمأ . ( الخطبة
4 ، 47 ) و إنّما سمّيت
الشّبهة شبهة ، لأنّها تشبه الحقّ . فأمّا أولياء اللّه فضياؤهم فيها اليقين ، و
دليلهم سمت الهدى . و أمّا أعداء اللّه ، فدعاؤهم فيها الضّلال ، و دليلهم العمى
. ( الخطبة 38 ، 97 ) و قال ( ع ) في صفة المؤمن : فهو من اليقين على مثل ضوء الشّمس . ( الخطبة 85 ، 153 ) و نؤمن به إيمان من عاين الغيوب و وقف على الموعود ،
إيمانا نفى إخلاصه الشّرك و يقينه الشّكّ . ( الخطبة
112 ، 220 ) ألا و بالتّقوى
تقطع حمة الخطايا ، و باليقين تدرك الغاية القصوى . (
الخطبة 155 ، 277 ) و أشهد أن لا إله
إلاّ اللّه . . . شهادة من صدقت نيّته ، و صفت
دخلته ، و خلص يقينه ، و ثقلت موازينه . ( الخطبة 176 ،
319 ) و ما على المسلم
من غضاضة في أن يكون مظلوما ، ما لم يكن شاكّا في دينه ، و لا مرتابا بيقينه . ( الخطبة 267 ، 470 ) اطرح عنك واردات الهموم ، بعزائم الصّبر و حسن اليقين . ( الخطبة 270 ، 488 ) و سئل ( ع ) عن الإيمان ، فقال : الإيمان على أربع دعائم : على الصّبر و اليقين و العدل
و الجهاد . . . الى أن قال : و قال ( ع ) عن الشك في الدين : و الشّكّ على أربع شعب : على التّماري و الهول و
التّردّد و الإستسلام . فمن جعل المراء ( أي الجدل
للجدل و ليس لاحقاق الحق ) ديدنا لم يصبح ليله . و من هاله ما بين يديه
نكص على عقبيه ، و من تردّد في الرّيب وطئته سنابك الشّياطين . و من استسلم
لهلكة الدّنيا و الآخرة هلك فيهما . ( 31 ح ، 570 ) نوم على يقين ،
خير من صلاة في شكّ . ( 97 ح ، 582 ) و قال ( ع ) عن العالم غير المأمون : لا بصيرة له في
أحنائه ، ينقدح الشّكّ في قلبه لأوّل عارض من شبهة . (
147 ح ، 595 ) لا تجعلوا علمكم
جهلا ، و يقينكم شكّا . إذا علمتم فاعملوا ، و إذا تيقّنتم فأقدموا . ( 274 ح ، 622 ) لا يصدق إيمان
عبد ، حتّى يكون بما في يد اللّه ، أوثق منه بما في يده . ( 310 ح ، 628 ) |
( 63 ) النفاق و المنافقون
|
قال الإمام علي ( ع ) : زرعوا الفجور ، و سقوه الغرور ، و حصدوا الثّبور ( أي الهلاك ) . ( الخطبة 2 ،
38 ) قال ( ع ) في ذم أهل البصرة بعد وقعة الجمل : أخلاقكم
دقاق ( أي دنيئة ) ، و عهدكم شقاق ، و دينكم
نفاق . ( الخطبة 13 ، 53 ) و اعلموا أنّه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة ، و لا
لأحد قبل القرآن من غنى . و اللّه ما أرى عبدا يتّقي تقوى تنفعه حتّى يخزن لسانه .
و إنّ لسان المؤمن من وراء قلبه ، و إنّ قلب المنافق من وراء لسانه . لأنّ
المؤمن إذا أراد أن يتكلّم بكلام تدبّره في نفسه ، فإن كان خيرا أبداه ، و إن
كان شرّا واراه . و إنّ المنافق يتكلّم بما أتى على لسانه لا يدري ماذا له و
ماذا عليه . ( الخطبة 174 ، 315 ) أوصيكم عباد
اللّه بتقوى اللّه ، و أحذّركم أهل النّفاق . فإنّهم الضّالون المضلّون ، و
الزّالون المزلّون . يتلوّنون ألوانا ، و يفتنّون افتنانا . و يعمدونكم بكلّ
عماد ، و يرصدونكم بكلّ مرصاد . قلوبهم دويّة ( أي
مريضة ) ، و صفاحهم نقيّة . يمشون الخفاء ، و يدبّون الضّراء . وصفهم
دواء ، و قولهم شفاء ، و فعلهم ألدّاء العياء . حسدة الرّخاء ، و مؤكّدو البلاء
، و مقنطو الرّجاء . لهم بكلّ طريق صريع ، و إلى كلّ قلب شفيع ، و لكلّ شجو دموع
. يتقارضون الثّناء ، و يتراقبون الجزاء . إن سألوا ألحفوا ، و إن عذلوا كشفوا ،
و إن حكموا أسرفوا . قد أعدّوا لكلّ حقّ باطلا ، و لكلّ قائم مائلا ، و لكلّ حيّ
قاتلا . و لكلّ باب مفتاحا ، و لكلّ ليل مصباحا . يتوصّلون إلى الطّمع باليأس ،
ليقيموا به أسواقهم ، و ينفقوا به أعلاقهم ( أي ما
يزينونه من خدائعهم ) . يقولون فيشبّهون ، و يصفون فيموّهون . قد هوّنوا
الطّريق ، و أضلعوا المضيق ( أي يهونون على الناس طرق
السير معهم على أهوائهم الفاسدة ، ثمّ بعد أن ينقادوا لهم يضلعون عليهم المضائق
، أي يجعلونها معوجة يصعب تجاوزها فيهلكون ) . فهم لمّة الشّيطان ( أي جماعته ) ، و حمّة ( أي
لهيب ) النّيران أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ ، أَلا إنَّ حِزْبَ
الشَّيْطانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ . ( الخطبة 192 ، 381
) و قال ( ع ) في معرض حديثه عن رواة الحديث : رجل منافق
مظهر للإيمان ، متصنّع بالإسلام . لا يتأثّم و لا يتحرّج ، يكذب على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم متعمّدا . . و قد أخبرك اللّه عن المنافقين بما أخبرك ، و
وصفهم بما وصفهم به لك . ثمّ بقوا بعده ، فتقرّبوا إلى أئمّة الضّلالة ، و
الدّعاة إلى النّار ، بالزّور و البهتان ، فولّوهم الأعمال ، و جعلوهم حكّاما
على رقاب النّاس ، فأكلوا بهم الدّنيا ، و إنّما النّاس مع الملوك و الدّنيا ،
إلاّ من عصم اللّه . ( الخطبة 208 ، 401 ) فتاهم عارم ، و
شائبهم آثم ، و عالمهم منافق . ( الخطبة 231 ، 430 ) فإنّه
لا سواء : إمام الهدى
و إمام الرّدى . و وليّ النّبيّ ، و عدوّ النّبيّ . و لقد قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله « إنّي لا أخاف على أمّتي مؤمنا
و لا مشركا . أمّا المؤمن فيمنعه اللّه بإيمانه . و أمّا المشرك فيقمعه اللّه
بشركه . و لكنّي أخاف عليكم كلّ منافق الجنان . عالم اللّسان يقول ما تعرفون ، و
يفعل ما تنكرون » . ( الخطبة 266 ، 467 ) ما أضمر أحد شيئا إلاّ ظهر في فلتات لسانه و صفحات وجهه .
( 25 ح ، 569 ) لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني
، و لو صببت الدّنيا بجمّاتها على المنافق على أن يحبّني ما أحبّني . و ذلك أنّه
قضي فانقضى على لسان النّبيّ الأمّيّ صلّى اللّه عليه و
آله و سلّم ، أنّه قال : « يا عليّ ، لا
يبغضك مؤمن ، و لا يحبّك منافق » . ( 45 ح ، 574 ) خذ الحكمة أنّى
كانت ، فإنّ الحكمة تكون في صدر المنافق فتلجلج في صدره ، حتّى تخرج فتسكن إلى
صواحبها في صدر المؤمن . ( 79 ح ، 578 ) الحكمة ضالّة المؤمن ، فخذ الحكمة و لو من أهل النّفاق . ( 80 ح ، 578 ) |
( 64 ) الكفر و الشرك و الكافرون
|
قال الإمام علي ( ع ) : في معرض حديثه عن قتاله
لمعاوية و أهل الشام : و لقد ضربت
أنف هذا الأمر و عينه ، و قلّبت ظهره و بطنه ، فلم أر لي فيه إلاّ القتال أو
الكفر بما جاء به محمّد صلّى اللّه عليه و آله .
الخطبة 43 ، 101 ) و السّاحر
كالكافر ، و الكافر في النّار . ( الخطبة 77 ، 133 ) و اعلموا أنّ
يسير الرّياء شرك ، و مجالسة أهل الهوى منساة للإيمان ، و محضرة للشّيطان .
جانبوا الكذب فإنّه مجانب للإيمان . . . و لا
تحاسدوا فإنّ الحسد يأكل الإيمان كما تأكل النّار الحطب . ( الخطبة 84 ، 152 ) و قال ( ع ) عن صفة اللّه تعالى : فأشهد أنّ من شبّهك
بتباين أعضاء خلقك . . . لم يعقد غيب ضميره على
معرفتك ، و لم يباشر قلبه اليقين بأنّه لا ندّ لك ، و كأنّه لم يسمع تبرّؤ
التّابعين من المتبوعين إذ يقولون تَاللّهِ إنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ ،
إذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعالَمينَ . . و
أشهد أنّ من ساواك بشي ء من خلقك فقد عدل بك ( أي جعل
لك عديلا و نظيرا ) ، و العادل بك كافر بما تنزّلت به محكمات آياتك ، و
نطقت عنه شواهد حجج بيّناتك . ( الخطبة 89 ، 1 ، 163 ) و قال
( ع ) عن التبرؤ من الكافر : فمن
الإيمان ما يكون ثابتا مستقرّا في القلوب . و منه ما يكون عواري ( جمع عارية ، أي أنه زعم بدون فهم ) بين القلوب و
الصّدور إلى أجل معلوم . فإذا كانت لكم براءة من أحد فقفوه حتّى يحضره الموت ،
فعند ذلك يقع حدّ البراءة ( أي لا تتبرؤوا من الكافر ،
فربما تاب قبل الموت و حسن ايمانه ) . ( الخطبة 187
، 349 ) و قال ( ع ) : الكفر على أربع دعائم : على التّعمّق ، و التّنازع ، و
الزّيغ ، و الشّقاق . فمن تعمّق لم ينب
إلى الحقّ . و من كثر نزاعه بالجهل دام عماه عن
الحقّ . و من زاغ ساءت عنده الحسنة ، و حسنت
عنده السّيّئة ، و سكر سكر الضّلالة . و من شاقّ
وعرت عليه طرقه ، و أعضل عليه أمره ، و ضاق عليه مخرجه . ( 31 ح ، 570 ) |
( 65 ) الأديان الباطلة
|
قال
الإمام علي ( ع ) : |
( 66 ) اليهود
|
قال
الإمام علي ( ع ) : عن مروان بن الحكم
، و قد أطلق الامام سراحه يوم الجمل ، فقال له
الحسن و الحسين ( ع ) أيبايعك يا أمير المؤمنين
؟ فقال ( ع ) : أو لم يبايعني بعد قتل عثمان ،
لا حاجة لي في بيعته إنّها كفّ يهوديّة ( أي مليئة
بالغدر ) . ( الخطبة 71 ، 129 ) قال النبي ( ص )
غيّروا الشّيب ( أي بالخضاب ) و لا تشبّهوا
باليهود ( لأنّهم لا يعتنون بصبغ الشيب ) . 16 ح ، 567 ) قال له بعض اليهود : ما دفنتم نبيّكم حتى اختلفتم
فيه ؟ فقال له عليه السلام : إنّما اختلفنا عنه
لا فيه ، و لكنّكم ما جفّت أرجلكم من البحر حتّى
قلتم لنبيّكم : اجْعَلْ لَنَا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ ، فَقَالَ : إنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ . ( 317 ح ، 630 ) |
الفصل الثامن الاسلام و الايمان
|
( 58 ) الدين و الاسلام
|
قال الإمام علي ( ع ) : عن معرفة اللّه تعالى : أوّل الدّين معرفته . . (
الخطبة 1 ، 24 ) و قال ( ع ) عن الحجّ : جعله سبحانه و تعالى للإسلام
علما . ( الخطبة 1 ، 35 ) و النّاس في فتن انجذم فيها حبل الدّين ، و تزعزعت سواري
اليقين . ( الخطبة 2 ، 36 ) و قال ( ع ) عن أهل البيت عليهم السلام : هم أساس
الدّين ، و عماد اليقين . ( الخطبة 2 ، 38 ) حتّى سترني عنكم
جلباب الدّين . ( الخطبة 4 ، 46 ) و قال
( ع ) في ذم أهل البصرة : أخلاقكم
دقاق ( أي دنيئة ) و عهدكم شقاق ، و دينكم نفاق
، و ماؤكم زعاق . ( الخطبة 13 ، 53 ) أم أنزل اللّه سبحانه دينا ناقصا فاستعان بهم على إتمامه
أم كانوا شركاء له ، فلهم أن يقولوا و عليه أن يرضى ؟ أم أنزل اللّه سبحانه دينا
تامّا فقصّر الرّسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم
عن تبليغه و أدائه و اللّه سبحانه يقول : ما فَرَّطْنَا
فِي الْكِتَابِ مِنْ شَي ءٍ و قال : فِيْهِ تِبْيانٌ لِكُلِّ شَيْ ءٍ . ( الخطبة 18 ، 62 ) و قال ( ع ) يخاطب أصحابه و يصف أصحاب رسول اللّه ( ص ) :
فلمّا رأى اللّه صدقنا أنزل بعدوّنا الكبت ( أي الذل و
الخذلان ) و أنزل علينا النّصر . حتّى استقرّ الإسلام ملقيا جرانه ( كناية عن التمكّن ) ، و متبوّئا أوطانه . و لعمري لو
كنّا نأتي ما أتيتم ، ما قام للدّين عمود ، و لا اخضرّ للإيمان عود . ( الخطبة 56 ، 112 ) و عمّر فيكم نبيّه أزمانا ، حتّى أكمل له و لكم فيما أنزل
من كتابه دينه الّذي رضي لنفسه . الخطبة 84 ، 151 ) أيّها النّاس : سيأتي عليكم زمان يكفأ فيه الإسلام ،
كما يكفأ الإناء بما فيه . ( الخطبة 101 ، 198 ) الحمد للّه الّذي شرع الإسلام ، فسهّل شرائعه لمن ورده ،
و أعزّ أركانه على من غالبه . فجعله أمنا لمن علقه ، و سلما لمن دخله ، و برهانا
لمن تكلّم به ، و شاهدا لمن خاصم عنه ، و نورا لمن استضاء به . و فهما لمن عقل ،
و لبّا لمن تدبّر . و آية لمن توسّم ، و تبصرة لمن عزم . و عبرة لمن اتّعظ ، و
نجاة لمن صدّق ، و ثقة لمن توكّل ، و راحة لمن فوّض ، و جنّة لمن صبر . فهو أبلج
المناهج ، و أوضح الولائج ( أي المذاهب ) . مشرف
المنار ، مشرق الجوادّ ( أشد الطرق نورا و وضوحا )
مضي ء المصابيح . كريم المضمار ، رفيع الغاية ، جامع الحلبة ، متنافس السّبقة ،
شريف الفرسان . التّصديق منهاجه ، و الصّالحات مناره ، و الموت غايته ، و
الدّنيا مضماره ، و القيامة حلبته ، و الجنّة سبقته . (
الخطبة 104 ، 201 ) و قال ( ع ) عن فتنة بني أمية : و لبس الإسلام لبس الفرو مقلوبا . ( الخطبة 106 ، 207 ) إنّ أفضل ما
توسّل به المتوسّلون إلى اللّه سبحانه و تعالى ، الإيمان به و برسوله ، و الجهاد
في سبيله فإنّه ذروة الإسلام . و كلمة الإخلاص فإنّها الفطرة . و إقام الصّلاة
فإنّها الملّة . و إيتاء الزّكاة فإنّها فريضة واجبة . و صوم شهر رمضان فإنّه
جنّة من العقاب ، و حجّ البيت و اعتماره فإنّهما ينفيان الفقر و يرحضان الذّنب .
( الخطبة 108 ، 213 ) و صار دين أحدكم لعقة على لسانه ، صنيع من قد فرغ من عمله
و أحرز رضا سيّده . ( الخطبة 111 ، 219 ) ألا و إنّ شرائع
الدّين واحدة ، و سبله قاصدة . من أخذ بها لحق و غنم ، و من وقف عنها ضلّ و ندم
. ( الخطبة 118 ، 228 ) أين القوم الّذين
دعوا إلى الإسلام فقبلوه ، و قرؤوا القرآن فأحكموه ؟ . (
الخطبة 119 ، 229 ) و من كلام له ( ع ) قاله للخوارج ، عن أهل صفين
: و لكنّا إنّما أصبحنا نقاتل إخواننا في الإسلام ، على ما
دخل فيه من الزّيغ و الإعوجاج ، و الشّبهة و التّأويل . ( الخطبة 120 ، 231 ) و أقام حقّ اللّه فيهم ، و لم يمنعهم سهمهم من الإسلام . ( الخطبة 125 ، 237 ) و قال ( ع ) لعمر بن الخطاب حين استشاره في الشخوص لقتال
الفرس بنفسه : إنّ هذا الأمر لم يكن نصره و لا خذلانه بكثرة و لا بقلّة .
و هو دين اللّه الّذي أظهره ، و جنده الّذي أعدّه و أمدّه ، حتّى بلغ ما بلغ ، و
طلع حيث طلع . و نحن على موعود من اللّه ، و اللّه منجز وعده ، و ناصر جنده . ( الخطبة 144 ، 257 ) أمّا وصيّتي : فاللّه لا تشركوا به شيئا . و محمّدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فلا تضيّعوا سنّته .
أقيموا هذين العمودين ، و أوقدوا هذين المصباحين . و خلاكم ذمّ ما لم تشردوا . ( الخطبة 147 ، 261 ) و قال ( ع ) عن الفتن : تقطع فيها الأرحام ، و يفارق عليها الإسلام ، بريّها
سقيم ،و ظاعنها مقيم . ( الخطبة 149 ، 266 ) إنّ اللّه تعالى خصّكم بالإسلام و استخلصكم له ، و ذلك
لأنّه اسم سلامة و جماع كرامة . اصطفى اللّه تعالى منهجه و بيّن حججه . من ظاهر
علم و باطن حكم . لا تفنى غرائبه ، و لا تنقضي عجائبه . فيه مرابيع النّعم
و مصابيح الظّلم . لا تفتح الخيرات إلاّ بمفاتيحه ، و لا تكشف الظّلمات إلاّ
بمصابيحه . قد أحمى حماه و أرعى مرعاه . فيه شفاء المشتفي و كفاية المكتفي . ( الخطبة 150 ، 267 ) أظهر به الشّرائع
المجهولة ، و قمع به البدع المدخولة ، و بيّن به الأحكام المفصولة . فمن يبتغ
غير الإسلام دينا تتحقّق شقوته ، و تنفصم عروته و تعظم كبوته ، و يكون مآبه إلى
الحزن الطّويل و العذاب الوبيل . ( الخطبة 159 ، 286 ) . . . و إنّ الطّرق لواضحة ، و إنّ أعلام الدّين لقائمة . ( الخطبة 162 ، 292 ) و قال
( ع ) يدعو أصحابه الى الطاعة : و اللّه
لتفعلنّ أو لينقلنّ اللّه عنكم سلطان الإسلام . ثمّ لا ينقله إليكم أبدا ، حتّى
يأرز ( أي يثبت ) الأمر إلى غيركم . ( الخطبة 167 ، 303 ) و إنّ لكم علما
فاهتدوا بعلمكم . و إنّ للإسلام غاية ، فانتهوا إلى غايته . ( الخطبة 174 ، 314 ) و قال
( ع ) عن الحجة : فهو مغترب
إذا اغترب الإسلام ، و ضرب بعسيب ذنبه ، و ألصق الأرض بجرانه . بقيّة من بقايا
حجّته ، خليفة من خلائف أنبيائه . ( الخطبة 180 ، 327 ) . . . فإنّه لم يخف عنكم شيئا من دينه ، و لم يترك شيئا رضيه
أو كرهه ، إلاّ و جعل له علما باديا ، و آية محكمة ، تزجر عنه أو تدعو إليه . ( الخطبة 181 ، 330 ) و قال
( ع ) عن النبي ( ص ) : و جعل
أمراس الإسلام متينة ، و عرى الإيمان وثيقة . ( الخطبة
183 ، 335 ) و اعلموا أنّكم
صرتم بعد الهجرة أعرابا ، و بعد الموالاة أحزابا . ما تتعلّقون من الإسلام إلاّ
باسمه ، و لا تعرفون من الإيمان إلاّ رسمه . ألا و قد قطعتم
قيد الإسلام ، و عطّلتم حدوده ، و أمتّم أحكامه . (
الخطبة 190 ، 4 ، 372 ) و لم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام ، غير رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و خديجة ، و أنا ثالثهما
. أرى نور الوحي و الرّسالة ، و أشمّ ريح النّبوّة . (
الخطبة 190 ، 4 374 ) ثمّ إنّ هذا
الإسلام دين اللّه الّذي اصطفاه لنفسه ، و اصطنعه على عينه . و اصطفاه خيرة خلقه
، و أقام دعائمه على محبّته . أذلّ الأديان بعزّته ، و وضع الملل برفعه ، و أهان
أعداءه بكرامته ، و خذل محادّيه بنصره ، و هدم أركان الضّلالة بركنه . و سقى من
عطش من حياضه ، و أتاق الحياض ( أي ملأها )
بمواتحه . ثمّ جعله لا انفصام لعروته ، و لا فكّ لحلقته . و لا انهدام لأساسه ،
و لا زوال لدعائمه . و لا انقلاع لشجرته ، و لا انقطاع لمدّته . و لا عفاء
لشرائعه . و لا جذّ لفروعه . و لا ضنك لطرقه ، و لا وعوثة لسهولته . و لا سواد
لوضحه ، و لا عوج لانتصابه . و لا عصل ( أي اعوجاج )
في عوده ، و لا وعث لفجّه و لا انطفاء لمصابيحه ، و لا مرارة لحلاوته . فهو
دعائم أساخ في الحقّ أسناخها و ثبّت لها أساسها . و قال
( ع ) عن أهل البيت ( ع ) : و هم دعائم
الإسلام ، و ولائج الإعتصام . ( الخطبة 237 ، 439 ) و من وصية الامام ( ع ) لابنه الحسن ( ع ) : و أن
أبتدئك بتعليم كتاب اللّه عزّ و جلّ و تأويله ، و شرائع الإسلام و أحكامه ، و
حلاله و حرامه ، لا أجاوز ذلك بك إلى غيره . ( الخطبة
270 ، 477 ) . . فإنّ هذا الدّين قد كان أسيرا في أيدي الأشرار ، يعمل فيه بالهوى ، و تطلب
به الدّنيا . ( الخطبة 292 ، 3 ، 527 ) فما راعني إلاّ
انثيال النّاس على فلان ( أي انصبابهم على أبي بكر )
يبايعونه . فأمسكت يدي ، حتّى رأيت راجعة النّاس قد رجعت عن الإسلام ( يقصد بهم أهل الردّة كمسيلمة الكذّاب و سجاح و طليحة بن
خويلد ) ، يدعون إلى محق دين محمّد صلّى اللّه
عليه و آله و سلّم فخشيت إن لم أنصر الإسلام و أهله أن أرى فيه ثلما أو
هدما ، تكون المصيبة به عليّ أعظم من فوت ولايتكم الّتي إنّما هي متاع أيّام
قلائل ، يزول منها ما كان ، كما يزول السّراب ، أو كما يتقشّع السّحاب . فنهضت
في تلك الأحداث ، حتّى زاح الباطل و زهق ، و اطمأنّ الدّين و تنهنه . ( الخطبة 301 ، 547 ) و لكنّني آسى أن يلي أمر هذه الأمّة سفهاؤها و فجّارها ،
فيتّخذوا مال اللّه دولا ، و عباده خولا ، و الصّالحين حربا ، و الفاسقين حزبا .
فإنّ منهم الّذي شرب فيكم الحرام ( يريد الخمر ، و
الشارب هو عتبة بن أبي سفيان ) و جلد حدّا في الإسلام . و إنّ منهم من لم
يسلم حتّى رضخت له على الإسلام الرّضائخ ( قيل ان عمرو بن العاص لم يسلم
حتى طلب عطاء من النبي « ص » ، فلما أعطاه أسلم
) . ( الخطبة 301
، 548 ) و سئل ( ع ) عن قول الرسول ( ص ) : « غيّروا الشّيب ،
و لا تشبّهوا باليهود » فقال عليه السلام :
إنّما قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ذلك ، و
الدّين قلّ . فأمّا الآن و قد اتّسع نطاقه ، و ضرب بجرانه ، فأمرو و ما اختار . ( 16 ح ، 567 ) لا يترك النّاس شيئا من أمر دينهم لاستصلاح دنياهم ، إلاّ
فتح اللّه عليهم ما هو أضرّ منه . ( 106 ح ، 584 )
و قال ( ع ) لأنسبنّ الإسلام نسبة لم ينسبها
أحد قبلي : الإسلام هو
التّسليم ، و التّسليم هو اليقين ، و اليقين هو التّصديق ، و التّصديق هو
الإقرار ، و الإقرار هو الأداء ، و الأداء هو العمل . (
125 ح ، 588 ) و من أتى غنيّا
فتواضع له لغناه ذهب ثلثا دينه . ( الخطبة 228 ح ، 607
) يأتي على النّاس
زمان لا يبقى فيهم من القرآن إلاّ رسمه ، و من الإسلام إلاّ اسمه . ( 369 ح ، 640 ) لا شرف أعلى من
الإسلام . . ( 371 ح ، 641 ) و من عمل لدينه كفاه اللّه أمر دنياه . ( 423 ح ، 652 ) |
( 59 ) المسلم و المسلمون
|
يراجع المبحث ( 239 ) في ء المسلمين لأصحابه . و قال ( ع ) يستنهض الناس على أتباع معاوية : و لقد
بلغني أنّ الرّجل منهم ، كان يدخل على المرأة المسلمة ، و الأخرى المعاهدة ،
فينتزع حجلها و قلبها ، و قلائدها و رعثها ( أي أقراطها
) ، ما تمتنع منه إلاّ بالإسترجاع و الإسترحام . ثمّ انصرفوا وافرين ، ما
نال رجلا منهم كلم ، و لا أريق لهم دم . فلو أنّ امرءا مسلما مات من بعد هذا
أسفا ، ما كان به ملوما ، بل كان به عندي جديرا . (
خطبة 27 ، 76 ) و قال ( ع ) عن أنّ فاعل الكبيرة لا يخرج عن عصمة الاسلام ، و
ذلك في ردّه على الخوارج : و من
كلام له ( ع ) لعمر بن الخطاب حين شاوره في الخروج الى غزو الروم : و قد توكّل اللّه لأهل هذا الدّين بإعزاز الحوزة ، و ستر
العورة . و الّذي نصرهم و هم قليل لا ينتصرون ، و منعهم و هم قليل لا يمتنعون :
حيّ لا يموت . و قال ( ع ) عن حرمة المسلم : الفرائض الفرائض .
أدّوها إلى اللّه تؤدّكم إلى الجنّة . إنّ اللّه حرّم حراما غير مجهول ، و أحلّ
حلالا غير مدخول . و فضّل حرمة المسلم على الحرم كلّها . و شدّ بالإخلاص و
التّوحيد حقوق المسلمين في معاقدها . فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده
إلاّ بالحقّ . و لا يحلّ أذى المسلم إلاّ بما يجب . الخطبة
165 ، 301 ) و قال ( ع ) في ذكر أصحاب الجمل : فقدموا على عاملي
بها و خزّان بيت مال المسلمين و غيرهم من أهلها ، فقتلوا طائفة صبرا ، و طائفة
غدرا . فو اللّه لو لم يصيبوا من المسلمين إلاّ رجلا واحدا معتمدين لقتله ، بلا
جرم جرّه ، لحلّ لي قتل ذلك الجيش كلّه ، إذ حضروه فلم ينكروا ، و لم يدفعوا عنه
بلسان و لا بيد . دع ما أنّهم قد قتلوا من المسلمين مثل العدّة الّتي دخلوا بها
عليهم . ( الخطبة 170 ، 307 ) فمن استطاع منكم
أن يلقى اللّه تعالى ، و هو نقيّ الرّاحة من دماء المسلمين و أموالهم ، سليم
اللّسان من أعراضهم ، فليفعل . ( الخطبة 174 ، 315 ) و قال
( ع ) عن الفتن : فقد لعمري
يهلك في لهبها المؤمن و يسلم فيها غير المسلم . (
الخطبة 185 ، 347 ) فأطفئوا ما كمن
في قلوبكم من نيران العصبيّة ، و أحقاد الجاهليّة . فإنّما تلك الحميّة تكون في
المسلم ، من خطرات الشّيطان و نخواته ، و نزغاته و نفثاته . ( الخطبة 190 ، 1 360 ) و لا تروّعنّ
مسلما ، و لا تجتازنّ عليه كارها ، و لا تأخذنّ منه أكثر من حقّ اللّه في ماله . ( الخطبة 264 ، 461 ) و ما على المسلم
من غضاضة في أن يكون مظلوما ، ما لم يكن شاكّا في دينه ، و لا مرتابا بيقينه . ( الخطبة 267 ، 470 ) و لا تمسّنّ مال
أحد من النّاس ، مصلّ و لا معاهد ، إلاّ أن تجدوا فرسا أو سلاحا يعدى به على أهل
الإسلام . فإنّه لا ينبغي للمسلم أن يدع ذلك في أيدي أعداء الإسلام ، فيكون شوكة
عليه . ( الخطبة 290 ، 515 ) فلمّا مضى عليه
السّلام ، تنازع المسلمون الأمر من بعده . ( الخطبة 301
، 547 ) و من كتاب له ( ع ) الى معاوية جوابا : أمّا بعد ،
فإنّا كنّا نحن و أنتم على ما ذكرت من الألفة و الجماعة ، ففرّق بيننا و بينكم
أمس أنّا آمنّا و كفرتم ، و اليوم أنّا استقمنا و فتنتم . و ما أسلم مسلمكم إلاّ
كرها ، و بعد أن كان أنف الإسلام كلّه لرسول اللّه صلّى
اللّه عليه و آله و سلّم حزبا . ( الخطبة 303 ،
550 ) |
( 60 ) الايمان
|
مدخل :
|
قرر القرآن الكريم انّ الدين الاسلامي هو دين ايمان و عمل . قال
تعالى وَ العَصْرِ إنَّ الإنسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا
وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ . فان أظهر المرء الايمان بلسانه دون أن يؤمن بقلبه ،
سمي مسلما . قال تعالى : قَالَتِ الأَعْرابُ آمَنَّا ، قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ
لكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا ، وَ لَمَّا يَدْخُلِ الإيْمانُ فِي قُلُوبِكُمْ . و
ان آمن بالقلب سمّي ( مؤمنا ) . فان دفعه ايمانه
الى العمل به سمي ( مؤمنا طائعا ) ، و إن لم
يعمل بما يقتضيه ذلك الايمان سمّي مؤمنا عاصيا أو (
فاسقا ) . أما الكافر فهو من جحد الاسلام
أو أنكر ضرورة من ضرورات الاسلام كالصلاة و الزكاة . و قد اختلف في أمر المسلم
الذي لا يعمل بالاسلام هل هو مؤمن أم كافر ؟ فقال
الامام الصادق ( ع ) انّه في منزلة بين المنزلتين ، فهو ليس بمؤمن و لا
بكافر ، و انّما هو في منزلة بينهما هي منزلة ( الفسوق
) . |
النصوص :
|
قال الإمام علي ( ع ) : و قال ( ع ) عن حال الناس في الجاهلية : و خذل الإيمان ، فانهارت دعائمه ، و تنكّرت معالمه ، و
درست سبله ، و عفت شركه . ( الخطبة 2 ، 37 ) و قال
( ع ) يصف أصحاب رسول اللّه ( ص ) : و لقد كنّا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و
سلّم نقتل آباءنا و أبناءنا و إخواننا و أعمامنا : ما يزيدنا ذلك إلاّ
إيمانا و تسليما . . قد ركزت فيكم راية الإيمان ، و وقفتكم على حدود الحلال و
الحرام . ( الخطبة 85 ، 155 ) قد استفرغتهم
أشغال عبادته ، و وصلت حقائق الإيمان بينهم و بين معرفته . ( الخطبة 89 ، 2 ، 169 ) فهم أسراء إيمان لم يفكّهم من ربقته . ( الخطبة 89 ، 3 ، 171 ) إنّ أفضل ما
توسّل به المتوسّلون إلى اللّه سبحانه و تعالى ، الإيمان به و برسوله . ( الخطبة 108 ، 213 ) و نؤمن به إيمان
من عاين الغيوب و وقف على الموعود . إيمانا نفى إخلاصه الشّرك و يقينه الشّكّ .
و نشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له و أنّ محمّدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عبده و رسوله ، شهادتين
تصعدان القول و ترفعان العمل ، لا يخفّ ميزان توضعان فيه ، و لا يثقل ميزان
ترفعان عنه . ( الخطبة 112 ، 220 ) و من كلام له ( ع ) قاله للخوارج عن رفع المصاحف : فقلت لكم : هذا أمر ظاهره إيمان ، و باطنه
عدوان . و أوّله رحمة ، و آخره ندامة . ( الخطبة 120 ، 231 ) فلقد كنّا مع
رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و إنّ
القتل ليدور على الآباء و الأبناء ، و الإخوان و القرابات ، فما نزداد على كلّ
مصيبة و شدّة إلاّ إيمانا ، و مضيّا على الحقّ ، و تسليما للأمر ، و صبرا على
مضض الجراح . ( الخطبة 120 ، 231 ) و نشهد أن لا إله
غيره ، و أنّ محمّدا نجيبه و بعيثه ، شهادة يوافق فيها السّرّ الإعلان و القلب
اللّسان . ( الخطبة 130 ، 243 ) و قال
( ع ) عن الايمان : سبيل أبلج
المنهاج ، أنور السّراج . فبالإيمان يستدلّ على الصّالحات ، و بالصّالحات يستدلّ
على الإيمان . و بالإيمان يعمر العلم ، و بالعلم يرهب الموت ، و بالموت تختم
الدّنيا ، و بالدّنيا تحرز الآخرة . ( الخطبة 154 ، 274
) و لقد قال رسول
اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم : « لا
يستقيم إيمان عبد حتّى يستقيم قلبه ، و لا يستقيم قلبه حتّى يستقيم لسانه » . ( الخطبة 174 ، 315 ) و قال ( ع ) لذعلب لما سأله : هل رأيت ربّك ؟ فأجاب : لا تدركه العيون بمشاهدة العيان ، و لكن تدركه
القلوب بحقائق الإيمان . ( الخطبة 177 ، 320 ) و نؤمن به إيمان من رجاه موقنا ، و أناب إليه مؤمنا . ( الخطبة 180 ، 324 ) و قال ( ع ) عن النبي ( ص ) : و جعل أمراس الإسلام
متينة ، و عرى الإيمان وثيقة . ( الخطبة 183 ، 335 ) فمن الإيمان ما
يكون ثابتا مستقرّا في القلوب ، و منه ما يكون عواري بين القلوب و الصّدور إلى
أجل معلوم . ( الخطبة 187 ، 349 ) و قال
( ع ) عن الإيمان : إنّ أمرنا
صعب مستصعب ، لا يحمله إلاّ عبد مؤمن ، امتحن اللّه قلبه للإيمان ، و لا يعي
حديثنا إلاّ صدور أمينة و أحلام رزينة . ( الخطبة 187 ،
349 ) و اعلموا أنّكم
صرتم بعد الهجرة أعرابا ، و بعد الموالاة أحزابا . ما تتعلّقون من الإسلام إلاّ
باسمه ، و لا تعرفون من الإيمان إلاّ رسمه . ( الخطبة
190 ، 4 ، 372 ) و قال
( ع ) في صفة المتّقي : فمن علامة
أحدهم أنّك ترى له قوّة في دين ، و حزما في لين ، و إيمانا في يقين . ( الخطبة 191 ، 378 ) و أشهد أن لا إله إلاّ اللّه ، شهادة إيمان و إيقان ، و
إخلاص و إذعان . ( الخطبة
193 ، 382 ) و قال (ع) عن القرآن الكريم : فهو معدن الإيمان و بحبوحته ، و ينابيع العلم و بحوره . ( الخطبة 196 ، 391 ) و قال
( ع ) عمّا حدث في صفين : و كان بدء
أمرنا أنّا التقينا و القوم من أهل الشّام ، و الظّاهر أنّ ربّنا واحد ، و
نبيّنا واحد ، و دعوتنا في الإسلام واحدة ، و لا نستزيدهم في الإيمان باللّه و
التّصديق برسوله ، و لا يستزيدوننا . الأمر واحد إلاّ ما اختلفنا فيه من دم
عثمان ، و نحن منه براء . ( الخطبة 297 ، 543 ) و سأله
رجل أن يعرّفه الايمان فقال ( ع ) : إذا كان الغد فأتني حتّى أخبرك على أسماع النّاس ، فإن نسيت مقالتي حفظها
عليك غيرك . فإنّ الكلام كالشّاردة ينقفها هذا ( أي
يصيبها ) و يخطئها هذا . ( و هذا هو جوابه )
: ( 266 ح ، 619 ) و سئل
( ع ) عن الإيمان ، فقال : الإيمان على أربع دعائم : على الصّبر ، و اليقين ، و العدل ،
و الجهاد . و عليكم بالصّبر
، فإنّ الصّبر من الإيمان كالرّأس من الجسد ، و لا خير في جسد لا رأس معه ، و لا
في إيمان لا صبر معه . ( 82 ح ، 579 ) و لا عبادة كأداء
الفرائض ، و لا إيمان كالحياء و الصّبر . ( 113 ح ، 586
) غيرة المرأة كفر ، و غيرة الرّجل إيمان . ( 124 ح ، 588 ) سوسوا إيمانكم بالصّدقة . ( 146
ح ، 593 ) الإيمان معرفة بالقلب و إقرار باللّسان ، و
عمل بالأركان . « ظاهر هذا
الكلام مطابق لرأي المعتزلة . أمّا نحن الشيعة فنحمل هذا الكلام على المجاز ، لأنّ ظاهر لفظة ( و عمل بالأركان ) مخالف للقرآن الكريم . . يقول
تعالى : وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌ بِالْإِيْمانِ . و يقول
في صفة المؤمنين : الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَ يُقِيمُونَ
الصَّلاةَ . فرض اللّه الإيمان تطهيرا من الشّرك . ( 252 ح ، 611 ) إنّ الإيمان يبدو
لمظة في القلب ( أي نقطة بيضاء ) ، كلّما
ازداد الإيمان ازدادت اللّمظة . ( 5 غريب كلامه ، 615 ) لا يصدق إيمان
عبد ، حتّى يكون بما في يد اللّه ، أوثق منه بما في يده . ( 310 ح ، 628 ) الإيمان أن تؤثر الصّدق حيث يضرّك ، على الكذب حيث ينفعك . و أن لا يكون في حدثك فضل عن
عملك . و أن تتّقي اللّه في حديث غيرك . ( 458 ح ، 658
)
|
( 61 ) المؤمن و المؤمنون
|
يراجع المبحث ( 363 ) صفات المتّقين رجال اللّه
و أولياؤه العارفون باللّه السالكون الطريق الى اللّه . و ذلك زمان لا ينجو فيه إلاّ كلّ مؤمن نومة . إن شهد لم
يعرف ، و إن غاب لم يفتقد . و قال ( ع ) عن فتنة بني أمية : تعرككم عرك الأديم ، و
تدوسكم دوس الحصيد ، و تستخلص المؤمن من بينكم ، استخلاص الطّير الحبّة البطينة
من بين هزيل الحبّ . ( الخطبة 106 ، 206 ) إنّ المؤمنين مستكينون
. إنّ المؤمنين مشفقون . إنّ المؤمنين خائفون . (
الخطبة 151 ، 269 ) و قال ( ع ) عن موقف الناس من الفتن : قد خاضوا بحار
الفتن ، و أخذوا بالبدع دون السّنن . و أرز المؤمنون (
أي ثبتوا ) ، و نطق الضّالّون المكذّبون . (
الخطبة 152 ، 270 ) و اللّه ما أرى
عبدا يتّقي تقوى تنفعه حتّى يخزن لسانه . و إنّ لسان المؤمن من وراء قلبه ، و
إنّ قلب المنافق من وراء لسانه . لأنّ المؤمن إذا أراد أن يتكلّم بكلام تدبّره
في نفسه ، فإن كان خيرا أبداه ، و إن كان شرّا واراه . و إنّ المنافق يتكلّم بما
أتى على لسانه لا يدري ماذا له و ماذا عليه . و لقد قال
رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله : « لا يستقيم إيمان عبد حتّى يستقيم
قلبه . و لا يستقيم قلبه حتّى يستقيم لسانه » فمن استطاع منكم أن يلقى اللّه
تعالى و هو نفيّ الرّاحة من دماء المسلمين و أموالهم ، سليم اللّسان من أعراضهم
، فليفعل . و اعلموا عباد اللّه أنّ المؤمن يستحلّ العام ما استحلّ عاما أوّل ،
و يحرّم العام ما حرّم عاما أوّل . ( الخطبة 174 ، 315
) ذاك حيث تكون ضربة السّيف على المؤمن أهون من الدّرهم من
حلّه . ( الخطبة 185 ، 346 ) و تدبّروا أحوال الماضين من المؤمنين قبلكم ، كيف كانوا
في حال التّمحيص و البلاء . ألم يكونوا أثقل الخلائق أعباء ، و أجهد العباد بلاء
، و أضيق أهل الدّنيا حالا . اتّخذتهم الفراعنة عبيدا ، فساموهم سوء العذاب ، و
جرّعوهم المرار . فلم تبرح الحال بهم في ذلّ الهلكة و قهر الغلبة ، لا يجدون
حيلة في امتناع ، و لا سبيلا إلى دفاع . حتّى إذا رأى اللّه سبحانه جدّ الصّبر
منهم على الأذى في محبّته ، و الإحتمال للمكروه من خوفه ، جعل لهم من مضايق
البلاء فرجا . فأبدلهم العزّ مكان الذّلّ ، و الأمن مكان الخوف ، فصاروا ملوكا
حكّاما ، و أئمّة أعلاما . و قد بلغت الكرامة من اللّه لهم ما لم تذهب الآمال
إليه بهم . ( الخطبة 190 ، 3 ، 369 ) و قال ( ع ) عن الصلاة و تعاهدها : تعاهدوا أمر الصّلاة ، و حافظوا عليها ، و استكثروا منها
، و تقرّبوا بها ، فإنّها كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً . . . و قد عرف حقّها رجال من المؤمنين ، الّذين لا
تشغلهم عنها زينة متاع ، و لا قرّة عين من ولد و لا مال . يقول اللّه سبحانه
رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ ، عَنْ ذِكْرِ اللّهِ وَ إِقَامِ
الصَّلاةِ وَ إِيْتاءِ الزَّكَاةِ . ( الخطبة 197 ، 392
) و قال ( ع ) في أتباع معاوية من أهل الشام : ليسوا من المهاجرين و الأنصار ، و لا من الّذين تبوّاؤا
الدّار و الإيمان . ( الخطبة 236 ، 438 ) و لقد قال لي
رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله : « إنّي لا
أخاف على أمّتي مؤمنا و لا مشركا . أمّا المؤمن فيمنعه اللّه بإيمانه ، و أمّا المشرك فيقمعه اللّه بشركه ، و لكنّي أخاف عليكم ، كلّ منافق الجنان ، عالم اللّسان . يقول ما تعرفون ، و
يفعل ما تنكرون » ( الخطبة 266 ، 467 ) و اعلم أنّ أفضل المؤمنين أفضلهم تقدمة من نفسه و أهله و ماله ، فإنّك ما تقدّم من خير يبق لك
ذخره ، و ما تؤخّره يكن لغيرك خيره . ( الخطبة 308 ،
557 ) لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني
. و لو صببت الدّنيا بجمّاتها ( أي بعظيمها و حقيرها )
على المنافق على أن يحبّني ما أحبّني . و ذلك أنّه قضي فانقضى على لسان النّبيّ
الأمّيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنّه قال
: « يا عليّ ، لا يبغضك مؤمن ، و لا يحبّك منافق » . (
45 ح ، 574 ) خذ الحكمة أنّى كانت ، فإنّ الحكمة تكون في صدر المنافق ،
فتلجلج في صدره ، حتّى تخرج فتسكن إلى صواحبها في صدر المؤمن . ( 79 ح ، 578 ) الحكمة ضالّة المؤمن ، فخذ الحكمة و لو من أهل النّفاق . ( 80 ح ، 578 ) إنّ أولى النّاس بالأنبياء أعلمهم بما جاؤوا به ، ثمّ تلا : إِنَّ أَوْلَى
النَّاسِ بِإبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَ هذَا النَّبِيُّ وَ الَّذِينَ
آمَنُوا ، و اللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنينَ . (
96 ح ، 581 ) و رئي
عليه إزار خلق مرقوع فقيل له في ذلك ، فقال ( ع ) : يخشع له القلب ، و تذلّ به النّفس ، و يقتدي به المؤمنون . ( 103 ح ، 583 ) اتّقوا طنون
المؤمنين ، فإنّ اللّه تعالى جعل الحقّ على ألسنتهم . (
309 ح ، 628 ) و قال
( ع ) : أنا يعسوب المؤمنين ، و المال يعسوب الفجّار ( أي يلحق المؤمنون الامام علي عليه السلام كما يلحق النحل
يعسوبها و هو الملكة ، بينما يلحق الفجار يعسوب المال ) . ( 316 ح ، 629 ) و روي أنه ( ع ) لما ورد الكوفة قادما من صفين ، أقبل
اليه حرب بن شرحبيل الشبامي ، يمشي معه ، و هو (
ع ) راكب . فقال ( ع ) : إرجع ، فإنّ مشي مثلك
مع مثلي ، فتنة للوالي ، و مذلّة للمؤمن . ( 322 ح ، 631 ) و قال ( ع ) في صفة المؤمن : المؤمن بشره في وجهه ، و
حزنه في قلبه . أوسع شي ء صدرا ، و أذلّ شي ء نفسا . يكره الرّفعة ، و يشنأ
السّمعة . طويل غمّه . بعيد همّه ، كثير صمته ، مشغول وقته . شكور صبور . مغمور
بفكرته ، ضنين بخلّته . سهل الخليقة ، ليّن العريكة . و إنّما ينظر
المؤمن إلى الدّنيا بعين الإعتبار ، و يقتات منها ببطن الإضطرار ، و يسمع فيها
بأذن المقت و الإبغاض . ( 367 ح ، 639 ) للمؤمن
ثلاث ساعات : فساعة
يناجي فيها ربّه ، و ساعة يرمّ معاشه ( أي يصلحه )
، و ساعة يخلّي بين نفسه و بين لذّتها فيما يحلّ و يجمل . و ليس للعاقل أن يكون
شاخصا ( أي ساعيا ) إلاّ في ثلاث : مرمّة لمعاش
، أو خطوة في معاد ، أو لذّة في غير محرّم . ( 390 ح ،
646 ) من شكا الحاجة إلى مؤمن ، فكأنّه شكاها إلى اللّه ، و من
شكاها إلى كافر، فكأنّما شكا اللّه . ( 427 ح ، 653 ) إذا احتشم المؤمن
أخاه ( أي أغضبه ) فقد فارقه . ( 480 ح ، 662 ) |
( 62 ) اليقين و الشك
|
مدخل :
|
اليقين هو حالة الجزم التي تحصل في نفس الانسان ، و متعلقه الإيمان . و الناس
يتفاوتون في يقينهم ، و حسب درجة اليقين تكون درجة الايمان . و لليقين عدة مراتب : |
النصوص :
|
قال الإمام علي ( ع ) : من وثق بماء لم يظمأ . ( الخطبة
4 ، 47 ) و إنّما سمّيت
الشّبهة شبهة ، لأنّها تشبه الحقّ . فأمّا أولياء اللّه فضياؤهم فيها اليقين ، و
دليلهم سمت الهدى . و أمّا أعداء اللّه ، فدعاؤهم فيها الضّلال ، و دليلهم العمى
. ( الخطبة 38 ، 97 ) و قال ( ع ) في صفة المؤمن : فهو من اليقين على مثل ضوء الشّمس . ( الخطبة 85 ، 153 ) و نؤمن به إيمان من عاين الغيوب و وقف على الموعود ،
إيمانا نفى إخلاصه الشّرك و يقينه الشّكّ . ( الخطبة
112 ، 220 ) ألا و بالتّقوى
تقطع حمة الخطايا ، و باليقين تدرك الغاية القصوى . (
الخطبة 155 ، 277 ) و أشهد أن لا إله
إلاّ اللّه . . . شهادة من صدقت نيّته ، و صفت
دخلته ، و خلص يقينه ، و ثقلت موازينه . ( الخطبة 176 ،
319 ) و ما على المسلم
من غضاضة في أن يكون مظلوما ، ما لم يكن شاكّا في دينه ، و لا مرتابا بيقينه . ( الخطبة 267 ، 470 ) اطرح عنك واردات الهموم ، بعزائم الصّبر و حسن اليقين . ( الخطبة 270 ، 488 ) و سئل ( ع ) عن الإيمان ، فقال : الإيمان على أربع دعائم : على الصّبر و اليقين و العدل
و الجهاد . . . الى أن قال : و قال ( ع ) عن الشك في الدين : و الشّكّ على أربع شعب : على التّماري و الهول و
التّردّد و الإستسلام . فمن جعل المراء ( أي الجدل
للجدل و ليس لاحقاق الحق ) ديدنا لم يصبح ليله . و من هاله ما بين يديه
نكص على عقبيه ، و من تردّد في الرّيب وطئته سنابك الشّياطين . و من استسلم
لهلكة الدّنيا و الآخرة هلك فيهما . ( 31 ح ، 570 ) نوم على يقين ،
خير من صلاة في شكّ . ( 97 ح ، 582 ) و قال ( ع ) عن العالم غير المأمون : لا بصيرة له في
أحنائه ، ينقدح الشّكّ في قلبه لأوّل عارض من شبهة . (
147 ح ، 595 ) لا تجعلوا علمكم
جهلا ، و يقينكم شكّا . إذا علمتم فاعملوا ، و إذا تيقّنتم فأقدموا . ( 274 ح ، 622 ) لا يصدق إيمان
عبد ، حتّى يكون بما في يد اللّه ، أوثق منه بما في يده . ( 310 ح ، 628 ) |
( 63 ) النفاق و المنافقون
|
قال الإمام علي ( ع ) : زرعوا الفجور ، و سقوه الغرور ، و حصدوا الثّبور ( أي الهلاك ) . ( الخطبة 2 ،
38 ) قال ( ع ) في ذم أهل البصرة بعد وقعة الجمل : أخلاقكم
دقاق ( أي دنيئة ) ، و عهدكم شقاق ، و دينكم
نفاق . ( الخطبة 13 ، 53 ) و اعلموا أنّه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة ، و لا
لأحد قبل القرآن من غنى . و اللّه ما أرى عبدا يتّقي تقوى تنفعه حتّى يخزن لسانه .
و إنّ لسان المؤمن من وراء قلبه ، و إنّ قلب المنافق من وراء لسانه . لأنّ
المؤمن إذا أراد أن يتكلّم بكلام تدبّره في نفسه ، فإن كان خيرا أبداه ، و إن
كان شرّا واراه . و إنّ المنافق يتكلّم بما أتى على لسانه لا يدري ماذا له و
ماذا عليه . ( الخطبة 174 ، 315 ) أوصيكم عباد
اللّه بتقوى اللّه ، و أحذّركم أهل النّفاق . فإنّهم الضّالون المضلّون ، و
الزّالون المزلّون . يتلوّنون ألوانا ، و يفتنّون افتنانا . و يعمدونكم بكلّ
عماد ، و يرصدونكم بكلّ مرصاد . قلوبهم دويّة ( أي
مريضة ) ، و صفاحهم نقيّة . يمشون الخفاء ، و يدبّون الضّراء . وصفهم
دواء ، و قولهم شفاء ، و فعلهم ألدّاء العياء . حسدة الرّخاء ، و مؤكّدو البلاء
، و مقنطو الرّجاء . لهم بكلّ طريق صريع ، و إلى كلّ قلب شفيع ، و لكلّ شجو دموع
. يتقارضون الثّناء ، و يتراقبون الجزاء . إن سألوا ألحفوا ، و إن عذلوا كشفوا ،
و إن حكموا أسرفوا . قد أعدّوا لكلّ حقّ باطلا ، و لكلّ قائم مائلا ، و لكلّ حيّ
قاتلا . و لكلّ باب مفتاحا ، و لكلّ ليل مصباحا . يتوصّلون إلى الطّمع باليأس ،
ليقيموا به أسواقهم ، و ينفقوا به أعلاقهم ( أي ما
يزينونه من خدائعهم ) . يقولون فيشبّهون ، و يصفون فيموّهون . قد هوّنوا
الطّريق ، و أضلعوا المضيق ( أي يهونون على الناس طرق
السير معهم على أهوائهم الفاسدة ، ثمّ بعد أن ينقادوا لهم يضلعون عليهم المضائق
، أي يجعلونها معوجة يصعب تجاوزها فيهلكون ) . فهم لمّة الشّيطان ( أي جماعته ) ، و حمّة ( أي
لهيب ) النّيران أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ ، أَلا إنَّ حِزْبَ
الشَّيْطانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ . ( الخطبة 192 ، 381
) و قال ( ع ) في معرض حديثه عن رواة الحديث : رجل منافق
مظهر للإيمان ، متصنّع بالإسلام . لا يتأثّم و لا يتحرّج ، يكذب على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم متعمّدا . . و قد أخبرك اللّه عن المنافقين بما أخبرك ، و
وصفهم بما وصفهم به لك . ثمّ بقوا بعده ، فتقرّبوا إلى أئمّة الضّلالة ، و
الدّعاة إلى النّار ، بالزّور و البهتان ، فولّوهم الأعمال ، و جعلوهم حكّاما
على رقاب النّاس ، فأكلوا بهم الدّنيا ، و إنّما النّاس مع الملوك و الدّنيا ،
إلاّ من عصم اللّه . ( الخطبة 208 ، 401 ) فتاهم عارم ، و
شائبهم آثم ، و عالمهم منافق . ( الخطبة 231 ، 430 ) فإنّه
لا سواء : إمام الهدى
و إمام الرّدى . و وليّ النّبيّ ، و عدوّ النّبيّ . و لقد قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله « إنّي لا أخاف على أمّتي مؤمنا
و لا مشركا . أمّا المؤمن فيمنعه اللّه بإيمانه . و أمّا المشرك فيقمعه اللّه
بشركه . و لكنّي أخاف عليكم كلّ منافق الجنان . عالم اللّسان يقول ما تعرفون ، و
يفعل ما تنكرون » . ( الخطبة 266 ، 467 ) ما أضمر أحد شيئا إلاّ ظهر في فلتات لسانه و صفحات وجهه .
( 25 ح ، 569 ) لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني
، و لو صببت الدّنيا بجمّاتها على المنافق على أن يحبّني ما أحبّني . و ذلك أنّه
قضي فانقضى على لسان النّبيّ الأمّيّ صلّى اللّه عليه و
آله و سلّم ، أنّه قال : « يا عليّ ، لا
يبغضك مؤمن ، و لا يحبّك منافق » . ( 45 ح ، 574 ) خذ الحكمة أنّى
كانت ، فإنّ الحكمة تكون في صدر المنافق فتلجلج في صدره ، حتّى تخرج فتسكن إلى
صواحبها في صدر المؤمن . ( 79 ح ، 578 ) الحكمة ضالّة المؤمن ، فخذ الحكمة و لو من أهل النّفاق . ( 80 ح ، 578 ) |
( 64 ) الكفر و الشرك و الكافرون
|
قال الإمام علي ( ع ) : في معرض حديثه عن قتاله
لمعاوية و أهل الشام : و لقد ضربت
أنف هذا الأمر و عينه ، و قلّبت ظهره و بطنه ، فلم أر لي فيه إلاّ القتال أو
الكفر بما جاء به محمّد صلّى اللّه عليه و آله .
الخطبة 43 ، 101 ) و السّاحر
كالكافر ، و الكافر في النّار . ( الخطبة 77 ، 133 ) و اعلموا أنّ
يسير الرّياء شرك ، و مجالسة أهل الهوى منساة للإيمان ، و محضرة للشّيطان .
جانبوا الكذب فإنّه مجانب للإيمان . . . و لا
تحاسدوا فإنّ الحسد يأكل الإيمان كما تأكل النّار الحطب . ( الخطبة 84 ، 152 ) و قال ( ع ) عن صفة اللّه تعالى : فأشهد أنّ من شبّهك
بتباين أعضاء خلقك . . . لم يعقد غيب ضميره على
معرفتك ، و لم يباشر قلبه اليقين بأنّه لا ندّ لك ، و كأنّه لم يسمع تبرّؤ
التّابعين من المتبوعين إذ يقولون تَاللّهِ إنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ ،
إذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعالَمينَ . . و
أشهد أنّ من ساواك بشي ء من خلقك فقد عدل بك ( أي جعل
لك عديلا و نظيرا ) ، و العادل بك كافر بما تنزّلت به محكمات آياتك ، و
نطقت عنه شواهد حجج بيّناتك . ( الخطبة 89 ، 1 ، 163 ) و قال
( ع ) عن التبرؤ من الكافر : فمن
الإيمان ما يكون ثابتا مستقرّا في القلوب . و منه ما يكون عواري ( جمع عارية ، أي أنه زعم بدون فهم ) بين القلوب و
الصّدور إلى أجل معلوم . فإذا كانت لكم براءة من أحد فقفوه حتّى يحضره الموت ،
فعند ذلك يقع حدّ البراءة ( أي لا تتبرؤوا من الكافر ،
فربما تاب قبل الموت و حسن ايمانه ) . ( الخطبة 187
، 349 ) و قال ( ع ) : الكفر على أربع دعائم : على التّعمّق ، و التّنازع ، و
الزّيغ ، و الشّقاق . فمن تعمّق لم ينب
إلى الحقّ . و من كثر نزاعه بالجهل دام عماه عن
الحقّ . و من زاغ ساءت عنده الحسنة ، و حسنت
عنده السّيّئة ، و سكر سكر الضّلالة . و من شاقّ
وعرت عليه طرقه ، و أعضل عليه أمره ، و ضاق عليه مخرجه . ( 31 ح ، 570 ) |
( 65 ) الأديان الباطلة
|
قال
الإمام علي ( ع ) : |
( 66 ) اليهود
|
قال
الإمام علي ( ع ) : عن مروان بن الحكم
، و قد أطلق الامام سراحه يوم الجمل ، فقال له
الحسن و الحسين ( ع ) أيبايعك يا أمير المؤمنين
؟ فقال ( ع ) : أو لم يبايعني بعد قتل عثمان ،
لا حاجة لي في بيعته إنّها كفّ يهوديّة ( أي مليئة
بالغدر ) . ( الخطبة 71 ، 129 ) قال النبي ( ص )
غيّروا الشّيب ( أي بالخضاب ) و لا تشبّهوا
باليهود ( لأنّهم لا يعتنون بصبغ الشيب ) . 16 ح ، 567 ) قال له بعض اليهود : ما دفنتم نبيّكم حتى اختلفتم
فيه ؟ فقال له عليه السلام : إنّما اختلفنا عنه
لا فيه ، و لكنّكم ما جفّت أرجلكم من البحر حتّى
قلتم لنبيّكم : اجْعَلْ لَنَا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ ، فَقَالَ : إنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ . ( 317 ح ، 630 ) |