- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
الفصل الثالث و الاربعون الهدى و الهوى
|
|
( 352 ) الهدى و الضلال
|
|
قال الامام علي ( ع ) : و قال
( ع ) في صفة من يتصدى للحكم بين الامة و ليس لذلك أهل : إنّ أبغض الخلائق إلى اللّه رجلان : رجل وكله اللّه إلى
نفسه ، فهو جائر عن قصد السّبيل ، مشغوف بكلام بدعة ، و دعاء ضلالة ، فهو فتنة
لمن افتتن به ، ضالّ عن هدي من كان قبله ، مضلّ لمن اقتدى به في حياته و بعد
وفاته ، حمّال خطايا غيره ، رهن بخطيئته . ( الخطبة 17
، 59 ) و من لا يستقيم به الهدى يجرّ به الضّلال إلى الرّدى . ( الخطبة 28 ، 79 ) و إنّما سمّيت
الشّبهة شبهة ، لأنّها تشبه الحقّ : فأمّا أولياء اللّه فضياؤهم فيها اليقين ، و
دليلهم سمت الهدى . و أمّا أعداء اللّه ، فدعاؤهم فيها الضّلال ، و دليلهم العمى
. ( الخطبة 38 ، 97 ) فزهر مصباح الهدى
في قلبه . . . فخرج من صفة العمى و مشاركة أهل
الهوى ، و صار من مفاتيح أبواب الهدى ، و مغاليق أبواب الرّدى . ( الخطبة 85 ، 153 ) لا يعرف باب
الهدى فيتّبعه ، و لا باب العمى فيصدّ عنه ، و ذلك ميّت الأحياء . ( الخطبة 85 ، 155 ) و قال ( ع ) عن الفترة التي بعث بها النبي ( ص
) : قد درست منار الهدى ، و ظهرت أعلام الرّدى . ( الخطبة 87 ، 157 ) و إنّ من أبغض
الرّجال إلى اللّه تعالى لعبدا وكله اللّه إلى نفسه ، جائرا عن قصد السّبيل ،
سائرا بغير دليل ، إن دعي إلى حرث الدّنيا عمل ، و إن دعي إلى حرث الآخرة كسل
كأنّ ما عمل له واجب عليه ، و كأنّ ما ونى فيه ساقط عنه . ( الخطبة 101 ، 197 ) أيّها
النّاس : استصبحوا من شعلة مصباح واعظ متّعظ ، و امتاحوا من صفو
عين قد روّقت من الكدر . ( الخطبة 103 ، 200 ) و اقتدوا بهدي نبيّكم فإنّه أفضل الهدي ، و استنّوا
بسنّته فإنّها أهدى السّنن . ( الخطبة 108 ، 213 )
و قال ( ع ) في صفة الضال : و هو في مهلة من اللّه ، يهوي مع الغافلين و يغدو مع
المذنبين . بلا سبيل قاصد ، و لا إمام قائد . ( الخطبة
151 ، 268 ) فمن هداك لاجترار
الغذاء من ثدي أمّك ؟ ( الخطبة 161 ، 291 ) أيّها النّاس لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلّة أهله .
فإنّ النّاس قد اجتمعوا على مائدة ، شبعها قصير ، و جوعها طويل . ( الخطبة 199 ، 394 ) . . . و امسك عن طريق إذا خفت ضلالته ، فإنّ الكفّ عند
حيرة الضّلال خير من ركوب الأهوال . ( الخطبة 270 ، 475
) و من زاغ ساءت عنده الحسنة ، و حسنت عنده السّيّئة ، و
سكر سكر الضّلالة . ( 31 ح ، 570 ) ما اختلفت دعوتان
إلاّ كانت إحداهما ضلالة . ( 183 ح ، 600 ) |
|
( 353 ) ذم اتباع الهوى و طول الأمل
الشهوات
|
|
قال الامام علي ( ع ) : إنّما بدء وقوع
الفتن أهواء تتّبع ، و أحكام تبتدع ، يخالف فيها كتاب اللّه ، و يتولّى عليها رجال
رجالا ، على غير دين اللّه . ( الخطبة 50 ، 107 ) و لا يغلبنّكم فيها الأمل ، و لا يطولنّ عليكم فيها الأمد
. ( الخطبة 52 ، 109 ) فإنّ أجله مستور عنه ، و أمله خادع له ، و الشّيطان موكّل
به ، يزيّن له المعصية ليركبها ، و يمنّيه التّوبة ليسوّفها . ( الخطبة 62 ، 118 ) رحم اللّه امرءا
سمع حكما فوعى . . . كابر هواه ، و كذّب مناه . ( الخطبة 74 ، 130 ) أرهقتهم المنايا
دون الآمال ، و شذّ بهم عنها تخرّم الآجال . ( الخطبة
81 ، 2 ، 142 ) ماتحا في غرب
هواه ، كادحا سعيا لدنياه ، في لذّات طربه ، و بدوات أربه . ( الخطبة 81 ، 3 ، 146 ) و الشّقيّ من
انخدع لهواه و غروره . و اعلموا أنّ يسير الرّياء شرك ، و مجالسة أهل الهوى
منساة للإيمان ، و محضرة للشيطان . . . و اعلموا
أنّ الأمل يسهي العقل و ينسي الذّكر ، فأكذبوا الأمل فإنّه غرور ، و صاحبه مغرور
. ( الخطبة 84 ، 152 ) قد خلع سرابيل الشّهوات ، و تخلّى من الهموم ، إلاّ همّا
واحدا انفرد به ( يعني الوقوف عند حدود الشريعة )
، فخرج من صفة العمى ، و مشاركة أهل الهوى . ( الخطبة
85 ، 153 ) و قال ( ع ) يبين صفة التقي العادل : قد ألزم العدل ، فكان أوّل عدله نفي الهوى عن نفسه .
( الخطبة 85 ، 154 ) عباد اللّه : لا تركنوا إلى جهالتكم ، و لا تنقادوا
لأهوائكم ، فإنّ النازل بهذا المنزل نازل بشفا جرف هار ، ينقل الرّدى على ظهره
من موضع إلى موضع ، لرأي يحدثه بعد رأي . ( الخطبة 103
، 200 ) و من عبرها أنّ
المرء يشرف على أمله فيقتطعه حضور أجله . فلا أمل يدرك و لا مؤمّل يترك . ( الخطبة 112 ، 221 ) و قال ( ع ) عن الحجة القائم ( ع ) : يعطف الهوى على الهدى ، إذا عطفوا الهدى على الهوى . الخطبة 136 ، 249 ) و إنّما هلك من
كان قبلكم بطول آمالهم و تغيّب آجالهم ، حتّى نزل بهم الموعود الّذي تردّ عنه
المعذرة ، و ترفع عنه التّوبة ، و تحّل معه القارعة و النّقمة . ( الخطبة 145 ، 259 ) . . . فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه
عليه و آله كان يقول « إنّ الجنّة حفّت بالمكاره ، و إنّ النّار حفّت
بالشّهوات » . . . فرحم اللّه رجلا نزع عن شهوته ، و قمع هوى نفسه . فإنّ هذه النّفس
أبعد شي ء منزعا ، و إنّها لا تزال تنزع إلى معصية في هوى . ( الخطبة 174 ، 312 ) . . . و إيّاك و الإتّكال على المنى فإنّها بضائع الموتى ( و في رواية ) بضائع النّوكى ( جمع انوك و هو الاحمق ) . ( الخطبة 270 ،
3 ، 486 ) . . . و الهوى شريك العمى . ( الخطبة 270 ، 4 ، 488 ) من جرى في عنان
أمله عثر بأجله . ( 18 ح ، 567 ) فمن اشتاق إلى
الجنّة سلا عن الشّهوات ، و من أشفق من النّار اجتنب المحرّمات . ( 30 ح ، 569 ) أشرف الغنى ترك
المنى . ( 34 ح ، 571 ) من أطال الأمل أساء العمل . ( 36
ح ، 571 ) المال مادّة الشّهوات
. ( 58 ح ، 575 ) كم من أكلة منعت
أكلات . ( 171 ح ، 599 ) . . . و أشرف الغنى ترك المنى . و كم من عقل أسير تحت
هوى أمير ( أي كم من عقل أسير لهواه ) . 211 ح ، 605 ) و الأمانيّ تعمي
أعين البصائر . ( 275 ح ، 622 ) كلّ معاجل يسأل الإنظار ، و كلّ مؤجّل يتعلّل بالتّسويف ( أي كل انسان يستعجله اجله و لكنه يطلب التأخير ، و كل انسان
قد أجل اللّه عمره ، و هو لا يعمل تعللا بفسحة العمر ) . ( 285 ح ، 624 ) |
|
( 354 ) الشيطان التحذير من الشيطان
|
يراجع المبحث ( 26 ) آدم و ابليس . و قال ( ع ) عن شهادة التوحيد : فإنّها عزيمة الإيمان ، و فاتحة الإحسان ، و مرضاة
الرّحمن ، و مدحرة الشّيطان . ( الخطبة 2 ، 36 )
فالهدى خامل ، و العمى شامل . عصي الرّحمن ، و نصر
الشّيطان . ( الخطبة 2 ، 36 ) أطاعوا الشّيطان
فسلكوا مسالكه ، و وردوا مناهله . بهم سارت أعلامه ، و قام لواؤه . ( الخطبة 2 ، 37 ) اتّخذوا الشّيطان
لأمرهم ملاكا ، و اتّخذهم له أشراكا ، فباض و فرّخ في صدورهم ، و دب و درج في
حجورهم ، فنظر بأعينهم ، و نطق بألسنتهم ، فركب بهم الزّلل ، و زيّن لهم الخطل ،
فعل من قد شركه الشّيطان في سلطانه ، و نطق بالباطل على لسانه . ( الخطبة 7 ، 50 ) ألا و إنّ
الشّيطان قد جمع حزبه ، و استجلب خيله و رجله . و إنّ معي لبصيرتي : ما لبّست
على نفسي ، و لا لبّس عليّ . ( الخطبة 10 ، 51 ) ألا و إنّ
الشّيطان قد ذمر حزبه ، و استجلب جلبه ، ليعود الجور إلى أوطانه ، و يرجع الباطل
إلى نصابه . ( الخطبة 22 ، 66 ) فلو أنّ الباطل
خلص من مزاج الحقّ لم يخف على المرتادين ، و لو أنّ الحقّ خلص من لبس الباطل
انقطعت عنه ألسن المعاندين . و لكن يؤخذ من هذا ضغث و من هذا ضغث ، فيمزجان
فهنالك يستولي الشّيطان على أوليائه ، و ينجو الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَ
اللّهِ الحُسْنَى . ( الخطبة 50 ، 107 ) و الشّيطان موكّل به ، يزيّن له المعصية ليركبها ، و
يمنّيه التّوبة ليسوّفها . ( الخطبة 62 ، 118 ) أوصيكم بتقوى
اللّه ، الّذي أعذر بما أنذر ، و احتجّ بما نهج . و حذّركم عدوّا نفذ في الصّدور
خفيّا ، و نفث في الآذان نجيّا ، فأضلّ و أردى ، و وعد فمنّى ، و زيّن سيّئات
الجرائم ، و هوّن موبقات العظائم ، حتّى إذا استدرج قرينته ( أي النفس الامارة بالسوء ) ، و استغلق رهينته ، أنكر
ما زيّن ، و استعظم ما هوّن ، و حذّر ما أمّن . (
الخطبة 81 ، 2 ، 145 ) و مجالسة أهل
الهوى منساة للإيمان ، و محضرة للشّيطان . ( الخطبة 84
، 152 ) و ما كلّفك الشّيطان علمه ، ممّا ليس في الكتاب عليك فرضه ، و لا في سنّة
النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و أئمة الهدى
أثره ، فكل علمه إلى اللّه سبحانه ، فإنّ ذلك منتهى حقّ اللّه عليك . ( الخطبة 89 ، 1 ، 162 ) إنّ الشّيطان
يسنّي لكم طرقه ( أي يسهلها ) ، و يريد أن يحلّ
دينكم عقدة عقدة ، و يعطيكم بالجماعة الفرقة ، و بالفرقة الفتنة ، فاصدفوا عن
نزغاته و نفثاته . ( الخطبة 119 ، 230 ) و قال
( ع ) عن الخوارج : ثمّ أنتم شرار
النّاس ، و من رمى به الشّيطان مراميه ، و ضرب به تيهه . ( الخطبة 125 ، 237 ) فإنّ الشّاذّ من
النّاس للشّيطان ، كما أنّ الشّاذّ من الغنم للذّئب . (
الخطبة 125 ، 237 ) و قد أصبحتم في
زمن لا يزداد الخير فيه إلاّ إدبارا ، و لا الشّرّ فيه إلاّ إقبالا ، و لا
الشّيطان في هلاك النّاس إلاّ طمعا . فهذا أوان قويت عدّته ، و عمّت مكيدته ، و
أمكنت فريسته . ( الخطبة 127 ، 240 ) و اعلموا أنّ
الشّيطان إنّما يسنّي ( أي يسهل ) لكم طرقه
لتتّبعوا عقبه . ( الخطبة 136 ، 250 ) و دعاهم ربّهم فنفروا و ولّوا ، و دعاهم الشّيطان
فاستجابوا و أقبلوا . ( الخطبة 142 ، 256 ) فبعث اللّه
محمّدا صلّى اللّه عليه و آله بالحقّ ، ليخرج
عباده من عبادة الأوثان إلى عبادته ، و من طاعة الشّيطان إلى طاعته . ( الخطبة 145 ، 258 ) و أحمد اللّه و
أستعينه ، على مداحر الشّيطان و مزاجره ، و الاعتصام من حبائله و مخاتله . ( الخطبة 149 ، 264 ) و اتّقوا مدارج
الشّيطان ، و مهابط العدوان . ( الخطبة 149 ، 266 ) و قال
( ع ) عن الخوارج : إنّ الشّيطان
اليوم قد استفلّهم ( أي دعاهم الى الانهزام عن الجماعة
) ، و هو غدا متبرّي ء منهم ، و متخلّ عنهم . (
الخطبة 179 ، 322 ) و لقد سمعت رنّة الشّيطان
حين نزل الوحي عليه صلّى اللّه عليه و آله فقلت :
يا رسول اللّه ما هذه الرّنّة ؟ فقال : هذا
الشّيطان قد أيس من عبادته . ( الخطبة 190 ، 4 ، 374 ) فمهلا لا تعد لمثلها ، فإنّما نفث الشّيطان على لسانك . ( الخطبة 191 ، 380 ) و قال
( ع ) عن المنافقين : قد هوّنوا
الطّريق ، و أضلعوا المضيق ، فهم لمّة الشّيطان ، و حمة النّيران أُوْلئكَ
حِزْبُ الشَّيْطَانِ . أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ . ( الخطبة 192 ، 382 ) و قال ( ع ) لشريح حين بلغه أنه اشترى دارا : . . و الحدّ الرّابع ينتهي إلى الشّيطان المغوي . ( الخطبة 242 ، 444 ) فلا تجعلنّ
للشّيطان فيك نصيبا ، و لا على نفسك سبيلا ، و السّلام . ( الخطبة 256 ، 456 ) و اعلم أنّ
البصرة مهبط إبليس ، و مغرس الفتن . ( الخطبة 257 ، 456
) و قال
( ع ) : فاتّق اللّه يا معاوية في نفسك ، و جاذب الشّيطان قيادك
. فإنّ الدّنيا منقطعة عنك ، و الآخرة قريبة منك ، و السّلام . ( الخطبة 271 ، 491 ) و من كتاب له ( ع ) الى زياد بن أبيه ، و قد بلغه أن معاوية
كتب اليه يريد خديعته باستلحاقه : و قد عرفت أنّ معاوية كتب إليك يستزلّ
لبّك ، و يستفلّ غربك ( أي يثلم حدتك و نشاطك ) ،
فاحذره . فإنّما هو الشّيطان يأتي المرء من بين يديه و من خلفه ، و عن يمينه و
عن شماله ، ليقتحم غفلته ، و يستلب غرّته . ( الخطبة
283 ، 501 ) و قال ( ع ) لمعاوية : فاحذر يوما ، يغتبط فيه من أحمد عاقبة عمله ، و يندم من
أمكن الشّيطان من قياده ، فلم يجاذبه . ( الخطبة 287 ،
513 ) و إيّاك و الإعجاب بنفسك ، و الثّقة بما يعجبك منها ، و
حبّ الإطراء ، فإنّ ذلك من أوثق فرص الشّيطان في نفسه ، ليمحق ما يكون من إحسان
المحسنين . ( الخطبة 292 ، 5 ، 538 ) و من
كتاب له ( ع ) الى الحارث الهمداني : . . و إيّاك و مقاعد الأسواق ، فإنّها محاضر الشّيطان و معاريض الفتن . . . ( الخطبة 308 ، 557 ) . . . و احذر الغضب فإنّه جند عظيم من جنود إبليس . ( الخطبة 308 ، 558 ) و من كتاب له ( ع ) الى معاوية : و اعلم أنّ الشّيطان
قد ثبّطك عن أن تراجع أحسن أمورك ، و تأذن ( أي تسمع )
لمقال نصيحتك ، و السّلام لأهله . ( الخطبة 312 ، 561 ) . . . و إيّاك و الغضب فإنّه طيرة من الشّيطان ( أي يتفاءل به الشيطان ) . (
الخطبة 315 ، 563 ) و من تردّد في
الرّيب وطئته سنابك الشّياطين ، و من استسلم لهلكة الدّنيا و الآخرة هلك فيهما .
( 31 ح ، 571 ) و قال
(ع) و قد مر بقتلى الخوارج يوم النهروان : بؤسا لكم ، لقد ضرّكم من غرّكم . فقيل له : من غرّهم يا أمير المؤمنين ؟
فقال : الشّيطان المضلّ . و الأنفس الأمّارة بالسّوء ، غرّتهم بالأمانيّ ، و
فسحت لهم بالمعاصي ، و وعدتهم الإظهار ، فاقتحمت بهم النّار . ( 323 ح ، 631 ) |
|
( 355 ) النهي عن الكبر و التكبر و العصبية و التفاخر
|
|
يراجع المبحث ( 20 ) التواضع للّه . فاعتبروا بما كان
من فعل اللّه بإبليس إذ أحبط عمله الطّويل و جهده الجهيد ، و كان قد عبد اللّه
ستّة الاف سنّة ، لا يدرى أمن سنيّ الدّنيا أم من سنيّ الآخرة ، عن كبر ساعة
واحدة . فمن ذا بعد إبليس يسلم على اللّه بمثل معصيته ؟ كلاّ ما كان اللّه
سبحانه ليدخل الجنّة بشرا بأمر أخرج به منها ملكا . إنّ حكمه في أهل السّماء و
أهل الأرض لواحد . و ما بين اللّه و بين أحد من خلقه هوادة في إباحة حمى حرّمه
على العالمين . ( الخطبة 190 ، 1 ، 358 ) فاحذروا عباد
اللّه عدوّ اللّه ، أن يعديكم بدائه ، و أن يستفزّكم بندائه ، و أن يجلب عليكم
بخيله و رجله . فلعمري لقد فوّق لكم سهم الوعيد ، و أغرق إليكم بالنّزع الشّديد
. و أجلب بخيله
عليكم ، و قصد برجله سبيلكم . يقتنصونكم بكلّ مكان ، و يضربون منكم كلّ بنان .
لا تمتنعون بحيلة ، و لا تدفعون بعزيمة . في حومة ذلّ ، و حلقة ضيق . و عرصة موت
، و جولة بلاء . فأطفئوا ما كمن في قلوبكم من نيران العصبيّة و أحقاد الجاهليّة
. فإنّما تلك الحميّة تكون في المسلم ، من خطرات الشّيطان و نخواته ، و نزغاته و
نفثاته . و اعتمدوا وضع التّذلّل على رؤوسكم ، و إلقاء التّعزّز تحت أقدامكم ، و
خلع التّكبّر من أعناقكم . و اتّخذوا التّواضع مسلحة بينكم و بين عدوّكم إبليس و
جنوده . فإنّ له من كلّ أمّة جنودا و أعوانا ، و رجلا و فرسانا . و لا تكونوا
كالمتكبّر على ابن أمّه ( أي قابيل الذي تكبر على هابيل
) من غير ما فضل جعله اللّه فيه ، سوى ما ألحقت العظمة بنفسه من عداوة
الحسد ، و قدحت الحميّة في قلبه من نار الغضب . و نفخ الشّيطان في أنفه من ريح
الكبر ، الّذي أعقبه اللّه به النّدامة ، و ألزمه آثام القاتلين إلى يوم القيامة
. ( الخطبة 190 ، 1 ، 358 ) و يتابع الامام ( ع ) كلامه محذرا من الكبر : ألا و قد
أمعنتم في البغي ، و أفسدتم في الأرض ، مصارحة للّه بالمناصبة ، و مبارزة
للمؤمنين بالمحاربة . فاللّه اللّه في كبر الحميّة و فخر الجاهليّة . فإنّه
ملاقح الشّنآن ، و منافخ الشّيطان ، الّتي خدع بها الأمم الماضية ، و القرون
الخالية . حتّى أعنقوا في حنادس جهالته ، و مهاوي ضلالته . ذللا عن سياقه ، سلسا
في قياده . أمرا تشابهت القلوب فيه ، و تتابعت القرون عليه . و كبرا تضايقت
الصدور به . ( الخطبة 190 ، 1 ، 360 ) ألا فالحذر الحذر
من طاعة ساداتكم و كبرائكم ، الّذين تكبّروا عن حسبهم ، و ترفّعوا فوق نسبهم . و
ألقوا الهجينة على ربّهم ، و جاحدوا اللّه على ما صنع بهم . مكابرة لقضائه ، و
مغالبة لآلآئه . فإنّهم قواعد أساس العصبيّة ، و دعائم أركان الفتنة ، و سيوف
اعتزاء ( أي تفاخر ) الجاهليّة . . . و لا تطيعوا الأدعياء الّذين شربتم بصفوكم كدرهم
، و خلطتم بصحّتكم مرضهم ، و أدخلتم في حقّكم باطلهم . و هم آساس الفسوق ، و
أحلاس العقوق . اتّخذهم إبليس مطايا ضلال ، و جندا بهم يصول على النّاس ، و
تراجمة ينطق على ألسنتهم . استراقا لعقولكم ، و دخولا في عيونكم و نفثا في
أسماعكم . فجعلكم مرمى نبله ، و موطي ء قدمه ، و مأخذ يده . فاللّه اللّه في
عاجل البغي ، و آجل وخامة الظّلم ، و سوء عاقبة الكبر ، فإنّها مصيدة إبليس
العظمى ، و مكيدته الكبرى . الّتي تساور قلوب الرّجال مساورة السّموم القاتلة .
فما تكدي ( أي تعجز ) أبدا ، و لا تشوي أحدا .
لا عالما لعلمه ، و لا مقلا في طمره . و عن ذلك ما حرس اللّه عباده المؤمنين
بالصّلوات و الزّكوات ، و مجاهدة الصّيام في الأيّام المفروضات . . . « تراجع تتمة الكلام في المبحث ( 79 ) : بعض العبادات » . (
الخطبة 190 ، 3 ، 366 ) انظروا إلى ما في
هذه الأفعال ( أي أفعال العبادة ) من قمع نواجم
الفخر ، و قدع طوالع الكبر . و لقد نظرت فما وجدت أحدا من العالمين يتعصّب لشي ء
من الأشياء ، إلاّ عن علّة تحتمل تمويه الجهلاء ، أو حجّة تليط بعقول السّفهاء
غيركم . فإنّكم تتعصّبون لأمر ما يعرف له سبب و لا علّة . أمّا إبليس فتعصّب على
آدم لأصله ، و طعن عليه في خلقته ، فقال : أنا ناريّ و أنت طينيّ . و أمّا الأغنياء من مترفة الأمم ، فتعصّبوا لآثار مواقع
النّعم . فقالوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالاً وَ أَوْلاَداً وَ مَا نَحْنُ
بِمُعَذَّبِينَ . فإن كان لا بدّ من العصبيّة فليكن تعصّبكم لمكارم الخصال ، و
محامد الأفعال ، و محاسن الأمور الّتي تفاضلت فيها المجداء و النّجداء ، من
بيوتات العرب و يعاسيب القبائل ، بالأخلاق الرّغيبة ، و الأحلام العظيمة ، و
الأخطار الجليلة ، و الآثار المحمودة . فتعصّبوا لخلال الحمد . . . ( الخطبة 190 ، 3 ، 367 ) أترجو أن يعطيك
اللّه أجر المتواضعين ، و أنت عنده من المتكبّرين ؟ . (
الخطبة 260 ، 458 ) و قال
( ع ) عن المتقين : فحظوا من
الدّنيا بما حظي به المترفون ، و أخذوا منها ما أخذه الجبابرة المتكبّرون . ثمّ
انقلبوا عنها بالزّاد المبلّغ ، و المتجر الرّابح . (
الخطبة 266 ، 465 ) و لا وحدة أوحش
من العجب . . . و لا حسب كالتّواضع . ( 113 ح ، 586 ) و عجبت للمتكبّر
الّذي كان بالأمس نطفة ، و يكون غدا جيفة . ( 126 ح ،
589 ) و بالتّواضع تتمّ النّعمة . ( 224
ح ، 606 ) فرض اللّه الإيمان تطهيرا من الشّرك ، و الصّلاة تنزيها عن
الكبر . ( 252 ح ، 611 ) و الحرص و الكبر
و الحسد دواع إلى التّقحّم في الذّنوب . ( 371 ح ، 641
) ضع فخرك ، و احطط
كبرك ، و اذكر قبرك . ( 398 ح ، 647 ) ما
لابن آدم و الفخر : أوّله نطفة ، و
آخره جيفة ، و لا يرزق نفسه ، و لا يدفع حتفه . ( 454 ح
، 657 ) |
|
|
( 356 ) العجب
|
|
يراجع المبحث السابق ( 355 ) النهي عن الكبر و التكبر و العصبية و التفاخر قال الامام علي ( ع ) : و إيّاك و الإعجاب بنفسك ، و الثّقة بما يعجبك منها ، و
حبّ الإطراء ، فإنّ ذلك من أوثق فرص الشّيطان في نفسه ، ليمحق ما يكون من إحسان
المحسنين . ( الخطبة 292 ، 5 ، 538 ) . و لا وحدة أوحش من العجب . . .
و لا حسب كالتّواضع . ( 113 ح ، 586 ) عجب المرء بنفسه أحد حسّاد عقله . ( 212 ح ، 605 ) |
|
( 357 ) الحسد ( و الغبطة )
|
|
قال الامام علي ( ع ) : و لا تحاسدوا ، فإنّ الحسد يأكل الإيمان كما تأكل النّار
الحطب . ( الخطبة 84 ، 152 ) قال
الامام ( ع ) عن الملائكة : و لم يفرّقهم
سوء التّقاطع ، و لا تولاّهم غلّ التّحاسد . ( الخطبة
89 ، 3 ، 170 ) و يتمنّى أنّ
الّذي كان يغبطه بها ( أي الاموال ) و يحسده
عليها ، قد حازها دونه . ( الخطبة 107 ، 211 ) و لا تكونوا
كالمتكبّر على ابن أمّه ( يقصد قابيل الذي تكبر على
أخيه هابيل ) من غير ما فضل جعله اللّه فيه ، سوى ما ألحقت العظمة بنفسه
من عداوة الحسد ، و قدحت الحميّة في قلبه من نار الغضب ، و نفخ الشّيطان في أنفه
من ريح الكبر ، الّذي أعقبه اللّه به النّدامة ، و ألزمه آثام القاتلين إلى يوم
القيامة . ( الخطبة 190 ، 1 ، 360 ) فاتّقوا اللّه ،
و لا تكونوا لنعمه عليكم أضدادا ، و لا لفضله عندكم حسّادا . ( الخطبة 190 ، 2 ، 361 ) حسد الصّديق من سقم المودّة . (
218 ح ، 606 ) العجب لغفلة الحسّاد عن سلامة الأجساد ( أي من العجيب ان الحاسد يحسد الناس على المال و الجاه مثلا
، و لا يحسدهم على سلامة أجسادهم ، مع أنها من أجلّ النعم ) . ( 225 ح ، 607 ) صحّة الجسد ، من
قلّة الحسد . ( 256 ح ، 612 ) الثناء بأكثر من
الإستحقاق ملق ، و التّقصير عن الإستحقاق عيّ أو حسد . (
347 ح ، 635 ) و الحرص و الكبر
و الحسد ، دواع إلى التّقحّم في الذّنوب . ( 371 ح ،
641 ) |
|
الفصل الثالث و الاربعون الهدى و الهوى
|
|
( 352 ) الهدى و الضلال
|
|
قال الامام علي ( ع ) : و قال
( ع ) في صفة من يتصدى للحكم بين الامة و ليس لذلك أهل : إنّ أبغض الخلائق إلى اللّه رجلان : رجل وكله اللّه إلى
نفسه ، فهو جائر عن قصد السّبيل ، مشغوف بكلام بدعة ، و دعاء ضلالة ، فهو فتنة
لمن افتتن به ، ضالّ عن هدي من كان قبله ، مضلّ لمن اقتدى به في حياته و بعد
وفاته ، حمّال خطايا غيره ، رهن بخطيئته . ( الخطبة 17
، 59 ) و من لا يستقيم به الهدى يجرّ به الضّلال إلى الرّدى . ( الخطبة 28 ، 79 ) و إنّما سمّيت
الشّبهة شبهة ، لأنّها تشبه الحقّ : فأمّا أولياء اللّه فضياؤهم فيها اليقين ، و
دليلهم سمت الهدى . و أمّا أعداء اللّه ، فدعاؤهم فيها الضّلال ، و دليلهم العمى
. ( الخطبة 38 ، 97 ) فزهر مصباح الهدى
في قلبه . . . فخرج من صفة العمى و مشاركة أهل
الهوى ، و صار من مفاتيح أبواب الهدى ، و مغاليق أبواب الرّدى . ( الخطبة 85 ، 153 ) لا يعرف باب
الهدى فيتّبعه ، و لا باب العمى فيصدّ عنه ، و ذلك ميّت الأحياء . ( الخطبة 85 ، 155 ) و قال ( ع ) عن الفترة التي بعث بها النبي ( ص
) : قد درست منار الهدى ، و ظهرت أعلام الرّدى . ( الخطبة 87 ، 157 ) و إنّ من أبغض
الرّجال إلى اللّه تعالى لعبدا وكله اللّه إلى نفسه ، جائرا عن قصد السّبيل ،
سائرا بغير دليل ، إن دعي إلى حرث الدّنيا عمل ، و إن دعي إلى حرث الآخرة كسل
كأنّ ما عمل له واجب عليه ، و كأنّ ما ونى فيه ساقط عنه . ( الخطبة 101 ، 197 ) أيّها
النّاس : استصبحوا من شعلة مصباح واعظ متّعظ ، و امتاحوا من صفو
عين قد روّقت من الكدر . ( الخطبة 103 ، 200 ) و اقتدوا بهدي نبيّكم فإنّه أفضل الهدي ، و استنّوا
بسنّته فإنّها أهدى السّنن . ( الخطبة 108 ، 213 )
و قال ( ع ) في صفة الضال : و هو في مهلة من اللّه ، يهوي مع الغافلين و يغدو مع
المذنبين . بلا سبيل قاصد ، و لا إمام قائد . ( الخطبة
151 ، 268 ) فمن هداك لاجترار
الغذاء من ثدي أمّك ؟ ( الخطبة 161 ، 291 ) أيّها النّاس لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلّة أهله .
فإنّ النّاس قد اجتمعوا على مائدة ، شبعها قصير ، و جوعها طويل . ( الخطبة 199 ، 394 ) . . . و امسك عن طريق إذا خفت ضلالته ، فإنّ الكفّ عند
حيرة الضّلال خير من ركوب الأهوال . ( الخطبة 270 ، 475
) و من زاغ ساءت عنده الحسنة ، و حسنت عنده السّيّئة ، و
سكر سكر الضّلالة . ( 31 ح ، 570 ) ما اختلفت دعوتان
إلاّ كانت إحداهما ضلالة . ( 183 ح ، 600 ) |
|
( 353 ) ذم اتباع الهوى و طول الأمل
الشهوات
|
|
قال الامام علي ( ع ) : إنّما بدء وقوع
الفتن أهواء تتّبع ، و أحكام تبتدع ، يخالف فيها كتاب اللّه ، و يتولّى عليها رجال
رجالا ، على غير دين اللّه . ( الخطبة 50 ، 107 ) و لا يغلبنّكم فيها الأمل ، و لا يطولنّ عليكم فيها الأمد
. ( الخطبة 52 ، 109 ) فإنّ أجله مستور عنه ، و أمله خادع له ، و الشّيطان موكّل
به ، يزيّن له المعصية ليركبها ، و يمنّيه التّوبة ليسوّفها . ( الخطبة 62 ، 118 ) رحم اللّه امرءا
سمع حكما فوعى . . . كابر هواه ، و كذّب مناه . ( الخطبة 74 ، 130 ) أرهقتهم المنايا
دون الآمال ، و شذّ بهم عنها تخرّم الآجال . ( الخطبة
81 ، 2 ، 142 ) ماتحا في غرب
هواه ، كادحا سعيا لدنياه ، في لذّات طربه ، و بدوات أربه . ( الخطبة 81 ، 3 ، 146 ) و الشّقيّ من
انخدع لهواه و غروره . و اعلموا أنّ يسير الرّياء شرك ، و مجالسة أهل الهوى
منساة للإيمان ، و محضرة للشيطان . . . و اعلموا
أنّ الأمل يسهي العقل و ينسي الذّكر ، فأكذبوا الأمل فإنّه غرور ، و صاحبه مغرور
. ( الخطبة 84 ، 152 ) قد خلع سرابيل الشّهوات ، و تخلّى من الهموم ، إلاّ همّا
واحدا انفرد به ( يعني الوقوف عند حدود الشريعة )
، فخرج من صفة العمى ، و مشاركة أهل الهوى . ( الخطبة
85 ، 153 ) و قال ( ع ) يبين صفة التقي العادل : قد ألزم العدل ، فكان أوّل عدله نفي الهوى عن نفسه .
( الخطبة 85 ، 154 ) عباد اللّه : لا تركنوا إلى جهالتكم ، و لا تنقادوا
لأهوائكم ، فإنّ النازل بهذا المنزل نازل بشفا جرف هار ، ينقل الرّدى على ظهره
من موضع إلى موضع ، لرأي يحدثه بعد رأي . ( الخطبة 103
، 200 ) و من عبرها أنّ
المرء يشرف على أمله فيقتطعه حضور أجله . فلا أمل يدرك و لا مؤمّل يترك . ( الخطبة 112 ، 221 ) و قال ( ع ) عن الحجة القائم ( ع ) : يعطف الهوى على الهدى ، إذا عطفوا الهدى على الهوى . الخطبة 136 ، 249 ) و إنّما هلك من
كان قبلكم بطول آمالهم و تغيّب آجالهم ، حتّى نزل بهم الموعود الّذي تردّ عنه
المعذرة ، و ترفع عنه التّوبة ، و تحّل معه القارعة و النّقمة . ( الخطبة 145 ، 259 ) . . . فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه
عليه و آله كان يقول « إنّ الجنّة حفّت بالمكاره ، و إنّ النّار حفّت
بالشّهوات » . . . فرحم اللّه رجلا نزع عن شهوته ، و قمع هوى نفسه . فإنّ هذه النّفس
أبعد شي ء منزعا ، و إنّها لا تزال تنزع إلى معصية في هوى . ( الخطبة 174 ، 312 ) . . . و إيّاك و الإتّكال على المنى فإنّها بضائع الموتى ( و في رواية ) بضائع النّوكى ( جمع انوك و هو الاحمق ) . ( الخطبة 270 ،
3 ، 486 ) . . . و الهوى شريك العمى . ( الخطبة 270 ، 4 ، 488 ) من جرى في عنان
أمله عثر بأجله . ( 18 ح ، 567 ) فمن اشتاق إلى
الجنّة سلا عن الشّهوات ، و من أشفق من النّار اجتنب المحرّمات . ( 30 ح ، 569 ) أشرف الغنى ترك
المنى . ( 34 ح ، 571 ) من أطال الأمل أساء العمل . ( 36
ح ، 571 ) المال مادّة الشّهوات
. ( 58 ح ، 575 ) كم من أكلة منعت
أكلات . ( 171 ح ، 599 ) . . . و أشرف الغنى ترك المنى . و كم من عقل أسير تحت
هوى أمير ( أي كم من عقل أسير لهواه ) . 211 ح ، 605 ) و الأمانيّ تعمي
أعين البصائر . ( 275 ح ، 622 ) كلّ معاجل يسأل الإنظار ، و كلّ مؤجّل يتعلّل بالتّسويف ( أي كل انسان يستعجله اجله و لكنه يطلب التأخير ، و كل انسان
قد أجل اللّه عمره ، و هو لا يعمل تعللا بفسحة العمر ) . ( 285 ح ، 624 ) |
|
( 354 ) الشيطان التحذير من الشيطان
|
يراجع المبحث ( 26 ) آدم و ابليس . و قال ( ع ) عن شهادة التوحيد : فإنّها عزيمة الإيمان ، و فاتحة الإحسان ، و مرضاة
الرّحمن ، و مدحرة الشّيطان . ( الخطبة 2 ، 36 )
فالهدى خامل ، و العمى شامل . عصي الرّحمن ، و نصر
الشّيطان . ( الخطبة 2 ، 36 ) أطاعوا الشّيطان
فسلكوا مسالكه ، و وردوا مناهله . بهم سارت أعلامه ، و قام لواؤه . ( الخطبة 2 ، 37 ) اتّخذوا الشّيطان
لأمرهم ملاكا ، و اتّخذهم له أشراكا ، فباض و فرّخ في صدورهم ، و دب و درج في
حجورهم ، فنظر بأعينهم ، و نطق بألسنتهم ، فركب بهم الزّلل ، و زيّن لهم الخطل ،
فعل من قد شركه الشّيطان في سلطانه ، و نطق بالباطل على لسانه . ( الخطبة 7 ، 50 ) ألا و إنّ
الشّيطان قد جمع حزبه ، و استجلب خيله و رجله . و إنّ معي لبصيرتي : ما لبّست
على نفسي ، و لا لبّس عليّ . ( الخطبة 10 ، 51 ) ألا و إنّ
الشّيطان قد ذمر حزبه ، و استجلب جلبه ، ليعود الجور إلى أوطانه ، و يرجع الباطل
إلى نصابه . ( الخطبة 22 ، 66 ) فلو أنّ الباطل
خلص من مزاج الحقّ لم يخف على المرتادين ، و لو أنّ الحقّ خلص من لبس الباطل
انقطعت عنه ألسن المعاندين . و لكن يؤخذ من هذا ضغث و من هذا ضغث ، فيمزجان
فهنالك يستولي الشّيطان على أوليائه ، و ينجو الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَ
اللّهِ الحُسْنَى . ( الخطبة 50 ، 107 ) و الشّيطان موكّل به ، يزيّن له المعصية ليركبها ، و
يمنّيه التّوبة ليسوّفها . ( الخطبة 62 ، 118 ) أوصيكم بتقوى
اللّه ، الّذي أعذر بما أنذر ، و احتجّ بما نهج . و حذّركم عدوّا نفذ في الصّدور
خفيّا ، و نفث في الآذان نجيّا ، فأضلّ و أردى ، و وعد فمنّى ، و زيّن سيّئات
الجرائم ، و هوّن موبقات العظائم ، حتّى إذا استدرج قرينته ( أي النفس الامارة بالسوء ) ، و استغلق رهينته ، أنكر
ما زيّن ، و استعظم ما هوّن ، و حذّر ما أمّن . (
الخطبة 81 ، 2 ، 145 ) و مجالسة أهل
الهوى منساة للإيمان ، و محضرة للشّيطان . ( الخطبة 84
، 152 ) و ما كلّفك الشّيطان علمه ، ممّا ليس في الكتاب عليك فرضه ، و لا في سنّة
النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و أئمة الهدى
أثره ، فكل علمه إلى اللّه سبحانه ، فإنّ ذلك منتهى حقّ اللّه عليك . ( الخطبة 89 ، 1 ، 162 ) إنّ الشّيطان
يسنّي لكم طرقه ( أي يسهلها ) ، و يريد أن يحلّ
دينكم عقدة عقدة ، و يعطيكم بالجماعة الفرقة ، و بالفرقة الفتنة ، فاصدفوا عن
نزغاته و نفثاته . ( الخطبة 119 ، 230 ) و قال
( ع ) عن الخوارج : ثمّ أنتم شرار
النّاس ، و من رمى به الشّيطان مراميه ، و ضرب به تيهه . ( الخطبة 125 ، 237 ) فإنّ الشّاذّ من
النّاس للشّيطان ، كما أنّ الشّاذّ من الغنم للذّئب . (
الخطبة 125 ، 237 ) و قد أصبحتم في
زمن لا يزداد الخير فيه إلاّ إدبارا ، و لا الشّرّ فيه إلاّ إقبالا ، و لا
الشّيطان في هلاك النّاس إلاّ طمعا . فهذا أوان قويت عدّته ، و عمّت مكيدته ، و
أمكنت فريسته . ( الخطبة 127 ، 240 ) و اعلموا أنّ
الشّيطان إنّما يسنّي ( أي يسهل ) لكم طرقه
لتتّبعوا عقبه . ( الخطبة 136 ، 250 ) و دعاهم ربّهم فنفروا و ولّوا ، و دعاهم الشّيطان
فاستجابوا و أقبلوا . ( الخطبة 142 ، 256 ) فبعث اللّه
محمّدا صلّى اللّه عليه و آله بالحقّ ، ليخرج
عباده من عبادة الأوثان إلى عبادته ، و من طاعة الشّيطان إلى طاعته . ( الخطبة 145 ، 258 ) و أحمد اللّه و
أستعينه ، على مداحر الشّيطان و مزاجره ، و الاعتصام من حبائله و مخاتله . ( الخطبة 149 ، 264 ) و اتّقوا مدارج
الشّيطان ، و مهابط العدوان . ( الخطبة 149 ، 266 ) و قال
( ع ) عن الخوارج : إنّ الشّيطان
اليوم قد استفلّهم ( أي دعاهم الى الانهزام عن الجماعة
) ، و هو غدا متبرّي ء منهم ، و متخلّ عنهم . (
الخطبة 179 ، 322 ) و لقد سمعت رنّة الشّيطان
حين نزل الوحي عليه صلّى اللّه عليه و آله فقلت :
يا رسول اللّه ما هذه الرّنّة ؟ فقال : هذا
الشّيطان قد أيس من عبادته . ( الخطبة 190 ، 4 ، 374 ) فمهلا لا تعد لمثلها ، فإنّما نفث الشّيطان على لسانك . ( الخطبة 191 ، 380 ) و قال
( ع ) عن المنافقين : قد هوّنوا
الطّريق ، و أضلعوا المضيق ، فهم لمّة الشّيطان ، و حمة النّيران أُوْلئكَ
حِزْبُ الشَّيْطَانِ . أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ . ( الخطبة 192 ، 382 ) و قال ( ع ) لشريح حين بلغه أنه اشترى دارا : . . و الحدّ الرّابع ينتهي إلى الشّيطان المغوي . ( الخطبة 242 ، 444 ) فلا تجعلنّ
للشّيطان فيك نصيبا ، و لا على نفسك سبيلا ، و السّلام . ( الخطبة 256 ، 456 ) و اعلم أنّ
البصرة مهبط إبليس ، و مغرس الفتن . ( الخطبة 257 ، 456
) و قال
( ع ) : فاتّق اللّه يا معاوية في نفسك ، و جاذب الشّيطان قيادك
. فإنّ الدّنيا منقطعة عنك ، و الآخرة قريبة منك ، و السّلام . ( الخطبة 271 ، 491 ) و من كتاب له ( ع ) الى زياد بن أبيه ، و قد بلغه أن معاوية
كتب اليه يريد خديعته باستلحاقه : و قد عرفت أنّ معاوية كتب إليك يستزلّ
لبّك ، و يستفلّ غربك ( أي يثلم حدتك و نشاطك ) ،
فاحذره . فإنّما هو الشّيطان يأتي المرء من بين يديه و من خلفه ، و عن يمينه و
عن شماله ، ليقتحم غفلته ، و يستلب غرّته . ( الخطبة
283 ، 501 ) و قال ( ع ) لمعاوية : فاحذر يوما ، يغتبط فيه من أحمد عاقبة عمله ، و يندم من
أمكن الشّيطان من قياده ، فلم يجاذبه . ( الخطبة 287 ،
513 ) و إيّاك و الإعجاب بنفسك ، و الثّقة بما يعجبك منها ، و
حبّ الإطراء ، فإنّ ذلك من أوثق فرص الشّيطان في نفسه ، ليمحق ما يكون من إحسان
المحسنين . ( الخطبة 292 ، 5 ، 538 ) و من
كتاب له ( ع ) الى الحارث الهمداني : . . و إيّاك و مقاعد الأسواق ، فإنّها محاضر الشّيطان و معاريض الفتن . . . ( الخطبة 308 ، 557 ) . . . و احذر الغضب فإنّه جند عظيم من جنود إبليس . ( الخطبة 308 ، 558 ) و من كتاب له ( ع ) الى معاوية : و اعلم أنّ الشّيطان
قد ثبّطك عن أن تراجع أحسن أمورك ، و تأذن ( أي تسمع )
لمقال نصيحتك ، و السّلام لأهله . ( الخطبة 312 ، 561 ) . . . و إيّاك و الغضب فإنّه طيرة من الشّيطان ( أي يتفاءل به الشيطان ) . (
الخطبة 315 ، 563 ) و من تردّد في
الرّيب وطئته سنابك الشّياطين ، و من استسلم لهلكة الدّنيا و الآخرة هلك فيهما .
( 31 ح ، 571 ) و قال
(ع) و قد مر بقتلى الخوارج يوم النهروان : بؤسا لكم ، لقد ضرّكم من غرّكم . فقيل له : من غرّهم يا أمير المؤمنين ؟
فقال : الشّيطان المضلّ . و الأنفس الأمّارة بالسّوء ، غرّتهم بالأمانيّ ، و
فسحت لهم بالمعاصي ، و وعدتهم الإظهار ، فاقتحمت بهم النّار . ( 323 ح ، 631 ) |
|
( 355 ) النهي عن الكبر و التكبر و العصبية و التفاخر
|
|
يراجع المبحث ( 20 ) التواضع للّه . فاعتبروا بما كان
من فعل اللّه بإبليس إذ أحبط عمله الطّويل و جهده الجهيد ، و كان قد عبد اللّه
ستّة الاف سنّة ، لا يدرى أمن سنيّ الدّنيا أم من سنيّ الآخرة ، عن كبر ساعة
واحدة . فمن ذا بعد إبليس يسلم على اللّه بمثل معصيته ؟ كلاّ ما كان اللّه
سبحانه ليدخل الجنّة بشرا بأمر أخرج به منها ملكا . إنّ حكمه في أهل السّماء و
أهل الأرض لواحد . و ما بين اللّه و بين أحد من خلقه هوادة في إباحة حمى حرّمه
على العالمين . ( الخطبة 190 ، 1 ، 358 ) فاحذروا عباد
اللّه عدوّ اللّه ، أن يعديكم بدائه ، و أن يستفزّكم بندائه ، و أن يجلب عليكم
بخيله و رجله . فلعمري لقد فوّق لكم سهم الوعيد ، و أغرق إليكم بالنّزع الشّديد
. و أجلب بخيله
عليكم ، و قصد برجله سبيلكم . يقتنصونكم بكلّ مكان ، و يضربون منكم كلّ بنان .
لا تمتنعون بحيلة ، و لا تدفعون بعزيمة . في حومة ذلّ ، و حلقة ضيق . و عرصة موت
، و جولة بلاء . فأطفئوا ما كمن في قلوبكم من نيران العصبيّة و أحقاد الجاهليّة
. فإنّما تلك الحميّة تكون في المسلم ، من خطرات الشّيطان و نخواته ، و نزغاته و
نفثاته . و اعتمدوا وضع التّذلّل على رؤوسكم ، و إلقاء التّعزّز تحت أقدامكم ، و
خلع التّكبّر من أعناقكم . و اتّخذوا التّواضع مسلحة بينكم و بين عدوّكم إبليس و
جنوده . فإنّ له من كلّ أمّة جنودا و أعوانا ، و رجلا و فرسانا . و لا تكونوا
كالمتكبّر على ابن أمّه ( أي قابيل الذي تكبر على هابيل
) من غير ما فضل جعله اللّه فيه ، سوى ما ألحقت العظمة بنفسه من عداوة
الحسد ، و قدحت الحميّة في قلبه من نار الغضب . و نفخ الشّيطان في أنفه من ريح
الكبر ، الّذي أعقبه اللّه به النّدامة ، و ألزمه آثام القاتلين إلى يوم القيامة
. ( الخطبة 190 ، 1 ، 358 ) و يتابع الامام ( ع ) كلامه محذرا من الكبر : ألا و قد
أمعنتم في البغي ، و أفسدتم في الأرض ، مصارحة للّه بالمناصبة ، و مبارزة
للمؤمنين بالمحاربة . فاللّه اللّه في كبر الحميّة و فخر الجاهليّة . فإنّه
ملاقح الشّنآن ، و منافخ الشّيطان ، الّتي خدع بها الأمم الماضية ، و القرون
الخالية . حتّى أعنقوا في حنادس جهالته ، و مهاوي ضلالته . ذللا عن سياقه ، سلسا
في قياده . أمرا تشابهت القلوب فيه ، و تتابعت القرون عليه . و كبرا تضايقت
الصدور به . ( الخطبة 190 ، 1 ، 360 ) ألا فالحذر الحذر
من طاعة ساداتكم و كبرائكم ، الّذين تكبّروا عن حسبهم ، و ترفّعوا فوق نسبهم . و
ألقوا الهجينة على ربّهم ، و جاحدوا اللّه على ما صنع بهم . مكابرة لقضائه ، و
مغالبة لآلآئه . فإنّهم قواعد أساس العصبيّة ، و دعائم أركان الفتنة ، و سيوف
اعتزاء ( أي تفاخر ) الجاهليّة . . . و لا تطيعوا الأدعياء الّذين شربتم بصفوكم كدرهم
، و خلطتم بصحّتكم مرضهم ، و أدخلتم في حقّكم باطلهم . و هم آساس الفسوق ، و
أحلاس العقوق . اتّخذهم إبليس مطايا ضلال ، و جندا بهم يصول على النّاس ، و
تراجمة ينطق على ألسنتهم . استراقا لعقولكم ، و دخولا في عيونكم و نفثا في
أسماعكم . فجعلكم مرمى نبله ، و موطي ء قدمه ، و مأخذ يده . فاللّه اللّه في
عاجل البغي ، و آجل وخامة الظّلم ، و سوء عاقبة الكبر ، فإنّها مصيدة إبليس
العظمى ، و مكيدته الكبرى . الّتي تساور قلوب الرّجال مساورة السّموم القاتلة .
فما تكدي ( أي تعجز ) أبدا ، و لا تشوي أحدا .
لا عالما لعلمه ، و لا مقلا في طمره . و عن ذلك ما حرس اللّه عباده المؤمنين
بالصّلوات و الزّكوات ، و مجاهدة الصّيام في الأيّام المفروضات . . . « تراجع تتمة الكلام في المبحث ( 79 ) : بعض العبادات » . (
الخطبة 190 ، 3 ، 366 ) انظروا إلى ما في
هذه الأفعال ( أي أفعال العبادة ) من قمع نواجم
الفخر ، و قدع طوالع الكبر . و لقد نظرت فما وجدت أحدا من العالمين يتعصّب لشي ء
من الأشياء ، إلاّ عن علّة تحتمل تمويه الجهلاء ، أو حجّة تليط بعقول السّفهاء
غيركم . فإنّكم تتعصّبون لأمر ما يعرف له سبب و لا علّة . أمّا إبليس فتعصّب على
آدم لأصله ، و طعن عليه في خلقته ، فقال : أنا ناريّ و أنت طينيّ . و أمّا الأغنياء من مترفة الأمم ، فتعصّبوا لآثار مواقع
النّعم . فقالوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالاً وَ أَوْلاَداً وَ مَا نَحْنُ
بِمُعَذَّبِينَ . فإن كان لا بدّ من العصبيّة فليكن تعصّبكم لمكارم الخصال ، و
محامد الأفعال ، و محاسن الأمور الّتي تفاضلت فيها المجداء و النّجداء ، من
بيوتات العرب و يعاسيب القبائل ، بالأخلاق الرّغيبة ، و الأحلام العظيمة ، و
الأخطار الجليلة ، و الآثار المحمودة . فتعصّبوا لخلال الحمد . . . ( الخطبة 190 ، 3 ، 367 ) أترجو أن يعطيك
اللّه أجر المتواضعين ، و أنت عنده من المتكبّرين ؟ . (
الخطبة 260 ، 458 ) و قال
( ع ) عن المتقين : فحظوا من
الدّنيا بما حظي به المترفون ، و أخذوا منها ما أخذه الجبابرة المتكبّرون . ثمّ
انقلبوا عنها بالزّاد المبلّغ ، و المتجر الرّابح . (
الخطبة 266 ، 465 ) و لا وحدة أوحش
من العجب . . . و لا حسب كالتّواضع . ( 113 ح ، 586 ) و عجبت للمتكبّر
الّذي كان بالأمس نطفة ، و يكون غدا جيفة . ( 126 ح ،
589 ) و بالتّواضع تتمّ النّعمة . ( 224
ح ، 606 ) فرض اللّه الإيمان تطهيرا من الشّرك ، و الصّلاة تنزيها عن
الكبر . ( 252 ح ، 611 ) و الحرص و الكبر
و الحسد دواع إلى التّقحّم في الذّنوب . ( 371 ح ، 641
) ضع فخرك ، و احطط
كبرك ، و اذكر قبرك . ( 398 ح ، 647 ) ما
لابن آدم و الفخر : أوّله نطفة ، و
آخره جيفة ، و لا يرزق نفسه ، و لا يدفع حتفه . ( 454 ح
، 657 ) |
|
|
( 356 ) العجب
|
|
يراجع المبحث السابق ( 355 ) النهي عن الكبر و التكبر و العصبية و التفاخر قال الامام علي ( ع ) : و إيّاك و الإعجاب بنفسك ، و الثّقة بما يعجبك منها ، و
حبّ الإطراء ، فإنّ ذلك من أوثق فرص الشّيطان في نفسه ، ليمحق ما يكون من إحسان
المحسنين . ( الخطبة 292 ، 5 ، 538 ) . و لا وحدة أوحش من العجب . . .
و لا حسب كالتّواضع . ( 113 ح ، 586 ) عجب المرء بنفسه أحد حسّاد عقله . ( 212 ح ، 605 ) |
|
( 357 ) الحسد ( و الغبطة )
|
|
قال الامام علي ( ع ) : و لا تحاسدوا ، فإنّ الحسد يأكل الإيمان كما تأكل النّار
الحطب . ( الخطبة 84 ، 152 ) قال
الامام ( ع ) عن الملائكة : و لم يفرّقهم
سوء التّقاطع ، و لا تولاّهم غلّ التّحاسد . ( الخطبة
89 ، 3 ، 170 ) و يتمنّى أنّ
الّذي كان يغبطه بها ( أي الاموال ) و يحسده
عليها ، قد حازها دونه . ( الخطبة 107 ، 211 ) و لا تكونوا
كالمتكبّر على ابن أمّه ( يقصد قابيل الذي تكبر على
أخيه هابيل ) من غير ما فضل جعله اللّه فيه ، سوى ما ألحقت العظمة بنفسه
من عداوة الحسد ، و قدحت الحميّة في قلبه من نار الغضب ، و نفخ الشّيطان في أنفه
من ريح الكبر ، الّذي أعقبه اللّه به النّدامة ، و ألزمه آثام القاتلين إلى يوم
القيامة . ( الخطبة 190 ، 1 ، 360 ) فاتّقوا اللّه ،
و لا تكونوا لنعمه عليكم أضدادا ، و لا لفضله عندكم حسّادا . ( الخطبة 190 ، 2 ، 361 ) حسد الصّديق من سقم المودّة . (
218 ح ، 606 ) العجب لغفلة الحسّاد عن سلامة الأجساد ( أي من العجيب ان الحاسد يحسد الناس على المال و الجاه مثلا
، و لا يحسدهم على سلامة أجسادهم ، مع أنها من أجلّ النعم ) . ( 225 ح ، 607 ) صحّة الجسد ، من
قلّة الحسد . ( 256 ح ، 612 ) الثناء بأكثر من
الإستحقاق ملق ، و التّقصير عن الإستحقاق عيّ أو حسد . (
347 ح ، 635 ) و الحرص و الكبر
و الحسد ، دواع إلى التّقحّم في الذّنوب . ( 371 ح ،
641 ) |