- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
الفصل التاسع المعاد و الحساب
|
|
( 67 ) المعاد
|
|
مدخل :
|
|
انّ التصور الاسلامي العام للكون ( النظرة الكونية ) يجعله ينظر الى المعاد كجزء لا يتجزأ من حياة
الانسان ، لا بل هو مرحلة هامة من حياة الانسان ، لأنه مرحلة الجزاء على
الامتحان الدنيوي . |
|
النصوص :
|
|
قال الإمام علي ( ع ) : و من الفساد
إضاعة الزّاد و مفسدة المعاد . ( الخطبة 270 ، 3 ، 486
) طوبى لمن ذكر
المعاد ، و عمل للحساب ، و قنع بالكفاف ، و رضي عن اللّه . ( 44 ح ، 574 ) بئس الزّاد إلى
المعاد ، العدوان على العباد . ( 221 ح ، 606 )
|
|
( 68 ) البعث و النشور قيام
الساعة و أهوال يوم القيامة
|
|
قال الإمام علي ( ع ) : فإنّ الغاية
أمامكم ، و إنّ وراءكم السّاعة تحدوكم . تخفّفوا تلحقوا . فإنّما ينتظر بأوّلكم
آخركم . ( الخطبة 21 ، 65 ) حتّى إذا تصرّمت
الأمور ، و تقضّت الدّهور ، و أزف النّشور ، أخرجهم من ضرائح القبور ، و أوكار
الطّيور ، و أوجرة السّباع ، و مطارح المهالك . سراعا إلى أمره ، مهطعين ( أي مسرعين ) إلى معاده . رعيلا صموتا ( شبههم في تلاحق بعضهم ببعض برعيل الخيل ) قياما
صفوفا . ينفذهم البصر ، و يسمعهم الدّاعي . عليهم لبوس الإستكانة ، و ضرع
الإستسلام و الذّلّة . قد ضلّت الحيل ، و انقطع الأمل . و هوت الأفئدة كاظمة ، و
خشعت الأصوات مهينمة . و الجم العرق ( أي كثر العرق حتى
امتلأت به الأفواه لغزارته فهو كاللجام يمنعها من النطق ) و عظم الشّفق ( أي الخوف ) . و أرعدت الأسماع لزبرة الدّاعي ( أي صوته و صيحته ) إلى فصل الخطاب ، و مقايضة الجزاء
، و نكال العقاب ، و نوال الثّواب . فاتّقوا اللّه
عباد اللّه ، جهة ما خلقكم له ، و احذروا منه كنه ما حذّركم من نفسه ، و
استحقّوا منه ما أعدّ لكم ، بالتّنجّز لصدق ميعاده ، و الحذر من هول معاده . ( الخطبة 81 ، 1 141 ) و اعلموا أنّ
مجازكم على الصّراط ، و مزالق دحضه ( الدحض انزلاق
الرجل فجأة ) ، و أهاويل زلله ، و تارات
أهواله . ( الخطبة 81 ، 2 ، 144 ) و دهمتكم مفظعات
الأمور ، و السّياقة إلى الورد المورود . كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائقٌ وَ شَهِيدٌ
: سائق يسوقها إلى محشرها ، و شاهد يشهد عليها بعملها . ( الخطبة 83 ، 150 ) و ذلك يوم يجمع اللّه فيه الأوّلين و الآخرين ، لنقاش
الحساب و جزاء الأعمال . خضوعا قياما . قد ألجمهم العرق ، و رجفت بهم الأرض .
فأحسنهم حالا من وجد لقدميه موضعا ، و لنفسه متّسعا . (
الخطبة 100 ، 195 ) حتّى إذا بلغ الكتاب أجله ، و الأمر مقاديره . و ألحق آخر
الخلق بأوّله ، و جاء من أمر اللّه ما يريده من تجديد خلقه ، أماد السّماء و
فطرها و أرج الأرض و أرجفها ، و قلع جبالها و نسفها . و دكّ بعضها بعضا من هيبة
جلالته و مخوف سطوته . و أخرج من فيها ، فجدّدهم بعد إخلاقهم ، و جمعهم بعد
تفرّقهم . ثمّ ميّزهم لما يريد من مسألتهم عن خفايا الأعمال و خبايا الأفعال . و
جعلهم فريقين : انعم على هؤلاء ، و انتقم من هؤلاء . (
الخطبة 107 ، 211 ) اعملوا ليوم تذخر
له الذّخائر ، و تبلى فيه السّرائر . ( الخطبة 118 ،
228 ) و بالقيامة تزلف
الجنّة ( أي تقرّب ) و تبرّز الجحيم للغاوين . و
إنّ الخلق لا مقصر لهم عن القيامة ، مرقلين ( أي مسرعين
) في مضمارها إلى الغاية القصوى . ( الخطبة 154
، 274 ) قد شخصوا من
مستقرّ الأجداث ، و صاروا إلى مصائر الغايات . لكلّ دار أهلها ، لا يستبدلون بها
و لا ينقلون عنها . ( الخطبة 154 ، 274 ) فكأنّكم بالسّاعة
تحدوكم حدو الزّاجر بشوله ( الشول : جمع شائلة و هي من
الإبل ) . ( الخطبة 155 ، 276 ) عباد اللّه ، احذروا يوما تفحص فيه الأعمال ، و يكثر فيه
الزّلزال ، و تشيب فيه الأطفال . ( الخطبة 155 ، 277 ) فتأسّى متأسّ
بنبيّه ، و اقتصّ أثره ، و ولج مولجه ، و إلاّ فلا يأمن الهلكة . فإنّ اللّه جعل
محمّدا صلّى اللّه عليه و آله علما للسّاعة ، و
مبشّرا بالجنّة ، و منذرا بالعقوبة . ( الخطبة 158 ،
285 ) و إنّ السّاعة
تحدوكم من خلفكم . تخفّفوا تلحقوا ، فإنّما ينتظر بأوّلكم آخركم . ( الخطبة 165 ، 302 ) فإنّ الغاية
القيامة . و كفى بذلك واعظا لمن عقل ، و معتبرا لمن جهل . ( الخطبة 188 ، 351 ) فاللّه اللّه
عباد اللّه فإنّ الدّنيا ماضية بكم على سنن ، و أنتم و السّاعة في قرن ( كناية عن قرب القيامة ) . و كأنّها قد جأت بأشراطها
، و أزفت بأفراطها ، و وقفت بكم على صراطها . و كأنّها قد أشرفت بزلازلها ، و
أناخت بكلاكلها ، و انصرمت الدّنيا بأهلها ، و أخرجتهم من حضنها ، فكانت كيوم
مضى أو شهر انقضى . و صار جديدها رثّا ، و سمينها غثّا . في موقف ضنك المقام ، و
أمور مشتبهة عظام . و نار شديد كلبها . . ( الخطبة 188
، 351 ) . . . في يوم تشخص فيه الأبصار ، و تظلم له الأقطار ، و تعطّل
فيه صروم العشار ( و هي الناقة التي مضى على حملها عشرة
اشهر و اشرفت على الوضع ) . و ينفخ في الصّور ، فتزهق كلّ مهجة . و تبكم
كلّ لهجة ، و تذلّ الشّمّ الشّوامخ ، و الصّمّ الرّواسخ . فيصير صلدها سرابا
رقرقا ( اي مضطربا ) ، و معهدها ( اي المكان الذي كان يعهد وجودها فيه ) قاعا
سملقا ( اي مستويا ) ( أي ) ان تلك الجبال تنسف و يصير مكانها قاعا مستويا ) .
فلا شفيع يشفع ، و لا حميم ينفع ، و لا معذرة تدفع . (
الخطبة 193 ، 384 ) فكأنّما اطّلعوا
غيوب أهل البرزخ في طول الإقامة فيه ، و حقّقت القيامة عليهم عداتها . ( الخطبة 220 ، 421 ) إذا رجفت
الرّاجفة ، و حقّت بجلائلها القيامة ، و لحق بكلّ منسك أهله ، و بكلّ معبود
عبدته ، و بكلّ مطاع أهل طاعته . فلم يجز في عدله و قسطه يومئذ خرق بصر في
الهواء ، و لا همس قدم في الأرض ، إلاّ بحقّه . فكم حجّة يوم ذاك داحضة ، و
علائق عذر منقطعة . ( الخطبة 221 ، 424 ) و إنّما هي نفسي أروضها بالتّقوى ، لتأتي آمنة يوم الخوف
الأكبر ، و تثبت على جوانب المزلق ( أي الصراط )
. ( الخطبة 284 ، 506 )
|
|
( 69 ) الحساب و الجزاء
|
|
يراجع المبحث « 41 » الثواب و العقاب قال
الإمام علي ( ع ) : ألا و إنّ
الدّنيا دار . . ابتلي النّاس بها فتنة ، فما
أخذوه منها لها ( كالمال المجموع للذات ) ،
أخرجوا منه و حوسبوا عليه ، و ما أخذوه منها لغيرها (
كالمال المنفق في سبيل الخيرات ) ، قدموا عليه و اقاموا فيه ( اي أخذوا ثوابه في الآخرة نعيما مقيما ) ( الخطبة 61 ، 116 ) و ارعدت الأسماع
لزبرة الدّاعي ( اي صيحته ) إلى فصل الخطاب ، و
مقايضة الجزاء ، و نكال العقاب ، و نوال الثّواب . (
الخطبة 81 ، 1 ، 139 ) عباد اللّه ، زنوا أنفسكم من قبل أن توزنوا ، و حاسبوها
من قبل أن تحاسبوا . ( الخطبة 88 ، 160 ) و ذلك يوم يجمع
اللّه فيه الأوّلين و الآخرين لنقاش الحساب و جزاء الأعمال . خضوعا قياما ، قد
ألجمهم العرق ، و رجفت بهم الأرض . . . ( الخطبة 100 ، 195 ) إنّه ليس شي ء
بشرّ من الشّرّ إلاّ عقابه ، و ليس شي ء بخير من الخير إلاّ ثوابه . و كلّ شي ء
من الدّنيا سماعه أعظم من عيانه ، و كلّ شي ء من الآخرة عيانه أعظم من سماعه .
فليكفكم من العيان السّماع ، و من الغيب الخبر . (
الخطبة 112 ، 221 ) و أيم اللّه لئن
فررتم من سيف العاجلة ، لا تسلموا من سيف الآخرة . (
الخطبة 122 ، 233 ) و قال
( ع ) عن القرآن : و اعلموا
أنّه شافع مشفّع ، و قائل مصدّق . و أنّه من شفع له القرآن يوم القيامة شفّع فيه
، و من محل به القرآن يوم القيامة صدّق عليه . فإنّه ينادي مناد يوم القيامة : « ألا إنّ كلّ حارث مبتلى في حرثه و عاقبة عمله ، غير حرثة
القرآن » . فكونوا من حرثته و أتباعه . ( الخطبة
174 ، 313 ) فلم يجز ( و في رواية يجر ) في عدله و قسطه يومئذ خرق بصر في
الهواء ، و لا همس قدم في الأرض ، إلاّ بحقّه . فكم حجّة يوم ذاك داحضة ، و
علائق عذر منقطعة . ( الخطبة 221 ، 425 ) فكيف بكم لو
تناهت بكم الأمور ، و بعثرت القبور هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا
أَسْلَفَتْ ، وَ رُدُّوا إلى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ ، وَ ضَلَّ عَنْهُمْ
مَا كَانُوا يَفْترُون . ( الخطبة 224 ، 429 ) فإنّ اللّه تعالى
يسائلكم معشر عباده عن الصّغيرة من أعمالكم و الكبيرة ، و الظّاهرة و المستورة .
فإن يعذّب فأنتم أظلم ، و إن يعف فهو أكرم . ( الخطبة
266 ، 465 ) . . . و أنّ الدّنيا لم تكن لتستقرّ إلاّ على ما جعلها اللّه
عليه من النّعماء و الابتلاء ، و الجزاء في المعاد ، أو ما شاء ممّا لا تعلم . ( 270 ، 2 ، 478 ) و اعلم أنّ أمامك طريقا ذا مسافة بعيدة و مشقّة شديدة . و
أنّه لا غنى بك فيه عن حسن الارتياد ، و قدر بلاغك من الزّاد مع خفّة الظّهر .
فلا تحملنّ على ظهرك فوق طاقتك ، فيكون ثقل ذلك وبالا عليك . و إذا وجدت من أهل
الفاقة من يحمل لك زادك إلى يوم القيامة ، فيوافيك به غدا حيث تحتاج إليه
فاغتنمه و حمّله إيّاه ، و أكثر من تزويده و أنت قادر عليه ، فلعلّك تطلبه فلا
تجده . و اغتنم من استقرضك في حال غناك ليجعل قضاءه لك في يوم عسرتك . و اعلم أنّ أمامك عقبة كؤودا ، المخفّ فيها أحسن حالا من
المثقل ، و المبطي ء عليها أقبح حالا من المسرع . و أنّ مهبطك بها لامحالة إمّا
على جنّة أو على نار . فارتد لنفسك قبل نزولك ، و وطّي ء المنزل قبل حلولك ،
فليس بعد الموت مستعتب ، و لا إلى الدّنيا منصرف . (
الخطبة 270 ، 2 ، 481 ) و من كتاب له ( ع ) الى بعض عماله : فسبحان اللّه ،
أما تؤمن بالمعاد ؟ أو ما تخاف نقاش الحساب . ( الخطبة
280 ، 499 ) فضحّ رويدا ، فكأنّك قد بلغت المدى ، و دفنت تحت الثّرى ،
و عرضت عليك أعمالك بالمحلّ الّذي ينادي الظّالم فيه بالحسرة ، و يتمنّى المضيّع
فيه الرّجعة وَ لاَتَ حِينَ مَنَاصٍ . ( الخطبة 280 ،
499 ) و اللّه سبحانه
مبتدي ء بالحكم بين العباد ، فيما تسافكوا من الدّماء يوم القيامة . ( الخطبة 292 ، 5 ، 538 ) و إنّ اللّه
سبحانه يدخل بصدق النّيّة و السّريرة الصّالحة من يشاء من عباده الجنّة . ( 42 ح ، 573 ) |
|
( 70 ) الجنة و النار و صفة
أهلهما
|
|
قال الإمام علي ( ع ) : عن الملائكة : و منهم الحفظة لعباده ، و السّدنة لأبواب جنانه . ( الخطبة 1 ، 28 ) قال ( ع ) في صفة خلق آدم ( ع ) : ثمّ بسط اللّه
سبحانه له في توبته و لقّاه كلمة رحمته ، و وعده المردّ إلى جنّته . ( الخطبة 1 ، 31 ) ألا و إنّ الخطايا خيل شمس ، حمل عليها أهلها ، و خلعت
لجمها ، فتقحّمت بهم في النّار . ألا و إنّ التّقوى مطايا ذلل ، حمل عليها أهلها
، و أعطوا أزمّتها ، فأوردتهم الجنّة . ( الخطبة 16 ،
56 ) شغل من الجنّة و
النّار أمامه . ساع سريع نجا ، و طالب بطي ء رجا ، و مقصّر في النّار هوى . ( الخطبة 16 ، 57 ) و قال ( ع ) يذكر فضل الجهاد : أمّا بعد فإنّ الجهاد باب من أبواب الجنّة ، فتحه اللّه
لخاصّة أوليائه . ( الخطبة 27 ، 75 ) ألا و إنّ اليوم
المضمار ، و غدا السباق ، و السّبقة الجنّة ، و الغاية النّار . ( الخطبة 28 ، 79 ) ألا و إنّي لم أر
كالجنّة نام طالبها ، و لا كالنّار نام هاربها . (
الخطبة 28 ، 79 ) و ما بين أحدكم و
بين الجنّة أو النّار ، إلاّ الموت أن ينزل به . (
الخطبة 62 ، 117 ) و استحيوا من الفرّ ، فإنّه عار في الأعقاب ، و نار يوم
الحساب . ( الخطبة 64 ، 121 ) فكفى بالجنّة
ثوابا و نوالا ، و كفى بالنّار عقابا و وبالا . (
الخطبة 81 ، 2 ، 145 ) و أعظم ما هنالك بليّة ، نزول الحميم ، و تصلية الجحيم ،
و فورات السّعير ، و سورات الزّفير . لا فترة مريحة ، و لا دعة مزيحة ، و لا
قوّة حاجزة ، و لا مؤنة ناجزة ، و لا سنة مسلّية . بين أطوار الموتات و عذاب
السّاعات إنّا باللّه عائذون . ( الخطبة 81 ، 3 ، 147 ) و من
خطبة له ( ع ) يصف فيها الجنة : درجات
متفاضلات ، و منازل متفاوتات . لا ينقطع نعيمها ، و لا يظعن مقيمها ، و لا يهرم
خالدها ، و لا ييأس ساكنها . ( الخطبة 83 ، 150 ) من خطبة له ( ع ) في بيان قدرة اللّه : سبحانك خالقا و
معبودا بحسن بلائك عند خلقك ، خلقت دارا ( أي الجنة )
و جعلت فيها مأدبة : مشربا و مطعما ، و أزواجا و خدما و قصورا ، و أنهارا و
زروعا و ثمارا . ثمّ أرسلت داعيا يدعو إليها . . . (
الخطبة 107 ، 209 ) و يتابع الامام خطبته فيصف حال أهل الجنة و أهل النار :
فأمّا أهل الطّاعة فأثابهم بجواره ، و خلّدهم في داره . حيث لا يظعن النّزّال ( اي لا يسافرون ) و لا تتغيّر بهم الحال . و لا
تنوبهم الأفزاع ، و لا تنالهم الأسقام . و لا تعرض لهم الأخطار ، و لا تشخصهم
الأسفار ( أي تزعجهم ) . و أمّا أهل المعصية
فأنزلهم شرّ دار ، و غلّ الأيدي إلى الأعناق ، و قرن النّواصي بالأقدام ، و
ألبسهم سرابيل القطران ، و مقطّعات النّيران . في عذاب قد اشتدّ حرّه ، و باب قد
أطبق على أهله ، في نار لها كلب و لجب ، و لهب ساطع ، و قصيف هائل ( أي صوت شديد ) . لا يظعن مقيمها و لا يفادى أسيرها ،
و لا تفصم كبولها . لا مدّة للدّار فتفنى ، و لا أجل للقوم فيقضى . الخطبة 107 ، 212 ) و دعا إلى الجنّة
مبشّرا ، و خوّف من النّار محذّرا ( الخطبة 107 ، 212 ) من استقام فإلى
الجنّة ، و من زلّ فإلى النّار . ( الخطبة 117 ، 228 ) و اتّقوا نارا
حرّها شديد ، و قعرها بعيد ، و حليتها حديد ، و شرابها صديد . ( الخطبة 118 ، 228 ) الجنّة تحت أطراف
العوالي ( أي الرماح ) . ( الخطبة 122 ، 233 ) و قال
( ع ) عن علم اللّه : و من يكون
في النّار حطبا ، أو في الجنان للنّبيّين مرافقا . (
الخطبة 126 ، 239 ) ازدحموا على
الحطام ، و تشاحّوا على الحرام ، و رفع لهم علم الجنّة و النّار ، فصرفوا عن
الجنّة وجوههم ، و أقبلوا إلى النّار بأعمالهم . و دعاهم ربّهم فنفروا و ولّوا ،
و دعاهم الشّيطان فاستجابوا و أقبلوا . ( الخطبة 142 ،
256 ) و إنّما الأئمة
قوّام اللّه على خلقه ، و عرفاؤه على عباده ، و لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفهم و
عرفوه ، و لا يدخل النّار إلاّ من أنكرهم و أنكروه . (
الخطبة 150 ، 267 ) فإن أطعتموني ،
فإنّي حاملكم إن شاء اللّه على سبيل الجنّة ، و إن كان ذا مشقّة شديدة ، و مذاقة
مريرة ( الخطبة 154 ، 273 ) فالجنّة غاية السّابقين ، و النّار غاية المفرّطين . ( الخطبة 155 ، 277 ) و إنّي
سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول : « يؤتى يوم القيامة بالإمام الجائر ، و ليس معه نصير و لا عاذر ، فيلقى في
نار جهنّم ، فيدور فيها كما تدور الرّحى ، ثمّ يرتبط في قعرها » ( الخطبة 162 ، 292 ) و قال
( ع ) في صفة الجنة : فلو رميت
ببصر قلبك نحو ما يوصف لك منها لعزفت نفسك عن بدائع ما أخرج إلى الدّنيا من
شهواتها و لذّاتها ، و زخارف مناظرها . و لذهلت ( أي
النفس ) بالفكر في اصطفاق أشجار غيّبت عروقها في كثبان المسك على سواحل
أنهارها ، و في تعليق كبائس ( جمع كباسة و هي عنقود
التمر في النخلة ) أللّؤلؤ الرّطب في عساليجها (
اي غصونها ) و أفنانها . و طلوع تلك الثّمار مختلفة في غلف أكمامها ( جمع كم و هو وعاء الطلع ) تجنى من غير تكلّف فتأتي
على منية مجتنيها . و يطاف على نزّالها في أفنية قصورها بالأغسال المصفّقة ( أي المصفاة ) و الخمور المروّقة . قوم لم تزل
الكرامة تتمادى بهم حتّى حلوّ دار القرار ، و أمنوا نقلة الأسفار . فلو شغلت
قلبك أيّها المستمع بالوصول إلى ما يهجم عليك من تلك المناظر المونقة ( أي المعجبة ) لزهقت نفسك شوقا إليها ، و لتحمّلت من
مجلسي هذا إلى مجاورة أهل القبور استعجالا بها . الفرائض الفرائض
، أدّوها إلى اللّه تؤدّكم إلى الجنّة ( الخطبة 165 ،
301 ) العار وراءكم ، و
الجنّة أمامكم . ( الخطبة 169 ، 306 ) فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه
و آله كان يقول « إنّ الجنّة حفّت بالمكاره ، و إنّ النّار حفّت
بالشّهوات » . ( الخطبة 174 ، 312 ) . . . في دار اصطنعها لنفسه . ظلّها عرشه ، و نورها بهجته . و
زوّارها ملائكته ، و رفقاؤها رسله . ( الخطبة 181 ، 331
) أفرأيتم جزع أحدكم من الشّوكة تصيبه ، و العثرة تدميه ، و
الرّمضاء تحرقه ؟ فكيف إذا كان بين طابقين من نار ، ضجيع حجر ، و قرين شيطان .
أعلمتم أنّ مالكا إذا غضب على النّار حطم بعضها بعضا لغضبه ، و إذا زجرها توثّبت
بين أبوابها جزعا من زجرته . ( الخطبة 181 ، 332 ) في موقف ظنك المقام ، و أمور مشتبهة عظام . و نار شديد
كلبها ، عال لجبها ، ساطع لهبها ، متغيّظ زفيرها ، متأجّج سعيرها ، بعيد خمودها
، ذاك وقودها ، مخوف وعيدها ، عم قرارها ، مظلمة أقطارها ، حامية قدورها ، فظيعة
أمورها . وَ سِيقَ الَّذِين اتَّقُوا رَبَّهُمْ إلى الْجَنَّةِ زُمَراً قد أمن
العذاب ، و انقطع العتاب ، و زحزحوا عن النّار . و اطمأنّت بهم الدّار ، و رضوا
المثوى و القرار . الّذين كانت أعمالهم في الدّنيا زاكية ، و أعينهم باكية . فإنّ التّقوى في
اليوم الحرز و الجنّة ، و في غد الطّريق إلى الجنّة . (
الخطبة 189 ، 354 ) و قال ( ع ) عن الحج : و تمحيصا بليغا جعله اللّه سببا
لرحمته ، و وصلة إلى جنّته . ( الخطبة 190 ، 2 ، 365 ) و قال
( ع ) يصف المتقين : عظم
الخالق في أنفسهم ، فصغر ما دونه في أعينهم . فهم و الجنّة كمن قد رآها ، فهم
فيها منعّمون . و هم و النّار كمن قد رآها ، فهم فيها معذّبون . ( الخطبة 191 ، 377 ) فإذا مرّوا بآية
فيها تشويق ركنوا إليها طمعا ، و تطلّعت نفوسهم إليها شوقا ، و ظنّوا أنّها نصب
أعينهم . و إذا مرّوا بآية فيها تخويف ، أصغوا إليها مسامع قلوبهم ، و ظنّوا أنّ
زفير جهنّم و شهيقها في أصول آذانهم . ( الخطبة 191 ،
377 ) ألا تسمعون إلى
جواب أهل النّار حين سئلوا : مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ؟ قَالوا : لَمْ نَكُ
مِنَ الْمُصَلَّينَ . الخطبة 197 ، 392 ) و أمّا قولك إنّ
الحرب قد أكلت العرب إلاّ حشاشات أنفس بقيت ، ألا و من أكله الحقّ فالى الجنّة ،
و من أكله الباطل فإلى النّار . ( الخطبة 256 ، 455 ) فمن أقرب إلى
الجنّة من عاملها ، و من أقرب إلى النّار من عاملها . و أنتم طرداء الموت ، إن
أقمتم له أخذكم ، و إن فررتم منه أدرككم ، و هو ألزم لكم من ظلّكم . الموت معقود بنواصيكم ، و الدّنيا تطوى من خلفكم .
فاحذروا نارا قعرها بعيد ، و حرّها شديد ، و عذابها جديد . دار ليس فيها رحمة ،
و لا تسمع فيها دعوة ، و لا تفرّج فيها كربة . ( الخطبة
266 ، 466 ) و منّا سيّدا
شباب أهل الجنّة ، و منكم صبية النّار . و منّا خير نساء العالمين ، و منكم
حمّالة الحطب . ( الخطبة 267 ، 469 ) و اعلم أنّ أمامك
عقبة كؤودا ، المخفّ فيها أحسن حالا من المثقل ، و المبطى ء عليها أقبح حالا من
المسرع ، و أنّ مهبطك بها لا محالة ، إمّا على جنّة أو على نار . فارتد لنفسك
قبل نزولك ، و وطّي ء المنزل قبل حلولك ، فليس بعد الموت مستعتب ، و لا إلى
الدّنيا منصرف . ( الخطبة 270 ، 2 ، 481 ) و لأضربنّك بسيفي
الّذي ما ضربت به أحدا إلاّ دخل النّار . ( الخطبة 280
، 499 ) و اعلم أنّ ما قرّبك
من اللّه يباعدك من النّار ، و ما باعدك من اللّه يقرّبك من النّار . ( الخطبة 315 ، 563 ) فمن اشتاق إلى
الجنّة سلا عن الشّهوات ، و من أشفق من النّار اجتنب المحرّمات . ( 30 ح ، 569 ) و إنّ اللّه
سبحانه يدخل بصدق النّيّة و السّريرة الصّالحة من يشاء من عباده الجنّة . ( الخطبة 42 ح ، 573 ) و قال ( ع ) عن الدنيا : اكتسبوا فيها الرّحمة ، و
ربحوا فيها الجنّة . ( 131 ح ، 591 ) و من قرأ القرآن فمات فدخل النّار ، فهو ممّن كان يتّخذ
آيات اللّه هزوا . ( 228 ح ، 607 ) و من كثر كلامه
كثر خطؤه ، و من كثر خطؤه قلّ حياؤه ، و من قلّ حياؤه قلّ ورعه ، و من قلّ ورعه
مات قلبه ، و من مات قلبه دخل النّار . ( 349 ح ، 636 ) إنّ اللّه سبحانه
وضع الثّواب على طاعته ، و العقاب على معصيته ، ذيادة لعباده عن نقمته ، و حياشة
لهم إلى جنّته . ( 368 ح ، 640 ) ما خير بخير بعده النّار ، و ما شرّ بشرّ بعده الجنّة . و
كلّ نعيم دون الجنّة فهو محقور ، و كلّ بلاء دون النّار عافية . ( 387 ح ، 645 ) إنّ أعظم الحسرات يوم القيامة ، حسرة رجل كسب مالا في غير
طاعة اللّه ، فورثه رجل فأنفقه في طاعة اللّه سبحانه ، فدخل به الجنّة ، و دخل
الأوّل به النّار . ( 429 ح ، 653 ) و قال ( ع ) عن الدنيا : ألا حرّ يدع هذه اللّماظة ( أي
بقية الطعام في الفم ) لأهلها ؟ إنّه ليس لأنفسكم ثمن إلاّ الجنّة ، فلا
تبيعوها إلاّ بها . ( 456 ح ، 658 ) |
|
الفصل التاسع المعاد و الحساب
|
|
( 67 ) المعاد
|
|
مدخل :
|
|
انّ التصور الاسلامي العام للكون ( النظرة الكونية ) يجعله ينظر الى المعاد كجزء لا يتجزأ من حياة
الانسان ، لا بل هو مرحلة هامة من حياة الانسان ، لأنه مرحلة الجزاء على
الامتحان الدنيوي . |
|
النصوص :
|
|
قال الإمام علي ( ع ) : و من الفساد
إضاعة الزّاد و مفسدة المعاد . ( الخطبة 270 ، 3 ، 486
) طوبى لمن ذكر
المعاد ، و عمل للحساب ، و قنع بالكفاف ، و رضي عن اللّه . ( 44 ح ، 574 ) بئس الزّاد إلى
المعاد ، العدوان على العباد . ( 221 ح ، 606 )
|
|
( 68 ) البعث و النشور قيام
الساعة و أهوال يوم القيامة
|
|
قال الإمام علي ( ع ) : فإنّ الغاية
أمامكم ، و إنّ وراءكم السّاعة تحدوكم . تخفّفوا تلحقوا . فإنّما ينتظر بأوّلكم
آخركم . ( الخطبة 21 ، 65 ) حتّى إذا تصرّمت
الأمور ، و تقضّت الدّهور ، و أزف النّشور ، أخرجهم من ضرائح القبور ، و أوكار
الطّيور ، و أوجرة السّباع ، و مطارح المهالك . سراعا إلى أمره ، مهطعين ( أي مسرعين ) إلى معاده . رعيلا صموتا ( شبههم في تلاحق بعضهم ببعض برعيل الخيل ) قياما
صفوفا . ينفذهم البصر ، و يسمعهم الدّاعي . عليهم لبوس الإستكانة ، و ضرع
الإستسلام و الذّلّة . قد ضلّت الحيل ، و انقطع الأمل . و هوت الأفئدة كاظمة ، و
خشعت الأصوات مهينمة . و الجم العرق ( أي كثر العرق حتى
امتلأت به الأفواه لغزارته فهو كاللجام يمنعها من النطق ) و عظم الشّفق ( أي الخوف ) . و أرعدت الأسماع لزبرة الدّاعي ( أي صوته و صيحته ) إلى فصل الخطاب ، و مقايضة الجزاء
، و نكال العقاب ، و نوال الثّواب . فاتّقوا اللّه
عباد اللّه ، جهة ما خلقكم له ، و احذروا منه كنه ما حذّركم من نفسه ، و
استحقّوا منه ما أعدّ لكم ، بالتّنجّز لصدق ميعاده ، و الحذر من هول معاده . ( الخطبة 81 ، 1 141 ) و اعلموا أنّ
مجازكم على الصّراط ، و مزالق دحضه ( الدحض انزلاق
الرجل فجأة ) ، و أهاويل زلله ، و تارات
أهواله . ( الخطبة 81 ، 2 ، 144 ) و دهمتكم مفظعات
الأمور ، و السّياقة إلى الورد المورود . كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائقٌ وَ شَهِيدٌ
: سائق يسوقها إلى محشرها ، و شاهد يشهد عليها بعملها . ( الخطبة 83 ، 150 ) و ذلك يوم يجمع اللّه فيه الأوّلين و الآخرين ، لنقاش
الحساب و جزاء الأعمال . خضوعا قياما . قد ألجمهم العرق ، و رجفت بهم الأرض .
فأحسنهم حالا من وجد لقدميه موضعا ، و لنفسه متّسعا . (
الخطبة 100 ، 195 ) حتّى إذا بلغ الكتاب أجله ، و الأمر مقاديره . و ألحق آخر
الخلق بأوّله ، و جاء من أمر اللّه ما يريده من تجديد خلقه ، أماد السّماء و
فطرها و أرج الأرض و أرجفها ، و قلع جبالها و نسفها . و دكّ بعضها بعضا من هيبة
جلالته و مخوف سطوته . و أخرج من فيها ، فجدّدهم بعد إخلاقهم ، و جمعهم بعد
تفرّقهم . ثمّ ميّزهم لما يريد من مسألتهم عن خفايا الأعمال و خبايا الأفعال . و
جعلهم فريقين : انعم على هؤلاء ، و انتقم من هؤلاء . (
الخطبة 107 ، 211 ) اعملوا ليوم تذخر
له الذّخائر ، و تبلى فيه السّرائر . ( الخطبة 118 ،
228 ) و بالقيامة تزلف
الجنّة ( أي تقرّب ) و تبرّز الجحيم للغاوين . و
إنّ الخلق لا مقصر لهم عن القيامة ، مرقلين ( أي مسرعين
) في مضمارها إلى الغاية القصوى . ( الخطبة 154
، 274 ) قد شخصوا من
مستقرّ الأجداث ، و صاروا إلى مصائر الغايات . لكلّ دار أهلها ، لا يستبدلون بها
و لا ينقلون عنها . ( الخطبة 154 ، 274 ) فكأنّكم بالسّاعة
تحدوكم حدو الزّاجر بشوله ( الشول : جمع شائلة و هي من
الإبل ) . ( الخطبة 155 ، 276 ) عباد اللّه ، احذروا يوما تفحص فيه الأعمال ، و يكثر فيه
الزّلزال ، و تشيب فيه الأطفال . ( الخطبة 155 ، 277 ) فتأسّى متأسّ
بنبيّه ، و اقتصّ أثره ، و ولج مولجه ، و إلاّ فلا يأمن الهلكة . فإنّ اللّه جعل
محمّدا صلّى اللّه عليه و آله علما للسّاعة ، و
مبشّرا بالجنّة ، و منذرا بالعقوبة . ( الخطبة 158 ،
285 ) و إنّ السّاعة
تحدوكم من خلفكم . تخفّفوا تلحقوا ، فإنّما ينتظر بأوّلكم آخركم . ( الخطبة 165 ، 302 ) فإنّ الغاية
القيامة . و كفى بذلك واعظا لمن عقل ، و معتبرا لمن جهل . ( الخطبة 188 ، 351 ) فاللّه اللّه
عباد اللّه فإنّ الدّنيا ماضية بكم على سنن ، و أنتم و السّاعة في قرن ( كناية عن قرب القيامة ) . و كأنّها قد جأت بأشراطها
، و أزفت بأفراطها ، و وقفت بكم على صراطها . و كأنّها قد أشرفت بزلازلها ، و
أناخت بكلاكلها ، و انصرمت الدّنيا بأهلها ، و أخرجتهم من حضنها ، فكانت كيوم
مضى أو شهر انقضى . و صار جديدها رثّا ، و سمينها غثّا . في موقف ضنك المقام ، و
أمور مشتبهة عظام . و نار شديد كلبها . . ( الخطبة 188
، 351 ) . . . في يوم تشخص فيه الأبصار ، و تظلم له الأقطار ، و تعطّل
فيه صروم العشار ( و هي الناقة التي مضى على حملها عشرة
اشهر و اشرفت على الوضع ) . و ينفخ في الصّور ، فتزهق كلّ مهجة . و تبكم
كلّ لهجة ، و تذلّ الشّمّ الشّوامخ ، و الصّمّ الرّواسخ . فيصير صلدها سرابا
رقرقا ( اي مضطربا ) ، و معهدها ( اي المكان الذي كان يعهد وجودها فيه ) قاعا
سملقا ( اي مستويا ) ( أي ) ان تلك الجبال تنسف و يصير مكانها قاعا مستويا ) .
فلا شفيع يشفع ، و لا حميم ينفع ، و لا معذرة تدفع . (
الخطبة 193 ، 384 ) فكأنّما اطّلعوا
غيوب أهل البرزخ في طول الإقامة فيه ، و حقّقت القيامة عليهم عداتها . ( الخطبة 220 ، 421 ) إذا رجفت
الرّاجفة ، و حقّت بجلائلها القيامة ، و لحق بكلّ منسك أهله ، و بكلّ معبود
عبدته ، و بكلّ مطاع أهل طاعته . فلم يجز في عدله و قسطه يومئذ خرق بصر في
الهواء ، و لا همس قدم في الأرض ، إلاّ بحقّه . فكم حجّة يوم ذاك داحضة ، و
علائق عذر منقطعة . ( الخطبة 221 ، 424 ) و إنّما هي نفسي أروضها بالتّقوى ، لتأتي آمنة يوم الخوف
الأكبر ، و تثبت على جوانب المزلق ( أي الصراط )
. ( الخطبة 284 ، 506 )
|
|
( 69 ) الحساب و الجزاء
|
|
يراجع المبحث « 41 » الثواب و العقاب قال
الإمام علي ( ع ) : ألا و إنّ
الدّنيا دار . . ابتلي النّاس بها فتنة ، فما
أخذوه منها لها ( كالمال المجموع للذات ) ،
أخرجوا منه و حوسبوا عليه ، و ما أخذوه منها لغيرها (
كالمال المنفق في سبيل الخيرات ) ، قدموا عليه و اقاموا فيه ( اي أخذوا ثوابه في الآخرة نعيما مقيما ) ( الخطبة 61 ، 116 ) و ارعدت الأسماع
لزبرة الدّاعي ( اي صيحته ) إلى فصل الخطاب ، و
مقايضة الجزاء ، و نكال العقاب ، و نوال الثّواب . (
الخطبة 81 ، 1 ، 139 ) عباد اللّه ، زنوا أنفسكم من قبل أن توزنوا ، و حاسبوها
من قبل أن تحاسبوا . ( الخطبة 88 ، 160 ) و ذلك يوم يجمع
اللّه فيه الأوّلين و الآخرين لنقاش الحساب و جزاء الأعمال . خضوعا قياما ، قد
ألجمهم العرق ، و رجفت بهم الأرض . . . ( الخطبة 100 ، 195 ) إنّه ليس شي ء
بشرّ من الشّرّ إلاّ عقابه ، و ليس شي ء بخير من الخير إلاّ ثوابه . و كلّ شي ء
من الدّنيا سماعه أعظم من عيانه ، و كلّ شي ء من الآخرة عيانه أعظم من سماعه .
فليكفكم من العيان السّماع ، و من الغيب الخبر . (
الخطبة 112 ، 221 ) و أيم اللّه لئن
فررتم من سيف العاجلة ، لا تسلموا من سيف الآخرة . (
الخطبة 122 ، 233 ) و قال
( ع ) عن القرآن : و اعلموا
أنّه شافع مشفّع ، و قائل مصدّق . و أنّه من شفع له القرآن يوم القيامة شفّع فيه
، و من محل به القرآن يوم القيامة صدّق عليه . فإنّه ينادي مناد يوم القيامة : « ألا إنّ كلّ حارث مبتلى في حرثه و عاقبة عمله ، غير حرثة
القرآن » . فكونوا من حرثته و أتباعه . ( الخطبة
174 ، 313 ) فلم يجز ( و في رواية يجر ) في عدله و قسطه يومئذ خرق بصر في
الهواء ، و لا همس قدم في الأرض ، إلاّ بحقّه . فكم حجّة يوم ذاك داحضة ، و
علائق عذر منقطعة . ( الخطبة 221 ، 425 ) فكيف بكم لو
تناهت بكم الأمور ، و بعثرت القبور هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا
أَسْلَفَتْ ، وَ رُدُّوا إلى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ ، وَ ضَلَّ عَنْهُمْ
مَا كَانُوا يَفْترُون . ( الخطبة 224 ، 429 ) فإنّ اللّه تعالى
يسائلكم معشر عباده عن الصّغيرة من أعمالكم و الكبيرة ، و الظّاهرة و المستورة .
فإن يعذّب فأنتم أظلم ، و إن يعف فهو أكرم . ( الخطبة
266 ، 465 ) . . . و أنّ الدّنيا لم تكن لتستقرّ إلاّ على ما جعلها اللّه
عليه من النّعماء و الابتلاء ، و الجزاء في المعاد ، أو ما شاء ممّا لا تعلم . ( 270 ، 2 ، 478 ) و اعلم أنّ أمامك طريقا ذا مسافة بعيدة و مشقّة شديدة . و
أنّه لا غنى بك فيه عن حسن الارتياد ، و قدر بلاغك من الزّاد مع خفّة الظّهر .
فلا تحملنّ على ظهرك فوق طاقتك ، فيكون ثقل ذلك وبالا عليك . و إذا وجدت من أهل
الفاقة من يحمل لك زادك إلى يوم القيامة ، فيوافيك به غدا حيث تحتاج إليه
فاغتنمه و حمّله إيّاه ، و أكثر من تزويده و أنت قادر عليه ، فلعلّك تطلبه فلا
تجده . و اغتنم من استقرضك في حال غناك ليجعل قضاءه لك في يوم عسرتك . و اعلم أنّ أمامك عقبة كؤودا ، المخفّ فيها أحسن حالا من
المثقل ، و المبطي ء عليها أقبح حالا من المسرع . و أنّ مهبطك بها لامحالة إمّا
على جنّة أو على نار . فارتد لنفسك قبل نزولك ، و وطّي ء المنزل قبل حلولك ،
فليس بعد الموت مستعتب ، و لا إلى الدّنيا منصرف . (
الخطبة 270 ، 2 ، 481 ) و من كتاب له ( ع ) الى بعض عماله : فسبحان اللّه ،
أما تؤمن بالمعاد ؟ أو ما تخاف نقاش الحساب . ( الخطبة
280 ، 499 ) فضحّ رويدا ، فكأنّك قد بلغت المدى ، و دفنت تحت الثّرى ،
و عرضت عليك أعمالك بالمحلّ الّذي ينادي الظّالم فيه بالحسرة ، و يتمنّى المضيّع
فيه الرّجعة وَ لاَتَ حِينَ مَنَاصٍ . ( الخطبة 280 ،
499 ) و اللّه سبحانه
مبتدي ء بالحكم بين العباد ، فيما تسافكوا من الدّماء يوم القيامة . ( الخطبة 292 ، 5 ، 538 ) و إنّ اللّه
سبحانه يدخل بصدق النّيّة و السّريرة الصّالحة من يشاء من عباده الجنّة . ( 42 ح ، 573 ) |
|
( 70 ) الجنة و النار و صفة
أهلهما
|
|
قال الإمام علي ( ع ) : عن الملائكة : و منهم الحفظة لعباده ، و السّدنة لأبواب جنانه . ( الخطبة 1 ، 28 ) قال ( ع ) في صفة خلق آدم ( ع ) : ثمّ بسط اللّه
سبحانه له في توبته و لقّاه كلمة رحمته ، و وعده المردّ إلى جنّته . ( الخطبة 1 ، 31 ) ألا و إنّ الخطايا خيل شمس ، حمل عليها أهلها ، و خلعت
لجمها ، فتقحّمت بهم في النّار . ألا و إنّ التّقوى مطايا ذلل ، حمل عليها أهلها
، و أعطوا أزمّتها ، فأوردتهم الجنّة . ( الخطبة 16 ،
56 ) شغل من الجنّة و
النّار أمامه . ساع سريع نجا ، و طالب بطي ء رجا ، و مقصّر في النّار هوى . ( الخطبة 16 ، 57 ) و قال ( ع ) يذكر فضل الجهاد : أمّا بعد فإنّ الجهاد باب من أبواب الجنّة ، فتحه اللّه
لخاصّة أوليائه . ( الخطبة 27 ، 75 ) ألا و إنّ اليوم
المضمار ، و غدا السباق ، و السّبقة الجنّة ، و الغاية النّار . ( الخطبة 28 ، 79 ) ألا و إنّي لم أر
كالجنّة نام طالبها ، و لا كالنّار نام هاربها . (
الخطبة 28 ، 79 ) و ما بين أحدكم و
بين الجنّة أو النّار ، إلاّ الموت أن ينزل به . (
الخطبة 62 ، 117 ) و استحيوا من الفرّ ، فإنّه عار في الأعقاب ، و نار يوم
الحساب . ( الخطبة 64 ، 121 ) فكفى بالجنّة
ثوابا و نوالا ، و كفى بالنّار عقابا و وبالا . (
الخطبة 81 ، 2 ، 145 ) و أعظم ما هنالك بليّة ، نزول الحميم ، و تصلية الجحيم ،
و فورات السّعير ، و سورات الزّفير . لا فترة مريحة ، و لا دعة مزيحة ، و لا
قوّة حاجزة ، و لا مؤنة ناجزة ، و لا سنة مسلّية . بين أطوار الموتات و عذاب
السّاعات إنّا باللّه عائذون . ( الخطبة 81 ، 3 ، 147 ) و من
خطبة له ( ع ) يصف فيها الجنة : درجات
متفاضلات ، و منازل متفاوتات . لا ينقطع نعيمها ، و لا يظعن مقيمها ، و لا يهرم
خالدها ، و لا ييأس ساكنها . ( الخطبة 83 ، 150 ) من خطبة له ( ع ) في بيان قدرة اللّه : سبحانك خالقا و
معبودا بحسن بلائك عند خلقك ، خلقت دارا ( أي الجنة )
و جعلت فيها مأدبة : مشربا و مطعما ، و أزواجا و خدما و قصورا ، و أنهارا و
زروعا و ثمارا . ثمّ أرسلت داعيا يدعو إليها . . . (
الخطبة 107 ، 209 ) و يتابع الامام خطبته فيصف حال أهل الجنة و أهل النار :
فأمّا أهل الطّاعة فأثابهم بجواره ، و خلّدهم في داره . حيث لا يظعن النّزّال ( اي لا يسافرون ) و لا تتغيّر بهم الحال . و لا
تنوبهم الأفزاع ، و لا تنالهم الأسقام . و لا تعرض لهم الأخطار ، و لا تشخصهم
الأسفار ( أي تزعجهم ) . و أمّا أهل المعصية
فأنزلهم شرّ دار ، و غلّ الأيدي إلى الأعناق ، و قرن النّواصي بالأقدام ، و
ألبسهم سرابيل القطران ، و مقطّعات النّيران . في عذاب قد اشتدّ حرّه ، و باب قد
أطبق على أهله ، في نار لها كلب و لجب ، و لهب ساطع ، و قصيف هائل ( أي صوت شديد ) . لا يظعن مقيمها و لا يفادى أسيرها ،
و لا تفصم كبولها . لا مدّة للدّار فتفنى ، و لا أجل للقوم فيقضى . الخطبة 107 ، 212 ) و دعا إلى الجنّة
مبشّرا ، و خوّف من النّار محذّرا ( الخطبة 107 ، 212 ) من استقام فإلى
الجنّة ، و من زلّ فإلى النّار . ( الخطبة 117 ، 228 ) و اتّقوا نارا
حرّها شديد ، و قعرها بعيد ، و حليتها حديد ، و شرابها صديد . ( الخطبة 118 ، 228 ) الجنّة تحت أطراف
العوالي ( أي الرماح ) . ( الخطبة 122 ، 233 ) و قال
( ع ) عن علم اللّه : و من يكون
في النّار حطبا ، أو في الجنان للنّبيّين مرافقا . (
الخطبة 126 ، 239 ) ازدحموا على
الحطام ، و تشاحّوا على الحرام ، و رفع لهم علم الجنّة و النّار ، فصرفوا عن
الجنّة وجوههم ، و أقبلوا إلى النّار بأعمالهم . و دعاهم ربّهم فنفروا و ولّوا ،
و دعاهم الشّيطان فاستجابوا و أقبلوا . ( الخطبة 142 ،
256 ) و إنّما الأئمة
قوّام اللّه على خلقه ، و عرفاؤه على عباده ، و لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفهم و
عرفوه ، و لا يدخل النّار إلاّ من أنكرهم و أنكروه . (
الخطبة 150 ، 267 ) فإن أطعتموني ،
فإنّي حاملكم إن شاء اللّه على سبيل الجنّة ، و إن كان ذا مشقّة شديدة ، و مذاقة
مريرة ( الخطبة 154 ، 273 ) فالجنّة غاية السّابقين ، و النّار غاية المفرّطين . ( الخطبة 155 ، 277 ) و إنّي
سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول : « يؤتى يوم القيامة بالإمام الجائر ، و ليس معه نصير و لا عاذر ، فيلقى في
نار جهنّم ، فيدور فيها كما تدور الرّحى ، ثمّ يرتبط في قعرها » ( الخطبة 162 ، 292 ) و قال
( ع ) في صفة الجنة : فلو رميت
ببصر قلبك نحو ما يوصف لك منها لعزفت نفسك عن بدائع ما أخرج إلى الدّنيا من
شهواتها و لذّاتها ، و زخارف مناظرها . و لذهلت ( أي
النفس ) بالفكر في اصطفاق أشجار غيّبت عروقها في كثبان المسك على سواحل
أنهارها ، و في تعليق كبائس ( جمع كباسة و هي عنقود
التمر في النخلة ) أللّؤلؤ الرّطب في عساليجها (
اي غصونها ) و أفنانها . و طلوع تلك الثّمار مختلفة في غلف أكمامها ( جمع كم و هو وعاء الطلع ) تجنى من غير تكلّف فتأتي
على منية مجتنيها . و يطاف على نزّالها في أفنية قصورها بالأغسال المصفّقة ( أي المصفاة ) و الخمور المروّقة . قوم لم تزل
الكرامة تتمادى بهم حتّى حلوّ دار القرار ، و أمنوا نقلة الأسفار . فلو شغلت
قلبك أيّها المستمع بالوصول إلى ما يهجم عليك من تلك المناظر المونقة ( أي المعجبة ) لزهقت نفسك شوقا إليها ، و لتحمّلت من
مجلسي هذا إلى مجاورة أهل القبور استعجالا بها . الفرائض الفرائض
، أدّوها إلى اللّه تؤدّكم إلى الجنّة ( الخطبة 165 ،
301 ) العار وراءكم ، و
الجنّة أمامكم . ( الخطبة 169 ، 306 ) فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه
و آله كان يقول « إنّ الجنّة حفّت بالمكاره ، و إنّ النّار حفّت
بالشّهوات » . ( الخطبة 174 ، 312 ) . . . في دار اصطنعها لنفسه . ظلّها عرشه ، و نورها بهجته . و
زوّارها ملائكته ، و رفقاؤها رسله . ( الخطبة 181 ، 331
) أفرأيتم جزع أحدكم من الشّوكة تصيبه ، و العثرة تدميه ، و
الرّمضاء تحرقه ؟ فكيف إذا كان بين طابقين من نار ، ضجيع حجر ، و قرين شيطان .
أعلمتم أنّ مالكا إذا غضب على النّار حطم بعضها بعضا لغضبه ، و إذا زجرها توثّبت
بين أبوابها جزعا من زجرته . ( الخطبة 181 ، 332 ) في موقف ظنك المقام ، و أمور مشتبهة عظام . و نار شديد
كلبها ، عال لجبها ، ساطع لهبها ، متغيّظ زفيرها ، متأجّج سعيرها ، بعيد خمودها
، ذاك وقودها ، مخوف وعيدها ، عم قرارها ، مظلمة أقطارها ، حامية قدورها ، فظيعة
أمورها . وَ سِيقَ الَّذِين اتَّقُوا رَبَّهُمْ إلى الْجَنَّةِ زُمَراً قد أمن
العذاب ، و انقطع العتاب ، و زحزحوا عن النّار . و اطمأنّت بهم الدّار ، و رضوا
المثوى و القرار . الّذين كانت أعمالهم في الدّنيا زاكية ، و أعينهم باكية . فإنّ التّقوى في
اليوم الحرز و الجنّة ، و في غد الطّريق إلى الجنّة . (
الخطبة 189 ، 354 ) و قال ( ع ) عن الحج : و تمحيصا بليغا جعله اللّه سببا
لرحمته ، و وصلة إلى جنّته . ( الخطبة 190 ، 2 ، 365 ) و قال
( ع ) يصف المتقين : عظم
الخالق في أنفسهم ، فصغر ما دونه في أعينهم . فهم و الجنّة كمن قد رآها ، فهم
فيها منعّمون . و هم و النّار كمن قد رآها ، فهم فيها معذّبون . ( الخطبة 191 ، 377 ) فإذا مرّوا بآية
فيها تشويق ركنوا إليها طمعا ، و تطلّعت نفوسهم إليها شوقا ، و ظنّوا أنّها نصب
أعينهم . و إذا مرّوا بآية فيها تخويف ، أصغوا إليها مسامع قلوبهم ، و ظنّوا أنّ
زفير جهنّم و شهيقها في أصول آذانهم . ( الخطبة 191 ،
377 ) ألا تسمعون إلى
جواب أهل النّار حين سئلوا : مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ؟ قَالوا : لَمْ نَكُ
مِنَ الْمُصَلَّينَ . الخطبة 197 ، 392 ) و أمّا قولك إنّ
الحرب قد أكلت العرب إلاّ حشاشات أنفس بقيت ، ألا و من أكله الحقّ فالى الجنّة ،
و من أكله الباطل فإلى النّار . ( الخطبة 256 ، 455 ) فمن أقرب إلى
الجنّة من عاملها ، و من أقرب إلى النّار من عاملها . و أنتم طرداء الموت ، إن
أقمتم له أخذكم ، و إن فررتم منه أدرككم ، و هو ألزم لكم من ظلّكم . الموت معقود بنواصيكم ، و الدّنيا تطوى من خلفكم .
فاحذروا نارا قعرها بعيد ، و حرّها شديد ، و عذابها جديد . دار ليس فيها رحمة ،
و لا تسمع فيها دعوة ، و لا تفرّج فيها كربة . ( الخطبة
266 ، 466 ) و منّا سيّدا
شباب أهل الجنّة ، و منكم صبية النّار . و منّا خير نساء العالمين ، و منكم
حمّالة الحطب . ( الخطبة 267 ، 469 ) و اعلم أنّ أمامك
عقبة كؤودا ، المخفّ فيها أحسن حالا من المثقل ، و المبطى ء عليها أقبح حالا من
المسرع ، و أنّ مهبطك بها لا محالة ، إمّا على جنّة أو على نار . فارتد لنفسك
قبل نزولك ، و وطّي ء المنزل قبل حلولك ، فليس بعد الموت مستعتب ، و لا إلى
الدّنيا منصرف . ( الخطبة 270 ، 2 ، 481 ) و لأضربنّك بسيفي
الّذي ما ضربت به أحدا إلاّ دخل النّار . ( الخطبة 280
، 499 ) و اعلم أنّ ما قرّبك
من اللّه يباعدك من النّار ، و ما باعدك من اللّه يقرّبك من النّار . ( الخطبة 315 ، 563 ) فمن اشتاق إلى
الجنّة سلا عن الشّهوات ، و من أشفق من النّار اجتنب المحرّمات . ( 30 ح ، 569 ) و إنّ اللّه
سبحانه يدخل بصدق النّيّة و السّريرة الصّالحة من يشاء من عباده الجنّة . ( الخطبة 42 ح ، 573 ) و قال ( ع ) عن الدنيا : اكتسبوا فيها الرّحمة ، و
ربحوا فيها الجنّة . ( 131 ح ، 591 ) و من قرأ القرآن فمات فدخل النّار ، فهو ممّن كان يتّخذ
آيات اللّه هزوا . ( 228 ح ، 607 ) و من كثر كلامه
كثر خطؤه ، و من كثر خطؤه قلّ حياؤه ، و من قلّ حياؤه قلّ ورعه ، و من قلّ ورعه
مات قلبه ، و من مات قلبه دخل النّار . ( 349 ح ، 636 ) إنّ اللّه سبحانه
وضع الثّواب على طاعته ، و العقاب على معصيته ، ذيادة لعباده عن نقمته ، و حياشة
لهم إلى جنّته . ( 368 ح ، 640 ) ما خير بخير بعده النّار ، و ما شرّ بشرّ بعده الجنّة . و
كلّ نعيم دون الجنّة فهو محقور ، و كلّ بلاء دون النّار عافية . ( 387 ح ، 645 ) إنّ أعظم الحسرات يوم القيامة ، حسرة رجل كسب مالا في غير
طاعة اللّه ، فورثه رجل فأنفقه في طاعة اللّه سبحانه ، فدخل به الجنّة ، و دخل
الأوّل به النّار . ( 429 ح ، 653 ) و قال ( ع ) عن الدنيا : ألا حرّ يدع هذه اللّماظة ( أي
بقية الطعام في الفم ) لأهلها ؟ إنّه ليس لأنفسكم ثمن إلاّ الجنّة ، فلا
تبيعوها إلاّ بها . ( 456 ح ، 658 ) |